أحداث الجمعة، 15 أذار 2013
سورية: نكبة إنسانية وثورة وإرهاب وخطر التقسيم
لندن، بروكسيل – «الحياة»، ا ف ب
تدخل الثورة السورية اليوم عامها الثالث وسط مخاوف من ان البلاد تتجه نحو المزيد من القتال والخسائر، وربما الانقسام ما لم يحصل تطور مفاجئ يدخل تعديلا في ميزان القوى بين النظام والمعارضة. وامام التوازن العسكري على الارض وانسداد الافق السياسي بسبب شلل مجلس الامن واستعمال موسكو وبكين حق النقض (الفيتو)، تقف سورية على منعطف قد تكون مكونات المجتمع بلغت فيه حالة من الطلاق واحتمال تهديد وحدة الجغرافيا السياسية للبلاد. وتزداد مخاوف من امكان بقاء النظام مقيما في جزء من سورية، تاركا باقي البلاد للمعارضة لتصبح حاضنة للتطرف والفوضى.
واصبحت مسألة تسليح المعارضة من قبل الدول الغربية مطروحة اكثر للبحث، وخاصة من جانب فرنسا وبريطانيا. وينتظر ان تتم مناقشة هذا الموضوع كبند اساسي خلال القمة الاوروبية التي تعقد في بروكسيل. واعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند انه يأمل ان «يرفع الاوروبيون الحظر» على الاسلحة للمعارضة السورية. واكد استعداد باريس لدعم المعارضة ولو من دون قرار من الاتحاد الاوروبي، مضيفاً انه «يجب ان نتحمل مسؤولياتنا».
وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون اعلن هذا الاسبوع أن بلاده يمكن أن تتجاهل الحظر الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي، وتزود المعارضين السوريين بالأسلحة إذا كان ذلك يمكن أن يساعد على إسقاط الرئيس بشار الأسد.
ورحبت «القيادة المشتركة للجيش السوري الحر» بالقرار البريطاني ـ الفرنسي، لكنها قالت أن ثمن هذا الـتأخير «كان أكثر من خمسين ألف شهيد ومئات الآلاف من الجرحى والضحايا وملايين النازحين والمهجرين فضلاً عن ملايين المنازل المدمرة وبنية تحتية خارج الخدمة». واضاف البيان «إن هذا القرار جاء متأخراً أكثر من سنة ومن دون ان تضيع المسؤولية فيه لأن السوريين لم يكونوا يقتلوا بأسلحة الأسد فقط بل بمن صمت عنه وكف أيدي الداعمين المتطوعين من غير الأوروبيين من أن يرسلوا السلاح لشعب تذبحه حكومته في وضح النهار من دون أن يكون لهم أي مبرر أخلاقي أو قانوني لما عملوه».
من جهة اخرى، تحدث ديبلوماسيون غربيون عن تكثيف إيران دعمها العسكري للنظام السوري في الشهور القليلة الماضية بالتعاون مع روسيا باعتبارهما مصدرين رئيسيين للدعم في الحرب التي تأخذ اكثر فاكثر بعداً طائفياً. ويشير الديبلوماسيون الى أن «الاسلحة الإيرانية تتدفق على سورية من العراق وعبر مسارات ثانية منها تركيا ولبنان في انتهاك لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على إيران». وعلى عكس إيران، ليس هناك حظر للسلاح مفروض على سورية أو روسيا من جانب الأمم المتحدة، وبالتالي فإنهما لا ينتهكان أي قواعد دولية عندما يبرمان صفقات سلاح، لكن قبول الأسلحة الإيرانية يمثل انتهاكاً للعقوبات التي تفرضها المنظمة الدولية على طهران.
وخلال عامين تحولت المواجهة الدائرة في سورية الى مأساة فاقت كل ما شهدته البلدان التي عصف بها «الربيع العربي». اذ اعلنت الأمم المتحدة ان حصيلة القتلى بلغت 70 الف شخص، فيما قالت مصادر المعارضة ان العدد تجاوز مئة الف. واعلن رئيس «الائتلاف الوطني السوري» معاذ الخطيب ان معتقلات النظام تضم نحو 160 الف شخص. وارتفع عدد اللاجئين المسجلين لدى الامم المتحدة في الدول المجاورة الى مليون شخص، وسط تقديرات ان العدد الفعلي يبلغ ثلاثة اضعاف هذا الرقم.
وما يزيد الوضع السوري قتامة، هو التوازن القائم على الارض بسبب عجز المعارضة عن الحسم عسكريا، وكذلك الحال بالنسبة الى النظام وقواته رغم استخدامه مختلف انواع السلاح بما في ذلك الطائرات الحربية والمروحية وصواريخ «سكود». يضاف الى ذلك، انسداد الافق السياسي العام داخليا واقليميا ودوليا. وامام تحول الصراع الى العمل العسكري، حقق «الجيش الحر»، مكاسب ميدانية وسيطر مقاتلوه على مناطق واسعة في شمال البلاد بشريط عميق يمتد الى الحسكة شرقا وجبال التركمان غربا. وبقيت قوات محصنة في مراكز المدن ومناطق عسكرية محددة، الى ان سيطر مقاتلو المعارضة على الرقة، في شمال شرقي البلاد، لتكون اول مدينة تسيطر عليها المعارضة. وتحولت «الاراضي المحررة» الى مناطق تنتشر فيها المنظمات الاسلامية المتطرفة، ومن بينها «جبهة النصرة» التي صنفتها واشنطن منظمة ارهابية. وبقيت مناطق وجود الاكراد منقسمة بين تيارين كرديين، احدهما متحالف مع «حزب العمال الكردستاني».
وعلى صعيد التطورات الميدانية اعلنت «الجبهة الاسلامية السورية» امس ان «كتاب احرار الشام» اقتحمت فرع الاسكان العسكري في خان الشيح الواقع بين دمشق ومرتفعات الجولان، وقتلت 35 من عناصر حاجز عسكري فيها. وكانت المعارضة تحدثت عن فتح جبهة قتال في خان الشيح، ونزح اليه عدد من اهالي مخيم اليرموك بعد سيطرة مقاتلي المعارضة عليه وتعرضه لقصف جوي من قبل النظام.
وجاء في بيان اصدرته «الجبهة الاسلامية» امس ان «كتيبة فرسان السنة» و»كتيبة احفاد الصديق» شاركتا مع «احرار الشام» في اقتحام فرع الاسكان العسكري عبر تفجير سوره الخارجي وضرب بابه الخارجي بقذائف. واضاف البيان الذي نشر على مواقع الكترونية معارضة ان «الاقتحام بدأ وجرى تمشيط البناء وقتل ما يقارب 35 من عناصر الحاجز. وعندما ارسل النظام مؤازرة كبيرة بهدف إعادة السيطرة على الموقع، اعان الله مجاهدينا الأبطال على صدِّ المؤازرة، لتكون الحصيلة تدمير خمس دبابات داخل الإسكان وأربع قادمة للمؤازرة». واضاف: «غنم المجاهدون دبابتين ومدرعة شيلكا، بالإضافة الى أعداد كبيرة من السيارات منها حاملة رشاشات دوشكا، واستكمل المجاهدون تمشيط الحاجز ومحيطه صباح اليوم التالي».
ونشرت مواقع معارضة ان وسائل الاعلام الصينية نوهت بفعالية صواريخ ارض – جو «ان اف ان 6» المصنوعة في الصين، ونجحت في تدمير مروحيتين عسكريتين سوريتين تابعتين للنظام على الأقل. وكانت المعارضة بثت صورا لسقوط مروحتين بعد اطلاق صاروخين.
لبنان: قتلى وجرحى في اصطدام حافلة تقلّ لاجئين سوريين
بيروت – أ ف ب
الجمعة ١٥ مارس ٢٠١٣
قتل أكثر من 9 أشخاص وأصيب أكثر من 20 آخرين بجروح في حادث اصطدام حافلة تقل لاجئين سوريين فجر اليوم شرق بيروت، كما أفاد مصدر أمني.
وأبلغ المصدر أن “9 أشخاص قتلوا وأصيب أكثر من 20 بجروح في اصطدام حافلة، ولم يعرف بعد سبب الحادث، الذي وقع في منطقة الكحالة”.
وفي وقت سابق قال مدير العمليات في الصليب الأحمر جورج كتانة إنه “يجري حالياً انتشال القتلى، وتم نقل جثتين حتى الآن لكن يوجد عدد أكبر من القتلى كما تم نقل 28 جريحاً إلى المستشفى”، مشيراً إلى أن “عمليات الإغاثة مستمرة”.
وقال أحد سكان المنطقة إن “حافلة كبيرة تقل لاجئين سوريين اصطدمت بجدار صغير يفصل خطي الطريق الدولية بين بيروت ودمشق، قرابة الساعة الرابعة فجراً”.
وأكد أن “ذلك أدى إلى انشطارها إلى قسمين ومقتل العديد من الركاب بينهم نساء وأطفال”.
لقاء مع احد اطفال درعا ممن فجروا الثورة
نيويورك تايمز
مقال لكريم فهيم وهويدا سعد
ترجمة ريما القاق : مدونة دحنون
*قبل البدء
مع اقتراب دخول الثورة عامها الثالث، يختنق سؤالٌ في الصدر؛ ما مصير الأصابع الذهبية التي فجرت الثورة؟ من هو صاحبها على أي حال؟ ما اسمه؟ أين هم أطفال درعا اليوم؟
الطفل يعيش الآن في الأردن وكان أحد الأطفال الذين اعتقلوا وعذبوا قبيل بداية الثورة.
لجوء وخوف.
بين مئات الآلاف من اللاجئين السوريين في قرية حدودية في الأردن، ودون أن يلحظه أحد، يحمل فتى في السابعة عشر من عمره عبئاً ثقيلاً ولربما شرفاً لا يشاركه به أحد. فقد ساهم مع أصدقائه ببدء كل شيء، أشعلوا الانتفاضة في سوريا.
يبوح مع والده بكل التفاصيل في تقرير للنيويورك تايمز مطلع الشهر الجاري شريطة عدم الإفصاح عن اسمه خوفاً على أقارب له ما زالوا في الداخل.
ولعل هذا التردد يعود أيضاً إلى الإحساس بالعار، فالوالد سلم ابنه ليحمي ابنه الآخر. الفتى بدوره أبلغ عن ثلاث من أصدقائه في محاولة لتجنب التعذيب الذي تعرض له على أي حال.
غرافيتي.
بدأ كل شيء عندما شاهد ابن عمه يكتب على جدار المدرسة تحدٍ قصير ومستفز لرئيس البلاد “إجاك الدور يا دكتور”، في نفس اليوم قاموا بحرق كشك للشرطة.
ما يظهر أن كل ما نشاهده اليوم بدأ كثورة مراهق على النظام والضجر أكثر من كونه ناجم عن نشاطات سياسية. فلم يسبق لهؤلاء الفتية أن تبادلوا أي أحاديث متعلقة بالسياسة لكنهم كانوا يتابعون الأخبار الغاصة بالمعارضين، تزامناً مع قيام بعض الاحتجاجات الصغيرة في دمشق؛ إذاً “لا بد أنه الوقت المناسب”.
اعتقال.
في اليوم التالي أتى عناصر الأمن إلى المدرسة، وحدهم أطفـال الغرافيتي عرفوا السبب “كنا نعرف جيداً ما اقترفت يدانا”.
في الأيام القليلة التالية بدأت الشرطة والشرطة العسكرية والأمن التجول في أرجاء المديتة ليلاً نهاراً مداهمين البيوت بحثاً عن مشتبه بهم.
مرت ليال لم يعرف فتانا النوم، فقام بالاختباء ظناً منه أن هذا كفيل ليتجنب الأذى ولينجو من فعلته لكنه كان مخطئاً.
طرقت الشرطة بابهم لتهدد الوالد باعتقال طفله الآخر في حال عدم تسليمه للفتى المطلوب. في اليوم التالي ووسط بكاء الفتى ورجائه أن يعيده إلى المنزل سلمه والده إلى الأمن.فور عودته وحيداً إلى المنزل حمّلته زوجته مسؤولية أي مكروه يقع لابنها.
في المعتقل.
بدأت الإساءات مع دخوله إلى سجن السويداء، تحت الضرب والتعذيب تم التحقيق معه والذي كان عبارة عن سؤال واحد: “هل أنت من كتب على الجدران؟” نفى ذلك قائلاً لهم أنه ترك المدرسة في الثامنة وأنه لا يعرف أن يكتب.
لكن التعذيب استمر وبعد ثلاثة أيام لم يستطع الاحتمال أكثر فاعترف بأنه كتب على الجدران مع أنه لم يفعل، لكن التعذيب لم يتوقف إلا عندما أبلغ عن ثلاث من أصدقائه.
في الخارج.
كان رد فعل النظام متوتراً وأرعناً في ظل الإطاحة بالحكام العرب، اعتقلوا أكثر من عشر طلاب. خلال أسبوعين تلقى الوالد اتصالاً يدعوه إلى الاجتماع في المسجد العمري حيث وجد في البداية ما لا يزيد عن عشرة أشخاص، ما لبث العدد بالتزايد حتى استطاع أن يرى كل من يعرفه في المدينة. بدؤوا بالتظاهر بالمئات: أقارب الطلاب، جيرانهم، معارفهم، ثم كل أهالي المدينة فقد كانوا على قناعة أن تظاهرهم سيحد من اعتقال المزيد من أطفالهم. فوراً فتح النطام النار عليهم في حين يؤكد ناشطون من درعا أن الأمور كانت قابلة للتفاوض وكان بالإمكان امتصاص الغضب مع شعب اعتاد القمع الدموي، لكن مع نزول أول قطرة دم ذهب كل أمل في ذلك أدراج الرياح إذ باتت السيطرة على الشعب ضرب من المستحيل .
وُضع الأطفال بعد ذلك في باص صغير، دون أن تكون لديهم أدنى فكرة عما حدث من تظاهر، أعيدوا إلى منازلهم، لم يستطع الأب التعرف على ابنه من آثار التعذيب.
المصير.
أضحى معظم هؤلاء الأطفال لاجئين هنا وهناك، فقد هرب هذا الفتى من ما يقارب السنة إلى الأردن ليمضي وقته باحتاً عن عمل كعامل بأجر يومي ويحلم أن يعود لسوريا ليقاتل النظام.
وقد وصلته أخبار منذ شهرين تفيد أن ابن عمه الذي كتب أول عبارة، والذي تفادى الاعتقال بشكل أو بآخر، التحق بالجيش الحر وقُتل أثناء قتاله بين صفوفه.
لا ندم.
بعد مرور سنتين بقي هؤلاء الأطفال مجهولين، فوحشية الحرب الدائرة اليوم جعلت من الصعب تذكرهم ناهيك عن الاحتفاء بهم على طريقة الاحتفاء بمحمد البوعزيزي الذي ألهبت تضحيته بنفسه الانتفاضات العربية. ليسوا بشهرة خالد سعيد الشاب المصري الذي ضُرب حتى الموت من قبل الشرطة مما أجج حركة التغيير في مصر.
على الرغم من كل ما وصل إليه الحال في سوريا وما حل بعائلته لا يندم فتانا على ما اقترفه مع أصدقائه بل يقول “ولم أندم؟ من الجيد أن حدث ما حدث، لقد عرفنا من هو بشار الأسد حقيقةً”.
الحرب السورية في سنتها الثالثة وقرار فرنسي – بريطاني بتسليح المعارضة
موسكو: دمشق شكلت وفدها للحوار برئاسة الحلقي وعضوية 5 وزراء
و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ
تدخل الازمة السورية اليوم سنتها الثالثة من غير ان تظهر مؤشرات حل سياسي، بينما يستمر نزف الدم الذي اسفر حتى الان عن سقوط اكثر من 70 ألف قتيل وتشريد أكثر من مليون الى دول الجوار، فضلاً عن نزوح الملايين في الداخل وخسائر اقتصادية بمئات المليارات. وفي محاولة على ما يبدو لكسر حال المراوحة، اعلنت باريس ولندن عزمهما على تسليح مقاتلي المعارضة السورية سواء وافق الاتحاد الاوروبي على ذلك ام لم يوافق. وفي حين سارع “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” المعارض الى الترحيب بالقرار الفرنسي-البريطاني، اعتبرت دمشق انه ينطوي على “انتهاك فاضح” للقانون الدولي.
وفي موسكو، قال نائب وزير الخارجية الروسية غينادي غاتيلوف في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “يبدو ان الجميع يتحدثون الآن عن ضرورة بدء عملية التسوية السياسية في سوريا… لكن ما يثير قلقنا هو أن بعض العواصم الغربية تعلن في آن واحد نيتها تسليح المعارضة”.
وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش بأن قرار منح المعارضة مقعد سوريا في جامعة الدول العربية قد يفتح المجال أمام تشريع تزويد المقاتلين المعارضين السلاح، محذراً من ان ذلك سيكون لمصلحة “جبهة النصرة”.
ونقلت عنه وكالة “نوفوستي” الروسية للانباء أن هذه الخطوة تشير إلى “إمكان تزويد الثوار السلاح بطريقة يقال عنها إنها شرعية، من دون اللجوء إلى طرق “مشكوك فيها. وأعرب عن اعتقاده أن المساعدات العسكرية التي يعد الأطراف الخارجيون ومنهم الأوروبيون بتوفيرها للمعارضة المسلحة في سوريا لا بد أن تصل في النهاية إلى “جبهة النصرة”. وقال: “لا يصعب فهم مَنْ سيتلقى هذه المساعدة في النهاية، علما بأن جبهة النصرة هي القوة الرئيسية التي تقاتل الجيش النظامي السوري”، ووصفها بأنها مجموعة “إرهابية”.
ولفت الى ان سوريا تواجه “أزمة داخلية حادة” منذ 15 آذار 2011 عندما انطلقت تظاهرات الاحتجاج.
وأعلن مصدر في وزارة الخارجية الروسية أن سوريا عينت وفداً برئاسة رئيس الوزراء وائل الحلقي للتفاوض مع المعارضة. ونقلت عنه قناة “روسيا اليوم” أن السلطات السورية عينت وفدها للتفاوض مع المعارضة، مشيرا الى انها تنتظر تعيين المعارضة ممثليها للتفاوض. وقال إن وفد دمشق يتكون من خمسة وزراء برئاسة الحلقي.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد دعا السلطات السورية والمعارضة الى الحوار، مشيرا الى ان روسيا تنتظر من المعارضة السورية ان تشكل في وقت قريب فريقاً للتفاوض مع الحكومة.
ايران تكثف مساعداتها
ونسبت وكالة “رويترز” الى ديبلوماسيين غربيين في الامم المتحدة ان ايران كثفت بشكل لافت دعمها العسكري لنظام الرئيس بشار الاسد في الاشهر الاخيرة عبر طرق عدة بينها العراق وتركيا ولبنان. لكن مسؤولين عراقيين واتراكاً نفوا هذه الانباء.
وقال ديبلوماسي غربي بارز ان “الايرانيين يدعمون بشكل شامل النظام… وقد زادوا في الاشهر الثلاثة اوالاربعة الأخيرة دعمهم عبر الاجواء العراقية والآن يستخدمون الشاحنات. والعراقيون يديرون وجوههم الى ناحية اخرى”. واضاف ان “ايران تلعب الان دوراً حاسماً، وان “حزب الله” بالكاد يخفي الدعم الذي يقدمه للنظام السوري”. واشار الى ان الحرب السورية “تصير اكثر فأكثر طائفية” مع قدوم السنة باعداد كبيرة من العراق للقتال ضد النظام في سوريا.
بيد ان الناطق باسم الحكومة العراقية علي الموسوي نفى ان تكون الاسلحة تمر عبر الاجواء او الاراضي العراقية.
كما نفى الناطق باسم البعثة الايرانية في الامم المتحدة علي رضا مير يوسفي ارسال اسلحة الى سوريا. وقال: “نعتقد ان سوريا لا تحتاج الى أي مساعدة عسكرية من ايران”.
وقال مصدر ديبلوماسي تركي: “هذه مسألة حساسة بالنسبة الى تركيا، ونحن متأكدون من ان هذا لا اساس له من الصحة”.
وفي بيروت، نفى مسؤول طلب عدم ذكر اسمه لـ”رويترز” الاتهامات بنقل اسلحة ايرانية الى سوريا عبر مطار بيروت الدولي.
إسرائيل
* في القدس، صرح رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الميجر جنرال افيف كوخافي خلال مؤتمر عن الامن في هرتسيليا إن إيران و”حزب الله” أسسا جيشا قوامه 50 ألف مقاتل من رجال الميليشيات السوريين لمساعدة الجيش في إبقاء الأسد في السلطة.
وقال إنه، بالإضافة إلى تزويدهما قوات الأسد الأسلحة والمعلومات لمساعدته في هزيمة المعارضة المسلحة، تسعى إيران و”حزب الله” الى تقليص خسائرهما في حال سقوط الأسد من طريق محاولة اقامة موطىء قدم لهما في سوريا لما بعد ذلك. ولاحظ إن سوريا تتحول أطلالاً.
واشار الى إن الأسد يواجه قوة معارضة تضم نحو 100 ألف رجل، وأن مجموعة من الجهاديين قوامها نحو عشرة آلاف رجل ذات تمويل منفصل تحارب الحكومة أيضا، وأن كثيرين من أفرادها مزودون “أسلحة متقدمة نسبيا”. وافاد إن إيران و”حزب الله” يدركان أن الأسد سيسقط قريبا ويستعدان لما بعد ذلك.
السوريون جنوباً: من خوف إلى آخر
بادية فحص
بعيداً عن التعقيدات الإقتصادية لقضية نزوح السوريين إلى مناطق الجنوب، تطل أزمتهم الإنسانية في فقدان الأمان. وبما أن حلول أزمات النزوح واستيعابها تقوم على تلازم العنصرين الإقتصادي والإنساني وتضافرهما، يمكن القول إن القيّمين على ملف النازحين السوريين إلى الجنوب، قد أخفقوا في تحقيق هذه المعادلة، بتركيزهم على الحاجات المادية للعائلات اللاجئة، وإهمال أوضاعهم النفسية.
فمآسي النزوح السوري في هذه المناطق، لا تتوقف عند إيجاد مكان للسكن، أو الحصول على حصة غذائية، أو مدفأة أو دواء أو لعبة جديدة لطفل غادر طفولته مرغماً، بل تتعداها إلى الهروب من الخوف إلى خوف أخر، واستبدال القلق بقلق أشد منه، والتوجس المتبادل بين القادم والمقيم لأسباب سياسية وأمنية ومذهبية.
يقول متابعون لهذا الشأن، إنه مع بداية الأزمة في سوريا، شهدت المناطق الجنوبية تدفقا كبيراً في أعداد النازحين، وفي أذهانهم أن لديهم ديناً في ذمة جمهور المقاومة، منذ تموز 2006، وقد حان وقت تسديده. لكن الوقائع أتت مخالفة للتوقعات، ووجد النازحون أنفسهم كمن استجار من الرمضاء بالنار. هربوا من غرفة تحقيق إلى مثيلتها، ومن نظام أمني يحصي أنفاسهم وأفكارهم قبل أقوالهم وأعمالهم إلى قوى حولتهم في طرفة عين سياسية من حاضنين للمقاومة إلى متربصين بها. الأمر الذي أدى إلى تضاؤل أعدادهم تدريجياً، حيث وصل وفق آخر الإحصائيات إلى ما يقارب 7 آلاف نازح، في مناطق (النبطية – إقليم التفاح – بنت جبيل).
هذا واقع شديد القسوة على الصعيد الإنساني، إذ إن أعمال الإغاثة تراعي حاجات النازح من دون النظر إلى لونه أو عرقه أو جنسيته أو دينه أو حتى إنتمائه السياسي، إلا أن هذه القوانين كغيرها من القوانين، قليلاً ما تسمع أصداؤها في هذه الجهة من العالم.
ومن باب احتواء الفضيحة والإلتفاف عليها، تشكل منذ فترة في محافظة النبطية ما يسمى بـ”هيئة دعم النازحين” التي ضمت عدداً من الجمعيات المدنية، على رأسها جمعية “العمل البلدي في حزب الله”، لمتابعة تفاصيل النزوح السوري. وبرغم أن حزب الله كان قد فرض سابقاً على الجمعيات الأهلية التي بادرت باكراً إلى مساعدة النازحين السوريين، العودة إليه حصرياً لمتابعة هذه القضية، عدا عن أنه حرم التعاون مع الجمعيات التابعة للأمم المتحدة التي طرقت باب هذه المناطق من أجل تسهيل أمور النازحين في وقت سابق.
الهيئة، وبعد انعقاد أول اجتماعاتها في مقر جمعية “العمل البلدي” في النبطية، أعلنت أنها أجرت اتصالات بالأندية والجمعيات العاملة في المنطقة لطرح مبادراتها حول طرق دعم النازحين السوريين، وأنها أنهت عملية إحصاء عدد النازحين في مدينة النبطية وباشرت ذلك في قراها.
لكنها لم تذكر أن عددا كبيراً من النازحين السوريين رفضوا تسجيل أسمائهم لدى أي هيئة أو جمعية، لأن ذلك يعني بالنسبة إليهم إنكشافا أمنياً أمام الجهة القيّمة على الهيئة، إضافة إلى أنه يوفر لها كل المعلومات التي تريدها عنهم كأماكن إقاماتهم وطبيعة أعمالهم وعلاقاتهم ببعضهم وبأهالي المنطقة.
من ناحيتها، تقدر المفوضية العليا للاجئين أعداد النازحين السوريين إلى مناطق الجنوب بعشرين ألف نازح، بينهم أربعة آلاف فلسطيني انضموا إلى لاجئين مثلهم في مخيمات صيدا وصور، وتفيد أن العدد الأكبر منهم يتركز في صيدا، بينما تتوزع الأعداد الباقية على مناطق صور، بنت جبيل، مرجعيون، حاصبيا، وعدد قليل لا يتجاوز الثلاثة آلاف في منطقة النبطية.
وبغض النظر عن التخبط الذي تعيشه المفوضية العليا للاجئين ومنظمات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية المنتشرة بكثافة في معظم مناطق النبطية، في إحصاء أعداد النازحين وتلبية حاجاتهم وتأمين أدنى متطلباتهم الإنسانية، تبدو أنها جميعها تدير ظهرها لما يتعرضون إليه من ضغوط نفسية، أجبرت كثيرين منهم على تبديل أماكن نزوحهم أو عودتهم في بعض الأحيان إلى بلادهم.
سوريا: عودة الكيميائي
الحديث عن السلاح الكيميائي بيد النظام السوري عاد إلى الواجهة. بعد مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه) جيمس كلابر، الذي حذّر من أن نظام بشار الأسد قد يتجه إلى استخدام أسلحة غير تقليدية مع تقدم المعارضة المسلحة ميدانياً، أعلن مدير الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية الجنرال افيف كوخافي أن الأسد بدأ الإعداد لاستخدام الأسلحة الكيميائية، لكنه لم يأمر باستعمالها بعد.
وأشار المسؤول البارز في الدولة العبرية، إلى الدعم الذي يحظى به النظام السوري من ايران و”حزب الله”، فيما ظهر خلاف في التصريحات بين فرنسا وبريطانيا حول نيتهما تسليح المعارضة السورية، حتى ولو كان ذلك دون موافقة الاتحاد الأوروبي، غداة إبداء وزير الخارجية جون كيري رغبة واشنطن برؤية “الأسد والمعارضة يأتون إلى الطاولة لتشكيل حكومة انتقالية بحسب إطار بروتوكول جنيف”.
وقال كوخافي في مؤتمر “هرتزليا” الأمني الثالث عشر، إن “سوريا لم تعد بلداً واحداً”، مشيراً إلى أن “نظام الأسد قد زاد مستوى استخدامه للاسلحة المتقدمة ضد المدنيين أنفسهم”. وأكد أن الأسد قد استخدم إلى الآن 70 صاروخاً من طراز “سكود” و”ام-600″ لقصف مناطق مأهولة بالسكان.
كما أكّد أن “مئات المقاتلين من وحدة خاصة في حزب الله متواجدون على الأرض السورية اليوم. بعضهم خسر حياته في المعارك مع المسلحين. الذين قتلوا دفنوا في السر كي لا تخرج هوياتهم إلى العلن”. وأكد أن ما اسماه “الجيش الشعبي” النظامي يعمل في البلاد منذ 6 أشهر، مضيفاً أنه يشمل 50 ألف مسلح تم تدريبهم على يد مسؤولين في “حزب الله” بتمويل ايراني.
وتزامنت تصريحات كوخافي مع ما نقلته وكالة “رويترز” عن مسؤولين في أجهزة استخبارات غربية قالوا إن ايران ترفع مستوى مساعدتها العسكرية للنظام السوري، عبر العراق ولكن أيضاً “عبر تركيا ولبنان”.
وأشارت “رويترز” إلى تقرير استخباراتي غربي قال إن ايران تستخدم الطيران المدني لنقل عناصر وعتاد عسكري إلى سوريا عبر الاجواء العراقية، وأيضاً انطلاقاً من الأجواء التركية إلى مطار بيروت ليتم النقل إلى سوريا عبر شاحنات.
من جانبه، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الخميس أن باريس ولندن ستطلبان تقديم موعد الاجتماع المقبل للاتحاد الأوروبي بشأن حظر الأسلحة على سوريا، وفي حال عدم التوصل إلى إجماع، ستقرران تزويد المعارضين السوريين بأسلحة بصفة فردية. وقال فابيوس لاذاعة “فرانس إنفو” إن فرنسا وبريطانيا تطلبان “من الأوروبيين الآن رفع الحظر ليتمكن الثوار من الدفاع عن أنفسهم”.
وأصرّ وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ على القول إن لندن وباريس متفقتان حول الموقف من سوريا، لكنه في الوقت نفسه نفى نية تقريب موعد تصويت الاتحاد الأوروبي على التسليح المقرر في أيار المقبل، كما أعلن في الوقت نفسه أن المفاوضات الدبلوماسية مع روسيا للتوافق حول إطار “الحوار السياسي” في سوريا قد فشلت، مؤكداً أن الغرب وروسيا لا يزالان متفقين على ضرورة الحل السياسي انطلاقاً من اتفاق جنيف.
مجلس الأمن قلق من «تسلّل المخربين» .. و«مع انتخابات توافقية»
سوريا تنذر لبنان: أوقفوا الخروق .. وإلاّ
ارتفعت ألسنة النار مرة واحدة بالأمس. من الحدود الشرقية والشمالية، حيث كانت تدور أعنف الاشتباكات، منذ سنتين تقريباً، بين الجيش السوري النظامي ومعارضيه المسلحين، وتتساقط شظاياها عند تخوم البلدات والقرى اللبنانية في عكار والبقاع الشمالي.
ومن دمشق، برزت، أمس، نبرة غير مألوفة منذ سنتي الأزمة السورية. تهديد سوري بلسان وزارة الخارجية وصلت نسخة منه، أمس، الى وزارة الخارجية اللبنانية: سياسة ضبط النفس من جانب الجيش السوري لن تستمرّ الى ما لا نهاية. إما أن تقوم الجهات اللبنانية المختصة (الجيش اللبناني) بضبط الحدود اللبنانية ـ السورية.. وإلا فإن الجيش السوري سيقوم بالرد عسكرياً على تجمّعات «مشاهدة بالعين المجرّدة من مواقع قواتنا».
من نيويورك، خرجت جلسة مجلس الأمن الدولي عن مضمونها الحدودي الجنوبي (القرار 1701)، ليخرج أعضاء مجلس الامن الدولي الخمسة عشر، ببيان بالإجماع يعبرون فيه عن «عميق قلقهم ازاء تداعيات الازمة في سوريا على استقرار لبنان».. والأهم هو دعوة اللبنانيين عن «الامتناع عن الضلوع في الأزمة السورية».
ومن عاصمة الشمال اللبناني أيضاً، ارتفعت ألسنة اللهب ليل أمس، بإحراق مناصرين لبنانيين للمعارضة السورية، عدداً من صهاريج المحروقات التي تعمل بين لبنان وسوريا، وببلوغ منسوب التوتر الميداني والسياسي بين «المتحاربين» في عاصمة الشمال مستوى غير مسبوق في الأسابيع الأخيرة، وآخر فصوله سقوط جريحين في ساعة متأخرة من ليل أمس في جبل محسن بفعل قذيفة «أنيرغا»، سبقها القاء قنبلة يدوية في محلة «البقار» في القبة، فضلاً عن رصد أعمال تدشيم على «المحاور التقليدية» في المدينة.
ومن الشمال الى الحدود الجنوبية، حيث كان الطيران الحربي الإسرائيلي ينفذ، طوال نهار أمس، سلسلة طلعات مكثفة بلغت أجواء العاصمة بيروت وعمق البقاع في محاذاة الاجواء السورية، وترافقت مع حشود اسرائيلية مدرعة كبيرة تضم عشرات الآليات والجرافات والحفارات ودبابات الـ«ميركافا»، دفع بها العدو الى المواقع المتقدمة في مزارع شبعا وفي الجولان الســوري المحتل.
ولم تنف مصادر متابعة احتمال أن تكون الحشود الاسرائيلية مقدمة لمناورات عسكرية واسعة النطاق سيجريها العدو على الجبهة الشمالية، وهي متصلة بالوضع السوري بالدرجة الأولى، وأكدت لـ«السفير» ان هذه التحركات فرضت حالة من الاستنفار الشديد في صفوف الجيش والمقاومين.
كل هذه التطورات المتسارعة بيّنت للمعنيين في بيروت ولعواصم عدة في المنطقة والعالم، أن الأزمة السورية، التي تدخل اليوم سنتها الثالثة، تواجه منعطفاً سياسياً وديبلوماسياً وميدانياً، يتمثل في قوة دفع دولية وإقليمية، لجعل المعارضة المسلحة تحقق إنجازاً نوعياً على الأرض، وخاصة في منطقتي القصير وريف دمشق، وفي الوقت نفسه، فرض «هيئة تنفيذية» تتولى التفاوض باسم المعارضة السورية.
واللافت للانتباه أن اندفاع القطريين والأتراك ومعهم باريس ولندن، في هذا الاتجاه، قابله موقف أميركي، عبر عنه الوفد الأميركي الذي زار بيروت على مدى ايام، بإبلاغه «قوى 14 آذار» أن الادارة الأميركية «لن تقوم بتسليح المعارضة السورية»، وهي الرسالة الأبرز التي تلقفها حلفاء واشنطن في لبنان.
مذكرة احتجاج سورية للبنان
ولم تمض ساعات قليلة على إعلان السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي، أن بلاده قدّمت مذكرة احتجاج جديدة الى وزارة الخارجية اللبنانية، أمس، «احتجاجاً على اعتداءات المسـلحين على بلدة تلكلخ في اليومين الماضيين، انطلاقاً من الأراضي اللبنانية»، حتى بادرت دمشق الى التهديد للمرة الأولى، بقصف تجمعات لما أسمتها «العصابات المسلحة» في لبنان إذا استمر تسللها عبر الحدود.
وقالت الخارجية السورية في بيان لها، قبيل منتصف ليل أمس إن «مجموعات ارهابية مسلحة قامت خلال الـ36 ساعة الماضية وبأعداد كبيرة بالتسلل من الاراضي اللبنانية الى الاراضي السورية»، مشيرة الى ان القوات السورية قامت «بالاشتباك معها على الاراضي السورية وما زالت الاشتباكات جارية».
وشددت الوزارة على ان «القوات العربية السورية المسلحة لا تزال تقوم بضبط النفس بعدم رمي تجمعات العصابات المسلحة داخل الاراضي اللبنانية لمنعها من العبور الى الداخل السوري، لكن ذلك لن يستمرّ الى ما لا نهاية».
وأشارت إلى أن «سوريا تتوقع من الجانب اللبناني إلا يسمح لهؤلاء باستخدام الحدود ممراً لهم لأنهم يستهدفون أمن الشعب السوري وينتهكون السيادة السورية، ويستغلون حسن العلاقات الأخوية بين البلدين».
واكد البيان ان «حشود هذه المجموعات الإرهابية ما زالت مستمرة داخل الأراضي اللبنانية وهي مشاهَدة بالعين المجردة من مواقع قواتنا التي مارست حتى الآن أقصى درجات ضبط النفس بالامتناع عن استهدافها على أمل أن تقوم الجهات اللبنانية المختصة ببذل جهودها في ضبط الحدود مع سوريا حرصاً على الأمن في البلدين وحماية لأرواح المواطنين الأبرياء وعدم التصعيد الذي تهدف إليه هذه المجموعات الإرهابية».
وأوضحت الوزارة أن «تدفق المسلحين والاسلحة بدأ بشكل لافت منذ صباح 12 آذار من الاراضي اللبنانية الى الاراضي السورية في منطقة القصير وجوسية وحتى تاريخه (امس)، وكذلك الدعم اللوجستي الواضح من الاراضي اللبنانية».
مجلس الأمن لانتخابات «توافقية»
ومن نيويورك، أفادت مراسلة «السفير» سمر نادر أن مجلس الامن دعا لبنان الى الامتناع عن التدخل في الازمة السورية.
وفي جلسة مغلقة لبحث التقرير الاخير للامين العام للأمم المتحدة بان كي مون، حول القرار 1701، أبدى المجلس «قلقه البالغ إزاء تبادل اطلاق النار على الحدود اللبنانية – السورية، وتخوّفه من عمليات خطف وتهريب الأسلحة عبر الحدود فضلا عن الانتهاكات الحدودية الأخرى».
واذ شدد المجلس على الاحترام الكامل لسيادة لبنان ووحدته وسلامة اراضيه، رحب بجهود الرئيس ميشال سليمان للحفاظ على وحدة لبنان واستقراره. وحث جميع الأطراف في لبنان على اجراء الانتخابات البرلمانية «على اساس توافقي ضمن الأطر القانونية والدستورية».
وأعرب المجلس عن قلقه ازاء «تورط بعض العناصر اللبنانية في الصراع الدائر في سوريا»، معتبراً ذلك «مخالفاً لسياسة النأي بالنفس التي اتخذها لبنان».
ودعا اعضاء المجلس لبنان الى اتخاذ موقف حيادي من الأزمة السورية ومراقبة الحدود قدر الإمكان لمنع تهريب الأسلحة وتسلل المخربين الى الداخل السوري، وحثوا الزعماء اللبنانيين على ابقاء لبنان خارج الصراعات الخارجية وذلك بموجب «إعلان بعبدا».
وشددت معظم الوفود على وقف الانتهاكات الاسرائيلية للأجواء اللبنانية والتي تعتبر خرقاً للقرار 1701 وطالبت بضرورة الانسحاب (الاسرائيلي) من شمال قرية الغجر.
ورحب اعضاء المجلس بالهدوء على طول «الخط الأزرق»، وحثوا الأطراف على ضمان الحفاظ على وقف الاعمال العدائية.
واذ اعرب المجلس عن قلقه من آثار الأزمة على استقرار لبنان، ناشد اللبنانيين الحفاظ على الوحدة الوطنية، واشاد بالدور الذي تلعبه القوات الأمنية في لبنان للحفاظ على وحدة لبنان وسيادته.
ومن جولته الأفريقية، أكد رئيس الجمهورية ميشال سليمان أن لبنان «يجب ألا يكون ممراً للأسلحة ولا قاعدة لتدريب المقاتلين لأي طرف انتموا، والحياد أمر مفيد للبنان وسوريا. والهدف هو تجاوز أزمة سوريا من دون أن تتحول إلى أزمة في لبنان».
فـي لبنـان 530 طفـلاً سـوريـاً نـزحـوا مـن دون أهلهـم
كارول كرباج
في مكان ما تحت مقعد سيارة الأجرة، المتوجهة من حمص إلى طرابلس، خبأ محمد (اسم مستعار) حقيبة سفره. عبرَت الحقيبة الحواجز الحدودية من دون تفتيش. في داخلها، مكث يوسف (اسم مستعار)، وهو في شهره السادس، لساعات طوال. لم يلحظ وجوده أحد. فأزيز الرصاص طغى على أصوات أنفاسه في ليلة الفرار. توفّي والد يوسف في إحدى المعارك، وهَرّبه عمه إلى لبنان، كي لا يلقى المصير ذاته.
خمسمئة وثلاثون طفلاً «نازحا»
قصة يوسف هي واحدة من بين مئات القصص. فقد أحصت «المفوضية العليا لشؤون اللاجئين» وجود خمسمئة وثلاثين طفلاً سورياً يعيشون في لبنان بعيداً من أهلهم، منهم تسعون طفلاً بلا أي مرافقة. هؤلاء، عبروا الحدود وحدهم، ووحدهم يعيشون في هذه البلاد.
لا يمكن إحصاء أسباب الانفصال عن الأهل في بلد يشهد ما تشهده اليوم، من حوادث قتل وتهجير وخطف.
تشرح المسؤولة الإعلامية في المفوضية العليا للاجئين دانا سلمان أن «وفاة الوالدين، أو تعرضهما للخطف والاعتقال، هي من الأسباب التي تدفع الأطفال إلى الانتقال إلى لبنان من دون والديهم، لكن في النسبة الأكبر من الحالات يقرّر الأهل إبعاد أطفالهم عن أماكن القصف وإرســـالهم مع أقاربهم أو جيرانهم إلى لبنان».
أمّا المساعدة في قسم الرعاية الاجتماعية في «المفوضية» فانان مانجيكيان فتؤكّد أنّ «الأهل يخافون على أطفالهم في ظلّ الأوضاع المضطربة الحالية. يخشون من تعرّض بناتهم لاعتداءات جنسية، وعلى أولادهم من الانخراط في التظاهرات أو العمل المسلح. لذلك، يفضلون إرسالهم إلى بلدان مجاورة أكثر أمنا».
لكن، على الرغـــم من أن إبعادهم عن الأراضي السورية يقيهم خـــطر الموت، إلا أن الأطفال يعانون من مشكلات النزوح بالإضـــافة إلى «صدمات نفسية حادة، وصعوبات الاندماج والاختلاط»، وفق مانجيكيان.
من جهته، يشرح المعالج النفسي إبراهيم أبو خليل أن «الحالات تختلف بحسب الفئات العمرية والتجارب التي عاشها الأطفال في سوريا، خصوصاً بين من فقد أحد أفراد عائلته، وبين من فقد منزله وبين من يفتقد في بلد اللجوء حاجاته الأساسية، كالمأوى والطعام والتعليم». لكنه يؤكد أن أبرز العوارض النفسية التي لمسها خلال عمله مع النازحين من الأطفال كانت أساساً «القلق والاضطرابات في النوم، بالإضافة إلى حالات توحّد وارتجاف مستمر». ويلفت أبو خليل إلى طفلة في عامها الثالث أُصيبت بارتجاف، تبيّن لاحقاً أنه ناتج من صدمة نفسية جرّاء القصف الذي عاشته في سوريا.
«يوسف الصغير»
في غرفة داكنة في مخيم البدّاوي، لا يصلها نور الشمس ولا الكهرباء، يروي محمد قصة ابن أخيه يوسف الذي هُرّب إلى لبنان، بعدما تعذّر استحصاله على وثيقة ولادة وسط القصف والنار.
عينا يوسف ذابلتان ووجهه شاحب، يصمتُ طويلاً وكأنه يلملم ذكريات أو ما زال يعيشها.
يأخذ محمد نفساً عميقاً ويبدأ كلامه بنبرة حادة «استشهد أخي في بداية حزيران الماضي». يحكي شهادات عن ضحايا الحرب وكأنّه أمام عدسة فيلمٍ وثائقي، يحدّق بالأرض ويقول: «يوسف ولِد قبل وفاة أخي بأسبوعين». يتوقف فجأةً عن سرد التفاصيل، وكأنه تذكّر أمراً مهماً يستحق «وقف التصوير»: «لا أريد أن يؤثر الموضوع على سلامة أهلي في سوريا، لا أريد أن يتعرضوا للقتل، أرجو عدم ذكر الأسماء»، يقول مضطرباً.
أسمى محمد «يوسف الصغير» تيمّنًا باسم والده. «وُلد يوسف تحت القصف في مستشفى كان تسيطر عليه قوى المعارضة، ثم دُمّر بعد ثلاثة أيام من خروج يوسف منه». ليوسف أخت عمرها ثلاث سنوات رفضت مغادرة حضن جدتها التي تناديها بـ«ماما الحاجة». والدة يوسف، التي لا يتعدى عمرها السبع عشرة سنة، حُرمت من أطفالها بعدما رفض أحد أشقّاء زوجها الاقتران بها، فأجبرت على العودة إلى ديارها «لأنها حرمة صغيرة»، وفق تعبير محمد، تاركةً طفلتها في حمص ورضيعها في طرابلس في لبنان.
لجأت العائلة إلى لبنان قبل نحو شهرين. يشرد محمد محاولاً استجماع كلماته وهو يضع وجهه بين كفيه متمتماً «اللهم صلّ على سيدنا محمد». فيقول بثقةِ من استحضر تفاصيل الحادثة «قُصف منزلنا في نهاية السنة الماضية. كنا جميعاً تحت سقف واحد، ست عائلات، نعمل جميعنا حمّالين في سوق حمص. تشرّدنا كلّنا».
تعلّق زوجته على الحادثة، مضيفة بعض التفاصيل «كنا في المنزل، دخلت شظايا القذيفة إلى غرفة النوم. وما إن هربنا، حتّى قُصف المنزل برمّته». يوسف هرب معهم، كان حينها مع والدته. لكن العائلة قرّرت أن تنقله إلى مكان آمن. وقررت أيضاً انتزاعه من حضن أمه. فزواج الأرملة عرفٌ ملزم، حتى في أحلك الظروف وأخطرها.
تتبدّل تعابير وجه محمد تدريجاً ما إن يسمع بكاء يوسف، فيبتسم للطفل المُستيقظ للتوّ. يقول إنه «يومياً يتصل بي والدي ليسألني عن حال يوسف». تُصغي إليه زوجته وهي تمسك بابنها بيدٍ، وبيوسف بيدٍ أخرى. «يوسف صار مثل ابني، أعتني به أكثر من ابني، إنه أمانة، والده الله يرحمه كان إنسانا طيّبا»، تقولها وتعانقهما».
ذات الفستان البنفسجي
ريم (اسم مستعار) طفلة سورية لم تتجاوز السنوات العشر، لجأت مع أخواتها إلى لبنان قبل نحو شهرين بعدما خيّم الموت على حماه. أرسلها والــــدها إلى بيت خالتــــها (المتزوجة من لبناني) في طرابلس، ليطمئن أنه لن يصيبها مكروه. ومن ثم عاد وزوجته إلى سوريا.
للوهلة الأولى، لا تلحظ وجودها في زحمة الحاضرين. وجهها ملائكي، وخجول، وجسمها صغيرٌ نحيف. ترتدي فستاناً بنفسجياً، وتجلسُ على حافة الكنبة وتصغي إلى أحاديث الكبار عن حال النزوح وارتفاع أسعار الإيجارات.
هي لا تحب الكلام. تجيب عن الأسئلة بانحناءة رأس صامتة أو تومئ برأسها مرات عدة. ومع ذلك، تختزن عيناها حزنا عميقا، ينفجّر في كلمات مقتضبة تلفظّها في ختام اللقاء، «اشتقت لماما» وتردف بصوت منخفض «اشتقت لها كتير». باءت كل محاولات كبت دموعها في بداية الكلام بالفشل. يحترق حلقها وجعاً، وتُدمع.
تخاف من أصوات القصف والرصاص التي لم تغادر مسمعها منذ أن جاءت إلى طرابلس. تخشى على والدتها، لعلّ ذلك هو السبب الأساسي الذي يؤرق ريم ليلاً. لا سبيل للنسيان أو للترفيه. تمضي أيامها الطويلة في غرفتين في أحد أزقة الميناء، برفقة أحد عشر نفراً. يزعجها ضيق المكان. تعبّر عن ذلك وهي تنظر برقةٍ إلى زوجة أخيها الجاسدة أمامها لأن الكنبة لا تستوعب مساحة إضافية. اشتاقت إلى غرفتها الخاصة في حماه، تفتقدها اليوم أكثر من أي وقتٍ مضى.
تغسل الأطباق حيناً، وتنزّه ابن أخيها الصغير قرب زاروب البيت حيناً آخر. هكذا تمضي ريم أوقاتها. لا أصدقاء لها في هذا المكان، خصوصاً أنها لم تلتحق بعد بالمدرسة. أكثر ما يفرحها هو التحدّث إلى أمها. تدمع مجدّدا. وهناك أيضا التنزّه على كورنيش البحر في طرابلس.
مبـادرة أمـيـركـيـة ـ روسـيـة قـبـل قـمـة الدوحـة
فرنسا تلوّح بالسلاح طمعاً بـ«الصفقة» السورية
محمد بلوط
في دعوة وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس إلى رفع الحظر الأوروبي عن إرسال الأسلحة إلى «المقاومة السورية» يُفتح فصل جديد من الحرب السورية: حرب روسية ـ إيرانية ـ فرنسية ـ بريطانية ـ خليجية بالوكالة على سوريا. الوزير الفرنسي يتقدم إلى ساحة القتال في سوريا لتصحيح ميزان القوى العسكرية والحربية، المختلّ بسبب تدفق أسلحة المحور المعادي، روسيا وإيران، على النظام السوري. يقول «لن نقبل أن يستمر هذا الخلل في ميزان القوى، فمن جهة هناك إيران وروسيا اللتان تسلمان أسلحة لبشار الأسد، ومن جهة ثانية هناك المقاومون العاجزون عن الدفاع عن أنفسهم». ويقوم وفد عسكري سوري في موسكو بتقديم لوائح بمساعدات عسكرية، فيما بدأت موسكو تسليم صفقة من 36 طائرة «ياك» التدريبية، معدّلة وقادرة على تنفيذ عمليات هجومية.
وموضعياً، تأتي الدعوة الفابيوسية العاجلة إلى إسقاط الحظر الأوروبي على إرسال الأسلحة إلى «المقاومة السورية» في سياق السجال الروسي ـ الفرنسي على شرعية تسليح موسكو للنظام السوري، ورداً على تصريح الوزير الروسي سيرغي لافروف بأن تزويد المعارضة السورية بالسلاح «انتهاك للقانون الدولي».
ويطمح فابيوس، كما قال، إلى «أن يقوم الأوروبيون فوراً برفع الحظر لكي يتمكن المقاومون السوريون من الدفاع عن أنفسهم». وبشكل أوسع، يعمل صقور الاتحاد الأوروبي من فرنسيين وبريطانيين وإيطاليين على تطوير رعاية عسكرية وتسليحية لجناح معتدل في «الثورة» السورية، يمثله المجلس العسكري الموحد الذي يقود خمس جبهات عسكرية، المفترض أن يعمل تحت مظلة الائتلاف السوري.
وكان الفرنسيون قد رعوا تقديم قائده العميد سليم إدريس إلى البرلمان الأوروبي في بروكسل، الأسبوع الماضي، بعد أن زار باريس قبلها متقدما بطلبات محدّدة للدعم العسكري.
وطالب فابيوس رفاقه في الإتحاد الأوروبي بالذهاب بسرعة نحو اجتماع للإتحاد الأوروبي ينهي الحظر المفروض على السلاح للمقاومة السورية، و«سنطلب مع البريطانيين أن ينعقد قبل نهاية هذا الشهر». وكان اجتماع وزراء الخارجية الأوروبية في الثامن عشر من شباط الماضي قد مدد العمل بالحظر ثلاثة أشهر إضافية تنتهي في الثلاثين من حزيران المقبل. ولا تحضر مسألة إعادة النظر بالحظر قبل أن يعود الوزراء أنفسهم إلى بروكسل نهاية شهر أيار المقبل، ولا يبدي الأوروبيون حماساً كبيراً لتسليح المعارضة السورية، خصوصا ألمانيا.
وفي ظلّ الحسابات الأوروبية الحالية ومن دون إجماع سيصطدم الفرنسيون مرة أخرى بجدار الحاجة إلى إجماع لإسقاط الحظر، وهو ما لم يتوفر في الماضي، وقد لا يتوفر في اجتماع مقبل. وعبرت التسويات بين الطرفين عن نفسها، بالاكتفاء بتقصير مدة الحظر من سنة إلى ثلاثة أشهر مرة ثانية، وتوسيع لائحة المعدات اللوجستية التي يمكن تقديمها إلى المعارضة السورية .
وقالت الناطقة باسم الممثلة العليا للسياسة الخارجية الاوروبية مايا كوتشيانتشيش، رداً على سؤال لـ«السفير» عن موضوع رفع حظر الأسلحة، إن «المناسبة الوحيدة، القريبة والممكنة، لنقاش هذا الموضوع هي في الاجتماع المقبل لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، وهو اجتماع تشاوري غير رسمي (يدعى غمنش) سيقام في دبلن نهاية الأسبوع المقبل، لكن لا يمكن اتخاذ أية قرارات فيه بخصوص حظر الأسلحة».
وحول مطالبة فرنسا وبريطانيا بالتسريع، أوضحت بالقول «يمكن لأية دول تقديم هكذا طلب، لكن الأمر متعلق بعملية وهي تحتاج وقتا وإجراءات، ونحن لسنا جاهزين لعملية مماثلة. أما حول ما إذا كان التحرك الفرنسي البريطاني يأتي رداً على التفاهم الذي برز بين روسيا واميركا، فتحفظت المتحدثة واكتفت بالقول «سنتابع العمل مع شركائنا الدوليين للوصول إلى حل سياسي».
ولكن غياب الإجماع قد لا يمنع الفرنسيين والبريطانيين من تسليح المعارضة. فابيوس قال إن «فرنسا، وهي دولة سيدة ستعمد إلى تسليح المعارضة السورية مع بريطانيا من خارج الإتحاد الأوروبي». ويبدو الاحتمال مشكوكا بتحققه، إذا لم تنجح الضغوط الفرنسية والبريطانية، بتغيير موقف الإتحاد. وسيكون عملا غير مسبوق أن يقوم عضو أساسي في الإتحاد الأوروبي، كفرنسا، بالتمرد على قراراته. وينهي فابيوس أشهراً من التردد في تسليح المعارضة السورية.
وبالنظر إلى الوقائع العسكرية على الأرض، أصبحت نافلة المخاوف من سقوط «الأسلحة النوعية» التي ينوي الفرنسيون والبريطانيون تزويد المعارضة بها في أيدي «الجهاديين»، بعدما تحول الجناح الجهادي السلفي في الثورة السورية عنصراً غالباً، بفضل تدفق الأسلحة من السعودية وقطر وتركيا. وتزكي الجناح الجهادي من «جبهة النصرة» و«أحرار الشام» وصقورها و«لواء الإسلام» على الأرض، فعالية في المعارك، لا قبول للجناح المعتدل و«الجيش الحر» بها.
ومن جهة ثانية، تشي الدعوة التسلحية الفابيوسية بمنافسة جارية على رعاية أجنحة مسلحة بين أطراف المحور الفرنسي – التركي – البريطاني والخليجي نفسه. ويعزز السباق إلى إيجاد وكلاء محليين في الحرب السورية إلى تعزيز نفوذ القوى الإقليمية في قيادة الصراع، والانتقال من الرهان على التكتلات السياسية، الذي رعاه الفرنسيون منذ ولادته، إلى «الإئتلاف» الذي ولد على أيد قطرية – أميركية، ثم إيجاد موطئ قدم بين الكتائب المقاتلة ضد الجيش السوري، والتحضير لمواجهة قادمة مع التيار الجهادي، ما بعد الأسد، داخل سوريا .
ولكن الراهن في المزاج الفابيوسي الحربي ظاهر. فإذا كان الهدف هو التسليح فعلاً، ففرنسا لم تنتظر كلام فابيوس لتباشر بالأمر. أجهزة الاستخبارات الفرنسية ناشطة منذ زمن عبر الحدود التركية والأردنية واللبنانية، في تدريب وتسليح المعارضين. لكن يبدو أن ما يتطلّع إليه فابيوس من تصريح أمس هو اللحاق بعربة التفاهم الأميركي – الروسي التي تتقدم، من دون أن يكون للفرنسيين أي دور محرك فيها. وبشكل عام، كان الوصيان الدوليان على سوريا استبعدا الأوروبيين أجمعين من المفاوضات واللقاءات الجارية بينهما .
وتبرر تضافر تصريحات لسيرغي لافروف في الساعات الأخيرة مع موافقة الأميركيين على إشراك الأسد في العملية السياسية مخاوف فرنسية من أن الأميركيين والروس قد يقدمون منفردين على مبادرة سياسية قبل قمة الدوحة. وقال لافروف بعد جون كيري «نحن متفقون على أن العملية الانتقالية في سوريا أمر ضروري، وأن أساس التحرك هو بيان جنيف.. وندعو المعارضين إلى تشكيل وفد للتفاوض على وجه السرعة».
وكان قطب سوري معارض قال لـ«السفير» إن لافروف وعد المعارضين، الذين التقوه مطلع الأسبوع في موسكو، أن تقوم روسيا بتقديم مبادرة لم يفصح عن فحواها مع الأميركيين قبل قمة الدوحة، وذلك لسحب البساط من تحت أقدام القطريين . ويسعى الفرنسي في التصعيد الكلامي عن تسليح المعارضة إلى حجز مقعد في صفقة يعمل الروس والأميركيون عليها، والبقاء على مقربة من استحقاقات، في المستقبل، لا بد من المشاركة فيها، اقلها الحصول على حصة في إعادة إعمار سوريا. وهي ما يعكف عليه الخبراء، وما يذهب إلى تقديرات بعــشرات المليارات، قد لا يكون للفرنســيين فيها أي حصة.
الخارجية السورية: سنقصف العصابات المسلحة داخل لبنان إذا إستمر تسللها
دمشق- (ا ف ب): هددت سوريا الخميس بقصف تجمعات ما سمتها بـ(العصابات المسلحة) في لبنان في حال استمر تسللها عبر الحدود، وذلك بحسب ما جاء في رسالة بعثت بها وزارة الخارجية السورية إلى الخارجية اللبنانية.
وقالت الخارجية السورية ان “مجموعات ارهابية مسلحة قامت خلال الـ36 ساعة الماضية وباعداد كبيرة بالتسلل من الاراضي اللبنانية إلى الاراضي السورية”، مشيرة إلى أن القوات السورية قامت “بالاشتباك معها على الاراضي السورية وما زالت الاشتباكات جارية”، بحسب ما جاء في الرسالة التي نشرتها وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا).
وشددت الوزارة على ان “القوات العربية السورية المسلحة لا تزال تقوم بضبط النفس بعدم رمي تجمعات العصابات المسلحة داخل الاراضي اللبنانية لمنعها من العبور الى الداخل السوري، لكن ذلك لن يستمر الى ما لا نهاية”.
واشارت إلى أن “سوريا تتوقع من الجانب اللبناني الا يسمح لهؤلاء باستخدام الحدود ممرا لهم لانهم يستهدفون أمن الشعب السوري وينتهكون السيادة السورية، ويستغلون حسن العلاقات الاخوية بين البلدين”.
واكد البيان ان “حشود هذه المجموعات الإرهابية ما زالت مستمرة داخل الأراضي اللبنانية وهي مشاهدة بالعين المجردة من مواقع قواتنا التي مارست حتى الآن أقصى درجات ضبط النفس بالامتناع عن استهدافها على أمل أن تقوم الجهات اللبنانية المختصة ببذل جهودها في ضبط الحدود مع سوريا حرصا على الأمن في البلدين وحماية لارواح المواطنين الأبرياء وعدم التصعيد الذي تهدف إليه هذه المجموعات الإرهابية”.
واوضحت الوزارة ان “تدفق المسلحين والاسلحة بدأ بشكل لافت منذ صباح يوم 12 آذار/ مارس 2013 من الاراضي اللبناية الى الاراضي السورية في منطقة القصير وجوسية وحتى تاريخه، وكذلك الدعم اللوجستي الواضح من الاراضي اللبنانية”.
وشهدت المناطق السورية الحدودية مع لبنان والواقعة في ريف مدينة القصير في محافظة حمص (وسط)، اشتباكات عنيفة في الايام الماضية، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
ومساء الخميس افاد المرصد في بريد الكتروني عن “اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة في محيط بلدة جوسية في ريف مدينة القصير، حيث تسمع اصوات الاشتباكات في القرى الحدودية”.
ومساء الخميس، اعرب مجلس الامن الدولي عن “بالغ قلقه” ازاء تبادل اطلاق النار على الحدود بين لبنان وسوريا.
واعرب اعضاء مجلس الأمن الدولي الخمسة عشر في بيان صدر بعد مباحثات مغلقة عن “عميق قلقهم ازاء تداعيات الأزمة في سوريا على استقرار لبنان”.
وينقسم لبنان ذو التركيبة السياسية والطائفية الهشة، بين موالين للنظام السوري ومؤيدين للمعارضة. وتعتمد الحكومة التي يحظى حزب الله، حليف دمشق، وحلفاؤه بالغالبية فيها، موقف “النأي بالنفس” حيال الازمة السورية المستمرة منذ عامين.
وشهدت مناطق حدودية لبنانية اكثر من مرة سقوط قذائف وحوادث اطلاق نار من الجانب السوري.
وتتهم دمشق مقاتلي المعارضة السورية بالتواجد في مناطق حدودية ذات غالبية سنية داخل الاراضي اللبنانية، وعبور الحدود لشن هجمات ضد القوات النظامية.
معارضون سوريون دربتهم أمريكا في الأردن يعودون إلى القتال
بيروت- (رويترز): قال قيادي بالمعارضة السورية ان معظم الدفعة الاولى من المعارضين السوريين الذين دربهم ضباط امريكيون من الجيش والمخابرات في الأردن على استخدام اسلحة مضادة للدبابات واسلحة مضادة للطائرات أنهوا تدريبهم ويعودون الان إلى سوريا للقتال.
واحجم مسؤولون غربيون وقادة بالمعارضة عن التعقيب على تقارير في مجلة دير شبيغل الالمانية ووسائل اعلام اخرى الاسبوع الماضي تقول ان امريكيين يدربون قوات سورية معارضة للحكومة في الأردن.
لكن احد قادة المعارضة على صلة وثيقة بالعملية قال يوم الخميس ان ضباطا بالجيش الامريكي والمخابرات يدربون معارضين سوريين وان معظم افراد المجموعة الاولى التي تضم 300 مقاتل أنهوا تدريباتهم.
واضاف قائلا في تصريحات لرويترز شريطة عدم الكشف عن هويته “هذا امر حساس كما تعرفون.. لكن نعم الجيش الامريكي والمخابرات يدربون بعض المعارضين”.
وقالت الولايات المتحدة انها ستقدم امدادات طبية واغذية مباشرة الي مقاتلي المعارضة لكنها استبعدت ارسال اسلحة لخشيتها من انها ربما تجد تجد طريقها إلى أيدي اسلاميين متشددين قد يستخدمونها ضد اهداف غربية.
وقال القيادي المعارض ان واشنطن اتخذت قرار تدريب المعارضين “تحت الطاولة”.
واضاف ان مسؤولين امريكيين اتصلوا بالقيادة العامة للمعارضة وعرضوا تقديم المساعدة قبل بضعة اشهر. وبعد ذلك طلبت القيادة العامة من الالوية العاملة تحت قيادتها اختيار “مقاتلين على مستوى جيد” ليتدربوا على استخدام اسلحة متقدمة مثل صواريخ مضادة للدبابات وصواريخ مضادة للطائرات بالاضافة إلى تعلم تقنيات جمع المعلومات المخابراتية.
وجاء معظم الدفعة الاولى التي تتألف من 300 مقاتل من دمشق وريفها ومن درعا القريبة من الحدود لانه كان من السهل عليهم الوصول إلى الأردن.
وقال إن التدريبات متنوعة وتستغرق من 15 يوما الى شهر ويتم تقسيم المقاتلين إلى مجموعات تتكون كل منها من 50 مقاتلا. واضاف ان كل مجموعة تسافر إلى الاردن بشكل مستقل. وتابع ان التدريبات دفاعية.
واضاف ان معظم الدفعة الاولى البالغ عدد افرادها 300 عادوا الان الى القتال في سوريا لكن هناك المزيد من المقاتلين يصلون للتدريب.
وقتل حوالي 70 ألف شخص منذ ان بدأت احتجاجات سلمية في معظمها قبل حوالي عامين ضد الرئيس بشار الاسد وقوبلت بالذخيرة الحية وتحولت الى تمرد مسلح.
وقال القائد المعارض ان مقاتلين من شمال سوريا لم يتمكنوا من الانضمام إلى التدريب في الاردن لاسباب امنية ولوجستية. لكن قيادة المعارضة تحاول اقناع الحكومة التركية بالسماح لها بفتح معسكر تدريب في تركيا.
واضاف قائلا “يحدونا الامل بأن يسمح الاتراك لنا بان يكون لدينا هذا المعسكر ليدربنا فيه ضباط امريكيون”.
إحراق صهاريج مازوت سورية في شمال لبنان واحتجاز سائقيها لبعض الوقت
طرابلس- (ا ف ب): اقدم شبان من منطقة ذات غالبية سنية في مدينة طرابلس بشمال لبنان مساء الخميس على احراق صهاريج سورية تنقل مادة المازوت، بعد الاعتداء على سائقيها واحتجازهم لبعض الوقت، بحسب ما افاد مصدر امني وكالة فرانس برس.
وذكر المصدر وشهود ان الشبان كتبوا برذاذ اسود على الصهاريج اسم (جبهة النصرة) الاسلامية المتطرفة، وهي احدى المجموعات المقاتلة ضد قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال المصدر ان “مجموعة من الشباب في منطقة باب التبانة اقدمت على اعتراض سبعة صهاريج سورية، وقامت باحراق ثلاثة منها، بينما قام شبان آخرون بتفكيك الصهاريج الاربعة المتبقية”.
واضاف ان الشبان “احتجزوا السائقين السبعة لبعض الوقت، قبل ان يطلقوا سراحهم”.
وافاد شهود في المكان ان الشبان اعتدوا على السائقين بالضرب مستخدمين العصي والحجارة. كما وزعت رسائل خليوية قصيرة جاء فيها “هذه هدية من ابناء التبانة الى جبهة النصرة”.
وشهدت مدينة طرابلس ذات الغالبية السنية سلسلة اشتباكات على خلفية النزاع السوري، بين مؤيدين للمعارضة السورية في منطقة باب التبانة ذات الغالبية السنية، وعلويين مؤيدين للنظام في منطقة جبل محسن.
كما سجلت في الفترة الماضية تحركات احتجاجية في المناطق ذات الغالبية السنية في البقاع (شرق) والشمال للمطالبة بمنع نقل المازوت من لبنان إلى سوريا، والذي يقول المحتجون انه يذهب “الى النظام السوري”.
ورد وزير الطاقة جبران باسيل المنتمي إلى الأكثرية الحكومية المتحالفة مع حزب الله والمدافعة عن النظام السوري، في حينه بالقول ان الصهاريج التي تدخل سوريا تحمل المازوت من احدى شركات القطاع الخاص، ولا عيب قانونيا على عملها.
اشتباكات بدمشق.. وانباء عن تعيين وفد برئاسة الحلقي للتفاوض مع المعارضة
فرنسا وبريطانيا ستسلحان المعارضة السورية لمواجهة الهجمات الجوية
‘الحر’ يقتحم قلعة حمص.. وروسيا قلقة من وصول الاسلحة لجبهة النصرة
باريس ـ دمشق ـ بيروت ـ وكالات: اعلنت فرنسا وبريطانيا الخميس عزمهما على تزويد المعارضة السورية بالاسلحة، سواء بموافقة الاتحاد الاوروبي ام بدونها، في خطوة دفعت بالاخير الى اعلان استعداده للبحث في هذا الملف ‘بلا تأخير’ لا سيما بعدما ابدت المانيا استعدادها للبحث في هذه المسألة في اطار الاتحاد.
وقد دانت دمشق قرار فرنسا وبريطانيا مؤكدة انه يمثل ‘انتهاكا صارخا’ للقانون الدولي، بينما اعتبره الائتلاف الوطني السوري المعارض ‘خطوة في الاتجاه الصحيح’.
وصرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في مقابلة مع اذاعة ‘فرانس انفو’ ان فرنسا وبريطانيا تطلبان ‘من الاوروبيين الآن رفع الحظر ليتمكن المقاومون من الدفاع عن انفسهم’.
واوضح مسؤولون فرنسيون رفضوا الكشف عن هويتهم ان الهدف هو تزويد المعارضة السورية خصوصا بصواريخ ارض- جو لمواجهة الهجمات الجوية التي يشنها الجيش السوري.
ولاحقا اعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند قبيل افتتاح قمة الاتحاد الاوروبي في بروكسل انه يأمل ان ‘يرفع الاوروبيون الحظر’ على الاسلحة للمعارضة السورية.
وقال هولاند للصحافيين لدى وصوله الى القمة الاوروبية التي بدأت الخميس وتستمر حتى الجمعة ‘نأمل ان يرفع الاوروبيون الحظر (…) نحن على استعداد لدعم المعارضة وبالتالي نحن على استعداد للذهاب الى هذا الحد. يجب ان نتحمل مسؤولياتنا’.
واوضح ان على فرنسا ان ‘تقنع شركاءها الاوروبيين اولا’، في حين ان الموضوع السوري غير مطروح رسميا على جدول اعمال القمة المخصصة اساسا ‘لتحريك’ نمو الاقتصاد الاوروبي.
ورفع الحظر المفروض على شحن الاسلحة الى سورية موضع خلافات قوية بين الدول السبع والعشرين الاعضاء في الاتحاد الاوروبي والتي ذلك ان بعضها حذر من مغبة عسكرة متزايدة للنزاع على حساب البحث عن حل سياسي له.
واكد هولاند ‘نعتقد ان العملية السياسية الانتقالية يجب ان تكون الحل لسورية’ لكن ‘لا يمكننا ترك شعب يقتل بيد نظام لا يريد في الوقت الراهن عملية انتقالية سياسية’.
واشار هولاند الى ان ‘فرنسا تعتبر ان الاسلحة تشحن (الى سورية)، وانما لنظام بشار (الاسد) من قبل الروس خصوصا’، موضحا ان البريطانيين يؤيدون ايضا رفع الحظر.
وعقد الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اللذان يلتقيان على الموجة نفسها حول هذا الموضوع، لقاء على انفراد قبل بدء القمة رسميا.
وقال مايكل مان الناطق باسم وزيرة خارجية الاتحاد كاثرين اشتون لوكالة فرانس برس ‘اذا كانت اي دولة تريد فتح نقاش بلا تأخير، فهذا ممكن دائما.اي دولة يمكن ان تطلب ادراج الموضوع على جدول اعمال اجتماع’.
وذكرت اشتون الاربعاء في كلمة امام البرلمان الاوروبي بأن ايا من الدول الاعضاء لم يطلب رسميا رفع الحظر في الاجتماع الشهري الاخير لوزراء خارجية الاتحاد الاثنين في بروكسل.
واوضح الناطق باسمها ان الدول الـ27 الاعضاء ‘اتخذت مؤخرا قرار تمديد العقوبات ثلاثة اشهر مع رفع الحظر عن المعدات غير القاتلة والمساعدة التقنية لمساعدة المعارضة وحماية المدنيين’.
لكن بعض المسؤولين يحذرون من خطر انتشار الاسلحة، مشيرين الى ما حدث خلال العملية العسكرية الدولية في ليبيا.
فقد صرح وزير الخارجية البلجيكي ديدييه رينديرز مؤخرا ان الهدف ليس ‘محاربة الجهاديين في مالي لتلسيم الاسلحة الى الجهاديين في سورية’. اما وزير خارجية لوكسمبورغ جان اسلبورن فقد رأى ان ‘الاسلحة ليس هي ما ينقص في سورية’.
لكن المانيا التي كانت من الدول المتحفظة على رفع الحظر عن الاسلحة، اعلنت الخميس انها ‘مستعدة لان تناقش (المسألة) فورا في اطار الاتحاد الاوروبي’.
ومن جهته اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكوفيتش إن قرار منح مقعد سورية في الجامعة العربية للمعارضة قد يفتح المجال أمام تشريع تزويد المقاتلين المعارضين بالسلاح، محذراً من ان ذلك سيكون لمصلحة جبهة النصرة.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية ‘نوفوستي’ عن لوكوفيتش قوله الخميس إن هذه الخطوة تشير إلى ‘إمكانية تزويد الثوار بالسلاح بطريقة يقال عنها إنها شرعية، من دون اللجوء إلى طرق’ مشكوك فيها.
وأعرب لوكوفيتش عن اعتقاده بأن المساعدات العسكرية التي تَعِد الأطراف الخارجية ومنها الأوروبية بتوفيرها للمعارضة المسلحة في سورية لا بد أن تصل في النهاية إلى ‘جبهة النصرة’.
على صعيد الحوار أعلن مصدر في وزارة الخارجية الروسية الخميس أن سورية عينت وفداً برئاسة رئيس الحكومة وائل الحلقي للتفاوض مع المعارضة.
ونقلت قناة (روسيا اليوم) عن المصدر في الخارجية الروسية قوله إن السلطات السورية عينت وفدها للتفاوض مع المعارضة، مشيرا الى إنها تنتظر تعيين المعارضة ممثليها للتفاوض.
ميدانيا، قال ناشطون إن الثوار تمكنوا من اقتحام قلعة’حمص’واشتبكوا مع قوات النظام داخلها وأوقعوا أفرادها بين قتيل وأسير. وجددت قوات النظام قصفها العنيف على ريف’حمص وحي جوبر الدمشقي الذي شهد اشتباكات بين الجيشين النظامي والحر، في حين أفادت لجان التنسيق المحلية في سورية بمقتل 15 شخصا على الأقل معظمهم في دمشق وريفها
دبابات الاسد في الجولان لقتال السلفيين وليس اسرائيل
صحف عبرية
عبرت جهات في اسرائيل في الايام الاخيرة عن قلق من ان تترك قوة المراقبين من الامم المتحدة الموضوعة في الجزء السوري من هضبة الجولان مواقعها، لكن لاسرائيل خاصة مصلحة في ان يترك المراقبون.
وُضعت هذه القوة إثر اتفاق الفصل بين القوات بين اسرائيل وسوريا منذ منتصف سبعينيات القرن الماضي وهي منذ ذلك الحين موضوعة في وضع فاسد في جيب الفصل بين اسرائيل والجيش السوري. والمراقبون ليسوا مسلحين ولا يفصلون بالفعل بين الطرفين بل يراقبون الفصل في ظروف عيش خمس نجوم، بيد ان الجيش السوري في السنتين الاخيرتين انتقضت عُراه ولم يعد موجودا بصفة قوة مهمة بالنسبة لاسرائيل بحيث أصبحت مهمة المراقبين لا داعي لها. وهم يشتغلون في الأساس بانتقال العرائس وطلاب الجامعات الدروز من جهة الى اخرى، وببيع التفاح من اراضي الدروز في اسرائيل لسوريا وبشؤون مدنية من هذا القبيل يُشك في ان تكون ضمن تفويضهم. وبعد ان اختطف عدد من المراقبين وأُفرج عنهم هرب عدد منهم بصورة مخجلة الى اسرائيل حتى لقد كفوا عن القيام بعمل الرقابة بصورة حقيقية.
كان الاسد في حينه يستعمل مراقبي الامم المتحدة هؤلاء ليُدخل أصابعه في هضبة جولاننا بواسطة شراء التفاح ذاك أو نقل الماء سرا، وأراد بذلك ان يشير الى أنه يرعى الدروز في هضبة الجولان الاسرائيلية. وتم هذا الدخول السوري بواسطة المراقبين وكان من المتاح آنذاك معارضة ذلك.
ولما كان الصراع السوري الداخلي يتوقع ان يستمر سنين طويلة حتى بعد سقوط النظام فانه ليس لنا أي اهتمام بصلة ما بسوريا. ومن هذه الجهة فان الارتباط بواسطة المراقبين يضايق فقط. علينا ان نغلق الحدود وألا نتدخل بأي صورة فيما يجري هناك حتى ولا عن طريق المراقبين الذين يتهمهم السلفيون المتمردون أصلا بأنهم مؤيدون لاسرائيل أو للاسد. ليس لنا أي اهتمام طائفي أو غيره فيما يجري في سوريا ولا يفترض ان يكون لنا اهتمام بحفظ قوة المراقبين هذه.
برغم علاقاتنا الاشكالية بالامم المتحدة، ترعى اسرائيل قوة المراقبين في هضبة الجولان وتمنحها جبهة داخلية، وليس لنا تاريخ سوّي مع الامم المتحدة ولا يوجد ما يدعو الى ان نفعل ذلك. تتدخل الامم المتحدة فيما يجري في اسرائيل في جميع المستويات حتى بشأن المتسللين من افريقيا وعلينا ان نصد هذا التغلغل باعتبار ذلك عمل سيادة. فلتتفضل الامم المتحدة اذا ولترسل مراقبيها الى دمشق أو فلتهتم بهم بنفسها.
لكن توجد مشكلة اخرى مع اتفاقات الفصل بين القوات بين اسرائيل وسوريا ومع قوة الامم المتحدة الفاسدة هذه. حاول بشار الاسد في الاشهر الاخيرة خاصة ان يحتل من جديد القرى الصغيرة في هذا الجيب وأرسل الى هناك دبابات، لكن اسرائيل اشتكت للمراقبين أنه ينكث الاتفاق وتراجع الرئيس السوري عن ذلك. لكنه اذا لم يرسل دبابات ومروحيات فكيف سيطرد عصابات السلفيين المسلحة من هناك؟ تشتكي اسرائيل من جهة ان حدودها تسيطر عليها عصابات من المخربين. وهي لا تُمكّن النظام السوري من جهة ثانية أو ما بقي منه من طردها.
يجب على اسرائيل ان تُبلغ الامم المتحدة أنها غير مسؤولة ولن تكون مسؤولة عن هؤلاء المراقبين وأنها تغلق الحدود اغلاقا محكما. انهم جزء من الخطاب السوري وهي نفسها تغلق الحدود تماما. وليس لاسرائيل مشاركة في الحرب الطائفية في سوريا أو في صناعة الأكاذيب الوسواسية التي عاشت عليها الامم المتحدة ومؤسساتها طول السنين. فقد حان وقت ان تدافع الامم المتحدة التي يتناول ما لا يحصى من قراراتها اسرائيل ‘الفظيعة الرهيبة’ بنفسها عن مراقبيها البائسين.
غي بخور
يديعوت 14/3/2013
دبلوماسيون: إيران تكثف مساعداتها العسكرية لنظام الأسد
الأمم المتحدة ـ رويترز: قال دبلوماسيون غربيون إن إيران كثفت بصورة كبيرة من دعمها العسكري للرئيس السوري بشار الأسد في الأشهر القليلة الماضية بالتعاون مع روسيا باعتبارهما مصدرين رئيسيين للدعم في حرب أهلية تأخذ بعدا طائفيا بشكل متزايد.
وقال دبلوماسيون لرويترز طلبوا عدم نشر أسمائهم إن الاسلحة الإيرانية ما زالت تتدفق على سورية قادمة من العراق لكن أيضا عبر مسارات ثانية منها تركيا ولبنان في انتهاك لحظر للأسلحة تفرضه الأمم المتحدة على إيران. ونفى مسؤولون عراقيون وأتراك هذه المزاعم.
وأضاف دبلوماسيون أن تكثيف إيران الدعم للأسد يشير إلى أن الحرب في سورية تدخل مرحلة جديدة ربما تحاول فيها طهران إنهاء هذا الجمود الذي يسيطر على ساحة المعركة من خلال مضاعفة التزاماتها تجاه الأسد مرة أخرى وان تقدم لحكومة دمشق التي تزداد عزلة مصدرا رئيسيا للدعم.
كما يرى دبلوماسيون أن ذلك يبرز الطبيعة الطائفية المتزايدة للصراع مع تدفق السلاح الايراني على جماعة حزب الله اللبنانية الشيعية. ويقولون إن هذه الجماعة أصبح لها نشاط فعال داخل سورية لدعم قوات الأسد.
بدأ الصراع السوري قبل عامين في صورة احتجاجات سلمية مطالبة بالديمقراطية. ولقي 70 ألف شخص حتفهم كما فر مليون لاجيء من البلاد. وقال تقرير مخابرات غربي اطلعت عليه رويترز في سبتمبر أيلول إن إيران تستخدم طائرات مدنية لنقل أفراد عسكريين وكميات كبيرة من الأسلحة عبر المجال الجوي العراقي لمساعدة الأسد. ونفى العراق ذلك التقرير لكنه بعد ذلك عمد الى اثبات وجهة نظر معينة وفتش طائرة كانت متجهة إلى إيران وقالت بغداد إنه لم يكن على متنها اسلحة.
ويقول الدبلوماسيون إنه ما زال يجري نقل أغلب الأسلحة المتجهة إلى سورية الآن عبر المجال الجوي العراقي وبرا عبر العراق رغم وعود بغداد المتكررة بوضع حد لإمدادات الأسلحة الإيرانية إلى الأسد في انتهاك لحظر السلاح الذي تفرضه الأمم المتحدة على طهران بسبب برنامجها النووي.
وقال دبلوماسي غربي هذا الأسبوع ‘الإيرانيون يدعمون النظام حقا بشكل هائل… رفعوا حجم الدعم خلال الأشهر الثلاثة أو الأربعة الماضية عبر المجال الجوي العراقي والآن من خلال الشاحنات. والعراقيون يغضون الطرف حقا.’
وأضاف الدبلوماسي الرفيع أن إيران ‘تقوم الآن بدور حيوي’ مضيفا أن حزب الله ‘لا يكاد يخفي الدعم الذي يقدمه للنظام (السوري)’.
ومضى يقول إن الحرب السورية أصبحت ‘طائفية بشكل متزايد’ حيث تدور بشكل أساسي بين السنة والعلويين.
ونفى علي الموسوي المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بشدة هذه المزاعم وقال أمس الأربعاء ‘كلا أبدا لم يحدث ولن يحدث عبور أسلحة من إيران إلى سورية عبر العراق سواء كان بالبر أو عن طريق الجو.’
وذكر دبلوماسيون أن روسيا ما زالت أيضا مصدرا رئيسيا للسلاح بالنسبة للأسد. وعلى عكس إيران فليس هناك حظر للسلاح مفروض على سورية أو روسيا من جانب الأمم المتحدة وبالتالي فإنهما لا ينتهكان أي قواعد دولية عندما يبرمان صفقات سلاح. لكن قبول الأسلحة الإيرانية يمثل انتهاكا للعقوبات التي تفرضها المنظمة الدولية على طهران.
وقالت روسيا مرارا إن الدعم العسكري لسورية يشمل أنظمة دفاع جوي مضادة للصواريخ لكن ليست هناك أسلحة هجومية مثل طائرات الهليكوبتر.
وتقول موسكو إنها ليست متمسكة بالأسد لكن مقاتلي المعارضة والحكومة يجب أن يجريا محادثات وإن رحيل الأسد يجب ألا يكون شرطا للاتفاق كما تصر المعارضة وأنصارها. واستخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ضد ثلاث قرارات في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمنع اتخاذ إجراءات ضد حكومة الاسد.
وقال علي رضا ميريوسفي المتحدث باسم بعثة إيران في الأمم المتحدة ردا على طلب بالتعقيب ‘نعتقد أن سورية لا تحتاج أي مساعدة عسكرية من إيران.’
ومضى يقول ‘للأسف الوضع في سورية ومنطقة الشرق الأوسط كلها أصبح أشد حرجا وخطورة بشكل متزايد بسبب التدخل الخارجي ونقل السلاح إلى الجماعات المتطرفة’ مكررا أن طهران تريد إنهاء الصراع من خلال الحوار بين الحكومة والمعارضة.
ولم يرد بشار جعفري سفير سورية في الأمم المتحدة على الفور على طلب بالتعقيب.
وأوضح دبلوماسيون نقلت عنهم رويترز هذا التقرير أن الطريق الأساسي لتوصيل السلاح إلى سورية ما زال يمر بالعراق رغم وجود قنوات إمداد بديلة مثل المجال الجوي التركي. وقالوا أيضا إن (إيران اير) و(ماهان اير) شركتان معروفتان بانتهاكهما حظر السلاح المفروض على إيران.
وورد ذكر (ايران اير) و(ماهان اير) في تقرير المخابرات بشأن شحنات الأسلحة الإيرانية إلى سورية والذي اطلعت رويترز على نسخة منه في سبتمبر أيلول. وأدرجت وزارة الخزانة الأمريكية (ايران اير) و(ماهان اير) و(ياس اير) في القائمة السوداء لدعمها الحرس الثوري الإيراني.
ونقل دبلوماسي غربي عن تقارير مخابراتية من بلاده قولها إن هناك طريقا جديدا لإرسال الأسلحة إلى سورية في بعض الاحيان عبر المجال الجوي التركي إلى بيروت ومن هناك إلى سورية بالطريق البري. وقال إنه ليس هناك مؤشر على أن المسؤولين الأتراك على علم بمثل هذه الشحنات غير المشروعة للأسلحة.
وتابع أنه بمجرد دخول الاسلحة إلى سورية فإنها توزع على القوات الحكومية والجماعات المتحالفة معها بما في ذلك حزب الله.
وقال تقرير المخابرات الغربي ‘تتراوح المعدات التي تنقلها الشركتان (ايران اير وماهان اير)…بين معدات اتصالات واسلحة خفيفة وأسلحة استراتييجة متقدمة بعضها يستخدمها بشكل مدمر حزب الله والنظام السوري ضد الشعب السوري.’
وأضاف التقرير ‘المعدات الاكثر تقدما هي قطع لمعدات مختلفة مثل طائرات بلا طيار وصواريخ بر-بحر وصواريخ بالستية سطح-سطح. وتستخدم قوات الامن السورية وقوات ميليشيا الشبيحة الموالية للأسد وحزب الله اللبناني أسلحة أخرى.’
وجاء في التقرير المخابراتي الغربي أيضا أنه يتم نقل نحو خمسة أطنان من الأسلحة في كل رحلة جوية بشكل شبه اسبوعي ويجري إخفاؤها في بطن الجزء المخصص للشحنات في الطائرات مضيفا ان شحنة الأسلحة تنقل بشكل منفصل بعد إنزال الشحنة المدنية.
وأكد مسؤولون غربيون آخرون النتائج التي توصل إليها هذا التقرير.
ونفى مصدر دبلوماسي تركي هذا الزعم قائلا لرويترز ‘هذه قضية بالغة الحساسية بالنسبة لتركيا ونحن متأكدون تماما أنها لا أساس لها من الصحة.’
واعترضت تركيا شحنات أسلحة إيرانية في الماضي وأبلغت لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن بخصوصها. ويقول دبلوماسيون غربيون إن الحملة الشديدة التي تشنها أنقرة للقضاء على تهريب الأسلحة الإيرانية عبر مجالها الجوي هو الذي جعل إيران تلجأ إلى المجال الجوي العراقي بدلا من ذلك.
وقال نواف سلام سفير لبنان في الأمم المتحدة إنه ليس في وضع يسمح له بالتعقيب. ورفض مصدر في مطار بيروت طلب عدم نشر اسمه مزاعم توصيل شحنات إيرانية سرية إلى سورية عبر مطار بيروت.
في العام الثالث للانتفاضة: سورية غابة يريد كل واحد امتلاكها.. والاسلاميون ومجالس شريعتهم لهم اليد العليا
ابراهيم درويش
لندن ـ ‘القدس العربي’: تتحول سورية وفي العام الثالث للانتفاضة التي اندلعت يوم الخامس عشر من اذار (مارس) 2011 الى ساحة جديدة للجهاد العالمي، وسط حديث دائم من الاطراف الغربية وامريكا تحديدا عن زيادة تأثير جبهة النصرة التي تقول امريكا انها ترتبط ايديولوجيا بتنظيم القاعدة.
فبالاضافة لتحول سورية الى ساحة حرب بالوكالة بين الاطراف الاقليمية والدولية، اصبحت مركز جذب للشباب المسلم القادم من مناطق مختلفة من انحاء العالم الاسلامي، ومن مسلمي الغرب، حيث يتدفق شبان متحمسون للقتال والتجربة ويريدون مساعدة الشعب السوري في انتفاضته، وهؤلاء ليسوا من السوريين الذين يعيشون في المهجر او من العرب بل من الجاليات الاخرى الباكستانية والهندية وغيرهم.
واشارت صحيفة ‘اندبندنت’ البريطانية ان سورية حلت محل الباكستان والصومال كجبهة مفضلة يذهب اليها الاسلاميون للتطوع وتجربة القتال. وادت هذه التطورات لقلق المسؤولين الامنيين خاصة ان الجماعات الجهادية المرتبطة بالقاعدة مثل جبهة النصرة اصبحت من العناصر المسيطرة على الانتفاضة السورية.
ويقدر عدد الشبان المسلمين البريطانيين الذين تطوعوا للقتال في سورية حتى الان بحوالي 100 شاب والعدد في تزايد مستمر. ويمثل المتطوعون الاجانب تحديا للسلطات الامنية في الدول الاوروبية- خاصة الداعمة منها للانتفاضة حيث يذهب الشبان للقتال في ساحة تلقى الفصائل المسلحة فيها دعما من الانظمة السياسية الغربية على خلاف الوضع في الباكستان او الصومال، حيث يتم التعامل مع الذين يذهبون اليهما كمتورطين في نشاطات ارهابية.
وتقول الصحيفة ان المقاتلين السوريين يجذبون اليهم متطوعين من اصول عرقية مختلفة في بريطانيا، وقلة ممن ذهب الى هناك تم اعتقاله او التحقيق معه، ومن سجن منهم اعتقل لعلاقته باختطاف جون كانتيل، الصحافي البريطاني قرب ادلب العام الماضي حيث قال انه وزميل هولندي تعرضا للاختطاف من مجموعة من المقاتلين يطلقون على انفسهم ‘الدعوة الاسلامية’. اما الذين يشاركون من المتطوعين البريطانيين فلا تعتبر نشاطاتهم خارجة عن القانون.
وكانت كتيبة الفاروق قد اعدمت محمد الشامي قائد هذا الفصيل بعد اسابيع من تحرير الرهينتين البريطاني والهولندي. وتقول الصحيفة ان الخوف من زيادة تأثير الجهاديين خاصة جبهة النصرة على سورية ما بعد الاسد هو ما يدفع الحكومة البريطانية للتفكير بزيادة الدعم للمعارضة ‘المعتدلة’ داخل الانتفاضة السورية. فقد عمل وزير الخارجية ويليام هيغ على الدفع باتجاه تخفيف قرار حظر بيع السلاح لسورية مما يمكن الدول الغربية دعم المقاتلين السوريين، وستقوم بريطانيا بتزويد المقاتلين بسترات واقية وسيارات مصفحة لتسهيل تنقلهم. واعلن ديفيد كاميرون، رئيس الحكومة بداية هذا الاسبوع عن ان بريطانيا قد تقرر دعم ‘المعارضة الديمقراطية’ وحدها حالة رفضت الاتحاد الاوروبي رفع الحظر. وبالنسبة للمقاتلين البريطانيين يقول المسؤولون الامنيون انه نظرا للطبيعة المتغيرة للفصائل السورية الكتائب- فهناك صعوبة في معرفة ان كان الشبان البريطانيون قد انضموا لصفوف جماعات جهادية ام معتدلة. وتقول الصحيفة انها التقت في السابق مع مقاتلين (علمانيين) اصبحوا اسلاميين من اجل الحصول على دعم الدول الخليجية.
سنة العراق وسورية
والحديث عن المقاتلين الاجانب يقود الى تقرير ‘الغارديان’ عن الصحوة السنية، حيث قابل مراسلها احد المقاتلين السابقين الذين شاركوا في مواجهة الامريكيين في الرمادي عام 2003 قبل ان تتحول المقاومة الى خلافات واختطافات وسجن وترويع للمواطنين العراقيين، ثم تحول السكان على المقاتلين وطردهم.
ويتحدث التقرير عن الجو الوحدوي الذي يطبع سنة العراق في احتجاجاتهم على الحكومة. ويقول ابو صالح الذي لجأ الى سورية انهم ‘ارتكبوا اخطاء واعتقلوا الناس بطريقة عشوائية، واختطفنا الناس من اجل تمويل المقاومة’، هذا قبل لجوئه الى سورية اما الان وفي ظل الانتفاضة فيقول انها حولته وجماعته من اشخاص مكروهين الى شخصيات مقبولة لدى اهلهم من السنة. ويقول ابو صالح ان سورية فتحت له جبهة لتمرير خبرته للمقاتلين السوريين حيث علموهم كيفية تصنيع العبوات المحلية ‘علمناهم كيفية طبخ الفسفور وعمل العبوات، كفاحنا هنا هو مشابه لكفاح السوريين’ مشيرا ان تحرر السوريين من النظام مكسب للسنة لان هذا يعني انهيارا لـ ‘الهلال الشيعي’في ايران ولبنان. ويزعم ابو صالح انه بعد قبول عودته للرمادي قام هو واصدقاؤه بتشكيل ثلاث كتائب وهاجم قوافل عسكرية وطائرة مروحية.
ويضيف انه وعدد من قادة السنة حصلوا على دعم اثرياء من الخليج ممن دعموهم اثناء الاحتلال الامريكي لدعم السوريين. وتحدث عن لقاء في عمان ـ العاصمة الاردنية جمع الفصائل العراقية المتحدة ورجال خير من الخليج للحصول على دعم للمقاومة العراقية خاصة ان سلاحها اصبح قديما والصالح منه بيع للسوريين.
لا تسلحوا المعارضة
وعلى هذا الموضوع علقت صحيفة ‘اندبندنت’ في افتتاحيتها تحت عنوان ‘تسليح المعارضة ليس حلا للازمة السورية’، حيث وصفت العامين الماضيين من عمر الانتفاضة بالغارقين بالدماء، اي مند اول تظاهرة سلمية دعت للكرامة. فمع ان المقاتلين يتقدمون ببطء نحو الاطاحة بالنظام الا ان هذا الاخير لم يستسلم، وتضيف ان الحرب الاهلية قتلت اكثر من 70 الفا وشردت مليونين داخل سورية نفسها ومليونا اخر في الدول المحيطة بها.
ومع كل هذا فالحرب تعيش حالة من الانسداد، مما يعني ان لا نهاية قريبة للمعاناة، والاخطر من ذلك ان اهتزازات الانتفاضة الاقليمية بدأت تتكاثف. وعليه ترى الصحيفة ان التوقعات تظل قاتمة. فمع ان المعارضة السياسية السورية تبدو اكثر تماسكا من ذي قبل، حيث كان من المتوقع ان يلتقي الائتلاف الوطني في اسطنبول لانتخاب حكومة انتقالية الا ان الفوضى على الارض جعلت من سورية منطقة جذب للمرتزقة والمتطرفين ومن يبحث عن طرق لان يصبح ارهابيا ومن كل انحاء العالم، مشيرة الى ان سورية اصبحت الخيار المفضل للجهاديين البريطانيين.
دروس العراق وافغانستان
وامام ما تقول عنه الصحيفة الكارثة الانسانية والانهيار الاقليمي تتزايد الدعوات الدولية للعمل، مشيرة في هذا الاتجاه الى تصريحات كاميرون الذي يخطط لتخفيف برنامج العقوبات على سورية ملمحا ان لندن قد تقرر منفردة دعم المعارضة ان رفضت ‘اوروبا الحمائمية’ كما تقول طلبه. وتتفهم الصحيفة حالة الاحباط التي يعيشها كاميرون، خاصة ان اغراء النهاية العسكرية السريعة للازمة لا يمكن مقاومته، لكنها تحذر بالقول ان ما تعلمناه من العراق وافغانستان وليبيا ايضا ان التدخل الاجنبي ليس سهلا، وبالتأكيد سورية تعتبر من اكثر الحالات التي يصعب التكهن بمآلاتها.
يخافون من التجنيد
وفي ظل استمرار الحرب ودعوة النظام للنفير العام، فلا حل يبدو في الافق، وكانت دعوات المفتي العام لسورية الشيخ احمد بدر حسون لدعم الجيش السوري قد اثارت تكهنات حول تراجع قدرات الجيش السوري، بسبب حرب العامين الماضيين. وادت الدعوة في الوقت نفسه الى انتشار الشائعات من ان عملية تجنيد جماعية للشبان في سن الخدمة العسكرية للجيش ستتم في القريب العاجل. لكن الحكومة سارعت ونفت الشائعات مؤكدة على قدرة الجيش وجاهزيته لمواصلة مقاومة الجماعات المعارضة التي يصفها بالارهابية، ونفت الحكومة وفي خطوة غير عادية ما انتشر من شائعات حول تعرض الشبان للاختطاف على الحواجز وتجنيدهم للجيش. وهذا لا يعني ان الجيش السوري لا يعاني من نقص في الجنود حيث هرب منه الكثير من المجندين منذ بداية الحرب الاهلية، كما وتكبد خسائر كبيرة من جنوده. ومع ان القانون السوري ينص على ان سن الثامنة عشرة كسن للخدمة الا ان الكثير من الشبان دفع الاف الدولارات للتحايل على القانون ومنهم من هرب او اختبأ. ونقلت صحيفة ‘لوس انجليس تايمز’ بعضا من ردود الافعال على الشائعات حول التجنيد الجماعي، حيث اصيبت سيدة اسمها منى بالمرض عندما سمعت عن الشائعات خاصة ان لها ثلاثة اولاد في سن الخدمة ويقول ابنها الاكبر ان ‘ضغط دمها ارتفع حتى وصل السقف’. ويقول انه يفكر في ان يذهب او لا يذهب للعمل ولا يعرف ان كانوا يلتقطون الشبان على حواجز التفتيش. وتقول الصحيفة ان الابناء الثلاثة من المؤيدين للاسد لكنهم لا يريدون الموت من اجله. وبنفس الوقت اثارت الشائعات مخاوف المعارضة الذين قالوا انهم سيواجهون اخوانهم واقاربهم في الحرب حيث قال احدهم ‘بالضبط من سأقاتل اذا جندت؟ اخواني المقاتلين’، واضاف انه ان كان الاسد مجنونا لدرجة يطلب فيها مني الذهاب للجيش فسأطلق عليه النار بنفسي’.
من يملك سورية؟
في سورية الخوف من التجنيد والساحة الجهادية هناك معركة اخرى تتحدث عنها ‘نيويورك تايمز’، ففي تعليق لها على نزاع في حلب بين مجلس الشريعة والمحاكم المدنية العادية ان هجوم الشرطة الدينية على محكمة رفض المسؤولون عنها تسليمها لمجلس الشريعة هو دليل على المعركة الدائرة بين السوريين او القوى فيها حول من سيشكل مستقبل سورية. ونقلت عن محامية من رابطة الحقوقيين الاحرار في حلب قولها ان كل حي من الاحياء يرغب بنوع من النظام لكنهم لا يريدون ‘ان يسقط بشار ليحل محله من هو اسوأ منه الاسلاميون’. وتقول الصحيفة انه في الوقت الذي تدور فيه طاحونة الحرب الاهلية، تتصارع الجماعات والفصائل التي تقاتل الاسد على اعادة خلق وتشكيل مؤسسات الدولة او ما تبقى منها من مثل المحاكم والمدارس والمساجد والادارات المحلية. وفي الوقت الذي لا يمكن فيه تعميم الحادث على سورية التي تتقسم الى مناطق يحكمها امراء حرب، الا انه لا مدعاة للشك من محاولة الاسلاميين الذين حققوا انتصارات في المعارك وكسبوا ثقة الناس يحاولون ترجمة سلطتهم الدينية على كافة قطاعات الشعب.
صحيفة صينية تشيد بفاعلية صواريخ صينية استخدمها مسلحو المعارضة في سورية
بكين ـ ا ف ب: اشادت صحيفة صينية الخميس بفاعلية صواريخ ارض جو انتجت في الصين ونجحت في تدمير مروحيتين عكسريتين سوريتين على الاقل.
وقال خبير نقلت صحيفة ‘غلوبال تايمز’ تصريحاته ان شريط فيديو وضعه الجيش السوري الحر على الانترنت، يظهر صاروخ ارض جو صينيا ‘يعبر الغيوم قبل ان يضرب مروحية بالكاد يمكن رؤيتها ويدل على قدرة قاذفة الصواريخ اف ان-6’. وكان مسلحو المعارضة السورية نشروا تسجيلي فيديو على الانترنت مؤخرا يظهران مروحيتين عسكريتين سوريتين من طراز ‘مي-8/17’ تسقطان بصاروخي ارض جو صينيين محمولين.
وتطور ‘الاف ان-6’ شركة الصين لتصدير واستيراد المعدات الدقيقة (تشاينا بريسيجن امبورت اند اكسبورت كوربوريشن). ويتم تصدير هذه الاسلحة كما يستخدمها جيش التحرير الشعبي.
ورفضت الشركة الادلاء باي تعليق لوكالة فرانس برس.وكتبت غلوبال تايمز ان تسجيلي الفيديو ‘اثارا اهتماما كبيرا لدى المراقبين ومتابعي شؤون الجيش الصينيين’. وقالت في مقال بعنوان ‘صواريخ صينية تسرق الاضواء باسقاطها مروحيات عسكرية سورية’ ان ‘تدمير هذه الاهداف يثبت ان +اف ان-6+ يمكن الاعتماد عليه ويسهل استخدامه، لان مقاتلي المعارضة السورية بشكل عام ليسوا مدربين بشكل جيد على استخدام انظمة صواريخ’. واضافت الصحيفة المعروفة بنزعتها القومية ان ‘الاسلحة الصينية تحتاج لان تستخدم اكثر في النزاعات للبرهنة على نوعيتها’.
ونقلت الصحيفة عن الخبير نفسه ان ‘دعاية كهذه ستحسن صورة كل الاسلحة الصينية للدفاع الجوي’.
وقالت غلوبال تايمز انه لم يعرف كيف وصلت هذه الاسلحة الى المعارضين السوريين.
وخلال الازمة السورية، دعمت الصين النظام السوري ورفضت الانضمام الى الدعوات الدولية لممارسة مزيد من الضغوط على الرئيس السوري بشار الاسد.
أقليات سورية تشعر بالخوف في منطقة الحدود المضطربة
زيتا (سورية) – من مريم قرعوني: في ليلة حارة في الصيف الماضي جمعت رجاء طاهر ممتلكاتها الضرورية وفرت مع زوجها وأبنائها من منزلهم في قرية سقرجا السورية عبر الحقول وصولا إلى قرية زيتا على بعد مئات الامتار.
وتقول رجاء وهي شيعية إنها تعرضت للتهديد من قبل متمردين سوريين سنة يقاتلون للاطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد في منطقة الحدود بين سورية ولبنان غير المرسمة إلى حد كبير وهي منطقة تهريب قديمة كان يعيش فيها السوريون واللبنانيون دون اعتبار للطائفية او القومية.
لكن المنطقة الحدودية أصبحت اليوم واحدة من النقاط الساخنة الكثيرة في الصراع السوري الذي يتخذ منحى طائفيا يوما بعد يوم ويهدد بجر لبنان جار سورية الصغير حيث يؤيد كثيرون من السنة اللبنانيين المعارضة السورية بينما يؤيد العديد من الشيعة الأسد المنتمي الى الطائفة العلوية.
وإذا امتدت إراقة الدماء إلى لبنان حيث أدى الصراع في سورية المستمر منذ عامين إلى تفاقم الصدوع الطائفية فإن المنطقة الريفية المحيطة بقرية رجاء شمالي سهل البقاع اللبناني قد تصبح أحد المناطق التي تفتح الباب امام امتداد الصراع. والمنطقة لها أهمية استراتيجية لمقاتلي المعارضة حتى يمكنهم ربط محافظة حمص السورية بمناطق سنية في لبنان لامدادهم بالأسلحة والمقاتلين. ومن المهم أيضا للمقاتلين الشيعة في حزب الله منع مقاتلي المعارضة من السيطرة على هذه القرى الشيعية لأنهم سيكونون بذلك على مرمى حجر من الهرمل وهي من معاقل حزب الله في لبنان.
واتهم مقاتلو المعارضة السورية حزب الله بالفعل بإرسال قوات إلى المنطقة للقتال في صفوف جيش الاسد وهو اتهام تنفيه الحركة اللبنانية لكنها تقول إن أفرادا من حزب الله يعيشون ويقاتلون الى جانب ما يقدر بنحو 30 ألف لبناني في نحو عشرين قرية داخل الاراضي السورية يعيش فيها سنة وشيعة إلا أنها ذات أغلبية شيعية.
وتقدم رجاء وقرويون شيعة وعلويون آخرون جانبا آخر من القصة ويقولون إن مقاتلي المعارضة السنيين روعوا وطردوا وقتلوا الشيعة في إطار سعيهم للسيطرة على المنطقة القريبة من حمص ثالث أكبر مدينة سورية.
وقالت رجاء البالغة من العمر 39 عاما ‘كنا نحن واياهم جيرانا وعشنا سويا لسنوات وسنوات ولكن فجأة أرسلوا لنا رسالة مفادها انتم شيعة وبما انكم شيعة لا يحق لكم تملك أرض أو منزل أو أي شيء ويجب عليكم الرحيل وأحرقوا المنزل وأخذوا بقراتنا.’
وأضافت ‘أخذوا أخ زوجي ولا نعرف مصيره وابن أخ زوجي قتل وابن أختي قتل. هربنا من القرية عندما بدأوا بالنداء من على منابر المساجد ان حي على الجهاد. هربنا تحت زخ الرصاص. ماذا يريدون منا؟ طوال عمرنا ونحن نعيش عائلة واحدة مع بعضنا البعض.’
لا يوجد ما يشير كثيرا الى أن الطريق المتجه الى زيتا من شمال لبنان يعبر من دولة الى أخرى باستثناء نقطة تفتيش صغيرة يجلس فيها جنود سوريون يلوحون للسيارات حتى تمر.
وترتفع الأشجار على جانبي الطريق الذي يمر عبر حقول خضراء مزروعة بالقمح مع الاقتراب من زيتا القرية الأكبر في المنطقة. وعلى الرغم من أن 90 في المئة من السكان لبنانيين فإن القرية سورية.
ويجلس عدد قليل من السكان خارج المنازل المتفرقة على أطراف القرية.
لكن المشارف الهادئة والحقول المفتوحة تتناقض مع الوضع في وسط القرية حيث تتجاور المنازل ويحكي السكان روايات عن إجبارهم على الفرار من قراهم المجاورة وقتالهم ضد مقاتلي المعارضة.
وفي زيتا حيث تعلق صور الأسد في المدارس والمباني الحكومية يصف الناس القتال بأنه دفاع عن النفس ضد مقاتلي المعارضة الذين يتبنون فكرا جهاديا متشددا وكانوا يجوبون القرية ويلوحون بأسلحتهم ويهددون السكان.
ويقول السكان إنهم شكلوا جماعات مسلحة تعرف باسم اللجان الشعبية لحماية أنفسهم وأراضيهم.
وقال أبو حسين قائد اللجان الشعبية غرب حوض نهر العاصي ‘الجيش السوري لديه أولويات اكبر من هذه القرى الصغيرة وفي حالات الاشتباك يساعدون بالقصف بالمدفعية الثقيلة. فقام الناس ببيع اراضيهم والبعض باع قطيعه لشراء الاسلحة التي تتم عبر الاسواق. وتاريخيا ليس اسهل من شراء السلاح في هذه المنطقة.’ ولم يعلق أبو حسين على عدد المقاتلين الذين يخوضون المعارك لكنه قال ‘عددهم يكفي لمهمة الدفاع.’
وقال ‘معظم الناس هنا لديهم أقارب داخل لبنان بحكم أنها منطقة عشائرية و90 بالمئة من السكان في هذه القرية هم من اللبنانيين وقد عرضوا المساعدة ولكننا رفضنا… لاننا حتى الان ما زلنا قادرين على التصدي ولسنا بحاجة الى مساعدة.’
واندلعت اشتباكات في الشهر الماضي بين مقاتلي المعارضة واللجان الشعبية وقتل مقاتلان شيعيان على الأقل وخمسة من المعارضة.
ورغم إصراره على أن القرويين يقاتلون في سبيل الدفاع عن النفس فقط وبدون مساعدة خارجية فإن مقاتلي المعارضة اتهموا حزب الله وهو حليف للأسد اعتمد لسنوات على أسلحة قادمة من سورية بالمشاركة في القتال.
وهم يشيرون إلى جنازات خرجت في الاونة الاخيرة في لبنان لتشييع مقاتلين في حزب الله تقول الحركة اللبنانية إنهم قتلوا وهم يؤدون ‘فرض الجهاد’ دون أن تحدد مكان قتلهم أو الطريقة التي قتلوا بها.
وقال أبو حسين إن حزب الله الذي خاض حربا مع إسرائيل استمرت 34 يوما قبل سبعة أعوام ‘لا يساعد لا بطريقة رسمية ولا بطريقة سرية ولكن في الوقت نفسه لا يستطيع ان يمنع الموالين له او حتى عناصره من الدفاع عن انفسهم وأرضهم وممتلكاتهم.’
وتؤكد تصريحات أبو حسين ما قاله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي ينفي إرسال ميليشيات إلى سورية لكنه يقول إن هناك الكثير من مقاتلي حزب الله في القرى الحدودية.
وقال نصر الله في أكتوبر تشرين الأول ‘هؤلاء الناس سكان القرى هم أخذوا القرار بالدفاع عن أنفسهم وهذا لا علاقة له بالدفاع عن النظام في قتاله مع المجموعات المسلحة بل هذا دفاع عن النفس فهم يدافعون عن أنفسهم وهم اشتروا السلاح لمواجهة هذه العصابات المسلحة من سوريين وغير سوريين .. نحن قدمنا لهم مساعدات تموينية ولا أحد يفترض أن لدينا جبهة جديدة كحزب الله. هم إذا قرروا أن يتركوا أرضهم لا أقول لهم شيء وإذا لم يتركوا أرضهم وقرروا الدفاع عن أنفسهم وأرضهم وأعراضهم كذلك لا أقول لهم شيء.’
وتعيش الان أكثر من أسرة في البيوت الخرسانية الفقيرة ويرحب السكان بالنازحين الشيعة والعلويين من القرى المجاورة ويقتسمون معهم الطعام أيضا.
ومع سيطرة مقاتلي المعارضة السورية والاسلاميين على بلدة القصير وسقرجا وقرى سنية أخرى في محافظة حمص أصبحت مدينة الهرمل القريبة على الجانب اللبناني مهمة لزيتا والقرى المجاورة. ويذهب بعض السكان في رحلة لا تستغرق سوى 15 دقيقة إلى لبنان لشراء البضائع الأساسية. ويقول النازحون في زيتا إن مقاتلي المعارضة طردوهم من منازلهم في حمص والقصير وإنهم يخشون أن يستهدف المقاتلون السنة زيتا قريبا.
ويقولون أيضا إن شبانا خطفوا من زيتا مما فجر عمليات خطف متبادلة بين الجانبين.
ويضيفون أن مقاتلي الجيش السوري الحر اعتادوا دخول القرية من سقرجا المجاورة وهم يستقلون حافلات صغيرة لخطف الشبان وأنهم خطفوا في احدى المرات 21 رجلا من عائلة واحدة وقامت هذه العائلة فيما بعد بخطف قرويين من الجانب الاخر ثم حدث تبادل للأسرى بين الجانبين.
وخطف مقاتلو المعارضة عبد الله الزين وهو شاب في العشرينيات من العمر من أمام متجره للأدوات الصحية في زيتا هو وصديق له ونقلا إلى سقرجا.
وقال لرويترز من أمام متجره ‘كنت واقفا هنا مع صديقي تقريبا عند الساعة 12 ظهرا عندما اتوا ببيك اب كلهم مسلحون ويلوحون بالبنادق. اخذوني مع رفيقي واعصبوا اعيننا واخذونا الى سقرجا. اختطفت لمدة ستة ايام.’
وأضاف ‘استخدموا كل أنواع التعذيب معي. كل الوقت كنت معصوب العينين كان يأتي رجل ويضع حد السكين على رقبتي ويقول لي اتل الشهادة لانني سأذبحك الان.
وتابع ‘فاتلو الشهادة فيضحك ويزيل السكين عني واحيانا يمرر السكين من الجانب غير الحاد على رقبتي ويضحك. هذا الامر كان يتكرر على الاقل ثماني مرات في النهار. كان يريدني ان اقول انني شبيحة وكنت اقول انني شبيحة ولكنه كان يضحك.’
وقال ‘ثم عرفت أن أصدقائي اختطفوا أناسا منهم فجرت عندها عملية تبادل واطلق سراحي رموني في الشارع مع صديقي.’
وفشلت محاولات عديدة للمصالحة بين البلدتين لكن عمليات الخطف توقفت منذ تشكيل اللجان الشعبية والان يحمل كل الرجال بين سن 18 و50 عاما السلاح وانضموا إلى القتال.
وقالت امرأة أخرى من سقرجا إنه قبل أن يفروا من القرية رأوا ملتحين يدخلون منزل جيرانها.
وأضافت ‘لم نظن أن الامر مهم. اعتقدنا انهم اقرباء لهم من السعودية او هكذا بلد وبعد ذلك جيراننا أصبحوا مثلهم وطلبوا منا الرحيل.’
ويقول القرويون في زيتا إن مقاتلي المعارضة صادروا الكثير من أراضيهم وإنه لا يمكنهم زراعتها الان.
وقال مقاتل سوري شاب يدعى كعبول نزح من قرية مجاورة بها أغلبية سنية إنه انضم إلى اللجان الشعبية قبل خمسة أشهر.
وتابع ‘الذي يسمون انفسهم الجيش الحر صادروا أرضنا. الارض التي كنا نزرعها بطاطا (بطاطس) وطردونا وانا اريد استعادة الارض.’
وابتسم رفاقه الذين ارتدوا زيا عسكريا وحملوا بنادق كلاشنيكوف وأيدوا ما قاله.
وأضاف ‘أنا أقاتل الان لانني أتمنى في يوم من الايام ان اعود الى قريتي أنا اؤمن بالله وكذلك اؤمن انه لو بعد مئة سنة سنعود.
وقال ‘نحن نقاتل لاسترجاع ارضنا وليس لابقاء الاسد كرئيس. هذا تفصيل. ارضي وبيتي هما أهم شيء عندي’. (رويترز)
وحشية نظام الأسد والتقاعس الدولي ميزا ثورة سوريا عن نظيراتها
عبدالاله مجيد
يؤكد المراقبون إن الادارة الأميركية فوتت فرصًا عديدة لإنهاء النزاع في سوريا، وهذا ما أمد بعمر الأزمة والنظام السوري، وساهم في تعزيز القاعدة نفوذها بين الكتائب السورية المعارضة.
في مثل هذه الأيام قبل عامين، اندلعت احتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الأسد في دمشق ومدينة درعا، التي تبعد نحو 90 كلم جنوبي العاصمة. ومنذ ذلك اليوم، تعاني سوريا نزيفًا مروعًا لم يُعرف له نظير منذ انفجار ثورات الربيع العربي، يرفده عاملان ثابتان حتى الآن. الأول هو التصميم الوحشي المطلق لنظام الأسد وحلفائه في ايران على سحق الانتفاضة بالقوة وحدها، والثاني هو امتناع الولايات المتحدة عن الاعتراف بهذا الواقع والرد وفق ما يقتضيه.
منذ الأيام الأولى للاحتجاجات، حين نزل متظاهرون عزل إلى الشوارع يهتفون “سلمية… سلمية”، رد النظام بقتلهم باطلاق النار عليهم أولًا ثم بالقصف العشوائي بالمدفعية والدبابات على الاحياء السكنية ثانيًا، وبعد ذلك استخدام الطيران الحربي في قصفها وصولا إلى ضرب المدن السورية بصواريخ أرض أرض من نوع سكود.
سوء تقدير
في هذه الأثناء، ذهبت إدارة الرئيس الأميركي باراك اوباما إلى حد وصف الأسد بالاصلاحي، واشارت إلى انه سينهي الانتفاضة بعرضه التغيير السياسي، ثم دعمت اشهرًا من دبلوماسية كسيحة اعتمدتها الأمم المتحدة لوقف اطلاق النار، استغلها النظام بخبث. بعد ذلك راهنت على روسيا بوصفها حليف النظام السوري ومصدر اسلحته، لحمل الأسد على التنحي بالرغم من معارضة فلاديمير بوتين المعروفة لتغيير النظام بتخطيط غربي.
باختصار، كانت ادارة اوباما، التي تتبجح بواقعية سياستها الخارجية، تلهث وراء مشروع وهمي تلو الآخر، متجاهلة تحذيرات السوريين وخبرائها هي بشؤون الشرق الأوسط من أن لا حظ لهذه المشاريع البائسة في النجاح، وأن الوقت لتفادي وقوع كارثة ينفد بسرعة، كما تلاحظ صحيفة واشنطن بوست.
واسفر تضافر الوحشية وسوء تقدير الادارة الاميركية عن تحول مفجع في ما بدأ حركة جماهيرية ديمقراطية. فالمحتجون السلميون صاروا مجموعات غير منظمة من المقاتلين، ثم اصبحوا ميليشيات تزداد تجذرًا وتطرفًا، أقواها ميليشيا تنتمي إلى تنظيم القاعدة، كما ترى واشنطن بوست، فدُمر بلد من أهم البلدان الاستراتيجية في الشرق الأوسط. وهناك الآن نحو مليون لاجئ سوري في البلدان المجاورة، ويعاني كثير ممن بقوًا في سوريا نقصًا حادًا في الغذاء والعناية الطبية.
ذرائع إنهزامية
قبل عام، حين قُدر عدد ضحايا النزاع بنحو 7000 قتيل، ولم يكن لتنظيم القاعدة موطئ قدم بعد في سوريا، اعترض اوباما على مقترحات قُدمت اليه لتدخل الولايات المتحدة، معللًا اعتراضه بأن ذلك قد يؤدي إلى عسكرة النزاع أو يقدم خدمة للمتطرفين. اليوم، المتطرفون تحديدًا هم الذين يصعد نجمهم، والقتال أخذ يمتد إلى العراق ولبنان، وزاد عدد الضحايا على 70 ألف قتيل. ومع ذلك، تصر الادارة الاميركية على تفكيرها، وتواصل بحثها عن ذرائع انهزامية.
وأعلنت الادارة خططًا لارسال كميات صغيرة من المساعدات غير الفتاكة إلى بعض فصائل المعارضة، متوقعة أن يغير ذلك حسابات الأسد، ويدفعه إلى التنحي. وتحدثت تقارير عن عملية سرية محدودة لتدريب بعض مقاتلي المعارضة. لكن الادارة ترفض دعم المعارضة لاقامة ادارة بديلة على الأرض، على اساس أن ذلك قد يتدخل في خطة الأمم المتحدة المحتضرة اصلًا لجمع أطراف النزاع إلى طاولة المفاوضات.
تفكك سوريا
من السهل نسبيًا على أصحاب النظرة الواقعية إلى الأزمة السورية أن يروا إلى أين يؤول النزاع. فالأرجح أن تتفكك سوريا، مع تراجع النظام ببطء امام تقدم قوات المعارضة، إلى اشلاء تسيطر عليها سلطات متنافسة، بينها ما يتبقى من سلطة النظام في دمشق أو على الساحل السوري، مدعومة من ايران، ومنطقة يسيطر عليها تنظيم القاعدة على الحدود مع العراق، كما تتوقع صحيفة واشنطن بوست.
وسيواصل القتال الطائفي امتداده إلى لبنان والعراق، مقوضًا استقرارهما. وفي النهاية، قد يلجأ النظام إلى استخدام أسلحة كيمياوية أو بيولوجية أو يحاول نقلها إلى حلفائه في لبنان أو إيران.
الوسائل الكفيلة بمنع هذا السيناريو الكارثي هي نفسها التي كان يمكن اتباعها لمنع اشتعال الحرب الأهلية، أي تدخل الولايات المتحدة وحلفائها بقوة لحماية المعارضة والمدنيين. ولن يتطلب هذا دفع قوات برية للانتشار في سوريا، بل امداد المعارضة بأسلحة ثقيلة وتوجيه ضربات جوية لتدمير طيران النظام وصواريخه، وتدمير اسلحته الكيمياوية إذا دعت الحاجة.
وصمة لا تمحى
إلى ذلك، سيوجه الاعتراف بحكومة بديلة يقودها الائتلاف الوطني للمعارضة السورية رسالة شديدة اللهجة إلى المترددين من مؤيدي النظام، بأن الوقت حان للانشقاق عنه. ومن شأن مثل هذه الرسالة أن تساعد في عزل تنظيم القاعدة قبل فوات الأوان.
وكان العديد من كبار مستشاري اوباما ألحوا عليه دراسة مثل هذه الخطوات قبل ستة أشهر. وبهدوء ناشد حلفاء اساسيون للولايات المتحدة مثل بريطانيا وفرنسا وتركيا وبلدان خليجية البيت الأبيض أن يتحرك.
لكن، مر عام ونصف منذ اعلن اوباما أول مرة أن الوقت ينفد أمام نظام الأسد. وها هو الآن ينفد أمام اوباما نفسه. فإن استمرار رفضه التدخل في سوريا يهدد بوقوع كارثة أكبر، ستكون وصمة عار لا تُمحى عن جبين رئاسته، بحسب تعبير واشنطن بوست.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/3/799542.html
السوريون يحيون جمعة “عامان من الكفاح”… فهل النصر لاح؟
دخلت الثورة السورية عامها الثالث، وبعد عامين على الانتفاضة الشعبية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، يتظاهر الناشطون اليوم تحت شعار “عامان من الكفاح… ونصر ثورتنا قد لاح”، على وقع استعداد بارسي ولندن تسليح المعارضة.
بيروت: دعا الناشطون المعارضون للنظام السوري الى التظاهر اليوم الجمعة تحت شعار “عامان من الكفاح… ونصر ثورتنا قد لاح”، في يوم تدخل فيه الانتفاضة السورية عامها الثالث.
وعلى صفحة “الثورة السورية ضد بشار الاسد 2011” على موقع “فيسبوك” التي اعتادت منذ بدء الحركة الاحتجاجية اطلاق شعارات التظاهرات كل يوم جمعة، دعي اليوم الناشطون الى احياء الذكرى الثانية “للثورة” التي تحولت الى نزاع دام قتل فيه اكثر من سبعين الف شخص، بحسب الامم المتحدة.
وجددت الصفحة التأكيد على اسقاط الرئيس بشار الاسد. وكتبت “قسم الثورة,, أقسمنا عليه,, وماضون به حتى النصر باذن الله. أقسم بالله العظيم ألا نتراجع عن ثورتنا حتى اسقاط هذا النظام وعلى رأسه بشار اللعين”.
تسليح المعارضة
وعشية دخول النزاع السوري عامه الثالث، اعلنت باريس ولندن عزمهما على تسليح مقاتلي المعارضة السورية سواء وافق الاتحاد الاوروبي على ذلك ام لم يوافق، في قرار اتى عشية دخول النزاع الدائر في سوريا عامه الثالث من دون ان تلوح في الافق اي بارقة امل بقرب التوصل الى حل سلمي.
وفي حين سارع الائتلاف المعارض الى الترحيب بالقرار الفرنسي-البريطاني الذي اعقب تليينا في الموقف الالماني واستدعى اعلان الاتحاد الاوروبي استعداده للبحث فيه “بدون تأخير”، اكد نظام الرئيس بشار الاسد انه قرار ينطوي على “انتهاك فاضح” للقانون الدولي.
تهديد لبنان
على الارض، وقعت اشتباكات عنيفة في محيط بلدة الجوسية وغيرها من القرى الحدودية مع لبنان في محافظة حمص، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. وقتل في الاشتباكات في محافظة حمص الخميس 14 مقاتلا معارضا و19 عنصرا من قوات النظام، بحسب المرصد. وهددت دمشق مساء امس باستهداف تجمعات المسلحين الذين يتسللون من لبنان الى سوريا.
وجاء في رسالة بعثت بها وزارة الخارجية السورية الى وزارة الخارجية اللبنانية، بحسب ما اوردت وكالة الانباء السورية الرسمية “سانا”، ان “مجموعات ارهابية مسلحة قامت خلال الـ36 ساعة الماضية وباعداد كبيرة بالتسلل من الاراضي اللبنانية الى الاراضي السورية في مواقع المتهومة وعين الشعرة والجوسية وقريات في ريف تلكلخ وقد قامت قوات حرس الحدود بالاشتباك معها على الاراضي السورية”.
واشارت الى سقوط قتلى وجرحى في صفوف المجموعات التي تم اخراج افرادها من الاراضي السورية الى الاراضي اللبنانية، بحسب الوكالة. وقالت الرسالة “ان القوات العربية السورية المسلحة لاتزال تقوم بضبط النفس بعدم رمي تجمعات العصابات المسلحة داخل الاراضي اللبنانية لمنعها من العبور الى الداخل السوري، لكن ذلك لن يستمر الى ما لا نهاية”.
واضافت ان ضبط النفس قائم “على امل ان تقوم الجهات اللبنانية المختصة ببذل جهودها في ضبط الحدود مع سورية حرصا على الامن في البلدين وحماية لارواح المواطنين الابرياء”، وان دمشق تتوقع “من الجانب اللبناني الا يسمح لهوءلاء باستخدام الحدود ممرا لهم لانهم يستهدفون امن الشعب السوري وينتهكون السيادة السورية”.
واوضحت الرسالة ان “تدفق المسلحين والاسلحة بدأ بشكل لافت منذ صباح يوم الثلاثاء من الاراضي اللبنانية الى الاراضي السورية في منطقة القصير وجوسية”، مشيرة ايضا الى “دعم لوجستي واضح من داخل الاراضي اللبنانية”، والى “نقل القتلى والجرحى من العصابات المسلحة بسيارات اسعاف” الى لبنان.
قلق دولي
من ناحية أخرى، أصدر مجلس الأمن الدولي بياناً، في وقت متأخر من مساء الخميس، تزامنًا مع مرور عامين على بداية الأحداث في سوريا، أعرب فيه عن “قلقه العميق” إزاء تكرار عمليات القصف وتبادل إطلاق النار في المناطق الحدودية بين سوريا ولبنان، محذراً من “تداعيات” الأزمة في سوريا على “استقرار” لبنان.
وفي حصيلة غير نهائية لقتلى الخميس، افاد المرصد عن سقوط 141 قتيلاً في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا. وشهد حي القابون في شمال العاصمة اشتباكات بعد منتصف الليل تسببت بمقتل رجل، بينما تعرضت الاحياء الجنوبية في دمشق لقصف ادى الى مقتل رجل آخر في مخيم اليرموك.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/3/799540.html
عامان على ثورة سوريا: خطى واثقة نحو المجهول!
ريما زهار
بعد عامين على الثورة السورية، يرى البعض تنافسًا جديًا بين ضرورة الحل السياسي وبين إراقة المزيد من الدماء، في حين تصرّ المعارضة على تنحي بشار الاسد كمدخل للحل.
بيروت: يؤكد النائب جمال الجراح ( تيار المستقبل ) لـ”إيلاف” أن الحل في سوريا بتنحي النظام وخروج بشار الاسد من السلطة، بعدما وضع رئيسها بشار الاسد سوريا على خط حرب اهلية، ولا يزال هذا النظام مدعومًا من ايران وروسيا، ولا يزال حزب الله يقاتل الى جانب هذا النظام.
الحل أن يتنحى الاسد عن السلطة ويخرج من سوريا واقامة دولة مدنية ديموقراطية.
ويلفت الجراح الى أن الشعب السوري لا يمكن ان يرجع الى الوراء بعد كل ما جرى، والدماء التي سالت، ولا يمكن أن تستكين الا باسقاط النظام، والشعب السوري مصمم على اكمال ثورته واسقاط النظام واقامة الدولة الديموقراطية.
ويرى الجراح أن تسليح الثوار بالاسلحة المناسبة سيقصر عمر النظام، لأن النظام السوري يستعمل اليوم الاسلحة الاستراتيجية، وصواريخ السكود، الى المدفعية الثقيلة، وبالتالي تزويد المعارضة السورية بأسلحة مناسبة للدفاع عن انفسهم يساعد في اسقاط النظام، هو قرار جريء وسيقصر عمر الازمة في سوريا، ويضع الثوار على طريق النصر.
عن الجانب الانساني للثورة السورية في ما يتعلق باللاجئين السوريين في لبنان، يرى الجراح أن الخطأ الاساسي ما ارتكبته الحكومة في ترك الامور على مغاربها من دون أي ضوابط أو خطة أو رؤية للتعاطي مع الموضوع كما فعلت دول اخرى كتركيا والاردن.
ويضيف :”الحكومة اللبنانية نأت بنفسها حتى عن هذا الموضوع، كمن دفن رأسه بالرمال معتقدًا بعدم وجود أي ازمة أو مشكلة اسمها النازحون السوريون في لبنان.”
ويؤكد الجراح أن هناك دوراً للمجتمع الدولي في القضية السورية اليوم، اذ إن هناك ملايين السوريين النازحين في الدول المجاورة، كما توجد اعداد كبيرة نازحة داخل سوريا، على المجتمع الدولي مسؤولية ايواء هؤلاء الناس وتقديم العون لهم، وعليهم المساعدة في انهاء هذا النظام في البدء.
بين الحوار واراقة الدماء
يرى معن بشور (المنسق العام لتجمع اللجان والروابط الشعبية) في حديثه لـ”إيلاف” أنه لا بد من الترحم على كل شهداء سوريا من مدنيين وعسكريين، من موالين ومعارضين، ففي النهاية هؤلاء ابناء امة عربية وابناء شعب وجيش قدما الكثير لكل قضايا العرب، وقد كانت لنا رؤية منذ بداية الاحداث أن ما يجري في سوريا لا يستهدف شخصًا أو حزبًا او نظامًا بقدر ما يستهدف هذا البلد بوحدته وبدوره القومي بقواته المسلحة ببنيته الاقتصادية بموقعه وموقفه في المنطقة، وكنا دعاة حوار منذ اللحظة الاولى ودعاة تسوية تاريخية، يشعر بعدها كل سوري أنه شريك في تقرير مستقبله، بل تسوية تضع حدًا لكل اشكال التدخل الخارجي، الذي ما دخل بلدًا الا وساهم في تدميره وتمزيقه، والمثلان العراقي والليبي حاضران امامنا.
ويضيف بشور:” بعد عامين يتضح اكثر من أي وقت مضى اهمية العودة الى الحوار ولمنطق التسوية التاريخية بين كل مقومات المجتمع السوري، بعيدًا عن التدخل الخارجي وعن عسكرة الحراك الشعبي، وبعيدًا بشكل خاص عن التحريض الطائفي، الذي دفعنا في لبنان اغلى الاثمان بسببه، ومن حقنا أن نقدم للسوريين ولكل العرب تجربتنا لكي ندعوهم الى الخروج من الاقتتال الى الانفتاح والحوار والتفاهم والتسوية التاريخية، وعدد المقتنعين بهذه الرؤيا، يتابع بشور، يتزايد داخل سوريا وخارجها، لكنّ اطرافًا محددة واصحاب رؤوس حامية هنا وهناك، ما زالوا مصرّين على استمرار لعبة الدم، خصوصًا أن هذه اللعبة تستنزف سوريا وتعطل دورها وتدمر موقعها وموقفها. واذا يلفت بشور بأن سوريا بعد عامين على الاحداث فيها تشهد سباقًا بين حوار يقود الى حل سياسي بين السوريين أنفسهم، وبين اصرار على ابقاء النار مشتعلة والدمار مستمرًا والدم منهمرًا.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/3/799526.html
دمشق تختار الحلقي لقيادة فريقها التفاوضي والمعارضة تتحفظ
باريس ولندن تقودان حملة لتسليح «الائتلاف» وبرلين تؤيد إعادة فتح الملف
موسكو: سامي عمارة باريس: ميشال أبو نجم لندن – بيروت: «الشرق الأوسط»
اختار النظام السوري رئيس وزرائه وائل الحلقي ليترأس وفدا يضم أحد نوابه وثلاثة وزراء للحوار مع المعارضة. وأكدت ذلك لـ«الشرق الأوسط» مصادر في الخارجية الروسية، إذ قالت إن «وليد المعلم وزير الخارجية السورية أبلغ الجانب الروسي خلال زيارته الأخيرة لموسكو (في 25 فبراير «شباط» الماضي) أن السلطات السورية تعرب عن استعدادها للحوار مع وفد المعارضة». وحسب هذه المصادر رفيعة المستوى التي طلبت عدم نشر اسمها فإن الوزير السوري أبلغهم بأن الوفد يتكون من 5 أشخاص، هم الحلقي وأحد نوابه و3 وزراء آخرين.
وقالت المصادر إن موسكو الرسمية أبلغت المعارضة بهذا القرار، كما أبلغت أيضا الجانب الأميركي. وأضافت أنها تنتظر رد المعارضة».
في نفس الوقت تحفظت المعارضة في الرد على هذه الانباء قال رئيس المجلس الوطني السوري وعضو هيئة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية جورج صبرا لـ«الشرق الأوسط» أمس «لا نعلم عن أي حوار أو مفوضات يتحدثون».
أما عضو الائتلاف الوطني ومسؤول العلاقات الدولية لجماعة الإخوان المسلمين علي صدر الدين البيانوني فشدد لـ«الشرق الأوسط» على أن «الحوار مع النظام مرفوض».
على صعيد آخر تقود باريس ولندن حملة تسليح المعارضة. وتحرص باريس ولندن على وضع التطور الأخير في موقفهما في إطار الضغوط «الميدانية» الممكنة لتحريك الوضع السياسي.
ويبدو أن الحزم الفرنسي – البريطاني الجديد أخذ يفعل فعله بما في ذلك لدى ألمانيا التي كانت من بين المعارضين الأشداء لرفع الحظر، حيث أكد بيان وزارة الخارجية الألمانية أن «الوضع قد تغير وأنه يتطلب تغييرا جديدا ونحن جاهزون لمناقشة ذلك فورا داخل الاتحاد الأوروبي».
بعد عامين على الثورة.. باريس ولندن تقرران تسليح المعارضة
الائتلاف يرحب ودمشق تعتبره «انتهاكا» للقانون الدولي
باريس: ميشال أبو نجم بيروت: كارولين عاكوم لندن: «الشرق الأوسط»
عشية الذكرى الثانية لاندلاع الثورة المطالبة بإنهاء حكم نظام بشار الأسد في سوريا، أعربت فرنسا وبريطانيا عن عزمهما تزويد المعارضة بالأسلحة حتى من دون موافقة الاتحاد الأوروبي الذي يفرض حظرا على تسليم الأسلحة إلى سوريا. وفي حين اعتبرت دمشق أنّ هذا القرار يمثل «انتهاكا صارخا» للقانون الدولي، رأى الائتلاف الوطني السوري المعارض أنه «خطوة في الاتجاه الصحيح»، فيما دعت أطراف أوروبية أخرى إلى التعقل في موضوع التسليح وعدم الانقياد خلف ما وصفته بـ«المشاعر».
ووفق ما تشير إليه المعطيات لم تفلح جهود وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف أول من أمس في حث بريطانيا على الالتزام بالحظر الأوروبي والعدول عن قرارها إمداد الجيش السوري الحرّ بأسلحة «إن لزم الأمر»، على حد وصف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي كان قد قال فيما يتعلق بهذا الموضوع «إن شعرنا بأن شركاءنا الأوروبيين يلجموننا، عندها علينا أن نعيد النظر في مقاربتنا».
وجدد لافروف عقب محادثات مع نظيره البريطاني وليام هيغ في لندن، التأكيد على أن «تسليح المعارضة هو انتهاك للقانون الدولي»، مضيفا أن «القانون الدولي لا يسمح ولا يصرح بإمداد الجهات غير الحكومية بالأسلحة، ومن وجهة نظرنا فإن ذلك يعد انتهاكا للقانون الدولي».
ومع ارتفاع أعداد القتلى المدنيين المعارضين لحكم نظام الأسد، زادت دول غربية مساعداتها غير العسكرية للمعارضين السوريين وتقدم بريطانيا حاليا دعما «غير فتاك» لمقاتلي «الحر»، إلا أن وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند رفض استبعاد أي خيارات في المستقبل، وأضاف خلال مؤتمر صحافي أعقب جلسة الحوار الاستراتيجي الروسي البريطاني: «هذا الأمر سيتوقف على تطورات الأوضاع في سوريا بالذات»، مشيرا إلى أن جميع أعمال بريطانيا ستكون مبنية على القانون الدولي، في أي حال من الأحوال.
يشار إلى أن توريد السلاح الأوروبي لسوريا كان محظورا بشكل كامل منذ ديسمبر (كانون الأول) 2012 وأجرى الاتحاد الأوروبي تعديلا الشهر الماضي سمح بموجبه للدول الأعضاء تقديم معدات «غير فتاكة» للمسلحين المعارضين وتدريبهم.
ورحب الائتلاف الوطني بقرار باريس ولندن معتبرا إياه «خطوة إيجابية»، وقال عضو الائتلاف والمجلس الوطني السوري سمير النشار في تصريحات للـ«الشرق الأوسط» «نرحب بأي قرار لدعم المعارضة عسكريا وإن كان متأخرا».
واعتبر النشار أنّ لهذه الخطوة أثرا سياسيا وآخر عسكريا، ويتمثل الجانب الأول بالجهود التي تبذلها الدولتان في منطقة الشرق الأوسط وتحديدا في القضية السورية في ظل التفاهمات الروسية – الأميركية التي يطرح حولها علامات استفهام كثيرة.
أما الجانب العسكري فهو الذي لعبه قائد أركان الجيش الحر، اللواء سليم إدريس، في مباحثاته مع جهات دولية، ولا سيما خلال زيارته الأخيرة إلى عاصمة الاتحاد الأوروبي، بروكسل، التي التقى خلالها مسؤولين عسكريين وسياسيين تعرفوا على شخصيته العسكرية والسياسية المعتدلة، وتباحث معهم كذلك أهمية الدعم العسكري وأنواع الأسلحة والكمية التي يحتاجها، مقدما لهم الضمانات حول مصير هذا الدعم ومبددا بذلك الهواجس المتعلقة بالجماعات الإسلامية المسلحة وكيفية توزيع السلاح.
وفي ذات السياق، قال المتحدث باسم الائتلاف وليد البني لوكالة الصحافة الفرنسية «هذا القرار هو خطة في الاتجاه الصحيح»، مضيفا «ما دام أن الأوروبيين والأميركيين لا يسلحون المعارضة، فكأنهم يقولون للرئيس السوري استمر في معركتك». واعتبر أنه «لا يمكن لبشار الأسد أن يقبل بحل سياسي إلا إذا أدرك أن ثمة قوة مسلحة ستسقطه»، مشيرا إلى أن استمرار تلقي النظام السوري الدعم من حليفته موسكو وطهران «سيبقي لديه قناعة بأنه سينتصر» في النزاع المستمر منذ عامين.
وتحرص باريس ولندن على وضع التطور الأخير في موقفها في إطار الضغوط «الميدانية» الممكنة لتحريك الوضع السياسي لا بل إن لوران فابيوس ذهب إلى درجة اعتبار أن «رفع الحظر هو إحدى الوسائل المتوافرة لتحريك الوضع السياسي» وأنه لا يعني أبدا التخلي عن المخرج السياسي للأزمة السورية.
وترى باريس ولندن أن النظام السوري ومعه روسيا لن يقبلا مفاوضات جدية طالما استمر النظام في الاعتقاد أنه قادر على الاستمرار في الحرب والسير بها من تصعيد إلى تصعيد والمحافظة على بعض المكاسب الميدانية التي تجعله يحاور من موقع قوة يوم يريد التحاور. وإزاء ذلك لا ترى باريس بديلا من زيادة القوة النارية للمعارضة وحرمان النظام من التفوق النوعي المتمثل باستخدام الطيران والمدفعية الثقيلة وسلاح الدبابات. وقال مسؤول فرنسي كبير طلب عدم ذكر اسمه لوكالة رويترز، إن الصواريخ المضادة للطائرات من بين الأسلحة التي قد تقدم للجماعات المعروفة من مقاتلي المعارضة. معتبرا أن «المواقف المعارضة لتسليح المعارضة والمطالبة بحل سياسي تفقد تأثيرها».
ويبدو أن «الحزم» الفرنسي – البريطاني الجديد أخذ يفعل فعله بما في ذلك لدى ألمانيا التي كانت من بين المعارضين الأشداء لرفع الحظر عن السلاح وهو ما يفهم من بيان وزارة الخارجية الألمانية التي أعلنت أنه إذا كان الشركاء الأوروبيون يرون أن «الوضع قد تغير وأنه يتطلب تغييرا جديدا في موضوع العقوبات فنحن جاهزون بطبيعة الحال لمناقشة ذلك فورا داخل الاتحاد الأوروبي». ويصح الأمر عينه على الاتحاد كمجموعة إذ أعلن مايكل مان، الناطق باسم مسؤولة السياسة الخارجية والدفاع كاثرين أشتون كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية، أنه «إذا أراد بلد (أوروبي) أن يطلق نقاشا فوريا (حول موضوع معين) فهذا أمر ممكن ويستطيع أن يسجله على جدول المواضيع» المعروضة للمناقشة.
وتعليقا على هذا القرار، اعتبر عضو القيادة العسكرية العليا في الجيش الحر، العقيد الطيار قاسم سعد الدين أن الخطوة هي بادرة خير، آملا أن تشكل انفراجا بالنسبة إلى المعارضة العسكرية وحربها ضد النظام، مؤكدا لـ«الشرق الأوسط» أنّ «توزيع هذه الأسلحة سيخضع لمراقبة شديدة من قبل هيئة الأركان، وأنّه سيتم تسليمها إلى الضباط كل بحسب اختصاصه»، ولفت سعد الدين، إلى أن ممثلين من الائتلاف الوطني أبلغوا رئيس الأركان في الجيش الحر اللواء سليم إدريس بالقرار الفرنسي البريطاني، من دون أن يتم التوضيح لجهة الزمان أو آلية التسليم ونوع الأسلحة التي ستقدم.
وفيما يتعلّق بأنواع الأسلحة التي يحتاجها المعارضون في حربهم ضد النظام وكميتها، قال سعد الدين، «الأهم بالنسبة إلينا هو الأسلحة المضادة للدبابات والدروع والطيران من نوع ستيفر، أميركي الصنع الذي يحمل على الكتف، وكوبرا سام 7 و14،، كما أنّنا نحتاج إلى دروع وكمامات لاستخدامها في حال لجأ النظام إلى الأسلحة الكيمائية». ولفت سعد الدين إلى أنّ الأسلحة التي وصلت للمعارضين لغاية اليوم، لا تعدو كونها أسلحة خفيفة وفردية، مؤكدا في الوقت عينه، أنّه إذا تجاوب المجتمع الدولي مع متطلبات الجيش الحر، فعندها لن يصمد النظام أكثر من شهر.
من جانبه قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس إن فرنسا وبريطانيا ستدعوان لاجتماع بالاتحاد الأوروبي وربما يكون ذلك قبل نهاية مارس (آذار) لبحث رفع الحظر عن تقديم السلاح للمعارضة السورية. وأضاف متحدثا لإذاعة «فرانس إنفو»: «علينا أن نتحرك بسرعة كبيرة. من المفترض أن يبحث الأوروبيون هذه المسألة خلال عدة أسابيع لكننا سنطلب نحن والبريطانيون تقديم موعد ذلك الاجتماع». وأوضح أنه وفي حال عدم التوصل إلى إجماع داخل الاتحاد الأوروبي حول المسألة، فإن باريس ولندن ستتخذان المبادرة بتزويد الأسلحة لأن فرنسا «دولة ذات سيادة».
وجاء رد دمشق على القرار الفرنسي البريطاني من خلال بيان صادر عن وكالة الأنباء السورية (سانا) جاء فيه: «في انتهاك صارخ لمبادئ القانون الدولي، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس نية بلاده وبريطانيا تزويد المجموعات الإرهابية في سوريا بالسلاح»، في إشارة إلى مقاتلي المعارضة الذين يواجهون القوات النظامية على الأرض.
وكان من المقرر أن يعقد الاجتماع المقبل للاتحاد الأوروبي لبحث الحظر في أواخر مايو (أيار) 2013، إلا أن باريس ترى، بحسب فابيوس، أنه «لا يمكن السكوت عن الخلل الحالي في التوازن بين إيران وروسيا اللتين تزودان نظام الأسد بالأسلحة من جهة، وبين الثوار الذين لا يمكنهم الدفاع عن أنفسهم من جهة أخرى». وقال إن «رفع الحظر هو من الوسائل القليلة المتبقية لتحريك الوضع سياسيا».
موسكو تؤكد: المعلم أبلغنا بتشكيل وفد دمشق للحوار
مصادر في الخارجية الروسية لـ «الشرق الأوسط»: الوفد يتكون من رئيس الوزراء وأحد نوابه و3 وزراء
موسكو: سامي عمارة لندن: «الشرق الأوسط»
أكدت مصادر في الخارجية الروسية في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «وليد المعلم وزير الخارجية السورية أبلغ الجانب الروسي خلال زيارته الأخيرة لموسكو في 25 فبراير (شباط) الماضي أن السلطات السورية تعرب عن استعدادها للحوار مع وفد المعارضة وأنها اتخذت قرارها حول التفاوض مع المعارضة وحددت لذلك وفدها في هذه المباحثات».
وقالت مصادر رفيعة المستوى التي طلبت عدم نشر اسمها إن الوزير السوري أبلغهم «أن الوفد يتكون من رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي وأحد نوابه وثلاثة وزراء آخرين».
وكانت «الشرق الأوسط» قد نشرت يوم أول من أمس تقريرا حول لائحة مفاوضين من النظام السوري، تعدها باريس بالتعاون مع واشنطن وموسكو. وجاء هذا الكشف على لسان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إذ قال: إن بلاده والولايات المتحدة يعملون مع الروس على إعداد «لائحة بمسؤولين سوريين تكون مقبولة» للتفاوض مع الائتلاف الوطني السوري المعارض.
وأضافت المصادر أن السلطات السورية تنتظر أن تحدد المعارضة موقفها في أسرع وقت ممكن. واستطرد قائلا: إن موسكو الرسمية أبلغت المعارضة بهذا القرار، وقالت: إنها تنتظر الرد في أقرب وقت ممكن، كما أبلغت أيضا الجانب الأميركي بما ذكره وليد المعلم حول هذا الشأن. وأضافت أن موسكو تنتظر رد المعارضة الذي أشار إلى أنه «كلما كان أسرع كان ذلك أفضل من أجل سرعة وقف العنف والحيلولة دون إراقة المزيد من الدماء وتجنب وقوع المزيد من الضحايا»، في إشارة إلى ضرورة ارتباط ذلك بما نصت عليه من تفاصيل وثيقة جنيف التي توصلت إليها مجموعة العمل الدولية في 30 يونيو (حزيران) من العام الماضي.
وأعادت المصادر إلى الأذهان تحذيرات موسكو من مغبة الاستمرار في تسليح المعارضة، مشيرا إلى ما سبق وقاله وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف حول أن إمداد المعارضة السورية بالسلاح يتنافى مع مبادئ القانون الدولي، في إشارة غير مباشرة إلى ما أعلنته بعض العواصم الغربية حول عزمها على تسليح المعارضة.
ورغم المرونة التي أبداها رئيس الائتلاف الوطني معاذ الخطيب تجاه الحوار «المشروط» مع ممثلين عن النظام لم تتلطخ أيديهم بالدماء، أكد رئيس اللجنة القانونية في الائتلاف هيثم المالح أن الائتلاف أنشئ وفقا لوثيقة الدوحة التي تنص على «رفض الحوار مع نظام القتلة والمجرمين» حسب تعبير المالح. وشدد المالح على أن «نظام الأسد وشبيحته قاموا بقتل السوريين والتنكيل بهم» متسائلا: «كيف لنا أن نحاور من يقتل أهلنا ويغتصب نساءنا ويدمر بنيتنا التحتية؟».
وفي سؤال لـ«الشرق الأوسط» حيال التوافق الروسي – الأميركي لإيجاد مخرج سياسي للأزمة السورية من خلال حوار المعارضة مع نظام الأسد، شدد المالح على أنه كان من الأولى على المجتمع الدولي إصدار «مذكرات اعتقال بحق بشار الأسد وزمرته واقتيادهم إلى محكمة الجنايات الدولية بدلا من إضاعة الوقت مع نظام لا يمتلك رؤية للمستقبل أو التغيير» على حد وصفه.
عامان على انطلاقها.. الثورة السورية مستمرة
فادي الداهوك
على وقع القذائف وتحت سماء حوّلها النظام السوري إلى مجال جوي عسكري، يتحضر السوريون للاحتفال بالذكرى الثانية لانطلاق الثورة السورية. أكثر من خمسين ألف شهيد وأربعين ألف معتقل وعشرات الآلاف من المفقودين، ونازحون داخل المدن السورية تخطوا المليون شخص والثورة مستمرة.
قبل عام من الآن، كان السوريون يفرحون لخروج مئات الآلاف في ساحة العاصي في حماه أو سهرة ثورية في باب السباع بحمص، وأبناء المدن القريبة من دمشق كانوا يسافرون إلى دوما أو حي الميدان ليكونوا في صفوف الذين يهتفون “الله سوريا حريّة وبس” وخلال أيام سيعيد ثوار سوريا تلك الأيام في ساحات مدنهم.
لا ينكر السوريون حجم المسؤوليات والصعوبات الجمة التي تواجههم، لا ينكرون التطرف الذي دخل البلاد ولا الانتهاكات التي تمارس باسم قضيتهم، فهم إلى جانب إدانتهم لتلك الممارسات يثقون أن الثورة التي ينكر الأسد وجودها وأسماء المشاركين فيها ستنتصر ولأجل هذا سيحتفلون بالعام الثاني على انطلاقها.
احتفالية الشارع السوري، اسم حملة من تنظيم مؤسسة الشارع للإعلام والتنمية تنطلق فعالياتها اليوم في المدن السورية كافة والمحررة منها في الشمال السوري بشكل خاص إضافة إلى دول فرنسا والسويد وتركيا وأميركا.
من ضمن فعاليات الحملة فيلم بعنوان “شوارعنا احتفال الحرية” للمخرج باسل شحادة الذي استشهد في العام المنصرم بمدينة حمص. وفي السويد ستُنقل “الفعاليات الثورية في المدن والقرى السورية على الهواء مباشرة في ساحة غوستاف أدولف في مالمو”، كما سيكون يوم السبت 16 آذار موعداً لبدء فعاليات الحملة في مدينة الرقة حيث ستكون الفعالية الأولى تزيين الساعة وسط المدينة، وحملة رسوم جدارية في الحارات التي قصفتها قوات النظام ونهر الفرات سيكون مضاءً بالشموع ليل الاثنين لتختتم الحملة فعالياتها في الرقة يوم الأربعاء 20 آذار بأمسية شعرية في ساحة المحافظة المكان الذي أسقط فيه آخر تمثال لحافظ الأسد. احتفالية أخرى بعنوان “ثورة إنسان من أجل الحياة”، تمتد فعالياتها من 15 إلى 18 آذار، يعرف القائمون عليها بأنها “مبادرة تطوّعيّة شبابيّة ثوريّة مستقلّة تهدف إلى توحيد قاعدة العمل الثوري والمدني على امتداد خارطة وطننا سوريا”.
وفي السياق ذاته، يطلق “اتحاد طلبة سوريا الأحرار” حملة “طلاب أحرار حنكمل المشوار” وتمتد فعالياتها من 13 إلى 21 آذار. وجاء في بيان أصدره الاتحاد أن الحملة “ستكون من خلال التصعيد الثوري الطلابي على الأراضي السورية كافةً والتي تستهدف تأكيد النسيج الاجتماعي السوري من خلال الحراك على الأرض وحملات التوعية” وأول المشاركين في الحملة كانوا طلاب ثانوية شكيب أرسلان في السويداء، بتظاهرة خرجت في قلب المدينة.
وفي المقابل، ستنتظر شريحة واسعة من السوريين موعد الثامن عشر من آذار للاحتفال بالذكرى الثانية لانطلاق الثورة حيث كان ذلك التاريخ أول التظاهرات التي شهدتها درعا وامتدت إلى كل المدن السورية، تاريخٌ شهد سقوط أول خمسة شهداء تحت شعار “الحرية” ، أيهم الحريري وحسام عياش ورائد الكرد ومؤمن المساملة ومحمود الجوابرة.
اشتباكات ومظاهرات بسوريا بذكرى الثورة
تدخل الثورة السورية عامها الثالث اليوم وسط اشتباكات في ريف حماة وريف دمشق بين القوات النظامية والجيش السوري الحر، في حين وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 32 برصاص قوات النظام معظمهم في دمشق وريفها ودرعا.
وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن القوات النظامية أطلقت صاروخ سكود باتجاه شمال البلاد.
وأضافت الهيئة أن قوات النظام قصفت بالطائرات مدينتي كرناز وكفر زيتا في حماة، وأوقعت عددا من القتلى والجرحى. كما قالت لجان التنسيق المحلية إن قوات النظام قصفت بالمدفعية حيي الحجر الأسود والقابون ومخيم اليرموك في العاصمة دمشق.
وقال ناشطون إن قتالا مصحوبا بقصف اندلع صباح اليوم الجمعة في مناطق بدمشق وريفها وحمص وإدلب في الذكرى الثانية للثورة التي يفترض أن تخرج فيها مظاهرات مناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد ومؤيدة للجيش الحر.
ففي دمشق, قال أبو قيس -الناطق باسم شبكة سانا الثورة- للجزيرة إن اشتباكات بدأت صباحا في حي جوبر شرقي العاصمة على مقربة من ساحة العباسيين, وكذلك في محيط مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوبي المدينة.
كما أشار إلى اشتباكات تجري في مدينة داريا غرب دمشق, التي تحاول القوات النظامية منذ ما يزيد عن ثلاثة شهور استعادتها, في حين أكدت شبكة شام من جهتها حدوث اشتباكات عند الجهة الغربية للمدينة صباح اليوم.
قصف واشتباكات
وتحدث الناطق باسم شبكة سانا الثورة عن قصف عنيف على حي الحجر الأسود جنوبي دمشق, مؤكدا في الأثناء مقتل مراسل للشبكة في قصف مماثل على معضمية الشام بريف دمشق, التي قتل فيها أمس مدنيون بقذائف أصابت مسجدا. وقال أبو قيس إن نحو مائة قذيفة سقطت صباح اليوم على حي الحجر الأسود الذي يتعرض وأحياء أخرى جنوبي دمشق منذ شهور للقصف يوميا.
بدورها, أكدت شبكة شام حدوث قصف براجمات الصواريخ للحجر الأسود, بالتزامن مع قصف مدفعي لمخيم اليرموك الذي شهد فجرا اشتباكات بالأسلحة المتوسطة والخفيفة، حسب المصدر نفسه.
وتحدث ناشطون عن قصف مماثل لبساتين المليحة من الراجمات والدبابات المتمركزة على طريق دمشق الدولي, وشمل القصف بلدات أخرى بريف دمشق.
وقال ناشطون لاحقا إن عددا من المدنيين قتلوا في القصف على دمشق وريفها.
كما اندلع صباح اليوم قتال عنيف في حي الخالدية المحاصر بحمص الذي تعرض وأحياء أخرى بينها بابا عمرو والقرابيص لقصف مدفعي، حسب ناشطين. ويدور أيضا قتال على أطراف حي بابا عمرو الذي سيطر عليه الثوار مؤخرا, وتحدثت صحيفة الوطن السورية أمس عن استخدام الثوار مدنيين في الحي “دروعا بشرية”.
ووفقا لناشطين, تعرضت أحياء في دور الزور ودرعا البلد والرقة لقصف بالراجمات والمدافع صباح اليوم, في وقت تحدثت شبكة شام عن قتال في محيط بلدة حيش بإدلب حيث يسعى الثوار إلى قطع الإمداد عن معسكري الحامدية ووادي الضيف.
وفي حلب, سيطر الجيش الحر على كتيبة للصواريخ في منطقة الراشدين, وعلى حاجزين يؤديان إلى أكاديمية الأسد ومدرسة المدفعية، وفقا لصفحة الثورة السورية. وكان ما لا يقل عن 130 سوريا قتلوا أمس في القصف والاشتباكات، حسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
مظاهرات
في الأثناء دعا ناشطون إلى التظاهر اليوم في جمعة أطلقوا عليها “عامان من الكفاح ونصر ثورتنا قد لاح”.
وكانت شرارة الاحتجاجات قد انطلقت منتصف مارس/آذار 2011 من درعا, وتعرضت على الفور للقمع بالرصاص الحي، مما أدى إلى مقتل عشرات المدنيين.
وكان آلاف السوريين تظاهروا في الأيام القليلة الماضية مع اقتراب الذكرى الثانية للثورة التي قتل فيها ما لا يقل عن 70 ألفا وفقا لتقديرات الأمم المتحدة, بينما يتحدث ناشطون سوريون عن 90 ألفا.
دعم أميركي لتسليح “غير فتاك “لثوار سوريا
أعلنت الولايات المتحدة تأييدها لنوعية الدعم الذي أعلنت عنه فرنسا وبريطانيا لقوات المعارضة السورية, ولكنها أكدت في الوقت نفسه أن الأمور التي يتحدث عنها بعض الحلفاء تبقى بهذه المرحلة بخانة “العتاد غير الفتاك”.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند إن الولايات المتحدة تنظر بعين الرضا إلى قرار فرنسا وبريطانيا زيادة دعم المعارضة السورية، موضحة “سندعم بالتأكيد كل أشكال المساعدة للمعارضة السورية والتي تتحدث عنها علنا فرنسا وبريطانيا”.
وفيما يتعلق بموقف الاتحاد الأوروبي, قالت المتحدثة “بالتأكيد يعود إلى الاتحاد الأوروبي أن يتخذ القرار ولكننا نعلم أن بعض الحكومات تريد القيام بالمزيد ونحن نشجعها على مواصلة الحوار داخل الاتحاد لكي تتمكن من القيام بالمزيد”.
غير أن المتحدثة الأميركية التي ترفض بلادها تسليح المعارضة السورية وتكتفي بتزويدها بعتاد “غير فتاك” أبقت الغموض على موقف واشنطن من موضوع إمكان تقديم أسلحة للمعارضة السورية, وقالت إن الدول الأوروبية “تتحدث عن تخفيف الحظر المفروض على الأسلحة وليس رفع الحظر” مؤكدة أن “الأمور التي يتحدث عنها بعض الحلفاء تبقى في هذه المرحلة في خانة العتاد غير الفتاك”.
وكانت فرنسا وبريطانيا قد أعلنتا أمس الخميس عزمهما تسليح مقاتلي المعارضة السورية سواء وافق الاتحاد الأوروبي على ذلك أم لا، في قرار جاء مع دخول الثورة في سوريا عامها الثالث.
وقد قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند قبيل افتتاح القمة الأوروبية في بروكسل إنه يأمل أن يرفع الأوروبيون الحظر, موضحا “نحن على استعداد لدعم المعارضة وبالتالي نحن على استعداد للذهاب إلى هذا الحد ويجب أن نتحمل مسؤولياتنا”.
أما رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون فقد أعلن أن بلاده يمكن أن تتجاهل الحظر الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي وتقوم بتزويد المعارضين السوريين بالأسلحة “إذا كان ذلك يمكن أن يساعد في إسقاط الرئيس بشار الأسد”.
وفي هذا السياق, قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن بلاده وبريطانيا ستدعوان خلال اجتماع قريب للاتحاد الأوروبي في غضون بضعة أسابيع, لرفع الحظر عن تقديم السلاح للمعارضة السورية.
معارضة روسية
في مقابل ذلك, أبدت روسيا معارضة لموقف فرنسا وبريطانيا، وقال غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية أمس الخميس إن نية بعض الدول الغربية تسليح المعارضة السورية تثير القلق لدى موسكو.
وقال غاتيلوف على حسابه على موقع تيوتر “يبدو أن الجميع يتحدثون الآن عن ضرورة بدء عملية التسوية السياسية في سوريا.. لكن ما يثير قلقنا هو أن بعض العواصم الغربية تعلن في آن واحد عن نيتها تسليح المعارضة”.
وفي روسيا أيضا قال المتحدث باسم الخارجية ألكسندر لوكوفيتش في السياق نفسه إن تزويد المعارضة بالسلاح سيصل به إلى جبهة النصرة التي وصفها بـ”الإرهابية”. وعارض لوكوفيتش أيضا قرار منح مقعد سوريا بالجامعة العربية للمعارضة، ونقلت وكالة الأنباء الروسية نوفوستي عن لوكوفيتش قوله إن هذه الخطوة تشير إلى إمكانية تزويد الثوار بالسلاح بطريقة يقال عنها إنها شرعية من دون اللجوء إلى طرق مشكوك فيها.
مقتل لاجئين سوريين بحادث بلبنان
قتل تسعة أشخاص وأصيب أكثر من عشرين آخرين بجروح في حادث اصطدام حافلة تقل لاجئين سوريين فجر اليوم الجمعة في بلدة الكحّالة شرق العاصمة اللبنانية بيروت.
وقال مصدر أمني لبناني لوكالة الصحافة الفرنسية “”قتل تسعة أشخاص وأصيب أكثر من عشرين بجروح في اصطدام حافلة ولم يعرف سبب الحادث بعد”.
وفي وقت سابق قال مدير العمليات في الصليب الأحمر اللبناني، جورج كتانة إنه “يجري حاليا انتشال القتلى، وتم نقل جثتين حتى الآن، لكن يوجد عدد أكبر من القتلى” مشيرا إلى نقل 28 جريحا إلى المستشفى. وذكر أن عمليات الإغاثة مستمرة.
وقال أحد سكان المنطقة ويدعى شربل فغالي إن “حافلة كبيرة تقل لاجئين سوريين اصطدمت بجدار صغير يفصل خطي الطريق الدولية بين بيروت ودمشق” قرابة الساعة الرابعة فجر اليوم الجمعة (الثانية صباحا بتوقيت غرينتش).
وأضاف قائلا “أدى ذلك إلى انشطار الحافلة إلى قسمين ومقتل العديد من الركاب بينهم نساء وأطفال”.
وقد أدى الحادث إلى توقف حركة السير على الطريق الدولية التي تربط بيروت بدمشق في الاتجاهين.
ولبنان يستقبل أكبر عدد من اللاجئين السوريين مقارنة مع دول الجوار وعددهم حوالى 300 ألف بحسب الأمم المتحدة، وغالبيتهم يقيمون في الشمال على الحدود مع سوريا مع أقرباء أو في منازل مستأجرة أو ملاجئ.
شارك فيها مؤسسات عربية وأوكرانية
حملة في أوكرانيا لدعم صمود الداخل السوري
محمد صفوان جولاق-كييف
بمناسبة الذكرى الثانية لانطلاقة الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد، أطلقت الجالية السورية في أوكرانيا حملة واسعة لدعم صمود السوريين على أراضيهم وخاصة في المحافظات والمدن المنكوبة كدرعا وحمص وحلب وإدلب.
وقد سارعت عدة منظمات مدنية واجتماعية وإسلامية وحقوقية أوكرانية للانضمام إلى الحملة التي تستمر لمدة أسبوع، وتتضمن جملة من الفعاليات لتعريف المجتمع الأوكراني بأسباب الثورة ومآلاتها، وحشد الدعم المادي والمعنوي لسوريي الداخل.
والسوريون في أوكرانيا من أكبر الجاليات السورية حول العالم، وفي بداية الثورة مرت الجالية بحالة من الانقسام، ولكن مع استمرار انتفاضة الشعب السوري تحولت اتجاهات السوريين ليصبحوا بغالبيتهم مناوئين للأسد، قبل أن يتحدوا ويشكلوا مؤسسات خاصة بهم.
حملة وفاء
ويقول أحد قادة الجالية السورية في العاصمة الأوكرانية كييف الدكتور محمد زيدية للجزيرة نت، إنها حملة وفاء للثورة وشهدائها تستهدف دعم صمود الداخل السوري الذي آثر البقاء تشبثا بالأرض والحق، ويعاني أكثر من غيره على طريق تحرير البلاد من النظام، في درعا مهد الثورة وحمص عاصمتها وحلب شهبائها وإدلب عزها.
ويؤكد زيدية على أهمية توضيح الطبيعة السلمية للثورة السورية وعدم استهدافها لأقليات المجتمع السوري، وذلك عبر الإضاءة على الحرية التي يسعى لها السوريون ويرون فيها موحدا لفسيفساء مجتمعهم المتنوع.
وأضاف أن قضية الثورة المسلحة تشكل شبهة لدى المجتمع الأوكراني، مما يتطلب توضيح مجيء حمل السلاح كوسيلة دفاع عن النفس ضد آلة قتل عملت منذ البداية على عسكرة الثورة عبر التعامل معها بوحشية.
ويشير مفتي الإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا “أمة” الشيخ سعيد إسماعيلوف لتميز هذه الحملة عن سابقاتها كونها أتت نتيجة تعاون الجالية السورية مع مؤسسات أوكرانية عدة، وهو أمر يدفع للاعتزاز والفخر.
وتولي الحملة تعريف المجتمع الأوكراني بالثورة اهتماما بالغا وذلك عبر مؤتمر صحفي يعقد الأسبوع المقبل، بالإضافة لمعارض عدة.
لوحات معاناة
قد أعلن اتحاد المنظمات الاجتماعية “الرائد” -وهو أكبر مؤسسة تعنى بشؤون العرب والمسلمين في أوكرانيا- عن إقامة معارض في مراكزه وجمعياته ومساجده بمختلف أرجاء أوكرانيا.
وتشير رئيسة منظمة “معا والقانون” الحقوقية أولغا فرينداك للدور الذي ستقوم به هذه المعارض في تعريف الناس بالمعاناة التي يعيشها الشعب السوري، والذي تربطه صداقة تاريخية مع الشعب الأوكراني، كما ستنقل لوحات حية عن ما يمر به الأطفال والنساء والكبار، والظروف الصعبة التي يعيشها مئات آلاف اللاجئين السوريين في دول الجوار.
وجدير بالذكر أن أعداد اللاجئين السوريين الذين قدموا إلى أوكرانيا بلغت ثلاثمائة لاجئ وفق ما صرح به ممثل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في أوكرانيا أولدريخ أندريسيك قبل أسابيع.
معارضون سوريون دربتهم أمريكا يعودون إلى القتال
مصدر بارز يؤكد أن التدريب شمل أسلحة مضادة للدبابات والطائرات
بيروت – رويترز –
أكد قيادي بالمعارضة السورية أن معظم الدفعة الأولى من المعارضين السوريين الذين دربهم ضباط أمريكيون من الجيش والمخابرات في الأردن على استخدام أسلحة مضادة للدبابات وأسلحة مضادة للطائرات أنهوا تدريبهم ويعودون الآن إلى سوريا للقتال.
وأحجم مسؤولون غربيون وقادة بالمعارضة عن التعقيب على تقارير وردت في مجلة “دير شبيغل” الألمانية ووسائل إعلام أخرى الأسبوع الماضي تقول إن أمريكيين يدربون قوات سورية معارضة للحكومة في الأردن.
لكن أحد قادة المعارضة على صلة وثيقة بالعملية، اشترط عدم الكشف عن هويته، ذكر الخميس أن ضباطا بالجيش الأمريكي والمخابرات يدربون معارضين سوريين، وأن معظم أفراد المجموعة الأولى التي تضم 300 مقاتل أنهوا تدريباتهم.
وأضاف: “هذا أمر حساس كما تعرفون، لكن نعم الجيش الأمريكي والمخابرات يدربون بعض المعارضين”.
وأعلنت الولايات المتحدة أنها ستقدم إمدادات طبية وأغذية مباشرة إلى مقاتلي المعارضة، لكنها استبعدت إرسال أسلحة لخشيتها من احتمال تسربها إلى أيدي عناصر متشددة قد يستخدمونها ضد أهداف غربية.
وقال القيادي المعارض إن واشنطن اتخذت قرار تدريب المعارضين “تحت الطاولة”.
وأضاف أن مسؤولين أمريكيين اتصلوا بالقيادة العامة للمعارضة وعرضوا تقديم المساعدة قبل بضعة أشهر. وبعد ذلك طلبت القيادة العامة من الألوية العاملة تحت قيادتها اختيار “مقاتلين على مستوى جيد” ليتدربوا على استخدام أسلحة متقدمة، مثل صواريخ مضادة للدبابات وصواريخ مضادة للطائرات، بالإضافة إلى تعلم تقنيات جمع المعلومات المخابراتية.
وجاء معظم الدفعة الأولى التي تتألف من 300 مقاتل من دمشق وريفها ومن درعا القريبة من الحدود، لأنه كان من السهل عليهم الوصول إلى الأردن.
وقال إن التدريبات متنوعة وتستغرق مدة تتراوح بين 15 يوماً و30 يوماً، ويتم تقسيم المقاتلين إلى مجموعات تتكون كل منها من 50 مقاتلاً. وأضاف أن كل مجموعة تسافر إلى الأردن بشكل مستقل، وتابع أن التدريبات دفاعية.
وأضاف أن معظم الدفعة الأولى البالغ عدد أفرادها 300 عادوا الآن إلى القتال في سوريا، لكن هناك المزيد من المقاتلين يصلون للتدريب.
وقتل حوالي 70 ألف شخص منذ أن بدأت احتجاجات سلمية في معظمها قبل حوالي عامين ضد الرئيس بشار الأسد وقوبلت بالذخيرة الحية وتحولت إلى تمرد مسلح.
وقال القائد المعارض إن مقاتلين من شمال سوريا لم يتمكنوا من الانضمام إلى التدريب في الأردن لأسباب أمنية ولوجستية. لكن قيادة المعارضة تحاول إقناع الحكومة التركية بالسماح لها بفتح معسكر تدريب في تركيا.
وأضاف “يحدونا الأمل بأن يسمح الأتراك لنا بأن يكون لدينا هذا المعسكر ليدربنا فيه ضباط أمريكيون”.
بوارج روسية ترسو في بيروت متوجهة لسوريا
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
رست ثلاث بوارج روسية في مرفأ بيروت، مساء الخميس، في محطتها قبل الأخيرة قبل توجهها إلى سوريا خلال أيام لترسو في مرفأ طرطوس .
وتحمل هذه البوارج مئات الجنود الروس في إطار مهمة عسكرية لم يكشف عن تفاصيلها وفقا لما نقل مراسل سكاي نيوز عربية عن مصادر عسكرية.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت في وقت سابق أنها بصدد تعزيز قواتها في البحر المتوسط وتشكيل قوة بحرية دائمة للعمل هناك في ظل تصاعد الأزمة السورية.
والبوارج الروسية الثلاث مزودة بصواريخ وطوربيدات وقادرة على التصدي للغواصات والطائرات والسفن.
تعزيزات واشتباكات بذكرى الاحتجاجات
من جهة أخرى، دعا ناشطون معارضون للنظام السوري إلى التظاهر الجمعة، تحت شعار “عامان من الكفاح” في اليوم الذي تدخل فيه الاحتجاجات السورية عامها الثالث ويشهد إجراءات أمنية مكثفة في العاصمة السورية.
وأفادت مصادر “سكاي نيوز عربية” أن قصفا مدفعيّا بالصواريخ استهدف حي جوبر ومدينة حرستا بدمشق وريفها.
وفي حمص وقعت اشتباكات “عنيفة” في محيط بلدة جوسية وغيرها من القرى السورية الحدودية مع لبنان، حسبما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، وقتل في هذه الاشتباكات 14 مقاتلا معارضا و19 جنديا نظاميا وفقا للمصدر ذاته.
وشهد حي القابون في شمال العاصمة اشتباكات بعد منتصف الليل تسببت بمقتل رجل، بينما تعرضت الأحياء الجنوبية في دمشق لقصف أدى إلى مقتل رجل آخر في مخيم اليرموك.
وفي سياق متصل لقي 9 لاجئين سوريين بينهم نساء وأطفال مصرعهم وأصيب آخرون في حادث اصطدام حافلة كانت تقلهم على طريق رئيسي شرقي العاصمة اللبنانية بيروت وفقا لما أفادت مصادر أمنية لبنانية.
أوروبا تؤجل البت في تسليح المعارضة
سياسيا، اتفق قادة الاتحاد الأوروبي تأجيل البت في رفع حظر توريد السلاح للمعارضة السورية إلى الأسبوع المقبل.
وعقد القادة اجتماعا الجمعة بحثوا خلالها الملف الذي لم يكن ليس واردا على جدول أعمال الاجتماع، حيث تصدرته العلاقات الأوروبية – الروسية.
ويفرض الاتحاد الأوروبي حاليا حظرا على إرسال أي شكل من أشكال الأسلحة لسوريا سواء للمعارضة أو للنظام.
ومن المقرر أن يبقى قرار الحظر ساريا حتى مايو المقبل.
وتريد فرنسا وبريطانيا إمداد المعارضة بالسلاح، وتقولان إن النظام يتلقى أسلحة من روسيا وإيران، لكن عددا من دول الاتحاد الأوروبي تقول إن سوريا ليست بحاجة لأي أسلحة أخرى.
الأوروبيون يناقشون تسليح المعارضة السورية
يسعى قادة فرنسا وبريطانيا، في اجتماعهم ببروكسل، إلى إقناع أعضاء الاتحاد الأوروبي الآخرين بالموافقة على مد المعارضة السورية بالأسلحة.
وسيناقش أعضاء الاتحاد أيضا علاقاته مع روسيا، أحد أقوى حلفاء النظام في سوريا، والتي تعارض تسليح المعارضة.
وخلفت الانتفاضة ضد نظام بشار الأسد نحو 70 ألف قتيل، منذ انطلاقها قبل عامين. كما أدى الاقتتال في سوريا إلى هروب نحو مليون شخص إلى دول مجاورة.
واشتعلت الشرارة الأولى للانتفاضة يوم 15 مارس/أذار 2011 في جنوبي درعا، قبل أن تنتشر الاحتجاجات عبر كامل أنحاء البلاد.
وتسيطر المعارضة اليوم على أجزاء كبيرة من سوريا، لكن النزاع في حالة جمود منذ شهور.
وشهدت بعض عواصم العالم احتفاليات أقيمت بمناسبة الذكرى الثانية للانتفاضة السورية، مثلما حدث في كوريا الجنوبية والأردن، حيث أقامت منظمة “حماية الأطفال” تجمعا للأطفال.
وقالت الطالبة الأردنية آية خرفان “نحن هنا لتوجيه رسالة غاية في الأهمية لمساعدة شعب وأطفال سوريا. فنحن كلنا معهم، ولابد لهذا النزاع في سوريا أن ينتهي يوما ما”.
“انحراف”
ويعتزم الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، ورئيس وزراء بريطانيا، ديفيد كاميرون، طرح مسألة رفع حظر الأسلحة عن المعارضة السورية في محادثات بروكسل، على الرغم من أن سوريا ليست على جدول أعمال القمة الأوروبية.
وقال هولاند في تصريح له يوم السبت إن باريس “جاهزة لمساعدة المعارضين”، مضيفا
“لا يمكننا أن نسمح لنظام بأن يبيد شعبه، وهو لا يريد انتقالا سياسيا للسلطة”.
وترى فرنسا أن الأسلحة تصل إلى سوريا، ولكنها تصل إلى نظام بشار الأسد خاصة عن طريق روسيا.
ولكن الرئيس الفرنسي أوضح أن هدفه ليس “حربا شاملةّ”.
وذكر مسؤول بريطاني أن حظر الأسلحة فيه انحراف، فهو “لا يمنع من يساعدون بشار الأسد، وإنما يمنع الذين يريدون مساعدة المعارضة”.
وأشارت بريطانيا إلى أنها قد تستخدم حق النقض في تصويت قادم بشأن تمديد فترة الحظر، وقال كاميرون إنه “لا يستبعد أن تتصرف بلاده على طريقتها”.
ويقول مراسل بي بي سي في بروكسل، كريس موريس، إن تصور فرنسا، الذي تشاطره بريطانيا تماما، هو أن روسيا وإيران يسلحان القوات الحكومية، ولا مناص من تسليح المعارضة للضغط على نظام الأسد.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، فيكتوريا نولاند، “إن واشنطن لا تريد أن تحشر نفسها في نقاشات الاتحاد الأوروبي الداخلية، ولكنها تتمنى أن ترى أكبر عدد من الحكومات توافق على مساعدة الائتلاف السوري المعارض”.
ويوضح مراسل بي بي سي أن ألمانيا والنمسا والسويد هي الدول التي يعتقد أنها مترددة بشأن رفع الحظر.
وهناك قلق لدى العديد من الدول من أن تدفق الأسلحة في سوريا قد يؤجج النزاع أكثر.
وقالت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، فاليري أموس، إن الأمر “سيجعل مهمة الوكالات الإنسانية أكثر صعوبة “.
وجددت روسيا يوم الخميس، على لسان وزير خارجيتها، سيرغي لافروف، اعتراضها الصريح على تسليح المعارضة.
كما هناك قلق في الأمم المتحدة من دور لبنان المتزايد في النزاع.
وحذر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، في بيان له، من هجمات متبادلة على الحدود بين لبنان وسوريا، ومن تهريب الأسلحة بين البلدين.
وقالت مراسلة بي بي سي في الأمم المتحدة، بربرا بليت، إن حكومات غربية تعتقد أن حزب الله يزيد من دعمه للحكومة السورية. وأضافت أن دبلوماسيين يعتقدون أن إيران سرعت إمدادها سوريا بالأسلحة في محاولة لترجيح الكفة لصالح نظام بشار الأسد.
وبدخول الانتفاضة السورية عامها الثالث، تجتمع أطياف المعارضة اليوم في إسطنبول بهدف تعيين رئيس للوزراء، يشرف على تشكيل حكومة مؤقتة.
وقال وليد البني، المتحدث باسم الائتلاف الوطني السوري، المدعوم من الغرب: “نحن بحاجة ماسة إلى حكومة مؤقتة، هيئة مدنية معترف بها، تبسط يد القانون وتوفر الحاجيات الأساسية في المناطق المحررة”.
وفي أثناء ذلك تواصلت أعمال العنف يوم الخميس، حيث يقول المعارضون إن القوات الحكومية قصفت العديد من المناطق، بما فيها مدينة حمص، غربي البلاد، عقب هجوم نفذه المعارضون هناك.
تحذير
من جانبها، حذرت الحكومة السورية من انها قد تعمد الى استهداف المسلحين الذي يتخذون من الاراضي اللبنانية ملاذا لهم ما لم يقم الجيش اللبناني بذلك.
وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا إن وزارة الخارجية السورية احاطت نظيرتها اللبنانية علما في وقت متأخر من يوم الخميس بعبور “عدد كبير” من المسلحين حدود لبنان الشمالية متوجهين الى بلدة تلكلخ السورية في اليومين الماضيين.
وجاء في الخطاب الدبلوماسي السوري “تتوقع سوريا من الجانب اللبناني ان يمنع هذه المجموعات الارهابية من استخدام الحدود كمعابر لها لانها تستهدف الشعب السوري وتنتهك السيادة السورية.”
وقالت إن “صبر سوريا ليس بلا حدود”، رغم ان “القوات السورية مارست الى الآن اقصى درجات ضبط النفس وامتنعت عن ضرب العصابات المسلحة داخل الاراضي اللبنانية.”
BBC © 2013
اولوند: فرنسا تلقت “ضمانات” من المعارضة السورية بشأن الأسلحة
بروكسل (رويترز) – قال الرئيس الفرنسي فرانسوا اولوند يوم الجمعة إنه تلقى تأكيدات من المعارضة السورية بأن أي أسلحة ترسل لمقاتليها لمساعدتها في سعيها لإسقاط الرئيس بشار الأسد ستصل الى الأيدي الصحيحة.
وقال اولوند في ختام قمة لزعماء الاتحاد الأوروبي “فيما يتعلق بتقديم اسلحة… فإن إعطاء أفضل إجابة يتطلب أن تقدم المعارضة كل الضمانات اللازمة.”
وأضاف “ولأننا تلقينا هذه (الضمانات) فإننا نستطيع تصور رفع الحظر. لدينا تأكيد بشأن استخدام هذه الاسلحة.”
وتابع أن المعارضة ستتلقى أيضا دعما فنيا اذا تم إرسال أسلحة لها.
(إعداد دينا عادل للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)
النمسا تخشى على مراقبيها في الجولان وتطالب باستمرار حظر السلاح في سوريا
فيينا (رويترز) – قالت النمسا يوم الجمعة انها تعارض دعوة فرنسا لرفع الحظر الذي يفرضه الاتحاد الاوروبي على تسليح مقاتلي المعارضة السورية الذين يقاتلون قوات الرئيس بشار الاسد معللة ذلك بخوفها على القوات التي تشارك بها في قوات حفظ السلام المتمركزة في هضبة الجولان السورية التي تحتلها اسرائيل.
وطالب وزير دفاع النمسا جيرالد كلوج الامم المتحدة بأن تضمن عمليات مناوبة للمراقبين وان يحصلوا على امداداتهم عبر سوريا وسط مخاوف متصاعدة بشأن سلامتهم.
وأدلى وزير الدفاع النمساوي بهذه التصريحات بعد ان اعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند يوم الخميس إن فرنسا وبريطانيا ستحثان حكومات دول الاتحاد الأوروبي الأخرى على رفع الحظر المفروض على إمداد المعارضة السورية بالسلاح محذرا من ان فرنسا قد تفعل ذلك منفردة اذا لم يتوصل الاتحاد الى اتفاق.
وعارضت دول أخرى في الاتحاد منها المانيا رفع الحظر على السلاح قائلة ان هذا سيذكي العنف خاصة اذا وصلت امدادات السلاح الغربية الى اسلاميين متشددين.
وقال كلوج الذي تولى منصب وزير دفاع النمسا يوم الاثنين للاذاعة النمساوية (او.ار.اف) “لا يمكن لاحد ان يعرف لايدي من ستصل هذه الاسلحة الاضافية ولهذا السبب نحن ضد هذا الاقتراح.”
وبرز الوضع الخطر لقوة حفظ السلام في الجولان وقوامها الف فرد الاسبوع الماضي حين احتجز مقاتلو المعارضة 21 مراقبا غير مسلح كلهم فلبينيون لمدة ثلاثة ايام.
وقال دبلوماسيون لرويترز يوم الخميس انه منذ ذلك الحادث قلص المراقبون دورياتهم.
وعبر دبلوماسيون في مقر الامم المتحدة في نيويورك عن قلقهم على مصير قوة الامم المتحدة لمراقبة فك الاشتباك (الاندوف) التي بدأت عملها عام 1974 . والنمسا هي الدولة الاوروبية الوحيدة المساهمة في البعثة بقوة قوامها 375 فردا.
وسئل وزير الدفاع النمساوي عما اذا كانت هناك خطط لاجلاء النمساويين فقال “هذا موضوع حساس للغاية.”
وأضاف “أطالب الامم المتحدة بضمانات لوجود امدادات وعمليات مناوبة للقوات عبر سوريا. بالاضافة نطالب بان تعوض الامم المتحدة الفرقة التي ستسحبها كرواتيا.”
وأعلنت اليابان انسحابها من قوة الاندوف قبل ثلاثة أشهر نظرا للعنف في سوريا. وقالت كرواتيا الشهر الماضي انها ستسحب أيضا قواتها كاجراء احترازي بعد تردد تقارير عن شحن أسلحة كرواتية الى مقاتلي المعارضة وهو ما نفته كرواتيا.
وأصيب اثنان من جنود حفظ السلام النمساويين في نوفمبر تشرين الثاني حين تعرضت قافلتهم للنيران قرب مطار دمشق.
وبعد انسحاب كرواتيا ستكون قوة حفظ السلام في الجولان قاصرة على النمسا والهند والفلبين. وصرح دبلوماسي غربي رفيع بان الفلبين تفكر في سحب قواتها.
(إعداد أميرة فهمي للنشرة العربية – تحرير عبد الفتاح شريف)
إجراءات المركزي السوري “الحاسمة” لضبط الوضعين النقدي والمالي لم تنفع
الليرة السورية خسرت ما بين 50 الى 70% من قيمتها والودائع انخفضت 35%
فيوليت بلعة
لا شك في ان الخسائر التي تكبدتها سوريا في عامي الازمة توازي ما كسبته في عقدين من الانفتاح الاقتصادي والتنمية. لا احصاءات رسمية للاضرار الجسيمة في الاقتصاد، لكن يقدّر ان تكون تفاوتت ما بين 46% و81% من الناتج المحلي الاجمالي، اي بين 24 و48 مليار دولار. واجمعت التحليلات على وصف الانهيار الاقتصادي بالـ”قياسي”، مقارنة بدول شهدت نزاعات مسلحة. وكان مأسوياً سقوط الليرة السورية في مرمى الضربات المتتالية، اذ خسرت، أقله، اكثر من 50% من قيمتها واستنزفت احتياطي مصرف سوريا المركزي.
مع استمرار النزاع المسلح في معظم مناطق سوريا، يصعب على الاجهزة المختصة رسميا احصاء الاضرار والخسائر التي خلفتها ثورة الشارع السوري على مدى عامين. لكن، وفق تقرير لـ”المركز السوري لبحوث السياسات”، توزعت الخسائر ما بين 50% في الناتج و43% في مخزون رأس المال، ويتوقع ان تكون أدت إلى نمو سلبي في الناتج بنسبة -18٫8% في 2012، ورفعت عجز الموازنة إلى 18٫5% من الناتج، مما يعني أنه كان للأزمة أثر سلبي في ميزان المدفوعات، ليصل العجز التراكمي إلى 16 مليار دولار يموّل من الاحتياط الأجنبي الذي تراجع من نحو 18 مليار دولار العام 2010 إلى نحو ملياري دولار في 2012.
انعكاس الآثار الاقتصادية والاجتماعية للأزمة تجلّى، وفق التقرير، في ارتفاع الأسعار، الذي كان له تأثيره السلبي على الأسر السورية، اذ سجلت أسعار الغاز والكهرباء أعلى نسبة ارتفاع، يليها الطعام ومشتقات الحليب مروراً بالمشروبات غير الكحولية والسكر، ثم الملابس والأحذية والخبز والحبوب، إضافة إلى ارتفاع ملحوظ في أسعار الصيانة والتجهيزات. وسجل أعلى معدل ارتفاع للأسعار في محافظة حلب. وتركت العقوبات المفروضة على سوريا أثراً سلبياً على مستوى المعيشة، اذ كبّدت السوريين، ولا سيما الفقراء والفئات الهشة منهم، كلفة اقتصادية مرتفعة، وساهمت في انخفاض رفاه الأفراد، وأعاقت العقوبات تقدم التنمية وزيادة دخل الفرد، مما جعل سوريا في مراتب أدنى من المستوى المتوقع للتنمية البشرية، مقارنة بالتقدم المحقق قبل عقوبات 2011.
وكان قطاع النفط الخاسر الاكبر نتيجة تلك العقوبات وانسحاب الشركات الأجنبية منذ تشرين الأول 2011 وتراجع إنتاج النفط 47% وتراجع الصادرات، ما جعل الانتاج النفطي بالكاد يكفي لتغطية حاجات المصارف المحلية ويفضي إلى خسارة الاقتصاد أحد أهم مصادر القطع الأجنبي، مما انعكس تاليا على مختلف القطاعات الاقتصادية. كذلك، أفضت العقوبات التي شملت قيودا على المعاملات المالية والتأمين والنقل، إلى تعقيدات في استيراد المشتقات النفطية، مثل المازوت والغاز المنزلي، ما تسبب بنشوء أسواق سوداء أثرت سلبا على تكاليف المعيشة للأسر. ورغم اعلان حاكم مصرف سوريا المركزي أديب ميالة انه سيتخذ “إجراءات حاسمة” لوقف ارتفاع الدولار الذي تخطى عتبة الـ110 ليرات سورية مراراً، بعدما كان يعادل نحو 50 ليرة سورية، لم تستطع الليرة الصمود امام الصدمات المتتالية، فخسرت أكثر من 16% من قيمتها أمام الدولار، وواصلت انخفاضها في الـ2012 لتفقد نحو 70% من قيمتها (!) ما ينعكس مباشرة على ارتفاع الأسعار وتكاليف المعيشة وتاليا معدلات الفقر.
الا ان الخبير الاقتصادي السوري محيي الدين قصار رأى ان الدولار قفز خلال الثورة من 47 ليرة للدولار ليصل الى 113 ليرة سورية، مما يعني ان سعره تضاعف بمعدل 2٫3 أو 230% في فترة زمنية قياسية. ومعلوم أن النظام السوري مارس منذ اليوم الأول للثورة، سياسة دعم الليرة مستخدما احتياطي العملة الصعبة المتوافر لدى البنك المركزي، مما دفع الاحتياطي الى الانخفاض من 23 مليار دولار قبل الثورة إلى 5 مليارات دولار بعد 6 أشهر. وهذا يعني، وفق قصار، ان سوريا فقدت 78% من احتياطي العملة الصعبة. وتردد ان الودائع في المصارف السورية الثمانية، تراجعت ما بين 30 إلى 35%، فيما سعى معظم المواطنين والمستثمرين إلى “الدولرة” وتهريب ودائعهم إلى الخارج بعد منعهم من سحبها وبالعملات الاجنبية.
ولأن اقتصاد سوريا اعتمد منذ أكثر من 42 عاما على اقتصاد “دولة الرعاية”، اي قيام الدولة بدعم السلع والخدمات الأساسية للمواطنين، فإن أكثر من 85% من السوريين البالغ تعدادهم نحو 24 مليونا، يعتمدون على دعم تلك الدولة. فلا عجب من حالهم اليوم بعد الاهتزاز القوي الذي اصاب بنياناً أرسى النظام السوري اسسه على مدى اكثر من اربعة قرونّ!