أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء، 31 تموز 2012


«الجيش الحر» يسيطر على الطريق بين حلب والحدود التركية

دمشق، بيروت، الرياض، نيويورك – «الحياة»، ا ف ب، رويترز

شكلت سيطرة «الجيش السوري الحر» صباح امس على حاجز عندان قرب حلب ضربة كبيرة للنظام السوري. وكان عناصر هذا الجيش انتظروا حلول موعد الافطار عند رفع آذان المغرب مساء اول امس الاحد، فتسللوا الى الحاجز وهاجموه، واحتلوه بعد معركة استمرت عشر ساعات، واستولوا على ثماني دبابات. ويعتبر هذا الحاجز نقطة استراتيجية تربط بين حلب والحدود التركية. وباستيلائهم عليه، بات عناصر «الجيش الحر» يتحكمون بهذه الطريق التي تشكل ممراً حيويا للتزود بالاسلحة والبنزين والمواد الغذائية.

في هذا الوقت استمرت الاشتباكات في مدينة حلب، وخصوصاً في حي صلاح الدين بين قوات النظام ومعارضيه في ظل غموض حول تطور المعارك. كما شهد حي الحميدية مواجهات عنيفة. وهزت نيران المدفعية وقذائف المورتر أرجاء المدينة في وقت مبكر، وتوجهت طائرة هليكوبتر عسكرية نحو حي صلاح الدين الذي قال النظام ان قواته استعادت السيطرة عليه. لكن رئيس المجلس العسكري في حلب التابع لـ «الجيش الحر» عبد الجبار العكيدي نفى ان تكون القوات النظامية تقدمت «متراً واحداً» في صلاح الدين. وقال: «صددنا محاولة ثالثة للتقدم في اتجاه صلاح الدين الليلة الماضية، ودمرنا لهم اربع دبابات»، مشيراً ايضا الى وقوع خسائر كبيرة في صفوف الجنود.

من جهة اخرى، اكد مصدر في وزارة الخارجية السعودية أن نائب وزير الخارجية الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز لم يزر تركيا أخيراً، وأن آخر زيارة رسمية له كانت قبل أكثر من شهر، عندما رأس وفد السعودية الى منتدى التحالف بين الحضارات الذي عقد في إسطنبول. وقال المصدر، ردا على ما تداولته بعض وسائل الإعلام عن دعم السعودية لإنشاء قاعدة في تركيا قرب الحدود السورية لتقديم الدعم للثوار السوريين، ان «موقف المملكة في هذا الشأن معروف ومعلن، وهو تقديم المساعدة المادية والإنسانية للشعب السوري، ودعوة المجتمع الدولي لتمكينه من حماية نفسه».

وواصل الجيش التركي امس تعزيز وحداته على الحدود السورية بارسال بطاريات صواريخ ودبابات وآليات قتالية للمشاة في جنوب البلاد. وقالت «وكالة انباء الاناضول» ان قافلة تضم منصات صواريخ ودبابات وآليات مدرعة قتالية للمشاة وذخائر وجنودا غادرت الاثنين مقر القيادة العسكرية في غازي عنتاب (جنوب) الى المناطق الحدودية في محافظة كيليس. كما تم ارسال قافلة قطارات تنقل بطاريات صواريخ وآليات لنقل الجنود الى اصلاحية في محافظة غازي عنتاب من مدينة اسكندرونة في محافظة هاتاي.

واكد مسؤول تركي انشقاق نائب قائد شرطة اللاذقية و 11 ضابطا آخرين وفرارهم إلى تركيا. وأضاف ان نحو 600 سوري عبروا الى تركيا خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية، ما يرفع عدد اللاجئين السوريين في تركيا الى نحو 43500 شخص.

وفي لندن، اعلنت وزارة الخارجية البريطانية امس إن القائم بالاعمال السوري في لندن خالد الأيوبي ابلغها انه «لم يعد مستعدا لتمثيل نظام ارتكب مثل هذه الاعمال القمعية والعنيفة ضد شعبه ولذا فلن يتمكن من الاستمرار في منصبه».

وفيما كانت قوات المعارضة تركز دفاعاتها امس لمحاولة الاحتفاظ بالمناطق التي سيطرت عليها في حلب شهدت احياء حمص معارك عنيفة، ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان قوات النظام تمكنت من احراز تقدم بسيط على الارض. وافادت الهيئة العامة للثورة السورية ان مدينة تلبيسة في محافظة حمص تعرضت ايضا لقصف عنيف على كافة احيائها بالمدفعية والهاون والطيران المروحي»، ما ادى الى تهدم مزيد من المنازل في المدينة المحاصرة منذ اشهر والخارجة عن سيطرة النظام.

وكان التلفزيون الرسمي السوري اعلن امس ان الجيش قام بـ «تطهير حي القرابيص في مدينة حمص من الارهابيين». وتشهد الاحياء التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في مدينة حمص، وتحديدا جورة الشياح والخالدية والقصور واحياء حمص القديمة، قصفا ومحاولات اقتحام من القوات النظامية منذ اشهر. واستغل «الجيش السوري الحر» تركيز النظام على حلب وسيطر على حاجز عسكري رئيسي للقوات النظامية في الرستن.

واكد رئيس بعثة المراقبين الدوليين الى سورية الجنرال باباكار غاي امس انه شاهد خلال زيارة له الى حمص الاحد القصف العنيف من المدفعية بالإضافة الى القذائف في كل من حمص والرستن. وأضاف غاي: «رأيت دبابات مدمرة على جوانب الشوارع. كما شهدت تدميراً للبنية التحتية العامة مثل الجسور، اضافة الى تضرر البيوت في الشوارع الرئيسة داخل المدينة بصورة كبيرة. وذكر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان إن قافلة رئيس البعثة تعرضت لهجوم شنته من قوات حكومية اول من امس، وان دروع العربات حمت راكبيها من الإصابة. وقال: «تعرضت قافلة الجنرال غاي لهجوم من دبابات الجيش (اول من) امس. لحسن الحظ لم تقع إصابات.»

في موازاة ذلك، نفذت القوات النظامية حملات دهم في عدد من مناطق دمشق التي استعادت السيطرة عليها، وافادت لجان التنسيق المحلية عن حملة مداهمات في احياء ركن الدين وكفرسوسة، وعن قصف مدفعي وانتشار قناصة في احياء اخرى. كما تعرضت منطقة المزارع في ريف دمشق بين مسرابا وحرستا تتعرض للقصف من القوات النظامية التي تنفذ حملة مداهمات في المنطقة.

وعرض «الجيش السوري الحر» في الداخل امس «مشروع انقاذ وطني» للمرحلة الانتقالية ينص على انشاء مجلس اعلى للدفاع يتولى تأسيس مجلس رئاسي من ست شخصيات عسكرية وسياسية يدير المرحلة الانتقالية. ويضم المجلس العسكري كل قادة المجالس العسكرية في المدن والمحافظات السورية وكبار الضباط المنشقين والضباط المساهمين في الثورة. كما اقترح «تأسيس المجلس الوطني الأعلى لحماية الثورة السورية» الذي يعتبر «بمثابة مؤسسة برلمانية لمراقبة عمل الأجهزة التنفيذية».

وفي نيويورك، يتجه مجلس الأمن الى عقد جلسة استثنائية طارئة «قد تكون على المستوى الوزاري» حول التطورات في سورية وخصوصاً حلب، بدعوة من فرنسا التي ستتولى رئاسة المجلس اعتباراً من غد الاربعاء. وأوضحت مصادر ديبلوماسية أن المجلس سيعقد جلسة مغلقة بعد غد الخميس للاستماع الى مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون عمليات حفظ السلام إيرفيه لادسوس، العائد من دمشق، للاطلاع على «ظروف عمل المراقبين الدوليين في سورية والتطورات الأمنية المحيطة بهم».

وقالت مصادر غربية إن الحديث عن دعوة فرنسية هو «مبادرة لوزير الخارجية لوران فابيوس في باريس ولم تجهز في نيويورك» بعد. وأضافت: «نحن بحاجة الى مزيد من الوضوح حول ما يريده الفرنسيون من وراء الاجتماع لأن وزراء خارجية الدول الأعضاء في مجلس الأمن «لا يأتون الى نيويورك قبل التأكد من أن حضورهم سيؤدي الى نتيجة».

وتستعد الجمعية العامة للأمم المتحدة للتصويت على مشروع قرار أعدته المملكة العربية السعودية بالتشاور مع مجموعة الدول العربية. وقال السفير السعودي في الأمم المتحدة عبدالله المعلمي إن «التوقعات بأن يصدر القرار بأغلبية كبيرة في الجمعية العامة» مشيراً الى أن مشروع القرار نوقش مع مجموعة الدول الأوروبية أيضاً «وتم التغلب على الاعتراضات الأوروبية وتم تعديل النص المقترح». وقالت مصادر غربية إن «الاختلافات في شأن مشروع القرار العربي كانت تقنية ويمكن التغلب عليها بسهولة».

بانيتا يدعو الأسد للرحيل إذا أراد حماية نفسه وعائلته

يو بي اي

دعا وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا الرئيس السوري بشار الأسد إلى الرحيل إذا كان يريد حماية نفسه وحماية عائلته.

وقال بانيتا بمقابلة مع شبكة “سي إن إن” الأميركية، على هامش جولته في الشرق الأوسط التي استهلها بزيارة تونس، إن الأسد “يعلم انه يواجه مشكلة، ورحيله يعد مسألة وقت”.

وسئل عما يريد أن يقوله للأسد، فأجاب “أود أن أقول انه إذا أردت أن تحمي نفسك وتحمي عائلتك فمن الأفضل لك أن ترحل”. وأضاف ان الولايات المتحدة تقدم مساعدة “غير قاتلة” للثوار في سورية، بما في ذلك أجهزة اتصال.

لكنه أوضح ان دول أخرى تقدم مساعدة عسكرية مباشرة أكثر، “ولذا لا جدل حول ان الثوار يحصلون بطريقة أو بأخرى على الدعم الذي يحتاجونه بغية الاستمرار بهذا القتال”.

وكان بانيتا قال يوم الأحد الماضي ان الهجمات التي يشنها الجيش السوري على مدينة حلب ستكون بمثابة “مسمار في نعش الأسد” إذ انها ستزيد من عدد الأشخاص الذين يعارضون الحكومة.

معارك بالقرب من مقر المخابرات الجوية في حلب

ا ف ب

شن معارضون مسلحون ليل الاثنين الثلاثاء هجوما بصواريخ ار بي جي على مقر المحكمة العسكرية في حلب ثاني المدن السورية والتي شهدت اشتباكات مع الجيش بالقرب من مقر المخابرات الجوية، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وافاد المرصد في بيان ان “اشتباكات تدور في حي الزهراء قرب فرع المخابرات الجوية ” مضيفا “هاجم مقاتلون من الكتائب الثائرة المقاتلة بقذائف ار بي جي مقر المحكمة العسكرية بحلب”. كما ذكر البيان ان المقاتلين “هاجموا قسم شرطة الصالحين وفرع حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم”.

وسقطت قذائف على حي صلاح الدين كما تعرضت احياء الفردوس والمشهد والانصاري للقصف من قبل القوات النظامية السورية، بحسب المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له.

من جهتها، اوردت الهيئة العامة للثورة السورية ان حي صلاح الدين المعقل الرئيسي للمعارضين المسلحين، تعرض للقصف صباح الثلاثاء من قبل مروحيات تابعة للقوات النظامية. واكد مصدر امني في دمشق لوكالة فرانس برس ان القوات النظامية سيطرت على جزء من حي صلاح الدين في جنوب غرب مدينة حلب، الامر الذي نفاه رئيس المجلس العسكري في حلب التابع للجيش السوري الحر العقيد عبد الجبار العكيدي، مؤكدا في رد على سؤال لوكالة فرانس برس ان القوات النظامية لم تتقدم “مترا واحدا”.

وكان الجيش السوري الحر اعلن الاثنين السيطرة على نقطة استراتيجية قرب حلب تربط الحدود التركية بالمدينة مما يتيح لهم بنقل تعزيزات وذخيرة الى المدينة التي تشهد معركة حاسمة ستقرر وجهة النزاع السوري.

«الجيش الحر» يقترح مجلساً رئاسياً لإدارة مرحلة انتقالية «آمنة»

اربيل – باسم فرنسيس ؛ بيروت – أ ف ب

في خطوتين تشيران إلى تحركات حثيثة من جانب المعارضة السورية لتوحيد صفوفها وتشكيل بديل سياسي قادر على إدارة المرحلة الانتقالية لفترة ما بعد النظام السوري الحالي، عرض «الجيش السوري الحر» في الداخل «مشروع انقاذ وطني» للمرحلة الانتقالية ينص على انشاء مجلس أعلى للدفاع يتولى تأسيس «مجلس رئاسي» من ست شخصيات عسكرية وسياسية يدير المرحلة الانتقالية في سورية. في موازة ذلك أجرى رئيس «المجلس الوطني السوري» عبد الباسط سيدا مباحثات في مدينة اربيل لحض القوى الكردية السورية على الانضمام إلى المجلس الوطني.

وتأتي خطوة سيدا خلال زيارة للاقليم يلتقي خلالها كبار المسؤولين الاكراد. وتتزامن الزيارة مع لقاءات يعقدها قادة من المجلس الوطني في القاهرة مع نظرائهم في «المجلس الكردي السوري» في إطار توحيد صفوف المعارضة السورية و»تنسيق المواقف» خلال المرحلة الانتقالية.

واكد مقربون من الحكومة الكردية ان مهمة سيدا تركز على حض الفصائل الكردية السورية على التنسيق مع المجلس الوطني السوري في المرحلة الانتقالية.

وقال القيادي في «المجلس الوطني الكردي» السوري شلال كدو لـ «الحياة» إن «الأكراد يأملون في أن يعيد المجلس الوطني السوري دراسة قراراته السابقة التي صدرت في اجتماعات أنقرة وغيرها، في ما يتعلق بالشعب الكردي وحقوق القوميات، بعد سقوط نظام الأسد».

وأضاف: «نأمل بأن تخرج مباحثات سيدا في اربيل بنتائج طيبة، بخاصة أن (مسعود) بارزاني (رئيس اقليم كردستان) سبق أن لعب دوراً لافتاً كوسيط لحل الخلافات بين القوى الكردية».

وكانت القوى الكردية السورية المتمثلة بـ «المجلس الوطني الكردي» المقرب من بارزاني و «مجلس الشعب لغرب كردستان» المقرب من «حزب العمال الكردستاني» المحظور في تركيا، أعلنت في 24 من الشهر الجاري في مدينة القامشلي عن تشكيل «الهيئة العليا الكردية»، تنفيذاً لاتفاقية تم التوصل إليها بعد وساطة من قبل بارزاني في اجتماع في مدينة اربيل في 11 من الشهر نفسه.

وبشأن مخاوف تركيا من تحول المناطق الكردية في سورية إلى نقطة تهدد مصالحها، أوضح كدو: «نحن نأمل من تركيا أن تحل القضية الكردية هناك وليس في أي مكان آخر، إذ يبلغ تعداد الأكراد هناك نحو عشرين مليوناً. إن قضيتنا ليست جزءاً من تلك القضية، والشعوب الكردية في سورية والعراق وإيران وتركيا تتمتع كل منها بخصائص معينة وهي ترتبط بحكومات تابعة لتلك الدول».

وأعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الاسبوع الماضي أنه سيرسل وزير خارجيته أحمد داود اوغلو إلى أربيل هذا الاسبوع لنقل مخاوف بلاده من أن تتحول بعض المناطق التي تسيطر عليها أطراف موالية لحزب «العمال الكردستاني» في سورية إلى نقطة تهديد ضدها، إثر نشر وسائل اعلام تركية صوراً لأعلام كردية رفعت على أسطح مباني حكومية في شمال سورية.

إلى ذلك، عرض الجيش السوري الحر في الداخل «مشروع انقاذ وطني» للمرحلة الانتقالية ينص على انشاء مجلس اعلى للدفاع يتولى تأسيس مجلس رئاسي من ست شخصيات عسكرية وسياسية يدير المرحلة الانتقالية في سورية بعد سقوط الرئيس بشار الاسد.

وعرضت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل في بيان صدر أمس ما سمّته «مشروع انقاذ وطني يلبي كامل متطلبات الثورة» وينص على انشاء «المجلس الاعلى للدفاع» الذي ستكون «أولى مهامه تأسيس مجلس رئاسي من ست شخصيات مدنية وعسكرية لادارة الدولة في المرحلة الانتقالية».

وأوضح البيان ان المجلس العسكري سيضم «كل قادة المجالس العسكرية في المدن والمحافظات السورية وكبار الضباط المنشقين والضباط المساهمين في الثورة».

ومن مهام المجلس الرئاسي «اقتراح قوانين تطرح على الاستفتاء العام و… اعادة هيكلة المؤسستين الأمنية والعسكرية على اسس وطنية ووضع حلول لاستيعاب المدنيين الذين حملوا السلاح خلال الثورة في المؤسستين العسكرية والأمنية».

كما اقترح مشروع الجيش الحر في الداخل الذي قال انه جاء حصيلة مشاورات واسعة «تأسيس المجلس الوطني الأعلى لحماية الثورة السورية» الذي يعتبر «بمثابة مؤسسة برلمانية لمراقبة عمل الأجهزة التنفيذية».

ورأى وجوب مشاركة المجلس الوطني السوري وكل القوى السياسية والشخصيات الوطنية والهيئة العامة للثورة والتنسيقيات والحراك الثوري والجيش السوري الحر «في صنع المؤسسات الجديدة».

وفي اقتراح لتشكيل حكومة انتقالية، عرض الجيش الحر في الداخل ان تكون للمؤسسة العسكرية فيها حقيبتان وزاريتان هما الداخلية والدفاع، على ان تكون حقيبة وزير شؤون رئاسة الحكومة «لشخصية مدنية تقوم المؤسسة العسكرية للثورة بتعيينها».

وأكدت القيادة المشتركة للجيش الحر في الداخل ان المشروع المقترح «يمكن أن يحقق مرحلة انتقالية آمنة ومتوازنة»، معربة عن املها بأن يشكل «خريطة طريق مقبولة من كل الأطراف على طريق التحرير والاستقلال، وبناء سورية الجديدة».

وقال البيان ان «اي حكومة تشكل هنا او هناك لن ترى النور ولن تحظى بأي شرعية وطنية وثورية إن كانت لا تتبنى كامل مطالب الثورة من دون نقصان او مواربة ولم تحظ بموافقة القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل وكل القوى الثورية الحقيقية الفاعلة على الأرض».

«اللاجئون السوريون» قضية تتفاعل في الجزائر وتطرح «مشاكل إنسانية»

الجزائر – عاطف قدادرة

تفترش عائلات سورية، الأرض في ساحة «بور سعيد» في قلب العاصمة الجزائرية، ترقباً لمساعدات حكومية أو من جزائريين. ويقول أحد اللاجئين إن السلطات الجزائرية لم تتقدم نحوهم «لا لتقديم العون ولا لمضايقتهم»، وبالتالي مع مرور الأيام بدأ الوافدون الأوائل من سورية في تنظيم أنفسهم على أمل تقديم المساعدة لمن يلحق من الفارين.

لكن عدد اللاجئين يتزايد يومياً بسبب احتدام المواجهات في الكثير من المدن السورية ما يزيد حجم المشكلة. وأفاد مصدر قريب من وزارة الداخلية الجزائرية أن 12 ألف سوري وصلوا إلى الجزائر العاصمة وغيرها من المدن منذ شهر تقريباً. وقال عمار بلاني الناطق باسم الخارجية إن الحكومة اتخذت الإجراءات الكفيلة بمتابعة وضعية الرعايا السوريين.

وتابع بلاني: ‘’قضية الرعايا السوريين في الجزائر هي مسألة توجد قيد المتابعة من قبل السلطات الجزائرية’’، من دون إيضاحات.

وتتحول ظاهرة اللاجئين السوريين في الجزائر مع مرور الأيام، لحالة بارزة بخاصة مع شهر رمضان الكريم بعد أن تعذر على كثيرين مواكبة مصاريف الشهر.

وبرزت عشرات الصفحات على شبكات التواصل الاجتماعي تدعو إلى «التضامن مع اللاجئين السوريين».

وفي ساحة «بور سعيد» في قلب العاصمة الجزائرية، تجمع سوريون بمحض الصدفة في الساحة العريقة، وسط أفرشة وعدد كبير من الحقائب، بينهم جلس «أبو حمزة» السوري من حلب برفقة عائلته المكونة من ثلاثة أفراد.

ويذكر «أبو حمزة» في حديث مع «الحياة» أنه «وفد للجزائر منذ يومين فقط». ويتابع: «أوقفت القوات السورية أحد أفراد عائلتي بشبهة إخفاء عناصر من الجيش الحر وتوقعت اعتقالي لاحقاً». ويشرح أبو حمزة سبب اختياره اللجوء للجزائر: «كان الوقت يداهمني وقررنا الخروج سريعاً ثم علمت أن الدخول للجزائر يتم من دون تأشيرة».

ولا تفرض السلطات الجزائرية على الرعايا السوريين طلب تأشيرات مسبقة لدخول البلاد، وهي معاملة لا يحظى بها كثير من الرعايا العرب، باستثناء بلدان المغرب العربي، وأدت السهولة في الوصول للجزائر في زيادة عدد الوافدين في شكل متصاعد في الأيام القليلة الماضية.

وتولى شباب جزائريون تزويد عائلة أبو حمزة ببعض الطعام ووجهوا لها دعوة إفطار، ثم تكفلوا بتسجيل نداء العائلة بالمساعدة في مواقع للتواصل الاجتماعي مرفوقة برقم هاتف محمول اقتناه أبو حمزة فور وصوله الجزائر.

وتشجع سوريون لمغادرة بلدهم نحو مدن جزائرية، بمجرد دعوة الخارجية الجزائرية لرعاياها في سورية المغادرة. وأدرجت تخفيضات في أسعار الرحلات لتشجيع العودة. وتقول مصادر من مطار هواري بومدين في العاصمة إن «عائلات جزائرية عادت فعلاً مرفوقة بعائلات سورية». وقال عون بشرطة الحدود في المطار لـ «الحياة» إن «كثيراً من العائلات الجزائرية عرضت الفرار على عائلات سورية»، وتابع: «هناك عائلة جزائرية جلبت معها سبعة سوريين ليعيشوا معها في ولاية الجلفة (230 كلم جنوب العاصمة).

وأعلن الناطق باسم الخارجية عمار بلاني أنه «منذ اندلاع الأزمة السورية تم تنصيب خلية متابعة على مستوى كاتب الدولة المكلف بالجالية الوطنية المقيمة بالخارج، مضيفاً: «خلية المتابعة بالوزارة التي تعمل بالاتصال مع خلية الطوارئ التي تم تنصيبها على مستوى سفارتنا بدمشق تقوم يومياً بتحيين تقييمها لوضعية أعضاء مواطنينا المتواجدين حالياً في سورية لاتخاذ الإجراءات الضرورية طبقاً لتطور السياق الأمني في هذا البلد».

وقال إن «السفارة وفي إطار اتصالاتها اليومية مع ممثلي الجالية الجزائرية قدمت دعمها المالي لأكثر من 300 عائلة جزائرية معوزة وتكفلت بإيواء بعض العائلات التي اضطرت للهروب من بعض المقاطعات السورية التي شهدت تدهوراً كبيراً في الأوضاع الأمنية في فنادق بالعاصمة».

لكن اللاجئين الذين وصلوا أولاً للجزائر، يخشون المتابعة القضائية بفعل تجاوزهم فترة الإقامة المحددة قانوناً، وتطبع شرطة المطار في جوازات سفر السوريين ختماً مؤشر عليه «90 يوماً» وهي فترة الإقامة المسموح بها.

ويتحول أي لاجئ سوري إلى «مقيم غير شرعي» وقد يواجه الملاحقة القضائية أو الترحيل من جديد إلى بلاده، ولا يسمح القانون الجزائري بتمديد فترة الإقامة إلا في حالة الحصول على عقد عمل.

ويطرق كثير من الوافدين أبواب تجار سوريين متواجدين بكثرة في المدن الجزائرية، طلباً لعقود عمل، وتشير معطيات أن قطاع الأشغال العمومية والبناء تلقى في الأيام الماضية طلبات عمل متزايدة من جالية سورية، وفي العادة تصنف العمالة المصرية الأكبر بين العرب في هذا القطاع. وتقدر بعض المصادر عدد اللاجئين السوريين الذين دخلوا الجزائر بعد اندلاع الثورة بـ20 ألفاً.

ويحتج شاب سوري وصل حديثاً الجزائر، على عدم تطبيق البلد المضيف لقوانين «اللجوء».

وصادقت الجزائر على مواثيق دولية، لكنها فقط منذ أشهر دعت فريقاً قانونياً للمساعدة في تحضير قانون لجوء سياسي، بيد أن الشرطة الجزائرية تتفادى مضايقة اللاجئين السوريين.

ويقول سالم وهو خريج كلية الحقوق في دمشق قائلاً: «الشرطة لا تضايقنا لكنها في نفس الوقت لا تساعدنا».

وبدأت قضية «اللاجئين السوريين» تتفاعل داخل الإعلام الجزائري، ما مكن الكثيرين من إيجاد مأوى ومساعدات من متطوعين. كما تجري عمليات بحث قرب مساجد كان بعض اللاجئين يتسولون قبالتها، بينها مسجد «الرحمة» في شارع «خلفة بوخالفة».

الأسلحة الكيماوية السورية تثير هلعاً في إسرائيل والاستنفار يعقبه انقسام

القدس المحتلة – آمال شحادة

جاءت التصريحات التي أطلقها رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بيني غانتس في آخر اجتماع للجنة الخارجية والأمن في الكنيست حول السياسة الإسرائيلية تجاه سورية لتردع قادة سياسيين، في مقدمهم رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو ووزير دفاعه إيهود باراك، بعد أن وصلا إلى الذروة في تهديداتهما سورية وحسم مسألة توجيه ضربة عسكرية منذ لحظة تحرك حافلات الصواريخ الكيماوية والمطورة من مخازن الأسلحة في سورية باتجاه لبنان، إذ حذر في شكل واضح وصريح بأن ضرب هذه الحافلات من شأنه أن يجر إلى حرب إقليمية واسعة.

وكان النقاش حول الموضوع تعبيراً عن احتلال الملف السوري رأس أجندة الإسرائيليين، على رغم النقاش المتواصل حول الملف الإيراني والعودة إلى تصعيد التهديد بضربة عسكرية. هذا التصعيد الذي يترافق مع وصول ميت رومني المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية ومنافس الرئيس الأميركي باراك إوباما، إلى القدس للقاء القيادة الإسرائيلية ضمن المعركة على أصوات اليهود الأميركيين وأموالهم. وعلى رغم أن الملف السوري في لقاءات الضيف الأميركي كان ثانوياً، إلا أنه ما زال يحتل مكانة بارزة بين الإسرائيليين لتظهر الخلافات العميقة حول الضربة العسكرية للصواريخ الكيماوية التي تلاقي سنداً كبيراً لها من قبل الولايات المتحدة الأميركية. فتحذير غانتس من أبعاد توجيه الضربة العسكرية أشعل الضوء الأحمر أمام تهديدات نتانياهو – باراك ومن يدعمهما من وزراء ونواب. لكن الخوف الإسرائيلي الأكبر هو أن يؤدي تصعيد التحذيرات والتهديدات إلى دفع حكومة إسرائيل إلى التزام قاطع بهذا الشأن، بخاصة بعد الكشف عن محادثات تجرى بين كبار المسؤولين الأمنيين في الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأميركية في كيفية توجيه الضربة العسكرية بهدوء عبر استخدام وحدة خاصة من الكوماندوس، بحيث لا تشعل ضربة كهذه الحرب الإقليمية التي يتحدث عنها غانتس ويستعد لها جيشه منذ فترة طويلة.

الجهات الإسرائيلية التي تثق بغانتس واطمأنت إلى تصريحاته ترى أنه على حق في خشيته من أن تخوض إسرائيل هذه المعركة وتجد نفسها أمام معركة أكبر وأوسع مما خططت له. فغانتس يرى أن العملية العسكرية، حتى لو كان مخططاً لها أن تكون ضيقة جداً، قد تؤدي إلى صدام واسع جداً. فإذا حاول الجيش الإسرائيلي التركيز على أهداف معينة، والمعلومات الاستخبارية الإسرائيلية تؤكدها، فإنه قد يفوت أهدافاً أخرى. أما إذا اختار مناطق واسعة جداً ووجه ضربته في محيط هذه الأهداف، بما في ذلك ضرب المدنيين، فستكون هذه الضربات، وفق غانتس، بداية لهجوم سوري على إسرائيل يستخدم فيه السلاح الكيماوي. وفي جانب آخر شكك غانتس في ما إذا كانت ضربة عسكرية على مخزون الأسلحة الكيماوية ستدمره كلياً، والأخطر من هذا، إذا أدت هذه الضربة إلى تسرب مواد كيماوية تلحق أضراراً بيئية خطيرة أو أن تكون الضربة وسيلة تسهل عملية حصول التنظيمات التي تعتبرها إسرائيل معادية وخطيرة عليها، في مقدمها «حزب الله» على هذه الصواريخ.

صواريخ كيماوية لدى «حزب الله» ؟

في مقابل حديث غانتس خرجت أصوات تحذر القيادة السياسية من أبعاد تهديداتها وتنفيذ هذه التهديدات ودعتها إلى الإصغاء إلى غانتس. ودخل إلى حلبة النقاش أربعة ممن شغلوا منصب القائد الأول في اللواء الشمالي في الجيش الإسرائيلي وهم أكثر المطلعين على الوضع السوري. وجاء نقاشهم تحت العنوان البارز: «منظومة السلاح السورية محطمة للتوازن إذا ما وصلت إلى «حزب الله»».

أوري أور ويوسي بيلد وعميرام لفين وأفيغدور بن غال. الأربعة كانوا أقرب إلى غانتس منه إلى نتانياهو وباراك، وحديثهم أضاف جرعة تهدئة للإسرائيليين الذين دفعتهم تهديدات رئيس حكومتهم ووزير دفاعه إلى مراكز توزيع الكمامات الواقية طالبين التزود بها. ولم يتردد البعض حتى في شراء الطعام والمعلبات استعداداً لاحتمال حرب قريبة.

الأربعة لم يقللوا من خطر وجود مخازن أسلحة كيماوية في دولة مجاورة لبلادهم. وفيما عبروا عن تخوفهم من أن يسيطر «حزب الله» عليها أكدوا ضرورة تشديد المراقبة… لكنهم على قناعة بأن لـ «حزب الله» برنامجه ولن يقاتل ضد إسرائيل انطلاقاً من الأوضاع التي تعصف في سورية.

أوري أور يقول باطمئنان إنه ليس هناك ما يدعو الإسرائيليين إلى القلق ويري أن «في هذه اللحظة ليس لدى أحد مصلحة في توتير الحدود مع إسرائيل. الطائفة العلوية تقاتل في سبيل حياتها وليس لها مصلحة في مهاجمة إسرائيل وليس للثوار مصلحة ووسائل لمهاجمة إسرائيل. لا أحد في سورية يمكنه القتال ضدنا. في سورية الاضطراب كبير ومعظم البلدات في هضبة الجولان السورية صغيرة وعديمة التأثير».

وفي رده على سؤال عما إذا كان يتوجب على إسرائيل الصمت عندما ينشأ، إلى جانب التهديد الإيراني، تهديد بسلاح كيماوي من طرف سورية، كان قائد منطقة الشمال الأسبق، عميرام لفين، أقل قلقاً من أوري أور، إذ اعتبر أن حكومة نتانياهو أخطأت عندما طرحت موضوع السلاح الكيماوي لدى الأسد على جدول أعمالها. وبرأيه فإن هذا ساعد الأسد على إبراز قدراته حيال الثوار فقط. ودعا لفين قيادة بلاده إلى الجلوس بهدوء وصمت وعدم التدخل وإطلاق تصريحات إضافية حول الموضوع وقال: «لا يمكن الرقص دائماً. علينا أن نقرر ما هو الأفضل لنا، سورية قوية مع سلاح من كل الأنواع أو سورية ضعيفة ولكن تسيطر عليها في المستقبل الطائفة السنّية، الأقل ارتباطاً بإيران من الأسد والعلويين. أعتقد أن إيران ليست خطيرة على إسرائيل. لكن، يجري تضخيم التهديد الإيراني. فإذا أصبحت إيران دولة نووية فستكون خطيرة على دول الخليج، ولكن ليس على إسرائيل، وكذلك الوضع بالنسبة إلى سورية».

وشدد لفين على أن «الخوف من السلاح الكيماوي كان موجوداً دائماً، ولكن «حزب الله» لا يريد هذا السلاح على الإطلاق، فليس مجدياً له الانشغال بسلاح كيماوي وبالتأكيد إطلاق سلاح كيماوي نحو إسرائيل. نحن لسنا عدو «حزب الله»، هدف «حزب الله» هو مساعدة الطائفة الشيعية في لبنان وليس القتال ضد إسرائيل. ارتكبنا خطأ حين طرحنا هذه القضية».

درع سياسية تطيل فترة الأسد

ومستقبل الرئيس السوري بشار الأسد، احتل أيضاً جانباً من نقاش الشخصيات العسكرية الأربعة. أفيغدور بن غال، على عكس غالبية الإسرائيليين يرغب في بقاء الأسد لسنوات طويلة أخرى خشية أن تتحول سورية إلى لبنان آخر. ويقول: «أنا مبدئياً مع عدم سقوط الأسد. عشنا بتعايش وبنوع من السلام حتى مع أبيه، حافظ الأسد، ومعه أيضاً. لا يمكننا أن نعرف ماذا سيحصل إذا سقط الأسد. سورية قد تتحول إلى لبنان ثانٍ. نحن لا نعرف كيف نتعايش بسلام مع الشعوب العربية ولكننا نعرف كيف نتعايش بسلام مع الزعماء العرب، نحن نعرف كيف نتدبر أمورنا معهم. اليوم العالم العربي صاخب، وفي بعض الدول وصل الإخوان المسلمون إلى الحكم. هؤلاء ليسوا الزعماء أنفسهم الذين عرفنا كيف نعقد معهم تفاهمات الحفاظ على الهدوء بين الدول».

ورد بن غال على تصريحات قياديين إسرائيليين بأن الأسد يقترب من نهايته بالقول: «لست واثقاً بأن هذه هي أيامه الأخيرة، ولكن لا شك في أنه يجتاز فترة صعبة جداً. ضباطه علويون، وإذا واصلوا القتال إلى جانبه، فهذه لن تكون نهاية نظامه. لديه أيضاً درع سياسية من السنّة والروس الذين يبدو أنهم ينقلون له السلاح أيضاً. أتوقع إمكانية أخرى لا يجري عليها الحديث كثيراً ولكن برأيي هي قائمة. يحتمل أن يرى حزب البعث الذي يمثل الطائفة العلوية في استمرار وجود الأسد كرئيس تهديداً للطائفة العلوية، وتجد القيادة العليا للحزب حلاً سلساً للمشكلة فتستبدل بالأسد رجلاً بعثياً آخر يكون أكثر اعتدالاً ويكون مقبولاً من السنّة في سورية. أنا لا أستطيع التفكير بمثل هذا الشخص، ولكنني أفترض أن في سورية يفكرون بمثل هذه الإمكانية».

وعلى رغم الاطمئنان الذي تحدث به بن غال، إلا أنه شدد على ضرورة تكثيف النشاط الاستخباري الإسرائيلي تجاه الصواريخ الكيماوية في سورية وقال: «من ناحيتنا السلاح الكيماوي هو تهديد خطير على إسرائيل وتزداد خطورته إذا انتقل إلى يد عدو إسلامي غير عقلاني يوجد بالقرب من حدود إسرائيل». وأضاف: «وصول هذه الصواريخ إلى «حزب الله» يعني أن لدى الإيرانيين قنبلة ذرية منذ الآن. وهذا يؤكد ضرورة المتابعة الاستخبارية لأنها ستسمح لنا بمعرفة ما يحصل لهذا السلاح ونرد عند الحاجة إما بهجوم جوي أو بهجوم بري أو بكليهما». وتحدث عن لحظة ضرب الصواريخ الكيماوية قائلاً: «سنهاجم إذا ما خرج السلاح الكيماوي عن سيطرة الحكم السوري وبدأت قوافله تنتقل إلى لبنان. فإذا وصل هذا السلاح إلى «حزب الله» أو إلى لبنان، فسنكون على فوهة بركان. الولايات المتحدة والأردن أيضاً قلقان بالضبط مثلنا ويخافان من أن يصل سلاح الرئيس الأسد الكيماوي إلى «حزب الله» أو إلى القاعدة. علينا أن ننجح في تعطيل استخدام السلاح الكيماوي قبل أن يهاجم أحد في المنطقة بهذا السلاح».

وعلى رغم هذا الموقف الداعم، ولو جزئياً، لموقف نتانياهو وباراك، إلا أن بن غال يرى أن إسرائيل وقعت في مشكلة سلم الأولويات، ويقول: «نحن نركز كل الوقت على إيران، وفجأة نشأ تهديد من الجهة السورية لم نأخذه بالحسبان. في هذه المعادلة يوجد مجهولان. نحن لا يمكننا أن نتعايش مع تهديد سلاح نووي إيراني، ونحن أيضاً لا يمكننا أن نتعايش مع سلاح كيماوي لدى «حزب الله». يتعين علينا أن نرد وفق التطورات. وفي هذه اللحظة إيران هي الأخطر ولكن إذا انهار نظام الأسد وفقد السيطرة على السلاح الكيماوي، فستكون هذه المشكلة الرقم واحد عندنا، وإن كان يمكن أن نواجه المشكلتين بالتوازي، عندها ستجد إسرائيل نفسها في وضع مركب ومعقد، لم نشهد له مثيلاً. إيران نووية، وسورية في حال انهيار، ومستقبل الأردن غير واضح».

يوسي بيلد، القائد السابق لمنطقة الشمال والوزير في حكومة نتانياهو عن حزب الليكود تحدث بهدوء مطلق وبثقة عن أن بلاده قادرة على السيطرة الاستخبارية على الوضع مؤكداً ضرورة الجانب الاستخباري واليقظة الدائمة. وخلافاً لسابقيه رفض اعتبار إيران وسورية ملفاً واحداً ولم يخف قلقه من أن تتحول هضبة الجولان إلى سيناء ثانية تهدد أمن اسرائيل.

ويفسر اعتباره إيران وسورية موضوعين مختلفين بالقول: «عندما كان الحكم السوري مستقراً كان هناك محور ضم سورية، وحزب الله وإيران. أما اليوم فإيران وسورية هما موضوعان مختلفان. إذا تحولت سورية إلى أرض «سائبة» من دون قائد يضبطها، فهذا لن يكون في مصلحتنا. ولكن هذا يمكن أن يضعف المحور الثلاثي. نحن لا نعرف ماذا سيحصل في هضبة الجولان، يحتمل بالتأكيد أن تكون هضبة الجولان مثل سيناء، والهدوء قد يتغير. هذا ليس أمراً من السماء. إذا ما تفتتت الأمور في سورية، فستصبح هضبة الجولان مثل سيناء، ذلك لأن سورية ليست دولة منسجمة».

وفيما شدد بيلد على عدم تدخل إسرائيل في الموضوع السوري أكد ضرورة اليقظة وقال: «كنتتُ في الشمال لسنوات طويلة جداً، بينها خمس سنوات في قيادة المنطقة الشمالية. أعرف الشمال جيداً ومع ذلك فإني أحسد الخبراء الذين يعرفون ماذا يحصل في سورية. قبل سنة ونصف السنة لم يتوقع أحد من هؤلاء الخبراء الثورة واليوم أيضاً لا يعرف أحد إلى أين تسير الأمور. علينا أن نكون مصغين ويقظين لما يحدث وألا نخرج في أقوال غير حذرة. من الصعب توقع الأمور في سورية وذلك لأن الكثير من الجهات مشاركة هناك. سورية ليست كياناً سياسياً واحداً، وتسيطر عليها الأقلية العلوية، هناك أيضاً أكراد وسنة، وعدد لا حصر له من الجماعات التي تتشكل منها الدولة. العلويون يعرفون جيداً ماذا سيفعل بهم إخوانهم إذا ما سقطوا ولهذا فإنهم يقاتلون بكل القوة. الثوار أنفسهم منقسمون، لا توجد هيئة واحدة تقف في وجه النظام. أوروبا لا تسارع للتدخل في سورية مثلما فعلت في ليبيا. وليس للغرب مصلحة اقتصادية في سورية مثلما كانت له في ليبيا».

وبيلد كرفاقه الثلاثة في الجيش يقدر أن الأسد سيسقط، ولكن هذا لن يحصل بسرعة، على عكس ما يتوقعه نتانياهو وباراك وغيرهما من السياسيين.

مقاتلو الريف يتدفقون إلى حلب لنقل الثورة إلى «عقر دار» أهلها

حلب – رويترز

الطريق إلى حلب انطلاقاً من الحدود التركية طريق طويل مترب به كيلومترات من الأرض المكشوفة لكن عشرات الشبان يقفزون إلى شاحنات بيضاء في الظلام وبحوزتهم بنادق آلية من طراز أيه.كيه-47 يتوقون للانضمام إلى المعركة هناك.

وقال قائد معارض في قرية قريبة ذكر أن اسمه أبو حشيش «حررنا المناطق الريفية من هذه المحافظة. انتظرنا وانتظرنا كي تهب حلب لكنها لم تفعل. لا يمكننا الاعتماد عليهم في عمل ذلك بأنفسهم لذلك تعين علينا أن نجلب الثورة إلى عقر دارهم».

جلس الرجل الهزيل القصير ذو الشارب الأبيض وهو يقلب الهواتف المحمولة وأجهزة الاتصال في انتظار القافلة التالية التي ستتجه إلى حلب. وتصطف الشاحنات الصهريج لنقل الوقود والقنابل المحلية الصنع التي ستستخدم في راجمات الصواريخ خارج منزله جاهزة لنقلها.

وقال «نحو 80 بالمئة من المقاتلين في المدينة يأتون من الريف. حلب بلدة تجارية ويقول الناس انهم يريدون البقاء على الحياد. لكننا الآن جئنا وهم يقبلوننا في ما يبدو».

ورغم أن المقاومة المسلحة انطلقت من الأحياء الفقيرة حيث يشعر السكان بالولاء للعشائر أو لانتماءاتهم الريفية فإن تضحيات حلب تتضاءل إذا ما قورنت بإدلب القريبة أو بوسط حمص أو حتى بدمشق العاصمة.

وقال معارضون في الريف ينتابهم الغضب من التقدم البطيء في حلب إنهم تشجعوا على التقدم نحو المدينة بعد اغتيال أربعة من كبار مسؤولي الأمن في العاصمة دمشق بينهم وزير الدفاع.

وقال أحد مقاتلي المعارضة ممن انضموا إلى القافلة وذكر أن اسمه أبو بكر في إشارة إلى هذه الاغتيالات «أعطت دفعة لمعنوياتنا. كنا في غاية الحماس لأننا علمنا أن الوقت قد حان. حلب مركز تجاري وهي المصدر الحقيقي لسطوة النظام. إذا أمكننا ضرب النظام بضراوة والإصرار على مواقفنا فيمكننا إسقاط بشار». وعندما وصلوا إلى حلب قبل الفجر مر المقاتلون في أزقة حلب المتعرجة على مشارف المدينة وهم يكبرون. ثم بدأت مناوشات صباحاً.

واختلط ضجيج نيران الأسلحة الآلية بنيران دبابات الجيش وأمكن سماع نيران المدفعية على مبعدة فيما حلقت مقاتلة تابعة للقوت الجوية في أجواء المنطقة.

وصارت شوارع الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة مقبرة للحافلات المحترقة وبخاصة تلك التي وضعها المعارضون في الشوارع لعرقلة تقدم دبابات الجيش. وأمكن مشاهدة بقايا الدبابات المتفحمة – في أكوام – بجوار نخيل البلح التي تصطف على جانبي الطرق الرئيسية.

وقال هاكور البالغ من العمر 23 سنة ويرتدي زياً مموهاً «حتى الآن الأمور تسير على نحو جيد بالنسبة لنا. اعتدنا على القتال في مزارع الزيتون والحقول المفتوحة. كنا دائماً مكشوفين».

وقال وهو يتحدث من مدرسة أستولى عليها المعارضون وجعلوها قاعدة موقتة «من الأفضل كثيراً أن نقاتل هنا حيث يمكننا أن نختبئ في الأزقة والمباني. سنبقى إلى أن تتحرر حلب». ويشهر مقاتلو المعارضة منصات إطلاق المقذوفات على امتداد جدران المدرسة. وكل وحدة مقاتلين تابعة للمعارضة مرت من هنا تركت رسالة مكتوبة مثل «لواء الفاروق كان هنا» و»لواء المثنى سيطيح بشار».

ويعزف أحد مقاتلي المعارضة على آلة موسيقية وجدها في غرفة الموسيقى بالمدرسة. بينما يلعب رجال آخرون التنس في الزقاق الرئيسي. وعلى مقربة ينام مقاتلون بمحاذاة الجدران بجوار أسلحتهم وقنابلهم.

ويقول هاكور «احتجنا أشهراً عدة لتحرير الريف. لكن الأمور هنا تتحرك بسرعة. لقد شكلنا فريقاً امنياً مع خط ساخن إذا شاء السكان منا أن نساعدهم».

ويتناول المعارضون المشروبات الغازية وهم يغنون ويلقون النكات. لكن بهجتهم سابقة لأوانها. بعد دقائق يهز انفجار مدو المدرسة ويهرع المعارضون لحمل أسلحتهم ويتوجهون إلى الطابق الأرضي في تذكرة بتصميم الجيش على سحق الانتفاضة.

وقال مقاتل يدعى جمعة «كان علينا أن نبدأ المعركة لتشجيع حلب وكي يعتاد السكان على أن يصبحوا جزءاً من الانتفاضة. وقدمت كثير من الأسر أموالاً للمقاتلين سراً لكنهم لا يريدون أن يفعلوا اكثر من ذلك. بل مع الأسف توجد اسر مازالت تؤيد النظام».

وقال جمعة وهو يشير إلى انتفاضة حماة «أعتقد انه بالنسبة لحلب فإن ذكريات الثمانينات مازالت عميقة». والمنطقة التي يسيطر عليها المعارضون والتي زارتها مراسلة رويترز بدت مهجورة كلية فيما يبدو فقد هجرها سكانها. ويستخدم المقاتلون المنازل قواعد ليناموا فيها.

وعلى بعد 20 كيلومتراً خارج حلب أعلن مقاتلو المعارضة أن معظم الريف تم تحريره من قوات النظام. وفي القرى يتجه الرجال للتدخين وتبادل الحديث ليلاً بينما ترتدي النساء أغطية الرأس الملونة ويتركن الأطفال يركضون إلى الشوارع التي تناثرت فيها الأنقاض ليستقبلوا المسلحين المبتسمين. وهتفوا «الله يحمي الجيش السوري الحر».

ورغم الهدوء الحذر الذي تشهده بلداتهم الآن إن ثمة مشاعر استياء عبر عنها المقاتلون حيال سكان حلب.

وقال مقاتل عمره 22 سنة يدعى مصطفى «أخي قتل بالرصاص الشهر الماضي.» ويقول وهو يشير إلى وجوه عدة بين المقاتلين «هذا ابن عمه مات منذ ستة اشهر. الجنود سكبوا بنزيناً عليه وأشعلوا فيه النار». وقال وهو يشير إلى آخر «اسرهم فرت ولم يشاهدوها منذ عام».

وخارج المدينة يقول أبو حشيش قائد مقاتلي المعارضة انه يلزم تقديم تضحيات أخرى وإن الوقت حان لسكان المدن كي يشاركوا في الأعباء.

وقال «في حلب يفكرون فقط في التجارة والمال. ويفكرون بشأن حياتهم ومستقبل أطفالهم. انهم لا يقاتلون النظام لأنهم لا يهتمون إلا بالأمر الواقع».

وأضاف «في الريف نعلم أن علينا أن نتخلى عن الحاضر. سأضحي بحياتي وبحياة أولادي. دعوهم يدمروا منازلنا. هذه المعركة من اجل جيل جديد قادم وستتاح له فرصة الحياة بكرامة. بالنسبة لي يستحق هذا الأمر كل شيء».

مسؤول عسكري بارز لـ”الحياة”: النظام السوري يحاول تصدير أزمته الى الأردن

عمّان- تامر الصمادي” الحياة الالكترونية”

اعتبر مسؤول عسكري بارز في الجيش الأردني في حديث مع “الحياة” أن  النظام السوري “يحاول تصدير أزمته إلى الأردن، من خلال خرقه المتواصل للحدود الأردنية واستهدافه السوريين الفارين إليه عند المناطق المحرمة”.

وأضاف المسؤول أن وحدات الجيش السوري المتواجدة على الحدود “تعاني الاضطراب والتخبط في تحركاتها، وأن قراراتها الميدانية لا تُتّخذ عن تخطيط عسكري محكم”. موضحاً أنه “تم استهداف معظم المراكز والمفارز التابعة للجيش السوري على الحدود مع الأردن، وتدميرها من قبل الجيش الحر”.

وكشف المسؤول الأردني الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لحساسية الموقف، عن تجهيز الجيش الأردني على الحدود مع سورية “بمختلف أنواع الذخيرة والأسلحة الثقيلة والمتوسطة”. وقال: “لدينا تعليمات صارمة للرّد المسلح بكثافة على أي محاولة للاعتداء على حدودنا”.

وكانت الاشتباكات الأخيرة بين الجيشين الأردني والسوري على حدود البلدين المشتركة، كشفت حالة من التنسيق والاتصال بين الجيش الأردني والجيش الحر، في ما يتعلق بأوضاع اللاجئين الفارين إلى الأردن وتطور الأحداث على المناطق الحدودية.

وشكلت حادثة مقتل الطفل السوري بلال اللبابيدي (4 سنوات) من مدينة حمص، الذي كان يجتاز الحدود السورية الأردنية برفقة والدته فجر الجمعة وجرح جندي أردني برصاص الجيش السوري، بداية جديدة من التواصل بين الجانب الأردني ومسلّحي المعارضة السورية.

وقالت مصادر رسمية أردنية ونشطاء في الجيش الحر والمعارضة السورية  إن الاشتباك الأخير “لم يكن الأول منذ بدء الاحتجاجات في سورية، لكنه كان الأعنف بعد أن ردّ الأردن بقوة على مصدر إطلاق النار”.

وأضافت المصادر أن “وحدات الجيش الأردني المرابطة على الحدود ردت على مصدر النيران الموجهة صوب لاجئين تمكنوا دخول الحد الأردني، بالتوغل في الجانب السوري للرد على مطلقي النار، وخاصة بعد إصابة أحد مرتباتها”. وقالت المصادر إن نيران الجيش الأردني “استهدفت مركزين أمنيين لا يبعدان كثيرا عن بلدة تل شهاب، التي يسيطر عليها الجيش الحر”. وأوضحت أن الجانب الأردني “رفض استهداف جنود النظام السوري، لكنه أصر على وقف إطلاق النار باتجاه بلاده”، وإيصال رسالة للنظام السوري مفادها أن المملكة لن تصمت على اختراق حدودها وإصابة أي من جنودها أو مرتباتها.

وتحدثت المصادر، عن مجموعات من الجيش الحر تتولى مسؤولية نقل اللاجئين وتأمين الطريق الحدودي لهم، قبل أن تسلمهم إلى الجيش الأردني عند نقطة معينة من الشريط الحدودي.

وفي حين يقوم الجيش بنقلهم في حافلات كبيرة للمساكن المخصصة لاستقبالهم، تتكتم السلطات الأردنية على طبيعة الاتصالات مع المعارضة السورية وعلى موقفها من النظام الرئيس بشار الأسد. وكانت الحكومة الأردنية نفت أمس حدوث اشتباكات بين الجيشين الأردني والسوري، لكن مصادر أمنية وعسكرية متعددة على الحدود، أكدت وقوع الاشتباكات، وشهدت “الحياة” جانباً ميدانياً منها.

وكان الأردن أعلن أخيرا حالة التأهب على الحدود مع سورية “لحماية أراضيه”، وفق رئيس الحكومة الأردنية فايز الطراونة، واستقبل مئات الجنود وكبار الضباط المنشقين عن الجيش السوري، الذين يقيمون في أحد المعسكرات التابعة للجيش الأردني بمدينة المفرق الحدودية.

المعارضة السورية تربط حلب بالحدود التركية

أوباما وأردوغان يستعجلان الانتقال السياسي

    (و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)

كثف الجيش السوري حملته لاخراج مقاتلي المعارضة من حلب، واطلق نيران المدفعية وقذائف الهاون، بينما حلقت طائرة حربية فوق المنطقة. وتمكن “الجيش السوري الحر” من السيطرة على نقطة عندان الاستراتيجية التي تربط حلب بالحدود التركية، وقت ارسلت تركيا قافلة مكونة من جنود وبطاريات صواريخ ومدرعات إلى الحدود مع سوريا. واكد ناشطون ان مقاتلي المعارضة تمكنوا من صد هجمات الجيش النظامي على حلب وان حي صلاح الدين لا يزال تحت سيطرة المقاتلين المناوئين للنظام.

وأفاد مسؤول تركي ان نائب قائد شرطة مدينة اللاذقية في غرب سوريا كان بين 12 ضابطا سوريا انشقوا وفروا إلى تركيا  ليل الأحد. وقال ان 600 سوري آخرين وصلوا إلى تركيا في الساعات الـ24 الأخيرة، فارتفع عدد اللاجئين السوريين في تركيا إلى نحو 43500.

واعلنت وزارة الخارجية البريطانية ان القائم بالاعمال السوري خالد الايوبي استقال من منصبه لانه لم يعد يرغب في تمثيل نظام الرئيس السوري بشار الاسد بسبب اعمال العنف التي يرتكبها. (راجع العرب والعالم)

وصرح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون بأن قافلة رئيس بعثة المراقبين في سوريا اللفتنانت جنرال باباكار غاي تعرضت لهجوم الأحد وإن دروع العربات حمت ركابها من الإصابة. وقال للصحفيين في نيويورك استناداً الى نص رسمي لتعليقاته أصدرها المكتب الصحافي للأمم المتحدة: “تعرضت قافلة الجنرال غاي لهجوم مسلح أمس. لحسن الحظ لم تقع إصابات”.

وفي دمشق، اكد غاي في مؤتمر صحافي انه شاهد بأم عينيه “قصفا عنيفا” واضرارا كبيرة في مدينتي حمص والرستن في وسط البلاد.

وعقد غاي اول اجتماع مع ممثلين للحكومة السورية وشدد  “على حاجة جميع الأطراف الى إنهاء حمام الدم – قتل السوريين للسوريين – وعلى اهمية التزام  الأطراف كافة الحوار السياسي”.

 فابيوس

وفي باريس، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن بلاده التي ستتولى رئاسة مجلس الأمن   في آب ستطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن على مستوى وزراء الخارجية للبحث في الأزمة في سوريا. وقال في مقابلة مع إذاعة “أر تي أل”: “بما أن فرنسا تتسلم رئاسة مجلس الأمن في الأول من آب ، سنطلب قبل نهاية هذا الأسبوع اجتماع مجلس الأمن، على الأرجح على مستوى وزراء الخارجية، لمحاولة وقف المجازر والإعداد لعملية الانتقال السياسي”. وأبدى قلقه من حصول مجزرة في حلب، قائلاً: “إنها محنة يعيشها الشعب السوري والجلاد يدعى بشار الأسد”.

ونفى أن تكون الدول الغربية تزود المعارضة أسلحة، وقال: “هناك أسلحة ترسل اليهم بحسب معلوماتنا من قطر والسعودية وعلى الأرجح من دول أخرى، ولكن ليس منا”.

 أوباما وأردوغان

¶ في واشنطن، أفاد البيت الابيض ان الرئيس الاميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان تحادثا عبر الهاتف الاثنين من اجل “تنسيق الجهود للتعجيل في الانتقال السياسي في سوريا”.

وأوضحت الرئاسة الاميركية في بيان ان ذلك “يتضمن رحيل بشار الاسد والاستجابة لمطالب الشعب السوري”. واضافت ان اوباما واردوغان أبديا “قلقهما المتصاعد من الهجمات الوحشية التي يشنها النظام السوري على شعبه وآخرها في حلب”.

ميدفيديف ينفي الخلاف مع واشنطن وتركيا تعزز حشودها على الحدود

دمشق تطالب مجلس الأمن بسحب الإرهابيين .. وحلب تختبر موازين القوى

أكدت سوريا في رسالتين إلى مجلس الامن الدولي والأمانة العامة للامم المتحدة تمسكها بخطة المبعوث الدولي والعربي كوفي أنان وباتفاق جنيف، معتبرة أنه «لا حل للازمة» إلا بـ«الحوار» بين «ممثلي الشعب» لايجاد «مخرج» يضمن وقف النزف السوري، في حين أعلنت الامم المتحدة عن تعرض موكب الرئيس الجديد لبعثة المراقبين الدوليين لنيران الجيش السوري، من دون وقوع إصابات.

ودعت دمشق المجتمع الدولي إلى مطالبة من اسمتهم «الإرهابيين» بالانسحاب من المدن السورية بالتزامن مع اشتداد المعارك في مدينة حلب، وإلاعلان عن سيطرة القوات النظامية على حي صلاح الدين في المدينة وهو ما نفته المعارضة المسلحة.

وبينما أعلن وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس أن بلاده التي تترأس مجلس الأمن دوريا انطلاقا من يوم غد، ستدعو المجلس إلى اجتماع طارئ حول سوريا هذا الأسبوع، اعتبرت موسكو أن مواقفها والمواقف الغربية «ليست بالاختلاف الذي تبدو عليه»، واصفة دور الرئيس السوري بشار الأسد مستقبلا بـ«غير الواضح»، بينما أرسلت تركيا التي أججت التحركات الكردية في الشمال السوري قلقها، تعزيزات عسكرية جديدة إلى الحدود.

وأعلنت وزارة الخارجية السورية في رسالتين متطابقتين إلى مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة أن «المجموعات الإرهابية المسلحة شنت خلال الأيام القليلة الماضية اعتداءات على المدنيين الابرياء والممتلكات العامة والخاصة في سوريا وخاصة في دمشق وحلب».

وأشارت الوزارة إلى أن الحكومة السورية تعيد التأكيد على قرارها تنفيذ خطة أنان ومبادرته و«ترحيبها بنتائج اجتماع جنيف انطلاقاً من إيمانها المعلن بأنه لا حل للأزمة السورية إلا بجلوس ممثلي شعب سوريا الى طاولة الحوار الوطني لإيجاد مخرج يضمن حقن الدماء وكرامة السوريين وبناء مستقبل سوريا واستقرارها بقرار سوري وقيادة سورية».

وأضافت الوزارة ان «المجموعات الإرهابية المسلحة المدعومة بشكل علني بالمال والسلاح من قبل السعودية وقطر وتركيا ارتكبت جرائم فظيعة بحق المدنيين الأبرياء في هاتين المدينتين وما زالت مستمرة في مدينة حلب». وقالت الوزارة «إننا انطلاقاً من حرصنا على الدور الأخلاقي لمجلس الأمن وانسجاماً مع ميثاق الأمم المتحدة ندعو جميع اعضاء مجلس الأمن إلى مطالبة المجموعات الإرهابية المسلحة والدول  الداعمة لها بالانسحاب من المدن السورية… ودعم خطة أنان ذات النقاط الست والتفاهم الذي تم التوصل إليه خلال لقائه مع القيادة السورية في دمشق».

وفي الأثناء، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن قافلة رئيس بعثة المراقبين في سوريا الجنرال بابكر غاي تعرضت لهجوم شنته قوات حكومية أمس الأول وإن دروع العربات حمت راكبيها من الإصابة.  وقال بان للصحافيين في نيويورك «تعرضت قافلة الجنرال غاي لهجوم الجيش امس (الأول). لحسن الحظ لم تقع إصابات». وأوضحت المنظمة الدولية أن الهجوم كان بالأسلحة الخفيفة.

وقال رئيس البعثة الجديد في مؤتمر صحافي مقتضب في احد فنادق العاصمة «قمت بأول زيارة ميدانية كرئيس موقت لبعثة الأمم المتحدة للمراقبة في سوريا وتوجهت الى حمص والرستن لتقييم مستوى العنف واستخدام الأسلحة الثقيلة».   واضاف «شاهدت بنفسي القصف العنيف من المدفعية بالإضافة الى القذائف» في حمص، مشيرا الى ان «القصف كان متواصلا في بعض احياء المدينة».

وأشار الى ان الرستن التي تقع في ريف حمص والخارجة عن سيطرة قوات النظام منذ اشهر «تعرضت للضرر الشديد نتيجة حملة القصف والقتال الشديد». واضاف غاي «رأيت دبابات مدمرة على جوانب الشوارع. كما شهدت تدميرا للبنية التحتية العامة مثل الجسور»، بالاضافة الى «تضرر البيوت في الشوارع الرئيسية داخل المدينة بصورة كبيرة». ويأتي تصريح رئيس البعثة بعد ان عقد اول اجتماع مع ممثلين عن الحكومة السورية شدد فيه «على الحاجة بين جميع الأطراف لإنهاء حمام الدم – قتل السوريين للسوريين – وعلى اهمية ان يلتزم كافة الأطراف بالحوار السياسي».

واعتبر الرئيس الجديد لبعثة المراقبين الذي يحل مكان الجنرال النروجي روبرت مود «ان هناك حاجة للتحول من عقلية المواجهة والقتال المسلح الى عقلية الحوار».  كما طالب كافة الأطراف بممارسة «ضبط النفس وتجنب سفك المزيد من الدماء».

في المقابل، صرح فابيوس بان فرنسا التي ستتولى رئاسة مجلس الامن الدولي في آب المقبل انطلاقاً من غد الأربعاء، ستطلب قبل نهاية الاسبوع الحالي اجتماعا عاجلا للمجلس على مستوى وزراء الخارجية.

واعتبر رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف أن «ما تشهده سوريا اليوم ينذر بحرب أهلية»، محملاً كلا من طرفي النزاع المسؤولية عن هذا الوضع لأنهما رفضا الجلوس إلى طاولة المفاوضات. وقال رئيس الوزراء الروسي  إنه «رغم الخلافات، فان مواقف روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا ليست بالاختلاف الذي تبدو عليه»، مضيفاً «جميعنا ننطلق من الموقف نفسه، وهو أن أسوأ ما يمكن أن يحدث هو اندلاع حرب أهلية شاملة في سوريا».

وبينما أشار إلى أنه «ليس من الواضح الدور الذي سيلعبه الاسد في أي حل سياسي مستقبلي»، شدّد ميدفيديف على أن «السوريين هم الذين يجب أن يقرروا مستقبلهم»، مكررا انتقادات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتدخل «الناتو» في ليبيا العام الماضي.

وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان تحدثا عبر الهاتف بهدف «تنسيق الجهود لتسريع الانتقال السياسي في سوريا». وأوضح، في بيان، أن ذلك «يتضمن رحيل (الرئيس السوري) بشار الأسد والاستجابة لمتطلبات الشعب السوري». وأضاف ان أوباما وأردوغان أعربا عن «قلقهما المتصاعد تجاه الهجمات الوحشية التي يشنها النظام السوري على شعبه وآخرها في حلب».

وعلى الحدود السورية، قال شهود عيان وتقارير صحافية إن تركيا أرسلت قافلة مكونة من نحو 20 عربة لنقل الجنود وبطاريات صواريخ ومدرعات إلى الحدود مع سوريا  وسط تصاعد القلق في تركيا بشأن الأمن على حدودها الجنوبية، بينما سيطر عناصر «الجيش السوري الحر» على حاجز عندان قرب حلب، فاتحين بذلك طريقاً مباشرة بين تركيا والمدينة التي تشهد مواجهة وصفها الطرفان بـ«الحاسمة».

وذكر مصدر امني سوري في دمشق ان القوات النظامية سيطرت على جزء من حي صلاح الدين في جنوب غرب مدينة حلب، الامر الذي نفاه رئيس المجلس العسكري في حلب التابع لـ«الجيش السوري الحر» العقيد عبد الجبار العكيدي، مؤكدا ان القوات النظامية لم تتقدم «مترا واحدا»، بينما حلقت طائرة حربية مقاتلة فوق صلاح الدين.

وحصدت اعمال العنف في سوريا بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان» 44 قتيلا هم 11 مدنيا و14 من القوات النظامية، بالاضافة الى 19 من المقاتلين المعارضين بينهم خمسة في حلب.  وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن ردا على سؤال حول انخفاض اعداد الضحايا في حلب تحديدا على الرغم من اشتداد الاشتباكات والقصف بانه «في اوقات الحرب نحتاج الى المزيد من الوقت للتحقق من حصيلة القتلى».  واضاف «نتلقى الكثير من المعلومات من حلب لكننا نقوم بتدقيق البيانات التي بحوزتنا اكثر من مرة قبل الاعلان عنها ونشرها».(تفاصيل ص١٢ ـ ١٣)

     («السفير»، أ ف ب، رويترز، أ ب)

توجهات لتحييد المدارس الرسمية وإقامة مخيمات للوافدين الجدد

أعـداد النـازحين السـوريين تتجـاوز قـدرات البقـاع على استيعابهـم

سامر الحسيني

تجاوزت أعداد النازحين السوريين إلى البقاع الى الخطوط الحمراء قدرات المنطقة، التي باتت تستوعب الآلاف. ولا يمكن حصر حجم التوافد السوري الذي تصاعد في الأيام الأخيرة بالأرقام المسجلة عند الجمعيات والهيئات الدولية، إذ أن حجم التدفق السوري الفعلي إلى البقاع قد يتجاوز عشرات المرات حجم المسجلين، وفق «المفوضية العليا لشؤون اللاجئين السوريين» التابعة للأمم المتحدة. ومع وصول الاشتبكات إلى مدينة حلب وأحياء العاصمة السورية، توسعت رقعة النازحين السوريين إلى البقاع في ظل استحالة استيعاب المزيد منهم. فقد استنفذت الشقق والمجمعات السكنية والغرف.. وباتت العائلات تتوافد إلى بعضها البعض، لتكتظ تلك الأماكن يوما بعد يوم بنازحين جدد. ذلك على الرغم من فتح بعض أبواب المدارس أمام الوافدين، كإجراء دونه تحفظات متصاعدة من مختلف رؤساء البلديات، على عملية فتح المدارس أمام العائلات السورية، انطلاقا من المخاوف على العام الدراسي المقبل وحرمان تلامذة البقاع منه.

ومع ندرة الحصول على غرفة مهجورة حتى في السهل، لن يكون أمام البلديات البقاعية سوى إقامة مخيمات للنازحين، واستيعابهم داخل خيم، كما صرح أكثر من رئيس بلدية في البقاع الأوسط، لا سيما وأن الاستعدادات جارية حاليا لشراء عشرات الخيم لرفعها في مشاعات للبلديات. وفي الأرقام، ووفق إحصاء «دار الفتوى في البقاع»، يصل عدد النازحين السوريين المسجلين إلى نحو 3500 عائلة، متوسط عدد أفراد العائلة الواحدة ستة أشخاص، كما يقول الشيخ أيمن شرقية، المسؤول عن ملف النازحين في «دار الفتوى في البقاع».

ذلك فيما المساعدات الدولية إلى تناقص. وما كان يقدم في بداية الأحداث السورية، لم يبق على حاله، بل طاله تراجع كبير، كما يقول شرقية، مشيراً إلى صور مأساوية عند مئات العائلات السورية، التي تجاهد في سبيل الحصول على غرفة أو مسكن، فالبعض يفترش السهول والحقول الزراعية. ويلاحظ مختلف العاملين في شؤون النازحين أن عمليات النزوح الأخيرة لم تكن كسابقاتها. ولم تعمل على رفع أعداد النازحين المسجلين بشكل كبير، إذ إن النزوح الأخير ارتبط بمجيء عائلات سورية تعد من الفئة الميسورة الحال، التي عملت على اسئجار شقق سكنية، تراوحت أسعارها بين خمسمئة وستة آلاف دولار، قياساً إلى حجم مساحة الشقة السكنية وموقعها الجغرافي، الذي يتنوع ويمتد ما بين كسارة، وزحلة، وسعدنايل، وبرالياس، وجديتا، وقب الياس، وشتورة، في البقاع، وصولاً إلى مناطق الجبل والمتن الشمالي والأشرفية. علماً أن تواجد وانتشار العائلات السورية لم يعد حصراً ببعض البلدات البقاعية، إنما موازيا للامتداد الجغرافي لمنطقة البقاع بدءا من عرسال، مروراً ببعلبك، ورياق، وأبلح، وصولاً إلى زحلة، التي تحتضن أكثر ألف عائلة سورية، تنتمي إلى الطائفة المسيحية، وخصوصا الكاثوليكية، وصولاً إلى المرج وخربة روحا، وجب جنين، وغزة، في البقاع الغربي.

وشهدت الأيام الأخيرة تدفق كبير في أعداد العائلات السورية التي نزحت إلى أقارب لها في البقاع الأوسط والشمالي، حيث ترتبط تلك المنطقة بعلاقات قربى ومصاهرة مع القرى السورية المحاذية للحدود اللبنانية، عدا عن الصداقات والعلاقات الاجتماعية بين العائلات اللبنانية والسورية. وخصوصا تلك المتواجدة في أحياء العاصمة السورية ومحيط حي الست زينب.

وتحمل يوميات النازحين السوريين الكثير من المآسي والصعوبات، لا سيما أن أكثر الجمعيات التي نشطت في العمل الإغاثي في بداية الأحداث السورية، عادت وتوقفت عن العمل بعد أشهر على الانطلاقة في ظل عدم توفر المساعدات الرسمية أو الدولية، التي تحصر عملها الإغاثي بجمعياتها التي تتولى العمل الإغاثي، ومراقبته من قبل أفرادها. واللافت أن العمل الإغاثي الأوسع والأنشط، تقوم به جمعيات أوروبية غير منضوية ضمن الجمعيات الدولية التابعة للأمم المتحدة. وفي موضوع المدارس يرفض عدد من رؤساء البلديات تقديم المدارس، وفتح أبوابها معتبرين أن تلك العملية دونها مخاطر على مستقبل أبناء بلداتهم. فلا يمكن فتح مدرسة أمام عائلات، سورية لا يعرف موعد مغادرتها، في مقابل موسم دراسي يبدأ بعد شهرين. وقد يحرم ذلك مئات الطلاب من العام الدراسي المقبل. ويتصدر رئيسا بلديتي مجدل عنجر سامي العجمي، وقب الياس وادي الدلم فياض حيدر، في رفضهما لتحويل المدارس إلى مخيمات للنازحين. إلا أنهما يتمسكان بأولوية إغاثة النازيحن، إنما عبر بديل آخر عن المدارس. ومن المتوقع، ومع توسع رقعة الاشتباكات وامتداها لمناطق سورية كانت آمنة سابقاً، أن يزيد من حجم التدفق السوري إلى لبنان علماً أن مئات العائلات السورية تتواصل بشكل يومي مع أقارب وأصدقاء لها، لاستئجار شقق سكنية لها أو تأمين أماكن للسكن، حتى أن العائلات السورية تقوم باستئجار شقة ودفع بدلاتها المالية السنوية سلفاً، من أجل حجزها لصالحها، حتى أن بعض العائلات السورية الميسورة الحال تنشط لتسجيل أبنائها في مدارس وجامعات لبنانية خاصة.

المساعدات تموّل النزف لا الدواء… والنازحون ضحية الاستغلال والتمييز

المغيثون السوريون: هدف مشترك لفريقي النزاع

طارق العبد

دمشق ـ طارق العبدلعل مفردات مثل قصف، إطلاق نار، مداهمة، اشتباكات وعمليات عسكرية، كان قد سمعها السوريون كثيراً عبر نشرات الأخبار، وما عايشه الأهالي من وافدين إلى الشام خلال السنوات الماضية أيام عدوان تموز 2006 أو في أيام العراق الدموية، دون أن يدركوا أنهم سيشهدون حالات مشابهة مع التحول التدريجي للثورة إلى العمل المسلح، وقرار السلطة التصدي للمعارضة المسلحة، عبر استخدام الجيش بدباباته وطيرانه ومختلف صنوف الأسلحة.وفرض ذلك واقعاً جديداً وعملاً لا يقل خطورة عن أي عمل آخر في ميدان الحرب الداخلية في البلاد. فبين من قرر حمل السلاح ومن اختار تشكيل ميليشيات للدفاع عن النفس كما يصفها، اختار آخرون المضي قدماً في العمل الإغاثي ليبدو الأمر معركة أكثر صعوبة من مجمل المعارك التي تجري في سوريا.ربما لأن ناشط الإغاثة مستهدف من طرفي النزاع معاً، واللذين اتفقا على استهداف العاملين به، وعرقلة عملهم بحجج كثيرة، تبدو لا معنى لها في ظل قرار هؤلاء الناشطين أو المنظمات القليلة التابعين لها، أن تنخرط في العمل الإنساني دون انحياز لهوية سياسية أو دينية أو عرقية. فكان نصيبهم التضييق والاعتقال وفي بعض الأحيان كان رصاص الطرفين يسلك طريقه إلى أجسادهم من دون أن يعيقهم هذا عن مواصلة إغاثة المنكوبين وتأمين شيء من الحياة اللائقة لأولئك الذين دفعهم جحيم المعارك إلى النزوح من مكان لآخر، حتى فاق عددهم مئات الآلاف. في ميدان الحرب… لا مكان للإنسانيةتحت زخ الرصاص المتواصل في حمص وحماه وإدلب وريف دمشق ودير الزور، كان لا بد من ناشطين يعملون في إسعاف ونقل المصابين وتأمين ملاجئ، لأولئك الذين يقبعون تحت خط النار من كلا الطرفين. لم تسمح السلطة لأي منظمة بالعمل على الأرض باستثناء الهلال الأحمر السوري الذي أعلن مرات عديدة تعليق عملياته في المناطق الساخنة، احتجاجاً على العنف المتواصل فسقط البعض من متطوعيه ضحايا لرصاص النظام، وفي أحيان أخرى برصاص «الجيش الحر»، الذي اعتبر أن سيارات الإسعاف التي يستخدمها ناشطو المنظمة غير الحكومية، يستخدمها أيضاً عناصر النظام لاقتحام بعض المناطق.أو لأن شبيحة النظام كما يصفهم المعارضون يتنكرون بزي مسعفي المنظمة، وهو ما جعل استهدافهم أمراً مبرراً بالنسبة لـ«الجيش الحر».هذا طبعاً إن أذنت كل من حواجز الجيش النظامي وعناصر «الجيش الحر» للمتطوعين بالعبور، فيما تعرّض آخرون للاعتقال لفترات طويلة من دون محاكمة. وإذا كان هذا هو حال المتطوعين في منظمات قائمة على الحياد والإنسانية، فإن باقي كوادر العمل الإغاثي ليست بأفضل حالاً. فقد عمد المسلحون إلى احتلال بعض المستشفيات وطرد من فيها من مرضى لتكون فقط لعلاج مقاتلي «الجيش الحر»، ولتستهدف مستشفيات أخرى بمن فيها من أطباء وممرضين من قبل قوات النظام من دون أدنى اعتبار للعمل الإغاثي.وهو ما انسحب بدوره على أفراد ناشطين أصبحوا هدفاً للقتل أو الاعتقال لنقلهم أكياس الدم أو مواد طبية أو أي شيء من شأنه توفير الحد الأدنى من متطلبات العيش لأولئك القابعين في المناطق الساخنة. وعلى الرغم من كل ما جرى ويجري، لم يتوقف أولئك الناشطون عن العمل الميداني في تقديم المساعدات وإغاثة المنكوبين، بل إن اللافت هو تضافر جهود ناشطين مؤيدين ومعارضين معاً في هذه العمليات.هكذا سيذهب ناشطون من أحياء موالية في حمص إلى أحياء معارضة وتقع تحت القصف، لتوفير معونات غذائية ومواد طبية، على الرغم من خطورة الموقف حين يعلم بعض المتشددين بموالين يدخلون هذه الأحياء. وسينسى آخرون في حلب اصطفافهم مع المعارضة ويعملون مع آخرين معارضين لتأمين مراكز لإيواء الهاربين من القصف المتبادل، غير آبهين بالرصاص المستمر فوق رؤوسهم. ويقومون معاً بتوزيع الحصص الغذائية على النازحين معتبرين أن القصف لا يفرق بين مؤيد أو معارض، وأن أولئك المدنيين لا ذنب لهم في هستيريا الموت المتواصل في البلاد. هي إذاً محاولة لفتح كوة في جدار العنف الدائر في البلاد لعل شيئاً من روح الحياة تتسرب عبرها. النازحون في الداخل… مأساة أخرىمع اشتداد العمليات العسكرية في الشتاء في حمص وريف دمشق بدأت مأساة جديدة تضرب العاصمة دمشق، مع نزوح أعداد كبيرة من أهالي حمص إليها، لتبدأ رحلة جديدة مع العذاب والمعاناة، فرضت نشاطاً إغاثياً من نوع آخر في الشام يتمثل في تأمين مسكن لهذه العائلات النازحة، وتأمين ما يعينهم غذائياً وطبياً، قبل أن تشهد العاصمة أزمة نزوح داخلية مع وصول المعارك إلى قلب الأحياء الدمشقية.وقد فاقم ذلك الحال السيئة، في المنطقة من دون أن تكون باقي المحافظات أفضل حالاً. هذا إن تمكن أبناء هذه المحافظات من الوصول إلى مناطق آمنة بالأساس.وتعتبر ناشطة في مجال العمل الإغاثي أن غالبية النازحين في دمشق ينتمون إلى حمص، حيث بدأت عمليات النزوح منذ مطلع الشتاء، مع مغادرة كبار تجار حمص ورجال الأعمال إلى دمشق. ولم يكن الأمر شاقاً على هؤلاء، فاستقروا وأعادوا بناء مشاريعهم، فيما موجة النزوح الأكبر شهدتها المدينة مع اشتداد القصف على أحياء حمص وفي مقدمتها حي بابا عمرو فتجاوزت الأعداد مئتي ألف نازح. فيما وصلت أعداد موازية تقريباً من ريف دمشق وخاصة من دوما وحرستا وداريا في الشهرين الأخيرين، فاستقر البعض منهم في دمشق وعاد آخرون إلى مدنهم، على الرغم من الدمار الحاصل.وفرضت العمليات العسكرية الأخيرة في دمشق نزوح الآلاف من أحياء الميدان والقدم وكفرسوسة والقابون، ولكنه نزوح ضمن المدينة نفسها مما دفع عدداً من الجهات الحكومية إلى فتح المدارس لإيواء هذه العائلات الهاربة. وتشير الناشطة إلى أن باقي المحافظات لم تكن بحال أفضل. هكذا استقبلت حلب أبناء إدلب لتشهد الأخيرة نزوحاً عكسياً مع وصول الاشتباكات المسلحة إلى الشهباء.واتجه أبناء حماه إلى القرى المحيطة بهم، والى دمشق في بعض الحالات. واستقبلت كل من الرقة والحسكة الهاربين من العنف في دير الزور فيما استقبلت اللاذقية وطرطوس أعداداً أقل من أبناء حمص. في المقابل ساهم طرف آخر في دمشق في خلق واقع أكثر من صعب يعيشه هؤلاء النازحون.ففي مقابل نشطاء قرروا وصل ليلهم بنهارهم وفتحوا بيوتهم لإيواء الوافدين الجدد إلى الشام، بدت المسألة أكثر صعوبة في ظل استغلال الكثيرين للأزمة الحالية ورفع أجور البيوت بشكل خيالي حتى وصل ايجار المنزل في أحياء دمشقية بسيطة إلى ما يفوق مئة ألف ليرة سورية (ما يعادل تقريباً 1500 دولار أميركي) للشهر الواحد.وتعمّد هؤلاء رفع الأسعار بشكل كبير، مترافقاً مع إجراءات يصفها ناشط شاب بكونها تنم عن «عنصرية مقرفة»، كمن يرفض منح السكن للايجار ولو بسعر مرتفع، إذا كانت العائلة قادمة من مناطق ساخنة. أو من يطرد المقيمين في المنزل المستأجر لأنهم استضافوا عائلات نازحة.ولا يتردد آخرون في التضييق على النازحين تحت حجج تنم عن ضيق الأفق والتفكير كما يصفها الناشط، مما دفع البعض منهم إلى اتخاذ قرار بالعودة لمنطقة سكنه الأصلية حتى لو كانت مدمّرة بالكامل. على أن هذه المأساة لن تتوقف عند حدود دمشق فناشطون في حلب والحسكة والرقة تحدثوا عن بروز المناطقية والعنصرية إلى السطح مع وصول أبناء المدن المنكوبة إليهم ليحاول كثيرون في المقابل التخفيف من وطأة هذه الأعمال وتأمين المسكن والحياة الكريمة، بل وحصر هذا التضييق، في محاولة لمنع تعزيز شعور الحقد المتبادل والذي قد يودي بالبلاد إلى كارثة كبرى بحسب قول ناشط في الحسكة. الإغاثة المسروقة… مأساة ايضاً لن تتوقف مصاعب الناشطين في العمل الإغاثي عند مضايقات السلطة والمعارضة، ولا عند محتكري المواد الإغاثية، لتبرز أمامهم مشكلة جديدة تتجسّد في تمويل عملياتهم، في ظل تعليق الهلال الأحمر لبعض عملياته، أو صعوبة وصوله لمناطق ساخنة.مما دفع الكثيرين منهم إلى التمويل بأنفسهم أو الاعتماد على تبرعات تصل من الخارج، وهذه تمثل وحدها أزمة كبيرة، حين يشير أحد الناشطين إلى أن قلة تلتفت للعمل الإغاثي في الخارج، مقابل اهتمامها بتمويل «الجيش الحر»، ليلفت بغضب إلى ذهاب كميات ضخمة من المال الآتي من الخارج لشراء السلاح لـ«الجيش الحر»، أو لمعدات الاتصال فيما يغرق آلاف الجرحى بدمائهم دون قدرة على إنقاذهم أو إيصال معونات طبية وغذائية، وهو ما يغيب حتى عن نداءات كبار الناشطين المعارضين الذين يرى الشاب الحمصي أنهم يطالبون بالحظر الجوي والإمداد العسكري من دون أي ذكر لمأساة مئات الآلاف من النازحين القابعين بين جحيم الرصاص من جهة وجنون الحياة حيث قرروا النزوح.

أنقرة تعزز قواتها على الحدود السوريةمقتل جنديين تركيين برصاص حزب «العمال»

أرسلت السلطات التركية أمس، قافلة عسكرية من 20 عربة لنقل الجنود وبطاريات صواريخ ومدرعات إلى الحدود مع سوريا، ضمن تعزيزاتها في هذه المنطقة، بينما قتل جنديان تركيان على ايدي مقاتلي حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره تركيا «إرهابيا» وحذرت سابقا من نشاطاته على الحدود التي ترى أنقرة انها تتم بتغطية من السلطات السورية.وقال شهود عيان وتقارير صحافية إن تركيا أرسلت قافلة مكونة من نحو 20 عربة لنقل الجنود وبطاريات صواريخ ومدرعـات إلى الحدود مع سوريا وسط تصاعد القلق في تركيا بشأن الأمن على حـدودها الجنـوبية. وقالت وكالة انباء «الأناضول» الحكومية إن القافلة تركت قاعدة في إقليم غازي عنتاب متجهة إلى الجنوب لإقليم كيليس حيث سترابط القوات.وقال شهود إن القوات والعربات تركت طريقا سريعا رئيسيا وإنها تتمركز الآن بامتداد قطاع به سياج على الحدود مع سوريا. وأظهرت لقطات تلفزيونية من وكالة دوغان للأنباء أن ست مدرعات على الأقل موضوعة على شاحنات تسير على الطريق الاسفلتي. كما أن حافلات وشاحنات مغطاة هي حاملات جند في ما يبدو ضمن القافلة.وقالت حكومة اقليم هكاري القريب من الحدود التركية مع العراق وايران ان جنديين تركيين قتلا وأصيب عشرة جنود آخرين اثناء القتال الذي اندلع هناك أمس الاول مع مقاتلي حزب «العمال» الكردستاني. وقال رئيس بلدية مدينة سيمدينلي سدات توري ان القتال الذي شمل قصفا بالمروحيات وطائرات حربية ما زال جاريا على الطرف الجنوبي من البلدة. وأضاف انه تم اخلاء ست قرى صغيرة وان ما يصل الى 1000 شخص فروا من ديارهم. إلى ذلك، اعلن مصدر ديبلوماسي تركي ان ضابطا سوريا برتبة عميد عبر مساء امس الاول، الحدود ليلجأ الى تركيا ما يرفع الى 28 عدد الضباط السوريين الفارين الذين تستقبلهم تركيا على اراضيها. واضاف المصدر ان الضابط وصل برفقة احد عشر عسكريا آخرين. وكان ديبلوماسي في وزارة الخارجية التركية اعلن الاربعاء الماضي عن وصول ضابطين برتبة لواء الى تركيا.من جهته، قال مسؤول تركي إن نائب قائد شرطة اللاذقية كان من بين 12 ضابطا سوريا انشقوا وفروا إلى تركيا الليلة الماضية. ويصنف قائد الشرطة على انه من أكبر ضباط الشرطة الذين انشقوا عن جهاز الامن.(رويترز، أ ف ب)

بانيتا: يجب بقاء الجيش السوري على تماسكه عند رحيل الأسد

دعا وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا إلى بقاء الجيش السوري على تماسكه، عندما يفقد الرئيس السوري بشار الأسد سيطرته على الحكم في البلاد.

وقال بانيتا في مقابلة حصرية مع شبكة “سي إن إن” الأميركية، حاورته خلالها بربرا ستار من تونس، وهي المحطة الأولى لجولته الشرق أوسطية، “أعتقد انه من المهم عندما يرحل الأسد، وسوف يرحل، أن يتم الحفاظ على الاستقرار في ذاك البلد”.

وأضاف أن “الطريقة المثلى للحفاظ على هذا النوع من الاستقرار هو بالحفاظ على أكبر عدد ممكن من الجيش والشرطة، بالإضافة على القوات الأمنية”، معرباً عن أمله في “أن ينتقلوا إلى حكومة ديمقراطية، وهذا أمر أساسي”.

وشدد على ضرورة ألا تسمح الولايات المتحدة بتكرار الخطوات التي أقدمت عليها إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش عند حل الجيش العراقي.

وقال “من المهم ألا نرتكب الأخطاء عينها التي ارتكبناها في العراق، وخاصة عندما يتعلق الأمر بأمور مثل المواقع الكيميائية، فإن (الجيش السوري) يقوم بمهمة جيدة جداً في ما يتعلق بحماية هذه المواقع، وإذا توقف عن ذلك فجأة سيكون وقوع هذه الأسلحة الكيميائية في الأيدي الخاطئة، أي حزب الله أو متطرفين آخرين في تلك المنطقة، كارثة”.

كذلك، دعا وزير الدفاع الأميركي الرئيس الأسد إلى الرحيل، وقال “إذا أراد بشار الأسد حماية نفسه وعائلته، عليه الخروج فورا من الأراضي السورية”.

وأوضح بانيتا “أن الأسد يعلم حجم المشاكل التي تحيط به، وما هي إلا مسألة وقت قبل أن يخرج”.

وأكد وزير الدفاع الأميركي على أن “الولايات المتحدة الأميركية تقدم مساعدات غير قتالية للثوار، مثل وسائل الاتصال، في الوقت الذي توفر دول أخرى مساعدات عسكرية مباشرة، ليستخدمها الثوار في مواصلة القتال”.

لكنه أوضح أن دول أخرى تقدم مساعدة عسكرية مباشرة أكثر، “ولذا لا جدل حول أن (الثوار) يحصلون بطريقة أو بأخرى على الدعم الذي يحتاجونه بغية الاستمرار بهذا القتال”.

(يو بي آي، سي ان ان)

واشنطن تعمل مع البرزاني لتنظيم الأكراد: مساع لتسليح المعارضة غير الإسلامية

محمد بلوط

إعادة تنظيم المعارضة المسلحة انطلاقا من الحدود التركية – السورية. في منطقة شرناخ وجزيرة بوتان تقوم وحدات خاصة أميركية تابعة للاستخبارات المركزية باستعادة مقاتلي المعارضة المنسحبين من معارك ريف دمشق، وإقامة اتصالات مع المجموعات الأخرى التي اضطرت للانسحاب من ادلب وحلب ودير الزور والبوكمال، أو تلك التي أصيبت بخسائر كبيرة خلال المعارك مع الجيش السوري في دمشق.

ويقول مصدر سوري معارض إن عددا من الضباط والجنود المنشقين من الذين فقدوا الصلة بأركانهم وقياداتهم يحاولون تجميع ما تبقى من وحداتهم على الجانب التركي من الحدود. وكان بعضهم قد أعاد الاتصال بقيادة العقيد المنشق رياض الأسعد في إنطاكيا، وبعضهم وصل إلى محافظة الموصل وكردستان العراق، وهجر جزء من هؤلاء العمل المسلح، بعد أن فقدوا ما تبقى لهم من إمكانيات مالية للقيام بعمليات عسكرية، والبعض الآخر يحاول الاتصال بمجموعة الاستخبارات الأميركية التي تعمل انطلاقا من منطقة شرناخ وجزيرة بن عمر ومحافظة الموصل.

وقال المعارض السوري إن الأميركيين يعملون بشكل خاص على تنظيم المجموعات التي لا تنتمي إلى أي تيار سلفي أو إسلامي، وهم يحاولون تنظيم مجموعات «علمانية» الطابع.

وأعيد الاتصال بمجموعة تضم 650 مجندا كرديا سوريا منشقا ومجموعة من المدنيين والمجندين والضباط الصغار من منطقة الجزيرة ودير الزور. ويسعى الأميركيون إلى إقناع «رئيس» إقليم كردستان مسعود البرزاني بتهيئة المجندين الأكراد المنشقين وتدريبهم وتزويدهم بالأسلحة والخبراء لإعادتهم إلى مسارح العمليات في غرب كردستان.

ويستهدف الجهد الأميركي خلق توازن مع قوات «حزب الاتحاد الديموقراطي»، القوة الرئيسة في كردستان الغربية. وكان قد أقيم معسكر لتدريبهم قرب اربيل بتمويل من البرزاني قبل أشهر. وبسبب الخلافات بين الأحزاب الكردية و«الاتحاد الديموقراطي» اقفل المعسكر، وصرف النظر عن إرسالهم لقتال الجيش السوري، تحت إمرة أحزاب «المجلس الوطني الكردي» الأربعة عشر لمنافسة «الاتحاد الديموقراطي» ومشاطرته القرار في هذه المنطقة التي يسيطر على أكثر من 80 في المئة من مراكزها وتجمعاتها ومعابرها الحدودية، سواء مع العراق أو تركيا. كما يهدف إرسالهم إلى إلحاق المنطقة بإستراتيجية المجلس الوطني السوري و«الجيش الحر» بفتح جبهات قتال مع الجيش السوري أينما أمكن ذلك لإنهاكه، وحماية التقدم نحو حلب، ومنع الأكراد السوريين من تطوير إدارة ذاتية، بعيدا عن رقابة البرزاني وتركيا.

ويقول المعارض السوري إن التركيز على تسليح وتجهيز وحدات معارضة غير إسلامية على الأراضي التركية أصبح هاجسا أميركيا، بعد أن ظهر بوضوح اختراق المجموعات الجهادية العربية وغيرها للمعارضة المسلحة. وسجلت الأجهزة الأمنية الأميركية 273 عملية وتفجيرات لسيارات وغيرها، قام بها إسلاميون منذ مطلع العام الحالي. ويرى الأميركيون في بعضها توقيع المجموعات «القاعدية» العائدة من العراق.

بانيتا يدعو للحفاظ على الجيش السوري عند رحيل الأسد

واشنطن- (يو بي اي): دعا وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا الى بقاء الجيش السوري على تماسكه عندما يفقد الرئيس السوري بشار الأسد سيطرته على الحكم في البلاد.

وقال بانيتا بمقابلة حصرية مع شبكة (سي إن إن) الأمريكية، حاورته خلالها بربرا ستار من تونس، وهي المحطة الأولى لجولته الشرق أوسطية، “أعتقد انه من المهم عندما يرحل الأسد، وسوف يرحل، أن يتم الحفاظ على الاستقرار في ذاك البلد”.

وأضاف ان “الطريقة المثلى للحفاظ على هذا النوع من الاستقرار هو بالحفاظ على أكبر عدد ممكن من الجيش والشرطة، بالإضافة على القوات الأمنية”، معرباً عن أمله في “أن ينتقلوا إلى حكومة ديمقراطية، وهذا أمر أساسي”.

وشدد على ضرورة ألا تسمح الولايات المتحدة بتكرار الخطوات التي أقدمت عليها إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش عند حل الجيش العراقي.

وقال “من المهم ألا نرتكب الأخطاء عينها التي ارتكبناها في العراق، وخاصة عندما يتعلق الأمر بأمور مثل المواقع الكيميائية، فإن (الجيش السوري) يقوم بمهمة جيدة جداً في ما يتعلق بحماية هذه المواقع، وإذا توقف عن ذلك فجأة سيكون وقوع هذه الأسلحة الكيميائية في الأيدي الخاطئة، أي حزب الله أو متطرفين آخرين في تلك المنطقة، كارثة”.

+وكان بانيتا دعا في مقابلته الأسد إلى الرحيل إذا كان يريد حماية نفسه وحماية عائلته.

وقال إن الأسد “يعلم انه يواجه مشكلة، ورحيله يعد مسألة وقت”. وأضاف ان الولايات المتحدة تقدم مساعدة “غير قاتلة” للثوار في سوريا، بما في ذلك أجهزة اتصال.

لكنه أوضح ان دول أخرى تقدم مساعدة عسكرية مباشرة أكثر، “ولذا لا جدل حول ان (الثوار) يحصلون بطريقة أو بأخرى على الدعم الذي يحتاجونه بغية الاستمرار بهذا القتال”.

وكان بانيتا قال يوم الأحد الماضي ان الهجمات التي يشنها الجيش السوري على مدينة حلب ستكون بمثابة “مسمار في نعش الأسد” إذ انها ستزيد من عدد الأشخاص الذين يعارضون الحكومة.

ناشطون: مسلحو المعارضة هاجموا فرع حزب البعث الحاكم في حلب

دمشق- (د ب أ): قال ناشطون سوريون إن مسلحي المعارضة شنوا هجوما على فرع حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم والمستشفى العسكري في حلب بشمال سورية اليوم الثلاثاء، وذلك مع استمرار القتال في المحافظة لليوم الرابع.

وقال أبو عمر الحلبي القيادي في الجيش السوري الحر لوكالة الأنباء الألمانية من حلب إن “الثوار نجحوا في شن هجوم على فرع حزب البعث والمستشفى العسكري وكذلك المحكمة العسكرية في حي المحافظة بحلب”.

وأضاف أن ستة من مسلحي المعارضة قتلوا في الاشتباكات، فيما انشق نحو 15 من القوات الحكومية وانضموا إلى صفوف القوات المعارضة.

وقال الحلبي إن الثوار يسيطرون حاليا على ما يقرب من 60% من حلب، مشيرا إلى أن القتال على أشده في حيي صلاح الدين والسكري.

ويأتي هذا بينما شهدت مناطق أخرى في سورية أعمال عنف متفرقة.

ففي دمشق، دارت اشتباكات عنيفة بعد منتصف الليل في أحياء التضامن والقزاز ومخيم اليرموك، وترافقت الاشتباكات مع سماع أصوات انفجارات.

كما دارت اشتباكات في مناطق في كل من ريف دمشق ودرعا ودير الزور وإدلب.

الجيش الحر يقترح حكومة انتقالية برئاسة الدروبي وسيدا للخارجية وغليون للمغتربين

نزوح جماعي من حلب هربا من القصف والمعارك وقوات الاسد تعلن استعادة منطقة صلاح الدين

دمشق ـ بيروت ـ الامم المتحدة ـ وكالات: اعلن الجيش السوري الحر الاثنين الاستيلاء على نقطة استراتيجية قرب حلب تربط الحدود التركية بالمدينة التي تستمر الاشتباكات فيها، في الوقت نفسه كثف الجيش السوري حملته لطرد مقاتلي المعارضة من حلب الاثنين واطلق نيران المدفعية وقذائف المورتر في حين حلقت طائرة حربية مقاتلة فوق منطقة قال الجيش انه استعاد السيطرة عليها امس.

وهزت نيران المدفعية وقذائف المورتر أرجاء حلب وغصت المستشفيات والعيادات المتـــنقلة في المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في شرق المدينة بالمصابين نتيجة لاسبوع من القتال في حلب، فيما شهدت المدينة نزوحا جماعيا هربا من القصف والمعارك المتواصلة.

وقال مصدر امني في دمشق ان ‘الجيش سيطر على جزء من حي صلاح الدين ويواصل هجومه’. لكن نشطاء معارضين نفوا دخول القوات الحكومية حي صلاح الدين الواقع في جنوب غرب ثاني اكبر المدن السورية حلب ويمر عبره أهم طرق التعزيزات للقوات السورية من الجنوب.

في هذا الوقت، ذكرت وكالة انباء الاناضول التركية الاثنين ان الجيش التركي يواصل تعزيز وحداته على الحدود السورية.

وقالت ان قافلة تضم منصات صواريخ لم تحدد نوعها، ودبابات وآليات مدرعة قتالية للمشاة وذخائر وجنودا غادرت مقر القيادة العسكرية في غازي عنتاب (جنوب) متجهة الى المناطق الحدودية في محافظة كيليس.

وكانت تركيا اعلنت اقفال معابرها الحدودية مع سورية الاسبوع الماضي بعد سيطرة المقاتلين المعارضين على عدد من هذه المعابر من الجانب السوري.

ميدانيا في مدينة حمص (وسط)، اعلن التلفزيون الرسمي السوري الاثنين ان الجيش النظامي قام بـ’تطهير حي القرابيص من الارهابيين’.

وفي هذا السياق، اعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاثنين ان موكبا كان يقل مراقبين تابعين للمنظمة الدولية وبينهم رئيس بعثة المراقبين الجنرال غاي، تعرض الاحد لاطلاق نار من ‘دبابات تابعة للجيش’ السوري.

وقال الامين العام في تصريح صحافي ان ‘الجنرال غاي وفريقه كانا هدفا لاطلاق نار على مرتين، الا ان احدا لم يصب في هذين الهجومين’.

وفي مواجهة هذا التصعيد، صرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان فرنسا التي ستتولى رئاسة مجلس الامن الدولي في آب (اغسطس)، ستطلب قبل نهاية الاسبوع الجاري اجتماعا عاجلا للمجلس على مستوى وزراء الخارجية.

وانتقد المجلس الوطني السوري المعارض في بيان الاثنين اتخاذ العالم موقف ‘المتفرج’ ازاء’استعداد النظام لارتكاب أبشع الجرائم بحق ستة ملايين سوري في حلب وريفها’.

من جانبه، قال رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف في مقابلة مع صحيفة ‘التايمز’ البريطانية نشرت الاثنين ان الخلافات بين روسيا والغرب بشأن سورية ليست بالضخامة التي تبدو عليها، معتبرا انه ‘ليس من الواضح الدور الذي سيلعبه الاسد في اي حل سياسي مستقبلي’.

سياسيا، عرض الجيش السوري الحر في الداخل ‘مشروع انقاذ وطنيا’ للمرحلة الانتقالية ينص على انشاء مجلس اعلى للدفاع يتولى تشكيل مجلس رئاسي من ست شخصيات عسكرية وسياسية يدير المرحلة الانتقالية في سورية بعد سقوط الرئيس بشار الاسد، وحكومة انتقالية برئاسة ملهم الدروبي، تضم 31 وزيرا بينهم عبد الباسط سيدا وزيرا للخارجية وبرهان غليون وزيرا لشؤون المغتربين.

واوضح الجيش السوري الحر في بيان صدر الاثنين ما اسماه ‘مشروع انقاذ وطني يلبي كامل متطلبات الثورة’ ان المجلس العسكري سيضم ‘كل قادة المجالس العسكرية في المدن والمحافظات السورية وكبار الضباط المنشقين والضباط المساهمين في الثورة’.

ومن مهام المجلس الرئاسي ‘اقتراح قوانين تطرح على الاستفتاء العام و(…) اعادة هيكلة المؤسستين الأمنية والعسكرية على اسس وطنية ووضع حلول لاستيعاب المدنيين الذين حملوا السلاح خلال الثورة في المؤسستين العسكرية والأمنية’.

لندن: القائم بالأعمال السوري في لندن يستقيل لعدم رغبته ‘بتمثيل النظام السوري

لندن ـ ا ف ب: اعلنت وزارة الخارجية البريطانية ان القائم بالاعمال السوري خالد الايوبي استقال من منصبه وقال انه لم يعد يرغب في تمثيل نظام الرئيس السوري بشار الاسد بسبب اعمال العنف التي يرتكبها.

وقالت الوزارة في بيان ان الايوبي ابلغها الاثنين انه ‘ترك منصبه’، واصفة ذلك بأنه ضربة للحكومة السورية.

وقالت الوزارة ان الايوبي ‘ابلغنا انه لم يعد مستعدا لتمثيل نظام يرتكب اعمال عنف وقمع ضد شعبه، وبالتالي فإنه غير قادر على الاستمرار في منصبه’.

وطردت بريطانيا القائم بالاعمال السوري السابق غسان دلة ودبلوماسيين اثنين في ايار (مايو). وسحبت سورية سفيرها من لندن في وقت سابق.

وذكرت الوزارة ان ‘الايوبي هو ارفع دبلوماسي سوري في لندن، ويعد تركه منصبه ضربة اخرى لنظام الاسد’.

واضافت ان استقالة الايوبي ‘تظهر مشاعر الاشمئزاز واليأس التي تثيرها افعال النظام في نفوس السوريين على اختلاف مشاربهم داخل البلاد وخارجها’.

وقالت ‘ندعو الاخرين ممن هم حول بشار لان يقتدوا بالايوبي، والنأي بأنفسهم عن الجرائم التي ترتكب بحق الشعب السوري ودعم مستقبل مسالم وحر لسورية’.

وتاتي استقالة الايوبي بعد سلسلة انشقاقات لمسؤولين سوريين كبار في الاسابيع الاخيرة من بينهم السفيران في بغداد والامارات العربية المتحدة والقائمة بالاعمال في قبرص والملحق الامني في السفارة السورية في سلطنة عمان.

واوضحت الخارجية البريطانية ان خالد الايوبي يرفض الادلاء بتصريحات. ورفضت الوزارة اعطاء معلومات عن مكان وجوده راهنا او توضيح ما اذا كان ينوي طلب اللجوء في بريطانيا.

وقالت الدبلوماسية البريطانية ان الايوبي انضوى في الدبلوماسية السورية عام 2001 والمنصب الاول الذي تولاه هو القنصل في اليونان بين 2003 و2008.

مقاتلون اسلاميون يتوقون للانضمام لقوات المعارضة السورية

ريحانلي- (رويترز): وضع عبد الله بن شمر وهو طالب سعودي مصحفا صغيرا وسط امتعته القليلة التي حزمها بعناية في حقيبة استعدادا للانطلاق مع صديق ليبي في رحلة عبر التضاريس الجبلية التي تفصل جنوب تركيا عن سوريا.

وقال بن شمر (22 عاما) ذو اللحية الخفيفة والمتخصص في الهندسة متحدثا لرويترز في بلدة ريحانلي التركية والتي لدى سكانها العرب روابط تاريخية مع سوريا “من واجبنا الذهاب إلى بلاد الشام العظيمة (سوريا) والدفاع عنها ضدالطغاة العلويين الذين يرتكبون المذابح ضد شعبها.”

ويتوجه شمر وصديقه إلى سوريا في اطار تدفق صغير ولكنه متنام لمتشددين عرب إسلاميين عقدوا العزم على الانضمام للثورة المستمرة منذ 16 شهرا ضد الرئيس السوري بشار الأسد. وسيثير وجودهم بواعث قلق الدول الغربية التي حذرت من تشدد على نمط القاعدة في سوريا التي يهدد الصراع فيها بنشر نزاع طائفي خارج نطاق حدودها.

ويقول بن شمر وصديقه الليبي سالوم انهما يسيران على نهج اسلافهما الذين حاربوا في الجيوش التي أرسلها النبي محمد في فجر الاسلام لتحرير سوريا الكبرى ممن وصفوهم بالمشركين البيزنطيين.

وقالا إن مشركي القرن الحادي والعشرين في سوريا هم الأسد وجماعته في النخبة الحاكمة من الطائفة العلوية التي تمثل الاقلية وهي فرع من الشيعة هيمن على السلطة في الدولة الشامية على مدى العقود الخمسة الماضية.

ويشق متطرفون من السنة مثل المقاتلين الاجانب طريقهم الان إلى سوريا وبداخلهم كراهية للعلويين الذين يعتبرونهم كفارا وكراهية لإيران التي تدعم الرئيس السوري.

وقال بن شمر “ثار السكان المسلمون في سوريا اخيرا بعد ان نهب الأسد والعلويون سوريا بدعم من إيران وحزب الله. لا يمكن للمسلمين في اي مكان الوقوف مكتوفي الايدي دون عمل شيء لمساعدة الثورة.”

ووصل بن شمر وصديقه وهما من الطبقة المتوسطة إلى تركيا هذا الاسبوع. وكانا قد التقيا اول مرة في بلدة برايتون البريطانية قبل عدة سنوات اثناء حضور دورة لغات.

واستشعرا حدوث تغيير كبير في مسار الثورة بعد اغتيال اربعة من كبار المساعدين الامنيين للأسد في دمشق في 18 يوليو تموز وهو الحدث الذي شجع مقاتلي المعارضة على شن هجمات في دمشق وحلب المركز التجاري لسوريا.

وقال عدة قادة لمقاتلي المعارضة في شمال غرب سوريا انه خلال الشهور القليلة الماضية انضم اشخاص منهم ليبيون وكويتيون وسعوديون وايضا مسلمون من بريطانيا وبلجيكا والولايات المتحدة باعداد ثابتة إلى قوات الجيش السوري الحر.

ويشكل هؤلاء الأشخاص ما تصفه مصادر المعارضة بتدفق سريع لكنه ما زال صغيرا لمقاتلين اجانب إلى سوريا. ومن بين هؤلاء شبان سوريون ولدوا في الغرب بعد فرار عائلاتهم من الاضطهاد تحت حكم عائلة الأسد.

وتوجه معظمهم إلى محافظة حماة في وسط سوريا حيث يوفر لهم بعض الجهاديين ممن لهم خبرة في أفغانستان التدريب الاولي على التعامل مع البنادق الالية وحرب العصابات.

وتقول مصادر المعارضة ان المئات من الجهاديين الاجانب يعملون الان في مدينة حماة وهي مركز كبير للثورة ضد الأسد. وتوجه البعض للقتال في دمشق لكن اعدادهم اصغر من ان تغير ميزان القوة الذي يميل بشكل كبير لصالح قوات الأسد.

وتحدث عدة اشخاص عن ارتكاب مذابح ضد قرى سنية كما اثار قصف المساجد مشاعر الكراهية للعلويين مما دفع بعض رجال الدين السنة إلى الدعوة للجهاد في سوريا.

وشبه دبلوماسي غربي يتابع تدفق المقاتلين الاجانب إلى سوريا بالاوروبيين المؤمنين بالمثالية والذين توجهوا إلى اسبانيا عام 1936 للمساعدة في القتال ضد الجنرال فرانسيسكو فرانكو لكنهم لم يتمكنوا في نهاية المطاف من مضاهاة قوات الدكتاتور فرانكو.

وقال سالوم انه حارب مع قوات المعارضة الليبية في معركة الزاوية قرب طرابلس قبل سقوط معمر القذافي العام الماضي. ورفض الافصاح عن المكان الذي سيتوجه اليه في سوريا لكنه قال ان واجبه الديني يتحتم عليه مساعدة السوريين الذين يحتاجون المساعدة.

وقال “اشقاؤنا السوريون في حاجة إلى اي مساعدة يمكن ان يحصلوا عليها لان المجتمع الدولي تخلى عنهم خلافا لما حدث في ليبيا.”

وأضاف سالوم (24 عاما) والذي قال انه ترك جامعة طرابلس في ليبيا حيث كان يدرس الكيمياء “انهم يرحبون بنا وينتظروننا بشغف. نريد ان نخبرهم بانهم ليسوا وحدهم في هذه المعركة لتحرير هذه الارض من طغيان الاقلية.”

وقال سالوم الذي ينوي الانضمام إلى وحدة تسمى كتائب احرار الشام ان المشاركة في الجهاد من اسمى طموحاته كمسلم. وذكرت مصادر بالمعارضة السورية ان معظم المقاتلين الاجانب انضموا إلى هذه الوحدة ومنهم محمد سالم الحربي وهو رجل دين سعودي شاب من المعتقد انه قتل هذا الاسبوع.

وأضاف سالوم “نتابع نجاحات مجاهدينا السوريين في الاسابيع الماضية. النصر من عند الله.” وكان سالوم جالسا على حشية عليها جهازا ارسال واستقبال وجهاز اي فون واجهزة اتصالات اخرى.

ويقول مقاتلو المعارضة ان الصراع في سوريا أغضب الكثير من العرب السنة الذين ينظرون اليه على انه حملة عسكرية للعلويين من اجل تصفية عرقية في سوريا واقامة دولة علوية محضة تمتد من ساحل البحر المتوسط إلى المناطق الوسطى من البلاد.

وقال سالوم “يتصرف العلويون بانتقام. لقد أوهمهم الأسد بانها حرب حياة أو موت بالنسبة لهم وانه اذا انتصر السنة فيها فستكون في ذلك نهايتهم.”

وقال سالوم “انظروا إلى كراهيتهم” في اشارة إلى تسجيل مصور وزعه ناشطون سوريون على نطاق واسع ويظهر فيه على ما يبدو رجال من الميليشيا العلوية الموالية للأسد والتي تعرف باسم الشبيحة وهم يستخدمون سكينا لذبح معارض شاب مقيد الإيدي من إدلب في واقعة يصفها السنة بانها تكشف عن ضغائن طائفية عميقة.

وقال بن شمر “العلويون استولوا على كل شيء في سوريا السلطة السياسية والاقتصاد والوظائف الحكومية والان يريدون مواصلة استعباد اشقائنا وشقيقاتنا السوريين. انهم يقولون لهم ان ربكم هو الأسد.”

ويؤكد الأسد على ان الاحداث التي تشهدها سوريا يقف وراءها “ارهابيون” مدعومون من الخارج وان قواته تعمل على استعادة الاستقرار.

وفي تصريح يراعي على ما يبدو بواعث قلق الدول الغربية الداعمة لهم يقول زعماء المعارضة السورية انه في حين ان الجهاديين العرب الذين يتوافدون ببطء على سوريا محل ترحيب إلا ان اعدادهم لا تذكر وهم يتحركون من منطلق المثالية والتقوى.

ويقولون ان وجودهم لن يغير شكل الانتفاضة التي تفجرت ضد سنوات من القمع.

وقال يونس خضر وهو قائد عسكري لكتيبة من مقاتلي المعارضة تسمى “احفاد النبي” في منطقة عندان غربي حلب “معظمهم من الشبان المستائين من القتل الطائفي الذي يمارسه النظام. يحملون لواء الوحدة الإسلامية ويأتون إلى سوريا بدافع المثالية وغالبا بدون تدريب أو خبرة قتالية ملموسة”.

واستشهد خضر بقضية صابر الحجي وهو طالب ليبي كان يدرس الفقه الاسلامي وانضم للمعارضة السورية كمقاتل وقتل في حلب.

وقال “نكن احتراما كبيرا للحجي. كان رجل دين واخلاصه للاسلام يأتي في المقام الاول ولهذا فهو نموذج للكثير منا”.

وأضاف “فيرحمه الله ويسكنه فسيح جناته مع الشهداء”.

الكل يريد قسما من سوريا

صحف عبرية

ما كانت تحتاج ايران لزيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم كي تعيد تأكيد دعمها لنظام الاسد. وما كان المعلم بحاجة الى أن يكلف نفسه العناء للذهاب الى ايران كي ‘يكتشف’ بان تحالفا مغرضا، تشارك فيه اسرائيل والغرب، هو الذي يسعى الى تصفية النظام السوري. فقد كان للزيارة هدف هام آخر: عرض خطة عسكرية كفيلة، برأي النظام، بوضع حد للمعركة، ضمان استمرار حكم الاسد وتهدئة روع ايران بالنسبة لمكانة الدولة الآخذة في التحطم.

ايران هي الدولة الوحيدة التي تقدم المساعدة الى سورية الواهنة. ومع أن روسيا تعطي ظهرا سياسيا واسعا، وحتى الان نجحت في منع فرض مزيد من العقوبات أو التدخل العسكري. الا انه خلافا لموسكو، التي ستكون بحاجة لكل نظام يأتي في المستقبل، فان طهران قلقة من ضياع قبضتها في سورية، والتي قد تفقد معها أيضا قبضتها في لبنان. ايران لا يمكنها أن تعتمد على أن يرغب النظام الجديد في سورية في اقامة علاقة معها. كما أن هذا هو السبب في أن وزير الخارجية الايراني، علي أكبر صالحي شدد أمس على ان ‘فكرة الحكومة الانتقالية في سورية هي وهم’.

ويؤيد الغرب، بعض الدول العربية وتركيا اقامة حكومة مؤقتة. وحتى الناطقون الروس أوضحوا بان هذه هي الفكرة العملية الوحيدة. وتكشف هذه المسألة الفجوة في المواقف بين ايران وروسيا التي بدت حتى الان منسقة بين الدولتين. وشددت موسكو مؤخرا بانها غير مكبلة بالتزامها بالاسد، رغم أنها تعارض التدخل الخارجي لاسقاطه. اما ايران بالمقابل، فمتمسكة بالنظام الحالي.

ويأمل مؤيدو الحكومة المؤقتة في أن يحدث الخلاف في المواقف واستمرار الضغط في الامم المتحدة حيث تعتبر روسيا كمن تسمح بالمذبحة في سورية التغيير المنشود. على هذه الخلفية تأتي المبادرة حديثة العهد للجامعة العربية بتفعيل المادة السابعة من ميثاق الامم المتحدة والذي يسمح باستخدام القوة لاحلال الهدوء، رغم أنه من المعقول ان تستخدم روسيا حق النقض الفيتو. والهدف هو مواصلة العمل في الامم المتحدة لدفع روسيا نحو الزاوية ودفعها تصريحيا على الاقل للابتعاد عن نظام الاسد.

يتعين على روسيا أن تقرر قريبا جدا كيف ترى مستقبل سورية. فالتراجع السريع عن التأييد للاسد لا يزال يمكنه أن يحافظ على مكانتها في أوساط محافل المعارضة التي ستقود الدولة بعد سقوط الاسد. اما استمرار تأييدها للنظام الحالي فمن شأنه أن يؤدي، على الاقل، في المدى القصير، الى سياسة انتقامية من جانب القيادة الجديدة.

وينضم الان الى ساحة لعبة القوى في سورية، بين روسيا والولايات المتحدة وبين السعودية وايران محافل محلية قوية من شأنها أن تقرر وجهة المنظومة الاستراتيجية ما بعد الاسد.

وضمن قوى اخرى تصعد قوة الاكراد في سورية والاكراد في العراق، كمن يمكنهم أن يؤثروا على سير الامور في المستقبل. كما أن خلايا القاعدة وشركائها، الفرع السوري من الاخوان المسلمين او على سبيل البديل دول صغيرة وغنية كقطر والكويت تمول الجيش السوري الحر، بدأت منذ الان تدير صراعات داخلية للسيطرة على معاقل قوة في العهد القادم.

سورية، الدولة عديمة الاهمية الاستراتيجية، الدولة التي ليس فيها نفط او مقدرات مغرية اخرى، والتي كانت حتى الثورة شريكا في خطوات استراتيجية اقليمية، تصبح ساحة مناوشة دولية يكون فيها عدد القتلى ‘ضرر هامشي’ عديم الاهمية أمام المسعى لبناء خريطة شرق أوسطية جديدة من خلالها.

تسفي بارئيل

هآرتس 30/7/2012

الجيش السوري الحر يقترح مجلسا رئاسيا من شخصيات مدنية وعسكرية للمرحلة الانتقالية

ينص على انشاء ‘المجلس الاعلى للدفاع’ الذي ستكون ‘أولى مهامه تأسيس مجلس رئاسي من ست شخصيات مدنية وعسكرية

بيروت ـ لندن ـ ‘القدس العربي’: عرض الجيش السوري الحر في الداخل ‘مشروع انقاذ وطني’ للمرحلة الانتقالية ينص على انشاء مجلس اعلى للدفاع يتولى تأسيس مجلس رئاسي من ست شخصيات عسكرية وسياسية يدير المرحلة الانتقالية في سورية بعد سقوط الرئيس بشار الاسد.

وعرضت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل في بيان صدر الاثنين ووصلت الى ‘القدس العربي’ نسخة منه ما اسمته ‘مشروع انقاذ وطني يلبي كامل متطلبات الثورة’ وينص على انشاء ‘المجلس الاعلى للدفاع’ الذي ستكون ‘أولى مهامه تأسيس مجلس رئاسي من ست شخصيات مدنية وعسكرية لادارة الدولة في المرحلة الانتقالية’.

واوضح البيان ان المجلس العسكري سيضم ‘كل قادة المجالس العسكرية في المدن والمحافظات السورية وكبار الضباط المنشقين والضباط المساهمين في الثورة’. ومن مهام المجلس الرئاسي ‘اقتراح قوانين تطرح على الاستفتاء العام و(…) اعادة هيكلة المؤسستين الأمنية والعسكرية على اسس وطنية ووضع حلول لاستيعاب المدنيين الذين حملوا السلاح خلال الثورة في المؤسستين العسكرية والأمنية’.

كما اقترح مشروع الجيش الحر في الداخل الذي قال انه جاء حصيلة مشاورات واسعة ‘تأسيس المجلس الوطني الأعلى لحماية الثورة السورية’ الذي يعتبر ‘بمثابة مؤسسة برلمانية لمراقبة عمل الأجهزة التنفيذية’.

ورأى وجوب مشاركة المجلس الوطني السوري وكل القوى السياسية والشخصيات الوطنية والهيئة العامة للثورة والتنسيقيات والحراك الثوري والجيش السوري الحر ‘في صنع المؤسسات الجديدة’.

وفي اقتراح لتشكيل حكومة انتقالية، عرض الجيش الحر في الداخل ان تكون للمؤسسة العسكرية فيها حقيبتان وزاريتان هما الداخلية والدفاع، على ان تكون حقيبة وزير شؤون رئاسة الحكومة ‘لشخصية مدنية تقوم المؤسسة العسكرية للثورة بتعيينها’.

واكدت القيادة المشتركة للجيش الحر في الداخل ان المشروع المقترح ‘يمكن أن يحقق مرحلة انتقالية آمنة ومتوازنة’، معربة عن املها بان يشكل ‘خارطة طريق مقبولة من كل الأطراف على طريق التحرير والاستقلال، وبناء سورية الجديدة’.

وقال البيان ان ‘اي حكومة تشكل هنا او هناك لن ترى النور ولن تحظى بأي شرعية وطنية وثورية ان كانت لا تتبنى كامل مطالب الثورة دون نقصان او مواربة ولم تحظ بموافقة القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل وكل القوى الثورية الحقيقية الفاعلة على الأرض’. وفيما يلي الاسماء المقترحة:

مقترح الحكومة الانتقالية:

الحكومة المقترحة من القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل

رئيس الحكومة المقترح ملهم الدروبي

نواب رئيس الحكومة المقترحين :

نائب رئيس الحكومة للشؤون الأمنية تعينه القيادة المشتركة للجيش الحر في الداخل

نائب رئيس الحكومة للشؤون الاقتصادية راتب الشلاح

نائب رئيس الحكومة لشؤون المواطنة عبد الحميد درويش

نائب رئيس الحكومة لشؤون الخدمات فداء الحوراني

نائب رئيس الحكومة لشؤون إعادة الإعمار نجاتي طيارة

نائب رئيس الحكومة لشؤون الأحزاب سمير نشار

نائب رئيس الحكومة للشؤون الثقافية ميشيل كيلو

أعضاء الحكومة المقترحة:

وزير الخارجية عبد الباسط سيدا

وزير الداخلية تعينه القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل

وزير الدفاع تعينه القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل

وزير شؤون الإدارة المحلية عمار القربي

وزير الاقتصاد ـ عارف دليلة

وزير التجارة مؤيد الرشيد

وزير الصناعة رياض سيف

وزير النفط والثروة المعدنية منذر ماخوس

وزير المالية الدكتور حسام مراد

وزير التخطيط مصطفى رستم

وزير العمل خولة دنيا

وزير الإسكان والتعمير نواف البشير

وزير التنمية عبد الأحد اصطيفو

وزير الزراعة والري سالم عبد العزيز المسلط

وزير الكهرباء عبد الكريم آغا

وزير النقل عبد المجيد منجونة

وزير الاتصالات نذير الحكيم

وزير السياحة فرح الأتاسي

وزير العدل حسن عبد العظيم

وزير حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية أنور البني

وزير شؤون المرأة هيرفين أوسيه

وزير التعليم العالي جورج صبرا

وزير التربية ـ باسم حتاحت

وزير الشباب والرياضة خالد أبو صلاح

وزير شؤون المغتربين برهان غليون

كمال لبواني وزير الصحة

وزير الاوقاف الشيخ أحمد الصياصنة

وزير الشؤون الاجتماعية ريما فليحان

وزير الثقافة بشار العيسى

وزير الإعلام بسام جعارة

وزير شؤون رئاسة الحكومة فهد المصري

هيئة مستشاري رئاسة الحكومة : وتضم كفاءات سورية معارضة من شتى المجالات والاختصاصات.

الحكومة الانتقالية: تحتفظ المؤسسة العسكرية للثورة بثلاث حقائب وزارية في هذه الحكومة وهي وزارات الداخلية والدفاع وحقيبة وزير شؤون رئاسة الحكومة لشخصية مدنية تقوم المؤسسة العسكرية للثورة بتعيينه.

واستحداث منصب أمين عام الوزارة في كل وزارة وكل وزارة لديها أمين عام وزارة تكنوقراط شخصية لامعة على المستوى المهني والاختصاص.

الجهاديون يطالبون بدور في تقرير مصير سورية.. ويفضلون علم الاسد على علم الثورة

العراق لا يرحب باللاجئين السوريين.. وفلسطينيو سورية بين مطرقة الجيش الحر وسندان مخابرات النظام

لندن ـ ‘القدس العربي’: تحتدم المعارك في مدينة حلب، ومع احتدامها يزداد الجهاديون اطمئنانا، فيما تتواصل التحليلات التي تقول ان النظام قد انتهى، فيما يقول مسؤولو النظام انهم قادرون على سحق المعارضة المسلحة في حلب.

والتطور الجديد في المسألة السورية هي التصريحات التي ادلى بها رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف لصحيفة ‘التايمز’ البريطانية والتي قال فيها انه لا يعرف ما ستفضي اليه الاحداث ‘وما هو طبيعة ميزان القوى في المستقبل وماذا سيكون وضع الاسد فيه’، مؤكدا ان هذا ‘هو ما سيحدده السوريون بانفسهم، فشركاؤنا يطالبوننا بدعم تحرك اكثر حسما، ولكن السؤال هو اين ستنتهي اليه القرارات ومن اين سيبدأ العمل العسكري؟’.

واكد مدفيديف ان بلاده قامت بمراجعة الوضع وان طرفي الصراع يتحملان المسؤولية، وقال ‘على الرغم من الاختلاف في التأكيدات فان موقف روسيا وبريطانيا وامريكا ليست مختلفة بشكل كبير كما يقترح البعض، فكلنا نبدأ من موقف واحد وهو ان اسوأ ما ستفضي اليه الاحداث هي حرب اهلية شاملة’. وكان مدفيديف يتحدث للصحيفة قبل بداية حفل افتتاح الدورة الاوليمبية في لندن، حيث اجتمع مع رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون واخبره انه طلب قبل عام من الآن من الرئيس السوري بشار الاسد المسارعة باجراء اصلاحات والاتصال بالمعارضة، ايا كان الامر صعبا عليه. وتقول الصحيفة ان تصريحات رئيس الوزراء الروسي تلمح الى ان صبر موسكو مع الاسد بدأ ينفد، ولكن مدفيديف اكد ان روسيا ترفض التدخل الخارجي وكرر انتقادات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتدخل الغربي في ليبيا العام الماضي قائلا انه ايا كان الوضع ففرض ديمقراطية من الخارج لن يكون الحل. والتقى مدفيديف اثناء زيارته للندن رئيس الوزراء التركي طيب رجب اردوغان والذي الح على موسكو دعم موقف اكثر تشددا من الاسد، كما والتقى مع القادة اللبنانيين وحذر من تأثر المنطقة كلها بسبب الازمة.

ضعيف وبلا اصدقاء

وعلقت الصحيفة في افتتاحيتها على تصريحات رئيس الوزراء الروسي بقولها ان موقف الاسد يبدو ضعيفا الآن ليس بسبب الموقف الدولي في الامم المتحدة بل للانجازات التي حققها المقاتلون على الارض. وقالت ان الجيش استخدم كل الآليات الثقيلة ضد المقاتلين في دمشق وحلب لكن النظام يعرف ان المقاتلين قد حققوا تقدما في المدينتين الكبيرتين، يضاف الى الانشقاقات المستمرة ومقتل كبار اركان نظامه جعلت وضعه غير مستقر.

وتضيف انه كلما تشبث الاسد بالسلطة كلما زادت معاناة السوريين، وهناك مخاوف من تفكك سورية بناء على الخطوط الطائفية، اضافة للمخاوف حول الترسانة الكيماوية التي يملكها النظام، مشيرة الى ان نظاما غير شرعي سيقوم بخلق الفوضى والكوارث. ومن هنا تقول انه في غياب الاجماع في مجلس الامن فالمجتمع الدولي مطالب بالعمل تأمين مستقبل سورية ما بعد الاسد. وتضيف ان استمرار انشقاق الجنرالات سيضعف الاسد اكثر.

وترى ضرورة دعم المقاتلين باجهزة الاتصال والمعلومات الاستخباراتية واقناعهم بتشكيل حكومة تكون جاهزة لتولي السلطة وهذه ستكون بحد ذاتها انجازا لهم.

الجهاديون يكبرون

وعلى صعيد التطورات الميدانية كتبت صحيفة ‘نيويورك تايمز’ تقريرا تحت عنوان ‘الحرب مستمرة ومعها يكبر دور الجهاديين’، ويقول التقرير انه كلما استمر النزاع كلما شعر السوريون ان الحرب اصبحت اكثر راديكالية وتشددا، مشيرة الى تزايد اعداد الجهاديين السوريين من الداخل والاخرين اجانب، اضافة لتزايد دورهم في الحرب وعليه يطالبون بدور في تحديد مسار الثورة. فقد شهدت الاشهر الاخيرة ظهور جماعات كبيرة ومنظمة واكثر تسليحا جيدا وتدفع من اجل تحقيق اجندة جهادية.

ونقلت عن احد قيادي الجيش الحر في ادلب قوله ان الجهاديين موجودون في كل مكان حيث يقاتلون تحت الراية السوداء وهي علم النبي، ويقدر عددهم بحوالي 50 جهاديا. واشار القيادي الذي كان يتحدث من بلدة سراقب الى قوة الجهاديين فقد طالبوا برفع علمهم في التظاهرات التي تعقد يوم الجمعة. وعندما قرر المجلس البلدي الجديد التصويت على ذلك كان الجواب لا، ومع ذلك سمح لهم برفع العلم لمدة 20 دقيقة. وتضيف الصحيفة ان الواقع على الارض قد حقق ادعاءات النظام التي قال فيها انه يقاتل جماعات ‘ارهابية’ من القاعدة، كما ان العامل الجهادي يقف وراء تردد ادارة باراك اوباما لتسليح المعارضة خشية وقوعها في يد ناشطي القاعدة. ولكن هذه الجماعات ليست بحاجة لسلاح اوباما فهي تتلقى اموالا من الخارج. ويشير محلل ان الكثير من المقاتلين العلمانيين والمعتدلين انضموا للجماعات السلفية كي يحصلوا على السلاح. وهذا لا ينفي ان تتسيد لغة الجهاد المعركة فلقطات الفيديو على ‘يوتيوب’ التي تضعها جماعات جهادية تؤكد هذا المظهر. ولعل اهم دليل على تواجد الجهاديين هو السيطرة على معبر باب الهوى الذي لم يكن يتم بدون الجهاديين الاجانب – من ليبيا والجزائر، واسبانيا يوجد واحد منها. ويقول مسؤولو المجالس العسكرية داخل سورية ان من بين ما يقارب الـ 50 الف مقاتل سوري هناك حوالي الف من الخارج وعادة ما يثيرون المشاكل مع السكان، ومن هنا يقلل الجيش الحر من اهمية عددهم. ويعتقد ان سبب ظهور الجهاديين على الساحة السورية استقلاليتهم عن الجيش الحر، وحصولهم على مصادر دعم مستقلة، فمعظم نشاطاتهم يمولها متبرعون سلفيون من السعودية وقطر، يضاف الى ذلك الطابع الطائفي للثورة السنة ضد العلويين والعكس. وتشير شهادات من ناشطين سوريين الى دخول التيار الاسلامي لقلب الثورة، حيث اصبحت الشعارات الدينية اكثر حضورا من الوطنية ذات الطابع العلماني. وتقول الصحيفة ان تحت السطح صراعا يدور على التأثير فمن يقومون بالعمليات ضد النظام يريدون دورا في اتخاذ القرار، فيما يلقي آخرون باللوم على الغرب وعدم دعمه للقوى العلمانية في الثورة على المظاهر الراديكالية للثورة. وبرزت اسماء جديدة على الساحة مثل ‘احرار الشام’ و’صقور الشام’ و’جبهة النصرة’ وتقول جماعات انها تحصل على اسلحتها بتبرعات من ‘ابناء الوهابية وليس من امريكا كما في العراق’ كما في حالة احرار الشام التي تلقى دعما من الشيخ المعروف عدنان عرعور.

لا اهلا ولا سهلا

في تقرير آخر لصحيفة ‘نيويورك تايمز’ اشارت فيه الى وضع اللاجئين السوريين الذي يحاولون الهروب للعراق، الذين لا يجدون الترحيب الذي يتوقعونه بعدما اوت سورية اكثر من مليون ونصف مليون عراقي اثناء الحرب التي تبعت الغزو الامريكي. وتحدثت عن عائلة قررت الرحيل من البوكمال بعد تعرض بيتها للقصف. وعندما وصلت العراق وضعت مع مئة اخرين في مدرسة وتحت حراسة مشددة. ونقلت عن لاجىء قوله انه يريد العودة لسورية والموت هناك بدلا من العيش في سجن، ومع ذلك لم يسمح له ولاخرين العودة. فعلى خلاف الدول الجارة يعمل العراق كل الجهود لاشعار السوريين انهم اشخاص غير مرحب بهم وذلك لخشيته من دخول مقاتلين يعملون مع القاعدة التي عادت للنشاط من جديد. يضاف الى ذلك ان حكومة نوري المالكي الشيعية في الغالب وان ابدت موقفا محايدا من النزاع الا انها تدعم النظام في دمشق سياسيا. وظل العراق يرفض فتح الباب امام دخول اللاجئين حتى بعد ضغوط من مشايخ العشائر العراقية في الانبار الذين لقبائلهم امتداد في داخل سورية. وادت معاملة الحكومة للاجئين لخروج مظاهرة وفي حر الصيف احتجاجا على معاملة السوريين، ونقلت عن شيخ محمد حسن، شارك في التظاهرة قوله انهم يمنعون من رؤية اللاجئين، مشيرا انه وغيره من المشايخ يريدون الترحيب بهم في بيوتهم وتقديم اسباب الراحة لهم ورد الجميل لهم، وبدلا من ذلك عاملتهم الحكومة كمجرمين. وبحسب احصائيات الامم المتحدة فقد استقبل العراق اقل عدد من اللاجئين اي ما يزيد عن ثمانية الاف، مقارنة مع تركيا التي استقبلت اكثر من 40 الفا. ونقل عن عمال اغاثة تابعين للامم المتحدة في مدينة القائم ان اللاجئين يعاملون بشكل جيد، ولا يسمح بمغادرة المدرسة الا لمن يحمل الجواز العراقي او ممن يحمل تأشيرة مضيفين ان اللاجئين لا يفهمون سبب احتجاز السلطات العراقية لهم، خاصة ان العراقيين الذين لجأوا الى سورية سمح لهم بالتحرك بحرية واستخدام المرافق العامة. ولعل سبب تغير الموقف تغير الوضع السياسي فالنظام السوري دعم الجهاديين بعد غزو العراق، لكنهم يحملون السلاح ضده، ومع ذلك يناقش مشايخ الانبار بالقول ان العائلات السورية التي يريدون الترحيب بها لا تمثل خطرا على الامن الوطني. وفي الوقت نفسه يقول السوريون المحتجزون في المدرسة انهم يطلبون السماح لهم بالعودة الى بلدهم للموت هناك بدلا من الاهانة.

اين الحل؟

هذا سؤال حاول مقال تحليلي كتبه تشارلس غلاس في ‘الغارديان’ الاجابة عليه وجاء فيه ان الخيار الذي يواجه العالم اليوم ليس بين مواجهة الاسد بالسلاح او حركة العصيان المدني بل يقع بينهما. وقرأ تناقضا في تصريحين صدرا عن المعارضة السورية، الاول الذي صدر يوم السبت الذي طالب فيه المجلس الوطني السوري بأسلحة متقدمة للمقاتلين، حيث طالب رئيس المجلس عبدالباسط سيدا بأسلحة تقف امام المقاتلات والدبابات التابعة للنظام. وقبل يومين من تصريحات سيدا اجتمعت عشر منظمات معارضة للنظام في روما ودعو المجتمع الدولي بتقديم المساعدة بطريقة اخرى، حيث طلب المشاركين في الاجتماع التوصل الى حل سلمي، ورفضوا في بيانهم ان تتحول سورية الى ساحة للنزاع الاقليمي والدولي، وعبروا عن ايمانهم بقدرة المجتمع الدولي على التوصل لاجماع يعمل في صالح التوصل لحل سياسي قائم على وقف اطلاق النار وسحب الدبابات من داخل المدن واطلاق سراح المعتقلين والتوقف عن الخطف.

ومن هنا يقول الكاتب ان المعارضة السورية تواجه جماعات تطالب بتسليح المقاتلين واخرى تدعو للعصيان المدني. وذكر ان الصراع في سورية بدأ كثورة سلمية تطورت فيما بعد الى شعبية، متحدثا ان ما دفع الى السلاح هو الحل الامني الذي استخدمه النظام ضدهم فجاء حمل السلاح من اجل الدفاع عن انفسهم واهاليهم. واكد الكاتب ان المقاتلين كانوا في البداية اقلية داخل غالبية تدعو للكفاح السلمي ولكنهم صعدوا وتسيدوا الثورة بسبب افعالهم العسكرية ودعم دولي جاء بسبب اختيارهم البندقية على يافطة الاحتجاج. واضاف انه مع تزايد اعداد القتلى فقد سيطر الداعون للحل العسكري على الطرفين، المعارضة والنظام، ومن هنا فالمعارك التي كانت محصورة في المناطق الحدودية وتم تزويد المقاتلين بالاسلحة لها من الاردن وتركيا ولبنان انتشرت للمركز وتحولت الى مواجهة دموية. وحتى دمشق وحلب كبرى المدن السورية دعمتا النظام او المعارضة سلميا لكنهما تحولتا الى ساحة حرب دموية. واشار لتطور الازمة حيث تلقى المقاتلون نصحا من المستشارين الامنيين الغربيين المتواجدين في تركيا ولبنان، ورد النظام مستخدما كل ما لديه من قوة.

دراسة معهد بيغن السادات: الإستراتيجية البحرية الإيرانية الجديدة منعت التدخل العسكري الغربي في سورية

زهير أندراوس

الناصرة ـ ‘القدس العربي’ رأت دراسة صادرة عن معهد بيغن-السادات للأبحاث الإستراتيجية في إسرائيل إنه مع تصاعد حدة التوتر في الشرق الأوسط بسبب البرنامج الإيراني للأسلحة النووية، صعدت ما كان عليه سابقًا من خلال وضع إستراتيجية جديدة وجريئة للبحرية، وأرسلت سفنا حربية إلى البحر الأبيض المتوسط للمرة الأولى منذ عام 1979. وبالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الخطوة تنضم إلى التهديد الإيراني بإغلاق مضيق هرمز، والذي من شأنه أن يشل حركة الشحن الغربية.

وأضافت الدراسة إن اتخاذ هذه الخطوات الجريئة من قبل البحرية الإيرانية هدفها تخويف الغرب من مواصلة ضغوطها على طهران بشأن القضية النووية، للكي تثبت لهم أن إيران قادرة على إثارة القلاقل في المنطقة، لمساعدة حلفائها ومواجهة الوجود البحري الأمريكي، بهدف توجيه الضربة العسكرية للبرنامج النووي الإيراني، كما قال مًعد الدراسة د. شاؤول شاي.

وزادت أنه في حزيران (يونيو) الماضي أعلنت إيران أنها ستجري مناورات بحرية مع سورية وروسيا في شرق البحر المتوسط، هذا يعكس نوعا من التغيير المستمر في إستراتيجية البحرية الإيرانية عبر تبني إستراتيجية جديدة حيث تقوم بإرسال سفن حربية إلى المياه الأخرى بما فيها منطقة الخليج من سلطنة عمان وبحر قزوين والبحر الأحمر، وحتى البحر الأبيض المتوسط. وفي 18 شباط (فبراير) 2012، أعلن الأدميرال حبيب الله سياري أن سفينتين حربيتين دخلت البحر الأبيض المتوسط للمرة الثانية منذ الثورة الإسلامية عام 1979، ورستا في ميناء طرطوس السوري، للتأكيد على مدى التعاون بين طهران ونظام الأسد.

وقد اقترن هذا الوجود الموسع للبحرية بسبب التهديدات ردا على عقوبات أكثر قسوة من أي وقت مضى، التي يجري فرضها على إيران بسبب برنامجها النووي. وبرأي الدراسة فإن هذه الإستراتيجية هي نتيجة لمحاولة إيرانية لتحقيق الهيمنة الإقليمية وردا على التهديدات لمصالحها الوطنية، والمحاولات الغربية خاصة لوقف إيران من السعي لصنع أسلحة نووية. ولذلك، اعتمدت إيران إستراتيجية جديدة من الوجود البحري في المنطقة، وإرسال السفن إلى عرض البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط.

وتابعت أن إيران تعرف بأن البحر الأحمر هو منطقة إستراتيجية ذات أهمية، وذلك بسبب رغبتها في السيطرة على مسارات النفط البحرية الرئيسية وطرق الغاز إلى الغرب، كما أن هرمز في الشرق وباب المندب، إلى الغرب، وهذا الأخير يشكل الطرف الجنوبي للبحر الأحمر بين اريتريا واليمن، وأماكن ذات أهمية إستراتيجية بالنسبة لإيران، وبالتالي فإن السيطرة على هذه المنطقة تهدد خطوط نقل النفط الدولية. طريق البحر الأحمر هو أيضا قناة الاتصال الرئيسية وتوريد الأسلحة من إيران إلى حماس حليفتها الإقليمية في قطاع غزة، وتسعى إيران بواسطة هذه الوسائل تهريب الأسلحة إلى القطاع وسيناء عبر اليمن، البحر، وعبر السودان.

كما أشارت إلى أنه تقع مضيق باب المندب يقع على بعد ثلاثة كيلومترات من اريتريا واليمن، وتشكل أقرب نقطة إلى خليج عدن، الذي يربط بين قناة السويس والبحر الأحمر إلى المحيط الهندي، وممر لناقلات النفط وسفن الشحن في المناطق الإفريقية وجنوب غرب آسيا، وفي هذا السياق عززت اريتريا علاقات سياسية وعسكرية، واقتصادية وثيقة مع إيران، التي من المحتمل أن تستخدم إريتريا كقاعدة لتقديم أسلحة إلى المتمردين الحوثيين الشيعة في اليمن، مشيرةً إلى أن الجيش اليمني أعلن أن الحوثيين يستعملون الأسلحة الإيرانية.

كما أن تواجد الأسطول الإيراني الرابع في خليج عدن هو مفيد لتسهيل تهريب الأسلحة إلى وكلاء إيران في الصومال واليمن.

وبرأي د. شاي فإن نشر السفن الإيرانية في منطقة البحر الأبيض المتوسط ليست مفاجأة. ففي أيلول (سبتمبر) 2010، نقلت القوات البحرية الإيرانية الأميرال حبيب الله سياري قائد إيران خطة لمواصلة نشر البحرية في أعالي البحار كجزء من إستراتيجية طهران للدفاع عن مصالحها في الخارج. وبالإضافة إلى ذلك، أعلن بعد عدة أشهر أن إيران سوف تنشر أول مدمرة محلية الصنع، الجماران، في المياه الدولية، وبعد فترة وجيزة، في 25 فبراير، 2011، قامت سفينتان حربيتان إيرانيتان بالوصول إلى سورية بعد المرور عبر قناة السويس إلى البحر المتوسط، وهي المرة الأولى مرت السفن الإيرانية عبر قناة السويس منذ عام 1979. هذا التطور الجديد، شددت الدراسة، يأتي في وقت من الاضطراب الكبير في المنطقة، ويوضح جهود إيران للهيمنة الإستراتيجية في المنطقة والجهود الإيرانية لدعم حلفائها في المنطقة في منطقة البحر الأبيض المتوسط: سورية وحزب الله وحماس. وقد استخدمت إيران الطرق البحرية لإرسال شحنات الأسلحة إلى حزب الله وحماس عن طريق السودان أو البحر الأبيض المتوسط وقامت بتهريب الأسلحة إلى غزة. في الواقع، في الفترة من 2002-2012 اعترضت البحرية الإسرائيلية خمسة من هذه السفن. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن وجود البحرية الإيرانية في شرق البحر الأبيض المتوسط سيؤدي إلى تعقيد الصراع البحري في المستقبل القريب بغزة. وادعى علي شيرازي، ممثل خامنئي في الحرس الثوري، في عام 2010 أن قوات الحرس الثوري الإيراني كانت على استعداد لتوفير حراسة عسكرية لسفن الشحن في محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، كما أن إيران، الحليف الاستراتيجي لنظام الأسد في سورية، عبر نشر قواتها البحرية يُوجه رسالة دعم استراتيجي في الأوقات العصيبة للأسد، كما يضيف إلى المخاوف الغربية من أن الأزمة السورية قد تتفاقم إلى نزاع إقليمي، ومن غير المستبعد بالمرة أن الوجود الإيراني ردع أيضًا التدخل الغربي في سورية.

وخلصت الدراسة إلى القول إن المقصود من وجود البحرية الإيرانية يهدف لتخويف الغرب من مواصلة ضغوطه على طهران في القضية النووية، ووصول السفن الحربية الإيرانية إلى البحر الأبيض المتوسط يمثل دليلاً واضحًا على آفاق طهران الإستراتيجية الآخذة في الاتساع ويخدم عدة وظائف، الجهود المستثمرة في بناء قوة بحرية أقوى بهدف دعم السعي الإيراني لتوسيع نفوذها في منطقة البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط الشرقي، وأنها قادرة على إثارة القلاقل العدو اللدود، وتحديدًا يكمن نشر القطع البحرية إلى تحدي إسرائيل في المناطق القريبة منها، على حد تعبير الدراسة.

نائب قائد شرطة اللاذقية من بين 12ضابطا سوريا انشقوا وفروا إلى تركيا

انقرة ـ رويترز: قال مسؤول تركي الاثنين إن نائب قائد شرطة اللاذقية الواقعة بغرب سورية كان من بين 12 ضابطا سوريا انشقوا وفروا إلى تركيا الليلة قبل الماضية. ويصنف قائد الشرطة على انه من أكبر ضباط الشرطة الذين انشقوا على جهاز الامن التابع للاسد وينضم الى عشرات ضباط الجيش الاخرين الذين انشقوا وتوجهوا الان الى تركيا.

ولم يفصح المسؤول التركي الذي طلب عدم نشر اسمه عن اسم قائد الشرطة لكنه قال انه ينتمي الى الغالبية السنية. ومعظم الضباط الذين يتولون مناصب قيادية في قوات الامن السورية من الطائفة العلوية التي ينتمي اليها الاسد.

ويسيطر العلويون على الجيش من خلال هيمنتهم على سلك الضباط ويديرون اجهزة المخابرات والمباحث التي عهد اليها بمنع الانشقاق.

ويشغل الضباط السنة عادة المناصب الادارية وتجري مراقبتهم عن كثب من جانب جهاز المخابرات الذي يغلب عليه العلويون.

ويوجد الان أكثر من 20 لواء وعشرات الضباط الاخرين الذين لجأوا الى تركيا التي يوجهون منها عمليات المعارضة داخل سورية بمساعدة لوجستية من مضيفيهم.

ويعيش غالبية الضباط من الرتب الكبيرة في معسكرات تفرض عليها حراسة شديدة في ابايدين باقليم هاتاي التركي القريب من الحدود.

وقال المسؤول إنه بالاضافة الى الضباط عبر نحو 600 سوري الى تركيا خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية مما يرفع من عدد اللاجئين السوريين في تركيا الى نحو 43500.

النظام يتقدّم في حلب

أعلن الجيش السوري سيطرته على جزء من حيّ صلاح الدين في حلب التي تشهد اشتباكات عنيفة على محاور عدّة، كما أعلن سيطرته على حيّ القرابيص في حمص، في حين واصل الجيش التركي تعزيز وحداته العسكرية على الحدود

استمرت الاشتباكات في مدينة حلب بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن مقتل خمسة مقاتلين معارضين في اشتباكات في حيّ صلاح الدين، كما أفاد مصدر سوري رسمي بأن قوات النظام باتت تسيطر على جزء منه، بينما نفت قيادة «الجيش السوري الحر» في حلب ذلك. وقال ضابط في الجيش للتلفزيون الرسمي إنّه «تمّت السيطرة الكاملة على حيّ صلاح الدين من المسلحين المرتزقة».

وأضاف «سيعود الأمن والأمان إلى مدينة حلب خلال بضعة أيام».

وفي السياق، قال المرصد إن بلدة حيان في ريف حلب «تتعرض لقصف صاروخي ومدفعي عنيف من القوات النظامية، كما شهدت بلدة دير حافر قصفاً بالطائرات المروحية». وأفادت وكالة «فرانس برس» عن سيطرة المقاتلين المعارضين على حاجز عندان، على بعد خمسة كيلومترات شمالي غربي حلب. ونقل عن ضابط في «الجيش الحر» أن الحاجز يشكّل نقطة استراتيجية تسمح بربط المدينة بالحدود التركية، فيما أوضح «المرصد» أنّ «توثيق الضحايا في حلب أكثر صعوبة من المناطق الاخرى بسبب المعارك»، مشيراً الى وجوب التحقق من كل معلومة عن إصابات من مصادر عدة.

في هذا الوقت، ذكرت وكالة «أنباء الأناضول» أنّ الجيش التركي يواصل تعزيز وحداته على الحدود السورية بإرساله بطاريات صواريخ، ودبابات، وآليات قتالية للمشاة في جنوب البلاد. وقالت الوكالة إن قافلة تضمّ منصات صواريخ لم تحدد نوعها، ودبابات وآليات مدرعة قتالية للمشاة، وذخائر وجنوداً غادرت أمس الاثنين مقر القيادة العسكرية في غازي عنتاب متوجهة الى المناطق الحدودية في محافظة كيليس، فيما نقلت وكالة أنباء الأناضول عن نائب رئيس الوزراء بولنت أرينج قوله أمس في مؤتمر صحافي بعد اجتماع لمجلس الوزراء، إنه «استُخرجت تسع قطع حساسة من المقاتلة التركية من قاع البحر المتوسط»، من دون أن يوضح الوزير ماهية هذه القطع التي عُثر عليها.

إلى حمص، حيث قال «المرصد» إن خمسة مقاتلين قتلوا خلال اشتباكات مع القوات النظامية في أحياء المدينة القديمة، فيما قتل مواطن في قصف على المنطقة، بينما أفادت «الهيئة العامة للثورة السورية» بأنّ مدينة تلبيسة تعرّضت «لقصف عنيف على كافة أحيائها بالمدفعية والهاون والطائرات المروحية»، ما أدى الى تهدم مزيد من المنازل في المدينة الخارجة عن سيطرة النظام.

وفي السياق، أعلن التلفزيون الرسمي السوري، أمس، أنّ الجيش قام بـ«تطهير حيّ القرابيص في مدينة حمص من الإرهابيين»، بينما أفاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» بأنّ «الجيش النظامي وسّع بعد منتصف ليل الاحد _ الاثنين سيطرته على حي القرابيص»، مشيراً الى أنّه «بات يسيطر الآن على حوالى سبعين بالمئة من الحي».

وتشهد الأحياء التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون في مدينة حمص، وتحديداً جورة الشياح، والخالدية، والقصور، وأحياء حمص القديمة، قصفاً ومحاولات اقتحام من القوات النظامية منذ أشهر. وبحسب ناشطين، فإن حيّ جورة الشياح يشكل خطّ تماس، فهو الحيّ الفاصل في مدينة حمص بين المناطق التي يسيطر عليها الجيش النظامي، والتي تمثّل حوالى 60% من المدينة وتلك التي يسيطر عليها «الجيش السوري الحر».

في محافظة الرقة، دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في قرية القنيطرة، الواقعة على الحدود السورية التركية، بحسب المرصد الذي أشار الى مقتل أربعة مقاتلين وخمسة عناصر من القوات النظامية. وفي محافظة ريف دمشق، قتل ثلاثة مواطنين في قصف وإطلاق نار في مناطق شهدت حملات دهم واعتقالات.

من جهة ثانية، ذكر «المرصد» أن مسلحين مجهولين اغتالوا طياراً مدنياً، يدعى فراس ابراهيم الصافي، «بإطلاق الرصاص عليه على طريق مطار دمشق الدولي». وأشار الى أن الصافي هو نجل الطيار العماد إبراهيم الصافي، الذي «شغل مناصب رفيعة في القيادة العسكرية السورية، في عهد الرئيس السوري السابق حافظ الاسد».

وقتل 44 شخصاً في أعمال عنف في سوريا، أمس، بينهم تسعة في مدينة حمص حيث تمكنت القوات السورية من إحراز تقدم بسيط على الارض، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

من ناحيته، أكد رئيس بعثة المراقبين الدوليين، الجنرال باباكار غاي، أنّه شاهد بأم عينه «قصفاً عنيفاً» وأضراراً كبيرة في مدينتي حمص والرستن. وقال، في مؤتمر صحافي مقتضب في أحد فنادق العاصمة، «قمت بأول زيارة ميدانية كرئيس مؤقت لبعثة الأمم المتحدة للمراقبة في سوريا، وتوجهت الى حمص والرستن لتقييم مستوى العنف واستخدام الأسلحة الثقيلة». وأضاف «شاهدت بنفسي القصف العنيف من المدفعية إضافة الى القذائف» في حمص، مشيراً الى أن «القصف كان متواصلاً في بعض أحياء المدينة» التي «تعرضت للضرر الشديد نتيجة حملة القصف والقتال الشديد». وأضاف غاي «رأيت دبابات مدمرة على جوانب الشوارع، كما شاهدت تدميراً للبنية التحتية العامة مثل الجسور»، إضافة إلى «تضرر البيوت في الشوارع الرئيسية داخل المدينة بصورة كبيرة».

ويأتي تصريح رئيس البعثة بعد أن عقد أول اجتماع مع ممثلين عن الحكومة السورية، شدد فيه «على الحاجة بين جميع الأطراف إلى إنهاء حمام الدم، وقتل السوريين للسوريين، وعلى أهمية أن تلتزم كافة الأطراف بالحوار السياسي». ورأى غاي «أن هناك حاجة للتحول من عقلية المواجهة والقتال المسلح الى عقلية الحوار». كذلك طالب كافة الأطراف بممارسة «ضبط النفس وتجنب سفك المزيد من الدماء».

وذكرت وكالة أنباء «الأناضول» التركية أن 318 سورياً بينهم 5 ضباط أحدهم برتبة عميد وصلوا إلى تركيا وتقدموا بطلبات لجوء.

(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)

جراح الحرب السورية ستحمل آثارها الأجيال القادمة

عبدالاله مجيد

يبدو أن النسيج الاجتماعي والترابط الذي كان موجودًا في سوريا أصبح مهددًا بالتفكك والانهيار، وذلك بفعل ما شهده هذا البلد من جرائم كبيرة وعمليات نزوح طالت مئات الآلاف بحسب بعض التقديرات، فيما أشارت معطيات أخرى إلى أن عدد النازحين تجاوز المليون والنصف.

نزحت عائلة نور من حمص بعد أن قُصف منزلها وقُتل عمها طعنًا ولقي ابن عمها حتفه برصاصة قناص حين كان عائدًا من السوق حاملاً بيده كيسًا بلاستيكيًا فيه كمية من الحمص.  والآن يبدو الملاذ الذي لجأت اليه نور وزوجها واطفالهما الخمسة في مدينة حلب مهددًا هو الآخر إذ يحاول نظام الرئيس بشار الأسد استعادة السيطرة من المعارضة المسلحة.

 وقالت نور لصحيفة فايننشال تايمز حين سُئلت عن مشاعرها “الموت أهون لأن ما عانيناه فظيع”.

واصبحت قصة الرعب والهروب التي عاشتها نور قصة مألوفة في أطول انتفاضات الربيع العربي ولعلها الأشد دموية خلال الأشهر العشرين الماضية.  وأكد وصول القتال الى حلب ودمشق كيف سيترك النزاع آثاره في سوريا على أجيال قادمة بما في ذلك التعامل الانساني اليومي الذي يعتز به السوريون عمومًا.

وقالت مسؤولة مركز فُتح حديثًا لاغاثة اللاجئين في حلب إن لديها العديد من المواطنين الذين يريدون العمل والمساعدة وأنها تحاول تقديم المساعدة الى 142 مواطنًا بموارد مالية لا تزيد على الثلاثة آلاف ليرة التي في جيبها. واضافت “أن العمل بلا تمويل “صعب جدًا”.

ومنذ اكثر من 16 شهرًا يخوض النظام السوري حربًا يستخدم فيها الأسلحة الثقيلة ضد مدنيين بدأوا تظاهرات سلمية ثم رفعوا السلاح في بعض الحالات للدفاع عن انفسهم.  ويحدث الكثير من اعمال العنف في مناطق سكانية حضرية ينشط فيها الجيش السوري الحر ويقصفها النظام في عمليات يرى العديد من المراقبين المستقلين أنها على الأرجح جرائم حرب.

ونور التي لا يبعد مكان اقامتها في حلب الآن عن خطوط القتال، واحدة من نحو 500 الف الى 1.5 مليون سوري غادروا بيوتهم هربًا من اعمال العنف.  واصبح بعضهم لاجئين مرتين بعد النزوح من حمص ودرعا ومدن أخرى ثم لاحقهم العنف ليهجرهم من مناطق حلب ودمشق التي اندلعت فيها اشتباكات وتعرضت لقصف النظام خلال هذا الشهر. وتزخر المدينتان الآن بقصص تبين كيف يتعرض النسيج الاجتماعي لبلد دأب النظام على محاولة تصويره “سوريا واحدة” الى خطر التمزق والانهيار.

وفي مطار حلب كانت امرأة سورية تنحب وهي تروي كيف حوصر اطفالها الخمسة في منطقتها ولم تتمكن من الوصول اليهم طيلة ثلاثة ايام متتالية بسبب قصف النظام للمنطقة.

وفي دمشق تحدثت معلمة لصحيفة فايننشيال تايمز كيف قُتل ابنها الطالب في ايار/مايو مع اثنين آخرين من زملائه في الجامعة ورجل آخر في عملية تفجير سيارة مفخخة اتهم تلفزيون النظام جهاديين أجانب بتنفيذها.  وقالت إنه كان ابنها الوحيد “وهو الآن مات والخسارة  فادحة لأنهم كانوا مستقبل البلد”.

بدأ كابوس نور بتدمير حلمها الذي كان بيتًا جديدًا في حي البيضا في حمص حيث اصابت جداره قذيفة اطلقتها قوات النظام. وقررت العائلة البقاء رغم كل شيء ولكنها نزحت بعد اربعة اشهر حين قُتل معارف وانقطعت الكهرباء والماء ووصلت المواجهات الى عتبة بيتها بالمعنى الحرفي للكلمة.

وقال زوج نور الذي قدم نفسه باسم ميران “كنا نستيقظ في الصباح لنرى جثثًا محروقة واشلاء امام الباب”.  واشارت نور الى ولدها البالغ من العمر 13 عامًا وابنتها البالغة من العمر 11 عامًا قائلة انهما بالكاد قادران على الكلام ويبدو أنهما يعانيان صدمة القصف.  وجف صدر نور نفسها حتى أنها لم تعد قادرة على ارضاع طفلها الصغير “ابن الثورة” كما سمته ، الذي كان ينام على فرشة وضعت في الشرفة.

وتعيش نور مع عائلتها في عمارة سكنية بائسة حيث صراخ الأطفال يخترق الجدران بسهولة ولكنها رغم ذلك تشعر بالامتنان لكرم المحيطين بها.  ودفعت منظمة اغاثة اكثر من ثلثي ايجار الشقة نصف السنوي فيما تبرع أهل الحي بمواد مثل الأثاث وادوات المطبخ وحتى لعبة دب ابيض للأطفال.

 ويلاحظ مراقبون أن المعونة التي يقدمها سوريون مناوئون وموالون للنظام على السواء جانب فيه الشيء ونقيضه من جوانب الأزمة المديدة التي تعيشها سوريا وتبدو حتى الآن مستعصية على الحل.  ونقلت صحيفة فايننشيال تايمز عن سوريين أن هذا أمر طبيعي في بلد إذا سأل غريب عن مكان ما من الجائز تمامًا أن يصعد المواطن معه في السيارة ويأخذه الى مقصده.  ولكن امرأة لفتت بأسى الى أن ركوب السيارة مع غرباء مغامرة محفوفة بالمخاطر هذه الأيام التي تكثر فيها اعمال الخطف.

وأشد ما تخشاه نور آثار العنف المتزايد وانعدام الأمن على اطفالها وخاصة ابنتها الأكبر التي تحمل ما يطلبه والداها من اعباء البيت على كاهلها بلا تردد ولكن بصمت.  وقالت نور عن ابنتها “إنها دائما تبدو بعيدة تفكر في شيء آخر”.

سوريا تواجه مخاطر اقتصادية مع تواصل الاضطرابات والعقوبات

أشرف أبو جلالة

بعدما تحول الواقع كثيراً في سوريا خلال الفترة الماضية عمّا كان عليه في بداية فترة حكم الرئيس بشار الأسد، قبل ما يقرب من 12 عاماً، وهي الفترة التي عرفت بـ “ربيع دمشق”، وطرح خلالها العديد من الوعود بإجراء عملية تحرير اقتصادي للبلاد، ها هي الأمور تسير من سيىء إلى أسوأ، في ظل استمرار قمع الأسد للناشطين والمعارضين.

أشرف أبو جلالة من القاهرة: بدأ هذا التراجع في وضعية سوريا، ورئيسها، بحلول أيلول/سبتمبر من العام 2001، عندما بدأ يقمع الأسد معارضيه ويلقي بالناشطين الداعمين للديمقراطية في السجون.

وقد كان ذلك تمهيداً سلمياً للخطوات التي سيتخذها نظام الأسد للقضاء على أي تلميح بوجود تهديد على وجوده. لكن العالم كان منشغلاً حينذاك بهجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر التي وقعت في أميركا، ولم تحظَ تلك الخطوات حينها باهتمام كبير.

أوردت وكالة بلومبيرغ للأخبار الاقتصادية والبيانات المالية على شبكة الإنترنت عن سامي مبيض، وهو مؤرخ سوري، قوله : “لو كانت سمحت الظروف لربيع دمشق بأن ينمو ويزدهر، لكان من الممكن تحقيق هبوط آمن للدولة والنظام قبل 10 أعوام”.

فيما قال المحامي والناشط، الذي يبلغ من العمر 81 عاماً، هيثم المالح، “لم يكن هذا ربيعاً، بل كان خريفاً”. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الحملة القمعية التي مارسها الأسد ضد خصومه، من دون هوادة، أسفرت عن مقتل 19 ألف شخص حتى الآن. وأضاف المرصد أن هذا العدد شمل كذلك على ما يقرب من 5000 جندي نظامي.

عاود المالح ليقول إن معظم الناشطين توفوا نتيجة القصف والتعذيب والمذابح التي ارتكبت كما يقال من جانب القوات الحكومية والميليشيات الموالية للنظام. بينما أشارت منظمة هيومان رايتس ووتش إلى أن أجهزة المخابرات السورية تدير ما أسمته الـ”أرخبيل من مراكز التعذيب” في أنحاء البلاد كافة.

فيما أوضحت بلومبيرغ من جهتها أن اقتصاد البلاد يتعرّض في غضون ذلك بصورة بطيئة لحالة من الاختناق، بالاتساق مع العقوبات التي بدأ يفرضها الاتحاد الأوروبي اعتباراً من أيار/ مايو عام 2011.

وسبق لوزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، أن قالت في تموز/ يوليو الماضي: “لقد انهارت احتياطات النقد والعملة في سوريا. وقد حرمت عقوبات النفط وحدها نظام الأسد من ملايين الدولارات في صورة عائدات مفقودة، كما إن قدرته على تمويل الحرب التي يخوضها ضد معارضيه تزداد صعوبة يوماً بعد الآخر”.

وأكد خصوم الأسد أن نظام عائلته نجح في البقاء لفترة طويلة في السلطة بسبب استعانته بالأساليب الوحشية في تسيير شؤون البلاد. وذلك في الوقت الذي سبق أن أكد فيه الأسد، خلال مقابلة أجراها أخيرًا مع محطة ARD الألمانية، أنه مازال يحظى بالدعم الشعبي، وأنه لا يتعين عليه كرئيس أن يهرب من مواجهة التحدي الذي يواجهه.

بورصة دمشق

وأعقبت الوكالة بتأكيدها أن نظام حكم الأسد الاستبدادي الآن يتناقض تماماً مع نظام حكم طبيب العيون، الذي كان يبلغ من العمر وقتها 34 عاماً، بعد تسلمه السلطة في تموز/ يوليو عام 2000 إثر وفاة والده حافظ الأسد.

وقال في هذا الصدد جوشوا لانديس، مدير برنامج دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما، الذي سبق له العيش في سوريا، “إن سحر بشار هو في اختياره لزوجته، وشبابه، وعدم خبرته، فقد كان خجولاً وكان يتلعثم قليلاً في الكلام، ولم يكن لديه أفراد حراسة، وكان يتعامل ببساطة مع الناس، كل هذا كان يشعر الناس بارتياح شديد”.

وأكمل لانديس حديثه بالقول إن بشار حوصر بالنظام الذي قام والده بتأسيسه، وهو الذي ارتكز على الولاء الشخصي بدلاً من الكفاءة، وكان نقيضاً في الوقت عينه للانفتاح.

ثم أبرزت الوكالة التغييرات التي أدخلها نظام الأسد على الحياة الاقتصادية في البلاد، وكذلك تأثير الأزمة الحالية على النمو والتطور ومساعي اللحاق بباقي دول المنطقة. وأردفت الوكالة بنقلها عن صونيا خانجي قشيشو، وهي سيدة أعمال، وعضو أيضاً في مجلس إدارة غرفة تجارة دمشق، قوله: “لقد خنقتنا العقوبات، وها هي تقتلنا”.

وأضافت قشيشو في السياق نفسه قائلةً: “ما تلك العقوبات العبقرية التي تؤثر على الفقراء وعلى هؤلاء الذين يتمتعون بدخل ثابت؟، ويمكنني القول إن تلك العقوبات تعاقب الشعب، وليس النظام، وتخلق في البلاد حالة واضحة من البطالة والفقر”.

اللاجئون السوريون يعانون الأمرين بعد سوء استقبالهم في العراق

أشرف أبو جلالة

يشعر الكثير من اللاجئين السوريين بالحنق والغضب من طريقة التعامل التي يواجهونها في العراق التي وصلوها هرباً من نيران قوات الرئيس بشار الأسد الذي يؤكد مضيّه في محاربة الجماعات التي يصفها بالإرهابية.

القاهرة: على عكس توقعات كثير من السوريين الذين قرروا في الأخير الفرار إلى العراق، هرباً من جحيم قذائف مدفعية جيش الرئيس بشار الأسد، بأن يتم الترحيب بهم بحفاوة ويلقون معاملة حسنة، على غرار ما فعله بلدهم من قبل مع اللاجئين العراقيين الذين توافدوا بأعداد غفيرة خلال السنوات الماضية هرباً من جحيم الحرب التي اندلعت هناك للقضاء على نظام الرئيس صدام حسين، واجه النازحون السوريون إلى العراق مؤخراً عدة صعوبات، جعلتهم يتمنون العودة لبلادهم مجدداً والموت هناك.

وهو ما دلّت عليه صحيفة النيويورك تايمز الأميركية بمقابلات أجرتها مع بعض من هؤلاء النازحين السوريين، مثل محمد موفق الذي قرر اصطحاب أسرته والرحيل من مدينة بوكمال إلى مدينة القائم العراقية، هرباً من بطش نيران قوات الأسد.

وقالت إنه كان يتوقع مقابلة أفضل، بعد أن سبق لبلاده أن استقبلت ما يقرب من 1.2 مليون مواطن عراقي خلال الحرب الأخيرة التي اندلعت في بلادهم، بصورة تفوق أيًّا من باقي البلدان المجاورة للعراق، وسمحت لهم كذلك بالعمل، وإلحاق أطفالهم بالمدارس الحكومية، وتلقي الرعاية الطبية التي تقدمها وتوفرها الحكومة السورية.

لكن بدلاً من ذلك، وجد موفق نفسه، ومعه أسرته، محاصرين داخل مدرسة تخضع للحراسة مع مئات آخرين من السوريين، وجميعهم ممنوعون من المغادرة لزيارة أقربائهم المتواجدين في العراق أو للقيام بأي شيء آخر. ونقل عن مواطن سوري آخر محتجز داخل مدرسة إلى جانب 11 آخرين من أفراد أسرته يدعى عبد الحي مجيد، قوله “نريد العودة لسوريا والموت هناك بدلاً من العيش هنا في ذلك السجن”.

ومن بين دول جوار سوريا المسلمة، أوضحت الصحيفة أن العراق يرفض استقبال لاجئين سوريين لاذوا بالفرار من الصراع المحتدم في بلدهم، ولا يقدمون أي سبل راحة لمن ينجحون بالفعل منهم في الوصول إلى هناك، وذلك من منطلق خوف بغداد من مقاتلي فرع جديد تابع للقاعدة يتدفقون من كلا الاتجاهين

عبر الحدود، ومن أن يعمل الخصوم السنة المناوئون للحكومتين في كل من سوريا والعراق وفق أرضية مشتركة.

وقد رفضت مثلاً الحكومة العراقية الأسبوع الماضي تأييد قرار من جانب جامعة الدول العربية يطالب الرئيس الأسد بالتنحي، واصفةً إياه بالتدخل “غير المبرر” في شؤون سوريا الداخلية، حيث إنها تدعم الأسد والطائفة العلوية المحسوبة على التيار الشيعي.

ورغم نزوح السوريين من بلادهم هرباً من الاضطرابات هناك منذ عدة أشهر الآن، إلا أن العراق لم يفتح حدوده لهم حتى الأسبوع الماضي، بعد أن تم تنظيم تظاهرات من جانب القبائل السنية في محافظة الأنبار. وأشارت الصحيفة في هذا الجانب إلى أن معبر البوكمال الحدودي، القريب من مدينة القائم، هو الأكثر إثارةً للمشاكل بالنسبة إلى العراق، في الوقت الذي بات يخضع فيه الجانب السوري منه الآن لسيطرة المعارضة.

وأوردت النيويورك تايمز عن محمد حسن وهو أحد الشيوخ العراقيين الذين شاركوا في التظاهرات المطالبة بفتح الحدود أمام اللاجئين السوريين قوله: “لا يمكننا حتى الذهاب لرؤيتهم. كما أنهم (اللاجئين) يعاملون بطريقة معاملة المجرمين نفسها ، ويخضعون لحراسة عسكرية في 11 مدرسة وأحد المساجد، ولا يزورهم أحد ولا يحصلون على أذون أو تراخيص لمغادرة الأماكن التي يتواجدون بها”.

وتابع حسن حديثه بالقول: “نريد أن نرحب بهم في منازلنا. ونريد أن نقدم لهم الطعام والمكان الجيد للإقامة فيه، مثلما فعلوا معنا حين كنا في سوريا”. في حين قال متظاهر آخر لم تسمه الصحيفة: “سوف ننام في الشارع ونسمح لهم بالبقاء في منازلنا – وأريد أن أتساءل بهذا الخصوص ( لماذا تخشون السماح لهم بالمغادرة ؟)”.

وقد توجه بالشكر بصورة رسمية أنطونيو غوتيريس، المفوض السامي لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة، لكافة دول جوار سوريا المسلمة، بما في ذلك العراق، لاستقبالهم اللاجئين.

وقال مسؤولون عراقيون إن ما يقرب من 800 مواطن سوري عبروا الحدود وحطوا الرحال في مدينة القائم يوم الأربعاء الماضي، وهو اليوم الأول بعد فتح العراقيين الحدود، وأن 60 فقط هم من عبروها في اليوم التالي، وذلك على ما يبدو نظراً للتحذيرات التي أطلقتها قوى الثورة السورية على الجانب الآخر من الاستقبال غير الجيد هناك.

وأعقبت الصحيفة بقولها إن تباين المواقف الآن يعكس حقيقة واضحة وهي أنه أثناء الحرب في العراق، كان يحكم الأسد بكامل قبضته على مقاليد الأمور في سوريا، وهو ما جعله يوافق على استقبال مئات الآلاف من اللاجئين العراقيين آنذاك، بينما بدأت تحمل القاعدة السلاح الآن في وجه الأسد، بعد خروج الأميركيين من العراق.

كما نقل عن وزير الهجرة والمهجرين العراقي، ديندار نجمان، قوله بعد زيارة قام بها لمدينة القائم يوم الجمعة الماضي:” لم نكن مستعدين لاستقبال هذا العدد من الأشقاء السوريين. وقد وعدناهم بأن نوفر لهم أماكن جيدة وصالحة عما قريب”.

الأسد يخسر رجاله وسوريا تدق باب التغيير

إيلاف

دمشق، الوكالات: ذكر ناشطون سوريون معارضون في دمشق ومصدر قريب من السلطات أن الجيش السوري استعاد على ما يبدو السيطرة على القسم الأكبر من العاصمة بعد الاشتباكات العنيفة التي دارت على مدى أسبوع بين القوات النظامية ومجموعات مقاتلة معارضة.

وقال الناشط عمر القابوني لوكالة فرانس برس إن الجيش النظامي “أعاد السيطرة بشكل كبير على دمشق في حين ما زال عناصر الجيش الحر يتواجدون داخل المدينة بشكل غير ظاهر”، مشيرا الى استمرار الاشتباكات في حي القدم في جنوب العاصمة.

وقالت الناشطة لينا الشامي من حي المزة (في غرب دمشق) الذي أعلنت السلطات الأحد “تطهيره من فلول الارهابيين”، ان “الجيش النظامي منتشر تماما في كل المناطق، لكن من الصعب القول إنه يسيطر إذ يعاني ضربات الجيش الحر بشكل يومي”. وأوضحت ان الجيش الحر ينفذ عمليات على طريقة “اضرب واهرب” في كل احياء العاصمة تقريبا.

وقال احمد الميداني، وهو ناشط من حي الميدان القريب من وسط العاصمة الذي اعلنت السلطات استعادة السيطرة عليه الجمعة، ان معركة تحرير دمشق التي أعلنها الجيش الحر الاسبوع الماضي “مستمرة”، مشيرا الى استمرار الاشتباكات.

ووصف ابو عمر، المتحدث باسم تنسيقية دمشق وريفها، ما يحصل في دمشق بانه “حرب كر وفر”، مشيرا الى ان عناصر الجيش الحر “ينسحبون من مكان الى آخر” بين العملية والاخرى.

وبث ناشطون على شبكة الانترنت شريط فيديو يظهر اعدادا كبيرة من الجنود بأسلحتهم وخوذاتهم يسيرون في منطقة قال المصور انها نهر عيشة، مشيرا الى انها السادسة صباحا وان الجنود “يستعدون لاقتحام نهر عيشة”، موجها كلامه الى الجنود “ستكون مقبرتكم في الشام”.

واكد مصدر امني سوري لوكالة فرانس برس ان “الجيش انهى سيطرته” على العاصمة، “الا انه يقوم الآن بحملات دهم، لا سيما في كفرسوسة (غرب العاصمة) ومناطق اخرى لا يزال المسلحون المعارضون موجودين فيها”.

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم الاثنين ان القوات النظامية السورية نفذت “اعدامات ميدانية” في حق 23 شخصا في حيي المزة وبرزة في دمشق اللذين دخلتهما قوات النظام بعد ثلاثة ايام من المعارك العنيفة.

وقال ردا على سؤال انه لا يعرف ما اذا كان هؤلاء من المدنيين او من المقاتلين المعارضين. وبين القتلى اثنان “تم دهس رأسيهما بالاليات”، وواحد مصاب بطلق ناري في عينه. واوضح عبد الرحمن ان ثلاثة من الضحايا وجدوا مقيدين، بينما تعرضت جثث أخرى للطعن.

هذا وتنفذ القوات النظامية السورية الاثنين حملات اعتقال في بعض أحياء دمشق، في حين تتواصل الاشتباكات عنيفة في حلب بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطين.

وتسببت اعمال العنف في مناطق سورية مختلفة اليوم بمقتل 18 شخصا. وأفاد المرصد ان القوات النظامية في دمشق تنفذ حملة مداهمات في منطقة بساتين الرازي في احياء المزة نهر عيشة ومنطقة اللوان في حي كفرسوسة في غرب العاصمة، مشيرا الى ان “الحملة تترافق مع عملية تنكيل بأصحاب المحال والمنازل المداهمة”.

وكان يمكن مشاهدة اعمدة دخان سوداء ترتفع صباح اليوم فوق المزة التي دخلتها القوات السورية امس بعد اشتباكات عنيفة مع مقاتلين معارضين استمرت منذ الجمعة وحتى فجر الاحد.

واوردت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان “القوات المسلحة اعادت الأمن والامان الى حي بساتين الرازي في منطقة المزة وطهرته من فلول المجموعات الارهابية المسلحة التي روّعت الأهالي واعتدت عليهم وعلى مساكنهم وعاثت فسادا في أكثر من مكان بالحي”.

وقالت ان القوات المسلحة ضبطت خلال العملية “قواعد صاروخية مصنعة يدويا اضافة الى بنادق آلية ورشاش وعدد من العبوات الناسفة وقنابل دفاعية وهجومية ومواد متفجرة وقواذف آر بي جي وقذائف اسرائيلية الصنع وكميات كبيرة من الذخيرة”.

كما اعلن الاعلام السوري الرسمي دخول قوات النظام الى منطقة برزة و”تطهيرها من فلول الارهابيين”. وكانت القوات السورية استعادت السيطرة الجمعة على حيي القابون والميدان.

واوضح مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان القوات النظامية “تسيطر في الواقع على الشوارع الرئيسة في الاحياء التي دخلت اليها في العاصمة، بينما لا تزال هناك مواجهات في عدد من حارات الاحياء”.

وقال الناشط عمر القابوني لوكالة فرانس برس في اتصال عبر السكايب ان الجيش النظامي “اعاد السيطرة بشكل كبير على دمشق في حين ما زال عناصر الجيش يتواجدون داخل المدينة بشكل غير ظاهر”، مشيرا الى استمرار الاشتباكات في حي القدم في جنوب العاصمة.

هذا ودعت فرنسا وبريطانيا والمانيا الاثنين الى زيادة المساعدات الانسانية التي يقدمها الاتحاد الاوروبي للاجئين السوريين الذين يتدفقون خصوصا الى الاردن ولبنان، كما ذكر وزراء خارجية هذه الدول الثلاث في بروكسل.

 وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ “يتعين علينا الان ان نزيد مساعدتنا الانسانية للذين يفرون عبر الحدود” خصوصا الى الاردن. ودعا نظيره الفرنسي لوران فابيوس ايضا الى “مساعدة دول الجوار” مثل لبنان والاردن “المضطرة الى استقبال الكثير من اللاجئين”.

وفي بيان أصدرته المانيا على هامش اجتماع وزراء الخارجية الاوروبيين طالبت برلين بدورها بـ”تقديم المساعدة الانسانية الى اقسام من السكان لم يكن المجتمع الدولي قادرا على الوصول اليهم حتى الان”. واضاف البيان “بشكل عام تتزايد الحاجة الى المساعدة الانسانية بصورة رهيبة وعلى المجتمع الدولي ان يكون مستعدا لتلبيتها الان”.

ميدانيا، تشاهد اعمدة دخان سوداء ترتفع صباح اليوم الاثنين فوق منطقة المزة في غرب دمشق، وذلك غداة يوم شهد عمليات عسكرية مكثفة في المنطقة، في وقت تستمر الاشتباكات عنيفة في مدينة حلب في شمال البلاد، بحسب ناشطين.

وقالت صحافية في وكالة فرانس برس ان “اعمدة دخان سوداء ترتفع فوق المزة التي استمر فيها القصف واطلاق النار الكثيف حتى الواحدة من فجر اليوم”. وبدت حركة السير خفيفة جدا في كل انحاء دمشق هذا الصباح.

وكان الاعلام السوري الرسمي ذكر مساء الاحد ان القوات النظامية قامت ب”عملية نوعية وسريعة” في بساتين الرازي في منطقة المزة. وبث التلفزيون السوري صورا عن اقتحام البساتين ظهر فيها عدد كبير من الجنود يطلقون النار وهم يدخلون بين الاشجار. وقال احدهم للتلفزيون “جئنا الى منطقة المزة تلبية لنداء المواطنين لمكافحة الارهابيين الذين تم القضاء عليهم”.

واوردت وكالة الانباء السورية الرسمية الاثنين ان “القوات المسلحة اعادت الأمن والامان الى حي بساتين الرازي في منطقة المزة وطهرته من فلول المجموعات الارهابية المسلحة التي روعت الأهالي واعتدت عليهم وعلى مساكنهم وعاثت فسادا في اكثر من مكان بالحي”.

واظهر التلفزيون صور بطاقات لمن سماهم “ارهابيين” تشير الى انهم اردنيون ومصريون. وشهدت منطقة المزة اشتباكات عنيفة منذ الجمعة وحتى الاحد بين القوات النظامية ومجموعات مقاتلة معارضة. من جهة اخرى، افادت لجان التنسيق المحلية عن “انقطاع التيار الكهربائي عن كامل احياء وبلدات العاصمة وريفها منذ الصباح الباكر، مشيرة الى انقطاع كامل للتيار ايضا في مناطق درعا والسويداء (جنوب سوريا) وادلب (شمال غرب).

وذكرت لجان التنسيق المحلية ان “تعزيزات عسكرية ضخمة” وصلت بعد منتصف الليل الى محيط احياء الميدان ونهر عيشة والزاهرة الجديدة، مشيرة الى انها تتألف من 15 باصا امنيا واكثر من 50 عنصر مشاة. في هذا الوقت، تستمر “الاشتباكات العنيفة” بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في احياء من مدينة حلب.

وقال ناشطون ان الاشتباكات تتركز في حيي الصاخور ومساكن هنانو. وافادت الهيئة العامة للثورة السورية عن استئناف “القصف العنيف جدا” صباحا على مدينة تلبيسة في محافظة حمص (وسط)، مشيرة الى ان القوات النظامية تستخدم الطيران المروحي في القصف.

كما ذكرت ان القصف تجدد ايضا على أحياء جورة الشياح والقرابيص والقصور والخالدية والصفصافة وباب الدريب وباب هود والحميدية المحاصرة في مدينة حمص. وتحدثت لجان التنسيق عن قصف مماثل على مدينة الرستن في ريف حمص، تتزامن مع اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وجيش النظام في الجهة الجنوبية للمدينة. وتسببت اعمال العنف في مناطق مختلفة من سوريا الاحد بمقتل 123 شخصا هم 67 مدنيا و34 عنصرا من قوات النظام و22 مقاتلا معارضا.

هذا وقرر الاتحاد الاوروبي الاثنين تشديد عقوباته على دمشق وتدابير تطبيق الحظر على الاسلحة المفروض عليها سعيا لزيادة الضغط على نظام بشار الاسد، على ما افاد مصدر دبلوماسي وكالة فرانس برس.

واتفق وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في بداية اجتماع في بروكسل على اضافة 26 شخصا وثلاثة كيانات جديدة الى القائمة السوداء للاتحاد الاوروبي وتشديد الحظر على الاسلحة من خلال تعزيز عمليات المراقبة، بحسب ما اوضح المصدر.

وما زال يتعين على الوزراء ان يصادقوا رسميا على الاتفاق. وقال وزير خارجية لوكسمبورغ جان اسلبورن لدى وصوله الى الاجتماع “سنحظر على طيران سوريا الهبوط في اوروبا وسندرج اشخاصا جددا على قائمة العقوبات”.

وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون ان “ما يجري في سوريا امر فظيع وعلى الاتحاد الاوروبي مواصلة فرض عقوباته التي تشكل جزءا مهما من الضغوط” على دمشق. غير ان اسلبورن عارض تزويد المعارضة السورية بالاسلحة. وقال “انني اعارض ذلك لانه سيطيل امد النزاع”.

وتابع “من غير الممكن القيام بتدخل عسكري (اجنبي) وهذا ما يعطي تفوقا لبشار الاسد لان في وسعه المضي في حملته، لكن آمل الا يدوم الامر طويلا”. من جهته، قال وزير الخارجية السويدي كارل بيلد ان “النظام سيسقط، لا نعرف متى لكن علينا ان نستعد لما بعد ذلك”.

واعلن الجيش السوري الحر الاحد بدء معركة “تحرير حلب” في شمال البلاد حيث تدور لليوم الثالث على التوالي اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والجيش الحر. وقال قائد المجلس العسكري للجيش السوري الحر في محافظة حلب العقيد عبد الجبار محمد العكيدي في بيان تلاه وتم توزيعه على شبكة الانترنت في شريط فيديو مسجل “في هذه الايام المباركة من عمر ثورتنا وبعد ان قطعنا شوطا كبيرا في كفاحنا من اجل حريتنا، يعلن المجلس العسكري لمحافظة حلب بدء عملية حلب الشهباء لتحرير حاضرة حلب من ايدي عصابة الاسد الملوثة بالجرائم المنكرة”.

واضاف العكيدي “نجح الجيش السوري الحر حتى اليوم في تحرير معظم المواقع الواقعة في ريف حلب واصبحت الطريق امامنا مفتوحة لتحرير مدينة حلب ومنها كل التراب السوري”.  واكد ان الاوامر اعطيت الى “كل عناصر الجيش الحر بالزحف في اتجاه حلب الشهباء من كل الاتجاهات بهدف تحريرها ورفع علم الاستقلال فيها”، معلنا “النفير العام في كافة ارجاء المحافظة”.

وتابع “على كافة الكتائب المقاتلة في كافة انحاء حلب الالتحاق فورا بكافة عدتهم وعتادهم بركب سابقيهم من ابطال الجيش السوري الحر”.

وتعهد المسؤول العسكري المعارض حماية المدنيين والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة، محذرا المقاتلين بانهم سيتعرضون “للمساءلة والمحاسبة والعقاب” في حال الاعتداء “على اي انسان مهما كانت طائفته او ملته او قوميته او دينه من دون وجه حق”.

كما طالب من المواطنين “التزام بيوتهم حتى تحرير المدينة”. ودعا عناصر الجيش السوري الى الالتحاق بالجيش السوري الحر او “التزام الحياد”. وتدور لليوم الثالث على التوالي معارك عنيفة في بعض احياء مدينة حلب في شمال سوريا. وذكر ناشطون ان المقاتلين المعارضين تمكنوا من السيطرة على بعض اجزاء احياء صلاح الدين ومساكن هنانو وسيف الدولة والصاخور.

وتنفذ القوات النظامية السورية هجمات مضادة الاحد على احياء في دمشق وحلب كان دخل اليها مقاتلون معارضون، ويترافق ذلك مع اشتباكات عنيفة بين الطرفين، بحسب المرصد وناشطين.

واعلنت السلطات السورية الاحد السيطرة على حي القابون و”تطهيره من فلول الارهابيين”، بعد اعلانها الجمعة السيطرة على حي الميدان القريب من وسط العاصمة اثر معارك ضارية. ومنذ الجمعة، تجري عمليات وعمليات مضادة في الاحياء الاخرى التي تشهد اشتباكات في العاصمة.

واوضح مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان القوات النظامية “تسيطر في الواقع على الشوارع الرئيسة في الاحياء التي دخلت اليها، بينما لا تزال هناك مواجهات في عدد من الحارات في هذه الاحياء”، مشيرا الى ان عددا كبيرا من المقاتلين المعارضين هم من ابناء هذه الحارات، وان “هناك عمليات كر وفر” مستمرة.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان ظهر الاحد ان “الدبابات والقوات النظامية السورية تحاصر منطقة بساتين الرازي في حي المزة (في غرب العاصمة) حيث قتل ثلاثة اشخاص وسقط عشرات الجرحى، ويتعذر وصول طاقم طبي اليهم ويخشى ان يفارقوا الحياة”.

وتوجه المرصد “بنداء عاجل الى الصليب والهلال الاحمر بالتدخل الفوري من اجل انقاذ حياتهم”. وكان المرصد افاد في وقت سابق عن انتشار مئات العناصر من القوات النظامية في منطقة المزة وبدء حملة مداهمات وسط إطلاق رصاص كثيف.

وذكر المرصد ان قوات النظام اقتحمت حي برزة في شمال شرق دمشق بعد معارك عنيفة استمرت ثلاثة ايام وقصف استخدمت فيه المروحيات. واوضح ان “القوات النظامية السورية اقتحمت مدعمة بدبابات وناقلات جند مدرعة حي برزة البلد وبدأت الانتشار”، مشيرا الى استمرار القصف المتقطع عليها مع سماع اصوات اطلاق رصاص كثيف.

كما اورد معلومات “عن انسحاب مقاتلي الكتائب الثائرة المقاتلة من المنطقة”، و”حالة نزوح كبيرة للاهالي بسبب العمليات العسكرية”. وقال الناشط ابو عمر من دمشق في اتصال عبر سكايب مع وكالة فرانس برس ان “العائلات تحاول الفرار، لكن الامر صعب جدا بسبب عنف المعارك والحصار المفروض على الحي”.

كما افاد المرصد عن اشتباكات بين القوات النظامية والمجموعات المعارضة المسلحة في منطقة اللوان على المتحلق الجنوبي في حي كفر سوسة واخرى في حي ركن الدين في شمال العاصمة. وقال ابو عمر ان قوات النظام “القت هذا الصباح منشورات تطلب فيها من الناس مغادرة المنطقة”.

وذكر التلفزيون السوري الرسمي ان القوات السورية “طهرت حي القابون في دمشق من فلول المجموعات الارهابية المسلحة التي روعت قاطنيه وعاثت فيه خرابا”، وان هذه القوات “تمكنت من القضاء على عدد كبير من الارهابيين والقت القبض على عدد آخر وصادرت اسلحتهم”.

وتشهد دمشق أزمة خبز، ويقف الناس في طوابير طويلة امام المخابز لشراء الخبز. في هذا الوقت، تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في احياء سيف الدولة والجميلية والميرديان وقرب قسم شرطة الزبدية وفي محيط مبنى الهجرة والجوازات في مدينة حلب، بحسب المرصد.

وبدأت الاشتباكات الجمعة في حلب التي بقيت في منأى لوقت طويل عن الاضطرابات الجارية منذ اكثر من 16 شهرا. وقال ناشط قدم نفسه باسم كريم لوكالة فرانس برس في اتصال هاتفي ان “معارك عنيفة تدور منذ الفجر في حي صلاح الدين” الذي كان اعلن الجيش السوري الحر السبت انه دخل اليه. واشار الى ان الجيش الحر دخل ايضا الى أجزاء من أحياء الصاخور ومساكن هنانو وسيف الدولة.

وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان كذلك عن تعرض احياء عدة في مدينة دير الزور (شرق) لقصف من القوات النظامية تشارك فيه الطائرات الحوامة. وقتل مقاتل معارض بعد منتصف الليل في حي الحميدية في المدينة. كما قتل مواطن آخر في مدينة البوكمال التي تعرضت للقصف.

وذكر ان “احياء الخالدية والقرابيص وجورة الشياح في مدينة حمص (وسط) تعرضت للقصف من القوات النظامية”. ولا يمكن التأكد من هذه المعلومات ميدانيا، بسبب تردي الوضع الامني وصعوبة وصول الصحافيين الى اماكن القتال. وبلغ عدد القتلى الذين سقطوا في اعمال عنف في سوريا السبت 164 هم 86 مدنيا و49 جنديا و29 مقاتلا معارضا.

واعلن المرصد الاحد ان 19 الفا و106 اشخاص غالبيتهم من المدنيين قتلوا في اعمال عنف في سوريا منذ بدء الاضطرابات في البلاد في منتصف آذار/مارس 2011، وهم 13296 مدنيا و4861 من عناصر قوات النظام و949 جنديا منشقا.

تاريخ نظام آل الأسد الدموي في مدينة حلب.. ذروته مجزرة حي المشارقة

ناشطون: آباؤنا حدثونا عن «مجازر ودمار وجثث سحلت في الشوارع».. ولن نسمح بتكرار ذلك

بيروت: «الشرق الأوسط»

لم تكن مدينة حلب يوما حصنا للنظام السوري، وهي لم تسلم – كغيرها من المدن السورية – من المجازر التي يتهم المعارضون النظام بارتكابها في الثمانينات من القرن الماضي، لسحق انتفاضة «الإخوان المسلمين» ومنعها من الوقوف في وجه النظام.

وبعد مرور 12 يوما على المعارك الدائرة في مدينة حلب في شمال سوريا بين الجيش النظامي وعناصر الجيش السوري الحر، بات بحكم المؤكد أن الصراع العسكري سيطول في تلك المحافظة التي تعتبر الرئة الاقتصادية للبلاد وتضم أكثر من 4 ملايين نسمة.

وفي حين يؤكد الجيش الحر أنه لم يخسر حتى الآن أيا من مواقعه التي يتحصن فيها داخل الأحياء، يتخوف سكان المدينة من انتقامات ينفذها جيش النظام وميليشياته في حال تمكنت القوات النظامية من إحراز تقدم على أحد محاور الصراع وبدأت باستعادة السيطرة.

يقول حسن، وهو ناشط يعمل في المجال الإعلامي لدعم الثورة في حلب: «هناك خوف لدى العائلات الحلبية المناصرة للثورة أن يعجز الجيش الحر عن الصمود لوقت طويل أمام أسلحة النظام الثقيلة ويضطر للانسحاب من أحياء حلب الثائرة». ويتابع «حينها سيعمد نظام الأسد إلى تنفيذ انتقامات جماعية بحق الناس الذين ساعدوا الثوار وشكلوا لهم بيئة حاضنة، في سيناريو مشابه لما حصل في الثمانينات».

وكانت مدينة حلب قد شهدت في ثمانينات القرن الماضي مجازر مروعة نفذتها القوات الموالية للنظام الحاكم بحق المدنيين، وذلك خلال الصراع بين نظام الرئيس «الأب» حافظ الأسد وجماعة الإخوان المسلمين المسلحة، وأشهر هذه المجازر مجزرة حي المشارقة. وفي هذا الصدد، يقول حسن «هناك جيل في حلب تربى على الخوف بعد أحداث الثمانينات، وهذا أحد الأسباب التي أخرت انضمام المدينة إلى الثورة»، ويضيف: «لم يكن هدف النظام الحاكم في تلك المرحلة ضرب الإخوان المسلمين بقدر ما كان هدفه بث الرعب في نفوس الحلبيين وضمان صمتهم لحقب طويلة».

ويشير الناشط المعارض إلى أن «تاريخا دمويا يربط بين سكان مدينة حلب ونظام آل الأسد، ذروته تلك المجزرة التي نفذها المقدم هشام معلا في أول أيام عيد الأضحى المبارك سنة 1980، حيث أمر رجاله بتطويق حي المشارقة وإخراج الأهالي من بيوتهم ثم أمرهم بإطلاق النار عليهم، فقتلوا أكثر من 100 شخص معظمهم من الأطفال والعجائز.. هذه المجزرة عالقة في ذاكرة كل حلبي عاش تلك الفترة بسبب قساوتها ووحشية مرتكبيها». ويضيف حسن بإصرار وتحد «آباؤنا حدثونا أن عصابات الأسد (الأب) في الثمانينات بعدما انتهوا من قتل الضحايا قاموا بربط بعض الجثث من أرجلهم وسحلوهم بشوارع حلب ورموهم على مداخل المدينة حتى يرهبوا الناس، بعد ثلاثين عاما لن نسمح بتكرار ذلك، وجدار الخوف الذي بناه النظام في نفوس أهلنا وآبائنا سقط منذ بداية الثورة».

يذكر أن مدينة حلب كانت تعد خلال سنوات الثمانينات المعقل الثاني لتنظيم الإخوان المسلمين بعد مدينة حماه السورية. ولا تعد مجزرة حي المشارقة المجزرة الوحيدة التي ارتكبتها قوات النظام، بل إن هناك مجزرة سوق الأحد التي وقعت يوم 13 يوليو (تموز) 1980 وراح ضحيتها أكثر من 192 قتيلا، ومجزرة بستان القصر في 12 أغسطس (آب) 1980 وحصدت 35 ضحية من المدنيين، إضافة إلى مجزرتي حي الكلاسة والقلعة.

دمشق تحت الإقامة الجبرية.. والكل «تحت» مستوى الشبهات

أصابع متوترة على زناد البندقية.. والأوراق الثبوتية لا تفارق أيدي الأهالي

لندن: «الشرق الأوسط»*

عند حاجز الجندي المجهول على الطريق السريع بين دمشق وضاحية قدسيا، حاولت إحدى السيدات تجاوز طابور السيارات.. فأمرها أحد الجنود بالتوقف، وعندما رأى أن كل الركاب سيدات رسم ابتسامة صفراء على وجهه، وبلهجة تحذيرية قال للسيدة التي تقود السيارة: «إياك وتجاوز الحاجز.. حتى لو كنتن سيدات سنقوم برش النار عليكن، معنا أوامر بذلك».

اعتذرت السيدة للجندي وأكدت أنها لم تكن تنوي اجتياز الحاجز قبل السماح لها بذلك، لكن طابور السيارات المتوقفة طويل جدا، وإذا انتظرت ريثما يصل إليها الدور فستتأخر عن الوصول إلى منزلها الواقع في منطقة متوترة يصعب دخولها مع تأخر الوقت.

نظر الجندي في بطاقتها الشخصية وتابع: «أقول هذا حرصا على سلامتكن، أرجو أن لا تكررن هذا التصرف الخاطئ». مضت السيدات وهن يحمدن الله على نجاتهن، ويتفقن على أن «التجول بعد الإفطار بات خطرا جدا في دمشق».

الخروج بعد الساعة العاشرة بات مغامرة لا يقوم بها إلا المضطر، فلا أحد يتكهن متى وأين تنشب الاشتباكات، لا سميا في أحياء الأطراف وفي الضواحي، التي تشتد عادة في ساعات المساء وحتى الفجر. ومساء السبت الماضي، تعرض شاب على طريق الربوة لإطلاق عشر رصاصات؛ إحداها قشطت رأسه وتسببت في جرح سطحي، والتسع الباقيات استقرت في مواقع غير قاتلة من جسده. أما سبب إصابته، فلم يكن تجاوز الحاجز، وإنما محاولته الهروب من اشتباك نشب فجأة، فحاول العودة عكس السير مما أثار شكوك جنود الجيش النظامي فقاموا بإطلاق النار عليه. المأساة في حوادث كهذه لا تتوقف هنا، والمأساة هي في غياب حركة الناس ليلا وعدم وجود من يسعف المصاب، وربما كان حظ هذا الشاب جيدا بأن تجرأ سائق تاكسي عابر على إنقاذه وسحبه من تحت الرصاص، لكن المشفى الحكومي رفض استقباله. وفي المشفى الخاص لم يوجد أطباء إسعاف، فظل ينزف حتى الصباح.

قريبه الذي روى الحادثة لـ«الشرق الأوسط» قال إن الشاب «أخطأ في الخروج من المنزل بعد الساعة العاشرة، وأخطأ بمحاولة الهروب وتغيير اتجاه السيارة!!»، ويتابع أنه هو – وعلى سبيل المثال، ومنذ انتشرت الحواجز وانعدم الأمان في المدينة – ركن سيارته إلى جانب البيت وصار يستقل وسائل النقل العامة، وبطاقته الشخصية دائما جاهزة في جيبه، كما امتنع وعائلته عن الخروج من البيت مساء إلا في الحي.

وأشار إلى أنه منذ نحو شهر تقريبا قتل شاب في حارته المكتظة بالحواجز، وكان الشاب قد خرج في وقت متأخر من الليل من منزله، وكان مخمورا وقاد سيارته بشكل غير متوازن، فأثار شكوك أول حاجز. أشار له الجنود بالتوقف فلم يستجب، فقاموا بإطلاق النار عليه، إلا أنه لم يتوقف بل انطلق بسيارته بشكل جنوني، فاستنفر كل الحواجز وراح الجنود يلاحقونه ويطلقون النار عليه، وخلال عشر دقائق اشتعل الحي وكأنه ساحة حرب، لتتوقف السيارة بعد أن اخترقتها مئات الطلقات وقتل الشاب وتضررت عدة محلات في المكان.

دمشق العاصمة لم تعد تلك المدينة التي لا تنام، وبالأخص في شهر رمضان، حيث كانت تفتح الأسواق مجددا بعد الإفطار وتنشط الحركة مع موعد صلاة التراويح. لقد تغير إيقاع الحركة في المدينة على وقع توتر الأوضاع الأمنية هذا العام، وبات الخروج من المنزل مغامرة محفوفة بالمخاطر، ويوما بعد آخر تزداد الحواجز في الأحياء وتقطع أوصالها وتعزل بعضها عن بعض.

فالتنقل ضمن الحي الواحد قد يحتاج إلى إبراز البطاقة الشخصية لعدة مرات عند الحواجز، ففي كل حي هناك فرع أمني أو مقر عسكري أو حكومي، والطرق المارة بجوارها مغلقة. أما الطرق المؤدية إليها فقد زرعت بحواجز متعددة ثابتة وطيارة، مع انتشار كثيف للجنود وعناصر الأمن والشبيحة بالعتاد الكامل.

والطريف أن سكان العاصمة بدأوا يعتادون تلك الحواجز ويتبادلون النصائح وتعليمات الأمان لاجتيازها، مثل تجنب استفزاز الجنود، والمحافظة على الهدوء وضبط الأعصاب أيا كانت تصرفات الجنود مستفزة. أيضا الحرص على كبت مشاعر الخوف من السلاح، حتى لو أشهر بالوجه مباشرة، أو بدا الجندي غير مكترث لحركة يده على السلاح.. وأهم نصيحة: «إذا طالعك حاجز في آخر الشارع تجنب العودة إلى الخلف وتغيير الطريق».

مجموعة النصائح هذه، وغيرها، تضاف إلى خريطة شفهية يومية بتوزيع الحواجز والإجراءات التي يتبعها الجنود عندها، مع توضيح حالة الطرق المغلقة والسالكة والطرق الفرعية الآمنة، ويتم تداولها على الإنترنت أو عبر الهاتف، لحظة بلحظة، مع مجموعة التعليمات.. مثلا ينصح الشباب باصطحاب «دفتر خدمة العلم» (الخدمة العسكرية الإلزامية) لأن الحاجز في المنطقة الفلانية يسأل عنها، والشاب الذي لا يحمله يتم اعتقاله.

في بعض الأماكن الأخرى ينصح بحمل عقد ملكية المنزل أو عقد الإيجار، أو فاتورة ماء أو كهرباء أو أي شيء يثبت مكان الإقامة في منطقة معينة، لأن ثمة حاجزا طيارا يدقق في سكان الحي والزوار. وعادة تكون تلك الإجراءات فجائية وعارضة بحسب الوضع الأمني وملاحقة المطلوبين في بعض المناطق والأحياء.

أما الأكثر غرابة في تلك التحذيرات، فتلك التي تحذر مواليد منطقة من ارتياد حي أو منطقة أخرى.. مثلا تأزم الأوضاع في حي الميدان وضع كل مواليده في دائرة الشبهات، فيتم تحذيرهم من المرور عند حاجز معين قريب من القصر الجمهوري في حي المهاجرين، وتكون صيغة التحذير: «عم يدققوا بهويات الميادنة».. وقبل ذلك، كان مواليد حي بابا عمرو في حمص عرضة للمضايقات عند كل الحواجز في دمشق من دون استثناء، ومن ثم الحماصنة وأهالي إدلب، وهكذا.. بحيث لم يبق مواطن سوري فوق الشبهات؛ حتى لو كان مؤيدا للنظام.. إلا أن شدة التدقيق ترتفع وتنخفض بحسب درجة الاستنفار العام.

أحمد الحمصي نزح من حي البياضة في حمص إلى دمشق قبل عدة أشهر، وسكن وسط العاصمة. يقول: «بعد الإفطار يتحول الحي الذي أسكنه إلى حي أشباح، يوم أمس شعرت بالضجر وكأنني وعائلتي معتقلون، فقررت الخروج إلى المقهى، لكن منظر الشوارع العاتمة والخالية إلا من قوات الأمن أرعبني».

ويضحك أحمد وهو يتابع: «وبما أني حمصي، ويقال عنا إننا مجانين.. لم أجد تسلية سوى الذهاب إلى حيث قوات الأمن والشبيحة وفتح أحاديث معهم للتسلية!! وكان مع أحدهم دراجة نارية فتجرأت وطلبت منه أن يوصلني معه إلى مقهى قريب فلم يرفض.. يبدو أنه هو أيضا كان يشعر بالضجر، لكن المقهى كان خاليا أيضا ولا توجد أي سيارة في الشارع، فأعادني إلى حيث كنت». وخلال شهر رمضان، ارتفعت حدة الاستنفار في العاصمة؛ إذ ابتدأت باشتباكات عنيفة في عدة أحياء مثل الميدان وكفرسوسة وبساتين الرازي في المزة والقابون وبرزة. وتسبب حجم الدمار والقتل الذي تعرضت له تلك الأحياء في جعل رمضان دمشق كئيبا حزينا تغيب عنه كل مظاهر الاحتفال، وكأنها مدينة تحت الإقامة الجبرية.

لم تعد المساجد تعج بالمصلين الآتين من أحياء أخرى لتأدية صلاة التراويح، حيث باتت تقتصر على قلة من سكان الحي، حتى إن عدد عناصر الأمن بالعتاد الكامل الذين يحاصرون المساجد صار أضعاف عدد المصلين. ويفرض وجودهم حالة تأهب دائمة. غابت عن دمشق الخيام الرمضانية، واقتصر تبادل زيارات الإفطار على وقت ضيق لا يتجاوز الساعتين وغالبا ضمن الحي. ليكون دعاء الصائمين من الثوار: «اللهم أعنا على الصيام والقيام.. وإسقاط ما تبقى من النظام».

في دمشق صارت تخيم وحشة لا يخترقها سوى تردد أصوات التفجيرات والإطلاق المدفعي والصاروخي على المناطق المحيطة بالمدينة، ودوي إطلاق النار والاشتباكات داخل أحيائها، بين الحين والآخر. حتى المسحراتي، غاب سوى في قلة قليلة من الأحياء الهادئة حيث يمر سريعا، بعد أن كان صوته يضيع في زحمة السهر والأسواق في السنوات السابقة. أما في الأحياء الثائرة والخارجة عن السيطرة، فيخرج مسحراتي الثورة بين حين وآخر كلما سنحت له الفرصة لينادي: «يا نايم وحد الدايم.. يا نايم انتهى عصر البهايم».

* تقرير خاص بـ«الشرق الأوسط» – تحتفظ «الشرق الأوسط» بسرية اسم مراسلها الخاص لدواع أمنية

«الجيش الحر» يؤكد نيته إنشاء منطقة عازلة.. والمدفعية التركية تطلب تقارير الأرصاد الجوية فوق سوريا

مصدر تركي لـ«الشرق الأوسط»: ندرس تقديم مساعدات للسوريين في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام

جنوب تركيا: «الشرق الأوسط»

تتزايد مؤشرات «الفراغ الأمني» عند الحدود التركية – السورية، خصوصا تلك القريبة من حلب التي تشهد معركة طاحنة بين النظام ومعارضيه الذين سيطروا على أجزاء واسعة من الريف الحلبي وصولا إلى الحدود التركية، بعد سيطرتهم على موقع عندان الاستراتيجي، مساء أول من أمس. وبينما تتزايد «التلميحات» التركية لدور ما قد تقوم به أنقرة لمواجهة التهديدان البارزان لأمنها؛ الوجود المسلح الكردي في شمال سوريا والفراغ الأمني في ريف حلب، كشفت مصادر تركيا، أمس، عن طلب الجيش التركي لتقارير الأرصاد الجوية فوق سوريا «لاستخدامها من قبل قادة المدفعية»، كشف مصدر رسمي تركي لـ«الشرق الأوسط» أن بلاده تدرس تقديم «مساعدات إنسانية للاجئين السوريين في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام»، بينما كان «الجيش السوري الحر» يؤكد نيته إقامة المنطقة العازلة بين أعزاز وجسر الشغور بقوته الذاتية.

وأكد مصدر تركي رسمي لـ«الشرق الأوسط» أن بلاده «لا تستطيع الوقوف متفرجة على ما يحصل في سوريا، وسوف تضطر في نهاية المطاف إلى اتخاذ الإجراءات التي تتناسب مع (القوانين الدولية والاتفاقات الثنائية)». وأعلن المصدر أن منطقة عازلة داخل سوريا «قد تكون خيارا جيدا إذا استمر الوضع القائم»، موضحا أن بلاده تدرس بجدية إقامة منطقة آمنة لحماية النازحين واللاجئين السوريين في بقعة جغرافية محددة بين البلدين»، رابطا هذه الخطوة بتفاقم حركة النزوح إلى الأراضي التركية التي تستضيف حاليا نحو 45 ألف لاجئ سوري في عدة مخيمات في المحافظات الحدودية.

وأشار المصدر إلى أن التعزيزات التركية نحو الحدود «لا تهدف إلى الحرب، لكنها تهدف إلى إقناع الآخرين بعدم التفكير في تهديد الأمن التركي، خصوصا مع تزايد الأنباء عن وجود منظم لحزب العمال الكردستاني المحظور في مناطق كردية في شمال سوريا. إلا أنه أكد أيضا وجود توجه لدى أنقرة لـ«توزيع مساعدات إنسانية على سكان هذه المناطق واللاجئين إليها بعد خروجها من تحت مظلة السلطة السورية». وكانت تركيا، أعلنت، أمس، عن تعزيزات عسكرية جديدة أرسلت إلى جنوب البلاد، وهو إجراء بات منتظما منذ حادثة إسقاط الطائرة التركية في يونيو (حزيران) الماضي. وذكرت وكالة أنباء «الأناضول» أن القافلة غادرت قاعدة في محافظة غازي عنتاب متجهة جنوبا إلى محافظة كيليس. وأظهرت لقطات تلفزيونية من وكالة أنباء «دوغان» ما لا يقل عن 6 عربات مدرعة من فوق شاحنات النقل على طول الطريق. وكانت الحافلات والشاحنات مغطاة بشوادر تحجب الرؤية، وكذلك غطت ناقلات الجند. وقالت الوكالة إن قافلة تضم منصات صواريخ لم تحدد نوعها، ودبابات وآليات مدرعة قتالية للمشاة وذخائر وجنودا غادرت، أمس، الاثنين، مقر القيادة العسكرية في غازي عنتاب (جنوب) متجهة إلى المناطق الحدودية في محافظة كيليس. وأضافت أن قافلة قطارات تنقل بطاريات صواريخ وآليات لنقل الجنود أرسلت إلى إصلاحية في محافظة غازي عنتاب قادمة من مدينة إسكندرون في محافظة هاتاي.

وذكرت صحيفة «حرييت» التركية أن الجيش التركي طلب تزويده بتقارير أرصاد جوية مفصلة فوق سوريا من أجل «دقة أكبر للضربات المدفعية». وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش كان وقع قبل 3 سنوات على بروتوكول تعاون مع دائرة الأرصاد التركية لتزويده بتنبؤات الطقس في جنوب تركيا وشمال العراق، وقد زادها اليوم لتشمل المناطق المحيطة بتركيا ومنها سوريا والعراق ودول البلقان. وأوضحت أن الطلبات الجديدة في ما يتعلق بسوريا تسمح للقادة الميدانيين في المدفعية التركية بالحصول على توقعات للطقس للساعات الـ36 المقبلة عبر الإنترنت، وهذه التوقعات يتم تحديثها 4 مرات في اليوم. وفي إطار مساعيه لتحويل المنطقة الممتدة من الحدود التركية إلى ريفي حلب وإدلب لمنطقة معزولة، أعلن «الجيش السوري الحر» الاستيلاء على نقطة استراتيجية قرب حلب تربط الحدود التركية بالمدينة. وقال العميد المنشق فرزات عبد الناصر إنه «وبعد 10 ساعات من القتال، تمكن عناصر (الجيش الحر) عند ساعة متأخرة من مساء يوم الأحد من الاستيلاء على حاجز عندان على بعد 5 كيلومترات شمال غربي حلب». وأشار الناصر إلى أن 6 جنود قتلوا في المعركة، وتم أسر 25 آخرين. كما قتل 4 مقاتلين معارضين.

وشرح نائب رئيس الأركان في «الجيش الحر»، العقيد عارف الحمود، تفاصيل العملية لـ«الشرق الأوسط»، مشيرا إلى أنه «وبعدما كان هذا الحاجز يعوق حركة عناصر (الجيش الحر) بين تركيا والداخل السوري، وبعدما تمت محاصرته منذ مدة تماما كقسم كبير من القطاعات العسكرية في الريفين الإدلبي والحلبي، تم الهجوم والاستيلاء عليه مساء الأحد ليصبح الطريق بين حلب والحدود التركية مفتوحا بشكل كامل على أن يتم الاستيلاء على مطار منغ العسكري المحاصر قريبا جدا».

وأضاف: «أصبح تحركنا اليوم أكثر فعالية وأسرع لأننا بتنا نسلك الطريق السريع بعدما كنا نضطر للالتفاف على هذا الحاجز». وقال الحمود: «بعدما خذلنا المجتمع الدولي برفضه إنشاء، منطقة آمنة، بتنا نحن اليوم من يفرض قيام منطقة مماثلة نعمل على إنشائها على طول الحدود التركية وصولا للريفين الحلبي والإدلبي أي من أعزاز حتى جسر الشغور»، لافتا إلى أن «ما ينقص لتتحول هذه المنطقة لمنطقة معزولة هو فرض حظر جوي على الطيران السوري من خلال قوات الناتو أو تأمين سلاح مضاد للطيران يتصدى من خلاله عناصر (الجيش الحر) لخروقات النظام».

واعتبر الحمود أن المنطقة العازلة «تصب في مصلحة السوريين كما الأتراك، لأنها توفر عليهم توافد مزيد من اللاجئين الذين سيجدون بهذه المنطقة منطقة آمنة تحميهم وستكون كذلك بمثابة قاعدة انطلاق عسكرية لـ(الجيش الحر)».

3 أيام تفصل العرب عن تقديم قرار أممي حول سوريا

المعلمي لـ «الشرق الأوسط»: القرار يجمع الجديد مع المواقف السابقة

الرياض: بدر القحطاني

جدد المهندس عبد الله المعلمي مندوب السعودية لدى الأمم المتحدة تأكيداته الخاصة بتقديم قرار عربي حول سوريا إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، قائلا: «إن القرار في الطور النهائي، وسيتم تقديمه قبل يوم الجمعة القادم».. وبذلك، يتبقى على مشروع القرار بحد أقصى ثلاثة أيام حتى تتم مناقشته ويرى النور أمام الجمعية العامة.

وجزم المندوب السعودي في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» بأن القرار سيحمل «عناصر جديدة» في طياته، وذلك في معرض رده على تساؤل حول ما سيتضمنه القرار، بالإضافة إلى البنود المعلنة مسبقا، إذ قال: «لن يقتصر القرار على تقديم الجديد فحسب.. بل سيعيد أيضا التأكيد على المواقف المعلنة سابقا»، في إشارة إلى تطبيق العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الجامعة العربية على سوريا من قبل باقي الدول، إلى جانب المطالبة بتأمين مشروع يضمن وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة، والتي أعلنت عنها الجامعة العربية في وقت سابق بعد اجتماع الدوحة الأخير.

وفضل المندوب السعودي عدم الكشف عن أي ملامح تتعلق بالقرار، معللا بأن الأمور تظل في طور التشاور، وقد يطرأ عليها أي تعديل قبل التقديم.

يشار إلى أن الجامعة العربية قررت تقديم هذا القرار بالتوجه صوب الجمعية العامة للأمم المتحدة، نتيجة مجابهة روسية صينية أجهضت قرارات مجلس الأمن الثلاثة السابقة. وكان السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة العربية أكد أن المجموعة العربية في الأمم المتحدة أعدت المسودة الأولى لمشروع قرار عربي بشأن الوضع السوري لعرضه على الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهي حاليا بصدد مناقشته مع المجموعات الجغرافية والسياسية المختلفة في الأمم المتحدة، خاصة أعضاء مجلس الأمن لنيل الدعم والمساندة للمشروع العربي، لافتا في تصريحات إعلامية يوم أول من أمس، إلى أن مشروع القرار يستمد عناصره الأساسية من قرار مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري الأخير الذي عقد في الدوحة، بما فيه الدعوة إلى إنشاء مناطق آمنة لتوفير الحماية للمدنيين وتأكيد وصول المساعدات الإنسانية وتطبيق العقوبات السياسية والاقتصادية التي قررتها الجامعة العربية على النظام السوري.

سيناريوهات أمنية للنظام وحلفائه بهدف إثارة النعرات

“الشبيحة” يبتزون العائلات السورية الهاربة من نار الأسد

                                            المصنع ـ أحمد كموني

تواصل أمس، النزف السوري باتجاه لبنان هرباً من حرب بشار الأسد ضد الشعب الذي حدد خياراته نحو الحرية والديموقراطية الحقة، حيث شهدت بوابة المصنع الحدودية، حركة عبور عشرات العائلات خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية توزع أفرادها على بلدات مجدل عنجر، سعدنايل، المرج، ضهر الأحمر، بكا، خربة روحا، جب جنين وبعض قرى الجبل والجنوب.

وتطابقت روايات عدد من النازحين حول ظروف خروجهم من بعض أحياء دمشق وريفها، تحت القصف الهمجي للأحياء السكنية، في أعقاب حملات الاعتقال التي طاولت مواطنين من شتى الفئات والأعمار، وصولاً الى عمليات الابتزاز المادي من شبيحة النظام لقاء اجتياز النازحين الحواجز المنتشرة على الطرق الرئيسة المؤدية الى مراكز أمن النظام في جديدة يابوس ومنها الى المصنع اللبناني.

وكشف محمد م. عن إدخال ما وصفهم بـ”جماعة الأمن السياسي للنظام” لمجموعات مسلحة غريبة عن أحياء العاصمة، ترتدي لباساً مدنياً، تنفذ عمليات دهم عنيفة وتصفيات علنية ومباشرة على الطرق وبدم بارد، لافتاً الى أنها عناصر غير سورية، ما يعني أن النظام أتم أو في طور الانتهاء من تجميع آلاف العناصر المسلحة غير السورية، الأمر الذي يطرح أسئلة كثيرة عن الأهداف الكامنة خلف هذا التطور في صلب الأزمة السورية، ويفضح عجز النظام المتهاوي عن لملمة ما تبقى من كتائبه وآلته العسكرية.

وليس بعيداً من شهادات النازحين والواقع الدموي للأحياء الدمشقية وقراها، نقل معارضون للنظام معلومات لـ”المستقبل” عن حروب صغيرة ومتوسطة تنفذها كتائب الأسد ضد قرى الريف الدمشقي وتلك المتاخمة للحدود اللبنانية، أهم أهدافها: إثارة النعرات الطائفية والمذهبية، عبر لجوء كتائب الأسد الى قصف محيط القرى الدرزية في رخلة وقطنة وعرنة وغيرها، تحت ذريعة ملاحقة أو مواجهة مجموعات من الجيش السوري الحر.

واللافت أن عمليات القصف المدفعي والصاروخي للقرى المذكورة، تزامن مع “فيلم” محاولة اغتيال مدير مكتب الوزير السابق وئام وهاب في جرمانا ـ السويداء ـ وهو “الفيلم” على ما ذكر ناشطون من السويداء لـ”المستقبل”، أنه من تركيب أجهزة النظام السوري التي أنتجت خلافاً بين أعضاء مكتب وهاب في جرمانا على خلفيات مالية وتجارية أدت الى تلاسن فإطلاق نار، أصيب نتيجته مدير مكتب وهاب بطلقات نارية في رجليه، حيث جرى في أعقاب ذلك تظهير الحادثة بما يخدم أهداف النظام الأسدي على صعيد تأجيج المشكلة المذهبية بين مكونات المجتمع السوري.

ولفت الناشطون الى أن “محاولات زرع بذور الفتنة للنظام السوري وأزلامه في لبنان، واكبها تحرك سريع للوزير السابق وهاب الذي زار على رأس موكب كبير أول من أمس منطقة المصنع الى جرمانا لإضفاء مزيد من “التوابل” على مشروع فتنة النظام الأسدي. وأشاروا الى أن حركة “أزلام” النظام السوري في لبنان لم تقتصر على مهمة وهاب فقط، بل إن المعارضة السورية رصدت خلال اليومين الماضيين ، نشاطاً غير طبيعي لأحد قادة أحزاب لبنانية موالية للنظام السوري زارت العاصمة السورية وعقدت لقاءات مع أركان الأجهزة الأمنية المتبقية في خدمة آل الاسد، بالإضافة الى لقاءات مع جهات حزبية ـ عقائدية، في إطار التحضير لنشاطات أمنية في الداخل السوري وعلى الساحة اللبنانية.

الى ذلك، حذرت اللجان الشعبية في بلدة عرسال في بيان، من سياسة العقاب التي تنتهجها “حكومة الأسد في لبنان” تجاه مئات العائلات السورية النازحة الى عرسال ومشاريع القاع. ولفتت الى أن المشكلة لم تعد تقتصر على الدور المشبوه للحكومة المذكورة، بل تعدتها الى بعض المنظمات المانحة التي قلصت من تقديماتها في الأسابيع الأخيرة، حتى أنها باتت تفرض شروطاً لا علاقة لها بالواقع، الأمر الذي ضاعف من الأعباء الملقاة على عاتق أبناء البلدة المحاصرة بالحديد والنار الأسديين من جهة، وسياسة الإهمال والقبضة الأمنية للسلطة اللبنانية ومندرجاتها الميليشيوية من جهة ثانية. وأعلنت أنها سترفع معاناتها شفهياً الى المنظمات المانحة على أن تعقد مؤتمراً صحافياً قريباً تعلن فيه رفضها سياسة هذه المنظمات غير المنسجمة مع معاناة النازحين السوريين.

وفي الإطار، واصلت الهيئات الأهلية والشعبية في أقضية زحلة والبقاع الغربي وراشيا توزيع مساعدات عينية وطبية على مئات العائلات السورية الهاربة من مجازر النظام السوري الى البقاع، شملت حركة الهيئات المعنية مدينة زحلة وقرى الفرزل، عين كفرزبد، كفر زبد، مجدل عنجر، بر الياس، شتورة، تعنايل، قب الياس، الصويري، المنارة، البيرة، مدوخا، خربة روحا، راشيا، كفرقوق، بكا، الرفيد، العقبة، ينطا، عين عطا، عين عرب، تنورة، ينطا، المرج، حوش الحريمة، الروضة، المنصورة، غزة، السلطان يعقوب، كامد اللوز، جب جنين، لا لا، بعلول، القرعون، خربة قنافار، كفريا، صغبين، مجدل بلهيص، عانا، عميق، مشغرة، سحمر، كفردينس، المحيدثة، ضهر الأحمر وغيرها من البلدات البقاعية، مع العلم أن مدينة عرسال ومشاريع القاع، احتضنت نحو سبعمائة عائلة سورية نزحت منذ اندلاع الانتفاضة السورية من القرى السورية المتاخمة للقرى اللبنانية على الحدود اللبنانية ـ السورية الشرقية.

 الجيش الحر يسيطر على مخفر بالمدينة

11 يوما من القصف والاشتباكات بحلب

                                            دخل القصف والاشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي في مدينة حلب يومه الحادي عشر على التوالي، وتزامن هذا مع إعلان الجيش الحر سيطرته على نحو 60% من حلب وتوحيد عدة كتائب للثوار فيها. في غضون ذلك يتواصل قصف الجيش النظامي لعدة مناطق ومدن في البلاد حيث قتل اليوم 22 شخصا على الأقل معظمهم بإدلب ودير الزور.

وقال مراسل الجزيرة إن الجيش الحر استطاع السيطرة على مخفر حي الصالحين بحلب، وقتل العميد علي نصر وأسر ضابطا برتبة مقدم وجنودا. وأضاف أن هناك اشتباكات عنيفة تدور قرب المخفر المؤلف من طبقتين، والذي اندلعت فيه النيران.

وأكد المراسل أن الجيش الحر يسيطر فعليا على نحو 60% من المدينة التي شهدت موجات كبيرة من النزوح.

من جهته أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بشن معارضين مسلحين فجر اليوم هجوما بالقذائف على مقر المحكمة العسكرية في حلب والتي شهدت اشتباكات مع الجيش بالقرب من مقر المخابرات الجوية في حي الزهراء. وأضاف أن المقاتلين هاجموا فرع حزب البعث الحاكم بالمدينة.

بدورها، أوردت الهيئة العامة للثورة السورية أن حي صلاح الدين المعقل الرئيسي للمعارضين المسلحين، تعرض للقصف صباحا من قبل مروحيات قوات النظام. كما تعرضت أحياء الصاغور والفردوس والمشهد والأنصاري للقصف المدفعي.

توحيد كتائب

وكان الجيش السوري الحر أعلن السيطرة على نقطة إستراتيجية قرب حلب تربط الحدود التركية بالمدينة مما يتيح لهم بنقل تعزيزات وذخيرة إلى المدينة. وأوضح أن هذا الطريق يساعده على حرية التحرك من وإلى حلب.

إلى ذلك أعلن العقيد هيثم درويش وعدد من القيادات العسكرية الميدانية عن توحيد عدة كتائب للثوار بمدينة حلب وريفها تحت راية تشكيل عسكري جديد أسموه لواء الفتح، وذلك ضمن “المعركة الحاسمة لتحرير مدينة حلب وريفها من قوات النظام”.

وأدى القصف بالمروحيات والمدفعية الثقيلة إلى نزوح قرابة مائتي ألف شخص -بالأيام الأخيرة- من حلب البالغ عدد سكانها نحو 2.5 مليون نسمة، وفق الأمم المتحدة.

دعت منسقة الإغاثة في حالات الطوارئ بالأمم المتحدة فاليري أموس جميع أطراف القتال إلى ضمان عدم استهداف المدنيين، وأن يسمحوا للمنظمات الإنسانية بأن تدخل بأمان لتوصيل المساعدة العاجلة لإنقاذ حياة المحاصرين بسبب أعمال القتال.

وفي دمشق، أفادت الهيئة العامة للثورة باشتباكات عنيفة دارت مساء أمس بين الجيشين الحر والنظامي في شارعي لوبية والقدس وسط مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين. كما قال ناشطون إن حيْي التضامن والقدم في دمشق تعرضا لقصف مدفعي الليلة.

وفي محافظة درعا أفاد المرصد بأن حي طريق السد يتعرض للقصف من قبل القوات النظامية. وذكر أيضا أن بلدتي طفس والغارية الغربية بدرعا تعرضتا أيضا للقصف فجر الثلاثاء.

طقس سوريا

وقال المرصد إن اشتباكات دارت بين الجيشين النظامي والحر بمناطق متفرقة في دير الزور بينها دوار حمود العبود. وفي محافظة إدلب دارت اشتباكات رافقتها أصوات انفجارات فجر الثلاثاء في حيي المحراب والجامعة.

وفي محافظة ريف دمشق، أفاد المرصد باشتباكات دارت بعد منتصف الليلة  الماضية بين القوات النظامية والجيش الحر على طريق بلدة حلبون بمنطقة عين منين، بينما تعرضت ضاحية قدسيا وسهول جديدة عرطوز لسقوط عدة قذائف من قبل القوات النظامية.

ورغم الوضع الميداني المتأزم،  بثت مواقع الثورة السورية صور مظاهرات هتفت للجيش الحر ونددت بقصف النظام لدمشق وحلب، في كل من أحياء الأشرفية والشعار وسيف الدولة والأعظمية وشارع النيل وأبين ودابق بحلب، ودوما وحرستا وأحياء المهاجرين وقبرعاتكة بدمشق.

في غضون ذلك ذكر أمس تقرير إخباري أن الجيش التركي طلب معلومات مفصلة عن توقعات الطقس في سوريا من أجل توخي الدقة أثناء توجيه هجمات مدفعية. ولم يكشف التقرير عن مزيد من التفاصيل بشأن الهدف الأساسي من الحصول على هذه التوقعات.

تعزيزات تركية بحدود سوريا وتحذير إيراني

                                            ذكر شهود عيان وتقارير صحفية تركية أن قوافل عسكرية تركية تتجه نحو الحدود مع سوريا، في حين تحدثت صحيفة سورية عن تحذير إيراني شديد اللهجة من مغبة عمل عسكري تركي داخل الأراضي السورية.

وقال شهود ووكالة أنباء الأناضول التركية الحكومية إن 20 عربة لنقل الجند وبطاريات صواريخ ومدرعات تحركت الاثنين نحو الحدود مع سوريا، مع تصاعد قلق تركيا بشأن أمن حدودها الجنوبية.

وهذه أحدث حلقة في سلسلة تعزيزات عسكرية أرسلتها تركيا إلى حدودها مع سوريا البالغ طولها 911 كلم.

وتحدثت وكالة أنباء الأناضول الحكومية عن قافلة تركت قاعدتها في إقليم غازي عنتاب متجهة جنوبا نحو إقليم كيليش حيث سترابط، وحيث يوجد معسكر كبير للاجئين السوريين.

ولا مؤشر على أن القوات ستعبر الحدود، وربما تكون تحركاتها احترازية بالأساس في مواجهة تصاعد العنف في سوريا.

تحذير إيراني

وقد تحدثت صحيفة سورية مقربة من نظام بشار الأسد عن تحذير أرسلته إيران إلى تركيا من مغبة شن عمليات عسكرية داخل سوريا.

ونقلت صحيفة الوطن عن دبلوماسي عربي لم تسمه اتهامه تركيا بالتحجج بمخاوفها من حزب العمال الكردستاني للتدخل في سوريا ضمن مخطط رسمته مع واشنطن.

وحسب هذا الدبلوماسي، هناك خطة تركية أميركية تقضي بتدخل محدود في شمال سوريا خاصة في محافظة حلب للتمهيد لمنطقة آمنة “تحرسها العصابات المسلحة”.

وقالت الصحيفة إن إيران وجهت الساعات الماضية تحذيرا قويا جدا إلى تركيا، قائلة إن اتفاقية الدفاع المشترك السوري الإيراني ستفعّل إن حدث التدخل.

وظلت إيران أحد أهم حلفاء سوريا طيلة العقود الثلاثة الماضية، لكنها تحتفظ أيضا بعلاقات جيدة مع تركيا، التي تحولت منذ بدأت الاحتجاجات السورية إلى أحد أكبر منتقدي نظام الأسد.

الأسد والأكراد

وقد تحدثت صحف تركية عن مناطق تسكنها غالبية كردية في شمال سوريا بات يرفرف فيها، بموجب صفقة مع الأسد، علم حزب الاتحاد الديمقراطي، وهو أحد حلفاء حزب العمال الذي يقاتل من أجل حكم ذاتي للأكراد في جنوب شرق تركيا.

وقد حذر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من أن بلاده ستلاحق بالتأكيد مسلحي حزب العمال داخل سوريا، مثلما تفعل في شمال العراق.

ويتهم النظام السوري تركيا بتسليح المعارضة السورية، وهو ما تنفيه تركيا التي تعترف مع ذلك باستضافة معسكرات الجيش الحر.

وزاد التوتر بين البلدين بعد إسقاط الجيش السوري الشهر الماضي طائرة استطلاع تركية لقي طياراها مصرعهما.

بطولة شاب سوري

                                            مثل الكثيرين الذين زُج بهم في الثورة السورية أخذ انخراط عدي دادان فيها بعدا شخصيا عندما اختفى والده من ناصية أحد الشوارع في حلب على أيدي عملاء الأمن الداخلي التابعين للرئيس، ولم يُر أو يُسمع عنه شيء منذ ذلك الحين. وقبل أن يصير مجاهدا مشهورا بين أقرانه لشجاعته كان عدي، البالغ 22 عاما، طالبا في كلية الحقوق بجامعة حلب إحدى أفضل الجامعات في البلاد.

ولكن مع الاضطراب الذي وقعت فيها البلاد، ولى عدي ظهره للتعليم وحمل سلاحه مواجها جبروت جيش الأسد وكانت فرصه في البقاء حيا دائما نادرة. وبعض الذين اختاروا القتال في الحرب الأهلية الدائرة كان دافعهم بلا شك تمسكهم بدينهم، وأكثرهم يفعلون ذلك من هول الوحشية التي يستخدمها الرئيس بشار الأسد دفاعا عن نظام استعبد السوريين عقودا.

وكان عدي دادان من الفئة الثانية. فبحسب المقاتلين رفاقه التحق عدي بكتيبة المحمد التابعة للجيش السوري الحر قبل أقل من ثلاثة أشهر لأن استغاثة الثورة أثرت فيه وأفجعه القمع الذي أوقعته قوات أمن الأسد لسحق الثورة.

وبعد أن حمي وطيس المعركة من أجل حلب وجد عدي نفسه ضمن فريق استولى على نقطة قيادة للجيش، بطريقة يصعب تصديقها، كانت تنظم هجمات على نقاط تفتيش في الأحياء التي يسيطر عليها الثوار، وبدا أن هذا هو آخر انخراط له في الحرب.

وقال قائد عدي “كنا قد استولينا على مركز القيادة وكان عدي يحرس البوابة عندما أصيب بطلق ناري في رأسه”.

وهرع به إلى مستشفى ميداني للثوار في بلدة سوران على بعد نحو ثلاثين كيلومترا شمال المدينة. لكن المستشفى كانت فقيرة للوازم الطبية مثل افتقار الثوار للسلاح. وقال الطبيب الوحيد هناك “لم نتمكن من فعل أي شيء لإنقاذه. فأنا طبيب أسنان ولست مدربا على هذا النوع من الجراحات الخاصة. وليس لدينا سيارات إسعاف، وكان قد فقد وعيه في الطريق”.

ورغم كل تبجح الحكومة أثبتت الأعمال البطولية للثوار، التي غالبا ما تتضمن شبابا غير مدربين مثل عدي، جسارتها وفعاليتها المتكررة.

الأسد يحاول كسب الوقت

                                            كتبت صحيفة ديلي تلغراف أن التصعيد الوحشي للصراع السوري منذ بداية اندلاعه قبل 16 شهرا هو السمة الأبرز للاعتراض على حكم الرئيس بشار الأسد.

فقد ولد القمع مقاومة، والعكس بالعكس، إلى الدرجة التي صارت فيها أكبر المدن ساحات قتال. وحلب إحدى تلك المدن القديمة التي كان الاستحواذ عليها قد حسم من قبل مصائر الملوك لعدة قرون. والقتال من أجلها أساسي لبقاء نظام الأسد. ولهذا كان مستعدا لتجريد المحافظات المجاورة من الجنود والدبابات لحشد القوات لهذه المعركة، رغم أن هذا الأمر يعني  تسليما كاملا لمناطق شاسعة من البلاد للسيطرة الفعلية للثوار.

وقد بدأت تتضح الخطوط العريضة لإستراتيجية الأسد الجديدة للنجاة. فهو سيفعل كل ما في وسعه للتشبث بدمشق وحلب والطريق السريع الرئيسي الشمالي الجنوبي الرابط بين المدينتين. وهذا الأمر سيضطره إلى التخلي عن معظم القرى لأعدائه.

وكان الأسد قد تحول بالأسابيع القليلة إلى حد كبير إلى محافظ غير محصن لدمشق وحلب بدلا من أن يكون رئيسا لكل البلاد، بالإضافة إلى كونه قد أصبح شرطي سير على الطريق الرابط بين المدينتين. ومع تصاعد الحرب انخفض سقف أهدافه الواقعية.

ديلي تلغراف

ومع تحول التمرد هذا العام إلى عصيان مسلح، تغيرت شخصية الأسد من رئيس دولة إلى شخصية قائد الحرب البائس. وما زال يتنبأ بالنصر لكن كلماته باتت أشد سوداوية مع اعترافه بالارتكابات التي مورست باسمه.

أما عن القوات المسلحة فقد تمددت حتى بلغت حد الانهيار بفعل هذه الأزمة. فعلى الورق يبلغ عدد أفراد الجيش 220 ألفا لكن معظم جنوده من السنة، وولاؤهم للأسد -الذي تهيمن أقلية علوية على نظامه- غير مضمون دائما. وبالتالي فإن عبء القتال وقع على وحدتين منفصلتين: الفرقة الرابعة بقيادة أخيه ماهر والحرس الجمهوري.

وهذان التشكيلان معا لا يتعدى عددهما الثلاثين ألف فرد -أقل من 14% من كامل قوة الجيش- وقد حُملوا نصيب الأسد في مهمة مقاتلة العصيان المسلح. وخاض هؤلاء الجنود حربا على مساحة تمتد من درعا في الجنوب إلى إدلب في الشمال وقد دفعوا ثمنا باهظا: إذ يُعتقد أن ما لا يقل عن خمسة آلاف جندي قُتلوا بأيدي الثوار خلال الـ16 شهرا الماضية. ومن باب المقارنة، فقدت أميركا 1939 جنديا بأفغانستان خلال حرب دامت نحو 11 سنة.

ونظرا لانخفاض سقف أهدافه إلى مستوى الدفاع عن حفنة من المدن وتشكيكه في ولاء جزء من جيشه, لم يعد الأسد يبذل جهدا لتحقيق نصر كامل. ومع أن جزءا مركزيا من قواته الأمنية ما زال يمكن الاعتماد عليها في إطاعة الأوامر ودحر الثوار في معارك هامشية، فإن الساعة الحقيقة بدأت تدق. وما زال بإمكان الرئيس السوري شراء بعض الوقت -ربما لعدة أشهر- لكنه لن يفوز.

وبعد أن استثمرت الكثير في بقائه حيا, ما الذي يدفع روسيا إلى التفكير بالحكمة من السعي لتجنب القدر المحتوم؟ الإجابة قد تكون -من باب المفارقة- في فرص نجاح الأسد في حلب. فإذا احتفظ بالجائزة وتشبث بدمشق وتخلى عن معظم بقية سوريا، فإنه بذلك يخبر العالم أن النصر الكامل لم يعد في المتناول، حينها قد يصل أصدقاؤه إلى ذات الاستنتاجات التي توصل إليها.

المصدر:ديلي تلغراف

المعارضة السورية تعكف على تشكيل حكومة انتقالية

القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل تعلن تأسيس المجلس الأعلى للدفاع

العربية.نت

تجتمع اليوم في القاهرة قوى من المعارضة السورية للإعلان عن تأسيس هيئة للثورة، تعمل على تشكيل أول حكومة سورية من المعارضة والتي يجري تشكيلها في أكثر من عاصمة ومن المتوقع أن يكون رئيس المكتب التنفيذي للحكومة هيثم المالح، ومن بين أعضائها عصام العطار المراقب العام الأسبق للإخوان المسلمين في سوريا، ومحمود السيد الدغيم، ونواف البشير، وفارس الشوفي وآخرون.

وقال المالح في اتصال هاتفي مع “العربية” إنه كلف برئاسة الحكومة وبإجراء تشاورات مع أطراف المعارضة لتشكيل الحكومة الانتقالية.

وأضاف المالح رئيس جبهة العمل الوطني السوري ان تشكيل هيئة مجلس أمناء الثورة السورية تم بعيدا عن اي طرف ، مؤكدا ان انشاءها جاء ليس بديلا للمجلس الوطني السوري وانما للمساعدة في تشكيل حكومة انتقالية .

مجلس أعلى للدفاع

وكانت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل قد أصدرت مقترحا لمشروع للمرحلة الانتقالية في البلاد، وأبرز بنود مشروع إدارة المرحلة المقبلة تأسيس المجلس الأعلى للدفاع، والذي يضم جميع قادة المجالس العسكرية في البلاد وكبار الضباط المنشقين والضباط المساهمين في الثورة.

ويكون من مهام المجلس الأعلى للدفاع تأسيس مجلس رئاسي لإدارة الدولة من ست شخصيات مدنية وعسكرية، ويحق له اقتراح قوانين تطرح على الاستفتاء العام.

كذلك إعادة هيكلة المؤسستين الأمنية والعسكرية على أسس وطنية، ووضع حلول لاستيعاب المدنيين الذين حملوا السلاح خلال الثورة.

المشروع يتضمن تأسيس المجلس الوطني الأعلى لحماية الثورة، والذي يعد بمثابة مؤسسة برلمانية لمراقبة عمل الأجهزة التنفيذية، ومن المفترض أن يضم جميع الهيئات المدنية والعسكرية كالمجلس الوطني والقوى السياسية والشخصيات الوطنية والهيئة العامة للثورة والتنسيقيات والحراك الثوري والجيش الحر ومكتب التنسيق والارتباط.

إلى جانب ذلك تأسيس عدد من الهيئات لحماية الثورة أبرزها:

الهيئة الوطنية للإدارة المحلية ومجالس المحافظات: وتشكل من قوى الحراك الثوري الميدانية التي تمكنت من إدارة العديد من المناطق والبلدات والقرى والأحياء، والهيئة الوطنية للاجئين وكذلك هيئة لإعادة الإعمار وغيرها.

ويقترح المشروع تشكيل حكومة انتقالية تتألف من واحد و ثلاثين وزيراً وثمانية نواب ورئيسها الذي سيكون شخصية مدنية.

كما سيتم تشكيل هيئة مستشاري رئاسة الحكومة وتضم كفاءات من شتى المجالات.

وتحتفظ المؤسسة العسكرية للثورة بثلاث حقائب وزارية في الحكومة، وهي الداخلية والدفاع وحقيبة وزير شؤون رئاسة الحكومة وهو شخصية مدنية تُعينه المؤسسة العسكرية للثورة.

الجيش الحر يهاجم مقرات أمنية في حلب

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

شن الجيش السوري الحر فجر الثلاثاء هجوما على مقر المحكمة العسكرية في حلب التي شهدت اشتباكات مع الجيش النظامي قرب مقر المخابرات الجوية، في حين أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان عن سقوط 22 قتيلا أغلبهم في إدلب ودير الزور.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان أن “اشتباكات تدور في حي الزهراء قرب فرع المخابرات الجوية ” مضيفا أن مقاتلين من الكتائب الثائرة هاجموا بقذائف آر بي جي مقر المحكمة العسكرية بحلب.

كما ذكر البيان أن المقاتلين “هاجموا قسم شرطة الصالحين وفرع حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم”.

وسقطت قذائف على حي صلاح الدين كما تعرضت أحياء الفردوس والمشهد في الجنوب والأنصاري في الجنوب الغربي للقصف من قبل القوات النظامية السورية، بحسب المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له.

من جهتها، أوردت الهيئة العامة للثورة السورية أن حي صلاح الدين وهو المعقل الرئيسي للمعارضين المسلحين، تعرض للقصف صباح الثلاثاء من قبل مروحيات تابعة للقوات النظامية.

وأكد مصدر أمني في دمشق لوكالة فرانس برس أن القوات النظامية سيطرت على جزء من حي صلاح الدين في جنوب غرب مدينة حلب، الأمر الذي نفاه رئيس المجلس العسكري في حلب التابع للجيش السوري الحر العقيد عبد الجبار عكيدي، مؤكدا في رد على سؤال لوكالة فرانس برس أن القوات النظامية لم تتقدم “مترا واحدا”.

وكان الجيش السوري الحر أعلن الاثنين السيطرة على نقطة استراتيجية قرب حلب تربط الحدود التركية بالمدينة مما يتيح لهم بنقل تعزيزات وذخيرة الى المدينة التي تشهد معركة حاسمة ستقرر وجهة النزاع السوري.

123 قتيلا وقصف أحياء في دمشق وحلب

أنباء متضاربة حول السيطرة على أحياء حلب الرئيسية

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

تعرض حيا التضامن والقدم في دمشق إلى قصف عنيف بقذائف الهاون والمدفعيات، الثلاثاء، وفق ما أفادت لجان التنسيق المحلية.

وقالت إن طائرات مروحية تابعة للنظام السوري حلقت في سماء حي السكري في مدينة حلب، وسط قصف عنيف استهدف بعض أحيائه.

وأضافت أن قوات النظام السوري تحاصر بلدة دير العصافير في ريف دمشق، وسط تخوف الأهالي من اقتحامها. وتشهد البلدة حركة نزوح كبيرة تحسبا من حملة عسكرية جديدة. وفي دير الزور، أفاد ناشطون عن قصف عنيف بالمدفعية تركز على حي الحميدية والشيخ ياسين.

وتستمر الاشتباكات بين الجيشين النظامي والحر في حلب، التي ينظر إليها كمحور معركة فاصلة، وسط تضارب في الأنباء حول سيطرة الطرفين على الأحياء الرئيسية في المدينة، فيما ارتفع عدد قتلى سوريا الاثنين إلى 123 قتيلا، في حين تعرض موكب للمراقبين الدوليين إلى إطلاق نار من قبل دبابات تابعة للقوات النظامية.

غير أن المناطق التي دخلها الجيش السوري الحر نقل منها صوراً تظهر تحسن الأوضاع المعيشية والأمنية فيها.

الواقع الجديد في حلب، التي لم تتوقف فيها المعارك منذ ما يزيد على 12 يوماً، من شأنه ان يغير في معادلة الصراع السورية التي يبقى الثابت الوحيد فيها أن كل الأطراف السياسية محلياً وإقليمياً ودولياً تبني حساباتها ورهاناتها على أساس نتائج الوضع العسكري على الأرض.

وبالقرب من حلب، أعلن الجيش السوري الحر أنه تمكن من السيطرة على موقع بلدة عندان الاستراتيجي، الذي يشرف على طريق الإمداد الواصل بين حلب وتركيا.

وتمكن الجيش السوري الحر من السيطرة على موقع عندان الاستراتيجي بعد معركة ضارية استمرت اكثر من 9 ساعات، كما نجح في السيطرة على 8 دبابات، قال إنه استولى عليها بعد السيطرة على موقع عندان، مؤكداً أسر 12 جندياً وانشقاق 25 آخرين.

وذكرت مصاد المعارضة أن حيي بابا عمرو والسلطانية في حمص تعرضا لقصف عنيف جداً بالمدفعية الثقيلة والهاون والصواريخ، مشيرة إلى سقوط العديد من الجرحى أكثرهم بحالة خطرة.

من جانب آخر، قالت مصادر في المعارضة إن عدد القتلى الذين سقطوا برصاص الأمن السوري الاثنين ارتفع إلى 123 قتيلا.

وأشارت لجان التنسيق إلى أن 26 شخصاً قتلوا في دمشق وريفها، معظمهم في مجزرة في بلدة حجيرة.

وأضافت أن 25 شخصاً قتلوا في حلب، بينهم 10 مجهولي الهوية، و15 في درعا، و10 في حمص و3 في إدلب و2 في كل من اللاذقية ودير الزور وواحداً في كل من الرقة وحماة.

إطلاق النار على المراقبين الدوليين

وعلى صعيد آخر، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان غي مون الاثنين أن موكباً كان يقل مراقبين تابعين للمنظمة الدولية، بينهم رئيس بعثة المراقبين الجنرال باداكا غاي، تعرض الأحد لإطلاق نار من “دبابات تابعة للجيش” السوري.

وقال بان غي مون، في تصريح صحفي، إن “الجنرال غاي وفريقه كانا هدفاً لإطلاق نار على دفعتين، إلا أن أحدا لم يصب في هذين الهجومين”.

تيرسي: شكوك بقبول الأسد لمخرج آمن

روما (31 تموز/يوليو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أعرب وزير الخارجية الايطالي جوليو تيرسي عن شكوك بشأن فرضية قبول الرئيس السوري بشار الأسد ما يسمى “المخرج الآمن” الذى يضمن الحصانة له ولأسرته مقابل التنحي عن سدة الحكم، وقال “أشك في أن الأسد سيستجيب لهذه الدعوة”

وأضاف تيرسي الثلاثاء فى تصريحات متلفزة “لقد رأينا في حالات أخرى فى دول الربيع العربي قادة لم يستجبوا “لدعوات ترك السلطة “باستثناء الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، ولكن الظروف كانت مختلفة، بينما القذافي ومبارك لم يقبلا” بحلول مماثلة

وحذر رئيس الدبلوماسية الإيطالية من أن الأزمة في سوريا، “ماضية في التدهور” خاصة مع الصراع في مدينة حلب، التى هي “قلب البورجوازية والاقتصاد السوري حيث لم يكن من المتوقع قبل أشهر قليلة، أن تكون هناك مقاومة بهذه القوة

واختتم رئيس الدبلوماسية الايطالية منوها بأن “تحرك 200 الف مواطن سوري باتجاه الحدود التركية وخارج المدينة جعل الاوضاع الإنسانية في غاية المأساوية”، على حد تعبيره

معارض سياسي سوري لـ آكي: الانتقال السلمي التدريجي للسلطة بات أمراً شبه مستحيل

روما (30 تموز/ يوليو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

رأى معارض سياسي سوري أن القمع العسكري الذي يقوم به النظام أوصل الأمور إلى نقطة بات فيها الانتقال السلمي التدريجي للسلطة أمراً شبه مستحيل، وأن القوى الثورية في الداخل لن توافق على حل وسط، وشدد على أن الرئيس السوري لن يوافق على أي تسوية تتضمن تنحيه إلا بوجود ضغط عسكري خارجي يصل إلى حد التدخل العسكري المباشر، ورفض بشكل قاطع سيطرة العسكر على أي تحول سياسي في سورية، وشدد على أن مجلس الحكم الانتقالي سيكون مدنياً ومعظم أعضائه من الثوار في الداخل مع دور ثانوي للمعارضة السياسية التقليدية الحالية في الداخل والخارج

وحول احتمال قبول المعارضة السياسية السورية بحل وسط يوقف نزيف الدم ويضمن زوال النظام خلال مدة محددة عبر مرحلة انتقالية، قال المعارض السياسي السوري المستقل فواز تللو لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “المعارضة السياسية السورية التقليدية داخل وخارج سورية وبكل أطيافها هي معارضة منفصلة عما يجري على الأرض، لذلك قبلت هذه المعارضة بما يسمى بالحل السياسي بناءاً على رغبة الطرفين في المجتمع الدولي، وإن صدرت بعض التصريحات الإعلامية من بعض الأطراف كالمجلس الوطني فهي معارضة شكلية إعلامية ولا تتفق مع المسار الذي وافق عليه هذا المجلس في اجتماع القاهرة وجنيف ومؤتمر باريس، وكل هذه المعارضات لا تعتمد في شرعيتها على فهم الواقع ورغبات واحتياجات الثورة في الداخل بل تعتمد في شرعيتها على اعتراف أطراف المجتمع الدولي الفاعلة الرئيسية بها، سواء كانت هذه الأطراف الدولية مؤيدة أو معارضة للنظام وبالتالي فهذه الحلول غير قابلة للتطبيق ولن يرضى بها الثوار في الداخل بكل أشكالهم” وفق تقديره

وتتحدث بعض أطراف المعارضة السورية وبعض التقارير الغربية عن وجود خطط مختلفة تضمن انتقال السلطة في سورية عبر حل وسط يبدأ بتسليم الرئيس السوري صلاحياته كاملة لحكومة انتقالية تضع دستوراً وقوانين جديدة وتمهد لانتخابات برلمانية ورئاسية خلال مدة محددة يتنحى بنهايتها الأسد عن السلطة

وفيما إن كان النظام السوري سيوافق على مرحلة انتقالية تؤدي إلى تنحي الرئيس السوري عن السلطة قال تللو “رئيس النظام السوري لن يوافق على أي تسوية يمكن أن تتضمن تنحيه إلا إذا كان هناك ضغط عسكري خارجي يصل إلى حد التدخل العسكري المباشر، أو تحقيق الثوار تقدماً كبيراً على الأرض بما يطيح بالنظام، وهو السيناريو الأكبر حظوظاً بين الاحتمالين، وفي النهاية، سيغادر رئيس النظام سورية في المرحلة الأخيرة، لكن ذلك لن يغير شيئاً في تلك المرحلة، فهو سيغادر سورية في مرحلة متأخرة قبيل الوصول إلى تلك اللحظة النهائية، وعندها ستستمر المعركة العسكرية حتى نهايتها المحتومة مع أنصاره ونظامه، وفي تلك المرحلة لن يكون هناك من معنى لعملية التنحي أو انتقال سلمي للسلطة، وأعتقد أننا اقتربنا كثيراً من نقطة اللاعودة هذه، وهي نقطة لا يحددها فقط قرار التنحي، بل يحددها أيضاً حجم القمع العسكري والقتل والخراب الذي أوصل الأمور إلى نقطة بات فيها الانتقال السلمي التدريجي للسلطة أمراً شبه مستحيل” على حد تعبيره

وتدعو المعارضة السورية الجيش السوري الحر بدعم من المجتمع الدولي إلى تأمين مناطق عازلة وآمنة تكون ملاذاً للاجئين المدنيين ومنطلقاً للكتائب الثائرة في معاركها ضد القوات العسكرية والأمنية التابعة للنظام

وفيما إن كانت المعارضة المسلحة قادرة على إقامة وتأمين مناطق عازلة في الوقت الراهن دون أسلحة نوعية، قال المعارض السوري الذي يعيش في المنفى مؤقتاً “امتلكت المعارضة المسلحة مؤخراً كمية بسيطة من بعض الأسلحة النوعية، وهو ما سمح بتغيّر ملحوظ بموازين القوى بين النظام والثورة، لكن إقامة مناطق عازلة وآمنة نسبياً بالمعنى الحقيقي أمر يحتاج إلى نوعيات وكميات إضافية من السلاح ليست متوفرة حالياً مثل الصواريخ المضادة للطائرات، لذلك نجد أن هناك مناطق محررة لكنها ليست آمنة، كما أن هناك استحالة لمنع القصف الصاروخي بعيد المدى دون تدخل جوي” وفق تقديره

ويرى بعض المراقبين أن المرحلة الانتقالية يجب أن تكون بيد مجلس انتقالي عسكري على اعتبار أن المعارضة السياسية المختلفة ستفشل في الاتفاق على مجلس موحد، وحول ذلك أوضح تللو “ربما كان الأمريكيون ومن خلفهم الأوروبيون يرغبون بذلك في خلطة غريبة ما بين الحلين اليمني والمصري بينما يمثل النموذج الليبي الشكل الأقرب للحالة السورية، أنا شخصياً أسعى في أوساط الثوار في الداخل لرفض هذا بشكل قاطع، فنحن لن نقبل بمجلس عسكري بأي حال، بل سنقبل فقط بمجلس حكم انتقالي مدني قد يضم عسكريين يعينهم الثوار في الداخل حصراً، ولا علاقة لهم بالنظام، ولن يشكل الأعضاء العسكريون في هذا المجلس المدني أغلبية فيه، فنحن نرفض أي سيطرة للعسكر على أي تحول سياسي لأننا قمنا بالثورة أصلاً على حكم العسكر وأجهزتهم، أما مجلس الحكم الانتقالي المدني فسيعين معظم أعضائه من مجموعات الثوار في الداخل بمختلف أشكالهم وعلى أساس مناطقي، أما المعارضة السياسية التقليدية الحالية في الداخل والخارج فدورها سيكون ثانوياً في هذه المرحلة”، وأضاف “ما أقوله هو ما يفرضه الواقع لا ما يحلم به الأمريكيون والروس والمعارضات السياسية التقليدية الحالية التي تنقاد لهم” على حد قوله

وتشير أرقام المراصد الحقوقية السورية إلى مقتل نحو 20 ألف مدني من قبل القوات العسكرية والأمنية السورية خلال الثورة التي بدأت قبل نحو 15 شهراً، الأمر الذي تسبب في تفكك احتقان لدى الشريحة العظمى من السوريين، ويرى المراقبون أن أي حل في سورية يجب أن يتضمن مصالحة وطنية شاملة

وحول إمكانية إنجاز (مصالحة وطنية) في سورية دون محاكمة جميع من تورط بقتل السوريين، بما فيه أهم رموز النظام، قال المعارض السوري “لا مصالحة وطنية دون عدالة، وهذا لا يعني فقط محاكمة رموز النظام، بل محاكمة كل من ارتكب جرائم قتل واغتصاب وسرقة وهدم وتعذيب بحق الشعب السوري، أي أن المصالحة الوطنية تعني محاكمة آلاف الأشخاص على الأقل، وهي ضريبة يجب أن يدفعها أنصار النظام عن طيب خاطر لتحقيق المصالحة الوطنية لكي يكون القصاص عبر المحاكم، وإلا فإن القصاص خارج إطار المحاكم سيكون هو البديل” وفق تأكيده

مقاتلو المعارضة في حلب يؤكدون أنهم صامدون

حلب (سوريا) (رويترز) – عزز الجيش السوري من حملته لطرد مقاتلي المعارضة من حلب حيث قال المقاتلون إنهم صامدون وتعهدوا بجعل المدينة “مقبرة النظام”.

ونفى نشطاء المعارضة ما أعلنته الحكومة من أن قواتها استعادت السيطرة على حي صلاح الدين الذي يقع في جنوب غرب حلب ويمر عبره أوضح طرق تعزيزات الجيش السوري القادمة من الجنوب.

وسمع مراسل رويترز أصوات طائرات هليكوبتر تطلق نيران رشاشات ثقيلة على الجزء الشرقي من المدينة يوم الثلاثاء للمرة الأولى منذ عدة أيام.

وامتلأت المستشفيات والعيادات المؤقتة في أحياء يسيطر عليها المعارضون في شرق حلب بضحايا سقطوا في أسبوع من القتال بالمدينة وهي مركز تجاري كان في السابق بمنأى عن الانتفاضة التي اندلعت العام الماضي ضد حكم الرئيس بشار الأسد.

وقال مسعف شاب في عيادة “في بعض الايام نستقبل نحو 30 أو 40 شخصا بخلاف الجثث.” وأضاف “منذ بضعة ايام استقبلنا 30 مصابا وربما 20 جثة لكن نصف هذه الجثث كانت ممزقة إلى اشلاء. لا يمكننا أن نتعرف على هويات أصحابها.”

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن أكثر من مئة شخص بينهم 73 مدنيا قتلوا في سوريا يوم الإثنين. وأضاف أن خمسة مقاتلين من المعارضة قتلوا في اشتباكات مع القوات السورية في صلاح الدين.

وقال مقاتلو المعارضة الذين يجوبون المناطق التي يسيطرون عليها في شاحنات رافعين علم “الاستقلال” ذي الألوان الخضراء والبيضاء والسوداء إنهم صامدون في صلاح الدين رغم تعرضهم للقصف بأسلحة الجيش الثقيلة وطائرات الهليكوبتر.

وحلقت طائرة مقاتلة في سماء المكان على نحو يظهر التفوق العسكري الكبير الذي ما زالت تحظى به قوات الحكومة.

وقال مقاتل شاب يدعى محمد وهو يتحسس الذخيرة التي يضعها في سترته “كنا نعلم دائما أن حلب ستكون مقبرة النظام… دمشق هي العاصمة لكن لدينا هنا ربع سكان البلاد وكل قوتها الاقتصادية. قوات بشار ستدفن هنا.”

لكن تفوق القوات الحكومية على الأرض حتى الان حال دون تحقيق المعارضين نجاحا يذكر في الاحتفاظ بمناطق حضرية. وكان المعارضون قد حققوا تقدما كبيرا في دمشق قبل أسبوعين لكن تم دحرهم.

وكانت الحكومة السورية قد قالت إنها استعادت السيطرة على صلاح الدين. ولم يتمكن صحفيو رويترز في حلب من الوصول إلى الحي للتأكد من الجهة التي تسيطر عليه.

واتبع الجيش في هجومه على صلاح الدين نفس التكتيكات التي اتبعها في دمشق هذا الشهر عندما استخدم قوة نيرانه الكثيفة لطرد المعارضين من حي تلو الآخر.

وقوات الأسد عازمة على عدم فقد السيطرة على حلب التي ستكون هزيمتها فيها ضربة استراتيجية ونفسية خطيرة.

ويقول خبراء عسكريون إن مقاتلي المعارضة مسلحون تسليحا خفيفا للغاية ويفتقرون لقيادة جيدة مما يجعل من الصعب عليهم التغلب على الجيش الذي تقصف مدفعيته المدينة في أي وقت شاء وتسيطر طائراته على الأجواء.

وقال رجل وصف نفسه بأنه المتحدث باسم “ثورة حلب” يوم الإثنين “بالأمس كانوا يقصفون المنطقة بمعدل قذيفتين كل دقيقة. لم نستطع التحرك على الإطلاق.” وأضاف “ليس صحيحا على الإطلاق أن قوات النظام في صلاح الدين.”

وأدى القتال إلى توقف النشاط التجاري في حلب التي يعيش فيها 2.5 مليون نسمة. وبقيت أسواق الخضروات مفتوحة لكن لا يقبل كثيرون على الشراء. لكن حشودا من الرجال والنساء انتظرت لنحو ثلاث ساعات لشراء كمية محدودة من الخبز المدعم.

وفي مدينة تنقسم فيها الولاءات مثل حلب حيث تؤيد قطاعات من السكان حكومة الأسد بدا البعض حذرا من التحدث علانية في وجود المقاتلين الذي جاء الكثيرون منهم من مناطق محيطة بالمدينة.

وسئل رجل كان يقف عند مركز للشرطة تضرر بشدة من نيران القصف أي الجانبين يؤيد فقال “لسنا مع أحد. نحن مع الحق.”

وعندما سئل أي جانب هو جانب الحق أجاب “الله وحده”.

وأوقف البعض مقاتلين في الجيش السوري الحر وطلبوا منهم فعل شيء لمواجهة النقص في الخبز والوقود.

وما زال مقاتلو المعارضة يسيطرون على قطاعات من المدينة ويتحركون في هذه المناطق وهم مسلحون بالبنادق ويرتدون ملابس مموهة في استعراض للثقة.

وأقدم المقاتلون على مهاجمة حلب ووسط دمشق بعد تفجير وقع يوم 18 يوليو تموز وأسفر عن مقتل أربعة من كبار مسؤولي الأمن في نظام الأسد.

ومع انقسام القوى الكبرى يقف العالم الخارجي عاجزا عن منع انزلاق سوريا إلى حرب أهلية.

ويتمثل الوجود العسكري الدولي الوحيد في سوريا في بعثة مراقبة صغيرة وغير مسلحة تابعة للأمم المتحدة. وقال الأمين العام للمنظمة الدولية بان جي مون إن ركب رئيس البعثة تعرض لهجوم يوم الأحد ولم تقع إصابات لأن السيارات كانت مدرعة.

ولم يقدم تفاصيل أخرى عن الهجوم. وقال مسؤولون من الأمم المتحدة طلبوا عدم ذكر أسمائهم إن الركبا الذي كان يضم خمس سيارات تعرض لنيران أسلحة صغيرة بالقرب من تلبيسة الواقعة على بعد نحو 17 كيلومترا عن حمص وفي منطقة قالوا إنها تحت سيطرة المعارضة.

وتدعم روسيا الأسد ولم تبدر منها أي إشارة تنم عن التخلي عنه وهي تلقي باللوم على الغرب وعلى دول عربية في تأجيج الانتفاضة عن طريق دعم المعارضة. وقال جينادي جاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي على موقع تويتر للتدوين المصغر “الوضع حرج حقا في حلب. من الواضح أن الإعلام المنحاز يحاول بكل الطرق القيام بالعمل نيابة عن المعارضة عندما تفشل المعارضة.”

وقالت فرنسا إنها ستطلب عقد اجتماع طاريء لمجلس الأمن الدولي في محاولة لكسر الجمود الدبلوماسي بشأن سوريا لكنها لم تشر إلى أن روسيا والصين ستتخليان عن سياستهما المستمرة منذ فترة طويلة والتي تهدف لعرقة أي إجراءات ضد الأسد.

وفي لندن قالت الخارجية البريطانية إن القائم بالأعمال السوري خالد الأيوبي استقال لأنه لا يمكنه بعد الان تمثيل حكومة ارتكبت “مثل هذه الاعمال القمعية والعنيفة” ضد شعبها. وبذلك ينضم الأيوبي إلى قائمة من كبار المسؤولين السوريين المنشقين.

وقال مكتب رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان إن اردوغان والرئيس الأمريكي باراك أوباما ناقشا كيفية العمل معا للاسراع بالانتقال السياسي في سوريا وذلك خلال مكالمة هاتفية.

وقال بيان صادر عن مكتب اردوغان “تناولت المحادثات تنسيق جهود الاسراع بعملية الانتقال السياسي في سوريا بما في ذلك ترك بشار الأسد السلطة وتنفيذ المطالب المشروعة للشعب السوري.”

ووسط مخاوف متنامية بشأن الأمن على حدودها أرسلت تركيا أربع قوافل على الأقل تضم جنودا وبطاريات صواريخ وسيارات مدرعة إلى الحدود مع سوريا.

ولم تظهر أي إشارة إلى أن القوات التركية ستعبر الحدود وربما تكون تحركات القوات احترازية في مواجهة العنف المتصاعد في سوريا.

من اريكا سولومون

(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)

اردوغان وأوباما يناقشان الانتقال السياسي في سوريا

اسطنبول (رويترز) – قال مكتب رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان إن اردوغان والرئيس الأمريكي باراك أوباما ناقشا كيفية العمل معا للاسراع بالانتقال السياسي في سوريا خلال مكالمة هاتفية.

وأصبح اردوغان الذي كان يتمتع يوما بعلاقات وثيقة بالرئيس السوري بشار الأسد أحد أشد منتقديه وطالب بتنحيه في مواجهة انتفاضة شعبية مستمرة منذ أكثر من 16 شهرا قتل فيها آلاف المدنيين.

وقال بيان صادر عن مكتب اردوغان “تناولت المحادثات تنسيق جهود الاسراع بعملية الانتقال السياسي في سوريا بما في ذلك ترك بشار الأسد السلطة وتنفيذ المطالب المشروعة للشعب السوري.”

وجرت المكالمة الهاتفية يوم الإثنين وذكرت تقارير اعلامية تركية أن اردوغان وأوباما تحدثا لمدة 36 دقيقة.

وأضاف البيان “أبدى الزعيمان قلقهما المتزايد إزاء الأوضاع الانسانية التي تزداد سوءا في سوريا بسبب هجمات النظام السوري الذي يستهدف شعبه ووحشية النظام وفي الآونة الأخيرة في حلب.”

وناقش اردوغان وأوباما أيضا الحاجة للعمل معا لمساعدة المدنيين الذين يحاولون الفرار من العنف في سوريا.

ويوجد في تركيا 44 ألف لاجيء سوري وهناك مخاوف من أن الهجوم الذي يشنه جيش الأسد في مدينة حلب الشمالية قد يؤدي إلى زيادة عدد اللاجئين.

وقال البيان “اتفق رئيس الوزراء اردوغان والرئيس أوباما على تنسيق الجهود لمساعدة السوريين الذين يضطرون إلى الفرار إلى تركيا ودول مجاورة.”

إعداد علا شوقي للنشرة العربية – تحرير ياسمين حسين

بان جي مون: تعرض قافلة رئيس بعثة المراقبين في سوريا لهجوم

الأمم المتحدة (رويترز) – قال الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون يوم الاثنين إن قافلة رئيس بعثة المراقبين في سوريا اللفتنانت جنرال باباكار جاي تعرضت لهجوم يوم الأحد وإن دروع العربات حمت راكبيها من الإصابة.

وقال بان للصحفيين في نيويورك وفقا لنص رسمي لتعليقاته أصدرها المكتب الصحفي للأمم المتحدة “تعرضت قافلة الجنرال جاي لهجوم مسلح أمس. لحسن الحظ لم تقع إصابات.”

ولم يقدم مزيدا من التفاصيل بشأن الهجوم الا ان مسؤولين من الأمم المتحدة طلبوا عدم نشر اسمائهم قالوا ان القافلة التي تضم خمس سيارات تعرضت لنيران اسلحة صغيرة في تلبيسة على بعد حوالي 17 كيلومترا من حمص. واضاف المسؤولون انها منطقة تسيطر عليها المعارضة.

وقال بان ان اكثر من عشر عربات مدرعة تابعة للامم المتحدة هوجمت ودمرت منذ بدء هذه المهمة في سوريا قبل ما يزيد عن ثلاثة أشهر.

وقال بان “من حسن الحظ أنه لم يصب أحد في هذه الهجمات” مضيفا “السبب الوحيد في حماية البعثة هو هذه العربات المدرعة”.

وعلى الرغم من تعليق البعثة لمعظم أعمال المراقبة التي تقوم بها الشهر الماضي بسبب تزايد اعمال العنف في الصراع المستمر منذ 16 شهرا الا انها ما زالت تنفذ أنشطة محدودة هناك. وتم تجديد التفويض الخاص بالبعثة في 20 يوليو تموز لمدة 30 يوما.

وقال بان انه عقد اجتماع أزمة مع كبار مسؤولي الامم المتحدة المختصين بالشأن السوري يوم الاثنين مشيرا الى ان المجموعة ستستمر في عقد اجتماعات منتظمة لمناقشة الصراع.

ودعا الامين العام للامم المتحدة مجددا كلا من الحكومة وقوات المعارضة لوقف القتال. وكرر طلبه السابق بان تتعهد الحكومة السورية بعدم استخدام أسلحة كيماوية تحت أي ظرف من الظروف.

وجاء ذلك تعليقا على تقارير تفيد بأن سوريا قالت انها لن تستخدم الاسلحة الكيماوية الا إذا تعرضت لهجوم من الخارج.

(إعداد أيمن مسلم للنشرة العربية – تحرير عماد عمر)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى