أحداث الجمعة، 24 أيار 2013
شروط المشاركة في «جنيف – 2» تفجر الخلاف بين الوزراء العرب
القاهرة – محمد الشاذلي
لندن، القاهرة، بيروت، اسطنبول – «الحياة»، ا ف ب، رويترز – خيمت الخلافات امس على الاجتماع الطاريء للجنة الوزارية العربية المكلفة متابعة الملف السوري في مقر الجامعة في القاهرة. وقالت مصادر عربية إن فريقا يرى أن هناك تراجعاً عربياً ودولياً في التعامل مع الأزمة وتراجعاً دولياً تجاه رحيل الرئيس بشار الأسد ونظامه، وأن هناك تغيراً في موقف الأمين العام للجامعة نبيل العربي يتماشى مع موقف المبعوث العربي – الدولي الاخضر الإبراهيمي، الذي يقول إنه لن يتم حسم المعركة عسكرياً، ومهما طالت فإنه لا بد من حلها سياسياً وجلوس الطرفين، وهو طرح تؤيده الجزائر والعراق، وتدعمان مشاركة الدول العربية ومشاركة النظام السوري في مؤتمر «جنيف – 2».
وقال الوزراء أعضاء اللجنة في ختام الاجتماع إنهم توصلوا إلى عناصر لإنجاح مؤتمر «جنيف – 2» المقرر في حزيران (يونيو) المقبل. وطلبت اللجنة من رئيسها الشيخ حمد بن جاسم رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري والأمين العام للجامعة عرض هذه العناصر على الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن والإبراهيمي.
وأكدت مصادر قريبة من الاجتماع الذي لم يستغرق سوى نصف ساعة ولم يعقبه مؤتمر صحافي كالمعتاد، أن خلافات برزت بين المجتمعين، ما أدى باللجنة إلى الطلب من العربي الدعوة إلى اجتماع مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية بشكل طارئ في الخامس من حزيران (يونيو) وقبيل انطلاق المؤتمر الدولي للتوصل إلى موقف موحد. وأوضحت المصادر أن الخلاف تركز على قانونية إصدار اللجنة لقرارات، وإنما توصيات ترفع الى مجلس الجامعة على المستوى الوزاري، وإصرار العراق والجزائر على تأكيد دعم المؤتمر الدولي من دون ضغوط وشروط. واعترضت الدولتان على التوجه إلى مجلس الأمن واستباق نتائج المؤتمر الدولي.
وكان الوزراء عقدوا اجتماعاً تشاورياً شارك فيه الإبراهيمي وتميزت النقاشات بالسرية ولم يسمح لأعضاء الوفود حضور الاجتماع.
في موازاة ذلك، بدأ «الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة» السورية اجتماعات في اسطنبول ينتظر ان يبحث خلالها في اختيار رئيس جديد له، وفي اتخاذ قرار بشأن المشاركة في «جنيف – 2» وشروط هذه المشاركة. ولم يعرف اذا كان الرئيس المستقيل للائتلاف معاذ الخطيب سيرشح نفسه مجدداً. كما سيجري البحث في رئاسة الحكومة الموقتة بعد الاعتراضات التي ظهرت في وجه تكليف غسان هيتو برئاستها. كما سيبحث المجتمعون ضم اعضاء جدد الى «الائتلاف». ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مسؤول فيه ان البحث يجري في اضافة 31 عضوا جديدا.
وكان معاذ الخطيب دعا على صفحته على «فايسبوك» الاسد الى تسليم صلاحياته كاملة لنائبه فاروق الشرع او لرئيس الوزراء وائل الحلقي ومغادرة البلاد مع 500 شخص ممن يختارهم مع عائلاتهم واطفالهم الى اي بلد يرغب باستضافتهم. واوضح الخطيب ان من شأن هذا الاقتراح ان يسهل عميلة انتقال السلطة. ودعا الاسد الى الاجابة «في غضون عشرين يوما» على هذا العرض.
وذكر عبد الباسط سيدا، الرئيس السابق لـ «المجلس الوطني» السوري احد ابرز مكونات «الائتلاف» ان المعارضة «تحتاج الى ضمانات دولية بالنسبة الى رحيل الاسد. ولا مفاوضات اذا لم تتضمن هذا الامر». فيما شكك عضو «الائتلاف» سمير نشار في امكان قبول المقاتلين على الارض بان يذهب «الائتلاف» الى المفاوضات من دون ان يتحقق هذا الشرط.
وبدأ المجتمعون في اسطنبول نقاشاتهم صباحا بعرض الوضع الميداني، في ظل الانباء عن تقدم قوات النظام وخصوصاً على جبهة القصير. ونقل مصدر شارك في الاجتماع انه جرى البحث في محاولة النظام، مدعوماً من «حزب الله» وقوات ايرانية، في تغيير الوضع العسكري قبل مؤتمر جنيف، ليحضره في وضع اقوى.
وكان مصدر قريب من «حزب الله» ذكر لوكالة «فرانس برس» ان 75 عنصراً من الحزب على الاقل قتلوا خلال مشاركتهم الى جانب قوات النظام السوري في المعارك. فيما قال «المرصد السوري لحقوق الانسان» ان 104 عناصر من الحزب قتلوا خلال الأشهر الماضية في ريفي دمشق وحمص.
وحققت قوات النظام تقدما جديدا خلال الساعات الماضية الى شمال مدينة القصير، مضيقة الخناق على احد ابرز المعاقل المتبقية لمقاتلي المعارضة في المنطقة، بحسب ما ذكر «المرصد السوري». وتمكنت قوات النظام ومقاتلو «حزب الله» من الدخول الى اجزاء كبيرة من قرية الحميدية شمال القصير. وقال المرصد انهم يشددون الضغط حاليا على قرية عرجون القريبة من الحميدية وهدفهم استكمال الطوق على المدينة.
مزيدمن البلقانيين إلى «جبهة النصرة»
محمد م. الارناؤوط
بعد كشف الصحافة الكوسوفية والألبانية في الأسابيع الأخيرة عن مشاركة عشرات الشبان الألبان في العمليات العسكرية في سورية في صفوف الجماعات الإسلامية، وخاصة «جبهة النصرة» ، كشفت الصحافة البوسنوية عن التحاق العشرات من البوسنة أيضاً في «جبهة النصرة» بسورية. وكان كشف مؤخراً عن تدفق عشرات الشباب الألبان من صربيا وألبانيا ومكدونيا و كوسوفو للقتال في سورية مع الجماعات الإسلامية المسلحة ، وخاصة «جبهة النصرة» ، وذلك بمناسبة تزايد عدد «الشهداء» الألبان الذين وصل عددهم إلى حوالى عشرة («الحياة» 3/5/2013). ويأتي هذا في الوقت الذي يتزايد فيه ظهور الإسلام السياسي في كوسوفو الذي تمخض مؤخراً عن تأسيس حزب «ليسبا» («الحركة الإسلامية اتحد») ، الذي عقد قبل أيام (16/5/2013) أول مؤتمر صحفي له تميز بانتقاد قوي للحكومة الكوسوفية كونها «تتفرج» على ما يحدث في سورية من دون أن تفعل شيئاً لنصرة المسلمين هناك.
حرب البوسنة وظهور الإسلام السلفي
لم تمض أيام على ذلك حتى قامت الصحافة البوسنوية بالكشف عن مشاركة عشرات المسلمين من البوسنة وصربيا (إقليم السنجق) في العمليات العسكرية الدائرة في سورية، وهو ما يرتبط أيضا بظاهرة الإسلام السلفي/ الجهادي الذي أخذ ينمو في البوسنة وفي جنوب صربيا المجاور خلال السنوات الأخيرة.
وكانت البوسنة التي تتسم بإسلام معتدل جعل من سراييفو توصف بأنها «القدس الثانية»، قد بدأت تشهد ظهور الإسلام السلفي/ الجهادي مع حرب البوسنة 1992-1995، حين تدفق عليها مئات «المجاهدين» من الدول العربية للمشاركة في القتال إلى جانب المسلمين ضد القوات الصربية مع غض النظر عن ذلك من قبل الولايات المتحدة لأجل إحداث توازن عسكري على الأرض. وقد توازى ذلك مع تدفق «الجمعيات الخيرية» التي قدمت بعض المساعدات الإغاثية وانشغلت أيضاً بنشر «الإسلام الصحيح» على طريقتها. ومع «اتفاق دايتون» الذي أنهى الحرب في خريف 1995 انتهى أيضاً مبرر وجود «المجاهدين» الذي صنفوا آنذاك من «الإرهابيين» ورُحّلوا بشكل جماعي بمن فيهم أولئك الذي حصلوا على الجنسية البوسنوية بتسهيلات خاصة.
ومع رحيل أولئك «المجاهدين» بقي عدد قليل منهم ممن تزوج من بوسنويات وحصل على الجنسية البوسنوية، كما أن عمل بعض «الجمعيات الخيرية» تركز أكثر على الجانب الدعوي الذي أخذ يثمر ظهور إسلام مواز (الإسلام السلفي) للإسلام الموجود منذ قرون في البوسنة أو «الإسلام التقليدي» الذي له تقاليده المؤسسية منذ 1883. وقد تزايد ظهور الإسلام السلفي مع ذهاب العديد من الشبان للدراسة في بعض الدول العربية وأخذ يتحول بالتدريج إلى إسلام جهادي في البوسنة والسنجق المجاور مع ظهور بعض الجماعات الصغيرة المسلحة التي اعتقل بعض أفرادها خلال قيامهم بجمع الأسلحة والتدرب عليها وقدموا للمحاكمة خلال 2007-2011. ويلاحظ أن من هؤلاء بالذات ترد الآن أسماء من سقطوا أو أصيبوا في المعارك الدائرة في سورية.
فقد نقل موقع «سنجق خبر» في 17/5م2013، خبراً عن سقوط «شهيدين» من مسلمي السنجق (جنوب غرب صربيا) في المعارك الأخيرة التي دارت حول السجن المركزي في حلب، هما أبو مرضي وأبو براء، وعُرف اسم واحد منهما فقط (إلدار كونداكوفيتش) الذي «مات في سبيل الله في سورية في 14 أيار/ مايو 2013». وتجدر الإشارة إلى أن إقليم السنجق الذي كان يصل البوسنة بكوسوفو حتى 1912، تقاسمته صربيا والجبل الأسود ودخل معهما في إطار يوغوسلافيا، وبقي معظمه في إطار صربيا بعد استقلال الجبل الأسود في 2006.
وفي اليوم ذاته (17/5/2013) نقل الموقع الإلكتروني «نت كرواتيا» خبراً عن سقوط «شهيد» بوسنوي في العمليات الدائرة في سورية، كما ونشرت الجريدة البوسنوية المعروفة «دنفني أفاز» في اليوم التالي (18/5/2013) تحقيقاً حول مشاركة عشرات البوسنويين في المعارك. وقدّرت مصادر الجريدة عدد المقاتلين البوسنويين في سورية بـ 52 مقاتلاً، عاد منهم 32 وبقي هناك عشرون مقاتلاً. وبالاستناد إلى التلفزيون الفيديرالي البوسنوي ينتمي هؤلاء إلى الجماعة السلفية التي نمت في البوسنة خلال العقدين الأخيرين، وهم يقاتلون في سورية إلى جانب الجماعات الإسلامية، وبخاصة «جبهة النصرة».
من جهاد إلى جهاد
فتح ملف هؤلاء المقاتلين الآن وصول الأخبار بـ «استشهاد» معاذ شابيتش واثنين من زملائه. ومع أنه دفن في سورية ولا يعرف عنه شيئاً، إلا أن أفراد أسرته في بلدة بوهوفاتس بالقرب من مدينة زنيتسا يرفضون التحدث حول ذلك، ولم تقبل الحديث مع وسائل الإعلام سوى والدته نورة شابيتش، التي نقلت أمنيته الأخيرة التي قالها لها قبل السفر: «أتمنى أن أسقط شهيداً، فادعي الله يا أمي أن يحقق لي ذلك». وكان شابيتش قد عُرف بانتمائه إلى الجماعة السلفية الجديدة في البوسنة واشتهر حين تهجم مع ثلاثة من زملائه على وزير الداخلية صادق أحمدوفيتش.
وقد وصلت الأخبار أيضاً عن»استشهاد» أنور ليليتش (36 عاماً)، الذي لم تعرف زوجته خديجة أصلاً بوجوده في سورية، بل ذكرت أنه توجه إلى تركيا وتحدث معها لآخر مرة قبل شهر. ومع هذه الأخبار أفيد بتعرض بايرو ايكانوفيتش للإصابة مرتين في المعارك الدائرة في سورية، وهو أحد رموز الجماعة السلفية في البوسنة الذي كان حكم عليه بالسجن 4 سنوات في 2007 بتهمة الإعداد لـ «عمليات إرهابية». وممن يقاتلون معه في سورية زميله في الجماعة السلفية سناد حسانوفيتش، الذي كان اعتقل معه في 2007 وحكم عليه بالسجن ستة أشهر لحيازته غير المشروعة على أسلحة ومتفجرات .
ويبدو أن هذا الاهتمام المفاجئ لوسائل الإعلام بمشاركة السلفيين البوسنويين في المعارك الدائرة في سورية إلى جانب الجماعات الإسلامية مرده الى إدراج الولايات المتحدة لـ «جبهة النصرة» ضمن المنظمات الإرهابية، وهو ما يجعل هؤلاء البوسنويين المشاركين في القتال معها ضمن دائرة المتابعة والملاحقة، والى التخوف من نشاط هؤلاء بعد عودتهم إلى البوسنة لأن الإسلام السلفي فيها يتراوح بين السياسي والجهادي، وكلاهما لا ترغب به الدولة ولا «الجماعة الإسلامية» التي تمثل أمام الدولة الإسلام والمسلمين في البوسنة.
ايران تنفي تورطها في القتال في سورية
دبي – رويترز
نفت ايران أن لها قوات في سورية تساند الرئيس بشار الأسد، وذلك بعد يوم من مطالبة داعمين أجانب للمعارضة السورية طهران بسحب مقاتليها من الاراضي السورية.
ونقل التلفزيون الرسمي عن عباس عراقجي المتحدث باسم الخارجية الايرانية قوله “الأعداء الحقيقيون لسورية يوجهون هذه الاتهامات لاستفزاز شعب هذا البلد”.
وخلال اجتماع عقدته في العاصمة الاردنية مجموعة اصدقاء سورية دعت حكومات غربية وعربية الى الانسحاب الفوري لمقاتلي ايران وحزب الله اللبناني من سورية.
وتحدثت تقارير عن دخول مقاتلين من ايران وحزب الله المعركة الى جانب الجيش السوري وميليشيا موالية للاسد في بلدة القصير على الحدود السورية اللبنانية.
وقال التلفزيون الايراني “ردا على سؤال بشأن اتهامات بان قوات ايرانية وقوات حزب الله متواجدة في سوريا قال عباس عراقجي ان القوات الايرانية لم تتواجد قط في سورية، وهي غير موجودة الان”.
وتحاول روسيا والولايات المتحدة ترتيب مؤتمر سلام دولي في مسعى لانهاء الحرب. وقالت موسكو ان “ايران يجب ان تحضر هذا المؤتمر بينما يتحفظ الغرب على دور لطهران وهو ما هدد بالفعل باخراج المؤتمر عن مساره”.
وطالبت ايران باجراء انتخابات واصلاحات في سورية، لكنها لا توافق على تنحية الاسد قائلة ان الحل يجب الا يفرض من الخارج. كما اتهمت طهران الغرب ودولا عربية بتسليح المعارضة السورية.
ويقول محللون انه اذا خسرت ايران حليفها السوري فذلك سيضعف قدرة طهران على تهديد خصمها اسرائيل من خلال حزب الله.
“التلغراف”: انقسام المعارضة يسمح للنظام السوري بـ”شن هجوم كبير” لسحقها
بريطانيا – يو بي أي
اعتبر مصدر أمني بريطاني أن نظام الرئيس بشار الأسد حقق مكاسب عسكرية هامة في الآونة الأخيرة جعلت تسليح المتمردين مسألة ملحة.
ونسبت صحيفة “ديلي تلغراف” إلى المصدر، الذي وصفته بالبارز، قوله “إن الانتصارات العسكرية الأخيرة قطعت إمدادات المتمردين وطرق تراجعهم، ما سيسمح للنظام السوري بالتخطيط لشن هجوم كبير لسحق قوات المعارضة المنقسمة”.
وأضاف المصدر “أن وضع المعارضة السورية سيء وتواجه خطر تعرضها للمزيد من الهزائم، على الرغم من أن نظام الرئيس الأسد لا يمكنه الفوز في نهاية المطاف”.
وأشار إلى “أن هناك خطراً من قيام النظام السوري بشن حملة عسكرية ضخمة خلال الفترة التي تسبق انعقاد مؤتمر (جنيف 2) بهدف خلق وقائع على الأرض تحوّل ميزان المفاوضات المقبلة، ورأينا ذلك يحدث في نزاعات ماضية”.
وقالت الصحيفة إن تقديرات الاستخبارات البريطانية ترى أن نظام الرئيس الأسد “لا يمكن أن يعيد بسط سيطرته على جميع المناطق التي فقدها في البلاد، ولكن بعد كل ما حدث فإن عدم الخسارة تعني الفوز بالنسبة له”، مشيرة إلى أن الاستخبارات الألمانية حذّرت حكومة بلادها من “أن القوات الحكومية السورية هي أكثر استقراراً مما كانت عليه وقادرة على القيام بعمليات ناجحة ضد وحدات المتمردين”.
وأضافت أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، ووسط تزايد القلق من تقدم القوات السورية، أجرى سلسلة من الاتصالات الهاتفية الشخصية مع نظرائه في دول الاتحاد الأوروبي بما في ذلك ألمانيا، لحثهم على التخلي عن معارضتهم لموقف بريطانيا الرامي إلى رفع القيود القانونية على تسليح المتمردين السوريين.
وقالت “ديلي تلغراف” إن دبلوماسيين أوروبيين أكدوا بأن الإجماع يتحرك باتجاه الموقف البريطاني المدعوم من فرنسا واسبانيا وايطاليا بشأن رفع الحظر عن تسليح المتمردين السوريين، في أعقاب المحادثات التي جرت أمس (الخميس) في بروكسيل على مستوى سفراء الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
يشار الى ان القوات النظامية السورية أعلنت انها استعادت السيطرة على قسم كبير من مدينة القصير في محافظة حمص التي تعتبر إستراتيجية لنقل الإمدادات لقوات المعارضة.
دمشق توافق “مبدئياً” على مؤتمر السلام
موسكو – ا ف ب
صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش ان “روسيا حصلت على الموافقة المبدئية من سورية للمشاركة في مؤتمر جديد للسلام”.
وقال لوكاشيفيتش لوسائل الاعلام “نلحظ بارتياح اننا تلقينا من دمشق موافقة مبدئية من الحكومة السورية على المشاركة في مؤتمر دولي، ليتمكن السوريون انفسهم من تسوية هذا النزاع المدمر للبلد والمنطقة”.
أوباما يؤكّد الحاجة إلى تسوية في سوريا:
نواجه جماعات تستخدم الإرهاب مثل حزب الله
وقت تتواصل المعارك في مدينة القصير الاستراتيجية بريف حمص، أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما لسكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف أهمية تعميق التعاون في مكافحة الإرهاب بين أميركا وروسيا والحاجة الى التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة في سوريا من خلال التفاوض. وبدأ “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” في اسطنبول اجتماعاً يستمر ثلاثة ايام ويتمحور على مشاركة الائتلاف في المؤتمر الدولي الذي اقترحته موسكو وواشنطن والذي بات يعرف بجنيف – 2 ويهدف الى ايجاد حل سياسي للازمة السورية.
وصرحت الناطقة باسم مجلس الأمن القومي الاميركي كيتلين هايدن ليل الاربعاء بان أوباما انضم الى اجتماع مستشار الأمن القومي الأميركي طوم دونيلون مع باتروشيف في البيت الابيض. واضافت ان أوباما أعرب عن تطلعه الى لقاء الرئيس فلاديمير بوتين خلال قمة مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى الشهر المقبل في بلفاست.
وفي خطاب ضمنه اطارا جديدا لاستراتيجية واشنطن في محاربة الارهاب، قال اوباما: “لا نزال نواجه خطر جماعات تستخدم الارهاب لأهداف سياسية مثل حزب الله”.
وفي القاهرة، اتفق وزراء الخارجية للدول العربية الاعضاء في اللجنة الوزارية المعنية بالوضع في سوريا التي عقدت إجتماعاً في مقر الجامعة العربية في حضور الامين العام للجامعة نبيل العربي والممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي، على عناصر عدة للمساهمة في انجاح جنيف-2. (راجع العرب والعالم)
اجتماع الائتلاف
والى اتخاذ قرار بالمشاركة في مؤتمر جنيف-2، يفترض بالائتلاف السوري ان يختار خلال اجتماعاته في اسطنبول، الائتلاف خلال اجتماعه رئيسا جديدا له خلفا لاحمد معاذ الخطيب المنتهية ولايته والذي استقال قبل اسابيع من رئاسة الائتلاف، كما سيبحث في مسألة توسيع الائتلاف ليضم اعضاء جددا، وفي الحكومة الموقتة التي كان يزمع تشكيلها لتتولى ادارة المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة داخل سوريا والتي تنقسم حولها المعارضة.
وقال عبد الباسط سيدا الرئيس السابق ل”المجلس الوطني السوري” احد ابرز مكونات الائتلاف: “الاكيد اننا نحتاج الى ضمانات دولية حول رحيل بشار الاسد”، مكررا موقف المعارضة بان “لا مفاوضات اذا لم تتضمن هذا الامر”.
واطلق الخطيب مبادرة “مقيدة بجدول زمني” لحل الازمة في سوريا تتضمن السماح للرئيس السوري بشار الاسد بمغادرة البلاد مع 500 شخصية ممن يختارهم مع عائلاتهم واطفالهم الى اي بلد يرغب باستضافتهم دون حصانة من الملاحقة القانونية، داعياً “السلطة وفصائل الثورة والمعارضة” الى تبنيها. وقال انه ينبغي على الاسد الاجابة في غضون 20 يوما على ان “يحل رئيس الجمهورية الحالي مجلس الشعب وتنقل صلاحياته التشريعية إلى الشخص المكلف بصلاحيات رئيس الجمهورية”. وأضاف: “يعطى رئيس الجمهورية الحالي بعد قبوله الانتقال السلمي للسلطة مدة شهر لإنهاء عملية تسليم كامل صلاحياته… وتستمر الحكومة الحالية بعملها بصفة موقتة مدة (مئة يوم) من تاريخ تسلم الشخص المكلف صلاحيات رئيس الجمهورية الحالي”.
الاسد : مواجهة الارهاب
لكن الاسد اكد لدى استقباله وفدا تونسيا يضم ممثلين لاحزاب وحركات سياسية وشعبية برئاسة الامين العام لحزب الثوابت شكري بن سليمان هرماسي “ثبات الموقف السوري في مواجهته للارهاب ومن يدعمه اقليميا ودوليا بالتوازي مع الحل السياسي للازمة”. وشدد على “اهمية دور الاحزاب والقوى القومية والوطنية في مواجهة اصحاب الفكر المتطرف والتكفيري والمخططات الخارجية التي تستهدف الشعب العربي”. وابرز “ضرورة التمسك بالمبادئ والهوية العربية وقيم العروبة لمواجهة التحولات التي تشهدها الساحة العربية”. واشار الى ان السوريين “يقدرون مواقف الشعب التونسي المتضامنة معهم” لافتا الى انهم “ينظرون الى بعض التونسيين المغرر بهم للقتال في سوريا بانهم يمثلون انفسهم فقط”.
104 قتلى لـ”حزب الله”
ميدانياً، افاد مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له عن سير العمليات العسكرية في القصير، ان قوات النظام ومقاتلي “حزب الله” “تمكنوا من دخول اجزاء كبيرة من قرية الحميدية شمال مدينة القصير التي شنوا هجمات عنيفة ومتكررة عليها خلال اليومين الماضيين”. واضاف: “انهم يشددون الضغط حاليا على قرية عرجون القريبة من الحميدية شمال غرب القصير، وهدفهم استكمال الطوق على المدينة”.
لكن مصدراً عسكرياً سورياً في المنطقة أوضح ان “الجيش السوري سيطر على الحميدية القريبة من مطار الضبعة العسكري وانه يكمل تقدمه في اتجاه المطار” الذي لا يزال يسيطر عليه المعارضون. ويعتبر المطار نقطة عسكرية مهمة لا بد لقوات النظام من الاستيلاء عليها للتمكن من تأمين ظهرها في التقدم نحو القصير من جهة الشمال.
واعلن المرصد ان عدد القتلى في صفوف “حزب الله” في القصير منذ الاحد بلغ 46، مما يرفع عدد قتلى الحزب في سوريا خلال ثمانية اشهر من القتال تقريبا الى 104. الا ان مسؤول العلاقات الاعلامية في الحزب ابرهيم موسوي نفى في اتصال هاتفي مع “وكالة الصحافة الفرنسية” هذا الرقم، رافضا الادلاء باي تفصيل عن عدد القتلى في صفوف الحزب، قائلاً ان “هذا الرقم عار عن الصحة”.
وفي انقرة، أعلن وزير التجارة والجمارك التركي حياتي يازجي عزم بلاده على بناء سور لمسافة 2.5 كيلومترين على الحدود مع سوريا قرب بلدة ريحانلي في اقليم هاتاي لوضع حدّ لحركة المرور غير الشرعي بعد اسابيع من وقوع تفجيرين أوقعا 51 قتيلاً وعشرات الجرحى.
لافروف
■ في موسكو، نقلت وكالة “ايتار – تاس” الروسية الرسمية عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر الامن الاوروبي المنعقد في العاصمة الروسية، إن “الاضطرابات التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ستكون طويلة الأمد ومؤلمة كما هو واضح في الغالب”. وأضاف أن “هناك مجموعة كاملة من العوامل تؤثر على الأمن في كل البلاد بما في ذلك المنطقة الأورو – أطلسية”، مشيراً إلى أن الاضطرابات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ستصاحبها مخاطر أعلى يمتد تأثيرها الى ما هو أبعد من المنطقة. وخلص إلى أنه من الممكن إبعاد هذه التهديدات وغيرها فقط من طريق بناء تحركات جماعية للمجتمع الدولي على أساس التزام أعراف القانون الدولي ومبادئه.
إسرائيل تخشى «انقلاب الوضع» في الجولان… ولا تــريد حرباً شاملة
إسرائيل تخشى انقلاب الوضع «رأساً على عقب» في الجولان المحتل، لكنها في الوقت نفسه معنية بعدم الدخول في حرب شاملة مع سوريا، رغم قناعتها بأن لا مناص من استمرار التدخل لمنع نقل أسلحة إلى حزب الله
علي حيدر
بالتأكيد، لم يكن توالي وتزامن رسائل التهديد التي وجهها القادة العسكريون الاسرائيليون، للرئيس السوري بشار الاسد، عرضياً، كما أن صدور هذه التهديدات عن الجهات المهنية، يؤكد انها تعكس ارتفاع منسوب قلقهم من أن عدم رد الجيش السوري على الاعتداءات السابقة، المباشر والفوري والتناسبي، قد لا ينسحب بالضرورة على ما ينتظرها في الاعتداءات المقبلة، وخصوصاً بعد توالي المؤشرات حول جدية الطرف السوري في تغيير قواعد الاشتباك في الجولان.
بموازاة ذلك، ان يوجه مجموعة من كبار قادة الجيش الاسرائيلي سلسلة رسائل تهديد ضد نظام الرئيس بشار الاسد، في حال تغيير الواقع القائم في الجولان او الاستمرار في دعم حزب الله بالاسلحة الاستراتيجية، يعني ان اسرائيل قطعت أشواطاً في الطريق الى التدخل العسكري المباشر في الصراع الذي تشهده الساحة السورية، وإن اتخذ عناوين واشكالاً مختلفة. وهو ما يؤكد مرة اخرى حالة التوتر الشديد في الجبهة السورية، التي عبر عنها وزير الدفاع موشيه يعلون بالقول إن «الواقع قد ينقلب رأساً على عقب دفعة واحدة ويجب ان نكون جاهزين». اما بخصوص نوايا اسرائيل العدوانية، فأوضح يعلون ايضاً «عند تعرض مصالحنا للخطر، مثل عمليات نقل وسائل قتالية نوعية الى جهات معادية كحزب الله أو نقل سلاح كيميائي، من ناحيتنا يعد هذا تجاوزاً للخط الأحمر». ايضاً اضاف وزير الدفاع ان «اعداء اسرائيل يحاولون ادخال وسائل قتالية تمس بتفوقنا الجوي والبحري، واسلحة دقيقة يمكن أن تصيب اهدافاً في اسرائيل»، مشدداً على تصميم اسرائيل على منع وصول ذلك «بشكل مسؤول وموزون».
وأضاف يعلون ان هناك قاعدة اخرى حدَّدتها اسرائيل، تندرج ضمن الخطوط الحمراء، وهي «بالطبع المحافظة على الهدوء في هضبة الجولان وعلى سيادتنا هناك، وكل ذلك بمسؤولية وتفكير موزون». اما كلمة السر المفضوحة التي تحرص على ايصالها دائماً بمختلف اساليب التعبير، فهي التهديد بـ«الثمن الباهظ الذي سيدفعه الاسد، اذا ما فتح جبهة مقابلنا»، في اشارة الى تدخلها العسكري المباشر لصالح المعارضة المسلحة وتدمير قدرات الجيش السوري واسقاط النظام.
وفي موقف يعكس نقطة الارتكاز في التقدير الاسرائيلي للسياسة الامنية الجديدة في سوريا، اكد يعلون أن الجيش السوري الذي حاول أن يحقق توازناً استراتيجياً مع إسرائيل «منشغل الآن في الحرب على بقاء نظامه، على الرغم من عشرات آلاف الصواريخ التي تهدد امن اسرائيل»، مشيراً الى أن الاسد «يفقد سيطرته على سوريا تدريجيا، حتى لو ظهر مؤخرا انه مسيطر على زمام الامور في بلاده»، معتبرا ان «لا محال لذلك في الواقع».
في الوقت نفسه، رأى يعلون أن المنطقة تمر في حالة عدم استقرار مزمن من المتوقع أن يستمر لفترة طويلة، واصفاً الوضع الأمني على عدة جبهات مختلفة بالصعب والعميق الذي سيمتد لأكثر من جيل في الواقع الشرق اوسطي.
وكان قد سبق يعلون الى توجيه مثل هذه التهديدات، رئيس اركان الجيش بني غانتس بالقول «اذا دفع الاسد الاوضاع نحو التدهور في هضبة الجولان فسيدفع الثمن وسيتعين عليه ان يتحمل النتائج».
في السياق نفسه، اكدت تقارير اعلامية اسرائيلية أن الهجمة الاعلامية لكبار قادة الجيش تهدف الى منع نشوب حرب، وخصوصاً أن هناك انطباعا لدى القيادة الاسرائيلية بأن الاسد «لا يقرأ الوضع بشكل صحيح ويخطئ في تقدير نوايا اسرائيل». وهو تعبير آخر عن حقيقة انهم في تل ابيب باتوا على قناعة بأن كل الضربات التي نفذتها اسرائيل لم تحقق مفعولها الردعي المؤمل، وأن المخاوف التي تحدث عنها العديد من الخبراء والمعلقين في الساحة الاسرائيلية من تداعيات أي ضربة مقبلة، تغلغلت في وعي كبار قادة الجيش والمستوى السياسي. من هنا تتحدث تقارير اعلامية عن ان الرئيس الاسد «لديه ثقة بنفسه وهو مستعد لمد الحبل مع اسرائيل أكثر من الماضي».
نتيجة ذلك، يحاول القادة العسكريون الايحاء بأن اسرائيل ماضية في سياستها الامنية التي حددت معالمها ونفذتها في الاسابيع الماضية، حتى لو كانت تعلم بأن هناك رداً سورياً مقبلاً. وانها بالرغم من ادراكها المسبق للاضرار الكبيرة التي قد تنتج من مواجهة مباشرة مع سوريا، لم ترتدع عن استخدام قوتها بحجم كبير، لأنها لا تريد الانجرار الى حرب استنزاف طويلة المدى.
ومن أجل التأكيد على الرسالة وضمان وصولها الى الهدف، تناول بعض المعلقين الاسرائيليين تهديدات قادة الجيش، منهم المعلق العسكري في صحيفة «يديعوت احرونوت»، اليكس فيشمان، الذي رأى أن قائد سلاح الجو امير ايشل بدد الغموض حول الخطط الاسرائيلية بشأن سوريا، وان الجيش الاسرائيلي جاهز لحرب مفاجئة مع سوريا، أي أن هناك خططاً عملياتية، يتدرب عليها الجيش، وبالتالي فهو تحدث بين السطور عن حرب قصيرة تبدأ بضربة نارية كبيرة. وبالتالي لا يدور الحديث عن عملية جوية موضعية، بل عن هجوم على عشرات الاهداف في طول وعرض سوريا. كما تناول فيشمان ايضا رسائل التهديد التي صدرت عن شخصيات مجهولة ومعلومة سبقت ايشل.
اما الخبير بالشؤون السورية، ايال زيسر، فاعتبر في مقالة له في صحيفة «اسرائيل اليوم»، أن «طوفان تصريحات المسؤولين الاسرائيليين، يُظهر أن اسرائيل كمن تريد أكل الكعكة وتبقيها كاملة»، مفسراً ذلك بأن اسرائيل مصممة على منع نقل اسلحة الى حزب الله لكنها تريد في نفس الوقت قدر المستطاع تخفيف لهيب النار التي قد تشتعل إثر عملية اسرائيلية كهذه. وانها تريد إضعاف الاسد ومنع وصول سلاح روسي متطور اليه، لكنها في الوقت نفسه معنية بمنع نشوب حرب شاملة قد تؤدي الى تدخل اسرائيلي عميق في الساحة السورية.
وحذر زيسر من أن ضعف نظام الاسد الذي فتح فرصة لاسرائيل لمهاجمته قد يشكل تهديداً لنا، كونه بات أكثر تحرراً وهامش حركته اضحى اوسع، انطلاقا من أنه لم يعد لديه ما يخسره. ولفت زيسر إلى ان مشكلة مشكلات اسرائيل تكمن في انها بخلاف الحزم الذي تظهره تصريحات المسؤولين الكبار، فإن السياسة الاسرائيلية المتعلقة بسوريا اقل حزما ووضوحا.
أما صحيفة «هآرتس»، فلفتت في افتتاحيتها، الى غياب الهجمات في عمق الاراضي السورية عن الخطاب العدواني (للقادة الاسرائيليين)، محذرة من أنه لا يمكن لاسرائيل ان تهاجم اراضي دولة سيادية اخرى. ومن جهة اخرى تتهم الدولة التي تعرضت للهجوم بالتسبب بتدهور الوضع حين ترد. ونصحت الصحيفة القيادة السياسية بأن لا مصلحة لاسرائيل بالتورط في الحرب الدائرة في سوريا، وربما ايضا مع ايران وحزب الله.
واشنطن تحث الاتحاد الأوروبي على رفع حظر الاسلحة وتسليمها لمقاتلي المعارضة
الخطيب يطرح مبادرة تتضمن خروجا آمنا للاسد و500 اخرين
روسيا تحذر من انهيار سورية ومن عودة الجهاديين لأوروبا
أنقرة ـ بيروت ـ دمشق ـ وكالات: اطلق الرئيس السابق للائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية احمد معاذ الخطيب الخميس مبادرة ‘مقيدة بجدول زمني’ لحل الازمة في سورية تتضمن السماح للرئيس السوري بشار الاسد بمغادرة البلاد، داعيا ‘السلطة وفصائل الثورة والمعارضة’ الى تبنيها، في الوقت الذي اتفقت فيه اللجنة العربية الوزارية المعنية بالأزمة السورية على الذهاب لمجلس الأمن للتوافق معه بشأن اصدار بيان يتضمن وقف اطلاق النار في سورية.
ومع تصاعد الاحداث حذر مدير الاستخبارات العسكرية الروسية العامة الجنرال إيغور سيرجون من انهيار سورية حال استمرار الجماعات ‘المتطرفة’ في البلاد بفرض شروطها في مسألة إنشاء نظام الدولة.
وقال سيرجون في كلمته أمام المؤتمر الدولي ‘الجوانب العسكرية والسياسية للأمن الاوروأطلسي’ المنعقد في موسكو امس ونقلتها وكالة ‘نوفوستي’ ‘ إن عدم استقرار الأوضاع يؤدي إلى توسيع رقعة النزاع في سورية، حيث أن الأطراف المتنازعة تراهن على التسوية العسكرية للقضية’.
وأضاف المسؤول الروسي أنه حتى في حالة إجراء انتخابات رئاسية في سورية تشارك فيها المعارضة ‘المعتدلة’، فإن القوى ‘المتطرفة ستستمر في فرض شروطها لتشكيل نظام إدارة الدولة’.
وقال سيرجون ‘إن هذه الحقيقة يمكن أن تتسبب في انهيار البلاد، وازدياد أعداد المهاجرين إلى دول الجوار، وزعزعة الاستقرار في المنطقة’.
وأشار إلى ‘ارتفاع عدد أنصار الجهاد المسلح من أوروبا في صفوف المعارضة المسلحة السورية و الثوار الليبيين.. أنهم سيعودون بعد حصولهم على خبرة قتالية في نهاية المطاف إلى بلدانهم، ويستخدمونها في القارة الأوروبية’.
وفي القاهرة اختتمت اللجنة الخميس أعمال اجتماعها الطارئ برئاسة حمد بن جاسم رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري بدون بيان يعبر عما تم التوصل اليه من توصيات وذلك بعد انعقادها لمده ساعة .
واتفق أعضاء اللجنة خلال الاجتماع على القيام بخطوات للتحضير لمؤتمر جنيف 2 من بينها الذهاب لمجلس الأمن للتوافق معه بشأن اصدار بيان يتضمن وقف اطلاق النار حتى يتمكن الجانبان الحكومة والمعارضة من الجلوس الى مائده الحوار.
وأشارت اللجنة إلى التوافق على بعض العناصر التى تساهم فى انجاح المؤتمر الدولى المقبل ‘جنيف 2′، وطلبت اللجنة من الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي ورئيس اللجنة عرض هذه العناصر على الدول الخمس دائمة العضوية فى مجلس الأمن والمبعوث المشترك لجامعة الدول العربية والأمم المتحده الأخضر الإبراهيمي.
يذكر أن الإبراهيمي لم يشارك في الإجتماع الرسمي للجنة وأكتفى بحضور الجلسة التشاورية التي سبقت الاجتماع الرسمي، واتفق الوزراء على ضرورة توفير المناخ الملائم لعقد المؤتمر بوقف نزيف الدم في المدن السورية.
واعترضت كل من الجزائر والعراق على مشروع البيان الذي أعدته قطر مسبقا لإصداره في نهاية الإجتماع.
وتأتي مبادرة الخطيب في حين يعقد الائتلاف في اسطنبول اجتماعا يستمر ثلاثة ايام لبحث امكانية مشاركته في مؤتمر ‘جنيف 2′ الدولي لتسوية النزاع في سورية.
وتنص المبادرة التي نشرها الخطيب على صفحته على موقع ‘فيسبوك’ على ان ‘يعلن رئيس الجمهورية الحالي، وخلال عشرين يوماً من تاريخ صدور المبادرة قبوله بانتقال سلمي للسلطة، وتسليم صلاحياته كاملة الى نائبه السيد فاروق الشرع أو رئيس الوزراء الحالي السيد وائل الحلقي’.
كما تتضمن السماح للاسد بان ‘يغادر البلاد، ومعه خمسمائة شخص ممن يختارهم مع عائلاتهم وأطفالهم الى اي بلد يرغب باستضافتهم’.
وذكر الخطيب انه طرح هذه المبادرة ‘منعاً لاضمحلال سورية شعبا وأرضا واقتصادا وتفكيكها انسانيا واجتماعيا’ و’استجابة عملية لحل سياسي يضمن انتقالا سلميا للسلطة’.
ووصف مبادرته بانها ‘سورية المنبع والهدف، وهي وحدة متكاملة، ومقيدة بجدول زمني واضح’.
ودعا الخطيب ‘السلطة في سورية وجميع فصائل الثوار والمعارضة الى تبنيها مخرجا من الكارثة الوطنية’. كما دعا المجتمع الدولي الى ‘رعايتها وضمان تنفيذها’.
وتمهل المبادرة رئيس الجمهورية ‘بعد قبوله الانتقال السلمي للسلطة مدة شهر لإنهاء عملية تسليم كامل صلاحياته’، على ان ‘تستمر الحكومة الحالية بعملها بصفة مؤقتة مدة (مئة يوم) من تاريخ تسلم الشخص المكلف صلاحيات رئيس الجمهورية الحالي’.
وتمنح المبادرة الشخص المكلف ‘كامل الصلاحيات التنفيذية لإدارة سورية’، فيما تقوم الحكومة بصفتها المؤقتة وخلال (المئة يوم) بإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية والعسكرية’.
ويكلِف الأمين العام للأمم المتحدة وسيطا دوليا للإشراف على المرحلة الموقتة في سورية ورعاية عملية انتقال السلطات.
وتشمل المبادرة اطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين وفتح الأراضي السورية امام جميع أنواع الإغاثة الإنسانية المحلية والدولية.
وتطالب ‘جميع الأطراف الالتزام بوقف استخدام الأسلحة الثقيلة، وتحت الرقابة الدولية’.
وبعد مرور فترة المئة يوم، تلحظ مبادرة الخطيب انتقال جميع صلاحيات الحكم الى حكومة انتقالية يتم الاتفاق والتفاوض عليها في اطار ضمانات دولية، على ان تتولى هذه الحكومة ‘مهام التحضير والتأسيس لسورية الجديدة’.
من جهة اخرى ذكرت صحيفة ‘الغارديان’ أن الولايات المتحدة تضغط على الحكومات الأوروبية لدعم مساع تقودها بريطانيا لإدخال تعديل على حظر الأسلحة الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي على سورية، بهدف تكثيف الضغوط على نظام الرئيس بشار الأسد للدخول بمحادثات مع المعارضة.
وقالت الصحيفة، الخميس، إن وزير الخارجية الامريكي، جون كيري، يجري اتصالات مع نظرائه الأوروبيين لحثهم على التوصل إلى توافق في الآراء بشأن اعتماد تغيير يسمح بتسليم الأسلحة للمتمردين السوريين من دون اتخاذ أي قرار في المرحلة الحالية، فيما قامت وزارته باستدعاء سفراء الدول الأعضاء الـ 27 في الاتحاد الأوروبي لدى واشنطن لإبلاغهم بالموقف الأخير للولايات المتحدة بشأن الحظر قبل اجتماع وزراء خارجية دولهم في بروكسل الاثنين المقبل.
واضافت أن مصادر دبلوماسية أكدت أن بريطانيا تحظى الآن على دعم فرنسا، وايطاليا، واسبانيا، بشأن رفع حظر الأسلحة، في حين لا تزال النمسا، وفنلندا، والسويد، وجمهورية التشيك، تعارض هذا التحرك واتخذت ألمانيا موقفاً محايداً.
تركيا ستشيد جدارا امنيا على حدودها مع سورية
انقرة ـ ا ف ب: اعلن وزير الجمارك والتجارة التركي حياتي يازجي الخميس ان بلاده قررت تشييد ‘جدار امني’ على قسم محدود من حدودها الطويلة مع سورية بهدف مراقبتها في شكل افضل.
واوضح يازجي عبر قناة ‘ان تي في’ الاخبارية ان هذا الجدار يبلغ طوله 2.5 كلم وسيشيد في منطقة في انحاء معبر جيلويغوزو الحدودي في محافظة هاتاي (جنوب) قبالة قرية باب الهوا السورية.
وقال الوزير ‘سيتم وضع اسلاك شائكة وجدار مزود بكاميرات مراقبة’ لمنع عمليات التسلل من سورية، موضحا انه بفضل ‘هذا الجدار سيتم تعزيز التدابير الامنية الى حدها الاقصى في هذه المنطقة’.
واسفر هجوم بسيارة مفخخة نسبته انقرة الى النظام السوري عن 17 قتيلا و30 جريحا في 11 شباط (فبراير) عند معبر جيلويغوزو الحدودي.
الى ذلك، قررت السلطات التركية الثلاثاء ان تحصر لفترة شهر عمليات الدخول والخروج من سورية بمعبر واحد لا تزال تسيطر عليه القوات النظامية السورية، وذلك اثر التفجيرين في بلدة الريحانية في 11 ايار (مايو) واللذين اسفرا عن 51 قتيلا.
وبذلك وحدهم المواطنون الاتراك القادمون من سورية وغير السوريين الذين يعبرون تركيا سيسمح لهم بعبور نقطة يايلاداغي على بعد 90 كلم من الريحانية.
ونسبت تركيا تفجيري الريحانية الى مجموعة سرية من اليسار المتطرف التركي مرتبطة باستخبارات النظام السوري، الامر الذي نفته دمشق.
ادارة اوباما تخشى من انتقال المعركة للبنان وطلبت من الحر عدم ملاحقة مقاتلي حزب الله الى اراضيه
ابراهيم درويش
لندن ـ ‘القدس العربي’ تقوم الولايات المتحدة بحملة ضغط على دول الاتحاد الاوروبي لرفع الحظر عن تصدير السلاح للمعارضة السورية التي تخوض مواجهات شرسة مع القوات السورية ومقاتلي حزب الله في بلدة القصير.
وتقود بريطانيا الدعوة لرفع الحظر حيث دعا جون كيري، وزير الخارجية الامريكي دول الاتحاد للتوصل الى اجماع بهذا الشأن. وتقول مصادر دبلوماسية ان بريطانيا تحظى الان بدعم كل من فرنسا وايطاليا واسبانيا، فيما تقف المانيا على الحياد، وتعارض كل من النمسا ودولة التشيك وفنلندا والسويد. وقد اخبرت الخارجية الامريكية سفراء الاتحاد الاوروبي الـ27 بموقف الادارة الجديد عندما دعتهم لمقر الخارجية في واشنطن.
وجاء التدخل الامريكي قبيل انعقاد اجتماع مهم لوزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي في بروكسل يوم الاثنين المقبل. وقد عبر جون كيري عن موقف الولايات المتحدة يوم الاربعاء في عمان بعد لقاء مجموعة اصدقاء سورية حيث وعد المعارضة بتقديم الدعم لها ‘للقتال من اجل حرية بلدها’ ان لم تنجح المحادثات وعملية الانتقال السياسي التي ستتم مناقشتها في المؤتمر الدولي الذي يجري التحضير له بتعاون روسي في جنيف الشهر المقبل.
وعلى الرغم من الموقف الامريكي الداعم لجهود بريطانيا الا ان الدعوة لتسليح المعارضة تواجه بخلافات في حكومة الائتلاف بين المحافظين والليبراليين الديمقراطيين، حيث يدور حديث حول مخاطر تقديم السلاح للمعارضة وامكانية وقوعها في يد المقاتلين الجهاديين. وكان هيغ الذي حضر الاجتماع في عمان قد اكد ان بريطانيا عازمة على تعديل قرار منع نقل السلاح لسورية من اجل مراكمة الضغوط على النظام السوري، ولكنه قال ان الحكومة لم ترسل بعد اي سلاح. ومن الخيارات موضع الدراسة هو تعديل القرار بحيث يسمح بارسال الاسلحة للائتلاف الوطني السوري، او شطب عبارة ‘اسلحة غير فتاكة’ من محضر القرار. وهناك خيار اخر وهو تمديد قصير للقرار الذي تتنتهي صلاحيته بداية الشهر المقبل وانتظار ما سيخرج من مؤتمر جنيف.
ازمة داخل حكومة الائتلاف
وتقول صحيفة ‘الغارديان’ انه في حالة عدم التوصل لاتفاق فان المنع سيصبح غير ساري المفعول مما يفتح المجال امام الدول لاتخاذ قرار فردي وتسليح المعارضة لكن في الحالة البريطانية فانه سيؤدي الى ازمة داخل الحكومة. ويواجه نائب رئيس الحكومة، نيك كليغ، زعيم الليبراليين الديمقراطيين معارضة شديدة داخل حزبه، وبحسب مينزي كامبل، مسؤول ملف الشؤون الخارجية في الحزب فهناك مغالطة كبيرة تعتري موقف الحكومة’، فهي تقول ان ‘الهدف من تقديم اسلحة متقدمة للمقاتلين هو ارسال رسالة للاسد ولكن نظامه يتلقى الدعم من روسيا، وحالة حصل عدم توازن في ميزان القوة فستقوم موسكو باصلاحه’.
وبنفس السياق اتهم دوغلاس الكسندر، وزير خارجية الظل في حزب العمال المعارض رئيس الوزراء ديفيد كاميرون بفتح الباب امام التكهنات حول استعداد الحكومة لتعديل قرار الحظر ‘ولكن كيف ستمنع الحكومة الاسلحة البريطانية المقدمة للمعارضة من الوقوع في الايدي الخطأ؟’ وتساءل ايضا ‘كيف سيسهم تسليح المعارضة بتحقيق سلام دائم.
ويقول العمال انه بعيدا عن وضعية قرار الحظر فأي شحنة اسلحة للمعارضة يعتبر خرقا لاتفاقيات الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة والملتزمة بها بريطانيا.
نختار المعتدلين
ويتم التحقق من المقاتلين ‘المعتدلين’ من قبل ضباط استخبارات امريكيين (سي اي ايه) وضباط بريطانيين من الاستخبارات الخارجية (ام اي-6) في الاردن، ويعتقد ان الاستخبارات الامريكية تقوم بعملية تنسيق نقل الاسلحة المشتراة بأموال سعودية وقطرية الى المعارضة. ولا يعرف الكثير عن الآلية التي يتم من خلالها التحقق من هويات الجماعات المعارضة الا ان هيغ قال في بيان مكتوب للبرلمان ‘نحن على اتصال مع المجلس العسكري الأعلى التابع للائتلاف الوطني من اجل تحديد المستفيدين من برامجنا التدريبية ومن تنطبق عليهم معايير قانون التدريب الخاص بالحروب’.
واضاف هيغ انه من اجل التأكد من شرعية المرشحين للتدريب فانهم يتعرضون لعملية فحص دقيقة قبل دعوتهم للتدريب. وتقول ‘الغارديان’ ان مظاهر القلق من تزويد المعارضة بالسلاح نابعة من تشرذم فصائلها، واختطاف موظفي الامم المتحدة، وانتهاكات حقوق الانسان.
وتواجه المعارضة المسلحة معركة حاسمة في القصير حيث دعا المجلس الوطني السوري كافة فصائل المعارضة للدفاع عن بلدة القصير الذي يعتبر سقوطها ضربة قاصمة للمعارضة من الناحية المعنوية واللوجيستية، حيث ستؤثر على عمليات نقل وتهريب السلاح من لبنان.
وتعتبر العملية في القصير جزءا من محاولات النظام السوري تعزيز مكاسبه على الارض قبل مؤتمر جنيف، اضافة لتأمين وسط وجنوب البلاد والمعابر الرئيسية للساحل. وفي نظر الخبراء فانجازات النظام السوري دليل قوة وانه لم ينهر بعد اكثر من عامين من القتال وعلى مختلف الجبهات، اما جون كيري فقد اعتبر الانجازات ‘وقتية’ وليس اشارة على ان الاسد ‘اصبحت له اليد العليا’، حيث شجب في الوقت نفسه ‘الدور المدمر’ الذي يلعبه حزب الله في سورية، مشيرا الى ان تدخله زاد في الايام القليلة الماضية بشكل محدد.
لا نريد مشاكل في لبنان
وعبرت الادارة الامريكية عن مخاوفها من اثر مشاركة حزب الله في سورية واثرها على لبنان حيث اكدت انها تحاول التأكد من انتقال عدوى الحرب الى لبنان، حيث عبر الرئيس الامريكي يوم الاثنين عن هذه المخاوف في مكالمته مع الرئيس اللبناني ميشيل سليمان. كما ونقلت ‘نيويورك تايمز′ عن مستشار بارز لاوباما قوله ‘لا نريد تصعيدا او انتشارا للحرب الى لبنان’ ، فالاخير حسب المسؤول، لديه ما يكفيه من تحديات فهناك 500 الف لاجىء مسجل ومليون سوري في بلد تعداده اربعة ملايين ‘واخر شيء يريده البلد هو عنف طائفي’، ولهذا قامت الحكومة الامريكية بتوصيل رسالة الى رئيس هيئة اركان الجيش الحر، اللواء سليم ادريس حيث طلبوا منه ضبط المقاتلين وحثهم على عدم ملاحقة مقاتلي حزب الله الى داخل الحدود اللبنانية، ونقلت ‘نيويورك تايمز′ عن مسؤول قوله ‘سنواصل حثهم على عدم التورط في لبنان، ولكن الضغوط موجودة وخارج سيطرة المجلس العسكري الاعلى السوري، وهناك سنة او سوريون قد لا ينصاعون للاوامر’. وقال المسؤول ان الادارة قد تضع شروطا على تزويد المعارضة بالسلاح الفتاك وهو تعهد المقاتلين بعدم ضرب لبنان. وفي الوقت الذي يمكن للادارة التأثير على ادريس وجماعته الا انها لا تؤثر على جبهة النصرة المصنفة كجماعة ارهابية. ونقل عن مقاتلين في المعارضة قولهم ان الاسلحة التي تصل الى حزب الله تأتي من البقاع اللبناني حيث علق المسؤول في الخارجية ان الادارة تريد اخراج لبنان من معادلة الحرب ‘ونريد العثور على طرق لوقف نقل الاسلحة من لبنان’ الى سورية. وتقول ان اللواء ادريس الذي نشأ قرب القصير يتعامل مع المعركة كشأن شخصي حيث وصف مقاتلي حزب الله ‘بالغزاة، الكلاب الذين يتصرفون كوحوش’، ‘اقسم بالله العظيم، بأن يدفع حسن نصر الله الثمن’.
مؤامرة الاسد في طرابلس
القصير شغلت اهتمام ادريس والمعارضة حيث اخبر اجتماع اصدقاء سورية ان مقاتلين من ايران والعراق اضافة الى حزب الله يقاتلون الى جانب النظام، ولكن السنة في طرابلس لبنان يتهمون النظام السوري بفتح جبهة جديدة في المدينة، حيث يتهمون الاسد باثارة العلويين في جبل محسن للتأكيد من عدم ذهاب المقاتلين السنة الى القصير. ونقلت ‘واشنطن بوست’ عن ابو البراء قوله ‘ تلقى العلويون اوامر باثارة المشاكل من اجل عودة رجالنا’ من القصير. وقال ان 90 مقاتلا خرجوا الاسبوع الماضي للدفاع عن القصير عادوا الثلاثاء بعد اندلاع العنف في طرابلس. ونقلت عن زعيم مجموعة من المقاتلين قولهم ان النظام السوري يريد حرف انظار اللبنانيين عن الجرائم التي يرتكبها حزب الله في سورية.
عسكري وسياسي
ويواجه الحزب على الاقل الجناح العسكري منه امكانية وضعه على القائمة السوداء في الاتحاد الاوروبي حيث انضمت المانيا وفرنسا الى الدعوة البريطانية لاعتباره جماعة ارهابية. وتقول صحيفة ‘نيويورك تايمز′ ان اي خطوة بهذا الاتجاه ستترك اثرا كبيرا على نشاطات الحزب وجمع الاموال له في اوروبا. وكان وزير الخارجية الالماني غويدو ويسترفيل قد عبر عن دعم حكومته لاعتبار ‘الجناح العسكري على الاقل’ جماعة ارهابية. وتشير الصحيفة انه حالة اقر الاتحاد الاوروبي الطلب البريطاني فانه سيخنق نشاطات وتمويل الحزب من الاعضاء والمتعاطفين معه في وقت يعاني منه الحزب من ازمة ‘صورة’ وتحوله من جماعة تحرير الى متورط في الحرب الاهلية السورية. وسيكون الحزب وناشطوه عرضة لسلسلة من الاجراءات منها الملاحقة القانونية، ومراقبة الاعضاء حيث تقول المخابرات الالمانية ان هناك 950 من الناشطين والموالين للحزب يعيشون في المانيا حتى عام 2011. ومع ذلك يقول البعض ان تصنيف الجناح العسكري قد لا يمنعه من مواصلة جهوده السياسية وجمع التبرعات لانه ليس من الممكن الفصل بين ما هو سياسي وعسكري. وبحسب سيلك تيمبل محرر مجلة ‘انترناشونال بوليتك’ الصادرة عن مجلس العلاقات الخارجية الالماني ‘لا اعرف ان كان هذا منطقيا اي ان تقول ان هناك جناحا سياسيا وآخر ارهابيا’.
ومن المتوقع ان تقوم لجنة العمل الامنية في الاتحاد اتخاذ القرار في الرابع من حزيران (يونيو) المقبل وان يقوم وزراء الخارجية الاوروبيون بتبنيه في نهاية الشهر نفسه. وينظر للتغير في الموقف الالماني على انه مهم لانها الدولة الاقوى اوروبيا ويبدو انه متأثر بهجوم بورغاس، البلغاري العام الماضي، ومحاكمة ناشط مرتبط بحزب الله في قبرص. وتشير الصحيفة الى ان فرنسا التي ترددت في الماضي مع السويد بتصنيف حزب الله كانت تخشى من اثر القرار على الوضع اللبناني. فعلى نفس القائمة حركة حماس، حيث يرى الكثير من الاوروبيين ان قرار وضعها كان خطأ نظرا للدور الهام الذي تلعبه في السياسة الفلسطينية وفي غزة كذلك. ومع ان المسؤولين الالمان او الفرنسيين لم يذكروا علاقة حزب الله بسورية الا ان تورط الحزب في معارك القصير لم يكن بعيدا عن اذهان الساسة الاوروبيين هؤلاء حسب تيمبل ‘فمن الواضح انهم جالسون في عمان ويشعرون بالقلق من حزب الله’.
خيارات اسرائيل
وفي تقرير اخر، تساءلت فيه الصحيفة عن الموقف الاسرائيلي من سورية، فقد اكدت اسرائيل خلال العامين الماضيين ان ليست لديها نوايا بالتورط في سورية، لكن الغارتين على مواقع في دمشق بداية الشهر الحالي وتدمير موقع عسكري سوري في الجولان جعلت الحديث عن خيارات اسرائيل في سورية امرا ضروريا.
وترى ان هناك اعترافا من المسؤولين الاسرائيليين بتغير المشهد السوري عما كان عليه قبل عامين وبالتالي تعقد خيارات التحرك. ولاحظت الصحيفة تصعيدا في اللغة من الجانبين، حيث اعلن المسؤولون السوريون انهم مستعدون لمعركة كبيرة مع اسرائيل، فيما يرد الجيش الاسرائيلي محذرا من عواقب خطيرة.
المشهد تغير
وفي الوقت الذي تم فيه استبعاد هذه الافكار الا ان هناك اجماعا داخل القيادة الاسرائيلية بتغير الوضع السوري. وعليه فحسابات الحرب تحمل مخاطرها لكل الاطراف فمواجهة سورية مع اسرائيل قد تحرف الانتباه عن المجازر التي يرتكبها النظام وقد تحشد الدعم العربي له هذا من جهة، اما من جهة اخرى فانها قد تؤدي الى تدمير جيش النظام وحرف ميزان القوة لصالح المعارضة. اما من جهة اسرائيل فتورطها في سورية سيؤدي الى نتائج لا تريدها، وهي تعجيل انهيار النظام مما يعني ترك المناطق القريبة من خط وقف اطلاق النار بيد الجهاديين.
‘اصدقاء سورية’ سيكثفون مساعدتهم للمعارضة حتى رحيل الاسد ويطالبون بانسحاب مقاتلي حزب الله وايران من البلاد
الاعلام السوري انتقد المؤتمر واعتبره تشويشا على ‘جنيف2’ ويصادر حق الشعب بتحديد مصيره
عمان ـ دمشق ـ وكالات: اعلن المشاركون في مؤتمر مجموعة ‘اصدقاء سورية’ في عمان ان الرئيس السوري بشار الاسد لن يكون له اي دور مستقبلا في سورية واعدين بتكثيف دعمهم للمعارضة السورية حتى تشكيل حكومة انتقالية.
واتفقت الدول الـ11 المشاركة في اجتماع ‘اصدقاء سورية’ وبينها الولايات المتحدة في بيان مشترك صدر بعد خمس ساعات من المناقشات على انه ‘لا يمكن ان يكون لبشار الاسد ونظامه ومساعديه المقربين والذين تلطخت ايديهم بدماء السوريين، اي دور في مستقبل سورية’.
واضاف البيان ان ‘الوزراء اشاروا ايضا انه بانتظار ان يسفر مؤتمر جنيف (مؤتمر جنيف 2 الدولي لتسوية الازمة في سورية المقرر في حزيران/يونيو) عن تشكيل حكومة انتقالية، سوف يكثفون دعمهم للمعارضة وسيتخذون كل الاجراءات الاخرى الضرورية’.
كما اكد الوزراء حق الشعب السوري في الدفاع عن نفسه مبدين التزامهم بتقديم مساعدات اضافية لتعزيز دور المجلس العسكري الاعلى للمعارضة.
وشارك في الاجتماع وزراء خارجية كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا وايطاليا وتركيا ومصر وقطر والسعودية والامارات اضافة الى الاردن، كما حضر ممثلون عن الائتلاف الوطني السوري للمعارضة حيث عرضوا على المشاركين الاوضاع داخل سورية.
واكد المجتمعون على ان حجر الاساس للحل السياسي يقوم على تشكيل حكومة انتقالية خلال اطار زمني يتم الاتفاق عليه لمرحلة انتقالية محددة، مؤكدين ان الهدف النهائي يجب ان يضمن تبني دستور سوري جديد يضمن حقوقا متساوية لجميع المواطنين’.
كذلك ابدى الوزراء ‘دعمهم للمشاركة في مؤتمر +جنيف 2+ من اجل التطبيق الكامل لمقررات مؤتمر جنيف 1 لوضع حد لنزيف الدم والاستجابة للمطالب الشرعية للشعب السوري وحفظ وحدة الاراضي السورية ودعم الوحدة الوطنية بين جميع مكونات الشعب السوري’ مشددين على ‘الدور المحوري لمجلس الامن الدولي في تحقيق هذه الجهود’.
واكد الوزراء دعمهم للائتلاف الوطني السوري مشددين على الدور المركزي والقيادي للائتلاف في وفد المعارضة المرشح للمشاركة في المؤتمر الدولي حول سورية جنيف 2.
وندد الوزراء بـ’التطرف المتنامي بين طرفي الصراع والعناصر الارهابية في سورية’ محذرين من ان ذلك ‘يزيد المخاوف على مستقبل سورية ويهدد امن دول الجوار كما يهدد بزعزعة الاستقرار في المنطقة برمتها والعالم’.
كما دان الوزراء ‘تدخل مقاتلين اجانب في القتال الدائر في سورية نيابة عن النظام السوري’ مشيرين في هذا الاطار الى ‘العمليات التي يقوم بها حزب الله اللبناني في القصير ومناطق اخرى’ كما دعوا الى ‘الانسحاب الكامل لحزب الله والمقاتلين من ايران وغيرهم من المقاتلين الاجانب المتحالفين مع النظام من الاراضي السورية’.
وتتعرض مدينة القصير الواقعة في محافظة حمص في وسط سورية منذ ايام لهجمات متكررة من قوات النظام مدعومة من حزب الله اللبناني.
وعبر الوزراء عن ‘قلقهم الشديد نتيجة العدد المتزايد من التقارير والمؤشرات القوية حول استخدام الاسلحة الكيميائية من قبل النظام السوري’ حيث شددوا على ‘اهمية تمكين الامم المتحدة من اجراء تحقيق شامل حول استخدام مثل هذا السلاح’ محذرين من ان ‘العواقب ستكون وخيمة في حال ثبوت هذه التقارير’.
وعلى صعيد اخر ابدى الوزراء ‘قلقهم العميق حول تدهور الوضع الانساني في سورية وما ينتج عن ذلك من تهديد للاستقرار والامن في الدول المجاورة التي تستضيف اللاجئين السوريين’، داعين الى تعزيز العمليات الانسانية عبر الحدود.
وقبيل افتتاح اجتماع اصدقاء سورية، دعا وزير الخارجية الامريكي جون كيري الرئيس الاسد الى ‘الالتزام من اجل السلام’ محذرا من انه ‘في حال .. لم يشأ نظام الاسد ان يتفاوض بحسن نية .. فسوف نبحث ايضا دعمنا المتواصل والمتزايد للمعارضة لتمكينها من مواصلة الكفاح من أجل بلادها’.
كما دعت قطر وبريطانيا الى رحيل الاسد وقال وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم ان ‘بشار الاسد يواصل قتل شعبه بمساعدة خارجية واستعمل اسلحة محرمة’ مضيفا ‘لقد دمرت سورية كليا وكل هذا كي يبقى النظام قائما’.
واكد للمعارضة السورية التي تمثلت برئيسها بالوكالة جورج صبرة ‘نحن معكم وسوف نبقى معكم’.
من جهته ربط وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أي حل للنزاع الدامي في سورية برحيل الاسد عن السلطة.
وتعقيبا على مشاركة حزب الله في المعارك في القصير اعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان فرنسا ستقترح ادراج الجناح العسكري للحزب على لائحة الاتحاد الاوروبي للمجموعات الارهابية بسبب دعمه لنظام دمشق.
ويبدأ الائتلاف الوطني السوري الخميس في اسطنبول اجتماعا يستمر ثلاثة ايام لمناقشة مشاركته في مؤتمر ‘جنيف 2′ في وقت تخضع المعارضة السورية لضغوط من مؤيديها الغربيين والعرب لحضها على الجلوس الى طاولة المفاوضات مع ممثلي النظام.
من جهتها انتقدت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) الخميس بشدة مؤتمر ‘اصدقاء سورية’ معتبرة اياه خطوة تستبق المؤتمر الدولي لحل الازمة في البلاد و’مصادرة’ لحق الشعب السوري في تحديد مصيره.
وجاء في خبر اوردته الوكالة ‘في مؤتمرهم الذي عقد في العاصمة الأردنية عمان أمس أعلن أعداء سورية مصادرتهم حق الشعب السوري في تحديد خياراته ورسم مستقبل بلاده السياسي وانهاء الأزمة التي تمر بها سورية عبر حل سياسي وأكدوا مجددا حرصهم على استمرار الأزمة عبر دعمهم للمعارضة’.
واضافت الوكالة ان المشاركين وعدوا في بيانهم ‘بعد أن نصبوا أنفسهم متحدثا باسم الشعب السوري، بأنهم سيكثفون دعمهم للمعارضة السورية حتى تشكيل حكومة انتقالية’.
واعتبرت ذلك ‘خطوة تستبق النتائج بل حتى مقدمات المؤتمر الدولي المزمع عقده بشأن سورية’ والذي اقترحته موسكو وواشنطن لايجاد مخرج سلمي للازمة التي تواجهها سورية منذ اكثر من عامين.
واعتبرت الوكالة ان الإشارة إلى الدول المشاركة في الاجتماع ‘تكفي لمعرفة خلفياته والغاية منه’، مشيرة الى ان دعوة المعارضة تمت ‘لتلقي الإشارات الضرورية من أصدقائهم بشأن المؤتمر الدولي’.
المعارضة السورية والشارع و«جنيف 2».. كل يسير في اتجاه
طارق العبد
بالرغم من عمر الأزمة السورية الذي تجاوز سنته الثانية، لم تستطع تيارات المعارضة السياسية الاقتراب بشكل جدي وواضح من حراك الشارع. ولعل انطلاق قطار الحل السياسي والتحضير لمؤتمر «جنيف 2» يكشف الكثير من التباين بين خيارات المعارضة والشارع بشقيه السلمي والمسلح، بل وبين تيارات المعارضة نفسها. وفي وقت تنشط فيه بعض المجموعات ضمن ورشات عمل واستعدادات لشد الرحال إلى المؤتمر وما يسبقه من اجتماعات تمهيدية، تبدو أخرى غير معنية بما يحدث، من دون أن يتضح موقفها بين الاستعراض والمزايدة أو الإصرار على تحقيق مطالب «الثورة». وبين الطرفين يفقد رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المستقيل معاذ الخطيب الشعبية الواسعة التي حظي بها في الأشهر الأخيرة، ويبدو أن المبادرة التي طرحها أمس، ويدعو فيها الرئيس السوري بشار الأسد إلى التخلي عن السلطة خلال 20 يوماً، لم تساعده على استرجاع ما فقده من شعبية نتيجة سياسة الغموض التي اتبعها.
في انتظار «جنيف 2»
عقب إعلان وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف عقد مؤتمر لـ«مجموعة العمل الدولية لأجل سوريا»، سارعت «هيئة التنسيق الوطنية» للترحيب به وإبداء تفاؤلها الحذر، مؤكدة مشاركتها عبر وفد لم تتحدد تشكيلته بعد. كذلك، أطلقت الهيئة مع «تيار بناء الدولة»، الذي يقوده المعارض لؤي حسين، ورشات عمل تناقش المرحلة الانتقالية وآليات الحل السياسي.
لكن ترحيب الهيئة بالتقارب الدولي ـ بين واشنطن وموسكو تحديداً ـ وبالمؤتمر المنتظر لم يدفعها إلى التوجه إلى مدريد يوم الثلاثاء الماضي، حيث اجتمع رئيس الائتلاف السابق معاذ الخطيب مع عدد من القوى المدنية، ليصدروا إعلاناً يقترب من رؤية الهيئة.
وبحسب ما قالت مصادر من الهيئة لـ«السفير» فإن مشاورات أولية تمت معها قام فيها «حزب التنمية الوطني» بدور الوسيط، كذلك وجهت دعوات للهيئة للمشاركة في مدريد، ولكن تبين أن الهدف هو تشكيل إطار معارض منشق عن الائتلاف، ومنافس له.
ويعلق المصدر قائلاً «إذا كان تشكيل هذا القطب السياسي ينسجم معنا في ما يتعلق بالحل السياسي فإن الأيدي ممدودة له»، مع التأكيد في الوقت ذاته على الذهاب بوفد موحد للمعارضة وبورقة عمل متجانسة إلى جنيف. الأمر الذي لم يجد صداه عند فرسان الائتلاف، الذين لم يحسموا قرارهم بعد، وإن صدرت تصريحات تشدد على رفض الذهاب مع «هيئة التنسيق» في وفد موحد، بالإضافة إلى تصريحات أخرى تتحدث عن شروط مفروضة على وفد النظام، فضلاً عن تحديد مصير الرئيس بشار الأسد قبل التوجه إلى طاولة جنيف. إلا ان الشرط الأخير لا يلقى أذاناً مصغية لدى أحد رعاة المؤتمر، وتحديداً الروس.
ويأتي ذلك أيضاً في وقت ينشغل فيه «الائتلافيون» بتوسيع التنظيم المعارض، وضم تيارات وشخصيات جديدة إليه بهدف إضعاف دور جماعة «الإخوان المسلمين». كما ينشغلون بالتحضير لانتخاب رئيس جديد خلفاً لمعاذ الخطيب، فضلاً عن سعيهم إلى حسم قرارهم في اجتماع إسطنبول، الذي بدأ أمس ويستمر ثلاثة أيام، حول المشاركة في مؤتمر جنيف. ويجري كل ذلك وسط نداءات أطلقها نشطاء في الداخل تدعو لعدم المشاركة في «جنيف 2» ما لم يكن هناك توازن على الأرض أو سيطرة أوسع للمعارضة تجعلها في موقع القوة، وهو رأي مدعوم من بعض كتائب «الجيش السوري الحر»، وهي التي تربط التفاوض بما تحققه من مكاسب على الأرض.
«تنسيقيات الثورة» بين الانسحاب والغياب
إذا كانت مواقف القوى السياسية للمعارضة بعيدة عن خيارات الشارع الثائر، فإن القوى الميدانية والتي يفترض بها أن تمثل «الثورة» قد اتخذت موقفاً أكثر تشدداً، وذلك بالرغم من مشاركة بعضها في اجتماعات الائتلاف في إسطنبول وقبله في مؤتمر مدريد.
وقد أعلن «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية»، وهو التنظيم الثوري الوحيد المشارك مع غياب «لجان التنسيق المحلية» و«الهيئة العامة للثورة السورية»، انسحابه من اللقاء التشاوري في مدريد، ورفض التوقيع على البيان الختامي، لأنه لا يقبل بأي شكل من أشكال التفاوض مع النظام، و«التنازل عن ثوابت الثورة».
وبحسب ممثل «اتحاد التنسيقيات» في اللقاء التشاوري فإن دعم مقاتلي «الجيش السوري الحر في سوريا يعتبر من أهم الأولويات في أي ورقة تفاوض مع أي طرف لفرض شروطنا السياسية بدلاً من استجداء الحل من الخارج». هذا الموقف ينسجم مع رؤية العديد من نشطاء الثورة الذين يرون في مؤتمر جنيف تكراراً لما سبقه من اجتماعات، مهلة جديدة للنظام للاستمرار في قضائه على «الثورة».
ووفقاً للنشطاء فإن أي حل يكون النظام طرفاً فيه يعتبر لاغياً وبحكم الميت. وهؤلاء سبق لهم أن انتقدوا دعوات الحل السياسي، كما مبادرة الخطيب للتفاوض في شهر شباط الماضي.
ولكن هذا الرأي قد لا ينسحب على بقية القوى الثورية، التي لا تبدي تفاؤلاً بالحل السياسي بقدر ما تشدد على ضرورة توحيد الصفوف وإنهاء حالة الاستجداء والصراخ في المحافل الدولية لطلب السلاح من دون فائدة، مع التركيز على خطاب جامع لكل القوى المدنية والإسلامية.
أما «الجيش الحر» فيبدو منقسماً بين عدة تيارات. البعض يربط مشاركته في جنيف بجدية تسليح المعارضة بمعدات ثقيلة كمضادات الدروع والدبابات ومضادات الطيران، وهو تيار يمثله رئيس الأركان سليم إدريس. وفي المقابل، تبدو مجموعات أخرى غير معنية على الإطلاق بما يحدث في أروقة السياسة، وخصوصاً الكتائب السلفية مثل «لواء الإسلام» و«كتائب أحرار الشام»، بقدر ما هي معنية بالمعارك على الأرض في جبهات الغوطة والقصير وحوران وغيرها.
مفاجأة الخطيب لم ترض الداخل
كما توقع كثيرون أطلق رئيس الائتلاف المستقيل معاذ الخطيب مبادرة جديدة، كان قد تحدث عنها منذ فترة. وتنص مبادرته، التي جاءت في 16 بنداً، على خطة للانتقال السلمي للسلطة تبدأ بتسليم الرئيس السوري بشار الأسد صلاحياته لنائبه أو لرئيس الحكومة خلال 20 يوماً، مع حل مجلس الشعب ونقل كل الصلاحيات التنفيذية للشخص المكلف قيادة البلاد في هذه الفترة. ويترافق مع ذلك إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية والعسكرية، وإطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين، ثم مغادرة الرئيس للبلاد ومعه 500 شخص إلى أي بلد يرغب باستضافتهم.
ولكن اقتراح الشيخ الدمشقي لم يلق قبولاً في أوساط الشارع المعارض في الداخل، بل لعله بدا سبباً إضافياً لتراجع شعبيته أكثر، خصوصاً بعد إصراره على عدم توضيح أسباب استقالته، ثم هجومه الحاد على رفاقه في الائتلاف والمجالس العسكرية.
ويرى نشطاء معارضون أن المبادرة قد تكون مقبولة من الناحية النظرية، ولكنها تفتقر للتطبيق الواقعي على الأرض، خصوصاً أنها ستكون بحكم المرفوضة أولاً من النظام، وثانياً من المجتمع الدولي. ويضاف إلى ذلك، أن من شأنها التسبب في انقسام جديد في صفوف الائتلاف بشكل خاص والمعارضة بشكل عام.
والأهم، بحسب رأي البعض، هو أن الخطيب والائتلاف والمعارضة عموماً قد فقدوا رصيدهم في الشارع، وباتت الكلمة الأولى للسلاح ومقاتلي الكتائب. والكتائب المقاتلة تصر على الحل العسكري، لكنها تفتقر للذخيرة والسلاح النوعي والتنظيم في كثير من المناطق، وتواجه مشكلة الاختلاف الواضح في الأهداف المستقبلية بين دولة مدنية أو إسلامية.
وفي النهاية، سيتجه أقطاب المعارضة إلى المدينة الأوروبية بوفود مستقلة على الأغلب، وكل منهم يحمل معه أوراقه للحل السياسي سواء أكانت مكتوبة بأياد سورية أو إقليمية ودولية. وفي المقابل لن يكون لدى أبناء الشارع المعارض في الداخل الوقت لمتابعة ما سيجري، ربما لأنهم مشغولون بإحصاء ضحايا القصف والتفجيرات المتنقلة. ويبقى السؤال الأهم: هل سيحسم المؤتمر مأساة البلاد أم أنه سيكون البداية لسلسلة مؤتمرات تعيش هي وأصحابها في واد والشارع في واد آخر؟
تهديدات إسرائيل لسوريا.. حقيقة أم خوف من الحرب؟
حلمي موسى
حذرت وسائل إعلام إسرائيلية من وقوع إسرائيل أسيرة تهديداتها لسوريا وقيادة المنطقة نحو حرب شاملة. وحملت «هآرتس» هذا التحذير في افتتاحيتها الرئيسية يوم أمس، تحت عنوان «كفى استفزازاً للأسد». وأشار معلقون إسرائيليون إلى أن ارتفاع حدة التهديدات الإسرائيلية لسوريا تنبع أيضاً من إدراك لفشل روسيا في إيصال التحذيرات الإسرائيلية للقيادة السورية.
وأشارت افتتاحية «هآرتس» إلى أن التوتر بين إسرائيل وسوريا تزايد مؤخراً، لكنه لم يبلغ بعد نقطة الانفجار. ورأت أن السبب في ذلك لا يعود للرئيس السوري بشار الأسد «المنشغل بصراع بقاء، ولا مصلحة له في فتح جبهة إضافية». وحمّلت الصحيفة الغارات المنسوبة لإسرائيل، وكذلك التهديدات الإسرائيلية العلنية مسؤولية تسخين الأجواء. واعتبرت أن عدم ردّ الرئيس السوري بشار الأسد على الغارات الإسرائيلية بإطلاق صواريخ على العمق الإسرائيلي، واكتفائه بنيران محدودة على دورية إسرائيلية يشهد على عدم رغبته في التصعيد. وعموماً حذّرت الصحيفة من مغبة مهاجمة دولة مثل سوريا، ثم اعتبار ردها تصعيداً، مشيرة إلى أن الاستفزاز الكلامي يلهب الأجواء، وأن أي هجوم آخر في سوريا قد يقود إلى حرب لا ضرورة لها.
من جهتها، رأت «يديعوت أحرونوت» أن السيناريو الذي بات يتكرر على ألسنة القادة الإسرائيليين في ما يتعلق بالجبهة السورية يدلّ على مقدار التوتر والتخوف من تدهور الوضع إلى مواجهة شاملة. وقالت إن كلام قائد سلاح الجو الجنرال أمير إيشل، حول الحرب المباغتة التي قد تقع في أي لحظة، وكلام وزير الدفاع موشي يعلون أمس الأول عن «الواقع الذي قد ينقلب رأساً على عقب دفعة واحدة» يشهد على هذه الأجواء. وقد سبق هؤلاء رئيس الأركان الجنرال بني غانتس، الذي حذر الرئيس السوري بشار الأسد من أنه سيتحمل عواقب أي تسخين لجبهة الجولان. وقال إن «الجيش الإسرائيلي يواجه سيناريو حقيقياً لصدام متعدد الجبهات».
وحاول المعلق العسكري لـ«يديعوت» أليكس فيشمان ترجمة كلام إيشل والتصريحات الإسرائيلية الأخرى، فكتب أن هذا يعني أن «الجيش الإسرائيلي جاهز لحرب مباغتة مع سوريا وأن هناك خططاً عملياتية مقرّة يتدرب عليها». وأكد أن هذا الكلام يعني «إيصال رسالة تهديد لسوريا. وهو لم يكن الوحيد. فهي تنضمّ إلى جملة رسائل تهديدية بدأت بتسريب المسؤول الكبير لصحيفة نيويورك تايمز عن أن الأسد لن يبقى إذا هاجم إسرائيل، مروراً بوزير الدفاع وانتهاء برئيس الاركان». وبعدما عدّد فيشمان الموانع أمام التصعيد بما في ذلك القرار المتوقع في الأمم المتحدة بتمديد ولاية قوات الفصل الدولية في هضبة الجولان، يشير إلى محفزات التصعيد وبينها وصول أسلحة جديدة. عموماً، يعتبر فيشمان أن هذه التهديدات لا تصل إلى سوريا، لأنها وصلت منذ زمن ما يعني «أننا في واقع الأمر نسخّن أنفسنا».
وفي صحيفة «إسرائيل اليوم»، وتحت عنوان «طبول حرب لا يريدها أحد»، كتب أبرز الخبراء الإسرائيليين في الشأن السوري البروفيسور إيال زيسر عن التهديدات الإسرائيلية، قائلاً إنه «إزاء طوفان التهديدات هذا يبدو أن إسرائيل تشبه ذاك الذي يريد أن يأكل الكعكة ويبقيها كاملة. أجل إن إسرائيل مصمّمة على منع نقل سلاح الى حزب الله، لكنها تريد في الوقت ذاته أن تخفض قدر المستطاع لهب النار التي قد تشتعل إثر عملية اسرائيلية كهذه. وتريد إسرائيل أيضاً أن تُضعف الأسد، وأن تمنع مثلاً وصول سلاح روسي متقدّم إليه، لكنها معنية في الوقت ذاته بمنع نشوب حرب شاملة قد تفضي الى تدخل اسرائيلي عميق في ما يجري في سوريا، بل إلى سقوط النظام السوري».
عموماً من الواضح أن سوريا احتلت مكاناً مركزياً في مداولات وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس، مع القادة الإسرائيليين وعلى رأسهم بنيامين نتنياهو. وكذلك لقاءات نتنياهو مع وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ.
ومن جهة أخرى، نقلت «نيويورك تايمز» عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إنها تقيم علاقات سرية مع سكان القرى الدرزية في الجانب السوري من هضبة الجولان. واعتبرت الصحيفة أن هذه العلاقة تنطوي على تدخل حتى لو كان لأغراض إنسانية، ولكنها أيضاً تشير إلى فعل استخباري مكثف. وشدّدت الصحيفة على أن الدروز ممن يقيمون هذه العلاقة مع إسرائيل ليسوا من أنصار الرئيس بشار الأسد، ولا ينتمون أيضاً إلى المعارضة.
ولكن رون بن يشاي في «موقع يديعوت» الإلكتروني رأى أن التهديدات الإسرائيلية في الأيام الأخيرة ليست صدفة. وهي أيضاً ليست حملة ثرثرة مناوبة. بل أن تصريحات يعلون وغانتس وإيشل هي هجوم «ديبلوماسي علني إعلامي» أعدّ لمنع اندلاع الحرب جراء خطأ في التقدير، أو فهم العواقب من جانب الرئيس السوري.
وكتب بن يشاي أن جوهر الرسالة هو «لا تستفزنا. تسخين الجبهة في هضبة الجولان أو نقل أسلحة نوعية إلى حزب الله، أو نقل سلاح كيمائي إلى أيد أجنبية، سيُردّ عليه إسرائيلياً بهجوم سريع يلحق أضراراً شديدة، وربما قاتلة لك ولنظامك». ولتأكيد التهديد شدد الثلاثة على جاهزية الجيش لتنفيذ رد كهذا بإشعار قصير وبحجم كامل عند الضرورة.
واعتبر بن يشاي أن سبب التهديدات هو الإحساس بأن الرئيس الأسد لا يقرأ الوضع جيداً، وأنه يخطئ في تقدير نيات إسرائيل. وتعتقد مصادر استخبارية غربية أن المقربين من الأسد لا يضعونه في صورة الوضع، ويتركونه يظن أن لديه حرية عمل وقدرة بقاء أكبر من الواقع، وهو ما زاد من ثقة الأسد بنفسه. ورأى أن نصائح الإيرانيين و«حزب الله» وحتى الروس تفيد بأنه لا يخسر شيئاً من استفزاز إسرائيل.
ويخلص بن يشاي إلى القول إن شعور إسرائيل بعدم وجود ناصح أمين أو رسول مخلص يوصل الرسالة إلى الأسد، ولذلك قررت إيصال الرسائل بأشد الطرق علنية بعدما لم تؤد الرسائل التي أرسلت عبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دورها.
مشاهد الحرب الأهلية تعود
طرابلس أسيرة السلاح والمسلحين.. وغياب الدولة
عمر ابراهيم
استعاد أبناء طرابلس، في اليومين الماضيين، تجربة الحرب الأهلية بكل ظروفها المأساوية، واستحضروا من خلالها حقبة سوداء من تاريخ المدينة التي كانت حتى الأمس القريب تنتظر وقفة مسؤولة من قياداتها السياسية ومرجعياتها تساهم في إقفال الجرح النازف في خاصرتها الرخوة في باب التبانة وجبل محسن قبل أن تجد نفسها غارقة في بحر من الدماء التي سالت في أكثر الأزقة والأحياء حرماناً.
ليلة أمس الأول، كانت ليلة قاسية أمضاها سكان المدينة على وقع مواجهات مسلحة، في مشهد مستوحى من حروب سابقة شهدتها طرابلس، ومن تفاصيلها أصوات مكبرات الصوت التي صدحت من المساجد وهي تنذر الأهالي بإخلاء الشقق العلوية والتوجه إلى الطوابق السفلية أو الملاجئ.
هي الحرب إذا التي كان الطرابلسيون يحاولون محو صورتها من ذاكرتهم، ويجهدون لإبعاد هذه الكأس المرة عن أبنائهم، فإذ بهم يجدون أنفسهم في قلب المعركة نتيجة حسابات وارتباطات متناقضة لا تمت بصلة لمصلحة المدينة وأهلها.
بالأمس كانت طرابلس تنتظر تصاعد الدخان الأبيض من قاعات الاجتماعات التي كانت تعقدها بعض القوى السياسية مع قيادات ميدانية ورجال دين بهدف التوصل إلى قرار لوقف إطلاق النار، قبل أن يأتيها الرد سريعاً من فوهات البنادق ليقضي على الأجواء الايجابية التي أشيعت وعلى تطلعات وآمال الطرابلسيين.
يطرح الجرح الطرابلسي النازف بالنيابة عن كل لبنان، أسئلة حول الجهة القادرة على حماية المدينة من محاولات استهدافها وعن مدى استطاعة القوى السياسية في استعادة زمام المبادرة بعد تفلت الكثير من المجموعات المسلحة من قبضتها، وما هو مصير المدينة في حال استمرت المواجهات بعناوينها المحلية والإقليمية، وإذا لم يستطع السياسيون إقناع المتحاربين بالجنوح إلى السلم هل يتم تفويض الجيش اللبناني بالحسم، وهل يكون هناك من سقف للحسم أم أنه مفتوح على كل الاحتمالات.
بدت طرابلس، أمس، كلها في وادٍ وكل المجموعات المسلحة في واد آخر. كانت ليلة الأربعاء الخميس كافية كي تُخرج الناس عن صمتها، ولو أن الصرخة لم تبلغ آذان المعنيين بعد، ولا المتحاربين الذين يخوضون «حرباً مقدسة»، بنظرهم، هم ضحاياها ومعهم مدينتهم وأهلهم.
ويمكن القول إن طرابلس لم تشهد على مدى 15 جولة مضت منذ العام 2008 مثل هذه المعركة، التي أوحت بدايتها أنها ستكون مستنسخة عن الجولات السابقة، قبل ان ترسم تطوراتها الدراماتيكية مشاهد مغايرة، لجهة ارتفاع عدد الضحايا واتساع دائرة المواجهات وبلوغها عمق المدينة وأطراف مخيم البداوي الذي كانت بعض تنظيماته على شفير الانزلاق في المستنقع الطرابلسي بعد سقوط قذيفة على أحد المواقع العسكرية وإصابة بعض عناصره، فضلاً عن حجم ونوعية السلاح المستخدم في قصف الأحياء السكنية والمواقع العسكرية، بالإضافة إلى الخطط التي اعتمدها المسلحون في سعيهم لتحقيق انتصارات ميدانية من خلال لجوئهم الى تنفيذ اقتحامات متبادلة تصدّى لها الجيش بالنار مستعيناً بقنابل مضيئة لكشف عمليات التسلل ومنع حصولها خشية أن تؤدي الى تفاقم الأمور ووصولها الى مراحل لا تحمد عقباها.
فعلى وقع إطلاق الرصاص المتقطع والقذائف بدأ ليل طرابلس أمس الاول، حيث دارت اشتباكات في منطقة بعل الدراويش في التبانة، وسرعان ما انتقلت الى منطقة المنكوبين التي شهدت أعنف اشتباكات منذ بدء هذه الجولة وسط معلومات عن مقاتلين وصلوا اليها من خارج المنطقة لتدعيم صفوف من فيها، فحصلت مواجهات ضارية استمرت حتى ساعات الفجر الاولى، تخللتها محاولات تسلل من الطرفين، معتمدين سياسة الارض المحروقة في قصف الأحياء والمنازل التي تصاعدت منها ألسنة اللهب، ما أدى حتى العاشرة من ليل أمس، الى ارتفاع حصيلة القتلى الى 20 مدنياً، بينهم شخصان قتلا برصاص القنص في جبل محسن وميلاد عوكر الذي توفي متأثراً برصاص أصيب به في القبة، فضلا عن سقوط شهيد ثالث للجيش ليرتفع عدد شهداء المؤسسة العسكرية الى ثلاثة فضلاً عما يزيد عن 200 جريح من المدنيين والمتحاربين وعناصر الجيش وضباطه.
ضراوة المواجهات كانت تنتقل من محور الى آخر، حيث دارت معركة وصفت بأنها الأقسى بين منطقتي الشعراني ومشروع الحريري في القبة وبين حي الأميركان في جبل محسن، استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية والعبوات ذات التصنيع المحلي والتي كان يتقاذفها المسلحون من داخل المباني وفي الشوارع القريبة من بعضها، فضلاً عن قذائف الهاون والتي أدى سقوطها الى إصابات كبيرة والى تضرّر سيارات ومنازل مواطنين في الشعراني على وجه الخصوص.
ولم يكن سير المواجهات في بقية المحاور مختلفاً، خصوصاً في الريفا وحي البقار، والذي كان شهد أيضاً عمليات اقتحام مواقع والسيطرة على مبانٍ، جوبهت من قبل عناصر الجيش المتمركزين في المنطقة.
وانسحبت المواجهات على مختلف المحاور في التبانة والحارة البرانية، وكان يُسمع دوي القذائف والقنابل اليدوية وقذائف الهاون وهي تتساقط على الأحياء صعوداً الى جبل محسن، والذي لم يسلم من قذائف الهاون.
ومع ساعات الصباح الأولى بدأت تتراجع وتيرة المواجهات لتتحوّل إلى مناوشات وأعمال قنص، حاصدة مزيداً من الجرحى وبينهم خمسة عسكريين في الجيش اللبناني، بالإضافة إلى عدد من جرحى رصاص القنص المباشر في حي البقار، واستمر الأمر على ما هو عليه حتى وقت متأخر من ليل أمس، علماً أنه سجل سقوط صاروخ من عيار 107 ملم على جبل محسن ولم ينفجر.
وواصل الجيش تسيير دورياته في بعض مناطق التوتر وفي أحياء طرابلس، وعمل على إخلاء عائلات عدة راغبة في مغادرة منازلها من خطوط التماس، كما ساهمت آلياته في إخراج إعلاميين من داخل خطوط التماس.
وصدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه، البيان الآتي: «ظهر اليوم (أمس)، تعرّض أحد مراكز الجيش في محلة ضهر المغر – طرابلس لإطلاق نار ادى الى اصابة ثلاثة عسكريين بحروح مختلفة. كما تعرّضت سيارة مدنية تقل عسكرييْن اثنين لإطلاق نار أمام مدخل طبابة منطقة الشمال – طرابلس ما أدى لإصابتهما بجروح خطرة، وقد ردّت قوى الجيش على مصادر النيران، وباشرت عمليات دهم واسعة بحثاً عن الفاعلين. وتم نقل العسكريين الجرحى الى أحد المستشفيات للمعالجة».
كذلك، تواصلت الاجتماعات في المدينة من أجل التوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار، وزار مدير عام قوى الأمن الداخلي بالوكالة اللواء روجيه سالم طرابلس والتقى ضباط المنطقة الإقليمية، وأكد أننا «نحافظ على مراكزنا ومؤسساتنا ونفعّل عملنا حتى خارج الاشتباكات ليشعر الناس أننا الى جانبهم وأننا لن نتركهم عرضة لرغبات المسلحين وسنكون الى جانبهم ضمن الأوضاع والإمكانيات الموجودة لدينا».
الجيش يضيّق الخناق على مسلحي القصير
الوزراء العرب بشأن سوريا: توصيات .. وخلافات
اضطرت اللجنة الوزارية العربية حول سوريا، برئاسة قطر، بسبب تصاعد الخلافات حول «جنيف 2» إلى إصدار بيان مبهم أمس، لا تكرر فيه مطالبتها الرئيس السوري بشار الأسد بتسليم سلطاته الى «هيئة انتقالية»، فيما أعلن مسؤولون شاركوا في الاجتماع في القاهرة أن اللجنة ستقترح على المؤتمر الدولي خطة من عدة نقاط لحل سياسي للنزاع منها «تشكيل حكومة وحدة وطنية مؤقتة وإرسال قوات حفظ سلام دولية إلى سوريا لضمان الاستقرار خلال المرحلة الانتقالية».
وفي الوقت الذي ضيقت فيه القوات السورية الخناق على المسلحين في شمال القصير قرب الحدود اللبنانية، اكد الأسد التزام سوريا بمواجهة «الإرهاب ومن يدعمه» بالتوازي مع الحل السياسي للازمة، فيما أعلنت موسكو أن تعاونها العسكري مع دمشق شرعي، محذرة الدول الأوروبية من أن المتشددين الأوروبيين قد يزعزعون امن بلادهم بعد عودتهم من سوريا.
إلى ذلك، بدأ «الائتلاف الوطني السوري» المعارض، في اسطنبول، اجتماعات ستمتد حتى الغد، يتم خلالها بحث مشاركة «الائتلاف» في مؤتمر «جنيف 2» واختيار رئيس جديد له خلفا لأحمد معاذ الخطيب الذي استقال قبل أسابيع. (تفاصيل صفحة 15)
وذكرت اللجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع في سوريا، في بيان مقتضب بعد اجتماعها برئاسة رئيس الحكومة وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في القاهرة، أنها «تدارست تطورات الأوضاع الخطيرة في سوريا، وبلورة موقف عربي تجاه الجهود المبذولة لإيجاد حل سياسي للازمة السورية في ضوء المقاربة السياسية الحديثة بقيادة روسيا والولايات المتحدة».
وأضاف البيان المقتضب «تم التوافق على بعض العناصر التي تساهم في إنجاح المؤتمر الدولي المقبل في جنيف، والطلب إلى رئيس اللجنة والأمين العام (للجامعة العربية نبيل العربي) عرض هذه العناصر على الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي والمبعوث المشترك لجامعة الدول العربية والأمم المتحدة» الأخضر الإبراهيمي.
وقالت مصادر ديبلوماسية عربية إن «العناصر التي وضعتها اللجنة تتضمن الحفاظ على السلامة الإقليمية والنسيج الاجتماعي لسوريا، وتشكيل حكومة وحدة وطنية لفترة زمنية محددة متفق عليها، تمهيدا لضمان الانتقال السلمي للسلطة، ونشر قوات من الأمم المتحدة لحفظ السلام يتم إنشاؤها عن طريق مجلس الأمن تأكيدا لاستمرار السلام والأمن والأمان للمدنيين، مع ضمان دخول جميع المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء سوريا، وصياغة واعتماد دستور وخلق توافق بشأن العملية السياسية لتشكيل قاعدة للدولة السورية الجديدة».
وكان بارزا عدم مشاركة الابراهيمي في الاجتماع الوزاري الموسع، لكنه شارك في اجتماع مصغر مع حمد والعربي وممثلي الدول الاعضاء في اللجنة.
يشار إلى أن وزراء خارجية السعودية والعراق والجزائر والسودان لم يشاركوا في اجتماع اللجنة، كما أن البيان الختامي لم يشر إلى وضع الأسد أو التطورات الميدانية الجديدة على الأرض. ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن مصادر اشارتها الى وجود تباينات حول «جنيف 2». وقالت مصادر ديبلوماسية في الامانة العامة للجامعة العربية انه تقرر عقد اجتماع جديد على مستوى وزراء الخارجية في 5 حزيران المقبل لمناقشة ما تم التوصل اليه في الاجتماع الطارئ للجنة الخاصة بسوريا، وحسم الخلافات بشأن بعض المسائل المتعلقة بمشاركة الجامعة في مؤتمر «جنيف 2» .
بوغدانوف والمقداد
وأكد الأسد، خلال لقائه وفدا تونسيا، يضم ممثلين عن أحزاب وحركات سياسية وشعبية برئاسة أمين عام «حزب الثوابت» شكري بن سليمان هرماسي، «أهمية دور الأحزاب والقوى القومية والوطنية في مواجهة أصحاب الفكر المتطرف والتكفيري والمخططات الخارجية التي تستهدف الشعب العربي»، مشددا على «ضرورة التمسك بالمبادئ والهوية العربية وقيم العروبة لمواجهة التحولات التي تشهدها الساحة العربية». وشرح للوفد «أبعاد الأزمة في سوريا، وثبات الموقف السوري في مواجهته للإرهاب ومن يدعمه إقليميا ودوليا، بالتوازي مع الحل السياسي للأزمة».
وفي موسكو، تركزت المباحثات بين نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف مع نظيره السوري فيصل المقداد، «على كيفية تحقيق الحل السياسي لإنهاء العنف في سوريا وبدء الحوار الوطني بين السوريين وبقيادة سورية، انطلاقا من حتمية الحفاظ على سيادة سوريا واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية».
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن الجانبين أكدا «أهمية تحقيق هذه الأهداف لأنها تشكل المرجعية الأساسية في أي تحرك أو جهد لحل الأزمة في سوريا».
روسيا
وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن «التعاون العسكري بين روسيا وسوريا شرعي تماما، ولا تقيده أي اتفاقات وقعتها موسكو أو قرارات دولية».
وأشار، ردا على إقرار لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي مشروع قانون يعاقب الدول التي تورد أسلحة إلى سوريا، إلى أن «فرض الولايات المتحدة عقوبات أحادية الجانب أمر غير مقبول تماما، ويعتبر مخالفة للقانون الدولي».
ورأى مدير الاستخبارات العسكرية الروسية الجنرال إيغور سيرغون، خلال مؤتمر امني دولي في موسكو بحضور قيادات أمنية أوروبية، أن «أنصار الجهاد الذين توافدوا على سوريا وليبيا من أوروبا يمكن أن يستفيدوا من الخبرات المكتسبة هناك عندما يعودون إلى بلدانهم».
وقال إن «حوادث سوريا، حيث ما زالت الأطراف المتنازعة تراهن على الحل العسكري، تنذر بالمزيد من القلاقل، وذلك لأنه لا بد من استمرار قوى التطرف في فرض ما تراه مناسبا لنظام الحكم حتى في حال انتخاب رئيس جديد للجمهورية السورية بمشاركة قوى المعارضة المعتدلة، الأمر الذي قد يزلزل الأوضاع في سوريا أكثر ويؤدي إلى تقسيم وتجزئة البلاد، ويزيد أعداد المهجرين إلى دول الجوار، وزعزعة الاستقرار في المنطقة».
ميدانيا
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ومصدر عسكري لوكالة «فرانس برس» إن القوات السورية حققت تقدما جديدا خلال الساعات الماضية إلى شمال مدينة القصير في ريف حمص، مضيقة الخناق على احد ابرز المعاقل المتبقية للمسلحين.
وذكرت قناة «الميادين» أن قائد إحدى الجماعات المسلحة مصطفى بكري الملقب بـ«قاسيون» قتل.
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن «وحدات من الجيش واصلت عملياتها ضد أوكار المجموعات الإرهابية المسلحة في مدينة القصير وعدد من مناطق ريف حمص». ونقلت عن مصدر عسكري قوله إن «وحدات من الجيش قضت على 20 إرهابيا ودمرت 7 سيارات محملة بذخيرة وأسلحة في منطقة ضهر القضيب وجنوب الملعب البلدي في القصير. كما تم القضاء على أعداد من الإرهابيين في الحارة الشمالية وغرب السوق التجاري شمال دوار محطة السكك الحديدية بالقصير».
وتابع «أحبطت وحدة من الجيش محاولة إرهابيين التسلل من الأراضي اللبنانية عبر جبال البريج قرب القصير، وأوقعت العديد من القتلى في صفوفهم».
وأعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان، «مقتل 104 عناصر من حزب الله خلال مشاركتهم في معارك ضد المسلحين في ريفي دمشق وحمص خلال فترة تقارب الثمانية أشهر»، إلا أن مسؤول العلاقات الإعلامية في «حزب الله» إبراهيم موسوي نفى هذا الرقم، رافضا إعطاء أي تفصيل عن عدد القتلى في صفوف الحزب، ومؤكدا أن «هذا الرقم عار عن الصحة».
(«السفير»، «سانا»، ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا)
اللجنة العربية تتفق على «عناصر» لحل الأزمة السورية
اجتماع وزاري في القاهرة مطلع يونيو تحضيرا لـ«جنيف 2»
القاهرة: سوسن أبو حسين
اتفق وزراء خارجية دول عربية أعضاء في اللجنة الوزارية المعنية بالأزمة السورية على مجموعة عناصر، قالوا إنها «تساهم في نجاح المؤتمر الدولي المزمع عقده في جنيف مطلع يونيو (حزيران) المقبل».
وقالت اللجنة في بيان صحافي أعقب اجتماعها الطارئ في العاصمة المصرية القاهرة، إنها «طالبت الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية، والشيخ حمد بن جاسم رئيس اللجنة ورئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، بعرض هذه العناصر على الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن والمبعوث المشترك لجامعة الدول العربية والأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي». ولم يشر البيان إلى طبيعة هذه العناصر التي تتناول الرؤية العربية للتعامل مع الأزمة السورية.
وفي سياق متصل، علمت «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة أمس أن اجتماعا وزاريا عربيا شاملا سوف يعقد في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة يوم 5 يونيو المقبل، للتشاور حول مؤتمر جنيف 2. وقالت المصادر إن الأيام المقبلة سوف تشهد اتصالات عربية ودولية لوضع الأجندة النهائية للاجتماع الدولي حول سوريا وكذلك الدول المشاركة والأطراف المتنازعة في سوريا.
وتدارست اللجنة في اجتماع أمس، برئاسة الشيخ حمد بن جاسم تطورات الأوضاع الخطيرة في سوريا وبلورة موقف عربي تجاه الجهود المبذولة لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية في ضوء المقاربة السياسية الحديثة بقيادة الاتحاد الروسي والولايات المتحدة الأميركية. ويأتي هذا الاجتماع بناء على طلب من دولة قطر، الرئيس الحالي للقمة العربية. وشارك في الاجتماع وزراء خارجية قطر ومصر والسعودية وسلطنة عمان والإمارات والبحرين والجزائر، ومندوبو كل من العراق والسودان والكويت.
وفي هذا الإطار، عرض الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية أمام الاجتماع تقريرا حول الجهود المبذولة والاتصالات واللقاءات التي أجراها مع المعارضة السورية ومع الإبراهيمي، الذي شارك في الجلسة التشاورية المغلقة للجنة في وقت سابق، وكذلك نتائج المشاورات مع الأطراف المعنية بالأزمة السورية والترتيبات الجارية بشأن عقد مؤتمر جنيف 2.
ومن المنتظر أن تبلور اللجنة الرؤية العربية من مؤتمر جنيف 2، والترتيبات التي بدأها الإبراهيمي للتحضير لهذا المؤتمر، بالإضافة للأفكار المطروحة سواء من المعارضة أو من أطراف إقليمية بشأن خطة طريق لحل الأزمة السورية.
المعارضة السورية تناقش في إسطنبول «التوسعة والرئاسة وجنيف 2»
معاذ الخطيب يطرح مبادرة جديدة لحل الأزمة في سوريا
لندن: «الشرق الأوسط» إسطنبول: ثائر عباس
علمت «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة على محاضر اجتماعات الائتلاف الوطني لقوى التغيير والثورة السورية أن «الشد والجذب» كان سيد الموقف في الجلسة الصباحية، التي انعقدت صباح أمس، والتي تمخض عنها توافق على ثلاث نقاط أساسية: أولاها، تأجيل مسألة التصويت على رئاسة الائتلاف والحكومة المؤقتة والمناصب القيادية إلى اليوم الأخير للمؤتمر وضمن حقيبة شاملة، وفق صيغة توافقية وليس على أساس «كسر العظم». أما النقطة الثانية فتتعلق بالتوسعة، إذ تم إضافة 18 شخصية إلى الائتلاف، بينما لا يزال هناك خلاف حول 7 شخصيات.
وأضافت المصادر، التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط» بشرط عدم كشف هويتها، أن النقطة الثالثة كانت الموقف من مؤتمر «جنيف 2»، وقد طرحت ثلاثة آراء: الذهاب إلى «جنيف 2» دون وجود شرط مسبق برحيل الرئيس بشار الأسد، مع (طرح هذا الشرط في الكلمة الأولى)، مع مطالبة بإشراف المعارضة على الجيش والأمن ووزارة المالية والبنك المركزي، وحتى قناة «الدنيا» (شبه الرسمية). أما الرأي الثاني فكان ربط الذهاب إلى طاولة المفاوضات مع «وجود شيء على الأرض يغير من الواقع بحيث تذهب المعارضة وهي تقف على أرضية صلبة». ويتجه الرأي الثالث، وهو الذي يحظى بدعم واسع من أعضاء الائتلاف، نحو «عدم الذهاب إلى مؤتمر السلام حتى يعلن في بداية (جنيف 2) أن هذه العملية سوف تنتهي برحيل الأسد، على غرار منحى الحل في اليمن الذي أفضى إلى رحيل الرئيس علي عبد الله صالح».
وستستمر اجتماعات المعارضة في مدينة إسطنبول التركية حتى مساء الغد، إذ من المتوقع أن يتم تسمية رئيس جديد للائتلاف خلفا لمعاذ الخطيب، وتفيد الترشيحات إمكانية حصول المعارض ميشيل كيلو على هذا المنصب، انطلاقا من الميل الواضح للمعارضة لتقليل مظهر سيطرة الإسلاميين على المعارضة، من دون إسقاط إمكانية وصول مرشح آخر من الإخوان أو المقربين منهم، أو انتخاب الرئيس السابق للمجلس الوطني برهان غليون لهذا المنصب. أما الاستحقاق الآخر فسيكون انتخاب أمين عام جديد للائتلاف بدلا من مصطفى الصباغ، الذي فاجأ الجميع أمس بموافقته على التوسعة، بالإضافة إلى تكليف رئيس جديد للحكومة الانتقالية، بعد فشل غسان هيتو في مهمته وعدم القبول به من جانب قيادة أركان الجيش السورية الحر.
إلى ذلك، فاجأ رئيس الائتلاف المستقيل الخطيب الحضور بطرحه مبادرة جديدة لحل الأزمة تقضي بالسماح بـ«مخرج آمن» للرئيس السوري بشار الأسد و500 شخصية يختارها مقابل تخليه عن السلطة. وبرر الخطيب مبادرته الجديدة بأنها تأتي «منعا لاضمحلال سوريا شعبا وأرضا واقتصادا وتفكيكها إنسانيا واجتماعيا نتقدم بهذه المبادرة حقا لبلدنا وأهلنا علينا، واستجابة عملية لحل سياسي يضمن انتقالا سلميا للسلطة». وقال الخطيب أن «هذه المبادرة سورية المنبع والهدف، وهي وحدة متكاملة، ومقيدة بجدول زمني واضح». ودعا السلطة في سوريا وجميع فصائل الثوار والمعارضة إلى تبنيها مخرجا من الكارثة الوطنية في بلدنا، كما دعا المجتمع الدولي إلى رعايتها وضمان تنفيذها.
وتنص المبادرة على أن يسلم الرئيس الأسد صلاحياته كاملة لنائبه أو لرئيس الوزراء ومغادرة البلاد مع 500 شخص ممن يختارهم مع عائلاتهم وأطفالهم إلى أي بلد يرغب باستضافتهم دون حصانة من الملاحقة القانونية. كما تنص على استمرار الحكومة الحالية بعملها بصفة مؤقتة لمدة مائة يوم من تاريخ تسلم الشخص المكلف صلاحيات رئيس الجمهورية.
وتشمل مبادرة الخطيب 16 بندا منها إطلاق سراح جميع المعتقلين، وفتح الأراضي السورية لجميع أنواع الإغاثة الإنسانية المحلية والدولية، وتكليف الأمين العام للأمم المتحدة وسيطا دوليا للإشراف على المرحلة المؤقتة في سوريا، والالتزام بها، ورعاية عملية انتقال السلطات.
ومن المرجح أن يرفض الأسد أو يتجاهل مبادرة الخطيب، المكونة من 16 نقطة، خاصة بعد المكاسب العسكرية التي حققتها قوات الحكومة السورية في مواجهة مقاتلي المعارضة. لكن مبادرة الخطيب تظهر استعدادا للعمل مع أشخاص ارتبطوا بالأسد خلال الانتفاضة وستعتبر يدا ممدودة لأعضاء في الحكومة.
وتعقيبا على المبادرة، قال عضو الائتلاف رمضان إن «اجتماع إسطنبول لم يناقش بعد مبادرة الخطيب» (مساء أمس)، لكنه أكد أن «النظام أبدى رفضه جملة وتفصيلا لمضمونها». وذكر بأن «موقف النظام السوري ليس مستغربا، فهو يرفض في كل مرة المبدأ الأساسي الذي تقوم عليه مبادرة الخطيب وهو مبدأ انتقال السلطة وتنحي الرئيس السوري بشار الأسد، وتسليمه صلاحياته كاملة إلى نائبه فاروق الشرع أو رئيس الوزراء الحالي وائل الحلقي». وشدد على أن النظام السوري «يواصل رفضه لأي حل يقوم على أساس الحل السياسي لا بل إنه يصر على الحسم العسكري والدموي»، مستنتجا أنه «يرفض بالتالي الاستجابة لأي مبادرة أو طرح مقدم من أطراف سورية أم إقليمية أم دولية». من جانبها رأت العضو في تيار «بناء الدولة السورية» المعارض ريم تركماني، أن مبادرة الخطيب لإنهاء الصراع في سوريا لا تعالج «جذور الأزمة». وقالت تركماني عبر صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» أمس الخميس، إن المبادرة تعاني من عدة عيوب ومن ثغرة كبيرة في بندها الأخير الذي يدعو إلى أن تتولى حكومة انتقالية «مهام التحضير والتأسيس لسوريا الجديدة».
تل أبيب ستهاجم سوريا إن سقط الأسد لمنع تهريب الأسلحة
وسائل إعلام إسرائيلية تدعو حكومة نتنياهو لوقف «استفزاز الرئيس السوري»
عاموس جلعاد و عمير ايشيل
تل أبيب: نظير مجلي
في الوقت الذي حاول فيه رئيس الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع، الجنرال عاموس جلعاد، تهدئة الأجواء والتأكيد على أن شبح الحرب مع سوريا لا يلوح في الأفق، حذّر قائد سلاح الجو الإسرائيلي، الجنرال عمير إيشيل، من اندلاع حرب مفاجئة على الحدود مع سوريا في أي لحظة، مضيفا أن جيشه على أهبة الاستعداد لهذا السيناريو.
ويربط بعض المراقبين بين التناقض في أقوال جلعاد وايشيل، اللذين يعيشان الحدث لحظة بلحظة ويتشاركان في كل الأبحاث حول القضايا الأمنية عموما والسورية خصوصا، وحالة «الارتباك» التي تعيشها القيادة الإسرائيلية، إلا أن هناك من يذهب إلى اعتبارها «ارتباكا مفتعلا» بهدف خلق بلبلة في الطرف الآخر.
وقال إيشيل، أول من أمس، خلال مؤتمر للأمن القومي التأم في نادي سلاح الجو في هرتسليا «غدا، ولا أعني أن ذلك سيحدث غدا، لكن إذا سقطت سوريا غدا فقد نجد أنفسنا داخل هذا الصراع بسرعة كبيرة، وعلى نطاق كبير للغاية لأن هذه الترسانة الضخمة الموجودة هناك في انتظار أن تنهب يمكن أن تحول إلى أي اتجاه وقد نجد أنفسنا مضطرين للتصرف على نطاق واسع للغاية وخلال وقت قصير». واعترف إيشيل بأن نظام الرئيس بشار الأسد حاول كل جهده امتلاك سلاح الدفاعات الجوية الأفضل في العالم وأن هذه الدفاعات لا تشكل تهديدا جديا فحسب وإنما تعطي سوريا الثقة بالنفس للقيام بأعمال لم تكن من قبل تفكر في عملها.
وأشار إلى أن أنظمة الصواريخ التي تريد سوريا امتلاكها ليست من أنواع الأسلحة التي يمكن أن تتصورها وإنما هي من جيل جديد ومختلف كليا، مضيفا «ببالغ القلق أقول إن هذه الصواريخ لا رادع لها ولا شيء يوقفها وأن الآخرين يمكن أن يسألوا أنفسهم ما هي أضرارها فقط وليس أكثر». واختتم إيشيل حديثه بالقول إن «الحرب المباغتة لا تزال ممكنة حتى يومنا هذا وإن التراكمات الصغيرة قد تؤدي إلى تدهور سريع على الحدود». وتوعد أنه في أي حرب مقبلة «سوف تستخدم إسرائيل كل قوتها ضد خصومها، وليس مثل حرب لبنان الثانية»، على حد قوله.
إلى ذلك، دعت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أمس، في مقالها الافتتاحي إلى الكف عن استفزاز الأسد، مؤكدة أن الأخير «يفهم أن إسرائيل أقوى منه، أكان ذلك في سلاح الجو، أو في سلاح المدرعات، أو في بقية عناصر الجيش، ولهذا فقد كمد غيظه على غارة سلاح الجو على مواقع في قلب بلاده بل وفي أطراف العاصمة دمشق. ولكن التصريحات في الصحف الأجنبية، التي نسبت لمسؤولين إسرائيليين كبار، مست بكرامته ودفعته لأن يهدد بالرد على ذلك الهجوم الذي وقع على قافلة الصواريخ لحزب الله».
وأضاف المقال الذي وقعته أسرة تحرير الصحيفة «لا يمكن لإسرائيل أن تهاجم أراضي دولة ذات سيادة، من جهة، ومن جهة أخرى تتهم الدولة التي تعرضت للهجوم بتدهور الوضع عندما ترد. ليس لإسرائيل مصلحة في التورط في الصراع الدائرة في سوريا، والاستفزازات اللفظية لا تساهم إلا في تعميق التوتر».
من جهة أخرى، خرج الجنرال جلعاد بتصريحات تبدو مناقضة مع ما قاله إيشيل، إذ قال إن «الاستقرار مستمر في هضبة الجولان» وإن «قوة الردع لدى الجيش الإسرائيلي ما زالت سليمة على الرغم من مضاعفة حوادث إطلاق النار وسقوط قذائف سوريا مؤخرا». وأضاف جلعاد، في مقابلة أجرتها معه إذاعة الجيش الإسرائيلي: «الخبر الجيد هو أن الاستقرار متواصل على هضبة الجولان، والحياة اليومية تتواصل كالمعتاد. أقول بثقة إنه لا يتوجب أن نغفل عن الصورة العامة للوضع، ولا أن نستسلم للذعر غير المبرر،» في إشارة إلى التعليقات التي تذهب إلى احتمال اندلاع حرب مفتوحة بين إسرائيل وسوريا، الموجودتين رسميا في حالة حرب.
جدير بالذكر أن إسرائيل كانت قد وجهت تحذيرات إلى نظام الأسد، مطلع الأسبوع الجاري، عقب تعرض جنود إسرائيليين لإطلاق نار مصدره سوريا وردت القوات الإسرائيلية في المرتفعات السورية المحتلة بتدمير موقع للجيش السوري في المنطقة. وحينئذ وجه رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي، الجنرال ببني غانتس، تهديدا مباشرا إلى الأسد بأنه سيدفع ثمنا باهظا إن فكر في استهداف إسرائيل، وقال في خطاب بجامعة حيفا «لن نسمح أبدا بأن تصبح مرتفعات الجولان ساحة مواجهة للأسد، إن أراد إثارة المشكلات في الجولان فعليه تحمل العواقب».
«الجيش الحر» يتصدى لمحاولات النظام إحكام قبضته على القصير
الاشتباكات مستمرة في المدينة.. والمرصد السوري يؤكد مقتل 46 من عناصر حزب الله في الأيام الأخيرة
بيروت: «الشرق الأوسط»
واصل «الجيش السوري الحر» أمس، تصديه لمحاولات جيش النظام السوري مدعوما من عناصر حزب الله اللبناني، لإحكام قبضته على مفاصل مدينة القصير في ريف حمص، على وقع استمرار الاشتباكات العنيفة واستهداف القوات النظامية المنطقة بغارات جوية.
وسخر قياديون في «الجيش الحر» من تصريحات صدرت مساء أول من أمس عن محافظ مدينة حمص أحمد منير محمد، أشار فيها إلى أن «القصير ستعلن بعد ساعات قليلة، منطقة آمنة»، لافتا إلى «مفاجآت تحصل خلال الأعمال القتالية، جراء الألغام وتحصينات يحمل بعضها الطابع الإسرائيلي».
وقال منير محمد إن «الجميع في سوريا يتوقع إعلان القصير منطقة آمنة نظيفة من العصابات المقبلة من أغلب دول العالم». واتهم «الإعلام الغربي بالترويج لهذه الأكاذيب»، ردا على سؤال عن مشاركة عناصر حزب الله في القتال في القصير، مؤكدا أن «الجيش السوري يستهلك 10% فقط من قوته ولا يحتاج لقوة ثانية».
ووضع المنسق الإعلامي والسياسي للجيش الحر لؤي المقداد لـ«الشرق الأوسط» كلام منير محمد «في سياق الأمنيات»، مذكرا بأن «محافظ الرقة سابقا أعلن أن الجيش النظامي سيدخل إليها ويستعيدها، ولا تزال حتى الآن تحت سلطة المعارضة».
وتباينت التقديرات أمس بشأن عدد قتلى حزب الله الذين سقطوا في القصير، فقد أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن «مقتل 104 عناصر من حزب الله خلال مشاركتهم إلى جانب قوات النظام السوري في معارك ضد المجموعات المسلحة المعارضة في سوريا خلال فترة تقارب الثمانية أشهر». وأعلن المرصد أن «46 منهم قتلوا خلال الأيام الخمسة الماضية في القصير، بينما قتل عشرون آخرون خلال اشتباكات الشهر الجاري في ريف القصير». وذكر كذلك أن «38 آخرين قتلوا منذ خريف العام الماضي في ريف القصير ومنطقة السيدة زينب في ريف دمشق».
وتزامنت تقديرات المرصد لعدد قتلى حزب الله مع نقل وكالة الصحافة الفرنسية عمن سمته «مصدرا قريبا» من حزب الله قوله إن «75 عنصرا من الحزب قتلوا في سوريا في المعارك التي يشاركون فيها منذ أشهر، لا سيما في منطقة القصير الحدودية مع سوريا». لكن حزب الله، الذي لم يصدر عنه بعد أي موقف رسمي بشأن قتلاه، بانتظار ظهور أمينه العام حسن نصر الله مساء غد السبت في ذكرى «المقاومة والتحرير»، نفى على لسان مسؤول العلاقات الإعلامية إبراهيم الموسوي ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية. ونفى الموسوي لقناة «الجديد» التلفزيونية اللبنانية أن «يكون أي من مسؤولي حزب الله قد صرح للوكالة الفرنسية».
ميدانيا، واصلت القوات النظامية عملياتها العسكرية في منطقة القصير. وقال الناشط السوري هادي العبد الله على صفحته الشخصية على «فيس بوك» إن «هجوم النظام جاء أمس، من الجهة الشرقية للمدينة من ثلاث محاور»، مشيرا إلى «سقوط 8 قتلى من حزب الله و3 من القوات النظامية، إضافة إلى عشرات الجرحى». وترافق ذلك مع قصف عنيف على منازل المدنيين من الجبهات كافة. وبث ناشطون على موقع «يوتيوب» شريط فيديو يظهر وصول مقاتلي كتيبتي «ثوار بابا عمرو» و«مغاوير بابا عمرو» المختصتين بقتال الشوارع إلى القصير لمساندة الثوار ضد عناصر حزب الله وقوات النظام السوري، على حد تعبيرهم.
وسياسيا، رأى المنسق الإعلامي والسياسي للجيش الحر أن «النظام السوري يقصف القصير تعويضا عن الهزيمة التي منيت بها قوات حزب الله على يد (الثوار)»، مشيرا إلى «غارات تعرضت لها المدينة أمس، إذ قصف الطيران الحربي النظامي منازل المدنيين وأوقع خسائر بشرية». وأكد «إصابة عربات وجرافات تابعة لحزب الله وذلك بعد وصول كتائب من مختلف المدن السورية لمؤازرة القوات التي تقاتل في القصير».
وكشف المقداد عن «وجود أسرى أحياء من حزب الله حقق مع معظمهم»، لافتا إلى أن «أحد هؤلاء الأسرى أخبرهم خلال التحقيقات أن قيادة الحزب أقنعته بأن معركته في القصير تهدف لحماية الشيعة، ليتبين له أن لا وجود للشيعة في القصير»، على حد تعبيره. وقال المقداد إن «حزب الله يريد تحقيق انتصار في القصير ولو على الصعيد الوهمي، قبل خطاب نصر الله مساء غد، لكن ذلك لن يتحقق ما دام (الثوار) مصرين على الصمود في المدينة».
من جهة أخرى، أعلنت الأمم المتحدة أمس عن افتتاح مقر لها في مدينة طرطوس الساحلية في سياق توسعها في عدد من المدن السورية لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إليها. ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مستشار المنظمة الإعلامي خالد المصري قوله إن «وفدا من الأمم المتحدة برئاسة الدكتور آدم عبد المولى، المنسق المقيم لأنشطة الأمم المتحدة في دمشق، وبمشاركة الممثلين المقيمين لمنظمات الأمم المتحدة العاملة في سوريا، زار طرطوس، حيث افتتح مكتب للأمم المتحدة هناك يمثل كل منظمات الأمم المتحدة».
وأوضح المصري أن افتتاح المكتب «سهل إيصال مساعدات تقدمها الأمم المتحدة إلى المحتاجين إليها»، مشيرا إلى أن المكتب «سيقدم خدماته كذلك للاذقية وإدلب»، لافتا إلى أن المنظمة «ستفتتح مكتبا لها في السويداء وحلب قريبا».
وكانت المنظمة الدولية قد افتتحت مكتبا في حمص في 8 مايو (أيار) الجاري. وتعرضت الأمم المتحدة لانتقادات من بعض المنظمات التي قالت إن مساعدات الوكالات الدولية لا تصل إلا إلى المناطق التي يسيطر عليها النظام.
مدنيون تحت الأنقاض.. وأطفال بلا حليب أو أدوية
بيروت: ليال أبو رحال
لم تلق دعوة جورج صبرا، رئيس الائتلاف الوطني السوري بالإنابة، لفتح «ممر إنساني» من أجل إنقاذ أهالي مدينة القصير، أي استجابة من الأطراف المتقاتلة، حتى إن ناشطين ميدانيين وقادة في «الجيش الحر» أكدوا لـ«الشرق الأوسط» أن القوات النظامية والعناصر التي تقاتل إلى جانبها تمكنت من قطع معظم خطوط الإمداد البرية إلى القصير، إن لم يكن جميعها، وهو ما دفع بمقاتلي المعارضة إلى الاستعانة بممرات وأنفاق سرية، على حد تعبيرهم، من أجل الحصول على جزء يسير من الإمدادات والاحتياجات.
وفي موازاة المعارك العنيفة التي تعاني منها المدينة، تشتد معاناة المدنيين من أهالي القصير وجوارها. وتتباين التقديرات بشأن عدد السكان الذين ما زالوا في القصير وغالبيتهم من النساء والأطفال والمتقدمين في السن؛ فبينما يقدر المرصد السوري لحقوق الإنسان وجود 30 ألف مواطن داخل القصير، يتحدث قياديون في المعارضة السورية، وبينهم صبرا، عن وجود 50 ألفا.
ويعيش السكان الصامدون، رغم القصف وحجم الدمار، ظروفا إنسانية صعبة. ويقول أحد المتحدثين باسم «الجيش الحر» لـ«الشرق الأوسط» إن «الحاجة ماسة إلى الأدوية وعلاج عدد كبير من الجرحى، يبقى عدد منهم لساعات في مواقع إصاباتهم، عدا النقص الحاد في المواد الغذائية ومستلزمات الأطفال من حليب وحفاضات وأدوية».
وتعتبر جولة الاشتباكات التي تشهدها القصير أخيرا الأعنف منذ بدء الثورة في سوريا، منتصف شهر مارس (آذار) 2011. وبحسب تقرير صادر عن القيادة المشتركة في «الجيش الحر»، فإن القصير لم تشهد ولا أي من المدن السورية الأخرى، أن يتناوب عليها «جيشان من 6 محاور في القصف وإطلاق الرصاص، حيث تستخدم كل أنواع الأسلحة الثقيلة والقصف المدفعي والهاون والبراميل التي ترميها الطائرات النظامية». ويشير التقرير عينه إلى حجم المعاناة الإنسانية الكبيرة، مع انتظار عدد من الأهالي من يعينهم على سحب أبنائهم، من الجرحى أو القتلى من تحت أنقاض الأبنية والمنازل المدمرة. وتسبب أصوات الضرب والقصف التي تهز المدينة من دون توقف، حالة من الفوضى والذعر في صفوف المدنيين.
مجموعة الـ11: لا مكان للأسد في مستقبل سوريا وعلى حزب الله الانسحاب
كيري يؤكد ضرورة الالتزام بمخرجات مؤتمر «جنيف1»
عمان: محمد الدعمه
تعهدت الدول الأساسية في مجموعة الـ11 بتكثيف دعمهم للمعارضة السورية حتى تشكيل حكومة انتقالية وأكدت الحاجة إلى تحديد إطار زمني لهذا الغرض، يضمن أن يكون لهذه الحكومة السيطرة على الرئاسة والقوات المسلحة والهيئات الأمنية وجهاز الاستخبارات.
وعقد الاجتماع في العاصمة الأردنية مساء أول من أمس، بمشاركة وزراء خارجية كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وتركيا ومصر وقطر والسعودية والإمارات إضافة إلى الأردن، ووفد يمثل الائتلاف الوطني السوري المعارض برئاسة جورج صبرا قدم إيجازا للمشاركين عن الأوضاع داخل سوريا.
وجاء في البيان الختامي للاجتماع أن الرئيس السوري بشار الأسد وفريقه وجميع من تورطوا في إراقة الدماء في سوريا لا يمكن أن يكون لهم مكان في مستقبل سوريا. وأدان الاجتماع تورط مقاتلين أجانب في سوريا، ودعوا حزب الله إلى سحب مقاتليه من هناك، كما أدان استخدام الأسلحة الثقيلة ضد الشعب السوري، وحذر من «عواقب خطيرة» إذا ثبت استخدام النظام السوري أسلحة كيماوية في النزاع، وجدد الدعم للائتلاف.
وأكد الاجتماع على ما جاء في الاجتماعات السابقة في روما وإسطنبول التي تؤيد حلا سياسيا على أساس مخرجات اجتماع جنيف1 في 30 يونيو (حزيران) 2012.
وحدد البيان أن أساس الحل السياسي هو تشكيل حكومة انتقالية خلال إطار زمني يتفق عليه، لتتسلم بعده مهامها وسلطاتها الكاملة بما في ذلك السلطات الرئاسية والسيطرة على جميع القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والمخابرات. وأكد أن العملية الانتقالية يجب أن تضمن تبني دستور سوري جديد يضمن حقوقا متساوية لجميع المواطنين.
ودعم المجتمعون المشاركة في اجتماع جنيف2 من أجل التطبيق الكامل لمخرجات جنيف1 لوضع حد لنزيف الدم والاستجابة للمطالب الشرعية للشعب السوري وحفظ وحدة أراضيه ودعم الوحدة الوطنية بين جميع مكونات الشعب السوري، مؤكدين في ذات الوقت الدور المحوري الذي تلعبه الأمم المتحدة ضمن هذه الجهود.
وأكد المجتمعون حق الشعب السوري في الدفاع عن نفسه مبدين التزامهم بتقديم مساعدات إضافية لتعزيز دور المجلس العسكري الأعلى. وعبروا عن قلقهم الشديد إزاء التزايد الملحوظ والمتنامي للتطرف بين طرفي الصراع والعناصر الإرهابية في سوريا إذ أن ذلك يعمق القلق حول مستقبل سوريا ويهدد الأمن لدول الجوار ومخاطر عدم الاستقرار في الإقليم والعالم بشكل عام.
وعبر الوزراء عن قلقهم العميق إزاء الوضع الإنساني المتدهور في سوريا وما ينتج عن ذلك من تهديد للاستقرار والأمن في الدول المجاورة التي تستضيف اللاجئين السوريين. وأشاروا إلى أهمية تعزيز العمليات الإنسانية عبر الحدود، داعين المجتمع الدولي إلى دعم الدول المضيفة للاجئين في مواجهة الضغوطات التي تنتج عن استضافتهم، وذلك استنادا إلى مبادئ التشارك في حمل الأعباء ولمنع أي مضاعفات تؤثر على الأمن والسلام العالميين.
وعبر الوزراء عن قلقهم الشديد العدد المتزايد من التقارير والمؤشرات القوية حول استخدام النظام للسلاح الكيماوي، مؤكدين أهمية تمكين الأمم المتحدة من إجراء تحقيق شامل حول استخدام مثل هذا السلاح، مهددين بعواقب وخيمة في حال ثبوت هذه الشكوك.
واتفق الوزراء على تعزيز التعاون والتنسيق ما بينهم والشركاء الدوليين لضمان نجاح جنيف2 وصولا إلى حل سياسي للأزمة السورية.
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قد أكد ضرورة الالتزام بمخرجات مؤتمر «جنيف1». وشدد في كلمته على أن الولايات المتحدة تتفق مع روسيا على «أن وحدة الأراضي السورية أمر أساسي»، مشيرا إلى أن الجميع يهدف إلى وجود شرق أوسط آمن، إلا أن الرئيس الأسد يرى غير ذلك.
وقال كيري «علينا كأصدقاء للشعب السوري مساعدة المعارضة لتجلس على الطاولة وتتفاوض بشكل فعال وقوي مع النظام الحالي».
من جانبه، قال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة «إن الموقف الأردني من الأزمة السورية ينبع من خصوصية العلاقة التي تربطنا بسوريا وشعبها.. وعليه فإن سوريا قوية موحدة تنعم بالاستقرار هي مصلحة وطنية عليا لنا في الأردن». وأضاف أن الأردن هي الدولة الأكثر تأثرا بتداعيات الأزمة في سوريا. وأشار إلى أن «اجتماع عمان» يأتي على خلفية الجهود الأخيرة للولايات المتحدة وروسيا بهدف التطبيق الكامل لوثيقة جنيف بإعادة إحياء المسار السياسي بالإضافة إلى التداول والتشاور وتقديم الأفكار لدعم هذا الجهد وتعزيز فرض نجاح «جنيف2».
بدوره، قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر «إن الرئيس الأسد يقتل شعبه بمساعدة أطراف خارجية، بشكل نسف فيه الأعراف الدولية والإنسانية باستخدامه أسلحة محرمة دوليا». وأكد الشيخ حمد ضرورة أن يكون هناك جدول زمني لتنفيذ توصيات مؤتمرات «جنيف1» و«أصدقاء سوريا» لإنقاذ الشعب السوري، مشيرا إلى أن ذلك يجب أن يكون بالحل السلمي أو «بإجراءات نتخذها نحن الدول»، معبرا عن استهجانه لكثرة المؤتمرات الدولية الخاصة بالأزمة السورية، وسأم المعارضة السورية من هذه المؤتمرات.
المعارضة السورية تطالب النظام بتوضيحات حول مشاركته في مؤتمر جنيف-2
أ. ف. ب.
اسطنبول: اعتبر الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية الجمعة ان اعلان موسكو عن موافقة مبدئية لدمشق على المشاركة في مؤتمر السلام الدولي “غامض” ودعا نظام الرئيس السوري بشار الاسد الى توضيح هذا الموقف بنفسه.
وقال لؤي صافي الناطق باسم الائتلاف لوكالة الأنباء الفرنسية “نريد ان نسمع هذا التصريح مباشرة من حكومة الاسد (…) نريد معرفة ان لديهم فعلا النية للتفاوض على انتقال نحو حكومة ديموقراطية يشمل رحيل بشار الاسد”.
وردا على سؤال حول مشاركة الائتلاف بصفته ابرز مجموعة معارضة سورية في هذا المؤتمر الدولي الذي يعرف باسم “جنيف-2” واقترحت الولايات المتحدة وروسيا عقده لايجاد حل سياسي للنزاع، اعتبر صافي ان المعارضة بحاجة “لمزيد من الوضوح” لتتخذ قرارا في هذا الصدد.
وتابع صافي الذي تحدث على هامش اجتماع الائتلاف السوري المعارض في اسطنبول “كل ذلك يبقى غامضا جدا وحكومة الاسد كانت مراوغة حين تعلق الامر بتزويد معلومات او تصريحات حول الحلول السياسية”.
واضاف “سبق ان قال الروس ان الحكومة السورية لديها فريق للتفاوض، لكننا لا نعلم باي شروط. هل لديهم تفويض للبحث بحسن نية بالانتقال ام لا؟”. وتطالب المعارضة السورية بان يشمل اي حل سياسي للنزاع رحيل الرئيس الاسد واعضاء نظامه الضالعين في اعمال العنف.
وكان الناطق باسم الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش الجمعة إن روسيا تسلمت موافقة دمشق المبدئية على المشاركة في مؤتمر جنيف خلال زيارة نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الى موسكو.
وقال لوسائل الاعلام “نلحظ بارتياح اننا تلقينا من دمشق موافقة مبدئية من الحكومة السورية على المشاركة في مؤتمر دولي، ليتمكن السوريون انفسهم من تسوية هذا النزاع المدمر للبلد والمنطقة”.
من جهته دعا صافي موسكو الى تقديم “ضمانات” حول رحيل الاسد. وقال “نريد ضمانات وخصوصا من الجانب الروسي لان القيادة الروسية دافعت عن الاسد وتريد بقاءه” معبرا عن امله في ان “يدرك الروس انهم يسيرون عكس التيار في التاريخ”.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/5/814034.html
الخطيب يعلن مبادرة تقضي بمغادرة الأسد والتحضيرات لـ “جنيف 2” تتواصل
ثوار القصير يباغتون “حزب الله” ويوقعون 31 قتيلاً في صفوفه
فيما يواصل “حزب الله” تشييع قتلاه في العديد من القرى اللبنانية، وفيما إعلامه واعلام حلفائه يهللون للبطولات والانتصارات في مدينة القصير، وجه ثوار هذه المدينة الصامدة ضربة مؤلمة جدا للحزب الذي خسر أمس نحو 31 مقاتلاً وعشرات الجرحى عندما نجحوا في صد هجوم على المدينة ثم شنوا هجوماً مباغتاً على مواقع الحزب داخل بلدة جوسية الخراب على الحدود، شرق البقاع.
وقالت مصادر الثوار في القصير إن الجيش الحر فاجأ الكتائب المشتركة لآل الاسد و”حزب الله” في ثلاثة مواقع داخل “جوسية الخراب” وتمكن بعد مواجهات عنيفة من السيطرة عليها، وقُتل وجُرح العشرات من مقاتلي الحزب كما فر كثيرون منهم باتجاه الهرمل القريبة من جوسية.
وعلى الرغم من تدخل سلاح الجو التابع لآل الاسد في المعركة والإسناد المدفعي والصاروخي لانقاذ المواقع الثلاثة، فإن ثوار “الجيش الحر” حققوا إنجازاً ميدانياً له دلالات كثيرة، قال عنها احد قياديي “الجيش الحر” انها: “أولاً واحدة من المفاجآت التي لم يتعود عليها حزب الله؛ ثانياً رسالة لقيادة الحزب التي وعدت المضللين من قاعدتها بأن خبر تحرير القصير سيعلنه الأمين العام للحزب حسن نصرالله، وها نحن ننقل المعركة من تخوم القصير الى عمق الخطوط الخلفية للغزاة؛ ثالثاً رسالة لآل الاسد وشبيحتهم الغزاة، محتواها أن القصير عصية على الاحتلال، والايام المقبلة ستحمل مفاجآت من حيث لا يتوقعون خصوصاً أننا نقاتل دفاعاً عن ارضنا وشعبنا”.
وقالت مصادر المعارضة السورية: “تمكن الثوار من قتل 23 عنصراً من ميلشيا “حزب الله” في جوسية الخراب، كما تمكنوا من قتل 8 عناصر للحزب و3 لقوات الأسد خلال التصدي لمحاولة اقتحام مدينة القصير”.
وفي القصير أيضا، أعلن لواء التوحيد في مدينة حلب في بيان امس أن “رتلاً من مجاهدي لواء التوحيد من مدينة حلب وصل إلى مدينة القصير بحمص، بقيادة قائد لواء التوحيد عبد القادر الصالح، للبدء في المشاركة بعمليات فك الحصار عن مدينة القصير في معركة أطلقو عليها اسم “في سبيل الله نمضي”.
وأشارت مصادر المعارضة إلى أن “قائد لواء التوحيد عبد القادر الصالح ورئيس المجلس العسكري في حلب عبد الجبار العكيدي توجها على رأس رتل ضم مئات المقاتلين المدججين بالعتاد والأسلحة في طريقهم إلى مدينة القصير بحمص لخوض معارك التحرير ومساندة أهلهم هناك لدحر عصابات الأسد وعناصر حزب الله الشيعي”.
وفيما تعني مفاجآت الثوار حرمان النظام من ورقة تفاوضية أراد العدوان المشترك لـ”حزب الله” وقوات الأسد على القصير، تقديمها خلال مؤتمر “جنيف 2” الذي أقنع الحليف الروسي الولايات المتحدة بالسير به، فإنها سوف تشكل عامل استرخاء للمعارضة الخارجية التي تتعرض لضغوط من “أصدقاء سوريا” لتقديم مزيد من التنازلات، وضغط على “الحلفاء” الذين يمارسون هذه الضغوط.
وربما فشل العدوان المشترك للحزب والأسد على القصير، دفع وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى التشدد خلال مؤتمر “أصدقاء سوريا” في عمّان أول من أمس، مع عدد من مسؤولي الدول المشاركة، ليخرج الاجتماع ببيان ختامي يؤكد أن لا دور للأسد في المرحلة الانتقالية.
كما سوف يعزز ذلك من قدرة المعارضة على طرح مشاريع الحلول، وكان آخرها مبادرة الرئيس المستقيل لـ”الائتلاف الوطني للمعارضة والثورة السورية” أحمد معاذ الخطيب أمس، ومن ضمن بنودها تسليم الأسد السلطة لنائبيه فاروق الشرع أو رئيس الوزراء وائل حلقّي، خلال 20 يوماً، ثم مغادرة البلاد مع 500 من أعوانه إلى بلد يقبل باستضافتهم. وقد جاءت مبادرة الخطيب قبل افتتاح اجتماعات للمعارضة أمس في اسطنبول تستمر 3 أيام.
وفي القاهرة، (أ ش أ)، اتفق وزراء خارجية الدول العربية اعضاء اللجنة الوزارية المعنية بالوضع في سوريا خلال اجتماع أمس في مقر الجامعة على عدة عناصر للمساهمة في انجاح المؤتمر الدولي المقبل في جنيف المتوقع عقده منتصف شهر حزيران المقبل.
وقالت اللجنة في بيان صحافي في ختام اجتماعها الطارئ انها طلبت من رئيس اللجنة رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم والامين العام للجامعة العربية نبيل العربي عرض هذه العناصر على الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن والمبعوث المشترك لجامعة الدول العربية والامم المتحدة الاخضر الابراهيمي.
وذكرت مصادر دبلوماسية عربية ان العناصر التي وضعتها اللجنة تتضمن الحفاظ على السلامة الاقليمية والنسيج الاجتماعي لسوريا، وتشكيل حكومة وحدة وطنية لفترة زمنية محددة متفق عليها تمهيدا لضمان الانتقال السلمي للسلطة، ونشر قوات من الامم المتحدة لحفظ السلام لمناطق النزاع يتم انشاؤها عن طريق مجلس الأمن تأكيدا لاستمرار السلام والامن والامان للمدنيين مع ضمان دخول جميع المساعدات الانسانية الى جميع انحاء سوريا، وصياغة واعتماد دستور وخلق توافق بشأن العملية السياسية لتشكيل قاعدة للدولة السورية الجديدة.
“الأصدقاء” يدعون إلى انسحاب قوات المتحالفين مع النظام
تأكيدات دولية على حل سياسي في سوريا
1/1
تتجه الأزمة السورية إلى حل سياسي بعد تماثل التصريحات الدولية في التأكيد على الحوار طريقاً للخروج من دوامة العنف، وإجماع على إنجاح مؤتمر “جنيف 2” . وشدد الرئيس الأمريكي باراك أوباما على ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية تقوم على التفاوض . وحذّر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري من أن البديل لأية تسوية سياسية في سوريا هو المزيد من القتل والفوضى والتشريد . ورأى، في “إسرائيل”، أن صواريخ “إس 300” التي ستزودها روسيا لسوريا تخرق التوازن في المنطقة .
وأكد الاجتماع الوزاري ل”أصدقاء سوريا” في الأردن على تأييد الحل السياسي للأزمة السورية على أساس نتائج اجتماع “جنيف 1”، ودعا إلى الانسحاب الكامل لعناصر حزب الله والقوات المتحالفة مع النظام من الأراضي السورية . وأعلن المشاركون أن الأسد لن يكون له أي دور مستقبلاً في سوريا واعدين بتكثيف دعمهم للمعارضة حتى تشكيل حكومة انتقالية . واتفقت اللجنة العربية الوزارية المعنية بالأزمة السورية، بعد اجتماعها في القاهرة، على الذهاب لمجلس الأمن للتوافق معه بشأن إصدار بيان يتضمن وقف إطلاق النار في سوريا . وأطلق رئيس الائتلاف الوطني السوري المستقيل أحمد معاذ الخطيب، مبادرة “مقيدة بجدول زمني” لحل الأزمة السورية تتضمن السماح للرئيس السوري بشار الأسد بمغادرة البلاد .
ميدانياً، تقدمت قوات النظام السوري خلال الساعات الماضية إلى شمال مدينة القصير في محافظة حمص في وسط سوريا، مضيقة الخناق على أحد المعاقل المتبقية لمقاتلي المعارضة في المنطقة . وتعرّضت مناطق في مدن “دوما” و”حرستا” و”زملكا” و”الزبداني” بمحافظة ريف دمشق للقصف من قبل القوات النظامية صباح الخميس . وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل 104 عناصر من “حزب الله” خلال مشاركتهم، إلى جانب قوات النظام السوري في معارك ضد المجموعات المسلحة خلال فترة تقارب الثمانية أشهر .
المعارضة ترتب أوراقها قبل “جنيف 2″ و”أصدقاء سوريا” يؤكدون نيتهم تكثيف المساعدات
الخطيب يطرح مبادرة تقضي بتسليم الأسد للسلطة خلال 20 يوماً والمغادرة
(أ ف ب، رويترز، يو بي أي، قنا، بنا، أ ش أ)
أطلق الرئيس السابق لـ”الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية” أحمد معاذ الخطيب أمس مبادرة “مقيدة بجدول زمني” لحل الأزمة في سوريا تتضمن تسليم رئيس النظام بشار الاسد للسلطة خلال 20 يوماً ومغادرة البلاد، داعياً “السلطة وفصائل الثورة والمعارضة”، الى تبنيها.
وتأتي المبادرة بعد يوم من اختتام “مؤتمر أصدقاء سوريا” في العاصمة الأردنية عمّان، في حين يعقد الائتلاف اعتباراً من الأمس في اسطنبول اجتماعاً يستمر ثلاثة أيام لبحث إمكانية مشاركته في مؤتمر “جنيف 2” الدولي لتسوية النزاع في سوريا.
مبادرة الخطيب واجتماع اسطنبول
وتنص المبادرة التي نشرها الخطيب على صفحته على موقع “فيسبوك” على أن “يعلن رئيس الجمهورية الحالي، وخلال عشرين يوماً من تاريخ صدور المبادرة قبوله بانتقال سلمي للسلطة، وتسليم صلاحياته كاملة الى نائبه السيد فاروق الشرع أو رئيس الوزراء الحالي السيد وائل الحلقي”.
كما تتضمن السماح للأسد بأن “يغادر البلاد، ومعه خمسمئة شخص ممن يختارهم مع عائلاتهم وأطفالهم الى أي بلد يرغب باستضافتهم”.
وذكر الخطيب أنه طرح هذه المبادرة “منعاً لاضمحلال سوريا شعباً وأرضاً واقتصاداً وتفكيكها إنسانياً واجتماعياً” و”استجابة عملية لحل سياسي يضمن انتقالاً سلمياً للسلطة”.
ووصف مبادرته بأنها “سورية المنبع والهدف، وهي وحدة متكاملة، ومقيدة بجدول زمني واضح”.
ودعا الخطيب “السلطة في سوريا وجميع فصائل الثوار والمعارضة الى تبنيها مخرجاً من الكارثة الوطنية”. كما دعا المجتمع الدولي الى “رعايتها وضمان تنفيذها”.
وبدأ الائتلاف الوطني أمس اجتماعاً في اسطنبول لاتخاذ قرار بشأن المشاركة في المؤتمر المقرر عقده برعاية أميركية وروسية في جنيف في مطلع الشهر المقبل.
وقال العضو في الائتلاف الوطني لؤي صافي لوكالة “رويترز” قبل الاجتماع إن تنحي الأسد عن السلطة لا يزال شرطاً مسبقاً لأي اتفاق.
وأكد “ثمة أمور كثيرة لا نعرفها بشأن مؤتمر جنيف. نؤيد أي مؤتمر يساعد في تحريك الوضع لانتخاب حكومة جديدة غير دكتاتورية لكن هذا سيكون شرطنا.. لن نقبل أي مفاوضات لا تشتمل على خروج الأسد”.
وقال “والآن كما تعلمون فإن النظام (السوري) يتحدث عن التدخل وجلبوا قوات من الخارج لمساعدتهم على مهاجمة مدن وقتل مدنيين. لذا أعتقد أن البيان جيد للغاية ونحن متفاءلون بأن العالم سيتحرك أخيراً لمساعدة سوريا”.
وذكرت مصادر أخرى أن معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الذي قدم استقالته في آذار اجتمع بلجنة قيادة الائتلاف التي تضم 11 شخصاً في اسطنبول خلال اليومين الماضيين.
وقال صافي “وإلى جانب القضايا السياسية هناك مسائل التدبير مثل إجراء انتخابات جديدة لاختيار رئيس وحكومة مؤقتة ستُطرح على الاجتماع للموافقة عليها”.
وقال عبد الباسط سيدا، الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري أحد أبرز مكونات الائتلاف، لوكالة “فرانس برس” إن “الأكيد أننا نحتاج الى ضمانات دولية حول رحيل بشار الأسد”، مكرراً موقف المعارضة بأن “لا مفاوضات إذا لم تتضمن هذا الأمر”.
وتساءل عضو الائتلاف سمير نشار “الى أي مدى سيقبل الثوار على الأرض بأن يذهب الائتلاف الى المفاوضات من دون أن يتحقق هذا الشرط؟”، في إشارة الى رحيل الرئيس السوري. وأضاف “اعتقد ان الثوار سيتنصلون نهائياً من المعارضة السياسية إذا لم ينفذ هذا الشرط”.
وسيبحث المعارضون الأوضاع في المؤتمر الدولي في اليوم الأخير من الاجتماع غداً.
وقد باشروا في لقاءهم أمس بتقييم للوضع الميداني في سوريا، بحسب ما ذكر مشاركون في الاجتماع.
وقال نشار إن “النظام وداعميه يحاولون تغيير الوضع على الأرض عسكرياً لكي يكونوا في موقع قوة في المفاوضات”. وأضاف “لذلك، فإن إيران وحزب الله يتدخلان بشكل علني (…) كل ذلك يكلف السوريين مزيداً من الدماء”.
“أصدقاء سوريا”
وفي عمان، اتفقت 11 دولة تشكل النواة الأساسية لـ”مجموعة أصدقاء الشعب السوري” الداعمة للمعارضة الأربعاء على أنه “لا يمكن أن يكون لبشار الأسد ونظامه ومساعديه المقربين والذين تلطخت أيديهم بدماء السوريين، أي دور في مستقبل سوريا”.
وأكد بيان صدر عقب الاجتماع أن الأساس في الحل السياسي في سوريا يقوم على تشكيل حكومة انتقالية خلال إطار زمني يتم الاتفاق عليه لتستلم مهامها وسلطاتها الكاملة بما في ذلك السلطات الرئاسية بالإضافة الى السيطرة على جميع القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والمخابرات وذلك من خلال اتفاق وإطار زمني لمرحلة انتقالية محددة، كما شدد الاجتماع على أن الهدف النهائي للعملية الانتقالية يجب أن يضمن تبني دستور سوري جديد يضمن حقوقاً متساوية لجميع المواطنين، مؤكداً على ما جاء في الاجتماعات السابقة في روما واسطنبول والتي تؤيد حلاً سياسياً في سوريا على أساس مخرجات اجتماع جنيف في 30 حزيران 2012.
وعقد الاجتماع بمشاركة كل من دولة قطر والسعودية ومصر دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وايطاليا وتركيا إضافة الى الأردن، كما حضر الاجتماع ممثلون عن الائتلاف الوطني السوري للمعارضة حيث قدموا إيجازاً للمشاركين عن الأوضاع داخل سوريا.
وشدد الوزراء على أهمية الوصول الى حل سياسي يلبي طموحات الشعب السوري وكما نص عليه الاتفاق المشترك الصادر عن اجتماع أبو ظبي في 13 أيار الجاري والذي يشير الى أن الأسد ونظامه ومساعديه المقربين والذين تلطخت أيديهم بدماء السوريين يجب أن لا يكون لهم أي دور في مستقبل سوريا.
كما أبدى الوزراء دعمهم للمشاركة في اجتماع “جنيف 2” من أجل التطبيق الكامل لمخرجات “جنيف 1” لوضع حد لنزيف الدم والاستجابة للمطالب الشرعية للشعب السوري وحفظ وحدة الأراضي السورية ودعم الوحدة الوطنية بين جميع مكونات الشعب السوري.
“العفو الدولية” تنتقد التعامل الدولي مع الأزمة السورية والأمم المتحدة تؤكد استخدام “الكيميائي”
“الائتلاف” يتهم النظام بارتكاب مجزرة في حلفايا ويعتبرها مدينة منكوبة
أعلن “الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية” أمس مدينة حلفايا بريف حماة منطقة منكوبة بعدما اقتحمتها قوات النظام وارتكبت فيها مجزرة، فيما تتواصل المعارك الشرسة بين الثوار وتحالف قوات الأسد ـ “حزب الله” في مدينة القصير بريف حمص. وخارجيا أدانت منظمة العفو الدولية التعامل الدولي مع أزمة سوريا، وحذرت الامم المتحدة من “تقارير متزايدة” عن استخدام اسلحة كيميائية في سوريا. كما اعتبرت واشنطن ان الصواريخ الروسية لسوريا تخرق التوازن في المنطقة نافية تقارير للمخابرات الألمانية تحدثت عن الأسد أصبح أقوى من ذي قبل، وقالت إنه في الواقع اضعف كثيرا مما كان عليه قبل سنتين.
وقال بيان للائتلاف الوطني، “فيما تتدخل ميليشيات إيران وحزب الله إلى جانب قوات الأسد في حملة شعواء على مدينة القصير، قام شبيحة النظام على بعد 80 كم شمالاً بإعدام 15 شخصاً ميدانياً بالترافق مع حملة تدمير شامل وممنهج لمدينة حلفايا بريف حماة، بعد حصار خانق وقصف شديد استمر قرابة أسبوعين منتهياً باقتحامها (صباح أمس)”.
وأضاف البيان: “ويفيد ناشطون بأن عصابات الأسد وشبيحته بدأوا على الفور بقتل عدد من سكان المدينة، واستأنفوا حملة نهب وسلب طالت كافة منازلها، تبع ذلك عملية تدمير وحرق طالت ما يصل إلى 40% من بيوتها التي سوي كثير منها بالأرض”.
وتابع البيان: “ولأن نداءات استغاثة وصلت من سكان حلفايا الهاربين منها، لنجدتهم بعد أن استباح الشبيحة دماءهم وبيوتهم وسرقوا أرزاقهم، منتظرين تحركاً دولياً وعربياً لتخليصهم من آلة الموت؛ يجد الائتلاف الوطني السوري نفسه مضطراً لإعلان مدينة حلفايا مدينة منكوبة، تفتقر إلى أبسط مسببات الحياة، وتحتاج إلى كل مساعدة ممكنة بعد الدمار الذي لحق بها”.
“منظمة العفو الدولية” قالت في تقريرها السنوي عن حالة حقوق الإنسان في العالم إن حقوق ملايين الفارين من الصراع والاضطهاد أو المهاجرين الباحثين عن عمل تنتهك.
قال الأمين العام للمنظمة سليل شتي في مؤتمر صحفي لاطلاق التقرير في لندن يوم الأربعاء (22 مايو) “يتحول العالم بصورة متزايدة إلى مكان خطير لمن يطردون من ديارهم بسبب ما يؤمنون به أو بسبب هوياتهم. وفي حالة المهاجرين فإنهم الفارون من الفقر ومن يبحثون عن حياة كريمة”. وأضاف أن العالم خذل الشعب السوري الذي يعاني من صراع أدى إلى نزوح 4,5 مليون شخص داخل سوريا وانتقال 1,5 مليون للعيش في مخيمات للاجئين بدول مجاورة.
وقال شتي لوكالة “رويترز”، “تقع على المجتمع الدولي مسؤولية جدية هنا لأننا كثيرا نرى الحكومات الغربية والأغنى تعقد المؤتمرات وتتعهد لكنها لا تقدم دعما فعليا أبدا. أعني أن الدعم لا يتساوى أبدا مع التعهدات التي تقطعها”. وأضاف “لا يمكن للمجتمع الدولي أن يكتفي بالمشاهدة ويستمر في عقد المزيد من المؤتمرات والاجتماعات دون أي فعل”.
وذكر شتي أنه لا يمكن للأردن ولبنان وتركيا أن تستوعب التدفق اليومي للاجئين الفارين من سوريا وان الدول الاوروبية يجب أن تتدخل للمساعدة إما عن طريق استضافة السوريين المشردين أو تقديم المزيد من المال للمساعدة في تمويل مخيمات اللاجئين. وقال “بالنسبة لتقاسم عبء اللاجئين وإقامة اللاجئين فإن أوروبا متراجعة بصورة مفزعة لكن حتى مع وجود اللاجئين في الدول المجاورة فإنه من الممكن تقديم دعم أكبر بكثير لهذه الدول حتى تنفق على اللاجئين”.
وحذرت المنظمة من أن الدول يجب أن تتوخى الحذر الشديد قبل أن تسلح مقاتلي المعارضة. وقال شتي “لدينا دلائل كافية في الماضي القريب على انتهاكات ارتكبها مقاتلو المعارضة. لذا أعني أن المخاطر قائمة لذا فإن هذا هو السبب الذي نقول إنه إذا كنتم ستسلحون مقاتلي المعارضة فعليكم القيام بعملية منظمة لتقييم المخاطر”.
وانتقد شتي إجراءات ضبط الحدود التي اتخذها الاتحاد الأوروبي. وقال إن المهاجرين كثيرا ما يحتجزون في أوضاع تشبه السجون. ويجبر الكثيرون على العيش على هامش المجتمع ويستهدفهم خطاب قومي يؤجج الخوف من الأجانب.
وفي نيويرك قال مسؤول كبير بالامم المتحدة الاربعاء ان المنظمة الدولية تتلقى تقارير متزايدة عن استخدام اسلحة كيميائية في الحرب الاهلية المستمرة منذ اكثر من عامين في سوريا مع تصاعد اعمال العنف.
وأبلغ روبرت سيري مبعوث الامم المتحدة للسلام في الشرق الاوسط مجلس الامن الدولي “ما زال الامين العام (بان جي مون) قلقا بشدة بشأن مزاعم استخدام اسلحة كيميائية”، وقال “وسط التقارير المتزايدة بشأن استخدام الاسلحة الكيماوية نحث الحكومة السورية مجددا على السماح باستمرار التحقيق دون مزيد من التأخير”.
وقال ديبلوماسي غربي رفيع المستوى بعد ان طلب عدم الكشف عن هويته ان هناك “حوادث جديدة” لاستخدام لاسلحة كيماوية من جانب قوات حكومة الاسد منذ ابريل نيسان. وامتنع الدبلوماسي عن الخوض في التفاصيل.
ومن إسرائيل قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، إن صواريخ “أس 300” التي ستزودها روسيا لسوريا تخرق التوازن في المنطقة، وأن الأزمة السورية تؤثر على إسرائيل.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية، عن كيري، قوله خلال لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس، امس، إن صواريخ “أس 300” التي تصل من روسيا ومن دول أخرى مثل إيران (إلى سوريا) تخرق التوازن في المنطقة .
وأضاف وزير الخارجية الأميركي أن جميعنا يدرك أن القتل والمجازر الحاصلة وانعدام الإستقرار في سوريا تتسرب إلى لبنان والأردن ويوجد لذلك تأثير على إسرائيل بالطبع .
وأردف أن الولايات المتحدة ملتزمة ليس بأمن إسرائيل فقط، وإنما بأمن المنطقة وستحاول حل هذه القضية .
الولايات المتحدة شددت على ان بشار الأسد أضعف مما كان عليه قبل سنتين في حين ان المعارضة أكثر تنظيماً.
وسئل المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني عن تعليقه حول تقرير لأجهزة الاستخبارات الألمانية الخارجية عن ان الأسد في وضع أفضل مما كان عليه وان قواته تلحق خسائر كبيرة بالقوات المعارضة فأجاب انه لم يطلع على التقرير “ولا أعلم إن كان تقييمنا هو ان السد أكثر قوة مما كان عليه قبل شهر أو 6 أشهر، لكن من الواضح انه أضعف مما كان عليه قبل سنتين فيما أصبحت المعارضة أكثر تنظيماً وقد تلقت مساعدات من أماكن عدة بما في ذلك الولايات المتحدة”.
وأضاف كارني “ما زالت جهودنا لمساعدة المعارضى، والعمل مع شركائنا وحلفائنا مستمرة، تماماً كما جهودنا مع المجتمع الدولي لتطبيق إعلان جنيف، لأننا نؤمن بأنه لا بد من حصول عملية انتقال سياسية وكلما بدأ الأمر أبكر كان الوضع أفضل، ولا بد أن تقود هذه العملية إلى سوريا ما بعد الأسد”.
وشدد على ان “لا جدل في ان بشار ألسد يستمر في ذبح شعبه، والقيام بأعمال وحشية فيما يتمسك بالسلطة، ولا شك ان حزب الله يساعده في هذا الجهد، واعتقد ان هذا يظهر نوع أصدقاء الأسد في العالم”.
وقال كارني ” لهذا عززنا مساعدتنا، وجهودنا للتوصل إلى عملية انتقالية سياسية، وبالتأكيد ان الوضع صعب ونحن نراجع كل الخيارات بما في ذلك تزويد المعارضة بأسلحة فتاكة وإنما لا بد من النظر في كل العوامل”.
سليمان ينتقد التورط بالقتال في سوريا
انتقد الرئيس اللبناني ميشال سليمان ضمنا تورط حزب الله في القتال الدائر في سوريا، مؤكدا تداعيات ذلك على الوضع الداخلي في بلاده وخاصة مدينة طرابلس شمال البلاد.
وقال سليمان اليوم خلال زيارته مقر قيادة الجيش اللبناني إن معاني المقاومة أسمى من أن تغرق في الفتنة، لأنها حاربت لقضية وطنية وقومية وليس لقضية مذهبية.
وأضاف أن لبنان يمر بفترة صعبة جدا جراء ما يحيط به، في إشارة إلى الأزمة السورية المتفاقمة منذ أكثر من عامين والتي تلقي بظلالها على الوضع الأمني والسياسي في بلاده.
واعتبر سليمان أن ما يجري في مدينة طرابلس انعكاس لما يجري في سوريا. وتشهد المدينة الساحلية الشمالية منذ الأحد الماضي اشتباكات بين مجموعات مسلحة على خلفية انقسام بشأن الثورة السورية، أدّت الى وقوع 23 قتيلاً ونحو مائتي جريح.
وأكد سليمان أن حماية لبنان تتحقق عبر الإستراتيجية الوطنية الدفاعية التي تنظم العلاقة الواضحة بين الجيش والمقاومة، والتي تعتمد على خطة لتسليح الجيش وتجهيزه.
واعتبر أن الجيش خشبة الخلاص، ويحظى بإجماع اللبنانيين، لذلك على الجيش مسؤولية يتصدى لها وهي حماية المواطن في طرابلس وصيدا، وحماية الحدود ومنع دخول وخروج السلاح والمسلحين.
توافق عربي بشأن مؤتمر جنيف
دمشق تشارك بجنيف 2 والمعارضة تتشاور
أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن الحكومة السورية مستعدة للمشاركة في مؤتمر جنيف 2 الخاص بإيجاد حل للأزمة السورية، بينما تواصل المعارضة السورية مشاوراتها في إسطنبول بشأن عدد من القضايا بينها إمكانية المشاركة في المؤتمر الدولي ذاته والذي كان موضوع اجتماع اللجنة العربية المعنية بالملف السوري أمس الخميس بالقاهرة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش إن الحكومة السورية وافقت من حيث المبدأ على حضور مؤتمر سلام دولي اقترحته موسكو وواشنطن يجري تنظيمه بجنيف في يونيو/حزيران المقبل من أجل إيجاد حل سياسي للأزمة.
وقبل أيام قليلة قالت مصادر دبلوماسية أوروبية إن النظام السوري وضع قائمة بخمسة وزراء تمهيدا لمفاوضات محتملة مع المعارضة في المؤتمر.
ووفق تلك المصادر فإن القائمة التي نقلت بداية مارس/آذار الماضي إلى روسيا -أبرز داعمي نظام الرئيس بشار الأسد- تضم رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي ونائبه قدري جميل وثلاثة مسؤولين حكوميين آخرين.
المعارضة تتشاور
في غضون ذلك يواصل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية مشاوراته في إسطنبول التركية لبحث عدد من الملفات بينها وضع شروط رئيسية لبدء المحادثات المحتملة بين نظام الأسد والمعارضة خلال جنيف 2.
وفي بداية الاجتماعات التي انطلقت أمس الخميس طرح الرئيس المستقيل للائتلاف أحمد معاذ الخطيب مبادرة
تتضمن مغادرة الرئيس بشار الأسد سوريا ومعه خمسمائة شخص ممن يختارهم مع عائلاتهم وأطفالهم إلى أي بلد يرغب في استضافتهم.
وتدعو مبادرة الخطيب إلى إطلاق جميع المعتقلين السياسيين من جميع السجون والمعتقلات فور قبول المبادرة وتحت إشراف دولي، وبأن تتخذ كل الإجراءات لعودة المهجّرين.
كما يناقش الاجتماع ملفات أخرى بينها انتخاب رئيس جديد للائتلاف عقب استقالة الخطيب، حيث تبرز أسماء عدد من الشخصيات منهم وفق الأوساط المتابعة جورج صبرة الرئيس الحالي بالإنابة، ولؤي صافي وأحمد طعمة، فضلا عن توقعات بترشح الخطيب مجددا لرئاسة الائتلاف.
أوربيا اعتمد البرلمان الأوروبي أمس قرارا يدعم الجهود للتوصل إلى حل سياسي للصراع السوري، يدعو إلى احترام حقوق الإنسان والقانون الإنساني في البلاد، مطالبا الاتحاد الأوروبي بضرورة لعب دور قيادي لمنع انتقال الصراع المسلح لبلدان الجوار.
ويعتقد البرلمان الأوروبي أن مفتاح حل الصراع يكمن في آليات سياسية لتسهيل عملية سياسية بقيادة السوريين الذين يؤيدون التوصل إلى حل سريع ذي مصداقية وفعالية.
وكرر أعضاء البرلمان الأوروبي مجددا نداءهم إلى أعضاء مجلس الأمن التابع لـلأمم المتحد، ولا سيما روسيا والصين، لتحمل مسؤوليتهم بوقف العنف والقمع ضد الشعب السوري، داعين الاتحاد الأوروبي لاتخاذ التدابير المسؤولة والمناسبة للتعامل مع تدفق محتمل للاجئين بالدول الأعضاء.
توافق عربي
على الصعيد الإقليمي تعتزم جامعة الدول العربية عرض عدد من العناصر التي توافقت عليها لحل الأزمة السورية على مجلس الأمن الدولي للمساهمة بإنجاح مؤتمر جنيف 2.
ففي القاهرة قالت اللجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع في سوريا في ختام اجتماعها الطارئ أمس الخميس إنه تم الاتفاق على عناصر من شأنها أن تساهم في إنجاح المؤتمر الدولي لحل الأزمة السورية في جنيف.
وقالت اللجنة في بيان لها إنها طلبت من رئيس اللجنة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي عرض هذه العناصر على الدول الخمس الدائمة العضوية بمجلس الأمن والمبعوث المشترك للجامعة العربية والأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي.
وتتضمن وثيقة غير رسمية حول اجتماع اللجنة -حصلت الجزيرة على نسخة منها- الحفاظ على السلامة الإقليمية والنسيج الاجتماعي لسوريا، والحفاظ على هيكل الدولة والمؤسسات الوطنية.
كما نصت على تشكيل حكومة وحدة وطنية لفترة زمنية محددة، على أن تتمتع الحكومة الانتقالية بسلطة تنفيذية كاملة، بما في ذلك السيطرة على القوات المسلحة.
وتتضمن المرحلة الانتقالية -وفق الوثيقة- صياغة دستور وخلق توافق بشأن العملية السياسية. كما قالت إن هناك حاجة لقوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة.
تصاعد اشتباكات القصير وتقدم للحر بدرعا
تواصلت حدة المواجهات في مدينة القصير بريف حمص، وسط حملة وصفت بأنها الأعنف التي تشنها القوات النظامية السورية مسنودة بعناصر من حزب الله اللبناني لليوم السادس على التوالي، في حين أفاد ناشطون أن مسلحي المعارضة حققوا تقدما في أحد المواقع.
وأفادت المصادر أن مسلحي المعارضة تصدوا لمحاولة اقتحام جديدة قتلوا فيها ثمانية من عناصر حزب الله وثلاثة من جنود النظام، ليرتفع بذلك عدد قتلى حزب الله في القصير إلى أكثر من مائة كما يفيد ناشطون.
وأعلن مسلحو المعارضة من جهة أخرى تقدمهم في قرية الجوسية بعد استعادة سيطرتهم على ثلاثة مواقع في وقت سابق بالمدينة.
وكانت قوات النظام كثفت قصفها لأحياء القصير مستهدفة منازل المدنيين والمحال التجارية وسط المدينة.
في الأثناء وصلت القصير بعض الكتائب العسكرية التابعة للجيش الحر لمؤازرة قوات المعارضة استجابة لنداء وجهه الائتلاف الوطني السوري.
في المقابل، نفى مسؤول العلاقات الإعلامية بحزب الله أن يكون عدد قتلى الحزب بمدينة القصير السورية قد تجاوز المائة، رافضا إعطاء أي تفصيل عن الموضوع.
وتتعرض القصير منذ أيام لهجمات مركزة من قبل قوات النظام مدعومة من مسلحي حزب الله، حيث تعتبر منطقة إستراتيجية لكونها تشكل صلة وصل أساسية بين دمشق والساحل السوري، وخطا رئيسيا للإمدادات لقربها من الحدود اللبنانية.
على صعيد آخر، قال المركز الإعلامي السوري إن الجيش الحر تمكن من السيطرة على حاجز النادي الرياضي ومقر حزب البعث في درعا البلد.
جاء ذلك بعد معارك عنيفة استمرت نحو عشرين يوما، وبهذه السيطرة تصبح جميع أحياء مدينة درعا البلد باستثناء الجمرك والمنشية خارج سيطرة الجيش السوري النظامي.
سجن حلب
من جهة أخرى، قصفت قوات النظام السوري ليلة أمس محيط سجن حلب المركزي، الذي تحاصره قوات المعارضة السورية منذ أكثر من شهر.
وقد شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من محيط السجن. وكانت اشتباكات عنيفة قد دارت بين الثوار وقوات نظامية تقوم بحماية السجن مدعومة بطائرات حربية.
في دمشق قالت لجان التنسيق المحلية إن قوات النظام استخدمت السلاح الكيمياوي بمنطقة عدرا بريف دمشق.
وبث ناشطون صورا على الإنترنت تظهر ما قالوا إنها لأشخاص أصيبوا بحالات اختناق وضيق بالتنفس وتوسع بحدقة العين جراء إلقاء قوات النظام قنابل كيمياوية على البلدة. ويقول ناشطون إن هذه هي المرة الثانية التي تستخدم فيها قوات النظام السلاح الكيمياوي في بلدة عدرا.
في الأثناء يتعرض حي الوعر بمدينة حمص لحملة عسكرية تشنها قوات النظام منذ أكثر من أسبوع، وقالت لجان التنسيق المحلية إن جيش النظام قصف الحي بالمدفعية وراجمات الصواريخ، مما أوقع قتلى وجرحى، وأحدث دمارا في المباني.
وذكرت أن الحي يؤوي عشرات الآلاف من النازحين، وحذرت لجان التنسيق الأهالي من توسع العمليات العسكرية بالحي، مما يعني كارثة إنسانية بحق السكان والنازحين.
وفي حماة تتواصل حملات الدهم والاعتقالات التي بدأتها منذ أسبوع قوات النظام التي تسيطر على المدينة، حيث تكثف عمليات التفتيش للسيارات المارة على الحواجز المنتشرة في إرجائها، بالإضافة إلى تحليق الطيران الحربي والمروحي في سماء المدينة والقصف العنيف من المطار العسكري على قرى وبلدات الريف.
الجيش الحر يصد هجوماً ثالثاً لحزب الله على القصير
قتلى الحزب الذي يقاتل إلى جانب النظام تجاوزوا الـ150 في معركة مستمرة منذ أيام
دبي – قناة العربية –
أكد الجيش الحر أنه صدّ هجوماً ثالثاً من قوات حزب الله على مدينة القصير، التي باتت قبلة للأنظار لشراسة المعارك التي تدور فيها.
وقال الرائد عبدالحليم غنوم، عضو المجلس العسكري الأعلى في هيئة أركان الجيش الحر لجبهة القصير، إن عدد قتلى حزب الله في المدينة يتجاوز 150. كما أعلن أن جيش النظام مدعوماً بقوات حزب الله، لم يتمكنوا من اقتحام القصير، وأن الجيش الحر صد محاولة ثالثة لاقتحام القصير عبر منطقة الحميدية.
في حين تناقلت وسائل إعلام النظام خبر إحراز قوات الأسد تقدما تمثل بالوصول إلى حي الحميدية في البلدة ، إلا أن المعارضة نفت ذلك، مدعمة نفيها بالصور.
يبقى الثابت الوحيد والواضح أن معركة القصير أضحت واحدة من المحطات الكبرى في مسيرة القتال في سوريا، والطرفان ينويان، فيما يبدو، الرمي بكل أسلحتهما، من أجل حسمها.
من جهة أخرى، أعلن مركز حلب الإعلامي أن حريقا كبيرا شبّ في السجن المركزي وسط اشتباكات بين الثوار وقوات النظام. وكان سقط 73 قتيلا أمس بنيران قوات النظام، بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، بينما تجددت المعارك بشكل عنيف في الغوطة الشرقية لدمشق.
المعارضة السورية: الاتحاد الأوروبي سيرفع حظر الأسلحة
منظمة أوكسفام اعتبرت أن الأمر قد تكون نتائجه مدمرة على المدنيين في سوريا
دبي – قناة العربية –
أكد سفير الائتلاف الوطني السوري في باريس “منذر ماخوس” أن لدى الائتلاف معلومات مؤكدة بأن الاتحاد الأوروبي سيتخذ قراره برفع الحظر عن توريد الأسلحة إلى الجيش الحر، خلال اليومين القادمين، بحسب قوله.
في المقابل، دعت منظمة أوكسفام الإنسانية الاتحاد الأوروبي إلى تجديد الحظر على الأسلحة إلى سوريا، معتبرة أن أي رفع له قد تكون له نتائج مدمرة على المدنيين. وأوضحت أوكسفام أن الجهود الدولية يجب أن تتركز على وضع حد لنقل الأسلحة إلى الأطراف الضالعة في النزاع وإيجاد حل سياسي للأزمة.
يأتي هذا في وقت بلغ عدد الضحايا في سوريا أكثر من 70 ألف قتيل، بينهم العديد من المدنيين والأطفال والنساء، في حين لا تزال أعداد اللاجئين ترتفع باستمرار، حتى قاربت المليونين في الخارج، وأكثر من 4 ملايين في الداخل.
المعارضة تطلب توضيح دمشق بشأن جنيف 2
أشرف سعد/وكالات- موسكو/لندن – سكاي نيوز عربية
اعتبر الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية الجمعة إعلان موسكو عن موافقة مبدئية لدمشق للمشاركة في مؤتمر السلام الدولي “غامض” ودعا نظام الرئيس السوري بشار الأسد إلى توضيح هذا الموقف بنفسه.
وقال لؤي صافي الناطق باسم الائتلاف في تصريحات صحفية “نريد أن نسمع هذا التصريح مباشرة من حكومة الأسد، ومعرفة إن كان لديهم فعلا النية للتفاوض على انتقال نحو حكومة ديمقراطية بدون الأسد.”
وأشار صافي إلى أن الائتلاف بحاجة إلى المزيد من الوضوح حول مشاركة دمشق في المؤتمر الدولي المقترح لتتخذ قرارا في هذا الموضوع.
وتطالب المعارضة السورية بأن يشمل أي حل سياسي للنزاع رحيل الأسد وأعضاء نظامه الضالعين في أعمال العنف.
وكان الناطق باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش قال في وقت سابق الجمعة إن روسيا تسلمت موافقة دمشق المبدئية على المشاركة في مؤتمر جنيف خلال زيارة نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى موسكو.
وتسعى واشنطن وموسكو إلى عقد المؤتمر بعد تسارع وتيرة سقوط القتلى و”ارتكاب الفظائع” وظهور علامات على تصاعد حدة التوتر على حدود سوريا، وتردد مزاعم استخدام أسلحة كيماوية.
وكانت روسيا تشدد على مشاركة نظام الرئيس السوري بشار الأسد وإيران في المؤتمر الذي أطلق عليه اسم “جنيف 2″، ومن المقرر أن يعقد في يونيو المقبل.
وكانت واشنطن هددت بزيادة الدعم للمعارضة المسلحة في سوريا إذا رفض الرئيس السوري، بشار الأسد، مناقشة حل سلمي للأزمة في سوريا.
بدورها، أكدت الجامعة العربية أن مؤتمر جنيف هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة التي أودت بحياة 80 ألف شخص، حسب آخر احصائية للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
الحكومة تستعد لـ”سحق” قوات المعارضة
من جهة أخرى، قالت مصادر أمنية بريطانية إن القوات السورية الحكومية حققت انتصارات عسكرية متلاحقة ضد المعارضة المسلحة خلال الفترة الماضية.
ونقلت صحيفة “ديلي تلغراف” البريطانية عن تلك المصادر قولها إن وضع قوات المعارضة سيئ، وتواجه مخاطر التعرض لهزائم جديدة رغم أن القوات الحكومية لا تستطيع تحقيق انتصار عسكري كامل.
وأشارت المصادر إلى أن الخسائر التي منيت بها المعارضة أثرت على خطوط الإمداد الخاصة بها، محذرة من أن القوات الحكومية تجهز لهجوم عنيف قبيل مؤتمر “جنيف 2″، الأمر الذي يساعدها على خلق واقع على الأرض قد يؤثر على مسار المفاوضات.
وأكدت أن هذه المعلومات تزيد من الحاجة إلى تسليح المعارضة، وذلك فيما يشهد الاتحاد الأوروبي انقساما بشأن العدول عن مسألة رفع حظر السلاح الذي يفرضه الاتحاد على سوريا، بحيث يتيح تقديم السلاح إلى مقاتلي المعارضة.
وبعد يوم من مطالبة “مجموعة أصدقاء سوريا” إيران بسحب مقاتليها الداعمين لقوات الرئيس الأسد، نفى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس عراقجي، وجود هذه القوات في سوريا حتى تسحبها.
اعترافات حزب الله: الثوار خرجوا علينا من تحت الأرض
والدة العنصر حسن: قتال القصير أهم بكثير من القتال ضد إسرائيل
دمشق – فرانس برس –
يقول حسن مرتديا زيه العسكري وهو يحمل سلاحه ويلف عنقه بوشاح الحزب “في اليوم الأول، تقدمنا في الأزقة تجاه وسط القصير، لكن ما لبث المسلحون أن هاجمونا من الخلف”.
يضيف “لم نلمح أي مقاتل من الجيش الحر، وصار لدينا انطباع أنهم غير موجودين وبعدما اجتزنا ثلثي المدينة متجهين الى شمالها، خرجوا من الأنفاق وبدأوا بإطلاق النار علينا. خسرنا العديد من مقاتلينا والجرحى، كلهم أصيبوا برصاصات في الظهر”.
ثلاثة أيام في المعارك
وكان حسن المقاتل في حزب الله، أمضى ثلاثة أيام في المعارك التي يخوضها الحزب اللبناني إلى جانب القوات النظامية السورية في مدينة القصير وسط سوريا.
ويقول بعد عودته إلى مسقط رأسه بعلبك في شرق لبنان أن عناصر الحزب تقدموا في اتجاه الجزء الشمالي من المدينة، قبل أن يخرج مقاتلو المعارضة من الأنفاق ويبدأوا بإطلاق النار عليهم.
وعاد حسن (18 عاما) الى بعلبك الأربعاء ليكتشف أن والده علي البالغ من العمر 43 عاما، والذي انتقل للقتال مع الحزب في القصير في اليوم نفسه، قضى في المعارك مصابا برصاصتين في الصدر.
ومنذ الأحد، يشارك الحزب الحليف لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، في اقتحام قوات هذا الأخير لمدينة القصير التي تعد معقلا لمقاتلي المعارضة في محافظة حمص (وسط) على مقربة من الحدود اللبنانية، وذلك بعد أشهر من قتاله في ريف المدينة.
وبحسب مصدر مقرب من الحزب، قسم المقاتلون الى 17 فرقة تضم كل منها 100 عنصر من الحزب، اقتحمت القصير من الجهات الشرقية والجنوبية والغربية.
وتعد المدينة التي يقطنها نحو 25 ألف نسمة، أساسية بالنسبة لمقاتلي المعارضة لوقوعها على خط إمداد رئيسي من المناطق ذات الغالبية السنية في شمال لبنان، والمتعاطفة مع المعارضة السورية.
كما تشكل القصير نقطة محورية للنظام لكونها صلة وصل أساسية بين دمشق والساحل السوري ذي الغالبية العلوية، الأقلية الدينية التي ينتمي إليها الرئيس الأسد.
ويضيف حسن أن مقاتلي المعارضة السورية “كانوا بالمئات ومنظمين ومسلحين بشكل كبير. استخدموا رصاصا متفجرا، وتطلب القضاء عليهم وقتا”.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، فقد الحزب 104 مقاتلين منذ بدء مشاركته في المعارك في سوريا قبل ثمانية أشهر، في حين قالت مصادر مقربة من الحزب إن الحصيلة هي نحو 75 مقاتلا في المدة نفسها.
لكن المسؤول الإعلامي في الحزب ابراهيم الموسوي نفى لـ”فرانس برس” صحة هذه الارقام، من دون ان يقدم حصيلة لعناصر الحزب الذين سقطوا في سوريا.
مهمة تفتيش المنازل وتدميرها
وأقر الأمين العام للحزب حسن نصرالله بأن عناصر من الحزب يقاتلون في القصير، مشددا على أن هؤلاء يقومون “بالدفاع” عن قرى سورية حدودية يقطنها لبنانيون شيعة. كما قال إن عناصر آخرين يتولون حماية مقام السيدة زينب قرب دمشق.
وعن المعارك في القصير، يقول حسن “كان علينا تفتيش كل منزل أو تدميره. بعض الانفاق دمرت لكن عددا منها ما زال موجودا ويتحصن فيه المسلحون”.
ويوضح أن المهمة الأصعب للحزب في هذه المرحلة هي السيطرة على شمال المدينة حيث يتحصن مقاتلو المعارضة، إضافة الى عدد كبير من المدنيين الذين لم يغادرونها.
ويشير الى أن “السيطرة على هذا القطاع قاسية وصعبة. ثمة قناصة في كل مكان”. ويضيف بحزم “سيكلفنا الأمر الكثير، لكننا سنسيطر عليه”.
وتوفي والد حسن في اليوم الأول من المعارك. ويقول المقاتل الشاب “لم نكن في المكان نفسه، لكن يمكنني القول انني شعرت بحدس ما، بثقل يطبق على صدري. كنت افكر به طوال الوقت”، قبل ان يذرف دموعه.
الا انه يستعيد سريعا رباطة جأشه “يجب أن نكون اقوياء. بات لزاما علي الآن الاهتمام بوالدتي وشقيقتي، قبل العودة الى القتال لإنجاز ما بدأناه”.
وفي المنزل، تستذكر أم حسن (45 عاما) مغادرة زوجها وولدها الى القتال. وتقول لـ”فرانس برس”: “عندما ترك زوجي المنزل، لم أقل له (إلى اللقاء)”، وكأن حدسها دفعها الى الشعور بأنها لن تراه مجددا.
وتشدد الزوجة على أن “القتال في القصير اليوم أهم بكثير من القتال ضد إسرائيل، لأن ثمة العديد منهم (مقاتلو المعارضة السورية) من جنسيات أجنبية، وهم أعداء أخطر من إسرائيل”.
ويملك حزب الله ترسانة ضخمة من الأسلحة يشدد على ان هدفها “مقاومة” إسرائيل التي احتلت جنوب لبنان بين العامين 1982 و2000.
وبحسب النظام السوري، يشارك مقاتلون من 28 بلدا الى جانب مسلحي المعارضة في النزاع المستمر منذ أكثر من عامين، وأدى الى مقتل 94 الف شخص.
وتضيف أم حسن “زوجي ذهب ليقاتلهم هناك قبل أن يهاجموننا في لبنان. نحن لا نقاتل السوريين، بل الاعداء الموجودين في سوريا”.
الإتحاد الأوروبي يواجه موقفاً شديد التعقيد بشأن مصير عقوباته على سورية
بروكسل (24 أيار/مايو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
يجد الإتحاد الأوروبي نفسه في مأزق حاد حالياً في ظل استمرار عجز دوله الأعضاء عن الاتفاق على مصير العقوبات المفروضة على سورية وخاصة البند المتعلق برفع حظر توريد السلاح لهذا البلد
وأقر مصدر دبلوماسي مطلع أن القرار بشأن مصير العقوبات، التي ينتهي أجلها بنهاية الشهر الحالي، يبدو بعيد المنال اليوم، مشيراً إلى ضرورة الأخذ بعين الإعتبار عدة عوامل منها ردود أفعال الأطراف المعنية بشكل مباشر أو غير مباشر بالملف السوري وكذلك الجهود الدبلوماسية الرامية إلى عقد مؤتمر دولي لحل الأزمة
ومضى المصدر يقول إن “هناك مواقف مختلفة بين دولنا، فلدينا فريق يريد رفع حظر السلاح تماماً ليتمكن من مساعدة قوات المعارضة وهناك من يطالب بتمديد نظام العقوبات كما هو، أما فريق ثالث فهو مستعد لتقديم بعض التنازلات عن طريق السماح بإعطاء الضوء الأخضر لمن يرغب من الدول الأعضاء بتقديم عتاد عسكري للمقاتلين السوريين ضمن أطر وشروط صارمة” حسب قوله
وأوضح المصدر أن هناك من بين الدول الأعضاء من يخشى أن يتم تفسير أي تحرك أوروبي باتجاه تسليح المعارضة السورية على أنه تقويض للجهود الرامية إلى عقد مؤتمر دولي بات يعرف بجنيف 2، “وهو ما لا نرغب فيه فعلاً، إذ أننا عبرنا ونعبر بشكل مستمر عن دعمنا لهذا المؤتمر” وفق ذكره
وألمح المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته، الى أن الأمور قد تتجه نحو تمديد محدد لنظام العقوبات وبالتالي للحظر المفروض على السلاح لفترة محددة، انتظاراً لما سيتمخض عنه مؤتمر جنيف 2، المأمول عقده خلال شهر حزيران/يونيو القادم، لكنه عاد وأشار إلى أن الطريق ما تزال طويلة والصعوبات كثيرة أمام مثل هذا المؤتمر، خاصة وأن هناك عدة أسئلة تطرح لجهة من سيمثل النظام السوري، ومن سيمثل المعارضة، وما هي ماهية المرحلة الانتقالية التي يجري الحديث عنها، “ولكننا في أوروبا لن نغير موقفنا ونحن ندعم الحل السياسي ونرى أن وثيقة جنيف في حزيران/يونيو2011، تشكل أساساً جيداً للحل”، على حد قوله
وأكد المصدر أن المناقشات في الدوائر الأوروبية لا تزال قائمة حتى اليوم، موضحاً أن القرار النهائي قد يتخذ يوم الإثنين القادم خلال اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في التكتل الموحد في بروكسل
يذكر أن الاتحاد الأوروبي كان قد فرض سلسلة عقوبات على سورية منذ اندلاع الأزمة في هذا البلد قبل عامين في مسعى لتضييق الخناق على النظام السوري وأركانه، لكن بروكسل عادت لتدخل خلال الأشهر القليلة الماضية بعض التعديلات على عقوباتها بشكل يسمح بتأمين بعض المعدات “غير الفتاكة” لمقاتلي المعارضة، وبمساعدة المدنيين السوريين
كما أجرى الاتحاد تعديلات على العقوبات للسماح بشراء النفط السوري من قبل شركات أوروبية بالتوافق مع الائتلاف السوري المعارض في مسعى لإنعاش الاقتصاد في المناطق الخارجة عن سلطة الحكومة السورية
المعارضة السورية تسعى لوضع خطة لانتقال السلطة قبل مؤتمر سلام
اسطنبول (رويترز) – فشل زعماء المعارضة السورية في دعم مبادرة اقترحها زعيم ائتلافهم المستقيل يسلم الرئيس بشار الاسد بموجبها السلطة تدريجيا وذلك لإنهاء الحرب الأهلية في البلاد مما يبرز العقبات التي تواجه محادثات السلام الدولية المتوقعة الشهر القادم.
وتحث المبادرة المكونة من 16 نقطة التي اقترحها معاذ الخطيب الذي استقال من رئاسة الائتلاف الوطني السوري المعارض في مارس آذار الاسد على تسليم صلاحياته لنائبه او لرئيس الوزراء والسفر الى الخارج بصحبة 500 من بطانته.
ولم يحصل مقترح الخطيب على تأييد يذكر فيما يبدو من شخصيات معارضة أخرى مشاركة في اجتماع يعقد على مدى ثلاثة ايام في اسطنبول لتحديد كيفية الرد على اقتراح امريكي روسي بإجراء محادثات للسلام تشارك فيها حكومة الاسد الشهر القادم.
ويقع الائتلاف تحت ضغط دولي لحل الخلافات الداخلية قبل مؤتمر تعتبره واشنطن وموسكو ضروريا لآمال إنهاء الحرب الاهلية التي بدأت منذ عامين وأتاحت لمتشددين مرتبطين بتنظيم القاعدة فرصة لعب دور متزايد في سوريا.
وخيمت ظلال السعودية على اجتماع اسطنبول الذي بدأ يوم الخميس. فهي الداعم العربي الرئيسي للمعارضة وتقول مصادر في الائتلاف السوري المعارض إنها تضغط ليكون انتقال السلطة في سوريا على رأس جدول الاعمال في جنيف.
وقال مصدر كبير في الائتلاف “السعودية غير راضية عن أن (اجتماع) جنيف لن يبدأ فيما يبدو بخروج الاسد من اليوم الأول.”
وقال زعماء معارضون إن من المرجح ان يشارك الائتلاف في مؤتمر السلام المزمع الذي قد يعقد في جنيف في الأسابيع القليلة القادمة لكنهم شككوا في أن يتمخض عن اتفاق فوري على رحيل الأسد.
وقال خالد صالح المتحدث باسم الائتلاف إن الائتلاف المكون من 60 عضوا يدعم اي مؤتمر يساعد في تحول الموقف الى حكومة منتخبة بعيدا عن الدكتاتورية لكنه لن يشارك دون مؤشرات على أن الأسد في طريقه الى الرحيل.
ولم يؤكد الاسد الذي تحدى دعوات غربية وعربية لرحيله أن حكومته ستشارك في محادثات السلام لكن روسيا قالت اليوم الجمعة إن إدارته وافقت على الحضور من حيث المبدأ.
وتسعى المعارضة السورية في المنفى الى انتخاب قيادة متحدة خلال المحادثات في اسطنبول.
وهي حائرة منذ استقالة الخطيب في مارس آذار وهو رجل دين مرموق من دمشق طرح مبادرتين ليترك الأسد السلطة سلميا.
وتدعو أحدث مبادرة طرحها على صفحته على موقع فيسبوك الاسد للتنحي وتسليم صلاحياته لرئيس الوزراء وائل الحلقي او نائب الرئيس فاروق الشرع وهو سياسي مخضرم لا يكثر من الظهور منذ اندلاع الانتفاضة في مارس آذار عام 2011 مما أثار مزاعم العام الماضي من المعارضة بأنه يعتزم الانشقاق.
وقال الخطيب ان على الاسد ان يرد خلال 20 يوما وإنه حين ذاك يجب إمهاله شهرا لحل البرلمان. وحين يسلم الاسد صلاحياته تبقى حكومته في السلطة لمدة 100 يوم وتعيد هيكلة الجيش قبل ان تسلم المسؤولية لحكومة انتقالية “يتم الاتفاق والتفاوض عليها في اطار ضمانات دولية.”
ورفض معارضون في اسطنبول المبادرة.
وقال عضو بارز بالائتلاف “من حقه تقديم اوراق للاجتماع مثل اي عضو اخر لكن ورقته تتجه مباشرة الى مزبلة التاريخ. انها تكرار لمبادرته السابقة التي لم تؤد الى اي شيء.”
وحكم الاسد ووالده حافظ الاسد سوريا لأربعة عقود. وتعهد بهزيمة من وصفهم بأنهم “إرهابيون” يقفون وراء انتفاضة بدأت باحتجاجات سلمية استمرت عدة اشهر. وأدى رد فعله العنيف الى اندلاع الانتفاضة المسلحة في نهاية المطاف.
وقتل اكثر من 80 الف شخص فيما اصبحت الان حربا اهلية شاملة انزلق اليها حزب الله اللبناني وتمتد آثارها الى الدول المجاورة.
وضغطت واشنطن على ائتلاف المعارضة لحل خلافاته وتوسيع قاعدته ليضم مزيدا من الليبراليين الذين يمكنهم التحرك بشكل مستقل عن الاسلاميين.
وقال دبلوماسي اوروبي “المجتمع الدولي يسير اسرع قليلا من المعارضة. يريد ان يرى قائمة كاملة من المشاركين من الجانب السوري في جنيف وهذا يعني أن على الائتلاف ان يسوي خلافاته.”
وقال برهان غليون وهو مرشح قوي ليصبح الرئيس الجديد لائتلاف المعارضة إن من المرجح ان يوافق الائتلاف على الذهاب الى جنيف لأنه لا يريد ان يكتسب الاسد افضلية سياسية من الاجتماع لكنه أضاف أن من غير المرجح أن يسفر عن اي اتفاق لانتقال السلطة.
ومن المرشحين الآخرين المحتملين احمد طعمة خضر وهو ناشط بارز من المعارضة من محافظة دير الزور بشرق سوريا والتي تتاخم المناطق السنية بالعراق ولؤي الصافي وهو استاذ جامعي كان يقوم بالتدريس في الولايات المتحدة والقائم بأعمال رئيس الائتلاف جورج صبرا وهو مسيحي قاد مظاهرات داعية للديمقراطية في بداية الانتفاضة.
(إعداد دينا عادل للنشرة العربية- تحرير أميرة فهمي)
من خالد يعقوب عويس
كيري ولافروف يجتمعان في باريس الاثنين بشأن سوريا
عمان (رويترز) – قال مسؤول امريكي يوم الجمعة ان وزير الخارجية الامريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرجي لافروف سيجتمعان في باريس يوم الاثنين لبحث جهودهما لدفع طرفي الصراع في سوريا الى المشاركة في مؤتمر للسلام.
وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه ان كيري ولافروف “سيستأنفان محادثاتهما (التي بدأت) في موسكو” في اشارة الى اتفاقهما في السابع من مايو ايار على دفع الحكومة السورية والمعارضة الى اجراء محادثات لانهاء الحرب الاهلية المستمرة منذ اكثر من عامين.
وقال المسؤول “الوزير كيري سيجتمع مع وزير الخارجية لافروف يوم الاثنين في باريس لمواصلة المناقشات من حيث انتهى اجتماعهما قبل بضعة اسابيع في موسكو وإطلاع أحدهما الآخر على التطورات” استعدادا للمؤتمر الدولي بشأن سوريا.
(إعداد أميرة فهمي للنشرة العربية – تحرير دينا عادل)