أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس، 04 تشرين الأول 2012

 

أنقرة تبلغ بان قلقها وتدرس الرد على القصف السوري

لندن، بيروت، حلب، انقرة، نيويورك – «الحياة»، ا ف ب، رويترز، اب

في اوسع هجوم تشنه المعارضة على مواقع الجيش السوري في حلب نفذت قواتها امس ثلاث عمليات انتحارية بسيارات مفخخة وهجوماً بقذائف المورتر ضد مواقع للجيش، من بينها نادي الضباط في ساحة سعدالله الجابري في وسط المدينة، ما ادى الى سقوط 48 جندياً على الاقل، بحسب ارقام الشبكة السورية لحقوق الانسان. واشار المرصد السوري لحقوق الانسان الى احتمال ارتفاع عدد القتلى بسبب وجود نحو مئة جريح كثيرون منهم بحالة خطرة.

وتشكل قدرة المعارضة على الوصول الى ساحة سعد الله الجابري تطوراً مهماً في معركتها مع النظام. فهذه الساحة شهدت قبل عام تظاهرة حاشدة ضمت حوالى مليون شخص تاييداً للرئيس السوري، عندما كانت حلب ما تزال بعيدة عن المواجهات التي اشتعلت في مدن اخرى كحمص وحماة ودرعا ودير الزور. غير ان معارك طاحنة تدور منذ شهرين في العاصمة الاقتصادية للبلاد التي يعتبر النظام استمرار سيطرته عليها دليلاً على قدرته على البقاء.

من جهة اخرى، قام مقاتلو المعارضة باطلاق قذائف هاون على فرع الامن السياسي في حلب بالاضافة الى احد اسواق الخضر الذي يتمركز فيه الجنود. كما دمروا دبابتين في المدينة ليلا.

وتأتي سلسلة الهجمات هذه بعد أقل من أسبوع على اعلان المعارضة شن هجوم «حاسم» للسيطرة على كبرى مدن الشمال. وكانت صحيفة «الوطن» السورية المقربة من السلطة ذكرت، في عددها امس، ان القوات السورية، «ردا على الفشل الذريع في معركة الحسم التي أعلنها مسلحو حلب منذ نهاية الأسبوع المنصرم»، حسمت أمرها بالتقدم نحو معقل المسلحين في الاحياء الشرقية ومركز ثقلهم والدخول إلى حي الشيخ خضر. واوضحت «ان السيطرة على هذا الحي ستمكنها من تمهيد الطرق الواصلة إلى الأحياء الشرقية التي ستدور في رحاها المعركة الفاصلة والأخيرة».

وحلب مقسمة حاليا بين قوات النظام الذي يسيطر على معظم احيائها الغربية فيما يسيطر مقاتلو المعارضة على الاحياء الشرقية.

وفي محافظة ادلب، قتل 15 جنديا على الاقل في هجمات شنها مقاتلو المعارضة في معارك في بلدة بداما بمنطقة جسر الشغور. وذكر المرصد السوري ان مجموعات من المقاتلين هاجمت بشكل متزامن ثلاثة حواجز في البلدة بداما، وتلت ذلك معارك عنيفة.

في هذا الوقت شهدت الحدود السورية – التركية اخطر حادث من نوعه منذ بدء الانتفاضة السورية في آذار (مارس) 2011. اذ ادى سقوط قذيفة اطلقت من الاراضي السورية على قرية تركية الى مقتل خمسة اشخاص على الاقل واصابة تسعة آخرين بجروح بينهم عدد من رجال الشرطة. واعتبر نائب رئيس الوزراء التركي بشير اتالاي ان اطلاق قذائف من سورية وسقوطها في بلدة حدودية متسببة بمقتل خمسة مدنيين اتراك يشكل «حادثا بالغ الخطورة يتجاوز كل الحدود».

وقال رئيس بلدية منطقة أكاكالي التي تعرضت للهجوم ان القتلى هم ام واطفالها الاربعة. واضاف ان «هناك غضبا في بلدتنا ضد سورية»، مشددا على ان البلدة تعرضت بانتظام خلال الايام العشرة الماضية لرصاص طائش وقذائف اطلقت اثناء معارك متقطعة بين الجيش السوري النظامي ومقاتلين معارضين في محيط معبر تل الابيض الحدودي. وسقط هذا المعبر في ايدي مقاتلي «الجيش السوري الحر» قبل عشرة ايام اثر معارك عنيفة اسفرت عن سقوط خمسة جرحى في الجانب التركي من الحدود. وسيطر مقاتلو المعارضة السورية منذ تموز (يوليو) الماضي على معابر باب الهوا والسلامة وجرابلس عند الحدود التركية التي يبلغ طولها 900 كلم، وكذلك على معابر على الحدود العراقية – السورية.

وجمع رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان مستشاريه لبحث احتمال الرد على الحادث، وفق مصدر مقرب منه. كما اتصل وزير الخارجية احمد داود اوغلو بالامين العام للامم المتحدة بان كي مون واعرب له عن «قلق حكومته العميق بشأن الحادث الذي وقع في تركيا». واوضح المتحدث باسم الامين العام ان بان «شجع داود اوغلو على ابقاء كافة قنوات الاتصال مفتوحة مع السلطات السورية لخفض حدة التوتر التي قد تنجم عن هذا الحادث». كما اتصل داود اوغلو بالامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فو راسموسن. كما اتصل داود اوغلو بالممثل الدولي -العربي الخاص الى سورية الاخضر الابراهيمي.

ونقلت وكالة «جيهان» التركية للانباء عن نائب رئيس الوزراء بولنت ارينج ان سورية يجب ان تحاسب على الحادث ويجب ان يكون هناك رد في ظل القانون الدولي.

ويعتبر هذا الحادث الاخطر بين تركيا وسورية منذ اسقاط الدفاعات السورية مقاتلة تركية في حزيران (يونيو) الماضي.

وكانت القوات السورية النظامية شنت منذ الصباح هجوماً واسعاً على عدد من البلدات الواقعة في الريف الغربي لدمشق حسبما افادت منظمة غير حكومية وناشطون، واشار مراسلو وكالة «فرانس برس» الى تحرك عسكري غير اعتيادي في هذه المنطقة.

واشار المرصد السوري لحقوق الانسان الى قصف مدينة قدسيا والهامة اللتين تشكلان «معقلي الجيش السوري الحر»، بالدبابات من قبل القوات النظامية التي تقوم كذلك بحملة دهم واعتقالات وتفتيش في المنطقة.

من جهة اخرى، علمت «الحياة» في نيويورك أن الإبراهيمي سيغادر اليوم متجهاً الى باريس وسيبدأ جولة إقليمية منتصف الشهر الحالي «ستكون اولى محطاتها المملكة العربية السعودية». وسينقل الابراهيمي مركز عمله مع فريقه الى القاهرة.

وقالت مصادر في الأمم المتحدة إن الإبراهيمي سيزور أطراف مجموعة الرباعية، التي تتألف من إيران وتركيا ومصر والسعودية، ولكن «لم يتقرر بعد متى سيزور إيران». وبعد جولته الإقليمية من المقرر أن يزور الإبراهيمي روسيا والصين.

وكان نائب الأمين العام للأمم المتحدة يان إلياسون أشار الى أن «الدول ذات التأثير على الحكومة والمعارضة في سورية يمكنها أن تساهم في التوصل الى قرار خفض العنف». وشدد على أن الهدف من خفض العنف هو التوصل الى «وقف إطلاق النار».

قتلى بانفجارات قرب الحدود اللبنانية – السوريةو «حزب الله» يعترف بأنها في مستودع لذخيرته

بيروت – «الحياة»

هزّت منطقة البقاع الشرقي اللبنانية بعد ظهر أمس انفجارات في مستودع ذخيرة لـ «حزب الله» يقع بين قرى النبي شيت والخضر والخريبة القريبة من الحدود مع سورية، والتي تعرف بأنها منطقة عسكرية تابعة للحزب. ما ادى الى سقط عدد من القتلى والجرحى، تضاربت الروايات عن عددهم وطبيعة الانفجار، نظراً الى أن مقاتلي «حزب الله» ضربوا طوقاً أمنياً شديداً في محيط الانفجار الذي ذكرت مصادر أمنية أنه خلف انفجارين إضافيين، فتعذر التأكد من المعلومات والتدقيق فيها.

وأكدت مصادر أمنية رسمية متعددة أن الطوق الأمني الذي ضربه الحزب حول منطقة الانفجار بلغ مسافة 500 متر بعيداً منها، وأن القوى الأمنية لم تتمكن من الوصول الى موقع الحادث الذي وقع في مبنى من 3 طبقات.

وفيما ذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية أن منزلاً يخص المواطن محمد علي رضا الموسوي دمّر بالكامل وأن الأبنية المجاورة تضررت وأن المصابين نقلوا بسيارات الإسعاف الى مستشفى «الحكمة» وغيره في بعلبك، نقلت وكالة «فرانس برس» عن «مسؤول أمني» قوله إن 9 قتلى سقطوا في الانفجارات الثلاثة إضافة الى 7 جرحى، من دون أن يوضح إذا كان انفجاراً في مخزن أسلحة. لكن سكاناً من المنطقة أفادوا بأن المبنى الذي وقعت فيه الانفجارات هو قيد الإنشاء وفيه مخزن أسلحة لـ «حزب الله»، فيما أشارت مواقع إلكترونية الى أن المخزن يضم صواريخ، وأن قوة الانفجار نجمت عن انفجار بعض هذه الصواريخ.

وفيما أوضح مسؤول أمني لـ «الحياة» أن 4 عمال سوريين أصيبوا بجروح فيما كانوا يعملون في حقل زراعي خلف المنزل الذي وقعت فيه الانفجارات الثلاثة، ذكرت معلومات مصادر أمنية محلية في البقاع أن عدد القتلى ثلاثة والجرحى أربعة.

إلا أن «حزب الله»، بعد أن كان امتنع عن التعليق على الحادث في اتصالات وسائل الإعلام مع العلاقات الإعلامية فيه في الساعات الأولى التي أعقبت الانفجارات، عاد فأصدر بياناً زهاء السادسة مساء عن دائرة العلاقات الإعلامية، نص على الآتي:

«توضيحاً لحقيقة الحادثة التي حصلت اليوم (أمس) في بلدة النبي شيث، تفيد مصادر المقاومة بأن الانفجار حصل في مستودع للذخائر تُجمع فيه القذائف والذخائر القديمة ومخلّفات القصف الإسرائيلي في المنطقة.

وقد أدى هذا الانفجار المؤسف الى استشهاد 3 من الأخوة المجاهدين وعدد من الجرحى، والعمل جارٍ على معالجة آثار الحادث بالتعاون مع الجهات المختصة».

وأفادت معلومات إعلامية بأن «حزب الله» سمح قرابة السابعة مساء لدورية من مخابرات الجيش اللبناني بالوصول الى موقع الانفجار لمباشرة التحقيق بالحادث.

وقالت مصادر متفرقة إن الانفجارات تواصلت بعد الظهر في المستودع وتردد أنه يضم أيضاً خزانات للمازوت.

وكانت حصلت في السنوات الثلاث الماضية انفجارات عدة في مستودعات لـ «حزب الله» في منطقة الجنوب اللبناني، لكن «حزب الله» حال دون وصول قوات الأمم المتحدة المنتشرة هناك (يونيفيل) الى مواقع هذه الانفجارات وتسبب الأمر أحياناً بصدامات بين الأهالي وبين هذه القوات، كما حال الحزب دون وصول الجيش اللبناني الى مواقع تلك الانفجارات.

وجاء انفجار مستودع منطقة النبي شيت أمس بعد 3 أيام على انكشاف مقتل أحد مسؤولي «حزب الله» في البقاع، ويدعى علي حسين ناصيف (شمص) من بلدة بوداي البقاعية، مع آخرين من الحزب، فيما كانوا في منطقة القصير السورية. وتردد أن ناصيف قتل فيما كان في موكب ضم سيارات عدة فيها عناصر «حزب الله» قيل أنهم 15، حين جرى تفجير عبوة ناسفة بهم لأنهم كانوا يساعدون الجيش النظامي في المواجهات مع الثوار السوريين. وشيّع ناصيف في بلدته وآخرون في بعلبك وبلدات بقاعية أخرى وتردد أن أحد العناصر شيّع في إحدى قرى الجنوب. وبث تلفزيون «المنار» صوراً لتشييع ناصيف، وقال إنه قتل أثناء قيامه «بواجبه الجهادي». واستدعى الأمر تعليقات من بعض خصوم الحزب عن «تدخله في الأزمة السورية على الأرض السورية».

وعلّق نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري مساء على انفجار مستودع الذخيرة في بلدة النبي شيت بالقول: «انطلاقاً من قناعاتي السياسية لو يسلّم حزب الله سلاحه الى الدولة اللبنانية لوفّر على البلد مشاكل ولأمّن للدولة ما تحتاجه من هذا السلاح».

تفجير يودي بـ18 شخصا من “الحرس الجمهور]” في دمشق

بيروت – ا ف ب

قتل 18 عنصرا على الاقل من قوات “الحرس الجمهوري” السوري في تفجير أعقبه اطلاق نار في قدسيا بضاحية غرب دمشق بحسب ما اكد “المرصد السوري لحقوق الانسان”.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان “غالبيتهم قتلوا في التفجير”، مضيفا ان “الاشتباكات مع مقاتلي المعارضة في ضاحية قدسيا لا تزال مستمرة”.

نازحون سوريون يتعرضون لـ”ابتزاز” في لبنان

لبنان – يو بي أي

لم تعد قضية النازحين السوريين “أمراً عادياً” في لبنان، خصوصاً بعد تفاقم اعداد الهاربين من المدن السورية، التي تشهد اعمال عنف متبادلة بين قوات النظام والمعارضة، وتوافدهم عبر الحدود إلى لبنان بحثاً عن ملاذ “شبه آمن”، بعيداً من “القتل اليومي المحيط بهم”. ويتعرض النازحون الى “عمليات ابتزاز وخطف وتواجههم مخاطر خلال عبورهم بسبب وجود الغام مزروعة”، وفق ما افاد تقرير أممي دوري.

ولفت التقرير الصادر عن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى أن “الوصول إلى لبنان لا يزال محفوفا بالخطر، مع الإفادة عن صعوبات تتم مواجهتها أثناء مغادرة سورية، وهي تشمل عمليات تفتيش أمنية وطلب الرشاوى وزرع الألغام الأرضية في المناطق الحدودية الرئيسية، وعدم قدرة النساء والأطفال على العبور”. وأشار التقرير الى انه “حتى بعد العبور إلى لبنان، يستقر العديد من النازحين في المناطق الحدودية المعرضة لأوضاع أمنية خطيرة للغاية”.

واكد التقرير ان “عدد النازحين السوريين إلى لبنان وصل إلى أكثر من 80400 نازح”. وأضافت المفوضية في تقريرها الأسبوعي الخاص بـ”أوضاع النازحين السوريين”، الذي صدر اليوم الأربعاء “بلغ عدد النازحين السوريين أكثر من 80400 يتلقون الحماية والمساعدة في لبنان، من خلال الجهود التي تبذلها الحكومة اللبنانية والشركاء من الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية”.

وأضاف التقرير ان بين “هؤلاء 56947 شخصا مسجلون لدى المفوضية، بالإضافة إلى 23535 شخصا كانوا اتصلوا بالمفوضية لكي يصار إلى تسجيلهم، مما يمثل زيادة تبلغ نحو 23000 شخص مسجل منذ شهر آب – أغسطس الماضي”.

«أورينت» السورية… «من سمع ليس كمن رأى»!

لندن – «الحياة»

مرّ عام ونصف عام على تحول قناة «أورينت» السورية الخاصة من قناة منوعة إلى إخبارية متخصصة في الشأن السوري الداخلــــي، قدمت خلالها تجــربة استثنائية على كل المستويات اذا اخذنا في الاعتبار الصعوبات والعقبات التي تعرضت لها، بداية من التشويش الفضائي، مروراً بالتهديد الذي تعــرض له طاقمها، وانتهاءً بتشويه سمعة صاحبها في الـــشارع الســـــوري. لكنّ القناة استطاعت بدأبهـــا في البحث عن الحقيقة ومهنيتها العالية التي تطورت مع الوقت، على تجاوز كل تلك الصعوبات، وتحولت كما أحد شعاراتها إلى «صوت الثورة».

ويبدو ان الخط البياني للقناة في ارتفاع مستمر، فبعد بثها اليومي لساعة واحدة فقط في بداية الأحداث في آذار (مارس) من العام الماضي، أصبحت تبث على مدار الساعة، وتقدم عدداً كبيراً من النشرات والبرامج الإخبارية المتخصصة، والتي تستضيف نخبة من المحللين والاختصاصيين في الشأن السوري.

وما ميّز نشرات أخبار «أورينت» منذ انطلاقتها، الوجود في المكان عينه، اذ حرصت على توظيف عدد من المراسلين في الداخل السوري، رغم منع النظام للقنوات الفضائية من الوجود على الأراضي السورية، وانفردت بالتقارير الميدانية من كل أنحاء سورية. ولم تترك قرية أو مدينة أو حتى ضاحية إلا ومرّت فيها طواقمها، لتنقل الحدث، من دون ان تستثني تظاهرة أو اعتصاماً في الداخل والخارج.

هذا التميّز على مستوى نشرة الأخبار رافقه تميز من نوع آخر في نوعية البرامج التي ارتقت في شكل تدريجــي إلى مستوى احترافي واضح المعالــــم في الإعداد والتقديم والتصوير وحتى الإخراج. وسرعان ما تحولت القناة الإخبارية الوليدة من قناة هواة تحاول إيجاد مكان لها على الخريطة الإخبارية الفضائية، إلى قناة محتــــرفة لها مكانتها في الداخل والخارج السوري وبين القنوات الإخبارية.

برنامج «إعلام الثورة» كان له صدى كبير أخيراً، اذ قدّم الوسائل البديلة التي استخدمها الشعب السوري لفضح التضليل الإعلامي الرسمي الذي انتهجته الفضائية السورية وقناة «الدنيا». والأمر ذاته ينطبق على برنامج «صناعة الكذب» الذي اهتم في شكل رئيسي بتحليل وتفصيل ما يبثه إعلام النظام عبر اختصاصيين في البرمجة العصبية اللغوية، ومحللين سياسيين متمرسين.

أما برنامج «المضحك المبكي»، فعلـــى رغم بدائيـــــة أدواته، قدم مجموعة من المشاهد التمثيلية الخاصة بالثورة السورية، لاقت إعجاب المراقبين، وتناقلهــــا المواطن الســـوري عبــــر الإنترنت والخليوي، في حين كان برنامج «الطريق إلى دمشق» فسحة مهمة للقراءة السياسية للوضع السوري من كل الجوانب، سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وحتى فنياً.

وعلى رغم انحياز القناة في فترة من الفتــــرات إلى المجلس الوطني السوري على حساب أطراف المعارضة الأخرى، لكنها عدلت من نهجها أخيراً وأفسحت المجال لأطراف اخرى للتعبير عن وجهة نظرها ورأيها في الحدث السوري.

هـــذه البرامـــج وبرامج أخرى، إضافة إلى نشرات الأخبار المميزة، ترافقــــت مع أفلام وثائقيــــة مستمــــرة عــــن سوريــــة، رافقت الحدث حيثما حـــلّ، من بـاب عمرو في حمص إلى اللجاة في درعا، مروراً بدوما في دمشق.

«من سمع ليس كمن رأى» هو الشعار الذي اتخذته القناة في خطها الإخباري، ويرى مراقبون أنه حُقق في شكل كبير على أيدي العاملين في القناة في الأشهر الأخيرة، فالإصرار والمثابرة رغم كل المشاكل التي واجهت «أورينت» كانا واضحين في عملها، وأديا في شكل كبير إلى تحقيق شعارها، مؤكدة لمتابعيها في كل أنحاء العالم أن من سمع ليس كمن رأى، وان ما يحدث في سورية يحتاج إلى عين ترى لا فقط الى أذن تسمع.

                      الأزمة السورية تقترب من الانفجار الاقليمي

قصف تركي لمواقع أطلقت قذيفة على أراضيها

    و ص ف، رويترز، أ ب، ي ب أ، أ ش أ

حلف شمال الأطلسي أكد وقوفه إلى جانب تركيا وحذّر سوريا

“جبهة النصرة” الاسلامية تبنّت 4 انفجارات في حلب أوقعت 48 قتيلاً

اتخذت الازمة السورية منحى خطيراً يهدد بنشوب حرب مفتوحة مع تركيا، مع ما يترتب على ذلك من اصطفافات اقليمية ودولية تدخل المنطقة في المجهول. إذ اعلنت أنقرة أمس انها قصفت مواقع سورية رداً على سقوط قذيفة من الجانب السوري على قرية تركية مما أوقع خمسة قتلى، ودفع حلف شمال الاطلسي الى عقد اجتماع طارىء بناء على طلب من تركيا العضو في الحلف. وتلت هذه الاحداث يوماً آخر دامياً في حلب حيث انفجرت اربع سيارات مفخخة في ساحة عبدالله الجابري أمام نادي الضباط وفندق وتسببت بمقتل 48 شخصاً بينهم عسكريون ودمار هائل في الابنية. وتبنت “جبهة النصرة” الاسلامية المتشددة القريبة من تنظيم “القاعدة” هذه الانفجارات. وفي امتداد اقليمي آخر للنزاع، قالت اسرائيل انها رصدت مسلحين في الجانب السوري من منطقة جبل الشيخ بهضبة الجولان المحتلة.

وأصدر مكتب رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بياناً جاء فيه ان الجيش التركي ضرب اهدافا داخل سوريا ردا على سقوط قذيفة هاون أطلقت من سوريا وقتلت خمسة مدنيين اتراك في قرية اكجاكالي المواجهة لمعبر تل أبيض السوري في محافظة الرقة.

وقال: “ردت قواتنا المسلحة في منطقة الحدود فورا على هذا الهجوم البغيض بما يتماشى مع قواعد الاشتباك. ضربت اهداف من خلال قصف مدفعي لأماكن في سوريا حددها الرادار”. وأضاف: “لن تترك تركيا اطلاقا دون رد مثل هذا النوع من الاستفزازات من النظام السوري لأمننا الوطني”.

وأوضح ان وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو تحدث هاتفيا مع الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون ووزراء خارجية عدد من من الدول الاعضاء في مجلس الامن في شأن الحادث.

واعلن حلف شمال الاطلسي الذي عقد اجتماعاً على مستوى المندوبين الدائمين في مقر الحلف ببروكسيل، انه يقف بجانب تركيا ويحض سوريا على انهاء “الانتهاكات الفاضحة للقانون الدولي”.

وصرح المندوب البريطاني الدائم لدى الامم المتحدة السفير مارك ليال غرانت بان مجلس الامن بحث في التوتر بين سوريا وتركيا وانه ينتظر رسالة تركية قبل النظر في الخطوات المحتملة.

وقال المندوب الغواتيمالي السفير غيرت روزنتال الذي تتولى بلاده رئاسة مجلس الامن لهذا الشهر إن السفير التركي طلب مقابلته هو وبان كي – مون.

وفي وقت سابق، قال بان في بيان تلاه الناطق باسمه مارتن نيسيركي ان هذا الحادث “يدل مجدداً على ان النزاع في سوريا لا يهدد امن الشعب السوري فحسب، لكن له انعكاسا سلبيا متناميا على جيران” دمشق. وطالب “الحكومة السورية بأن تحترم تماماً سلامة اراضي جيرانها وان تضع حدا للعنف ضد الشعب السوري”. كذلك “طلب من جميع الاطراف خفض مستوى التوتر وايجاد الظروف لتسوية سلمية للازمة السورية”.

وقالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بعد محادثات اجرتها مع وزير الخارجية القازاقي يرلان ادريسوف في واشنطن: “نشعر بالغضب لأن السوريين يطلقون النار عبر حدودهم… وبالاسف للخسائر في الارواح في الجانب التركي”. ورأت ان الوضع “خطير جداً”، وأعلنت انها ستتصل لاحقا بنظيرها التركي لتتحدث معه “عما يمكن ان يكون التحرك الامثل في المستقبل… كل هذا بسبب نظام يتسبب بمعاناة هائلة لشعبه لمجرد رغبته في البقاء في السلطة”.

وندد البيت الابيض بالقصف السوري للاراضي التركية. وحض الدول الاخرى على الضغط على الرئيس السوري بشار الاسد للتنحي واعلان وقف النار وبدء انتقال سياسي. واكد وقوف الولايات المتحدة الى جانب تركيا.

وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الاميركية “البنتاغون” جورج ليتل: “هذا مثل آخر على السلوك المنحرف للنظام السوري وسبب لوجوب رحيله. ونحن نأسف لفقدان الارواح في تركيا وهي حليف قوي”. وأشار الى ان الوزارة تراقب الوضع عن كثب.

وأكد الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية فيليب لاليو أن بلاده تقف إلى جانب أنقرة في هذه الظروف. كما نددت بريطانيا بالقصف السوري.

تحقيق سوري

وفي دمشق، صرح وزير الاعلام السوري عمران الزعبي للتلفزيون السوري بان السلطات السورية تحقق في مصدر قذيفة الهاون التي اطلقت من سوريا وسقطت داخل اراضي تركيا.

وقال ان “الجهات المعنية في سوريا تدقق في مصدر النيران التي ادت الى وفاة الشهيدة واولادها وتبحث في هذا الامر جدياً… نقدم تعازينا الحارة باسم الشعب السوري لعائلة الشهيدة واولادها والشعب التركي الشقيق والصديق”.

وأضاف: “الحدود السورية – التركية هي حدود طويلة وتستغل لتهريب الاسلحة والذخائر والمسلحين الارهابيين الذين ارتكبوا المجازر… سوريا في سلوكها مع دول الجوار دائما تستند لقواعد حسن الجوار وتحترم سيادة الدول وندعو الدول ايضاً الى التعاون في ضبط الحدود كما تفعل سوريا… وينبغي ان تتصرف الدول والحكومات بحكمة وعقلانية ومسؤولية لان هناك حالة خاصة الان على الحدود السورية – التركية”. واتهم مجموعات مسلحة ارهابية غير منضبطة بأنها وراء القصف.

“جبهة النصرة”

وبعد ساعات من حصول انفجارات حلب، أورد موقع “سايت” الاميركي المتخصص في متابعة اخبار المجموعات الاسلامية، ان “جبهة النصرة” الاسلامية المتطرفة تبنت هذه الانفجارات. وقالت انها ضربت مواقع تستخدمها قوات النظام هي ناد للضباط وقصر البلدية وفندق الامير وفندق آخر.

اسرائيل

وفي تل ابيب، قال رئيس الأركان الإسرائيلي اللفتنانت جنرال بني غانتس امام ضباط اسرائيليين، إن الرئيس السوري بشار الاسد اخذ يفقد السيطرة على بلاده. ولاحظ أن منظمات إرهابية ذات صلة بتنظيمات الجهاد العالمي بدأت تحول سوريا مقراً لها، مما يعني أن إسرائيل ستواجه في هضبة الجولان تهديدا إرهابيا متزايداً، إلى التهديد العسكري.

وتوقع ان “تتحول سوريا في نهاية المطاف مستودعاً للوسائل القتالية سيكون في إمكان كل منظمة إرهابية استخدامه”.

انـتـحـاريــون يطـعـنـون قـلـــب حـلـــب: 150 قـتـيــلاً وجـريحـاً

قذائف تركية وسورية: شـرارة صـدام مباشر؟

دخلت الأزمة السورية منعطفاً خطيراً أمس بعدما قررت تركيا تعميق تورطها في النزاع عندما أعلنت عن قيام مدفعيتها بضرب مواقع داخل الاراضي السورية، رداً على قذيفة سقطت داخل الاراضي التركية في وقت سابق وأدت الى مقتل خمسة أتراك، مهددة بأنها «لن تصمت على الاستفزازات بعد اليوم»، وذلك في تطور أثار قلقاً فورياً في الأمم المتحدة وحلف شمال الاطلسي الذي تداعى الى اجتماع عاجل بناء على طلب من أنقرة، ومن جانب الولايات المتحدة التي وصفت الوضع بأنه «خطير جداً جداً».

وتحققت المخاوف التي عبرت عنها العديد من الدول، وخصوصاً روسيا وإيران قبل يومين، من احتمال امتداد النزاع السوري إقليمياً في ظل التدخلات الإقليمية والدولية، والتركية منها تحديداً، في الحرب السورية، سواء من خلال التسليح او الدعم السياسي لقوى المعارضة المسلحة. وتعززت هذه المخاوف الآن بعد الاعتداء التركي على الاراضي السورية، ومطالبة انقرة حلف الاطلسي بتفعيل معاهدته التي تنص على حماية الدول المنضوية فيه إذا تعرضت إلى اعتداء.

في هذه الأثناء، واصلت حلب تصدر المشهد الدموي في سوريا، حيث شن انتحاريون سلسلة تفجيرات استهدفت وسط المدينة الذي كان آمناً نسبياً حتى الآن، بعيداً عن الاشتباكات المستعرة بين القوات النظامية والمسلحين، وهو ما أدى إلى وقوع مجزرة ذهب ضحيتها حوالى 150 قتيلاً وجريحاً.

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن مصدر في القاهرة قوله إن اتصالات تجري حالياً بين وزراء خارجية مصر وتركيا وإيران والسعودية لتحديد موعد لعقد اجتماع يضم الدول الأعضاء في المبادرة التي طرحتها مصر بشأن حل الأزمة السورية.

وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، في بيان، إن «القوات المسلحة التركية الموجودة على الحدود السورية قامت بالرد الفوري والمباشر على الهجوم الغاشم الذي وقع جنوب شرق تركيا، وفقاً لقواعد الاشتباك»، مضيفاً أن «أجهزة الرادار التركية أظهرت الأهداف السورية التي أصابتها قوات المدفعية التركية الموجودة على الحدود»، معتبراً أن «عملية الرد جاءت في إطار قواعد الاشتباك وقوانين المجتمع الدولي».

وأكد اردوغان أن «تركيا لن تصمت بعد اليوم على الاستفزازات التي يقوم بها النظام السوري، والتي يهدد بها أمنها القومي بين الحين والآخر».

وجاء كلام اردوغان، والقصف الذي قام به الجيش التركي على الرغم من أن مصدر القذيفة السورية لم يكن واضحاً، وهو ما بدا واضحاً في تصريحات رئيس بلدية اكجاكالي التركية في محافظة شانلي، اورفة عبد الحكيم ايهان، الذي أعلن أن قذيفة أطلقت من الجانب السوري للحدود تسببت بمقتل خمسة أشخاص وجرح تسعة. وأضاف «هناك غضب في بلدتنا ضد سوريا»، مشدداً على أن البلدة تعرضت بانتظام خلال الأيام العشرة الماضية لرصاص طائش وقذائف أطلقت أثناء معارك متقطعة بين الجيش السوري النظامي والمسلحين في محيط معبر تل الأبيض الحدودي.

وقال نائب رئيس الوزراء، بولنت ارينتش، إن سوريا يجب ان تحاسب عن الحادث، ويجب ان يكون هناك رد في ظل القانون الدولي. وأضاف «على حلف الأطلسي أن يقوم بدوره في هذا الأمر عملاً بمادة اتفاقيته التي تقول إنه في حال تعرض أحد أعضاء الحلف لأي هجوم، فعلى الحلف القيام بواجباته تجاه ذلك».

وأجرى وزير الخارجية التركي، احمد داود اوغلو، اتصالات هاتفية بالمبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، مارتن نيسيركي، إن بان كي مون «شجعه (داود اوغلو) على إبقاء كافة قنوات الاتصال مفتوحة مع السلطات السورية لخفض حدة التوتر التي قد تنجم عن هذا الحادث». وحث بان كي مون «الحكومة السورية على احترام سلامة أراضي جيرانها وإنهاء العنف ضد السوريين».

وقالت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، «نحن غاضبون لأن السوريين يطلقون النار عبر الحدود. نشعر بأسف شديد للخسائر في الأرواح التي حدثت على الجانب التركي». وأضافت «نعمل مع أصدقائنا الأتراك. سأتحدث مع وزير الخارجية (التركي) في وقت لاحق لبحث الخطوات المقبلة». ووصفت انتشار العنف خارج حدود سوريا بأنه «وضع خطير جداً جداً».

وقالت متحدثة باسم «الأطلسي» إن راسموسن ابلغ داود اوغلو انه يدين بقوة سقوط قذيفة الهاون، موضحة ان الحلف يواصل متابعة التطورات في المنطقة «عن كثب وبقلق كبير».

وطالب حلف شمال الأطلسي، في بيان بعد اجتماع سفراء الدول الأعضاء فيه في بروكسل، الوقف الفوري «للأعمال العدوانية» ضد تركيا عضو الحلف. وقال سفراء الحلف إن القصف «يمثل سبباً لأكبر قلق للحلفاء الذين يدينونه بقوة». وأضاف البيان «يواصل الحلف الوقوف بجوار تركيا، ويطالب بالوقف الفوري لكل مثل هذه الأعمال العدائية ضد دولة حليفة ويحث النظام السوري على إنهاء الانتهاكات الفاضحة للقانون الدولي»..

وقال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي إن السلطات السورية تحقق في مصدر قذيفة الهاون التي سقطت في تركيا، وأكد احترام بلاده لسيادة الدول ودعا للتصرف بعقلانية بعد الحادث الذي زاد التوتر بين البلدين.

وقال الزعبي، في بيان، إن «الجهات المعنية في سوريا تدقق في مصدر النيران التي أدت إلى وفاة الشهيدة وأولادها، وتبحث في هذا الأمر بشكل جدي. نقدم تعازينا الحارة باسم الشعب السوري لعائلة الشهيدة وأولادها والشعب التركي الشقيق والصديق». وأضاف «الحدود السورية التركية هي حدود طويلة وتستغل لتهريب الأسلحة والذخائر والمسلحين الإرهابيين الذين ارتكبوا المجازر».

وتابع الزعبي ان «سوريا في سلوكها مع دول الجوار دائماً تستند لقواعد حسن الجوار وتحترم سيادة الدول، وندعو الدول أيضاً إلى التعاون في ضبط الحدود كما تفعل سوريا. وينبغي أن تتصرف الدول والحكومات بحكمة وعقلانية ومسؤولية لأن هناك حالة خاصة الآن على الحدود السورية ـ التركية. مجموعات إرهابية مسلحة تنتشر على الحدود وهي مجموعات غير منضبطة ولها أجندات مختلفة، وهي تشكل خطراً ليس على الأمن السوري ولكن على الأمن الإقليمي».

تفجيرات حلب

وهزت سلسلة تفجيرات دامية وسط حلب، حيث تدور معارك طاحنة منذ أكثر من شهرين بين القوات النظامية والمسلحين، أسفرت عن سقوط 48 قتيلا على الأقل بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، وعن 34 قتيلا و122 جريحاً بحسب وزارة الداخلية السورية. (تفاصيل صفحة10)

وذكرت وزارة الداخلية السورية، في بيان، أن «انتحاريين فجرا سيارتين محملتين بكميات كبيرة من المواد المتفجرة تقدر بأكثر من ألف كيلوغرام، قبل أن يفجر ثالث سيارة تحمل أكثر من 500 كيلوغرام من المواد المتفجرة، إضافة إلى سقوط قذيفتي هاون قرب القصر البلدي». وأكدت «أنها ستقوم مع القوات المسلحة بملاحقة المجرمين القتلة ومن يمدهم أو يؤويهم في أوكارهم، وأنها لن تتهاون في ملاحقة فلول الإرهاب واستئصال من يعبثون بأمن المجتمع السوري لينالوا جزاءهم العادل».

وذكر المرصد، في بيانات، إن أربع سيارات انفجرت في حلب، ثلاث منها في ساحة سعدالله الجابري ومداخلها ورابعة بالقرب من غرفة التجارة في باب جنين عند مدخل البلدة القديمة. وأضاف «أسفرت الانفجارات عن مقتل 48 شخصاً، غالبيتهم من القوات النظامية»، مشيراً إلى احتمال ارتفاع عدد القتلى بسبب وجود نحو 100 جريح، كثرٌ منهم بحالة خطرة.

وقال مصدر عسكري إن سيارتين انفجرتا بفارق دقيقة في شارعين قريبين من ناد للضباط يقع في ساحة سعدالله الجابري في قلب حلب، وبعد ذلك انفجرت ثالثة على مسافة 150 متراً من الساحة في حي باب جنين عند مدخل البلدة القديمة، ما أدى إلى مقتل ثلاثة عسكريين.

وأدت التفجيرات إلى تهاوي مبان فوق رؤوس ساكنيها. وقال حسان، وهو موظف في فندق أصيب في الانفجار وغطى الدم وجهه، «لقد سمعنا انفجارين مدويين، بدا الأمر وكأن أبواب جهنم انفتحت». وأضاف «خرجت وشاهدت دخاناً كثيفاً وسارعت لإسعاف سيدة أصيبت إصابات خطرة في ساعديها وقدميها وساقيها». وقال تاجر، يقع متجره على بعد شارع من نادي الضباط، «لقد أخرجت طفلاً يبلغ من العمر 10 سنوات فقد ساقه من تحت الأنقاض». وأغلقت المباني الحكومية العديدة الواقعة في هذه المنطقة أبوابها.

وعرضت قناة «الإخبارية» السورية مشاهد لمبنيين على الأقل دمرا بالكامل وعدد من الجثامين وقد كساها الغبار والحطام. وعرض التلفزيون السوري لقطات لثلاث جثث تنكر أصحابها في أزياء جنود، مشيراً إلى أن قوات الأمن أطلقت النار عليهم قبل أن يتمكنوا من تفجير أحزمة كانوا يرتدونها. وكان أحدهم يمسك في يده مفجراً .

وتبنت «جبهة النصرة» الإسلامية المتشددة التفجير في حلب، بعد ساعات من بثها صوراً لعملية إعدام 20 جندياً مؤخراً.

وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، إن «المتمردين يشنون هجوماً الآن على قوات النظام في مركز المدينة الذي كان بمنأى عن أعمال العنف لغاية الآن»، مشيراً إلى انه «بغض النظر عن عدد قليل من المناطق، فإن حلب لم تعد مدينة آمنة». وقال المرصد «قتل 122 شخصاً، بينهم 76 مدنياً، في اشتباكات وقصف وأعمال عنف».

(«السفير»، «سانا»،

ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا)

«جبهة النصرة» تنشر صور إعدام جنود

نشرت «جبهة النصرة» المسلحة في سوريا، في بيان، صوراً لإعدام 20 جندياً سورياً من ثكنة هنانو في حلب في الشارع.

ونشرت «جبهة النصرة» صوراً خاصة بعملية الإعدام في بيان مقتضب تحت عنوان «أسر وقتل 20 جندياً من الجيش النصيري في مدينة حلب»، وجاء فيه «لقد مكّن الله مجاهدي جبهة النّصرة في مدينة حلب من أسر وقتل 20 جندياً مرتداً من ثكنة هنانو، ولله الحمد والمنّة».

وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» قد ذكر، في العاشر من أيلول الماضي، أن «20 عنصراً من القوات النظامية السورية أعدموا على أيدي مقاتلين من الكتائب الثائرة في حلب»، موضحاً أن «المقاتلين المعارضين للنظام اختطفوا العسكريين من ثكنة للجيش السوري في هنانو خلال محاولتهم اقتحامها».(«السفير»)

الشهباء ميدان لتصفية الحسابات بين المسلحين

تفجيـرات حـلب: اختـراق جـديد لـ«القــاعـدة»

وكأن حلب كان ينقصها المزيد من الدماء حتى تصحو صباح يوم أمس على وقع سلسلة تفجيرات هزت قلب العاصمة الاقتصادية للبلاد.

تفجير ربما كان القطرة التي أفاضت الكأس بالنسبة إلى كثيرين يعتقدون أن ما يحدث في حلب بات أمراً في غاية الخطورة في ظل الصراع الدائر على جبهتين بين النظام والمعارضة المسلحة من جهة، وبين المعارضة ذاتها.

هكذا أصبحت الشهباء مسرحاً للتصفيات المتبادلة بين مختلف الأطراف في ظل الحرب الدائرة بين كتائب في «الجيش السوري الحر» ذاته، وتحديداً بين مجموعات متعددة التوجه والمرجعية، ويضاف إليها «جبهة النصرة»، الذراع السوري لتنظيم «القاعدة»، والتي تبنت التفجير في حلب هذه المرة.

ما حدث في حلب يوم أمس رواه ناشطون في المدينة لـ«السفير». بداية سُمع دوي تفجيرين عند الساعة الثامنة إلا ربعاً بالتوقيت المحلي، ليتبين أن مصدرهما منطقة القصر البلدي قرب ساحة سعد الله الجابري في وسط حلب. وقد سمع دوي التفجيرين في كل المناطق المجاورة. وبعد أقل من دقيقة تلا التفجيرين صوت إطلاق نار كثيف في محيط ساحة سعد الله الجابري.

وفيما لم تعرف حتى الآن مصادر هذين التفجيرين، فإن شهادات عدد من سكان المنطقة تتحدث عن احتمال أن يكونا نتاج هجوم صاروخي، حيث سُمع صوت جسم يهوي قبل أن ينفجر.

إثر ذلك، بدأت تسمع أصوات إطلاق رصاص من كل أطراف ساحة سعد الله الجابري.

وقال بعض أهالي المنطقة القريبين من القصر البلدي إنّ إطلاق الرصاص كان بهدف فتح الطرقات، ولم تكن هناك أي اشتباكات على مرمى البصر.

يذكر أن منطقة التفجر تمتد بين فرع المرور قرب سوق الهال، وبين ساحة سعد الله الجابري، وهي مطوقة بالكامل، ولا يسمح الدخول أو الخروج منها. وبكلمات أخرى فإن الساحة خالية تماماً من عناصر أو أي آلية مدنية. وبعد الساعة السابعة مساءً تصبح أشبه بمقبرة، بالمعنى الحرفي للكلمة، فلا سيارات، ولا مدنيين، ولا عناصر مسلحة فيها، سوى العناصر التابعة للأمن. كما أن المنطقة تشهد غالباً تعزيزات أمنية منقطعة النظير، من خلال انتشار الحواجز الأمنية التي تحيط بالساحة، والقناصة الذين يمتلكون مدى جيداً للرؤية على سطح مبنى حكومي.

وقال احد الناشطين في حلب لـ«السفير» إن السيناريوهات المحتملة هي قصف صاروخي أو عبوات ناسفة مزروعة مسبقاً. أما الاحتمال الثالث، الذي عرضه الإعلام الرسمي عن سيارتين مفخختين، فهو ضعيف جداً، إذ لا توجد سيارة واحدة يسمح لها بالركون ضمن محيط كيلومتر واحد على الأقل من الساحة.

أما المفاجأة الكبرى هذه المرة، فتتمثل في إعلان «جبهة النصرة» تبنيها للتفجير الذي أصاب الساحة في قلب حلب، وهي التي سبق أن أعلنت مسؤوليتها عن تفجيرات عدة هزت المدن السورية، لعل أبرزها تفجير سيارة مفخخة أمام مقر الاستخبارات العسكرية في منطقة القزاز في أيار الماضي.

وتعتبر «جبهة النصرة» الذراع الأساسي لتنظيم «القاعدة» في سوريا. واللافت تبني الجبهة في اليوم ذاته أسر وإعدام عشرات الجنود التابعين للجيش النظامي رمياً بالرصاص.

وتعتبر الجبهة نفسها خارج منظومة «الجيش الحر»، ولا يخرج أي من قادتها إلى الإعلام، كما أن لا تواصل أو تنسيق بين هؤلاء وبين أي من قادة «الجيش الحر» أو المجالس العسكرية.

وتتمركز «جبهة النصرة» في مدن عدة من دمشق إلى حمص وحلب وأدلب، وتعرف بأنها لم ترفع يوماً العلم السوري القديم الذي دأب عناصر «الجيش الحر» على حمله، بل تكتفي برايات شبيهة بتلك التي يرفعها تنظيم «القاعدة» في عملياته الكبرى في العراق وأفغانستان وغيرها.

ويشير العديد من الناشطين إلى الإمكانيات الكبرى التي تتمتع بها «جبهة النصرة» في عملياتها، والتي تفوق بأشواط كثيرة قدرات معظم كتائب «الجيش الحر» التي تعلن افتقارها إلى السلاح والذخيرة دوماً. كما انها تتفوق في هذا الجانب على كتائب سلفية أخرى ناشطة في سوريا.

وبعيداً عن تبني «جبهة النصرة» للتفجير، فإن ثمة ناشطين يتحدثون عن وقائع مختلفة تجري في حلب. ويشير هؤلاء الناشطون إلى أن ما يسمى بـ«معركة تحرير حلب»، والتي تم الإعلان عنها مؤخراً، ما هي سوى استعراض إعلامي هدفه التغطية على الصراع الدائر بين الكتائب في المدينة، وبخاصة بين «لواء التوحيد» الذي يضم عدداً من المجموعات المسلحة، وبين مجموعات أخرى رفضت الانضمام إليه، أو فضلت العمل باستقلالية، واشترطت للتوحد انضمام الباقين تحت سيطرتها.

ويستدل آخرون على ذلك بأن المسلحين لم يحققوا تقدماً يذكر في السيطرة على حلب ، إذ ما يزال الاقتتال قائماً في المدينة، فيما تشكو بعض الكتائب من تأخر وصول دفعات السلاح في ظل التشرذم المستمر.

وبين كل هذا تعتبر «جبهة النصرة» نفسها في مجال آخر، فهي تنفذ عملياتها من دون ارتباط مع باقي المجموعات، على اعتبار أن مرجعيتها هي التنظيم السلفي في الخارج.

ويعتبر ناشطون في دمشق وحلب أن الجبهة السلفية لم تجد صعوبات كثيرة في تشكيلها، خاصة أن معظم المناطق التي تتمركز فيها تمثل أرضاً خصبة للعمل الجهادي.

ويذكر الكثيرون كيف نجح المئات من أبناء هذه المناطق في التوجه إلى العراق خلال مرحلة الاحتلال الأميركي والقتال إلى جانب عشرات المجموعات لتبدأ لاحقاً رحلة العودة إلى سوريا، ما شكل سهولة في التدريب والخبرة القتالية يضاف إليها الرعاية التي حصلت عليها المجموعة المسلحة من تنظيم «القاعدة» الذي كان حتى فترة قريبة يعتبر سوريا خارج إطار عملياته قبل أن يتبدل الأمر وتغرق البلاد في حمام الدماء.

المرصد السوري: مقتل 21 شخصا من الحرس الجمهوري بريف دمشق

دمشق- (د ب أ): أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 21 من عناصر الحرس الجمهوري السوري قتلوا الخميس إثر اطلاق رصاص واستهداف حافلة صغيرة واشتباكات في منطقة “قدسيا” بريف دمشق.

ونقل المرصد السوري، في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه، عن مصدر طبي سوري قوله إن عدد قتلى الحرس الجمهوري مرشح للارتفاع وان سيارات الاسعاف تتوافد على مساكن الحرس الجمهوري بقدسيا.

وكان المرصد قد أفاد في وقت سابق بان مناطق في ضاحية “قدسيا” بمحافظة ريف دمشق تتعرض للقصف من قبل القوات النظامية السورية تترافق مع إطلاق رصاص كثيف.

وذكر المرصد أن هذا القصف يتزامن مع اطلاق رصاص كثيف وتحاول القوات النظامية السورية فرض سيطرتها على الضاحية التي تقع فيها مساكن قوات الحرس الجمهوري.

وأفاد المرصد أفاد أيضا في وقت سابق أن أحياء النيرب وصلاح الدين والمشهد وكرم حومد وباب النصر والصاخور بمدينة حلب شمال سورية تعرضت صباح للقصف من قبل القوات النظامية السورية، فيما لم ترد أنباء عن سقوط ضحايا.

وذكر المرصد أن اشتباكات عنيفة دارت بين القوات النظامية والكتائب الثائرة المقاتلة في أحياء العامرية والسريان وسيف الدولة والصاخور بحلب مما أدى لتدمير دبابة وخسائر في صفوف القوات النظامية.

وأضاف المرصد أن مقاتلا من الكتائب الثائرة المقاتلة قتل ليل الأربعاء/ الخميس متأثرا بجروح أصيب بها جراء القصف الذي تعرضت له بلدة الموحسن بريف دير الزور شرق سورية.

وأوضح أن أحياء بمدينة دير الزور تعرضت للقصف من قبل القوات النظامية ولم ترد أنباء عن سقوط ضحايا.

مقتل عناصر من القوات النظامية السورية في القصف التركي على موقع حدودي

بيروت- (ا ف ب): افاد المرصد السوري لحقوق الانسان أن “عددا من عناصر القوات النظامية” السورية قتلوا في القصف المدفعي الذي شنه الجيش التركي ليل الاربعاء الخميس على مركز عسكري سوري على الحدود بين البلدين.

وقال المرصد في بيان تلقته وكالة فرانس برس “لقي عدد من عناصر القوات النظامية مصرعهم” اثر القصف الذي استهدف المركز العسكري في منطقة رسم الغزال قرب مدينة تل ابيض بمحافظة الرقة.

وتصاعدت حدة التوتر مساء الأربعاء بين سوريا وتركيا التي تدعم المعارضين السوريين عندما سقطت قذائف على قرية اكجاكالي التركية التي تقع قبالة مركز تل ابيض الحدودي السوري الذي شهد في الاونة الاخيرة معارك بين القوات الموالية للرئيس بشار الاسد ومقاتلي الجيش السوري الحر.

وبعد ساعات، وفي ختام اجتماع ضم اقرب مستشاريه أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن الجيش التركي رد بقصف “اهداف” لم يحددها داخل الاراضي السورية.

واعلن وزير الاعلام السوري عمران الزعبي فتح تحقيق لمعرفة مصادر النيران و”قدم التعازي باسم سوريا” الى الشعب التركي “الصديق”.

وفي السياق، دعا سفراء الناتو سورية إلى التوقف فورا عن “أعمالها العدائية” ضد تركيا، متعهدين بتقديم الدعم الكامل لأنقرة ومطالبين بإنهاء فوري لـ”العدوان”.

كما دعوا النظام السوري أيضا إلى إنهاء “الانتهاكات الصارخة للقانون الدولي”، وأدان السفراء أيضا بقوة القصف السوري.

وندد البيت الأبيض بشدة الأربعاء بالقصف السوري عبر الحدود مع تركيا وقال “نقف مع حليفنا التركي”.

وقال تومي فيتور المتحدث باسم البيت الأبيض “جميع الدول المسؤولة يجب أن توضح أنه فات منذ زمن بعيد وقت تنحي (الرئيس السوري بشار) الأسد وإعلان وقف لإطلاق النار والبدء في عملية للانتقال السياسي مستحقة منذ فترة طويلة”.

ورد البيت الأبيض ببيان يعلن التأييد لتركيا العضو في حلف شمال بعد سقوط قذيفة مورتر من سوريا أسفر عن مقتل خمسة مدنيين أتراكا.

البرلمان التركي سيبحث اعطاء الضوء الأخضر لعملية عسكرية داخل سوريا

انقرة- (ا ف ب): افادت وسائل اعلام تركية أن الحكومة ستطلب من البرلمان خلال جلسة خاصة سيعقدها صباح الخميس الضوء الأخضر لتنفيذ عمليات عسكرية داخل سوريا.

وجاء هذا القرار بعد اجتماع للحكومة برئاسة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان عقد بعد ساعات من سقوط قذائف مصدرها سوريا على قرية تركية حدودية ما خلف خمسة قتلى.

وينص الدستور التركي على أن أي عملية عسكرية خارجية يجب أن تحظى بموافقة مسبقة من البرلمان.

وقصفت تركيا الاربعاء اهدافا في سوريا ردا على اطلاق قذائف من الاراضي السورية ادت الى مقتل خمسة مدنيين في منطقة حدودية، في حادث حملت الامم المتحدة وحلفاء انقرة النظام السوري المسؤولية عنه.

وبدأإ هذا التصعيد المفاجىء بين البلدين الجارين بعد ظهر الاربعاء حين اصابت عدة قذائف قرية اكجاكالي التركية التي تقع قبالة مركز تل الابيض الحدودي السوري الذي شهد في الاونة الاخيرة معارك ضارية بين الجيش السوري والمقاتلين المعارضين.

وبحسب آخر حصلية نشرتها السلطات المحلية فان القذائف دمرت منزلا في القرية وقتل خمسة اشخاص بينهم امراة واطفالها الثلاثة. كما اصيب عشرة آخرون بجروح اصابة اثنين منهم خطرة.

وبعد ساعات من ذلك اعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان اثر اجتماع مع اقرب مستشاريه، ان الجيش التركي قصف العديد من “الاهداف” التي لم يحددها في الاراضي السورية وذلك ردا على القذائف التي اطلقت من الاراضي السورية.

المجلس الثوري العسكري’ تبنى الهجوم.. ومقتل 170 سوريا بيوم دموي جديد

تفجيرات انتحارية تهز حلب وتكثيف القصف على حماة وانقرة تدرس الرد اثر مقتل خمسة اتراك بقذائف سورية

دمشق ـ ‘القدس العربي’ ـ من كامل صقر ـ القاهرة ـ بيروت ـ وكالات: لم يشفع لـ ‘حلب’ أنها تعيش أعنف اشتباكات مسلحة على مدار الساعة وفي معظم أحيائها بين الجيش السوري ومقاتلي الجيش الحر، حتى تستفيق عاصمة الشمال صباح أمس الأربعاء على موجة تفجيرات دموية أوقعت 48 قتيلا معظمهم من قوات النظام وقرابة 100 جريح، فيما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 170 سوريا قتلوا الأربعاء في أنحاء متفرقة من سورية من بينهم 88 مدنيا.

هجمات انتحارية بسيارات مفخخة ضربت ساحة سعد الله الجابري بحلب التي شهدت فيما مضى مظاهرات مؤيدة للنظام السوري، أعقب الهجمات سقوط صاروخ محلي الصنع وقذائف هاون في ذات المكان.. متحدث باسم ‘المجلس الثوري العسكري المعارض’ يدعى ‘أبو فراس الحلبي’ تبنى تفجيرات ساحة سعد الله الجابري في تصريحات صحافية لقناة ‘العربي’، فيما أعلنت جبهة النصرة لبلاد الشام أحد أجنحة تنظيم القاعدة مسؤوليتها عن التفجيرات الانتحارية.

الموجة الهجومية الأولى تمت عبر سيارتين تحمل كل واحدة منهما كمية كبيرة من المتفجرات يقودهما انتحاريان جرى تفجيرهما في وقت واحد ليدوي صوت الانفجار في أرجاء حلب ويأتي التفجير على كل شيء فيحوله إلى ركام وبقايا حطام. الأضرار في جلها أصابت فندقاً سياحياً ومقهىً أثرياً هو مقهى (جحا)، أعقب ذلك سقوط صاروخ محلي الصنع.

وحسب ما أفادت السلطات السورية فقد شهدت ساحة سعد الله الجابري بعد التفجرين دخول ثلاثة مسلحين يحملون أحزمة ناسفة من الجهة الشمالية للفندق ويرتدون لباس الجيش السوري لكن الجيش تمكن من القضاء عليهم، وفق ما ذكره مصدر رسمي سوري لوكالة سانا.

المصدر ذاته قال أيضاً ان سيارة ثالثة يقودها انتحاري أيضا انفجرت في منطقة تجميل مشارقة بحلب بعد إطلاق النار عليها من قبل عناصر الحراسة الموجودين في المكان ولم يسفر انفجارها عن وقوع ضحايا.

ناشطون على الفيسبوك تسابقوا لنشر صور لساحة سعد الله الجابري كانت قد التقطت قبل الأحداث الدامية التي تشهدها حلب وقبل استهدافها بهذين التفجيرين الانتحاريين حيث تُظهر الصور الساحة تنبض بالحياة والمارّة، كما نشروا صوراً للساحة ذاتها بعد حصول التفجيرين وقد تحولت إلى ركام.

كذلك، تحدث المرصد السوري لحقوق الانسان عن مقتل 76 مدنيا الاربعاء بينهم 16 شخصا بينهم خمس نساء وثلاثة اطفال في قصف للجيش النظامي السوري تعرضت له قرية الصحن في ريف حماة (شمال).

وفي انقرة قتل خمسة مدنيين واصيب عدد آخر بجروح الاربعاء في بلدة حدودية تركية بقذائف اطلقت من الجانب السوري، في اخطر حادث بين البلدين منذ اسقاط طائرة تركية بصاروخ سوري في حزيران (يونيو).

وبعد هذا الحادث الاول حذرت تركيا سورية عبر وزير خارجيتها مهددة جارتها بالانتقام في حال تكرر مثل هذه الافعال في قرية اكجاكالي. ونشر الجيش التركي تعزيزات في القطاع وخصوصا المدفعية.

وقال رئيس بلدية اكجاكالي عبد الحكيم ايهان لشبكات تلفزيون تركية ان القذائف تسببت بمقتل خمسة اشخاص وان ‘بين القتلى امرأة واطفالها الاربعة، وهناك ايضا تسعة جرحى’.

وقال بشير اتالاي نائب وزير الخارجية التركي انه ‘حادث بالغ الخطورة يتجاوز كل حدود’.

وابلغ وزير الخارجية احمد داود اوغلو على الفور الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بالحادث ودعا الى اجتماع عاجل لوزارته. اما رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان فقد دعا الى اجتماع مع مستشاريه للاطلاع على الوضع ومتابعته.

زعماء الحرب في سورية: لكل اسلوبه

حلب ـ ا ف ب: بعضهم كان معارضا منذ فترة طويلة واكثر هؤلاء من الاسلاميين، فيما كان البعض الآخر من التجار الاثرياء او كبار ضباط الجيش من المستفيدين من النظام. وبعد اندلاع الانتفاضة في سوريا، شكلوا الويتهم من أجل هدف مشترك هو اسقاط الرئيس السوري بشار الاسد.

أبو سومار كان رجل اعمال ناجح يملك مكاتب في مختلف انحاء سورية، لكنه استبدل بدلته الرسمية بالبزة العسكرية.

بفضل اعماله في الاستيراد والتصدير كان ‘رجلا ثريا جدا ليست لديه اي مصلحة في سقوط النظام’. لكن الرجل الذي بات قائدا لكتيبة كبيرة في حلب (شمال) اكد اختيار معسكر ‘ثورة الكرامة’.

لم يشمل حديثه استشهادا باحاديث نبوية او ايات قرانية على عكس الشيخ محمود يطلق لحيته ويرتدى اللباس الافغاني.

ويبرز الشيخ محمود بفخر صورة له على هاتفه المحمول يبدو فيها برداء ابيض فيما احاطت صدره احزمة الرصاص. وقال مبتسما ‘الشباب يطلقون علي بن لادن حلب’.

واكد ضاحكا ان راسه مطلوب لدى النظام وان من يسلمه حيا سيتلقى خمسة ملايين ليرة سورية مكافأة.

في اثناء الحديث معه شذب لحيته عدة مرات بمشط صغير يضعه في جيب على صدره، ويشدد على انه يتبع الاسلام المعتدل ويرفض افكار تنظيم القاعدة المتطرف.

أبو عمار ايضا يأتي من خلفية اسلامية. فقد امضى عشر سنوات في زنازين نظام الاسد لانتمائه الى جماعة الاخوان المسلمين. لكن الرجل الذي كان يؤيد الكفاح السياسي غير المسلح بات اليوم يضع خطط المعارك على مكتبه الزهري.

في مقره العام الذي كان صالون تصفيف شعر للسيدات حيث ما زالت قوارير العطور وعبوات الرذاذ المثبت للشعر مبعثرة هنا وهناك، جلس ابو عمار يشرح اساليب التعذيب التي تعرض لها في السجن.

وقال ‘قتل عدد من السجناء تحت الضرب. كما نقل واحد من السجناء الى قاعة امام تلفزيون يبث صورا حية تصورها كاميرا في الغرفة المجاورة’.

وتابع ‘على الشاشة شاهد زوجته محاطة بسجان يهدد بتركها وحيدة بين عشرة سجناء. اعترف في لحظتها بكل ما ارادوه’.

في حي آخر في حلب يستقبل قائد كتيبة محلية زواره في مكتب مديرة مدرسة حيث استقر مع رجاله.

بعد السؤال عن جنسية الصحافيين يتطرق مع كل منهم الى تفاصيل نتائج بطولات كرة القدم الوطنية الاوروبية والعربية معا.

في اثناء الحديث لا يرد على اي اتصال هاتفي، باستثناء رقم زوجته. ويبتعد لمحادثتها وقد احمرت وجنتاه خجلا ليعود بعدها مبتسما وهو يقول مازحا ‘انه اتصال من +وزارة الداخلية+’.

وبالرغم من انه يؤكد انه توقف عن التدخين والكحول حاليا بسبب ظروف الحرب فان بامكانه الاسهاب في الحديث عن ملذات مختلف انواع البيرة المكسيكية.

على الجبهة او على متن شاحنات هادرة ليس نادرا الالتقاء بشخصيات طريفة مثل هذا القيادي الذي انشق عن الجيش النظامي وحاول تنظيم عناصره المؤلفين بالاجمال من مدنيين بلا خبرة عسكرية في اجواء يسودها نوع من المرح.

ومع شغفه بالكلام المعسول قد تفلت منه احيانا دعابات بذيئة بعض الشيء، لكن ليس ابدا امام مقاتليه الذين يحمسهم مرارا مكبرا ‘الله اكبر’.

صحيفة: أكراد سورية يستعدون لمرحلة ما بعد الأسد

لندن ـ يو بي آي: أفادت صحيفة ‘فايننشال تايمز’ الأربعاء، أن أكراد سورية الذين يقيم معظمهم في شمال شرق البلاد، يستعدون بهدوء لمرحلة ما بعد نظام الرئيس بشار الأسد بفتح مراكز للشرطة ومحاكم ومجالس محلية يأملون أن تشكل حجر الأساس لمنطقة الحكم الذاتي مع استمرار الأزمة هناك.

وقالت الصحيفة ‘إن رفع الأعلام الكردية واللافتات باللغة الأم في محافظة الحسكة تعطي انطباع التحرير بعد سنوات من حكم حزب البعث تمت خلالها مصادرة الأراضي في المناطق الكردية، وقمع التعبير عن الهوية الكردية، واعتقال الآلف من نشطاء الأكراد، وخاصة بعد أعمال الشغب في المناطق الكردية عام 2004’.

واضافت أن الاستعدادات للحكم الذاتي تجري مع وجود قوات النظام بالعديد من بلدات ومدن محافظة الحسكة، والتي تبدو بأنها تغض الطرف عن ما كان يشكل في السابق تهديداً لا يمكن تصوره لها.

واشارت الصحيفة إلى أن تغاضي الدولة السورية عن هذه التحركات قد يكون خطوة استراتيجية لتجنب فتح جبهة أخرى في الصراع الدائر، أو لتنشيط الحركة الكردية الإنفصالية في تركيا من أجل هز حكومتها بسبب دعمها للجيش السوري الحر المتمرد، وفقاً لمعارضين سوريين.

وقالت إن تركيا اعربت عن مخاوفها من أن المؤسسات الجديدة بالمنطقة يهيمن عليها حزب الاتحاد الديمقراطي، المعروف بصلاته الوثيقة مع حزب العمال الكردستاني المصنّف كمنظمة ارهابية من قبل الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي، ومن قيام مقاتلي الأخير بتكثيف حملتهم في شرق تركيا في الأشهر الأخيرة.

واضافت الصحيفة أن صور عبد الله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون في تركيا، تزيّن الآن جدران مباني المجلس المحلي الذي تم افتتاحه حديثاً في بلدة ‘غيركيليجي’ بمحافظة الحسكة، حيث يصطف الناس في طوابير للحصول على نشرات مرسلة من العراق أو لغرض التحكيم بالنزاعات المحلية.

وقالت فايننشال تايمز إن الأحزاب الكردية المنافسة اتهمت حزب الاتحاد الديمقراطي بـ ‘التعاون مع نظام الرئيس الأسد’.

ونقلت عن زعيم الحزب صالح مسلم محمد أنه ‘لا يمكن أن نقبّل اليد التي تقتلنا، وهناك المئات من اعضاء الحزب ما زلوا يقبعون في سجون النظام’.

اف بي اي’ يعرض 50 الف دولار مكافاة لمعلومات عن مشتبه به سوري يعيش في حلب على صلة بالقاعدة

واشنطن ـ ا ف ب: عرضت السلطات الامريكية مكافأة بقيمة 50 الف دولار لمن يدلي بمعلومات عن امريكي من اصل سوري يشتبه بعلاقته بتنظيم القاعدة ويتهم بالتخطيط لقتل عسكريين امريكيين خارج الولايات المتحدة.

وتبحث السلطات عن احمد ابو سمرة (31 عاما) منذ اصدار مذكرة اعتقال بحقه في تشرين الثاني (نوفمبر) 2009.

ووجهت الى ابو سمرة تسع تهم من بينها تقديم الدعم المادي لارهابيين والتآمر لارتكاب عملية قتل في بلد اجنبي، والتآمر لامداد القاعدة بالدعم المادي.

وذكر ريتشارد ديلورييه العميل الخاص في مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي اي) ان ‘التآمر لاستخدام القوة او العنف لتحقيق هدف سياسي او اجتماعي ينتهك مبدأنا للتمرد السلمي’.

واضاف في بيان ان ‘هدفنا هو العثور على ابو سمرة واعتقاله حتى تتم محاكمته امام هيئة محلفين’.

ويحمل ابو سمرة، المولود في فرنسا، الجنسيتين الامريكية والسورية.

وقال الاف بي اي انه كان يسكن سابقا في مانسفيلد بولاية ماساشوستس، وغادر الولايات المتحدة في 2006 وربما يعيش في حلب مع زوجته وباقي افراد عائلته.

ووجهت التهم الى ابو سمرة للمرة الاولى في 2009 بعدما قام برحلات عدة الى باكستان واليمن حيث يعتقد انه حاول تلقي تدريب عسكري بهدف قتل جنود امريكيين في الخارج.

كما زار العراق للانضمام الى القوات التي تقاتل ضد الولايات المتحدة هناك، بحسب بيان الاف بي اي.

وفي 2011 دانت هيئة محلفين فدرالية طارق مهنا الذي كان يعمل مع ابو سمرة، بأربع تهم بالارهاب وثلاث تهم بتزويده الحكومة بمعلومات خاطئة.

وفي وقت سابق من هذا العام حكم عليه بالسجن 17 عاما.

انتحاريون في قلب حلب

باسل ديوب

حلب | هزّت سلسلة تفجيرات دامية وسط مدينة حلب، أدّت إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى. ساحة سعد الله الجابري بما تحويه من مراكز أمنية ومدنية تحوّلت إلى مساحة من الدماء والدمار. وأوردت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» أنّ ثلاث سيارات مفخخة انفجرت في أوقات متقاربة «يقودها إرهابيون انتحاريون» في ساحة سعد الله الجابري، ما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات من المواطنين. وأشارت الوكالة إلى أنّ «السيارة الأولى والثانية فجّرهما إرهابيون انتحاريون قرب فندق النادي السياحي، ما أدى إلى استشهاد 31 وإصابة العشرات من المواطنين، إضافة إلى إحداث أضرار مادية كبيرة في موقع التفجيرين». وأضافت أن «السيارة الثالثة، التي يقودها انتحاري أيضاً، انفجرت في منطقة تجميل مشارقة بعد إطلاق عناصر الحراسة الموجودين في المكان النار عليها، ولم يؤدّ انفجارها إلى وقوع ضحايا».

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أنّ أربع سيارات مفخخة انفجرت في حلب، ثلاث منها في ساحة سعد الله الجابري ومداخلها، وسيارة رابعة بالقرب من غرفة التجارة في باب جنين عند مدخل البلدة القديمة. وأدّت الانفجارات، بحسب حصيلة أوردها المرصد، إلى مقتل 48 شخصاً أغلبهم من القوات النظامية، مشيراً إلى احتمال ارتفاع عدد القتلى بسبب وجود نحو 100 جريح.

وفي وقت لاحق، تبنت جماعة «جبهة النصرة» الاسلامية المتشددة التابعة لتنظيم «القاعدة» التفجيرات.

ولم تثن الجراح ونزف الدماء في ذراعي «رودين»، مصور قناة «الإخبارية» السورية عن أداء واجبه، فيما لم يتمالك شادي حلوة، مراسل التلفزيون الرسمي، دموعه وهو يتحدث عن طفلة ترتعش وهو يسعفها، وعن نسوة غرقن في الدماء. تلك كانت الدقائق الأولى بعد الهجوم، الذي نفذ بسيارتين مفخختين وبثلاثة من الانتحاريين الآخرين الذين قتلوا في اشتباك مع حرّاس مقرّ نادي الضباط، مع تساقط عدد من قذائف الهاون في أمكنة قريبة، منها القصر البلدي. وبعد التفجير توافد أصحاب المتاجر والمؤسسات إلى المنطقة، حيث الغضب واضح على الوجوه واللعنات تصبّ على الإرهاب. حرق سوق المدينة التاريخي ترك أثراً عميقاً في نفوسهم.

وقف زكريا عتر أمام متجره، اعتبر أنّ هذا العمل لا يفعله اليهود، وخاطب السوريين: «يا شعبي كن أكثر وعياً، هذا تخريب وتدمير لا يقبله عقل أو دين، وأنتم أيها المسلحون اتقوا الله في شعبكم وأنفسكم، نشكر حمايتكم لنا بتفجيرنا». وجلس أربعة أشخاص على الرصيف، سيل من الشتائم على من يتكنى بالحلبي على الفضائيات العربية، يقول أحدهم «أبو محمد الحلبي، يوسف الحلبي، كلّه لقبه الحلبي، ويكذبون على الناس لو كانوا حلبيين لما دمروا مدينتهم، يقولون إنه لا مدنيين في المنطقة». ويتابع ساخراً: «هل نحن جنود انكشاريون يعني؟ جاؤوا لتحريرنا من أنفسنا وتفجير أحيائنا، وتحويل حياتنا إلى كابوس انتقاماً منا، لأننا رفضنا تحويل سوريا إلى عراق آخر».

بدوره، استنكر أحمد قلعجي ما سماه «الفجور في إنكار استهداف المدنيين»، مشيراً بيديه للشقق السكنية في الشارع الخلفي للفندق السياحي الذي استهدفته إحدى السيارات المفخخة.

ورغم الموت والرعب، الطفلة قمر، ذات السنوات الست، ترافق أباها سعد صباغ إلى متجره على بعد 50 متراً من مركز التفجير، ألعاب الأطفال تساقطت على الأرض، وبينما يتفقد الأب بضاعته، لاحقت قمر المصور التلفزيوني وقالت: «الإرهابيون فجرونا». يحمد والدها الله، ويقول بدوره: «يا شعب سوريا اتحد، نحن أقوى من هؤلاء، ويا جيشنا الله يحميك وإن شاء الله النصر القريب».

دوّى تفجير رابع، وخلال دقيقة يتحلق العشرات حول أحد الضباط لمعرفة المكان المستهدف، يغلق جهازه اللاسلكي ويبلغهم باستهداف غرفة التجارة وفندق الأمير على بعد أقل من كيلومتر.

يمنى مصري، الطبيبة التي تكاد تختنق لما يجري في حلب، «بسبب جنون الدم المنفلت من عقاله»، تبدي ندمها لأنها لم تدخل يوماً إلى مقهى جحا. وتقول: «كنت أمرّ في ساحة سعد الله الجابري، وتشدني جماليته التراثية، طابعه الذكوري جعلني أتردد، وأنا اليوم نادمة لأن عينيّ لم تحفظا جماله من الداخل ليقبع في قعر ذاكرتي».

على أطلال المقهى، وقف فتى كان يعمل فيه. «انظر كراسينا أستاذ، هذه كراسي جحا، الحمد لله عمي أبو زكي لم ينم هنا هذه الليلة، الله لا يوفقهم». ويؤكد أنّ اثنين من عمال محل في القبو أسفل المقهى، هما على قيد الحياة وسمع الجنود أصوات استغاثتيهما.

طلال البابا، الطفل في الصف التاسع الذي لم يلتحق بالمدرسة، بسبب الأوضاع الأمنية، يقول: «ماذا استفادوا من هذا العمل؟ لقد دمروا بلدهم، هذا لا يرضاه الله ولا الدين، ماذا استفادوا؟ اهتز البناء في حي الجميلية حيث نزحنا هرباً من معاركهم، لحقوا بنا إلى هنا ماذا يريدون أكثر؟». ويضيف الطفل: «نحن نازحون من حيّ السكري، والدي يعمل سائقاً، والمسلحون حولوا الحيّ إلى جحيم هذه ليست الحرية، ونحن نريد الأمان وعودة حلب كما كانت».

فيما واصلت ورش الدفاع المدني رفع الأنقاض، قال محمد حزاني، أحد مسوؤلي مجلس مدينة حلب: «لن تنصرف الورش هذا اليوم حتى إزالة الأنقاض بشكل كامل، وتنظيف الشوارع والساحة التي هي رمز لحلب».

على الصفحات الافتراضية، دار جدل عقيم حول عدد الضباط الذين قتلوا، أهو 50 أم أكثر أم أقل؟ وعن وجود مدنيين أو لا، يقسم بعضهم إن المنطقة غير سكنية ولم يسقط أي مدني، فيما لا يجد آخرون حرجاً في القول إن السلطة تقف خلف التفجير. عند الظهيرة، تأكد نبأ استشهاد الصحافية منى البكور متأثرة بإصابتها، الخبر صدم زملاءها الذين سارعوا إلى فتح صفحتها على «الفايسبوك» ليروا آخر ما كتبته.

ما قل ودل

قالت وزارة الخارجية الأميركية إنّها تعتقد أنّ الصحافي الأميركي أوستين تايس، الذي اختفى في سوريا في شهر آب، على قيد الحياة، وتحتجزه الحكومة السورية. وقد ظهر يوم الاثنين شريط فيديو بدا فيه تايس وهو معصوب العينين، وتقتاده مجموعة رجال ملثمين في طريق وعرة. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، فيكتوريا نولاند، إنّ الوزارة شاهدت الفيديو، لكن لا يمكنها تأكيد أنه تايس أو أن المشهد صحيح أو مصطنع. وأضافت «هناك أسباب كثيرة تجعل الحكومة السورية تتملصّ من المسؤولية، لكننا لا نزال نعتقد أنّه بحسب معلوماتنا محتجز في السجن لدى الحكومة السورية».

(رويترز)

تبادل قذائف بين سوريا وتركيا

حسني محلي

إسطنبول | بعد ساعات من إعلان تركيا مقتل خمسة أشخاص بقذيفة سقطت من الجانب السوري على أراضيها، أصدرت رئاسة الحكومة بياناً أعلنت فيه أن تركيا قصفت بعض المواقع العسكرية السورية رداً على قذائف المدفعية التي سقطت في مدينة أكجا قلعة. وأكد البيان أن أنقرة لن تسكت على أي استفزاز سوري، وأن أنقرة دعت الحلف الأطلسي إلى اجتماع طارئ لبحث تفاصيل الأزمة.

وجاء بيان الحكومة بعد اجتماع شارك فيه عدد من القيادات العسكرية والأمنية، وسبق ذلك تصريحات لنائب رئيس الوزراء بولنت أرينج، الذي هدد بالرد العملي والحاسم على سوريا.

وكانت امرأة وأربعة من أولادها قد لقوا مصرعهم وأصيب 8 آخرون بجراح لدى سقوط 3 قذائف مدفعية على منزلها والمنطقة المجاورة لها في بلدة أكجا قلعة قبالة بلدة تل أبيض السورية.

واتصل وزير الخارجية أحمد داوود أوغلو بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والمبعوث الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي والأمين العام للحلف الأطلسي اندريس راسموسن، وشرح لهم تداعيات الموضوع، بعدما بحث تفاصيل الأزمة مع رئيس الأركان الفريق أول نجدت أوزال.

واختلف المحللون الإعلاميون والسياسيون في تعليقاتهم على الأزمة، حيث دعا البعض الحكومة إلى الرد عملياً وعاجلاً على الموقف السوري «الاستفزازي»، وذلك مقابل آخرين ناشدوا الحكومة التريث والتأكد من خلفيات الموضوع، وقالوا إن مسلحي الجيش الحر قد يكونون وراء هذا الاستفزاز.

وكان المسلحون التابعون للجيش السوري الحر قد سيطروا قبل أسبوعين على بوابة تل أبيض الحدودية التي تقع في المنطقة الكردية من سوريا دون أي رد فعل من الميليشيات الكردية الموجودة في المنطقة.

وتحدث الإعلام التركي آنذاك عن تسلل مسلحي الجيش الحر من تركيا إلى تل أبيض والسيطرة على البوابة الحدودية التي لا تزال تشهد اشتباكات عنيفة بين المسلحين والجيش السوري.

في غضون ذلك، تواصلت الاشتباكات في المناطق السورية، متركزة في ريف دمشق وحلب. وشنت القوات السورية النظامية، منذ صباح أمس، هجوماً واسعاً على عدد من البلدات الواقعة في الريف الغربي للعاصمة دمشق، وأشارت وكالة «فرانس برس» إلى تحرك عسكري غير اعتيادي في هذه المنطقة.

وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى قصف مدينة قدسيا والهامة، اللتين تشكلان «معقلي الجيش السوري الحر»، «بالدبابات من قبل القوات النظامية التي تقوم بحملة دهم واعتقالات وتفتيش في المنطقة».

وفي ضاحية دمر المجاورة، أفادت «فرانس برس» وسكان المنطقة عن وجود ما لا يقل عن ثلاث دبابات وسبع شاحنات عسكرية وعشرات الجنود في الشوارع. كذلك حالت السلطات دون توجه سائقي السيارات، بما في ذلك الأسر التي تقل أطفالها إلى المدرسة، إلى العاصمة وإرغامها على العودة عند الحواجز. وقطعت أربعة مداخل مؤدية من دمر إلى المدينة، وفقاً للوكالة الفرنسية.

في السياق، أفادت وكالة الأنباء السورية «سانا» عن «مواصلة قواتنا المسلحة ملاحقة فلول المجموعات الإرهابية». وفي منطقة الكلاسة، والفردوس، ببستان القصر في حلب «نفذت وحدة من قواتنا المسلحة عملية نوعية أدت إلى مقتل الإرهابي الحاج عبد الرحمن مفتي المجموعات الإرهابية المسلحة»، بحسب «سانا»، فيما قتل 15 جندياً سورياً في هجمات شنها مقاتلو المعارضة في معارك في محافظة إدلب، كما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد إنّ «عدة مجموعات من المقاتلين هاجمت بنحو متزامن ثلاثة حواجز في بلدة بداما في منطقة جسر الشغور ودمرتها. وتلت ذلك معارك عنيفة». واندلعت مواجهات، أيضاً، بين الجنود ومقاتلي المعارضة على حواجز أخرى في محافظة إدلب.

إعلان ليما يتجنب الأزمة السورية

اختتمت القمة الثالثة لدول أميركا الجنوبية والدول العربية في ليما بالبيرو، أول من امس، ببيان ختامي مشترك، عرف بـ«إعلان ليما» أبدت فيه الدول المشاركة تأييدها للسلام وحقوق الإنسان والسيادة الفلسطينية، فيما تجنب البيان التطرق مباشرة إلى الوضع في سوريا رغم سيطرة هذا الموضوع على خطابات المشاركين. وفي البيان الختامي، الذي قرأه رئيس البيرو اولانتا هومالا، اعرب رؤساء الدول والحكومات المشاركون في القمة عن «رضاهم تجاه التقدم الذي تحقق منذ القمة الاخيرة في الدوحة عام 2009». وأضاف البيان أن الرؤساء أجروا نقاشاً عاماً في المواضيع الاكثر الحاحاً في الأجنده الدولية، وتبادلوا وجهات النظر بشأن الوضع السياسي، الاقتصادي والاجتماعي في العالم. وأفاد البيان الختامي «تمكنا من تأكيد أننا نشترك في مشكلاتنا وتوقعاتنا، كذلك إن آمالنا مشتركة كذلك. وهذه الظروف تمكننا من النظر إلى المستقبل بتفاؤل وأن نورد توقعاتنا وآمالنا في إعلان ليما وأن نواصل التأكيد على هذه المساحة من التعاون والتكامل».

وأضاف الإعلان المشترك تأكيد الزعماء على مسائل مثل السلام ونزع السلاح وحظر الانتشار النووي والحلول السلمية للنزاعات واحترام حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي ورفض كل أشكال الإرهاب وتأييد حق الشعب الفلسطيني واستقلاله وسيادته وحق كل الأمم في المنطقة العربية في أن تعيش في سلام وأمان داخل حدود معترف بها. كذلك تضمن الإعلان تأكيد زيادة التعاون الاقتصادي والسياسي بين بلدان المنطقتين في اطار السعي إلى توسيع افاق اسواقهما.

وتضمن «إعلان ليما» بعض الاقتراحات المقدمة، ومنها اقتراح الرئيس اللبناني، ميشال سليمان، بشأن امانة عامة لمجموعة الدول العربية واللاتينية وانشاء مصرف استثماري يكون مرتبطاً بالمصارف الوطنية وبإمكانه تمويل مشاريع مشتركة للمجموعتين. وعقب القمة، التي عقدت غالبية جلساتها مغلقة وأُلغي المؤتمر الصحافي التقليدي من برنامجها، نوه الرئيس هومالا «بملاحظة أننا نتشارك المشاكل والتطلعات نفسها».

من جهة أخرى، أشارت الرئيسة البرازيلية، ديلما روسيف، إلى أن «دول اميركا اللاتينية والدول العربية تستطيع أداء دور في الأزمة السورية لكي يوافق الطرفان على الدخول في طريق السلام والحوار»، معتبرةً أن الطريق الوحيدة لتحريك الوضع هو الحوار». بدوره، أكد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، انور محمد قرقاش، أن هناك حاجة لرؤية تحول من أجل وقف العنف وبداية جديدة في سوريا. وأعرب عن قلق بلاده الشديد بشأن أعداد اللاجئين وتصاعد العنف وبشأن عدم قدرة المجتمع الدولي على العمل بحسم على وقف العنف.

(أ ف ب، رويترز)

آلاف العسكريين والخبراء الإيرانيين يمرون إلى سوريا عبر لبنان

السياسة الكويتية

لندن – حميد غريافي

قدرت جهات أمنية لبنانية واستخباراتية أوروبية ارتفاع “عدد العناصر المقاتلة والفنيين وخبراء الصواريخ الايرانيين المرسلين الى لبنان من قيادة “الحرس الثوري” في طهران خلال الاشهر الثلاثة الماضية من تصاعد الثورة السورية ضد نظام بشار الاسد, الى اكثر من ثلاثة آلاف عسكري وأمني إيراني, بينهم حوالي 150 طياراً و200 خبير في صنع المتفجرات يشرفون على تصنيع ما يسمى بـ”البراميل المتفجرة” التي تلقى على المدن والقرى من الجو لاحداث أوسع مساحات دمار في المباني والاحياء والشوارع, كما ان هذا العدد الكبير من العسكريين الذي كان تضاعف أخيراً بسبب خشية بعض أجنحة النظام الايراني من انهيار نظام الأسد, يضم حوالي 400 عنصر مسلح متدرب على قيادة الدبابات والمدرعات وإطلاق الصواريخ ومدافع الهاون”.

وكشفت الجهات الأمنية اللبنانية لـ”السياسة”, أمس, عن أن اثني عشر عسكرياً ايرانياً بينهم ضابط برتبة عقيد واثنان آخران برتبة رائد, قتلوا الاحد الماضي مع ضباط “حزب الله” الثلاثة الذين جرى تشييع جثامينهم في البقاع اول من امس, حيث كانوا يديرون احد اكبر المواقع العسكرية النظامية في بلدة القصير القريبة من الحدود اللبنانية باتجاه حمص, وقد ارسل الحرس الثوري طائرة نقل عسكرية خاصة لنقل جثثهم الى طهران مع حوالي 70 خبيراً وفنياً وضابطاً إيرانيا سقطوا جرحى خلال الاسبوعين الماضيين في دمشق وحلب وحمص واللاذقية”.

وقالت الجهات الاستخباراتية الاوروبية ان هؤلاء القتلى والجرحى من “الحرس الثوري” الايراني نقلوا الى بلدهم بطائرة النقل الايرانية التي قدمت عبر العراق وأخضعت للتفتيش في مطار بغداد, ولم يعثر بداخلها على اي اسلحة او ذخائر, حسب السلطات العراقية.

واتهمت الجهات الامنية اللبنانية قيادة مديرية الامن العام وضباط عناصر في قوى الامن الداخلي والاستخبارات العسكرية مؤيدة لـ”حزب الله” وتنفذ رغباته مقابل دعمين مادي ومعنوي كبيرين, بفتح معابر جديدة في سلسلة الجبال اللبنانية الشرقية التي تفصل سورية عن لبنان, في البقاعين الاوسط والشمالي, “محمية بشكل دقيق بعناصر من الجيش والامن اللبنانيين, وأنشئت حديثاً خارج نطاق المعابر السابقة التي باتت مكشوفة من رجال الثورة السوريين والمعارضة اللبنانية على طول الحدود اللبنانية – السورية من البقاع الاوسط حتى شمال البلاد, وذلك كطرقات تسلل آمنة للقوات الايرانية التي يرافقها باستمرار مجموعات من “حزب الله” و”حركة أمل”, بعدما بات صعباً جداً نقل قوات ايرانية عبر مطارات سورية من خلال الحدود السورية المحيطة بالبلاد كالأجواء التركية والاردنية والاسرائيلية, لذلك اصبح مطار بيروت الدولي (مطار رفيق الحريري) البديل عن المطارات السورية والمرافق اللبنانية التي هي الأخرى تشهد وصول بواخر تحمل اعلاماً افريقية واميركية لاتينية تنقل خبراء ومقاتلين ايرانيين رغم الرقابة الاوروبية البحرية التابعة “لليونيفيل” التي تقتصر مهامها على تفتيش السفن الآتية إلى لبنان بحثاً عن السلاح لا عن المسافرين”.

وكشف تقرير استخباراتي بريطاني اطلعت “السياسة” في لندن على جوانب منه, أمس, أن هجوم “الجيش السوري الحر” والمقاومة الثورية المسلحة على احد مطارات حلب الشهر الماضي وتدمير اربع طائرات فيه, ادى ايضاً الى مقتل عدد من الطيارين الايرانيين, فيما قتل طياران ايرانيان آخران في ريف حمص نهاية سبتمبر الماضي بعد اسقاط طائرتهما “الميغ – 23” بقذائف مدفعية عادية مضادة للطائرات, ومازالت جثث جميع هؤلاء الطيارين محفوظة في ثلاجات خاصة في منطقة ادلب, حسب ضباط في “الجيش الحر”.

ونقل التقرير عن “استخبارات ألمانية في الشرق الاوسط” قولها إن “60 عنصراً من “حزب الله” انهوا تخرجهم في اغسطس الماضي في ايران على قيادة المقاتلات الجوية ومروحيات الهليكوبتر, وان بعض هؤلاء يشاركون في قيادة طائرات التدريب النظامية التي تهاجم المدن والبلدات” السورية الثائرة.

واضاف التقرير ان الامين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله استقبل هؤلاء الطيارين المتخرجين الستين شخصياً لدى عودتهم من طهران, وألقى فيهم خطابا كشف فيه النقاب عن ان من سبقهم الى الحصول على شهادات قيادة المقاتلات أبلوا بلاء حسناً, من دون ان يذكر أين ومتى?!

http://www.elaph.com/Web/NewsPapers/2012/10/765781.html

تفجيرات تهز حلب وعشرات القتلى والجرحى في صفوف قوات النظام

المصري لـ «الشرق الأوسط»: عمليات الجيش الحر في الأيام المقبلة ستشهد مفاجآت في كل المناطق السورية

بيروت: كارولين عاكوم

بعد أسبوع على إعلان الجيش السوري الحر معركة الحسم في حلب، شهد يوم أمس تطورا لافتا على صعيد العمليات العسكرية، من خلال تفجير سيارات مفخخة في وسط المدينة استهدفت مبنى نادي الضباط ودمرته بشكل كامل، إضافة إلى استهداف فندق في المنطقة نفسها، وذلك عقب اشتباكات عنيفة وقعت في المنطقة بين عناصر الجيش الحر من جهة، وبين قوات النظام من جهة أخرى، بحسب ما أكد العقيد عبد الجبار العكيدي، رئيس المجلس العسكري في حلب لـ«الشرق الأوسط».

وفي حين أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 40 شخصا على الأقل غالبيتهم من العسكريين قتلوا وأصيب نحو 90 بجروح في سلسلة انفجارات هزت وسط حلب أمس ، تحدث التلفزيون الرسمي السوري عن «ثلاثة تفجيرات إرهابية»، كما نشرت «تنسيقية دير الزور»، على موقع «يوتيوب»، فيديو يظهر مبنى الأمن السياسي، بعد تدميره.

من جهته، قال فهد المصري، المسؤول الإعلامي في القيادة المشتركة للجيش الحر في الداخل، لـ«الشرق الأوسط» إن «التفجيرات الناتجة عن سيارات مفخخة استهدفت مبنى نادي الضباط ومراكز لتجمع الشبيحة وقوات الأمن في ساحة الجابري في حلب»، مشيرا إلى أن العمليات العسكرية التي سيعتمدها الجيش الحر في الأيام المقبلة بعدما عمد إلى توحيد القوى العسكرية ضمن قيادة واحدة، ستشهد مفاجآت في المناطق السورية كافة، من حيث التوقيت والأسلوب، وكانت تفجيرات أمس خير مثال على ذلك. وعما إذا كان هذا يعني أنّ الجيش الحر سيعتمد سياسة التفجيرات، قال المصري: «لا يمكنني التكلم عن الخطط الاستراتيجية التي وضعها الجيش الحر في معركته الحاسمة، لكن أؤكد أن العمليات المقبلة ستسهم في تسريع سقوط النظام، لا سيما أن هذه الاستراتيجية ترتكز على توجيه ضربات عسكرية لشل حركة قوات النظام والحد قدر الإمكان من الخسائر المدنية». وأشار المصري، إلى أن معركة حلب لم تهدأ وهي تشهد معارك ضارية بين الجيشين النظامي والحر، وأن النظام يحاول تعزيز وجوده فيها واستعادتها من خلال استقدام المزيد من القوات العسكرية التي تشير المعلومات إلى أنها ستصل إلى 30 ألف مقاتل ونحو 2000 دبابة.

كذلك، أكد ناشطون سوريون أن عدد الضحايا قابل للزيادة نظرا لأنّ هناك عددا من الأشخاص لا يزالون تحت الأنقاض، وقال المرصد السوري نقلا عن مصادر طبية في حلب إن «معظم القتلى والجرحى من القوات النظامية التي استهدفتها التفجيرات في نادي الضباط وحواجز القوات النظامية». وأضاف أن القتلى والجرحى سقطوا «إثر انفجار أربع سيارات مفخخة في مدينة حلب صباح أمس، ثلاثة منها انفجارات في ساحة سعد الله الجابري ومداخلها، وسيارة رابعة انفجرت بالقرب من غرفة التجارة في باب جنين»، وأوضح المرصد أن السيارات انفجرت «بعد اشتباكات بين عناصر الحراسة في نادي الضباط ومقاتلي المعارضة».

من جهتها، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مراسلها في حلب أنه سمع دوي انفجارين قويين بفارق دقائق، وشاهد بعد ذلك واجهة فندق مدمرة ومقهى من طبقتين منهارا في ساحة سعد الله الجابري، وأحصى خمسة جرحى على الأقل في المنطقة أحدهم كان خارجا من فندق آخر ووجهه ملطخ بالدماء.

أما موقع «now Lebanon»، فنقل عن شهود عيان أنه قبيل حصول التفجيرات التي استهدفت نادي الضباط، سمع صوت أزيز، وتحديدا قبل التفجير الثالث، مما يؤكد أن الانفجار ناجم عن صاروخ أطلقته طائرة حربية، وليس سيارة مفخخة، وأشار الشهود إلى أن «حجم التدمير الذي خلفته التفجيرات، لا يمكن له بأي حال من الأحوال أن يكون ناجما عن سيارات مفخخة، خصوصا أن بناءً خلف المبنى الذي استهدف دمر بشكل كامل، وكانت القوة التدميرية كبيرة جدا».

إلى ذلك قال ناشطون إن الاشتباكات المسلحة تجددت في مدينة القرداحة في ريف اللاذقية – غرب – ليل الثلاثاء – الأربعاء وقالت شبكة شام إن «اشتباكات عنيفة جرت في القرداحة ليل أول من أمس (الثلاثاء) بين المؤيدين للأسد من عائلتي الأسد وشاليش والمعارضين للأسد من آل عثمان وآل الخير، قتل و جرح خلالها عدد من المشتبكين، وإن هناك أنباء عن إصابة هلال الأسد في الاشتباكات. وأشارت الشبكة إلى انقطاع النت عن القرداحة بالتزامن مع بدء الاشتباكات. ويشار إلى أن هلال الأسد واحد من أشهر زعماء الشبيحة في منطقة القرداحة واللاذقية بالإضافة إلى هارون ومحمد الأسد وترددت أنباء عن مقتل الأخير في اشتباكات وقعت يوم الأحد.

وقال ناشط في اللاذقية لـ«الشرق الأوسط» أن هناك معلومات من عدة مصادر تؤكد مقتل الشبيح هلال الأسد في الطريق بين اللاذقية والحفة، إلا أن الناشط أشار إلى صعوبة التقصي بدقة عن صحة تلك المعلومات في ظل التعتيم الإعلامي التام الذي يفرضه النظام على ما يجري في القرداحة، وقال ليل الثلاثاء نشب حريق كبير على طريق اللاذقية – الفاخورة – القرداحة وسط إطلاق نار كثيف في اشتباكات قالت عدة مصادر في القرداحة إنها أدت إلى مقتل سبعة أشخاص من آل الخير و16 شخصا من آل الأسد وأربعة من آل شاليش، دون التمكن من الحصول على تأكيد لعدد القتلى والجرحى، وبحسب المصادر ذاتها بين القتلى هلال الأسد ومرافقه كميت سليمان، وأشار الناشط إلى معلومات مؤكدة عن نقل العشرات من المصابين إلى المستشفى العسكري في اللاذقية.

ساحة سعد الله الجابري ميدان للتفجيرات والمعارك

بعد أن كانت واحة للمهرجانات والاحتفالات

بيروت: «الشرق الأوسط»

لم يتخيل أهالي مدينة حلب أن ساحة سعد الله الجابري، المعلم الأكثر شهرة في مدينتهم، ستتحول إلى ركام وأنقاض بفعل التفجير الذي استهدف نادي الضباط التابع لجيش النظام السوري يوم أمس الأربعاء. وتقع الساحة وسط مدينة حلب إلى جوار الحديقة العامة وتتوسط مركزها التجاري.

وأشار علاء، وهو ناشط حلبي، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، إلى أن «الساحة تعرضت للتدمير الكامل، لا سيما الفندق السياحي الذي كان معقلا لمثقفي المدينة ومركز شركة (إم تي إم) ومقهى قصر جحا». وأضاف: «هذه الساحة تحولت مع بداية الثورة السورية إلى مركز للمؤيدين، يتظاهرون فيه معلنين تأييدهم للنظام الحاكم، لكن مع انخراط مدينة حلب في الانتفاضة أصبحت الساحة هدفا للمعارضين، يسعون للوصول إليه والتظاهر فيه، إلا أن القبضة الأمنية التي كانت مشددة آنذاك منعت تحقيق هذا الهدف».

وفي حين أعرب علاء عن أسفه «بسبب الدمار الذي لحق بأعرق مكان في مدينة حلب»، أشاد الناشط المعارض بالعملية «التي استهدفت نادي الضباط في الساحة وردت عددا كبيرا من المسؤولين عن القمع ضد الشعب السوري الثائر».

وتعد ساحة سعد الله الجابري من أهم ساحات المدينة، وتستضيف معظم الاحتفالات والمهرجانات في حلب، كمهرجان القطن وغيره من المهرجانات والاحتفالات الحلبية.

وقد أخذت الساحة تسميتها من المناضل سعد الله الجابري، إذ يعتبر سعد الله الجابري الشخصية الأبرز التي قادت العملية السياسية لتحرير سوريا من الانتداب الفرنسي. كان سياسيا بارزا ومناضلا في مجال حقوق الإنسان، وكان على اتصال مع الزعيم إبراهيم هنانو قائد الثورة ضد الفرنسيين في الشمال. كان سعد الله الجابري ناشطا للمطالبة بحقوق السوريين في جمعية الأمم. اعتقله الفرنسيون عدة مرات، وتسلم عدة وزارات في عهد الرئيس هاشم الأتاسي، كما أصبح نائبا في البرلمان عن مدينة حلب عددا من المرات. تولى رئاسة الوزراء في عهد شكري القوتلي، ولعب الدور الأبرز من خلال الكتلة الوطنية في استصدار قرار مجلس الأمن بجلاء الفرنسيين عام 1946 بعدما قصفت القوات الفرنسية مبنى مجلس النواب. استقال من منصبه بعد إصابته بمرض التهاب الكبد، وتوفي في حلب سنة 1947. توفي الجابري وهو لا يملك إلا منزله القديم، وقد عرف عنه أنه كان يتنازل عن راتبه من الدولة كل شهر للمستخدمين.

وينتصب في ساحة سعد الله الجابري نصب تذكاري للشهداء، من عمل الفنان والنحات السوري عبد الرحمن عبد الجواد موقت، وهو من مواليد مدينة حلب. ونفذ هذا النصب (1984 – 1985) بمادة الحجر الحلبي الأصفر. تبلغ مساحة الساحة 170 مترا مربعا، يتوسطها تمثال وبحيرة ومحاطة بشوارع عريضة، تصل بين الجميلية والحديقة العامة ومنطقة المنشية القديمة.

عنف النظام يمتد إلى كل المناطق السورية ويخلف عشرات الضحايا

إعدامات ميدانية جديدة في ريف دمشق

بيروت: يوسف دياب

لم تحجب تفجيرات حلب وما خلفته من قتلى وإصابات وتدمير لمبان عسكرية الأنظار عن أعمال العنف التي لفت المناطق السورية الأخرى، أمس، حيث رفعت قوات الأمن والجيش النظامي من منسوب العمليات العسكرية التي طالت دمشق وريفها ودرعا وحمص وحماة وإدلب واللاذقية، والتي خلفت أكثر من مائة قتيل معظمهم في ريف دمشق، بعد أن قضى بعضهم بإعدامات ميدانية في قدسيا بحسب ما أفاد به ناشطون. في حين قصفت مدينة سقبا بطائرات الـ«ميغ» تمهيدا لاقتحامها بقوات برية.

فقد أعلن الناشط في تنسيقية الثورة في دمشق أكرم الشامي، أن «انفجارا دوى في حي القدم في العاصمة دمشق، تبعه اشتباكات عنيفة دارت بين الجيش الحر وقوات النظام بدأت في أطراف العاصمة وامتدت إلى أوتوستراد دمشق – درعا الدولي». وأكد الشامي لـ«الشرق الأوسط»، أن «قوات الأمن شنت حملة دهم في حي برزة، شملت المنازل والمحال التجارية واعتقلت عددا من أصحابها واقتادتهم إلى المعتقلات»، مشيرا إلى أن «قوات النظام نفذت إعدامات ميدانية، عند مدخل السكن الشبابي في ضاحية قدسيا في ريف دمشق، كما أن القناصة احتلت أسطح المباني العالية في المنطقة بالتزامن مع هذه الإعدامات»، في وقت أفاد فيه ناشطون بأنه «تم العثور على أربع جثث لأشخاص أعدموا ميدانيا في حي الملعب في دوما في ريف دمشق». أما في محافظة إدلب، فكشف أحد الناشطين لـ«الشرق الأوسط»، عن أن «قوات النظام ارتكبت مجزرة في بلدة الصحن ذهب ضحيتها واستشهاد 22 شخصا جراء القصف المروحي للبلدة».

وأشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، إلى أن «القوات النظامية نفذت منذ ساعات الصباح الأولى (أمس) هجوما واسعا على عدد من البلدات الواقعة في الريف الغربي للعاصمة»، مشيرا إلى أن «مدفعية النظام ودباباته قصفت مدينتي قدسيا والهامة اللتين تشكلان معقلا للجيش السوري الحر، كما قامت بحملة دهم واعتقالات وتفتيش في المنطقة». وأفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا، بأن «انفجارا في دير الزور استهدف مبنى الأمن السياسي فيها». وأشارت إلى أن «قوات النظام السوري قصفت بالمدفعية الثقيلة كلا من قدسيا والهامة وحرستا في ريف دمشق».

بدوره، أعلن عضو اتحاد تنسيقيات الثورة في اللاذقية عمار الحسن، أن «كتائب الثورة في جبال الحفة وجبل الأكراد وجبل التركمان في ريف دمشق، والتي توحدت تحت راية المجلس العسكري الجديد، الذي يشمل الساحل السوري بشكل عام، افتتحت نشاطها بعملية نوعية شارك فيها نحو 2000 مقاتل من الجيش الحر». وأكد الحسن لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه العملية النوعية تمثلت بتدمير عدة حواجز للجيش النظامي، وذلك ضمن خطة تهدف إلى تطهير طريق اللاذقية – جسر الشغور – حلب من كل الحواجز النظامية وتدميرها بالكامل»، مشيرا إلى أنه تم تحرير حاجز اليازدية – إبداما ونسف حاجز اليونسية والسيطرة على عدد من الآليات العسكرية والأسلحة والذخائر». ولفت إلى أن «مظاهرات عدة خرجت من مدارس مدينة اللاذقية، منها مدرسة القادسية ومدرسة البعث في منطقة العوينة، وقوبلت هذه المظاهرات بحملة مداهمات شرسة وعنيفة واعتقال عشرات الشبان».

إلى ذلك، قال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن، «إن 15 جنديا من قوات النظام السوري على الأقل، قتلوا في هجمات شنها مقاتلو المعارضة السورية وفي معارك في بلدة بمحافظة إدلب شمال غربي سوريا». وأوضح عبد الرحمن في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، أن «عدة مجموعات من المقاتلين هاجمت بشكل متزامن ثلاثة حواجز في بلدة إبداما في منطقة جسر الشغور ودمرتها، وتلا ذلك معارك عنيفة».

أما شبكة «شام» الإخبارية (المعارضة للنظام)، فأفادت بأنه «تم سماع إطلاق نار كثيف في كل من حي دبر بعلبة في حمص، كما تعرضت مدينة الرستن بريف حمص لقصف عنيف من الدبابات وراجمات الصواريخ، ودوت الانفجارات في المدينة». وأوضحت الشبكة أن «قوات النظام شنت حملة دهم واعتقالات وتفتيش وتخريب لمنازل المدنيين في منطقة برقا في درعا، وسط إطلاق نار كثيف من قبل هذه القوات». كما نقلت عن ناشطين في أريحا بريف إدلب قولهم «إن اشتباكات عنيفة اندلعت بين أفراد الجيش الحر وجيش النظام، وسمع دوي الانفجارات يهز المنطقة من شدة الاشتباكات». وتحدثت الشبكة عن «اشتباكات عنيفة اندلعت بين الجيش الحر وقوات جيش النظام في بلدات اليونسية وإبداما بريف منطقة جسر الشغور بريف إدلب، وأن القوات النظامية ردت بالقصف العنيف من الدبابات على المنطقة»، مشيرة إلى «قتل وجرح أشخاص عدة وفي محافظة الرقة جراء اشتباكات مع القوات النظامية، وتحديدا في بلدة الطبقة، بينما هز انفجار فرع الأمن السياسي في مدينة دير الزور، تبعته اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر والقوات النظامية في المنطقة، وسط أنباء أولية عن خسائر في صفوف القوات النظامية، وقتل مسلح في مدينة البوكمال بريف دير الزور».

لافروف يجدد طلبه وقف إطلاق النار

قال إن الأزمة السورية أثرت على العلاقات مع بلدان عربية

موسكو: سامي عمارة

كشف سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، عن أن تطورات الأوضاع في سوريا كانت سببا في عدد من التغيرات التي طرأت على علاقات روسيا مع المملكة العربية السعودية وعدد من البلدان العربية. وقال لافروف في حديث أدلى به إلى صحيفة «كوميرسانت» الروسية: «أن الأزمة السياسية داخل سوريا، التي تتواصل لما يقرب من السنة ونصف السنة، تسببت في تعديلات على علاقاتنا مع عدد من البلدان العربية ومن ضمنها المملكة العربية السعودية وقطر، حيث أظهرت تباينات معروفة في مواقفنا. ومع ذلك، لا أريد أن أعتبر اختلاف وجهات النظر هذه بالمطلقة. إن الأحداث الأخيرة تبين بوضوح أن العرب أنفسهم، بما في ذلك السعودية وقطر، مهتمون بتبادل الآراء معنا بشأن المشكلة السورية والعمل على إيجاد سبل لتسويتها. ونحن نؤكد هذا خلال لقاءاتنا معهم». وأشار الوزير الروسي إلى المكالمة الهاتفية التي وصفها بـ«المهمة» مع الأمير سعود الفيصل، وزير خارجية المملكة العربية السعودية، في شهر يوليو (تموز) الماضي التي قال إنه أكد خلالها رغبة الرياض في تعزيز وتطوير العلاقات مع موسكو. وكشف عن موعد عقد الدورة الثانية لاجتماع روسيا – مجلس التعاون الخليجي في العاصمة السعودية قبل نهاية السنة الحالية. وتطرق لافروف أيضا إلى ما جرى من لقاءات جمعته في نيويورك مع وزراء مجلس التعاون الخليجي في سبتمبر (أيلول) الماضي التي ناقشوا خلالها المسائل المتعلقة بهذا الاجتماع، مؤكدا أن المشكلة السورية حظيت بأهمية كبرى خلال هذه اللقاءات والاتصالات، بينما أشار إلى ما يوليه «الزملاء العرب من اهتمام بشأن موقف روسيا وتأكيدهم أهمية المحافظة على وجودها ونشاطها في المنطقة». وإذ أكد لافروف أن لا أحد يحبذ استمرار النزاع المسلح في سوريا، قال: «إنه من المهم الآن العمل من أجل المساعدة والإسراع في وقف إراقة الدماء والاقتتال بين الإخوة هناك»، مشيرا إلى ضرورة إرغام كل الأطراف المعنية على الجلوس إلى مائدة المفاوضات.

«الجيش الحر»: مقتل عناصر لبنانية يؤكد تصريحاتنا حول قوتهم الفاعلة ودعمهم النظام

نائب في حزب الله لـ «الشرق الأوسط»: قد نرسل مسعفين إلى سوريا وننأى عن التدخل العسكري

بيروت: ليال أبو رحال

نفى النائب في كتلة حزب الله كامل الرفاعي لـ«الشرق الأوسط» أن يكون القتلى الذين شيعهم حزب الله يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين في منطقة بعلبك البقاعية، وقال إنهم قتلوا في «مهام جهادية»، قد قتلوا داخل الأراضي السورية، على خلفية إشارة تقارير إعلامية إلى أن بين القتلى مسؤول عسكري كبير هو علي حسين ناصيف، ويشغل منصب القائد التنظيمي لعمليات حزب الله داخل الأراضي السورية.

وكان حزب الله قد شيع يوم الاثنين الماضي ناصيف في بلدة «بوادي» بمنطقة البقاع اللبنانية بمشاركة عدد من مسؤولي الحزب، وأفاد في بيان على موقعه الإلكتروني بأن «حزب الله وأهالي بلدة بوادي والجوار شيعوا جثمان الشهيد القائد علي حسين ناصيف (أبو عباس) الذي قضى خلال قيامه بواجبه الجهادي»، فيما أذاعت قناة «المنار» الناطقة باسم حزب الله لقطات من تشييع شاب يدعى زين العابدين مصطفى، قالت إنه «استشهد» وهو يقوم «بواجباته الجهادية».

وقال الرفاعي، النائب عن منطقة بعلبك والذي شارك في تشييع أحد القتلى، إن عناصر «حزب الله استشهدوا في موقع من المواقع لا أعلمه إطلاقا، لكن الشباب يتدربون على استخدام أسلحة جديدة وهناك مخيمات تدريب لهم داخل الأراضي اللبنانية»، متوقعا أن «يكون حدث انفجار ما خلال تدربهم داخل المخيم أودى بحياتهم».

وأشار الرفاعي إلى أنه «لو كانت الأنباء عن مقتلهم في سوريا صحيحة لما كان حزب الله أعلن صراحة عن مقتلهم وأقام لهم مراسم تأبين علنية»، مذكرا بأنه «لو أراد حزب الله التدخل في الأزمة السورية لأقدم على منع انتقال السلاح والمسلحين على طريق بيروت – عرسال التي يتحكم بها عسكريا». وشدد على أن «حزب الله ينأى بنفسه عن الدخول العسكري في الأزمة السورية وقد يرسل مسعفين وأطباء لا مقاتلين». واعتبر أن «زج اسم حزب الله في القتال داخل سوريا جزء من مؤامرة أميركية تقوم بها المخابرات الأميركية وأنظمة الاستسلام، وهي تلصق كل موبقة في العالم العربي بحزب الله».

وفي حين نقلت تقارير إعلامية عن مصادر محلية في مدينة بعلبك، إحدى معاقل حزب الله البقاعية، قولها إن ناصيف ومصطفى قتلا مع رجل ثالث من الحزب قرب بلدة حدودية سورية، قال مقاتلون في «الجيش السوري الحر» إن الثلاثة قتلوا نتيجة انفجار لغم أرضي، قرب بلدة القصير السورية القريبة من الحدود اللبنانية، يوم الأحد الماضي.

وفي سياق متصل، قال رئيس أركان «الجيش السوري الحر» العقيد أحمد حجازي لـ«الشرق الأوسط» إن «مقتل العناصر الثلاثة من حزب الله في القصير يؤكد ما كنا قد صرحنا به منذ فترة طويلة لناحية أن حزب الله هو جزء من المشكلة في سوريا ومن القوة الفاعلة على الأرض التي تقاتل مع النظام بالتعاون مع عناصر من الحرس الثوري الإيراني والخبراء الروس».

وأشار إلى أنه «من الطبيعي أن يقتل عناصر من حزب الله داخل سوريا ما داموا يقاتلون على الأراضي السورية ضد الشعب السوري». وأكد في الوقت عينه أن «لدى إيران مقاتلين وقناصة يدعمون النظام السوري في حربه ضد شعبه»، معربا عن اعتقاده بأن «النظام السوري مع حلفائه في إيران ولبنان (حزب الله) يعملون على التجييش طائفيا ويريدون إشعال المنطقة بأكملها على أساس طائفي وعرقي».

يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يشيع فيها حزب الله عناصر منه مدعيا مقتلهم خلال قيامهم بواجبهم الجهادي من دون أن يعلن كيف وأين. ويروي أحد شهود العيان، وهو شاب لبناني مقيم في الضاحية الجنوبية لبيروت، لـ«الشرق الأوسط» أنه منذ فترة «تفاجأنا بصورة شهيد ملصقة على مدخل المبنى الذي أقطن فيه، وهو شقيق لأحد جيراننا من دون أن يتم الإعلان عن كيفية مقتله». ويضيف: «بعد استفسارنا حول سبب وفاته نظرا للعلاقة الحميمة التي تربطنا بعائلة شقيقه قالوا إنه قتل في سوريا وإن حزب الله أبلغهم بوجوب إقامة مراسم تأبين له في قريته بحضور العائلة والأصدقاء، مطالبا إياهم بالتعتيم على الموضوع وعدم الإعلان عن مقتله في سوريا».

بين الفترة والأخرى، ترفع في مناطق شيعية في بيروت وجوارها وتحديدا في الضاحية الجنوبية، معقل حزب الله، صور لـ«شهداء» من دون أن تحدد كيفية استشهادهم، مما يعزز فرضية مقتلهم في سوريا.

أنقرة تقصف شمال سوريا.. بعد مقتل 5 أتراك بقذيفة سورية

بان كي مون يعرب عن قلقه وحلف الناتو يجتمع لبحث الاعتداء على أحد أعضائه

لندن: ثائر عباس واشنطن: هبة القدسي

طلبت تركيا من الحلف الأطلسي «القيام بواجباته» في حمايتها كدولة عضو بعد مقتل 5 اتراك بقصف سوري أصاب بلدة حدودية تركية بعد ظهر أمس. واعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان مساء أمس ان الهجوم تطلب «ردا قويا» مما ادى الى قصف تركي على اراضي حدودية سورية أمس.

وقال بيان صادر عن رئاسة الوزراء التركية «إن القوات المسلحة التركية الموجودة على الحدود السورية قامت بالرد الفوري والمباشر على الهجوم الغاشم الذي وقع اليوم (أمس) جنوب شرقي تركيا، وفقا لقواعد الاشتباك». وأضاف أن أجهزة الرادار التركية أظهرت الأهداف السورية التي أصابتها قوات المدفعية التركية الموجودة على الحدود.

وجاء هذا البيان بعد الاجتماع الموسع الذي عقده أردوغان، مساء أمس، مع عدد من المسؤولين الأتراك لبحث تداعيات الهجوم. وأكد البيان على أن تركيا لن تصمت بعد اليوم على الاستفزازات التي يقوم بها النظام السوري، والتي يهدد بها أمنها القومي بين الحين والآخر.

وأبدى مسؤولون أتراك «غضبهم الشديد» إزاء هذا الحادث، ملوحين بـ«رد قاس» يرون أن القانون الدولي يمنحهم إياه بعد تكرار الاعتداءات السورية كما أبلغ مسؤول رفيع في الخارجية التركية «الشرق الأوسط» أمس، فيما قال مصدر تركي قريب من رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان أن النظام السوري «سيدرك قريبا ماهية الرد التركي»، مشيرا لـ«الشرق الأوسط» إلى أن أنقرة تعرف كيف ترد وبماذا ترد ومتى، ملمحا إلى «إجراءات» تم اتخاذها في وقت سابق ردا على اعتداءات سورية مماثلة، قائلا: إن «الاستثناء هذه المرة أن رد الفعل سيكون أكبر». وأشارت المصادر إلى أن الجيش التركي عزز تواجده في المنطقة.

وكانت قذيفة مدفعية سورية من طراز مورتر، سقطت أمس على مركز «آقتشه قلعه»، في محافظة شانلي أورفه، جنوب شرقي تركيا، ما أسفر عن قتلى وجرحى. وقالت مصادر تركية لـ«الشرق الأوسط» إن 5 أشخاص بينهم أم وطفلاها قد قضوا على الأرجح في القذيفة التي أطلقت من مركز سوري مقابل للبلدة في «تل أبيض»، وأشارت التقارير الأمنية التركية إلى إصابة 8 آخرين. وقال عبد الحكيم أيهان رئيس بلدية «آقتشه قاله» إن قذيفتين وقعتا بعد ظهر أمس على «آقتشه قاله»، تسببت الأولى في إلحاق أضرار مادية بعدد من المنازل والمحال التجارية، مشيرا إلى أن القذيفة الثانية وقعت في منطقة قريبة من الأولى وأسفرت عن مصرع 5 أشخاص من بينهم أم وطفلاها، وجرح 8 آخرين، اثنان منهم حالتهم خطيرة. وعقب سقوط القذيفة الثانية، هرعت عربات الإسعاف إلى مكان الحادث، ونقلت القتلى والمصابين إلى المستشفى الحكومي بالمحافظة، كما طوقت القوات الأمنية مكان الحادث ومنعت وصول المواطنين إليه.

وقالت وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية إن أردوغان، أجرى اتصالا هاتفيا بجلال الدين غوفنتش محافظ «شانلي أورفه» الواقعة جنوب شرقي تركيا، لمعرفة آخر تطورات حادث سقوط القذيفة على مركز «آقتشه قلعه» بالمحافظة، بينما أجرى وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو اتصالا هاتفيا برئيس الأركان التركي الجنرال «نجدت أوزال»، تلقى منه معلومات مفصلة عن الحادث الذي وقع جنوب شرقي البلاد، كما أنه اتصل بالأخضر الإبراهيمي الممثل الأممي والعربي الخاص إلى سوريا، وأطلعه على آخر التطورات التي تشهدها المنطقة التي وقع فيها الحادث.

وذكر ناشطون سوريون وشهود عيان أن وحدات أمنية تابعة للجيش السوري النظامي الموالي لنظام الأسد، تقصف بشكل عنيف قرى «صولوق»، و«حمامه» و«تركمان» التابعة لبلدة تل أبيض بمحافظة الرقة وناشد بولنت ارينتش نائب رئيس الوزراء التركي الناتو بضرورة التحرك للرد على الهجوم. وقال في تصريح أمس: «على حلف الناتو أن يقوم بدوره في هذا الأمر عملا بمادة اتفاقيته التي تقول إنه في حالة تعرض أحد أعضاء الحلف لأي هجوم، فعلى الحلف القيام بواجباته تجاه ذلك».

ومن جهته أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه من الحادث وحث تركيا على إبقاء كل قنوات الاتصال مفتوحة مع سوريا لتجنب تزايد التوتر بين البلدين. وجاء كلامه في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الذي أطلعه على ملابسات الحادث. وقال سلجوق أونال المتحدث الرسمي باسم الوزارة لـ«الشرق الأوسط» إن الوزير التركي أطلع أيضا المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي على الحادث، وكذلك الأمين العام لحلف شمال الأطلسي.

ووصف أونال العملية التركية بأنها «ثأرية»، قائلا إن القوات التركية ردت بالمثل على أهداف سورية، من دون أن يحدد طبيعة هذه الأهداف، مكتفيا بالقول «لقد فعلنا كما فعلوا بالضبط..». وأوضح أونال أن المدفعية التركية ردت على مصادر النيران التي أطلقت باتجاه تركيا، وهذا حق مشروع في الدفاع عن النفس تضمنه القوانين والمواثيق الدولية. وشدد على أن بلاده كانت واضحة بأنها لن تسكت بعد اليوم على التحرشات السورية وسترد بالمثل في أي حادثة مستقبلية.

وأعلن حلف الشمال الأطلسي مساء أمس عقد اجتماع طارئ في مقر «الناتو» تحت البند الرابع لاتفاقية التحالف المتعلق بتعرض دولة عضو لاعتداء.

الحارثي آمر «لواء الأمة»: 99% من المقاتلين معي سوريون

عسكري ليبي عائد من سوريا لـ «الشرق الأوسط»: لقينا تجاوبا كبيرا.. وعلاقتنا جيدة بالجيش الحر والمجلس العسكري

طرابلس: عبد الستار حتيتة

بظهوره في العاصمة الليبية طرابلس وقوله، بابتسامة هادئة وعينين لامعتين، إنه قد لا يتمكن من العودة إلى سوريا، أصبح في حكم المؤكد خروج الليبي مهدي الحارثي، آمر «لواء الأمة» في سوريا، من الأراضي السورية، بعد أن أمضى أشهر هناك أثار فيها وجوده جدلا حول المتطوعين من المقاتلين العرب ضد قوات الرئيس بشار الأسد.

وشدد الحارثي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» في طرابلس على أنه لم يلحظ وجودا لتنظيم القاعدة في سوريا، مشيرا إلى أن «99 في المائة من (لواء الأمة) هم سوريون». وذلك خلافا لما تردد في السابق عن أن هذا اللواء يخص المقاتلين الليبيين فقط.

يأتي هذا في وقت قال فيه قيادي بالجيش الحر يدعى أبو هريرة في اتصال عبر الإنترنت من مدينة إدلب السورية إن أفراد الجيش المناوئ للأسد قادرون على «دحر» قوات النظام، مشيرا إلى رفض الجيش الحر تدخل «المتطوعين العرب»، خصوصا بعد أن «تسبب الموضوع في خلافات بين بعض قيادات المعارضة».

وكان الحارثي نائبا لعبد الحكيم بلحاج رئيس المجلس العسكري في العاصمة الليبية، قبل حل المجلس عقب انتهاء حكم العقيد الراحل معمر القذافي. وأثار ظهور الحارثي في سوريا جدلا، خصوصا بعد أن رآه العالم في تسجيل قبل شهرين وسط مقاتلين سوريين وليبيين داخل الأراضي السورية تم بثه على موقع «يوتيوب» كآمر لـ«لواء الأمة» هناك.

وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الكشف عن مغادرة الحارثي لسوريا وعودته إلى بلاده. وقال إنه عاد منذ أسبوعين. وكان الرجل ذو الوجه الأبيض واللحية الصفراء الخفيفة والجسم الرياضي يتصفح الإنترنت في أحد الفنادق الكبرى المطلة على البحر المتوسط في العاصمة الليبية، حين أشار بشكل غير مباشر إلى صعوبة عودته مجددا إلى الأراضي السورية.

وقال إن السبب في ذلك يرجع إلى ظروف تتعلق بإجرائه عملية جراحية، وأيضا بسبب رفض السلطات التركية السماح له بالدخول إلى أراضيها (ومنها إلى سوريا)، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن أنقرة تمنع تيسير دخول السلاح عبر حدودها إلى قوات الجيش الحر.

ومن جانبه أوضح مهدي الحارثي، حول ما إذا كان يتم تهريب أسلحة للثوار والجيش الحر عبر الحدود، بقوله: «في العموم الأسلحة تأتي من الداخل.. من الانشقاقات (داخل الجيش النظامي السوري)، هذا هو السلاح الموجود في الداخل». وأضاف: «أما قدوم سلاح من الخارج فهذا صعب جدا لأن تركيا تفرض شبه حظر على هذا الأمر».

وعلى العكس مما توفر للثورة الليبية التي استغرقت نحو ثمانية أشهر لإسقاط نظام القذافي، تشير التقارير إلى أن ضعف الدعم الخارجي وتأخر فرض حظر جوي قد يطيل أمد الثورة السورية المستمرة منذ قرابة سنة ونصف السنة. وقال آمر «لواء الأمة» أيضا وهو يتناول المرطبات، ويتطلع لبحر طرابلس عبر الزجاج، إن الظروف التي كانت مهيأة للثوار في ليبيا من الصعب أن تكون موجودة في سوريا.. «هذا صعب جدا»، مشيرا إلى أن مذابح النظام ضد السوريين «لن تتوقف، وهذا هو آخر ما لديه.. أي أن كل ما تستطيع (قوات الأسد القيام به) أنها تذبح الأبرياء وتقتل وتخرب، لكنها لن تستطيع تدمير الجيش الحر».

وعما إذا كان قد رأى طوال مدة وجوده في سوريا أي مؤشرات على استخدم الجيش النظامي أسلحة محرمة دوليا كالأسلحة الكيماوية، قال مهدي الحارثي: «لم أرَ أسلحة كيماوية ولم أتعرف عليها خلال الحرب، ولكن القوة التي يستخدمها نظام الأسد تكفي لقتل الأبرياء والناس»، مشيرا إلى أن سرعة سقوط الأسد ترتبط بمدى تفاعل القوى الدولية مع الأمر.

وأضاف: «إذا تم دعم الثورة فسيكون سقوط النظام السوري سريعا جدا.. وإذا تم فرض حظر جوي فسيكون سقوطه أسرع مما يمكن تخيله».

ولا يبدو أن الوضع السوري يختلف عن الوضع الليبي في سرعة النجدة الدولية فقط، بل تشير المصادر، ومنهم السوري أبو هريرة نفسه، إلى خلافات بين قادة المعارضة بين حين وآخر، بما فيها الخلاف حول وجود مقاتلين غير سوريين. وقال أبو هريرة في اتصال عبر موقع «سكايب» إنه يوجد رفض لتدخل «المتطوعين العرب» القادمين من مصر وليبيا وغيرها.. «هذا تسبب في خلافات لسنا بحاجة إليها. من يُرِد أن يساعدنا يرسل لنا السلاح». ومن جانبه علق الحارثي على ما يقال من رفض بعض المقاتلين السوريين للمتطوعين من غير السوريين قائلا: «نحن أولا ذهبنا لتلبية نداء الناس (السوريين) العرب والمسلمين. ولقينا تجاوبا كبيرا جدا من الناس.. علاقتنا جيدة جدا بالجيش السوري الحر وبالمجلس العسكري (السوري)، ونحن نتحرك حسب ترتيبات هذا الجيش وهذا المجلس»، مشيرا إلى أن 99 في المائة من «لواء الأمة» هم من السوريين. وأضاف أن «كل الأفراد والقيادات الموجودون في (لواء الأمة) هم موجودون في الجيش الحر والمجلس العسكري.. أي انتماء كامل. أما دورنا (كليبيين) فكان ينحصر في تدريب وترتيب الفصائل وتجهيزها، مساعدة لهم.. ودور قتالي و(نقل) خبرة الثورة التي حدثت في ليبيا، للإخوة السوريين».

ودون أن تتوافر أرقام محددة عن عدد الليبيين أو المتطوعين الآخرين في سوريا، أشار الحارثي إلى وجود كثير من المقاتلين العرب غير المنظمين، قائلا إنهم ينتمون إلى بلدان شتى، محذرا من أن «عدم ترتيبهم سيتسبب بالتأكيد في إشكالية مستقبلا».

وردا على سؤال حول ما إذا كان هناك أي وجود لتنظيم القاعدة في سوريا كما يتردد، أوضح بقوله: «قد يكون هناك البعض، لكن ليس بالحجم الظاهر الذي يتحدث عنه الإعلام. ما يحدث في سوريا ثورة تجاوزت التنظيمات. وحتى لو افترضنا أن تنظيم القاعدة موجود فالثورة تجاوزت كل الأحزاب وكل التنظيمات».

وعما إذا كان يفكر في العودة إلى سوريا مجددا قال: «(كان) عندي عملية جراحية كبيرة في العمود الفقري، ولا أزال في انتظار عملية أخرى». وأضاف: «أتمنى التواصل مع السوريين.».

مسلحون سوريون يقتربون من الحدود الإسرائيلية

أثاروا هلعا في صفوف الجيش فأعلن حالة استنفار.. لكنه عاد ليعلن أن وجهتهم لم تكن إسرائيل

تل أبيب: «الشرق الأوسط»

اقتربت مجموعة مؤلفة من 50 مسلحا سوريا، يعتقد أنهم من الثائرين ضد النظام، إلى مقربة من الحدود مع إسرائيل في المنطقة المحتلة، وقد أثار اقترابها هلعا في صفوف الجيش، فأعلن حالة استنفار، لكنه عاد ليعلن أن المجموعة ابتعدت من الحدود ولم تكن وجهتها نحو إسرائيل.

وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن هذه المجموعة شوهدت وهي على بعد 500 متر تقريبا من الحدود، وكان بعض أفرادها يحملون السلاح، فأعلنت حالة استنفار تم خلالها إخلاء قمة جبل الشيخ من المتنزهين الإسرائيليين والسياح، خوفا من أن يكونوا متجهين إلى الحدود مع إسرائيل. وتم إرسال قوة عسكرية كبيرة إلى المكان، فرصدت تحرك المجموعة السورية، فتبين أنهم من المدنيين الذين عبروا في المكان وهم يستخدمون الحمير ومعهم بعض المسلحين. وقد تابعوا طريقهم قرب بلدة الحضر في الطرف الشرقي من الجولان، ولما اتضح أنهم لا يقصدون الحدود الإسرائيلية، تقرر أن لا تعترض القوة الإسرائيلية طريقهم.

يذكر أن إسرائيل تحتل هذه المنطقة السورية منذ عام 1967. وخلال أحداث الثورة السورية، تتخذ القوات الإسرائيلية مواقعها على الحدود وتسعى لتعزيز وجودها خوفا من انتقال الأحداث إليها. وقد وصلت المجموعة المذكورة إلى الحدود بعد ساعات من وقوع انفجارات شديدة داخل الأراضي السورية في منطقة تسيطر عليها قوة لحزب الله اللبناني.

تركيا تجدد قصفها أهدافا سورية

                                            جدد الجيش التركي صباح اليوم قصف أهداف عسكرية داخل سوريا، وسمع دوي انفجارات ضخمة تردد على الحدود في مواقع القصف، بينما تحدثت مصادر تركية ونشطاء عن مقتل جنود سوريين في القصف التركي. جاء هذا القصف عقب مقتل خمسة مدنيين أتراك بقذائف هاون أطلقت من الأراضي السورية أمس الأربعاء.

وقالت مصادر أمنية تركية إن الجيش التركي استأنف صباح اليوم قصفه بالمدفعية بلدة تل الأبيض الحدودية السورية التي قال إن القذائف التي أطلقها الجيش النظامي السوري انطلقت منها، مشيرة إلى أن عددا من الجنود السوريين قتلوا جراء القصف.

وقبل ذلك نقلت وكالة أنباء الأناضول عن بيان صادر عن رئاسة الوزراء التركية قوله إن القوات المسلحة التركية الموجودة على الحدود السورية قامت بالرد الفوري والمباشر على الهجوم السوري جنوب شرق البلاد، مشيرا إلى أن أجهزة الرادار التركية أظهرت الأهداف السورية التي أصابتها قوات المدفعية التركية الموجودة على الحدود، ولفت البيان إلى أن عملية الرد جاءت في إطار قواعد الاشتباك وقوانين المجتمع الدولي.

من جهته قال المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الخميس إن عدة جنود سوريين قتلوا في قصف تركي الليلة الماضية لموقع عسكري سوري بالقرب من بلدة تل أبيض في منطقة رسم الغزال بمحافظة الرقة الحدودية.

ولم يحدد المرصد عدد الجنود الذين قتلوا، لكن متحدثا باسم تنسيقية تل أبيض بسوريا ذكر أن ضابطين من الجيش النظامي السوري قتلا، وفر جنود آخرون جراء القصف التركي.

تحركات تركية

جاء القصف التركي بعد الاجتماع الموسع الذي عقده رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مساء الأربعاء مع عدد من المسؤولين الأتراك، واستمر لأكثر من  ثلاث ساعات لبحث تداعيات القصف السوري.

 وبعثت تركيا أمس برسالة إلى مجلس الأمن تشكو فيها سوريا وتتهمها بالانتهاك الصارخ للقانون الدولي. وتطلب الرسالة من المجلس اتخاذ ما يلزم لوقف ما وصفته بالأعمال العدائية لسوريا.

وعقد حلف شمال الاطلسي اجتماعا طارئا حذر بعده سوريا من انتهاك القانون الدولي. من جانبها قدمت سوريا تعازيها لتركيا وطلبت من دول الجوار التصرف بعقلانية.

وقالت مراسلة الجزيرة في أنقرة إن البرلمان التركي سيعقد جلسة استثنائية في الساعة العاشرة صباح اليوم لبحث مذكرة حكومية تخول الجيش التركي لشن عملية عسكرية في سوريا، مشيرة إلى أنه لم يتم إلى الآن الحديث عن تفاصيل العملية، لكن من المرجح أن تركيا ستلجأ الى عمليات محدودة داخل الحدود السورية.

ووفق آخر حصيلة نشرتها السلطات التركية فإن القذائف السورية دمرت منزلا في قرية أكجاكالي التركية التي تقع قبالة مركز تل أبيض الحدودي السوري وقتلت خمسة أشخاص بينهم امرأة وأطفالها الثلاثة، كما أصيب عشرة آخرون بجروح إصابة اثنين منهم خطرة.

وقال بشير أتالاي نائب رئيس الوزراء التركي إن القصف السوري “حادث بالغ الخطورة يتجاوز كل حدود” مؤكدا أن بلاده سترد على ذلك بمقتضى القانون الدولي للدفاع عن مواطنيها وسيادتها.

وواصلت تركيا في الآونة الأخيرة إرسال التعزيزات إلى محافظة شانلي أورفة جنوب شرق البلاد، بعد أن قامت الدفاعات السورية بإسقاط طائرة استطلاع تركية في 22 من يونيو/ حزيران الماضي، ووسط ازدياد حدة الاشتباكات بين الجيشين السوري النظامي والحر في معبر تل أبيض بمحافظة الرقة، والذي كانت المعارضة أعلنت السيطرة عليه.

وتشهد العلاقات بين دمشق وأنقرة توتراً شديداً على خلفية الأزمة السورية حيث فرضت تركيا عقوبات على سوريا التي ردت بالمثل.

وقامت تركيا بقطع علاقاتها مع سوريا، مطالبة برحيل الرئيس بشار الأسد، وذلك بسبب ما سمّته ممارسة السلطات السورية أعمال القمع والعنف بحق المدنيين بالبلاد، في حين اتهمت سوريا تركيا بأنها ترعى مسلحين يهاجمون الأراضي السورية انطلاقاً من الحدود، الأمر الذي نفته أنقرة.

الجيش الحر يتبنى قتل عناصر حزب الله

                                            تبنت كتيبة البراء التابعة للجيش السوري الحر الأربعاء قتل ثلاثة عناصر من حزب الله في محافظة حمص قبل أيام.

وقال فاروق المتحدث باسم الكتيبة -التي تتبع بدورها كتيبة الفاروق- للجزيرة، إن عناصر حزب الله -وبينهم القيادي علي حسين ناصيف الملقب بأبي العباس- قتلوا في تفجير حاجز للجيش النظامي قرب مدينة القصير التابعة لمحافظة حمص، غير بعيد عن الحدود مع لبنان.

وكان تلفزيون المنار التابع لحزب الله قد بث الثلاثاء لقطات لجنازات القتلى الثلاثة التي شارك فيها مئات من مناصري الحزب.

وقال الحزب في بيان إن ناصيف ورفيقيه قتلوا أثناء قيامهم “بواجبهم الجهادي”، دون أي يوضح مكان وملابسات مقتلهم أو طبيعة المهمات “الجهادية” التي أنيطت بهم.

وفي السابق نفت قيادة حزب الله مرارا اتهام المعارضة السورية وجهات لبنانية له بإرسال مقاتلين لدعم القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد. وتردد أن ناصيف هو المسؤول عن عمليات حزب الله في سوريا.

وبعيد بث صور الجنازات في لبنان, قال أحد قادة مقاتلي الجيش الحر بمحافظة حمص عرّف عن نفسه باسم “أبو مؤيد”، إن “القيادي في حزب الله المعروف بأبي العباس واثنين من مرافقيه قتلوا في انفجار لغم أرضي محلي الصنع قرب القصير” التي يسيطر عليها الجيش الحر.

وأضاف أبو مؤيد أن مقاتلي المعارضة زرعوا ألغاما أرضية قرب نقطة عسكرية كبيرة بالمنطقة، بعد سماعهم معلومات بأن موكبا عسكريا مهما سيصل إلى المكان نهاية الأسبوع الماضي.

من جهته, قال موقع تجمع 14 آذار -الخصم السياسي لحزب الله- إن ناصيف وعددا من مقاتلي الحزب قتلوا الأحد الماضي عندما نصب مقاتلون سوريون كمينا لقافلتهم قرب بلدة القصير, بينما ذكرت مصادر من مدينة بعلبك اللبنانية لرويترز أن الثلاثة قتلوا حين أصاب صاروخ غرفة كانوا داخلها.

انتهاكات متزايدة للمقدسات في سوريا

                                            خاص-الجزيرة نت

تعدّ الانتهاكات التي تتعرض لها المقدسات والرموز الدينية في سوريا مؤشرا لقراءة مستوى التوتر في ذلك البلد الذي تعاقبت عليه حضارات وتعايشت فيه ديانات عبر آلاف السنين من التاريخ.

ولم تعد تلك الانتهاكات سرا يخفى على أحد، فالعالم بأسره يشاهد المآذن وهي تقصف وتتهاوى، ويرى مقاطع الفيديو المسربة للمعتقلين الذين يجبرون على السجود لصور الرئيس السوري بشار الأسد وتأليهه، ومن خلال جولة في دمشق وريفها والتحدث إلى بعض الناس يمكن ملاحظة التصاعد في استفزاز المشاعر الدينية للسوريين.

صفحة الثورة السورية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” تحدثت عن أكثر من 240 مسجدا شملها القصف في أنحاء سوريا منذ بداية الثورة، بعضها تم تدميره.

ووقفت الجزيرة نت على حال بعض المساجد المتضررة بقذائف ولم يتم تعهدها بالترميم مع أن بعضها أصيب منذ أشهر، فعند المدخل الجنوبي لـدمشق حيث توجد تعزيزات عسكرية كثيفة من دبابات ومدرعات وجنود تبدو آثار القذائف على واجهة جامع الحسن البصري الذي لم تكتمل كسوته بعد.

وبعد أقل من خمسة كيلومترات يقع مسجد الإمام مالك بن أنس الذي أصيب أيضا بقذيفة أحدثت فجوة في جداره بمساحة نصف متر مربع تقريبا.

أما في المدن المحيطة بدمشق مثل دوما وداريا وجوبر، فتزداد أعداد المساجد المنتهكة والمتضررة من القصف بشكل كبير، وكان آخرها مسجد الروضة بدوما الذي استُهدف صباح أمس الثلاثاء.

إهانة المعتقدات

إلياس أحد الذين تحدثوا للجزيرة نت، ولم يكن يستطيع إخفاء غضبه واستفزازه وهو يسترجع تلك الحادثة عندما وقع بين أيدي عناصر من الأمن السوري والشبيحة وانهالوا عليه ضربا وطلبوا منه أن يتشهد.

وقال “أخبرتهم أني لست مسلما، أنا مسيحي، فقالوا لي نقصد الشهادة الأخرى قل لا إله إلا بشار”، يتحشرج صوت إلياس وهو يوضح أنهم استمروا في ضربه إلى أن استسلم ونطق بما يريدون.

واستطاع إلياس أن يفلت من قبضتهم يومها دون أن يصل الأمر إلى حد قتله، إلا أن الكثيرين غيره تعرضوا لإهانة معتقداتهم ودينهم وتأليه الأسد، لكن ضمن ظروف بالغة الوحشية وتحت تعذيب انتهى بوضع حد لحياة الضحايا بطرق مأساوية.

بعض تلك الحالات صورها المعتدون بكاميرات هواتفهم الجوالة للاحتفاظ بها للذكرى أو لبيعها فيما بعد، لتخرج تلك القصص التي لا يمكن تصديقها من أقبية المعتقلات السورية إلى شبكة الإنترنت، في حين أن آلاف السوريين يوميا يعاينون بأنفسهم الانتهاكات التي شملت الأماكن المقدسة في مدنهم من مساجد وكنائس وحتى مقابر.

وذكر شبان من مناطق سورية مختلفة للجزيرة نت أنهم كانوا شهودا على أنواع شتى من الانتهاكات تعرضت لها المساجد والكنائس.

مساجد وكنائس

فقد قال الناشط الإعلامي خالد أبو صلاح للجزيرة نت “قلما تجد مسجدا في حمص القديمة لم يقصف، بما فيها المساجد القديمة التي يفوق عمرها الألف عام”.

وأشار إلى الخراب الذي حل بالعديد من الكنائس والمساجد هناك وقام بتصويره بنفسه، حيث تعرضت كنسية أم الزنار وكنيسة الأربعين -التي تعد أقدم كنائس المدينة- للقصف، وكذلك مسجد الفضائل والسراج ودار السلام والكثير غيرها.

وأوضح أن إحراق المصاحف والانتهاكات التي تشمل الأماكن المقدسة “أمر مستفز جدا”، مشيرا إلى أن تلك الممارسات بدأت منذ اندلاع الثورة حيث حاول الأمن بلباسهم المدني فض أول مظاهرة خرجت من مسجد خالد بن الوليد يوم 18 مارس/آذار 2011، ثم اقتحموا حرم المسجد بعد أسبوع واعتدوا على الناس في داخله دون اعتبار لحرمة المكان إلى أن وصل الأمر لإصابة المسجد ذاته بالقذائف خلال الفترة الماضية.

شاب من حلب قال هو الآخر إنه صور بكاميرته القصف بالطيران الحربي الذي استهدف مسجد السيدة آمنة وجامع بلال الحبشي، وذكر أن هجوم الشبيحة والأمن على الناس داخل المساجد في حلب بدأ قبل دخول الجيش الحر.

الموتى بدورهم لم يُتركوا راقدين بسلام تحت التراب، إذ انتهكت حرمة الكثير من المقابر، إذ دمرت الدبابات أسوار العديد من المقابر التي رسم عليها علم الثورة كما في يبرود وداريا، ووثقت عدسة أحد الشبان في داريا دبابة وهي تدمر سور المقبرة ثم تتراجع إلى الوراء لتصوب قذائفها على القبور.

وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن الأسد برر في أكثر من ظهور إعلامي هذه الحوادث بكونها أخطاء فردية ولا يجب أن تحسب على المؤسسة الأمنية والعسكرية كلها، كما حاول مناقشة نوع القذائف مستبعدا أن تكون مدفعية من واقع خبرته العسكرية، دون أن يقدم اعتذارا أو يتحدث عن إجراءات واضحة بحق المسؤولين عن تلك الانتهاكات

علاقة روسيا بالشرق الأوسط.. رؤية إسرائيلية

                                            عوض الرجوب-رام الله

خلصت دراسة إسرائيلية إلى أن روسيا تواجه مجموعة مشكلات في علاقتها مع دول الشرق الأوسط، وأنها تجتهد بعد أحداث الربيع العربي ومنافسة الولايات المتحدة والصين لها في المنطقة للحفاظ على مصالحها الاقتصادية والأمنية.

وأكدت الدراسة التي أعدها الخبير في الشؤون الروسية تسفي مغين من مركز بحوث الأمن القومي الإسرائيلي التابع لجامعة تل أبيب، أن تحديات عظيمة تواجه مكانة روسيا وسياستها في الشرق الأوسط بعد تضعضع سلطة الرئيس السوري بشار الأسد، لأن إسقاط نظامه وحل المحور “المتطرف” الإقليمي الذي تقوده إيران من شأنه إضعاف موقف روسيا الإقليمي.

احتواء التهديدات

ولفت مغين إلى أن روسيا سعت لتكون بديلا عن الولايات المتحدة، وأن تُثبت مكانتها في المنطقة باعتبارها مقبولة عند جميع الأطراف، ونصبت -في هذا الإطار- هدفا مرحليا لنفسها هو احتواء التهديدات التي مصدرها نشاط إسلامي.

ووفق مركز البحوث فإن روسيا اتخذت فور بدء الربيع العربي موقفا “متميزا” كونت من خلاله علاقات بجهات مختلفة في المنطقة مما منحها مزايا قابلة لأن تكون عامل وساطة وتقريب بين وجهات النظر.

لكن الدراسة أشارت إلى الخشية الروسية من إفضاء المسار الثوري بالشرق الأوسط إلى أسلمة كاسحة للمنطقة، حيث ترى روسيا أن هذا الواقع تحثه الدول السنية وعلى رأسها السعودية التي تصوغ جبهة إقليمية لمواجهة المنظومة الشيعية.

وفي استعراضه لعلاقة روسيا مع دول الشرق الأوسط، يوضح الباحث أن إيران أصبحت شريكة مركزية لروسيا في شؤون ثنائية وإقليمية وعالمية. كما تعتقد القيادة الروسية أنها تربح من التعاون مع إيران أكثر من التعاون مع جهات أخرى في المنطقة ومع الغرب.

أما عن تركيا فقد سجلت الدراسة تقاربا في العلاقات بين البلدين بسبب المصالح الاقتصادية المشتركة، إضافة إلى الاهتمام الروسي بمشاركة الأتراك تأمينا لمصالحها في العالم الإسلامي في ضوء مكانة تركيا التي أخذت تقوى في المنطقة.

وفي سوريا بينت الدراسة أن العلاقات بين روسيا وسوريا أعيد بناؤها في إطار جهود العودة الروسية إلى الشرق الأوسط وتشكيل الجبهة المعادية للغرب في المنطقة، وأخيرا اختارت روسيا مواجهة الهجوم على نظام بشار الأسد والدفاع عنه بحزم.

العلاقة بإسرائيل

أما عن علاقة روسيا بإسرائيل فأوضح مغين أن روسيا ترى إسرائيل دولة تتقاسم معها قربا روحانيا وقيميا وحضاريا وتراها شريكة تقنية واقتصادية وسياسية، لكنه تحدث عن فتور في السنوات الأخيرة “حيث تفضل القيادة الروسية الجانب العربي والعالم الإسلامي على سياسة مشايعة واضحة لإسرائيل”.

وفلسطينيا تشير الدراسة إلى أن السلطة الفلسطينية أصغت إلى الصوت الروسي الذي دعا إلى إنشاء جبهة دولية واسعة تصاحب المسيرة السياسية.

ويرى الباحث أن القلاقل التي أصابت الشرق الأوسط وسميت بـ”الربيع العربي” فاجأت روسيا، وبات من غير المعروف مستقبل العلاقات السياسية التي أنشئت بين روسيا والنظم المعادية للغرب في الشرق الأوسط.

ويعتقد مغين أن الصعود المحتمل لجهات “متطرفة” إلى الحكم في دول مرت وستمر بتحولات سياسية يقلق موسكو.

ويذكر من التحديات “العظيمة” التي تواجه مكانة روسيا وسياستها في الشرق الأوسط تضعضع سلطة بشار الأسد، حيث تسود موسكو شكوك بأن عزل الأسد سيعمل على دفعها إلى خارج المنطقة “ولهذا عملت بغرض تثبيت مكانة لها في المستقبل في هذه الدولة وفي المنطقة كلها من خلال الاتصال مع المعارضة”.

تركيا تقتل جنوداً سوريين وتدمر كتيبة دفاع جوي

حلف الأطلسي يطلب الوقف الفوري للعدوان السوري على أنقرة

دبي – قناة العربية، أنقرة – رويترز

قصف الجيش التركي مجدداً صباح الخميس مواقع للجيش السوري على الحدود بين البلدين، رداً على مقتل خمسة مدنيين في قرية تركية، أمس الأربعاء، جراء إطلاق قذائف من الجانب السوري، على ما أفاد مصدر أمني لوكالة فرانس برس.

وقال المصدر، طالباً عدم كشف اسمه، إن القصف المدفعي “استؤنف الساعة الثالثة صباحاً بتوقيت غرينتش (الخميس)” بعدما قصفت المدفعية التركية طوال مساء الأربعاء مواقع تابعة للجيش السوري على الحدود.

وأفاد المركز السوري للتوثيق أن عدداً من جنود قوات النظام قُتلوا في قصف تركي مباشر على مقر المدفعية السورية جنوب تل أبيض في محافظة الرقة. كما أوضح المصدر أن الضربة التركية أسفرت عن سقوط جرحى في قوات بشار الأسد وتدمير آليات عسكرية، بحسب ما ذكرت قناة “العربية”، الخميس

ومن جانبها، عقدت الحكومة التركية على الفور اجتماعاً طارئاً, بعد أن أجرت اتصالات مع مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي. وبحث البرلمان التركي تنفيذ عمليات عسكرية داخل سوريا.

أما الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، فقد حث تركيا على ضبط النفس بعد هذا التطور، موجهاً تحذيراً إلى دمشق بأنه عليها احترام سلامة أراضي جيرانها.

الأطلسي يدعو دمشق لوقف العدوان

وطالب حلف شمال الأطلسي بالوقف الفوري لأعمال العدوان على تركيا، عضو الحلف.

وقال سفراء الحلف في بيان، بعدما عقدوا اجتماعاً طارئاً في وقت متأخر من ليل الأربعاء في مقر الحلف، بناء على طلب تركيا لبحث الحادث، إن القصف يمثل سبباً كبيراً لقلق الحلفاء الذين يدينونه بقوة، بحسب ما أفادت وكالة رويترز.

وقال البيان إن “الحلف يواصل الوقوف بجوار تركيا، ويطالب بالوقف الفوري لكل الأعمال العدوانية بحق دولة حليفة، ويحث النظام السوري على إنهاء الانتهاكات الفاضحة للقانون الدولي”.

وأضاف البيان أن “الأعمال العدوانية الأخيرة التي ارتكبتها سوريا خطر واضح وفوري على أمن أحد الحلفاء في حلف الأطلسي (تركيا)”.

وكان هذا اجتماعاً نادراً بموجب المادة الرابعة من ميثاق حلف الأطلسي، التي تنص على إجراء مشاورات حينما يشعر أحد الأعضاء أن سلامة أراضيه أو استقلاله السياسي أو أمنه في خطر.

وانتهى الاجتماع بعد 40 دقيقة ببيان قوي يُعبِّر عن تضامن الحلف مع تركيا.

وأفاد أحد دبلوماسيي حلف الأطلسي أن سفير تركيا لدى الحلف، حيدر بيرك، أحاط الاجتماع علما بعدد من حوادث القصف عبر الحدود، وأبلغهم أيضا برد تركيا الذي كان موجهاً إلى أهداف عسكرية في سوريا.

وقال الدبلوماسي إن سفراء آخرين كانوا حاضرين في الاجتماع أدانوا هجوم المورتر من سوريا، وعبروا عن تضامنهم التام مع تركيا. وذكر أن معظمهم أشادوا بضبط النفس الذي تحلت به تركيا.

وأعلن مسؤول تركي في بروكسل أن تركيا سعيدة للغاية بالتضامن الذي أبداه الحلفاء في حلف الاطلسي.

ولم يتقرر عقد اجتماعات أخرى لحلف الأطلسي بشأن هذه المسألة، لكن الأمر لا يزال على جدول أعمال الحلف كما هو وارد في المادة الرابعة.

ومن المقرر أن يجتمع وزراء دفاع حلف الأطلسي في بروكسل الأسبوع القادم، ولكن سوريا ليست على جدول الأعمال، وقال دبلوماسيون إن الوزراء يمكنهم إثارة أي مسألة إن أرادوا.

مقارنة بين جيشين.. الحوت التركي والسردين السوري

تركيا بنت ترسانة بحرية تسمح لجيشها بغزو الشمال السوري واكتساحه خلال ساعات

لندن – كمال قبيسي

من يقارن بين الجيشين التركي والسوري من مصادر متخصصة بالتسلح واللوجستيات أطلعت عليها “العربية.نت” الأربعاء، ومنها World Fact Book الصادر سنوياً عن المخابرات الأمريكية (سي.آي.أيه) وشبيهه “غلوبال فاير باور” المعروف تقاريره باسم GFP اختصاراً، سيرى أن القتال بين البلدين سينتهي على السريع باكتساح الجيش التركي لشمال سوريا من البحر بساعات.

من سوء حظ سوريا، المالكة لجيش هو في الدرجة 35 بالعالم، أنها مجاورة لجيش تركي هو السادس قوة وبالعدد والعتاد بعد الأمريكي والروسي والصيني والهندي والبريطاني، وثاني أكبر قوة بعد الولايات المتحدة في حلف “الناتو”، الذي مرت العام الماضي 60 سنة على انضمامه إليه.

ولتركيا سلاح لوجستي، هو الأهم في القتال ويفوق السوري بعشرات الأضعاف، فهي قوة اقتصاية ضخمة ولها جاذبيات متنوعة، وإنتاجها القومي كان تريليون دولار العام الماضي، أي 17 مرة زيادة عن السوري البالغ 57 ملياراً، وسكانها البالغون 78 مليون نسمة هم أكثر من 3 مرات من سكان سوريا.

كما أن معدل دخل الفرد السنوي في تركيا بلغ 12.300 دولار العام الماضي، مقابل 2.600 دولار في سوريا، في حين بلغت الاحتياطات التركية من ذهب وعملات صعبة 87 ملياراً، مقابل 18 ملياراً في سوريا التي يعتقدون بأنها أصبحت صفرا من تداعيات الثورة على الاقتصاد. أما موازنة وزارة الدفاع السورية فمليار و800 مليون دولار يقابلها 25 مليارا لنظيرتها التركية.

لا مجال للمقارنة بين “القرش التركي” الفتاك وبين سمكة سردين سورية صغيرة في حسابات القوة البحرية، فأنقرة، طبقاً لما أطلعت عليه “العربية.نت” من أرقام “غلوبال فاير باور” هي “حوت البحر الأبيض المتوسط” بلا منافس، لأنها القوة البحرية الأكبر بين جميع الدول المطلة عليه، باستثناء فرنسا، في حين تبدو سوريا كمتخرج حديثاً من نادي تعليم على السباحة.

أما الجيش النظامي فهو في تركيا من 612 ألف جندي مع 429 ألف احتياطي، مقابل 304 آلاف نظامي و450 ألف احتياطي في سوريا التي لديها 934 طائرة، بينها 208 هليكوبترات، مقابل 1940، بينها 874 هليكوبتر في تركيا التي لجيشها البري 4.246 دبابة مقابل 4.950 في سوريا.

ولا تملك سوريا إلا 19 قطعة بحرية فقط في ترسانتها، مقابل 269 في تركيا التي لديها 8 مرافئ بحرية، مقابل 3 في سوريا. أما السفن التجارية التي يمكن تحويلها للاستخدام زمن الحرب فهي في سوريا 41 فقط مقابل 645 في تركيا المالكة 99 مطارا مقابل 104 في سوريا، التي تملك 10 زوارق لخفر السواحل مقابل 110 في تركيا، علما أن المطارات المذكورة ليست التقليدية المعروفة، إنما كل مدرج مخصص لإقلاع وهبوط الطائرات الحربية في حالات الحرب.

في ترسانة تركيا البحرية 7 طرادات و16 فرقاطة و75 طائرة بحرية و100 سفينة إنزال، مقابل 4 كاسحات وزارعات للألغام فقط في سوريا التي لا تملك أي غواصة مقابل 16 في تركيا التي تملك 108 زوارق للقتال مقابل 3 في سوريا، في حين يبلغ عدد جنود البحرية التركية 48 ألفا و600 مقابل عدد غير مذكور بالتقريرين اللذين أطلعت عليهما “العربية.نت” ولم تجد في سواهما أي ذكر لعددهم، مع ملاحظة أن أيا من البلدين لا يملك مدمرة أو حاملة طائرات.

وبين سفن الإنزال التي تملكها تركيا هناك 26 طراز LCM302 بنتها في أحواضها بمساعدة غربية، وتحمل الواحدة منها 60 طنا من البضائع، إضافة إلى 140 جندياً. كما لديها 30 سفينة طراز EDIC LCT صناعة محلية تماما، وتقل الواحدة منها 100 جندي و5 دبابات.

لديها أيضا سفينة ضخمة برمائية، هي “أوسمانغازي” القادرة على حمل 900 جندي و15 دبابة وطائرة هليكوبتر، إضافة لسفينتين برمائيتين طراز “أرتوغرول” تحمل الواحدة 395 جنديا وبضائع إمدادات زنتها 2200 طن، وسوريا لا تملك شيئا من هذا كله.

ويضم الأسطول التركي سفينتين من طراز “ساروكابي” للنقل والقتال وزرع الألغام، وتحمل الواحدة 600 جندي و11 دبابة وطائرة هليكوبتر. كما تملك تركيا 21 كاسحة ألغام صنع فرنسي وأمريكي تحمل فرق غوص وجنودا على متنها.

وبين الطائرات البحرية التي تملكها تركيا هناك 4 لكشف الغواصات والمراقبة البحرية و7 للتدريب، إضافة إلى 3 طراز CN-235 للخفر والاستطلاع، مع 4 هي نسخة من “البلاك هوك” الأمريكية، وهي بر-مائية لتصفية الأهداف المعادية على الساحل مع 3مضادة للغواصات.

والفرقاطات التي تملكها تركيا هي من نوع حاملات الجنود، وعلى متن بعضها 8 منصات لإطلاق صواريخ طراز “هاربون بلوك1” وصواريخ “سبارو”، كما على متن فرقاطات أخرى 16 منصة لإطلاق الصواريخ وقذف الطوربيد، إضافة إلى مهابط للهليكوبتر. أما السفن التجارية فأهميتها هي بإمكانية وضعها في خدمة البحرية عند القتال.

ولتركيا طلبية من 100 طائرة “أف 35” الأكثر تطورا بالسلاح الجوي الأمريكي ستتسلمها بعد عامين، إضافة إلى أنها تسلمت قبل أشهر عددا من طائرات أمريكية مهاجمة من دون طيار، وانتهت تقريبا من نشر منظومة رادارات إنذار مبكر في قاعدة “ملاطيا” الجوية بمنطقة “كوراجيك” في الشرق التركي، وهي تابعة للولايات المتحدة ومعروفة باسم X-Band ومهمتها استهداف إيران بشكل خاص.

أما لجهة القوة الجوية، فلا مجال أيضا للمقارنة بين سلاح الجو التركي المالك لأحدث طائرات “أف-14” وزميلتها “أف-16” الأمريكية ونظيره السوري القادر على الإرباك في الحرب البرية فقط، لكن عمر الإرباك قصير أمام التفوق التركي البحري والجوي.

“الوطني” يرد على مشككي “الوثائق الأمنية السورية”

عماد الدين الرشيد: الوثائق الأمنية فحصتها دول أكدت موثوقيتها

دبي – العربية الحدث

منذ أن نشرت “العربية” جزءاً يسيراً مما لديها من وثائق، سربها التيار الوطني السوري، أثارت زوبعة كبيرة عند سوريين وحكومات ورد اسمها.

“العربية” نقلت التساؤلات المشككة إلى رئيس المكتب السياسي لـ”التيار الوطني السوري” الدكتور عماد الدين الرشيد في لقاء مباشر على الهواء ، وهو التيار الذي سرب الوثائق الأمنية وبثت “العربية الحدث” جزءاً منها.

الزوبعة التي ثارت متوقّعة

واعتبر الدكتور الرشيد أن “الزوبعة” التي أثارتها الوثائق متوقعة، و”من المنطقي أن تثير لغطاً لأن المعلومات التي قدمتها تتجاوز كونها معلومات إخبارية”.

وقال الرشيد “المعلومات المسربة، أمنية حساسة جداً أثارت جدلاً لارتباطها بأحداث جديدة وهيكلة جديدة للنظام”.

وحول مسميات الأجهزة الأمنية والسياسية قال الرشيد، إن “الأزمة السورية أجبرت نظام الأسد على إعادة هيكلة مؤسساته الأمنية للتجاوب مع المرحلة والتصرف بطريقة جديدة للتعامل مع الأوضاع الأمنية وهذا ما يفسر الكثير مما جاء في الوثائق التي تم تسريبها”.

“إمكانيات التزوير ليست صعبة”

وحول ما ذهب إليه البعض بأن الوثائق التي سربها التيار الوطني السوري مزورة وليست صحيحة قال الرشيد “من حيث المبدأ، فإن إمكانية التزوير ليست صعبة”، لكنه أردف موضحاً “إن الوثائق التي بحوزة تياره تم تسريبها من داخل الأجهزة الأمنية للنظام السوري على مدى فترات زمنية متباعدة، كان يعمل خلالها “التيار” ومن يعاونه لتسريبها”.

الرشيد كشف أن “أجهزة النظام السوري تعلم أنها مخترقة منذ زمن بعيد مع بداية استلام الرئيس السوري بشار الأسد السلطة”.

في إجابته عن سؤال لـ”العربية” حول ما إذا كان التيار الوطني السوري يستبعد أن يكون هو نفسه ضحية لأجهزة الأمن السورية، في حال قامت هذه الأجهزة بتزوير الوثائق وتسريبها إلى التيار لإحراجه، قال الرشيد “أستغرب من دفاع بعض أطراف المعارضة السورية عن أجهزة أمن نظام الأسد” ، واستكمل موضحاً “ليس غريباً أن تقول أجهزة الأمن ما تريد، كأن تشكك في الوثائق”، وقال إن ثقته بموثوقية الوثائق تدفعه وأعضاء التيار للتحدث عبر المؤسسات الإعلامية بأسمائهم الحقيقية دون خوف.

روسيا نصحت سوريا

وفي ذات السياق كشف الرشيد لـ”العربية” عن نصيحة روسية قدمت للنظام السوري، تقضي بـ”إعلان يقول إن أجهزة النظام الأمنية قامت بتقديم طعم للمعارضة السورية من خلال هذه الوثائق وإن النظام السوري يتدارس هذه الأيام إمكانية الأخد بالنصيحة الروسية” . وأكد لـ”العربية” أن روسيا حاولت بالفعل تقديم طعم من خلال وثيقتين تم استباعدهما بعدما تكشفت الخطة الروسية للتيار الوطني السوري.

وكانت عدة تساؤلات وصلت لـ”العربية”، تشير إلى غرابة ما أشارت إليه وثيقة زود بها التيار الوطني “العربية”، جاء فيها أن صاروخ أرض-أرض من نوع (غراد) قام بإسقاط طائرة الاستطلاع التركية من نوع (أف-4) ومن ثم أسر الطيارين التركيين قبل قتلهما بأمر من الرئيس السوري.

وحول إسقاط طائرة استطلاعية تركية، قال الدكتور الرشيد “لا بد من الرجوع إلى أصحاب الخبرات العسكرية للجزم في تفسير الأمر”، ولكنه يعرف أن “مركز التطوير العلمي والبحوث السوري، يقوم بتطوير صواريخ أرض-أرض ، ومنها (غراد) بطريقة تمكنها من إسقاط بعض الطائرات، كما حدث لطائرة الاستطلاع التركية من طراز (أف 4) التي كانت تطير بارتفاع منخفض مكن قوات النظام السوري من إسقاطها بصاروخ أرض-أرض مطور”.

المراسلات العسكرية والرسمية

وكشف الرشيد أن العميد حافظ مخلوف، ابن خال الرئيس السوري بشار الأسد، نقل لصالح النظام صواريخ مطورة على مختلف أنواعها لاستخدامها وتجريبها في محافظة حمص، وهي ذات الصواريخ التي يجري تطويرها محلياً بالتعاون مع المؤسسة العسكرية الروسية”.

ورداً على سؤال آخر لـ”العربية” حول تفسيره لما قيل إن المراسلات العسكرية السورية لا تعنون بعبارة “القصر الجمهوري” وإن أطرافاً سورية تقول إن الاستخدام الصحيح يكون بعبارة “رئاسة الجمهورية “، أجاب الرشيد أنه “لا بد من التفريق بين المراسلات العسكرية التي جاءت في الوثائق والمراسلات الرسمية للرئاسة في سوريا”.

وأوضح الرشيد أن “هذه المراسلات العسكرية والأمنية تصدر من القصر الجمهوري الذي استحدث فيه جهاز للمخابرات الخارجية السورية يعمل بشكل مستقل عن الفرع الخارجي في المخابرات الخارجية”، وكشف الرشيد عن معلومات ذات صلة بجهاز المخابرات الخارجية الذي يعمل فيه أربعون عميلاً للنظام السوري وسبعة ضباط، ولفت الرشيد إلى أن النظام السوري يعمل على تكذيب هذه الوثائق وأن هناك من ينشغل بالتدقيق في تفاصيل تساعد على تكذيب هذه الوثائق.

جدل صحة وثيقة “فيلاجيو”

وفيما يتعلق بالوثيقة التي سربها التيار الوطني السوري حول وقوف النظام السوري وراء حريق مركز “فيلاجيو” الشهير في العاصمة القطرية الدوحة ، قال الدكتور عماد الدين الرشيد لـ”العربية” إن التيار الوطني يقدم الوثائق للرأي العام كما وردت. وعبر عن استغرابه من اعتماد التشكيكات غير الجادة، لكتاب ينشرون في مواقع إلكترونية، عوضاً عن البحث والتمحيص المتخصصين.

ولدى سؤاله حول صحة الوثيقة التي وجهت للسفير السوري السابق لدى قطر “هاجم إبراهيم” والتي صدرت في الشهر الأول من العام الجاري بعد أن غادر منصبه كسفير بأشهر قال الرشيد إن مهمة السفير الذي يتحدر من مؤسسة أمنية ويعمل لديها قبل أن يكون سفيراً لا تنتهي بانتهاء مهمته كسفير، وإن هاجم إبراهيم يوجه النصح للنظام السوري حول أهداف يمكن ضربها لإحراج الدولة القطرية من خلال خبرته ، وكمثال على ذلك أشار الرشيد إلى نشاط السفير السوري في الأردن بهجت سليمان الذي كان يرأس فرعاً أمنياً على درجة عالية من الخطورة ومن ثم تم تعيينه سفيراً لدى الأردن.

واستكمل الرشيد “الأمر كما يظهر في الوثيقة، تم توجيهه إلى السفارة السورية في قطر في الشهر الأول من العام الجاري، وإن التحضيرات كانت منذ نهاية العام 2011” ، وأكد أن “غرف العمليات التي تعمل لصالح النظام السوري موجودة فعلاً في الدول التي يستهدفها النظام السوري في سفارات سورية وسفارات غير سورية أيضاً”.

مصادر مختلفة للوثائق الأمنية

رئيس التيار الوطني السوري قال إن هذه الوثائق التي سربها لـ”العربية” جاءت عن طريق جهات مختلفة، “فمنها ما تم الحصول عليه عبر اختراقات لأجهزة أمنية سورية، ومنها ما كان عبر شراء ذمم ممن يعملون لصالح النظام السوري، كما أن بعضها تم الحصول عليه من فروع أمنية سيطرت عليها المعارضة المسلحة في مدن سورية محررة، ومنها ما عثر عليه في حقيبة الخبير الروسي”.

=الرشيد قال في حديثه عن “المنطق” في سلوك النظام “إن نظام الأسد لا يتصرف بمنطق أصلاً منذ اندلاع الثورة في درعا، فقد يغيب المنطق عن النظام، فيوجه أوامر خطية لمهمات يكلف بها عملاء النظام للقيام بعمليات تصفية وقتل في حق ناشطين تماماً، كما يغيب المنطق عن النظام في سلوكه العنيف ضد شعبه وبلده”.

وفيما تستمر “العربية الحدث” في عرض الوثائق السورية الأمنية المسربة، عبر التيار الوطني السوري، فقد علمت “العربية.نت” أن هناك آلاف الوثائق من مصادر مختلفة في المعارضة والنظام السوريين، لا زالت تتحفظ “العربية” عن نشرها، لمزيد من التدقيق كعادتها، في جانب من هذه الوثائق، ولحساسية كثير من هذه الوثائق والأسماء الواردة فيها من ناحية أخرى.

في الذكرى الأولى لاغتياله: مَنْ قتل مشعل التمو

الشاهدة الأخيرة على عملية الاغتيال تسرد تفاصيل الحادث

آيزن هوتن شتادت (ألمانيا) – رشاد عبدالقادر

مَنْ قتل مشعل التمو؟ توجه موقع “العربية.نت” بهذا السؤال، في الذكرى الأولى لاغتياله، إلى معسكر اللاجئين في “آيزن هوتن شتادت” الواقع على بعد 124 كم شرق برلين، حيث تقيم الشاهدة الأخيرة على جريمة القتل التي طالت القيادي الكردي وزعيم تيار المستقبل السوري في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2011.

زاهدة رشكيلو (45 عاماً) التي تأبى أن يأكل اليأس من قلبها بعد أن شهدت عملية الاغتيال وكانت ضحيتها الثانية، تجلس في الغرفة الصغيرة رقم 130 داخل المعسكر، بكامل أناقتها وبجانبها عكازاها اللذان تعتمد عليهما في المشي.

وصلت إلى ألمانيا قبل عدة أشهر إثر فشل الأطباء بسوريا في إنقاذ ساقها، فتبنت الخارجية الألمانية علاجها. خضعت لعدة عمليات جراحية، إلا أن الرصاصات الثلاث التي أطلقت عليها – الأولى أخطأتها والثانية أصابتها بجرح سطحي والثالثة اخترقت الفخذ – فتتت عظام الساق وأتلفت الأعصاب، وهي تحاول حماية مشعل التمو بجسدها.

وتقول رشكيلو وهي تمسك بعكازها استعداداً لمطاردة شبح أثقل عليها أيامها الـ360 منذ الحادث “أتذكر وجه القاتل. ارسم ملامحه في مخيلتي يومياً. لن أتخلى عن ملاحقته”، متأملة أن تنهي الثورة السورية 42 عاماً من حكم ديكتاتورية “أكلت الأخضر واليابس” في بلادها سوريا.

أمضت 25 عاماً من عمرها في العمل السياسي، تسرد تفاصيل الحادث وكأنه جرى الآن. لازالت تتذكر الساعات والدقائق الأخيرة في حياة مشعل التمو، القائد الكردي الذي يعتبر مراقبون أن مقتله غير مجرى الثورة في المناطق الكردية.

ويرى هؤلاء أن مشاركة الأكراد في المظاهرات ازدادت بعد إطلاق سراح مشعل التمو الذي كان يقضي عقوبة 3 سنوات سجناً بتهمة النيل من هيبة الدولة وإضعاف الشعور القومي، وتراجعت مشاركتهم بعد مقتله وأصبح أقرب إلى دور المتفرج.

تشير رشكيلو إلى السجن الأبيض الألماني الذي يظهر من نافذة غرفتها في المعسكر، وتقول “مصير القتلة سيكون السجن بعد انتصار الثورة السورية”.

وتضيف “لم يكن مشعل رجلاً عادياً. تأثرت به وأعجبت بآرائه وأفكاره. كان يقول إن الأكراد جزء من الوطن الأم سوريا، وإن حل مشكلتهم سيكون داخل إطار الدولة السورية”.

وتمضي بالقول “قبل حادث اغتياله بيوم واحد أي 6 أكتوبر كنت في حلب، اتصل بي طالباً مني أن أسافر إليه في القامشلي. وصلت إلى كراجات البولمان (الباص) بالقامشلي في اليوم التالي 7 أكتوبر الساعة الثالثة عصراً”.

محاولة الاغتيال الأولى

وقتها، لم يكن مشعل التمو في استقبالها لأنه كان يعيش حالة شبه تخف بعد محاولة اغتياله الأولى في 8 سبتمبر/أيلول 2011. المحاولة فشلت بضربة حظ عندما لاحقته دراجة نارية عليها شخصان لإعاقة سيارته بينما كانت سيارة أخرى تطارده وبداخلها القاتل المفترض. ابنه مارسيل تمكن من الفرار بوالده في أحد الشوارع الجانبية.

نجا مشعل التمو وزاهدة رشكيلو ومارسيل من ذلك الحادث. تعرفوا إلى القاتل المفترض: سيارة فضية تابعة للأمن السوري، والشخصان على الدراجة النارية: شخصان من شبيحة النظام.

مشعل التمو طلب من الأحزاب الكردية إصدار بيان إدانة بمحاولة الاغتيال، إلا أن معظم الأحزاب الكردية اعتبرت أنه يبالغ في الحادث، وأن ما جرى كان على الأرجح مجرد صدفة.

الخوف من الموت

وتقول رشكيلو “كانت محاولة الاغتيال الأولى صدمة كبيرة لي. بقيت ثلاث ساعات لا أستطيع الكلام.” وتضيف “مشعل كان يحاول تهدئتي إلا أنني كنت أرى الخوف في عينيه أيضاً”.

مشعل التمو كبت خوفه. واستمر في المشاركة بالمظاهرات المناهضة للرئيس السوري بشار الأسد لمدة شهر كامل. يظهر علناً في النهار بين المتظاهرين، يلقي الخطب لإثارة حماسهم، ويتخفى ليلاً في بيوت مختلفة.

رفاقه حذروه من الظهور العلني خشية اعتقاله ثانية، إلا أنه كان يقول “هذه المرة لن يعتقلوني بل سيقتلونني. ولن يقتلوني أمام الناس”.

رفض في البداية الخروج من سوريا، إلا أن معلومات تسربت إليه من دمشق عن طريق علاقات شخصية، مفادها أن قرار قتله قد اتخذ. حينها، تقول رشكيلو “قرر الرحيل إلى تركيا رغم معارضة بعض رفاقه في تيار المستقبل بدعوى أنهم لا يستطيعون تحمل عبء المسؤولية وحدهم”.

يوم الاغتيال

في ذلك اليوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2012، كان مشعل التمو ينتظر زاهدة رشكيلو القادمة من حلب (422 كم غرب القامشلي) ورفاق آخرين ليودعهم.

اتصل بها لدى وصولها إلى كراج البولمان (الباص) طالباً منها أن تتوجه إلى منزل شقيقه عبدالرزاق. ومن هناك نقلها عبدالرزاق التمو ومارسيل إلى حيث يتخفى مشعل التمو في منزل متواضع لشخص تعرف إليه في السجن يدعى رشو، في الحارة الغربية بالقامشلي.

رشكيلو تحبس دمعة تسعى جاهدة للخروج من عينيها، وتقول “وصلنا بحدود الثالثة والربع. الشارع الذي كان يقع فيه البيت كان هادئاً تماماً. تسربت الريبة إلى قلبي.

دخلت إلى الغرفة وكان مشعل واقفاً داخلها بنظارته ذات الإطار الأسود، مبتسماً كعادته، يرتدي تيشرتاً فضياً وبنطال جينز، حينها قلت له: لماذا تتخفى في هذا البيت؟ ألم تجد مكاناً أفضل منه؟!”.

مشعل التمو الذي لم يكن يعلم أن نحو ساعة تفصله عن الموت، هدأ من روعها وقال “لابد أنك جائعة بعد رحلتك الطويلة، سأرسل مارسيل ليجلب لنا أكلاً من المطعم”.

رشكيلو المرتابة رفضت، قائلة إنها ستأكل الطعام الموجود في البيت ولا داعي لخروج مارسيل من البيت. تقرر أخيراً أن يتناولوا الأكل الموجود في المنزل، فخرج صاحب البيت ليأتي ببعض المواد الغذائية من محل تجاري مجاور.

كانت زوجة رشو تعد الطعام. عبدالرزاق التمو في فناء الدار. ومشعل ورشكيلو داخل الغرفة، عندما دخل مارسيل بحدود الساعة الرابعة إلا ربعاً قائلاً لوالده إن المهرب اتصل وطلب أن نستعد للانطلاق الساعة الرابعة.

مشعل التمو، في لحظة تاريخية كان سيندم عليها لو بقي حياً، قرر تأجيل رحلته إلى اليوم التالي “لضيق الوقت”.

بعد ذلك بدقائق اتصل أحد أعضاء تيار المستقبل، شيركوه، مع مارسيل طالباً أن يرى والده كي يودعه قبل رحيله إلى تركيا.

حدد له مارسيل مكاناً محدداً ليصطحبه من هناك. عندما وصل شيركو، طالبه مشعل التمو بدعم ريزان شيخموس، رئيس مكتب الاتصالات العامة في تيار المستقبل، الذي سيخلفه خلال فترة غيابه.

شيركوه كان مع حزب العمال الكردستاني PKK سابقاً، وانضم بعد ذلك إلى تيار المستقبل لينسحب منه فيما بعد مع خمسة أعضاء آخرين، ومن ثم ليعود إلى تيار المستقبل مجدداً قبل خروج مشعل التمو من السجن بفترة قصيرة.

الأعضاء الثلاثة لتيار المستقبل: مشعل التمو متكئاً على وسادة على جنبه الأيسر، يتحدث مع شيركوه الجالس في صدر الغرفة بمواجهة الباب، وزاهدة رشكيلو في الجهة المقابلة، يتناقشون في شؤون تيار المستقبل والثورة السورية.

قرع جرس الباب وساد هدوء مريب في فناء الدار. رشكيلو انتبهت لذلك.

قبل قرع الجرس بلحظات كان عبدالرزاق التمو قد دخل الحمام القريب من باب فناء الدار ليقضي حاجته. مارسيل جالس في الفناء. ورشو، صاحب البيت، بادر إلى فتح الباب.

رشكيلو لا تعلم حتى الآن ماذا جرى داخل الفناء وتسبب في تلك السكينة التي تسبق الموت.

القاتل انسل بهدوء إلى داخل الغرفة دون أن ينتبه له مشعل التمو. نظرت إليه رشكيلو متوجسة شراً: شاب نحيف متوسط الطول، بشرته ضاربة للسواد، عيناه صغيرتان، نظرات باردة، يرتدي قبعة وجزمة وبيده كلاشينكوف.

قال لمشعل التمو الذي كان يتحدث مع شيركوه في نصف استدارة وظهره إلى باب الغرفة، موجهاً فوهة الكلاشينكوف إلى رأسه “قم معنا” باللغة العربية، محذراً شيركوه من التحرك من مكانه، عندما استدار مشعل التمو إليه انطلقت الرصاصة مخترقة جسده.

خرجت صرخة مدوية من زاهدة رشكيلو. قفزت لتحول بين القاتل ومشعل التمو، فبادرها القاتل برصاصة فأخطأها، ثم رصاصة ثانية أحدثت جرحاً سطحياً في جسدها، فرصاصة ثالثة اخترقت فخذها.

رشكيلو سقطت إلى جانب مشعل التمو. الدم يسيل من الاثنين. ينظران إلى بعضهما نظرة الوداع التي أتت من أجلها رشكيلو قادمة من حلب. كانت تحسب أنها ستودعه إلى تركيا وليس إلى الموت.

قالت له باكية: إننا نموت يا مشعل! فأومأ لها برأسه أن نعم نحن نموت، مبتسماً نصف ابتسامة ظلت على شفتيه إلى الأبد، ربما ليخفف على رشكيلو هول الحدث.

دخل رجل آخر إلى الغرفة وبادر بإطلاق رصاصة ثانية إلى مشعل التمو، فثالثة ورابعة..

استسلم الزعيم الكردي مسلماً الروح. بينما دخلت رشكيلو في حالة إغماء لم تستفق منه إلا في المستشفى.

رشكيلو التي انفجرت في نوبة بكاء وهي تروي لـ”العربية.نت” تفاصيل الحادث، لا تزال تغني في المناسبات الكثيرة التي يحتفل بها اللاجئون داخل المعسكر. تغني للحب والأمل ولصباح جديد متذكرة صوت مشعل التمو عبر الهاتف، وهو يقول لها دائماً “صباح الخير” مهما كان توقيت النهار.

وثيقة سورية عن مقتل خبير روسي كبير في سيارته

الكشف عن وجود عدد كبير من المستشارين الروس ومعاملتهم معاملة الضباط السوريين

دبي – العربية الحدث

أثارت حلقة جديدة من سلسلة الوثائق السرية السورية المسربة عرضتها “العربية الحدث”، اليوم الأربعاء، موضوع مقتل المستشار العسكري الروسي فلاديمير بيتروفيتش كوجييف الذي قيل إنه قتل في سيارته مع ثلاثة آخرين، وتكشف الوثائق عن وجود عدد كبير من المستشارين الروس في سوريا غير كوجييف يعاملون معاملة الضباط السوريين.

في الخامس من أغسطس/آب من العام الجاري عثر على حقيبة كانت بحوزة شخصية عسكرية روسية لها الأهمية الكبرى في التخطيط والتنسيق في تقديم المشورة للنظام السوري للخلاص في أقرب وأسرع فترة زمنية من الثورة التي تعم البلاد.

ووجد في الحقيبة التي عثر عليها في السيارة التي تقول المعارضة إنه قتل فيها، على بعض الوثائق الخاصة بالمستشار الروسي كوجييف.

وبين الوثائق التي عثر عليها البطاقة الشخصية لكوجييف والتي صدرت له في السادس و العشرين من يونيو/حزيران عام 2007 كإثبات من قبل الحكومة السورية لشخصيته العسكرية تخوله أيضاً دخول كافة المؤسسات الأمنية السورية، والتي يظهر فيها تاريخ ولادته في عام 1956.

 أما الوثيقة الثانية فتتضمن أن كوجييف تقدم بطلب إجازة رسمية إلى وزير الدفاع السوري الحالي فهد جاسم الفريج الذي كان حينها رئيساً لهيئة الأركان الذي يعمل كوجييف كمستشار عسكري له، لقضاء عطلة اعتيادية، ويقول فيها “إنه واستناداً لشروط العقد الخاص لإيفاد مستشارين عسكريين روس إلى سوريا، يطلب كوجييف إجازة للسفر إلى العاصمة الروسية موسكو تمتد من العاشر من ديسمبر/كانون الأول من عام 2011 وحتى الرابع عشر من يناير/كانون الثاني”، ما يعني أن المستشار كوجييف كان متواجداً على رأس عمله حتى تاريخ هذه الوثيقة التي ظهر عليها توقيع وزير الدفاع فهد الفريج.

كان الخبير الروسي كوجييف يملك سيارة من نوع مازدا زووم كما أوضحت الوثيقة رقم 147 والتي تحمل موافقة وزارة الداخلية السورية لكوجييف بتعتيم زجاج سيارته حفاظاً على سلامته حتى لا يظهر من بداخلها.

وعرضت “العربية الحدث” فيديو خاصاً بها لم يتم بثه سابقاً يظهر السيارة التي قيل إن الخبير الروسي قتل فيها مع ثلاثة آخرين، وصوراً للشخصية الروسية التي ظهرت في مؤتمر صحفي بعد الحادث، وتقول المعارضة السورية إنها ليست الصورة الحقيقية لكوجييف مع مقارنتها بالصورة التي تقول المعارضة إنها الصورة الحقيقية له.

وتكشف وثيقة جديدة مؤرخة في الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2011، حقيقة تواجد عدد من الخبراء الروس في سوريا غير كوجييف، حيث تتضمن الوثيقة طلباً مرسلاً من كبير المستشارين العسكريين الروس العماد أول تكاتشوف نيكولا إلى رئيس هيئة الأركان السورية فهد جاسم الفريج، بتخصيص شاليهات في كل من اللاذقية وطرطوس للترفيه عن الخبراء والمستشارين العسكريين الروس في سوريا كما يحدث كل عام، وفق ما نصت عليه الوثيقة.

وفي نفس اليوم، يوافق رئيس هيئة الأركان السوري على الطلب ويوصي رئيس شعبة التنظيم بإجراء اللازم لتوفير فرصة الاستراحة للخبراء الروس ومعاملتهم نفس معاملة الضباط السوريين وفق وثيقة أخرى.

مقتل 18 من الحرس الجمهوري في تفجير بريف دمشق

بيروت – فرانس برس

قُتل 18 عنصراً على الأقل من قوات الحرس الجمهوري السوري في تفجير أعقبه إطلاق نار في قدسيا بضاحية غرب دمشق، بحسب ما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الخميس.

وقال مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، إن “غالبيتهم قتلوا في التفجير”، مضيفاً أن الاشتباكات مع مقاتلي المعارضة في ضاحية قدسيا لا تزال مستمرة.

وأكد المرصد وصحافيو فرانس برس أن الجيش شن هجوماً واسعاً على قدسيا وحي مجاور أمس الأربعاء ونشر عدداً كبيراً من الجنود.

وقال عبدالرحمن “يبدو أن المسلحين استخدموا عبوة ناسفة صغيرة، لكنهم وضعوها قرب مساكن الحرس الجمهوري في قدسيا”.

وأضاف أن بعض القتلى سقطوا خلال اشتباكات مع الجيش السوري الحر.

ويأتي هذا بعد يومين من تأكيد صحيفة “البعث” الحكومية قرب “انتهاء العمليات الأمنية في كامل” ريف دمشق.

وصعدت القوات النظامية السورية هجماتها في الأسابيع الأخيرة على مناطق في ريف دمشق عزز المقاتلون المعارضون وجودهم فيها.

تركيا تطلب تفويضا لعمل عسكري بسوريا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

رفع مجلس الوزراء التركي، في وقت متأخر الأربعاء مذكرة تفويض إلى البرلمان تعطي الحق للحكومة في القيام بعمليات عسكرية خارج حدود البلاد، في الأحوال الطارئة، وفي الأثناء يستمر القصف التركي لأهداف داخل الأراضي السورية رداً على حادثة أقتشه قلعه التي أدت لمقتل 5 أتراك.

وينتظر أن يناقش البرلمان التركي طلب الحكومة في جلسة الخميس، التي ستبدأ في الساعة العاشرة صباحاً بحسب التوقيت المحلي، للتصديق عليها بشكل نهائي، أو رفضها، وهذا احتمال بعيد لأن حزب العدالة والتنمية يشكل أغلبية في البرلمان، وفقاً لما ذكرته وكالة أنباء الأناضول.

وقالت الحكومة التركية في المذكرة إن “الأعمال العدوانية” من قبل الجيش السوري أصبحت تمثل تهديداً خطيراً لأمنها.

وقال إبراهيم كالين، وهو من كبار مستشاري رئيس الوزراء رجب طيب إردوغان على صفحته على موقع تويتر إن تركيا لا تريد حربا مع سوريا لكنها ستحمي حدودها، مضيفاً أن المبادرات السياسية والدبلوماسية ستستمر.

من جانبه، قال أرشاد هرمزلو، مستشار الرئيس التركي لشؤون الشرق الأوسط في حوار له مع سكاي نيوز عربية، إن المذكرة لا تعني أن تركيا ستدخل الأراضي السورية، وإنما هناك تفويضا للتحسب لأسوأ الاحتمالات لمدة سنة كاملة”.

ولفت إلى أن هذا التفويض سيخول الحكومة التركية للتحرك بشكل فوري في حال تعرضها لأي عدوان.

وأضاف: “الاعتداءات وقعت على الحدود الجنوبية لحلف شمال الأطلسي، لذا يجب على الدول الأعضاء أن تقوم بدورها إن تطلب الأمر، ولا يعني ذلك التدخل الفوري للحلف، وإنما أن نحصل على دعم الأعضاء”.

وأكد هرمزلو أن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أجرى اتصالا هاتفيا مع أمين عام الأمم المتحدة بان غي مون ليطلعه على تفاصيل الاعتداء الذي تعرضت له الأراضي التركية.

يشار إلى أن المذكرة التي رفعها مجلس الوزراء التركي تستند إلى تفويض عمره 5 أعوام لجيشها لتنفيذ عمليات عبر الحدود، وهو اتفاق كان يقصد به في الأصل السماح بشن ضربات تستهدف قواعد المقاتلين الأكراد في شمال العراق.

وقال نائب عن الحزب الحاكم للتلفزيون التركي إن التصويت سيتم توسيعه الآن ليشمل تنفيذ عمليات في سوريا، وفقاً لرويترز.

وتأتي هذه التطورات بعد تكرار الحوادث على الحدود التركية السورية، خصوصاً الحادث الأخيرة الذي أسفر عن مقتل 5 أشخاص، هم أم تركية وأولادها الأربعة، وإصابة 10 آخرين بجروح جراء سقوط قذيفة على منزلهم في بلدة أقتشه قلعة التركية.

وردت القوات التركية بقصف مواقع عسكرية داخل سوريا، وخصوصاً في بلدة تل أبيض التي تبعد عن الحدود التركية مسافة 10 كيلومترات، وذكرت مصادر المعارضة أن القصف أدى إلى مقتل عدد من الجنود السوريين.

وكانت سوريا أسقطت في وقت سابق طائرتين تركيتين قالت إنهما انتهكا الأجواء السورية، كما أدى إطلاق نار باتجاه سوريين في الأراضي التركية إلى مقتل طفلة تركية.

ناشطون: مقتل 18 من الحرس الجمهوري

عماد الأطرش- حلب – سكاي نيوز عربية

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 18 عنصراً على الأقل من أفراد الحرس الجمهوري السوري قتلوا في تفجير وإطلاق نار في قدسيا ريف دمشق، بينما أعلنت المعارضة السورية مقتل 16 شخصاً بنيران القوات الحكومية الخميس.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن إن غالبية القتلى من الحرس الجمهوري سقطوا في التفجير، مضيفاً أن الاشتباكات مع مقاتلي المعارضة في ضاحية قدسيا “لا تزال مستمرة”.

وصباح الخميس، أفاد مراسلنا في حلب باستمرار القصف المدفعي المكثف على مناطق متفرقة من المدينة وريفها طوال الليل، بينما واصل الطيران قصفه لمناطق متفرقة من المدينة، في وقت أعلنت مصادر المعارضة السورية المسلحة عن “تحرير” حي سيف الدولة بالمدينة الواقعة شمالي البلاد.

وقال مراسلنا في حلب إن حي الصاخور في حلب تعرض لقصف مدفعي عنيف، بينما سقطت قذائف هاون على مطار النيرب بالمدينة.

وأشارت مصادرنا في سوريا إلى انفجار سيارة مفخخة في حي الشيخ سعد في العاصمة دمشق، بينما ذكر ناشطون سوريون أن القوات الحكومية شنت حملة قصف عنيف على الغوطة الشرقية بدمشق.

وقالت مصادر المعارضة السورية إن معارك وقعت في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق، وأن الجيش السوري الحر استهدف حاجزاً للجيش الحكومي قرب المخيم.

من ناحيتها، ارتفع عدد القتلى برصاص القوات السورية الخميس إلى 16، توزعوا على مناطق حمص، التي شهدت مقتل 5، وحلب حيث قتل 4 أشخاص، وحماة التي قتل فيها 3 أشخاص، و2 في كل من دمشق وريفها ودير الزور، وفقاً للشبكة السورية لحقوق الإنسان.

وفي وقت سابق، قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن 3 أشخاص، من عائلة واحدة، قتلوا جراء القصف العشوائي للقوات الحكومية الذي تعرضت له قرية الأربعين في حماة، فيما ذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن شخصاً واحداً قتل في حرستا بريف دمشق.

وفي الأثناء، اقتحمت القوات الحكومية بلدة حيط بريف درعا، وبأعداد كبيرة من الجنود والآليات وسط إطلاق نار كثيف، وفقاً لما ذكرته شبكة شام مباشر.

وقالت الشبكة أيضاً إن الطيران الحربي قصف حيي الحميدية والعرفي في مدينة دير الزور.

وعلى صعيد التفجيرات في ساحة سعدالله الجابري، قالت وزارة الداخلية السورية إن الحصيلة الأولية للقتلى بلغت 34 قتيلاً و122 جريحاً من المدنيين والعسكريين، وفقاً لبيان نقلته وكالة الأنباء السورية “سانا”.

وأضاف البيان أنه تم “العثور على 3 جثث للإرهابيين القتلة”، مشيرة إلى أن التفجيرات أدت إلى إلحاق أضرار كبيرة في الممتلكات العامة والخاصة والمباني الرسمية والفنادق والمنازل السكنية وتحطم 250 سيارة عامة وخاصة.

كيف تصادم حزب الله والجيش الحر

مقتل القيادي في حزب الله علي حسين ناصيف

إيهاب العقدي- بيروت – سكاي نيوز عربية

ترتفع على طول الطريق المؤدية الى بلدة بودي في البقاع اللبناني صور قتلى حزب الله، سقط معظمهم في الحرب مع إسرائيل وتعد هذه البلدة الواقعة شرقي لبنان مسقط رأس القيادي العسكري في الحزب علي حسين ناصيف.

لم يعرف أحد في لبنان الرتبة التنظيمية لناصيف الملقب بأبي العباس الذي كانت تهابه التنظيمات الأخرى شمالي البقاع حتى خبر مقتله الذي أعلن عنه تلفزيون المنار التابع لحزب الله وقال فيه إنه ” استشهد خلال قيامه بواجبه الجهادي”، وهذا التعبير يستخدمه حزب الله للإعلان عن مقتل عناصره من دون تحديد الأسباب والمكان.

لكن مصادر أمنية أكدت لسكاي نيوز عربية مقتل هذا القيادي خلال مواجهات وقعت مع الجيش السوري الحر في مناطق سورية متاخمة للحدود مع لبنان، قرب منطقة الهرمل يوم الأحد الماضي، وأنه جرى نقل جثته مع آخرين وعدد من الجرحى إلى داخل الأراضي اللبنانية عبر معابر غير شرعية.

لكن مصدرا في الحزب أكد لسكاي نيوز عربية أن ناصيف قتل داخل الأراضي اللبنانية.

وقال المصدر إن هذا الاتهام بمشاركة الحزب في الأعمال القتالية داخل سوريا ليس بجديد، خصوصا من قبل المعارضين للحكومة، لافتا إلى أن تشييعه جرى بطريقة علنية.

وقال أحد أقرباء ناصيف خلال تقبل التعازي به إن حزب الله يعد بشكل مستمر ” لمواجهة إسرائيل فقط، ولا وجود له داخل سوريا، وإن الحزب يواصل إعداد كوادره لأي معركة مقبلة بالتدريب، وقد يسقط بعضهم في هذا السياق”.

لكن رواية الجيش السوري الحر تختلف جذريا عما أعلنه حزب الله الذي بدا متكتما على تفاصيل مقتل القيادي، وفيها تفاصيل مثيرة عن العملية.

وفق الرواية التي أعلنها مسؤول كتيبة البراء التابعة لكتائب الفاروق لسكاي نيوز عربية فإن هجوما شنه الجيش الحر على “موقع رئيسي للجيش النظامي بمنطقة الزراعة القريبة من الحدود اللبنانية، ووقعت اشتباكات عنيفة استمرت عدة أيام، وتمكن الجيش الحر من محاصرة الموقع الذي كان بداخله عناصر لحزب الله قتلوا في المعارك” حسب ما ذكر أبو مؤيد مسؤول الكتيبة.

ولفت هذا المسؤول المعارض الذي كان يتحدث عبر سكايب من القصير إلى أن “معلومات من ضابط متعاون مع الجيش الحر من داخل النظام أفادت بقدوم تعزيزات للقوات النظامية، ومعها مسؤول ميداني من حزب الله” لفك الحصار وسحب عناصر الحزب من داخل الموقع.

وتابع المسؤول العسكري المعارض روايته بأن هذه القوة “اقتحمت بلدة الزراعة وتمكنت من رفع الطوق عن الموقع، فانسحب مقاتلو الجيش السوري الحر إلى أماكن أخرى وزرعوا متفجرات على طريق عودة هذه القوات، وجرى تفجيرها عن بعد ثمانمئة متر، وأدت إلى مقتل القيادي في حزب الله “أبو العباس” واثنين من مرافقيه والعقيد في الجيش النظامي سيف كنجو ومرافقه”.

ولفت أبو مؤيد إلى أن “هذه المواجهة ليست الأولى مع حزب الله وسبق أن قتل 8 من عناصره قبل 4 أشهر قرب منطقة حوش السيد علي “وأوضح أن عناصر الحزب ينتشرون بكثافة على “أطراف الزراعة وزيتا وعقربة وغيرها، ولديهم حواجز ثابتة داخل القرى السورية ويسيطرون عليها بشكل كامل”.

لكن مسؤولين محليين لبنانيين  قالوا لسكاي نيوز عربية إن هناك 7 قرى داخل سوريا سكانها بالكامل من اللبنانيين، ولديهم امتدادات عشائرية داخل هذه القرى.

لكن المعطيات الميدانية تعاكس استراتيجية حزب الله وفق الخبير العسكري العميد المتقاعد أمين حطيط الذي أكد “أن حزب الله أعلن صراحة نبذه لأعمال العنف في سوريا” وأن هذا الحزب لا يستطيع تأمين الجبهة السورية باعتبار أن وجوده ينصب على بقعة لا تتجاوز الستمئة كيلومتر مربع جنوبي لبنان.

أما المعارضين للحزب في لبنان فيؤكدون مشاركة حزب الله في معارك سوريا وفق الكاتب محمد سلام الذي نشر أكثر من مرة أسماء قتلى لحزب الله قال إنهم سقطوا في معارك مختلفة في سوريا في تواريخ مختلفة.

تركيا: الحكومة تسعى لموافقة البرلمان على نشر قوات خارج الحدود

قالت حكومة تركيا في مذكرة أرسلتها الى البرلمان إن “الأعمال العدوانية” من قبل الجيش السوري أصبحت تمثل تهديدا خطيرا لأمنها. وتسعى الحكومة الى الحصول على موافقة البرلمان على نشر قوات تركية خارج حدودها.

وقال ابراهيم كالين، أحد كبار مستشاري رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان، على صفحته على موقع تويتر إن تركيا لا تريد حربا مع سوريا لكنها ستحمي حدودها. وأضاف أن المبادرات السياسية والدبلوماسية ستستمر.

ردود فعل

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف حثه سوريا الخميس على أن تعلن أن الهجوم بقذيفة مورتر الذي وقع على الحدود التركية الأربعاء كان حادثا عارضا لن يتكرر.

كما دعت وزارة الخارجية الروسية الى التحلي بضبط النفس بعد الهجوم الذي قتل فيه خمسة مدنيين أتراك يوم الأربعاء.

ونقلت الوكالة عن لافروف قوله خلال زيارة لإسلام اباد “من خلال سفيرنا في سوريا تحدثنا الى السلطات السورية التي أكدت لنا أن ما حدث على الحدود مع تركيا كان حادثا مأساويا، وأنه لن يحدث مرة أخرى”.

تركيا

سقوط القذائف يقتل امرأة وأربعة أطفال من نفس العائلة.

وأضاف لافروف “نعتقد أن من المهم للغاية أن تعلن دمشق هذا رسميا.

وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج لوكالة أنباء رويترز الخميس إن الرد العسكري التركي على الهجوم السوري بقذيفة مورتر يمكن تفهمه لكن يجب تفادي تصعيد الموقف.

وأضاف “الرد التركي مفهوم، فقد حدث عمل شائن. قتلت قوات من دولة أخرى مواطنين أتراكا داخل تركيا، وبالتالي نعبر عن تضامننا الشديد مع تركيا، لكننا لا نريد أن نشهد تصعيدا مستمرا لهذه الحادثة”.

وقال هيج إن على الحكومة السورية أن تضمن الا “تتكرر اي حادثة من هذا القبيل حتى يمكن تفادي هذا النوع من التوتر على المناطق الحدودية مع تركيا او غيرها من دول الجوار.

وأدان الاتحاد الاوروبي القصف السوري على تركيا، وحث جميع الاطراف على ضبط النفس.

استئناف القصف

وكان الجيش التركي قد استأنف في وقت مبكر من صباح الخميس قصفه لأهداف داخل سوريا، وذلك غداة مقتل خمسة مدنيين أتراك إثر سقوط قذائف أُطلقت من الأراضي السورية.

ويعقد البرلمان التركي صباح اليوم جلسة خاصة، ستسعى خلالها الحكومة إلى الحصول على موافقة برلمانية على القيام بعمليات عسكرية عبر الحدود مع سوريا.

وقال نشطاء سوريون معارضون إن القصف التركي أدى لمقتل عدد من الجنود الحكوميين، بينما قالت الحكومة السورية على لسان وزير الإعلام عمران الزعبي إنها تجري تحقيقات حول حادث سقوط القذائف في الأراضي التركية.

وقد أنحى حلف شمالي الأطلسي باللائمة على سوريا في الحادث، وطالب بوقف فوري لأي أعمال عدائية تجاه تركيا.

كما ندد متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية بسقوط قذائف سورية على الجانب التركي من الحدود، وذلك في وقت يتوقع أن يجتمع فيه مجلس الأمن الدولي في وقت لاحق اليوم لبحث الملف نفسه.

دمشق وحلب

وفي وقت لاحق، قال رامي عبدالرحمن، مدير “المركز السوري لحقوق الانسان” المعارض ومقره بريطانيا إن انفجارا تبعته اشتباكات في احد احياء دمشق اسفر عن مقتل 18 من عناصر الحرس الجمهوري السوري الخميس.

وقال عبدالرحمن “قتل معظمهم في الانفجار”، مضيفا ان الاشتباكات التي يشهدها حي القادسة ما زالت مستمرة.

على صعيد آخر، قال المرصد ذاته إن الجيش السوري قصف الخميس عددا من احياء مدينة حلب.

وقال المرصد في بيان إن الجيش قصف “احياء باب النيرب وصلاح الدين ومشهد وباب النصر وصاخور”، مضيفا ان القوات السورية خاضت معارك مع المتمردين شمالي حلب، وبالتحديد في حيي سيف الدولة والصاخور.”

وقال المرصد المعارض “إن القتال ادى الى تدمير دبابة تابعة للجيش السور ومقتل عدد من الجنود.”

قصف

وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان قد اعلن الاربعاء ان بلاده قصفت اهدافا تقع داخل الاراضي السورية ردا على سقوط قذائف داخل اراضيها مصدرها سوريا ادت الى مقتل خمسة مدنيين في قرية حدودية.

بعد الاحداث التي شهدتها “اقتشا قلعة” ومقتل ٥ مواطنين أتراك بقذيفة هاون سورية، يصوت البرلمان التركي اليوم الخميس على مذكرة تفويض تخول الحكومة القيام بعمليات عسكرية في سورية اذا ما رأت حاجة لذلك، وستكون مدة صلاحية المذكرة لمدة سنة واحدة، وهذه المذكرة ستكون على غرار مذكرة التفويض التي حصلت عليها الحكومة من البرلمان في السابق للقيام بعمليات عسكرية في شمال العراق.

وسيعقد مساء الخميس لقاء بين رئيس الوزراء طيب اردوغان والنائب الاول للرئيس الإيراني الذي وصل الى انقره لمناقشة جملة من المسائل الاقتصادية، ولكن سورية وما تعرضت له تركيا ستكون الملفات الأبرز، وستكون اولى تعليقات وتصريحات اردوغان حول الاحداث في المؤتمر الصحفي الذي يعقده مع المسؤول الإيراني.

كما يعقد اليوم أيضاً اللقاء الدوري الأسبوعي لرئيس الجمهورية عبدالله غل مع رئيس الوزراء ورئيس أركان الجيش الجنرال اوزيل ، لكن لقاء اليوم يحمل اهمية كبرى مع تطورات احداث اقتشا قلعة والعلاقة مع سوريا.

وقال اردوغان في بيان ان “هذا الهجوم استدعى ردا فوريا لقواتنا المسلحة”.

ونقلت وكالة أنباء رويترز عن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عددا من الجنود السوريين قتلوا خلال القصف.

وطلبت تركيا من مجلس الأمن الدولي”اتخاذ الخطوات الضرورية لوقف أعمال عدوانية كهذه”.

وكانت قذيفة هاون أطلقت من سوريا سقطت على منطقة سكنية في بلدة أكاكالي بجنوب شرق تركيا يوم الاربعاء مما أسفر عن مقتل إمرأة وأربعة أطفال من نفس العائلة واصابة ثمانية اشخاص آخرين على الاقل.

وارتفعت سحابة من التراب والدخان فوق المباني المنخفضة بينما هرع السكان لتقديم المساعدة للجرحى. ونزل آخرون أغضبهم تصاعد اعمال العنف من الحرب الاهلية في سوريا الى الشوارع وهم يرددون عبارات احتجاج ضد السلطات المحلية.

وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان ان وزير الخارجية أحمد داود أوغلو اتصل هاتفيا بالامين العام للامم المتحدة بان كي مون لاطلاعه على الحادث كما تحدث الى الامين العام لحلف الاطلسي ومع الوسيط الدولي في الازمة السورية الاخضر الابراهيمي.

وحث بان كي مون دمشق على احترام سيادة جيرانها، وأضاف أن حوادث كهذه تبين كيف يهدد النزاع في سوريا ليس فقط أمن الشعب السوري بل يلحق أضرارا بالجيران أيضا.

وأصدر حلف شمال الأطلسي (الناتو) بيانا قال فيه إن “الحلف يستمر في الوقوف إلى جانب أحد أعضائه، تركيا، ويطالب بالوقف الفوري لأعمال عدوانية كهذه، ويحث النظام السوري على التوقف عن انتهاك القوانين الدولية”.

وقد اجتمع سفراء الدول الأعضاء في الناتو وعبروا عن شجبهم الشديد “للعدوان السوري” وحييوا “ضبط النفس التركي” ودعوا الى “وقف فوري للأعمال العدوانية”، على حد تعبيرهم.

وأشار داود أوغلو الى ان تركيا ستتخذ اجراء اذا تكرر حادث اطلاق قذيفة هاون والذي ألحق أضرارا بمنازل وأماكن عمل في اكاكالي يوم الاربعاء.

ونقلت وكالة أنباء فرانس برس عن وسائل إعلام تركية أن الحكومة ستطلب تفويضا من البرلمان للقيام بعمليات عسكرية عبر الحدود إذا لزم الأمر.

وقال أحمد أمين ميشورجول الرئيس المحلي للهلال الاحمر التركي “ان (أحدث قذيفة هاون ) سقطت في منتصف الحي. وتوفيت الزوجة وأربعة أطفال من نفس العائلة.”

وقال “الناس هنا قلقون لاننا تعرضنا للضرب قبل ان تقنع قوات الامن الناس باخلاء الضاحية القريبة من الحدود لكننا الان ضربنا في وسط البلدة مباشرة.”

وأقام رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان علاقات جيدة مع الاسد لكنه اصبح من أشد منتقديه بعد الانتفاضة الشعبية التي بدأت العام الماضي واتهمه باقامة “دولة ارهابية”. وسمح أردوغان لمقاتلي المعارضة السورية بتنظيم انفسهم داخل الاراضي التركية وسعى من اجل اقامة منطقة آمنة في ظل حماية أجنبية داخل سوريا.

وتأثرت مناطق حدودية نتيجة لتفاقم اراقة الدماء في سوريا حيث تسقط طلقات طائشة على الاراضي التركية.

وقال فاروق جليك وزير العمل وعضو البرلمان عن الاقليم الذي تقع فيه أكاكالي للبرلمان “خلال فترة 20 الى 25 يوما الاخيرة وقعت اشتباكات عنيفة للغاية على الجانب السوري. شعرنا باثارها في أكاكالي.”

وأبلغت تركيا الأمم المتحدة رسميا في أبريل نيسان الماضي بحادث أصيب فيه خمسة أشخاص من بينهم مسؤلان تركيان عندما اصابت نيران أطلقت عبر الحدود مخيما للاجئين السوريين في كيليس التي تقع على مسافة أبعد إلى الغرب على امتداد الحدود.

وعززت تركيا قواتها ودفاعاتها الجوية على امتداد حدودها البالغ طولها 900 كيلومتر بعد أن أسقطت سوريا طائرة استطلاع تركية في يونيو حزيران الماضي.

BBC © 2012

روسيا تحث سوريا على إعلان أن الهجوم على الحدود التركية كان حادثا عارضا

موسكو (رويترز) – قالت وكالة الإعلام الروسية إن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف حث سوريا يوم الخميس على أن تعلن أن الهجوم بقذيفة مورتر الذي وقع على الحدود التركية كان حادثا عارضا لن يتكرر.

كما دعت وزارة الخارجية الروسية الى التحلي بضبط النفس بعد الهجوم الذي قتل فيه خمسة مدنيين أتراك يوم الأربعاء.

ونقلت الوكالة عن لافروف قوله خلال زيارة لإسلام اباد “من خلال سفيرنا في سوريا تحدثنا الى السلطات السورية التي أكدت لنا… أن ما حدث على الحدود مع تركيا كان حادثا مأساويا وأنه لن يحدث مرة أخرى.”

وأضاف “نعتقد أن من المهم للغاية أن تعلن دمشق هذا رسميا.”

(إعداد دينا عادل للنشرة العربية – تحرير محمد هميمي)

سورية تعزي بمقتل مواطنة تركية وأولادها وتدقق في مصدر النيران

أكد وزير الإعلام عمران الزعبي أن الجهات المعنية في سورية تدقق بشكل جدي في مصدر النيران التي أدت إلى استشهاد مواطنة تركية وأولادها متقدما بالتعازي الحارة باسم حكومة الجمهورية العربية السورية إلى عائلة الشهيدة وإلى الشعب التركي الصديق والشقيق.

وقال الزعبي في تصريح للتلفزيون العربي السوري أمس: في حالات الحوادث الحدودية التي تقع بين أي دولتين متجاورتين ينبغي أن تتصرف الدول والحكومات بحكمة وعقلانية ومسؤولية وخاصة أن هناك حالة خاصة على الحدود السورية التركية لناحية وجود مجموعات إرهابية مسلحة غير منضبطة تنتشر على الحدود ولها أجندات وهويات مختلفة ما يعني أنها تشكل خطرا على أمن سورية والأمن الإقليمي لدول المنطقة.

وأضاف وزير الإعلام إن الحدود السورية التركية حدود طويلة وتستغل في عمليات تهريب السلاح والعتاد والمسلحين الإرهابيين الذين ارتكبوا في سورية مجازر كان آخرها المجزرة البشعة في حلب أمس التي ارتكبها تنظيم القاعدة وراح ضحيتها عدد كبير من الشهداء المدنيين.

وأوضح الزعبي أن سورية تستند في سلوكها مع دول الجوار إلى قواعد حسن الجوار واحترام السيادات الوطنية للدول وهي تدعو بالمقابل تلك الدول إلى احترم السيادة الوطنية لسورية والتعاون في ضبط الحدود ومنع تسلل المسلحين والإرهابيين وفق ما تفعله سورية دائما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى