أحداث الثلاثاء 29 أيلول 2015
أوباما وبوتين يتواجهان وأمامهما… الأسد و«داعش»
نيويورك – مكتب «الحياة»
استبق الرئيسان باراك أوباما وفلاديمير بوتين القمة التي جمعتهما مساء أمس بإعادة التأكيد على التمسك بموقفيهما حول «عقدة الأسد» في سورية، من خلال خطابين أمام الجمعية العامة صباحاً. وشددت مواقف الرئيسين على استمرار نقطة الخلاف الرئيسية بينهما في شأن الأزمة السورية. وعلى رغم أن ما يتفق عليه الطرفان هو محاربة تنظيم داعش إلا أن الطرح الروسي بضرورة التعاون الدولي مع الرئيس السوري بشار الأسد في محاربة الإرهاب بقيت نقطة خلافية جوهرية مع واشنطن والدول العربية.
لكن الرئيسين الروسي والأميركي أبقيا يد الديبلوماسية ممدودة تمهيداً للقاء الذي أعده وزيرا خارجية البلدين جون كيري وسيرغي لافروف باجتماع تحضيري أمس أيضاً.
وقال أوباما أمام الجمعية العامة إن الولايات المتحدة مستعدة «للعمل مع أي دولة بما في ذلك روسيا وإيران لوقف سفك الدماء» في سورية.
وحمّل أوباما الأسد مسؤولية وصول الأزمة السورية إلى مرحلتها الراهنة داعياً إلى تذكّر سبب النزاع حين «ردّ الأسد على التظاهرات السلمية بالتصعيد والقمع والقتل ما أدى الى البيئة الحالية للنزاع». وقال إنه «لا يمكن أن ننسى أن الأسد قصف شعبه بالسلاح الكيماوي والقذائف العشوائية» وهو ما يوجب أن «نعمل على تحقيق انتقال بعيد من الأسد الى حكومة جديدة ليتمكن الشعب السوري من إعادة البناء». ودان من يؤيدون قادة مثل الأسد الذي وصفه بأنه «طاغية قاتل للأطفال».
وقال أوباما إن الولايات المتحدة «ستعمل في المستقبل على تجنب الأخطاء التي ارتكبتها في أماكن أخرى كليبيا، لتعزيز قدرة الدول على منع الانهيار».
وأشار الى ضرورة تجنب «أخطاء» اعترف بأن الولايات المتحدة ارتكبتها مع شركائها في ليبيا «عندما انضممنا لوقف المذبحة، كان يمكن أن نفعل ما هو أفضل لملء الفراغ» بعد سقوط نظام معمر القذافي.
وفي سياق كلامه عن سورية قال إن «قتل دكتاتور عشرات الآلاف من شعبه أمر لا يمكن أن يعني دولة واحدة فقط بل هذا يطاولنا جميعاً».
وجدد التأكيد على «منع وجود جنة محمية لتنظيم داعش» وأن الولايات المتحدة ستعمل على ذلك لكنه أشار الى أن «القوة العسكرية وإن كانت ضرورية» لمواجهة التنظيمات الإرهابية، «إلا أنها غير كافية» إذ ثمة ضرورة لأن يعيش السوريون معاً في سلام دائم.
وأشار الى أن الولايات المتحدة ارتكبت أخطاء في العراق «لكن التطرف وجد أيضاً بسبب عقيدة مسممة متطرفة تتطلب مواجهتها أن يعمل المسلمون وغير المسلمين على مواجهتها».
ورد بوتين على أوباما في شكل غير مباشر مشدداً على ضرورة دعم الرئيس بشار الأسد، في سياق محاربة تنظيم «داعش».
وقال إن الشعوب في الشرق الأوسط أرادت التغيير «بطبيعة الحال، لكن النتيجة الحالية هي تدمير المؤسسات والعنف والفقر والكوارث الاجتماعية».
وتوجه الى الدول التي دعمت التغيير بالقول «هل تعون ماذا فعلتم؟ لا أتوقع إجابة منكم لكن الفراغ (في السلطة) في الشرق الأوسط أدى الى تفشي الإرهاب والتطرف». وأشار في هذا السياق الى الاجتياح الأميركي للعراق وحلّ الجيش العراقي الذي سبّب انضمام «آلاف المسلحين الى المنظمات الإرهابية».
وقال إن «ما يمسى المعارضة المعتدلة في سورية تدرب وتسلح بدعم من الدول الغربية ثم تتحول أسلحتها الى داعش». واتهم دولاً لم يسمها «بدعم الإرهاب» محذراً هذه الدول بالقول «تريدون دعم هذه المجموعات للتعامل معها في المستقبل لكن عليكم أن تعلموا أنها خطيرة وتضاهيكم ذكاء وأي لعب مع الإرهابيين سيؤدي الى انتشار الإرهاب ووصوله الى دول في أوروبا، وروسيا».
واعتبر بوتين أنه «علينا أن نعترف بأن ما من أحد يقاتل داعش في سورية سوى قوات الرئيس الأسد والميليشيا الكردية» مكرراً الدعوة الى إنشاء تحالف دولي لمحاربة الإرهاب مشابه للتحالف الذي هزم النازية.
وقال إن هناك من يتهم السياسة الروسية بأنها قائمة على «طموحات روسية، وكأن الآخرين ليس لديهم طموحاتهم، لكننا نقول إن الأمر لا علاقة له بالطموحات بل إننا لا يمكننا بعد اليوم التسامح مع الحالة الراهنة للوضع القائم في العالم».
وقال إن «علينا أن نعمل معاً انطلاقاً من المبادىء المشتركة، لا الطموحات، بما يرتكز على القانون الدولي وإيجاد تحالف دولي لمحاربة الإرهاب». ودعا الدول المسلمة الى الانضمام الى الجهود الدولية في محاربة الإرهاب، وكذلك القادة الدينيين المسلمين. وقال إن التوصل الى استراتيجية لمحاربة الإرهاب ستلغي الحاجة الى مخيمات اللاجئين.
وكان كيري عقد اجتماعاً مع عدد من الوزراء العرب بينهم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذي أعاد بعد الاجتماع التأكيد على موقف السعودية الرافض لدور الأسد في مستقبل سورية، ومشدداً على ضرورة تطبيق بيان جنيف الذي ينص على تأسيس هيئة حكم انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة. وقال الجبير إنه «غير موافق» على التقويم القائل بوجود تغير في مواقف الدول الغربية حيال دور الأسد في العملية السياسية في سورية.
ودعا الرئيس الإيراني حسن روحاني الى تشكيل «جبهة موحدة» لقتال المتطرفين في الشرق الأوسط. وقال في كلمته امام الجمعية العامة ان ايران «مستعدة للمساعدة في احلال الديموقراطية في سورية» وفي اليمن.
وأضاف «أود أن أدعو العالم بأجمعه خصوصاً الدول في منطقتي الى وضع خطة عمل مشتركة شاملة لتشكيل جبهة موحدة ضد التطرف والعنف».
وتوجه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للمرة الأولى بالاسم الى خمس دول «تحمل مفتاح» الحل السياسي في سورية وهي روسيا والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وإيران وتركيا. وقال في افتتاح مناقشات الجمعية العامة للأمم المتحدة إن المسؤولية الأولى لإنهاء النزاع في سورية تقع على عاتق الأطراف السوريين أنفسهم لكنه شدد على أن الدول الخمس تحمل مفتاح إنهاء النزاع. ودعا بان الى أن تنعكس «روح التضامن» في العمل معاً التي تجلت في الجهود الديبلوماسية التي أنتجت الاتفاق النووي الإيراني لحل أزمات في أماكن أخرى لا سيما سورية واليمن وأوكرانيا.
ودعا بان القادة السياسيين الى عدم البقاء في السلطة أكثر مما تجيز لهم ولاياتهم الدستورية وحض الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن على وضع خلافاتهم جانباً والعمل معاً «لوقف القصف» في سورية واليمن.
وغصّت قاعة الجمعية العامة بكبار الرؤساء والملوك وقادة الدول في أكبر تجمع لهم في تاريخ المنظمة إذ وصل عدد رؤساء وقادة الدول ورؤساء الحكومات الى أكثر من ١٥٠، في الذكرى السبعين لإنشاء المنظمة الدولية.
وكان مقرراً أن يعقد الرئيسان بوتين وأوباما قمة مساء أمس الإثنين للبحث في الأزمتين السورية والأوكرانية، فيما لم يكن مقرراً حتى ظهيرة أمس أي لقاء بين أوباما والرئيس الإيراني حسن روحاني الذي أعلنت البعثة الإيرانية في نيويورك أنه سيختصر زيارته الى نيويورك ليعود الى طهران بعد إلقاء الخطاب أمام الجمعية العامة لمتابعة مسألة مقتل الحجاج الإيرانيين في حادثة التدافع في مكة.
«مجموعة اتصال» دولية – إقليمية للتفاهم حول سورية
واشنطن – جويس كرم { نيويورك – رندة تقي الدين < لندن، موسكو – «الحياة»، أ ف ب
أعلنت الخارجية الروسية ان «مجموعة الاتصال» التي تضم «اللاعبين الرئيسين» في النزاع السوري كالولايات المتحدة وروسيا والسعودية وإيران وتركيا ومصر ستجتمع في تشرين الأول (اكتوبر) المقبل، في وقت ابدى الرئيس الأميركي باراك اوباما في الأمم المتحدة استعداده للعمل مع موسكو وطهران للوصول الى حل. وذُكر في واشنطن أن الولايات المتحدة ابلغت العراق استياءها من فتح الأجواء الجوية أمام الطائرات الروسية المتجهة لدعم النظام وأنها طلبت من الحكومة العراقية تفتيش الطائرات، لكن من دون جدوى. (للمزيد).
وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف: «سيتم تشكيل اربع مجموعات عمل (بين ممثلي النظام والمعارضة والمجتمع المدني) في جنيف كما ان لقاء مجموعة الاتصال التي تضم اللاعبين الرئيسيين سيكون الشهر المقبل على ما اعتقد بعد انتهاء اعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة». وأضاف ان واشنطن و موسكو والرياض وطهران وأنقرة والقاهرة سترسل ممثلين عنها، معرباً عن الأمل بعقد لقاء لمجموعة الاتصال «في اقرب وقت ممكن». وأكد بوغدانوف: «لم يحسم مستوى التمثيل حتى الآن. اعتقد بأن العمل يمكن ان يكون على مستويات عدة، الخبراء ونواب وزراء او الوزراء انفسهم، اذا لزم الأمر».
ومن المقرر ان يشارك المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا في اجتماع «مجموعة الاتصال» لتوفير مظلة سياسية لاجتماعات ممثلي النظام والمعارضة للوصول الى حل سياسي. وقال اوباما ان «الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع كل الدول بما فيها روسيا وإيران لحل النزاع». وتدارك: «لكن ينبغي ان نقر بأنه بعد هذا الكم الكبير من المجازر وسفك الدماء، لا يمكن العودة الى الوضع الذي كان قائماً قبل الحرب».
وأكد رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو ان بلاده مستعدة للعمل مع كل الدول بما فيها روسيا من اجل انتقال سياسي في سورية وإلحاق الهزيمة بتنظيم «داعش». وقال داود اوغلو للصحافيين على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة: «في سورية الجديدة، ينبغي الا يكون هناك مكان لـ (الرئيس السوري بشار) الأسد ولداعش».
في واشنطن، أكدت مصادر «الاستياء الأميركي من الدور العراقي» في تسهيل نقل السلاح الروسي الى دمشق، نقله «أكثر من مرة» ديبلوماسيون أميركيون الى بغداد هذا الشهر. وأضاف: «عبّرت واشنطن عن قلقها من الشحنات الروسية الى الأسد عبر إيران والعراق في أول الشهر، وطلبت الحكومة العراقية وقفها وتفتيشها وهو ما تجاهلته بغداد. وكرّرت واشنطن الشكوى وبلهجة أشد أخيراً، قبل أن تتفاجأ باتفاق روسي -ايراني – عراقي لمحاربة داعش».
ميدانياً، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن القوات الإسرائيلية «استهدفت من داخل الجولان السوري المحتل بثلاثة صواريخ على الأقل سرية محيرس التابعة للواء 90 بقوات الأسد الذي ينتشر بريف القنيطرة وعلى الحدود الإدارية مع ريف دمشق»، لافتاً إلى أن ريف القنيطرة شهد لليوم الثالث على التوالي اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين من جهة وفصائل إسلامية من جهة أخرى. وقتل 15 مدنياً بينهم خمسة أطفال في غارات لقوات النظام السوري على مدينة في ريف محافظة دير الزور، وفق «المرصد».
وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بعد لقائه رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض خالد خوجة: «علينا ان نفعل ما يمكننالانتقال في سورية يمر برحيل الاسد واشراك كل الدول المجاورة بما فيها ايران والعراق ودول مجلس الامن دائمة العضوية. أن عملية الانتقال في سورية تبعد الاسد وتوقف القنابل التي يلقيها النظام على شعبه، وتساعد في القيام بعمليات ضد داعش ووحشيته».
وأضاف: «لا يمكننا ان نعمل ذلك الا في اطار خطة شاملة ضد داعش ومساعدة ضخمة للدول المجاورة لمشكلة اللاجئين». وزاد: : «بين داعش وبشار الاسد، هناك الشعب السوري، داعش اتى من الفوضى التي نشأت من ممارسات الاسد». واكد هولاند «يجب اشراك روسيا وايران في الحل، لكن لاقناعهم ان لا يمكن ان يكون للأسد دور في الانتقال السياسي».
بوتين بعد لقائه أوباما: مصير الأسد يقرّره السوريون وليس الرئيسان الأميركي أو الفرنسي
نيويورك – علي بردى
بمصافحة باردة ووجهين جامدين، عقد الرئيسان الاميركي باراك اوباما والروسي فلاديمير بوتين لقاءهما الاول منذ اكثر من سنتين في قاعة المشاورات بمجلس الامن على هامش الدورة العادية الـ70 للجمعية العمومية للامم المتحدة في نيويورك للبحث في سبل ايجاد حل للأزمتين السورية والاوكرانية.
وانعقد اللقاء بعدما قدم الزعيمان تصورين مختلفين لحل الازمة في سوريا في خطابين امام الجمعية العمومية، إذ حض اوباما على اجراء عملية انتقال سياسي لا يكون الرئيس السوري بشار الاسد جزءاً منها، بينما حذر بوتين من انه سيكون من الخطأ الجسيم تجاهل الحكومة السورية الحالية. ص10
وصرح بوتين في مؤتمر صحافي عقب اللقاء الذي استمر قرابة ساعتين، بأن موسكو تدرس المشاركة في الغارات على تنظيم “الدولة الاسلامية” ولكن في اطار القانون الدولي. واضاف: “لقاؤنا كان صريحاً ولدينا الكثير من نقاط التلاقي وهناك اختلافات”.
وشدد على أن الشعب السوري هو الذي يجب ان يقرر مصير الاسد وليس الرئيس الاميركي أو الرئيس الفرنسي. واضاف: “ايران والسعودية وتركيا والاردن يمكنها الانضمام الى ائتلاف عريض لمكافحة الارهاب مستقبلا”. ورأى ان “علينا ان نحترم مصالح اسرائيل (المرتبطة بسوريا)، لكنني عبرت عن القلق من غارات جوية اسرائيلية”. وخلص الى انه اتفق وأوباما “على العمل من أجل التغلب على الخلافات القائمة”.
هولاند
وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند من منبر الامم المتحدة انه “لا يمكننا ان نساوي بين الضحايا والجلاد” في سوريا، مستبعدا الرئيس الاسد من اي حل سياسي للنزاع. وحمل الرئيس السوري مسؤولية الفوضى في سوريا، متحدثا عن “مأساة ناجمة عن تحالف الارهاب مع الديكتاتورية”. واعتبر ان مئات الاف اللاجئين الذي يفرون من سوريا الى اوروبا “لم يهربوا فقط من الحرب، انهم يهربون منذ اكثر من ثلاث سنوات من نظام بشار الاسد”، ولاحظ على ان “النظام نفسه لا يزال يلقي اليوم قنابل على سكان مدنيين ابرياء”.
وتطرق الى “التحالف الواسع” الذي دعا اليه الرئيس الروسي من المنبر نفسه في وقت سابق، فقال هولاند ان هذا التحالف “ممكن ومأمول فيه وضروري”، لكنه “هذا التحالف يجب ان يتمتع بأساس واضح والا فانه لن يبصر النور ابدا”. وأبدى اسفه لكون “بعض الدول يريد اشراك بشار الاسد في هذه العملية”، في اشارة الى روسيا وايران. وقال: “لا يمكننا ان نساوي بين الضحايا والجلاد. الاسد هو أصل المشكلة ولا يمكنه ان يكون جزءا من الحل”.
وهو كان صرح لدى لقائه صحافيين قبل خطابه امام الجمعية العمومية : “قالت روسيا وايران انهما راغبتان في المساهمة في حل … وتالياً علينا العمل مع هاتين الدولتين لنقول لهما ان الحل لعملية انتقالية في سوريا يجب ان يلحظ رحيل الاسد”. وانتقد “وهم” الرئيس السوري الذي يسعى الى “الايحاء باننا اذا كنا ضد داعش (تنظيم “الدولة الاسلامية”) فاننا مع الاسد. كلا!”
وأعلن إن بلاده ستبحث مع شركائها في الأيام المقبلة في اقتراح طرحته تركيا وأعضاء في المعارضة السورية لإقامة منطقة حظر طيران في شمال سوريا.
وأفاد ديبلوماسيون في مجلس الأمن أن روسيا التي تدعم الرئيس السوري في الحرب الأهلية لن تؤيد أي قرار كهذا.
وقال مسؤول تركي رفيع المستوى: “تقترح تركيا اقامة منطقة آمنة للاجئين… وإلا فإن موجة جديدة من اللاجئين قد تكون حتمية. وينبغي حل هذه القضية داخل سوريا”. ودعا الشركاء والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة “للتركيز على السبب الرئيسي”.
روحاني
وأكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أمام الجمعية العمومية أن بلاده “لم تسع يوماً الى الأسلحة النووية”، مضيفاً وأن “العقوبات على طهران لم تكن مبررة”. وقال إن ايران “مستعدة للمساعدة في إرساء الديموقراطية في سوريا واليمن البلدين اللذين تمزقهما الحرب” . واضاف: “أريد ان أدعو العالم أجمع، وخصوصا بلدان منطقتي، الى تشكيل جبهة موحدة ضد التطرف والعنف”، منددا ب”فشل المجتمع الدولي” في حل النزاعات في العراق وسوريا واليمن.
والتقى الرئيس الروسي امام الصحافيين الرئيس الايراني وقال له ان العلاقات بين موسكو وطهران “تتطور بشكل فاعل جدا… نحن مرتاحون الى تعاوننا وخصوصا على المسرح الدولي في المعركة ضد الارهاب”. وأضاف ان “كل العالم يعرف من الان وصاعدا انه اذا لم تتم تسوية المشاكل في الشرق الاوسط فان هذا المشاكل ستطاول مناطق اخرى وتشمل العالم أجمع”. وأشار الى أن “روسيا وايران تضطلعان بدور مهم جدا دورا مهما جديا للحفاظ على امن المنطقة”.
الاطلسي
وأبدى قائد قوات حلف شمال الاطلسي في أوروبا الجنرال فيليب بريدلوف قلقه من نشر صواريخ روسية مضادة للطائرات في سوريا، معتبرا انه لا حاجة اليها في الحرب على “داعش” الذي تريد موسكو مقاتلته. وقال بتهكم: “لم أر طائرات لتنظيم الدولة الاسلامية” لتبرير نشر “صواريخ سام 15 او سام 22” او “مقاتلات متطورة”. واضاف امام “معهد جرمان مارشال فاند” ان “هذه التجهيزات المتطورة ليست لها علاقة بتنظيم الدولة الاسلامية”. وأن روسيا تسعى الى إيجاد حماية ضد اي هجوم جوي وذلك خدمة لنظام بشار الاسد.
تركيا ترفض إقامة مخيمات لتسجيل اللاجئين على أراضيها وتكرّر الدعوة إلى انشاء “منطقة أمنية” داخل سوريا
المصدر: (و ص ف)
صرح رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أمس بان تركيا ترفض اقامة مخيمات على اراضيها لاستقبال المهاجرين وتسجيلهم كما يرغب الاتحاد الاوروبي.
وقال لصحيفة “حريت” على هامش الجمعية العمومية للامم المتحدة في نيويورك: “قلنا للاوروبيين إنه لن يكون هناك أي مركز استقبال في تركيا” للاجئين. ووصف اقامة مثل هذا المركز بأنه أمر “غير مقبول” و”لاانساني”.
وكان زعماء الاتحاد الاوروبي قد اتفقوا خلال قمة طارئة الاربعاء على تعزيز مراقبة حدودهم الخارجية في وجه تدفق المهاجرين وخصوصاً باقامة مراكز استقبال وتسجيل في ايطاليا واليونان. واعلنوا ايضا تخصيص ما لا يقل عن مليار أورو اضافي للمفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين ولبرنامج الغذاء العالمي من أجل مساعدة اللاجئين في الدول المجاورة لسوريا.
واستبعد داود اوغلو فكرة لجوء بلاده الى هذه المساعدة وقال جازماً: “لا نريد قبولها”. وعبر مجدداً عن تفضيله انشاء “منطقة امنية” على طول الحدود التركية- السورية من اجل استقبال اللاجئين السوريين على ارضهم بالذات، وهي فكرة رفضها حلفاؤه. وأضاف: “اذا تم تطهير قطاع اعزاز الى جرابلس (من مقاتلي “الدولة الاسلامية”) نستطيع اقامة ثلاث مدن يمكن كلاً منها استقبال مئة الف شخص (…) انتم (الاوروبيون) يمكنكم تحمل اعباء الكلفة ونحن يمكننا بناؤها”.
واستقبلت تركيا، استناداً الى الارقام الرسمية، 2,2 مليوني سوري منذ بدء النزاع الدامي في سوريا المجاورة، وانفقت 6,6 مليارات أورو لهذه الغاية.
أوباما مع “انتقال منظّم” في سوريا والبحث عن زعيم جديد بوتين يُشيد بـ”القتال الباسل” لقوات الأسد ضد الإرهاب
تصدرت الأزمة السورية بدء المناقشات الرفيعة المستوى في الدورة العادية السبعين للجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك. وظهرت التباينات واضحة بين ما تسعى اليه الولايات المتحدة وعدد من الدول الغربية والعربية من جهة، وما ترغب فيه خصوصاً روسيا وايران من جهة الأخرى، على رغم الاتفاق الفضفاض بين الجميع على محاربة الجماعات الإرهابية.
تحدث الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس، فانتقد “من يقول إن المثل العليا المكرسة في ميثاق الأمم المتحدة غير واقعية” وأولئك الذين “يطالبون بالعودة الى القواعد التي سبقت هذه المنظمة وسادت العالم عبر القرون” باعتبار أن “الغلبة للقوة وليست للمبدأ وأن الدول القوية هي التي ينبغي أن تفرض ارادتها على الدول الضعيفة”. واضاف أنه “على هذا الأساس يقال إنه يجب أن ندعم مستبدين كبشار الأسد الذي يلقي البراميل المتفجرة لقتل الأطفال الأبرياء لأن البديل أسوأ بالتأكيد”. وأقر ضمناً بالأخطاء التي ارتكبتها الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان.
وعرض للظروف التي أدت الى الاتفاق مع ايران على برنامجها النووي والاتفاقات مع الصين وروسيا، ودعا الى “النظر في ضم روسيا شبه جزيرة القرم وعدوانها المتصاعد في شرق أوكرانيا”، مؤكداً أنه “أساس العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة وشركاؤها على روسيا، وليس الرغبة في العودة إلى الحرب الباردة”. واعترف بأن بلاده سعت طوال 50 سنة الى سياسة معينة أخفقت في تحسين حياة الشعب الكوبي. ورأى أن ايران “تواصل نشر الوكلاء العنيفين لتحقيق مصالحها”، محذراً من أن ذلك “يمكن أن يؤجج العنف الطائفي” في المنطقة. وأعلن أن بلاده “تعلمت الدروس” من العراق، وأن التحالف الذي قادته الولايات المتحدة “كان ينبغي أن يفعل أكثر” في ليبيا.
ولاحظ إن “التزامنا النظام الدولي يخضع لاختبار أكبر في سوريا”، وأنه “عندما يذبح ديكتاتور عشرات الآلاف من أبناء شعبه، فإن الأمر لا يتعلق بالشؤون الداخلية لدولة ما، لأنه يولد معاناة إنسانية تؤثر علينا جميعاً”. وكذلك فإنه “عندما تقطع جماعة إرهابية رؤوس الأسرى، وتذبح الأبرياء وتستعبد النساء، لا يتعلق الأمر بالأمن الوطني في دولة ما، لأنه اعتداء على الإنسانية جمعاء”. وشدد على أنه “لا مجال لاستيعاب طائفة مروعة مثل داعش”، لافتاً الى أن الولايات المتحدة “لا تعتذر عن استخدام قوتها العسكرية في إطار تحالف واسع لملاحقة تلك الجماعة”. وخلص الى أن “القوة العسكرية … ليست كافية لحل الوضع في سوريا”، وان “الاستقرار الطويل الأمد سيتحقق عندما يتفق السوريون على العيش معا بسلام”.
وابدى استعداد بلاده للعمل مع أي دول، بما في ذلك روسيا وإيران، لحل الصراع السوري”. غير أنه استدرك بأنه “لا يمكن العودة، بعد سفك الكثير من الدماء، الكثير من المذابح، الى الوضع الذي كان قائماً قبل الحرب”، مستنتجاً أن “الأسد وحلفاءه لا يمكنهم تهدئة الغالبية الساحقة من السكان الذين عوملوا بوحشية بالأسلحة الكيميائية والقصف العشوائي”. وإذ وافق على أن “الواقعية توجب المساومة لإنهاء القتال والإجهاز على داعش”، أكد أن “الواقعية أيضاً تتطلب انتقالاً منظماً بعيداً من الأسد في اتجاه زعيم جديد، وحكومة جامعة تعترف بأنه يجب إنهاء هذه الفوضى كي يتمكن الشعب السوري من مباشرة إعادة البناء”. وذكر أن “داعش نما بسبب الفوضى في العراق وسوريا”. الا أن “جزءاً من وظيفتنا معاً أن نعمل لرفض مثل هذا التطرف الذي يؤثر على الكثيرين من شبابنا”. وأوضح أن “جزءاً من هذا الجهد يجب أن يكون الرفض المتواصل من المسلمين لأولئك الذين يشوهون الإسلام لنشر التعصب وتعزيز العنف، ويجب أيضا أن يشمل رفض غير المسلمين للجهل الذي يساوي بين الإسلام والإرهاب”.
بوتين
وفي كلمة هي الأولى له منذ عشر سنين على منبر الامم المتحدة، تطرق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى ما وصفه بـ”تصدير الثورات” على غرار ما شهده العالم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وقال إن المنطقة “عانت المشاكل الاقتصادية والاجتماعية وإن الشعوب كانت ترغب في التغيير… ولكن كيف انتهى الأمر؟ بدلاً من إدخال الإصلاحات، أدى التدخل الأجنبي العنيف الى تدمير صارخ للمؤسسات الوطنية وأسلوب الحياة نفسه… بدلاً من انتصار الديموقراطية والتقدم وجدنا العنف والفقر والكوارث الاجتماعية، ولا يهتم أحد بحقوق الإنسان بما في ذلك الحق في الحياة. ولا أستطيع أن أمنع نفسي من توجيه سؤال الى المتسببين بهذا الوضع وأقول لهم: هل أدركتم الآن ما فعلتموه؟”.
وأضاف أن “الفراغ في السلطة الذي حصل في بعض دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أدى الى ظهور الفوضى وانتشار المتطرفين والإرهابيين”. ولفت الى أن” المتطرفين المسلحين انضموا الى ما يسمى في الغرب المعارضة السورية المعتدلة”، منتقداً “تصريحات تدين الإرهاب في ظل غض البصر عن قنوات تمويل الإرهابيين ودعمهم”، وهو ما يتسم بـ”النفاق وعدم المسؤولية”. وشدد على ان الوضع “أكثر من خطير”، أن روسيا “كانت دائماً راسخة وثابتة في معارضة الإرهاب بكل نماذجه… نحن نقدم المساعدة العسكرية والفنية على حد سواء الى العراق وسوريا اللتين تقاتلان الجماعات الإرهابية”، وأعرب عن اعتقاده أنه “سيكون من الخطأ الجسيم رفض التعاون مع الحكومة السورية وقواتها المسلحة” التي “تقاتل الإرهاب ببسالة وجهاً لوجه”.
ثم قال: “ينبغي أن نعترف أخيراً بأن أحداً غير القوات المسلحة التابعة للرئيس الأسد والميليشيا الكردية لا يقاتل حقاً الدولة الإسلامية وغيرها من المنظمات الإرهابية في سوريا”. واقترح “الاسترشاد بالقيم المشتركة والمصالح المشتركة بدلاً من الطموحات” بغية التصدي للمشاكل التي “علينا جميعاً أن نواجهها على أساس القانون الدولي، وإنشاء تحالف دولي واسع حقاً ضد الإرهاب… على غرار التحالف المناهض لهتلر”. وكشف أن روسيا التي ترأس مجلس الأمن للشهر الجاري ستطلب عقد جلسة على مستوى وزاري “من أجل اجراء تحليل شامل للتهديدات في الشرق الأوسط”، طالباً التوافق على مشروع قرار “يرمي الى تنسيق الأعمال بين كل القوات التي تواجه الدولة الإسلامية وغيرها من الجماعات الإرهابية”، على أن يكون هذا التنسيق مستنداً الى مبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
موسكو قد تُشارك في حملة دولية ضدّ “داعش“
اوباما وبوتين: “لا اختراق” حول مستقبل الأسد
بابتسامة “متزلّفة” ومصافحة “فاترة”، التقى الرئيسان الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين، لمدة تسعين دقيقة على هامش الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة الاثنين، من دون أن يُسجلا “أي اختراق” في موقع الرئيس السوري بشار الأسد من الحل السياسة للأزمة السورية.
نوايا الرئيس الروسي واضحة وتتلخّص في هزيمة تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”-“داعش” ومساندة النظام السوري انطلاقاً من أن الأسد “حصن” في وجه المتطرفين، بينما ترفض الولايات المتّحدة أي حلّ سياسي يتضمن بقاءه في العملية السياسية لأنها ترى في بقاءه “استمراراً لتأجيج الصراع الطائفي”.
وإذ أكد أن موسكو لن تُشارك مطلقاً في حرب بريّة ضدّ “داعش” في سوريا، لم ينف بوتين إمكانية توجيه ضربات روسية ضدّ التنظيم في سوريا.
وتحدّث بوتين عن “لقاء بناء وعلى قدر كبير من الانفتاح”، مشيراً إلى استعداد موسكو لتحسين علاقاتها مع واشنطن والعمل على تجاوز الخلافات الراهنة”.
وقال بوتين، في مؤتمر صحافي في نيويورك بعد المحادثات مع اوباما، إنه اتفق مع الرئيس الأميركي على مواصلة المحادثات بشأن طرق تنسيق تحركات عسكريي بلديهما لتجنّب أي صدام عرضي في المنطقة، مع استمرار المحادثات السياسية بين وزيري خارجية البلدين، على أن تتولى وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الترتيبات للمحادثات العسكرية.
وفي إشارة الى التوتر القائم مع الغربيين، لم يتردّد بوتين في انتقاد اوباما والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اللذين يدعوان باستمرار الى رحيل الرئيس السوري.
وقال للصحافيين بعد اللقاء: “أكن احتراماً كبيراً لنظيري الاميركي والفرنسي، لكنهما ليسا مواطنين سوريين وعليهما ألا يُشاركا في اختيار قادة دولة اخرى”، مشيراً إلى أن الشعب السوري “هو من يُقرّر مصير الرئيس بشار الأسد، وليس هولاند أو أوباما”.
وتعقيباً على تصريحات نظيره الروسي، تحدّث اوباما عن “إرادة مشتركة” في إيجاد حلول في مواجهة الحرب في سوريا التي أدت الى ازمة هجرة غير مسبوقة، لكنّه أشار الى خلاف حقيقي حول نهاية عملية انتقالية سياسية محتملة.
وجدّد الرئيس الأميركي موقف واشنطن المعروف بأنه يتعيّن رحيل الأسد وأنه لا يوجد مسار إلى الاستقرار في سوريا التي تُمزّقها الحرب مع بقائه في السلطة.
وفيما يتعلّق بأوكرانيا، جدّد اوباما دعم الولايات المتحدة لسيادة ووحدة أراضي ذلك البلد، وقال إن واشنطن ترى فرصاً للتقدّم بشأن ما يُعرف باتفاقات “مينسك” للسلام.
لكنه عبّر عن قلقه بشأن تنفيذ تلك الاتفاقات بما في ذلك خطط للانفصاليين لإجراء انتخابات محلية “غير مشروعة”.
(ا ب، ا ف ب، رويترز)
بوتين ماضِ في خياره السوري أوباما يريد حلاً.. بلا الأسد
أظهر الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك أوباما، من على منبر الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك أمس، رؤيتهما المختلفة لمدخل التسوية في سوريا، لكن مواقفهما التقت على ضرورة فتح باب التسوية، بل إن الرئيس الاميركي أعلن أمام زعماء العالم، أنه مستعد للعمل الى جانب ايران وروسيا للتوصل الى هذا الحل، وذلك على الرغم من الهجوم التقليدي لأوباما على الرئيس السوري بشار الاسد.
وعلى الرغم من هذا التباين والالتقاء، الا ان المشهد الأوسع للمشهد بالأمس في نيويورك، هو ان روسيا قدمت نفسها كلاعب دولي له وزنه الذي لا يمكن تجاهله، اذ اعلن بوتين وهو يهاجم الاعتداءات «السافرة» التي قام بها الغرب في المنطقة، بوضوح انه ماض في خوض المواجهة مع الارهاب لا في سوريا وحدها، وانما في العراق ايضا، داعيا الدول الاخرى الى الانضمام اليه في هذه الحرب مثلما فعل الحلفاء قبل 70 سنة عندما واجهوا سوية «الشر النازي».
ووجه بوتين انتقادا لاذعاً إلى واشنطن والدول التي تدعم المسلحين «المعتدلين» الذين ينتقلون مع أسلحتهم إلى «داعش» الذي تم تربيته لإسقاط أنظمة غير مرغوب فيها، محذراً من أن عناصر التنظيم ليسوا جهلة و«من السابق لأوانه معرفة من سيستغل من». وحرص بوتين على التذكير بالفشل الغربي في ليبيا الذي اوصلها الى ما آلت اليه من تدهور، ليؤكد هنا ان موسكو ماضية في قرارها دعم الدولة السورية وقواتها المسلحة في مواجهة الإرهاب.
وجاء خطابا أوباما وبوتين، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ثم لقاؤهما المنفرد في ما بعد منتصف الليل بتوقيت بيروت، كمثال على ما يمكن أن يتمخض عن اجتماعهما وجهاً لوجه، وهو الأول بينهما منذ حوالي العامين، وتناول بحث الأزمات حول العالم، خصوصاً سوريا واليمن وأوكرانيا. وتصافح الرئيسان خلال عشاء أقامه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لزعماء الدول. وكان بارزا أن بوتين لم يكن حاضراً في قاعة الأمم المتحدة عند إلقاء أوباما لخطابه.
ومدّ أوباما يده بحذر إلى روسيا وإيران، مقترحاً العمل معا لإنهاء سفك الدماء في سوريا. وقال «الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع كل الدول بما فيها روسيا وإيران لحل النزاع، ولكن ينبغي أن نقرّ بأنه بعد هذا الكم الكبير من المجازر وسفك الدماء، لا يمكن العودة إلى الوضع الذي كان قائما قبل الحرب».
وانتقد داعمي الأسد الذي وصفه بأنه «طاغية وقاتل أطفال»، داعيا إلى عملية انتقالية تؤدي إلى رحيل الرئيس السوري. وقال «عندما يقتل ديكتاتور عشرات الآلاف من أبناء شعبه، فإن هذا لا يعود شأناً داخلياً في بلده فذلك يتسبب بمعاناة إنسانية بحجم يؤثر علينا جميعا». وأضاف «الواقع يحتم التوصل إلى حل وسط من أجل إيقاف الاشتباكات المسلحة، لكن الواقع يحتم وجود مرحلة انتقالية منظمة من الأسد إلى رئيس جديد مع حكومة شاملة».
لكن بوتين ردّ بقوة على خطاب أوباما. وقال إنه بعد انتهاء الحرب الباردة ظهر الغرب على انه «مركز الهيمنة الجديدة» في العالم وتولى بغطرسة حل النزاعات بنفسه من خلال القوة.
وحمل بوتين واشنطن مسؤولية تدفق الإرهابيين إلى المنطقة، وذلك بعد عدوانها السافر على العراق وليبيا. وقال «حاليا نشهد نفس العدوان السافر من خلال دعم ما يسمى المعارضة المعتدلة (في سوريا)، حيث يتم تدريبهم وتسليحهم ثم ينتقلون إلى الدولة الإسلامية، التي تمّ تربيته كوسيلة لإسقاط أنظمة غير مرغوب فيها، والدولة يقوم بالزحف إلى مناطق متعددة في الشرق الأوسط والعالم. لا يمكن الحديث هنا عن خطر الإرهاب العالمي من جهة ومن جهة أخرى التغاضي عن قنوات التمويل، بما فيها تجارة الأسلحة وتجارة النفط غير الشرعية. أولئك الذين يفكرون بهذا الشكل نقول لهم انتم تتعاملون مع رجال قساة لكنهم ليسوا جهلة ومن السابق لأوانه معرفة من سيستغل من. والمعلومات الأخيرة حول تسليم الأسلحة الأميركية إلى الإرهابيين من قبل المعارضة المعتدلة أفضل مثال على ذلك».
وقال «روسيا كانت دائما تواجه الإرهاب، ونحن اليوم نقدم مساعدة عسكرية وتقنية للعراق وسوريا وغيرهما من الدول في المنطقة التي تواجه الإرهاب. ونعتقد أنه سيكون خطأ فادحاً التخلي عن التنسيق مع الحكومة السورية والجيش السوري الذي يواجه الإرهاب، ويجب الاعتراف بأنه ليس هناك أي قوة فعّالة أخرى تواجه الدولة الإسلامية والتنظيمات الإرهابية سوى الجيش السوري ووحدات الحماية الكردية، وعلينا أن ننطلق من هذه الحقيقة. نحن لا نستطيع أن نتحمل أكثر من ذلك». ودعا دول العالم إلى «تقديم مساعدة إلى الحكومة الشرعية في سوريا والعراق ومؤسسات الدولة في ليبيا».
ودعا بوتين إلى «تشكيل تحالف حقيقي لمواجهة الإرهاب الدولي على غرار التحالف الذي كان يواجه الشر النازي».
وجاءت كلمة الرئيس الإيراني حسن روحاني متناغمة مع بوتين، حيث دعا إلى تحالف دولي ملزم لمحاربة الإرهاب وعدم السماح لأي دولة باستخدام الإرهاب كأداة للتدخل في شؤون الدول الأخرى.
وحذّر روحاني، الذي التقى بوتين، من انه «إذا أردنا النجاح في محاربة الإرهاب، لا يمكننا إضعاف الحكومة في دمشق، والتي يجب أن تكون قادرة على مواصلة القتال». وأضاف «إذا أخرجنا الحكومة السورية من المعادلة، فان الإرهابيين سيدخلون دمشق، وسيسيطرون على البلد بأكمله الذي سيتحول إلى ملجأ آمن للإرهابيين». وأعلن استعداد طهران للمساعدة في اجتثاث الإرهاب من المنطقة، ونشر الديموقراطية في سوريا واليمن.
وكان بان كي مون رمى كرة حل الأزمة السورية في سلة خمس دول، معتبراً أن الولايات المتحدة وروسيا والسعودية وإيران وتركيا تملك مفتاح الحل السياسي للصراع.
الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند استبعد الأسد من أي حل سياسي. وقال إن «وجود تنظيم إرهابي (داعش) يرتكب المجازر ويقتل ويغتصب ويدمر التراث الأساسي للإنسانية لا يبرر نوعا من الصفح والعفو عن النظام الذي تسبب بنشوء هذا الوضع. كلا».
وإذ تطرق إلى «التحالف الواسع» الذي طالب به بوتين، اعتبر هولاند أن هذا التحالف «ممكن ومأمول به وضروري» لكنه أكد أن «هذا التحالف يجب أن يتمتع بأساس واضح وإلا فانه لن يبصر النور أبدا»، لكنه أبدى أسفه لكون «بعض الدول تريد إشراك بشار الأسد في هذه العملية».
وحاول الاستفادة من موضوع الهجرة لتسويق الفكرة التركية عن «منطقة حظر طيران» في شمال سوريا. وقال «سيبحث (وزير الخارجية الفرنسي) لوران فابيوس في الأيام المقبلة حدود المنطقة وكيف يمكن تأمين هذه المنطقة وما الذي يفكر فيه شركاؤنا». وأضاف «يمكن أن يجد (الاقتراح) مكانا له في قرار لمجلس الأمن الدولي يضفي شرعية دولية على ما يحدث في هذه المنطقة».
افتتاح أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة
أوباما يندد بالأسد.. وبوتين يتمسك بدعم دمشق
افتتح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أمس، أعمال الجمعية العامة الـ70 للمنظمة الدولية بدعوة أوروبا لبذل المزيد من الجهود لحل أزمة الهجرة، فيما برز التناقض بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك أوباما بشأن وضع الرئيس السوري بشار الأسد ودعم الحكومة والجيش السوري.
وقال بان كي مون، أمام قادة العالم، «أحث أوروبا على القيام بالمزيد» من الجهود، مؤكداً أن معالجة هذه الأزمة يجب أن تكون «بموجب القوانين الدولية وحقوق الإنسان والتعاطف».
واعتبر أن الحل في مواجهة هذه الظاهرة «ليس عبر بناء جدران»، كما فعلت المجر على سبيل المثال، وإنما عبر معالجة أسباب هذا النزوح مثل الحروب والاضطهاد الديني. ولفت إلى انه دعا إلى اجتماع وزاري في الأمم المتحدة غداً في محاولة لتحديد «مقاربة شاملة» لمواجهة أزمة الهجرة، مشيراً إلى أن لبنان وتركيا والأردن يستضيفون ملايين اللاجئين السوريين والعراقيين.
واعتبر بان كي مون أن خمس دول، هي روسيا والولايات المتحدة والسعودية وإيران وتركيا، تملك الحل للأزمة السورية، داعياً إلى المزيد من الجهود لتسوية الأزمة. وقال إن «العجز الديبلوماسي لمجلس الأمن الدولي وغيره على مدى 4 سنوات أدى إلى خروج الأزمة السورية من السيطرة»، مشيراً إلى أن «المسؤولية الأساسية عن تسوية النزاع تقع على الأطراف المتنازعة في سوريا الذي حوَّل بلادهم إلى أنقاض». وأشار إلى أن قوى إقليمية ومنافستها تغذي النزاع، عبر تقديم الأسلحة إلى جميع الأطراف، داعياً مجلس الأمن ودول المنطقة الرئيسية للمضي قُدماً في مجال تسوية الأزمة.
كما دعا بان كي مون، للمرة الأولى، إلى إحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية. وقال «أناس أبرياء يدفعون ثمن البراميل المتفجرة والإرهاب»، معتبراً أنه «يجب ألا يكون هناك حصانة على الجرائم البشعة». وحث العالم على الوقوف بوجه وحشية الجماعات المتشددة، ضمنها «داعش».
وأكد بان كي مون أنه لا يوجد حل عسكري للنزاع في اليمن، داعياً جميع الأطراف المعنية للجلوس وراء طاولة المفاوضات وتسوية الأزمة من خلال الحوار، وإلى وقف القصف في اليمن الذي يدمر المدن والبنى التحتية والتراث التاريخي في هذا البلد.
وحذر من الانحراف الخطير لعملية حل النزاع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، داعياً المجتمع الدولي للضغط على الطرفين من أجل العودة إلى المفاوضات. وأشاد بأهمية الاتفاق النووي بين إيران و «السداسية» الدولية، وبأهمية تبني الأمم المتحدة خطة التنمية المستدامة حتى عام 2030.
وقالت رئيسة البرازيل ديلما روسيف إن اقتصاد بلادها تحسن بشكل كبير عن السنوات الماضية، فيما ألقى الملك الأردني عبد الله الثاني كلمة دعا فيها العالم الى مساعدة الأردن ولبنان لمواجهة أعباء اللاجئين.
وأكد الرئيس الصيني شي جين بينغ ضرورة بناء مستقبل العالم بجهود جميع البلدان.
أوباما
وأدان أوباما من يؤيدون قادة مثل الرئيس السوري بشار الأسد الذي وصفه بأنه «طاغية قاتل للأطفال». وقال إن بعض الدول تفضل الاستقرار على النظام الدولي الذي ينص عليه ميثاق الأمم المتحدة، وتحاول فرضه بالقوة. وأضاف «يقال لنا إن هذا الوضع هو المطلوب للتغلب على الفوضى، وهو السبيل الوحيد للقضاء على الإرهاب أو لمنع التدخل الخارجي». وتابع «استناداً إلى هذا المنطق، علينا أن ندعم طغاة مثل بشار الأسد الذي يلقي البراميل المتفجرة لقتل الأطفال الأبرياء لأن البديل هو أسوأ بالتأكيد».
لكن أوباما أكد أن «الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع كل الدول، بما فيها روسيا وإيران لحل النزاع، ولكن ينبغي أن نقر بأنه بعد هذا الكم الكبير من المجازر وسفك الدماء، لا يمكن العودة إلى الوضع الذي كان قائماً قبل الحرب، وعندما يقتل الأسد عشرات الآلاف من أبناء شعبه لا يمكن لنا أن نعتبر ذلك شأناً داخلياً». وقال «الواقع يحتم التوصل إلى حل وسط من أجل إيقاف الاشتباكات المسلحة، لكن الواقع يحتم وجود مرحلة انتقالية منظمة من الأسد إلى رئيس جديد مع حكومة شاملة».
وأضاف «لا مجال لقبول طائفة تؤمن بقرب نهاية العالم مثل داعش، ولن تعتذر الولايات المتحدة عن استخدام قواتها كجزء من تحالف واسع لملاحقته». وتابع إن «الديموقراطية وسماع حقوق الآخرين هو الذي جعل أميركا أقوى دولة في العالم، والحكومات التي تقمع معارضيها، تثبت ضعفها وليس قوتها، كما أن الزعماء الذين يعادون دساتير بلادهم هم في الحقيقة عاجزون عن قيادة بلد ناجح. تجارب التاريخ علمتنا أن الأنظمة التي تخشى شعوبها هي التي حتماً ستنهار، وعلينا أن نمضي للأمام وأن ندافع عن الديموقراطية، فكوارث مثل تلك التي حلت بسوريا لا يمكن أن تحدث في أي بلد ديموقراطي يحترم المبادئ العالمية التي من أجلها تأسست الأمم المتحدة».
واعتبر أوباما أن العقوبات الغربية على روسيا بسبب أوكرانيا «ليست رغبة في العودة إلى الحرب الباردة»، مشدداً على أنه لا يمكن للعالم الوقوف متفرجاً فيما تنتهك روسيا سيادة أوكرانيا. وأعرب عن ثقته بأن الكونغرس الأميركي «سيرفع حتماً الحظر الذي يجب ألا يكون مفروضاً بعد الآن» على كوبا، على وقع تصفيق ممثلي 193 دولة مشاركين في الاجتماع.
وأقر أوباما بأن سياسة واشنطن بشأن كوبا «فشلت في تحسين حياة الكوبيين»، إلا انه اعتبر أن حقوق الإنسان لا تزال موضع قلق في العلاقات مع هافانا.
وأشار أوباما، الذي تحدث لمدة 45 دقيقة فيما يحق لكل رئيس التحدث لمدة 15 دقيقة، إلى أنه يعي المخاطر التي يواجهها العالم اليوم، ويفهم في الوقت ذاته أن الولايات المتحدة لن تستطيع حل المشاكل الدولية لوحدها. وشدد على اعتماد الديبلوماسية وسيلة لإنهاء الخلافات، معتبراً أن القوة وحدها لا يمكن أن تفرض النظام في العالم. وقال «تعلمنا هذا الدرس في العراق»، مضيفاً أن «العراق كان تجربة صعبة برغم قوتنا وأثبتت أننا بحاجة إلى دول أخرى لحل المشكلات»، لكنه شدد على أن الولايات المتحدة ستستخدم قواتها العسكرية على الفور من جانب واحد في حال الحاجة إلى الدفاع عن البلاد أو حلفائها. وأقر بأنه كان على المجتمع الدولي القيام بالمزيد من اجل تجنب حصول فراغ في ليبيا.
بوتين
وقال بوتين «بعد الحرب الباردة ظهر للعالم تأثير القطب الوحيد، ومن وجد نفسه على قمة هذا الهرم (في إشارة مبطنة إلى أميركا) وأنهم يعرفون ماذا يجب أن يفعل العالم، وذلك من خلال تبني قرارات مطلوبة. لكن العالم يتغير وعلى الأمم المتحدة أن تواكب هذه التغيرات العالمية، وروسيا، بناءً على الوفاق العالمي مستعدة لمواصلة هذا العمل مع جميع الشركاء».
وأضاف «نعتقد أن أي محاولة لزعزعة الشرعية خطيرة لأنها قد تؤدي إلى انهيار هيكل العلاقات العالمية، ولن يكون هناك أي قاعدة سوى قاعدة القوي، وستكثر الديكاتورية».
وتابع بوتين «نشهد حالياً محاولات تصدير الثورات الديموقراطية. انظروا ماذا يجري في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. هذه المشاكل الاجتماعية والسياسية تتراكم منذ القدم. إن العدوان السافر أدى إلى انه وبدلاً من إصلاح المؤسسات الحكومية ونمط الحياة تم تدميرها، أما حق الإنسان في الحياة فهو يُدنَّس. هل تدركون ما هو الخطأ الذي ارتكبتموه. أعتقد أن الإجابة عن هذا السؤال ستُرفض نظراً إلى عدم الملاحقة. ونشهد حالياً في العديد من الدول في الشرق الأوسط وأفريقيا تدفق الإرهابيين تحت راية الدولة الإسلامية، ويحارب فيها عشرات الآلاف من المسلحين، بمن فيهم الجنود العراقيون الذين همشوا. كما يأتي التهديد من ليبيا التي تعرضت إلى عدوان سافر».
وقال «حالياً نشهد العدوان السافر نفسه من خلال دعم ما يسمى المعارضة المعتدلة، حيث يتم تدريبهم وتسليحهم ثم ينتقلون إلى الدولة الإسلامية، التي تم تربيته كوسيلة لإسقاط أنظمة غير مرغوب فيها، والدولة يقوم بالزحف إلى مناطق متعددة في الشرق الأوسط والعالم. لا يمكن الحديث هنا عن خطر الإرهاب العالمي من جهة ومن جهة أخرى التغاضي عن قنوات التمويل، بما فيها تجارة الأسلحة وتجارة النفط غير الشرعية. أولئك الذين يفكرون بهذا الشكل نقول لهم أنتم تتعاملون مع رجال قساة لكنهم ليسوا جهلة ومن السابق لأوانه معرفة مَن سيستغل مَن. والمعلومات الأخيرة حول تسليم الأسلحة الأميركية إلى الإرهابيين من قبل المعارضة المعتدلة أفضل مثال على ذلك، ولذلك نعتقد أنه من الخطير أن تكون التصرفات بهذا الشكل، لأن الخطر الإرهابي يتزايد في هذه الظروف وينتقل إلى مناطق جديدة في العالم. وخلال عمليات التدريب في الدولة الإسلامية هناك روس، ونحن لن نسمح لقاطعي الرؤوس هؤلاء بالعودة إلى بلادهم».
وقال «روسيا كانت دائماً تواجه الإرهاب، ونحن اليوم نقدم مساعدة عسكرية وتقنية للعراق وسوريا وغيرهما من الدول في المنطقة التي تواجه الإرهاب. ونعتقد أنه سيكون خطأ فادحاً التخلي عن التنسيق مع الحكومة السورية والجيش السوري الذي يواجه الإرهاب، ويجب الاعتراف بأنه ليس هناك أي قوة فعالة أخرى تواجه الدولة الإسلامية والتنظيمات الإرهابية سوى الجيش السوري ووحدات الحماية الكردية، وعلينا أن ننطلق من هذه الحقيقة. نحن لا نستطيع أن نتحمل أكثر من ذلك».
ودعا بوتين إلى «تشكيل تحالف حقيقي لمواجهة الإرهاب الدولي على غرار التحالف الذي كان يواجه الشر النازي. وبالطبع يجب أن يكون هناك دول رئيسية في التحالف، وهي الدول الإسلامية، التي تتعرض للخطر المباشر من التنظيمات التي تدنس الإسلام ويشوهون القيم الإسلامية».
وأعلن بوتين أن روسيا ستعقد في الأيام القريبة اجتماعاً وزارياً لمجلس الأمن الدولي لبحث التنسيق بين جميع القوى لمواجهة «داعش»، داعياً إلى إعادة إعمار مؤسسات الدول لوقف تدفق اللاجئين، عبر تقديم مساعدات عسكرية وسياسية لهذه الدول. وقال «كل ما سيتم إنجازه يجب أن يمر عبر الأمم المتحدة ويجب أن يمر عبر الحكومات الشرعية، ويجب «تقديم مساعدة إلى الحكومة الشرعية في سوريا والعراق ومؤسسات الدولة في ليبيا». ودعا من جهة أخرى إلى تطبيق اتفاقات مينسك لحل الأزمة الأوكرانية.
روحاني
واتهم الرئيس الإيراني حسن روحاني السعودية بالتقصير على خلفية حادث التدافع في منى قرب مكة المكرمة أثناء الحج.
وقال «على الإدارة الأميركية أن تغير سياساتها الخاطئة التي تنفذها مع حلفائها في المنطقة بدل تحوير الحقائق»، مشيراً إلى أن «العراق وسوريا واليمن هي نموذج للأزمات التي قامت بسبب التطرف والعنف».
وأكد استعداد إيران للمساعدة في اجتثاث الإرهاب في المنطقة. وقال «نحن على استعداد للمساعدة في اجتثاث الإرهاب وفتح الطريق أمام الديموقراطية. كما ساهمنا في إحلال الديموقراطية في العراق وأفغانستان فنحن على استعداد للمساعدة في قضية الديموقراطية في سوريا واليمن».
وربط روحاني بين اندلاع الأزمات في الشرق الأوسط والغزو الأميركي لأفغانستان والعراق ودعم واشنطن المتواصل لإسرائيل ضد الفلسطينيين. وقال «أود أن أدعو العالم بأجمعه، خاصة الدول في منطقتي، إلى وضع خطة عمل مشتركة شاملة لتشكيل جبهة موحدة ضد التطرف والعنف»، مقترحاً أن تكون المواجهة مع الإرهاب ضمن وثيقة في الأمم المتحدة، محذراً من أن «الخطر الأكبر هو أن تتحول المنظمات الإرهابية إلى حكومات إرهابية».
وقال «إذا أردنا النجاح في محاربة الإرهاب، فلا يمكننا إضعاف الحكومة في دمشق، والتي يجب ان تكون قادرة على مواصلة القتال». وأضاف «إذا اخرجنا الحكومة السورية من المعادلة، فإن الارهابيين سيدخلون دمشق وسيسيطرون على البلد بأكمله الذي سيتحول الى ملجأ آمن للإرهابيين».
وكرر روحاني أن إيران لم تكن يوماً تسعى إلى الأسلحة النووية والعقوبات ضد طهران كانت غير مبررة، لكنه أكد أن بلاده مستعدة دائماً للدفاع عن نفسها ضد أي اعتداء.
(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز)
أوباما يصف الأسد بـ«الطاغية قاتل الأطفال»… وبوتين يرى أن عدم التعاون مع النظام خطأ جسيم
خلاف أمريكي روسي حول الحل في سوريا… وأولاند يرفض المساواة «بين الضحايا والجلاد»
الأمم المتحدة ـ «القدس العربي» من عبد الحميد صيام ورائد صالحة: دان الرئيس الأمريكي باراك أوباما في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس الاثنين، من يؤيدون قادة مثل الرئيس السوري بشار الأسد، الذي وصفه بأنه «طاغية قاتل للأطفال»، فيما رأى الرئيس الروسي أن «عدم التعاون مع نظام الأسد خطأ جسيم».
وعكست مواقف الرئيسين الأمريكي والروسي خلافا واضحا حول سوريا، حيث ركز أوباما على ديكتاتورية النظام السوري، فيما طالب بوتين بإعطاء الأولوية لتشكيل «تحالف واسع» لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.
وقال أوباما إن بعض الدول تفضل الاستقرار على النظام الدولي الذي ينص عليه ميثاق الأمم المتحدة، وتحاول فرضه بالقوة.
واضاف «يقال لنا إن هذا الوضع هو المطلوب للتغلب على الفوضى، وهو السبيل الوحيد للقضاء على الإرهاب او لمنع التدخل الخارجي».
وتابع «استنادا إلى هذا المنطق، علينا أن ندعم طغاة مثل بشار الأسد الذي يلقي البراميل المتفجرة لقتل الأطفال الأبرياء لأن البديل هو أسوأ بالتأكيد».
إلا أن اوباما تدارك أنه «مستعد للعمل مع أي دولة بما فيها روسيا وإيران لحل النزاع» في سوريا.
ودعا أوباما إلى مرحلة انتقالية في سوريا تستثني بشار الأسد، معرباً عن استعداده للعمل مع روسيا وإيران بهذا الشأن. واعتبر أوباما أن «أي حل يفرض في القوة في أي مكان يكون مؤقتا وغير دائم»، مضيفاً أن «الديكتاتوريات وسجن المعارضين يظهر هشاشة الأنظمة» التي تقوم بها.
من جانبه اعتبر الرئيس الروسي، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس الاثنين، أن انتهاء الحرب الباردة خلق مركز هيمنة وحيدا في العالم، وأن هناك من حاول تهميش الأمم المتحدة وعرقلة مهامها.
وقال بوتين «إننا مستعدون للتعاون مع الشركاء لتحقيق التوافق في القضايا الدولية»، لافتاً إلى أن «التدخل الأجنبي العنيف في الشرق الأوسط أدى لتدمير أنماط الحياة».
كذلك رأى الرئيس الروسي أن «عدم التعاون مع نظام الأسد خطأ جسيم»، ودعا إلى تشكيل «تحالف واسع» لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.
وقال بوتين إنه يجب تشكيل تحالف يشبه التحالف «ضد النازية»خلال الحرب العالمية الثانية.
وندد بوتين بمن يقولون إن الانخراط العسكري الروسي المتزايد في سوريا يتعلق بطموحات روسيا الدولية قائلا إن بلاده «لم يعد بإمكانها التسامح أكثر من ذلك مع الأوضاع الراهنة في العالم».
من جهته أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند في كلمته في الأمم المتحدة أنه «لا يمكننا أن نساوي بين الضحايا والجلاد» في سوريا، مستبعدا الرئيس الأسد من اي حل سياسي للنزاع. وحمل أولاند الرئيس السوري مسؤولية الفوضى في سوريا، مشيرا إلى «مأساة ناجمة عن تحالف الإرهاب مع الديكتاتورية».
وكان أولاند قال للصحافيين أمس أن أي انتقال سياسي في سوريا يجب أن يلحظ رحيل الأسد، مؤكدا أن «لا أحد يمكنه أن يتصور حلا سياسيا» بوجود الرئيس السوري.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد افتتح أمس أعمال الجمعية العامة للمنظمة الدولية بدعوة أوروبا لبذل مزيد من الجهود لحل أزمة الهجرة.
وصرّح بان كي مون أمام قادة العالم خلال الجمعية العامة التي تضم 193 دولة، «أحث أوروبا على القيام بمزيد» من الجهود، مؤكدا أمام الجمعية أن معالجة هذه الأزمة يجب أن تكون «بموجب القوانين الدولية وحقوق الإنسان والتعاطف». وأضاف أن الحل في مواجهة هذه الظاهرة «ليس عبر بناء جدران» – كما فعلت المجر على سبيل المثال- وإنما عبر معالجة أسباب هذا النزوح مثل الحروب والاضطهاد الديني.
شتاينماير يدعو إلى إشراك إيران في مساعي حل النزاع السوري
نيويورك – (د ب أ)- دعا وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير إلى إشراك إيران في مساعي حل النزاع السوري.
وقال شتاينماير على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الثلاثاء: “إيران فاعل إقليمي رئيسي مطلوب لحل الأزمة…. سيمكننا إنجاح الأمر فقط عندما نأتي بكافة الأطراف الفاعلة المهمة على طاولة واحدة الآن”.
تجدر الإشارة إلى أن طهران من أهم داعمي الرئيس السوري بشار الأسد.
وتأتي تصريحات شتاينماير عقب اجتماعه مع وزراء خارجية الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا).
وكانت تلك الدول المعروفة باسم مجموعة 5 زائد 1 توصلت مع إيران في تموز/يوليو الماضي إلى حل وسط في الخلاف حول برنامجها النووي بعد مفاوضات استمرت سنوات عديدة.
ومن الممكن أن يكون هذا النموذج جوهر مجموعة اتصال جديدة من أجل سورية.
وفي الوقت نفسه، ناشد شتاينماير إيران الإيفاء بالتزاماتها في الاتفاق النووي، موضحا أن “الاختبار الحقيقي” لم يأت بعد.
وذكر شتاينماير أنه سيتعين على إيران خلال الأسابيع المقبلة البدء في خفض مخزونها من اليورانيوم المخصب وتفكيك أجهزة الطرد المركزي ومفاعل المياه الثقيلة، موضحا أنه يمكن بعد ذلك إلغاء العقوبات المفروضة على إيران.
لافروف: روسيا لا يمكن أن تسمح بتفكك سوريا
القاهرة – (د ب أ) – أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن موسكو لا يمكن أن تسمح بتفكك سورية ، معتبرا أن البديل سيكون “داعش”.
ونقلت قناة “روسيا اليوم” على موقعها الإلكتروني بالعربية الثلاثاء عنه القول :”نحن على قناعة بأن جميع القوى التي تحارب داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية يجب أن تنسق عملياتها”.
وقال إن موسكو ستكون سعيدة بـ “دعوة المعارضة الوطنية السورية التي تقاتل في أراضيها للانضمام إلى هذا الكفاح المنسق”.
وأضاف أن روسيا اقترحت على الولايات المتحدة والتحالف الدولي تنسيق الضربات الجوية على مواقع “داعش” مع عمليات القوات البرية على أساس مركز بغداد المعلوماتي الذي يجري إنشاؤه حاليا.
وقال إن موسكو تتعاون مع حكومات العراق وسورية وإيران ، معربا عن أمله في أن يساعد تبادل المعلومات هذا في مكافحة الإرهاب.
وأكد لافروف أن “الإصلاحات السياسية في سورية يجب أن تجري دون تكرار أخطاء العراق وليبيا ، حيث تسبب التدخل الخارجي في فوضى وعرضهما لأخطار التجزؤ إلى دويلات صغيرة”.
وأكد الوزير الروسي على “ضرورة الإصلاحات في سورية شرط ألا تفرض من الخارج ، بل يجب أن تخرج من الداخل : من الحكومة والمعارضة”.
بوتين لا يريد إنقاذ الأسد فقط بل تحقيق انتصار مهم… وربما استعادة تدمر
تنظيم «الدولة» يحدد استراتيجيته الخارجية: التوسع وزعزعة الاستقرار واستهداف أوروبا
إبراهيم درويش
لندن ـ «القدس العربي»: كان يوم أمس هو «الاثنين الكبير» في الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث تسابق قادة الدول الكبار في عرض رؤيتهم ومواقفهم حول مشاكل العالم التي تتراوح من الفقر إلى سوريا والإرهاب المتمثل بـ»تنظيم الدولة» في العراق والشام، والأخير هو الذي يشغل بال الجميع وأدى لتغيير في طبيعة التحالفات والمواقف من روسيا التي برزت كلاعب رئيسي في الأزمة هي والحليف التقليدي الآخر للنظام السوري: إيران التي جرى تطبيعها وضمها في النظام الدولي الجديد وشملها مع النظام السوري في أي تسوية سلمية للأزمة السورية.
الرهان
وفي الوقت الذي تحتفل فيه الأمم المتحدة بعيد ميلادها السبعين كان سوريا وداعش أهم موضوعيين طرحا على النقاش بين قادة الدول الغربية. وهناك حس من أن روسيا وإيران ربحتا الرهان في سوريا، وهو ما دعا صحيفة «إندبندنت» للنعي على قادة الدول الغربية بالقول إنهم اكتفوا بإلقاء الخطب عن رحيل الرئيس بشار الأسد واستبعاده من التسوية في الوقت الذي واصلت فيه روسيا وإيران استعداداتهما العسكرية في سوريا. وذكرت في هذا السياق بمقولة رجل الدولة الكبير في ألمانيا أوتو فون بيسمارك الذي قال إن المسائل الكبري «لا تحل بالخطابات أو توافق الغالبية ولكن بالحديد والدم» وهو ما تفعله روسيا وإيران.
ولا حظت الصحيفة غيابا في التوافق الغربي حول سوريا.ففي الوقت الذي تطالب فيه ألمانيا بشمل النظام السوري في الحل تعارض فرنسا دورا له، أما بريطانيا فهي مترددة بين منحه دورا مؤقتا أو رحيله قبل التسوية.
والمحزن في الخلافات الغربية هو تهميش المعارضة المعتدلة التي شطبت من المعادلة والتأكيد على الثنائية: الأسد و»تنظيم الدولة ـ داعش».
وهي الصيغة التي ركز عليها النظام السوري منذ اندلاع الانتفاضة قبل خمس سنوات تقريبا. وهي صيغة لا تجلب السلام للسوريين، وتعني استمرار الحرب.
أوباما ضد بوتين
ومن هنا اكتسب لقاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين أهمية خاصة. فلم يكن لدى أوباما الذي فشلت استراتيجيته في سوريا أي خيار سوى العمل مع بوتين وإيران لحل الأزمة السورية، كما قالت صحيفة «نيويورك تايمز» في افتتاحيتها.
وأضافت أن لقاء الرئيسين في أرض محايدة مثل الأمم المتحدة في نيويورك كان قرارا صائبا. وانتقدت الصحيفة تصريحات المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرينست الذي وصف بوتين بالمتسول و»المضطر» للقاء أوباما. قائلة إن تصريحاته لا تناسب التحضيرات للقاء مهم كالذي تم بينهما.صحيح أن أوباما لم يكن بحاجة للتعاون مع بوتين الذي تحدى القانون الدولي في أوكرانيا والقرم واستمر بتقديم الدعم للأسد والذي أطال أمد الحرب والدمار إلا أن التعاون ضروري بينهما لأنه لا واشنطن أو موسكو تقفان على أرض صلبة في سوريا، فجهود واشنطن لتدريب المعارضة فشلت.
أما الرئيس الروسي فيعاني جملة من المشاكل، فاقتصاده متهالك بسبب انخفاض أسعار النفط والعقوبات المفروضة على نظامه.
ومن هنا تقدم سوريا للرئيس بوتين فرصة للخروج من عزلته المفروضة عليه بسبب أوكرانيا وتقدمه كحليف لا يمكن الاستغناء عنه، وهو الدور الذي كان إرينست حرمانه منه بتصويره بالبلطجي.
وقد يكون بوتين راغب بالظهور الإعلامي ولكن الطريق الأصح هو جلوس أوباما مع بوتين والعمل معا لحل الأزمة السورية.
فمن الواضح أن مواجهة «تنظيم الدولة» لن تكون فعالة من دون تسوية سياسية بين النظام والمعارضة. ولن تتم التسوية من دون روسيا التي ظلت تمارس «فيتو» في مجلس الأمن على أي قرار يستهدف نظام الأسد. فقد سرق بوتين العرض من أوباما وقادة أوروبا الذين ظلوا يطالبون برحيل الأسد ويتكهنون بقرب نهاية نظامه. وكما تقول صحيفة «فايننشال تايمز» نجح بوتين في وضع أمريكا في المؤخرة. فبعد عام من المحاولات لتجميده ونبذه بسبب أوكرانيا قرر أوباما أنه من الأسلم التحدث معه حول سوريا. وهو ما يشي بمعركة حول سوريا ومستقبلها، خاصة أن الإجتماع جاء في ظروف الحشد العسكري والفشل الأمريكي.
وبهذه المثابة جر أوباما جرا إلى سوريا وهي التي حاول طوال السنوات الماضية أن يظل بعيدا عنها: فهو إما يعمل مع بوتين لحل الأزمة أو يوسع انخراط بلاده في النزاع.
وبحسب جيمس جيفري، نائب مستشار الأمن القومي والسفير السابق في العراق فإن «أهمية الحشد العسكري الروسي ليست واضحة ولكن الأهمية السياسية كبيرة» و»الكل ينتظر إن كانت الولايات المتحدة تستطيع عمل شيء». وكان بوتين قد استبق خطابه أمام الجمعية العامة بانتقاد الولايات المتحدة ودعمها لقوات غير شرعية ـ أي المعارضة السورية فيما دعمت موسكو الطرف الشرعي في البلاد وهو النظام وجيشه. في نقد واضح للسياسات غير المسؤولة التي تبنتها الإدارة الأمريكية في المنطقة.
وتقول الصحيفة إن الموقف الأوروبي قد يتغير «فمدخل الغرب قد يتغير في الجمعية العامة لأن روسيا تقدم الدعم العسكري للحكومة السورية وبسبب موجات اللاجئين وبسبب سياسة الولايات المتحدة في المنطقة» كما ترى فينيامين بوبوف من جامعة مجيمو التابعة لوزارة الخارجية التي تخرج وتدرب فيها معظم الدبلوماسيين الروس.
وتضيف «هذه هي البداية فقط، لأن الأوروبيين يخبرون الولايات المتحدة: لا نستطيع التصدي للأزمة من دون روسيا، ولا يمكننا هزيمة هذا الوحش الرهيب (داعش) من دون روسيا».
ومن أجل تعزيز قوة الأسد فقد يبني بوتين قواعد عسكرية جوية للأسد الذي نضبت قواته الجوية.
وتتحدث وكالات الاستخبارات الغربية عن حوالي 28 مقاتلة من نوع سوخوي إضافة لعشرات المروحيات والدبابات وصواريخ أرض- جو والقوات البرية. وتظهر الصور الفضائية عمليات بناء قاعدتين في الصنوبر وإسطامو قرب اللاذقية. ويقوم الروس بإصلاح وترتيب المرسى وقاعدة طرطوس البحرية. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين روسيين أن موسكو تخطط لإرسال 2.000 جندي إلى سوريا. ويقول ميخائيل برانابوف محرر «موسكو ديفنس بريف» المتخصصة في الشؤون العسكرية أن «معظم هذه القوات وصلت إلى سوريا».
تغيير الحسابات
وترى الصحيفة أن الحشد الروسي والصواريخ الجديدة في سوريا غيرت حسابات القوى الخارجية، وهو ما يفسر التنسيق الروسي – الإسرائيلي خاصة أن وجود القوات الروسية يعقد من خطط إسرائيل لملاحقة أي نشاطات قريبة من حدودها.
كما أثر الحشد العسكري على خطط تركيا والولايات المتحدة لإقامة منطقة آمنة في شمال سوريا.
ونقلت عن فيتالي نومكين، مدير معهد الدراسات الشرقية في الأكاديمية الروسية للعلوم «نحن ضد الخطة التركية المقترحة لإقامة منطقة حظر جوي في ظل الظروف الحالية».وحقق الروس ما يريدون، فقد اتصل وزير الدفاع الأمريكي بنظيره الروسي وناقشا سبل التعاون في الأجواء السورية.ويرى ستروب تالبوت، المساعد السابق لوزير الخارجية إن سياسة بوتين في سوريا لا تقدم وصفة لنهاية الأزمة مشيرا إلى أن «أشكال التصرف ما هي إلا تكتيكية ولا تعبر عن استراتيجية» واضحة المعالم.
ويعتقد أندري كولوسنيكوف من معهد كارنيغي أن تحرك الرئيس الروسي ما هو إلا مقامرة موجهة للرأي العام المحلي الروسي، وقد استخدم بوتين الاستراتيجية نفسها لحشد الدعم الروسي من أجل مغامرته في أوكرانيا. واعترف المسؤولون الأمريكيون بمخاطر مدخل بوتين لأنه لم يتحدث إلا بلغة غامضة عن العمل المشترك مع الغرب.
ولكن الموقف الروسي واضح من مصير الأسد الذي يربطونه بالعملية السياسية التي ستتم بعد هزيمة «تنظيم الدولة».
وهو بخلاف الموقف الأمريكي الذي يرى في رحيل الأسد شرطا لهزيمة الجهاديين. وتكمن معضلة أمريكا في أنها قد تعزل عددا من حلفائها على الساحة السورية حالة اقتربت كثيرا من الموقف الروسي.
ومن هنا يرى مسؤولون أمريكيون سابقون مثل ديفيد بترايوس، مدير الاستخبارات الأمريكية السابق أن الرد على مغامرة بوتين هو حشد عسكري مماثل من خلال تدريب المعارضة السورية المعتدلة وخلق سياق أمني وعسكري يسهل عملية الانتقال السياسي.
وتكمن مشكلة واشنطن في فشل الجهود التي يتحدث عنها بترايوس، ومحاولة البيت الأبيض التحلل من البرنامج.
وترى الصحيفة أن مخاوف أوباما حول سوريا تظل مشروعة، خاصة مناطق آمنة قد تتحول إلى جيوب آمنة للجهاديين وهو ما قد يجر الولايات المتحدة لحرب طويلة، كما أن انهيار نظام الأسد يعني الفوضى.
واستهداف الطيران السوري، كما يقترح بترايوس، قد يقود إلى مواجهة مع روسيا. وكان الرئيس أوباما قد هدد في عام 2013 بضرب الأسد بعد الهجمات الكيميائية على الغوطة قرب دمشق، ولكنه اختار غصن الزيتون الذي رفعته روسيا، لكل هذا فلقاء أوباما- بوتين هو لحظة مهمة في الأزمة السورية ونقطة تحول مهمة.
عملية عسكرية
وفي هذا السياق يرى روبرت فيسك في «إندبندنت» أن بوتين يرغب في تحقيق انتصار مهم أكثر من مجرد إظهار تضامنه مع الأسد.
فلم ينقل الرئيس الروسي جنوده جوا إلى قواعد عسكرية قرب طرطوس لإبقائه في الحكم، فهذا أمر معروف، كما أنه ليس قلقا لإمكانية خسارته الميناء الوحيد له على البحر المتوسط، فما يسعى له هو انتصار.
ولهذا السبب يقوم بتسليح الجيش السوري والذي هو المؤسسة الوحيدة الذي يعتمد عليها النظام. ويقوم تدريبه لتنفيذ هجوم عسكري خطير على «تنظيم الدولة»، هجوم يترك أثرا رمزيا لا على الشرق الأوسط فقط بل على العالم.
ويشير فيسك إلى ان الهجوم قد تم تأخيره أكثر من مرة وهو أمر عادي في سوريا، حيث تتغير تفاصيل العمليات كل يوم وكل ليلة.
ويعتقد الكاتب أن الروس يقومون بإعداد الجيش السوري كي يكون قادرا على استعادة مدينة تدمر الرومانية القديمة من الإسلاميين. ولهذا الغرض جهزت الطائرات الروسية والصواريخ المضادة للدروع وربما دبابات تي-90. ويقول إن أحـدث قـاعدة عسـكرية للطـيران السوري تقع على بعد 50 ميلا من على الشارع الرئيسي شرق حمص قريبا من تـدمر.
وأشار إلى أن الجيش السوري كان يخطط لأشهر طويلة لهجوم حول المدينة. وتم تأجيل العملية قبل أسابيع قليلة خشية قيام «تنظيم الدولة» بتدمير بقية المدينة الرومانية. وتضاءلت قيمة المخاوف الآن لأن «تنظيم الدولة» دمر المعابد الرومانية من دون تعرضه لهجوم.
ويضيف فيسك أن الجيش السوري قبل استعادة تدمر عليه الحفاظ على مدينة حلب حتى لا تقع بيد «تنظيم الدولة» وعلى الجيش حماية الطريق إلى لبنان وجبال القلمون على الحدود اللبنانية.
ويتوقع الكاتب شن الهجوم خلال الأسابيع المقبلة أو قد تتأخر حتى بدايات تشرين الثاني/نوفمبر.
ويشير الكاتب إلى أن تدمر تعتبر جوهرة يجب استعادتها لأن العالم أبدى قلقه على الآثار الرومانية فيها أكثر من قلقه على سكانها.
ويعتقد فيسك أن هجوما مثل هذا سيكون صورة عن مهمة النفوذ الروسي الجديد في الشرق الأوسط.
أما بالنسبة لأوباما وكاميرون وبقية الزعماء الغربيين الذين تخبطوا في سوريا لأربع سنوات من دون خلع الأسد أو هزيمة «تنظيم الدولة» فستكون استعادة تدمر بمساعدة روسية درسا مهينا.
نصف سوريا
من الناحية السياسية فتحقيق انتصار في تدمر سيعطي الأسد أمنا في نصف سوريا الواقع تحت سيطرته. ويقول فيسك إن بوتين لم يكن ليلقي بالمساعدات الروسية في خندق الموت السوري ليسمح بخلع حليفه في دمشق، في إشارة للمطالب الغربية بتنحية الأسد الذي ظل متمسكا في السلطة طوال السنوات الأربع الماضية، فيما هرب حليف بوتين في أوكرانيا.
وماذا بعد تدمر؟ يتساءل، ربما استعادة معظم حلب، وهو مشروع أكثر خطورة، أو العودة لإدلب أو حتى محاولة أخذ الرقة، «عاصمة تنظيم الدولة» وبالتأكيد مساعدة الحامية المحاصرة في مدينة دير الزور الصحراوية. ويذكر قائلا |يجب علينا أن لا ننسى خطط «تنظيم الدولة» فإن كانت روسيا وسوريا قد جهزتا خططا فلا بد أن تكون لديه خططه في دمشق كما حاول الثوار قبل ثلاث سنوات».
ويعتقد فيسك أن روسيا ستكون حذرة في عدم تكرار أشباح أفغانستان. ولا يستطيع الطيران الروسي هزيمة «تنظيم الدولة» لوحده ولهذا يجب التنسيق مع الجيران لسوريا.
كما أن السيطرة على تدمر لن تقود إلى ديمقراطية ولكن إن تم تقليم أظافر «تنظيم الدولة» ومقاتليه الشيشان الذين يكرهون بوتين، فسيصبح لزاما على أمريكا والناتو التفاوض من موسكو على مستقبل سوريا.
والخاسر الوحيد في كل هذا هو مئات آلاف من اللاجئين السوريين الذين يتدفقون من بلدهم في رحلة طويلة إلى الشمال عبر البلقان.
تدفق الجهاديين
والدليل على أن المعركة طويلة هو التقرير الذي أوردته صحيفة «نيويورك تايمز» عن استمرار تدفق المقاتلين الأجانب نحو سوريا.
وقدرت وكالة الإستخبارات الأمريكية عدد الجهاديين بحوالي 30.000 مقاتل أجنبي من 100 دولة وهو ما يعد إخفاقا للجهود الدولية لمكافحة التنظيم، كما أن زيادة عدد المقاتلين خلال الأشهر الـ12 الماضية هو دليل فشل للجهود الدولية لمراقبة الحدود.
وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن عدد الأمريكيين الذين دخلوا سوريا زاد إلى 250 أمريكيا، بارتفاع بمعدل 100 شخص.
وكان المحللون الأمنيون في العام الماضي قد قدروا عدد المقاتلين الأجانب في سوريا بحوالي 15.000 شخص جاءوا من 80 دولة.
وتتزامن التقديرات الجديدة مع تحقيق يجريه الكونغرس والذي يقول إن الجهود الأمريكية المستمرة فشلت بمنع الأمريكيين من السفر للخارج والانضمام للمتشددين. ورغم الأعداد التي أعلنت عنها البنتاغون عن مقتل 10.000 متشدد من تنظيم «القاعدة» بفعل الغارات الجوية إلا أن المتطوعين لا يزالون يتدفقون بمعدل 1.000 جهادي في الشهر.
ويأتي تزايد عدد المقاتلين في وقت يعمل فيه التنظيم على استراتيجية لتقوية «الخلافة» في الخارج وتأمين مناطق جديدة بالإضافة لزرع القلاقل في الدول الجارة. ونقلت صحيفة «فايننشال تايمز» عن خبراء أمنيين قولهم إن الإستراتيجية الخارجية الجديدة للتنظيم تعتبر تحولا من التركيز على «العدو القريب» مثل الشيعة والأقليات للتركيز على أهداف أبعد.
ونقلت عن نايجل إنكستر، مدير مركز التهديدات العابرة للحدود قوله «هناك إشارات عن تفكير «تنظيم الدولة» التأمل وفهم قدراته لضرب أعدائه والتوسع في الخارج». وترتبط السياسة الخارجية الجديدة للتنظيم بما تفرضه الغارات عليه من محدودية التحرك في العراق وسوريا.
وقال الخبير «لديهم الآن قسم يخطط للعمليات الخارجية. وهم يفكرون بأمور مثل الهجمات السايبرية. وفي الوقت الذي نشاهد فيه فروع تشبه النموذج القديم لـ»القاعدة» إلا أننا نشاهد نشاطا للتنظيم في الخارج».
وأشار مسؤول غربي إلى ثلاث ملامح في استراتيجية «تنظيم الدولة» الخارجية، الأول جهود حثيثة لتوسيع مجال السيطرة في ليبيا ومصر، خاصة صحراء سيناء. الثاني إنشاء خلايا في دول الجوار مثل تركيا والأردن ولبنان والسعودية لزعزعة الاستقرار. أما الثالث فهو التخطيط وتوجيه عمليات ضد أوروبا.
وتقول هارلين غامبهير، المحللة في معد دراسات الحرب «ركز التحالف على العراق وسوريا ولكن علينا النظر على المنطقة بشكل عام».
ويقول مسؤولون في التحالف إنه لا يجب النظر لوجود التنظيم في ليبيا على أنه فرع له بل يجب التعامل مع الجماعات الليبية المسلحة كامتداد لعلمياته. فالخلايا الليبية تتلقى دعما ومصادر من سوريا والعراق ترسم لها خطط استراتيجية وهو ما يذكر ببدايات التنظيم في العراق.
وتقول غامبهير «تشمل استراتيجية تنظيم الدولة الإقليمية على عقد صلات مع الجماعات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتوسيع القدرات العسكرية وأساليب السيطرة الاجتماعية بحيث تتحول هذه الجماعات لنسخ عن التنظيم». ووسع هذا عملياته السرية في تركيا خاصة أن البلد يعتبر المعبر الرئيسي لمرور الجهاديين الأجانب.
وتعتبر تركيا والسعودية جزءا من استراتيجية زعزعة الاستقرار. وما يثير خوف المسؤولين الغربيين هو العمليات خارج المنطقة، أي أوروبا، والمقتصرة الآن على «الذئب الوحيد».
بعد هاجس «الكانتون الكردي»… سيناريو دولة علوية في الساحل السوري يربك حسابات أنقرة
إسماعيل جمال
أسطنبول ـ «القدس العربي» : بعد تصاعد الهواجس التركية من التوسع الكردي على حدودها مع سوريا وإمكانية إقامة «كانتون كردي» يدعم نزعة الانفصال عند أكرادها، برز مجدداً سيناريو إقامة دولة علوية في الساحل السوري، الأمر الذي أربك حسابات أنقرة وحرك مخاوفها من العلوين الأتراك الداعمين للنظام السوري.
وبالتزامن مع ذلك تتصاعد مخاوف أنقرة من التبعات السياسية والأمنية للحلف الجديد الذي بدت معالمه تتشكل على حدودها، حيث أكدت أطراف متعددة إقامة حلف عسكري بين روسيا وإيران والحكومة العراقية والنظام السوري، بحجة محاربة الإرهاب، وقامت روسيا بتعزيز وجودها العسكري المباشر في الأراضي السورية المحاذية لتركيا، وجميع هذه الدول هي بالطبع «غير صديقة» للحكومة التركية ومنافسة لها إقليمياً.
المحلل السياسي التركي بكر اوزجان رأى أن إقامة دولة علوية في الساحل التركي أمر مريب لأنقرة ويثير لديها الكثير من القلق والمخاوف، معتبراً أن تقسيم سوريا سيؤدي إلى دويلات أبرزها دويلة كردية بجانب الشرق الكردي، ودولة علوية بالساحل السوري سيخلقان الكثير من المشاكل لتركيا.
وقال اوزجان في تصريحات خاصة لـ«القدس العربي»: «أردوغان حذر من ذلك مبكراً، والأسد هدد بذلك قبل سنوات بالقول إما أنا أو التقسيم وهو كان يقصد بذلك تهديد تركيا، والأسد هو من انسحب من العديد من المناطق للأكراد ضمن اتفاق بينهم، وهو بذلك يريد نقل الأزمة إلى تركيا».
معتبراً أن الأكراد يمكن أن يتحالفوا مع العلويين ضد الحكومة التركية.
وأضاف: «تقسيم سوريا سيؤدي إلى ويلات لتركيا، فالشرق التركي يحتوي على أكبر كتلة للأكراد التي تطالب وتسعى للانفصال، فيما يعيش في تركيا طائفة علوية ترتبط بعض أطرافها بالأسد وهناك علويون عرب مرتبطون بالنظام السوري، فإنشاء دولة علوية بالساحل السوري وعلى حدود تركيا ستكون جاذبة للعلويين وبالتالي المشاكل لتركيا». مستبعداً إمكانية تطور الأمر لأن يطالب علوي تركيا بدولة مستقلة أو حكم ذاتي كما يطالب الأكراد.
وأطلق اوزجان على الحلف الجديد بين روسيا وإيران والعراق والنظام السوري مصطلح «الحلف الروسي الشيعي»، معتبراً أن الظاهر من هذا الحلف هو محاربة «داعش» لكنه بالحقيقة «هو حلف ضد السنة في المنطقة، وهو حلف يثير الكثير من القلق والمخاوف لتركيا».
وبحسب تقديرات غير رسمية، تشكل الأقلية العلوية قرابة 15٪ من عدد سكان تركيا، وينقسمون إلى علويون من أصول عربية وتركية، وتدعم شريحة واسعة منهم نظام الأسد، واتهمت أطراف منهم بمساعدة النظام السوري في عمليات خطف سوريين معارضين من مناطق حدودية.
وبرغم تأييد العلويين للعلمانية، فأن هناك من يتهمهم بالتعاطف السياسي مع حزب العمال الكردستاني التركي لا سيما أن زعيم هذا الحزب عبد الله أوجلان هو كردي علوي، لكن العلويين ينفون هذه التهمة، وبرزت بعض المحاولات للمطالبة بدولة علوية ومنها مجموعة الممر الأحمر (كيزل يول) التي اتخذت من ألمانيا مركزا لها وهي تدعو إلى إقامة دولة للعلويين على غرار محاولة الأكراد تأسيس دولة كردية. من جهته، اعتبر سعيد الحاج المختص بالشأن التركي أن «كل سيناريوهات التقسيم بسوريا لا تصب في مصالح تركيا، كونه يربطها حدود طويلة معها ومن مصلحتها أن تبقى سوريا دولة واحدة تستطيع التعامل معها وليس دويلات صغيرة لا تربطها سلطة مركزية».
وأضاف الحاج أن «الأمر مرتبط بالبعد الاثني والمذهبي.. تركيا فيها أقلية علوية لها تواصل مع الداخل السوري، وليس في مصلحة الأمن القومي التركي إنشاء دولة علوية أو كانتون كردي وتسخر أنقرة كل إمكانياتها لمنع سيناريو التقسيم».
ويتفق الحاج مع «اوزجان» بأن الأمر من الصعب أن يتطور لأن يطالب علويي تركيا بدولة مستقلة أو حكم ذاتي، كون «القضية العلوية مختلفة عن الأكراد الذين يسعون للانفصال»، لكن الأمر سيزيد من مطالبهم ونشاطهم السياسي ومعارضتهم للحكومة.
وعن الحلف الروسي الجديد بالمنطقة، قال الحاج: «تركيا اليوم تعض أصابع الندم لأنها لم تدخل في سوريا مبكراً عندما كانت الأمور أسهل من ذلك وقبل تشابك أطراف الأزمة وكانت وقتها تملك اليد الأطول في سوريا، لكنها اليوم ليس لديها الكثير من أوراق الضغط هناك»، معتبراً أن المتضرر الأكبر من هذا الحلف بعد الشعب السوري هي تركيا.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اعتبر في تصريحات صحافية قبل أيام أن رئيس النظام السوري، بشار الأسد، يريد تأسيس سوريا صغيرة تبدأ من دمشق وتمتد عبر حماة وحمص إلى اللاذقية، وهي منطقة تشكل 15٪ من مساحة سوريا.
وأضاف: «الأسد يريد تأسيس دولة خاصة به، تسيطر عليها وتدعمها قوى سيادية معينة، وهذه المنطقة تنفتح على البحر الأبيض المتوسط»، مشدداً على أن بلاده «تدافع عن وحدة التراب السوري، وتريد لشعب سوريا أن يحصل عن منطقة خالية من التنظيمات الإرهابية».
وجدد التأكيد على أن وزارة الخارجية الأمريكية «أخطأت» بعدم اعتبار «وحدات حماية الشعب» الكردية في سوريا تنظيما إرهابيا.
والأحد، قال وزير الخارجية التركي، فريدون سينيرلي أوغلو، إن تركيا التي تحارب كل من منظمتي «بي كا كا»، و»جبهة حزب التحرير الشعبي الثوري» (يسارية)، إضافة إلى تنظيم «داعش»، «تقع في مقدمة المسستهدفين بالتهديدات الإرهابية».
الرئيس الأمريكي يركز على سياسة روسيا العدوانية وسوريا وفوائد الديمقراطية
عبد الحميد صيام
نيويورك ـ «القدس العربي»: أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما في خطابه أمام الجمعية العامة في دورتها السبعين أن الولايات المتحدة لا تريد العودة إلى الحرب الباردة رغم أن الولايات المتحدة تملك أكبر قوة عسكرية في العالم وأنها على إستعداد لاستخدامها في الدفاع عن مصالحها الحيوية.
إلا أن القوة لها حدود وأن قوة المبادئ التي أنشئت عليها الأمم المتحدة هي ما يوحد عالم اليوم. وأكد أن هذه المبادي المتعلقة باحترام حقوق الإنسان وحرية المعتقد وتمكين المرأة وإتاحة فرص التعليم لجميع الفتيات مبادئ عالمية ولا يستطيع أحد أن يتعلل بالتقاليد وخصوصية الثقافة لانتهاك تلك المبادئ..
وعن روسيا قال أوباما إنها يجب أن تسستثمر معنا في تقوية النظام العالمي لأننا نعيش في عالم متشابك ومترابط، فنحن لا نستطيع أن نعزل أنفسنا عن التأثيرات الاقتصادية والإرهاب العالمي وتدفق المهاجرين».
وأشاد بقراره لإعادة العلاقات بين كوبا والولايات المتحدة وأكد أن خمسين سنة من القطيعة لم تثمر أي منافع للبلدين وأن إعادة العلاقات ستكون في مصلحة الشعب الكوبي ومع تأكيده على ضرورة إحترام حقوق الإنسان إلا أن هذا أمر متروك للشعب الكوبي وبتحسين الوضع الاقتصادي والانفتاح سيكون التغيير في كوبا سلميا ولصالح مجموع الشعب الكوبي.
وأكد اوباما على عالمية المنظمة الدولية في عيدها السبعين وطالب المجتمع الدولي بالتصرف بشكل جماعي لحل المشكلات الدولية وقال «عندما نتصرف معا نكون أقوى». وقال لقد تعلمنا الدروس من العراق وليبيا وقد أخطأ المجتمع الدولي عندما ساهم في إسقاط نظام الطغيان في ليبيا ثم تخلى عنها.يجب أن نعمل بطريقة فعالة أكثر. وأكد أنه سيجتمع مع ممثلين من 50 دولة لدعم قوات حفظ السلام. وقال «يجب أن نعمل معا… نعمل بطريقة جماعية في البلاد التي إنهار فيها النظام».
وعن سوريا قال إن قيام طاغية بارتكاب مجازر ضد شعبه ليس مسألة داخلية بل تؤثر علينا جميعا وخاصة في إستجلاب الجماعات الإرهابية والتي تشكل عدوانا علينا جميعا. وقال لا مكان لإعادة تأهيل داعش… لا مكان آمن لهم وسنتعامل معهم مثلما تعاملنا مع القاعدة لكن القوة وحدها لا تكفي في سوريا.
على المجتمعات أن ترفض أيديولوجية الكراهية والطائفية والتمييز. وعلى المسلمين أن يرفضوا هذه الأيديولوجية وعلى غير المسلمين ألا يربطوا الإسلام بالإرهاب.
تقول سليمة يعقوبي- محللة سياسية وصحافية تعمل مع 24 إنفو المغربية وصحيفة الغارديان اللندنية إلتقتها «القدس العربي» بعد خطاب الرئيس الأمريكي: بشكل عام كان الرئيس الأمريكي واضحا في سحب الشرعية عن الرئيس السوري الذي قتل الآلاف من شعبه واستخدم البراميل المتفجرة والأسلحة الكيميائية ضد شعبه. لكن لاحظت أنه رمى إشارة لقبول التحالف مع إيران وروسيا في محاربة «داعش» وأن هزيمة «داعش» لها الأولوية وأن مرحلة الحرب على «داعش» قد تطلب نوعا من المساومة. أما بعد هزيمة داعش فلا مكان للأسد في المرحلة الانتقالية.
وقالت إن اوباما ركز على أن هزيمة الإرهاب التي تشكل أولوية ستأخذ وقتا طويلا ولا بد من إجتثاث الظروف التي ينضج فيها الإرهاب. ومن المهم أن نلاحظ أن أوباما دعا إيران وروسيا للعب دور إيجابي في حل الأزمة السورية.
وفي سؤال عن الموقف من روسيا؟ قالت: لقد أسهب الرئيس أوباما في انتقاداته للنظام الروسي الذي آثر إستخدام القوة في أوكرانيا وبالتالي عرض نفسه لسلة عقوبات أدت إلى إضعاف الاقتصاد الروسي وتراجع قيمة الروبل وعزل روسيا عن محيطها الأوروبي. لكنه أبقى الباب مفتوحا للانضمام إلى العمل الدولي الجماعي والاستثمار في الانفتاح والعمل مع بقية القوى العالمية للتصدي للمشاكل العالمية.
وأضافت: لقد أسهب أوباما في حديثه عن الديمقراطية ومن أهم النقاط التي طرحها أن الديمقراطية لا تفرض من الخارج وأن هناك عدة نماذج للديمقراطية لكن جوهرها يقوم على تمكين الشعوب وإعطائهم حق إختيار من يمثلهم. والديمقراطية تحمل مبادئ عالمية لا يستطيع أحد أن يتذرع بالتقاليد والعادات ليمارس إضطهاد المرأة أو منع الفتيات عن التعليم أو منع الناس من حرية التعبير والعبادة. وقد أحسن الرئيس بالإشارة إلى نيويورك كمثال يحتذى في تعايش جميع الناس وجميع الأديان والألوان والخلفيات والأعراق.
معركة مؤجلة بين المعارضة و”وحدات حماية الشعب” في حلب
عبسي سميسم
يبدو أن فصائل المعارضة المسلّحة في حلب وقوات “وحدات حماية الشعب” الكردية (الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي) المتواجدة في المناطق الكردية من حلب (الأشرفية والشيخ مقصود)، ليست في وارد فتح معركة جديدة فيما بينها حالياً، على الرغم من التوتر الشديد الذي ساد بينهما خلال الأيام القليلة الماضية، وخصوصاً في منطقة الشيخ مقصود التي تسيطر “وحدات حماية الشعب” على جزء منها، فيما تسيطر “الجبهة الشامية” (فصيل أحرار سورية) على الجزء المتبقي.
ويشير انسحاب عناصر المعارضة من منطقة الشيخ مقصود، إلى أن المعركة بين المعارضة والقوات الكردية لن تقع حالياً، بسبب انشغال “الجبهة الشامية” بمعارك أخرى مع النظام السوري وتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، خصوصاً بعد تعزيز النظام قواته على حدود المنطقة الآمنة التي تنوي تركيا إقامتها شمال سورية، وسعيه لاستعادة السيطرة على مطار كويرس، ولكن في الوقت ذاته يبدو أن هناك مواجهة حتمية بين “وحدات حماية الشعب” وفصائل المعارضة، وهي مرهونة بالتطورات الميدانية على الجبهات الأخرى.
وسيطرت “وحدات حماية الشعب” الكردية على حي الشيخ مقصود (شمال شرق حلب) الذي تقطن فيه أغلبية كردية، بعد قيام عناصر الوحدات منذ أيام بمحاصرة مقاتلي “أحرار سورية” الذين انسحبوا من الحي لتسيطر عليه الوحدات بشكل كامل. وتؤكد مصادر في المدينة أن الوحدات الكردية تسعى من وراء سيطرتها على الحي لفتح معبر إلى مدخله الغربي، بالقرب من جسر العوارض بين المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، وتلك التي ما زالت تحت سيطرة قوات النظام.
وكانت غرفة عمليات “فتح حلب” أصدرت بياناً الشهر الماضي حذرت فيه من إقامة معابر بين المناطق المحررة والمناطق الخاضعة لسيطرة قوات النظام، مشيرة إلى أن من يُقدم على مثل تلك الخطوة سيكون هدفاً مشروعاً لها. وربط مراقبون بين ما يجري في حي الشيخ مقصود والتطورات المتلاحقة على صعيد الملف السوري في دوائر صنع القرار في العالم، وهذا ما يفسر التصعيد المفاجئ من قبل الوحدات الكردية.
وقامت الوحدات الكردية من الجهة الشرقية للحي، برصد طريق الكاستيلو الذي يربط المدينة بريفها الشمالي ويعد شريان الحياة الوحيد لها، وهو ما ينذر بمحاصرة المدينة وهو الأمر الذي حاولت قوات النظام مراراً وتكراراً القيام به، ولكن مقاتلي المعارضة كانوا يصدونها في كل مرة.
ويوضح مصدر لـ”العربي الجديد” أن العمل جارٍ الآن لاحتواء الموقف، “ولكن إذا لم تنصع الوحدات الكردية لقرار عدم فتح معبر مع الأحياء التي تسيطر عليها قوات النظام، فإن عملاً عسكرياً سيجري لتصحيح الأوضاع في الحي”. ويشير المصدر إلى أن مقاتلي المعارضة أقاموا سواتر ترابية لمنع رصد الوحدات الكردية لطريق الكاستيلو.
من جهته، يؤكد الناشط الإعلامي محمد منصور الحلبي، لـ”العربي الجديد”، أن “عناصر تابعة للأحزاب الكردية الموجودة في حي الشيخ مقصود تقوم منذ الأحد الماضي برصد طريق الكاستيلو بالقنص، وتطلق الرصاص على السيارات المارة، مما أدى إلى استشهاد شاب يدعى فرحان العيسى وإصابة عدد من المدنيين”. ويلفت إلى أن “الوحدات الكردية قصفت بقذائف الهاون منطقة عين التل المجاورة لحي الشيخ مقصود، كما قامت يوم الجمعة بقصف حي بعيدين وطريق الكاستيلو، ومنطقة دوار الجندول بقذائف الهاون، ما أدى لإغلاق الطريق، بسبب استمرار استهدافه”.
كما يشير إلى أن “مقاتلي الحزب الكردي استهدفوا بالرشاشات والقناصات سيارة تقل رجلاً وسيدة أثناء عبورهما من طريق الكاستيلو، ما أدى لمقتلهما على الفور، صباح السبت، وعاودوا استهداف الطريق الوحيد الذي يصل أحياء حلب بريفها، وذلك بعد محاولة فرق الإطفاء إخماد الحرائق التي نشبت في سيارات المدنيين”.
من جهة أخرى، لا تزال هدنة الفوعة-الزبداني مهددة، إذ أطلق “جيش الفتح” مساء أمس الأول الأحد، عدداً من القذائف باتجاه بلدة الفوعة، فيما بدا أنه رد على الخرق الذي قام به النظام من خلال قصفه بالطيران الحربي لمدينة تفتناز الداخلة ضمن منطقة الهدنة، والذي أدى إلى مقتل عدد من المدنيين وجرح العشرات، فيما لا يزال الهدوء يسود منطقة الزبداني والتي تم نقل جريحين من داخلها بسبب خطورة حالتهما إلى لبنان.
وتعليقاً على هذا الموضوع، أدانت مجموعة من السياسيين والعسكريين المعارضين والناشطين المدنيين، في بيان، أي اتفاق أو تفاهم إقليمي أو دولي “مشبوه لتقاسم الهيمنة على سورية”، معلنين رفضهم لإخراج المدنيين من الزبداني، بموجب اتفاق إيراني مع حركة “أحرار الشام”.
وقال البيان، الذي تسلمت “العربي الجديد” نسخة منه، “بخصوص الاتفاق الذي يجري صياغة تفاصيله في تركيا بين القيادة السياسية لأحرار الشام ودولة إيران المحتلة، لقد بات أدعى إلى الريبة انتزاع تفويض جديد بالانسحاب غير المشروط وإذاعته كبيان استسلام صادر عن أهالي الزبداني يقدر له أن يستبق توقيع أي اتفاق مشبوه دُبِّر في ليل”. وأضاف: “نحن أبناء الزبداني الذين قاتلوا وسيقاتلون النظام وقوات الاحتلال الإيراني، لا نقبل لأي مواطن سوري أن يخرج من دياره، ولا نقبل أن نخرج من ديارنا، وكل ما نطلبه هو العيش الحر الكريم في بلدنا أو الموت بشرف دفاعاً عنها”.
أما في ريف دمشق، فأفاد ناشطون لـ”العربي الجديد”، بأن “الطيران الحربي قصف أمس الإثنين بلدة النشابية في غوطة دمشق الشرقية، ما أدى إلى مقتل طفلين وإصابة عدد من الجرحى”. كما شملت الهجمات الجوية اليوم محيط منطقة المرج بالغوطة الشرقية.
وفي غوطة دمشق الغربية، استهدفت مروحيات النظام مدينة داريا أمس، بأكثر من 10 براميل متفجرة حسب ناشطين هناك، وذلك ضمن حملة قصفٍ عنيف على المدينة تلقت خلالها أكثر من 100 برميل متفجر خلال أسبوع واحد.
وفي العاصمة دمشق، أفادت وكالة “سانا” التابعة للنظام بأن شخصين قُتلا وأصيب آخرون، بـ”سقوط قذيفة هاون على حافلة نقل عامة في شارع العدوي”. وفي شمال سورية، ألقى الطيران المروحي برميلين متفجرين على حيي الكلاسة والقاطرجي في حلب، ما خلّف أضراراً مادية، كما قصف أماكن في منطقة سلمى بجبل الأكراد ومناطق أخرى في محيط جبلي التركمان والأكراد في ريف اللاذقية، ولم ترد أنباء عن إصابات.
مبادرات سورية في نيويورك… طبخات فاشلة حتى إشعار آخر
لندن ــ نواف التميمي
لا يعني توافق المجتمع الدولي على ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية، انتفاء التناقضات بين الأطراف المؤثرة في الملف السوري. بل يبدو الانقسام العميق، هو العائق الأبرز في التوصل إلى صيغة توافقية للخروج بالملف السوري إلى حيّز الانفراج. فقد تحوّل منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس الأوّل الأحد، إلى حلبة صراع “ناعمة” بين روسيا الاتحادية بزعامة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والولايات المتحدة الأميركية ممثلة بشخص الرئيس باراك أوباما. أمّا عنوان المواجهة، هو سورية.
ظهر بوتين بصورة المُنقذ، الذي هبّ لإنقاذ العالم، بعدما وصلت تداعيات الأزمة السورية إلى شواطئ أوروبا، بسبب فشل الاستراتيجيات المرتبكة للإدارة الأميركية، إذ لم تنجح في إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وأخفقت في لجم تمدّد وتفوق تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) وأخوته، وأغرقت أوروبا ودول الشرق الأوسط بملايين اللاجئين.
في المقابل، ظهر أوباما كمن يحاول اللحاق بالمركب بعد أربع سنوات من الفشل المتراكم في سورية، مدفوعاً بأمر القوة العسكرية المتدفقة في جسر جوي لا يتوقف، من موسكو إلى مدن الساحل السوري، مروراً بحلفاء غارقين بطوفان اللاجئين، ناهيك عن الأزمات الاقتصادية المتعاقبة، ومصاباً بالخيبة من فشل تدريب “المعارضة المعتدلة”، التي باتت محط تهكّم من الطرف الروسي.
التقى الزعيمان الأميركي والروسي في الغرف المغلقة، للمرة الأولى، أمس الإثنين، منذ ما يزيد على العامين. وبينما يلقي بوتين بأوراق قوته على الطاولة بفعل تدخله العسكري في سورية، يجد أوباما نفسه مضطراً إلى الاستماع، باعتبار أنّ الخيارات الأخرى، وإنْ كانت متاحة، لا تبدو إلا أسوأ. فإما أن يقبل الرئيس الأميركي بالعمل مع نظيره الروسي، ويأخذ مكانه في مسيرة الحل الدبلوماسي للأزمة، وإمّا أن يذهب وحيداً للتدخل بشكل مباشر في سورية. وللخيار الأخير، عواقبه التي ستفتح عليه نيران حلفائه داخل الحزب الديمقراطي، قبل نيران خصومه الجمهوريين، في موسم انتخابي ساخن.
ولإخراج الزعيمين من حلبة المنافسة التي قد تكون دامية لكليهما، وإيجاد مخرج يحفظ ماء الوجه، بادرت بعض الأطراف الدولية إلى طرح مبادرة تقوم على أساس إحياء مجموعة 5+1 (الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن الدولي: الولايات المتحدة، وروسيا، وفرنسا، والصين، وبريطانيا إلى جانب ألمانيا) من أجل التوصل إلى حلّ للقضية السورية، بعد نجاح المجموعة في التوصل إلى اتفاق مع إيران حول برنامجها النووي، قبل أكثر من شهرين، كما أفادت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية.
وذكرت الصحيفة أنّ الأطراف المعنية بالمبادرة، تبحث إمكانية ضم السعودية وتركيا إلى المجموعة. غير أن هذه المبادرة مجهولة النسب، لم تأت على أي ذكر لدور إيران، وهو ما يلقي بظلال ثقيلة على هذه الأفكار، لا سيما أنّ الحماس الروسي لضم طهران إلى أي طاولة تبحث في مستقبل سورية، يقابله صد سعودي رافض لأي دور إيراني في الملف السوري، علماً أن واشنطن التي التقى وزير خارجيتها جون كيري بنظيره الإيراني محمد جواد ظريف، لا تُعارض مشاركة إيران في أي مباحثات تخص سورية، شرط ألا يتعارض ذلك مع حرص الإدارة الأميركية على عدم الإخلال بالتزاماتها لحلفائها في الخليج، عندما تعهدت بعد توقيع اتفاق فيينا (5 +1) بعدم السماح بتمدد النفوذ الإيراني في الإقليم.
ويعترف المسؤولون الأميركيون، أنّه من أجل التوصل إلى انفراج سياسي في سورية، لا بدّ من أن تقوم إيران بدور في نهاية المطاف. وقد يكون في الاجتماع الذي أعلنت عنه الخارجية الروسية، يوم الأحد، لمن وصفتهم بـ”اللاعبين الرئيسيين” في النزاع السوري، كالولايات المتحدة وروسيا والسعودية وإيران وتركيا ومصر في أكتوبر/تشرين الأول، مخرجاً لمعضلة مشاركة إيران، التي ترى بعض الأوساط بإمكانية اقتصار دورها على المشاركة في لجان المتابعة أو الاتصال، وذلك كحلّ وسط يقفز عن الاعتراض السعودي.
ويبدو مثل هذا التصور، مخرجاً مناسباً لكل من واشنطن وموسكو. فالأولى، لا تفضّل الصدام مع موسكو، كما لا تفضّل الغوص في رمال الأزمة السورية وتكرار تجربة التدخل في العراق بكل عواقبه المؤلمة. أما موسكو، وعلى الرغم من كل الثقة التي يتظاهر بها بوتين، فهي تخشى المزيد من الأصوات المناهضة لإقحام البلاد في سورية، بسبب القلق من إمكانية أن تصبح هذه الأخيرة، أفغانستان جديدة لروسيا، تلك الحرب التي ساهمت بشكل كبير في انهيار الاتحاد السوفييتي.
اتفاق روسي-أميركي على التنسيق في سوريا..والأسد عُقدة الخلاف
لساعة و40 دقيقة، استمرّ لقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما، مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في نيويورك ليل الاثنين-الثلاثاء، وهو أول لقاء يُعقد بين الزعيمين منذ عامين، خُصص للبحث في إمكان تقارب وجهات النظر حول سوريا، وذلك بعد إدلاء كلّ منهما لخطاب، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، سطّر مواقفهما المتعارضة حول الأزمة السورية.
وعقب انتهاء المباحثات الثنائية، خرج الرئيسان ليعلنا للصحافيين بأن وجهات نظرهما متفقة “حيال مسائل كثيرة تتعلق بالوضع في أوكرانيا وقضية سوريا والشرق الأوسط”، إلا أن “بعض الخلافات” لا تزال موجودة، ويُعمل على حسمها، بحسب بوتين. ولم يتضّح ما إذا أثمر هذا اللقاء عن اتفاق أو تفاهم ما حيال سوريا، غير أن تصريحات الزعيمان دلّت على وجود اتفاق على إجراء مباحثات بين الجيشين، الروسي والأميركي، “لتجنّب النزاع أثناء عمليات محتملة في سوريا”.
غير أن الخلاف حول ملامح المرحلة الانتقالية في سوريا، خاصة لجهة ضلوع الرئيس السوري بشار الأسد فيها، يبقى موضوع خلاف بين موسكو ووانشطن. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، إنه تبين من لقاء الرئيسين، أن هدف روسيا في سوريا مطاردة تنظيم “داعش” وتأييد الحكومة السورية.
وقال مصدر أميركي بعد اللقاء، إن الزعيمين اتفقا على مواصلة “بحث سبل إحداث تغيير سياسي في سوريا”، غير أنهما لم يتفقا بشأن مستقبل الأسد. وأضاف المصدر أن أوباما كرر تأكيده، خلال الاجتماع، أنه لا يرى مجالاً لإعادة الاستقرار إلى سوريا، طالما الأسد موجود على سدة الحكم.
ولم يستبعد بوتين قيام قوات بلاده بضربات جوية ضد “داعش” في سوريا، لكنه أكد، عقب اللقاء مع أوباما، أن روسيا لا تنوي إرسال قوات برية، موضحاً أن بلاده تفكر الآن في مساعدة الجيش السوري وليس إرسال قوات روسية. وانتقد بوتين أوباما والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، لاستمرارهما مطالبة الأسد بالرحيل كحل وحيد لقيام سلطة انتقالية سياسية، وقال إنهما ليسا مواطنين سوريين لاختيار حكام البلاد.
في السياق، أعلن المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، أن الولايات المتحدة وقفت ضد مشروع بيان قدمته روسيا للمجلس بشأن تسوية نزاعات الشرق الأوسط. وقال تشوركين إنه كان من المقرر التصويت على صدور مشروع البيان الروسي، الأربعاء، خلال مناقشة أعضاء المجلس لموضوع “المحافظة على السلام والأمن الدوليين: تسوية النزاعات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومواجهة التهديدات الإرهابية في المنطقة”. إلا أن “الأميركيين منعوا صدور مشروع البيان الروسي”، ورفضوا التعامل معه بحجة وجود “اختلافات كثيرة جداَ” في وجهات نظر الطرفين.
وكان بوتين قد عقد لقاءاً مع نظيره الإيراني حسن روحاني، قبل مغادرة الأخير نيويورك فجأة، متجهاً إلى طهران للمشاركة في تشييع ضحايا حادث منى، بحسب ما أعلنت البعثة الإيرانية.
وخلال اللقاء، اعتبر روحاني أن “الجهود المشتركة والتنسيق الجيد بين طهران وموسكو”، كانت لها “الدور الرئيس” في صياغة الاتفاق النووي. وأضاف أن “مشاورات جيدة” جارية بين ايران وروسيا “بشأن القضايا الإقليمية ومكافحة الإرهاب”. بدوره، أكد بوتين أن التعاون بين ايران وروسيا في مكافحة الإرهاب وإرساء أسس الأمن الاقليمي والدولي “هو الآن في مستوى عال”.
إلى ذلك، أفادت وكالة “فارس” للأنباء الإيرانية، الثلاثاء، أن وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف وأوباما تصافحا، عندما التقيا “صدفة” في أروقة مقرّ الأمم المتحدة في نيويورك الإثنين، إلا أن أي تعليق حول الموضوع، لم يصدر حتى الآن عن البيت الأبيض، لاسيما أن الرئيس روحاني غادر نيويورك لعدم تعرضه إلى موقف مماثل يجبره على مصافحة أوباما بحسب محللين. وفي حال صحّت أنباء “فارس”، فتكون هذه المصافحة الأولى من نوعها بين رئيس أميركي ووزير خارجية إيراني منذ الثورة الإسلامية في ايران عام 1979.
“التحالف الرباعي” في مواجهة “التحالف الدولي”
الوليد خالد يحيى
أعلن رئيس “لجنة الأمن والدفاع” في البرلمان العراقي حاكم الزاملي، عن وصول خبراء عسكريين روس وإيرانيين، إلى بغداد، تمهيداً لتدشين “التحالف الرباعي” بين العراق وروسيا وإيران وسوريا. ومن مهام “الرباعي” تنسيق الجهود لـ”مكافحة الإرهاب” عبر تبادل المعلومات الاستخباراتية والخبرات العسكرية. الزاملي علّل ذلك، بحاجة العراق إلى دعم تلك الدول وخاصة روسيا، بعدما تبين عدم جدية الولايات المتحدة و”التحالف الدولي” الذي تقوده في محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي بات يتمدد ويهدد العراق.
ويأتي تصريح الزاملي، بعد بيان صدر عن “غرفة العمليات المشتركة” في القوات المسلحة العراقية، السبت الماضي، أعلن فيه عن “بدء التنسيق العسكري بين روسيا والعراق من أجل محاربة تنظيم داعش الإرهابي”. البيان علل الميل الروسي للتنسيق مع العراق بـ”تزايد قلق روسيا من وجود آلاف الإرهابيين من روسيا والذين يقومون بأعمال إجرامية مع داعش”.
وكان وزير خارجية العراق ابراهيم الجعفري، وخلال اجتماع لـ”مجلس العلاقات الخارجية” على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، قد نفى علمه بمضمون البيان العسكري، الذي أعلن عن وجود الخبراء العسكريين الروس في العراق، للتنسيق مع الجيش العراقي. إلا أن تصريحات رئيس “لجنة الأمن والدفاع” البرلمانية أعادت تأكيد الأمر، عقب انتهاء أعمال القمة العالمية. الأمر الذي دفع بعض المعلقين السياسيين العراقيين عزو ذلك إلى فوضى تنسيق المواقف، التي تعتري المنظومة السياسية العراقية.
وربط البعض نفي الجعفري بمجريات القمة الأممية، التي شهدت تنازعاً بين الموقفين الروسي والأميركي، حيال ملفات المنطقة والدور العسكري الروسي المباشر والمستجد في سوريا. الأمر الذي دفع الجعفري إلى التنحي جانباً، حيث أعلن الرئيس الروسي في كلمته أمام الحشد الأممي، عن وجود دعم فني تقدمه بلاده للجيش العراقي فضلاً عن الجيش السوري، من أجل “مكافحة التنظيمات المتطرفة”. ما جعل التأكيد السياسي الرسمي العراقي تحصيلاً حاصلاً، لأمر أعدّ مسبقاً في المطبخ العسكري العميق، والمُقرّر في العراق الذي يتولى الإيرانيون رئاسته الفعلية، عبر نفوذهم الطاغي على المؤسسة العسكرية في البلاد.
الدخول الروسي إلى العراق عبر المستشارين العسكريين، عقب تدخلهم العسكري المباشر في سوريا، يضع التدخلين ضمن سياق واحد؛ أي تعزيز الدور المحوري الذي تطمح روسيا إلى لعبه في المنطقة، تحت مظلة “الحرب على الإرهاب”، والرامي إلى تثبيت حلفائها وخاصة الرئيس السوري. ورغم الميل التحليلي العام الذي يرى في التدخل الروسي في سوريا تحجيماً لدور طهران هناك، إلا أنه في العراق، لا يمكن أن يتم التدخل إلا عبر التنسيق مع الجانب الإيراني، كونه اللاعب الأبرز الذي ضاعف من أوراق قوته العسكرية في البلاد، بعشرات من التنظيمات الميليشياوية المسلحة فضلاً عن هيمنة واضحة على مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية والسياسية، منذ الانسحاب العسكري الأميركي في العام 2011.
ويتناغم التدخل الروسي في العراق، مع مصلحة إيرانية، وهي التي بدأت تتحسس خطراً داهماً على نفوذها، من جهة الولايات المتحدة الأميركية، التي تتهمها طهران بالتراخي في الحرب على تنظيم “الدولة”، بل وتذهب في بعض الأحيان، وعلى لسان حلفائها من العراقيين، لتوجيه اتهامات مباشرة للجانب الأميركي بدعم وتقوية “الإرهابيين”، من أجل إضعاف “الدور الإيراني المقاوم”، وعرقلة تقدم “الحشد الشعبي” الموالي لطهران في المحافظات التي يحتلها تنظيم “الدولة”.
الجدال حول الفشل في حسم معركة الرمادي، كان قد صعّد جملة من المواقف الاتهامية لـ”التحالف الدولي” بخصوص العمل على عرقلة خطط “التحرير”، وحجب المعلومات الاستخباراتية عن الجيش العراقي، والمماطلة في مده بالأسلحة اللازمة وخاصة منظومات الصواريخ الذكية والطائرات. كما تضمنت الاتهامات تحجيم دور “الحشد الشعبي” عبر “قانون الحرس الوطني” الذي يشرع بدوره عمل مجاميع سنّية مسلحة تعمل الولايات المتحدة على إعدادها لتولي مهام “التحرير”. وهو أمر يُعزز قناعة إيران بتوظيف الولايات المتحدة لمسألة الحرب على “داعش”، بالضد من النفوذ الإيراني في العراق.
من هنا يأتي “الحلف الرباعي” والذي يُتوقع أن يسفر عن تشكيل غرفة عمليات روسية-إيرانية-عراقية-سورية مشتركة، كانت قد أعلنت مصادر عسكرية عراقية عن إمكانية تشكيلها قريباً ويكون مقرها بغداد. ما يُنذر ببداية مخاض لعهد عراقي جديد من التحالفات الأمنية والعسكرية. ويقلل البعض من إمكانية تطور التحالف مستقبلاً، إلى درجة يطوي فيها حقبة التنسيق الأمني مع الجانب الاميركي الذي رُسمت محدداته، عبر “اتفاقية الإطار الاستراتيجي” التي وقّعت بين الطرفين الأميركي والعراقي، في العام 2008. وتنص اتفاقية “الإطار” على التزام الولايات المتحدة بمساعدة العراق عسكرياً وأمنياً، في حال تعرضت أراضيه لخطر داخلي أو خارجي، وهو ما تُتّهَم الولايات المتحدة بالإخلال به، من قبل العراقيين، في مضمار التصدي لتهديد تنظيم “الدولة الإسلامية”.
الميل الروسي الواضح للعودة إلى العراق -الحليف التقليدي قبل سقوط نظام صدام حسين عام 2003- تجلى في عهد رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، الموالي لطهران، عبر عشرات الصفقات التسليحية التي وُقعت مع الروس. واقتضت تلك الصفقات تقديم الخدمات الاستشارية الروسية، لتتطور مع الحلف الجديد إلى تعاون استخباري، من الممكن أن يفتح على المزيد من الدعم العسكري والتسليحي والتدريبي، بحسب خبراء.
وفي ردود الأفعال السياسية العراقية، أكد مصدر خاص لـ”المدن” من “التحالف الوطني العراقي”، عن ميل عام في أروقة التحالف الذي يضم أبرز الكتل الشيعية، لتأييد الدور الروسي. ونقل المصدر عن نائب في التيار الصدري -أحد مكونات “التحالف الوطني”- أن بعض التحفظات سجلها زعيم التيار مقتدى الصدر، سيُعلن عنها في بيان رسمي، في القريب العاجل.
أما عضو “ائتلاف دولة القانون” الذي يتزعمه المالكي، موفق الربيعي، فقد دعا إلى توسيع “التحالف الرباعي” ليشمل “حزب الله” اللبناني، ليكون تحالفاً موسعاً وبديلاً عن “التحالف الدولي” الذي فشل في “الحرب على الإرهاب”.
روحاني يهرب من نيويورك
حسين عبد الحسين
أن يقطع رئيس دولة زيارة رسمية يقوم بها ويعود الى بلاده على وجه السرعة لمعالجة أزمة مندلعة أمرّ مفهوم. لكن أن يقطع رئيس إيران حسن روحاني زيارته الى نيويورك، بعد خمسة أيام من وقوع حادث التدافع في السعودية، الذي راح ضحيته أكثر من 700 من الحجيج 150 منهم من الإيرانيين، ثم يدّعي أن الحادثة هي سبب قطعه زيارته هو عذر واهٍ يشي بأن صاحبه فرّ من الولايات المتحدة لسبب غير معلن.
روحاني وصل الولايات المتحدة الخميس الماضي، يوم وقوع حادثة الحجيج، ليشارك في اللقاء السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة. وأعطى الرئيس الإيراني نفسه مهلة ثلاثة أيام سابقة لموعد القائه خطابه صباح الاثنين، فاستقبل في جناح الجمهورية الإسلامية مجموعة من رؤساء العالم المتهافتين على السوق الإيرانية، وعقد سلسلة من اللقاءات مع اللوبي الإيراني-الأميركي، ومع أميركيين ممن يتسابقون كذلك على الفوز بجوائز ترضية مع انفتاح العالم على إيران.
غداء بعد غداء، وعشاء بعد عشاء، مرّت أربعة أيام ولم يبدُ أن القلق ساد روحاني، أو فريقه، بسب وقوع حادثة مكة.
ثم أعطى روحاني سلسلة من اللقاءات مع كبرى الوسائل الإعلامية، واستخدم المنابر الأميركية لشن هجوم ضد الحرب العربية في اليمن، ووصف كل المعارضين السوريين بالإرهابيين من صنف “نصف بشر أو لا بشر”. ثم كلل الرئيس الإيراني رحلته الى أميركا بخطاب امام الجمعية العامة أشاد به بانتصار إيران الديبلوماسي في الاتفاقية النووية، وأشار فيه الى ان لا حل في سوريا غير بقاء بشار الأسد رئيساً.
على أن اعلان روحاني قطعه زيارته، وإلغاء عدد من الارتباطات السابقة له في نيويورك، لم يكن مبرراً بما فيه الكفاية. لكن موعد مغادرة الرئيس الإيراني – فور فراغه من القاء خطابه صباحاً وقبل موعد الغذاء – قد يشير الى سبب رحيله على عجل.
في كلّ عام، وفي اليوم الأول من افتتاح اعمال الجمعية، يستضيف الأمين العام وليمة غداء تقليدية يدعو إليها زعماء الدول المشاركة. الرئيس الأميركي غالبا ما يتغيب، ولكن في الأعوام الثلاثة الأخيرة، عمد الرئيس باراك أوباما على الحضور علّه يصادف رؤساء ممن يحاول مصافحتهم مثل روحاني.
هذا العام، اتجهت الأنظار الى وليمة الأمين العام، وتوقع الخبراء مصافحة، وان عابرة، بين روحاني وأوباما، خصوصاً بعدما تم التوصل الى الاتفاقية النووية. وتحدثت أوساط واشنطن عن اتصالات أجرتها الحكومة الأميركية مع إيرانيين، مباشرة وبالواسطة، لتنظيم “مصافحة عفوية” بين الرئيسين. وسمع الاميركيون من الإيرانيين “موافقة من حيث المبدأ”، إذ إن “إيران ليست على عداء مع أحد”.
لكن عندما اقترب موعد المصافحة، تحجج روحاني بـ”أزمة الحجيج” ورحل. أما دور روحاني في التعامل مع أزمة الحجيج فغير مفهوم، فالحادثة وقعت، ولا اعمال متابعة مطلوبة، مثل في حالات الكوارث الطبيعية. على أن روحاني يبدو انه كان يحتاج الى أي عذر ممكن للرحيل، من دون ان يبدو وكأنه غير قادر على مصافحة يخشى قدوم موعدها منذ يوم توليه الرئاسة وخوضه المفاوضات النووية.
غير فراره من مصافحة أوباما، يبدو ان هروب الرئيس الإيراني من نيويورك جاء أيضاً بسبب الأضواء المسلطة على روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين، خصوصاً لناحية المحادثات المتسارعة لمعالجة الأزمة السورية المندلعة منذ العام 2011. روحاني التقى بوتين، لكن لقاء الأخير مع أوباما هو الذي سرق الأضواء، وبدا الإيرانيون هامشيين في أزمة لطالما اعتبروها جزء من مصالحهم الاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط، او منطقة “الخليج الفارسي الأكبر” حسبما يحلو لوزير الخارجية الإيرانية جواد ظريف تسميتها.
فجأة تبددت أسطورة روحاني والتغيير المزعوم في إيران: لا روحاني يرغب في مصافحة أوباما، ولا إيران لاعب ذو وزن في سوريا عندما يبدأ الكبار، أي أميركا وروسيا، في الحوار.
فجأة انكشف الوجه الحقيقي لظاهرة روحاني كرئيس انفتاحي معتدل. روحاني يعرف محدودية صلاحياته وقدراته. مهمته هي اسباغ وجه لطيف على نظام متشدد. لذا يزور روحاني نيويورك سنوياً، يبتسم في لقاءات الكواليس مع أصدقاء اميركيين، يتوعد خصوم إيران في العلن على منبر الأمم المتحدة، ويهم بالرحيل عندما يبدأ الجد خوفاً من مصافحة أوباما، أو بدء الحديث حول سوريا وهو في جناح فندقه، لأن أحداً لم يوجه دعوة اليه للمشاركة في حوار سوري يسيطر عليه بوتين.
لو لم تقع حادثة مقتل الحجيج في مكة، لكان روحاني قطع زيارته على كل حال، ولكن وجد حججاً كثيرة غير الحجيج.
“داعش” ينسحب من ريف السلَمية
عبدالله أمين حلاق
بدأ تنظيم “الدولة الإسلامية”، في 26 أيلول/ سبتمبر 2015، عملية انسحاب واسعة من ريف السلَمية الشرقي، بعدما سيطر على معظمه لمدة عامين تقريباً. الانسحاب جاء في أخبار تناقلتها مواقع إعلامية قريبة من النظام، وصفحات التواصل الاجتماعي المؤيدة للنظام في مدينة سلَمية.
تحركات “داعش” جاءت، وفقاً للصفحات موالية، في إطار “إعادة توزع وإخلاء التنظيم لمواقعه خوفاً من ضربات سلاح الجو في الجيش العربي السوري”، معتبرة أن التحركات الأخيرة هي “انسحاب له من ريف السلمية الشرقي باتجاه الرقة”، بعد إخلائه كلاً من قرى صلبا وأبو حنايا وقليب الثور وعقيربات، وهذه الأخيرة كانت لعامين مركز نشاط وتواجد لعناصر التنظيم.
لم يعرف عن طيران قوات النظام منذ سيطرة “الدولة الإسلامية” على الريف الشرقي للسلمية، نشاط عسكري كثيف في قصف مقرات ومواقع التنظيم، في الوقت الذي ارتكب فيه الطيران ذاته مجازر في قرى تلك الريف سقط فيها مدنيون أثناء وجود قوى وكتائب عسكرية إسلامية معارضة للأسد وخاصة في العام 2012. وذلك قبل أن ينقضّ التنظيم على من لم يبايعه من فصائل المعارضة المسلحة.
ووفقاً لمعارضين في مدينة السلَمية، فإن الأيام الثلاثة الأخيرة شهدت تزايداً كبيراً في الغارات الجوية على المنطقة الشرقية من قبل طيران النظام، وخاصة على قرية قَنبر التابعة لناحية عقيربات. ويُرجِّح أن التحركات الأخيرة لـ”داعش” لا تعدو كونها إخلاءاً لبعض المواقع الرئيسية في المنطقة الشرقية في ريف السلَمية، وليست انسحاباً من المنطقة، بعد قصف الطيران المركز الذي تلقته تلك المواقع للمرة الأولى منذ سنتين، بهذه الكثافة.
من الصعوبة بمكان، معرفة واقع الأرض وحجم التحركات التي يقوم بها التنظيم في تلك المناطق بدقة، لكن من الواضح أن ثمة تغيراً غير مسبوق على الأرض، وقد يستمر في الأيام المقبلة. تغيير لا يمكن فصله عن الخريطة العسكرية الجديدة التي بدأت تتغير في سوريا، بعد التدخل العسكري الروسي المباشر بالجنود والعتاد والطيران.
خريطة الريف الشرفي لمدينة سلمية كادت أن تكون ثابتة منذ أكثر من عام، مع سيطرة “داعش” على الريف الشرقي بحيث تكون قرية بري الشرقي هي النقطة الحدودية بين مناطق سيطرة النظام ومناطق سيطرة “داعش”، وآخر قرية يسيطر عليها النظام في ريف السلمية الشرقي. وذلك باستثناء قريتي المفكر الشرقي والمفكر الغربي، وهما قريتان نزح معظم سكانهما إلى السلمية، ولتصبح قرى الحردانة وأم ميل وأبو حبيلات وغيرها، تحت سيطرة تنظيم “الدولة”، بعدما نزح سكانها الاسماعيليون أيضاً إلى السلمية. والمذهب الاسماعيلي هو مذهب معظم أبناء السلمية الذين كانوا على قلق دائم من اقتحام التنظيم للمدينة وقيامه بتطهير طائفي فيها، الأمر الذي كان النظام “حامي الأقليات” يستغله دوماً، مرة بترهيب السكان وتخويفهم من “البديل”، ومرة بالتسهيلات وغضه النظر عن احتمالات مجازر حدثت فعلاً على يد “داعش” في المنطقة، على ما حدث في قرية المبعوجة في آذار/مارس 2015.
يبقى النظام غير معني بمصير السلَمية وغيرها، قياساً بدخوله مؤخراً “حرباً على الإرهاب” بغطاء روسي، يبدو أن قراره بالضرب الفعلي والفعال لمقرات التنظيم جزء منها. خاصة وأن ريف السلَمية الشرقي، إن تم إخلاؤه من “داعش” وأعاد النظام سيطرته عليه “وهو ما سيكون صعباً بالطيران فقط”، سيكون على صلة جغرافية مباشرة مع تدمر التي قد تكون استكمالاً للحرب المفترضة على الإرهاب. كما يحاول النظام إعادة السيطرة على بعض المناطق الخارجة عن سيطرته، وخاصة التي تسبب دخول “داعش” إليها باستنكار عالمي، ما سيصب موضوعياً في صالح نظام الأسد. وخاصة بعد تفجير “داعش” للمعابد الأثرية في مدينة تدمر.
الأخبار عن انسحاب “داعش” قد تحمل أيضاً دلالات لخطة ربما ينتهجها التنظيم في المرحلة المقبلة، قد تشبه، للمفارقة، منظور النظام عن “سوريا المفيدة”. وهي بالنسبة لـ”داعش” مناطق سورية يتراجع وينكفئ إليها، ويعيد انتشاره فيها، مع تصاعد العمليات العسكرية ضده، وهو الذي يسيطر على مناطق شاسعة من الأراضي السورية، بخلاف المعارضة والنظام. ولن تكون “سوريا المفيدة” بالنسبة لـ”داعش” من دون عاصمته الرقة. وعليه، ووسط توزّع الأرض السورية بين قوى عسكرية مختلفة وفصائل مسلحة داخلية وخارجية، يبدو أن العمليات العسكرية ضد “داعش” قد تعيد رسم خطوط تماس جديدة للتنظيم مع المناطق السورية المحيطة به. إلا إذا كان هناك قرار فعلي بإنهاء التنظيم في سوريا والعراق.
كما ستتغير الخريطة العسكرية والسياسية الداخلية في سوريا مجدداً بما قد يتيح لها استقراراً ما تبعاً لنوعية وحجم العمليات العسكرية الروسية والغربية ضد “داعش”، وللعملية السياسية التي يجري الحديث عنها يومياً، والتي تُلوح ببقاء الأسد.
سيكون لكل ذلك انعكاس على الأرض السورية المتغيرة وخاصة في المناطق التي كانت تخضع لسيطرة “داعش” مثل ريف السلمية، حيث سيكون لزوال شبح التنظيم عن ريفها المحيط بها، إن حصل، أثر في إعادة بسط سيطرة النظام وداعميه العسكريين على المنطقة مع غياب المعارضة المسلحة فيها. الأمر سيكون أشبه بسيطرة النظام على مدينة السلمية عبر ميليشيات لها أجنداتها الخاصة.
سجال اميركي روسي حول الاسد..وامير قطر يتهمه بالارهاب
ركّز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على مقاربة حل الأزمة السورية من باب محاربة الإرهاب، وخصص الجزء الأكبر من خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها السبعين في نيويورك، الإثنين، للدعوة إلى إنشاء تحالف دولي لمحاربة الإرهاب، على غرار التحالف ضد النازية، على أن تكون الدول العربية والإسلامية عنصراً أساسياً في هذا التحالف.
وكشف بوتين أن بلاده وبصفتها رئيسة مجلس الأمن في دورته الحالية، ستعقد قريباً، اجتماعاً وزراياً لتقييم المخاطر في الشرق الأوسط، لبحث صياغة استراتيجية عالمية للاستقرار السياسي في الشرق الأوسط والعالم. وأشار الرئيس الروسي إلى أن بلاده تقدّم “الدعم الفني” للجيشين العراقي والسوري لمحاربة التنظيمات المتطرفة، وقال إن الجيش السوري النظامي والأكراد هم وحدهم من يحاربون تنظيم “داعش” والإرهاب، واصفاً عدم دعم الجيش السوري في حربه والتنسيق مع الحكومة السورية بـ”الخطأ الجسيم”. وقال بوتين في سياق كلمته إن “مساعدة دول النزاعات وهيكلة مؤسساتها واجب دولي”، في إشارة إلى دور روسي مستقبلي محتمل، في الإشراف على تنظيم المرحلة المقبلة في سوريا.
وكان بوتين قد ذكّر في بداية خطابه أن التدخل الأجنبي في المنطقة “لم يحدث أي إصلاح بل قام بتدمير أنماط الحياة، وبدلاً من تحقيق الديموقراطية ساد العنف والفقر وخرق حقوق الإنسان”، مرجعاً وضع المنطقة حالياً إلى “الفراغ السياسي” الذي جلب معه “الفوضى والتطرق والإرهاب”. وربط بوتين ما بين الاجتياح الأميركي للعراق عام 2003 وتفكك الجيش العراقي وهروب عدد من قيادته، بولادة تنظيم “داعش”.
من جهته، جدد الرئيس الأميركي باراك أوباما، موقف بلاده الرافض لأي دور للرئيس السوري بشار الأسد، في مرحلة انتقالية في سوريا، منتقداً من يدافع عن الأسد بحجة أن البديل سيكون أسوأ، في إشارة إلى تنظيم “داعش”. ووصف أوباما الأسد بـ”الطاغية”، وقال إنه “ردّ على تظاهرات سلمية بالعنف المطلق”، مؤكداً أن “قتل ديكتاتور لشعبه مأساة إنسانية تخص العالم بأسره” ولا تعتبر مجرد مسألة داخلية.
من جهة أخرى، أشار أوباما إلى أنه لا يمكن القبول “بقوة إرهابية كتنظيم الدولة الإسلامية”، مؤكداً عزم بلاده على الاستمرار باستخدام القوة العسكرية في مواجهتها، لكنه أشار في المقابل إلى أن “بعض القوى الكبرى تخالف نظم الأمم المتحدة بدعوى محاربة الإرهاب”.
في السياق، قال أوباما أن واشنطن لا تستطيع حل الأزمات بنفسها، مؤكداً استعداد بلاده للعمل مع الجميع، بما في ذلك روسيا وإيران، للتوصل إلى حلّ للأزمة السورية، مشيراً إلى عدم رغبته في العودة إلى حرب باردة جديدة مع روسيا.
وأضاف أوباما في كلمته إن فرض عقوبات على موسكو لا يعني “عزل روسيا”، لأن واشنطن تريدها “قوية تعمل معنا لتعزيز السلام”، لكنه انتقد سياسة موسكو في اللجوء إلى القوة في القرم الأوكرانية. وقال: “لا يمكننا الوقوف مكتوفي الأيدي إزاء ضم القرم وتهديد أوكرانيا.. لا مصالح لنا في أوكرانيا لكننا لن نقبل بتكرار سيناريو ضم القرم”. وتطرق الرئيس الأميركي إلى الاتفاق النووي مع إيران، واصفاً إياه بأنه “شامل ويجنّب العالم حرباً نووية”.
وأكد أوباما أن الولايات المتحدة لن تتردد فى استخدام القوة العسكرية، للدفاع عن نفسها، وعن حلفائها، وقال “تملك بلادنا قوات مسلحة كبيرة ولن نتردد في حماية حلفائنا وأصدقائنا، بطريقة أحادية الجانب عن طريق استخدام القوة في حال لزم الأمر”.
ومن المتوقع أن يعقد كلاً من الرئيسين الأميركي والروسي اجتماعاً ثنائياً في وقت لاحق، الاثنين، في محاولة لتقريب وجهات النظر حول حل الأزمة السورية.
من جهته، رأى الرئيس الإيراني حسن روحاني، أن الاتفاق النووي مع الدول الكبرى “نموذج لإخلاء المنطقة من النووي”، مؤكداً أن “إيران تبنى علاقات مع جيرانها على أساس المصلحة المشتركة”. وأعلن روحاني في خطابه، أن بلاده جاهزة “للمساعدة فى جلب الديموقراطية فى سوريا واليمن مثلما حدث فى العراق وإفغانستان”، مشيراً إلى أن طهران “لا تسعى فقط لإيجاد اتفاق نووي وإنما إعادة هيكلة نظام دولي على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل فى شؤون الغير”. وأضاف “السلام لن يتحقق بدون التنمية وأن الاثنين يمهدان. لاحتواء الغضب”، مشيراً إلى أن “السبيل الوحيد لمكافحة الاٍرهاب فى الشرق الأوسط هو النظر في الأسباب الاجتماعية والاقتصادية التي تؤدي إلى الإرهاب” معتبراً أن ايران “يمكن أن تكون محوراً أساسيا للاستثمار. “ودعا الرئيس الإيراني إلى “تشكيل خطة عمل مشتركة لإيجاد جبهة موحدة في مواجهة التطرّف والعنف من خلال الحوار”.
في المقابل، قال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إن خلاف دول الخليج مع إيران هو سياسي وليس مذهبياً، وإنه لا يوجد شيء اسمه صراع سني-شيعي، بل خلاف عربي مع إيران. وأعلن استعداد بلاده لاستضافة “حوار” بين إيران ودول الخليج، واصفاً العلاقات مع طهران بـ”التعاونية في ما يخدم مصلحة المنطقة، بشرط عدم التدخل بالشؤون الداخلية لدول الخليج”.
وعن الوضع في سوريا، قال أمير قطر إن “النظام السوري عبث بمفهوم الإرهاب موهماً المجتمع الدولي بأن نظامه يحارب الجماعات المتطرفة ويحمي المجتمع الدولي من خطرها، بينما كان هو يمارس الإرهاب الفعلي”، وانتقد “تقاعس” المجتمع الدولي في التوصل إلى حلّ للأزمة السوري، وحذّر من أن استمرارها “ينذر بنتائج كارثية على المنطقة والعالم بأسره في ظل استمرار الجرائم البشعة للنظام وتهديده لكيان الدولة وشعبه، وتفاقم التطرف تحت رايات دينية وعرقية ومذهبية”. كما تطرق إلى القضية الفلسطينية وحملات الاقتحام التي ينظمها المستوطنون في المسجد الأقصى، معتبراً أن إسرائيل “بوجهها الحالي، لا يمكن أن تكون شريكاً للسلام بالمنطقة”، وأكد أنه “لا يمكن تأجيل حل القضية الفلسطينية إلى جيل آخر”.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، افتتح أعمال الدورة بخطاب ركّز فيه على أزمة اللاجئين، وحث الدول على بذل مزيد من الجهود لحل أساس الأزمات. وقال بان كي مون إن المعالجة يجب أن تكون “بموجب القوانين الدولية وحقوق الإنسان والتعاطف”، وليس “عبر بناء الجدران- في إشارة إلى إجراءات حكومة المجر على الحدود- بل عبر معالجة أسباب هذا النزوح مثل الحروب والاضطهاد الديني”. وأشار إلى أنه دعا لاجتماع وزاري، الأربعاء المقبل في الأمم المتحدة، على هامش أعمال الجمعية العامة، في محاولة لتحديد “مقاربة شاملة” لمواجهة أزمة الهجرة.
المعارضة السورية على خط نيويورك:لا دور للأسد
ديالا منصور
التقى وفد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية برئاسة خالد خوجة، وزير الخارجية السعودية عادل الجبير، وذلك خلال زيارة الائتلاف إلى نيويورك لحضور أعمال الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة.
اللقاء الذي وصفه نائب رئيس الائتلاف هشام مروة لـ”المدن” بالإيجابي، تناول دور الائتلاف باعتباره أكبر ممثل لمكونات الشعب السوري المختلفة، وقدّم فيه وفد الائتلاف رؤيته السياسية المكونة من ١٣ نقطة توافق عليها سابقاً مع أطراف أخرى من المعارضة كهيئة التنسيق الوطنية وتيار بناء الدولة.
الجبير أكد للوفد تمسك المملكة العربية السعودية بموقفها بوجوب رحيل الأسد، ورفض أي دور له في المرحلة الانتقالية، مشيراً بحسب مروة أن بعض التصريحات الدولية الأخيرة أُخذت بغير مجراها، وأن المملكة ملتزمة بضرورة رحيل الأسد. واتفق الطرفان على الاستمرار في مسار الحل السياسي رغم ما اعتبراه عرقلة روسية في ظل تدخلها العسكري في سوريا. كما أجمع الطرفان على أن مكافحة الإرهاب تبدأ برحيل الأسد وتستمر خلال مرحلة الحكم الانتقالي. وبحثا أيضاً أزمة اللاجئين، وطالبا بتكثيف المساعي الدولية لحل الأزمة.
من جهة ثانية، من المقرر أن يلتقي وفد الائتلاف مع الخارجية الأميركية ووالمسؤولين عن الملف السوري في عدد من الدول الأجنبية. وسيلقي خوجة، الاثنين، كلمة في نشاط جانبي تحضره مجموعة من الدول، وخاصة مجموعة “أصدقاء الشعب السوري”، سيتطرق فيها إلى استخدام النظام للبراميل المتفجرة وضرورة التوصل إلى قرارات دولية ملزمة لوقف استخدام البراميل.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد قال في مقابلة تلفزيونية مع شبكة “سي بي اس” الأميركية، إن بلاده لا تشارك في أي عمل عسكري في سوريا لكنها تقدم المساعدة للأسد لمكافحة المنظمات الإرهابية، التي تسيطر على 60 في المئة من الأراضي السورية بحسب قوله. وأشار إلى أن الدول التي تدعم المنظمات الإرهابية والجماعات المسلحة “غير مهتمة بما سيجري في البلاد بعد التحطيم التام لمؤسساتها الحكومية”.
في السياق، أصدر “اتحاد الديموقراطيين السوريين” بياناً يرفض إعادة تأهيل الأسد للمشاركة في المرحلة الانتقالية، و”الاحتلال الروسي” لبعض الأراضي السورية. ودعا البيان أطراف المعارضة إلى رفض التدخل الروسي، وأشار إلى بعض الأطراف التي رحبت بهذا التدخل، واعتبر أن من شأن هكذا ترحيب زيادة الانقسامات داخل المعارضة السورية، مع التأكيد على أن أي تنازل يعتبر خرقاً لوثيقة جنيف والقرار الدولي 2118.
ويعتبر “اتحاد الديموقراطيين السوريين” أن روسيا غير مهتمة بمكافحة الإرهاب، وأنها أرسلت جيشها لحماية الأسد، مما سيزيد من معاناة الشعب السوري وتهجيره، إضافة إلى المزيد من الدمار في القرى والمدن السورية.
من جهة ثانية، أرسلت مجموعة من السياسيين والمثقفين السوريين رسالة إلى الدول المشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، حملت عنوان “رسالة الشعب السوري إلى زعماء العالم”، شرحوا بها معاناة الشعب السوري، الذي ثار من أجل حريته وكرامته. وجاء في الرسالة ” في ربيع ٢٠١١ اندلعت في سوريا، كما في بعض البلاد العربية الأخرى، موجة من الاحتجاجات الشعبية، تحت شعار واحد هو الكرامة والحرية. وبسبب رفض حكومة الأسد الحوار مع شعبها، واستخدام القوة المفرطة في قمع المتظاهرين، والتدخلات العسكرية المباشرة وغير المباشرة من قبل حلفائها، وانقسام المجتمع الدولي، تحولت حركة الاحتجاج إلى كارثة تسببت في قتل مئات الآلاف من أبناء سوريا وشردت الملايين وفي تدمير المدن والمرافق الحيوية في البلاد، وحولت سوريا إلى نقطة استقطاب لجميع المنظمات الارهابية والمتطرفة الدولية”. واتهمت الرسالة المجتمع الدولي بالتخاذل في معاقبة الأسد على جرائمه ضد الإنسانية، من قتل تحت التعذيب وتجويع واستخذام الأسلحة المحرمة دولياً، من السلاح الكيماوي والغازات السامة، إضافة إلى البراميل المتفجرة، ما أدى إلى تدهور الأوضاع في سوريا وانتشار الإرهاب.
ودعا الموقعون على الرسالة، المجتمع الدولي، إلى الالتزام بـ”المسؤولية والعدالة” عن طريق تحميل الأسد مسؤولياته في انتهاك حقوق الإنسان كطريقة لمعالجة أسباب النزاع السوري، وإنشاء قاعدة عادلة لبناء سوريا عن طريق محاسبة المسؤولين عن أعمال القتل وتفكك مؤسسات الدولة وتحويل سوريا إلى ساحة “لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية” رافضين إعادة تأهيل الأسد وتسويقه كـ”منقذ من الكارثة”.
وختم الموقعون رسالتهم برؤية موجّهة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لاستعادة “الثقة” بالمنظمة، و”مبادىء التضامن الانساني والسلام العالمي”، وتتضمن هذه الرؤية استعادة القضية السورية من يد مجلس الأمن والوصول إلى “قرار تاريخي” يلزم المجتمع الدولي بتأكيد سيادة الشعب السوري والحفاظ على حرياته، إضافة إلى تطبيق القرارات الدولية وفي مقدمتها القرار رقم 2118. كما طالبوا “الإسراع في تشكيل هيئة حاكمة انتقالية سورية بعد مشاورات مع جميع الأطراف المعنية” ونشر قوة متعددة الجنسيات تابعة للأمم المتحدة، بهدف التخلص من الميلشيات والمنظمات الإرهابية الموجودة في سوريا.
خالد خوجة: “لا احد يمكنه الصفح عن نظام الاسد“
أ. ف. ب.
الامم المتحدة: اكد رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض في المنفى خالد خوجة الاثنين ان “لا احد يمكنه الصفح” عن ممارسات نظام الرئيس السوري بشار الاسد وناشد المجتمع الدولي التحرك “لتجنب رواندا جديدة”، في اشارة الى المجازر التي وقعت في هذا البلد الافريقي.
وصرح رئيس الائتلاف الوطني السوري في مؤتمر على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة “ما يجري في سوريا هو ابادة تتم تحت انظار العالم”.
وتابع ان “95% من القتلى في الغارات الجوية لقوات الاسد مدنيون”. وتساءل “اتعتقدون ان النظام يقاتل (تنظيم) الدولة الاسلامية (الجهادي)؟ الاحصاءات تقول غير ذلك”، مناشدا المجتمع الدولي التحرك “لتجنب رواندا جديدة”.
واوضح خوجة ان “الخطوة الاولى اللازمة هي وقف الغارات الجوية للنظام السوري. يجب ان يفرض المجتمع الدولي منطقة حظر جوي في سوريا”.
وتطرح فكرة الحظر الجوي في سوريا لحماية المدنيين منذ تحول الاحتجاجات السلمية التي انطلقت في 2011 الى حرب اهلية، لكنها لم تحصل على اجماع في مجلس الامن الدولي لتنفيذها.
وطالبت تركيا التي تستقبل على اراضيها حوالى مليوني لاجئ سوري مرارا بمنطقة جوية آمنة في شمال سوريا على حدودها، في طلب تؤيده فرنسا.
واضاف خوجة “بالنسبة الى ملايين السوريين منطقة الحظر الجوي هي الامل الوحيد. على المجتمع الدولي الاصغاء”.
وتتهم منظمات غير حكومية والغرب القوات الحكومية بالاستعانة بالبراميل المتفجرة الفتاكة والتي تفتقر الى الدقة. وتؤكد المنظمات ان هذه الاسلحة احدى الاسباب الرئيسية وراء عدد القتلى في البلاد الذين فاق عددهم 240 الفا في العام الخامس للنزاع.
والبراميل المتفجرة قنابل غير مسيرة شديدة التفجر محلية الصنع وقليلة الكلفة، وتتشكل عامة من براميل زيت كبيرة او عبوات غاز او حاويات ماء تفرغ من محتوياتها الاصلية وتملأ بمتفجرات قوية وشطايا معدنية لتعزيز قدرتها الانشطارية.
اتفاق على حل سلمي ومحاربة داعش ومواصلة المشاورات
قمة الـ100 دقيقة الأميركية الروسية: معضلة بشّار
نصر المجالي
نصر المجالي: لم تصدر إشارات واضحة في الشأن السوري عن قمة الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك أوباما، لكنهما صرحا عقب مباحثاتهما على انفراد في نيويورك، فجر الثلاثاء لـ100 دقيقة، إن وجهات نظرهما متفقة حيال مسائل كثيرة، تتعلق بالوضع في أوكرانيا وقضية سوريا والشرق الأوسط.
واعترف بوتين وأوباما بوجود خلافات، وقال بوتين إنهما اتفقا على أن يعملا على حسمها. وقال الرئيس الروسي إن بلاده تبحث زيادة دعمها للرئيس السوري بشار الأسد لكنه استبعد مشاركة قوات روسية على الأرض لمواجهة تنظيم داعش.
وعلم أن الرئيسين اتفقا على حل سلمي في سوريا، وإجراء عمليات مشتركة ضد داعش، لكنهما اختلفا على ما يبدو على مصير الرئيس السوري بشّار الأسد.
وأوضح بوتين في مؤتمر صحفي “نحن نفكر في كيفية تقديم دعم إضافي للجيش السوري..أما بالنسبة لقوات برية، لا حديث عن مشاركة روسية”.
ووصف بوتين لقاءه وأوباما بأنه “مفيد جدًا وصريح”، مشيرًا إلى أنهما ناقشا مشاركة روسيا في حملة عسكرية دولية بتفويض أممي لمحاربة تنظيم داعش.
وأشار بوتين إلى أن روسيا تدرس مسألة زيادة الدعم لأولئك الذين يقاتلون حقاً “في الميدان” ضد الإرهابيين، بمن فيهم داعش، كالجيش السوري ووحدات الحماية الكردية.
الجيش السوري
وأضاف أن بلاده تدرس كيفية مواصلة دعم الجيش السوري في الحرب ضد الإرهاب، لافتًا إلى أن عملية مكافحة الإرهاب في سوريا يجب أن تسير بشكل متوازٍ مع العملية السياسية في البلاد، مشددًا على أن الحديث هنا لا يدور ويجب أن لا يدور عن مشاركة القوات الروسية في عمليات برية هناك.
وأكد بوتين أن روسيا تدرس إمكانية المشاركة في غارات جوية ضد داعش في سوريا والعراق، لكن في إطار القانون الدولي فقط.
وفي رده على سؤال حول المركز المعلوماتي الخاص بمواجهة تنظيم داعش، والذي تم الإعلان عن إقامته في بغداد، أشار بوتين إلى أن هذا المركز مفتوح لمشاركة جميع الدول المعنية بمكافحة الإرهاب.
كما ذكر أن التحالف الواسع الذي تقترح روسيا تشكيله لهذا الهدف، قد يضم كلاً من إيران والأردن وتركيا، والمملكة العربية السعودية وغيرها من دول المنطقة.
تصريحات هولاند
وتعليقًا على إصرار كل من أوباما ونظيره الفرنسي فرانسوا هولاند على رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، قال بوتين إن “أوباما وهولاند ليسا مواطنين سوريين، ولا يمكن أن يشاركا في تقرير مصير الشعب السوري”.
على صعيد آخر، أعرب بوتين عن أسفه لتراجع مستوى العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة إلى مستويات منخفضة جدًا، ملقيًا باللوم على الجانب الأميركي، ومشيرًا إلى أن هذا الأمر يعتبر سيئًا، سواء لما له من انعكاسات على مستوى العلاقات الثنائية والقضايا الدولية، مؤكدًا أن روسيا مستعدة دائما لتطوير العلاقات وللتقارب.
وكشف بوتين أن لقاءه بأوباما كان فعالاً للغاية، والممتع فيه أنه كان شفافًا وصريحًا، وأن الجانب الأميركي كشف عن موقفه بوضوح تام في ما يخص العديد من القضايا، بما في ذلك تسوية الوضع في أوكرانيا، والقضية السورية والشرق الأوسط بشكل عام.
وأكد بوتين أن الكثير من وجهات النظر والمواقف كانت متطابقة مع الجانب الأميركي، إلا أن الأمر لم يخلُ من بعض الاختلافات حول بعض القضايا التي تم الاتفاق على العمل معًا لتسويتها، معربًا عن أمله أن يكون هذا العمل بناء.
أوكرانيا
وفي ما يتعلق بإمكانية زيادة مشاركة الولايات المتحدة في حل الصراع في أوكرانيا، قال بوتين إن الولايات المتحدة تشارك بنشاط في هذه المسألة على الرغم من أن مشاركتها لا تصل إلى ذلك المستوى الذي تقوم به روسيا وفرنسا وألمانيا في إطار ما يسمى “تشكيلة النورماندي”.
وأضاف بوتين أن الولايات المتحدة تقف وراء سلطات كييف، وهي على اتصال دائم مع الأوروبيين بهذا الخصوص، ونشأت علاقات عمل جيدة ومنتظمة مع روسيا على مستوى وزارة الخارجية، مضيفًا أن مشاورات اليوم أظهرت أن زملاءنا الأميركيين على اطلاع كامل وبالطبع يؤثرون على هذه العملية.
كما تطرق الرئيس الروسي إلى سياسة العقوبات التي تمارسها الولايات المتحدة وغيرها من دول الغرب ضد موسكو على خلفية الأزمة الأوكرانية، قائلاً إنها سياسة “غير فعالة لا سيما ضد بلد مثل روسيا”.
توتر
يذكر أن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة شهدت ترديًا شديدًا في ضوء الأوضاع في أوكرانيا، ففي أواخر حزيران (يونيو) من العام الماضي، وسعت واشنطن عقوباتها ضد روسيا، فتحولت من عقوبات كانت مفروضة ضد أشخاص، وشركات معينة إلى عقوبات موجهة ضد قطاعات من الاقتصاد الروسي.
وأفادت وكالة “تاس” بأن المحادثات بين الرئيسين بوتين وأوباما اليوم جرت وراء الأبواب المغلقة في مقر الأمم المتحدة في قاعة المشاورات التابعة لمجلس الأمن الدولي، علمًا أن روسيا تتولى رئاسة المجلس هذا الشهر.
ويعد هذا اللقاء بين الرئيسين الأول منذ عام 2013، عندما أجريا محادثات على هامش قمة “الثماني الكبار” في إيرلندا الشمالية، ومع أنهما أجريا في العام ذاته لقاء آخر على هامش قمة “مجموعة العشرين” في سان بطرسبورغ، إلا أنه كان لقاء قصيرًا دام نصف ساعة فقط، أكد فيه الرئيسان موقفهما من الملف السوري دون أن يسجلا أي تقارب في الآراء بشأنه.
وإلى ذلك، قال البيت الأبيض إن واشنطن لا تتفق مع موسكو بشأن مصير الرئيس السوري الأسد، وتنفيذ اتفاقات مينسك لإنهاء الصراع في شرق أوكرانيا، والموقف تجاه جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك اللتين أعلنهما مناهضو الانقلاب، الذي غيّر نظام الحكم في أوكرانيا.
محادثات عسكرية
ولم يوضح الطرفان الروسي والأميركي ما إذا تم خلال لقاء الرئيسين التوصل إلى اتفاق ما. وتبين من تصريحات الطرفين أن الزعيمين اتفقا على شيء واحد هو إجراء المباحثات بين العسكريين الأميركيين والروس لتجنب النزاع أثناء عمليات محتملة في سوريا.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول أميركي قوله إن “أوباما وبوتين اتفقا على البحث عن حل سياسي للأزمة السورية ولكنها اختلفا على مستقبل الأسد”.
وأضاف المسؤول الأميركي أن الرئيسين اتفقا على إجراء “محادثات بين جيشي البلدين لتفادي صراع أثناء عمليات محتملة في سوريا”. وتصر الولايات المتحدة على ضرورة رحيل الأسد لحل الأزمة السورية.
وكان أوباما قال في خطاب ألقاه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إن التوصل إلى حلول وسط سيكون ضروريًا لإنهاء الحرب الأهلية، مشيرًا إلى أن الواقع يقتضي مرحلة انتقالية مدروسة بعيدًا عن الرئيس السوري ليحل محله رئيس يحظى بقبول جميع مكونات الشعب السوري.
ما هي نقاط الاختلاف والاتفاق في لقاء أوباما- بوتين؟
واشنطن – ناديا البلبيسي
قال مسؤول أميركي إن لقاء الرئيس أوباما مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دام 90 دقيقة، احتلت الأزمة الأوكرانية الجزء الأول منه بينما ركز القائدان على الوضع في سوريا بالجزء المتبقي.
وقال المسؤول إن اختلافات جمة ظهرت بين أوباما وبوتين حول الدور الذي يمكن لرئيس النظام السوري بشار الأسد أن يلعبه في إنهاء الصراع، فقد رأى بوتين الأسد حليفا قويا ضد المتطرفين، بينما أكد الطرف الأميركي أن الأسد هو الذي يؤجج نار الصراع الطائفي، لكن رغم الاختلاف في الرؤية حول الأسد فإن الطرفين يتشاركان في ضرورة إيجاد حل سلمي للأزمة.
وأكد المسؤول الأميركي أن الولايات المتحدة لا ترى التعزيزات العسكرية الأخيرة في سوريا مدمرة للعملية السلمية بقدر النتائج التي سيترتب عليها هذا الوجود لكن إذا استخدمت روسيا قدراتها العسكرية لمحاربة داعش فإن الولايات المتحدة سترحب بهذه الخطوة، بينما ستراها سلبية إذا قامت روسيا بتقديم دعم عسكري لحمايه الأسد.
ووصف المسؤول اللقاء بـ”المثمر” وأن الطرفين لم يحاولا أن يسجلا نقاطا بقدر ما ركز الاجتماع على إيجاد قواسم مشتركة لحل الأزمة السورية ويبدو أن بوتين كان واضحا بما يريده وهو محاربة داعش ودعم النظام السوري كما تسرب عن اللقاء.
ويبدو أن الاتفاق الوحيد الذي تمخض عنه هذا اللقاء – حسب المسؤول الأميركي – الترتيبات الأمنية أو ما يسمى “منع التعارض” حتى لا يكون هناك تصادم عسكري بين قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة والروس فوق الأجواء السورية.
وقلل المسؤول الأميركي من حجم التعاون الاستخباراتي الروسي العراقي، قائلا إن روسيا تقدم معلومات استخبارية لسوريا وإيران منذ زمن ومصالحها في العراق ليست حيوية.
الائتلاف السوري: لا نريد “رواندا جديدة“
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قال رئيس الائتلاف الوطني السوري، المعارض خالد خوجة إن “لا أحد يمكنه الصفح” عن ممارسات حكومة الرئيس السوري، بشار الأسد، وناشد المجتمع الدولي التحرك “لتجنب رواندا جديدة”، في إشارة الى المجازر التي وقعت في البلد الافريقي.
وصرح رئيس الائتلاف الوطني السوري، في مؤتمر على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة “ما يجري في سوريا إبادة تتم تحت أنظار العالم”، وفقا لما ذكرت فرانس برس.
وأضاف خوجة أن”95% من القتلى في الغارات الجوية (للجيش السوري) مدنيون”، متسائلا: “أتعتقدون أن النظام يقاتل (تنظيم) داعش؟ الإحصاءات تقول غير ذلك”، ليناشد المجتمع الدولي التحرك “تجنبا لرواندا جديدة”.
وأوضح خوجة أن “الخطوة الاولى اللازمة هي وقف الغارات الجوية، يجب ان يفرض المجتمع الدولي منطقة حظر جوي في سوريا”.
وتتهم منظمات غير حكومية والغرب القوات الحكومية بالاستعانة بالبراميل المتفجرة الفتاكة والمفتقرة الى الدقة، فيما تؤكد عدة منظمات أن الك الاسلحة إحدى الاسباب الرئيسية وراء عدد القتلى في البلاد الذين فاق عددهم 240 ألفا، في العام الخامس للنزاع.
قلق اسرائيلي من انتشار قوات برية ايرانية في سورية
القدس (29 أيلول/سبتمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أبدى وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتس “قلق إسرائيل من انتشار قوات برية إيرانية في سورية وفتح جبهة مباشرة مع إيران”، حسب قوله
وقال شتاينتس في تصريحات للاذاعة الإسرائيلية صباح الثلاثاء، “إن إسرائيل لا تتدخل في قضية بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في منصبه من عدمه، لكنها تريد التأكد من عدم السماح لإيران بنشر قوات برية على الأراضي السورية ضمن أي اتفاق محتمل بين القوى الدولية حول الأزمة السورية”، وفق ذكره
ولم تبدِ إسرائيل احتجاجها على انتشار قوات روسية في سورية
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون قد قال إن “اسرائيل لن تتخلى عن حرية العمل في سورية ولن تسمح بنقل اسلحة الى حزب الله”، وأضاف في حديث للاذاعة الإسرائيلية قبل أيام “إن تواجد القوات الروسية في سوريا ليس موجها ضد اسرائيل”، حسب وصفه
من جهته قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في ختام زيارة إلى موسكو الأسبوع الماضي، عقد خلالها لقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، “لقد تم تناول الحديث الملف الذي طرحته والذي يتعلق بسورية، وهو مهم جدا لأمن إسرائيل، وقد كان الحوار موضوعيا. تم الاتفاق على تشكيل آلية مشتركة من أجل منع أي سوء تفاهم بين قواتنا”، على حد تعبيره
كيري: أمريكا وروسيا اتفقتا على “مبادئ أساسية” بشأن سوريا
واشنطن (رويترز) – قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم الثلاثاء إن الولايات المتحدة وروسيا اتفقتا على “بعض المبادئ الأساسية” بشأن سوريا مضيفا أنه يعتزم الاجتماع مجددا مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم الاربعاء.
وقال في مقابلة تلفزيونية مع شبكة إم.إس.إن.بي.سي. “هناك اتفاق على أنه يجب أن تكون سوريا دولة موحدة وأن تكون علمانية وأن هناك حاجة إلى التصدي لتنظيم الدولة الإسلامية وإنه يجب أن تكون هناك عملية انتقال سياسي موجهة” مضيفا أنه لا تزال هناك خلافات على النتيجة التي ستسفر عنها عملية الانتقال.
(إعداد دينا عادل للنشرة العربية- تحرير محمد اليماني)
أولوند: سنبحث مع شركاء إقامة “منطقة آمنة” بشمال سوريا
من جون أيريش
الامم المتحدة (رويترز) – قال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند يوم الاثنين إن بلاده ستبحث مع شركائها في الأيام المقبلة اقتراحا طرحته تركيا وأعضاء في المعارضة السورية بإقامة منطقة حظر طيران في شمال سوريا.
وتدعو تركيا- التي تلاقي صعوبات في التعامل مع أكثر من 1.8 مليون لاجئ سوري- منذ فترة طويلة إلى إقامة “منطقة لحظر الطيران” في شمال سوريا لإبقاء تنظيم الدولة الإسلامية والمتشددين الأكراد بعيدا عن حدودها وللمساعدة في وقف طوفان النازحين المدنيين الذين يحاولون عبور الحدود.
وسعت فرنسا فيما مضى للترويج للفكرة التي اكتسبت بعض التأييد في أوروبا مع وصول مئات الآلاف من اللاجئين السوريين والعراقيين الهاربين من المنطقة إلى أوروبا دون اي أمل يذكر في انتهاء أزمتهم.
وقال أولوند للصحفيين على هامش التجمع السنوي لزعماء العالم في الجمعية العامة للأمم المتحدة “سيبحث (وزير الخارجية الفرنسي) لوران فابيوس في الأيام القادمة حدود المنطقة وكيف يمكن تأمين هذه المنطقة وما الذي يفكر فيه شركاؤنا.”
وأضاف أولوند أن هذا الاقتراح “لن يحمي الذين يعيشون في تلك المناطق وحسب.. ولكن يمكن أن يعود اللاجئون إلى هذه المنطقة.. وهذه هي الفكرة الكامنة وراء الاقتراح.”
وتابع أنه “يمكن أن يجد (الاقتراح) مكانا له في قرار لمجلس الامن الدولي يضفي شرعية دولية على ما يحدث في هذه المنطقة.”
وقال دبلوماسيون في مجلس الأمن إن روسيا التي تدعم الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب الأهلية لن تؤيد أي قرار كهذا.
وقال مسؤول تركي رفيع “تقترح تركيا تشكيل منطقة آمنة للاجئين.. وإلا فإن موجة جديدة من اللاجئين ربما تكون حتمية. وينبغي حل هذه القضية داخل سوريا.” ودعا الشركاء والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة “للتركيز على السبب الرئيسي”.
وقالت تركيا والولايات المتحدة في يوليو تموز إنهما تعملان على وضع خطط لتوفير غطاء جوي للمعارضين السوريين وستقومان سويا بإخراج مقاتلي الدولة الإسلامية من قطاع من الأرض بطول الحدود التركية مما يعزز أمن تركيا واحتمال أن يوفر ملاذا آمنا للاجئين.
وقال مسؤولون أمريكيون إن حجم ومدى تلك المنطقة بطول الحدود هو قيد المناقشة. ولكن واشنطن استبعدت فرض منطقة لحظر الطيران رسميا بصورة مشتركة. وقالت إن الخطة التي جرى الاتفاق عليها مع تركيا لا تهدف إلى إنشاء “منطقة آمنة” للاجئين.
وقال مسؤول فرنسي رفيع بعدما التقى أولوند برئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أمس إن الفكرة التركية “الخاصة بحظر الطيران في شمال سوريا ستهدف إلى تحرير هذا الجزء من المناطق السورية من خلال عملية كبيرة وسيقوم بها المعارضون السوريون المعتدلون والأتراك.”
(إعداد سيف الدين حمدان للنشرة العربية- تحرير حسن عمار)