أحداث الثلاثاء 27 أيلول 2016
تدمير ممنهج وتجويع في حلب
لندن، موسكو، بيروت، دمشق، الرياض – «الحياة»، رويترز، أ ف ب
استمرت طائرات روسية وسورية في شن غاراتها على الأحياء الشرقية في حلب مع تركيز غارات فجر أمس على استهداف منهجي للبنية التحتية والمستشفيات الميدانية لحرمان المدنيين من القدرة على مواجهة الحصار، في وقت أفيد بأن الرئيس بشار الأسد عيّن العميد إياد مندو رئيساً لفرع الاستخبارات الجوية في حلب خلفاً للواء أديب سلامة الذي نقل إلى دمشق وعين معاوناً لرئيس الجهاز اللواء جميل حسن. وخرجت الدفعة الأخيرة من عناصر المعارضة مع عائلاتهم من حي الوعر في حمص إلى ريف المدينة بالتزامن مع دخول مساعدات إلى قرى في ريفي دمشق وإدلب بموجب اتفاق بين فصائل معارضة ودمشق.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن الطيران المروحي «قصف بالبراميل المتفجرة مناطق في أحياء الميسر والهلك وباب الحديد والكلاسة وبستان القصر والعريان في حلب القديمة في مدينة حلب». وأشار إلى أنباء عن «خروج مستشفى عمر بن عبد العزيز الميداني في حي المعادي عن الخدمة جراء استهداف طائرات حربية ومروحية لمنطقة المستشفى ظهراً». واستهدف القصف محطة لتكرير المياه. وقال رئيس «المجلس المحلي في حلب» بريتا الحاج حسن: «محطة باب النيرب التي تغذي المناطق المحررة منذ ثلاثة أيام استهدفها النظام. السكان يعتمدون على مياه الآبار غير الصالحة للشرب والتي كانت تستخدم لأغراض أخرى مثل الغسيل والتنظيف… الآن يعتمدون عليها للشرب».
وتفاقمت معاناة المدنيين جراء حصار أحياء حلب الشرقية وتصعيد القصف عليها. وقال حسن ياسين، وهو أب لأربعة أطفال يقيم في حي الفردوس لوكالة «فرانس برس»: «تحملنا القصف على مدار السنوات الماضية، ولم ننزح من حلب إلى مكان آخر. واليوم بالإضافة إلى القصف يقوم النظام بتجويعنا». وأوضح الرجل الأربعيني بانفعال وهو يختبئ مع أسرته خوفاً من الغارات في محل في أسفل المبنى الذي يقطن في الطابق الثالث منه: «لا خبز ولا طعام ولا مياه صالحة للشرب».
واستهدفت عشرات الغارات بعد منتصف ليل الأحد- الاثنين الأحياء الشرقية للمدينة المحاصرة منذ شهرين تقريباً. وأحصى «المرصد» «عشرات الضربات الجوية»، ما رفع عدد الضحايا منذ ليل الخميس إلى 128 بينهم عشرون طفلاً، و500 جريح. وقال مراسل لـ «فرانس برس» في الأحياء الشرقية إن الغارات اشتدت فجراً، خصوصاً في حيي سيف الدولة والمشهد حيث تسببت باندلاع حرائق كبيرة. وقال بيبرس مشعل وهو عامل في «الدفاع المدني»: «الوضع نفسه منذ سبعة أيام على مستوى القصف، وخصوصاً بالليل يشتد القصف… طبعاً مع استخدام كل أنواع الأسلحة، الفوسفور والنابالم والعنقودي». وقال بريتا حاج حسن إن «الوضع في حلب مأسوي جداً وكارثي… الطيران لا يغادر الجو نهائياً. الشوارع شبه مغلقة والحركة تكاد تكون معدومة والحياة مشلولة. الكل ملتزم بيته والصواريخ تستهدف حتى الأقبية والملاجئ التي رتبناها ليختبئ فيها الناس. هذا أمر غير طبيعي».
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أنه جرى أمس إجلاء الدفعة الثانية من عناصر المعارضة عن حي الوعر آخر معقل لهم في حمص. وأشار «المرصد» إلى أن نحو 100 عنصر كانوا بين المجموعة التي غادرت منطقة الوعر إلى المناطق الريفية في حمص. وكانت دفعة أولى من نحو 120 عنصراً وعائلاتهم غادرت المنطقة الخميس.
وقال «المرصد» إن الشاحنات التي تحمل المساعدات الغذائية والإنسانية ضمن قوافل مساعدات دخلت إلى بلدتي كفريا والفوعة بريف إدلب المحاصرتين من فصائل معارضة، ومدينتي مضايا والزبداني في ريف دمشق المحاصرتين من قوات النظام و «حزب الله».
وكان لافتاً أن اتفاقي المصالحة في حي الوعر وإدخال المساعدات في ريفي دمشق وإدلب جرياً من دون تنسيق مع الأمم المتحدة أو الاتفاق الأميركي- الروسي الذي انهار قبل أيام.
إلى ذلك، قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: «النبرة العامة وخطاب مندوبي بريطانيا والولايات المتحدة (في مجلس الأمن مساء أول من أمس) غير مقبولين ويضران بعلاقاتنا». وتابع بيسكوف الذي أشار إلى «الوضع المعقد بشكل خاص في سورية»، أن الفصائل المقاتلة استغلت الهدنة «لرص الصفوف وتجديد ترسانتها» قبل شن هجمات جديدة.
وفي الرياض، دانت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بشدة، الحرب العدوانية المدمرة التي يقوم بها النظام السوري المجرم وحلفاؤه ضد الشعب السوري الأعزل في عموم سورية وفي حلب على وجه الخصوص. وشددت في بيان على أنها حرب همجية وحشية لا تدل على تحقيق نصر بمقدار ما تدل على اليأس الذي أحاط بالمعتدين، مؤكدة أن نظام دمشق المجرم وحلفاءه تجاوز كل الأعراف والمعايير والقوانين بارتكابه أبشع الجرائم التي أسفرت عن مآس ونكبات وقتل مئات الآلاف وتشريد لملايين البشر.
الغارات الجوية مستمرة على حلب الشرقية و30 طبيباً فقط لمعالجة الضحايا
المصدر: (و ص ف، رويترز)
تتفاقم معاناة سكان أحياء حلب الشرقية تحت وطأة الغارات الكثيفة التي تشنّها طائرات روسية وسورية منذ أيام، لندرة الخبز والمواد الغذائية الرئيسية، والنقص في المستلزمات الطبية الضرورية.
وأفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان القصف أسفر عن مقتل 12 مدنياً، فارتفعت حصيلة القتلى منذ اعلان الجيش السوري الخميس بدء هجوم على الاحياء الشرقية للمدينة من أجل استعادة السيطرة عليها الى 140 قتيلا على الاقل معظمهم من المدنيين.
وأوضح ان عدد القتلى في مدينة حلب ومحافظتها منذ تجدد القصف قبل أسبوع مع انهيار هدنة جديدة أرساها اتفاق بين واشنطن وموسكو، ارتفع الى 248.
وتزداد معاناة نحو 250 الف شخص يقيمون في الاحياء الشرقية مع شح إضافي في المواد الغذائية الرئيسية وارتفاع أسعار ما توافر منها.
وقبل حملة القصف الاخيرة، كان عدد كبير من السكان يعتمد جزئياً على وجبات العدس والبرغل والارز التي تعدها جمعيات خيرية تتوزع على احياء عدة. لكن هذه الجمعيات أوقفت عملها نظراً الى كثافة الغارات، وخصوصاً بعد استهداف صف من الناس أمام مخزن لشراء اللبن الاحد في حي بستان القصر، مما تسبب بمقتل سبعة اشخاص على الاقل.
ولم تدخل أي مساعدات انسانية الى شرق حلب منذ نحو شهرين، وقت لا تزال قافلة انسانية تابعة للامم المتحدة تنتظر عند الحدود التركية – السورية فتح طريق لها الى حلب الشرقية.
وترتب الحملة الجوية الكثيفة ضغطاً اضافياً على المستشفيات الرئيسية والبالغ عددها ثلاثة.
وقال أطباء سوريون إن 30 طبيبا فقط لا يزالون في شرق حلب حيث تشتد حاجتهم إلى المستلزمات الطبية والجراحية لعلاج مئات الجرحى من السكان المحاصرين. وأضافوا أن ما لا يقل عن 40 مصابا في المستشفيات الثمانية التي لا تزال عاملة – وبعضها مراكز موقتة مقامة تحت الأرض خوفاً من الغارات الجوية والقصف – تقتضي حالاتهم الإجلاء الطبي.
وقال عبد الرحمن العمر وهو طبيب أطفال يعمل لحساب الجمعية الطبية السورية- الأميركية في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في إفادة صحافية في جنيف: “هناك 30 طبيبا لا يزالون داخل شرق مدينة حلب”.
ويفتقر هؤلاء الأطباء الأجهزة وأدوية الطوارئ لعلاج حالات الصدمة الكثيرة وهناك وقود يكفي لتشغيل مولدات المستشفيات 20 يوما فقط. ويعتني طبيب نساء واحد وطبيبا أطفال فقط بالنساء الحوامل و85 ألف طفل.
وصرحت إلسي بيكر من منظمة “فيزيشانز فور هيومان رايتس” : “الاعتداءات المنهجية والواسعة النطاق على المستشفيات والأطباء التي تقوم به قوات الحكومة السورية بشكل أساسي منعت مئات الآلاف إن لم يكن الملايين من الحصول على الرعاية الصحية”.
ادخال مساعدات
وفي مناطق أخرى، أدخلت مساعدات الاحد للمرة الاولى منذ ستة أشهر الى اربع مناطق محاصرة هي مضايا والزبداني اللتين تحاصرهما القوات السورية في محافظة دمشق والفوعة وكفريا اللتين تحاصرهما فصائل معارضة في محافظة ادلب.
وفي حمص خرج 131 مقاتلاً معارضاً مع عائلاتهم من حي الوعر آخر معقل للفصائل المقاتلة في المدينة، كما اعلن مصدر في المحافظة، وذلك للمرة الثالثة منذ بدء تطبيق اتفاق بين الحكومة والمعارضة المسلحة في كانون الاول من العام الماضي.
موسكو ترد على الانتقادات
وتتعرض دمشق وموسكو لانتقادات دولية قاسية في ضوء التصعيد الاخير.
ورد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف على هذه الانتقادات قائلاً إن “النبرة العامة وخطاب مندوبي بريطانيا والولايات المتحدة (في الامم المتحدة) غير مقبولين ويضران بعلاقاتنا”. ولفت الى ان الوضع في سوريا “معقد بشكل استثنائي” وأبدى الاسف لانه “لم يتم حتى الان الفصل بين ما يسمى المعارضة المعتدلة والارهابيين”.
كيري
ورفض وزير الخارجية الأميركي جون كيري ما أدلى به نظيره السوري وليد المعلم من أن حكومته مستعدة للمشاركة في حكومة وحدة وذلك نظراً إلى استمرار قصفها لمدينة حلب.
وصرح للصحافيين في قرطاجنة خلال زيارة لكولومبيا لحضور مراسم توقيع اتفاق سلام بين الحكومة الكولومبية ومتمردي “القوات المسلحة الثورية الكولومبية” (فارك) :”تصريحات نظام الأسد لا معنى لها تقريباً في هذا التوقيت…لذلك سيتعين علينا أن نرى إن كان سيظهر في الأيام المقبلة أي شيء ينم عن نهج مختلف من الروس أو من النظام”. وقال: “لا أعتقد أن المعارضة ستكون متحمسة للتفاوض وقت تتعرض للقصف والتجويع… بينما يقصفون حلب ويسقطون القنابل دونما تمييز ويقتلون النساء والأطفال، إن الحديث عن حكومة وحدة معقد للغاية”.
وفي مقابلة مع قناة “الميادين” التي تتخذ بيروت مقراً لها، قال المعلم إن حكومة دمشق اقترحت خريطة طريق سياسية من شأنها أن تضع نهاية للحرب المستمرة منذ أكثر من خمس سنوات في سوريا. وأعلن أن دمشق ستدعم فكرة تنظيم استفتاء على دستور جديد تليه انتخابات نيابية وتأليف حكومة وحدة.
حلب الشرقية تعاني نقصاً في الغذاء والدواء والفرق الطبيّة المرهقة تعمل بأقصى قدرتها
المصدر: (و ص ف، رويترز)
تتفاقم معاناة سكان أحياء حلب الشرقية تحت وطأة الغارات الكثيفة التي تشنها طائرات روسية وسورية منذ أيام، نظراً الى ندرة الخبز والمواد الغذائية الرئيسية، والنقص في الدم والمستلزمات الطبية الضرورية.
لليلة الرابعة، استهدفت عشرات الغارات بعد منتصف ليل الاحد – الاثنين الأحياء الشرقية في مدينة حلب التي تحاصرها قوات النظام السوري منذ شهرين تقريباً.
وأحصى “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له “عشرات الضربات الجوية” التي استهدفت أحياء عدة في شرق المدينة، متسببة بمقتل شخصين على الاقل واصابة آخرين بجروح، مما يرفع عدد الضحايا منذ ليل الخميس الى 128 بينهم 20 طفلاً، و500 جريح.
وقال مراسل “وكالة الصحافة الفرنسية” في الاحياء الشرقية ان الغارات اشتدت فجراً وخصوصاً في حيي سيف الدولة والمشهد حيث تسببت بحرائق كبيرة.
وشهدت الاحياء الشرقية تصعيداً للغارات الجوية منذ اعلان الجيش السوري الخميس بدء هجوم على هذه الاحياء من أجل استعادة السيطرة عليها.
وتزداد معاناة نحو 250 الف شخص يقيمون في الاحياء الشرقية مع شح إضافي في المواد الغذائية الرئيسية وارتفاع أسعار ما توافر منها. وأعلن صندوق الامم المتحدة لرعاية الطفولة “يونيسيف” ان الغارات تسببت بتوقف محطة ضخ مياه رئيسية عن العمل السبت.
وقبل حملة القصف الاخيرة، كان عدد كبير من السكان يعتمد جزئياً على وجبات العدس والبرغل والارز التي تعدها جمعيات خيرية تتوزع على احياء عدة. لكن هذه الجمعيات أوقفت عملها جراء كثافة الغارات، وخصوصاً بعد استهداف صف من الناس أمام مخزن لشراء اللبن الاحد في حي بستان القصر، مما أدى الى مقتل سبعة أشخاص على الاقل.
ولم تدخل أي مساعدات انسانية الى شرق حلب منذ نحو شهرين، وقت لا تزال قافلة انسانية تابعة للامم المتحدة تنتظر عند الحدود التركية – السورية فتح طريق لها الى حلب الشرقية.
وأفاد مراسل “وكالة الصحافة الفرنسية” ان سعر ربطة الخبز التي تضم سبعة أرغفة ارتفع من 350 ليرة سورية (0,70 دولار) مطلع الاسبوع الماضي الى 500 ليرة (دولار) أمس، فيما باتت سلع اخرى كاللحوم والسكر غير موجودة اطلاقا.
وترتب الحملة الجوية الكثيفة ضغطاً اضافياً على المستشفيات الرئيسية البالغ عددها ثلاثة على الاقل. ونقل مراسل “وكالة الصحافة الفرنسية” عن مصدر طبي أن المستشفيات العاملة “تعاني ضغطاً هائلاً جراء العدد الكبير من الجرحى والنقص الحاصل في اكياس الدم”. وأضاف ان “اقسام العناية المشددة باتت ممتلئة بالمصابين ويجري كل مستشفى ثلاثين عملية جراحية في اليوم الواحد منذ بدء الغارات”.
ومع تعرض العشرات لاصابات وخصوصاً في الاطراف، تزداد وطأة عدم وجود جراحين متخصصين في الشرايين والاوعية الدموية في شرق المدينة.
وقال المصدر الطبي: “جراء هذا الواقع، يتم التعامل مع الاصابات الخطيرة بعمليات بتر فوراً”.
ونسبت منظمة “سايف ذي تشيلدرن” الى طبيب في شرق حلب يدعى ابو رجب ان “الجرحى ممددون على الارض… والفرق الطبية المرهقة تعمل بأقصى قدرتها على التحمل”، لافتا الى ان نصف المصابين في المستشفيات هم من الاطفال.
روسيا قلقة من تجميع “الارهابيين” قواهم في ظل الهدنة وتنتقد مواقف واشنطن ولندن ولا تعتبر وقف النار ميتاً
المصدر: (و ص ف، رويترز، روسيا اليوم)
قال الكرملين أمس إنه يشعر بقلق بالغ من الوضع في سوريا حيث يستغل “الإرهابيون” أي وقف للنار لإعادة تنظيم صفوفهم وشن هجمات على قوات الحكومة.
وصرح الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف في مؤتمر عبر الهاتف: “الكرملين يرى أن الوضع معقد جداً… نحن في الأساس قلقون من… أن يستغل الإرهابيون أي وقف للنار لإعادة تنظيم صفوفهم وإعادة ملء ترسانات أسلحتهم للإعداد بشكل واضح لشن هجمات”.
وانهار وقف للنار توسطت فيه موسكو وواشنطن الأسبوع الماضي. واتهمت الولايات المتحدة روسيا الأحد بالوحشية بعدما أغارت طائرات حربية تدعم القوات الحكومية على حلب، ورأت موسكو أن إنهاء الحرب في سوريا شبه مستحيل.
وقال بيسكوف إن قوات المعارضة المعتدلة لم تنفصل عن الإرهابيين، مجدداً لوم موسكو للولايات المتحدة لعدم وفائها بتعهدها دفع الجماعات المسلحة التي تمارس نفوذها عليها للانفصال عن المقاتلين المتشددين. وأضاف: “ونتيجة عدم الفصل بين المعتدلين والإرهابيين يواصل الإرهابيون انتهاكاتهم ويواصلون هجماتهم… ومن الطبيعي أن تستمر الحرب على الإرهاب ويجب ألا تتوقف”.
وكرر وزيرا خارجية فرنسا وبريطانيا انتقادات الولايات المتحدة لروسيا الأحد وقالا إنها قد تكون ارتكبت جرائم حرب.
وحذر بيسكوف من أن الإدانة الغربية الشديدة قد تعطل أي حل للأزمة السورية وقد تضر بالعلاقات الثنائية مع روسيا. وأكد أن موسكو لا ترى “أي فرصة على الإطلاق” لعقد قمة في شأن سوريا. وقال: “وقف النار، ويا للأسف، لم يكن فعالاً ما يكفي حتى الآن… ومع ذلك فإن موسكو لم تفقد الأمل، والأهم هو عدم فقدان الإرادة السياسية لبذل كل جهد ممكن من أجل بدء عملية متواصلة لتسوية سياسية في سوريا. (لكن) الأمر صعب للغاية حتى الآن”.
لافروف
وصرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأنه من السابق لأوانه اعتبار الاتفاق الروسي – الأميركي حول سوريا ميتاً، وأن موسكو لا تزال متمسكة بالحل السياسي.
وقال في مقابلة مع شبكة “إن تي في” الروسية للتلفزيون إنه لا يعتقد أن الأميركيين يعتبرون الاتفاق ميتاً: “على الأقل إننا لا نزال متمسكين بالاتفاقات التي تم التوصل إليها خلال الأشهر الأخيرة والتي تمكنا من صياغتها نهائيا بعد توافق الرئيسين بوتين وأوباما على المسائل المبدئية العالقة خلال لقائهما في 6 أيلول”.
لكنه لاحظ أن خطوات واشنطن الأخيرة تدل على رغبتها في طرح شروط إضافية للبدء بتنفيذ الاتفاق حول سوريا. ورفض هذا التوجه مشدداً على أن الاتفاق بشكله النهائي يعطي الأولوية للفصل بين المعارضة المعتدلة والإرهابيين.
وأعرب في اعتقاده أن الولايات المتحدة لم تعد تلعب دورها غير المنحاز كأحد الرئيسين المناوبين لمجموعة دعم سوريا، بل تلعب “في مرماها” فقط. وخلص الى أن العسكريين الأميركيين ربما لا يصغون الى أوباما، مرجحا أن تكون الجلسة الأخيرة لمجلس الأمن تهدف إلى صرف الانتباه عن غارة الائتلاف الدولي على مواقع الجيش السوري بدير الزور.
وأكد أن موسكو تصر على إجراء تحقيق دقيق في ملابسات استهداف قافلة مساعدات إنسانية في حلب في 19 أيلول. ولفت إلى أن الجلسة الأخيرة لمجلس الأمن جاء بعدما كانت الأزمة السورية حاضرة خلال كل المناقشات الرفيعة المستوى تقريباً في إطار أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة، بما في ذلك جلسة مجلس الأمن على مستوى وزراء الخارجية واجتماعان لمجموعة الدعم الدولية.
الجيش السوري الحر يجسد انتهاكات تنظيم الدولة بعمل مسرحي في جرابلس
حلب- الأناضول- جسّد “الجيش السوري الحر”، التابع للمعارضة، من خلال مسرحية عرضها، الثلاثاء، في مدينة جرابلس بمحافظة حلب شمالي سوريا، معاناة سكان المدينة حينما كانت تحت سيطرة تنظيم “الدولة الاسلامية” الإرهابي، قبل تحريرها في آب/ أغسطس الماضي، في إطار عملية “درع الفرات”.
ومن خلال الأدوات البسيطة المتوفرة لديهم، وبإمكانات محدودة، أعدّ 10 أفراد من “الجيش الحر”، مسرحاً وسط جرابلس، مثّلوا فيه الاضطهاد الذي تعرض له سكان المدينة من قبل عناصر التنظيم.
خشبة المسرح كانت من ألواح خشبية بسيطة، وضع فوقها قطع من القماش والسجاد، وبعض الكراسي، في الوقت الذي تسابق أطفال ونساء جرابلس لمتابعة العمل المسرحي الأول من نوعه في المدينة، عقب تطهيرها من “داعش”، بالتدافع للصفوف الأولى، في حين فضل البعض المتابعة من شرف وأسطح منازلهم.
وقال يونس جمعة، أحد أفراد الجيش الحر الممثلين في العرض، للأناضول، إنهم يسعون جاهدين من أجل جعل جرابلس مدينة ملائمة للعيش، مشيرا إلى أنهم سيسعون ليكون هناك عرض مسرحي كلما سنحت الفرصة تماشيا مع الاهتمام الذي أبداه الأهالي.
وأضاف أن العمل الأول جسّد ممارسات “داعش” لأهالي المنطقة، حيث كانت تجربة جيدة لهم، معرباً عن أملهم في تحسين أدائهم وسردهم قضايا تمس المواطنيين خلال الأعمال القادمة.
ودعماً لقوات “الجيش السوري الحر”، أطلقت وحدات من القوات الخاصة في الجيش التركي، بالتنسيق مع القوات الجوية للتحالف الدولي، فجر 24 أغسطس/ آب الماضي، حملة عسكرية في مدينة جرابلس (شمال سوريا)، تحت اسم “درع الفرات”، تهدف إلى تطهير المدينة والمنطقة الحدودية من المنظمات الإرهابية، وخاصة تنظيم “داعش” الذي يستهدف الدولة التركية ومواطنيها الأبرياء.
ونجحت العملية، خلال ساعات، في تحرير المدينة ومناطق مجاورة لها، كما تم لاحقاً تحرير كل الشريط الحدودي ما بين مدينتي جرابلس وإعزاز السوريتين، وبذلك لم يبقَ أي مناطق متاخمة للحدود التركية تحت سيطرة “داعش”.
مشافي حلب تضيق بجرحى الغارات السورية والروسية وكيري يشكّك باقتراح النظام المشاركة في حكومة وحدة
عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: رفض وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، أمس الاثنين، ما أشار إليه نظيره السوري وليد المعلم بأن حكومته مستعدة للمشاركة في حكومة وحدة، وذلك بالنظر إلى استمرار قصفها لمدينة حلب.
وقال كيري للصحافيين في قرطاجنة خلال زيارة إلى كولومبيا لحضور مراسم توقيع اتفاق سلام بين الحكومة الكولومبية ومتمردي القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) «تصريحات نظام الأسد لا معنى لها تقريبا في هذا التوقيت.لذلك سيتعين علينا أن نرى إن كان سيظهر في الأيام المقبلة أي شيء ينم عن نهج مختلف من الروس أو من النظام».
ويتزامن هجوم للحكومة السورية لاستعادة كامل حلب – بدعم جوي روسي وبري إيراني – مع قصف يصفه السكان بأنه لم يسبق له مثيل في ضراوته.
وقال كيري «لا أعتقد أن المعارضة ستكون متحمسة تجاه التفاوض في وقت يتعرضون فيه للقصف والتجويع».
وفي مقابلة مع قناة الميادين التي تعمل انطلاقا من لبنان، قال المعلم إن حكومة دمشق اقترحت خارطة طريق سياسية من شأنها أن تضع نهاية للحرب المستمرة منذ أكثر من خمس سنوات في سوريا.
وأضاف أن دمشق ستدعم فكرة تنظيم استفتاء على دستور جديد تليه انتخابات برلمانية وتشكيل حكومة وحدة.
وقال كيري «بينما يقصفون حلب ويسقطون القنابل دونما تمييز ويقتلون النساء والأطفال فإن الحديث عن حكومة وحدة معقد للغاية».
وتعمل المستشفيات في الأحياء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب بطاقاتها القصوى لإسعاف المصابين، فيما استهدفت عشرات الغارات مناطق تسيطر عليها المعارضة في المدينة. وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان «عشرات الضربات الجوية» التي استهدفت بعد منتصف الليل أحياء الراشدين وبستان القصر وبستان الباشا والهلك والحيدرية ومساكن هنانو في مدينة حلب ومخيم حندرات شمال المدينة.
وتتعرض الأحياء الشرقية في مدينة حلب لغارات جوية عنيفة يشنها الطيران السوري والروسي منذ إعلان الجيش السوري، الخميس، بدء هجوم على هذه الأحياء التي يحاصرها منذ شهرين تقريبا، بهدف استعادة السيطرة عليها.
وأفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن أمس بمقتل «128 شخصا غالبيتهم الساحقة من المدنيين، بينهم عشرون طفلا وتسع نساء جراء الغارات السورية والروسية على الأحياء الشرقية في حلب منذ ليل الخميس حتى فجر الاثنين».
وتسببت الحملة الجوية الكثيفة على حلب وريفها بإصابة 400 شخص على الأقل بجروح، وفق المرصد.
إزاء هذا الواقع، تعمل المشافي الرئيسية الموجودة في شرق حلب والبالغ عددها ثلاثة على الأقل في ظل ظروف صعبة ونقص في المعدات والأطباء.
وقال مصدر طبي إن «المشافي التي لا تزال في الخدمة تعاني من ضغط هائل جراء العدد الكبير من الجرحى في الأيام الأخيرة والنقص الحاصل في الدم».
وأضاف أن «أقسام العناية المشددة باتت ممتلئة بالمصابين ويجري كل مشفى ثلاثين عملية جراحية في اليوم الواحد منذ بدء الغارات».
ومع تعرض العشرات لإصابات خصوصا في الأطراف، تزداد وطأة عدم وجود جراحين متخصصين في الشرايين والأوعية الدموية في شرق المدينة.
ويقول المصدر الطبي «جراء هذا الواقع، يتم التعامل مع الإصابات الخطيرة بعمليات بتر فورا».
جاء ذلك فيما سيطرت فصائل المعارضة السورية المسلحة في ريف دمشق الشرقي على عدد من مواقع القوات السورية والمسلحين الموالين لها، وقالت مصادر إعلامية مقربة من الجيش السوري إن معارك عنيفة شهدتها بلدتا تل الصوان وميدعا في الغوطة الشرقية، وإن القوات السورية حققت في ساعات الصباح الأولى تقدماً وسيطرت على عدد من المزارع في بلدة تل الصوان وسط فرار عناصر المسلحين من الجهة الشرقية للبلدة .
وأضافت المصادر أن «مسلحي المعارضة شنواً هجوماً مباغتاً واستعادوا السيطرة على النقاط التي سيطر عليها الجيش السوري والمسلحين الموالين له وسط قصف مدفعي وصاروخي من القوات الحكومية على مناطق سيطرة المعارضة، وكذلك على محور بلدة ميدعا ووادي عين ترما، كما وسع مقاتلو جيش الإسلام هجومهم على مواقع القوات الحكومية قرب بلدتي حوش نصري وحوش الفأرة».
من جانبها قالت مصادر في «جيش الإسلام»، الذي يسيطر على أغلب مناطق الغوطة الشرقية، إن «قوات النظام تكبدت خسائر فادحة بالأرواح والعتاد وإنها وقعت في كمين حيث تقدمت وسيطرت على أطراف بلدة تل الصوان إلا أن مقاتلينا تمكنوا من استهدافهم بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية».
وأضافت أن أكثر من 10 عناصر من القوات النظامية قتلوا إضافة الى إصابة أكثر من 15 آخرين بجروح بليغة، وأنه تم تدمير عدد من آليات قوات النظام وعناصر «حزب الله» والميليشيات العراقية .
إلى ذلك خرج الاثنين 131 مقاتلا معارضا مع عائلاتهم في حي الوعر آخر معقل للفصائل المقاتلة في مدينة حمص (وسط)، وفق ما أعلن مصدر في المحافظة، وذلك للمرة الثالثة منذ بدء تطبيق اتفاق بين الحكومة والمعارضة المسلحة في كانون الأول/ ديسمبر الماضي.
وأعلن المصدر «تم بعد ظهر اليوم (أمس) خروج 131 مسلحا و119 شخصا من عائلاتهم من حي الوعر إلى الدارة الكبيرة في ريف حمص الشمالي».
وصرح محافظ حمص طلال البرازي للتلفزيون السوري «سنستمر بإخلاء الحي من المسلحين ولكن هذا الموضوع سيتم خلال الأسابيع القليلة القادمة».
وأضاف البرازي «نحن نراهن على استمرار التهدئة ووقف إطلاق النار وعودة الأهالي والمهجرين إلى حي الوعر وعلى عدد كبير من المسلحين ممن يرغبون بالاستفادة من مرسوم العفو الرئاسي (لتسوية أوضاعهم)».
وبث التلفزيون صورا تظهر خروج المسلحين وعائلاتهم من الحي ويتجهون نحو حافلات كبيرة خضراء من المقرر ان تقلهم الى وجهتهم بإشراف عناصر من الجيش السوري.
وكانت العائلات تحمل أمتعتها ويساعدها في ذلك متطوعو منظمة الهلال الأحمر العربي السوري.
ويأتي هذا الإخلاء بعد خروج دفعة ثانية الخميس كان من المقرر إخلاؤهم من الحي الاثنين، لكن غياب فريق الأمم المتحدة تسبب في تأجيل تنفيذ الاتفاق حتى الخميس وفق محافظة حمص.
مدير مؤسسة رسمية في النظام السوري يجبر موظفيه على التطوع العسكري الإجباري
سلامي محمد
حلب ـ «القدس العربي»: أكدت مصادر إعلامية مقربة من النظام السوري إصدار أوامر رسمية قبل قرابة شهر إلى جميع الدوائر الحكومية العاملة في حلب المدينة، يطالبهم فيها بضرورة التطوع والتجنيد العسكري في أي تشكيلات موالية للنظام «غير رسمية»، مقابل الحصول على إجازة مع استمرار الرواتب المالية من المؤسسات التي يبتعوا إليها.
هذه القرارات، بحسب نشطاء، جاءت بعد نجاح المعارضة قبل أسابيع من فك الحصار عن حلب قبل إعادته لقبضة الحصار مجدداً، لكنها لم تتوقف عند هذا الحد بل أمر أحد مسؤولي النظام ممن يشرفون على رئاسة إحدى المؤسسات الرسمية بحلب بتهديد موظفيه بتهم «العمالة والخيانة والوهابية» في حال امتنعوا عن ترك العمل المدني والتوجه نحو الأعمال العسكرية والتجنيد.
ونقلت المصادر الإعلامية الموالية، عن عدد من الموظفين الحكوميين أن قرار الانتساب إلى أيً من التشكيلات العسكرية الرديفة للنظام في حلب تم توزيعه من قبل الأمن السوري قبل شهر واحد على جميع المديريات والمؤسسات العاملة بحلب، ولم يرد في مضمون قرار التجنيد أسماء تشكيلات محددة للتجنيد، بل تم ترك باب الانتساب مفتوحاً أمام جميع التشكيلات، وكل موظف يتطوع ضمن التشكيل العسكري الذي يناسبه. وتحدث الموظفون الحكوميون في دوائر الدولة السورية بحلب، وخاصة العاملين منهم في مديرية الزراعة عبر الإعلام الموالي للنظام، إلى انقلاب مدير مديرية الزراعة نبيه مراد من مدير عام لمؤسسة حكومية إلى ضابط عسكري أو أمني يعمل على مبدأ «نفذ ثم اعترض».
وأشارت المصادر إلى إن مراد قال لموظفيه خلال اجتماع جديد معهم حصل قبل يومين، «نحن نعطيكم الأموال منذ خمس سنوات، وهذه الرواتب ليست بالمجان، ولقد جاء الوقت والموعد لتردوا الدين للدولة، وكل موظف منكم لا يسجل اسمه ضمن أحد التشكيلات الرديفة للنظام السوري في حلب، فهو أما «وهابي، أو عميل أو خائن»، بحسب ما نقلته المصادر الموالية.
ولم ينته تهديد مدير مديرية الزراعة بحلب نبيه مراد هنا فحسب، بل أكد العشرات من الموظفين الحكوميين من خلال منشور «توسل للأسد» عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بان مراد أقدم من تلقاء نفسه ودون استشارة الموظفين بتسجيل أسماء ما يقارب 80 موظفا غالبيتهم من «المهندسين ـ فئة أولى» ضمن صفوف التجنيد الإجباري، وذلك ضمن تشكيلات اختارها من تلقاء نفسه، دون الرجوع لأصحاب العلاقة حيال الموافقة أو الرفض.
وأشار المتحدثون من الموظفين إلى أن مدير مديرية الزراعة بحلب يحاول تلميع صورته أمام قيادة الأسد العسكرية على حساب الموظفين من خلال وضع أسمائهم إجبارياً ضمن إطار التجنيد الإجباري، فيما لم يجبر الحاشية المقربة منه على ترك رأس عملهم المدني في المديرية، وتخلص من كل منافسيه في العمل والإدارة، و»المغضوب عليهم أو المشكوك بولائهم».
كما نوهت المصادر الموالية إلى أن غالبية الذين تم تسجيل أسمائهم للتطوع الإجباري في ميليشيات النظام، هم جامعيون وخريجون أكاديميون، وقد أنهى بعضهم الخدمة العسكرية الإلزامية منذ قرابة 20 عاما، وكانوا يحملون رتبا عسكرية كملازم وغيره، مشيرةً إلى إن مدير مديرية الزراعة قد وضع أسماءهم كعناصر وليسوا كضباط، مما يعني إسقاط الشهادات الجامعية التي بحوزتهم، وجعلهم عناصر عاديين لدى هذه التشكيلات العسكرية غير النظامية أصلاً.
المصادر ذاتها أكدت أن المدير مراد نفسه، قام بتهريب ابنه الكبير من سوريا إلى خارج البلاد حتى لا يؤدي الخدمة الإلزامية الواجبة عليه، وخوفاً من إرساله إلى الجبهات وقتال المعارضة السورية.
قنابل الـ”بيتاب”: سلاح روسيا الجديد لتسوية حلب بالأرض
واشنطن ــ العربي الجديد
مع اندثار الهدنة، التي لم تدم طويلاً، تحت أنقاض أعنف حملة قصف شهدتها حلب، منذ بدء الحرب الدائرة في سورية؛ بدأت وتيرة الدعم العسكري، الذي تقدّمه روسيا للنظام السوري تتزايد، ولعلّ أحد الشواهد على ذلك، كما تذكر مجلة “فورين بوليسي”، هي طائرات “سو 25” الروسية، التي ظهرت في مقاطع فيديو، خلال الأيام الماضية، وهي تقدّم الدعم للطائرات السورية في اللاذقية، ما يثبت أن موسكو أعادت نشر هذه الطائرات بعد فترة قليلة ممّا أطلقت عليها، في حينها، عملية “خفض القوّات” في سورية.
وما يميّز هذه الطائرات، بحسب “فورين بوليسي”، هو أنّها تستطيع التحليق على ارتفاعات منخفضة، وإصابة أهدافها على الأرض بشكل أدق، وأهمّيتها تضاهي أهمّية طائرات “A10 warthog” في الأسطول الأميركي.
وهذه الميزات منحتها إمكانية استهداف الأحياء والأزقة الضيقة بالقنابل العنقودية والحارقة، لكن إذا تتبّعنا حجم الدّمار الذي خلّفته الهجمة الشرسة في حلب، خلال الأيام الماضية؛ ندرك أنّ مهمّة هذه الطائرات تعدّت مسألة مساعدة طائرات النظام، وأنّ ثمّة نوعاً آخر أشدّ فتكاً، من القنابل، قد استخدم، والحديث هنا، بحسب المجلّة الأميركية، يدور حول قنبلة “بيتاب 500” التي تزن 1000 رطل.
وهذه القنبلة، في الواقع، صممت لاختراق أعماق الأرض، من خلال إحداث ثقوب في الطبقات الخرسانية قبل أن تنفجر الحشوة المتفجّرة فيها، وهي، بذلك، قادرة أن تسوي مبانيَّ كاملة بالأرض.
لكنّ هذا النوع من القنابل ليس جديداً على ساحات المعارك في سورية، فقد عمدت الطائرات الروسية إلى إطلاقها، منذ بدء حملتها في الأراضي السورية في سبتمبر/أيلول عام 2015، وقد تباهى قادة عسكريون روس باستخدامها لهدم عدد من تحصينات تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، ومخابئ الأسلحة التابعة له، لكن يمكن القول، إن هذه تعدُّ المرّة الأولى التي يتمّ فيها استخدام القنبلة في المناطق المدنية.
في هذا السياق، يقول أحد سكان حلب، لقناة “سي إن إن” الأميركية، إن “المدينة الآن تحوّلت إلى مدينة أشباح”، مضيفاً: “كنت معتاداً على البراميل المتفجّرة، وكان بوسعي النوم بشكل اعتيادي، حتّى عند إلقائها، لكن ذلك الأمر لم يعد ممكناً الآن، فالصواريخ الجديدة باتت مرعبة ومزعجة للغاية”.
وعطفاً على ذلك، يقول سفير بريطانيا لدى الأمم المتحدة، ماثيو رايكروفت، إنّ هذه القنابل “ملائمة أكثر لتدمير المنشآت العسكرية، وهي الآن تستهدف البيوت، وتقضي على الملاجئ، وتصيب بالشلل، وتسبب التشوّهات، وتقتل العشرات”.
أمّا في ما يخصّ طائرات (سو 25)، فهي، كذلك، غير مناسبة لحروب المدن، إذ جرى تطويرها خلال الحرب الباردة كطائرة استطلاع بطيئة مهمّتها إعطاب دبابات حلف شمال الأطلسي (الناتو)، والقوّات البريّة، من خلال صواريخها ومدافع (30 ملم) التي تحملها، وهي مناسبة أكثر للقتال في جبال شمال وغرب سورية، على سبيل المثال، من أن تسيّر لقصف المدن.
وبحسب “فورين بوليسي”، فإنه من غير الواضح ما إذا كانت هذه الطائرات هي إحدى نسخ الجيل الجديد لطائرات “فروغفوت”، ويطلق عليها اسم “سو 25 إم3″، التي كان من المفترض أن تدخل الخدمة نهاية هذا العام.
وتذكر المجلّة أنّ هذه النّسخة المطوّرة من طائرات “سو” تمتلك تقنيّات تشويش جديدة، لها القدرة على تعطيل أنواع عدّة من الصواريخ، بدءاً بالصواريخ التي تُطلق عن الكتف، وحتّى الصواريخ الموجّهة بالأشعة تحت الحمراء، وفقاً للتقارير الروسية.
الطائرات الجديدة، أيضاً، لديها أجهزة استشعار تتيح لها تعقّب قوّات العدو البرية لمسافة تصل إلى عدّة كيلومترات، وتحديد التهديدات على الأرض، ونقل البيانات التي تجمعها إلى القوّات البريّة.
موسكو تنشر نصوص الاتفاقيات الروسية الأميركية حول سورية
أعلنت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الثلاثاء، أنها نشرت نصوص الاتفاقيات الروسية الأميركية حول سورية، وأنها تدعو الولايات المتحدة للكشف عن حزمة الاتفاقيات الروسية الأميركية بأكملها.
وأشارت الوزارة، في بيانها، إلى أن الولايات المتحدة أقدمت على نشر بعض ما اتفق عليه بين الدولتين حول الأزمة السورية في جنيف، في 9 من هذا الشهر، دون أن تنسق مع موسكو موعد نشرها، وبعد سلسلة من “تسريبات” إعلامية، بحسب موقع “روسيا اليوم”.
وذكر البيان، أن روسيا دعت الولايات المتحدة مراراً إلى نشر كل وثيقة من الاتفاقيات الثنائية حول سورية تدريجباً بعد التنسيق حولها بين الجانبين، لكن الطرف الأميركي كان يعترض على ذلك دوماً، “واللافت أكثر للنظر هو رفض (الولايات المتحدة) تأكيد تعهدها علانية بفصل المعارضين المعتدلين عن جبهة النصرة التي هي فرع القاعدة، وبالتعاون مع روسيا في استهداف الإرهابيين وأعوانهم الذين يرفضون وقف إطلاق النار”.
وجاء في بيان الوزارة، إن روسيا تدعو الولايات المتحدة إلى الموافقة على نشر “الحزمة الكاملة” من الاتفاقيات بين الدولتين حول سورية، إضافة إلى وثيقة “صلاحيات المركز التنفيذي المشترك”، التي تنص على أن على الخبراء العسكريين الروس والأميركيين تحديد الأهداف سوية وتنسيق الطلعات القتالية، وكذلك نص الملحق الثاني لاتفاقية 9 سبتمبر/أيلول التي تحدد آليات مراقبة الطريق المؤدي إلى مدينة حلب السورية من الجنوب (الكاستيلو).
وختم البيان: إن روسيا تعول على أن “تفي الولايات المتحدة، أخيراً، بالتزامها القديم من ناحية الفصل (بين المعارضة والإرهابيين)، لأن هناك عدداً كبيراً من الفصائل المسلحة التي تصفها واشنطن بالمعارضة المعتدلة، لكنها تقاتل جنباً إلى جنب مع “جبهة النصرة” بل وانسجمت معها على الصعيد العملي.. ونحن نعود فنقول، إن مغازلة الإرهابيين والتساهل معهم لم يجلب أبداً ثمرات طيبة”.
(العربي الجديد)
النظام يفشل بالتقدم إلى عمق حلب رغم التهويل الإعلامي
أحمد حمزة
خاضت قوات النظام السوري والمليشيات المساندة لها، اليوم الثلاثاء، محاولات جديدة للتقدم برياً نحو عمق مناطق سيطرة المعارضة وسط وشرقي مدينة حلب، وفيما تمكنت فعلاً من بسط نفوذها على كتلٍ عدة في حي الفرافرة وسط المدينة القديمة، نجحت المعارضة من جهتها في استيعاب الهجوم الواسع الذي فشل في تحقيق نتائج مهمة حتى الساعة.
وشنّت قوات النظام والمليشيات المساندة لها هجوماً واسعاً، بعد ظهر اليوم، على جبهاتٍ تتيح التقدم نحو الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة في حلب، لكن الهجوم، والذي لا يعتبر الأول من نوعه خلال الأسبوع الأخير، فشل في الوصول إلى عمق أحياء حلب القديمة وشرقها.
ورغم التقدم الطفيف للنظام إلا أن وسائل الإعلام الموالية له “ضخمت التقدم”، معلنة سيطرة قواته على كتلٍ سكنية عدّة في حي الفرافرة في حلب القديمة، غير أن فصائل المعارضة الموجودة هناك اشتبكت مع قوات النظام وتمكنت، بحسب مصادر عسكرية في المدينة، من الحفاظ على مناطق تموضعها، وصد الهجوم هناك، مع ردها كذلك هجمات أخرى في منطقة الـ”1070 شقة” بحي الحمدانية.
والهجوم الذي شنته قوات النظام دارت مواجهاته على تخوم مناطق بابي النصر والحديد، وقسطل حرامي وساحة الحطب، وحي الحميدية، وجميعها تحت سيطرة فصائل المعارضة المسلحة، والتي تواجه تحدياتٍ كبرى في الحفاظ على مناطقها في حلب، خاصة مع حملة القصف الجوي العنيف وغير المسبوق التي تنفذها طائرات روسيا والنظام يومياً في حلب.
وإذا كان من الصعوبة بمكان، وسط هذه التطورات الميدانية المتلاحقة في حلب، معرفة مآلات الهجوم الذي كرر النظام إعلانه منذ مساء الخميس، وقال إنه يهدف إلى “استعادة السيطرة على كامل المدينة”، فإن المحلل الاستراتيجي أحمد رحال يشير في هذا السياق، إلى أن “الأمور الميدانية بالنسبة لفصائل الثورة تبدو في وضع حرج، لأن النظام يحشد لهذا الهجوم منذ فترة”.
لكن رحال أضاف خلال تصريحات لـ”العربي الجديد”، أنه و”رغم صعوبة الوضع إلا أن الفصائل المقاتلة لا تزال تتصدى للهجمات المتلاحقة، وقد استعادت مخيم حندرات، أمس الإثنين، بعدما خسرته بعدة ساعات، فطبيعة المعارك الآن تأخذ طابع الكر والفر، ولو أن وجود هذا الغطاء الناري الجوي الكثيف لا شك يرهق كاهل الفصائل المدافعة عن حلب”.
في المقابل، رأى الباحث في الشؤون العسكرية، جيمس دينسلو، أن هذه اللحظة أفضل فرصة للنظام لاستعادة حلب بعد أربع سنوات من المعارك، إذ إن ضربات النظام أكثر قوة وكثافة، كما أن الضربات وحصار الجزء الشرقي من المدينة يجعلان من الصعب جداً، بالنسبة للمعارضة، الحفاظ على دفاعاتها”.
وأضاف لـ”العربي الجديد” أن “حلفاء المعارضة الدوليين ممكن أن يختاروا هذه اللحظة لتعزيز المعارضة بأسلحة جديدة، بما في ذلك أسلحة مضادة للطيران، لكن هذا الافتراض خاضع إلى لعبة متغيرة باستمرار، في نهاية المطاف الأسئلة بخصوص معركة حلب الكبيرة ستبقى، وخصوصاً إلى أي مدى ستظل شرق حلب صامدة باتجاه المتغيرات الأخيرة؟”.
وكان مسؤول الإعلام في الدفاع المدني بحلب، إبراهيم أبو الليث، قد أكّد لـ”العربي الجديد” أن “قوات النّظام حاولت التقدم اليوم، عبر محاور عدّة من جهة الأحياء القديمة، لكنها فشلت بعد تصدّي المعارضة لها”، كاشفاً عن تسرب معلومات تفيد بأن “النظام السوري يحشد مليشيات عراقية ولبنانية وإيرانية وأفغانية، إضافة لمليشيات محلية وقوات روسية في عدّة محاور، تمهيداً لعمل عسكري بري كبير ضدّ المنطقة الشرقية”.
وحذّر المسؤول في فرق الإنقاذ العاملة شمالي سورية من “كارثة إنسانية” في “حال تمكّنت قوات النظام من اقتحام المنطقة، إذ إن 250 ألف مدني، جلهم أطفال ونساء وشيوخ، معرّضون لمجازر على يد تلك المليشيات”.
وفي حين لم تُعلن المعارضة المسلحة، خلال الأيام الأخيرة، عن أي عملٍ عسكري ضد مواقع قوات النظام في حلب، علم “العربي الجديد”، في وقت سابق، من مصادر عسكرية بالمعارضة، تحضيرها لـ”عمل عسكري كبير” رجحت المعلومات أنه قد يكون عند جبهات القتال قرب محور الكاستيلو.
وكان المتحدث باسم “حركة نور الدين زنكي” التابعة لـ”الجيش السوري الحر” في حلب، النقيب عبد السلام عبد الرزاق، قد قال في حديث لـ”العربي الجديد”، إن لدى المعارضة خيارات عدّة للمواجهة، منها تنسيق العمل العسكري وتوحيده، و”نقل المعركة إلى حيث نريد”.
وأضاف “نستطيع تغيير قواعد المعركة بتغيير جبهة الهجوم في أماكن لا يضع فيها النظام جهد الدفاع الرئيسي”، متوقعاً أن تهاجم قوات النظام خلال هذه الفترة “مواقع مهمة في حلب بعد القصف العنيف والتدمير الممنهج”، بهدف تقطيع أوصال المدينة.
اجتماعات المعارضة السورية تتواصل غداً بإسطنبول… وطروحات لتوحيد الفصائل
أنس الكردي
استمر اجتماع المعارضة السورية في إسطنبول، اليوم الثلاثاء، ساعات طويلة، تخللها طرح الخيارات العسكرية السياسية كافة في مواجهة إبادة حلب.
وفي حين تواصل أطياف المعارضة من ائتلاف وطني وهيئة تفاوض وممثلين عن فصائل عسكرية، اجتماعاتها غداً الأربعاء، في المدينة التركية، فقد كشفت مصادر مطلعة، لـ”العربي الجديد” أن عدداً كبيراً من المشاركين في اللقاء طرحوا مجموعة من الأفكار أبرزها ضرورة توجه المعارضة السورية لتشكيل مجلس موحد عسكري وسياسي، ودعوة جبهة “فتح الشام” لحلّ نفسها وانضمام عناصرها إلى التشكيل الجديد المطروح، كحل وحيد لوقف ما يجري في سورية، في إشارة إلى الهجوم الشرس للنظام السوري على حلب، ومحاولاته تأمين دمشق.
واقتصر الاجتماع على طرح الأفكار من دون اتخاذ قرارات ولا تصويت عليها. وأجمعت مواقف عدة على ضرورة ضرب فصائل الجيش الحر في عمق مناطق النظام، وليس الاشتباك معه في اطراف مناطقه وخصوصاً في الساحل ودمشق.
ونقل مشاركون في الاجتماعات مضمون رسائل أقرب إلى التهديد وصلتهم في نيويورك من المبعوث الأميركي مايكل راتني، مفادها أن من يتعامل مع “النصرة” (جبهة فتح الشام) سيتم التعاطي معه تماماً كالتعاطي مع “النصرة” وكـ”أعداء للمجتمع الدولي”.
من جانبه، قال رئيس الائتلاف أنس العبدة خلال الاجتماع إنه “ما زال لدى الإدارة الأميركية فرصة لتصحيح المسار بالتعامل مع الملف السوري، وإيقاف روسيا ونظام الأسد عن الاستمرار بارتكاب الجرائم في حلب، بدءاً باستهداف قوافل الأمم المتحدة وانتهاء بقتل المدنيين وتدمير المستشفيات والبنى التحتية”.
وأكد العبدة على أن “الخيار الوحيد أمام الثورة السورية هو توحيد كافة الجهود السياسية والعسكرية، لمواجهة هذه الحرب الشعواء على الشعب السوري التي يستخدم فيها أسلحة جديدة محرمة دولياً تؤدي إلى تدمير الملاجئ، وفي ظل عجز المجتمع الدولي عن تحمل مسؤولياته تجاه حماية المدنيين”.
ولفت إلى أن “قيادة الائتلاف تبذل ما في وسعها لتوحيد هذه الجهود السياسية والعسكرية، وإنقاذ مدينة حلب، مشدداً على أن قوى الثورة والمعارضة السورية لن تسمح بسقوط حلب على يد المليشيات الطائفية المستأجرة والتي أرسلتها إيران لتقاتل إلى جانب نظام الأسد”.
وقطع وفد الائتلاف الوطني والهيئة العليا للمفاوضات زيارتهما إلى الولايات المتحدة الأميركية على هامش انعقاد اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة في دورتها الـ 71، إثر الهجمة الشرسة التي تتعرض لها مدينة حلب.
النظام السوري يشنّ هجوماً واسعاً على حلب
جلال بكور
شنّت قوات النظام السوري، اليوم الثلاثاء، هجوماً واسعاً على الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة السورية في مدينة حلب، في وقتٍ حذر فيه الدفاع المدني من مصير مجهول ينتظر 250 ألف مدني.
وقال مسؤول الإعلام في الدفاع المدني بحلب، ابراهيم أبو الليث لـ “العربي الجديد” إنّ قوات النّظام حاولت اليوم، اقتحام المنطقة من عدّة محاور من جهة الأحياء القديمة، لكنها فشلت بعد تصدّي المعارضة لها”.
وأكّد أن هناك معلومات تفيد أن “النظام السوري يحشد مليشيات عراقية ولبنانية وإيرانية وأفغانية، إضافة لمليشيات محلية وقوات روسية في عدّة محاور، تمهيداً لعمل عسكري بري كبير ضدّ المنطقة الشرقية”.
وحذّر أبو الليث من أنّه في “حال تمكنّت قوات النظام من اقتحام المنطقة، فإنّ 250 ألف مدني جلهم أطفال ونساء وشيوخ معرّضون لمجازر على يد تلك المليشيات”.
وفي السياق ذاته، نقلت وكالة “رويترز” عن قائد فصيل عراقي يقاتل إلى جانب النظام السوري، إنّ قوّة عسكرية كبيرة تتقدمها وحدة خاصة تعرف باسم قوات النمر، بدأت بالتحرك في مدرعات ودبابات من أجل هجوم على مناطق شرق حلب، التي تسيطر عليها المعارضة.
وكان النظام السوري وروسيا قد أعلنا، الخميس الماضي، عن بدء حملة عسكرية واسعة بهدف السيطرة على المنطقة الشرقية من حلب.
وتلا ذلك الإعلان هجوم جوّي عنيف على المنطقة، وأسفر عن مقتل وجرح أكثر من ألفي مدني، وفق ما أفادت مصادر في المنطقة.
جائزة ألمانية تُمنح لقيصر… كاشف آلة الموت السورية
قررت لجنة الجائزة الدولية لحقوق الإنسان من مدينة نورمبرغ الألمانيّة 2017، منح جائزتها الثانية عشرة لـ”سيزار” (قيصر)، المصوّر السوري العسكري السابق الذي سرّب الأدلة على التعذيب الممنهج الذي يمارسه النظام في سورية.
وستُمنح الجائزة في 24 أيلول/سبتمبر 2017 في بيت الأوبرا في نورمبرغ. والجائزة تُمنح كلّ عامين. وفي حين أنّ “قيصر” يعيش اليوم في شمال أوروبا، أعلنت اللجنة أنه لن يستطيع تسلّم الجائزة شخصياً.
والمصور المعروف فقط باسم “قيصر” الرمزي، سرّب أكثر من 50 ألف صورة من سورية، تُظهر 28 ألف صورة من بينها معتقلين في السجون السورية، قتلوا تحت التعذيب أو الإعدام أو سوء التعذية أو حتى الأمراض.
كما ستحيّي اللجنة الصحافية الاستقصائية الفرنسية غارانس لو كازن، التي أعدّت المقابلات مع “قيصر” ونشرتها لاحقاً في كتابها “عملية قيصر ــ في قلب آلة الموت” الذي صدر في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2015، ونال “العربي الجديد” حقّ نشر فصول منه بصورة حصرية، من لو كازن، ومن دار النشر “ستوك”.
وكانت مهمة “قيصر” بعد انطلاق الثورة السورية عام 2011 التقاط صور لجثث الجنود السوريين والمعارضين السياسيين، وأرشفة الصور، في عملية سمّيت بـ”بيروقراطية الموت”.
وقام “قيصر”، بمساعدة عدد من الداعمين، بنسخ الصور وتسريبها خارج السجن وبالتالي خارج البلاد، إذ غادر سورية في آب/أغسطس 2013 مع عائلته في نيّة منه لنشر الصور وبالتالي جعل الجرائم التي ارتكبها النظام السوري ضد المعتقلين علنيّة، بعدما لاحقته صورهم. وفي يناير/كانون الثاني 2014 نُشرت الوثائق على الإنترنت.
(العربي الجديد)
سميح شقير: فليسقط “الفيتو” في مجلس الأمن
هزار الحرك
أطلق المؤلف والمغني السوري، سميح شقير أمس الإثنين، نداءً عبر صفحته في “فيسبوك”، دعا فيه “الأحرار في العالم، إلى المشاركة في حملة احتجاجية، على تَفرُّد الدول الكبرى بحق (الفيتو)”.
صاحب الصرخة السورية الشهيرة، وأغنية “ياحيف” التي حركت ضمير مئات الآلاف من السوريين قبل أعوام، عزا سبب ندائه إلى أن “الفيتو يجعل مصائر شعوب بأكملها معلقة بتوافق مصالح هذه الدول تحديداً، مِمَّا يسبب استعصاءً في حل مشكلات دولية وإقليمية كبرى، وفشلاً في إنهاء النزاعات، ووضع حد لمجرمي الحروب والطغاة وداعمي الإرهاب والإرهابيين”. مضيفاً “ولكم في المقتلة السورية مثال دامغ”.
وتابع شقير نداءه مشيراً إلى “أن بقاء حق (الفيتو) يعني استبعاد الرأي العام العالمي، إنه يلغي إمكانية تأثير الشعوب والمجتمع المدني فيها على السياسات بما يتوافق مع العدالة والضمير الإنساني”. مؤكداً إلى أن بقاء حق (الفيتو)، هو تأبيد لسلطة القوة، والصناعات العسكرية، وتمركز القرار السياسي ورؤوس الأموال، على حساب الحقوق الإنسانية الأساسية وقيم العدالة والمشاركة.
وختم شقير نداءه بالقول: “نريد (أُمماً متحدة) من دون حق الفيتو، لنمنع أي دولة من أن تستطيع بمفردها تعطيل إرادة شعوب الأرض قاطبة، من أجل أن ترعى مصالحها فحسب. أطلب من أحرار العالم أفراداً وهيئات ومنظمات في جهات الأرض الأربع، التوقيع على هذا النداء، ونشره وترجمته لتوجيهه كمطلب شعبي أممي، من الأمم المتحدة عنوانه”.
وفي تصريح خاص “بالعربي الجديد”، قال شقير بشأن ندائه “خطرت لي الفكرة منذ زمن بعيد، بالتزامن مع تراكم خيباتنا بعدالة وإنسانية الأمم المتحدة، لكنها تبلورت في رأسي على ضوء مهزلة جلسات نيويورك الأخيرة، حيث وصل اللاتوازن في هذا العالم إلى أعلى مراحله، كذلك عنجهية القوة واستخفافها بالحقوق وبالشعوب”.
وحول سؤالنا عن إمكانية تحرير هذا النداء من قيوده الافتراضية، ليصير خطوة حقيقية على أرض الواقع، عبر تبنيه من قبل منظمات مدنية وحقوقية، أجاب شقير “العربي الجديد”: “وجهت دعوة لتبني هذا النداء، وسنناقشه في حركة “ضمير”، وعندي أمل أن ننفتح على منظمات المجتمع المدني في العالم، للعمل معاً والضغط بهذا الاتجاه”.
وحظي النداء الذي أطلقه الفنان السوري بمئات التوقيعات، من كتاب ومثقفين وفنانين من بينهم الفنانة مي سكاف، وغيرها. في حين يسعى شقير لنشر ندائه عبر منظمة “آفاز”، لضمان أن تتدحرج هذه الفكرة وتكبر ككرة ثلج.
التحالف يقطع طرق الإمداد في ديرالزور..و”داعش” لم يتأثر
محمد حسان
كثّف طيران “التحالف الدولي” من قصفه على ديرالزور خلال أيلول/سبتمبر، مستهدفاً طرقاً وجسوراً في مختلف أنحاء المحافظة، لقطع طرق إمداد “الدولة الإسلامية”، بحسب تصريحات قيادة قوات “التحالف”.
وشنّ “التحالف” غارة جوية، الإثنين، على جسر الميادين الواصل بين قرية ذيبان شمالي الفرات ومدينة الميادين جنوبه، ما أدى إلى تدميره بالكامل.
وكانت طائرات “التحالف الدولي”، قد ألقت في 8 أيلول/سبتمبر، مناشير فوق مدينة الميادين وبعض القرى في ريف ديرالزور الشرقي والشمالي، تحثٌّ المدنيين على الابتعاد عن الطرق والجسور والمنشآت النفطية في المحافظة، لأنها ستكون أهدافاً عسكرية.
وبعد يومين من إلقاء المناشير التحذيرية، بدأت طائرات “التحالف” بشن غارت عنيفة وشبه يومية، استمرت لأيام، مستهدفةً الطرق الرئيسية والفرعية والجسور في مدن وقرى محافظة ديرالزور.
ومن بين الطرق التي استهدفتها غارات الطيران؛ الطريق العام الواصل بين ديرالزور والرقة، والطريق العام الواصل بين مدينة البوكمال ومدينة الميادين، بالإضافة إلى طرق فرعية في قرى الخريطة والطريف وحوايج وبومصعة في ريف ديرالزور الغربي، وطرق في قرى السيال والبوحسن والبحرة في الريف الشرقي، وقريتي الصور ومرقدة في الريف الشمالي.
القصف لم يقتصر على الجسور والطرق في ديرالزور، بل استهدفت الطائرات المعبر النهري الواصل بين قريتي حوايج بومصعة شمالي نهر الفرات وقرية حوايج ذياب جنوبيه، ما تسبب بقطعه. ويعتبر هذا المعبر من أهم المعابر النهرية على نهر الفرات، ويستخدمه كل من تنظيم “الدولة الإسلامية” والسكان، لنقل الآليات بين ضفتي الفرات، لسهولة العبور منه وعدم توافر الجسور على النهر في ريف المحافظة الغربي.
وفي العادة، لا يدوم قطع الطرق سوى لساعات عقب الغارات، قبل أن يقوم التنظيم، بإرسال الآليات والطواقم الخدمية إلى الاماكن المستهدفة، لتعود إلى العمل بعد ساعات من إصلاح جميع الأضرار التي لحقت بها.
المدير التنفيذي لمجموعة “ديرالزور 24” الإعلامية عمر أبو ليلى، قال لـ”المدن”، إن القصف لم يتسبب بقطع طرق الإمداد كما قال التحالف الدولي، إذ قام التنظيم بتأهيل الطرق المستهدفة وإصلاحها بعد ساعات، لما تشكله هذه الطرق من أهمية للأهالي والتنظيم. كما أن الطرق المستهدفة تقع في أماكن مفتوحة وسهلية ما يجعل من إعادة فتح طرق ترابية جديدة كفيلاً بالغرض إذا ما تعذر إصلاح الأضرار.
وأضاف أبو ليلى أن التنظيم أثبت قدرته على إعادة تأهيل الجسور التي قطعت جراء القصف، إن لم يتمكن من الإصلاح، فبمقدوره الاستعاضة عنها بالمعابر النهرية التي تطورت آليات العمل بها خلال السنوات الماضية.
وانتشرت المعابر النهرية مع بدء الثورة السورية، بسبب تدهور الوضع الأمني، وحرص قوات المعارضة على تلافي المرور بحواجز قوات النظام التي تركزت على الطرق والجسور. والمعابر هي سفن كبيرة يسميها المحلّيون “البّراكات”، وتعمل على نقل الآليات والأفراد والبضائع بين ضفتي الفرات، ويعتمد عليها التنظيم بشكل كبير لنقل جنوده وآلياته الثقيلة. والسفينة الواحدة قادرة على نقل حمولة تصل لوزن 20 طناً.
قصف طيران “التحالف الدولي” للطرق والجسور والمعابر النهرية في ديرالزور، قد لا يؤثر على تنظيم “الدولة الإسلامية” ولن يقطع طرق إمداده، لا لقدرة “داعش” على إصلاح الإضرار، بل لوجود المئات من الطرق الريفية والصحراوية في عمق البادية التي تؤمن الحركة له ولمقاتليه إلى كامل مناطق سيطرته، ويستحيل على “التحالف” قطعها لعدم جدوى الغارات على طرق كهذه.
ويشير مراقبون إلى استغرابهم من استهداف القصف نقاطاً في عمق مناطق سيطرة التنظيم، بين قرى وبلدات لا تتواجد فيها مقرات لـ”داعش”، ولا يعبرها مقاتلوه إلا ما ندر.
ولا يبدو أن الغارات سوف تحقق أياً من اهدافها المعلنة إلا إذا ترافقت مع عمل عسكري على الأرض، وبدعم جوي حقيقي كما حصل مع “قوات سوريا الديموقراطية” التي تمكنت من قطع طريق إمداد التنظيم بين الموصل والرقة من جهة الشدادي، أو كما حدث مع “جيش سوريا الجديد” و”جيش العشائر العراقية” عندما تمكنا من قطع طريق التنف-الرطبة.
الأهداف المُعلنة من عمليات الاستهداف، لا تبدو حتى اللحظة سوى محاولات غير مجدية، المتضرر الوحيد منها هم الأهالي، مع انعدم الإشارات لوجود أي بوادر لعمل عسكري قريب في المنطقة.
مضادات للطائرات قريباً بأيدي المعارضة السورية
رجح مسؤولون أميركيون إقدام دول الخليج وتركيا على تزويد المعارضة السورية بصواريخ مضادة للطائرات، للدفاع عن أنفسهم بوجه التصعيد الروسي والسوري الجوي في مدينة حلب.
وفي تقرير أعدته “رويترز”، الثلاثاء، نقلت عن المسؤولين الذين لم يكشفوا عن هوياتهم، قولهم إن انهيار الهدنة في سوريا وفشل واشنطن وموسكو في التوصل إلى اتفاق على إعادة تطبيقها، والتصعيد العسكري للنظام بدعم روسي في حلب، زاد من احتمال إقدام دول الخليج العربية أو تركيا على إمداد فصائل المعارضة بصواريخ مضادة للطائرات، تُطلق من الكتف، وهو ما منعت الولايات المتحدة -حتى الآن- حدوثه.
وقال مسؤول أميركي إن واشنطن حالت دون وصول كميات كبيرة من أنظمة الدفاع الجوي المحمولة على الكتف إلى سوريا “بتوحيد الحلفاء الغربيين والعرب خلف هدف تقديم التدريب وأسلحة المشاة لجماعات المعارضة المعتدلة”، تزامناً مع مواصلة الولايات المتحدة المحادثات مع موسكو. غير أن المستجدات تزيد احتمال ألا تواصل دول الخليج أو تركيا السير وراء الولايات المتحدة، أو “تغض الطرف عن أفراد أثرياء يتطلعون لتزويد جماعات المعارضة بتلك الأسلحة المضادة للطائرات”.
ونقل التقرير عن مسؤول أميركي آخر قوله “يعتقد السعوديون دوماً أن السبيل الأمثل لإقناع الروس بالتراجع هو ما أفلح في أفغانستان قبل نحو 30 عاماً، وهو تحييد قوتهم الجوية بتزويد المجاهدين بأنظمة الدفاع الجوي المحمولة”.
وأضاف “تمكنا حتى الآن من إقناعهم بأن مخاطر ذلك أكبر في يومنا هذا لأننا لا نتعامل مع الاتحاد السوفياتي، وإنما مع زعيم روسي عازم على إعادة بناء القوة الروسية ومن غير المرجح أن يتراجع”، وذلك في إشارة إلى الرئيس فلاديمير بوتين. وفي السياق، دافع مسؤول أميركي ثالث عن “حق المعارضة في الدفاع عن نفسها”، مضيفاً أنها “لن تُترك دون دفاع في مواجهة هذا القصف العشوائي”.
وقال المسؤول في الإدارة الأميركية، إن “حلفاء وشركاء” آخرين للولايات المتحدة يشاركون في المحادثات الأميركية-الروسية لإيجاد حلّ للحرب، مضيفاً “لا نعتقد أنهم سينظرون بلا مبالاة إلى الإعمال الشائنة التي شاهدناها في الساعات الاثنتين والسبعين الماضية”، رافضاً التعليق عن “قدرات محددة قد يتم ضمها إلى المعركة”.
في المقابل، ورداً على سؤال حول ما إذا الولايات المتحدة مستعدّة “لفعل شيء بخلاف المفاوضات لمحاولة وقف العنف” في سوريا، أجاب المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر بأن واشنطن “لا ترغب في أن يضخ أحد المزيد من الأسلحة للاستخدام في الصراع”، وأضاف “النتيجة لن تكون سوى التصعيد في قتال مروع بالفعل.. الأمور قد تتحول من سيء إلى أسوأ بكثير”.
من جهة أخرى، انتقد عضوا مجلس الشيوخ الأميركي، الجمهوريان جون ماكين، وليندزي غراهام، في بيان، سياسة الرئيس الأميركي باراك أوباما في سوريا والسياسة الأميركية تجاه روسيا، واعتبرا أن “الدبلوماسية في غياب وسيلة ضغط هي وصفة للفشل”.
وأضافا في البيان إن “بوتين والأسد لن يفعلا ما نطلبه منهما بدافع من طيب قلبيهما أو بدافع من الاهتمام بمصلحتنا أو بمعاناة الآخرين. يجب إرغامهما وهذا يتطلب قوة.. الحرب والرعب واللاجئون وعدم الاستقرار.. كل هذا سيستمر إلى أن تكون الولايات المتحدة مستعدة لاتخاذ خطوات لتغيير الأوضاع على الأرض في سوريا”.
الغوطة الشرقية: قوات النظام تسيطر على “رحبة الإشارة“
سيطرت قوات النظام على “رحبة الإشارة” في منطقة الريحان في الغوطة الشرقية، الثلاثاء، بعد معارك استمرت لأكثر من 58 يوماً، وغطاء جوي حربي بأكثر من 390 غارة جوية.
مصدر عسكري مُعارض قال لـ”المدن”، إن سقوط “كتيبة الإشارة” أوقع كلاً من منطقة تل كردي وبلدتي الريحان والشيفونية ومدينة دوما، تحت مرمى نيران قوات النظام.
وأعلن “جيش الإسلام” رسمياً سقوط الكتيبة، وهو المرابط على جبهتها. وأشار “جيش الإسلام” إلى أن “سقوط الكتيبة جاء بعد أكثر من 117 محاولة اقتحام بغطاء من الطيران الحربي، وبأكثر من 5000 قذيفة”.
ويتخوّف المدنيون في الغوطة الشرقية من تبعات خسارة “الكتيبة” لموقعها الاستراتيجي من جهة، ولتسلسل أحداث الغوطة الشرقية من جهة أخرى، وفق ما ذكر مصدر محلي لـ”المدن”. فخلال الشهور الخمسة الماضية خسرت الغوطة الشرقية المنطقة تلو الأخرى، بدءاً بخسارة القطاع الجنوبي، ومن ثم مناطق في منطقة المرج، وآخرها خسارة “كتيبة الإشارة”، وسط خلاف بين فصائل الغوطة الشرقية لم ينتهِ حتى الآن.
مصدر عسكري معارض قال لـ”المدن”، إن اقتتال الفصائل وغياب التنسيق في ما بينها، أدى إلى تدهور أوضاع الغوطة، ولكن النظام يستغّل الهدن المبرمة مع الثوار، ليجهّزَ عمليات عسكرية تحقق مكاسب على الأرض.
وكانت الغوطة الشرقية قد شهدت اقتتالاً داخلياً بين أبرز فصائل الغوطة الشرقية؛ “جيش الإسلام” و”فيلق الرحمن”، أواخر نيسان/إبريل، ما انعكس تقدماً لقوات النظام على جبهات الغوطة المحاصرة.
النظام يستعجل إخراج مقاتلي الوعر إلى ريف حمص الشمالي
أسامة أبوزيد
غادرت دفعة ثانية من “المُهجّرين” حي الوعر المحاصر في مدينة حمص، الإثنين، إلى بلدة الدار الكبيرة في ريف حمص الشمالي المحاصر، وضمّت 160 شخصاً منهم 130 مقاتلاً. عملية تفريغ النظام لحي الوعر من سكانه مازالت مستمرة، بالتزامن مع قصف الطائرات الروسية والسورية لمدن وبلدات ريف حمص الشمالي بالصواريخ الفراغية.
وتأتي الدفعة الثانية من الخارجين من الوعر، بعد 4 أيام من خروج 350 شخصاً كدفعة أولى، وذلك استكمالاً لتنفيذ بنود الاتفاق الذي كان قد أعيد العمل به نهاية أب/أغسطس، بعد توقف دام 6 شهور تعرض الحي خلالها لحصار خانق، بعد عامين من الحصار الجزئي، لأكثر من 75 ألف مدني.
وكان مقرراً خروج الدفعتين إلى مدينة إدلب شمالي سوريا، كدفعة واحدة، تضم 250 مقاتلاً من المعارضة برفقة ما يقارب 1000 مدني، بينهم مصابون وأصحاب أمراض مزمنة. إلا أن تحويل وجهة الخروج من إدلب إلى ريف حمص الشمالي، كان نتيجة قرار من النظام فُرِضَ على “لجنة الوعر” بعد رفضها الخروج إلى إدلب بسبب “اعتذار” الأمم المتحدة عن مرافقة الخارجين. وكان فريق “الأمم المتحدة” قد اعتذر لأن الطريق نحو إدلب “غير آمن” بحسب تصريحات رسمية، فالفريق لن يشارك في أي عملية “تهجير قسري”، وفقاً لمعارضين.
كما أغلقت قوات النظام المعابر إلى الحي، وهددت بإعادة الحصار مرة أخرى، واستخدام القوة، كما حدث عشية خروج الدفعة الأولى، الخميس. حينها استهدفت “الكلية الحربية” المجاورة للحي، المباني السكنية بعدد من “الاسطوانات” المتفجرة، من دون تسجيل سقوط إصابات.
قرار تحويل وجهة الخروج من إدلب إلى ريف حمص الشمالي، واجهه أهل الوعر بالرفض، بعد موافقتهم بداية الأمر على الخروج نحو ادلب. فواقع الحصار المفروض على ريف حمص الشمالي، دفع أهالي الوعر، للامتناع عن الخروج.
وكان عشرات المدنيين الراغبين بالخروج نحو إدلب، قد تزاحموا على الحافلات الخضراء، في 19 أيلول/سبتمبر، رغم تحديد “لجنة الوعر” شروطاً محددة لاختيار من يحق له الخروج، وتشمل المقاتلين رافضي الاتفاق، والمصابين وأصحاب الأمراض المزمنة. وسرعان ما تبدل المشهد كلياً، بعد إعلان ريف حمص وجهة للمُهجرين، فانسحب من تمت الموافقة على خروجهم، وفي مقدمتهم المصابون والمرضى، فالواقع الطبي في ريف حمص الشمالي لا يقل سوءاً عما هو عليه في الوعر.
أحد مرضى السرطان في الوعر، قال بأن الخروج إلى ريف حمص الشمالي “كالضحك على اللحى”، مشيراً إلى أنه لا فائدة له من الخروج إن لم يغير من معاناته، وتلقيه للعلاج.
وكانت “لجنة الوعر” قد أعلنت مساء الأحد، بأنه يتوجب على الراغبين بالخروج إلى ريف حمص الشمالي، تسجيل أسمائهم لديها، من دون تحديد أي شروط. وذكر مصدر مقرب من “لجنة المفاوضات”، لـ”المدن”، أن اللجنة عانت من استكمال العدد المحدد بالاتفاق مع النظام، نتيجة رفض أغلب مقاتلي ومدنيي الوعر الخروج إلى الريف الشمالي. المصدر قال إن استماتة النظام لتسريع عملية إجلاء المدنيين، ما هي إلا لتسريع تنفيذ بنود الاتفاق، للوصول إلى البند المتعلق بتسليم المعارضة للنظام عدداً من المباني الحكومية في حي الوعر، ودخول قوات الشرطة إلى الحي.
وأوضح المصدر أنه خلال الأسبوع الجاري، سيُعقد اجتماع بين اللجنة وممثلي النظام، في فرع “أمن الدولة” في مدينة حمص، لتحديد موعد تنفيذ ما تبقى من بنود الاتفاق، ومنها توضيح مصير معتقلي الحي في سجون النظام، والإفراج عن عدد منهم، قبل دخول الشرطة إلى الوعر.
وينص الاتفاق على خروج دفعة لا تقل عن 200 مقاتل برفقة ذويهم من الوعر، مقابل توضيح مصير المعتقلين لدى النظام، والإفراج عن عدد منهم يُحدده رئيس جهاز “المخابرات العامة” اللواء ديب زيتون، المشرف على اتفاق الوعر من جانب النظام. ويتبع ذلك دخول عناصر الشرطة، وتسلّم الأجهزة الأمنية للمؤسسات الحكومية داخل الحي.
مذبحة حلب مستمرة..والنظام يفشل بالتقدم نحو الأحياء المحاصرة
خالد الخطيب
نجحت المعارضة الحلبية في أول امتحان لها، في ظل المحرقة الروسية التي تعيشها المدينة وإعلان النظام بدء معركة السيطرة على الأحياء الشرقية المحاصرة. وتمكنت المعارضة من استعادة سيطرتها الكاملة على مخيم حندرات شمالي حلب، الأحد، وقتلت عشرين عنصراً من قوات النظام والمليشيات، أغلبهم من “لواء القدس الفلسطيني”. كما دمرت عدداً من السيارات والآليات والمدافع الثقيلة والمتوسطة للقوات المهاجمة، واغتنمت أخرى.
وكانت قوات النظام والمليشيات الشيعية وقوات خاصة روسية قد باشرت عملياتها العسكرية نحو المخيم، الجمعة، وتمكنت خلال يومين من السيطرة الكاملة عليه، متبعة سياسة القضم البطيء، بعدما مهدت لها المقاتلات الروسية ومروحيات البراميل التابعة للنظام بأكثر من 100 غارة جوية، استهدفت المخيم ومحيطه القريب.
وتحاول قوات النظام والمليشيات السيطرة على مخيم حندرات، بحكم موقعه المرتفع المهم عسكرياً، الذي يسمح بالإشراف على منطقة الشقيف الصناعية ودوار الجندول ومشفى الكندي. كما يحقق التقدم فيه التوسع شرقاً وحماية طريق الكاستللو، ويمكن القول إن السيطرة على المخيم، هي بداية التماس المباشر مع الأحياء الشمالية الشرقية، وتهديدها برياً.
ومن جهتها، تدرك المعارضة الحلبية أهمية الحفاظ على مواقعها في الشمال، وتحديداً في مخيم حندرات، رغم المهمة الانتحارية التي تواجهها هناك، في ظل القصف المتواصل بمختلف أنواع القذائف الصاروخية والمدفعية، عدا عن الغارات الجوية الروسية المكثفة على مدار الساعة. فالحفاظ على المخيم والمواقع المحيطة به لا يحقق للمعارضة حماية الأحياء الشمالية الشرقية من التماس المباشر مع قوات النظام والمليشيات وحمايتها من هجوم متوقع وحسب، وإنما يبقي لديها الأمل في معاودة الكرة والسيطرة مجدداً على الكاستللو. وهذه المنطقة، ربما تُمثلُ الزاوية الأمثل، التي من الممكن أن تنقض عليها المعارضة في الداخل المحاصر والخارج من جهة الملاح لتفك الحصار عن حلب.
المعارضة بدأت تتحدث عن قرب الانتهاء من التحضيرات العسكرية لخوض معركة جديدة في حلب، من أجل فك الحصار عن الأحياء الشرقية والرد على المحرقة الروسية المستمرة منذ أسبوع تقريباً. وتبدي المعارضة تفاؤلاً كبيراً بالمعركة والأعداد الكبيرة من المقاتلين الذين من المتوقع أن يخوضوا المعارك على جبهتين في الداخل المحاصر والخارج القادم من الريف المحيط.
لكن المعارضة تبدو متخوفة من تكرار سيناريو “ملحمة حلب” الذي لم يشهد تنسيقاً وتناغماً عملياتياً بين “جيش الفتح” وفصائل “فتح حلب”. حينها، ورغم نجاح المعارضة في فك الحصار، إلا أنه لم يتم اشغال الجبهات الداخلية بالتزامن مع الهجمات من الخارج ما أتاح للنظام والمليشيات فرصة الدفاع عن مواقعها ومعاودة السيطرة على كامل المواقع التي خسرتها تقريباً في هجمات ارتدادية متواصلة.
في المقابل، يقول النظام إن معركته البرية في حلب لم تبدأ بعد، وما حصل في المخيم شمالاً مجرد محاولة صغيرة. ويكرر النظام دعواته للمدنيين والعسكريين للاستسلام، ملقياً المزيد من المناشير الورقية ورسائل نصية على الهواتف المحمولة، مؤكداً فيها استمرار المذبحة والحصار حتى تحقيق أهدافه.
وفي الميدان تبدو الأمور متجهة إلى مواجهة عسكرية كبيرة لوقف التدهور في المدينة، وكبح جماح التوحش الروسي. ورغم الخيارات الصعبة والمحدودة أمام المعارضة بعد تواجد الروس على الأرض وتعزيز المليشيات بآلاف المرتزقة، إلا أن المعارضة ترى أن المهمة ليست بالمستحيلة، فمن فك الحصار مرة يمكنه معاودة الكرة مرات أخرى، وتسلم زمام المبادرة على الأرض.
وواصلت المقاتلات الحربية الروسية ومروحيات البراميل المتفجرة، وعلى مدار 24 ساعة الماضية، حملتها الجوية الوحشية على حلب المحاصرة وضواحيها، واستهدفت الاثنين، الأحياء الشرقية وريفي حلب الغربي والشمالي، بأكثر من ثلاثين غارة جوية، تسببت في مقتل 15 مدنياً وجرح خمسين على الأقل. وكانت الغارات الوحشية قد قتلت الأحد 85 مدنياً وأوقعت العشرات من الجرحى والمصابين المدنيين، وخلفت دماراً واسعاً في الأبنية والممتلكات، وفي المرافق العامة، الصحية والتعليمية والمياه.
واستهدفت المقاتلات الحربية الروسية، الأحياء السكنية، بالقنابل والصواريخ الارتجاجية والعنقودية والفوسفورية، وألقت مروحيات النظام براميلها المتفجرة على أحياء الهلك وقاضي عسكر والقاطرجي، والأنصاري الذي سقط فيه لوحده 17 قتيلاً و50 جريحاً، والزبدية وبستان الباشا، وطريق الباب الذي سقط فيه 18 قتيلاً. وطال القصف الجوي أحياء الفردوس والحيدرية وجسر الحج والميسر والصالحين والمرجة وصلاح الدين والمشهد، وقصفت المقاتلات الروسية بأكثر من خمسين غارة جوية مدن وبلدات ضواحي حلب الشمالية والجنوبية والغربية.
نائب مدير “صحة حلب الحرة” عدنان حلبي، أكد لـ”المدن”، أن القطاع الطبي في حلب يعمل بكل طاقته والمشافي الميدانية والمستشفيات القليلة المتبقية في حلب المحاصرة لا تستطيع أن تستوعب الأعداد الهائلة من الجرحى، جراء الغارات الجوية المتواصلة على كل أحياء المعارضة في حلب، وقد استقبلت كل نقطة طبية، وفق حلبي، أكثر من 100 جريح وبشكل يومي طيلة خلال الحملة الجوية العنيفة. وقال حلبي إن عدداً كبيراً من الجرحى يتلقون الإسعافات الأولية وهم مستلقون على أرض المشافي، وفي الممرات، لعدم كفاية الأسرة واستحالة استيعابهم في قسم الإسعاف، كما أن العديد من العمليات الجراحية قد يتأخر إجراؤها بسبب كثرتها وعدم كفاية الكوادر الطبية اللازمة لإجرائها. فالوضع مأساوي للغاية في حلب ولا يمكن للمشافي الاستمرار بنفس الوتيرة من الجهد والمخاطرة، فالمشافي أيضاً هدف للغارات الجوية ونحن نعمل في ظروف خطيرة جداً.
وأشار حلبي إلى أن الكثير من الأدوية والمواد الطبية اللازمة للإسعاف والعناية المشددة بدأت تنفد في ظل الحصار، كأدوية التخدير والمنافس الخاصة بالعنايات، كما أنه يتعذر على فرق الإسعاف إنقاذ الجرحى الذين أصيبوا في الأحياء الشرقية البعيدة نسبياً عن النقاط الطبية بسبب عدم كفاية سيارات الإسعاف وإغلاق الطرق بسبب الركام الذي خلفه قصف الطيران على مدى الأيام الماضية.
في هذا السياق، خرج “مركز هنانو” التابع لـ”الدفاع المدني” في حلب المحاصرة من الخدمة، بسبب القصف المتكرر والمقصود الذي يطال المراكز وآليات الحفر وسيارات الإطفاء. ليصبح عدد المراكز العاطلة عن العمل أربعة. وتتحمل فرق الدفاع المدني “الخوذ البيضاء” التي تجاوز عدد عناصرها في حلب الـ400، أعباء كبيرة وتعتبر من أكثر القطاعات الخدمية حيوية، فهي تسعف الجرحى، وتنتشل الضحايا من تحت الأنقاض، وتفتح الطرق وتطفئ النيران التي يخلفها القصف الروسي بالفوسفور.
مدير “الدفاع المدني” في حلب عمار سلو، قال لـ”المدن”، إن فرق الإنقاذ لم تعد تستطيع الوصول إلى كل المواقع المستهدفة، لكثرتها واستمرار القصف الجوي و”استهداف سياراتنا وفرق الدفاع المدني”. وأضاف “أصبحنا نؤجل بعض المواقع التي يعلق فيها الشهداء تحت الأنقاض لنتوجه بسرعة نحو المواقع التي فيها أحياء تحت ركام منازلهم”.
وأوضح سلو، أن أكثر من نصف القتلى الذين سقطوا خلال الأيام الخمسة الماضية، هم أطفال ونساء، وقد تجاوز العدد الإجمالي لعدد الضحايا منذ بدء الحملة الجوية 400 قتيل مدني. وأشار سلو إلى أن جميع المواقع التي تستهدفها غارات الطيران الحربي الروسي ومروحي البراميل في حلب المحاصرة مدنية، هي مبان سكنية، ولم يسجل استهداف مقار عسكرية تابعة للمعارضة إلا في حالات نادرة، بالصدفة، فالهدف الرئيس للطائرات هو قتل أكبر عدد ممكن من المدنيين وتدمير أحياء وكتل سكنية بأكملها.
روسيا تبحث عن ذرائع لتبرير عمليتها العسكرية في حلب
موسكو – أعرب الكرملين عن قلقه البالغ إزاء الوضع في سوريا حيث يستغل “الإرهابيون” أي وقف لإطلاق النار لإعادة تنظيم صفوفهم وشن هجمات ضد قوات الحكومة.
وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين للصحافيين، في مؤتمر عبر الهاتف “الكرملين يرى أن الوضع معقد للغاية… ونحن قلقون من أن يستغل الإرهابيون أي وقف لإطلاق النار لإعادة تنظيم صفوفهم وإعادة ملء ترسانات أسلحتهم للإعداد بشكل واضح لشن هجمات”.
واعتبر متابعون أن تصريحات بيسكوف تصب في إطار شرعنة العملية العسكرية التي تشنها روسيا ودمشق في مدينة حلب شمال سوريا، والتي خلفت حتى اليوم أكثر من 237 قتيلا معظمهم من المدنيين.
وانهار وقف لإطلاق النار توسطت فيه موسكو وواشنطن الأسبوع الماضي. واتهمت الولايات المتحدة روسيا الأحد بالوحشية بعد أن قصفت طائرات حربية تدعم القوات الحكومية حلب وردت موسكو بالقول إن إنهاء الحرب في سوريا شبه مستحيل.
ولفت بيسكوف إلى أن قوات المعارضة المعتدلة لم تنفصل عن الإرهابيين مكررا لوم موسكو للولايات المتحدة على عدم الوفاء بتعهدها بدفع الجماعات المسلحة التي تمارس نفوذها عليها للانفصال عن المقاتلين المتطرفين.
وشدد قائلا “وبسبب عدم الفصل بين المعتدلين والإرهابيين يواصل الإرهابيون انتهاكاتهم ويواصلون هجماتهم… ومن الطبيعي أن تستمر الحرب على الإرهاب ويجب ألا تتوقف”.
وكان الاتفاق الروسي الأميركي ينص على ضرورة فصل الجماعات الإرهابية عن المعتدلة، الأمر الذي يعده كثيرون أمرا صعبا لجهة التداخل الجغرافي بين الطرفين.
وكرر وزيرا خارجية فرنسا وبريطانيا انتقادات الولايات المتحدة لروسيا الأحد وقالا إنها قد تكون ارتكبت جرائم حرب، في حلب.
واعتبر بيسكوف أن الإدانة الغربية قد تعطل أي حل للأزمة. وأضاف أن موسكو لا ترى “أي فرصة على الإطلاق” لعقد قمة بشأن سوريا”.
موسكو تنشر نص اتفاقها مع واشنطن حول سوريا
اتهمت الخارجية الأميركية بتسريبات وعدم التنسيق معها
نصر المجالي
نشرت موسكو جزءًا من نصوص الاتفاقيات الروسية ـ الأميركية حول سوريا باللغة الروسية، داعية واشنطن إلى الموافقة على نشر ما اتفق عليه بين موسكو وواشنطن حول استهداف الإرهابيين.
إيلاف من لندن: أشارت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، اليوم الثلاثاء، إلى أن الولايات المتحدة أقدمت على نشر بعض ما اتفق عليه بين الدولتين حول الأزمة السورية في جنيف، في 9 سبتمبر دون أن تنسق مع موسكو موعد نشرها، من خلال سلسلة من “تسريبات” إعلامية.
وعلقت وزارة الخارجية قائلة، “قبل بضعة أيام فقط، بعد المعلومات “التسريبات” في وسائل الإعلام الغربية، نشرت وزارة الخارجية الأميركية على موقعها الإلكتروني جزءا من نص الاتفاقية، ولم يكلفوا أنفسهم العناء ليتفقوا معنا على تاريخ النشر، ومن جانبنا، فإننا ننشر نصوص الاتفاقيات ذات الصلة باللغة الروسية”.
رفض
وذكر البيان، أن روسيا دعت الولايات المتحدة مرارا إلى نشر كل وثيقة من الاتفاقيات الثنائية حول سوريا تدريجيا، بعد التنسيق حولها بين الجانبين، لكن الطرف الأميركي كان يعترض على ذلك دوما، “والملفت للنظر أكثر، هو رفض (الولايات المتحدة) تأكيد تعهدها علانية بفصل المعارضين المعتدلين عن “جبهة النصرة” التي هي فرع “القاعدة”، وبالتعاون مع روسيا في استهداف الإرهابيين وأعوانهم الذين يرفضون وقف إطلاق النار”.
الحزمة الكاملة
وجاء في بيان الوزارة أن روسيا تدعو الولايات المتحدة إلى الموافقة على نشر “الحزمة الكاملة” من الاتفاقيات بين الدولتين حول سوريا، إضافة إلى وثيقة “صلاحيات المركز التنفيذي المشترك”، التي تنص على أن على الخبراء العسكريين الروس والأمريكيين تحديد الأهداف سوية وتنسيق الطلعات القتالية، وكذلك نص الملحق الثاني لاتفاقية 9 سبتمبر التي تحدد آليات مراقبة الطريق المؤدي إلى مدينة حلب السورية من الجنوب (الكاستيلو).
وختم البيان بالقول إن روسيا تعول على أن “تفي الولايات المتحدة أخيرا بالتزامها القديم من ناحية الفصل (بين المعارضة والإرهابيين)، لأنه “هناك عدد كبير من الفصائل المسلحة التي تصفها واشنطن بالمعارضة المعتدلة لكنها تقاتل جنبا إلى جنب مع “جبهة النصرة” بل وانسجمت معها على الصعيد العملي.. ونحن نعود فنقول إن مغازلة الإرهابيين والتساهل معهم لم يجلب أبدا ثمرات طيبة”.
خطة عمل
يذكر أنه في يوم الـ 9 من سبتمبر، اتفق وزراء خارجية كل من روسيا والولايات المتحدة على خطة عمل بشأن سوريا وعلى أساسها تم وقف إطلاق النار في سوريا يوم 12 من الشهر ذاته وإعلان بدء الهدنة ووقف الأعمال القتالية.
وقد استمرت الهدنة أسبوعا، تقريبا، مع وجود بعض الخروقات والانتهاكات من جانب المسلحين، مما أدى في النهاية إلى انهيار الهدنة في يوم الـ 19 من سبتمبر ، حيث أعلن الجيش السوري عن بدء الأعمال القتالية ضد الجماعات المسلحة والإرهابيين. هذا بالإضافة إلى أن موسكو ودمشق قد اتهمتا قوات التحالف الدولي بقيادة الولايت المتحدة بالهجوم على القوات السورية الحكومية في دير الزور والذي اعترفت به واشنطن.
المساعدات الانسانية
وأكد المكتب الإعلامي في وزارة الخارجية الروسية، على أن رؤساء كل من روسيا والولايات المتحدة قد اتفقا على الخطوات الرامية إلى استعادة السلام في سوريا و تقديم المساعدة الإنسانية للسكان، وهذا ما انعكس على الاتفاق الروسي ـ الأميركي الخاص بوقف إطلاق النار في سوريا.
وفي نفس الوقت، شددت روسيا على موضوع ما يسمى بـ “المعارضة المعتدلة” التي لا تختلف أساليبها عن ما يقوم به كل من “داعش” و”جبهة النصرة” وأنه بدعم تلك المعارضة التي تستخدم لغة السلاح ضد الحكومة الشرعية في سوريا، فإن الولايات المتحدة تعيد نفس الخطأ الاستراتيجي عندما قامت بدعم تنظيم “القاعدة” في حربه مع الاتحاد السوفياتي.
فك الارتباط
وقد تعهدت الولايات المتحدة بجعل المناطق التي تحتلها المنظمات الإرهابية بأيدي المعارضة السورية، على أساس فك الارتباط بين الجهتين، إلا أن ما حصل هو أن الإرهابين تحصنوا تحت عنوان المعارضة المعتدلة.
وختم البيان بالقول، إن روسيا تعول على أن “تفي الولايات المتحدة، أخيرا، بالتزامها القديم من ناحية الفصل (بين المعارضة والإرهابيين)، لأنه “هناك عدد كبير من الفصائل المسلحة التي تصفها واشنطن بالمعارضة المعتدلة لكنها تقاتل جنبا إلى جنب مع “جبهة النصرة” بل وانسجمت معها على الصعيد العملي…ونحن نعود ونقول إن مغازلة الإرهابيين والتساهل معهم لم يجلب أبدا ثمرات طيبة”.
سوريا: استمرار الغارات المكثفة على حلب ومواجهات شرسة جنوب غربي المدينة
بي. بي. سي.
استمرت الغارات الجوية المكثفة على مدينة حلب السورية والمناطق الريفية المحيطة، حيث دعت القوات الحكومية المدنيين إلى الابتعاد عن تجمعات مسلحي المعارضة في الأحياء الشرقية بالمدينة.
وقصفت طائرات حربية بالبراميل المتفجرة صباح الثلاثاء مناطق في بلدة حريتان بريف حلب الشمالي، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض.
وقال المرصد، الذي يوجد مقره في بريطانيا، إن ثمة اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها ومسلحي المعارضة جنوب غرب حلب.
ولم يتضح حتى الآن مدى الخسائر البشرية الناجمة عن هذه المواجهات.
وارتفعت حصيلة القتلى الذين سقطوا جراء الغارات الجوية على أحياء حلب الشرقية أمس الاثنين إلى 26 شخصا من بينهم 6 أطفال، بحسب المرصد السوري الذي يقول إنه يعتمد في إحصائياته على مصادر ميدانية.
وأشار المرصد إلى أن الحصيلة قد تتغير نظرا لوجود جرحى بحالات خطرة ومفقودين.
وتمثل حلب جبهة مهمة في الحرب السورية، إذ تريد القوات الحكومية تحقيق ما قد ينظر إليه كأهم نصر لها خلال هذه الحرب من خلال استعادة مناطق سيطرة المعارضة.
وتتقاسم القوات الحكومية والمعارضة السيطرة على المدينة، التي كانت مركزا تجاريا مهما، منذ عام 2012.
وفي العام الماضي، تمكنت القوات الحكومية تدعمها غارات جوية روسية ومجموعات مسلحة إيرانية من تحقيق تقدم. كما استطاعوا مطلع الشهر الماضي إغلاق آخر ممر لمناطق سيطرة المعارضة شرقي المدينة، وهو ما جعل قرابة 250 ألف شخص تحت الحصار.
“قلق عميق”
وخلال الأسبوع الماضي انهارت هدنة توصلت إليها الولايات المتحدة وروسيا.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولين أمريكيين – لم تحدد أسماءهم – قولهم إن انهيار اتفاق وقف إطلاق النار يزيد من احتمال أن تقدم دول خليجية على تسليح مجموعات معارضة سورية بصواريخ مضادة للطائرات تطلق من على الكتف.
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد أعرب عن “قلقه العميق” إزاء الأوضاع السائدة في الأجزاء من مدينة حلب السورية الخاضعة لسيطرة المعارضة.
ازدياد قتلى الغارات بحلب والمعارضة تصد توغلا
أفاد مراسل الجزيرة بسقوط 22 قتيلا الثلاثاء في غارات جوية روسية على حيي الشعار والمشهد شرقي حلب، ونقل المراسل كذلك عن المعارضة السورية المسلحة أنها صدت اليوم محاولات لقوات النظام للتقدم في محاور داخل مدينة حلب.
وقال مراسل الجزيرة بحلب عمرو حلبي إن الطيران الروسي ألقى صاروخا فراغيا شديد الانفجار على حي الشعار، مما تسبب في تدمير مساكن ومتاجر، وقد انتشلت فرق الدفاع المدني من تحت الأنقاض ست جثث وطفلتين في حالة خطيرة.
وأضاف المراسل أن القصف الجوي الروسي شمل 17 حيا محاصرا بحلب منذ ساعات الصباح الأولى، واستخدمت في القصف القنابل الفوسفورية والقنابل العنقودية، وتلا ذلك قصف بالبراميل المتفجرة، وطال القصف أحياء الصاخور والسكري وباب الحديد والهلك والإنذارات ومنطقة دوار الجندول.
ومنذ يوم 19 سبتمبر/أيلول الحالي الموافق لتاريخ انتهاء الهدنة الهشة برعاية أميركية روسية قتل نحو أربعمئة شخص في قصف مكثف على حلب وجرح أكثر من 1300.
وأوردت وكالة الأناضول أن ستة مدنيين قتلوا وأصيب 19 آخرون جراء استهداف طائرة روسية بقنابل فراغية حي المشهد، وأوضح المسؤول في الدفاع المدني محمود علوش في تصريح للأناضول أن من بين القتلى نساء وأطفالا، وأن المقاتلات الروسية تستهدف بشكل خاص الأحياء السكنية في مناطق المعارضة.
محاولات تقدم
ويتزامن هذا القصف الروسي مع محاولات قوات النظام السوري التقدم عبر عدة محاور في مدينة حلب، منها مخيم حندرات وحلب القديمة وجبهات جنوب وغرب المدينة.
وقال مراسل الجزيرة إن المعارضة المسلحة صدت اليوم محاولات تقدم للنظام داخل المدينة، وذكرت المعارضة أنها قتلت عددا من جنود النظام والمليشيات الموالية له.
ونقل مراسل الجزيرة عن مصادر بالمعارضة أن النظام يحشد قوات كبيرة تحضيرا لمعركة داخل حلب، وأوردت وكالة الصحافة الفرنسية نقلا عن مصدر عسكري أن جيش النظام استعاد اليوم حي الفرافرة شمال غرب قلعة حلب، وهو حي تسيطر عليه المعارضة منذ العام 2012.
غير أن وكالة رويترز نقلت عن مسؤول كبير بالمعارضة المسلحة وينتمي لفصيل يتخذ من حلب قاعدة له أن اشتباكات اندلعت في منطقة السويقة بالمدينة، وقال القيادي إن قوات النظام سيطرت لفترة وجيزة على بعض المواقع هناك ولكنها اضطرت للانسحاب.
ممرات آمنة
وفي سياق متصل، طالبت منظمة الصحة العالمية بفتح ممرات آمنة فورا لإخراج الجرحى من الأحياء التي تتعرض للقصف في حلب منذ عدة أيام والتي تعيش حرمانا شبه تام من العناية الطبية اللازمة. وشدد متحدث باسم المنظمة على ضرورة استجابة النظام السوري لهذا الطلب بسبب الوضع الكارثي الذي يواجهه الجرحى.
وقالت منظمة الصحة العالمية إنه لا تزال هناك سبعة مستشفيات فقط بشرق حلب وبعضها لا يعمل بشكل كامل، وإنه ما من سبيل أمام المدنيين لمغادرة المدينة المحاصرة، وأضافت المنظمة الأممية أن 35 طبيبا فقط موجودون بالمنطقة ويقومون برعاية 250 ألف شخص على الأقل.
وذكرت مديرية الصحة في حلب إن أعدادا متزايدة من الجرحى يموتون يوميا في مستشفياتها بسبب التجهيزات المتواضعة التي تعمل بها، وأعلنت مديرية الصحة أن 26 جريحا قضوا في مستشفياتها أمس الاثنين، بينهم أطفال ونساء.
ريف حمص
وفي سياق آخر، قال مراسل الجزيرة إن مدنيا قتل وأصيب آخرون بجروح جراء قصف لطائرات النظام على الأحياء السكنية في بلدة الفرحانية بريف حمص الشمالي المحاصر. وأفاد المراسل بأن قصفا آخر لطيران النظام على مدينة تلبيسة في ريف حمص طال الأبنية السكنية، مما أدى إلى دمار بالممتلكات.
وقال مراسل الجزيرة إن قصف الطيران الروسي على الرستن حال دون إدخال مساعدات أممية إلى المدينة وأدى إلى أضرار في المنازل.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2016
هل يدفع التصعيد بحلب لتسليح نوعي للمعارضة؟
قال مسؤولون أميركيون إن انهيار أحدث اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا زاد احتمال قيام دول الخليج العربي بتسليح المعارضة بصواريخ مضادة للطائرات تطلق من على الكتف للدفاع عن أنفسهم في مواجهة الطائرات السورية والروسية.
وتحطمت أحدث محاولة أميركية لإنهاء الحرب السورية المستمرة منذ خمس سنوات ونصف السنة في 19 سبتمبر/أيلول الجاري عندما تعرضت قافلة مساعدات إنسانية للقصف، في هجوم ألقت واشنطن باللوم فيه على طائرات روسية، ونفت روسيا ضلوعها في الحادث.
وقد يكون من عواقب الفشل الدبلوماسي الأخير زيادة دول الخليج أو تركيا إمدادات الأسلحة لفصائل المعارضة المسلحة بما يشمل صواريخ مضادة للطائرات تطلق من على الكتف، وهو ما منعت الولايات المتحدة حدوثه حتى الآن.
ونقلت رويترز عن مسؤول أميركي -رفض الكشف عن اسمه- قوله إن واشنطن حالت دون وصول كميات كبيرة من أنظمة الدفاع الجوي المحمولة على الكتف إلى سوريا بتوحيدها الحلفاء الغربيين والعرب خلف هدف تقديم التدريب وأسلحة المشاة لجماعات المعارضة المعتدلة مع مواصلة الولايات المتحدة المحادثات مع موسكو.
غير أن خيبة الأمل إزاء موقف واشنطن تتصاعد، بينما يزيد احتمال ألا تواصل الدول الحليفة لواشنطن السير وراءها أو تغض الطرف عن تزويد بعض الأفراد جماعات المعارضة بتلك الأسلحة المضادة للطائرات.
وقال مسؤول أميركي ثان إن بعض الأطراف الخليجية تعتقد بأن السبيل الأمثل لإقناع الروس بالتراجع هو ما أفلح في أفغانستان قبل نحو ثلاثين عاما حين تم تحييد قوة روسيا الجوية بتزويد المجاهدين بأنظمة الدفاع الجوي المحمولة.
وأكد المسؤول أن واشنطن تمكنت حتى الآن من إقناع تلك الأطراف بأن “مخاطر ذلك أكبر في يومنا هذا لأننا لا نتعامل مع الاتحاد السوفياتي وإنما مع زعيم روسي عازم على إعادة بناء القوة الروسية ومن غير المرجح أن يتراجع”، في إشارة إلى الرئيس فلاديمير بوتين.
وسئل المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر: هل الولايات المتحدة مستعدة لفعل شيء بخلاف المفاوضات لمحاولة وقف العنف؟ فلم يوضح خطوات أخرى، لكنه أكد أن واشنطن لا ترغب في أن يضخ أحد المزيد من الأسلحة للاستخدام في الصراع، وقال “النتيجة لن تكون سوى التصعيد في قتال مروع بالفعل، والأمور قد تتحول من سيئ إلى أسوأ بكثير”.
غير أن مسؤولا آخر بالإدارة الأميركية قال إن “المعارضة لها الحق في الدفاع عن نفسها، ولن تترك دون دفاع في مواجهة هذا القصف العشوائي”. وأشار المسؤول -الذي طلب عدم الكشف عن اسمه- إلى أن “حلفاء وشركاء” آخرين للولايات المتحدة يشاركون في المحادثات الأميركية الروسية لإيجاد حل للحرب.
وأضاف “لا نعتقد بأنهم سينظرون بلا مبالاة إلى الأعمال الشائنة التي شاهدناها في الساعات 72 الماضية”، وأكد أنه لن يعلق بشأن “قدرات محددة قد يتم ضمها إلى المعركة”.
ويرى منتقدون لسياسات الرئيس الأميركي باراك أوباما أن تردد البيت الأبيض في استخدام القوة عرقل الدبلوماسية الأميركية، وقال عضوا مجلس الشيوخ الجمهوريان جون مكين ولينزي غراهام في بيان إن “الدبلوماسية في غياب وسيلة ضغط هي وصفة للفشل”.
وأضافا أن “بوتين والأسد لن يفعلا ما نطلبه منهما بدافع من طيب قلبيهما أو بدافع من الاهتمام بمصلحتنا أو بمعاناة الآخرين، ويجب إرغامهما، وهذا يتطلب قوة؛ فالحرب والرعب واللاجئون وعدم الاستقرار، كل هذا سيستمر إلى أن تكون الولايات المتحدة مستعدة لاتخاذ خطوات لتغيير الأوضاع على الأرض في سوريا”.
وقالت مديرة مكتب منظمة هيومن رايتس ووتش في واشنطن سارة مورغان إن “الولايات المتحدة تتعامل مع بوتين كشريك في السلام بدلا من أن تعامله كمتواطئ ومرتكب لجرائم حرب. السؤال الآن هو ما الخطوات التي ستتخذها الولايات المتحدة لحمل روسيا على الامتناع عن مزيد من الانتهاكات وعن المساعدة في أعمال الأسد الوحشية؟”
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2016
النظام يستخدم الأسلحة الفتاكة بحلب
أثارت الغارات العسكرية الجوية السورية والروسية على الأحياء التابعة للمعارضة السورية في شرقي حلب (شمال سوريا) اتهامات بجرائم حرب، بسبب معلومات عن استخدام أسلحة متطورة شديدة القوة في مناطق سكنية مكتظة.
وتحدث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن استخدام قنابل حارقة وأخرى خارقة للتحصينات المخصصة عادة لأهداف عسكرية.
كما وردت معلومات بشكل متكرر عن استخدام قنابل انشطارية في النزاع السوري، وكلها أسلحة فتاكة للمدنيين.
الأسلحة المستخدمة
وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية فإن الأسلحة التي يشتبه في استخدامها هي:
– قنابل خارقة للتحصينات تهدف إلى تدمير منشآت تحت الأرض، وهي بالتالي قادرة على اختراق غرف محصنة تحت الأرض.
– قنابل حارقة تستخدم لإضرام حرائق، وقد تحتوي على مادتي النابالم أو الفوسفور اللتين تسببان حروقا خطيرة، كما تستخدم هذه القنابل عادة للتعليم على أهداف أو إقامة ستار من الدخان.
– قنابل انشطارية تعرف أيضا بالقنابل العنقودية، وهي تلقي عند انفجارها آلاف القنابل الصغيرة على مساحة أكثر اتساعا.
وأدت هذه القنابل -المحظورة عالميا- في السنوات الخمسين الأخيرة إلى مقتل أو بتر أطراف نحو خمسين ألف شخص حول العالم، بحسب التقديرات.
– البراميل المتفجرة: تتألف هذه القنابل المتفجرة يدوية الصنع في الغالب من برميل يمتلئ بالغاز ونوع وقود آخر وشظايا معدنية ويتم إلقاؤها من الجو.
قانون وحظر
وذكرت المديرة المساعدة لشؤون الأمن الدولي في مركز تشاثام هاوس للأبحاث في لندن هانا برايس أن “استخدام الأسلحة في النزاعات المسلحة خاضع للقانون الإنساني الدولي الذي يحظر استخدامها ضد المدنيين، ويحظر الهجمات العشوائية التي تتسبب في استخدام مفرط للعنف”.
وتابعت أن “المشكلة في بعض الأسلحة المتفجرة المستخدمة في سوريا، في حلب خاصة، تكمن في استخدامها في مناطق سكنية تضم كثافة عالية من المدنيين”.
وذكر تقرير منظمة “أكشن أون أرمد فايولنس” (العمل ضد العنف المسلح) أن 92% من قتلى هذه الأسلحة مدنيون يعيشون في مناطق مأهولة.
كما تدمر هذه الأسلحة البنى التحتية الحيوية للسكان كالمنشآت الطبية وأنظمة التزود بالماء والطاقة، بحسب برايس.
أهداف وقصف
من جهته، ذكر خبير الأسلحة لدى مؤسسة “أي إتش آس جينز” البريطانية بين غودلاد أن “القنابل الخارقة للتحصينات والمتفجرات الغازية يفترض استخدامها ضد أهداف يصعب الوصول إليها”.
وأضاف أن “كمية المتفجرات الكبيرة والقصف الهائل الناجم عن هذه الأسلحة لهما تبعات كاسحة في المناطق المدنية، حيث لا مفر من الأضرار الجانبية”.
في هذا السياق، قال السفير الأميركي السابق المكلف بسياسات مكافحة جرائم الحرب ستيفن راب إن “جميع القنابل الحارقة عاجزة عن التمييز (بين المدنيين والأهداف العسكرية)، وهي ستسبب خسائر بشرية جسيمة بين المدنيين”.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2016
النظام يواصل تصعيده بحلب ويهاجم برا
يواصل النظام السوري بدعم روسي تصعيده لليوم التاسع على التوالي بحلب شمال سوريا عبر القصف الجوي والهجوم البري، بينما دعت منظمة الصحة العالمية إلى ممرات آمنة لإجلاء المرضى والجرحى من شرق المدينة.
وقال مراسل الجزيرة إن القصف الجوي المتواصل أسفر عن مقتل مدنيين اثنين وجرح ستة آخرين في بلدة كفر حمرة بريف حلب.
وبين أن هذه البلدة تعرضت اليوم الثلاثاء لأكثر من 15 غارة جوية، وألقى الطيران المروحي فيها نحو عشرين برميلا متفجرا. وتقع بلدة كفر حمرة عند مدخل حلب الشمالي الغربي قرب طريق الكاستيلو الإستراتيجي.
كما استهدفت مقاتلات حربية صباح اليوم أحياء الصاخور والسكري وباب الحديد وقرلق وبعيدين والهلك والإنذارات ومنطقة دوار الجندول في مدينة حلب.
ومنذ يوم 19 سبتمبر/أيلول الحالي الموافق لتاريخ انتهاء الهدنة الهشة برعاية أميركية روسية قتل نحو أربعمئة شخص في قصف مكثف على حلب وجرح أكثر من 1300.
وجراء هذا الوضع الكارثي تأثرت مستشفيات حلب، حيث نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر طبي أن أقسام العناية المكثفة في المستشفيات باتت ممتلئة بالمصابين.
هجوم بري
على صعيد متصل، نقلت وكالة رويترز عن مسؤول كبير بالمعارضة السورية المسلحة قوله إن القوات الحكومية السورية هاجمت مناطق تسيطر عليها المعارضة في حلب على أربع جبهات اليوم الثلاثاء في أكبر هجوم بري تنفذه منذ بدأ الجيش حملة لاستعادة المدينة بالكامل الأسبوع الماضي.
على صعيد منفصل، قال قائد فصيل عراقي مسلح يقاتل دعما للحكومة السورية إن قوة عسكرية كبيرة تتقدمها وحدة خاصة تعرف باسم “قوات النمر” بدأت التحرك بمدرعات ودبابات من أجل هجوم على مناطق شرق حلب التي تسيطر عليها المعارضة.
وفي الشأن الميداني أيضا، نقل مراسل الجزيرة عن مصادر عسكرية في المعارضة السورية المسلحة قولها إن الأخيرة صدت هجومين لقوات النظام في محوري 1070 شقة وجبهة السويقة، وقتلت عنصرين من القوات النظامية خلال الهجوم.
يأتي ذلك بينما دعت منظمة الصحة العالمية اليوم الثلاثاء إلى إجلاء المرضى والمصابين في شرق حلب المحاصر عبر ممرات آمنة لمعالجتهم.
ويتعرض شرق المدينة الخاضع لسيطرة مقاتلي المعارضة لهجوم كبير تدعمه روسيا، وتقول المنظمة إن 35 طبيبا فقط موجودون في المنطقة ويقومون برعاية ما يصل إلى 250 ألف شخص.
تطورات ريف دمشق
وفي ريف دمشق قال مراسل الجزيرة إن قوات النظام سيطرت على رحبة الإشارة في بلدة الريحان بالغوطة الشرقية في ريف دمشق.
كما ذكر المراسل أن قوات النظام سيطرت أيضا على عدة مواقع في تل الصوان، وذلك بعد معارك مع قوات المعارضة المسلحة وهجوم كانت شنته أمس الاثنين.
وفي سياق آخر، أفاد مراسل الجزيرة بأن قوات النظام استهدفت الأحياء السكنية في مدينة قدسيا بريف دمشق الغربي بقذائف الهاون.
كما أضافت المصادر أن قصفا آخر لقوات النظام طال مزارع العباسية في محيط خان الشيح بريف دمشق الغربي.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2016
روسيا تنشر بنود اتفاقها مع أميركا بشأن سوريا
نشرت وزارة الخارجية الروسية بنود الاتفاق الروسي الأميركي بشأن وقف أعمال القتال في سوريا التي تم التوصل إليها في جنيف في التاسع من الشهر الجاري بين وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف.
وجاء في بيان للوزارة أن موسكو تنشر من جانبها نصوص هذه الاتفاقيات باللغة الروسية. وتدعو الولايات المتحدة للموافقة على الكشف عن الحزمة بأكملها للجمهور، والكشف كذلك عن قرار المركز التنفيذي المشترك، حيث يجب على الخبراء العسكريين الروس والأميركيين تحديد الأهداف وتنسيق الطلعات الجوية.
وتنص الاتفاقية على تبادل المعلومات وتسهيل وقف التصعيد بين طرفي النزاع لتعزيز وقف الأعمال العدائية في سوريا.
وفي حالة خرق أو احتمال خرق نظام وقف الأعمال العدائية بما في ذلك استئناف الأعمال القتالية فإن روسيا والولايات المتحدة تحكمان فرقة العمل الدولية لمجموعة دعم سوريا.
وتطرق أحد بنود الاتفاق إلى أن الهيئات المكلفة ستطلب معلومات إضافية من الأطراف المشكوك في خرقها نظام وقف الأعمال العدائية من أجل تقييم حجم الخروق من مجموعة العمل الدولية بشأن سوريا.
ونص الاتفاق على أنه على روسيا والولايات المتحدة تأمين الحصول على معلومات كافية وموضوعية بشأن الحوادث ونوايا الأطراف لتنفيذ نظام وقف الأعمال العدائية.
وانهارت الهدنة التي توصلت إليها روسيا والولايات المتحدة في 19 من الشهر الجاري بعد الهجوم على قافلة مساعدات أممية قرب حلب، مما أدى إلى مقتل نحو عشرين شخصا.
وقالت الولايات المتحدة إن طائرات روسية نفذت الهجوم، في حين تنفي روسيا ضلوعها في الحادث، بينما ألقى النظام السوري باللائمة على “الإرهابيين”.
وفي 22 من الشهر الجاري أعلن النظام السوري بدء هجوم للسيطرة الكاملة على حلب، وشنت الطائرات الحربية الروسية والسورية قصفا متواصلا على حلب خلف مئات القتلى وآلاف الجرحى.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2016
إلى متى ستصمد حلب؟
محمد كناص-غازي عنتاب
الصور المؤلمة التي تخرج من حلب على شاشات التلفزة والتي تتصدر واجهات الصحافة تحمل عشرات الأسئلة قد يكون أسهلها أين ضمير العالم من هذه المذبحة، وقد يكون أصعبها إلى متى ستصمد مدينة حلب في وجه هذه الهجمة من النظام السوري وحليفه الروسي؟
نحو أربعمئة قتيل ومثلهم ويزيد من الجرحى في أحياء المعارضة بحلب شمالي سوريا، وذلك في إثر غارات من الطيران الحربي الروسي والسوري بمختلف الأسلحة لا تزال مستمرة لليوم التاسع على التوالي بعد انتهاء الهدنة التي توصلت إليها واشنطن وموسكو.
ولم تتمخض جلسة مجلس الأمن بشأن سوريا أول أمس الأحد عن شيء إلا رسالة وحيدة أوصلها مندوب النظام السوري بشار الجعفري تقول إن النظام وحليفه الروسي ماضيان في الحل العسكري حتى استعادة السيطرة على كامل حلب، ولم يوفر الطرفان جهدا في التأكيد بأنهم يستهدفون عناصر إرهابية في أحياء حلب المحاصرة التي تسيطر عليها المعارضة.
معركة مرتقبة
يقول الناطق باسم جبهة فتح الشام حسام الشافعي عن ردة فعلهم في حال استمر النظام وحليفه الروسي بهذه الهجمة إن القادة العسكريين -خاصة في جبهة فتح الشام- يرتبون صفوفهم ويحشدون المزيد من المقاتلين لأن المرحلة القادمة تحتاج إلى قوات انغماسية واقتحامية كبيرة، والمعركة قريبة جدا.
ويضيف الشافعي أن “الغنائم التي حصل عليها جيش الفتح في كلية المدفعية جنوب حلب تكفيه لخوض عدة معارك كبيرة”.
ويقول عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية سمير نشار -وهو ابن مدينة حلب- إن ما يحصل في مدينته يمكن إيقافه عن طريق سحب الذرائع من يد المجتمع الدولي، “فالروس والنظام وحتى المبعوث الدولي إلى سوريا ستفان دي ميستورا لم يوفروا جهدا في مجلس الأمن في تشويه حقيقة الثورة بالقول إن من يقتلون بحلب هم عناصر إرهابية تابعون لجبهة فتح الشام”.
البيت الداخلي
ويضيف نشار أنه لا بد من ترتيب البيت الداخلي للثورة، وإعادة تقديمها للمجتمع الدولي، وذلك عن طريق اقتراب جبهة فتح الشام أكثر من نظرائها، وإعلانها مشروعا وطنيا خالصا سوريا، وتلاقي مشروعها مع المشروع الوطني الذي توصلت له معظم الفصائل العسكرية والأطياف السياسية المعارضة في المؤتمر الذي عقد بالعاصمة السعودية الرياض العام الماضي.
ويرى المعارض السوري أن هذا الالتقاء بين المشروعين سيحرم المجتمع الدولي المتخاذل، ومن ضمنه الولايات المتحدة والروس والنظام السوري أيضا من العزف على وتر محاربة الإرهاب.
ويوضح نشار أنه عندما يرى المجتمع الدولي أن ما يحصل في سوريا هو ثورة تحمل مشروعا وطنيا واحدا تحميه فصائل عسكرية متحدة ومتوافقة عليه لن يبقى أمامه إلا الاستماع لمطالب السوريين.
ويرى أنه لا يمكن المراهنة على الحس الإنساني للمجتمع الدولي بعد كل المجازر المرتكبة بحق السوريين، ويضيف أن ذلك المجتمع هو مجتمع مصالح وليس مبادئ.
ويقول نشار إن حلب يمكن أن تصمد على هذا الحال مدة شهر في أحسن الأحوال لو استمر القصف على الوتيرة نفسها، فأبناؤها يضحون بكل ما لديهم لكن لا تمتلك حلب مقومات مواجهة الحصار طويلا.
صمود محدود
ويتوقع المحلل العسكري فايز الأسمر ألا تصمد حلب ستة أشهر، ومدة هذا الصمود مرهونة بما تبقى لدى المقاتلين من ذخيرة، وذلك إذا ما استمر النظام والروس بهذه الحملة العسكرية، وإن لم يكن لدى مقاتلي المعارضة المبادرة لدفع الحصار وفكه من جديد.
ويضيف المحلل العسكري أنه ليس لحلب سلة غذائية مثل الغوطة بريف دمشق حتى تقاوم الحصار طويلا، إنما هي عبارة عن كتلة إسمنتية وهي أحياء فقيرة بالأصل.
ويقول الأسمر إن النظام عمل على استهداف محطات المياه والكهرباء والنقاط والمشافي الطبية، مما خلق عامل ضغط على الأهالي وبالتالي على المعارضة المسلحة، ويشير المتحدث نفسه إلى أن النظام يسعى لخلق ثورة من الداخل على مقاتلي المعارضة بتأليب الأهالي عليهم، ووضعهم تحت ضغوط إنسانية لا تحتمل.
ويخلص الأسمر إلى أن النظام السوري سيعمل على قضم أحياء حلب شيئا فشيئا من الشمال والجنوب حتى يحرم المعارضة أولا من الحزام الآمن، وثانيا يبعدها عن فك الحصار، ثم سيشن عليها هجمات تستنزفها وتستنزف ذخيرتها، ويلي كل ذلك هجوم واحد يحشد له النظام طويلا.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2016
مسؤول إيراني: نظرية الحرب بسوريا بحكم المنتهية
قال حسين شيخ الإسلام مستشار وزير الخارجية الإيراني إن نظرية الحرب في سوريا وإسقاط النظام هناك باتت بحكم المنتهية، وإن بلاده هي من انتصر في هذه الحرب، فيما نقلت صحيفة لبنانية عن حزب الله قوله إنه لا توجد آفاق للحلول السياسية في سوريا.
وأضاف مستشار وزير الخارجية الإيراني أنه لم يعد بإمكان أميركا التحكم بالمنطقة ومستقبلها، وأكد أن فكرة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد التي اجتمع عليها العالم “سقطت وباتت من الماضي”.
وأشار شيخ الإسلام إلى أن الحديث الآن أصبح عن ضرورة أن يختار الشعب السوري بنفسه مستقبل بلاده.
وفي سياق متصل، نقلت صحيفة الأخبار عن حزب الله اللبناني قولها اليوم إنه لا توجد آفاق للحلول السياسية في سوريا، وإن الصراع يزداد تعقيدا مع تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وروسيا.
ونسبت الصحيفة الموالية للحزب للأمين العام حسن نصر الله قوله “لا آفاق للحلول السياسية… والكلمة الفصل للميدان”، وأضاف نصر الله أن “الوضع يزداد تعقيدا، خصوصا بعد التوتر الأميركي الروسي واستمرار أزمة الثقة بين الطرفين”.
ويدعم حزب الله نظام بشار الأسد في الحرب بسوريا التي دخلت عامها السادس.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2016
المعارضة السورية تصد هجوماً لقوات الأسد على حلب القديمة
العربية.نت
أعلنت كتائب المعارضة السورية صد الهجوم البري لقوات النظام على منطقة السويقة في حلب الشرقية.
وكان مسؤول في المعارضة السورية وصف هجوم قوات النظام بالأكبر من نوعه منذ انطلاق حملته العسكرية للسيطرة على المدينة.
وقال إن القوات الحكومية السورية هاجمت مناطق تسيطر عليها المعارضة في حلب على أربع جبهات، اليوم الثلاثاء، في أكبر هجوم بري تنفذه منذ بدأ الجيش حملة لاستعادة المدينة بالكامل الأسبوع الماضي، بحسب “رويترز”.
وعلى صعيد منفصل، قال قائد فصيل عراقي، مسلح يقاتل دعما للحكومة السورية لرويترز، إن قوة عسكرية كبيرة تتقدمها وحدة خاصة تعرف باسم قوات النمر بدأت التحرك في مدرعات ودبابات من أجل هجوم على مناطق شرق حلب التي تسيطر عليها المعارضة.
سياسيا، اعتبر وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، في تصريحات جديدة خلال زيارة له إلى كولومبيا، أن روسيا والنظام بسوريا مسؤولان عن انهيار الهدنة والجهود الدبلوماسية، حيث إنهما يواصلان هجومهما العسكري والبحث عن تحقيق انتصار ميداني عوض التوجه صوب الحل السياسي عن طريق المفاوضات الفعالة.
ووعد كيري أنه لن يستسلم وسيواصل مساعيه مع روسيا لإعادة تفعيل وقف النار في سوريا.
وأشار كيري إلى أن تطورات حلب إنما تؤكد أن روسيا والنظام ينويان السيطرة على المدينة عسكريا وتدميرها ضمن هذه العملية العسكرية القائمة.
وزير الخارجية الأميركي يتهم موسكو بتدمير حلب
العربية.نت
اعتبر وزير الخارجية الأميركي جون كيري في تصريحات جديدة له خلال زيارة له إلى كولومبيا، أن روسيا والنظام بسوريا مسؤولان عن انهيار الهدنة والجهود الدبلوماسية، حيث إنهما يواصلان هجومهما العسكري والبحث عن تحقيق انتصار ميداني عوض التوجه صوب الحل السياسي عن طريق المفاوضات الفعالة.
ووعد كيري أنه لن يستسلم وسيواصل مساعيه مع روسيا لإعادة تفعيل وقف النار في سوريا.
وأشار كيري إلى أن تطورات حلب إنما تؤكد أن روسيا والنظام ينويان السيطرة على المدينة عسكريا وتدميرها ضمن هذه العملية العسكرية القائمة.
من جانبه، نفى المتحدث باسم الخارجية الأميركية، مارك تونر، وجود “خطة ب” لدى واشنطن حول الحل بسوريا، مؤكدا أن الحل الدبلوماسي يبقى الخيار الأوحد.
جاء ذلك في أعقاب التصريح الروسي بلسان وزير الخارجية سيرغي لافروف عن خطة بديلة لحل الأزمة السورية.
من جهته، نفى سفير الائتلاف السوري المعارض في باريس، منذر ماخوس، في مقابلة له مع “الحدث”، وجود أي أفق لحل سياسي في سوريا في ظل الأوضاع الراهنة، معتبرا أن العجلة السياسية والعسكرية أصبحت بانتظار إدارة أميركية جديدة.
غارات تمنع قافلة مساعدات من دخول الرستن بسوريا
القوافل الإنسانية تسعى للوصول إلى المناطق المحاصرة.
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قالت مصادر مقربة من المعارضة السورية، الثلاثاء، إن قافلة مساعدات رفضت دخول مدينة الرستن بحمص بعد وصولها إلى معبر الدار الكبيرة، عقب استهداف طائرات القوات الحكومية الطريق الذي كان من المقرر أن تسلكه.
وقال عضو في المجلس المحلي للرستن إن “طائرات النظام الحربية استهدفت طريقاً من المفترض أن تسلكه قافلة مساعدات أممية خلال توجهها إلى” المدينة الواقعة في ريف حمص الشمالي والخاضعة لسيطرة المعارضة.
وأوضح أن “القافلة وصلت إلى معبر الدار الكبيرة وأزيلت السواتر الترابية تمهيداً لعبورها وما إن تحركت الشاحنات حتى بدأت طائرات النظام بقصف طريقها.. مما دفع القافلة للتراجع خوفاً من استهدافها، على غرار ما حدث في ريف حلب”.
وأشارت مصادر محلية إلى أن القافلة “كانت مؤلفة من 66 شاحنة محملة بمواد غذائية وطبية وقرطاسية، ومقدمة من الأمم المتحدة ومصحوبة بوفد من الهلال الأحمر السوري”.
وكانتا طائرات حربية استهدفت قافلة مساعدات للأمم المتحدة مؤلفة من 31 شاحنة، الاثنين الماضي، في أورم الكبرى في غرب حلب مما أدى إلى مقتل أحد نحو 20 شخصا، وأطاح بالهدنة التي توصلت إليها موسكو وواشنطن.
واتهمت الولايات المتحدة ودول غربية أخرى روسيا باستهداف القافلة وارتكاب جرائم حرب”، الأمر الذي نفته موسكو، التي تدعم الرئيس السوري بشار الأسد، في حربه ضد فصائل المعارضة المسلحة.
البابا: أوروبا تنغلق على المهاجرين بدل التفكير بالاندماج
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 27 سبتمبر 2016 البابا فرنسيس
الفاتيكان – رأى البابا فرنسيس أن أوروبا تنغلق”، في حين أن “من الضروري التفكير بالاندماج أكثر من أي وقت مضى”.
وخلال استقباله الثلاثاء وفدا من المجلس اليهودي العالمي بقيادة رئيسه رونالد لودر، تحدث البابا عن “التحدي المتمثل بتعزيز السلام في العالم”، وعن “أزمة اللاجئين”، مبينا أن “أوروبا غالبا ما تنسى أنها أغتنت بفضل المهاجرين”، لذا فهي الآن “تخسر الإبداع وتمتلك معدل مواليد ينخفض باستمرار مقابل ارتفاع مطرد للبطالة”.
وتطرق البابا أيضا إلى الهجمات الإرهابية ببروكسل في الـ22 من آذار/مارس العام الماضي، قائلا “نحن بحاجة للتفكير بالاندماج”، وهو “أمر مهم جدا”، فـ”الأشخاص الذين ارتكبوا الهجمات الإرهابية في بلجيكا لم يندمجوا بشكل صحيح”. واختتم بالقول “علينا أن نسير معا لجعل هذا العالم مكانا أكثر أمنا”.
وزير الخارجية الإيطالي: استراتيجية النظام السوري تعزز التطرف لعقود بالمنطقة
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 27 سبتمبر 2016
روما- حذر وزير الخارجية الإيطالي، باولو جينتيلوني من أن “استراتيجية النظام السوري وداعميه الحالية تعزز التطرف وتوطِّنه لعقود في المنطقة”.
ورأى في مقال نشرته صحيفة (إلميساجيرو) الثلاثاء أنه “من غير الممكن القضاء على الجهاديين في سورية طالما أن الأسد يبقى حرا طليقا في مواصلة قصف شعبه”.
وشدد جينتيلوني على أن “العملية السياسية لوحدها هي التي تؤدي إلى انتقال حقيقي سيكفل مستقبل موحد وسلمي في البلاد.”
ونوه جينتيلوني بأن “إيطاليا كانت من بين الدول التي إفترضت تقييما إيجابيا للوجود العسكري الروسي في سورية” بإعتبار أنه كان “من الممكن أن يمارس التأثير على نظام الأسد”. إلا أن رئيس الدبلوماسية الإيطالية أردف “لكن الأمور سارت بشكل مختلف. فموسكو لم تحث النظام السوري، ومختلف الميليشيات الشيعية (اللبنانية والأفغانية والعراقية) الداعمة له، على تغيير توجهاته: لقد استمر القصف العشوائي ضد المدنيين، وأشتدت الحصارات وتم التجاهل وبإستمرار لكل الالتزامات الدولية وقرارات مجلس الأمن”.
ورأى جينتيلوني أنه “لهذا السبب جاء وقت توجيه رسالة حازمة إلى موسكو. لقد حانت ساعة أن تثبت روسيا رغبتها في استخدام نفوذها على النظام. وبعدم فعلها ذلك، يعني تأييدها للمجزرة، والتخلي أيضا عن دور القوة العظمى الذي يطمح فيه بوتين”.
المعارضة السورية تمنع تقدم النظام بحلب وتباغته بحماة
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 27 سبتمبر 2016 مدينة حلب
روما ـ أكّدت مصادر في المعارضة السورية المسلّحة إفشال محاولة قوات النظام السوري وميليشيات غير نظامية تؤازره، من دخول المناطق التي تُسيطر عليها المعارضة السورية في شرق حلب، في الوقت الذي أعلنت فيه فصائل مسلّحة تمكّنها من السيطرة على بلدان في محافظة حماة بعد فتح جبهة موازية للتخفيف عن الهجمة السورية الروسية على حلب.
وقالت المصادر العسكرية لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إن قوات النظام السوري تدعمها ميليشيات عراقية ولبنانية فشلت اليوم في التقدّم في مناطق سيطرة المعارضة السورية، على الرغم من القصف الجوي الكثيف الذي رافق تقدّم هذه القوات، واضطرت لإلغاء الهجوم البري الذي شنّته من أربعة جهات، وعادت بعد أن تكبّدت خسائر في الأرواح.
وأوضحت المصادر أن المعارضة المسلّحة شرقي حلب “مُستحكمة في مواقع استراتيجية، ومُجهّزة لخوض حرب شوارع، ستكون مُكلفة جداً للنظام السوري والميليشيات التي تُحارب معه، وما يُقلقها هو استهداف المدنيين بالغارات الجوية”.
ويأتي هذا الهجوم البري عقب أسبوع من الغارات الجوية الروسية والسوري المتواصلة على القسم الشرقي من المدينة الذي تُسيطر عليه المعارضة السورية المسلحة، والذي أدى إلى مقتل نحو 400 شخص.
ويعيش في حلب الشرقية نحو 300 ألف من المدنيين، من بينهم 100 ألف طفل، يُعانون من أوضاع معيشية وإنسانية صعبة للغاية بسبب الحصار الذي يفرضه النظام عليهم.
إلى ذلك، تمكنت فصائل المعارضة الثلاثاء أيضا من السيطرة على عدة قرى في ريف حماة الشمالي، من بينها، القاهرة ورأس العين والشعثة، عقب اشتباكات عنيفة مع قوات النظام والمليشيات الموالية لها، خلفت قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام، وانسحاب كل قوات النظام من المنطقة.
وكانت الفصائل نفسها قد سيطرت الأسبوع الماضي على قرى معان والكبّارية وتل الأسود في بريف حماة الشرقي، وطردت قوات النظام والميليشيات الموالية لهان في محاولة لتخفيف الضغط على مدينة حلب، وتحاول التقدّم للسيطرة على مطار عسكري في المدينة.