أحداث الثلاثاء 31 كانون الثاني 2017
اقتتال الفصائل يعود إلى «مسقطه» قرب حلب
لندن، موسكو، نيويورك، بيروت، دمشق – «الحياة»، رويترز، أ ف ب
عاد الاقتتال بين فصائل إسلامية ومعارضة إلى ريف حلب لدى اقتحام «هيئة تحرير الشام» التي تشكلت قبل أيام من خمسة فصائل بقيادة «فتح الشام» (النصرة سابقاً)، موقعاً لـ «حركة أحرار الشام» في دارة عزة والسيطرة عليه لساعات قبل إعادته إلى «أحرار الشام»، في وقت بدأ وصول حوالى ألفي عنصر من المعارضة وعائلاتهم إلى ريف إدلب مروراً بالمنطقة الساحلية بعد تهجيرهم من وادي بردى الذي سيطرت عليه القوات النظامية و «حزب الله».
وأفادت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة، بأن «هيئة تحرير الشام» انسحبت مساء أمس من محكمة دارة عزة في ريف حلب الغربي التابعة لـ «حركة أحرار الشام الإسلامية» بعد السيطرة عليها لساعات. وقال قيادي في «أحرار الشام» إن «الهيئة» سلمت الحواجز الأمنية في دارة عزة لعناصرها، وذلك بعد وساطات من قياديين عسكريين ورجال دين مقربين من الطرفين.
وكانت «أحرار الشام» انتقدت قائدها السابق أبو جابر الشيخ الذي بات قائد «هيئة تحرير الشام»، قائلة إنه «مسؤول عن الهجوم على المحكمة التابعة لها في دارة عزة في ريف حلب الغربي، والسيطرة عليها بالإضافة إلى بعض السيارات».
من جهة أخرى، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إنه «بعد أيام من الهدوء عاد التوتر مجدداً إلى الريف الغربي لحلب بين هيئة تحرير الشام المشكلة حديثاً، والتي تضم جبهة فتح الشام وفصائل أخرى مندمجة معها، وبين حركة أحرار الشام الإسلامية، بعدما اقتحمت هيئة تحرير الشام محكمة دارة عزة بالريف الغربي لحلب»، لافتاً إلى استمرار التوتر في ريف إدلب الذي تعرض أمس لغارات لم يعرف ما إذا كانت روسية أم سورية.
وقال «المرصد» إن سيارات الإسعاف وصلت أمس إلى تخوم محافظة إدلب عند الحدود الإدارية مع ريف حماة تتبعها حافلات تقل مئات المقاتلين وعائلاتهم، بعد نحو 12 ساعة من انطلاقهم من وادي بردى في ريف دمشق، حيث سلكت طريقاً يمر من محافظات الساحل السوري، في وقت أفادت «هيئة إعلام وادي بردى» بوصول عدد من الجرحى إلى مستشفى في معرة النعمان في إدلب.
وكان متوقعاً وصول أكثر من 40 حافلة على متنها مئات عناصر المعارضة مع عائلاتهم ممن رفضوا البقاء في وادي بردى ورفضوا الاتفاق الذي جرى التوصل إليه بين قوات النظام والقائمين على وادي بردى، إضافة إلى أكثر من 10 سيارات إسعاف تابعة لـ «منظمة الهلال الأحمر السوري» تقل الجرحى إلى محافظة إدلب، حيث سمح لعناصر المعارضة بالخروج بأسلحتهم الفردية قبل دخول القوات النظامية و «حزب الله» إلى وادي بردى ودخول ورشات لإصلاح مضخات المياه في نبع الفيجة «خزان مياه» دمشق.
إلى ذلك، يطلع المبعوث الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا مجلس الأمن اليوم على استعداداته لمفاوضات جنيف التي باتت بحكم المؤجلة، بعدما كان مرتقباً أن تبدأ في ٨ شباط (فبراير). وقال ديبلوماسيون إن أعضاء المجلس «استعدوا للاطلاع على توجه دي ميستورا حيال المفاوضات المرتقبة»، وإن الجلسة «ستكون الفرصة الأولى للاستماع إلى السفيرة الأميركية الجديدة نيكي هايلي التي انتقلت إلى نيويورك آخر الأسبوع الماضي، وتلمس سياسة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب حيال الأزمة السورية».
وأبلغت روسيا المجلس بأن الحكومة السورية وافقت مسبقاً مطلع الشهر الجاري على قيام طائرات حربية تركية بعمليات عسكرية على مواقع قرب حلب تابعة لتنظيم «داعش»، وأن هذه العمليات تمت بمشاركة ٨ مقاتلات تركية «أف ١٦» و «أف ٤». وسلم السفير الروسي في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين رسالة إلى المجلس قبل ١٠ أيام أكد فيها أن روسيا وتركيا وقعتا «مذكرة في شأن أمن الطيران ومنع الحوادث الجوية خلال العمليات في سورية، توفر أساساً غير مسبوق للقيام بعمليات مشتركة في سورية من أجل القضاء على الجماعات الإرهابية الدولية». وأضاف تشوركين أن القوات الجوية الروسية والتركية نفذت عملية مشتركة ضد تنظيم «داعش» في أجواء ضواحي مدينة الباب في محافظة حلب في ١٩ الشهر الجاري.
وأوضح أن العملية «التي وافقت عليها السلطات السورية، شملت ٩ طائرات هجومية تابعة لسلاح الجو الروسي» (٤ سوخوي ٢٤م، و٤ سوخوي٢٥، وقاذفة سوخوي٣٤) إلى جانب المقاتلات التركية الثماني.
وقال تشوركين إن العمليات التي «نفذتها مجموعة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة قرب الموصل أدت إلى دحر معظم قوات تنظيم «داعش» إلى الجزء الشرقي من سورية، حيث يعيد نشر أسلحته ومتفجراته ووحداته صوب تدمر ودير الزور ومدينة الباب».
بوتين وترامب يتفقان على «تنسيق» جدي
موسكو – رائد جبر
واشــنطـــن، برلـــــين، باريــس – رويــتـــرز، أ ف ب – اتفق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره الأميركي دونالد ترامب، على إقامة «تنسيق حقيقي» بين البلدين، وذلك في اول اتصال هاتفي بينهما بعد تولي الأول مهماته. وأبدى الكرملين ارتياحه للمحادثات، مشيراً الى تفاهمات على تعزيز الاتصالات المباشرة بين الرئيسين.
وأجرى الرئيسان محادثات عبر شبكة مغلقة، في حضور الموظفين البارزين في الكرملين والبيت الأبيض. واستمرت المكالمة نحو 45 دقيقة، تطرّق خلالها الزعيمان الى ملفات العلاقات الثنائية وقضايا اقليمية ودولية.
وأعلن الكرملين ان بوتين وترامب اكدا عزمهما على «إقامة تنسيق حقيقي» بين البلدين في مكافحة الإرهاب «من أجل القضاء على تنظيم داعش وجماعات إرهابية أخرى في سورية». وشددا على «تنشيط الجهود لتوطيد التعاون الروسي – الأميركي وتطويره، على أساس بنّاء ونديّ ذي منفعة متبادلة».
وركز الحديث على «أهمية استعادة الروابط الاقتصادية التجارية، باعتبار أن ذلك سيشجّع تطوّر العلاقات الثنائية على نحو مستدام». وتجنب الكرملين الإشارة في هذا الإطار، الى ملف العقوبات الأميركية والغربية المفروضة على روسيا، على خلفية اتهامها بالتدخل في أوكرانيا، وكان تعهد ترامب رفعها قريباً.
وفي الملفات الإقليمية والدولية، اشار الكرملين الى ان الرئيسين ناقشا الوضع في الشرق الأوسط، والصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، والبرنامج النووي الإيراني، والاستقرار الإستراتيجي، وحظر انتشار الأسلحة النووية، إضافة إلى الوضع حول شبه الجزيرة الكورية والأزمة الأوكرانية، واتفقا على إقامة «تعاون على أساس الشراكة في كل الملفات». ولفتت اللهجة الدافئة للرئيسين خلال المحادثات، وهنأ بوتين ترامب بتوليه مهماته، متمنياً له النجاح، ومذكراً بأن روسيا «دعمت الولايات المتحدة لأكثر من قرنين وكانت حليفاً لها خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية». وشدد بوتين على أن موسكو تعتبر واشنطن «أهم شركائها في مكافحة الإرهاب».
وأعلن البيت الأبيض ان المكالمة الهاتفية بين الرجلين تشكّل «خطوة أولى مهمة لتحسين العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا، والتي تحتاج الى اصلاحها». وأشار الى انهما تطرقا الى «التعاون الثنائي لدحر تنظيم داعش، وجهود التعاون في سبيل ان يكون هناك سلام اكثر في العالم، بما في ذلك في سورية». وتابع ان الرئيسين «يأملان بأن يتمكن الطرفان بعد هذه المحادثة، من التقدّم سريعاً في مكافحة الإرهاب وفي مسائل اخرى ذات اهتمام مشترك».
مركل وهولاند
في غضون ذلك، أعلن البيت الأبيض ان ترامب والمستشارة الألمانية انغيلا مركل «اتفقا» في اتصال هاتفي بينهما السبت على «الأهمية الأساسية للحلف الأطلسي، في اطار علاقة اوسع بين طرفي الأطلسي، وعلى دور الحلف في ضمان السلام والاستقرار»، مضيفاً ان الرئيس الأميركي سيشارك في تموز (يوليو) المقبل في قمة مجموعة العشرين في هامبورغ، كما سيستقبل «قريباً المستشارة في واشنطن». وذكرت المستشارية الألمانية ان الجانبين شددا على أن «دفاعنا المشترك يتطلب استثماراً مناسباً في القدرات العسكرية، لضمان ان كل الحلفاء يساهمون في طريقة متساوية في أمننا الجماعي».
وكان ترامب اعتبر أن «الأطلسي» منظمة «بائدة»، وأشاد ببوتين الذي تتهمه فرنسا وألمانيا بالسعي الى تقويض وحدة الغرب.
الى ذلك، أعلن قصر الإليزيه أن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند حذر ترامب، خلال اتصال هاتفي السبت، «من التداعيات الاقتصادية والسياسية للحمائية»، معتبراً ان «الانطواء على الذات لا يوصل الى نتيجة، في مواجهة عالم غير مستقر وغير ثابت». وشدد على أن «معركة الدفاع عن ديموقراطياتنا لن تكون فاعلة، الا في اطار احترام المبادئ التي قامت على اساسها، خصوصاً استقبال اللاجئين».
وفي شأن روسيا، أكد هولاند «رغبته في مواصلة الحوار وتكثيفه، حول كل المسائل»، معتبراً ان «العقوبات المتصلة بالوضع في اوكرانيا لا يمكن ان ترفع الا عندما يُسوّى الوضع في شرق هذا البلد، من خلال تطبيق كامل لاتفاقات مينسك». وذكّر بـ «الطابع الأساسي للحلف الأطلسي».
وشدد على «اهمية تنفيذ معاهدة باريس لتغيير المناخ، بالنسبة الى الكرة الأرضية». لافتاً الى أن مكافحة الإرهاب أولوية لباريس ولواشنطن. وأعلن تصميمه على «مواصلة الأعمال التي بُدئ بها، في العراق كما في سورية»، مدافعاً عن «حلّ النزاع في سورية، في اطار سياسي وتحت رعاية الأمم المتحدة». وأشار هولاند الى وجوب اتباع «اليقظة ازاء سلوك ايران في محيطها»، مستدركاً ان «الاتفاق حول برنامجها النووي يجب ان يُحترم في شكل صارم وأن يُطبق بالكامل».
إلى ذلك، أكد تراب في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي التزام الولايات المتحدة ضمان أمن اليابان. كما تحدث مع رئيس الوزراء الأسترالي مالكولم تيرنبول.
على صعيد آخر، أعلنت رئاسة الحكومة البريطانية ان ترامب «تعهد ضمان مواصلة العمل بالاتفاقات التجارية التي ترتبط بها بريطانيا الآن مع الولايات المتحدة، من خلال عضويتها في الاتحاد الأوروبي، عند انفصال المملكة المتحدة» عن التكتل. وأشارت إلى أن «الخطوة الأولى في اتجاه تحقيق هذا الهدف، سيكون (ابرام) اتفاق جديد للتفاوض التجاري، يتيح مفاوضات على مستوى عال بين البلدين تبدأ فوراً»، علماً أن قادة الاتحاد الأوروبي كانوا حذروا بريطانيا من أنها لا تستطيع بدء مفاوضات مع دول اخرى، طالما لم تنسحب من التكتل. وتبلغ قيمة التبادل التجاري بين لندن وواشنطن 150 بليون جنيه إسترليني (188 بليون دولار).
ترامب يقيل وزيرة العدل بالوكالة لرفضها تنفيذ حظر الهجرة
واشنطن، سيدني – أ ف ب، رويترز
أقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم (الثلثاء)، سالي ييتس من منصب وزيرة العدل بالوكالة بعدما اصدرت تعميماً تطلب فيه من المدعين العام عدم تطبيق قراره المثير للجدل في شأن منع رعايا سبع دول اسلامية من السفر إلى الولايات المتحدة.
وبعد أقل من ساعة من إقالة ييتس، أصدر الرئيس الأميركي أمراً بإقالة المسؤول بالوكالة عن ادارة الهجرة والجمارك دانيال راغسديل وعين مكانه توماس هومان، وقال وزير الأمن الداخلي جون كيلي في بيان لم يعلل فيه سبب اقالة راغسديل المعين منذ عهد باراك اوباما، ان تعيين هومان سيساهم في «ضمان اننا نطبق قوانين الهجرة داخل الولايات المتحدة بما يتفق والمصلحة الوطنية».
وقال البيت الأبيض في بيان إن «وزيرة العدل بالوكالة سالي ييتس خانت وزارة العدل برفضها تطبيق قرار قانوني يرمي لحماية مواطني الولايات المتحدة»، مضيفاً أن «الرئيس ترامب اعفى ييتس من مهماتها وعين بالتالي المدعي العام لمقاطعة شرق فيرجينيا دانا بوينتي في منصب وزير العدل بالوكالة الى أن يثبت مجلس الشيوخ السيناتور جيف سيشنز» في منصب وزير العدل.
وفي بيانه وصف البيت الأبيض ييتس بأنها «ضعيفة في ما يتعلق بالحدود وضعيفة جداً في ما يتعلق بالهجرة غير الشرعية».
وكانت ييتس في عهد باراك اوباما تتولى منصب نائب وزير العدل، وقد آل اليها منصب الوزيرة بالوكالة فور انتهاء ولاية الرئيس السابق.
وأقال ترامب ييتس بعيد اصدارها تعميماً تأمر فيه المدعين العامين بعدم تطبيق الأمر التنفيذي الذي أصدره مساء الجمعة ومنع بموجه رعايا سبع دول هي العراق وايران وسورية والسودان والصومال وليبيا واليمن من السفر الى الولايات المتحدة لمدة ثلاثة اشهر، فضلاً عن تجميده برنامج الهجرة لمدة أربعة اشهر وفرضه حظرالأجل غير مسمى على دخول اللاجئين السوريين.
وفي تعميمها شككت ييتس بقانونية واخلاقية الأمر التنفيذي الذي اصدره ترامب. وقالت: «مسؤوليتي لا تكمن فحسب في ضمان ان يكون موقف الوزارة قابلاً للدفاع عنه قانونياً بل أن يكون مرتكزه هو أفضل تفسير لدينا لما هو عليه القانون، بعدما نأخذ في الاعتبار كل الوقائع».
واضافت: «بناء عليه، طوال فترة تولي وزارة العدل بالوكالة، فان وزارة العدل لن تقدم حججاً للدفاع عن الأمر التنفيذي الا اذا اقتنعت بانه من المناسب فعل ذلك».
في سياق متصل، صرح رئيس الوزراء الاسترالي مالكولم ترنبول اليوم بأن الأستراليين مزدوجي الجنسية لن يتأثروا بالأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس ترامب بحظر السفر.
وقال ترنبول لتلفزيون «سكاي نيوز»: «حاملو جوازات السفر الأسترالية سيتمكنون من السفر إلى الولايات المتحدة بنفس الطريقة التي كان عليها ذلك قبل الأمر التنفيذي. تلقيت للتو ذلك التأكيد الرسمي».
وبذلك تنضم أستراليا إلى كندا والمملكة المتحدة في الحصول على استثناءات لمواطنيهم مزدوجي الجنسية بينما قال رئيس وزراء نيوزيلندا بيل إنغليش اليوم إنه يتوقع اتفاقاً مماثلاً.
وعلق الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب الجمعة أيضا دخول اللاجئين إلى الولايات المتحدة لمدة 120 يوما كما حظر بشكل دائم دخول اللاجئين من سورية.
تحالف قوات سوريا الديمقراطية يقول إنه يحصل على دعم إضافي منذ تنصيب ترامب
بيروت – رويترز – قال متحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية الثلاثاء، إن قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة التي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية زودت حلفاءها السوريين بمركبات مدرعة لأول مرة مما يوسع الدعم منذ تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقال طلال سلو المتحدث باسم تحالف قوات سوريا الديمقراطية الذي يتضمن وحدات حماية الشعب الكردية إن المركبات المدرعة وناقلات الجند وصلت قبل أربعة أو خمسة أيام.
وأضاف أنه رغم أن العدد قليل “هذا دليل أن هناك بوادر دعم. سابقا لم يكن يأتينا بهذا الشكل. كان يأتينا… أسلحة خفيفة وذخائر وهذه هي المرة الأولى التي يأتينا فيها هذا الدعم العسكري بهذا الشكل.”
الأمم المتحدة تعتبر مرسوم ترامب بحظر المسلمين مخالفا لحقوق الإنسان
حذر منتقديه من إشعال حرب عالمية ثالثة
واشنطن ـ «القدس العربي» من رائد صالحة: قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الأمر التنفيذي الذي أصدره بشأن فرض حظر على مواطني سبع دول مسلمة من دخول الولايات المتحدة لا يصل الى مرحلة «الحظر الاسلامي»، مشيرا إلى أن سياسته جاءت على غرار ما فعله الرئيس السابق باراك أوباما في 2011 عندما حظر تأشيرات الدخول للاجئين من العراق لمدة ستة أشهر. وقال إن إدارة اوباما هي التي حددت الدول السبع المدرجة في القرار الرئاسي. وحذر ترامب عضو مجلس الشيوخ الكبيرين جون ماكين وليندسي غراهام من انتقاد قراره، قائلا إنه ينبغى عليهما تركيز الطاقة على «تنظيم الدولة» والهجرة غير الشرعية وأمن الحدود بدلا من إشعال حرب عالمية ثالثة. وقال في تغريدتين نشرهما بالتزامن مع إصدار بيان من البيت الأبيض حول سياسة الهجرة إن مواقف ماكين وليدسي ضعيفة للغاية وخاطئة.
وقضت محاكم فيدرالية في ولايات فيرجينيا وماساشوستس وولاية واشنطن قرارات بمنح الإقامة المؤقتة ووقف اعتقال الأشخاص الذين تم اعتقالهم إثر القرار التنفيذي لترامب، وهي خطوة تلت قرارا لأحد القضاة في مدينة نيويورك بالمضمون نفسه، وتم اعتبارها بمثابة نجاح كبير في التحدي القانوني الأول ضد إدارة ترامب. وواصل مشرعون أمريكيون إثارة المخاوف بشأن الأوامر التنفيذية وتأثيرها على سياسات البلاد حيث قال السيناتور ديك دوربين بأنه لا يمكن أن تمنع الولايات المتحدة الأطفال اللاجئين في المناطق التي مزقتها الحروب من دخول البلاد. وقال السيناتور جون ماكين إن الأمر التنفيذي يرسل إشارة بقصد أو غير قصد هي أن أمريكا لا تريد استقبال أي مسلم. من جهة أخرى ندد مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين الاثنين بمرسوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي حظر موقتا على مواطني سبع دول ذات غالبية مسلمة الدخول الى الولايات المتحدة، معتبرا أنه «سيىء النية» ومخالف لحقوق الإنسان. وكتب رعد الحسين في تغريدة نادرة على تويتر أن «التمييز بناء على الجنسية محظور بموجب قوانين حقوق الإنسان». ورأى أن «الحظر الأمريكي سيىء النية ويهدر موارد نحن بحاجة إليها لمكافحة الإرهاب بصورة فعالة».
قطر: لا يمكن وصف الدول الإسلامية على أنها مصدر للإرهاب
- قال وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إنه لا يمكن وصف الدول الإسلامية على أنها مصدر للإرهاب.
جاء ذلك في مؤتمر صحافي مشترك عقده، أمس الاثنين، مع نظيره الصربي إيفيكا داسيتش، في بلغراد، عقب اجتماع بينهما، حيث يجري آل ثاني زيارة إلى صربيا لم يعلن عن مدتها.
وأعرب آل ثاني عن أمله بأن يعيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، النظر في قراره المتعلق بمنع دخول مواطني سبع دول مسلمة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
من جانبه قال وزير الخارجية الصربي في معرض رده على سؤال أحد الصحافيين بخصوص رأيه بقرار ترامب «إن صربيا لا تريد التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى».
وأشار داسيتش إلى أنهم اعترضوا عدة مرات على قرارات اتخذها الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة الأمريكية، في وقت سابق بخصوص أزمة اللاجئين.
وأضاف «للأسف فإن الاتحاد الأوروبي، لم يفعل شيئاً من أجل التوصل إلى حل مشترك لمشكلة اللاجئين، أنا لست قلقاً من أجل الولايات المتحدة، وإنما قلقي الحقيقي كيف ستتأثر الدول الصغيرة من نتيجة هذه الأزمة».
وأشار داسيتش إلى أن إغلاق الدول الأخرى لحدودها ربما قد يعرض صربيا لموجة جديدة من تدفق اللاجئين، مؤكداً أن بلاده استحقت إشادة جميع المؤسسات الدولية لموقفها الإنساني تجاه اللاجئين.
1.4 مليون شخص يوقعون عريضة لإلغاء زيارة ترامب لبريطانيا
- دافعت الحكومة البريطانية عن قرارها بدعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للقيام بزيارة رسمية لبريطانيا، في الوقت الذي تصاعد فيه التأييد لعريضة تطالب بمنع الزيارة إلى أكثر من 1.4 مليون توقيع أمس الاثنين. وقال وزير الخارجية بوريس جونسون إن حظر ترامب دخول مواطنين من سبع دول إسلامية يعد سياسة «مثيرة للجدل» تعارضها الحكومة البريطانية، لكنه قال إنه لا يزال يعتقد أنه يجب منح ترامب «شرف الزيارة الرسمية».
وتابع جونسون أمام البرلمان «لقد أوضحت قلقنا بشأن التدابير التي تنطوي على تمييز على أساس الجنسية بطرق خاطئة تثير الانقسام».
وأكد أن تحالف بريطانيا مع الولايات المتحدة له «أهمية حيوية»، إلا أن الحكومة لا تخشى أن تعلن عن خلافاتها مع واشنطن. وكانت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي قد قالت أمس الاثنين إن ترامب سوف يزور بريطانيا في الموعد المقرر رغم العريضة المقدمة لإلغاء الزيارة.
اسرائيل تستوضح إدارة ترامب حول اليهود من دول مسلمة
- : تستوضح إسرائيل من الإدارة الأمريكية عما إذا كان حظر السفر الذي فرضه دونالد ترامب على رعايا سبع دول إسلامية ينطبق على اليهود الإسرائيليين من كبار السن الذين ولدوا في تلك الدول.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ايمانويل نحشون لوكالة الصحافة الفرنسية إن السلطات الإسرائيلية تسعى إلى «توضيح الأمر».
ويعيش في إسرائيل نحو 45 ألف يهودي ولدوا في إيران و53 ألفا آخرين ولدوا في العراق، وفقا للإحصاءات الرسمية، وأغلبيتهم فوق سن الـ 65، وورد في جوازات سفرهم الإسرائيلية مكان مولدهم.
وحولت القنصلية الأمريكية في القدس سؤالا طرحته الوكالة حول وضع اليهود الإسرائيليين من هذه الدول إلى وزارة الخارجية الأمريكية، لكنها لا تزال غير قادرة على توضيح ما إذا كان الحظر يشمل اليهود الإسرائيليين الذين ولدوا في تلك الدول.
وقال مايكل وايلدز لوكالة الصحافة الفرنسية، وهو شريك في شركة المحاماة والهجرة «وايلدز اند واينبرغ» في أمريكا والمدعي العام السابق « إن صياغة اوامر ترامب غير واضحة». وأضاف «إما أن يقوم الكونغرس بتشريع الأمر التنفيذي، او على ترامب التوضيح، ولكن حتى ذلك الحين لا أنصح أي شخص يتحدر من تلك البلدان بالسفر إلى أمريكا».
موسكو توافق على «منطقة آمنة» في سوريا لا تتضمن حكومة لإسقاط الاسد
بعد طلب ترامب من السعودية والإمارات تأمين الدعم لها
عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: طلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز دعم إقامة مناطق آمنة في سوريا واليمن، ووافق الأخير على ذلك وفق بيان صادر عن البيت الأبيض.
وقال البيان إن الزعيمين اتفقا على أهمية تعزيز الجهود المشتركة لمكافحة تنظيم «الدولة الإسلامية». وأضاف البيان «طلب الرئيس (ذلك) ووافق الملك على دعم مناطق آمنة في سوريا واليمن فضلا عن دعم أفكار أخرى لمساعدة كثير من اللاجئين الذين شردتهم الصراعات المستمرة.»
وقال مصدر سعودي رفيع المستوى إن الزعيمين تحدثا لأكثر من ساعة عبر الهاتف، واتفقا على تعزيز مكافحة الإرهاب والتعاون العسكري وزيادة التعاون الاقتصادي.
وكرر ترامب مع ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إثارة فكرة دعم مناطق آمنة للاجئين الذين شردهم الصراع في المنطقة، وإن ولي العهد وافق على دعم هذه المبادرة.
من جانبه قال وزير الخارجية الروسية، سيرغي لافروف، إن موسكو ستستوضح تفاصيل مبادرة واشنطن الخاصة بإقامة «مناطق آمنة» في سوريا، وهي مستعدة لدراسة تطبيق هذه الفكرة، شرط موافقة دمشق عليها.
وأوضح، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الإريتري عثمان صالح، في موسكو، أمس الاثنين «فيما يخص فكرة إقامة مناطق آمنة في أراضي سوريا، فنحن سنستوضح حول هذا الموضوع، في إطار حوارنا مع الشركاء الأمريكيين».
ولفت الوزير الروسي إلى أن الإدارة الأمريكية الجديدة تطرح هذه الفكرة بصيغة تختلف عن «الأفكار التي سبق أن طُرحت في المراحل الماضية للأزمة السورية، وأعني هنا الأفكار الخاصة بإنشاء منصة معينة في الأراضي السورية لإنشاء حكومة بديلة واستخدامها كمنصة انطلاق لإسقاط الحكومة».
وذكّر لافروف أن هذا السيناريو كان مستنسخا من الأحداث الليبية، التي تم في سياقها إنشاء مثل هذه المنصة في بنغازي، ومن ثم تم استخدامها لإسقاط معمر القذافي، وكذلك كذريعة للتدخل عسكريا، انتهاكا لقرار مجلس الأمن الدولي.
وحسب تقييم لافروف، لا تستهدف المبادرة الأمريكية الحالية إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد، إنما «الإقدام على خطوات معينة في سياق تخفيف الوطأة المتعلقة باستقبال اللاجئين بالنسبة للدول المجاورة لسوريا وأوروبا».
وتابع أنه إذا كان الأمر فعلا هكذا، فيمكن دراسة إقامة مثل هذه المناطق لإسكان النازحين داخل الحدود السورية، وذلك بالتعاون مع مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين، مشددا على أن هذه المبادرة تتطلب تنسيق كافة التفاصيل وحتى المبدأ نفسه مع الحكومة السورية.
وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء «سانا» أمس الاثنين، إن أي محاولة لإقامة مناطق آمنة للاجئين والنازحين دون تنسيق مع دمشق هو «عمل غير آمن» ويشكل انتهاكا للسيادة السورية.
وأوضحت الوكالة أن وزارة الخارجية السورية ومفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة اتفقتا على ذلك خلال اجتماع في دمشق.
من جهة أخرى أعلن المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، أنه سيعلن موعد استئناف المفاوضات السورية بعد لقاءاته مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، وأعضاء مجلس الأمن.
وقال دي ميستورا، في مقابلة مع إذاعة «راديو-1» الإيطالية، الاثنين «يوم الثلاثاء، سأستمع إلى رأي مجلس الأمن، أما يوم الأربعاء، فسألتقي الأمين العام للأمم المتحدة. وبناء على ذلك وعلى اعتباراتي الشخصية، سأعلن موعد استئناف مفاوضات جنيف».
كما أفاد المبعوث الدولي بأنه سيزور واشنطن مجددا، الأسبوع المقبل، في سعيه إلى «فهم أفضل لموقف الإدارة (الأمريكية) الجديدة من الأزمة السورية. إذا أكد (الرئيس الأمريكي) دونالد ترامب عزمه على محاربة «الدولة الإسلامية» والتعاون مع هؤلاء الذين يطرحون أمامهم الهدف نفسه، مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فإني لا أرى سببا للاعتراض على ذلك».
ابن رفعت الأسد يهدد أخيه بـ«حفر قبره» بعد نشره مذكرات العائلة على «الفيسبوك»
قال إن علاقة والده مع الدولة الفرنسية كانت قوية والتقى ميتران عدة مرات
لندن ـ «القدس العربي»: كتب فراس الأسد، أحد أبناء رفعت، عم الرئيس السوري الحالي، على صفحته على وسيلة التواصل الاجتماعي الفيسبوك: «بكل الحزن والأسى قرأت منشورا لأخي، دريد رفعت الأسد، يهددني فيه بأنهم سوف يحفرون قبري إن أنا تابعت في كتابة ذكرياتي التي أنشرها».
وأضاف: «أنا أكتب اليوم لأطالبكم بأن تمهلوني عاماً واحدا فقط، حتى يتثنى لي كتابة القسم الأهم من ذكرياتي والتي تحتاج كلها لعامين أو ثلاثة أعوام من الكتابة المتواصلة، وبعد ذلك سوف أذهب معكم إلى مكان القبر، وسوف أساعدكم بالحفر لو أردتم، علّ ذلك يخفف شيئا من ذنوبكم».
وتابع: «جزء كبير من ذكرياتي هو حق مشروع لكل مواطن سوري، لكل أم شهيد، ولكل ابنة شهيد، ولكل الذين سقطوا على هذه الأرض من ضحايا الظلم والقهر والاستبداد».
وعمد فراس في الأيام الأخيرة إلى نشر تفاصيل عن حياة والده.
ونشأ خلاف بين الرئيس الراحل حافظ الأسد، وأخيه رفعت الذي كان يشغل منصب قائد سرايا الدفاع، عام 1984 حيث شاعت الأحاديث أنه قام بمحاولة انقلاب للاستئثار بالسلطة. وجرت تسوية الخلاف بخروج رفعت من سوريا مع مجموعة كبيرة من العاملين معه لفترة 6 أشهر حتى يتم تجاوز الأزمة.
بعدها عاد إلى دمشق ولكن رغم تعيينه في منصب نائب لرئيس الجمهورية العربية السورية لشؤون الأمن، فإن الخلافات السياسية بين الأخوين بقيت متفجرة في ملفات كثيرة، فغادر سوريا من جديد عام 1985 للإقامة في باريس، ثم عدد من الدول الأوروبية.
ويروي فراس في مذكراته أن علاقة والده «مع الدولة الفرنسية كانت قوية جدا ولديه في إطار الطبقة السياسية والأمنية علاقات شخصية متعددة، وكان جميع السوريين التابعين له في فرنسا يحملون إقامات فرنسية والتي كان يتم الحصول عليها بمجرد الطلب إلى ضابطة اتصال فرنسية، تدعى نادين».
ويضيف: «كان لوالدي عدة لقاءات مع الرئيس الفرنسي في حينها فرنسوا ميتران، وقد حضرت أحد تلك اللقاءات في منزل المرحوم فرنسوا دوغروسوفر والذي كان صديقا شخصيا ومستشارا للرئيس الفرنسي».
وفي شهادة من سجن الأمن التابع لسرايا الدفاع في المنطقة الملاصقة لمطار المزة العسكري، يكتب فراس: «كان المسؤول عن السجن وقتها شخص اسمه عزيز حمود، في أحد الأيام، دعاني لرؤية ما وصفه بالسجين المضحك جداً».
وتابع: «كان السجين ذا لحية طويلة جدا، وكان الوسخ قد أكله تماما، وكانت رائحته كريهة بشكل كبير، خاطبه عزيز حمود سائلا إياه ان كان لا يزال مصرا على الدعاء عليه كلما رآه؟ فهز الرجل برأسه إيجابا ثم استدار عزيز إلي وشرح لي بأن هذا الرجل يدعو عليه بدعاء غريب وبطريقة غريبة في كل مرة يأتي به ليضربه».
كذلك يكشف فراس أن صديقا للعماد ميشال عون، الذي كان آنذاك منفياً (أصبح الآن رئيساً للجمهورية)، طلب منه وساطة لتنسيق مصالحة مع النظام السوري.
وكتب فراس: «قابلت جوزيف أبو ديوان، لبناني وفرنسي الجنسية، في جنيف وقال لي إن ميشال عون اليوم غير ميشال عون بالأمس، إن الجنرال يريد العودة إلى لبنان بأي ثمن، وهو جاهز للتنسيق مع سوريا إلى أبعد الحدود».
وأضاف «وقال أيضاً (صديق عون) اتصلت بأبيك، والتقيت به، وشرحت له الأمر، ولكن جوابه كان غامضا ولم يجبني لا سلبا ولا إيجابا…! وهنا سألته باستغراب شديد: وكيف لك بعد هذا الجواب من والدي أن تظن بأنني قادر على المساعدة في أمر لم يجبك هو إليه؟».
إيران تحيي ثورة الخميني وتحتفل بعيدها السابع والثلاثين في عاصمة الأمويين دمشق
هبة محمد
دمشق ـ «القدس العربي»: احتفل الإيرانيون برعاية سفارة بلادهم في العاصمة السورية دمشق، بمناسبة حلول «عشرة الفجر» وهو العيد السابع والثلاثين لعودة الخميني من منفاه في فرنسا إلى طهران، أو ما يسمى بذكرى «عيد الثورة الإسلامية» التي أطاحت بحكم الشاه الإيراني «محمد رضا بهلوي» وذلك بمشاركة رسمية من قبل مسؤولي النظام السوري ومؤسساته المدنية العسكرية.
ونشرت وكالات الأنباء الفارسية المقربة من الحرس الثوري صورا للاحتفال في دمشق وقالت «سوريون احتفلوا في العاصمة السورية دمشق، بمناسبة «دهه فجر» عشرة الفجر، التي تحتفل فيها إيران بمناسبة ذكرى عودة مفجر الثورة الإسلامية الإمام السيد روح الله الخميني إلى إيران في عام 1979».
الاحتفال بالأعياد الوطنية الإيرانية في دمشق، ظاهرة باتت تنتشر بنسبة تتماشى مع ازدياد النفوذ الإيراني وأتباعه من جنسيات مختلفة عرب وآسيويين، في سوريا عموما، ومدينة دمشق خصوصا، خلال سنوات الثورة السورية، التي أرّخت سجل انفراط عقد الجيش النظامي، وحلول الميليشيات الإيرانية والميليشيات الرديفة لها والمدعومة من قبل حكومة طهران مكان الجيش الذي كان عدده يقارب الربع مليون عنصر وضابط.
وفي إطار إعادة هندسة خارطة دمشق وريفها من جديد، وتشريد أهلها المناهضين لحكم النظام السوري، واستبعادهم من دون رجعة، واحلال المقاتلين الأجانب وعوائلهم وكل من دافع عن سوريا بنظر رئيسها، مكان المهجرين قسرا، قال المعارض السوري والمحلل السياسي أبو الخير العطار في تصريح لـ «القدس العربي»: بطريقة سهلة من الممكن أن نتعرف على هوية المهجرين، إذا زرنا مخيمات اللجوء في الدول المجاورة لسوريا، ومراكز الإيواء داخلها، فلن نجد إلا أولئك المستضعفين السنة، من عوائل الشهداء والجرحى والمقاتلين، وحتى يكفي أن يكون واحدهم من الرافضين لحكم طاغية متجبر».
وأردف المتحدث: من حل مكان الأهالي، هو من هجرهم بقوة السلاح، من ميليشيات وفيالق وأولية مولتها إيران بكل ما تحتاجها لأداء المهمة المنوطة بها، وباتت سوريا الآن تحصد ما زرعه بشار الأسد طيلة سنوات الثورة الست، وليقف أبناؤها عاجزون أمام شبح محاربة واضطهاد الأكثرية السنية، بنسبة توازي أو تفوق التمدد الشيعي، الذي يسعى حثيثا لنشر طائفيته وطقوسه على حد سواء.
الاحتفال الوطني الخاص بإيران حضره حسب مصادر فارسية» ممثل ولي الفقه في سوريا أبو الفضل طباطبائي اشكذري، وكبار مسؤولي الدولة، وعدد من الهيئات المدينة والعسكرية»
وكانت السفارة الإيرانية في دمشق قد أقامت احتفالا بالمناسبة ذاتها العام الفائت في فندق داما روز بدمشق، بمشاركة أعضاء السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي المعتمدين في دمشق، وقادة الفصائل الفلسطينية ورجال دين وعدد من المستثمرين، إضافة إلى كبار مسؤولي النظام السوري وفي مقدمتهم رئيس مجلس الشعب محمد جهاد اللحام ورئيس مجلس الوزراء وائل الحلقي وعدد كبير من الوزراء وأعضاء مجلس الشعب، والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة النظام السوري بثينة شعبان، ومفتيه أحمد بدر الدين حسون.
قياديون في «أحرار الشام» يلتحقون بـ «هيئة تحرير الشام» ومخاوف من وضع الأخيرة على لائحة الإرهاب
منار عبد الرزاق
حلب ـ «القدس العربي»: انضم عدد من قادة «حركة أحرار الشام»، وبعض الكتائب فيها، إلى هيئة «تحرير الشام» بقيادة هاشم الشيخ القائد العام الأسبق لحركة «أحرار الشام» التي أُعلن عنها يوم السبت 28 كانون الثّاني/ يناير، في وقت حذّر البعض من تأثير هجرة قادة الحركة على مستقبلها، بالتزامن مع الخشية من تصنيف التشكيل الجديد على لوائح الإرهاب الدولية، كون «فتح الشام» (النصرة سابقا) تعتبر من أهم أركانه.
وأكدّ أبو يوسف المهاجر القيادي السابق في الحركة، والملتحق بصفوف «هيئة تحرير الشّام» لـ «القدس العربي» انضمامه إلى الهيئة، بالإضافة إلى قائد الهيئة أبو هاشم الشيخ، فضلاً عن القائد العسكري الأسبق في الحركة «أبو صالح طحان»، وكذلك الشرعي العام فيها «أبو محمد الصادق».
وأُعلن السبت 28 كانون الثّاني/ يناير عن تشكيل هيئة تحرير الشّام من ائتلاف كبرى الفصائل السورية العاملة في الشّمال السوري، وهي: «فتح الشّام، نور الدين الزنكي، جيش السنة، لواء الحق، وجبهة أنصار الدين».
وأشار المهاجر إلى أنّ الاستقالة من «حركة الأحرار»، والالتحاق بـ»تحرير الشّا»، لم تقتصر على الأفراد، بل تعدته إلى عدد من التشكيلات العسكرية فيها، من أبرزها «لواء التمكين» واصفاً إياه بـ»الأوسع، والأضخم، والأكثّر قوة في الحركة»، منوهاً بأنّ «أحرار الشّام» ستفقد برحيله المناطق المهمة في إدلب، ومنطقة الوسط.
من جهته، علّق الناطق باسم «حركة أحرار الشّام» أحمد قره علي على تصريحات المهاجر، بخروج «لواء التمكين» من الحركة، قائلاً «خرج قسم من اللواء لكنه لم يخرج بشكل كامل، والكتائب التابعة له لم تخرج من الحركة، لكن خروج قائد اللواء، في إشارته إلى هاشم الشيخ- وقيادته للتشكيل الجديد، جعله يصدر بيان بالتحاق كامل اللواء بالتشكيل الذي يقوده».
وهو ما أكدّه بيان صادر عن عدد من قادة «لواء التمكين»، حيث أعلنوا فيه الاستمرار في بيعة القائد العام لحركة «أحرار الشّام «علي العمر.
ويرى الناشط محمود أبو عاصم من مدينة إدلب خلال حديثه لـ «القدس العربي» :أنّ معظم القوة العسكرية للأحرار، التي يُعتمد عليها في المعارك، قد أصبح مع «هيئة تحرير الشام»، مشيراً إلى أنّ أغلب من بقي مع الحركة هم من الإداريين، وعناصر الحواجز، والمتمسكون بالحلول السياسية على الأرض، وتقديمها على الحلول العسكرية.
وهو ما ينفيه مصدر قيادي في الحركة، فضّل عدم نشر اسمه، خلال حديثه لـ»القدس العربي» مشيراً إلى: أنّ الحركة لم تخسر الكثير من ألويتها، وكتائبها العسكرية، مشيرا إلى أنّ لواء «التمكين» الذي كان يقوده هاشم الشيخ لم ينضم أقل من نصفه إلى «هيئة تحرير الشّام»، وكذلك لواء العباس الذي ادعت الهيئة انضمامه إليها، لكن قائده نفى ذلك في وقت لاحق، مؤكداً على تجديد البيعة لأمير الحركة علي العمر.
ولم يقتصر الانضمام إلى «هيئة تحرير الشّام» على الفصائل والمقاتلين، حتّى وصل إلى الشرعيين الذين كانوا يدّعون إلى ما قبل الإعلان الأخير الحيادية، وينظرون في الخلافات الفصائلية، والذين من أبرزهم: «عبد الله المحيسني، عبد الرزاق المهدي، مصلح العلياني، أبو الحارث المصري، وأبو الضاهر الحموي».
في هذا الإطار، يؤكد الشيخ عبد الرزاق المهدي خلال حديثه لـ»القدس العربي» : على أنّهم سيكونون أول من يمنع التشكيل الجديد من البغي على الآخرين، مشيراً إلى ثقة الفصائل غير المنتمية للهيئة بهم.
ويرى المهدي أنّ من أبرز أسباب انضمامه إلى الهيئة المعلن عنها مؤخراً، يعود «إلى كونه أول اندماج ننتظره وهو وإن كان محدوداً، لكنه يضم فصائل ذات شوكة، وعسى أن يكون بداية لاندماج كل الساحة، إضافة إلى العمل على وقف القتال، تنشيط العمل العسكري ضد النظام، المتوّقف منذ فترة حتى تبادر إلى الأذهان أن الأعمال العسكرية قد انتهت».
ويختتم المهدي أسباب انضمامه إلى «هيئة تحرير الشّام» بالعمل مع اللجنة الشرعية على مراجعة الملفات المختلفة والّتي من أهمها ملف الموقوفين منذ فترة طويلة دون محاكمة، إضافة إلى رفع التجاوزات التي يقف وراء أغلبها الأمنيين.
وأُعلن هاشم الشيخ قائد «هيئة تحرير الشّام» وقف كامل لإطلاق النار في الشّمال السوري، بُعيد الإعلان عن التشكيل الجديد، الذي أتى على خلفية مهاجمة فصيل «فتح الشّام» لعدد من الفصائل المشاركة في مؤتمر الاستانة، والتي من أبرزها «جيش المجاهدين، صقور الشّام، والجبهة الشّامية»، التي سارعت للانضمام إلى «حركة أحرار الشّام».
وبالرغم من إعلان قائد «هيئة تحرير الشام» عن وقف إطلاق النار، إلا أنّ نشطاء أكدوا لـ»القدس العربي» استمرار القتال والتحشيد بين الطرفين في جبل الزاوية، وباب الهوى، والريف الغربي من حلب.
وفيما يبدو أنّ الصراع بين الهيئة الجديدة، ونظرائها من الفصائل على الساحة، لم تخبُ جذوته في وقت قريب، أكدّ قره علي : على استمرار النفير العام في الحركة، مع الإشارة في الوقت ذاته إلى دعوة قائد «الأحرار» إلى تشكيل محكمة للفصل في النزاعات بين الفصائل، وضمان حقن الدماء.
ويتخوّف عددٌ من المنضوين تحت راية التشكيل الجديد، من التصنيف على لوائح الإرهاب الدولية، إلا أنّهم يرون في الوقت ذاته أنّ الاندماج هو الحل الوحيد لإنقاذ الساحة.
وبالرغم من نفي القائمين على التشكيل الجديد، أن تكون «فتح الشّام» قد انضمت إليه بمسماها القديم، حالها في ذلك، حال جميع الفصائل، مشيرة إلى حل جميع الفصائل لنفسها، قبيل الاندماج في التشكيل الجديد، بالرغم من التسريبات التي تحدثت في وقت سابق عن تسلم زعيم «فتح الشّام» للقيادة العسكرية، وتوفيق شهاب الدين لمجلس الشورى في التشكيل الجديد.
لكن مصادر في الهيئة قالت لـ»القدس العربي»: إنّ التشكيل الجديد لن تكون فيه القيادة لأحد من قادة الفصائل، وسيتم الزج بوجوه شابة، مشيرة في الوقت ذاته إلى أنّ قادة جبهة «فتح الشّام» تخلوا عن جميع المناصب العسكرية والسياسية في التشكيل الجديد.
وحول المخاوف من التصنيف على لوائح الإرهاب، يقول المنضوي تحت لواء الهيئة مؤخراً، أبو يوسف المهاجر: إنّ الاندماج في التشكيل الجديد، هو خطوة نحو تعطيل التصنيف، مشيراً إلى أنّ «فتح الشّام» لم تدخل في التشكيل الجديد إلا بعد حل نفسها، وكذلك الفصائل الأخرى المشكلّة للهيئة.
كلام قياديي هيئة «تحرير الشّام» لن يُثني على ما يبدو المجتمع الدولي، وفي مقدمته تركيا، والولايات المتحدة الأمريكية، عن وضع الهيئة الجديدة على لائحة الإرهاب، وهي الرسائل التي أرسلها عدد من المسؤولين الأوربيين لبعض المنتسبين للتشكيل الجديد.
ويذهب الناشط إياد المعري بعيداً في التفاؤل بـ «هيئة تحرير الشّام» معتبراً إياها تُعبّرُ عن تطلعات الشعب، وآماله، مشيراً إلى أنّ الهيئة ستشكل الدرع الواقي للثورة، بعد انتكاساتها في حلب، وريف دمشق.
ولايرى المعري خلال حديثه لـ»القدس العربي» أنّ مستقبل الهيئة، سيكون كسابقاتها من التشكيلات، التي سرعان ما انحلت، بُعيد تشكيلها بأسابيع قليلة، كون الفصائل المشكّلة لها، كبيرة، ولها وجودها على الساحة بقوة، معتبراً أنها كانت صاحبة الكلمة الفصل بحسم كثير من المعارك الكبيرة بالشمال السوري، مثل: «وادي الضيف، ومعسكر القرميد، ومطار أبو الظهور، وثم إدلب المدينة، وصولاً لأطراف حماة واللاذقية بسهل الغاب.
ومن ينظر لمناطق النفوذ الفصائلية في الشّمال السوري، يجد تعدد الرايات والفصائل، وتواجد الفصائل بمعظمها في جميع المناطق، مع حالة نسبية لسيطرة أكبر لهذا الفصيل أو ذاك، على هذه المنطقة أوتلك، حيث تُعتبر «حركة نور الدين الزنكي» الفصيل الوحيد الذي يملك منطقة نفوذ متفرداً في الريف الغربي من حلب، والممتدة من «دارة عزة» إلى تخوم حلب المدينة، ما قد يُشكل حالة من الصراع بين الفصائل المشكّلة لـ»هيئة تحرير الشّام» من جهة، والفصائل الأخرى التي تمسك برايتها حركة «أحرار الشّام» من جهة أخرى.
«جيش العزة» يعلن انسحابه من اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا و366 خرقا لوقف إطلاق النار خلال شهر معظمها من النظام
الائتلاف المعارض: تهجير أهالي «وادي بردى» انتهاك للهدنة
عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: أعلنت إحدى جماعات المعارضة التي تقاتل تحت لواء «الجيش السوري الحر» في شمال غرب سوريا انسحابها من اتفاق وقف إطلاق النار الهش في أنحاء البلاد، مشيرة إلى حدوث خروقات من جانب الحكومة وحلفائها.
وأصدر «جيش العزة» الذي كان قد وقع على الاتفاق الذي توسطت فيه روسيا وتركيا بيانا قال فيه «بسبب عدم التزام روسيا كطرف ضامن لاتفاق وقف إطلاق النار… نحن في جيش العزة نعلن أننا واعتبارا من تاريخه غير ملتزمين بهذا الاتفاق وفي حل منه وأننا سنواصل الدفاع عن أرضنا وأهلنا.»
وأضاف أن قراره يأتي ردا على ما وصفه بقصف روسي مكثف على مواقعه ومناطق محيطة بها في محافظة حماة.
ويخرق القتال وضربات جوية اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين الحكومة وجماعات المعارضة السورية منذ سريانه في أواخر ديسمبر/ كانون الأول وتتبادل الفصائل المقاتلة اللوم على بعضها بعضا.
وبعد مفاوضات جرت على مدى يومين في كازاخستان الأسبوع الماضي اتفقت روسيا وتركيا وإيران على ضمان تنفيذ الهدنة بالكامل.
وألقى «جيش العزة» الذي حصل على مساعدات من دول معارضة للرئيس السوري بشار الأسد باللوم أيضا على قوات الحكومة وحلفائها في خرق وقف إطلاق النار في وادي بردى قرب دمشق. وانسحاب «جيش العزة» ومقره حماة من الهدنة سيزيد من تعقيد أرض المعركة في الجزء الواقع تحت سيطرة المعارضة في الشمال الغربي في سوريا حيث ما زالت تتقاتل فصائل متشددة وأخرى أكثر اعتدالا.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه رغم تراجع العنف إجمالا فإن أكثر من 400 مدني قتلوا في اشتباكات وقصف منذ بدء الهدنة.
إلى ذلك قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، امس الاثنين، إنها سجلت 366 خرقاً لاتفاق وقف إطلاق النار في سوريا، بعد شهر من إقرارها في 30 ديسمبر/كانون أول الماضي، معظمها من طرف النظام.
وأوضحت الشبكة في تقرير أصدرته بمناسبة مرور شهر على الاتفاق، أن خروقات النظام وحده بلغت 315 خرقاً. ولفتت إلى أن «الخروقات أدت إلى مقتل نحو 100 شخص، هم 95 مدنياً، من بينهم 24 طفلاً، و14 سيدة، قتل معظمهم على يد قوات النظام السوري».
وتابعت أن «5 من مقاتلي المعارضة قتلوا أيضاً جراء هذه الخروقات».
وأشارت إلى أن «التقرير استند إلى عمليات المراقبة والتوثيق، والتحدث مع ناجين من الهجمات، أو مع أقرباء للضحايا، أو مع شهود عيان».
من ناحية أخرى، استعرض التقرير أبرز الخروقات التي ارتكبت من خلال عمليات قتالية، أو عمليات اعتقال من قبل الجهات الملتزمة باتفاقية الهدنة، وهي قوات النظام السوري، والقوات الروسية، وكذلك فصائل المعارضة المسلحة.
وشمل الاستعراض، حسب التقرير، المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة، والمناطق الخاضعة لسيطرة مشتركة بين فصائل المعارضة المسلحة، وتنظيم جبهة «فتح الشام»، في حين لم يستعرض أي عمليات عسكرية في المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم «الدولة ـ داعش».
وفصّل التقرير الخروقات الـ366، مشيرا إلى أن «333 منها وقع عبر عمليات قتالية، و33 من خلال عمليات اعتقال، منها 315 خرقاً على يد قوات النظام، حصل معظمها في محافظة حماة (وسط)، حيث بلغ عدد الخروقات فيها 108 خروق، تلتها حلب (شمال) بـ51 خرقاً، ثم ريف دمشق (جنوب) بـ46 خرقاً».
كما سجل التقرير «41 خرقاً في إدلب (شمال) و37 في حمص (وسط)، و22 في درعا (جنوب)، و6 خروق في دمشق (جنوب)، و3 خروق في الحسكة (شمال شرق)، وخرقاً واحداً في دير الزور (غرب)».
وأشار التقرير إلى أن «القوات السورية ارتكبت 43 خرقاً، منها 15 في حلب، و3 في حماة، و25 في إدلب».
ووثق «8 خروقات ارتكبتها فصائل المعارضة المسلحة في محافظتي حلب وحماة».
وتابع التقرير أن «معظم الخروقات الموثقة صدرت عن النظام السوري، وحليفه الميداني النظام الإيراني، المتضررين الأكبرين من أي اتفاق سياسي يهدف إلى تسوية شاملة». من جانبه شدد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، امس الاثنين، أن أية «عملية يتم من خلالها إخراج أو تهجير مدنيين من بيوتهم وبلداتهم، تحت أي ذريعة، هي خرق وانتهاك واضح لاتفاق وقف إطلاق النار» الموقع بين النظام وقوات المعارضة قبل يومين.
ولفت الائتلاف، في بيان، إلى «وجود مخططات مكشوفة من نظام بشار (الأسد) من أجل التغيير الديمغرافي القسري (…) وهذا الأمر يعد جريمة ضد الإنسانية».
وفي الإطار نفسه، أدان الائتلاف «إجبار سكان وأهالي وادي بردى على ترك أرضهم، وتخييرهم بين الخروج منها، أو الجوع والحصار، أو العودة والخضوع لقمع النظام والميليشيات الإرهابية الأخرى».
وشدد على أن «تلك الميليشيات القادمة لقتل الشعب السوري، هي التي يجب أن تغادر تراب سوريا إلى غير رجعة».
وطالب الائتلاف «مجلس الأمن بإصدار قرار تحت الفصل السابع، يقضي بوقف كل أشكال القتل والحصار والتهجير القسري، وإلزام جميع الأطراف باحترام اتفاق وقف إطلاق النار».
وتابع «ويقضي كذلك بـ»انسحاب كل قوى الاحتلال والميليشيات الطائفية الإرهابية من سوريا، ويساهم في الوصول إلى حل سياسي يضمن حقوق الشعب السوري، ويحقق تطلعاته في الحرية والعدالة والكرامة».
ويدور الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة حول ما تتخذه المنظمة الأممية من أعمال ، حال تهديد السلم والإخلال به ووقوع عدوان على المدنيين في دولة من الدول.
وتوصلت المعارضة السورية وقوات النظام، السبت الماضي، إلى اتفاق يقضي بتسليم منطقة «وادي بردى» غرب دمشق للنظام، وإخراج المقاتلين الرافضين للاتفاق إلى محافظة إدلب (شمال سوريا).
وفي اليوم نفسه، قال المحامي فؤاد أبو حطب، المفوض عن الهيئات المدنية في الخارج عن منطقة وادي بردى، للأناضول، إن «الاتفاق ينص على دخول قوة عسكرية من الحرس الجمهوري، التابع للنظام، قوامها 20 عنصراً إلى نبع عين الفيجة، المغذي الرئيسي للعاصمة دمشق بالمياه»، كشكل من أشكال السيطرة الرمزية.
وأوضح أبو حطب أن «الاتفاق ينص أيضاً على دخول سيارات إسعاف تابعة للهلال الأحمر لنقل الجرحى إلى منطقة دير قانون، الخاضعة لسيطرة النظام، وذلك تمهيداً لنقلهم إلى الشمال السوري».
واعتباراً من 30 كانون الأول/ديسمبر الماضي، دخل اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا حيز التنفيذ، بعد موافقة النظام السوري والمعارضة عليه، بفضل تفاهمات تركية روسية، وبضمان أنقرة وموسكو.
قصف روسي بدير الزور والأمم المتحدة تستأنف إسقاط المساعدات
جلال بكور
قتلت امرأة وطفلتها بقصف جوي روسي على ريف دير الزور اليوم الثلاثاء، بينما أعلن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة أنه استأنف عمليات إسقاط الغذاء من الجو على مناطق في مدينة دير الزور شرق سورية.
وقالت مصادر محلية لـ”العربي الجديد” إنّ امرأة وطفلتها قتلتا اليوم الثلاثاء، جراء استهداف الطيران الحربي الروسي لمنزلهما في بلدة الخريطة بريف دير الزور الغربي.
وفي سياق متصل، تجددت الاشتباكات بين تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، وقوات النظام السوري في محيط دوار البانوراما عند مدخل مدينة دير الزور الجنوبي، وفي محيط منطقة المقابر، الواقعة على طريق المطار العسكري، حيث تحاول قوات النظام فتح الطريق بين الأحياء الخاضعة لسيطرتها والمطار العسكري المحاصر من قبل “داعش”.
من جهةٍ أخرى، أعلن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة أنه استأنف يوم الأحد الماضي إسقاط الغذاء جواً لمساعدة 93500 سوري في مدينة دير الزور السورية، بحسب ما نقلته وكالة “رويترز”.
وكان البرنامج قد أوقف عمليات إسقاط المساعدات في 15 كانون الثاني/يناير الحالي، بسبب اشتداد المعارك بين قوات النظام السوري وتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، ويسقط البرنامج المساعدات فقط فوق المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري.
وينتقد ناشطون في مدينة دير الزور إسقاط المساعدات للمدنيين فقط فوق المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، بينما يعيش الآلاف في حصار خانق في مناطق يسيطر عليها تنظيم “داعش” في دير الزور، حيث يتقاسم الطرفان السيطرة على المدينة.
وفي شأن متصل، ذكر “موقع فرات بوست” المعني بنقل أخبار المنطقة الشرقية في سورية، أنّ عشرات العائلات العراقية الفارة من المعارك في الموصل، وصلت صباح اليوم إلى ريف دير الزور الشرقي، وقام الأهالي بمبادرات فردية باستقبالهم وتأمين متطلّباتهم.
ما بعد الإعلان عن “هيئة تحرير الشام“
عقيل حسين
أخذت الأمور تميل إلى الهدوء بعد إعلان وقف المواجهات بين فصائل المعارضة في الشمال السوري، الذي جاء عقب الإعلان عن تشكيل “هيئة فتح الشام”. وبعد عاصفة ردود الفعل المنددة بالحرب التي أعلنتها “جبهة فتح الشام” ضد الفصائل المشاركة في محادثات أستانة، والتي كانت من القوة بحيث لم يكن ممكناً حتى لأشد مؤيدي الجبهة مواجهاتها، بدأت الأصوات المحتفية بنتائج أحداث الاسبوع الماضي على الساحة المعارضة بالتعالي شيئاً فشيئاً، مع استفادة أصحابها من معطيات متعددة، كان أهمها الإعلان المكثف والمتسارع للقوى والتشكيلات المقاتلة الصغيرة انضمامها إلى الفصائل الأكبر، وفي مقدمتها الهيئة الوليدة و”حركة أحرار الشام الإسلامية”.
تقوم رؤية هذا الطرف على أن ما جرى لم يكن عملية “تغلبٍ” فرض فيها القوي نفسه على الآخرين بالقوة، بل مبادرة سريعة ومدروسة لم يكن بد منها في النهاية للملمة الواقع المبعثر، ووضع حد للحالة المزرية التي تعاني منها فصائل المعارضة، والتي كانت تصر رغم ذلك على رفض الاندماج والتوحد، وقد جرت هذه العملية بأقل خسائر ممكنة.
هكذا كان لسان حال مؤيدي “جبهة فتح الشام” وبقية الفصائل التي أعلنت تشكيل “هيئة تحرير الشام” أو الإنضمام إليها، بعد أسبوع صعب مر عليهم، واجهوا خلاله انتقادات واسعة في مواقع التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام، بالتزامن مع الهجوم الذي كانت تشنه الجبهة على بقية الفصائل، من دون أن يكون بمقدور المؤيدين الردّ، بسبب معطيات الواقع التي لم تكن تسمح بأي شكل من أشكال الدفاع.
وما إن وضعت المعارك أوزارها، السبت، مع إعلان قائد “هيئة تحرير الشام” المهندس هاشم الشيخ (أبو جابر)، أن “جبهة فتح الشام” أوقفت هجومها على بقية الفصائل، بالتزامن مع الإعلان عن ولادة التشكيل الجديد، حتى استعاد مؤيدو الجبهة وتيارها عافيتهم الإعلامية، والتقطوا أنفاسهم للتعبير عن احتفائهم بما أسفرت عنه هذه التطورات.
يعتمد هؤلاء وبشكل رئيس على نقطتين أساسيتين في الهجوم المرتد الذي بدأوا بشنه، اعتباراً من مساء السبت: الأولى، انضمام عدد كبير من التشكيلات العسكرية الصغيرة إلى “هيئة تحرير الشام” فور الإعلان عنها، وقد بلغ عدد هذه المجموعات حتى فجر الاثنين، خمسة عشر تشكيلاً، وفي مقدمتها “مجاهدو أشداء” و”كتائب الصحابة” و”لواء التمكين”، لتضاف إلى الفصائل الرئيسية التي شكلت الهيئة، وهي “جبهة فتح الشام” و”حركة نورالدين زنكي” و”جبهة أنصار الدين” و”لواء الحق” و”جيش السنّة”.
وعبّر هؤلاء عن الاحتفاء كذلك بانضمام أكثر من عشرين فصيلاً ومجموعة إلى “حركة أحرار الشام” خلال الاسبوع الماضي، إذ يرون أن ذلك في النهاية، لم يكن ليحدث لولا الحملة الأخيرة التي شنتها “جبهة فتح الشام”، بل ويؤكدون أن “أحرار الشام” كانت أكبر المستفيدين على هذا الصعيد.
أما النقطة الثانية التي يرى مؤيدو ما حصل أنها تصب في صالحهم، فهي تحقيق هذا “الانجاز” من دون خسائر بشرية كبيرة؛ فلم يسقط سوى أربعة مدنيين كضحايا غير مباشرين للمواجهات التي لم تسفر عن مقتل أي من عناصر الفصائل التي تمت مهاجمتها.
وفي هذا الصدد، يجدد هؤلاء التأكيد على أن قيادة “جبهة فتح الشام” كانت قد أعطت عناصرها تعليمات مشددة مع بداية الحملة، بأن يتجنبوا المواجهة المباشرة التي يمكن أن تؤدي إلى سقوط ضحايا. ويتطابق ذلك مع ما سبق وأن صرح به بعض مسؤولي “جبهة فتح الشام” في حساباتهم الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي، مع بداية حملة الجبهة على الفصائل، قبل أسبوع، إذ أكدوا أن الحملة بدأت بزيارة “مناصحة” قام بها شرعيون وقادة من الجبهة إلى الكثير من من مقرات وتشكيلات الفصائل الستة التي أعلنت الحرب عليها. وتم خلال الزيارات شرح الموقف من مؤتمر أستانة، وحثّ المقاتلين على رفض مشاركة قادتهم فيه. وقد أثمرت هذه الزيارات، حسب تأكيدهم، عن تسليم قسم لا بأس به من هذه التشكيلات سلاحها إلى الجبهة، والانشقاق عن فصائلها. بينما كانت المرحلة الثانية من العملية تقوم على التهديد واستعراض القوة أكثر من استخدامها، ضد من يعلن المواجهة، وذلك حرصاً على عدم سفك دم هؤلاء المقاتلين، بحسب قول مؤيدي “فتح الشام”.
ويبدو أن النجاح الذي حققته حملة “فتح الشام”، والذي توج بانتصار سريع بالفعل، لم يكن محل احتفاء أنصار الجبهة وحسب، بل بدا أنه موضع ترحيب من قبل شخصيات لطالما كانت على خصومة مع الجبهة أو مع التيار السلفي الجهادي. وعبّرت هذه الشخصيات عن مباركتها لما جرى، وتأييدها للحملة “التي لم يكن هناك بد منها في النهاية” وفق تعبيرها، وهذا نابع على ما يبدو من اليأس من واقع الفصائل المتشرذمة.
ومن هذه الشخصيات كان الناشط والمقاتل الحمصي المعروف عبد الباسط ساروت، والذي كان حتى أشهر قريبة مضت، أحد أهم المطلوبين لـ”جبهة فتح الشام”، التي فككت كتيبة كان يقودها الساروت في ريف حمص، العام الماضي، ولاحقته مع العناصر الذين تمكنوا من الهرب إلى إدلب، بتهمة مبايعة “الدولة الإسلامية” سراً. ومثل الساروت، كان الداعية الحلبي المعروف إبراهيم سلقيني، وهو أحد المؤيدين البارزين للجيش السوري الحر، والمعروف بمناوءته للتيار السلفي الجهادي. وأكد الاثنان في تصريحات لهما، أن ما حدث كان لا بد أن يحدث، باعتباره “اسهاماً في وضع حد للمهزلة التي تعيشها فصائل المعارضة، والتي أثبتت حملة (جبهة فتح الشام) الأخيرة، أن العديد منها لم تكن سوى فصائل ورقية”، بدليل أنها لم تستطع “رغم كل مسمياتها الرنانة كألوية وتجمعات وجيوش، من الصمود أمام الحملة الخاطفة للجبهة سوى ساعات”.
ختام جميل، وفق هذا التصور، لأسبوع مرير عاشته المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في شمال البلاد، وضع قوى الفصائل بأكملها على صفيح ساخن، والأهم ما خلفه من أسئلة كبيرة وكثيرة لدى المعترضين.
أول هذه الأسئلة، هو أنه إذا كان هدف “جبهة فتح الشام” من هذه الحملة بالفعل هو الدفع باتجاه فرض الاندماج، بعد المحاولات الفاشلة المتكررة لاتمامه بالطرق التقليدية، فلماذا كان وضع اليد على سلاح وذخائر الفصائل التي تمت مهاجمتها على رأس أولويات المهاجمين؟ سؤال تم طرحه منذ اللحظة الأولى لبدء الهجوم، بالتزامن مع انتشار معلومات لم تعد خافية على الكثيرين حول الضائقة المالية والشح في ذخيرة “جبهة فتح الشام” وبقية الفصائل التي أعلنت تشكيل “هيئة تحرير الشام”، بما فيها حركة “نورالدين زنكي”. وذلك بعد التضييق الذي عانت منه هذه القوى خلال الشهور الماضية على صعيد الإمداد والتمويل، إلى حد أن قادة وعناصر في الجبهة والحركة كانوا يرددون ذلك باستمرار.
وعليه، فإن من يطرح هذا السؤال لا يرى في ما حدث بهذا الخصوص سوى “حملة سطو” كان لا بد منها بالنسبة لهذه الفصائل التي كانت تعد لاندماجها الذي أعلنته أخيراً، من أجل توفير مؤونة كافية تغطي النقص الذي تعاني منه، وتوفر مخزوناً احتياطياً استعداداً لأي تضييق جديد محتمل يستهدف مواردها. وذلك باعتبار أن أحد أهم أعمدة تشكيلها الوليد، “جبهة فتح الشام” إلى جانب “جبهة أنصار الدين”، المصنفتين على “لوائح الإرهاب”. أمر يرد عليه الطرف المقابل، بالتشديد على أن هذه الأسلحة إنما هي ملك الشعب، وجاءت لمن يقاتل النظام، ولم تشترَ من مال خاص.
أما السؤال الثاني، فيتعلق بالموقف من “لواء جند الأقصى”، الحليف الأول لـ”جبهة فتح الشام” في الهجوم الأخير الذي شنته على الفصائل الأخرى، كما هو الحال في جميع هجماتها السابقة المماثلة. وتنبع أهمية هذا السؤال، لا من أن “الجند” لم يكن إحدى القوى التي تشكلت منها “هيئة تحرير الشام”، بل وبالدرجة الأولى من السبب الذي جعل “جبهة فتح الشام” تعلن فصله قبيل ثلاثة أيام فقط من شنها الهجوم على بقية الفصائل. وذلك بعد تجدد المواجهات بين “الجند” وبين “الأحرار” وبعض هذه الفصائل، في 24 كانون الثاني/يناير. ورغم أن “فتح الشام” كانت قد بررت قرارها فصل “جند الأقصى” في بيان أصدرته وقتها، إلا أن مشاركته للجبهة في الهجوم الذي شنته على تلك الفصائل، دفع بالعديد من الفرضيات المشككة إلى السطح.
وبقدر ما يحمل هذا السؤال والإجابات عنه من تشكيك وتأويلات لا مكان لحسن الظن فيها، يحمل السؤال الثالث الذي تم طرحه حول تسمية المهندس أبوجابر الشيخ، القائد السابق لـ”حركة أحرار الشام” رئيساً للتشكيل الجديد، وإعلان عدد من قادة الحركة المحسوبين على تيار أبي جابر، التحاقهم به مباشرة، وفي مقدمتهم القائد العسكري السابق للحركة أبو صالح الطحان، والناطق العسكري باسم “أحرار الشام” أبو يوسف المهاجر، ومسؤول التسليح فيها خليل أبو اسماعيل.
واللافت في ذلك أن هذه النقلة المفاجأة، جرت رغم توافق هذا التيار مع التيار الآخر في الحركة قبل فترة قصيرة على تجاوز الخلافات الداخلية، وقد تم تتويج ذلك بإعلان أبي جابر حلّ “جيش الأحرار” الذي شكله مع تياره داخل الحركة كقوة ضغط على التيار المنافس. وجاء حلّ التشكيل بإعلان من أبي جابر نفسه قبل اسبوع واحد فقط من الاعلان عن تأسيس “هيئة تحرير الشام”.
وما يجعل هذا السؤال ملحاً، من وجهة نظر من يطرحه بتشكيك كبير، الوضوح في أن الترتيب للتشكيل الجديد والتوافق عليه كان معداً بشكل مسبق، الأمر الذي يرى فيه هؤلاء نوعاً من “الخداع” تمت ممارسته بحق كامل الحركة، التي كانت طيلة هذه الفترة العصيبة، تواجه اتهامات كبيرة من حلفائها بالتواطؤ مع “جبهة فتح الشام” في ما جرى من أحداث، لتقاسم كعكة الفصائل الأصغر.
اتهامات بدت كبيرة، وطرحت سؤالاً لا يقل حضوراً عن الأسئلة الثلاثة السابقة، خاصة مع استفادة الحركة من انضمام عدد كبير من التشكيلات لها، وخاصة الفصائل الستة الكبيرة التي وجدت نفسها في مرمى نيران “جبهة فتح الشام”. في الوقت الذي بدت فيه الحركة عاجزة عن حماية هذه الفصائل بالفعل، مع تواصل الهجوم عليها، بالرغم من مبايعتها للحركة، وعلى الرغم أيضاً من محاولات “أحرار الشام” التي كانت تبذلها في هذا الاتجاه.
إلا أن النتائج النهائية التي تمخض عنها هذا الاسبوع العصيب، وخاصة التحاق التيار المقرب من “فتح الشام” داخل “حركة أحرار الشام” إلى “هيئة تحرير الشام”، جاء بمثابة صك براءة من نوع ما للحركة، التي يرى الكثيرون أيضاً أن ما حصل يصب في صالحها في نهاية الأمر، إذ يُفترض أن مغادرة التيار المتشدد لها، سيعيد الوحدة إلى صفوفها ويعيدها أكثرة قوة وتماسكاً.
يطالب تيار “هيئة تحرير الشام” اليوم تيارات الثورة والمعارضة الأخرى، بتجاوز آلام ومتاعب المرحلة الماضية، والنظر إلى المستقبل من أجل التعاون لمواجهة “المؤامرات والتهديدات”. ويعتمد التيار في ذلك على أن مكونات الهيئة، وفي مقدمتها “جبهة فتح الشام”، ورغم كل ما عليها، إلا أن ما يحسب لها من وجهة نظرهم، أنها حققت دفعة لم تكون متوقعة باتجاه تجميع شتات الفصائل وإجبارها على التوحد من دون الإضطرار للسباحة في برك من الدم. ويقارن أولئك، ذلك مع تجربة “داعش” الذي فرض إرادته بالقوة والبطش على الآخرين لتحقيق هذا الهدف. وهي مطالبات لا يبدو أنه من السهل القبول بها على الآخرين، الذين، مع ذلك، لا تبدو خياراتهم محدودة وحسب، بل وأفضل ما يمكن وصف حالتهم به اليوم، هو أنهم “محكومون بالانتظار”.
روسيا وتركيا وإيران يشكلون الوضع في سوريا في غياب كامل للولايات المتحدة
ترجمة وتحرير أسامة محمد – الخليج الجديد
تعد كازاخستان مكانا غريبا للبحث عن بداية جديدة لسوريا. وقد كانت سلطاتها بقيادة «نور سلطان نزارباييف» موضعا للاتهام منذ الحقبة السوفيتية. و في عام 2015 فاز «نور سلطان نزارباييف» بـ 97.7% من الأصوات في حصيلة تعد أفضل مما حققه الطاغية السوري «بشار الأسد».
ولكن بوصفها عاصمة للأتراك الناطقين بالروسية ولتقاسمها بحر قزوين مع إيران، فقد كان هناك بعض الدلالات في اختيار عاصمتها، أستانا، كمكان للكشف عن الحماية الثلاثية الجديدة على سوريا.
ومع استضافة محادثات السلام، في أستانا، في 23-24 يناير/كانون الثاني، فقد وضع ذلك إشارات واقعية جديدة. حيث تستضيف المحادثات الأطراف السورية بضمانة القوى الخارجية الثلاثة التي تقوم بالجزء الأكبر من القتال في سوريا. وهي روسيا وتركيا، وإيران، والتي كان لديها تحفظات شديدة في الجولة الأخيرة من المحادثات في جنيف. وكان الأمريكيون والأوروبيون والعرب هم من قاد تلك المفاوضات أما هذه المرة فقد انخفضت صفتهم جميعا إلى صفة مراقب، وبعضهم غائب تماما. ويقول محلل سوري إن السعودية، أحد أهم الداعمين الرئيسيين للمتمردين، أصبحت مشغولة جدا بحربها في اليمن هذه الأيام وليس لديهم الوقت للعمل في سوريا، ويضيف «بدأت الانتفاضات والثورات بمثابة صحوة عربية، ولكنها انتهت بتقاسم بين القوى غير العربية».
والأمر الذي يعكس الأحداث على الأرض أيضا، أن تمثيل المعارضة في سوريا هذه المرة جاء عبر الفصائل المقاتلة، وليس من قبل السياسيين في المنفى الذين قادوا المحادثات السابقة. في الماضي رفضت روسيا بعض المندوبين الجهاديين، ولكن ربما تحت إيعاز تركيا، فإنها ترى الآن فوائد لمشاركتهم. وقد أظهر «محمد علوش»، الذي يرأس وفد جيش الإسلام الجماعة الإسلامية المسلحة تقديره بالثناء على روسيا، التي قامت قبل شهر فقط بسحق الثوار في حلب، بسبب «حياديتها».
ولتهدئة السياسيين في المنفى، أصر المقاتلون أنهم كانوا هناك للحديث فقط عن وقف إطلاق النار. لكن الروس أيضا قاموا بعرض مشروع الدستور، وقدموا دعوات لإجراء محادثات للمتابعة في موسكو، في 27 يناير/كانون الثاني. وفي حين أن السياسيين المنفيين يفضلون الاعتماد على أمريكا لتعزيز العملية السياسية في جولة جديدة من المحادثات في جنيف، سيتم عقدها في 8 فبراير/شباط، فبحلول ذلك الوقت، ستكون روسيا قد سبقت وقد كتبت الشروط.
وعلى سبيل المثال فإن الأكثر إثارة للانتباه والذي لا صلة له بالواقع في أمريكا الجديدة هي الآلية الموضوعة لعمل وقف إطلاق النار الذي تم لمدة شهر تقريبا. وقد خرج عن الترتيبات القديمة المتفق عليها مع «جون كيري»، وزير الخارجية الأمريكي السابق، في سبتمبر/أيلول الماضي. حيث أن شركاء روسيا الجدد تركيا وإيران، جنبا إلى جنب سيقومون «بمراقبة وضمان الامتثال الكامل لوقف إطلاق النار، وتحديد جميع الطرق لمنع أي استفزاز».
هل يمكن لهذا العمل أن ينجح؟ يسعى البيان الختامي لتعزيز وقف إطلاق النار، وقد صدر هذا من قبل القوى الخارجية، في حين أن المتحاربين في سوريا سجلوا احتجاجاتهم وتحفظاتهم. ومع ذلك، من المحتمل أنه لن يكون هناك خيار للمتمردين خيار سوى الانصياع. فقد طردوا من معقل رئيسي لهم في حلب وهناك شكوك في دعمهم من الإدارة الأمريكية الجديدة، التي تريد انتزاع ما لديهم. وحتى مع ذلك، فقد استمرت الحرب مع الميليشيات التي لم يتم إشراكها في القائمة المشاركة في أستانا، ومن هؤلاء تنظيم الدولة الإسلامية والقوات الكردية، وفرع تنظيم القاعدة،جبهة فتح الشام التي أطلقت هجومها عبر تأليب 6000 من أشد مقاتليها صلابة ضد 15000 من الجماعات الأكثر اعتدالا. وفي حين تقطع هذه المعركة الطرق عبر إدلب، المقاطعة الريفية الفقيرة التي ما زال يسيطر عليها المتمردون، فإن هذا من شأنه أن يغلق المعابر مع تركيا.
إذا حكمنا من خلال سجله السابق، فإن «نظام الأسد» أيضا سيكون متمردا. لكن المحادثات قد تجلب له فوائد، مثل تقسيم المعارضة. (وقد قال الجعفري ممثل الأسد، ساخرا، إنه يأمل أن يساعده الإرهابيين في هزيمة الإرهابيين). ولكن حتى عندما يضعف، فإن النظام يفضل الخيارات العسكرية. وبعد أن انتصر بالقوة، فإنه ليس في مزاج لمناقشة الانتقال إلى حكومة أوسع. وإذا كان ينبغي على روسيا محاولة إجباره على الانصياع، فإن «الأسد» يشير أن لديه أصدقاء آخرين يلجأ إليهم. ففي الوقت الذي تجلس إيران على طاولة المفاوضات تتحدث عن وقف إطلاق النار، فإن «الأسد» وقواته يحرزون تقدما في القتال المشترك في أودية وادي بردة قرب دمشق.
وعن طريق تفويض المسؤولية عن وقف إطلاق النار لثلاث قوى خارجية، فإن الآلية الثلاثية من الممكن أن يكون لها تأثير على خلق مناطق نفوذ لهذه القوى حيث يقاتل الأتراك لتوسيع جيبهم (ضد داعش والأكراد) في الشمال. ويفعل الإيرانيون الشيء نفسه حول دمشق. فيما تكرس روسيا نفوذها بحزم على الساحل. ويبدو أن الصراع سيستمر، في ظل نهاية حزينة متوقعة لعمليات السلام في الشرق الأوسط .
المصدر | إيكونوميست
أول دعم من ترمب لـ”سوريا الديموقراطية” وعزل الرقة قريبا
بيروت- رويترز
أعلن مصدر عسكري كردي الثلاثاء أن المرحلة القادمة من حملة تدعمها الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش بسوريا تهدف إلى عزل مدينة الرقة نهائيا وقطع الطريق بينها وبين مناطق يسيطر عليها التنظيم في محافظة دير الزور جنوبا.
وأضاف المصدر طالباً عدم ذكر اسمه “المرحلة القادمة من الحملة ضد داعش بسوريا تهدف إلى عزل الرقة نهائياً عن محيطها الجغرافي، ومن أجل تنفيذ ذلك يستوجب الوصول إلى طريق الرقة- دير الزور. لكن هذه المهمة ستكون قاسية.”
من ناحية أخرى، قال طلال سلو المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية “هناك تحضير لعمل جديد ستقوم به قوات سوريا الديمقراطية باتجاه تنظيم داعش الإرهابي خلال أيام معدودة.” ولم يقدم تفاصيل أخرى.
مركبات مدرعة لأول مرة ودعم إضافي منذ تنصيب ترمب
وأضاف أن قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة زودت حلفاءها السوريين بمركبات مدرعة لأول مرة مما يوسع الدعم منذ تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترمب. وقال المتحدث باسم تحالف قوات سوريا الديمقراطية، الذي يتضمن وحدات حماية الشعب الكردية، “إن المركبات المدرعة وناقلات الجند وصلت قبل أربعة أو خمسة أيام”.
إلى ذلك، أشار إلى أنه على الرغم من أن العدد قليل “إلا أنه دليل على أن هناك بوادر دعم.” وتابع:” سابقا لم يكن يأتينا بهذا الشكل. كان يأتينا… أسلحة خفيفة وذخائر وهذه هي المرة الأولى التي يأتينا فيها هذا الدعم العسكري بهذا الشكل.”
تطوّر لافت.. صورة قديمة للأسد لتكذيب خبر مرضه!
العربية.نت – عهد فاضل
لم يظهر رئيس النظام السوري بشار الأسد، على شاشات التلفزة، بعد الأنباء التي راجت عن إصابته بجلطة دماغية، أو تلك الأنباء التي تحدثت عن تعرضه لعملية اغتيال فاشلة على يد أحد حرّاسه الشخصيين.
وذكرت “سانا” الرسمية، الاثنين، أن الأسد تلقى اتصالا هاتفياً من الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو. ولم يعرف ما إذا كان هذا الاتصال هو للاطمئنان على صحته، خصوصا بعد قيام إعلامه الرسمي بنشر خبر تفصيلي عن عدم صحة الأنباء التي تتحدث عن مرضه، في الوقت الذي يعمد فيه ذلك الإعلام، عادةً، إلى تجاهل مثل تلك الأخبار للتقليل من شأنها، إلا أنه سعى هذه المرة إلى نشر خبر تفصيلي يقول فيه إن الأسد “يتمتع بصحة ممتازة”.
وسعياً منها لتكذيب خبر إصابته بجلطة دماغية، أو تعرّضه لعملية اغتيال فاشلة، كما تسرب في وسائل إعلام مختلفة، قام بعض أنصار الأسد بنشر “سيلفي” على أنه صورة جديدة له، احتفل لنشرها أنصار الأسد. إلا أن الجديد هو نشر صورة جديدة له، عبر التلاعب التقني بها، لإظهارها جديدة، مع أنها قديمة، وذلك لطمأنة أنصار الأسد أن زعيمهم لايزال بخير.
وقام ابن سفير الأسد السابق لدى الأردن، اللواء بهجت سليمان، بنشر صورة تم التلاعب بها، على أنها صورة جديدة للأسد، ليتبين لاحقاً أنها صورة “سيلفي” التقطت للأسد في وقت سابق في شهر مارس عام 2016 مع أحد أعضاء الوفد الفرنسي الذي زاره، وهو “جوليان روتشيدي” الذي تعرض لحملة انتقادات واسعة وقتذاك، لظهوره بصورة مع الأسد.
ونشر حيدرة بهجت سليمان، ابن سفير الأسد لدى الأردن، صورة مقتطعة ومتلاعبا بها، منذ ساعات، على أنها سيلفي شخصي للأسد، وكتب عليها: “كمان مرة (مرة أخرى أيضا)” وعبارات تمجيد لرئيس النظام. حيث آثر حذف شريك الأسد بالسيلفي السابق، والإشارة بجملة “مرة أخرى” إلى أنها الصورة الأخرى له والتي تنشر بعد خبر مرضه، بعد نشر صورة سابقة له، في سياق نفي خبر المرض الذي ألم به.
ويعود آخر ظهور للأسد، بدت عليه فيه علائم الاعتلال والمرض، إلى فترة الاحتفال بمناسبة المولد النبوي الشريف 11 ديسمبر 2016، حيث ظهر عاجزاً عن تثبيت قدميه في الوقوف لأداء الصلاة. فقد أخذ يهتز من الأمام إلى الخلف، والعكس، مع عجز كامل عن الثبات في الوقوف، في الوقت الذي بدا فيه متنفساً بجرعات هواء كبيرة ومتسارعة. إلى الدرجة التي اضطر فيها الإعلام الرسمي الذي يصور المناسبة إلى قطع الصورة عنه، ونقلها إلى آخرين، لإخفاء ذلك الاهتزاز الذي ظهر على الأسد بقوة في تلك المناسبة، دون أن تعرف الأسباب الحقيقية له.
لأول مرة.. أسلحة نوعية أميركية لـ”قوات سوريا الديمقراطية“
التحالف يزود “سوريا الديمقراطية” بعربات مدرعة
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قال متحدث باسم “قوات سوريا الديمقراطية”،يوم الثلاثاء، إن التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، زود مقاتليها بأسلحة نوعية غير مسبوقة، تضم عربات مدرعة، بعدما ظل الدعم مقتصرا على أسلحة خفيفة، في وقت سابق.
ويأتي رفع واشنطن دعمها للقوات الكردية التي تقاتل تنظيم داعش الإرهابي، بعد أسبوعين من تولي الرئيس الجمهوري، دونالد ترامب، السلطة، فيما كانت سلفه باراك أوباما، قد واجه انتقادات بسبب ما اعتبر “تقاعسا” منه في الملف السوري.
ووصلت ناقلات عسكرية وعربات مدرعة إلى “قوات سوريا الديمقراطية”، قبل نحو أربعة أو خمسة أيام، وهو ما يعتبره المتحدث، بمثابة تحول، على اعتبار أن الدعم الأميركي لم يكن يرقى إلى المستوى الحالي.
ويعتبر المصدر الذي لم يجر ذكر اسمه، الإمداد الجديد بمثابة مؤشر على حظوة “قوات سوريا الديمقراطية” بدعم من إدارة ترامب، التي أكدت نيتها إقامة منطقة آمنة في سوريا.
وتعتزم “قوات سوريا الديمقراطية”، شن هجوم على طريق تربط بين محافظتي الرقة ودير الزور الخاضعتين لسيطرة تنظيم داعش الإرهابي.
وتتألف “قوات سوريا الديمقراطية” بشكل أساسي من مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية، بالإضافة إلى بعض الفصائل السورية المعارضة.
مصادر سورية معارضة تتحدث عن استبدال دي مستورا بنويصر
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 31 كانون الثاني/يناير 2017 المبعوث الأممي لسورية ستافان دي ميستورا
روما ـ قالت مصادر في المعارضة السورية لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إن ولاية الوسيط الأممي لسورية ستافان دي مستورا قد انتهت عملياً، وأن الأمين العام الجديد للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، سيقوم بتغييره وتعيين رضوان نويصر من تونس الذي يعمل حالياً مستشاراً سياسياً للأمين العام الجديد بديلاً عنه.
هذا ولم تتمكن الوكالة بعد من التأكد من هذه المعلومات من مصادر أممية. بينما كانت شائعات عديدة قد أشارت في السنتين الماضيتين إلى أن دي مستورا قدّم استقالته، لكن سرعان ما تبيّن أن المبعوث الأممي لم يكن يُفكر بهذا الأمر على الرغم من ان الملف الذي بين يديه لم يلحظ أي تقدّم أو نجاح خلال مدة توليه له.
ومنذ تعيينه في تموز/يوليو 2014، قدّم المبعوث الأممي أكثر من مبادرة في سورية، لاقت جميعها استغراب واستنكار المعارضة السورية فرفضتها، وبعضها رفضه النظام أيضاً، وساهمت مبادراته في زيادة حدة الخلافات بين قوى المعارضة السورية، واستفاد النظام من بعض مبادراته ليغيّر من سياساته العسكرية بما يفيده ميدانياً، ودعت المعارضة السورية أكثر من مرة لاستبداله بآخر أكثر خبرة، دون أن تقوم المنظمة الدولية بأي خطوة رسمية فيما يتعلق بذلك.
أما التونسي رضوان نويصر فقد تم تعيينه في تشرين الأول/أكتوبر 2016 مستشاراً للأمين العام الجديد للمنظمة الاممية، وضمن فريقه الانتقالي، وهو من مواليد 1947. حائز على إجازة في القانون العام، وشغل عدة وظائف حكومية في تونس قبل أن يعمل رئيسا لديوان وزير التجهيز والإسكان بتونس حتى عام 1992، حيث انتقل ليصبح ممثلاً للمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بجيبوتي والتشيك وسورية حتى 2001، تاريخ تسميته مديراً لمكتب شمال إفريقيا والشرق الأوسط بالمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، التي شغلها حتى تعيينه الأخير.
برنامج الأغذية العالمي يستأنف إسقاط الغذاء جوا على دير الزور السورية
من توم ميلز
جنيف (رويترز) – قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة يوم الثلاثاء إنه استأنف إسقاط الغذاء جوا لمساعدة 93500 سوري في مدينة دير الزور السورية التي يحاصرها تنظيم الدولة الإسلامية.
وكانت عملية الإسقاط الجوي للمساعدات قد توقفت في 15 يناير كانون الثاني بعد أن قسم متشددو الدولة الإسلامية المدينة المحاصرة إلى قسمين واجتاحوا منطقة الإنزال التي استخدمت لما يصل إلى 177 عملية إسقاط جوي للمساعدات منذ أبريل نيسان.
وقالت بيتينا لوشر المتحدثة باسم البرنامج إن منطقة إنزال جديدة تستخدم الآن وإن إسقاط الغذاء جوا استؤنف في 29 يناير كانون الثاني بواقع عمليتي إسقاط حتى الآن. وجرى إسقاط ما وزنه 3340 طنا من الغذاء والمساعدات الإنسانية الأخرى منذ أبريل نيسان.
ويقول خبراء في شؤون الإغاثة الإنسانية إن الإسقاط الجوي هو الملاذ الأخير نظرا لكونه عملية معقدة ولا يقوم بإيصال سوى جزء ضئيل من حجم المساعدات التي تحملها قافلة من الشاحنات.
وعلاوة على ذلك فإن الإسقاط في دير الزور يجري من على ارتفاعات كبيرة خشية التعرض لهجوم من الأرض. وفشلت محاولة الإسقاط الأولى العام الماضي بعدما انحرفت ألواح التحميل عن مسارها أو تحطمت على الأرض بسبب خلل في عمل المظلات.
وقال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في تقرير يوم السبت إنه على الرغم من توقف عمليات إسقاط الغذاء لبرنامج الأغذية العالمي تمكنت الطائرات الهليكوبتر الحكومية السورية من جلب بعض إمدادات الغذاء والدواء للجنود بشكل أساسي وأجلت القوات المصابة.
وأضاف أن شركة سورية خاصة نقلت جوا 24 طنا من البطاطا (البطاطس) والبصل إلى المدنية لبيعها بأسعار مرتفعة نسبيا.
وتبلغ كلفة إسقاط طن واحد من المساعدات نحو 10 آلاف دولار وبلغ إجمالي التكلفة التي تحملتها الأمم المتحدة 33 مليون دولار حتى الآن.
وذكر تقرير الأمم المتحدة الإنساني إن مخزون المواد الغذائية لدى برنامج الأغذية العالمي في المدينة أوشك على النفاد بينما يحاول متطوعو الصليب الأحمر جمع الغذاء من ألواح التحميل التي تحطمت في عمليات إسقاط سابقة.
(إعداد محمود رضا مراد للنشرة العربية – تحرير علي خفاجي)
مصدر عسكري كردي: المرحلة القادمة من الهجوم على الدولة الإسلامية تهدف لعزل الرقة
بيروت (رويترز) – قال مصدر عسكري كردي يوم الثلاثاء إن المرحلة القادمة من حملة تدعمها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية بسوريا تهدف إلى عزل مدينة الرقة نهائيا وقطع الطريق بينها وبين مناطق يسيطر عليها التنظيم المتشدد في محافظة دير الزور جنوبا.
وأضاف طالبا عدم ذكر اسمه “المرحلة القادمة من الحملة ضد الدولة الإسلامية بسوريا تهدف إلى عزل الرقة نهائيا عن محيطها الجغرافي. ومن اجل تنفيذ ذلك يستوجب الوصول إلى طريق الرقة دير الزور. لكن هذه المهمة ستكون قاسية.”
من ناحية أخرى قال طلال سلو المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية “هناك تحضير لعمل جديد ستقوم به قوات سوريا الديمقراطية باتجاه تنظيم داعش الإرهابي خلال أيام معدودة.” ولم يقدم تفاصيل أخرى.
(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)
الأسد يلتقي برجال صناعة من دمشق
بيروت (رويترز) – ذكرت وسائل إعلام أن الرئيس السوري بشار الأسد التقى يوم الثلاثاء مع رجال صناعة من دمشق تضرروا من الحرب في أول اجتماع له ترد أنباء بشأنه منذ سريان شائعات عن اعتلال صحته.
واستقبل الأسد أصحاب الشركات من العاصمة وريفها لبحث التحديات التي يواجهونها خلال الصراع الذي يمر بعامه السادس حاليا.
ونشرت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) صورا للأسد في اجتماع ونقلت عنه إشادته بإسهامات رجال الصناعة في الاقتصاد السوري الذي دمرته الحرب.
وسرت تكهنات في الأيام الأخيرة على وسائل التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الإخبارية بأن الأسد (51 عاما) في حالة حرجة مستشهدة بشائعات عن إصابته بجلطة أو حتى إصابته بالرصاص.
ونفت الحكومة السورية شائعات عن تردي الحالة الصحية للرئيس بشار الأسد وقالت إنه “يمارس مهامه بشكل طبيعي تماما”.
وقال مكتب الأسد في بيان يوم الجمعة “إن رئاسة الجمهورية إذ تنفي كل هذه الأخبار جملة وتفصيلا وتؤكد عدم صحتها على الإطلاق وبأن الرئيس الأسد بصحة ممتازة.”
وذكرت سانا يوم الاثنين أن الأسد تحدث هاتفيا مع نظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو في أول تقرير لوسائل إعلام حكومية يعرض بالتفصيل لأنشطة الأسد منذ ظهور شائعات تردي حالته الصحية.
وفي العام السابع عشر له في الرئاسة باتت للأسد اليد العليا في الحرب السورية بمساعدة حليفيه روسيا وإيران اللتين حولتا مشاركتهما العسكرية دفة الصراع لصالحه.
واستعاد الجيش السوري وحلفاؤه منطقة وادي بردى قرب دمشق يوم الأحد فيما يمثل ضربة جديدة لمقاتلي المعارضة الذين يحاربون منذ سنوات لإسقاط الأسد.
وجاءت استعادة وادي بردى بعد أسابيع من إجبار جماعات معارضة على الانسحاب من مناطق سيطرت عليها لسنوات في شرق حلب آخر معقل حضري كبير لها في سوريا.
وتمثل استعادة السيطرة على حلب بالكامل أهم مكاسب الأسد حتى الآن في الصراع.
ولا تزال أجزاء من سوريا خارج سيطرته بما في ذلك محافظة دير الزور بشرق البلاد الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية بالإضافة إلى أجزاء كبيرة في الشمال تسيطر عليها جماعات كردية وجيوب من الأراضي تسيطر عليها المعارضة في غرب سوريا.
(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية – تحرير أحمد صبحي خليفة)