أحداث الجمعة، 23 كانون الأول 2011
عمل المراقبين يبدأ في «جمعة بروتوكول الموت»
نيويورك – راغدة درغام
بيروت، نيقوسيا، القاهرة – ا ف ب، رويترز، ا ب – وصل امس الى دمشق من القاهرة وفد اولي من بعثة المراقبين العرب للإعداد لوصول المراقبين الذين يفترض ان يصلوا الى سورية في نهاية هذا الشهر ويتوقع ان يكون عددهم 150 شخصاً. ويضم الوفد الذي يرأسه الامين العام المساعد سمير سيف اليزل عددا من مسؤولي الجامعة الى جانب باحثين وخبراء في منظمات حقوقية.
وتبدأ البعثة عملها اليوم بينما دعت لجان التنسيق السورية الى تظاهرات تحت شعار «بروتوكول الموت رخصة للقتل» في اشارة الى انتقاد الناشطين السوريين لما يعتبرونه «مهلاً» تمنحها الجامعة للحكومة السورية.
ومع وصول بعثة المراقبين استمرت المواجهات امس، وقتل اكثر من 30 شخصا اكثرهم في حمص وادلب. وأوضحت الهيئة العامة للثورة السورية إن 16 شخصاً سقطوا في إدلب وعشرة في حمص وواحد في كل من دمشق ودرعا. وشهدت حمص حملة اعتقالات عشوائية. وأكد ناشطون تعرض مدينة إدلب لهجمات استهدفت معاقل يعتقد أنها لمنشقين عن الجيش، واقتحمت قوات الأمن بلدة خان شيخون بالدبابات وسط إطلاق نار كثيف وسماع دوي انفجارات عدة في المدينة.
واستبقت الحكومة السورية وصول المراقبين برسالة بعثت بها الى مجلس الامن ومجلس حقوق الانسان قالت فيها ان اكثر من الفين من افراد الجيش وعناصر القوات الامنية قتلوا منذ بدء الاحتجاجات في اواسط آذار (مارس) الماضي. ونفت دمشق صحة الانباء التي تحدثت عن اعمال قمع قامت بها السلطات السورية.
وقالت جماعة «أفاز» المدافعة عن حقوق الإنسان، ومقرها بريطانيا، إنها جمعت أدلة على مقتل أكثر من 6237 مدنيا ومن قوات الأمن وأن 617 منهم قتلوا أثناء التعذيب. وأضافت الجماعة أن 400 قتيل على الأقل من الأطفال.
واعلن الامين العام للجامعة نبيل العربي أن فريق المراقبين سيصدر تقارير يومية سيكون للسلطات السورية حق الاطلاع عليها من دون إدخال تعديلات. وقال إن الفريق سيحتاج إلى أسبوع بعد وصوله إلى سورية ليحكم إن كانت دمشق تلتزم بخطة السلام العربية. وستصل عشر سيارات دفع رباعي إلى سورية من العراق لاستعمالها في مهمة الفريق.
واضاف العربي ان مهمة البعثة هي التحقق من تنفيذ دمشق تعهداتها بموجب خطة العمل العربية وتوفير الحماية للمدنيين والتأكد من وقف كافة اعمال العنف من اي مصدر كان والافراج عن المعتقلين. كما تنص مهمتها على التأكد من سحب واخلاء جميع المظاهر المسلحة والتحقق من منح الحكومة السورية رخص الاعتماد لوسائل الاعلام العربية والدولية وفتح المجال امامها للتنقل بحرية في جميع انحاء سورية. واكد العربي ان حماية البعثة هي مسؤولية الدولة المضيفة.
من جانب آخر وصل الفريق أول الركن محمد مصطفى الدابي رئيس بعثة المراقبين العرب إلى القاهرة قادما من الخرطوم في زيارة تستغرق يومين يلتقي خلالها مع الأمين العام للجامعة. وقال إنه جاء إلى القاهرة «لمتابعة الإسعدادات الإدارية والترتيبات الفنية الخاصة بعمل البعثة والتي ستعمل بكل شفافية في مراقبة الوضع في سورية من خلال لقاءات ميدانية متواصلة مع كل الأطراف من قوات مسلحة ومعارضة وأجهزة أمن ومنظمات إنسانية.»
وحذر رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة ناصر عبد العزيز النصر الحكومة السورية من ان «جامعة الدول العربية ستحيل الوضع على الأمم المتحدة في حال فشلت الجامعة في جهودها لإيقاف الحكومة السورية أعمال القتل والعنف».
وأكد النصر دعم مجلس الأمن والجمعية العامة مبادرة الجامعة العربية. وقال إن تقرير لجنة تقصي الحقائق حول انتهاكات حقوق الإنسان في سورية «كان سيئاً جداً» مشيراُ الى أنه أحاله على كل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والدول تتريث في اتخاذ إجراء في شأنه ربما لإعطاء فرصة للجامعة العربية.
من جهة اخرى أكدت مصادر مجلس الأمن أن «الاختلافات لا تزال كبيرة بين موقف روسيا والدول الغربية» في شأن مشروع القرار المتعلق بسورية. وقالت المصادر إن البعثة الروسية وزعت أمس «مشروع قرار يتضمن بعض التعديلات على مشروع القرار الروسي ولكن أي تغيير لم يمس جوهر المشروع». وكان مقرراً أن يعقد مجلس الأمن بعد ظهر أمس جلسة مشاورات على مستوى الخبراء لمناقشة التعديلات المقترحة.
سويسرا تجمد أموالا سورية
قالت سويسرا إنها جمدت 50 مليون فرنك سويسري (53 مليون دولار) من أموال الرئيس السوري بشار الأسد ومسؤولين سوريين آخرين.
وأوضحت متحدثة باسم الحكومة السويسرية أن قرار تجميد الأموال استهدف 12 شركة و54 فردا.
وأضافت المتحدثة باسم وزارة الدولة السويسرية للشؤون الاقتصادية أن التجميد يشمل أموالا للرئيس بشار وشقيقه ماهر الأسد قائد الفرقة الرابعة في الحرس الجمهوري، ووزير الداخلية السوري إبراهيم الشعار.
يذكر أن سويسرا وسعت عقوباتها على سوريا في مايو/أيار الماضي لتشمل بشار الأسد والمسؤولين الكبار بهدف زيادة الضغط على الحكومة السورية لإنهاء عمليات القمع ضد المحتجين.
وعملت سويسرا كثيرا في السنوات القليلة الماضية على تحسين صورتها بعد اتهامها بأنها ملاذ للمكاسب غير المشروعة وجمدت أرصدة العديد من الحكام الشموليين.
ووافقت عام 2009 على تخفيف السرية الصارمة على البنوك لمساعدة الدول الأخرى على تعقب أموال التهرب الضريبي.
وجمدت سويسرا أرصدة الرئيسين السابقين التونسي زين العابدين بن علي والمصري حسني مبارك وحاشيتيهما وكذلك أرصدة العقيد الليبي الراحل معمر القذافي وعائلته.
منظمة حقوقية: قنلى سوريا تجاوزا ستة آلاف
نسبت صحيفة ذي غارديان البريطانية إلى منظمة حقوقية تتخذ من بريطانيا مقرا لها القول إن لديها أدلة على أن عدد القتلى في سوريا تجاوز 6200 قتيل، وإن من بين الضحايا ما لا يقل عن 400 من الأطفال.
وأشارت ذي غارديان إلى أن سوريا تواجه إدانات وشجب على المستوى الدولي في ظل الطريقة القاسية التي تتعامل بها السلطات السورية مع المواطنين الثائرين ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد منذ عدة أشهر.
ونسبت الصحيفة إلى منظمة أفاز المعنية بحقوق الإنسان القول إن الأدلة التي لديها تشير إلى مقتل أكثر من 6237 من المدنيين والقوات الأمنية، وإن 617 منهم قتلوا بالتعذيب، مضيفة أن من بين الضحايا قرابة أربعمائة من الأطفال.
وأشارت الصحيفة إلى أن عدد القتلى السوريين الذي أعلنت عنه المنظمة الحقوقية يزيد بألف قتيل عن تلك التقديرات الأخيرة الصادرة عن الأمم المتحدة.
مشاهد الرعب
ونسبت ذي غارديان إلى ريكن باتل المدير التنفيذي لمؤسسة أفاز، القول إنه لا أحد يستطيع الآن إغماض عينيه عن مشاهد الرعب التي يشهدها الشعب السوري، موضحا أن واحدا من بين كل 300 مواطن سوري قد تعرض للقتل أو الاعتقال.
وأضاف باتل أن على العالم أن يختار بين الوقوف على الحياد أمام حرب أهلية وحشية تمزق سوريا برمتها وأن يكثف ضغوطه لإجبار الأسد على الرحيل.
وتقول الجماعة الحقوقية إن عدد المعتقلين على أيدي السلطات السورية، بلغ 69 ألفا على أقل تقدير، وذلك منذ اندلاع الثورة الشعبية لإسقاط النظام في مارس/آذار 2001.
وفي حين تتزايد أعداد القتلى على أيدي السلطات السورية يوما بعد آخر، أشارت الصحيفة إلى وصول ما سمتها بعثة المراقبين ضمن خطة تنفيذ مبادرة جامعة الدولة العربية، التي تضم حوالي 150 مراقبا.
ومهمة المراقبين العرب في سوريا هي التأكد من مدى التزام السلطات السورية في تنفيذ المبادرة العربية، التي تدعو من بين ما تدعو إليه إلى إنهاء العنف وسحب القوات من الشوارع والإفراج عن المعتقلين.
أما منظمة أفاز الحقوقية، فتقول إن لديها أكثر من خمسين مراقبا يجمعون البيانات على الأرض في سوريا، وإنه يجري تأكيد كل حالة من حالات القتل من خلال ثلاثة أفراد بينهم قريب للمتوفى ورجل دين أقام مراسم الدفن.
غرفة عمليات للبعثة العربية بسوريا
شكلت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية غرفة عمليات لمتابعة تقارير وفود بعثة الجامعة التي قبلت سوريا انتشارهم بموجب خطة عمل عربية تطالب بإنهاء العنف وسحب القوات، فيما أرسلت دمشق خطابا إلى الأمم المتحدة يفيد بمقتل ما يزيد عن 2000 من قوات الأمن والجيش منذ 9 أشهر.
وكلف الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي السفير عدنان الخضير الأمين العام المساعد لقطاع الموارد البشرية والمالية والخدمات العامة، برئاسة غرفة العمليات مع فريق من موظفي الأمانة العامة المتخصصين في المجالات ذات الصلة.
وتعمل الغرفة على إتمام الإجراءات الخاصة بسفر وفود بعثة المراقبة إلى سوريا وتجهيز كل احتياجات البعثة لتسهيل مهمتها ضمانا لحسن سير عملية المراقبة.
وتتابع الغرفة سير عملية المراقبة والتقارير التي ستصل إلى الأمانة العامة من مراقبيها حول الأوضاع السورية، وفقا لخطة العمل العربية التي قبلها النظام السوري ونصت على “وقف العنف وإنهاء المظاهر المسلحة في المدن، وإطلاق السجناء ومفاوضة المعارضة”.
وفد المقدمة
ووصل وفد المقدمة، المكلف بالتحضيرات اللوجستية لبعثة الجامعة، إلى دمشق أمس الخميس برئاسة السفير سمير سيف اليزل، الأمين العام المساعد رئيس قطاع الرقابة المالية، وبعضوية السفير وجيه حنفي، رئيس مكتب الأمين العام، وعدد من كبار المسؤولين في الأمانة العامة.
وقال اليزل، الذي يرأس الوفد المكون من 11 عضوا، إن الوفد سيعمل على تيسير عمل بعثة المراقبين العرب مع الجانب السوري “في موضوع التجهيزات لاستقبال بعثة المراقبين”.
وأضاف، قبيل مغادرته القاهرة، أن الوفد سيقوم بعمل “بعض الترتيبات اللازمة لاستقبال البعثة على الأرض من ناحية الإقامة والمواصلات والاتصالات والتأمين أثناء انتقالات أعضاء البعثة وتحديد الأماكن التي سيزورها في كل المدن والمناطق السورية”.
وفي سياق متصل صرح العربي لرويترز بأن فريق المراقبين سيضم 150 عضوا، ومن المقرر أن يصل إلى سوريا قبل نهاية ديسمبر/كانون الأول الجاري.
وأضاف أن الفريق سيصدر تقارير يومية سيكون للسلطات السورية حق الاطلاع عليها دون إدخال تعديلات، مشددا على أن الوفد سيطالب بزيارة المستشفيات والسجون وغير ذلك من الأماكن في مختلف أنحاء البلاد.
ترحيب سوري
من جهته قال الناطق باسم الخارجية السورية جهاد المقدسي إن دمشق ترحب ببعثة المراقبين لأن لها، حسب تعبيره، مصلحة في نجاح المهمة، و”ستعرف البعثة حينها أن الوضع أكثر تعقيدا”.
وأكد أن البعثة سترفع تقارير دورية إلى الحكومة السورية والجامعة العربية، كما ستحدد هوية أفرادها وتفاصيل مهماتهم ومكانها والغرض منها، لأن “سوريا مسؤولة عن أمنهم”.
وفي السياق أفاد وزير الخارجية السوري وليد المعلم بأنه سيكون بإمكان المراقبين زيارة “المناطق الساخنة”، لكنهم لن يدخلوا المواقع العسكرية الحساسة.
وتوقع المعلم أن تنتصر تقارير المراقبين لوجهة نظر النظام القائلة بأن “الاضطرابات من أعمال جماعات إرهابية مسلحة” لا متظاهرين سلميين.
ووافقت سوريا في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني على خطة عربية تطالب بإنهاء القتال وسحب القوات من المناطق السكنية والإفراج عن السجناء وبدء حوار مع المعارضة.
لكن دمشق انتظرت حتى الاثنين الماضي قبل أن توقع على بروتوكول يسمح من خلاله للمراقبين العرب بتقييم مدى التزامها بتنفيذ الخطة العربية.
الأمم المتحدة
من جهة ثانية قالت سوريا في خطاب وجهته الى الأمم المتحدة، إن ما يزيد عن 2000 من قوات الأمن والجيش السوري قتلوا في الأشهر التسعة الفائتة.
وأتت هذه الرسالة ردا على مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي بأن الحملة الأمنية على المحتجين السوريين التي قالت الأسبوع الماضي إنها أسفرت عن مقتل 5000 شخص قد تشكل جرائم ضد الإنسانية.
روسيا ومجلس الأمن
وعلى صعيد آخر قالت روسيا إنها قد لا تتمكن من استكمال مشروع قرار جديد بشأن الاضطرابات العنيفة في سوريا، بسبب تعارض التعديلات التي قدمتها الدول العربية إلى مجلس الأمن مع محتويات النص الأصلي الذي قدمته روسيا.
وعبر السفير الروسي لدى الأمم المتحدة رئيس مجلس الأمن الشهر الحالي فيتالي تشوركين عن عدم تفاؤله حول جاهزية القرار الخاص بسوريا والتصويت عليه قبل حلول العطلات، رغم بدء قانونيين في مجلس الأمن مناقشة النص الروسي هذا الأسبوع.
جدير بالذكر أن الصين وروسيا استخدما حق النقض (الفيتو) في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ضد مشروع قرار صاغته بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال ضد سوريا.
40 قتيلا برصاص الأمن الخميس
جمعة لـ”بروتوكول الموت” بسوريا
قتل 14 مدنيا برصاص الأمن في مدن سورية شهدت اليوم تظاهرات عقب صلاة الجمعة فيما سمي “جمعة بروتوكول الموت” وذلك بعد مقتل أربعين شخصا أمس الخميس برصاص الجيش والأمن معظمهم في حمص وإدلب.
ودعا الناشطون المطالبون بالديمقراطية إلى التظاهر في جمعة “بروتوكول الموت”، معتبرين توقيع النظام على بروتوكول الجامعة “مناورة” لكسب مزيد من الوقت لقتل الشعب وتصفية المعارضين.
وكتب الناشطون على صفحتهم بموقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك “بروتوكول الموت رخصة مفتوحة للقتل”.
واعتبروا أن النظام استغل البروتوكول لتكثيف عملياته العسكرية “الهمجية” التي يخوضها ضد المدن المتمردة منذ بدء حركة الاحتجاج.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أكد أن قوات الجيش والأمن السورية قتلت أكثر من 200 شخص منذ توقيع دمشق على البروتوكول.
قتل متواصل
من جهتها قالت الهيئة العامة إن قتلى أمس الخميس هم 22 سقطوا في إدلب و13 في حمص وقتيلان بدير الزور وقتيل بكل من درعا وحماة ودمشق. وأضافت الهيئة أن بين قتلى إدلب عائلةً من خمسة أشخاص.
وأوضحت أن عشرات الدبابات تحاصر بلدة بصرى الحرير بدرعا وقامت بقصف المدينة من جهتها الشمالية التي يتوارى فيها العشرات من المنشقين عن الجيش السوري، وأشارت إلى مخاوف من ارتكاب “مجازر” بحقهم، مؤكدة قدوم تعزيزات كبيرة من الجنود إلى المنطقة.
وقالت الهيئة إن مدينة إنخل شهدت اليوم إذاعة قرار بمنع صلاة الجمعة ومنع فتح الجوامع، وذلك تفاديا لوقوع مظاهرات، ورافق ذلك حظر للتجول.
من جانبه قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن من بين قتلى اليوم تسعة مدنيين سقطوا بحمص كان غالبيتهم بحي بابا عمرو حين أطلقت قوات الأمن النار بالمدفعية الثقيلة، مشيرا إلى أن الحصيلة مرشحة للارتفاع بسبب وجود الكثير من الجرحى في حالة حرجة.
وأشار إلى سماع إطلاق نار كثيف وانفجارات في خان شيخون بإدلب بعد اقتحام الجيش بالدبابات وناقلات الجند لها صباح الخميس.
وفي هذه المنطقة دارت مواجهات بين قوات الأمن ومنشقين في شمال بلدة خربة غزالة “مع توافد نحو 25 حافلة كبيرة محملة بعناصر الأمن إلى المنطقة”، كما أشار إليه المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأوضح المرصد أن أربعة جنود نظاميين واثنين من المنشقين قتلوا في مواجهات قرب حاجز في حي بابا عمرو في حمص، حسب المرصد.
وفي محافظة إدلب، قتل جندي وجرح ثمانية آخرون في هجوم شنته مجموعات من المنشقين ضد حواجز لقوات الأمن وأصيب عدد من السكان بينهم طفل في العاشرة من العمر بإصابات حرجة وفق المرصد.
إحصاءات
وفي هذا السياق نقلت وكالة رويترز عن منظمة أفاز المدافعة عن حقوق الإنسان ومقرها بريطانيا أنها جمعت أدلة عن مقتل أكثر من 6237 من المدنيين وقوات الأمن، وأن 617 منهم قتلوا أثناء التعذيب، وأضافت الجماعة أن 400 قتيل على الأقل من الأطفال.
والعدد الذي أوردته المنظمة يزيد بنحو 1000 قتيل عن أحدث تقديرات للأمم المتحدة، وهي تقديرات تزايدت بشدة في الأشهر القليلة الماضية.
وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن 108 أطفال قتلوا بحمص منذ بداية الاحتجاجات، وأشارت إلى أن من بينهم 55 طفلا قتلوا أثناء “المهل العربية” بينهم 3 رضع و19 طفلا تحت العاشرة من العمر.
من جانبها قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن أكثر من 2000 من أفراد قوات الأمن السورية قتلوا منذ اندلاع الاحتجاجات المناهضة للنظام قبل تسعة أشهر.
وجاء في رسالة نشرتها الوكالة أمس الخميس أنه “سبق أن تم إعلام مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان” بأن
قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن 40 شخصا قتلو أمس الخميس برصاص قوات الأمن، فيما قالت جماعة “أفاز” المدافعة عن حقوق الإنسان إن أكثر من 6200 قتيلا سقطوا جراء الأحداث التي تعرفها سوريا.
وقالت الهيئة العامة إن 22 قتيلا سقطوا بإدلب و13 بحمص وقتيلين بدير الزور وقتيلا بكل من درعا وحماة ودمشق.
وأوضحت أن عشرات الدبابات تحاصر بلدة بصرى الحرير بدرعا وقامت بقصف المدينة من جهتها الشمالية التي يتوارى فيها العشرات من المنشقين عن الجيش السوري، وأشارت إلى مخاوف من ارتكاب “مجازر” بحقهم، مؤكدة قدوم تعزيزات كبيرة من الجنود إلى المنطقة.
وقالت الهيئة إن مدينة إنخل عرفت اليوم إذاعة قرار بمنع صلاة الجمعة ومن فتح الجوامع، وذلك تفاديا لوقوع تظاهرات، ورافق ذلك حظر للتجول.
من جانبه قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن من بين قتلى اليوم تسعة مدنيين سقطوا بحمص كان غالبيتهم بحي بابا عمرو حين أطلقت قوات الأمن النار بالمدفعية الثقيلة، مشيرا إلى أن الحصيلة مرشحة للارتفاع بسبب وجود الكثير من الجرحى في حالة حرجة.
وأشار إلى سماع إطلاق نار كثيف وانفجارات في خان شيخون بإدلب بعد اقتحام الجيش بالدبابات وناقلات الجند لها صباح الخميس.
وفي هذه المنطقة، دارت مواجهات بين قوات الأمن ومنشقين في شمال بلدة خربة غزالة “مع توافد نحو 25 حافلة كبيرة محملة بعناصر الأمن إلى المنطقة”، كما أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأوضح المرصد أن أربعة جنود نظاميين واثنين من المنشقين قتلوا في مواجهات قرب حاجز في حي بابا عمرو في حمص، حسب المرصد.
وفي محافظة إدلب، قتل جندي وجرح ثمانية آخرون في هجوم شنته مجموعات من المنشقين ضد حواجز لقوات الأمن وجرح عدد من السكان بينهم طفل في العاشرة من العمر بإصابات حرجة وفق المرصد.
إحصاءات
وفي السياق نقلت وكالة رويترز عن منظمة أفاز المدافعة عن حقوق الإنسان ومقرها بريطانيا أنها جمعت أدلة عن مقتل أكثر من 6237 من المدنيين وقوات الأمن، وأن 617 منهم قتلوا أثناء التعذيب، وأضافت الجماعة أن 400 قتيل على الأقل من الأطفال.
والرقم الذي أوردته الجماعة يزيد بنحو 1000 قتيل عن أحدث تقديرات للأمم المتحدة التي كانت تتزايد هي الأخرى بشدة في الأشهر القليلة الماضية.
وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن 108 أطفال قتلوا بحمص منذ بداية الاحتجاجات، وأشارت إلى أن من بينهم 55 طفلا قتلوا أثناء “المهل العربية” بينهم 3 رضع و19 طفلا تحت العاشرة من العمر.
من جانبها قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن أكثر من 2000 من أفراد قوات الأمن السورية قتلوا منذ اندلاع الاحتجاجات المناهضة للنظام قبل تسعة أشهر.
وجاء في رسالة نشرتها الوكالة أمس الخميس أنه “سبق أن تم إعلام مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان” بأن عدد القتلى تجاوز 2000 من الأمن والجيش السوري.
دعوة للتظاهر
في سياق متصل دعا الناشطون المطالبون بالديمقراطية في سوريا إلى التظاهر غدا الجمعة تحت شعار “بروتوكول الموت”، في إشارة إلى بروتوكول المراقبين العرب الذي وقعته سوريا الاثنين مع الجامعة العربية، معتبرين ذلك “مناورة” من النظام.
وكتب الناشطون على صفحتهم بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك “بروتوكول الموت رخصة مفتوحة للقتل”.
واعتبروا أن النظام استغل توقيع البروتوكول لتكثيف عملياته العسكرية “الهمجية” التي يخوضها ضد المدن المتمردة منذ بدء حركة الاحتجاج.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أكد أن قوات الجيش والأمن السورية قتلت أكثر من 200 شخص منذ توقيع دمشق على البروتوكول.
0 قتيلا برصاص الأمن الخميس
جمعة لـ”بروتوكول الموت” بسوريا
قتل 14 مدنيا برصاص الأمن في مدن سورية شهدت اليوم تظاهرات عقب صلاة الجمعة فيما سمي “جمعة بروتوكول الموت” وذلك بعد مقتل أربعين شخصا أمس الخميس برصاص الجيش والأمن معظمهم في حمص وإدلب.
ودعا الناشطون المطالبون بالديمقراطية إلى التظاهر في جمعة “بروتوكول الموت”، معتبرين توقيع النظام على بروتوكول الجامعة “مناورة” لكسب مزيد من الوقت لقتل الشعب وتصفية المعارضين.
وكتب الناشطون على صفحتهم بموقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك “بروتوكول الموت رخصة مفتوحة للقتل”.
واعتبروا أن النظام استغل البروتوكول لتكثيف عملياته العسكرية “الهمجية” التي يخوضها ضد المدن المتمردة منذ بدء حركة الاحتجاج.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أكد أن قوات الجيش والأمن السورية قتلت أكثر من 200 شخص منذ توقيع دمشق على البروتوكول.
قتل متواصل
من جهتها قالت الهيئة العامة إن قتلى أمس الخميس هم 22 سقطوا في إدلب و13 في حمص وقتيلان بدير الزور وقتيل بكل من درعا وحماة ودمشق. وأضافت الهيئة أن بين قتلى إدلب عائلةً من خمسة أشخاص.
وأوضحت أن عشرات الدبابات تحاصر بلدة بصرى الحرير بدرعا وقامت بقصف المدينة من جهتها الشمالية التي يتوارى فيها العشرات من المنشقين عن الجيش السوري، وأشارت إلى مخاوف من ارتكاب “مجازر” بحقهم، مؤكدة قدوم تعزيزات كبيرة من الجنود إلى المنطقة.
وقالت الهيئة إن مدينة إنخل شهدت اليوم إذاعة قرار بمنع صلاة الجمعة ومنع فتح الجوامع، وذلك تفاديا لوقوع مظاهرات، ورافق ذلك حظر للتجول.
من جانبه قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن من بين قتلى اليوم تسعة مدنيين سقطوا بحمص كان غالبيتهم بحي بابا عمرو حين أطلقت قوات الأمن النار بالمدفعية الثقيلة، مشيرا إلى أن الحصيلة مرشحة للارتفاع بسبب وجود الكثير من الجرحى في حالة حرجة.
وأشار إلى سماع إطلاق نار كثيف وانفجارات في خان شيخون بإدلب بعد اقتحام الجيش بالدبابات وناقلات الجند لها صباح الخميس.
وفي هذه المنطقة دارت مواجهات بين قوات الأمن ومنشقين في شمال بلدة خربة غزالة “مع توافد نحو 25 حافلة كبيرة محملة بعناصر الأمن إلى المنطقة”، كما أشار إليه المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأوضح المرصد أن أربعة جنود نظاميين واثنين من المنشقين قتلوا في مواجهات قرب حاجز في حي بابا عمرو في حمص، حسب المرصد.
وفي محافظة إدلب، قتل جندي وجرح ثمانية آخرون في هجوم شنته مجموعات من المنشقين ضد حواجز لقوات الأمن وأصيب عدد من السكان بينهم طفل في العاشرة من العمر بإصابات حرجة وفق المرصد.
إحصاءات
وفي هذا السياق نقلت وكالة رويترز عن منظمة أفاز المدافعة عن حقوق الإنسان ومقرها بريطانيا أنها جمعت أدلة عن مقتل أكثر من 6237 من المدنيين وقوات الأمن، وأن 617 منهم قتلوا أثناء التعذيب، وأضافت الجماعة أن 400 قتيل على الأقل من الأطفال.
والعدد الذي أوردته المنظمة يزيد بنحو 1000 قتيل عن أحدث تقديرات للأمم المتحدة، وهي تقديرات تزايدت بشدة في الأشهر القليلة الماضية.
وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن 108 أطفال قتلوا بحمص منذ بداية الاحتجاجات، وأشارت إلى أن من بينهم 55 طفلا قتلوا أثناء “المهل العربية” بينهم 3 رضع و19 طفلا تحت العاشرة من العمر.
من جانبها قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن أكثر من 2000 من أفراد قوات الأمن السورية قتلوا منذ اندلاع الاحتجاجات المناهضة للنظام قبل تسعة أشهر.
وجاء في رسالة نشرتها الوكالة أمس الخميس أنه “سبق أن تم إعلام مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان” بأن عدد القتلى تجاوز 2000 من الأمن والجيش السوري.
ثلاثون قتيلا بانفجارين في دمشق استهدفا مقري أمن
قال فيصل المقداد -نائب وزير الخارجية السوري- إن أكثر من ثلاثين شخصا قتلوا، وأصيب مائة في الهجومين اليوم الجمعة على موقعين أمنيين في العاصمة دمشق.
وذكر التلفزيون الرسمي السوري في وقت سابق أن هجومين وقعا على موقعين أمنيين سوريين في دمشق، وأضاف التلفزيون أن الانفجارين اللذين استهدفا مقر إدارة أمن الدولة وفرعا أمنيا آخر نجما عن سيارتين ملغومتين، وأن القاعدة تقف وراء تنفيذهما، مشيرا لسقوط قتلى.
وأضاف التلفزيون الحكومي أن عدة أشخاص قتلوا في الانفجارين، مؤكدا في خبر عاجل أن “الهجمات الإرهابية” خلفت عددا من القتلى من المدنيين والعسكريين، مشيرا إلى أن أغلب الضحايا من المدنيين.
وقال التلفزيون إن “انتحاريين نفذا الهجومين اللذين استهدفا مقري الأمن في دمشق بسيارتين مفخختين”.
وقالت وكالة الأنباء السورية “سانا” إن “عمليتين إرهابيتين” في دمشق، استهدفت إحداهما إدارة أمن الدولة والأخرى أحد الأفرع الأمنية والتحقيقات الأولية تشير إلى القاعدة.
من جانبه ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن انفجارين هزا العاصمة السورية دمشق اليوم الجمعة، تلاهما سماع دوي إطلاق رصاص كثيف في محيط مبنى إدارة المخابرات العامة السورية.
وقال شاهد تحدث مع رويترز بالهاتف إنه سمع دوي انفجارين يهزان العاصمة.
ووقع الانفجاران بعد يوم من وصول طلائع بعثة المراقبين العرب الذين سيشرفون حسب مبادرة جامعة الدول العربية على وقف العنف في سوريا، وبعد أن تم تشكيل غرفة عمليات لمتابعة تقارير المراقبين الذين سيصلون في وقت لاحق.
ويترأس وفد الجامعة السفير سمير سيف اليزل -الأمين العام المساعد رئيس قطاع الرقابة المالية- وبعضوية السفير وجيه حنفي -رئيس مكتب الأمين العام- وعدد من كبار المسؤولين في الأمانة العامة، وهم سيقومون بالتحضير لوصول المراقبين العرب.
تعثر المشروع الروسي في نيويورك والأسد يشيد بدور العشائر في صيانة الاستقرار
المراقبون في سوريا … والجامعة العربية تعقد مؤتمراً للمعارضة
بدأت مهمة المراقبين العرب في سوريا رسمياً أمس، مع وصول أول وفد إلى دمشق، كمقدّمة لوصول وفد أكبر خلال يومين، فيما كشفت السلطات السورية للمرة الأولى عن ارتفاع عدد قتلى القوات الأمنية إلى ألفين. وأعلنت الجامعة العربية أنها ستعقد مؤتمراً موسعاً للمعارضة مطلع العام 2012.
وأعرب الرئيس السوري بشار الأسد، خلال لقائه وفداً من شيوخ عشائر دير الزور والرقة والحسكة، عن «تقديره الكبير للجهود التي يقوم بها شيوخ العشائر في صيانة الأمن والاستقرار والمساهمة الفاعلة في بناء الوطن»، مشيداً «بالدور الوطني الذي لعبته العشائر السورية في مختلف المراحل المفصلية التي مرّت بها البلاد»، ومعتبراً أن «العشائر كانت دائماً المخزون الوطني للتقاليد والمواقف الأصيلة ببعدها الوطني والقومي».
وأعرب شيوخ العشائر عن «ثقتهم بقدرة الشعب السوري على مواجهة ما تتعرض له سوريا من مخططات، مؤكدين دعمهم للإصلاحات الجارية بقيادة الأسد، ومعتبرين أن الحل لن يكون إلا سورياً من خلال توحيد الصفوف والسير قدماً في هذه الإصلاحات».
ووصل إلى دمشق قادماً من القاهرة وفد بعثة المراقبين العرب للإعداد لزيارة البعثة، فيما يمثل أول تحرك من جامعة الدول العربية بعد توقيع سوريا على بروتوكول بعثة المراقبين لمتابعة الأوضاع في البلاد. ويرئس الوفد المسؤول في الجامعة العربية سمير سيف اليزل ويضم نحو عشرة مراقبين مكلفين بمهمة تسوية المسائل اللوجستية والتنظيمية تمهيداً لوصول مجموعة من 30 إلى 50 مراقباً عربياً الأحد. ومن المفترض أن يرتفع عدد العناصر ليبلغ 150 إلى 200 من المراقبين المدنيين والعسكريين بقيادة رئيس المهمة الفريق أول ركن السوداني محمد احمد مصطفى الدابي، الذي سيصل إلى دمشق غداً السبت.
وقال مصدر سوري إن نائب وزير الخارجية فيصل المقداد «بحث مع رئيس وفد المقدمة للمراقبين العرب التعاون الثنائي وكيفية إنجاح هذا التعاون». وأضاف إن «نائب الوزير رحّب بالمراقبين وتداول معهم في الأمور المطروحة والمستجدة».
وقال سيف اليزل، الذي يرئس الوفد المكون من 11 عضواً قبل مغادرته القاهرة، إن الوفد سيعمل على تيسير عمل بعثة المراقبين العرب مع الجانب السوري «في موضوع التجهيزات لاستقبال بعثة المراقبين». وأضاف إن الوفد سيقوم بعمل «بعض الترتيبات اللازمة لاستقبال البعثة على الأرض من ناحية الإقامة والمواصلات والاتصالات والأمن خلال انتقالات أعضاء البعثة، وتحديد الأماكن التي ستقوم بزيارتها في كل المدن والمناطق السورية».
وقال الدابي، في القاهرة حيث سيلتقي الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، إنه جاء إلى القاهرة «لمتابعة الإعدادات الإدارية والترتيبات الفنية الخاصة بعمل البعثة، والتي ستعمل بشفافية كلية في مراقبة الوضع في سوريا من خلال لقاءات ميدانية متواصلة مع كل أطراف القضية السورية من قوات مسلحة ومعارضة وأجهزة أمن ومنظمات إنسانية».
وتعتبر السلطات السورية أنها حصلت على تعديلات على البروتوكول الأساسي الذي «لم يأخذ بالاعتبار بشكل كافٍ الامن القومي» للبلاد. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي لوكالة «فرانس برس» إن «مصلحتنا هي نجاح هذه المهمة لان مهمتها هي أن تعكس الوضع الميداني وان تدرك أن الأمور ليست مجرد اسود أو ابيض، وإنما أكثر تعقيداً بكثير» في البلاد.
وقال العربي، في مؤتمر صحافي في القاهرة، إن «مهمة بعثة الجامعة إلى سوريا هو التحقق من تنفيذ الحكومة السورية تعهداتها بموجب خطة العمل العربية التي وافقت عليها الحكومة السورية، وتوفير الحماية للمدنيين العزل، والتأكد من وقف أعمال العنف كافة من أي مصدر كان».
وأضاف إن «حماية البعثة هي مسؤولية الدولة المضيفة، وهذا أسلوب متبع في جميع مناطق العالم»، معرباً عن أمله في «نجاح البعثة في أداء مهامها، معتقداً أن المناطق التي فيها عمليات عنف ستقوم البعثة بزيارتها لن تشهد أي عنف خلال زيارة البعثة، وهذا ما يوفر الحماية للمدنيين».
وأكد أن «الجامعة العربية تفتح أبوابها أمام أطياف المعارضة السورية كافة»، رافضاً «الاتهامات الموجهة للجامعة العربية بأنها تعطي مهلة جديدة للحكومة السورية». وكشف أن الجامعة العربية ستتلقى في 26 الحالي «مقترحات من المعارضة السورية حول رؤياها للمرحلة المقبلة ثم تستضيف الجامعة العربية في الأسبوع الأول من كانون الثاني مؤتمراً موسعاً للمعارضة السورية».
واتصل العربي بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. وأعرب لافروف، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية، عن أمله «في أن يساعد عمل المراقبين بالتنسيق مع الحكومة السورية على الوقف الفوري للعنف وحل الأزمة بجهود السوريين أنفسهم من دون تدخل خارجي».
وأعلنت موسكو أنها قد لا تتمكن من استكمال مشروع قرار جديد حول سوريا في مجلس الامن الدولي لأن التعديلات التي قدمتها الدول الغربية في مجلس الامن تتعارض مع محتويات النص الأصلي الذي قدمته روسيا.
ولم يكن المندوب الروسي لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين، الذي تترأس بلاده مجلس الامن لهذا الشهر، متفائلاً رداً على سؤال عما اذا كان مشروع القرار الخاص بسوريا جاهزاً للتصويت عليه قبل حلول عطل الأعياد. وقال إن «التعديلات التي قدمتها بريطانيا وفرنسا والمانيا والبرتغال تتعارض مع كل شيء قلناه (في النص)، ولا يمكن أن نجري مناقشات للخروج بنص جديد». واضاف ان احتمالات استكمال مشروع القرار في الايام المقبلة ربما تبدو «غير واقعية».
وقال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة القطري ناصر عبد العزيز الناصر، في مؤتمر صحافي، إن «الموقف في سوريا شديد الحساسية»، مشيراً إلى أنه «في حالة فشل مبادرة الجامعة العربية لوقف العنف هناك، فسوف يتم ترحيل ملف الأزمة السورية إلى مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة».
تركيا
وأدانت أنقرة سياسات الإدارة السورية ودعتها إلى إنهاء أعمال العنف فوراً. وقالت وزارة الخارجية، في بيان، إن «النظام السوري يواصل اللجوء للعنف بالرغم من البروتوكول الذي وقّعه مع الجامعة العربية، الأمر الذي يسبب قلقاً عميقاً بشأن النوايا الحقيقية للإدارة السورية».
وأضاف إن «تركيا تدين السياسات القمعية للإدارة السورية التي تستهدف مواطنيها والتي تغرق البلد في حمام الدم، وإن زيادة أعمال العنف والقتلى بين صفوف المدنيين في سوريا تؤدي إلى الاضطرابات بين المواطنين». ودعت سوريا «إلى ضرورة انهاء العنف والقمع ضد شعبها فوراً، واتخاذ الخطوات كافة تماشياً مع مطالب شعبها».
قتلى القوات السورية
وذكرت «سانا» أن سوريا وجهت رسالة الى الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي ومجلس حقوق الانسان رداً على التقارير التي قدمتها مفوضة حقوق الانسان ولجنة التحقيق الدولية.
وقالت سوريا في الرسالة «سبق وتم إعلام مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان إن عدد القتلى تجاوز 2000 شهيد من الأمن والجيش السوري». وأكدت دمشق ان «التقارير المضللة التي قدمتها مفوضة حقوق الانسان وما يُسمى بلجنة التحقيق الدولية تتناول اوضاع حقوق الانسان في سوريا بشكل مسيس وغير مهني وانتقائي وغير موضوعي وبشكل يتماشى مع أجندات دول بعينها تريد تدمير سوريا».
وأوضحت الرسالة أن «المئات من الإرهابيين اعترفوا وبشكل علني بقيامهم بقتل المتظاهرين وقيامهم بعمليات النهب والقتل والتمثيل بالجثث والترويع وفبركة الاخبار مقابل أموال تردهم من بعض دول الجوار، وقاموا بقتل من لا يقبل التظاهر معهم أو التواطؤ معهم في تخريب سوريا، كما تباهوا بقيامهم بعمليات الحرق والتمثيل بالجثث والاغتصاب».
وأكدت دمشق ان «الحل الوحيد لهذه الازمة هو الحوار الوطني وللأسف فشلت لجنة التحقيق الدولية والمفوضة السامية لحقوق الانسان في الدعوة إلى أي شكل من اشكال الحوار الوطني». كما اكدت انها «اختارت طريق الاصلاح والاستجابة لمطالب الشعب والتحقيق في الاحداث بشكل نزيه».
ودعا المعارضون الى التظاهر اليوم تحت شعار «بروتوكول الموت، رخصة مفتوحة للقتل» في إشارة الى بروتوكول المراقبين العرب، معتبرين ذلك «مناورة» من النظام. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان، في بيان، «قتل 21 شخصاً، بينهم جنود ومنشقون، في حمص وادلب».
(«السفير»، سانا، ا ف ب،
ا ب، رويترز، ا ش ا، د ب ا)
أكثر من ثلاثين قتيلا في الهجومين على مقري الأمن بالعاصمة دمشق
دمشق- (ا ف ب): أكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الجمعة أن اكثر من ثلاثين شخصا قتلوا وجرح اكثر من مئة آخرين في هجومين انتحاريين بسيارتين مفخختين استهدفا مركزين للامن في دمشق.
وقال المقداد للصحافيين في موقع أحد الهجومين “سقط اكثر من ثلاثين قتيلا واكثر من مئة جريح في اعتداءي اليوم”.
واضاف “في اليوم الاول من وصول المراقبين العرب، انها أول هدية من الارهاب والقاعدة لكننا سنسهل إلى ابعد حد مهمة الجامعة العربية”.
وتابع المقداد ان “الارهاب أراد أن يكون اليوم الاول للمراقبين في دمشق يوما مأساويا لكن الشعب السوري سيواجه آلة القتل التي يدعمها الاوروبيون والامريكيون وبعض الاطراف العربية”.
وكان مقداد برفقة سمير سيف اليزل مساعد الامين العام للجامعة العربية ورئيس البعثة التي ستعد لقدوم المراقبين العرب ووصلت الخميس إلى العاصمة السورية.
وكانت قد ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن “عمليتين إرهابيتين نفذهما انتحاريان بسيارتين مفخختين في دمشق تستهدفان إدارة أمن الدولة وأحد الأفرع الأمنية والتحقيقيات الأولية اشارتا إلى (تنظيم) القاعدة”.
وأضافت الوكالة أن “العمليتين الإرهابيتين أسفرتا عن سقوط عدد من الشهداء المدنيين والعسكريين”، فيما لم تورد مزيدا من التفاصيل.
وكان المرصد السوري لحقوق الانسان ذكر أن انفجارين هزا العاصمة السورية دمشق تلاهما سماع دوي اطلاق رصاص كثيف في محيط مبنى ادارة المخابرات العامة السورية.
وقالت مصادر في دمشق لوكالة الانباء الالمانية عبر الهاتف إن قوات الامن أغلقت طرقا رئيسية مؤدية إلى المنطقة وأن عدة أشخاص اعتقلوا قرب منطقة كفر سوسة حيث وقع أحد الانفجارين.
وقال شاهد عيان بالقرب من المنطقة انه سمع دوي إطلاق نيران من أسلحة رشاشة، فيما كانت سيارات الاسعاف تهرع إلى المنطقة.
وأضاف أن دوي الانفجارين الهائلين سمع بوضوح في مختلف أنحاء العاصمة.
ودعا ناشطو المعارضة السورية إلى التظاهر الجمعة تحت شعار (بروتوكول الموت) للتنديد بمهمة مراقبي الجامعة العربية الذين بدأوا الانتشار في سوريا والتي يعتبرونها “مناورة” من النظام.
دمشق: مقتل اكثر من 2000 من افراد الامن.. والتقارير المقدمة حولنا مسيسة وهدفها تدميرنا
وصول طليعة بعثة المراقبين العربية لسورية والاحتجاجات أسفرت عن 6200 قتيل بينهم مئات الأطفال
عواصم ـ وكالات: وصل الى دمشق امس الخميس قادما من القاهرة وفد بعثة المراقبين العرب للإعداد لزيارة البعثة، في ما يمثل أول تحرك من جامعة الدول العربية بعد توقيع سورية على بروتوكول بعثة المراقبين لمتابعة الأوضاع في البلاد.
وقال وجيه حنفي مساعد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي هاتفيا من العاصمة السورية ‘الحمد لله وصلنا دمشق بالسلامة’.
وقال سمير سيف اليزل الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، الذي يرأس الوفد المكون من 11 عضوا قبل مغادرته القاهرة، إن الوفد سيعمل على تيسير عمل بعثة المراقبين العرب مع الجانب السوري ‘في موضوع التجهيزات لاستقبال بعثة المراقبين’.
ومضى يقول إن الوفد سيقوم بعمل ‘بعض الترتيبات اللازمة لاستقبال البعثة على الأرض، من ناحية الإقامة والمواصلات والاتصالات والتأمين خلال انتقالات أعضاء البعثة وتحديد الأماكن التي ستقوم بزيارتها في كل المدن والمناطق السورية’.
ويضم الوفد الذي يرأسه سيف اليزل عددا من مسؤولي الجامعة العربية الى جانب باحثين وخبراء في عدة منظمات حقوقية.
ومن جانب آخر وصل الفريق أول الركن محمد مصطفى الدابي رئيس بعثة المراقبين العرب إلى مصر قادما من الخرطوم في زيارة تستغرق يومين يلتقي خلالها مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي.
وقال الدابي لدى وصوله، إنه جاء إلى القاهرة ‘لمتابعة الاستعدادات الإدارية والترتيبات الفنية الخاصة بعمل البعثة، التي ستعمل بكل شفافية في مراقبة الوضع بسورية من خلال لقاءات ميدانية متواصلة مع كل أطراف القضية السورية من قوات مسلحة ومعارضة وأجهزة أمن ومنظمات إنسانية’.
وقالت جماعة مدافعة عن حقوق الإنسان امس الخميس إن أكثر من 6200 شخص بينهم مئات الاطفال قتلوا أثناء قمع قوات الأمن والجيش السورية لانتفاضة مناهضة لحكم الرئيس بشار الأسد.
وقالت جماعة ‘أفاز’ المدافعة عن حقوق الإنسان ومقرها بريطانيا، إنها جمعت أدلة على مقتل أكثر من 6237 مدنيا ومن قوات الأمن وأن 617 منهم قتلوا أثناء التعذيب. وأضافت الجماعة أن 400 قتيل على الأقل من الأطفال.
والرقم الذي أوردته الجماعة يزيد بنحو ألف قتيل عن أحدث تقديرات للأمم المتحدة التي كانت تتزايد هي الأخرى بشدة في الشهور القليلة الماضية.
وقال ريكن باتل المدير التنفيذي لمؤسسة ‘أفاز’ في بيان ‘لا يستطيع أحد الآن أن يغمض عينيه عن مشهد الرعب في سورية… إن واحدا من كل 300 سوري إما أنه قتل أو سجن’.
وأضاف ‘العالم أمامه خيار .. إما أن يقف على الحياد بينما تمزق حرب أهلية وحشية البلاد أو أن يكثف ضغوطه لاجبار الأسد على الرحيل’.
وقالت ‘أفاز’ إن السلطات السورية اعتقلت 69 ألفا على الأقل منذ بدء الانتفاضة في اذار (مارس). وأطلق سراح نحو 32 ألفا منهم في ما بعد.
وترتفع أعداد القتلى بشدة بعد أن خيمت على حركة الاحتجاج المناهضة لحكم عائلة الأسد التي كانت سلمية أساسا اشتباكات مع جماعات تمرد مسلحة تطلق على نفسها اسم جيش سورية الحر.
وقدرت ‘أفاز’ أن 917 من تقديراتها للقتلى سقطوا في تلك الاشتباكات وأنهم موزعون بالتساوي تقريبا بين المتمردين المسلحين وأفراد الأمن.
وقالت وكالة الانباء السورية الرسمية ‘سانا’ الخميس أن اكثر من 2000 من افراد قوات الامن السورية قتلوا منذ اندلاع الاحتجاجات المناهضة للنظام قبل تسعة اشهر.
وجاء في رسالة نشرتها الوكالة انه ‘سبق وتم اعلام مكتب المفوضية السامية لحقوق الانسان’ ان عدد القتلى تجاوز ‘2000 شهيد من الامن والجيش السوري’.
ووجهت سورية الرسالة الى الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي ومجلس حقوق الانسان، ردا على التقارير التي قدمتها مفوضة حقوق الانسان ولجنة التحقيق الدولية.
وقالت الوكالة ان سورية اكدت ان ‘التقارير المضللة التي قدمتها مفوضة حقوق الانسان وما يسمى بلجنة التحقيق الدولية تتناول اوضاع حقوق الانسان في سورية بشكل مسيس وغير مهني وانتقائي وغير موضوعي وبشكل يتماشى مع اجندات دول بعينها تريد تدمير سورية’، بحسب الوكالة.
واكدت سورية في الرسالة ان ‘الحل الوحيد لهذه الازمة هو الحوار الوطني، وللاسف فشلت لجنة التحقيق الدولية والمفوضة السامية لحقوق الانسان في الدعوة إلى أي شكل من اشكال الحوار الوطني’، بحسب الوكالة.
كما اكدت انها ‘اختارت طريق الاصلاح والاستجابة لمطالب الشعب والتحقيق في الاحداث بشكل نزيه’. وطبقا للامم المتحدة فان اكثر من 5000 شخص قتلوا في تلك الفترة نفسها.
وانتقدت سورية التقارير المقدمة الى الامم المتحدة حول اوضاع حقوق الانسان في سورية ووصفتها ‘بالمسيسة والانتقائية وغير الموضوعية ‘ وانها تتماشى مع اجندات خارجية تريد تدمير سورية .
وقالت سورية في رسالة وجهتها الى الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الامن الدولي ومجلس حقوق الانسان ردا على التقارير حول الأوضاع فيها ‘ان التقارير المضللة التي قدمتها مفوضة حقوق الإنسان وما يسمى بلجنة التحقيق الدولية تناولت أوضاع حقوق الإنسان في سورية بشكل مسيس وغير مهني وانتقائي وغير موضوعي وبشكل يتماشى مع أجندات دول بعينها تريد تدمير سورية والتدخل العسكري فيها’.
وتابعت ان ذلك تم ‘ بدعوى حماية المدنيين في الوقت الذي تم فيه إغماض الأعين عن انتهاكات حقوق الإنسان الجسيمة والخطيرة التي تقوم بها المجموعات الارهابية وملايين الدولارات التي تتدفق إليها على شكل أموال وأسلحة ودعم إعلامي ولوجيستي بهدف تخريب سورية وقتل شعبها’.
250 قتيلا في سورية خلال 48 ساعة…. ودعوة للتظاهر الجمعة تحت شعار ‘بروتوكول الموت’
رئيس بعثة المراقبين العرب يؤكد مراقبة الوضع بشفافية… ومؤتمر موسع للمعارضة مطلع العام في القاهرة
عواصم ـ وكالات: قتل 19 شخصا بينهم 12 مدنيا الخميس في سورية حيث ينتظر وصول طلائع مراقبي الجامعة العربية بعد ظهر اليوم لتقييم الوضع ميدانيا، كما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد ان تسعة مدنيين قتلوا في حمص (وسط) غالبيتهم في حي بابا عمرو برصاص قوات الامن الذين اطلقوا النار بالمدفعية الثقيلة، موضحا ان العدد مرشح للارتفاع بسبب وجود الكثير من الجرحى في حالة حرجة.
واضاف المصدر نفسه ‘استشهد مواطنان اثنان اثر اطلاق الرصاص عليهما خلال مداهمة قرية حيش (بمحافظة ادلب شمال غرب البلاد على الحدود التركية) من قبل قوات عسكرية وامنية صباح امس الخميس’.
وفي درعا (جنوب) مهد الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الاسد، ‘استشهد مواطن خلال مداهمات نفذتها القوات النظامية السورية في بلدة طفس بحثا عن مطلوبين للسلطات الامنية’ بحسب المرصد.
الى ذلك، قتل اربعة جنود نظامين واثنان من المنشقين خلال مواجهات قرب حاجز في حي بابا عمرو في حمص بحسب المرصد.
وفي محافظة ادلب، قتل جندي وجرح ثمانية اخرون في هجوم شنته مجموعات من المنشقين ضد حواجز لقوات الامن وجرح عدد من السكان بينهم طفل في العاشرة من العمر باصابات حرجة وفق المرصد.
وتم سماع اطلاق نار كثيف وانفجارات في خان شيخون بمحافظة ادلب بعد اقتحامها من قبل الجيش بالدبابات وناقلات الجند صباح الخميس، وفق المنظمة نفسها ايضا.
وفي هذه المنطقة، دارت مواجهات بين قوات الامن ومنشقين في شمال بلدة خربة غزالة ‘مع توافد نحو 25 حافلة كبيرة محملة بعناصر الامن الى المنطقة’، كما اشار المرصد السوري لحقوق الانسان. ودعا الناشطون المطالبون بالديموقراطية في سورية الى التظاهر الجمعة تحت شعار ‘بروتوكول الموت’ في اشارة الى بروتوكول المراقبين العرب الذي وقعته سورية الاثنين مع الجامعة العربية معتبرين ذلك ‘مناورة’ من النظام.
وكتب الناشطون على صفحتهم على الفيسبوك ‘بروتوكول الموت، رخصة مفتوحة للقتل’.
واعتبروا ان النظام استغل توقيع البروتوكول لتكثيف عملياته العسكرية ‘الهمجية’ التي يخوضها ضد المدن المتمردة منذ بدء حركة الاحتجاج.
واعلنت المعارضة السورية سقوط 250 قتيلا على الاقل خلال الساعات الـ48 التي سبقت توقيع بروتوكول القاهرة.
ودعا المجلس الوطني السوري الاربعاء الى اجتماعات طارئة للجامعة العربية ومجلس الامن الدولي متحدثا عن ‘مجازر’ ترتكب.
ومن المرتقب وصول طليعة المراقبين العرب الذين قررت الجامعة العربية ارسالهم الى سورية للاشراف على تنفيذ الخطة العربية لحل الازمة في هذا البلد الخميس.
وبعثة المراقبين هي جزء من خطة عربية وافقت عليها سورية في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر وتدعو الخطة كذلك الى وقف اعمال العنف في سورية والافراج عن معتقلين وسحب الجيش من المدن والمناطق السكنية.
وقد اعلن مساعد الامين العام للجامعة العربية احمد بن حلي الثلاثاء في القاهرة ان اول فريق من المراقبين العرب سيتوجه الى سورية الخميس قائلا ان ‘مقدمة من المراقبين بقيادة سمير سيف اليزل ستتوجه الى دمشق الخميس’.
وقالت الجامعة ان الفريق الاولي سيضم مراقبين امنيين وقانونيين واداريين وخبراء، ويتوقع ان يليه فريق من الخبراء في حقوق الانسان. وميدانيا، قتل اربعة مدنيين بينهم امرأة برصاص قوات الامن التي اطلقت نيران الرشاشات الثقيلة في حي بابا عمرو في حمص (وسط) كما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان. واضاف المرصد انه في محافظة ادلب ‘اقتحمت قوات عسكرية سورية ترافقها دبابات وناقلات جند مدرعة مدينة خان شيخون ويسمع الان صوت اطلاق رصاص كثيف وانفجارات تتزامن مع اقتحام المدينة’.
ووصل الى القاهرة امس الخميس الفريق أول الركن ‘محمد أحمد مصطفى الدابي’ السوداني رئيس بعثة المراقبين العرب إلى سورية قادما من الخرطوم في زيارة لمصر تستغرق يومين يلتقي خلالها مع أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربى.
وصرح الدابي لدي وصوله قائلا ‘سألتقي مع الأمين العام لجامعة الدول العربية.. لمتابعة الإعدادات الإدارية والترتيبات الفنية الخاصة بعمل البعثة والتي ستعمل بكل شفافية في مراقبة الوضع بسورية من خلال لقاءات ميدانية متواصلة مع كل أطراف القضية السورية من قوات مسلحة ومعارضة وأجهزة أمن ومنظمات إنسانية، وذلك خدمة للأهداف الكلية لعمل البعثة لما يخدم المصلحة العامة’.
الى ذلك، وصلت مجموعة اولى تضم 30 الى 50 مراقبا برفقة موظفين اداريين وامنيين امس الخميس الى سورية لتحديد هيكلية عمل الفريق الذي سيزيد عدد اعضائه لاحقا.
وكانت الجامعة العربية اعلنت ان ‘مقدمة من المراقبين’ العرب ستتوجه الى سورية الخميس تمهيدا لوصول المراقبين المكلفين الاشراف على تنفيذ الخطة العربية.
وقال مساعد الامين العام للجامعة العربية احمد بن حلي الثلاثاء في القاهرة ان ‘مقدمة من المراقبين بقيادة سمير سيف اليزل ستتوجه الى دمشق الخميس’.
وقالت الجامعة ان الفريق الاولي سيضم مراقبين امنيين وقانونيين واداريين وخبراء، ويتوقع ان يليه فريق من الخبراء في حقوق الانسان. واعلنت الجامعة العربية ‘الموافقة على تسمية الفريق أول ركن محمد أحمد مصطفى الدابي من جمهورية السودان رئيسا لبعثة مراقبي الجامعة العربية’، بحسب بيان الجامعة.
ويملك الفريق الدابي خبرة عسكرية وامنية ودبلوماسية اكتسبها خلال مسيرة مهنية امتدت اكثر من اربعين عاما في بلده السودان.
وتستقبل السلطات السورية هذه البعثة بثقة وسبق ان اعلنت انها حصلت على تعديلات على البروتوكول الاساسي الذي ‘لم ياخذ بالاعتبار بشكل كاف الامن القومي’ للبلاد بحسب قولها.
وقال الناطق باسم الخارجية السورية جهاد المقدسي لوكالة ‘فرانس برس’، ‘ان مصلحتنا هي نجاح هذه المهمة لان مهمتها هي ان تعكس الوضع الميداني وان تدرك ان الامور ليست مجرد اسود او ابيض، وانما اكثر تعقيدا بكثير’. من جانب اخر، اعلنت وزارة الخارجية المغربية الخميس في بيان ان المغرب قرر ارسال وفد ‘رفيع المستوى’ الى سورية للمشاركة في بعثة مراقبي الجامعة العربية. في المقابل، ترى المعارضة ان الملف السوري يجب ان يحال الى الامم المتحدة. وقال عمر ادلبي الناطق باسم لجان التنسيق المحلية لوكالة ‘فرانس برس’، ‘ندعو الجامعة العربية الى احالة ملف الازمة في سورية الى مجلس الامن الدولي’.
واعتبر ان مهمة المراقبين ليست سوى ‘محاولة جديدة من النظام للالتفاف على المبادرة العربية وافراغها من مضمونها’.
وبحسب البروتوكول الذي يحكم عمل المراقبين فسوف يكون عددهم مناسبا بما يسمح بنجاح المهمة ويتم تشكيلهم ‘من الخبراء المدنيين والعسكريين العرب من مرشحي الدول العربية ذات الصلة بأنشطة حقوق الإنسان ‘.
وقال البرتوكول أن ‘الجامعة قد تستعين بالخبرات الفنية والمراقبين من الدول العربية والاسلامية والصديقة لتنفيذ المهام الموكلة للبعثة’.
وتشمل مهمة المراقبين ‘الاطلاع على حقيقة الاوضاع والاحداث الجارية من خلال المراقبة والرصد لوقف جميع أعمال العنف ومن أي مصدر كان في المدن والاحياء السكنية السورية’.
ويشير البروتوكول الى رصد وقف العنف ‘من كافة الاطراف’، وضمان الافراج عن المعتقلين ‘على خلفية الازمة الراهنة’.
وتابع نص البروتوكول ‘سيكون من بين مهام البعثة التأكد من عدم تعرض أجهزة الامن السورية فضلا عما يسمى عصابات الشبيحة للمظاهرات السلمية، والتأكد من الافراج عن المعتقلين بسبب الاحداث الراهنة، ومن سحب وإخلاء جميع المظاهر المسلحة من المدن والاحياء السكنية التي شهدت أو تشهد مظاهرات وحركات الاحتجاج’.
كما اشار البروتوكول الى ‘منح رخص الاعتماد لوسائل الاعلام العربية والدولية ومنحها حرية التنقل دون التعرض لها، ومنح البعثة حرية الاتصال والتنسيق مع المنظمات غير الحكومية ومع المسؤولين الحكوميين ومع من تراه مناسبا من الافراد والشخصيات وعائلات المتضررين من الاحداث الراهنة’.
واكد الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي امس الخميس ان وفد المقدمة لبعثة المراقبين العرب غادر الى دمشق واعلن ان الجامعة ستستضيف مطلع العام الجديد مؤتمرا موسعا للمعارضة السورية.
وقال العربي للصحافيين ان ‘وفدا من الجامعة العربية يضم اثنين من الامناء المساعدين هما سمير سيف اليزل ووجيه حنفي توجه بالفعل الى دمشق’.
واضاف ان رئيس بعثة المراقبين العربي الفريق اول احمد محمد مصطفى الدابي سيصل السبت المقبل الى العاصمة السورية.
واوضح العربي ان وفد مقدمة بعثة المراقبين ‘سيجري مباحثات مع كافة المسؤولين السوريين لترتيب جميع التفاصيل الخاصة بالبعثة لتي تضم مراقبين مدنيين وعسكريين عربا فقط’.
وتابع ان ‘مهمة البعثة هي التحقق من تنفيذ الحكومة السورية لتعهداتها بموجب خطة العمل العربية التي وافقت عليها الحكومة السورية وتوفير الحماية للمدنيين العزل والتأكد من وقف كافة اعمال العنف من اي مصدر كان والافراج عن المعتقلين بسبب الاحداث الراهنة’.
واضاف ان المهمة تنص ايضا على ‘التأكد من سحب واخلاء جميع المظاهر المسلحة من المدن والاحياء السكنية التي تشهد حركات احتجاجية والتحقق من منح الحكومة السورية رخص الاعتماد لوسائل الاعلام العربية والدولية والتحقق من فتح المجال امامها للتنقل بحرية في جميع انحاء سورية وعدم التعرض لها حتى تتمكن هذه الاجهزة من رصد ما يدور حولها من احداث’.
واكد ان ‘حماية البعثة هي مسؤولية الدولة المضيفة وهذا اسلوب متبع في جميع مناطق العالم’.
وكشف ان الجامعة العربية ستتلقى في 26 كانون الاول (ديسمبر) الجاري ‘مقترحات من المعارضة السورية حول رؤياها للمرحلة المقبلة’ ثم ‘تستضيف الجامعة العربية في الاسبوع الاول من كانون الثاني (يناير) مؤتمرا موسعا للمعارضة السورية’.
رئيس بعثة المراقبين العرب في سورية سوداني ذو خبرة عسكرية وامنية طويلة
الخرطوم ـ ا ف ب: يملك الفريق محمد احمد مصطفى الدابي الذي عينته الجامعة العربية رئيسا لبعثة مراقبيها في سورية خبرة عسكرية وامنية ودبلوماسية اكتسبها خلال مسيرة مهنية امتدت اكثر من اربعين عاما في بلده السودان.
وبدا الدابي البالغ من العمر 63 عاما مطمئنا وهو يرتدي الزي السوداني التقليدي في منزله الواسع بمنطقة كافوري الراقية في الخرطوم عشية توجهه الى القاهرة للقاء امين عام الجامعة العربية نبيل العربي لمناقشه مهام بعثة المراقبة.
ورفض الدابي الذي التقته فرانس برس الخوض في تفاصيل المهمة قبل لقائه العربي واكتفى فقط بتقديم سيرته الذاتية.
ولد الدابي بحسب هذه السيرة في مدينة بربر بولاية نهر النيل شمال العاصمة الخرطوم في شباط/فبراير 1948 والتحق في العام 1969 بالعمل في الجيش السوداني ضابطا برتبة ملازم وتدرج حتى وصل الى رتبة فريق قبل ان يغادر الخدمة العسكرية في عام 1999. وتولى الدابي ادارة الاستخبارات العسكرية للجيش السوداني في 30 حزيران/يونيو 1989 (وهو اليوم الذي انقلب فيه عمر البشير على الحكومة في السودان) وبقي في هذا المنصب حتى 21 اب/اغسطس 1995.
بعدها تقلد منصب مدير الامن الخارجي بجهاز الامن السوداني في تموز/يوليو 1995 وحتى تشرين الثاني/نوفمبر 1996 حين عين نائبا لرئيس اركان الجيش السوداني للعمليات الحربية وبقي في هذا المنصب حتى شباط/فبراير 1999 وهي فترة تزامنت مع بعض اشرس المواجهات في الحرب الاهلية بين شمال وجنوب السودان.
وبين شهري شباط/فبراير واب/اغسطس من العام ذاته عمل الدابي ممثلا لرئيس الجمهورية لولايات دارفور مسؤولا عن الامن بها مع تفويضه صلاحيات رئيس الجمهورية قبل اندلاع التمرد في الاقليم عام 2003.
وبعد انتهاء مسيرته العسكرية عين سفيرا في قطر بين عامي 1999 و2004 ليعود بعدها الى السودان حيث عين مساعدا لممثل رئيس الجمهورية لدارفور. وكان ممثل رئيس الجمهورية لدارفور حينها عبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع السوداني الحالي الذي اصدر مدعي المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحقه.
وعقب صدور قرار مجلس الامن الدولي رقم 1591 الذي فرض عقوبات على عدد من المسؤلين السودانين المطلوبين لمحكمة الجنايات الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب في دارفور وعلى رأسهم الرئيس السوداني عمر البشير، عين الدابي ‘منسقا وطنيا’ للحملة السودانية المناهضة لهذا القرار.
وفي عام 2007 تولى الدابي منصب مفوض الترتيبات الامنية لدارفور عقب توقيع الحكومة السودانية اتفاق سلام ابوجا مع حركة تحرير السودان جناح مني مناوي احدى حركات دارفور المتمردة.
ويشغل الدابي منذ اب/اغسطس 2011 منصب سفير بوزارة الخارجية السودانية.
المغرب يقرر ارسال وفد ‘رفيع المستوى’ الى سورية
الرباط ـ ا ف ب: اعلنت وزارة الخارجية المغربية الخميس في بيان ان المغرب قرر ارسال وفد ‘رفيع المستوى’ الى سورية للمشاركة في بعثة مراقبي الجامعة العربية المكلفة متابعة الاوضاع في ذلك البلد.
واوضحت الوزارة ان ‘الوفد المغربي سيتوجه الاسبوع المقبل الى سورية لمدة غير محددة وفي اطار مهمة محددة جيدا’.
واضاف البيان ان ارسال هذا الوفد ‘سيتم طبقا لقرارات الجامعة العربية والبروتوكول حول الوضع القانوني ومهمات بعثة مراقبي المنظمة العربية الى سورية’.
وفي هذا البروتوكول، عرض الوزراء العرب ارسال 500 مراقب ينتمون الى منظمات عربية للدفاع عن حقوق الانسان ووسائل اعلام اضافة الى مراقبين عسكريين، الى سورية للتأكد من حماية المدنيين في المناطق الحساسة.
واعلن رئيس الحكومة المغربية الجديد الاسلامي عبد الاله بنكيران مؤخرا في اول تصريح منذ تعيينه ‘نحن نتألم لمصاب الشعب السوري’.
واضاف في تصريح صحافي في الرباط ‘ان ما يجري في سورية اليوم يتجاوز كل ما عرف عن منطق القمع ويفوق الخيال’.
وقد هددت الجامعة العربية في اجتماع في الرباط منتصف تشرين الثاني/نوفمبر، دمشق بـ’عقوبات اقتصادية’ اذا لم يضع النظام السوري حدا ‘للقمع الدامي’ للمدنيين.
تركيا تجدد تنديدها بـ’السياسات القمعية’ للنظام السوري
أنقرة ـ يو بي اي: جددت تركيا، امس الخميس، التنديد بـ’السياسات القمعية’ للنظام السوري الذي يواصل اللجوء إلى العنف رغم توقيعه على بروتوكول المراقبين كجزء من المبادرة العربية لحل الأزمة السورية.
ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن بيان لوزارة الخارجية التركية أن ‘الإدارة السورية تواصل اللجوء إلى العنف رغم توقيعها على بروتوكول (المراقبين) بمبادرة من الجامعة العربية، وهو ما يثير قلقاً جدياً حيال النية الحقيقية لهذه الإدارة’.
وأضاف البيان أن ‘تركيا تدين السياسات القمعية للإدارة السورية التي تستهدف شعبها والتي تحوّل البلاد إلى سيل من الدماء’.
وتحدثت المعارضة السورية عن سقوط العشرات من القتلى في الأيام القليلة التي تلت توقيع سورية على بروتوكول المراقبين الإثنين في القاهرة.
الدول الغربية تدعو روسيا لتسريع مفاوضاتها حول قراراها بشأن دمشق
قائد فرقة جيش سورية الحر: لدينا الفا مقاتل وقادرون على استهداف القصر الرئاسي بدمشق
ينشطون في دوما وعملياتهم للدفاع وتحذير النظام
لندن ـ ‘القدس العربي’: قال قائد فرقة جيش سورية الحر في دمشق ان لديه الفي مقاتل يقومون بعمليات عسكرية حول المدينة، وان مهمة قواته الاولى هي حماية المتظاهرين، واضاف انه ومجموعته يعتمدون على تسريبات من ضباط في الجيش حول تحركات فرق الجيش في البلدات ويقومون بعمليات وقائية كي يحبطوا تقدمها. وقال انهم قاموا يوم الاحد الماضي باحباط عملية اعتقالات واسعة كان يخطط لها الامن السورية في بلدة دوما لاعتقال ناشطات فيها. وتحولت البلدة التي تقع على اطراف العاصمة الى مركز عمليات لجيش سورية الحر، حيث يقوم الاهالي هناك بتنظيم تظاهرات من جامع عبيد كل جمعة ويخرجون في جماعات صغيرة، ويتحايلون على القناصة الذين يتواجدون على سطوح المنازل ويلتقون في الاحياء الامنة ويطلقون الهتافات المؤيدة للنظام ويصرخون بأعلى صوتهم ‘حرية حرية’.
وشاهدت مراسلة ‘ديلي تلغراف’ مشهد التظاهرات والتقت مع قوات من جيش سورية الحر الذين اقاموا مراكز سرية لهم، ويقولون ان صرخات عشرة من المتظاهرين تكفي لان يتحرك الجيش الذي يحاصر المدينة في الليل ولهذا يكون المقاتلون المسلحون بالبنادق والكلاشينكوفات على اهبة الاستعداد في بساتين قريبة من البلدة للتدخل وحماية المتظاهرين. واشارت المراسلة الصحافية الى ان الاهالي يقومون بوضع حواجز في الشوارع لتعطيل تحرك الجيش فيما يترك السكان ابواب بيوتهم مفتوحة قليلا وكذا اصحاب الدكاكين. وشاهدت كيف تعرض صاحب دكان لرصاص القناصة عندما اطل من باب دكانه.
ويحكي قائد الفرقة ان قواته اشتبكت مع قوات الجيش وانها عطلت تحركاته عندما وضعت حواجز على طريقه فيه بعد ان قدم لهم ‘ضباط كبار’ معلومات عن تحركات الجيش. وهذا جزء من اعطاء المقاتلين الفرصة للهروب، ووصف القائد المعركة التي اندلعت بين جنوده وجنود النظام بانها كانت شديدة حيث خسر عشرة من رجاله وجرح عشرون منهم.
ولا تتوقف عمليات جيش سورية الحر على نواحي دمشق فانه قام باستهداف مركز المدينة وضرب بنايات تابعة لقوات الامن.
ويقول ان جنودا من قاعدة ‘جوبيه’ اعتقلوا 120 شخصا، فقام مقاتلوه بتوجيه انذار لهم وطالبوهم باطلاق سراحهم وعندما رفضوا، قام جنوده بعملية في الساعة الثانية من ذلك اليوم واندلعت معركة حامية مع قوات الامن في القاعدة. ويقول ان استراتيجية جيش سورية الحر في دمشق ليست الهجوم بل الدفاع، فقد كانت العملية تحذيرا للنظام وتذكيرا له ان الجيش متواجد في العاصمة ‘واننا نراقب، وان كان بمقدورنا ضرب بناية المخابرات المركزية فاننا نستطيع ضرب القصر الرئاسي’.
وتعلق الصحيفة ان القوات هذه تنقصها الاسلحة وموزعة في اماكن عدة وتتكون بشكل رئيسي من جنود منشقين عن الجيش فانه من الباكر القول انها تمثل تهديدا للنظام الذي لا يزال جيشه متماسكا حتى الان. ومع ذلك فان قربهم من العاصمة يعني انهم قد يمثلون تهديدا في مرحلة ما.
ويطالب القائد مثل معظم المقاتلين الذين تحدثوا الى وسائل اعلام اجنبية بمنطقة حظر جوي او عازلة قرب الحدود مع تركيا، تحميهم وتعطي لهم الفرصة للتدريب خاصة ان الجيش يستخدم الطائرات لملاحقتهم وتحديد قواعد تدريبهم كما ان معسكراتهم في حمص وادلب تعرضت للقصف بعد ان حددت المروحيات اماكن وجودها.
واثناء وجود الصحافية فان صوت مروحية مر من فوقهم وقام جنوده الذين كانوا يتلاعبون باسلحتهم بالاختباء في الحرش حيث تم اللقاء بالقرب منه.
وتصف الصحافية سكان دوما بغالبيتها السنية انهم متوحدون ضد النظام ويطلقون النكات الساخرة من النظام ودعايته في التلفزيون الرسمي ومن النكات التي تنقلها انه في يوم زفاف الامير ويليام وكيت في لندن، نظمت مظاهرة كبيرة في دمشق، حيث قال داعمي ان الموالين للنظام كانوا يحتفلون بالزفاف الملكي.
وعلى الرغم من ذلك فان البلدة دفعت ثمنا غاليا جراء القمع المتواصل حيث تنقل عن ناشطة قولها ان اكثر من 1800 شخص اعتقلوا او انقطعت اخبارهم. وقالت ان معظم العائلات في دوما تأثرت منت القمع فمداهمات البيوت والاعتقالات تعتبر من الامور الروتينية.
وذكر التقرير قصة مداهمة بيت لناشط اعتقله الامن بعد ان حطموا كل شيء في بيته وسط صراخ زوجته وكيف انهم اقتادوه لشعبة الامن وسألوه عن عدد الجنازات التي تمت في البلدة وتعرض للتعذيب وظل معتقلا مدة اسبوعين. ويظل الجو في البلدة متوترا والخوف سائدا، ففي زيارة للبلدة الاسبوع الماضي لاحظت وجود مسلحين يحرسون مستشفى خاص حيث سمح صاحبها بمعالجة الجرحة.
ولم يفلت المستشفى من مداهمة الجيش حيث داهموه في الليل عندما نام المرضى لكن الممرضين الذين سربت اليهم المعلومات قاموا باخفاء الجرحى، وقال انهم جروهم من الابواب الخلفية واخفوا بعضهم في بيوت متعاطفين مع الانتفاضة، فيما هرب من كان قادرا على المشي فيما وضع اخرون في خزانات. ويقول الناشطون ان مئات من المتظاهرين جرحوا ونقلوا الى عيادات سرية حيث يقوم برعايتهم متعاطفين مع الثورة.
ويقول ناشط انه لا يتخيل ان يعيش بدون حرية ويضيف ‘هذا وطني ولكني اعيش في خوف حتى وانا في بيتي’.
ويواصل الجيش السوري عملياته وملاحقته للناشطين والجنود الهاربين من قواعدهم. وتحدثت المعارضة عن مقتل 150 جنديا في قاعدة عسكرية في ادلب هربوا من قاعدتهم، ويعتبر الرقم من اعلى الارقام منذ بداية الانتفاضة بشكل صار يخشى فيه ان تتحول الى حرب اهلية. كل هذا وسط شجب عالمي ودعوة امريكية لحلفاء سورية الباقين التفكير بما يحدث الان، ودعت واشنطن الاسد للتنحي عن السلطة وانه فقد الشرعية.
الوفد التحضيري وصل إلى دمشق ورئيس البعثة يحطّ فيها غداً… وسوريا تعلن مقتل 2000 رجل أمن منذ آذار
بدأت عجلات بعثة المراقبين العرب إلى سوريا تدور جدّياً، مع وصول طلائعها إلى دمشق، أمس، لينضم إليهم رئيس فريق المراقبين، غداً، فيما سيشهد الأسبوع المقبل اجتماعاً موسعاً للجامعة العربية مع المعارضة السورية لمحاولة توحيدها
وصلت أولى طلائع مراقبي الجامعة العربية إلى دمشق، أمس، للتحضير لعمل زملائهم الذين سيرأسهم الجنرال السوداني محمد أحمد مصطفى الدابي ابتداءً من نهاية العام الجاري، في ما بدا أنه سباق بين عمل البعثة العربية من جهة، وجهود الدول الساعية إلى تشديد الخناق على دمشق في مجلس الأمن من جهة أخرى، وسط استمرار تأكيد المعارضة سقوط القتلى، لكن بوتيرة أقل مما سجل في اليومين الماضيين في قرى إدلب خصوصاً.
وقال مساعد الأمين العام للجامعة العربية، وجيه حنفي، إن فريقه وصل إلى سوريا أمس بسلام. والبعثة التي وصلت إلى دمشق، هي مجموعة أولى تضم 11 خبيراً ومسؤولاً عربياً من أصل نحو 150 برفقة موظفين اداريين وأمنيين لتحديد هيكلية عمل الفريق الذي سيزيد عدد أعضائه لاحقاً، يقودهم الأمينان العامان المساعدان لنبيل العربي، سمير سيف اليزل ووجيه حنفي، وسيعملون على «تيسير عمل بعثة المراقبين العرب مع الجانب السوري في موضوع التجهيزات لاستقبال البعثة» بحسب اليزل. وتابع أن الوفد سيقوم بعمل «بعض الترتيبات لاستقبال البعثة على الأرض من ناحية الإقامة والمواصلات والاتصالات والتأمين خلال انتقالات أعضاء البعثة وتحديد الأماكن التي ستقوم بزيارتها في كل المدن والمناطق السورية». بدوره، أشار العربي إلى أن رئيس بعثة المراقبين، الفريق أول الدابي، سيصل غداً السبت إلى دمشق. وأوضح أن وفد بعثة المراقبين «سيجري مباحثات مع كافة المسؤولين السوريين لترتيب جميع التفاصيل الخاصة بالبعثة التي تضم مراقبين مدنيين وعسكريين عرباً فقط». وتابع أن «مهمة البعثة هي التحقق من تنفيذ الحكومة السورية لتعهداتها بموجب خطة العمل العربية وتوفير الحماية للمدنيين العزل، والتأكد من وقف كافة اعمال العنف من اي مصدر كان، والافراج عن المعتقلين بسبب الاحداث الراهنة». وأضاف أن المهمة تنص على «التأكد من سحب وإخلاء جميع المظاهر المسلحة من المدن والأحياء السكنية التي تشهد حركات احتجاجية، والتحقق من منح الحكومة السورية رخص الاعتماد لوسائل الاعلام العربية والدولية، والتحقق من فتح المجال امامها للتنقل بحرية في جميع انحاء سوريا وعدم التعرض لها». ولفت إلى أن «حماية البعثة هي مسؤولية الدولة المضيفة، وهذا أسلوب متّبع في جميع مناطق العالم». وعلى صعيد آخر، كشف أن الجامعة العربية ستتلقى في 26 كانون الاول الجاري «مقترحات من المعارضة السورية حول رؤيتها للمرحلة المقبلة»، ثم «تستضيف الجامعة العربية في الاسبوع الاول من كانون الثاني مؤتمراً موسعاً للمعارضة السورية».
وكانت وزارة الخارجية المغربية قد أفصحت أن الرباط قررت إرسال وفد «رفيع المستوى» إلى سوريا الأسبوع المقبل «لمدة غير محددة وفي اطار مهمة محددة جيداً»، للمشاركة في بعثة المراقبين. وقد أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن أمله أن يكون عمل بعثة مراقبي الجامعة العربية «موضوعياً ومنسقاً مع الحكومة السورية للمساعدة على وقف العنف في البلاد بسرعة وحل الأزمة من قبل السوريين من دون تدخل خارجي».
غير أنّ بدء عمل المراقبين سيقابله المتظاهرون المعارضون للنظام، اليوم، بشعار «بروتوكول الموت رخصة مفتوحة للقتل»، فيما بدا أنه ترجمة لموقف «المجلس الوطني السوري» المعارِض من توقيع سوريا على بروتوكول المراقبين، على اعتبار أنه «مناورة لكسب الوقت»، بموازاة دعوته مجلس الأمن والجامعة العربية إلى الانعقاد في جلسة طارئة على خلفية تطورات اليومين الماضيين في إدلب التي يقول المعارضون إنها أودت بحياة ما لا يقل عن 250 شخصاً.
وفي نيويورك، كانت قاعات مجلس الأمن الدولي تحتضن اجتماعاً على مستوى الخبراء في إطار المفاوضات الجارية حول مشروع القرار الروسي بشأن الأزمة السورية. وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن باريس تتوقع «تقدماً حاسماً» من الاجتماع. وأكد المتحدث باسم الوزارة برنار فاليرو أن «اجتماعاً أول للخبراء عقد أول من امس، وسيعقد اجتماع جديد اليوم (امس) في نيويورك نرى أنه سيشكل مناسبة لإحراز تقدم حاسم»، لافتاً إلى أن باريس «تنتظر من روسيا أن تستخدم كل نفوذها لتحقيق تقدم سريع في المفاوضات»، وهو ما أعربت عنه كل من ألمانيا والولايات المتحدة أيضاً.
وكانت القيادة السورية قد بعثت برسالة إلى الأمم المتحدة، أمس، أوضحت فيها أن نحو 2000 رجل أمن سوري قتلوا منذ بدء الأزمة السورية منتصف آذار الماضي. ورأت الرسالة السورية أن «مفوضة حقوق الإنسان وما يسمى بلجنة التحقيق الدولية قدمت تقارير مضللة تناولت أوضاع حقوق الإنسان في سوريا بشكل مسيس وغير مهني وانتقائي وغير موضوعي وبشكل يتماشى مع أجندات دول تريد تدمير سوريا والتدخل العسكري فيها بدعوى حماية المدنيين».
في هذا الوقت، استأنف حكام أنقرة حملتهم الكلامية على نظام الرئيس بشار الأسد، إذ نقلت وكالة أنباء الأناضول عن بيان لوزارة الخارجية التركية أن «الإدارة السورية تواصل اللجوء إلى العنف رغم توقيعها على بروتوكول (المراقبين)، وهو ما يثير قلقاً جدياً حيال النية الحقيقية لهذه الإدارة».
ميدانياً، أكد «المرصد السوري لحقوق الانسان» المعارض مقتل 19 شخصاً أمس، بينهم 12 مدنياً في حمص وإدلب ودرعا، في مقابل 6 جنود نظاميين في حمص وإدلب أيضاً. وعن هذا الموضوع، أفادت صحيفة «ديلي تليغراف» البريطانية بأن «الجيش السوري الحر»، المكوّن من جنود منشقّين عن الجيش النظامي ومدنيين انضموا إلى صفوفه، «نقل المعركة إلى مشارف دمشق، وأخذت قوته تزداد في ضواحيها»، بحيث بات لديه «ما يصل إلى 2000 رجل يديرون عمليات في العاصمة وحولها، ومهمتنا هي حماية المتظاهرين والمدنيين». وقالت الصحيفة إن هؤلاء هم ضباط منشقون تحدثت معهم من دوما في ريف دمشق.
(أ ف ب، سانا، يو بي آي، رويترز)
أكثر من 40 قتيلاً في انفجاري دمشق
في مؤشر خطير على تبدّل في طبيعة الصراع القائم في سوريا، أعلن التلفزيون السوري عن «عمليتين إرهابيّتين في دمشق نفذهما انتحاريان هاجما (موقعين رسميين) بشاحنتين مفخختين»، بينما أفادت المعلومات الاولى عن استهداف إدارة المخابرات العامة وفرع الأمن قرب دوّار الجمارك في دمشق
، علماً بأن التفجيرات المشابهة عادة ما سادت العراق، واستخدمها بشكل أساسي تنظيم «القاعدة» في مواجهته مع الأطراف العراقية.
وذكر التلفزيون السوري أن الانفجار الأول استهدف ادارة المخابرات العامة الكائنة في منطقة كفرسوسة عبر سيارة مفخخة يقودها انتحاري اصطدمت بالسور الخارجي للمبنى، فيما استهدف الثاني فرع الأمن قرب دوار الجمارك في البرامكة، ما أدى إلى سقوط ما يزيد على أربعون شخصا على الاقل وجرح اكثر من 150 ، كما أكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد. وأشار مراسل «الأخبار» في دمشق إلى أن لجنة المراقبين العرب وصلت إلى موقع التفجير في كفرسوسة، فيما قُبض على أحد المتورطين. وهناك أنباء تفيد بأن عدداً من الشبان محاصرون في جامع زين العابدين بمنطقة الميدان.
وقطعت وحدات الجيش السوري أوتوستراد المزة، وهو أحد أهم الطرق الرابطة بين دمشق وضواحيها، وانتشرت وحدات الجيش في كل المناطق، وتجري عمليات تفتيش على الحواجر في المناطق التي شهدت توترات.
من جهته أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «انفجارين وقعا في العاصمة السورية تبعهما صوت إطلاق رصاص كثيف في محيط مبنى إدارة المخابرات العامة في كفرسوسة جنوب دمشق »، علماً بأن العديد من المعارضين شكّكوا في ان يكون التفجير الواقع هو نتيجة عملية أمنية ضد المراكز الأمنية. ورأى بعضهم أن جلّ ما في الامر هو محاولة من الاجهزة الامنية السورية للإيحاء امام اللجنة العربية بأن ما يحصل هو مواجهة بين القوى الامنية النظامية ومجموعات متطرفة من القاعدة.
وقد سارعت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» إلى اتهام تنظيم «القاعدة»، مشيرةً الى ان النتائج الأولية للتحقيقات تشير إلى مسؤولية التنظيم عن العملية.
من جهة أخرى، لفت الناطق باسم وزارة الخارجية السورية، جهاد مقدسي، إلى ان تفجيرات اليوم تحمل اثار الفكر السلفي لـ«القاعدة».
وأكد مقدسي ان «وزارة الدفاع اللبنانية حذرت الجهات السورية من ان مجموعة من عناصر القاعدة تسللت عبر بلدة عرسال اللبنانية الى سورية»، مضيفاً أنه «على بعد يومين من هذا التحذير والمعلومات اللبنانية تم استهداف المقار الأمنية ما اسفر عن استشهاد اكثر من 40 وجرح اكثر من 150 بين عسكري ومدني».
وشدد مقدسي على ان «تفجيرات دمشق تحمل طبيعة التفجيرات التي ينفذها تنظيم القاعدة»، مشيرا الى أن «زعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري اعلن عن دعمه للجهاد ضد السلطات السورية».
وقال الناطق مقدسي انه «كلما اسرعت سوريا بالإصلاحات وتعاونت لإنهاء الأزمة على الصعيدين العربي والدولي يكون من المتوقع ان تشهد سوريا مثل هذه الأعمال»، طالباً من العرب أن « يعي أهمية الوقوف بصراحة ضد هذه الهجمات الإرهابية وان يدينها كما فعلت سورية عندما ادانت وبصراحة الهجمات الارهابية التي استهدفت عواصم غربية».
وفي المقابل، شدد الناشط مهند عمر على أن العمليتين لا تعدوان كونهما «محاولة للالتفاف على المراقبين، وما يثبت ذلك أنه لم تقع أي عملية من هذا النوع داخل دمشق منذ بداية الثورة السورية»، مشدداً على أن العاصمة «مطوّقة بالحواجز العسكرية والنقاط الأمنية، وهو ما يطرح سؤالاً: كيف يمكن أن تصل هذه السيارات المفخخة إلى داخل دمشق؟».
وأكد عمر أن «المستفيد الحقيقي والمباشر من هذه العملية هو النظام السوري لتشويه الحراك الشعبي السلمي، وتحديداً بعد التصعيد الثوري الذي شهدته منطقة الميدان في وسط دمشق خلال الأيام الماضية».
بدوره، رأى الناشط والصحافي نائل الحريري أن «النظام السوري ليس متهماً فقط بإحداث بلبلة تشابه ما حدث في 11 سبتمبر في نيوريوك، بل إن الأمر يصل إلى حدّ اتهامه بتصفية عدد من معتقليه في السجون بحجة استهدافهم ضمن الأعمال التفجيرية. وهو الجاني على نفسه بهذا ما لم يفرج عن جميع معتقليه».
وفي هذا الإطار، ذكّر الحريري بكلام وزير الخارجية السوري وليد المعلم، بعد توقيع البروتوكول، عن أن «أي عمل إرهابي مسلح أمام المراقبين الدوليين لن يكون إحراجاً لنا، بل سوف يزيد من صدقيتنا بوجود العصابات المسلحة»، لافتاً إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد، في مقابلته مع باربرا وولترز، أكد أنه «لا يقتنع بأي ادّعاء دون وجود إثباتات وأدلة حقيقية». وادانت الادارة الاميركية تفجيرات دمشق معتبرة مع ذلك انها لا ينبغي ان تعيق عمل بعثة المراقبين العرب التي تتقصى الحقائق بشان قمع حركة الاحتجاج في سوريا.
وقال مارك تونر المتحدث بإسم وزارة الخارجية ان “الولايات المتحدة تدين الاعتداءات باقصى قوة” حيث ان “لا شيء على الاطلاق يمكن ان يبرر الارهاب”.
ويأتي الهجومان غداة وصول طلائع بعثة المراقبين العرب الى سوريا برئاسة المسؤول في الجامعة العربية سمير سيف اليزل، لتسوية المسائل اللوجستية والتنظيمية، تمهيداً لوصول بين ثلاثين وخمسين مراقباً عربياً الأحد المقبل، وذلك بموجب البروتوكول الموقّع بين سوريا والجامعة العربية.
وكان ناشطو المعارضة السورية قد دعوا إلى التظاهر اليوم تحت شعار «بروتوكول الموت »، للتنديد بمهمة مراقبي الجامعة العربية التي يعتبرونها «مناورة» من النظام.
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي، سانا)
السعودية قد تغلق سفارتها في دمشق
أ. ف. ب.
دمشق: ذكرت صحيفة سعودية الجمعة ان المملكة يمكن ان تضطر لاغلاق سفارتها في دمشق بسبب استمرار قمع المتظاهرين المعارضين للنظام في سوريا.
وقالت صحيفة الوطن ان “المملكة تتجه الى اغلاق سفارتها في سوريا بعد ان استبقت القرار بخطوة تقليص ممثليها الدبلوماسيين الى الحد الادنى”.
واضافت ان هذه الخطوة تأتي “نتيجة لاستمرار حالة العنف التي يمارسها نظام الاسد ضد مواطنيه ووصول الامر الى تهديد حياة الدبلوماسيين العاملين على الاراضي السورية”.
ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع على الاجراء قوله ان هذه الخطوة نابعة من “حرص حكومة المملكة على عدم تعريض مواطنيها او بعثتها الدبلوماسية لاي خطر”.
ورأى المصدر ان “سوريا اصبحت منطقة خطرة والقتل فيها بالعشرات يوميا والظروف الحالية واستمرار العنف وتزايده في أماكن متعددة واقتراب التهديدات من الدبلوماسيين فرضت اتخاذ الخطوات اللازمة لحماية الدبلوماسيين هناك”.
واوضح ان “خطوة تقليص الدبلوماسيين فرضتها الاوضاع الخطرة وتزايد رقعة العنف في حين ان الهدف من الاجراء هو حماية أعضاء البعثة الدبلوماسية من الاخطار والتهديدات”.
واشار الى ان “تقليص الدبلوماسيين لم يكن خيارا مرغوبا الا ان الاوضاع الخطرة المتزايدة في دمشق فرضته”.
وقال المصدر “ان تم ذلك فلن تكون المملكة الوحيدة التي لجأت إلى إغلاق سفارتها هناك بل سبقتها إلى ذلك مجموعة من الدول”.
كندا تعلن فرض عقوبات جديدة على سوريا
وقد اعلنت كندا الجمعة سلسلة جديدة من العقوبات على سوريا بسبب القمع الدامي لحركة الاحتجاجات على نظام دمشق.
وقال وزير الخارجية الكندي جون بيرد ان هذه العقوبات الجديدة تشمل حظر جميع الواردات السورية باستثناء المنتجات الغذائية واي استثمارات في سوريا اضافة الى تصدير اي معدات مراقبة هاتفية ومعلوماتية الى هذا البلد.
كما ضمت اوتاوا اشخاصا وكيانات اضافية مرتبطة بنظام الرئيس السوري بشار الاسد الى لائحة تم الذين جرى تجميد اموالهم ومنع اي تبادل معهم.
وسلسلة العقوبات هذه هي الرابعة التي تتبناها كندا منذ بدء النزاع في سوريا.
وندد بيرد ب”العنف المفرط ضد الشعب السوري” الذي “ما زال يوقع الكثير من القتلى”.
وقال الوزير ردا على اسئلة الصحافيين “الاسد سيسقط. حكومته ستسقط. الامر ليس الا مسألة وقت، فلا مستقبل لديه”.
المعارضة السورية تخشى أن يكون ضحايا التفجيرين من المعتقلين السياسيين
40 قتيلا في الهجومين على مقري الأمن في دمشق
بهية مارديني
زار وفد من مسؤولي الجامعة العربية موقعي التفجيرين اللذين هزّا دمشق الجمعة وخلّفا أكثر من 40 قتيلا ومئات الجرحى، يأتي ذلك فيما اتهم عمار قربي رئيس المؤتمر السوري للتغيير في إفادات لـ(إيلاف) النظام بتدبير الانفجارين مشيرا إلى احتمال أن يكون ضحايا التفجيرات من المعتقلين السياسيين.
بهية مارديني من القاهرة، وكالات دمشق: إتهم عمار قربي رئيس المؤتمر السوري للتغيير (أنطاليا) في تصريح خاص لـ”إيلاف” النظام السوري بتنفيذ تفجيري دمشق، واعتبرهما “أمرا متوقعا” ، مبرراً أن التفجيرات “كانت مخططة بالتزامن مع وصول مقدمة بعثة المراقبين العرب” ، لافتا إلى “تهديد وزير الخارجية السوري في مؤتمره الصحافي الأخير بأن البعثة ستجد عصابات مسلحة إرهابية تؤكد رواية النظام”.
وأكد القربي” أن كمية المادة التفجيرية التي تم استخدامها لا يمكن الا أن يملكها نظام كالنظام السوري”.
وأوضح أن “التفجيرين وقعا صباح يوم الجمعة حيث تنخفض الحركة المرورية في المنطقة مما يتيح للنظام وضع السيناريو الذي يريده”.
وأضاف: “زيارة وفد من المراقبين العرب مع نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى مكان التفجير يضر بمصداقية بعثة المراقبين”.
وأشار إلى انه” مهما كانت هوية الضحايا سواء من المارة أو الأمن السوري فنحن نترحّم على ضحايا التفجيرين، ولكن مخاوفنا تزداد في أن يكون الضحايا الذين قتلوا في التفجيرين من المعتقلين على خلفية الثورة السورية، وخاصة في ظل عدم نشر أية قائمة بأسماء الضحايا والحديث عن أن أغلب الضحايا من المدنيين”.
وأشار القربي إلى” التناغم اللبناني السوري، فلبنان يحذّر سوريا من تسلل القاعدة والنظام السوري يتهم القاعدة بتنفيذ التفجيرين”.
من جانبه قال شلال كدو القيادي في الحزب اليساري الكردي في سوريا في تصريح خاص لـ”إيلاف” أن التفجيرين الانتحاريين اللذين استهدفا إدارة أمن الدولة في كفر سوسة، إلى جانب فرع المنطقة الأمني قرب إدارة الجمارك العامة في قلب العاصمة السورية دمشق، واللذين تزامنا مع وصول المراقبين العرب “يوحي بأن الأزمة في سوريا باتت تأخذ منحىً أكثر دموية من ذي قبل، وان النظام سوف يستخدم كافة الأوراق الأمنية التي بحوزته من الآن فصاعداً”.
واعتبر أنه مما لا شك فيه “ان توقيت التفجيرين الإرهابيين له علاقة وطيدة بوصول مراقبي جامعة الدول العربية إلى دمشق، مع الأخذ بالاعتبار أن العمليتين الانتحاريتين جاءتا في يوم عطلة رسمية، ويفترض ان تكون الفروع الأمنية كغيرها من المؤسسات الحكومية في عطلة رسمية، مما يعزز الاعتقاد بأن التفجيرين عبارة عن رسالتين سياسيتين للمراقبين أنفسهم، وذلك لتعقيد المشهد أمامهم أكثر فأكثر”.
ورأى كدو” أن المشهد الأمني في سوريا ليس على هذه الدرجة الكبيرة من التعقيد، وان النظام ما زال قوياً من الناحية الأمنية، خاصة وانه يتمسّك بكافة المفاصل الأمنية والعسكرية في البلاد، وهو ليس في وضع يسمح بمرور سيارات مفخخة إلى الأماكن الحساسة في العاصمة، وتفجيرها بهذا الشكل الذي رأيناه اليوم الجمعة”.
وأكد كدو أنّ ” النظام السوري له ارث كبير في التضليل واختلاق الأحداث لدرجة بات المرء لا يصدق حتى الحقائق الساطعة اذا كانت صادرة من الإعلام الرسمي السوري نظراً لتشويه سمعته بين مختلف أوساط الرأي العام ولبعده عن الحقيقية والخبر اليقين ليس في سوريا وحدها فحسب بل في مختلف مناطق العالم”.
وهز دمشق صباح اليوم تفجيران في الساعة العاشرة والربع بتوقيت دمشق وأعلنت وكالة الأنباء السورية “سانا” أن عمليتين إرهابيتين نفذهما انتحاريان بسيارتين مفخختين استهدفا إدارة أمن الدولة وأحد الأفرع الأمنية في دمشق.
وأكدت سانا “سقوط 40 شخصا من الشهداء المدنيين والعسكريين وغالبية الشهداء من المدنيين”.
وأشارت التحقيقات الأولية ، بحسب سانا، إلى أن العمليتين الإرهابيتين من أعمال تنظيم القاعدة.
في المقابل كثفت دمشق قمعها بالتزامن مع وصول بعثة المراقبين حيث قصفت القرى في جبل الزاوية حول أدلب كما كثفت اعتقالاتها حيث تم اعتقال الطالب الجامعي حسن محمود الصبيحي أحد أبناء داعل في درعا وهو طالب جامعي في كلية الهندسة المدنية بجامعة حمص سنة ثانية أثناء تواجده في السكن الجامعي بحمص وذلك دوناً عن بقية زملائه الطلاب يوم الخميس 22/12/2011 الساعة الثالثة عصراً وتم اقتياده إلى جهة غير معلومة علماً بأنه لا توجد أنشطة وفعاليات ثورية للطلبة في المدينة الجامعية ولا توجد أية تحركات طلابية تثير حفيظة الأجهزة المنتشرة في الجامعة.
تفجيرات دامية
قالت قناة الدنيا التلفزيونية السورية إن 40 قتلوا وأصيب 100 في تفجيرين وقعا في دمشق اليوم الجمعة وذلك نقلا عن أحد مراسليها في الموقع.
وأضافت القناة أن معظم الضحايا في التفجيرين اللذين وقعا قرب موقعين أمنيين في العاصمة من المدنيين.
وقد دان الرئيس اللبناني ميشال سليمان في اتصال هاتفي مع الرئيس السوري بشار الاسد الانفجار، معتبرا انه يستهدف “خربطة الحل العربي”، بحسب ما جاء في بيان صادر عن المكتب الاعلامي لرئاسة الجمهورية.
وذكر البيان ان سليمان اجرى اتصالا بالرئيس السوري “دان في خلاله التفجير الارهابي الذي وقع في العاصمة السورية”.
واعتبر سليمان ان تزامن الانفجار “مع وصول طلائع المراقبين الى سوريا يهدف الى خربطة الحل العربي الذي تم الاتفاق عليه بين سوريا والجامعة العربية”.
وكان نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أكد الجمعة ان اكثر من ثلاثين شخصا قتلوا وجرح اكثر من مئة آخرين في هجومين انتحاريين بسيارتين مفخختين استهدفا مركزين للأمن في دمشق.
وقال المقداد للصحافيين في موقع احد الهجومين “سقط اكثر من ثلاثين قتيلا واكثر من مئة جريح في اعتداءي اليوم”.
واضاف “في اليوم الاول من وصول المراقبين العرب، انها اول هدية من الارهاب والقاعدة لكننا سنسهّل الى ابعد حد مهمة الجامعة العربية”.
وتابع المقداد ان “الارهاب اراد ان يكون اليوم الاول للمراقبين في دمشق يوما مأسويا لكن الشعب السوري سيواجه آلة القتل التي يدعمها الاوروبيون والاميركيون وبعض الاطراف العربية”.
وكان المقداد برفقة سمير سيف اليزل مساعد الامين العام للجامعة العربية ورئيس البعثة التي ستعد لقدوم المراقبين العرب ووصلت امس الى العاصمة السورية.
في هذا الوقت كان التلفزيون الحكومي السوري أعلن ان “عددا من الشهداء المدنيين والعسكريين” سقطوا في التفجيرين اللذين استهدفا صباح اليوم الجمعة مقرين امنيين في دمشق.
وقال التلفزيون ان “عددا من الشهداء العسكريين والمدنيين قتلوا في عمليتين ارهابيتين نفذهما انتحاريان بسيارتين مفخختين واستهدفا مقرا ادارة المخابرات العامة واحد الافرع الامنية” السورية.
وكان التلفزيون السوري اعلن ان “عمليتين ارهابيتين وقعتا في دمشق احداهما تستهدف امن الدولة والاخرى احد الافرع الامنية والتحقيقات الاولية تشير الى انها من اعمال تنظيم القاعدة”.
من جهته قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان “انفجارين وقعا في العاصمة السورية تبعهما صوت اطلاق رصاص كثيف في محيط مبنى ادارة المخابرات العامة” في كفرسوسة جنوب دمشق.
وأظهرت مشاهد بثها التلفزيون السوري جثثا متفحمة وأخرى متشظية، ودمارا كبيرا في الأبنية والسيارات والممتلكات، فيما لم يظهر التلفزيون صور السيارتين المفخختين اللتين قال النظام إن انتحاريين اثنين فجراهما.
واتهم معارض سوري النظام اللبناني بالتواطؤ مع نظيره السوري في هذه الجريمة عندما يجري الترويج أولا لتسلل عناصر قاعدة إلى سوريا ثم إحداث انفجارات في دمشق ولصقها بالتنظيم الذي لم يعرف عنه أي نشاط داخل سورية سابقا.
كما شككت أوساط المعارضة بإمكانية وصول سيارات مفخخة إلى قرب الأجهزة الأمنية التي تشهد عادة مراقبة أمنية مكثفة على مدار الساعة.
وأعربت أوساط المعارضة عن خشيتها أن يكون النظام بفعلته هذه يريد التغطية على من قام بتصفيتهم سابقا من المعتقلين، خاصة وأن النظام أعلن أن أحد الانفجارين استهدف مقر مخابرات يتم احتجاز المعتقلين فيه عادة.
ويأتي الهجومان غداة وصول طلائع بعثة المراقبين العرب الى سوريا برئاسة المسؤول في الجامعة العربية سمير سيف اليزل لتسوية المسائل اللوجستية والتنظيمية تمهيدا لوصول بين ثلاثين وخمسين مراقبا عربيا الاحد، بموجب البروتوكول الموقع بين سوريا والجامعة العربية.
ودعا ناشطو المعارضة السورية الى التظاهر الجمعة تحت شعار “بروتوكول الموت” للتنديد بمهمة مراقبي الجامعة العربية الذين بدأوا الانتشار في سوريا والتي يعتبرونها “مناورة” من النظام.
حزب الله يتهم الولايات المتحدة
على صعيد آخر دان حزب الله التفجيرين اللذين وقعا في دمشق اليوم الجمعة، متهما الولايات المتحدة التي وصفها “بأم الارهاب”، بالوقوف وراءهما ووراء التفجيرات التي وقعت امس في بغداد، وذلك “انتقاما لهزيمتها في العراق”.
وقال حزب الله في بيان ان “الجريمة الإرهابية المروعة التي ارتكبها اعداء الانسانية في مدينة دمشق قبل ظهر اليوم تأتي بعد يوم واحد من التفجيرات المنسّقة التي استهدفت بغداد والمدن العراقية الاخرى، ما يوحي بأن القوى المتضررة من الهزيمة الكبرى التي لحقت بالولايات المتحدة وأدت الى خروج قواتها ذليلة من العراق، بدأت بعملية انتقام دموية جبانة”.
واشار الى ان هذه العملية تستهدف “كل القوى والدول التي كان لها موقف واضح من الاحتلال الاميركي”.
وقال البيان ان “هذه التفجيرات التي اسفرت عن استشهاد وجرح عشرات الاشخاص، معظمهم من النساء والاطفال، هي من اختصاص الولايات المتحدة ام الارهاب، وأصابعها الممتدة في منطقتنا والمتخصصة في استهداف الابرياء وقتلهم وترهيبهم، لدفعهم الى الانصياع للسياسة الاميركية”.
ودان حزب الله “الجريمة الفظيعة” في دمشق، مؤكدا ان “مثل هذه الجرائم الارهابية لن تفتّ في عضد القوى المقاومة والممانعة، ولن تعطي الأميركيين والصهاينة وحلفاءهم في المنطقة الفرصة لتمرير مخططاتهم الخبيثة على حساب حقوق أمتنا”.
واشنطن تدين تفجيرات دمشق وترى مع ذلك انها لا ينبغي ان تعرقل عمل بعثة المراقبين العرب
وقد ادانت الادارة الاميركية الجمعة تفجيرات دمشق معتبرة مع ذلك انها لا ينبغي ان تعيق عمل بعثة المراقبين العرب التي تتقصى الحقائق بشأن قمع حركة الاحتجاج في سوريا.
وقال مارك تونر المتحدث باسم وزارة الخارجية ان “الولايات المتحدة تدين الاعتداءات باقصى قوة” حيث ان “لا شيء على الاطلاق يبرر الارهاب”.
وذكر تونر بان الادارة الاميركية ادانت العنف في سوريا ايا كان مصدره وكذلك “الاشهر التسعة الطويلة التي مارس فيها نظام (الرئيس السوري بشار) الاسد التعذيب والعنف لقمع تطلعات الشعب السوري الى تغيير سياسي سلمي”.
وغداة وصول طليعة المراقبين العرب بموجب اتفاق مع الجامعة العربية رأت واشنطن انه “من الضروري الا تعيق التفجيرات عمل البعثة الفائق الاهمية”.
وتابع تونر “نأمل ان تستمر هذه المهمة من دون عراقيل وسط اجواء من اللاعنف. وعلى النظام التعاون سريعا وبالكامل مع بعثة المراقبين”.
سوريا: الوفد العربي يصل.. والقتل يتصاعد
توتر في جامعتي دمشق وحلب عشية جمعة «البروتوكول يقتلنا» * منظمة دولية: أكثر من 6 آلاف قتيل و70 ألف معتقل
جريدة الشرق الاوسط
القاهرة: سوسن أبو حسين بيروت – لندن: «الشرق الأوسط»
رغم وصول وفد طليعة المراقبين العرب إلى دمشق أمس، استمر القتل في المدن السورية «المشاغبة»، خصوصا في حمص وإدلب، في وقت عبر فيه الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، عن اعتقاده أن «وجود البعثة سوف يوقف إطلاق النار».
في هذه الأثناء، واصلت القوات السورية عملياتها العسكرية ضد المدنيين والجنود المنشقين، بعد يوم من موجة الاستنكارات الدولية لـ«المجازر»، التي تنفذ ضد المناهضين للنظام. وقتل أمس عشرات الأشخاص، بحسب ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد إن 9 مدنيين قتلوا في حمص, كما تحدث عن سماع إطلاق نار كثيف وانفجارات في خان شيخون بمحافظة إدلب بعد اقتحامه من قبل الجيش بالدبابات وناقلات الجند، صباح أمس.
وفي حلب، استمر توتر الأوضاع في جامعة حلب، حيث تم تنفيذ اعتصام بمشاركة كبيرة من الطلبة في كلية العلوم، قامت على أثره قوات حفظ النظام والشبيحة باقتحام الكلية وشن حملة اعتقالات في صفوف الطلاب المعتصمين، كما جرى اقتحام كلية الهندسة في دمشق والاعتداء على الطلاب من قبل قوات الأمن والشبيحة.
ويستعد السوريون للخروج اليوم في مظاهرات في جمعة «بروتوكول الموت»، معتبرين أن بروتوكول الجامعة العربية بمثابة «رخصة مفتوحة للقتل»، وأن النظام استغل توقيعه «لتكثيف عملياته العسكرية التي أودت بحياة المئات في الأيام القليلة الماضية».
وجاء ذلك في وقت قالت فيه منظمة «آفاز» الدولية، إنه «سقط أكثر من 6000 قتيل و70000 معتقل تقريبا منذ بدء الثورة في سوريا».
قتلى في حمص وإدلب وانفجارات في خان شيخون.. وتوتر في جامعتي حلب ودمشق
القوات السورية تقتحم بلدة القورية في دير الزور بعد نشوب معارك مع منشقين
جريدة الشرق الاوسط
واصلت القوات السورية أمس عملياتها العسكرية ضد المدنيين والجنود المنشقين، بعد يوم من موجة الاستنكارات الدولية لـ«المجازر» التي تنفذ ضد المناهضين للنظام، فيما أعلن النظام السوري أن ألفي عنصر من قوات الأمن والجيش قتلوا منذ بداية الانتفاضة السورية.
وقتل أمس 19 شخصا بينهم 12 مدنيا، بحسب ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد إن تسعة مدنيين قتلوا في حمص (وسط) غالبيتهم في حي بابا عمرو برصاص قوات الأمن الذين أطلقوا النار بالمدفعية الثقيلة، موضحا أن العدد مرشح للارتفاع بسبب وجود الكثير من الجرحى في حالة حرجة. وأضاف: «استشهد مواطنان اثنان إثر إطلاق الرصاص عليهما خلال مداهمة قرية حيش (بمحافظة إدلب شمال غربي البلاد على الحدود التركية) من قبل قوات عسكرية وأمنية» صباح أمس.
وفي درعا، مهد الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الأسد، «استشهد مواطن خلال مداهمات نفذتها القوات النظامية السورية في بلدة طفس بحثا عن مطلوبين للسلطات الأمنية»، بحسب المرصد.
إلى ذلك، قتل أربعة جنود نظامين واثنان من المنشقين خلال مواجهات قرب حاجز في حي بابا عمرو في حمص، بحسب المرصد. وفي محافظة إدلب، قتل جندي وجرح ثمانية آخرون في هجوم شنته مجموعات من المنشقين ضد حواجز لقوات الأمن، وجرح عدد من السكان بينهم طفل في العاشرة من العمر بإصابات حرجة، وفق المرصد.
وتحدث المرصد السوري أيضا عن سماع إطلاق نار كثيف وانفجارات في خان شيخون بمحافظة إدلب بعد اقتحامها من قبل الجيش بالدبابات وناقلات الجند صباح أمس، مشيرا إلى مواجهات دارت بين قوات الأمن ومنشقين في شمال بلدة خربة غزالة «مع توافد نحو 25 حافلة كبيرة محملة بعناصر الأمن إلى المنطقة». وقال المرصد السوري إن القوات السورية قتلت قبل يومين 111 مدنيا وناشطا في محافظة إدلب، وهو الهجوم الذي أدانته فرنسا ووصفته بأنه «مذبحة غير مسبوقة». وأضاف المرصد أن ما يزيد على مائة من المنشقين عن الجيش قتلوا أو أصيبوا.
وفي ريف حمص في مدينة القصير، وفي اليوم الثاني من المداهمات، اتهم ناشطون قوات الأمن بإحراق المنازل بعد نهبها وذلك وفق قوائم بأسماء المعتقلين والقتلى والجرحى، وقالت مصادر محلية إن دبابة تموضعت على جسر العاصي وقامت بقصف البساتين المحيطة بالقصير، مشيرة إلى أن «الجيش الحر» في القصير استهدف سيارة يستقلها شبيحة على طريق الجسر العالي.
وفي دمشق، هزت قنبلة صوتية انفجرت في حاوية قمامة قلب العاصمة دمشق، في حي المزرعة، عصر أمس. وكانت الحاوية قريبة من سيارة بيجو تابعة للجيش، بحسب ما قال ناشطون.
وفي حلب، استمر توتر الأوضاع في جامعة حلب، حيث تم تنفيذ اعتصام بمشاركة كبيرة من الطلبة في كلية العلوم، قامت على أثره قوات حفظ النظام والشبيحة باقتحام الكلية وشن حملة اعتقالات في صفوف الطلاب المعتصمين. كما جرى اقتحام كلية الهندسة في دمشق والاعتداء على الطلاب من قبل قوات الأمن والشبيحة. وشهدت مدينة حلب أمس تشييع العسكري المنشق مصطفى مروان قصاب الذي كان يؤدي خدمة العلم في دمشق، وعندما جيء به إلى جبل الزاوية، رفض إطلاق النار فتمت تصفيته.
وقال ناشطون سوريون إن مدرعات تابعة للجيش السوري، اقتحمت فجر أمس بلدة القورية جنوب شرقي مدينة دير الزور بعد أن قامت بقصفها بشكل عشوائي. وكشف الناشطون أن البلدة التي يوجد فيها جنود منشقون رفضوا إطلاق النار على المتظاهرين وانضموا إلى الثورة، تمت محاصرتها من أربعة محاور دارت على أطرافها اشتباكات عنيفة بين القوات التابعة للنظام والجنود المنشقين، أسفرت عن وقوع إصابات لدى الطرفين.
ونشرت صفحة «تنسيقية دير الزور للثورة السورية» على «فيس بوك»، مقطع فيديو يظهر دبابات الجيش السوري وهي تقوم باقتحام البلدة، زارعة الرعب في نفوس سكانها. وقال أحد الناشطين المعارضين في مدينة دير الزور لـ«الشرق الأوسط» بعد تواصله مع أشخاص داخل البلدة المقتحمة، التي لا يتجاوز عدد سكانها 45 ألف نسمة: «في صباح يوم الخميس، قام أكثر من 40 دبابة بدخول بلدة القورية، بعد نشوب معارك متفرقة مع جنود منشقين، كانوا يتمركزون على أطرافها حيث سمع الأهالي إطلاق نار كثيفا من جهة شاطئ النهر (الفرات)». ويضيف الناشط: «دخلت الدبابات السوق الرئيسية في البلدة مخلفة وراءها خرابا كبيرا، كما قامت العناصر الموالية للأسد بإحراق منازل الناشطين، ونشروا القناصة فوق خزانات المياه وعلى المباني العالية، وقطعوا التيار الكهربائي».
ويعزو الناشط المعارض توقيت الاقتحام إلى وجود عناصر منشقة في البلدة؛ إذ يقول: «القورية كانت تتظاهر بشكل شبه يومي، فتقوم عناصر الأمن بشن حملات اعتقال بحق أبنائها والناشطين فيها، إلا أن وجود منشقين فيها، سرّع عملية الاقتحام العسكري، فالنظام يخشى أن تتحول البلدة إلى بؤرة تؤوي عناصر من الجيش السوري الحر الذي ينفذ عمليات دورية ضد الجيش التابع للأسد».
وتعد بلدة القورية التي تقع على بعد 55 كيلومترا جنوب شرقي دير الزور، وعلى بعد 13 كيلومترا جنوب شرقي الميادين وترتفع عن سطح البحر نحو 77 مترا على الضفة اليمنى لنهر الفرات، وسط سهل زراعي خصب، ثالث أكبر مدينة في المحافظة بعد بلدتي البوكمال والميادين.
واشتهرت البلدة التي ينتمي معظم أهلها لعشيرة القرعان، إحدى بطون قبيلة العكيدات، بمقاومتها الاحتلال الفرنسي؛ إذ قام أبناؤها آنذاك بمهاجمة دورية فرنسية وقتل أفرادها، فرد الاحتلال بتدمير القرية وتهجير سكانها إلى البادية. وتحوي شوارعها أكثر من معلم أثري يعود معظمها إلى العصر الروماني. كما تشتهر القورية بكثرة الأشخاص الذي يحفظون القرآن الكريم، حيث يوجد أكثر من 350 شخصا يحفظون القرآن الكريم سنويا بين نساء ورجال، ويتم تخريج الحفظة في كل عام وذلك بإشراف لجان مختصة من محافظات أخرى وبالتنسيق مع مديرية الأوقاف في دير الزور. وتعد البلدة الصغيرة من أوائل المناطق السورية التي لحقت بركب الثورة السورية منذ بدايتها، معلنة التظاهر ضد نظام الأسد بشكل يومي، مما دفع عناصر الأمن لاقتحامها مرات عدة وتنفيذ اعتقالات عشوائية بحق أهلها.
يذكر أن «تنسيقية شباب دير الزور للثورة السورية» ذكرت على صفحتها على«فيس بوك»، أن الأمن السوري قد أصدر تعميما على جميع الدوائر الرسمية في دير الزور، بوجوب تمديد دوام الموظفين للساعة السادسة مساء، بهدف منع الناس من الخروج في مظاهرات معارضة للنظام، ولنصرة أهالي القورية المحاصرين، حسب الصفحة. وكانت قد خرجت أكثر من مظاهرة في ريف دير الزور تندد بالقصف الذي تعرضت له القورية، أبرزها مظاهرة حاشدة في منطقة الجرذي.
من جهتها، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أمس إن أكثر من 2000 فرد من قوات الأمن السورية قتلوا منذ اندلاع الاحتجاجات المناهضة للنظام قبل تسعة أشهر. وجاء في رسالة نشرتها الوكالة وقالت إن سوريا وجهتها إلى الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان، أنه «سبق وتم إعلام مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان» أن عدد القتلى تجاوز «2000 شهيد من الأمن والجيش السوري». وطبقا للأمم المتحدة، فإن أكثر من 5000 شخص قتلوا في الفترة نفسها.
السوريون يتظاهرون اليوم في جمعة «بروتوكول الموت»
رئيس هيئة التنسيق الوطني لـ«الشرق الأوسط»: يجب إعطاء فرصة للحل العربي لأن التدويل ليس مزحة سحرية
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: بولا أسطيح
دعا الناشطون السوريون تزامنا مع وصول وفد المراقبين العرب إلى دمشق للتظاهر اليوم في جمعة «بروتوكول الموت» في إشارة إلى بروتوكول المراقبين العرب الذي وقعته سوريا الاثنين الماضي مع جامعة الدول العربية، معتبرين أن هذا البروتوكول بمثابة «رخصة مفتوحة للقتل»، وأن النظام استغل توقيعه «لتكثيف عملياته العسكرية التي أودت بحياة المئات في الأيام القليلة الماضية».
وكانت عملية التصويت على تسمية يوم الجمعة على صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011» عبر «فيس بوك»، انتهت لاعتماد تسمية «بروتوكول الموت» بعد نيلها أكبر عدد من أصوات المشاركين الذين لم يصوتوا بكثافة لتسميات: جمعة العصيان المدني، جمعة إدلب الحمراء، جمعة ميلاد الحرية.. وغيرها.
وفيما انتقد رئيس هيئة التنسيق الوطني السوري للتغيير الديمقراطي في المهجر هيثم مناع، التسمية المعتمدة مطالبا بإعطاء فرصة للحل العربي، اعتبر سمير نشار، عضو المجلس التنفيذي في المجلس الوطني السوري، أن البروتوكول شكل فرصة إضافية للنظام ليستمر بسياسة القتل مؤكدا عدم التعويل على مهمة المراقبين ومطالبا الجامعة العربية بإحالة الملف السوري إلى مجلس الأمن وبأسرع وقت ممكن.
وقال مناع لـ«الشرق الأوسط»: «هناك طرف يحاول التصعيد في قضية تدويل الأزمة وتشويه صورة الحل العربي وكأن التدويل سيعود علينا بالمن والسلوى، متناسين أن حالات التدويل وفي أحسن الأحوال انتهت إلى 52 ألف قتيل في ليبيا»، مشددا على أن «التدويل ليس مزحة سحرية»، مذكرا بأن «العمليات العسكرية الغربية أول من سيذهب ضحيتها هم المواطنون السوريون العزل».
واعتبر مناع أن «الحل العربي المطروح حاليا هو حل استثنائي بتاريخ الجامعة»، متسائلا: «لماذا لا نعطي فرصة لهذا الحل ونتابع نضالنا السلمي وإضرابنا العام وصولا للعصيان المدني؟ الحل العربي لا يشترط علينا إيقاف عملنا السلمي، فما معنى الجري وراء المجهول العسكري ومجهول التدويل؟»، وأضاف: «البروتوكول ليس مهلة للنظام لقتل المدنيين، ودخول المراقبين ليس مهلة، فهل ندخلهم بالمظلات؟».
وانتقد مناع وبشدة عملية التصويت التي تتم لاعتماد تسمية يوم الجمعة متحدثا عن «ديكتاتورية الـ(فيس بوك) مقابل ديكتاتورية النظام»، وأضاف: «التسميات لم يعد لها معنى إذ أصبحت موجهة وغالبا ما تكون ضارة وذات مفعول سلبي».
بالمقابل، ذكر نشار أنه «ومنذ وقع النظام على البروتوكول ارتفع عدد الشهداء يوميا من العشرات إلى المئات كما ازدادت ممارسات وقمع النظام»، وقال: «كنا نتوقع أن يوقف البروتوكول قتل الأبرياء، فإذا به يعطي فرصة ومهلا جديدة للنظام ليستمر بسياسة القتل. نحن لا نعول على دخول المراقبين ونستغرب موقف الجامعة العربية ومواقف الدول العربية التي من المفترض أن تعي تماما أن النظام مراوغ ومحتال وأنه يناور بتوقيعه على البروتوكول لكسب الوقت».
وإذ طالب نشار الجامعة العربية بـ«إحالة الملف السوري وبأسرع وقت ممكن إلى مجلس الأمن لكون الجامعة ليست المكان المناسب لاتخاذ قرارات رادعة وحاسمة»، شدد على أن «لا وجود لحل عربي وأن المطلوب وضع قادة العالم أمام مسؤولياتهم في التعاطي مع الملف السوري».
وعلى صفحات التواصل الاجتماعي وبالتحديد على صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011»، كتب الناشطون: «قبل أن تتدخل الجامعة العربية كان معدل الشهداء السوريين بين 10 و15 شهيدا يوميا، وبعد تدخل الجامعة وإطلاق مبادرتها أصبح معدل سقوط الشهداء بين 20 و30 يوميا.. أما بعد توقيع الحكومة السورية على البروتوكول وما أدراك ما مضمون البروتوكول! فصار معدل سقوط الشهداء 100 شهيد يوميا.. الجامعة العربية والعالم يقتلوننا.. ».
ارتفاع عدد العائلات السورية اللاجئة في بلدة عرسال اللبنانية إلى 74
رئيس بلديتها لـ «الشرق الأوسط»: لا نؤوي سلفيين ولا إسلاميين… ووزير الدفاع افتعل «خضّة»
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: ليال أبو رحال
ارتفع عدد العائلات السورية النازحة التي تؤويها بلدة عرسال البقاعية، على الحدود مع سوريا، إلى 74 عائلة، وفق ما أشار إليه رئيس بلديتها علي محمد الحجيري لـ«الشرق الأوسط» أمس، حيث يتوزع أفراد هذه الأسر، ومعظمهم من النساء والأطفال، لدى عائلات البلدة ويقيمون معهم، بينما يعمل النازحون الذكور بمعية أهالي البلدة في مجال الزراعة بشكل أساسي، وهو مورد رزق عدد كبير منهم.
وعلى الرغم من حوادث التوغل السوري المتكررة للجانب اللبناني من الحدود في عرسال، وتكرار إطلاق النار من الجانب السوري خلال الشهرين الأخيرين، الذي أدى إلى جرح ستة من أبنائها ومقتل أحدهم، إلا أن ذلك لم يحُل دون إصرار أهاليها على إيواء النازحين ومساعدتهم، والخروج للتظاهر دعما لتحركات الشعب السوري.
وأكد الحجيري في هذا السياق أن «لا شيء سيمنع أهالي البلدة عن القيام بواجباتهم الإنسانية تجاه النازحين السوريين»، وقال: «لا يمكن لبلدتنا أن تتخلى عن العمل الإنساني بأي شكل من الأشكال، ولن تتوقف عن معونة من يقصدها بغض النظر عن طائفته وهويته».
وبرز اسم بلدة عرسال البقاعية، التي تشكّل جرودها المرتفعة الخط الفاصل بين لبنان وسوريا، بعد تكرار حوادث التوغل وإطلاق الرصاص السوري باتجاهها، التي بررها الجانب السوري بأنها تهدف إلى إحباط عمليات تسلل وتهريب أسلحة من لبنان إلى سوريا. وشكل تصريح وزير الدفاع اللبناني فايز غصن أول من أمس صدمة لأهالي البلدة، إذ تحدث عن معلومات عن «عمليات تحصل على بعض المعابر غير الشرعية ولا سيما في عرسال، حيث يتم تهريب أسلحة ودخول بعض العناصر الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة تحت ستار أنهم من المعارضة السورية».
وبينما طالب أهالي عرسال، وهي بلدة سنية تعد نحو 35 ألف شخص، مرارا بانتشار الجيش اللبناني على الحدود، منتقدين غيابه عن البلدة بعد حوادث التوغل السوري وإطلاق النار، شدد رئيس البلدية على أن «البلدة لا تؤوي إسلاميين ولا تيارات سلفية، غير مرحب بوجودهم بيننا»، معتبرا أن «وزير الدفاع افتعل (خضّة) لا أساس لها من الصحة».
تجدر الإشارة إلى أن عددا كبيرا من الجرحى السوريين يتم إدخالهم إلى لبنان من خلال بلدة عرسال، حيث لا توجد معابر رسمية والحدود مفتوحة بين جرودها وسوريا، ومن ثم يتم نقل الجرحى للمعالجة في مستشفيات الشمال، بسبب امتناع مستشفيات المنطقة عن استقبالهم.
وصول وفد طليعة بعثة المراقبين العرب إلى دمشق.. والعربي: وجودهم في سوريا سيوقف القتل
اجتماع موسع للمعارضة السورية بالجامعة مطلع العام المقبل
جريدة الشرق الاوسط
القاهرة: سوسن أبو حسين الرباط – لندن: «الشرق الأوسط»
وصل إلى دمشق أمس فريق طليعة المراقبين العرب الذي يقوده سمير سيف اليزل الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، ويضم نحو عشرة أشخاص، من بينهم خبراء ماليون وإداريون وقانونيون، على أن يصل فريق المراقبين الذي يضم نحو 150 مراقبا إلى سوريا بنهاية الشهر الحالي.
والتقى الوفود في القاهرة قبل مغادرته إلى دمشق الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي الذي قال في مؤتمر صحافي عقده أمس بمقر الجامعة، إن وفد المقدمة سوف يبحث كل التفاصيل الخاصة بعمل البعثة المراقبة، وهي تضم مدنيين وعسكريين من الدول العربية، ومهمتها التحقق من تنفيذ الحكومة السورية لخطة الحل العربي، وتوفير الحماية للمدنيين العزل. وأشار إلى أن خطة العمل العربية تنص على وقف كافة أعمال العنف، والإفراج عن المعتقلين، وإخلاء المدن من المظاهر المسلحة، وفتح المجال أمام وسائل الإعلام، والتنقل بحرية، ورصد ما يحدث وما يدور من أحداث، وأن توفر الدولة السورية الحماية لأفراد البعثة.
وأضاف العربي: «أتطلع لإنجاح مهمة فريق بعثة الجامعة وأن تخرج سوريا من الأزمة العصيبة»، مشيرا إلى أنه سيلتقي خلال ساعات (أمس) رئيس بعثة المراقبين محمد أحمد مصطفى الدابي، وهو صاحب خبرة واسعة في مجال حقوق الإنسان»، ومن المقرر أن يبدأ بممارسه عمله في سوريا غدا.
وردا على سؤال حول استمرار القتل في سوريا حتى هذه الساعة، وكان من المفترض أن تذهب البعثة بعد وقف القتال، أوضح العربي أن البعثة سوف تسجل أي موقع به إطلاق نار، ثم عاد ليقول «أعتقد أن وجود البعثة سوف يوقف إطلاق النار وأن بعثة الجامعة مكلفة برصد كل شيء». وردا على سؤال حول موقف المعارضة السورية من التوقيع واتهامها الجامعة بإعطاء مهل إضافية لسوريا، قال العربي: «لا توجد مهل لأن بعثة الجامعة العربية في سوريا اليوم والعقوبات الاقتصادية والسياسية التي اتخذتها الجامعة العربية سارية». وتساءل: «أين هي هذه المهل؟». وأشار إلى أنه سوف يلتقي مجموعة من المعارضة السورية يوم 26 من الشهر الحالي، على أن يعقد اجتماع موسع بالجامعة لكل المعارضة في الأسبوع الأول من شهر يناير (كانون الثاني).
وحول علاقة ما يحدث في العراق من خطاب طائفي بالوضع في سوريا، قال العربي «إن ما يحدث بالعراق شأن داخلي، ولم يطلب أحد منا التدخل، وقد قمت مؤخرا بزيارة العراق واتفقنا على عقد القمة العربية في شهر مارس (آذار) المقبل في موعدها». وأعرب في الوقت نفسه عن قلقه إزاء ما يحدث في العراق، وتعليقا على زيارة سلفا كير رئيس جمهورية السودان الجنوبي لإسرائيل، قال: «لا تعليق، وإن كنت أتعجب من توقيت هذه الزيارة».
من جهته، قرر المغرب إرسال وفد رفيع المستوى الأسبوع المقبل إلى سوريا يضم عسكريين ودبلوماسيين وحقوقيين للمشاركة ضمن بعثة مراقبي جامعة الدول العربية لتقصي الحقائق على الأرض في سوريا.
وكانت الجامعة العربية قد أقرت خلال اجتماع لوزراء الخارجية العرب الذي عقد في 16 فبراير (تشرين الثاني) الماضي في الرباط، إرسال مراقبين عسكريين وفنيين من أجل معاينة الأوضاع الأمنية، والسعي لتوفير الحماية للمدنيين في سوريا، حيث ستزور بعثة المراقبة العربية نحو 16 منطقة اعتبرت بالتنسيق مع المعارضة السورية، أكثر المناطق التي تعرف توترا حادا وعنيفا.
وأفاد بيان صدر أمس عن وزارة الخارجية المغربية، بأن الوفد المغربي سيترأسه عبد الرحمن بنعمر، سفير الرباط بنواكشوط، باعتباره منسقا للوفد، ويضم دبلوماسيين وحقوقيين وخبراء عسكريين وأمنيين. وأضاف البيان أنه من المقرر أن يسافر الوفد المذكور إلى سوريا، ابتداء من الأسبوع المقبل لفترة معينة «وفي إطار مهمة جد محددة» لم يكشف عن تفاصيلها.
وأوضحت الخارجية المغربية أن إرسال المغرب لهذا الوفد «يأتي تماشيا مع القرارات التي اتخذتها جامعة الدول العربية وتنفيذا لبروتوكول المركز القانوني ومهام بعثة مراقبي جامعة الدول العربية، الموقع بين الجامعة والجمهورية العربية السورية، من أجل إنجاح خطة العمل العربية الهادفة إلى التوصل لحل للأزمة السورية، بما يحفظ أمن ووحدة هذا البلد العربي الشقيق».
ويضم الوفد المغربي، حسب البيان، كل من: الحسن زاهيد، سفير سابق وخبير في التحقيقات الدولية والأممية، والعربي مخارق، سفير سابق وخبير في التحقيقات الدولية والأممية، وعبد الحميد الوالي خبير دولي في حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، وطالع السعود الأطلسي حقوقي، خبير في مجال الاتصال ووسائل الإعلام، والعميد محمد كرماني، خبير عسكري، والعقيد بوشعيب فرجية، خبير عسكري، ومصطفى موحدي، خبير أمني، ومحمد خليل، خبير أمني، وعبد القادر أزريع باحث وناشط حقوقي، وهشام بنيعيش خبير في الطب الشرعي.
منظمة دولية: أكثر من 6 آلاف قتيل و70 ألف معتقل منذ اندلاع الانتفاضة
الإحصاءات تقول إن سوريا من بين كل 300 قتل أو اعتقل منذ اندلاع الانتفاضة
جريدة الشرق الاوسط
قالت منظمة أهلية دولية إن الأرقام الواردة من سوريا تفيد بأن شخصا واحدا على الأقل من بين كل 300 سوري، قتل أو اعتقل منذ أن اندلعت الانتفاضة السورية في مارس (آذار) الماضي، بينما ناشدت الهيئة الوطنية لدعم الثورة السورية مجلس الأمن أن يتحمل مسؤوليته وأن يتخذ قرارا حاسما باتخاذ الإجراءات العسكرية على غرار ما جرى في ليبيا.
وقال باتل ريكن، المدير التنفيذي لمؤسسة «آفاز» إنه سقط أكثر من 6000 قتيل و70000 تقريبا وهم محتجزون في سجون الأسد الوحشية، لا يستطيع أحد غض الطرف عن عرض الرعب في سوريا. واعتبر أن روسيا قد ذهبت بعيدا جدا في تأخير العمل الدولي وتسليح فرق الموت الأسدية. وأشار إلى أن روسيا أمام خيارين، إما أن تقف إلى جانب النظام السوري في حين لا يزال يذبح الناس أو أن تكثف الضغوط لإجبار بشار الأسد على الرحيل.
وأكد تقرير للمنظمة حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أنه قد بلغ عدد ضحايا حملة القمع التي ينفذها نظام بشار الأسد في سوريا 6237 شخصا على الأقل حتى الآن، بالإضافة إلى اعتقال 69000 شخص خلال الأشهر التسعة الماضية. وقال التقرير: «إن هذه الحصيلة الجديدة الصادمة للغاية تظهر أن في سوريا، هناك شخص واحد من بين 300 شخص إما قد تعرض للقتل أو للاعتقال، منذ بداية الحراك في سوريا». وأوضح أنه «بعد العمل مع 58 مراقبا حقوقيا في سوريا، بالإضافة إلى الشراكة مع منظمات أخرى فاعلة على الأرض، تأكدت المنظمة العالمية للحملات (آفاز) أن عدد القتلى في سوريا بلغ 6237 شخصا سقطوا بين 15 مارس 2011 و9 ديسمبر (كانون الأول) من العام نفسه.
كما جرى اعتقال 69000 شخص منذ شهر مارس 37000 شخص منهم لا يزالون قيد الاعتقال، في حين تم الإفراج عما يقارب 32000 شخص، الكثير منهم لا يزال يحمل ندوبا وآثار جراح ناجمة عن التعذيب الذي تعرضوا له خلال فترة الاعتقال.
وأشار التقرير إلى أن «الاشتباكات بين قوات النظام، ومسلحي الثورة أدت إلى مقتل 917 شخصا خلال 9 أشهر من الثورة، وقد سقط في مدينة حمص وحدها 40 في المائة من القتلى تقريبا، هذا وقد نالت حمص مع حماه ودرعا النصيب الأكبر من الإصابات في صفوف المدنيين خلال الثورة.
وقال إن الأرقام التي حصلت عليها «آفاز» تكشف عن الظروف السيئة التي يحتجز ضمنها المعتقلون في سوريا، لقد تأكدت «آفاز» من أن 617 شخصا قد قتلوا تحت التعذيب، من ضمنهم 39 طفلا. شخصان فقط توفيا داخل المعتقل دون أن يتعرضا للتعذيب.
وأشار بيان للمنظمة إلى أن باحثي «آفاز»، الذين تستشيرهم الأمم المتحدة فيما خص أرقامها الخاصة حول عدد القتلى في سوريا، يلتزمون بإجراءات صارمة من أجل تأكيد هذه الأرقام. كل شخص يقتل نؤكد مقتله من خلال 3 مصادر مستقلة ومنفصلة بعضهم من عائلات القتلى أنفسهم، وأئمة المساجد الذين يؤمون صلاة الجنازة الخاصة بالقتلى.
إلى ذلك، أصدرت «الهيئة الوطنية لدعم الثورة السورية» رسالة أمس إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أشارت إلى أنه «منذ أكثر من تسعة أشهر يتعرض الشعب السوري لحملة دامية يقوم بها النظام السوري بقيادة بشار الأسد ولم تسلم مدينة أو قرية من اجتياح الجيش وأجهزة الأمن ومن القصف بالمدفعية والدبابات، مما أدى إلى سقوط ما يزيد على ثمانية آلاف من المواطنين السوريين رجالا ونساء وأطفالا». ورأت الهيئة أن «أبسط وصف لهذه الجرائم بأنها جرائم إبادة جماعية بالإضافة إلى سجن عشرات الألوف وممارسة كل أنواع التعذيب ونهب أملاك المواطنين وانتهاك حرماتهم». وقالت: «من المؤسف والمؤلم هذا التردد الدولي وضعف الموقف العربي مما يتيح الفرص للنظام الأمني في سوريا أن يزيد في وتيرة القتل التي ارتفعت يوميا إلى مئات القتلى كما حدث يومي 19 و20 من هذا الشهر في قريتين صغيرتين مجاورتين للحدود التركية».
وأضاف: «نناشدكم الإسراع بالاتصال بالدول الأعضاء في مجلس الأمن لتحمل مسؤولياتها وفق ميثاق الأمم المتحدة والشرعة الدولية لحقوق الإنسان، والتي تقضي باتخاذ الإجراءات لحماية الشعب السوري وتمكينه من تحقيق طموحاته في بناء دولة مدنية ديمقراطية يتساوى فيها السوريون بالحقوق والواجبات. ومن اللافت أن النظام الأمني في سوريا مدعوم من دولة إيران التي تمده بكل وسائل الدعم والقمع. إن ما يقوم به النظام في سوريا من تصعيد للعنف وزيادة القتل بعد كل مهلة يحصل عليها هو أكبر دليل على طبيعته الإجرامية وعدم اللامبالاة بالقرارات التي تصدرها الجامعة العربية وغيرها من المنظمات الدولية».
وإذ ناشد مجلس الأمن عبر أمينه العام، أن «يتحمل مسؤوليته وأن يتخذ قرارا حاسما باتخاذ الإجراءات العسكرية على غرار ما جرى في ليبيا»، أمل وضع مجلس الأمن بصورة الوقائع التي تجري في سوريا آملين أن يستجيب المجلس إلى صرخة الشعب السوري بالإضافة إلى صرخة المؤسسات الإنسانية الدولية.
واشنطن: الخوف هو الذي يبقي الأسد في السلطة.. ورحيله مسألة وقت
باريس تعبر عن قلقها من التزام دمشق بالبروتوكول العربي
جريدة الشرق الاوسط
واشنطن: محمد علي صالح باريس: ميشال أبو نجم
قالت واشنطن أمس إن «الخوف هو الشيء الوحيد الذي يبقي» نظام الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة، وبعد بيان متشدد من البيت الأبيض أول من أمس قال فيه إن الأسد هو الذي سينهي القتل، قال جاي كارني، المتحدث باسم البيت الأبيض، أمس إن رحيل الأسد «صار مسألة وقت فقط». وأضاف: «إنها فقط مسألة وقت قبل أن يصل هذا النظام إلى نهايته. الخوف هو الشيء الوحيد الذي يبقي هذا النظام، وأي حكم قائم على الخوف دائما محكوم عليه بالفشل».
وتابع كارني: «طوال هذه الفترة عملنا، منفردين ومجتمعين، لزيادة الضغط على نظام الأسد، ولعزله، لكننا لا نرى في سوريا غير استمرار العنف، العنف الذي لا داعي لها، ضد الشعب السوري. صار واضحا أن كل تطور جديد هو ضد الأسد: حالات الفرار من القوات المسلحة تزيد. ومزيد من الدبلوماسيين السوريين تركوا وظائفهم، وخرجوا لدعم المعارضة. والمعارضة أكثر شمولا وأكثر توحيدا. وانشقت سوريا عن الجامعة العربية، وعن حلفائها التقليديين، وعن الدول المجاورة مثل تركيا. والنظام يواجه عقوبات دولية وضعفا في سياساته الاقتصادية المحلية». وأضاف كارني: «المكتوب مكتوب على الحائط. والأسد يواجه مزيدا من العزلة. ومزيد من أعضاء المجتمع الدولي يطالبونه بالتوقف عن هذا السلوك الوحشي».
وفي وزارة الخارجية رفضت فيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم الوزارة، أن تقول، في إجابة على سؤال من صحافي، إن «الخطوة الدولية التالية في سوريا ستكون مثلما حدث في ليبيا»، إشارة إلى تدخل حلف الناتو لحماية المدنيين من نظام الرئيس السابق معمر القذافي. وقالت نولاند: «يوجد هنا تزايد في القلق من أن سوريا تقدم وعودا ثم تنقضها، وأنها تستعمل تكتيك المماطلة. وحسب تقارير القتل المتزايد، صار واضحا أن تعنت نظام الأسد في تزايد. هذا التعنت ليس سلوك حكومة تستعد حاليا لتنفيذ مقترحات الجامعة العربية التي كانت قالت قبل سبعة أسابيع إنها وافقت عليها. هذا تعنت حكومة لا تمكن الثقة فيها».
وفي باريس عبرت فرنسا مرة جديدة عن تشكيكها في النيات السورية وجدية عزم سلطاتها على الالتزام حقيقة ببروتوكول إرسال المراقبين العرب الذي وقعت عليه الاثنين الماضي. واستبق الوزير آلان جوبيه وصول طليعة المراقبين العرب أمس باتصال بأمين عام الجامعة العربية نبيل العربي، ليشدد على الشروط التي يتعين أن يعمل المراقبون من ضمنها. وبحسب ما أفادت به الخارجية أمس فإن جوبيه الذي عبر عن دعمه لدور الجامعة العربية ركز على ضرورة أن يتمكن المراقبون العرب من الوصول بأسرع وقت إلى المناطق السورية بحرية تامة ومن غير استثناء، بل من غير إعلام السلطات السورية مسبقا بوجهتهم، وذلك ليتمكنوا من التحقق من وقف العنف ومن إطلاق كل الموقوفين السياسيين وعودة الجيش إلى ثكناته ودخول الوسائل الإعلامية لسوريا. وأكدت الخارجية الفرنسية أنها «لن تترك المجال للتلاعب عليها أو أن تكون ضحية مناورة من طرف النظام السوري».
5ويعكس كلام جوبيه والخارجية شكوك باريس بصدق نيات الرئيس السوري ومدى جديته بتنفيذ مضمون البروتوكول الموقع والمبادرة العربية بأكملها التي ترى أنها كل لا يتجزأ.
وكما أن عين باريس على ما يجري ميدانيا، فهي تراقب عن كثب تطور المناقشات في مجلس الأمن الدولي بعد أن طرح الروس مشروع قرار واجهته الدول الغربية وبكثير من الفتور، لكنها رغم ذلك قبلت النقاش بشأنه باعتبار أنه يعكس بعضا من التحول في الموقف الروسي الذي كان يرفض بتاتا صدور قرار بشأن سوريا.
وأشار الناطق باسم الخارجية برنار فاليرو أمس إلى أن فرنسا «تنتظر من روسيا أن تعمل بكل ما يتوفر لها من أجل إحراز تقدم سريع في المفاوضات» الخاصة بمشروع القرار، داعية لأن يكون اجتماع أمس «فرصة لإحراز تقدم حاسم».
وأفادت مصادر فرنسية رسمية على اطلاع على ما يحصل في نيويورك بأنها «تتوقع أن تأتي روسيا بالرد على مطالب الغربيين لإجراء تعديلات» على مسودة المشروع الروسي، مضيفة أن اجتماعا آخر سيحصل الاثنين أو الثلاثاء القادمين، غير أن باريس تعي أن ما بين رغبتها في إحراز تقدم سريع وواقع المفاوضات مع روسيا «هوة كبيرة».
ولا تخفي المصادر الفرنسية التي تحدثت إليها «الشرق الأوسط» مخاوفها من أن تأتي روسيا بحجة جديدة مفادها أنه ما دامت دمشق قبلت مجيء المراقبين العرب إلى أراضيها فالأحرى انتظار ما سيصدر عنهم وما ستؤول إليه المبادرة العربية قبل أن يعمد مجلس الأمن إلى استصدار قرار.
ويريد الغربيون إدخال تعديلات أساسية على مشروع القرار الروسي، ليس أقلها المطالبة بدعم وتبني الخطة العربية واستصدار إدانة كاملة لقمع السلطات السورية ورفض مساواته بما يعتبرونه «دفاعا عن النفس» من قبل المتظاهرين، فضلا عن المطالبة بإجراءات وربما عقوبات دولية على دمشق وإجراءات لحماية المدنيين. وإذا تمسك الغربيون بهذه التعديلات فإن المساومات يمكن أن تأخذ وقتا طويلا.
تركيا تنقل اللاجئين من إقليم هاتاي إلى «كيليس».. وترسم «استراتيجية» جديدة لمواجهة التطورات السورية
مسؤولون ينفون «شائعات» عن إصابة أردوغان بالسرطان
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: ثائر عباس
علمت «الشرق الأوسط» من مصادر تركية رسمية أن السلطات التركية اتخذت قرارا بإقفال كل المعسكرات التي تؤوي لاجئين سوريين، وحصرها جميعا في معسكر واحد في محافظة «كيليس» في جنوب البلاد. وأشارت المصادر إلى أن المعسكر الجديد سيكون عبارة عن تجمع من المنازل الجاهزة تؤوي نحو 7500 «ضيف سوري» بعيدا عن العوامل المناخية القاسية التي تصيب بعض هؤلاء، خصوصا من يقيم منهم في خيام نصبت في أكثر من منطقة في محافظة هاتاي الجنوبية التي تشكل ما يعرفه السوريون بـ«لواء الإسكندرون» الذي يضم سكانا من أصول عربية.
وكشفت أحد المصادر أن المخيمات الموجودة سوف تبقى على حالها بعد إخلائها من ساكنيها تحسبا لأية موجات هجرة جديدة مع انتقال الأوضاع في سوريا إلى مراحل أصعب ووصول دفعات كبيرة من اللاجئين إليها. ونفت مصادر تركية أن يكون الأمر تعبيرا عن توقعات بطول الأزمة السورية، واضعا الأمر في خانة تحسين ظروف إقامة «الضيوف» وحصر التقديمات في مكان واحد بدلا من 7 مخيمات كما هو الوضع القائم الآن. وأشارت المصادر إلى أن مخيم «الجيش السوري الحر» الذي يضم ضباطا وجنودا انشقوا عن النظام سيبقى على حاله حتى إشعار آخر.
وكانت صحيفة «صباح» التركية ذكرت أن اجتماع مجلس الشورى العسكري الذي عقد الأسبوع الماضي برئاسة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قد خلص إلى رسم استراتيجية عسكرية جديدة تكثفت حول سوريا التي تتضمن نشر وحدة قوات خاصة تابعة لقوات الدرك يصل عددها إلى 700 عسكري على المواقع المهمة على الشريط الحدودي التركي السوري. وأضافت الصحيفة «إن القوات ستتولى مهام المراقبة والتفتيش والإشراف على الهجرة الجماعية المحتملة من سوريا إلى تركيا إضافة إلى إعاقة تسلل الانفصاليين إلى تركيا الذين يخططون للاستفادة من التطورات السلبية التي قد تشهدها الحدود مع اندلاع حرب عرقية أو مذهبية في سوريا». وتتمثل الخطوة الثانية المرسومة بالاستراتيجية العسكرية الجديدة في نشر طائرات تجسسية صناعة محلية في المناطق القريبة من الحدود لهدف جمع معلومات استخباراتية على مدى 24 ساعة ونقلها مباشرة إلى العاصمة أنقرة لتقييمها واتخاذ الخطوات اللازمة قبل أي تطور سلبي تشهده المدن الحدودية السورية خاصة مدينة حلب.
إلى ذلك، نفت مصادر رسمية تركية «شائعات» تناولت الوضع الصحي لرئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان الذي خضع في الأول من ديسمبر (كانون الأول) الحالي إلى عملية استئصال جزء من القولون، معتبرة أن ما تردد عن وعكة صحية ألمت به وعن إصابته بالسرطان «شائعات لا صحة لها».
وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن أردوغان يمارس أعماله بشكل شبه طبيعي بعد شفائه من العارض الصحي الذي ألم به واستوجب عملية جراحية بسيطة. وقال مسؤول في مكتب أردوغان في اتصال مع «الشرق الأوسط» إن رئيس الحكومة حضر أمس إلى مكتبه في مقر رئاسة الحكومة في اسطنبول كالمعتاد، وخرج للقيام ببعض الزيارات، وهو سوف يعمل غدا (اليوم) قبل أن ينتقل بعد غد (غدا) إلى أنقرة. وأضاف: «لقد خرج منذ خمس دقائق فقط.. وكان بصحة جيدة»، مشيرا إلى أن «المعلومات التي ترددت هي شائعات لن نرد عليها».
وكانت معلومات نشرت في بعض وسائل الإعلام أفادت دخول رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى مستشفى «الحاجي تبه» وسط العاصمة التركية أنقرة جراء تدهور حالته الصحية. غير أن المصدر أكد أن أردوغان لا يزال في إسطنبول التي يقضي فيها فترة النقاهة ويقوم ببعض الأعمال في مكتبه المطل على مضيق البوسفور.
وكان أردوغان خضع لعملية جراحية لاستئصال 25 سنتيمترا من القولون قبل ثلاثة أسابيع، قال بعدها طبيبه الخاص إنه لم يعثر على أية «أورام سرطانية»، غير أن موقع «دبكا» الإسرائيلي أكد أمس إصابة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بالفعل بمرض بسرطان القولون. ونقل الموقع عن مصادر أوروبية أن أردوغان يعاني من سرطان القولون السيني المستقيمي، متوقعا وصول حالة أردوغان المرضية إلى المرحلة الثالثة والتي يصعب فيها طبيا مواجهة تضاعف الخلايا السرطانية التي تصيب أعمق جدار القولون وتسرب بعض الخلايا السرطانية إلى الخلايا والعقد الليمفاوية ومن ثم إلى مجرى الدم مما قد يصيب الكبد أو الكلى بالسرطان.
بعض مؤيدي النظام حاول تعكير الجو
اعتصام سوري ـ لبناني في ساحة الحرية يطالب برحيل الأسد
“يا جرثومة يا جبار .. إرحل عنا يا بشار”، “مطلوب حياً أو ميتاً.. يا هارب من وجه العدالة”، عبارات هتف بها حشد من المعارضين والناشطين السوريين إلى جانب مناصرين لبنانيين في اعتصام ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد وأجهزته المخابراتية، التي لا تكف يومياً عن قتل أبناء الشعب السوري المضطهد والمطالب بالحرية والديموقراطية وتشريدهم.
هذا الاعتصام الذي أقيم في ساحة الحرية أمس، يأتي بعد عشرات الاعتصامات التي أقيمت في المناطق اللبنانية كافة من أجل الغاية نفسها، ودعت اليه مجموعة من المثقفين والإعلاميين، وشارك فيه إضافة الى بعض الإعلاميين من وسائل محلية وعربية، وزير التربية السابق حسن منيمنة وأمين سر حركة “اليسار الديموقراطي” النائب السابق الياس عطاالله وآخرون.
وأكد منيمنة في حديث الى “المستقبل” أن “مشاركتنا في هذا الإعتصام ليست إلا تعبيراً عن مناهضتنا للعنف الوحشي الذي يتعرّض له الشعب السوري منذ 10 أشهر، والنظام السوري لا يهز له جفن، بل على العكس يسارع إلى تلميع صورته في الإعلام، متهماً الشعب بأنه هو من يعتدي على الشرطة”، متمنياً أن “ينال الشعب السوري حريته قبل حلول العام الجديد، ليفتتح عاماً جديداً مليئاً بالحرية وخالياً من أي عنف وديكتاتورية”.
من جهته، رأى عطاالله أن “موعد زوال نظام بشار الأسد اقترب، والمسألة متعلقة بالوقت. فأوراق الأسد سقطت جميعها، والشعب السوري لن يساوم على حريته وكرامته”، موضحاً أن مشاركة اللبنانيين مع إخوانهم السوريين “تأتي من باب الظلم نفسه الذي عانى منه كلا الطرفين من النظام نفسه”.
وكان اللافت في الإعتصام مشاركة مجموعة من الشبان والشابات فرت من مدينة حمص منذ أسبوع، بينهم الناشط في صفحة “مغسل ومشحم حمص الدولي للدبابات” على موقع التواصل الإجتماعي “فايسبوك” رائد يوسف الذي أكد أن “ما يتناوله الإعلام السوري ليس إلا تضليلاً وتعتيماً، لا سيما قناة “الدنيا” التي يملكها أقارب لبشار الأسد منهم غسان حمشو وماهر الأسد، ومن الطبيعي أن تهاجم هذه القناة الثوار، وذلك عن طريق تركيب أفلام مزوّرة كالتي قدمها وزير الخارجية وليد المعلم على أساس أن بعض الإرهابيين قتل عناصر من الجيش، ليتبيّن لاحقاً أنه فيلم من جريمة كترمايا في لبنان”.
وشددت الناشطة شذا دبسي، التي فرت مع أهلها منذ أسبوع من حمص بعد مقتل عمها، على أن “ما يدور داخل حمص بحق المواطنين أفظع بكثير مما تنقله كاميرات الإعلام”، موضحة أن “عمها اقتيد من دكانه إلى مركز المخابرات في منطقة السلميّة (داخل حمص)، وأجبر على الاعتراف بأنه من المندسين وأحد الجواسيس العاملين لمصلحة الاستخبارات الأميركية، وتم تصويره لعرض اعترافات كاذبة على قناة “الدنيا”، ثم قتلوه ورموا جثته قرب نهر العاصي، ولهذا السبب هربنا من حمص ولجأنا إلى لبنان”.
وكما جرت العادة وككل اعتصام مشابه، حضر شباب الحزب “القومي” يساندهم أعضاء في أحزاب أخرى، رافعين صورا للأسد والامين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصر الله ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ولم يتوانوا عن إطلاق الشتائم والكلمات النابية بحق المعتصمين داخل ساحة الحرية، ما دفع عناصر الجيش اللبناني المولج حماية المعتصمين الى منعهم من الاقتراب تحسباً لأي إشكال قد يتطور إلى قتال.
الجامعة تستضيف مؤتمراً للمعارضة قريباً
طلائع المراقبين في سوريا و”غرفة عمليات” للمتابعة
وصلت طلائع بعثة المراقبين العربية إلى سوريا، أمس، للتحضير لوصول باقي الأعضاء، في وقت تستضيف الجامعة العربية مؤتمراً موسعاً للمعارضة السورية مطلع يناير/ كانون الثاني المقبل . وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن سقوط 19 قتيلاً في مناطق عدة من سوريا، بينهم 12 مدنياً، فيما أظهرت رسالة وجهتها الحكومة السورية للأمم المتحدة مقتل 2000 عسكري وعنصر أمن منذ بدء الاحتجاجات في مارس /آذار الماضي .
وكشفت مصادر مطلعة عن خلافات بين أعضاء لجنة إعداد الدستور حول مدة ولاية الرئيس . ودعا ناشطون إلى تنظيم احتجاجات اليوم تحت مسمى “جمعة بروتوكول الموت” .
وانتقدت دمشق، أمس، التقارير المقدمة إلى الأمم المتحدة حول أوضاع حقوق الانسان في سوريا ووصفتها “بالمسيسة والانتقائية وغير الموضوعية” وانها تتماشى مع أجندات خارجية تريد تدمير سوريا .
وقالت سوريا في رسالة وجهتها إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ومجلس حقوق الانسان رداً على التقارير حول الأوضاع فيها “إن التقارير المضللة التي قدمتها مفوضة حقوق الإنسان وما يسمى بلجنة التحقيق الدولية تناولت أوضاع حقوق الإنسان في سوريا بشكل مسيس وغير مهني وانتقائي وغير موضوعي وبشكل يتماشى مع أجندات دول بعينها تريد تدمير سوريا والتدخل العسكري فيها”، وتابعت ان ذلك تم “بدعوى حماية المدنيين في الوقت الذي تم فيه إغماض الأعين عن انتهاكات حقوق الإنسان الجسيمة والخطيرة التي تقوم بها المجموعات الارهابية وملايين الدولارات التي تتدفق إليها على شكل أموال وأسلحة ودعم إعلامي ولوجستي بهدف تخريب سوريا وقتل شعبها” .
وقالت في الرسالة التي نقلتها وكالة الانباء السورية إن “سوريا تعاونت مع كل مؤسسات الأمم المتحدة وزودتها بالعديد من الوثائق والمعلومات الموثقة عن واقع الحال في سوريا إلا أنه تم تجاهل كل ذلك وتمت تسميتها ادعاءات”، وتابعت “أنه سقط حتى الآن نحو 2000 شهيد من قوى الأمن والجيش في اعتداءات مسلحة” .
وفي القاهرة، شكلت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية غرفة عمليات لمتابعة تقارير وفود بعثة الجامعة المتجهة إلى سوريا .
وكلف نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير عدنان الخضير الأمين العام المساعد لقطاع الموارد البشرية والمالية والخدمات العامة برئاسة غرفة العمليات مع فريق من موظفي الأمانة العامة المتخصصين في المجالات ذات الصلة .
وكشف النقاب عن الخطوات التي ستقوم بها مقدمة بعثة المراقبين العرب التي ستبدأ مهمتها اليوم بالأراضي السورية، وذلك في ضوء ما ذكره الأمين العام للجامعة العربية في لقائه مع وفد من المعارضة السورية أمس الأول .
وقال الناشط السوري معتز مقلب، والذي يرأس حزب الكرامة إن العربي أبلغ وفد المعارضة بأن مقدمة بعثة المراقبين ستعقد في مباشرتها لأولى مهامها اجتماعا مع لجنة الاتصالات التي شكلتها الحكومة السورية كحلقة اتصال بين الطرفين، وأنه سيتم توزيع أعضاء اللجنة على المحافظات السورية وسيبدؤون من دمشق وحمص، ثم إلى باقي المحافظات تباعا .
وشرح العربي للوفد وفقا للناشط السوري تفاصيل مهمة المراقبين التي قال إنها تتمثل في تصوير الآليات العسكرية إن وجدت بالمدن، وتصوير المظاهرات، وزيارة السجون والمستشفيات، وزيارة بعض الأماكن الخاصة وفقا للتواصل مع المعارضة والناشطين السياسيين، وتصوير أجهزة الأمن المدنية والعسكرية وكل من يحمل سلاحا .
ولفت مقلب إلى أن المراقبين سيكون لهم زي معين وشارة توضع على اليد وقبعة مخصصة للرأس، وستكون هناك غرفة عمليات بالقاهرة، ستقوم بتزويد المراقبين في سوريا بكل جديد يصل إليها من المعارضة والنشطاء السوريين، وأضاف “إن أحد أعضاء اللجنة من الثوار المصريين، الذين شاركوا في ثورة 25 يناير . وتم تزويدنا بالبريد الإلكتروني لغرفة العمليات بالقاهرة وبعض أعضاء اللجنة وأرقام هواتفهم للاتصال بهم .
وقال المعارض السوري “إنه في البداية كان مخصصا لحمص 10 مراقبين إلا أنني شرحت لهم أن حمص رقعتها الجغرافية كبيرة، وتحتاج إلى عدد أكبر من المراقبين، فقرروا زيادة العدد مبدئيا حتى يتم استكماله إلى 20 مراقبا، وسيكون لجبل الزاوية عدد جيد يتناسب مع طبيعته الجبلية”، وتابع “شرحنا للجامعة العربية أن النظام السوري قام بنقل المعتقلين إلى وحدات عسكرية، فطلبوا منا تسليمهم قوائم بالمعتقلين نقوم بإعدادها حاليا .
في هذه الأثناء، دعا نائب الرئيس السوري السابق والأمين العام لما يسمى “الهيئة الوطنية لدعم الثورة السورية” عبد الحليم خدام في رسالة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي، إلى اتخاذ كل الوسائل لحماية السوريين، بما فيها التدخل العسكري .
وحذّرت منظمة العفو الدولية من أن فرض سوريا عقوبة الإعدام على كل من يزوّد الإرهابيين بالأسلحة سيفاقم إراقة الدماء في هذا البلد .
المجلس الوطني السوري يتهم النظام بتدبير تفجيرات دمشق و حزب الله يتهم واشنطن
نيقوسيا – اتهم المجلس الوطني السوري المعارض نظام الرئيس بشار الاسد بتدبير الهجومين اللذين استهدفا الجمعة مقرات امنية في دمشق واوقعا بحسب السلطات السورية اربعين قتيلا وعشرات الجرحى.
وقال المجلس في بيان على موقعه “ان النظام السوري وحده يتحمل المسؤولية المباشرة عن التفجيرين الإرهابيين مع أجهزته الأمنية الدموية التي أرادت أن توجه رسالة تحذير للمراقبين (العرب) بعدم الاقتراب من المقرات الأمنية وأخرى للعالم بأن النظام يواجه خطرا خارجيا وليس ثورة شعبية تطالب بالحرية والكرامة”.
واضاف البيان “إن التفجيرين اللذين حدثا في وقت متقارب، تزامنا مع بدء وصول المراقبين العرب للكشف عن جرائم النظام وعمليات القتل التي يقوم بها بحق المدنيين والمتظاهرين السلميين في سوريا”.
كما اتهم المجلس الوطني النظام السوري ب”نقل آلاف المعتقلين إلى مقرات عسكرية محصنة، وتحذير الأطباء والعاملين في المشافي من الإدلاء بأي تصريحات للمراقبين العرب، ومحاولة إخفاء أي آثار تدل على حدوث عمليات قتل أو تعذيب أو مقابر جماعية يتم فيها إخفاء الذين يتم قتلهم على أيدي زبانية النظام”.
وتابع البيان “ان الشهداء الذين سقطوا اليوم هم جزء من ثمن الحرية التي يدفعه السوريون للتخلص من نظام الاستبداد والجريمة، وسيحاسب الذين ارتكبوا تلك الأعمال أمام العدالة، ولن يجدي النظام نفعا أي محاولة للتعمية عن جرائمه”.
كما اتهم النظام بالتخطيط “لارتكاب مزيد من عمليات التفجير في سوريا بهدف إشاعة أجواء من الرعب والفوضى، ومنع المراقبين العرب من الوصول إلى الحقائق التي باتت معروفة لدى الرأي العام في سوريا وفي العالم أجمع”. واتهمت السلطات السورية تنظيم القاعدة بالوقوف وراء التفجيرين اللذين استهدفا مقر جهاز امن الدولة ومبنى المخابرات في حي كفرسوسة في دمشق معلنة انهما اوقعا 40 قتيلا وعشرات الجرحى.
في ذات الوقت أدانت جماعة حزب الله اللبنانية الشيعية التفجيرين اللذين وقعا اليوم الجمعة في العاصمة السورية دمشق ، ووصفتهما بـ”الجريمة الإرهابية المروعة” ، قائلة إنهما “من اختصاص الولايات المتحدة”.
وقال بيان صادر عن حزب الله اليوم الجمعة: “تأتي الجريمة الإرهابية المروعة التي ارتكبها أعداء الإنسانية في مدينة دمشق قبل ظهر اليوم بعد يوم واحد من التفجيرات المنسقة التي استهدفت بغداد والمدن العراقية الأخرى ، ما يوحي بأن القوى المتضررة من الهزيمة الكبرى التي لحقت بالولايات المتحدة ، وأدت إلى خروج قواتها ذليلة من العراق ، قد بدأت بعملية انتقام دموية جبانة ، تتمثل باستهداف كل القوى والدول التي كان لها موقف واضح من الاحتلال الأمريكي ، والتي ساعدت المقاومة العراقية البطلة في جهادها لإخراج المحتل الأمريكي”.
وأضاف البيان: “إن حزب الله ، إذ يدين هذه الجريمة الفظيعة ، فإنه يؤكد على أن مثل هذه الجرائم الإرهابية لن تفت في عضد القوى المقاومة والممانعة ، ولن تعطي الأمريكيين والصهاينة وحلفاءهم في المنطقة الفرصة لتمرير مخططاتهم الخبيثة على حساب حقوق أمتنا”.
وأوضح البيان أن “هذه التفجيرات التي أسفرت عن استشهاد وجرح العشرات من الأشخاص ، معظمهم من النساء والأطفال ، هي من اختصاص الولايات المتحدة أم الإرهاب ، وأصابعها الممتدة في منطقتنا ، والمتخصصة في استهداف الأبرياء وقتلهم وترهيبهم ، لدفعهم إلى الانصياع للسياسة الأمريكية الساعية لتحقيق المصلحة الصهيونية التي يضعها الأمريكيون فوق كل اعتبار”.
كان انفجاران هزا العاصمة السورية دمشق اليوم الجمعة ، استهدف أحدهما إدارة أمن الدولة والآخر أحد الأفرع الأمنية ، وأسفرا عن مقتل 30 شخصا على الأقل وإصابة مئة آخرين بجروح ، معظمهم في حالة خطيرة.
سويسرا جمدت 50 مليون فرنك وكندا ضاعفت العقوبات على سوريا
جنيف – اتاحت العقوبات المالية على سوريا تجميد 50 مليون فرنك سويسري (40,8 مليون يورو) على ما اعلنت وزارة الاقتصاد السويسرية الجمعة.
وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماري افيه لوكالة فرانس برس ان هذا المبلغ هو “الاموال السورية المجمدة في سويسرا منذ فرض العقوبات في ايار- مايو الماضي
وتشمل اللائحة السوداء السويسرية 19 شركة و74 شخصية سورية بحسب المتحدثة.
ومن بين الشخصيات الرئيس السوري بشار الاسد ووزير الداخلية ابراهيم الشعار وضباط وموظفون كبار في وزارة الداخلية.
وشددت سويسرا عقوباتها في 9 كانون الاول/ديسمبر ما ادى الى تجميد 45 مليون فرنك تقريبا (36,9 ملايين يورو).
واشار تقييم للامم المتحدة ان القمع في سوريا ادى الى مقتل 5000 شخص على الاقل منذ منتصف اذار/مارس. واعلنت السلطات السورية التي تنسب الاضطرابات الى “عصابات مسلحة” مقتل اكثر من الفي عنصر من الجيش وقوى الامن.
وفي اوتاوا اعلنت كندا الجمعة سلسلة جديدة من العقوبات على سوريا بسبب القمع الدامي لحركة الاحتجاجات على نظام دمشق.
وقال وزير الخارجية الكندي جون بيرد ان هذه العقوبات الجديدة تشمل حظر جميع الواردات السورية باستثناء المنتجات الغذائية واي استثمارات في سوريا اضافة الى تصدير اي معدات مراقبة هاتفية ومعلوماتية الى هذا البلد.
كما ضمت اوتاوا اشخاصا وكيانات اضافية مرتبطة بنظام الرئيس السوري بشار الاسد الى لائحة تم الذين جرى تجميد اموالهم ومنع اي تبادل معهم.
وسلسلة العقوبات هذه هي الرابعة التي تتبناها كندا منذ بدء النزاع في سوريا.
وندد بيرد ب”العنف المفرط ضد الشعب السوري” الذي “ما زال يوقع الكثير من القتلى”.
وقال الوزير ردا على اسئلة الصحافيين “الاسد سيسقط. حكومته ستسقط. الامر ليس الا مسألة وقت، فلا مستقبل لديه”.
دمشق لا تستبعد “التأزم بلبنان” وتتوقع “تسوية بوابتها العراق“
النظام السوري “يلعب على المكشوف” مع بعثة العرب وأعدّ لها “معادلة”: تظاهر وتظاهر مضاد
مع إعراب الرئيس السوري بشار الأسد في رسالة تعزية زعيم كوريا الشمالية الجديد برحيل والده كيم جونغ إيل عما اعتبرها “خسارة كبيرة” أصابت “الشعوب التي تناضل من أجل الحرية والعدالة والسلام”، وعشية جمعة “بروتوكول الموت، رخصة مفتوحة للقتل” في إشارة من المعارضة السورية إلى “استغلال النظام السوري توقيعه على بروتوكول جامعة الدول العربية لتكثيف عملياته العسكرية الهمجية” ضد الشعب السوري المنتفض لتحقيق مطالبه بالحرية والعدالة والسلام (!) وفق بيانات المعارضة على صفحات التواصل الإجتماعي الإلكتروني.. وصلت طليعة بعثة مراقبي جامعة الدول العربية بعد ظهر الخميس إلى دمشق برئاسة السفير سمير سيف اليزل، على أن تبدأ مهمتها بتأمين المسائل اللوجستية والتنظيمية لمجموعات جديدة من المراقبين تبدأ بالوصول تباعًا إلى الأراضي السورية إبتداءً من نهار الأحد المقبل حتى اكتمال عددهم البالغ ما بين 150 و200 مراقب مدني وعسكري بقيادة رئيس المهمة الفريق أول ركن السوداني محمد احمد مصطفى الدابي.
وفي الأثناء، يسود الترقب والتوجّس أروقة النظام السوري حيال مفاعيل مهمة مراقبي جامعة الدول العربية، حسبما عبّر مصدر وثيق الصلة بالقيادة السورية لموقع “NOW Lebanon” لافتًا في هذا السياق إلى أنّ “سوريا تعتبر أنها دخلت مرحلة اختبار نوايا تجاه ما تضمره الدول العربية تجاه سوريا”، وأضاف المصدر: “اللعب” صار على المكشوف، والقيادة السورية تدرك جيدًا أن المطلوب، وما سيحصل فعلاً في الفترة المرافقة لعمل مراقبي الجامعة العربية، هو رفع وتيرة المظاهرات بوجه النظام في ظل وجود المراقبين على الأراضي السورية”، مشيرًا في المقابل إلى أنّ “القيادة السورية متحسّبة لهذا السيناريو وهي أعطت أوامرها للجيش بالانسحاب من أماكن تواجده وضبط النفس في التعاطي مع تحركات المعارضة الميدانية، على أن يكون التوجّه المقابل في الأيام المقبلة وفق معادلة تقضي بأنّ أية تظاهرة تقوم ضد النظام ستقوم في وجهها تظاهرة مضادة مؤيدة للنظام”.
وإذ شدد على كون توقيع سوريا على بروتوكول جامعة الدول العربية إنما أتى “تجاوبًا مع رغبة موسكو في توقيع هذا البرتوكول واستجابةً لنصيحة عراقية تصب في الاتجاه نفسه، خصوصًا وأنّ العراق كان قد أبلغ الدول العربية نيته عدم السير في تنفبذ العقوبات العربية على سوريا”، ألمح المصدر وثيق الصلة بالقيادة السورية إلى ارتباط الأحداث وتشابكها بعضها ببعض في المنطقة، من خلال حديثه عن “تسوية إقليمية شاملة مرتقبة تكون بوابتها العراق”، مؤكدًا في هذا الإطار “تفاقم القلق عربيًا وإقليميًا ودوليًا من مستجدات الأحداث السياسية والأمنية في العراق والتي قد تبلغ مرحلة أخطر مما تشهده سوريا”، ولم يستبعد على هذا الأساس أن تشهد المرحلة المقبلة “مزيدًا من التأزم والضغوط” في عدد من ساحات المنطقة، سيما منها ذات الإستقرار الهش “كالعراق ولبنان”.
وفي معرض الحديث عن لبنان، أكد المصدر نفسه أنّ “الأمور لم تُحسم بعد بشأن إمكانية مشاركة لبنان في مهمة المراقبين المنتدبين إلى سوريا”، موضحًا أنّ “البحث في هذا الموضوع لم يصل بعد إلى نتيجة حاسمة لناحية استجابة لبنان من عدمها لطلب جامعة الدول العربية إيفاد مراقبين لبنانيين إلى الأراضي السورية”.
وعن تأكيد وزير الدفاع اللبناني فايز غصن “تسلّل عناصر من القاعدة” إلى لبنان وما أثاره هذا التصريح من تعليقات وردود مضادة، إكتفى المصدر وثيق الصلة بالقيادة السورية بالقول: “في ضوء توافر معلومات عن دخول نحو500 متسلل خلال الفترة الأخيرة من سوريا إلى لبنان، جرت اتصالات مع الجهات اللبنانية المختصة والجيش اللبناني بهدف ضبط الحدود ومنع فلتانها” بين البلدين.
“المجلس الوطني السوري”: النظام وحده يتحمّل مسؤولية مباشرة عن تفجيري دمشق
علّق “المجلس الوطني السوري” المُعارض على التفجيرين اللذين هزّا العاصمة السورية دمشق اليوم، فقال في بيان: “في خطوة تعبّر عن سلوك النظام السوري وتفكيره الدموي والإجرامي، شهدت العاصمة دمشق اليوم تفجيرين إرهابيين أوديا بحياة مواطنين سوريين أبرياء، إن التفجيرين الذين حدثا في وقت متقارب، تزامناً مع بدء وصول المراقبين العرب للكشف عن جرائم النظام وعمليات القتل التي يقوم بها بحق المدنيين والمتظاهرين السلميين في سوريا، وإن النظام السوري وحده يتحمل المسؤولية المباشرة عن التفجيرين الإرهابيين مع أجهزته الأمنية الدموية التي أرادت أن توجّه رسالة تحذير للمراقبين بعدم الاقتراب من المقرات الأمنية، وأخرى للعالم بأن النظام يواجه خطراً خارجياً وليس ثورة شعبية تطالب بالحرية والكرامة”.
وتابع المجلس: “إنّ ماحدث جاء أيضاً مقترناً بإجراءات بدأها النظام منذ عدة أيام، حيث عمل على نقل آلاف المعتقلين إلى مقرات عسكرية محصّنة، وتحذير الأطباء والعاملين في المشافي من الإدلاء بأي تصريحات للمراقبين العرب، ومحاولة إخفاء أي آثار تدل على حدوث عمليات قتل أو تعذيب أو مقابر جماعية يتم فيها إخفاء الذين يتم قتلهم على أيدي زبانية النظام”، مشيراً إلى أن “الشهداء الذين سقطوا اليوم هم جزء من ثمن الحرية التي يدفعه السوريون للتخلص من نظام الاستبداد والجريمة، وسيحاسَب الذين ارتكبوا تلك الأعمال أمام العدالة، ولن يجدي النظام نفعاً أي محاولة للتعمية عن جرائمه”، وحذّر المجلس “من أن مسؤولي النظام يخططون لارتكاب مزيد من عمليات التفجير في سوريا بهدف إشاعة أجواء من الرعب والفوضى، ومنع المراقبين العرب من الوصول إلى الحقائق التي باتت معروفة لدى الرأي العام في سوريا وفي العالم أجمع”.
(مكتب الإعلام)
الناطق بإسم خارجية سوريا: تفجيرا دمشق يحملان بصمات الفكر السلفي وتنظيم القاعدة
أعلن الناطق بإسم الخارجية السورية جهاد المقدسي أنَّ “الأمن مستتب بدمشق، لكن هناك حزن يلفّ العاصمة (السورية) لما جرى اليوم (التفجيران اللذان حصلا في دمشق) والمجتمع السوري في صدمة”. وفي حديث لمحطة “Otv”، إعتبر المقدسي أنَّ “ما حصل يحمل بصمات الفكر السلفي وتنظيم القاعدة”، وأضاف: “نعود بالأحداث إلى تموز الماضي (إلى تصريح زعيم تنظيم “القاعدة”) أيمن الظواهري الذي أشار فيه إلى أنَّ سوريا “ساحة جهاد”، ثم قرأنا في صحيفة “الحياة” تصريحات لبنانية عن تسلل عناصر من تنظيم “القاعدة” من عرسال، وتُوّجت الأحداث اليوم بالانفجارين”. وإذ رأى أنَّ “هذا غريب عن الشعب السوري”، أمل المقدسي أن يسمع “إدانات من العالم كما أدانت سوريا سابقًا تفجيرات إرهابية طالت الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرهما”.
ورداً على سؤال بشأن إتهام “المجلس الوطني السوري” للنظام السوري بتدبير التفجيرات التي جرت في دمشق اليوم، أجاب المقدسي: “ليس مفاجئاً ذلك، فنحن في إشتباك سياسي مع المعارضة الخارجية، ونحن نقول إنَّه مبدئياً تنظيم القاعدة هو المسؤول عن التفجيرين، وسنعلن ما نتوصل إليه (في التحقيقات)”، معتبراً أنَّه “من المعيب على أي معارض أن لا يدين هذه الحادثة، وليس هي فحسب بل غيرها كالاعتداء على الطيارين السوريين”. وختم المقدسي حديثه قائلاً: “نحن نحترم المعارضة لكن لا نحترم من لا يقف عند دماء أبناء شعبه”.
(رصد NOW Lebanon)
واشنطن تؤكد أن تفجيرات دمشق يجب ألّا تعيق عمل المراقبين العرب
دانت الادارة الأميركية على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك تونر تفجيرات دمشق، مؤكدةً أنَّها “لا ينبغي أن تعيق عمل بعثة المراقبين العرب التي تتقصى الحقائق بشأن قمع حركة الاحتجاج في سوريا”. وشدد تونر أنَّ “لا شيء على الاطلاق يمكن أن يبرر الارهاب”.
وذكر بأنَّ “الادارة الأميركية أدانت العنف في سوريا أيًّا كان مصدره وكذلك الأشهر التسعة الطويلة التي مارس فيها نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد التعذيب والعنف لقمع تطلعات الشعب السوري إلى تغيير سياسي سلمي”. وأمل تونر أن “تستمر هذه المهمة من دون عراقيل وسط أجواء من اللاعنف”. وختم مؤكداً: “على النظام التعاون سريعاً وبالكامل مع بعثة المراقبين”.
(أ.ف.ب.)
سقوط 40 قتيلاً و 100 جريح في هجومين بدمشق.. والمعارضة تتهم النظام
التلفزيون السوري يتهم “القاعدة”
العربية.نت
اتهم المجلس الوطني السوري المعارض نظام الرئيس بشار الأسد بتدبير الهجمات التي استهدفت الجمعة مقرات أمنية في دمشق وأوقعت بحسب السلطات السورية أربعين قتيلاً وعشرات الجرحى.
وقال المجلس في بيان على موقعه “إن النظام السوري وحده يتحمل المسؤولية المباشرة عن التفجيرين الإرهابيين مع أجهزته الأمنية الدموية التي أرادت أن توجه رسالة تحذير للمراقبين (العرب) بعدم الاقتراب من المقرات الأمنية وأخرى للعالم بأن النظام يواجه خطرا خارجيا وليس ثورة شعبية تطالب بالحرية والكرامة”.
وكانت قناة الدنيا الحكومية السورية قالت إن 40 قُتلوا وأصيب 100 في تفجيرين وقعا في دمشق اليوم الجمعة وذلك نقلا عن أحد مراسليها بالموقع.
وأضافت القناة أن معظم الضحايا في التفجيرين اللذين وقعا قرب موقعين أمنيين بالعاصمة من المدنيين.
وأعلن التلفزيون الحكومي السوري أن انتحاريين في سيارتين مفخختين نفذا الهجومين اللذين استهدفا اليوم الجمعة مقرّين أمنيين في دمشق، وأن تنظيم القاعدة وراء الهجومين.
وذكر التلفزيون السوري أن “عمليتين إرهابيتين وقعتا في دمشق، إحداهما تستهدف أمن الدولة، والأخرى أحد الأفرع الأمنية، وتشير التحقيقات الأولية إلى أنها من أعمال تنظيم القاعدة”.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان نقلاً عن شاهد آخر أن إطلاق نار كثيف وقع بعد الانفجارين.
وإلى ذلك، أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية سقوط 4 قتلى، اليوم الجمعة، برصاص الأمن السوري. وتشهد سوريا تظاهرات تحت اسم “بروتوكول الموت” احتجاجاً على تصاعد أعمال القتل منذ توقيع دمشق بروتوكول الجامعة العربية، كما يقول المحتجون.
وقد أفادت لجان التنسيق المحلية بقيام الأمن السوري بإطلاق الرصاص على تظاهرات في حماة فجراً لتفريقها بالقوة, كما قامت الدبابات السورية بقصف عنيف على حي البياضة في حمص.
وإلى ذلك، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، إن “الحركة لم تتخذ قرارا بمغادرة سوريا”، موضحا أن “من غادر هم بضعة عائلات لأمور شخصية”.
40 شخصاً قُتلوا أمس
وكانت الهيئة العامة للثورة السورية أكدت أن 40 شخصاً قتلوا أمس الخميس برصاص الأمن والجيش السوريين، معظمهم في إدلب وحمص، وأشارت إلى استمرار العمليات العسكرية في مختلف أنحاء البلاد.
وتزامن استمرار أعمال القتل مع وصول وفد طليعة بعثة المراقبين العرب إلى دمشق. وأعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، أن مهمة هذا الوفد هي التحقق من تنفيذ الحكومة السورية لتعهداتها.
ودعت لجان التنسيق المحلية في بيان لها أي صحافي تحرمه السلطات السورية من تأشيرة دخول سوريا، لإبلاغها حتى تقوم بإعلام الجهة المختصة بتنفيذ بروتوكول الجامعة العربية.
برلين تحتج على السفير السوري
وإلى ذلك، قالت وزارة الخارجية الالمانية إنها استدعت السفير السوري في برلين للمطالبة بالوقف الفوري لحملة القمع الوحشية التي تشنها القوات السورية ضد المناهضين للنظام.
وقال بوريس روغ، مسؤولُ شؤون الشرق الاوسط في وزارة الخارجية، إن الاعمال الوحشية التي ترتكبها قوات الامن ضد الشعب السوري غير مقبولة بتاتاً, وتمثل انتهاكاً صارخاً للاتفاق الذي أبرمته سوريا مع الجامعة العربية.
وأضاف في بيان أنه “يجب أن يسأل كل شخص نفسه اذا كان يستطيع من الناحية الأخلاقية خدمة مثل هذا النظام”. وتابع “أن الحكومة الالمانية ستواصل ممارسة الضغط على نظام الرئيس بشار الاسد”.
وأكد في مقابلة مع “العربية” أن العنف يتصاعد بالرغم من وجود المراقبين العرب في سوريا.
السفارة السعودية في دمشق تقلص عدد موظفيها إلى الحد الأدنى
نتيجة استمرار أعمال العنف
العربية.نت
تتجه المملكة العربية السعودية إلى إغلاق سفارتها في سوريا، بعد أن استبقت القرار بخطوة تقليص ممثليها الدبلوماسيين إلى الحد الأدنى، نتيجة لاستمرار حالة العنف التي يمارسها نظام الأسد ضد مواطنيه، ووصول الأمر إلى تهديد حياة الدبلوماسيين العاملين على الأراضي السورية.
وقال مصدر مطلع على الإجراء في تصريح لصحيفة “الوطن” السعودية أمس إن خطوة تقليص الدبلوماسيين، فرضتها الأوضاع الخطرة وتزايد رقعة العنف، في حين أن الهدف من الإجراء حماية أعضاء البعثة الدبلوماسية من الأخطار والتهديدات.
ولفت إلى أن تقليص الدبلوماسيين لم يكن خيارا مرغوبا، إلا أن الأوضاع الخطرة المتزايدة في دمشق فرضته، مضيفا “قد تلجأ المملكة لاحقا إلى قرار بإغلاق سفارتها العاملة في سوريا، وإن تم ذلك فلن تكون المملكة الوحيدة التي لجأت إلى إغلاق سفارتها هناك، بل سبقتها إلى ذلك مجموعة من الدول”.
وشدد المصدر على حرص حكومة المملكة على عدم تعريض مواطنيها أو بعثتها الدبلوماسية لأي خطر، خاصة أن سوريا أصبحت منطقة خطرة والقتل فيها بالعشرات يوميا، وأن الظروف الحالية واستمرار العنف وتزايده في أماكن متعددة واقتراب التهديدات من الدبلوماسيين فرضت اتخاذ الخطوات اللازمة لحماية الدبلوماسيين هناك.
الاتحاد الأوروبي: وقف العنف في سورية يشكل أولوية
بروكسل (23 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
عبر الإتحاد الأوروبي عن إدانته للعنف في سورية، مؤكداً أن وقف العنف في هذا البلد يشكل أولوية بالنسبة لأوروبا
جاء هذا الموقف في تعليق أدلت به مايا كوسيانيتش، المتحدثة باسم الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي كاترين آشتون، على الإنفجارين اللذين وقعا اليوم في العاصمة السورية دمشق، حيث قالت ” بالنسبة لنا نحن ندين العنف مهما كان مصدره” وفق كلامها
-وكررت موقف الإتحاد الأوروبي الداعي إلى العمل من أجل وقف العنف بشكل فوري في سورية، وأضافت “نحن نعتقد أن التطبيق الكامل لمبادرة الجامعة العربية بشأن سورية هو مفتاح الطريق المؤدي إلى هذا الهدف” حسب تعبيرها
وأشارت إلى أن الإتحاد الأوروبي دأب على مطالبة السلطات السورية بالعمل من أجل فتح الطريق أمام مرحلة انتقالية سلمية نحو الديمقراطية
وجددت المتحدثة التلويح بالعمل الدولي في مجلس الأمن حول الملف السوري، وختمت “لا زلنا نبذل جهودنا لدفع مجلس الأمن إلى التحرك” كما قالت
فيينا: العشرات يتظاهرون أمام مقر السفارة السورية
فيينا (23 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء
تظاهر العشرات من المواطنين السوريين أمام مقر سفارة بلادهم في العاصمة النمساوية فيينا اليوم الجمعة
وقال أحد منظمي المظاهرة الناشط ربحان رمضان أن المظاهرة “جاءت بالتزامن مع المظاهرات التي تشهدها سورية” في ما يعرف بـ “جمعة بروتوكول الموت”، و “للتنديد بالقمع الوحشي والمجازر التي يرتكبها النظام وللتأكيد على مطالب الشعب بالحرية واسقاط الديكتاتورية” في دمشق
ورفع المتظاهرون الذين تجمعوا أمام مقر البعثة الدبلوماسية السورية في فيينا، علم بلادهم القديم، بينما كانوا يرددون شعارات تنادي باسقاط نظام حكم الرئيس السوري بشار الأسد، وتدعو للوحدة بين السوريين وللتغيير السلمي في دمشق
باريس تخشى حربا أهلية في سورية وتتمسك بسلمية الحراك
باريس (23 كانون الاول/ ديسمبر) وكالة (اكي) الايطالية للأنباء
أعربت باريس اليوم عن مخاوفها من الانزلاق الى حرب أهلية في سورية وشددت على ضرورة الحفاظ على الطابع السلمي للحركة الاحتجاجية
وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو في مؤتمر صحافي إن بلاده لا تملك معلومات خاصة حول الهجوم الذي ضرب العاصمة السورية اليوم، وأضاف “نتمسك بالطابع السلمي للحركة ولدينا قلق من الانزلاق الى حرب أهلية حقيقية يقود اليها النظام في البلاد بسبب القمع الدموي والأعمى”، واعتبر أن “على الأسرة الدولية أن تتحمل مسؤولياتها”، وتابع “من الضروري اليوم القيام بكل ما يمكن في مجلس الامن والمحافل الدولية لوقف القمع العنيف”، وفق تعبيره
ووجه فاليرو تحية باسم بلاده الى “كل الضحايا الأبرياء ومناصري الحرية”، معربا عن “التضامن مع تطلعاتهم”
وكشف المتحدث الفرنسي عن أن “اجتماع الأمس في مجلس الامن لم يحقق تقدما بشأن مشروع القرار الروسي”، ودعا موسكو مجددا الى تسريع المفاوضات حول “مشروع قرار يدين النظام السوري ويطالب
سوريا: عشرات القتلى والجرحى في انفجارين بدمشق
قالت مصادر عسكرية وأمنية سورية إن اكثر من 40 قتيلا قد سقطوا في الانفجارين الذين استهدفا مقر ادارة الامن وسط العاصمة السورية دمشق.
ونقل عساف عبود ، مراسل بي بي سي ، عن المصادر تأكيدها إصابة 100 على الأقل.
ونقل عبود عن المصادر تأكيدها مقتل جميع أفراد حرس مقر إدارة الأمن. وقال المراسل إن الانفجار خلف دمارا في منطقة نصف قطرها مئتا متر حول المكان.
ومن المتوقع زيادة عدد الضحايا، اذ رفع مصدر أمني سوري رفض ذكر اسمه حصيلة الضحايا الى 70 قتيلا و150 جريحا. ولم تصدر بعد حصيلة رسمية عن ضحايا الحادث.
وقد تفقد السفير سمير سيف اليزل مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية رئيس وفد طلائع بعثة مراقبي الجامعة العربية مكان الإنفجار يرافقه فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري.
وقال سيف اليزل ، قبل مغادرته موقع الانفجار، إن ما حدث لن يوقف عمل بعثة المراقبين. وأكد أن عمل البعثة سيتم بشكل عادي وكامل
“عمل غير مسبوق”
وتقول مراسلتنا لينا سنجاب إن الانفجارات في دمشق تعد “عملا غير مسبوق” منذ اندلاع الأحداث وانها سببت “صدمة شديدة للسكان”
وتضيف ان من الصعب التحدث عن طبيعة الرد من قبل الحكومة بعد أيام من هجوم كبير لقوات الأمن في منطقة جبل الزاوية في محافظة إدلب.
وتقول مراسلتنا ان الكثيرين يتساءلون عن سبب وقوع الانفجارات بعد يوم من وصول طلائع مراقبي الجامعة العربية.
وفي الوقت الذي حملت فيه الحكومة مسؤولية الانفجارات على “تنظيمات إرهابية” يتهم المعارضون والمحتجون الحكومة بتنفيذها “لإقناع المراقبين بوجود أعمال إرهابية في البلاد”.
وقال نائب وزير الخارجية السوري : “في اليوم الأول من وصول المراقبين العرب، إنها أول هدية من الإرهاب والقاعدة لكننا سنسهل إلى أبعد حد مهمة الجامعة العربية”.
وأضاف المقداد : “الإرهاب أراد أن يكون اليوم الأول للمراقبين في دمشق يوما مأساويا لكن الشعب السوري سيواجه آلة القتل التي يدعمها الأوروبيون والأميركيون وبعض الأطراف العربية”.
وقال التلفزيون السوري إن الإنفجارين استهدفا ، صباح الجمعة ، إدارة أمن الدولة وأحد الفروع الأمنية في منطقتي كفر سوسة والجمارك.
واتهمت وسائل الإعلام السورية الرسمية تنظيم “القاعدة” بالمسؤولية عن الإنفجارين اللذين وصفا بالإرهابيين.
الأمم المتحدة تقول إن العنف أودى بحياة 5 آلاف شخص في سورية
وقال التلفزيون إن الانفجارين وقعا بسيارتين مفخختين يقودهما انتحاريان.
اتهام القاعدة
وجاء التفجيران بعد وصول طلائع وفد المراقبين للإعداد لوصول الوفد الكامل لبعثة مراقبي الجامعة العربية للإشراف على خطة تستهدف تسوية الأزمة السورية المستمرة منذ تسعة شهور، التي تقول تقارير الأمم المتحدة إنها أدت حتى الآن لمقتل أكثر أكثر من 5 آلاف شخص.
و تعليقا على التفجيرين ، قال رئيس فرع المنطقة في إدارة المخابرات العسكرية اللواء رستم غزالة لبي بي سي إن “كل شيء متوقع من المجموعات الإرهابية”.
وأضاف في تصريحات خلال تفقده موقع تفجير إدارة الأمن أن “الاحتمالات ليست محصورة بتنظيم القاعدة بالوقوف وراء العمليتين وإنما تنظيمات إرهابية أخرى قد تكون خلف هذه العملية الأولى منذ سنوات داخل دمشق”.
من جانبه، وصف بسام جعارة ، الناطق الرسمي باسم الهيئة العامة للثورة السورية في أوروبا، الانفجارين بأنهما لعبة مكشوفة. واتهم جعارة المخابرات السورية بتدبير الانفجارين.
وقال لبي بي سي : ” النظام يريد أن يقول لمجلس الأمن الذي يعقد اجتماعات بشأن سوريا إن الحرب هي بين إرهابيين وبين النظام”.
وجاء التفجيران بينما يشارك آلاف السوريين في مظاهرة تحت شعار “بروتوكول الموت”. وندد المشاركون بمهمة مراقبي الجامعة العربية الذين بدأوا الانتشار في سوريا.
ويعتبر المعارضون السوريون موافقة دمشق على مهمة البعثة “مناورة” من جانب النظام.
المزيد من بي بي سيBBC © 2011
سورية: المعارضة تدعو للتظاهر في “جمعة بروتوكول الموت: رخصة مفتوحة للقتل“
دعت المعارضة السورية الى الخروج بتظاهرات اليوم الجمعة تحت شعار “جمعة بروتوكول الموت: رخصة مفتوحة للقتل”.
جاءت هذه الدعوة في الوقت الذي وصلت فيه إلى دمشق طلائع بعثة مراقبي جامعة الدول العربية لتقييم الاوضاع على الارض.
وافاد السفير علي الجاروش مدير ادارة العلاقات العربية في جامعة الدول العربية لبي بي سي بأن وفد الجامعة العربية الذي وصل إلى دمشق كان برئاسة السفير سمير سيف اليزل الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية ويضم عشرة أشخاص.
وسيقيم فريق المراقبين، الذي سيصحبه وفد من وسائل الإعلام، فترة شهر كامل في سوريا يمكن تمديده بموافقة الطرفين، الحكومة السورية وجامعة الدول العربية.
وسيشرف المراقبون على التزام الجانب السوري ببنود مبادرة الجامعة العربية التي تدعو الى وقف الهجمات التي يشنها الجيش، وسحب المركبات العسكرية من المدن والقرى واطلاق سراح المعتقلين.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي قوله إن مهمة الوفد هي “التشاور مع المسؤولين السوريين” للإعداد لزيارة وفد المراقبين الذي من المقرر أن يصل الأحد.
واجرى المراقبون محادثات الخميس مع المسؤولين السوريين تمهيدا لوصول مائة وخمسين مراقبا آخرين خلال الأسبوع المقبل، لإعداد تقارير ميدانية.
وأعرب رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، عن اعتقاده أن وجود المراقبين قد يسهم في خروج عدد أكبر من المتظاهرين.
وقد أعلن ناشطون سوريون مقتل أربعين شخصا أمس برصاص الجيش والأمن، في إدلب وحمص ودرعا ودير الزور.
وكانت دمشق قد اعلنت يوم الاثنين الماضي موافقتها على دخول المراقبين، وذلك بعد ان ماطلت في ذلك لعدة اسابيع.
“بروتوكول الموت”
وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إنه سيسمح للمراقبين بالتنقل بحرية وانهم سيتمتعون بحماية الحكومة.
ولكن منتقدي نظام الرئيس بشار الاسد يشككون في دوافع موافقته على المبادرة، ويقولون إنها خدعة تهدف الى تجنب عقوبات اقسى من جانب الامم المتحدة.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصادر في المجلس الوطني السوري أن القوات الحكومية قتلت 250 شخصا خلال 48 ساعة استباقا لوصول فريق المراقبين.
ويقول مراسل بي بي سي في بيروت جيم ميور إنه من المرجح ان تكون الحكومة السورية بصدد “التخلص من بعض المشاكل العالقة” قبيل وصول المراقبين، إذ تشير بعض التقارير الى ان قوات الامن قد صعدت من نشاطاتها التي تستهدف المحتجين والمنشقين عن الجيش السوري.
ويشير ناشطون سوريون الى ان تصعيد الهجمات على المحتجين في الاسبوع الجاري يثبت ان الاسد يريد قمع الحركة الاحتجاجية بسرعة.
موسكو وواشنطن
في هذه الاثناء لا يزال الخلاف بشأن التعامل مع الأزمة السورية قائما بين موسكو وواشنطن.
وتتعرض روسيا الى ضغوط متزايدة للاسراع في اعداد مشروع قرار يدين العنف من المقرر ان تعرضه على مجلس الامن.
وكانت موسكو فاجأت الوسط الدبلوماسي في الاسبوع الماضي بقولها إنها بصدد طرح مشروع القرار، ولكن لم يحصل اي تقدم على هذا الصعيد منذ ذلك.
من جانبها، قالت الولايات المتحدة على لسان جاي كارني الناطق باسم البيت الابيض إن الوعود التي يطلقها نظام الاسد “تفتقر الى المصداقية لأنها تتبع دائما بافعال فظيعة ومدانة.”
ومضى الناطق الامريكي للقول “إن الولايات المتحدة مقتنعة بأن السبيل الوحيد للاتيان بالتغيير الذي يستحقه الشعب السوري يتمثل في تنحي بشار الاسد عن الحكم.”
المزيد من بي بي سيBBC © 2011
سورية: مراقبو الجامعة العربية يبدأون بالوصول الخميس
تصل الى العاصمة السورية دمشق في وقت لاحق من يوم الخميس طلائع مراقبي الجامعة العربية ايذانا بانطلاق مبادرة الجامعة التي تهدف لوضع حد للعنف الذي واجه النظام السوري به الحركة الاحتجاجية التي انطلقت منذ تسعة شهور.
وتقول الامم المتحدة إن اعمال العنف التي شهدتها سورية منذ مارس / آذار الماضي اسفرت الى الآن عن مقتل خمسة آلاف شخص، ولكن جماعات حقوق الانسان تقول إن العدد اكبر بكثير.
وتحمل دمشق “عصابات مسلحة تسعى الى زعزعة استقرار البلاد” مسؤولية العنف.
وتتعرض روسيا الى ضغوط متزايدة للاسراع في اعداد مشروع قرار يدين العنف من المقرر ان تعرضه على مجلس الامن.
وكانت موسكو قد فاجأت الوسط الدبلوماسي في الاسبوع الماضي بقولها إنها بصدد طرح مشروع القرار، ولكن لم يحصل اي تقدم على هذا الصعيد منذ ذلك.
وقد نصحت الولايات المتحدة يوم الخميس رعاياها الموجودين في سورية بمغادرتها فورا كما نصحت المواطنين الامريكيين “الامتناع عن زيارة سورية نظرا للعنف المتواصل والاضطرابات التي تسود البلاد.”
“كسب الوقت”
ومن المقرر ان تصل طلائع مراقبي الجامعة العربية يصحبها ممثلون عن وسائل الاعلام الى سورية يوم الخميس للاعداد لاستقبال وفد المراقبين الذي سيقيم في البلاد لفترة شهر كامل يمكن تمديدها بموافقة الطرفين الحكومة السورية وجامعة الدول العربية.
وسيشرف المراقبون على التزام الجانب السوري ببنود مبادرة الجامعة العربية التي تدعو الى وقف الهجمات التي يشنها الجيش، وسحب القطعات العسكرية من المدن والقرى واطلاق سراح المعتقلين.
وكانت دمشق قد اعلنت يوم الاثنين الماضي موافقتها على دخول المراقبين، وذلك بعد ان ماطلت في ذلك لعدة اسابيع.
وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إنه سيسمح للمراقبين بالتنقل بحرية وانهم سيتمتعون بحماية الحكومة.
ولكن منتقدي نظام الرئيس بشار الاسد يشككون في دوافع موافقته على المبادرة، ويقولون إنها خدعة تهدف الى تجنب عقوبات اقسى من جانب الامم المتحدة.
ويشير ناشطون سوريون الى ان تصعيد الهجمات على المحتجين في الاسبوع الجاري يثبت ان الاسد يريد قمع الحركة الاحتجاجية بسرعة.
ويقول المجلس الوطني السوري المعارض إن 250 شخصا على الاقل قتلوا في محافظة ادلب الشمالية الغربية الاسبوع الجاري.
ومعظم الذين قتلوا في منطقة جبل الزاوية التي تقع على مسافة 40 كيلومترا جنوب غربي مدينة ادلب كانوا من العسكريين المنشقين.
وقد اتهم المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره لندن القوات السورية بارتكاب “مذبحة منظمة” في ادلب.
ودعا المجلس الوطني السوري مجلس الامن التابع للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى التدخل لحماية الشعب السوري والى فرض “مناطق آمنة” في المناطق التي تتعرض لهجمات الجيش السوري.
ويقول بعض المحللين إنه لن يكون بامكان النظام السوري الاستمرار بالحكم اذا التزم فعلا بمبادرة الجامعة وسحب جيشه من الشوارع لأنه سيكون من شأن ذلك تشجيع المعارضين على تكثيف نشاطاتهم.
من جانبها، قالت الولايات المتحدة على لسان جاي كارني الناطق باسم البيت الابيض إن الوعود التي يطلقها نظام الاسد “تفتقر الى المصداقية لأنها تتبع دائما بافعال فظيعة ومدانة.”
ومضى الناطق الامريكي للقول “إن الولايات المتحدة مقتنعة بأن السبيل الوحيد للاتيان بالتغيير الذي يستحقه الشعب السوري يتمثل في تنحي بشار الاسد عن الحكم.”
ويقول مراسل بي بي سي في بيروت جيم ميور إنه من المرجح ان تكون الحكومة السورية بصدد “التخلص من بعض المشاكل العالقة” قبيل وصول المراقبين، إذ تشير بعض التقارير الى ان قوات الامن قد صعدت من نشاطاتها التي تستهدف المحتجين والمنشقين عن الجيش السوري.
المزيد من بي بي سيBBC © 2011
التلفزيون الرسمي: مقتل مدنيين وجنود في تفجيرين بسوريا
بيروت (رويترز) – قال التلفزيون الرسمي السوري يوم الجمعة ان عددا من المدنيين والعسكريين قتلوا في انفجار سيارتين ملغومتين استهدفتا موقعين للامن السوري بالعاصمة دمشق في أسوأ أعمال عنف في دمشق منذ بدء الاحتجاجات على حكم الرئيس السوري بشار الاسد.
وقالت قناة المنار التي يملكها حزب الله وهو حليف رئيسي للاسد ان 30 شخصا قتلوا في التفجيرين وأصيب 55 وأضافت أن معظم الضحايا مدنيون. ونقلت المنار هذه التفاصيل وفقا لمراسليها في موقع التفجيرين.
ووصف التلفزيون السوري الهجوم بأنه تفجير انتحاري وقال ان تحقيقات أولية أشارت الى أن تنظيم القاعدة يقف وراءه.
ووقع الهجوم بعد يوم من وصول مسؤولين من جامعة الدول العربية الى سوريا للاعداد لمهمة فريق مراقبة سيحقق في ما اذا كان الاسد ينفذ الخطة العربية لوقف إراقة الدماء.
وعرض التلفزيون الرسمي السوري لقطات لجثث ملطخة بالدماء وتنقل على محفات الى سيارات اسعاف وأشخاص يهرعون للبحث عن ناجين وسط ركام مبنى لحقت به أضرار جسيمة.
ومنع مصور من رويترز من دخول الموقع. وبث التلفزيون الرسمي أيضا لقطات لشوارع بها دماء وتتناثر فيها أشلاء وركام متفحم.
وقال التلفزيون ان التفجيرين استهدفا ادارة أمن الدولة وأحد الافرع الامنية في دمشق.
وتقول الامم المتحدة ان قوات الاسد قتلت أكثر من خمسة آلاف شخص في قمعها للاحتجاجات التي اندلعت في مارس اذار مستلهمة الاحتجاجات في تونس ومصر وليبيا.
وتقول دمشق انها تواجه حملة من مسلحين مدعومين من الخارج وجماعات ارهابية. وقالت سوريا هذا الاسبوع ان أكثر من ألفي فرد في الجيش وقوات الامن قتلوا منذ مارس اذار.
واجتاحت احتجاجات مناهضة للاسد سوريا لكن دمشق ومدينة حلب التجارية بشمال البلاد ما زالتا هادئتين نسبيا.
وأفادت أنباء بوقوع انفجار صغير بالقرب من مبنى تابع للمخابرات السورية في دمشق الشهر الماضي لكن لم تقع أضرار كبيرة.
لكن حركة الاحتجاج التي كانت سلمية بدأت تظهر عليها بوادر التحول الى تمرد مسلح في الشهور القليلة الماضية بعد تعرض قوات الامن السورية للعديد من الهجمات.
وزاد العنف المتصاعد على الجانبين مخاوف من أن تنزلق البلد الى حرب اهلية.
ووصل فريق الى سوريا لتمهيد الطريق أمام فريق مراقبين تابع للجامعة العربية سيحقق في ما اذا كانت دمشق ملتزمة بخطة وافقت عليها الشهر الماضي لوقف العنف.
وتدعو خطة السلام الى انسحاب القوات السورية من المدن والبلدات التي تشهد احتجاجات والمناطق المحيطة بها والافراج عن السجناء وبدء حوار مع المعارضة.
وقالت مصادر في الجامعة العربية ان الفريق الذي يقوده المسؤول الكبير في الجامعة سامح سيف اليزل يضم 12 شخصا بينهم خبراء ماليون واداريون وقانونيون مهمتهم هي ضمان تحرك المراقبين بحرية في أنحاء سوريا.
وستصل المجموعة الرئيسية من المراقبين والتي تضم نحو 150 مراقبا الى سوريا في نهاية ديسمبر كانون الاول. وأخرت سوريا توقيع بروتوكول الجامعة العربية لمدة ستة أسابيع حتى وقعت يوم الاثنين لتسمح بدخول المراقبين.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان قوات الاسد شنت هجمات كبيرة على محافظات شمالية وجنوبية هذا الاسبوع في محاولة على ما يبدو لقمع المعارضة حتى تحكم سيطرتها قبل وصول المراقبين.
وأضافت أنها قتلت 11 شخصا بعد أن حاصرتهم يوم الثلاثاء في محافظة ادلب الشمالية في أكبر هجوم تشنه منذ بدء الاحتجاجات.
ووصفت فرنسا أعمال القتل يوم الثلاثاء في ادلب بأنها “مذبحة لم يسبق لها مثيل”. وقالت الولايات المتحدة ان السلطات السورية “خرقت بشكل صارخ تعهدها بانهاء العنف” بينما أدانت تركيا الحليفة السابقة للاسد سياسة سوريا التي وصفتها بأنها سياسة “قمع حولت البلاد الى حمام دم.”
ويقول مسؤولون سوريون ان أكثر من ألف سجين أفرج عنهم منذ أن وافقت دمشق على الخطة العربية وان الجيش انسحب من المدن. ووعدت الحكومة السورية باجراء انتخابات برلمانية مطلع العام المقبل واجراء اصلاح دستوري قد يخفف من قبضة حزب البعث على السلطة في البلاد.
ويشكك نشطاء سوريون مطالبون بالديمقراطية في التزام الاسد بالخطة. واذا تم تنفيذ الخطة فانها قد تعزز موقف المتظاهرين الذين يطالبون بانهاء حكم الاسد المستمر منذ 11 عاما.
وقالت مجموعة (افاز) للدفاع عن الحقوق ومقرها بريطانيا يوم الخميس ان لديها دليلا على أن أكثر من 6237 من المدنيين وقوات الامن قتلوا في سوريا بينهم 617 قتلوا تحت التعذيب. وأضافت أن 400 على الاقل من القتلى أطفال.
من اريكا سولومون
متحدث سوري: لبنان حذر سوريا من تسلل عناصر للقاعدة
بيروت (رويترز) – قال متحدث باسم وزارة الخارجية السورية يوم الجمعة ان لبنان حذر سوريا قبل يومين من تسلل عناصر من تنظيم القاعدة الى داخل الاراضي السورية وذلك بعدما هز تفجيران العاصمة السورية دمشق مما أسفر عن مقتل 40 شخصا على الاقل.
وقال المتحدث جهاد مقدسي لرويترز في رسالة بالبريد الالكتروني ان السلطات اللبنانية حذرت سوريا قبل يومين من أن مجموعة من مقاتلي القاعدة تسللت الى الاراضي السورية عبر بلدة عرسال اللبنانية الشمالية.
وأضاف أن التفجيرين اللذين وقعا يوم الجمعة أديا الى مقتل نحو 40 شخضا واصابة أكثر من 150 اخرين من المدنيين وأفراد الجيش. وذكر مقدسي في رسالته أن المطالبين بالحرية يجب أن يعلموا أن هذا ليس هو السبيل لتحقيق الديمقراطية.
عيد ميلاد حزين في سوريا
دمشق:ا ف ب
في باب توما اقدم حي مسيحي في دمشق، تسود اجواء من الحزن عشية عيد الميلاد اذ لم تزين الشوارع او تضاء خلافا للاعوام السابقة، ومع ان السكان يتبادلون التهاني، فهم لا يبدون اي رغبة في الاحتفال.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال المطران الروم الكاثوليك الياس الدبعي “تعلم السوريون ان يتحسسوا آلام بعضهم”.
واضاف ان “اقتصار المسيحيين للمظاهر على الاحتفالات الكنسية فقط دون مباهج العيد انما هو رسالة من الكنيسة لنقول لجميع العالم اننا نحن السوريون عائلة واحدة”.
وتشهد سوريا منذ اكثر من تسعة اشهر تظاهرات احتجاج غير مسبوقة ضد نظام الرئيس بشار الاسد اسفر قمعها حتى الان عن خمسة الاف قتيل على الاقل كما تقول الامم المتحدة، فيما تتحدث السلطات من جهتها عن اكثر من الفي قتيل من القوات الامنية.
-وازداد الوضع تدهورا اليوم الجمعة بعدما استهدف اعتداء انتحاري مزدوج الاجهزة الامنية في دمشق واسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى.
وقال مازن تاجر السجاد وهو جالس امام محله في شارع صغير في الاحياء القديمة “وضعنا محزن”. وهذا الشارع الذي يستقطب عادة السياح مقفر ويندر وجود الزبائن فيه منذ اشهر.
وبعض المتاجر التي تبيع زينة الاعياد مقفرة. والمتاجر الوحيدة التي قامت بمجهود لتعليق الزينة هي المتاجر الفاخرة في المركز التجاري بفندق فور سيزن.
وعلى غرار السكان الاخرين، يشعر المسيحيون الذين يشكلون سبعة او ثمانية بالمئة من 22 مليون نسمة في سوريا، بقلق عميق حيال اعمال العنف اليومية ويتخوفون على الاستقرار السياسي، فيما كانوا يعيشون منذ حوالى 50 عاما في كنف نظام مستبد.
ويؤكد عدد منهم انهم يتخوفون من ان يفسح احتمال سقوط نظام الاسد في المجال للاسلاميين وخصوصا الاخوان المسلمون المحظورون والمقموعون منذ عقود في سوريا، لتسلم السلطة.
وقال فرزات وهو مهندس (55 عاما) “اذا سقط النظام سيستولي الاسلاميون على الحكم، وخلال 20 عاما لن يبقى مسيحيون في بلادنا”. واضاف “هذه السنة، ثمة شجرة ميلاد وهدايا للاطفال لكن ذلك لا يأتي بالفرح. سنلازم منازلنا”.
ويتخوف آخرون بدرجة اقل من هذا التغيير.
وقال انور البني المحامي المسيحي المدافع عن حقوق الانسان ان المسيحيين في سوريا ما زالوا يعيشون “بتوافق تام مع الطوائف الاخرى في البلاد ويتقاسمون الثقافة نفسها”.
واكد ان “لا شىء يخيف الاقليات لم تكن هناك اي مشكلة بين طوائف وقوميات المجتمع السوري خلال تاريخه كله”.
وحيال هذا الوضع، اجتمع بطاركة الروم الارثوذكس والروم الكاثوليك والسريان الارثوذكس في 15 كانون الاول/ديسمبر في دير قرب دمشق للبحث في “الاحداث التي تعصف بوطننا الحبيب”.
وبعدما اعربوا عن “حزنهم للمآسي” وتخوفهم من “تدهور الوضع الاقتصادي”، اكد البطاركة “رفضهم اي تدخل خارجي” في سوريا ودعوا الى رفع العقوبات المفروضة من قبل الغرب.
وقد اتخذ الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة والجامعة العربية مجموعة من التدابير الاقتصادية آملة في حمل السلطات على وقف القمع. لكن هذه العقوبات تتسبب في ازمة اقتصادية تشمل جميع فئات السكان ولاسيما المعوزون.
وانتقد البطاركة “كل اشكال العنف” ودعوا الى “المصالحة” وشجعوا “الاصلاحات والتدابير الايجابية التي اتخذتها الحكومة”.
المدونين السوريين يسخرون من العمليات التفجرية التي حصلت في دمشق اليوم
كلنا شركاء
يبدوا ان الانفجارين الذين وقعا اليوم في العاصمة السورية دمشق, لم يصدقه المدونين السورين لسذاجة الخبر واستحالة وقوعهما في المناطق التي ذكرت, كون المنطقتين اللتان نفذتا بهما الانفجارين هما من أكثر المناطق الأمنية حساسية, لاسيما الانفجار الذي وقع قرب دوار كفرسوسة والتي يقبع فيها ادارة امن الدولة وهي احد أربع جهات أمنية قوية والوصول أليهما أمر مستحيل, ويعلم السوريين تماما ان مثل هكذا أخبار لا تقنعهم ولا تقنع حتى المتابعين للشأن السوري.
المدونة ( ام السورية ) قالت في تعليق لها على مدونتها في موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك” التلفزيون السوري يعرض الآن صور فظيـــــعة لأشلاء جثث يقول أنهم سقطوا جراء التفجير, وبعض الناشطين يؤكدون بأنه منذ أيام تواردت أنباء عن تصفية للمعتقلين السياسيين, وقد نشرنا خبرا البارحة عن أنه سمعت استغاثات لعدد من المعتقلين أثناء نقلهم من العباسيين إلى جهة مجهولة”.
ويبدوا ان المدون هفال بوزان يشكك برواية النظام السوري عن هذه التفجيرات وان بابا نويل جاء ليعاد الشعب السوري وارسل عوضا عنه الارهابي ايمن الظواهري وكتب على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك” بدهم يقنعونا ان ايمن الظواهري هو بابا نويل وبده يوزع هداياه للنظام, يا حبيباتي افلامكم ما بتمرق غير على الحمير يلي متلكم”
اما المدون دلشاد عثمان حاول من خلال تدوينه تفسير هذين الانفجارين وتصديق الرواية الرسمية, وكتب يقول في مدونته”
شباب خلونا نحكي بواقعية شوي…السيارة المفخخة يتم تفجيرها اما عن بعد , او عن طريق انتحاري… فلنفرض انو اجا شخص وقف سيارته امام الفرع و هاد الشي مستحيل و من سابع المستحيلات انك تقدر توقف سيارتك امام الفرع . الاحتمال الثاني , انتحاري فعلاً اتجه و فجر نفسوا ببوابة الفرع! طيب معقول في منحبكجي يقرر ينتحر في سبيل القائد بهالطريقة الشنيعة و يفجر حالوا بالمنحبكجية الي متلو؟؟ انا عم احكي جد… شو عم بيصير؟؟ وبالنهاية الرحمة للشهداء.. و الخزي لكل من يبيح الدم السوري
المدون محمد دندشي يتساءل” منطقيا فقط لو حقا أنها عملية إرهابية لكان انتحاري واحد فجر نفسه في مسيرة تأييد وسيكون ضحاياها بالآلاف دهسا .. ولكان أرعب كل المؤيدين ومنعهم من المشاركة مرة أخرى … وأمنيا تعتبر عملية سهلة جدا وأسهل من استهداف مركز أمني .. غباءهم المخابراتي ليس له حدود … وسيقعوا في شر أعمالهم”
بينما المدونة سحر العبد الله جاوبت ان هذه الانفجارين كانت رسالة الى جامعة الدول العربية التي أرسلت لجنة رقابية لتقصي الحقائق, كي يقوم هذا الوفد بالعمل على هذه التفجيرات وغيرها ويترك المهمة الأساسية التي جاء لأجلها, وكتبت في صفحتها” ما في أي داعي نتساءل ليش اليوم حصل التفجيرات؟”
المدون رفيق الحلو يسخر من هذه الرواية وينفي صدقيتها وكتب على صفحته” كان وما زال تفجير السيارات هو من أخر الأسلحة التي قد يلجأ لها النظام، وهو ما حذرت منه في مقالة بتاريخ 21 حزيران، ربما ما جعله يتأخر باستخدام هذا السلاح هو خوفه من العواقب الاقتصادية، الجديد هو أن تفجير السيارات سيساعده على الإدعاء أن مهمة البعثة غير ممكنة في ظل الوضع الأمني الحالي؛ و ثانيا صار بإمكانه أن يدعي أن الأزمة الاقتصادية هي ببساطة نتيجة للإضرابات و للعقوبات”
وتسخر المدونة كلي زر على الاستهتار والسذاجة التي يتعامل به الأعلام السوري والرواية السرمية للنظام الحاكم وترد عليهم بالقول”
عذرا . . بس صار لازم نصدق في جماعات مسلحة ! ! ! إذا القاعدة بكل هالبساطة . . فاتت . . وفجرت ! ! . . والأمن . . بهالبساطة . . عم يقرقع متة . . ومشغول بالو و و و و و و و و . . لأرتفاع أسعار متة”
بهذه العبارات الساخرة بدأ المدونين السورين يومهم بالتعليق على الرواية الرسمية بنشر خبر انفجاريين ارهابين في وسط العاصمة دمشق. التي لم يصدقوها ويبدوا انها كانت تحتاج ال حبكة أضافية وقصص أخرى لكي على الأقل تروى بشكل مختلف عما روجه الأعلام الرسمي اليوم
في مجدل شمس اليوم
حسان شمس*
ناشطون في الجولان المحتل يتظاهرون اليوم دعما للثورة السورية
استجابة لدعوة أطلقتها مجموعة شباب وصبايا جولانيين باسم “نسمة حرّية مِن الجولان السوري المحتل” على “الفايسبوك”، تظاهر عند الثالثة مِن بعد ظهر اليوم أكثر من مئتي ناشطة وناشط في مجدل شمس السورية المحتلة، دعما للثورة السورية. وقد بدأت المظاهرة باعتصام في ساحة “المسيرة” بمجدل شمس، حيث حمل المتظاهرون لافتات كُتِب عليها: “منحبك يا حريّة”، “الشعب يريد إسقاط النظام”، “شبّيحة النظام عصابات مسلحة يجب محاكمتها”، “الدين لله والوطن للجميع”، “نظام ضميره محتضر لا يشعر بالذنب تجاه المجازر التي اقترفها غير جدير بأخلاقيات الحياة”. كما رفعت لافتات، تشير بالأسهم إلى المناطق السورية التي تتعرض لقمع النظام، في مقابل سهم آخر يشير إلى الجولان المحتل باتجاه معاكس. إضافة إلى لافتات بالإنجليزية: “Stop Killing “، “Freedom”، وأعلام سورية.
وكان الأسير السوري المحرّر وئام عماشة تقدم المظاهرة، حيث ألهب حماس المتظاهرين بهتافات مؤيدة للثورة وممجّدة للحرية، منها: “يا شباب الشام يا شباب الشام عنّا بالجولان أسقطنا النظام”، “الموت ولا المذلة”، “سوريا لينا وما هي لبيت الأسد”، “إللي بيقتل شعبو خاين”، “الشعب السوري كلّو واحد”، “عاشت سوريا ويسقط بشار الأسد”، “حريّة للأبد غصباً عنك يا أسد”.
توجّه المتظاهرون بعدها إلى “تلّة الدموع” على خط وقف إطلاق النار، شرقي مجدل شمس، حيث طيّروا باتجاه الأراضي السورية بالونات كُتب عليها عبارات لنصرة الثورة، تضم أسماء المدن الثائرة وتحيّي أرواح الشهداء. وكان لافتا تجمّع عدد من عناصر الاستطلاع السوريين المرابطين على خط وقف النار، حيث حاولوا استفزاز المتظاهرين في الجزء المحتل؛ وما إن بدأوا بالهتاف: “أبو حافظ”، حتى رد عليهم المتظاهرون الجولانيون: “يلعن روحك”.
وخلال الاعتصام والتظاهرة، تجمّع عدد من الموالين للنظام، رافعين صور بشار الأسد وهاتفين لنظامه، حيث اعتدى بعضهم بالضرب على المتظاهرين، وحاولوا فض التظاهرة بالاقتحام بعدد من سياراتهم، كما أطلقوا بحقهم عبارات تخوينية نابية. واختتمت المظاهرة بالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الثورة السورية.
الأسير السوري المحرر وئام عماشة/ 30 عاما:
“هذه الفعالية هي تعبير عن رفضنا للنظام السياسي القائم في سوريا، ورسالة دعم وتأييد للثورة السورية السلمية، الحالمة لإسقاط النظام القائم بكل رموزه وقيام دولة مدنية ديموقراطية”.
أدما أبو زيد/ ناشطة جولانية/ 41 عاما:
“أنا سورية وأحب أن أرى وطني يعيش بحرية وكرامة. أنا هنا اليوم تعبيرا عن دعمي للثورة السورية، ولو رمزيا مِن خلف حقول الألغام والأسلاك الشائكة”.
نزار أيوب/ دكتور في القانون الدولي/ معتَقل سابق في سجون الاحتلال/ 47 عاما:
“نقف اليوم في مجدل شمس المحتلة، تنديدا بأعمال القمع والتنكيل والقتل التي يرتكبها نظام الطاغية بشار الأسد بحق شعبنا السوري. قلنا لهم اليوم، إنّ الجولان إلى جانب شعبنا في التحرر وإقامة نظام ديموقراطي عادل، وقد نادينا بسقوط نظام الطاغية بشار الأسد”.
يُذكر أن أكثر من تسعين ناشطا جولانيا وناشطة، أصدروا بيانا نهاية آذار المنصرم، أعلنوا فيه تأييدهم المطلق للثورة السورية، مدينين قمع النظام، وداعين إياه إلى تأمين انتقال هادئ للسلطة حقنا لدماء السوريين.
*صحفي وناشط / الجولان السوري المحتل
تصوير: ليلى الصفدي
12/23/2011