أحداث الجمعة 04 نيسان 2014
.
النظام يعلن تقدمه في ريف اللاذقية والغوطة
لندن، نيويورك – «الحياة»
بث النظام السوري أمس صوراً لجنوده في منطقة استراتيجية في ريف اللاذقية الشمالي، في محاولة لتأكيد اعلانه طرد مقاتلي المعارضة منها بعد أيام من المعارك الشرسة في إطار ما بات يُعرف بـ «معركة الساحل». لكن مصادر أخرى قالت إن النظام لم يسيطر في الواقع سوى على جزء من المرصد الواقع في المنطقة المعروفة بـ «النقطة 45» والقريبة من بلدة كسب الحدودية مع تركيا.
وجاءت استعادة النظام للمرصد في ريف اللاذقية في وقت شنت قواته هجوماً كبيراً على بلدة المليحة في الغوطة الشرقية. وفيما قال النظام أن الجيش تمكن مع حلول المساء من رفع العلم السوري على مبنى بلدية المليحة، قال ناشطون إن البلدة تعرضت لغارات جوية عنيفة وقصف بصواريخ أرض – أرض، وإن الثوار فيها أحبطوا الهجمات على مواقعهم، معلنين أن المهاجمين ينتمون إلى كتيبة شيعية عراقية تساند الجيش السوري النظامي. (للمزيد)
كما كتبت صحيفة «الوطن» السورية القريبة من السلطات نقلاً عن مصدر عسكري: «ساعات وتعلن بلدة الصرخة في القلمون آمنة والعملية مستمرة حتى تحرير كامل بلدات وقرى القلمون». وسقوط الصرخة يضيّق الحصار على الثوار في بلدة معلولا القريبة ويقلل أكثر مساحة المنطقة التي ما زالت في أيديهم في منطقة القلمون الاستراتيجية على الحدود مع لبنان. وكانت معارك القلمون والتي تمكن خلال النظام من السيطرة الشهر الماضي على بلدة يبرود، دفعت بأعداد كبيرة من السوريين إلى النزوح نحو الأراضي اللبنانية وخصوصاً في اتجاه بلدة عرسال في البقاع. وأعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أمس أن العدد الرسمي للاجئين السوريين الذين فروا إلى لبنان تجاوز حاجز المليون. وسجّلت المفوضية اللاجئ الرقم مليون لطالب عمره 18 عاماً يدعى يحيى شاكر من بلدة حمص. وتم تسجيله في مراسم بمدينة طرابلس. وقال شاكر لـ «رويترز» إن عدد مليون لاجئ في لبنان كبير للغاية على هذا البلد، مضيفاً أن اللاجئين داخل سورية يتنقلون من مكان إلى آخر.
وأصدرت أمس مجموعة الـ 11 من «أصدقاء سورية» بياناً في لندن في شأن الانتخابات الرئاسية التي يُحضّر لها نظام الرئيس الأسد. واعتبرت المجموعة أن «انتخابات ينظّمها نظام الأسد ستكون خداعاً للديموقراطية». وجاء في البيان إن «مجموعة «النواة الصلبة» لـ «أصدقاء الشعب السوري» – والتي تضم مصر وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والأردن وقطر والمملكة العربية السعودية وتركيا والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة والولايات المتحدة – تواصل تأييدها لجهود المبعوث الخاص المشترك (الأخضر) الإبراهيمي للتوسط من أجل حل سياسي بين الطرفين (السوريين)، وتدعو النظام السوري إلى وقف عرقلته لعملية جنيف من خلال التزامه الواضح بكل عناصر بيان جنيف (الأول عام 2012) الذي تم تبنيه في قراري مجلس الأمن 2118 و2139 وتأكيده من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي في مؤتمر مونترو».
وتابع بيان مجموعة الـ 11: «أي قرار آحادي من النظام السوري بإجراء انتخابات رئاسية سيكون غير متطابق كلياً مع الدعوة الواردة في بيان جنيف لإنشاء هيئة حكم انتقالية تشرف على إصلاحات دستورية تؤدي إلى انتخابات حرة وعادلة في جو محايد. إن انتخابات ينظمها نظام الأسد ستكون مسخرة ديموقراطية، وستكشف رفض النظام لأساس محادثات جنيف، وستزيد من الإنقسام في سورية».
ورأى البيان ان الخطوات التي قام بها نظام الأسد للتحضير للانتخابات، بما في ذلك إقرار قانون الاقتراع، «ليس لها أي صدقية. إن بشار الأسد ينوي أن تجري تلك الانتخابات بهدف المحافظة على ديكتاتوريته. سيجري (الاقتراع) في جو نزاع، وفي المناطق التي يسيطر عليها النظام فقط… إن عملية انتخابية يقودها الأسد الذي تعتبر الأمم المتحدة انه ارتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، ستشكل سخرية من الأرواح البريئة التي ماتت في النزاع».
وشدد البيان مجدداً على أن الطريق الوحيد للخروج من النزاع السوري يكون من خلال «حل سياسي مبني على التطبيق الكامل لبيان جنيف الأول». ورأى أن هذا يتطلب من نظام الأسد أن يقبل الأجندة والتراتبية التي حددها الإبراهيمي لاستئناف المفاوضات: 1، العنف والإرهاب، 2، هيئة الحكم الانتقالية، 3، المؤسسات الوطنية، 4 المصالحة الوطنية».
وفي نيويورك، أكدت الأمم المتحدة أن عملية نقل الأسلحة الكيماوية السورية من مواقع التخزين داخل سورية الى مرفأ اللاذقية متوقفة منذ ٢٠ آذار (مارس) بسبب القتال في محيط اللاذقية. ودعا الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق السلطات السورية الى الإسراع في استئناف نقل المواد الكيماوية بهدف استكمال تدميرها ضمن الإطار الزمني المحدد في آخر حزيران (يونيو) المقبل. واضاف أن «٥٣.٦ في المئة من الأسلحة الكيماوية السورية إما نقلت أو دمرت حتى الآن».
وأبلغت منسقة بعثة الأمم المتحدة لنزع الأسلحة الكيماوية السورية سيغرد كاغ مجلس الأمن أن «نقل المواد الكيماوية متوقف والحكومة السورية تقول إن السبب هو الوضع الأمني، لكن الأعمال الأخرى كتوضيب المواد الكيماوية وتجهيزها للنقل لا تزال مستمرة». واستمع المجلس الى تقرير قدمته كاغ عبر الفيديو من دمشق في جلسة مغلقة. وحسب ديبلوماسيين شاركوا في الجلسة فإنها أكدت أن «الحكومة السورية لا تزال تستطيع إنجاز نقل الأسلحة الكيماوية وتدميرها ضمن الإطار الزمني المحدد» وأنها «طموحة على نحو متزايد» في شأن ذلك.
وزراء الخارجية الاوروبيون يناقشون الوضع في سورية وأوكرانيا
اثينا – ا ب
يبدأ وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في اثينا بعد ظهر اليوم الجمعة اجتماعا غير رسمي يستمر يومين، يناقشون خلاله الوضع في كل من سورية واوكرانيا.
وكانت الحكومة الاوكرانية الموقتة والقادة الغربيون اعربوا عن قلقهم من حشد روسيا عشرات آلاف الجنود قرب الحدود الاوكرانية.
ويجتمع الوزراء الاوروبيون اليوم وغدا برئاسة اليونان، الرئيسة الحالية للاتحاد. وكان وزراء المالية الاوروبيين اعلنوا في وقت سابق هذا الاسبوع انهم يعملون “بشكل مكثف” على خطط للانضمام الى خطة صندوق النقد الدولي لتقديم حزمة قروض الى اوكرانيا.
القتال يحتدم من ضواحي دمشق إلى اللاذقية “أصدقاء الشعب السوري” يحذّرون من انتخابات
العواصم – الوكالات
نيويورك – علي بردى
يحتدم القتال في الضواحي القريبة من دمشق بين الجيش السوري ومقاتلي المعارضة تساقطت خلاله قذائف الهاون على العاصمة، فضلاً عن استمرار المواجهات العنيفة في ريف اللاذقية الشمالي وخصوصاً حول النقطة 45 الاستراتيجية. وحذرت الدول الـ11 الاعضاء في مجموعة “اصدقاء الشعب السوري” النظام من اجراء انتخابات رئاسية في سوريا، معتبرة ان نتيجة هذه الانتخابات لن تكون لها اي شرعية.
وافادت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” ان اربع قذائف هاون سقطت على ضاحية حرستا شمال غرب دمشق مما اسفر عن مقتل ستة اطفال وجرح خمسة آخرين. واضافت ان خمسة اشخاص جرحوا في سقوط قذيفة هاون على المالكي بدمشق.
وقال “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له إن عدداً من قذائف الهاون سقطت على ساحة الامويين القريبة من محطتي الاذاعة والتلفزيون وقيادة الاركان العامة من غير ان توقع اصابات. وتحدث ناشطون عن اشتباكات عنيفة وغارات جوية للنظام على ضاحية المليحة وكذلك على حي جوبر. واشار المرصد الى ان عشرة من مقاتلي المعارضة قتلوا في المليحة.
وأوضح المرصد ان المواجهات في اللاذقية تهدف خصوصا الى السيطرة على النقطة 45، وهي تلة استراتيجية في هذه المنطقة التي تضم بلدة القرداحة التي يتحدر منها الرئيس بشار الاسد. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان “المعارك تتركز في هذه التلة منذ الليلة الماضية. تقدم الجيش وسيطر عليها ثم طرده مقاتلو المعارضة”، الاّ ان ايا من الطرفين لم يتمكن بعد الظهر من السيطرة على التلة. وتحدث عن مقتل 20 مقاتلاً معارضاً.
وبثت قناة “الميادين” التي تتخذ بيروت مقراً لها ان زعيم تنظيم “اسلام الشام” المتشدد المغربي الجنسية ابرهيم بن شكرون قتل في اللاذقية. اما المرصد فقال ان بن شكرون اصيب بجروح خطرة. وقال ناشط يطلق على نفسه محمد ابو الحسن ان بن شكرون كان يدافع عن النقطة 45.
وكانت السلطات الاميركية سلمت بن شكرون الذي كان معتقلاً في سجن غوانتانامو الى المغرب عام 2005. وهي كانت اعتقلته خلال حرب افغانستان بعدما كان وصل الى هذا البلد عام 1999. وهو كان ينتمي الى “جبهة النصرة” الموالية لتنظيم “القاعدة”، لكنه انشق عن الجبهة بعد الخلاف الذي نشأ مع “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش) لينشىء بعد ذلك تنظيمه الخاص “اسلام الشام”.
وأعلنت “سانا” ان رئيس هيئة الاركان العامة للجيش والقوات المسلحة العماد علي عبدالله ايوب “قام … صباح اليوم (الخميس) بجولة ميدانية تفقد خلالها الوحدات العاملة في النقطة 45 والنقاط المحيطة بها في الريف الشمالي لمحافظة اللاذقية”.
واتهم قائد الجبهة الغربية والوسطى في “الجيش السوري الحر” العقيد مصطفى هاشم “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” بعدم تقديم اي دعم لمقاتلي المعارضة في منطقة اللاذقية. وقال في شريط مصور بث عبر موقع “يوتيوب”: “نسمع من المحطات والاذاعات ان رئيس الائتلاف السوري (احمد الجربا) يزور الساحل لشق صفوف الثوار والمجاهدين”. واضاف ان مسؤولي المعارضة “يصرحون بانهم يقدمون الدعم العسكري للثوار وهذا ليس صحيحا حتى هذا التاريخ، لذا احملهم كامل المسؤولية عما آلت اليه المعارك في الساحل”.
وجاء في بيان أصدرته سفارة أرمينيا في القاهرة أن الدليل المتوافر والموقع الجغرافي لكسب التي تقطنها غالبية ارمنية “يشير بلا أدنى شك إلى أن الهجمات الأخيرة التي نفذتها الجماعات الإرهابية التابعة للقاعدة جاءت عبر الحدود مع تركيا”.
“اصدقاء الشعب السوري”
وفي واشنطن، حذرت الدول الـ11 الاعضاء في مجموعة “اصدقاء الشعب السوري” في بيان من ان “انتخابات يجريها نظام الاسد ستمثل مهزلة ديموقراطية وستكشف رفض النظام لقواعد مؤتمر جنيف وستزيد حدة الانقسامات في البلاد”. واضاف ان “بشار الاسد يريد ان تدعم هذه الانتخابات ديكتاتوريته”، لكن “عملية انتخابية يقودها الاسد، في وقت تعتبر الامم المتحدة انه ارتكب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية، تشكل اهانة للارواح البريئة التي سقطت خلال النزاع”. وحتى الآن، لم يعلن الاسد رسميا ترشحه لولاية رئاسية ثالثة في الانتخابات المرتقبة قبل تموز، لكنه لمح الى ذلك في مقابلة صحافية في كانون الثاني.
الاسلحة الكيميائية
وفي نيويورك، أكدت المنسقة الخاصة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية سيغريد القاق لأعضاء مجلس الأمن أن الحكومة السورية “لديها الموارد والقدرة” لإنجاز تدمير ترسانتها المحظورة دولياً طبقاً للجدول الزمني الذي وضعته لنفسها والذي ينتهي في 30 حزيران. وأكدت في احاطة امام المجلس عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من دمشق أن 72 حاوية جاهزة للنقل الى مرفأ اللاذقية، ومنه الى خارج البلاد، وبعد ذلك يصير 90 في المئة من هذه الترسانة أخرج من سوريا. وكتبت القاق في حسابها بموقع “تويتر” أن “المعاودة السريعة لنقليات الأسلحة الكيميائية ملحة مع مواصلة التحقق”.
وكشف ديبلوماسي أن المندوبة الأميركية السفيرة الدائمة لدى الامم المتحدة سامانتا باور طالبت دمشق بالتعجيل في هذه العملية. ورفضت باور وأعضاء آخرون اقتراحاً قدمه المندوب الروسي الدائم للأمم المتحدة السفير فيتالي تشوركين لإصدار عناصر بيان الى الصحافة عن “تعاون” السلطات السورية في ازالة الترسانة السورية وعن “تأثير” عمليات القصف على نقل الأسلحة الكيميائية الى ميناء اللاذقية. وكذلك سحب تشوركين مشروع بيان صحافي عن أحداث كسب نظراً الى “عدم توافر معلومات موثوق بها عن حصول مجازر” في البلدة.
وتلقى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون رسالة من وزير الخارجية الأرميني ادوارد نالبانديان عن الوضع في كسب.
ورداً على سؤال، قال ديبلوماسي رفيع إنه “يستحيل التوافق مع روسيا على أي بيان في شأن سوريا هذه الأيام”، موضحاً أن “القتال في اللاذقية يحتدم وهناك عمليات قصف في الجبال قرب بلدة الأسد”، في إشارة الى القرداحة.
«أصدقاء سوريا»: لا شرعية لانتخابات الرئاسة
لافروف يحذر من مهاجمة «الكيميائي»
شنت «مجموعة الـ11» الداعمة للمعارضة السورية، أمس، هجوماً مفاجئاً على السلطات السورية، وذلك على خلفية الاستعدادات التي تقوم بها من اجل إجراء الانتخابات الرئاسية المتوقع أن تتم قبل تموز المقبل، مؤكدة أن نتيجة هذه الانتخابات لن تكون لها أي شرعية، في وقت كرر وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن الرئيس السوري بشار الأسد «فقد الشرعية لحكم البلاد»، برغم تأكيده تمسك واشنطن بحل سياسي للازمة السورية، فيما حذر الوزير الروسي سيرغي لافروف من أن لدى موسكو معلومات عن تخطيط المسلحين لشن هجمات تهدف إلى إحباط عملية نقل الترسانة الكيميائية السورية إلى الخارج.
ميدانياً، فجرت المراوحة على جبهة ريف اللاذقية الشمالي الخلافات بين المسلحين، الذين أطلقوا اتهامات بحق بعضهم البعض بشأن فشل الهجمات وقيام البعض بسرقة المنازل من دون تقاسم «الغنائم»، فيما كان الجيش السوري يتقدم في المليحة وجوبر في الغوطة الشرقية في ريف دمشق وحي الوعر في حمص التي يتوقع ان تتم فيها «عملية تسوية كبيرة». (تفاصيل صفحة 15)
في هذا الوقت، ذكرت وكالة الأنباء السورية («سانا») أن رئيس هيئة الأركان العامة للجيش والقوات المسلحة العماد علي عبدالله ايوب «قام بجولة ميدانية تفقد خلالها الوحدات العاملة في النقطة 45 والنقاط المحيطة بها في الريف الشمالي لمحافظة اللاذقية». وقال أيوب للجنود إن «شعبنا ينظر إليكم بعين الثقة الكاملة بالنصر المحتم».
«مجموعة الـ11»
ووزعت وزارة الخارجية الأميركية بياناً باسم «مجموعة الـ11» الداعمة للمعارضة السورية، وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وايطاليا وفرنسا والسعودية ودولة الإمارات وقطر ومصر والأردن وتركيا، اعتبرت فيه أن «انتخابات يجريها نظام الأسد ستمثل مهزلة ديموقراطية، وستكشف رفض النظام لقواعد مؤتمر جنيف وستزيد حدة الانقسامات في البلاد».
وأضاف البيان أن «بشار الأسد يريد أن تدعم هذه الانتخابات ديكتاتوريته»، مؤكدة أن «عملية انتخابية يقودها الأسد، في وقت تعتبر الأمم المتحدة أنه ارتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، تشكل اهانة للأرواح البريئة التي سقطت خلال النزاع».
وأعلنت المجموعة مواصلة «دعمها لجهود المبعوث الخاص (الأخضر) الإبراهيمي للتوسط من اجل التوصل إلى حل سياسي بين الطرفين، وتدعو النظام السوري إلى وقف إعاقته لعملية جنيف عبر موافقته بشكل واضح على كل المواد الواردة في بيان جنيف (واحد)». وأضافت أن «أي قرار يتخذه النظام السوري بإجراء الانتخابات الرئاسية يمثل تضارباً مع دعوة بيان جنيف لتأليف هيئة حكم انتقالية للإشراف على تعديلات دستورية تقود إلى إجراء انتخابات حرة ونزيهة في بيئة ملائمة».
كيري ولافروف
وقال كيري، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الجزائري رمطان لعمامرة في الجزائر، إن «الولايات المتحدة تحيي الجهود التي بذلتها الجزائر من أجل إيجاد حل سياسي للازمة السورية».
واعتبر كيري، الذي التقى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، انه «لا يوجد حل عسكري للازمة في سوريا، وإنما هناك حل سياسي»، مضيفاً «نعتقد انه من المستحيل أن يستعيد الأسد ونظامه الشرعية لحكم البلد، بسبب عدد الأشخاص الذي قتلوا في الأزمة واستخدام الأسلحة الكيميائية وقتل الأطفال»، مضيفاً «لكننا سنواصل العمل ودولاً أخرى من اجل التوصل إلى حل سياسي».
وقال لافروف، في مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام لـ«منظمة معاهدة الأمن الجماعي» نيقولاي بورديوغا في موسكو، رداً على سؤال حول إعلان دمشق عن كشفها لمخطط لشن هجمات جديدة باستخدام السلاح الكيميائي، «إننا نأخذ هذه المعلومات على محمل الجد، ونعمل مع الولايات المتحدة لكي تستخدم نفوذها لمنع وقوع مثل هذه الاستفزازات»، مشيراً إلى أنه «توجد لدى موسكو كذلك معلومات أخرى عن تدبير مسلحين هجمات تهدف إلى إحباط عملية إتلاف الترسانة الكيميائية السورية».
وأضاف لافروف أن «هناك كثيرين يرغبون في تدخل خارجي في سوريا، وهم يبحثون عن مختلف الذرائع لذلك». وتابع أن «موقفنا ينطلق من ضرورة وضع حد لمظاهر الإرهاب فوراً، لكن روسيا لا ترى بعد إجراءات فعالة من قبل اللاعبين الخارجيين تهدف إلى قطع دابر خطر الإرهاب في سوريا».
وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق إن عمليات نقل «الكيميائي» توقفت منذ 20 آذار الماضي بسبب تدهور الوضع الأمني في اللاذقية، مشيراً الى انه تم نقل حوالى 53 في المئة من المواد خارج سوريا.
(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز)
كسب: خلافات بين الفصائل على ثمار المعركة
عبد الله سليمان علي
بدأت الخلافات بين الألوية والفصائل في الساحل السوري تطل برأسها، ولا سيما في ظل عجزها عن إحراز أي تقدم إضافي بعد أن فرض الجيش السوري خطاً نارياً أثبت نجاعته في وقف الهجمة التي كان يراد لها الوصول إلى مشارف مدينة اللاذقية.
وبينما أكد البيان «رقم 2»، الصادر عن «غرفة عمليات معركة الأنفال»، أن المرحلة الرئيسية من المعركة لم تبدأ بعد، سيطرت حالة المراوحة في المكان على وقائع المعركة، حتى كادت المعركة تختزل في الاشتباكات الدائرة حول نقطة المرصد 45 الاستراتيجية، والتي تبدلت السيطرة عليها بين الجيش السوري وبين الفصائل المتشددة أكثر من أربع مرات خلال أسبوع واحد، ما يشير إلى شراسة المعركة من جهة وإلى أهمية النقطة من جهة ثانية.
لكن هذه المراوحة سمحت للخلافات المستترة بين الفصائل أن تظهر إلى العلن، ويبدو أن الأيام المقبلة ستحمل في طياتها المزيد من هذه الخلافات ما سيلقي بظلاله على تطورات معركة كسب ومآلاتها المحتملة.
وظهر التخبط منذ اليوم الثاني لإطلاق «معركة الأنفال» في 21 آذار الماضي، التي قامت بها ثلاث فصائل إسلامية متشددة، هي «جبهة النصرة» و«أنصار الشام» و«شام الإسلام»، حيث سارع «قائد الجبهة الغربية والوسطى في الجيش الحر» مصطفى هاشم إلى الإعلان عن معركة أطلق عليها اسم «معركة أمهات المؤمنين» قال إنها تستهدف السيطرة على مرصد خربة سولاس وبيت حليبية وبيت ملك. وأهم الكتائب التي شاركت في غرفة عمليات هذه المعركة هي «اللواء العاشر في الساحل قيادة الجبهة الغربية، اللواء الثالث، اللواء الأول، جبهة الأصالة والتنمية، فيلق الشام، لواء هنانو، كتيبة فتى الاسلام، كتيبة الظاهر بيبرس، كتيبة الشهيد ممدوح جولحة، كتيبة حطين، كتيبة من أنصار الشام – الجبهة الاسلامية، كتيبة من تجمع نصرة المظلوم، كتيبة أحفاد عمر، كتيبة الشهيد مصطفى مجذوب».
وشكت بعض هذه الفصائل أنها لم تخطر بالمعركة قبل وقتٍ كافٍ، بينما اتهمت فصائل أخرى مصطفى هاشم بأنه تسرّع في إعلان المعركة خدمةً لفصيل «أنصار الشام»، وأنه ضحّى في سبيل ذلك بسمعة «الجيش الحر» الذي أخفق في تحقيق أهداف المعركة، وبدا بصورة العاجز والفاشل. وابرز مثال على ذلك أن «كتيبة درع هنانو» طلبت تأجيل الإعلان عن المعركة لمدة 3 أيام، حتى تنتهي من أعمال الاستطلاع، لكن هاشم رفض ذلك بحجة أنه لا يملك قرار تأجيل أو تنفيذ المعركة، الأمر الذي أدّى ببعض الكتائب إلى الدخول في المعركة بشكل أعمى.
وعلاوة على ذلك، رفض هاشم مشاركة «لواء أحفاد الفاروق» في المعركة، بذريعة أن قيادة اللواء تتآمر ضده لعزله من منصبه «كقائد للمنطقة الغربية والوسطى». ودفع هذا الاستبعاد بقائد في «أحفاد الفاروق» إلى اتهام هاشم بالخيانة، محملاً إياه « فشل عملية سولاس وبيت حليبية ودماء شهدائنا وأسرانا في سبيل أجندات خارجية، وانه قبض مبلغا قدره مليون و300 الف دولار» من دون أن يوضح ما هي هذه الأجندات الخارجية ولمصلحة من بالتحديد.
ورغم أن «غرفة عمليات معركة الأنفال» رفضت في بيانها «رقم 2» كافة الاتهامات الموجهة إلى هاشم، مؤكدة أنه قدم لها الدعم بالذخائر، إلا ان الخلافات بين «جبهة النصرة» وبعض الفصائل الأخرى طفت على السطح بأسرع مما هو متوقع، حيث أقدمت «النصرة» منذ حوالي خمسة أيام، وفي خطوة مفاجئة، على اعتقال سعيد طربوش قائد «لواء صقور الساحل» (التابع لـ«جبهة ثوار سوريا») بتهمة مساهمته في قتل عنصرين من «كتيبة صقور العز» في وقت سابق من العام الماضي. وقد أصدر مصطفى هاشم بياناً مصوراً حول الحادثة، مشيراً إلى تعرض سيارته لإطلاق نار من قبل حاجز لـ«جبهة النصرة» وأن عناصر الحاجز اعتدوا عليه بالضرب، وعلى كل من المقدم أبو طالب وسعيد طربوش.
وفي سياق متصل، أصدرت «الهيئة الشرعية في الساحل» بياناً يؤكد قيام بعض الفصائل بسرقة المنازل في مدينة كسب في ريف اللاذقية الشمالي، بحجة أنها من الغنائم، مشيرة إلى أن تصرف هذه الفصائل يقع ضمن مصطلح «الغلول»، أي السرقة من الغنيمة قبل قسمتها، ما يشير إلى أن «الهيئة الشرعية» تجرّم فعل السرقة فقط لأنه وقع قبل القسمة، لكنها تشرّع أخذ الغنائم الذي هو المعنى الشرعي لكلمة «الأنفال» التي أطلقت على المعركة. وفي كافة الأحوال فإن بيان «الهيئة الشرعية» يشير إلى وجود خلافات بين الفصائل حول الغنائم، ومن هو الفصيل الأحق بها.
ومن المتوقع أن تزداد حالة الخلاف بين الفصائل كلما طال أمد المعركة في مدينة كسب ومحيطها، ولا سيما في ظل محاولة كل فصيل أن يحتكر لنفسه ما يمكن جنيه من ثمار هذه المعركة. وقد أججت زيارة رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أحمد الجربا و«وزير دفاعه» أسعد مصطفى لبعض قرى كسب في اليومين الماضيين نار هذه الخلافات، حيث اكتشفت الفصائل الإسلامية أن جماعة «الائتلاف» يخططون لسرقة «معركة الأنفال» منهم، ولو من الناحية الإعلامية.
مقاتلون سوريون في الأردن ينتظرون الشفاء للعودة إلى القتال ضد قوات الأسد
عمان- الأناضول: يرقد العديد من عناصر الجيش السوري الحر، على أسرّة الشفاء في مستشفيات بالعاصمة الأردنية عمّان، بانتظار البراء من جروحهم التي أصيبوا بها خلال المعارك ضد قوات رئيس النظام بشار الأسد، للعودة إلى بلادهم وحمل السلاح والقتال مجدداً.
وخلال زيارة لمراسل (الأناضول)، لإحدى مشافي عمان الخيرية، التي تخصص طابقاً بأكمله للجرحى السوريين، التقت مقاتلين جرحى من الجيش الحر، ومصابين مدنين برصاص وقذائف قوات النظام.
عبد العزيز أحد مقاتلي الجيش الحر الجرحى، تلقى رصاصة نافذة من الظهر إلى البطن، ويجلس غير قادر على الحركة بانتظار السماح له بمغادرة المشفى، يروي قصصاً “بطولية” لمقاتلي المعارضة وتصديهم بأسلحتهم الخفيفة لقوات النظام والمليشيات التابعة له.
وفي حديثه للأناضول، يقول عبد العزيز، الذي يجلس بجانب زميل آخر له، إنه يرقد بالمستشفى منتظراً تماثله للشفاء للعودة لسوريا للالتحاق بصفوف المقاتلين من جديد والانتقام من قوات النظام.
ويحظى مقاتلو الجيش الحر باهتمام كبير من جهات وتنسيقيات تابعة للمعارضة، تتابع أوضاعهم وتزورهم بشكل مستمر لتأمين احتياجاتهم والاطمئنان على صحتهم.
كما يوجد بالمستشفى عدد من المقاتلين الذين تلقوا إصابات جعلتهم عاجزين عن الحركة، بعد فقدانهم لأعضاء أو إصابتهم بالشلل، ورفضوا الحديث عن أوضاعهم كونهم يعانون من أثار نفسية صعبة بعد إدراكهم أنهم لن يستطيعوا القتال مجدداً.
وبالإضافة للمقاتلين، يأوي المشفى أطفالاً سوريين جرحى، لم يمض على وجودهم فيه سوى أيام قليلة بعد خروجهم من محافظة درعا السورية الحدودية مع الأردن للعلاج.
الطفلة سلام (6 أعوام) التي لم ترَ عيناها من الحياة إلا القليل، وجدت نفسها بعد عودة وعيها إليها جراء سقوط برميل متفجر ألقته طيران النظام على منزل عائلتها، فاقدة لقدمها الصغيرة ومصابة بجروح غير قابلة للالتئام في قدمها الأخرى.
فيما، كان شقيقها عبد الرحمن (حوالي 4 سنوات)، يرقد على سرير بجانبها، ولا يملك جروحاً أو إصابات ظاهرة في جسده، إلا أن الخوف كان يملأ عينيه وجسده يرتعش كلما سمع صوت طائرة تحلّق في سماء عمان، ظناً منه أنها طائرة تابعة للنظام السوري.
ويقول عم عبد الرحمن وسلمى، رفض ذكر اسمه لأسباب “أمنية”، إن البراميل المتفجرة التي سقطت على مدينة درعا بشكل مستمر خلال الأشهر الماضية، تسببت لأبناء أخيه بمرض نفسي خصوصاً بعد سقوط البرميل المتفجر على منزلهم.
وتدور في محافظة درعا منذ أكثر من عام اشتباكات عنيفة بين قوات المعارضة وقوات النظام السوري التي تسعى لبسط سيطرتها على كامل المحافظة، وتستعين قوات النظام بالقصف المدفعي وبالطيران الحربي لقصف المقاتلين الذين يحاولون صد تقدمها.
وبغرفة أخرى، يصارع عبد العزيز الجهماني (نحو 50 عاماً)، أوجاعه التي لم تغادر جسده، منذ أن تعرض لإصابات شديدة جراء سقوط برميل متفجر بالقرب منه أثناء قيامهم بإسعاف جرحى من جيرانه.
وقال الجمهاني (للأناضول)، إن برميلاً متفجراً سقط من قبل الطيران الحربي على منزل جيرانه في أحد أحياء درعا المدينة، وعندما خرج لإسعاف الجرحى سقط برميل آخر على نفس المنطقة، ما أدى لإصابته بجروح متفرقة في أنحاء جسده أجبرته على مغادرة محافظته إلى الأردن لتلقي العلاج.
والأردن من أكثر الدول المجاورة لسوريا استقبالا للاجئين السوريين، وتأثرا بالأزمة السورية منذ اندلاعها، وذلك لطول الحدود البرية بين البلدين، والتي تصل إلى 375 كلم.
ويتجاوز عدد السوريين في الأردن المليون و300 ألف، بينهم 600 ألف لاجئ مسجل لدى الأمم المتحدة، في حين دخل الباقي قبل بدء الأزمة السورية بحكم علاقات عائلية وأعمال التجارة.
ومنذ مارس/ آذار 2011، تحولت الاحتجاجات الشعبية المطالبة برحيل نظام بشار الأسد إلى نزاع مسلح بعد استخدام النظام الأسلحة لقمع تلك الاحتجاجات وهو النزاع الذي أدى إلى نزوح ملايين السوريين من ديارهم.
الأمم المتحدة: تم تجميع نحو نصف الأسلحة الكيماوية في سوريا لنقلها للخارج
الأمم المتحدة- (رويترز): قالت رئيسة البعثة التي تشرف على عملية تدمير الأسلحة الكيماوية السورية الخميس إن سوريا قامت بتجميع نحو 40 بالمئة من ترسانتها من الأسلحة الكيماوية في حاويات لنقلها خارج البلاد وتدميرها وقال إنه تم نشر قوافل أمنية للتعامل مع العنف حول مدينة اللاذقية الساحلية.
وكان مبعوث سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري حذر من أن الحكومة قد تضطر لتأجيل النقل بسبب الوضع الأمني وقد لا تفي بمهلة أخرى لنقل مكونات برنامجها للغازات السامة خارج البلاد.
وقال دبلوماسيون في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم إن رئيسة البعثة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية سيجريد كاج أبلغت المجلس الخميس أنه تم تجميع المواد السامة في 72 حاوية في ثلاثة مواقع مختلفة.
وأبلغت كاج المجلس في جلسة مغلقة لمجلس الأمن عبر دائرة تلفزيونية من العاصمة السورية دمشق إنه حالما يتم إرسال هذه الحاويات خارج البلاد فإن 90 بالمئة من مخزون سوريا من الأسلحة الكيماوية يكون قد نقل خارج البلاد لتدميره.
وقالت الأمم المتحدة الخميس إنه لم يتم منذ 20 من مارس آذار نقل أي مواد كيماوية إلى مدينة اللاذقية لشحنها إلى خاح البلاد لتدميرها وتم التخلص إلى الآن من حوالي 54 بالمئة من الأسلحة الكيماوية التي أعلنتها سوريا. وقال دبلوماسيون إن كاج قالت لمجلس الأمن إن السلطات السوية كلفت قوات بتوفير الأمن للقوافل في منطقة اللاذقية.
وبدأ مقاتلو المعارضة الإسلامية هجوما في حوالي 20 من مارس آذار حول منطقة اللاذقية على ساحل البحر المتوسط وسيطروا على معبرين حدوديين مع تركيا وعلى قرية كسب الأرمنية في سوريا.
وأرسل الرئيس بشار الأسد تعزيزات من الجيش والميليشيات مدعومة بقوة جوية لطرد مقاتلي المعارضة وهو ما أدى إلى قتال شديد حول شريط من الأرض على طول الحدود التركية. وأطلقت تركيا النار ردا على قذائف سورية سقطت على أراضيها.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق للصحفيين “السلطات السورية أبلغت البعثة المشتركة أنه في ضوء تدهور الوضع الأمني في محافظة اللاذقية فإنها ستؤجل مؤقتا النقل المقرر للمواد الكيماوية”.
وأضاف “ألحت البعثة المشتركة على السلطات السورية بضرورة استئناف النقل في أسرع وقت ممكن للوفاء بالجداول الزمنية لإتمام تفكيك برنامج الأسلحة الكيماوية السوري وتدميره”.
وأبلغت كاج مجلس الأمن الدولي أن السلطات السورية قالت يوم الأحد إنها تريد استئناف نقل المواد الكيماوية للاذقية “في الأيام القليلة القادمة” وأنه إذا استؤنفت العمليات على الفور فإن الوفاء بالجدول الزمني لنقل الأسلحة الكيماوية من سوريا بنهاية أبريل نيسان وتدميرها قبل 30 من يونيو حزيران لا يزال ممكنا.
لكن الدبلوماسيين قالوا إنها استدركت بقولها أن الجدول الزمني يواجه تحديات متزايدة.
ووافق الأسد على تدمير أسلحته الكيماوية في أعقاب غضب عالمي من الهجوم الكبير الذي وقع بغاز السارين في الغوطة في أغسطس آب وقتل المئات. وأثار الهجوم امكانية قيام الولايات المتحدة بتوجيه ضربات عسكرية لسوريا لكن واشنطن تراجعت عن الفكرة بعد أن تعهد الأسد بالتخلص من أسلحته الكيماوية.
لكن الحكومة السورية لم تف بمهلة انتهت في الخامس من فبراير شباط لنقل جميع موادها الكيماوية المعلنة والتي تزن نحو 1300 طن إلى خارج البلاد. ووافقت بعد ذلك على مهلة جديدة.
وقال الجعفري المبعوث السوري في الأمم المتحدة اليوم الخميس “سيتعذر الالتزام الكامل بالجدول الزمني الذي حددته الحكومة السورية والسيدة كاج ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية إذا لم يتطور الوضع الأمني في الاتجاه الصحيح”.
وقال إن بعض أعضاء المجلس الخمسة عشر عطلوا اقتراحا روسيا لإصدار بيان يعبر عن “التحذير الشديد من جانب المجلس من عواقب هذه الهجمات الإرهابية على ميناء اللاذقية على شحنات المواد الكيماوية”.
وقالت جوي أوجو سفيرة نيجيريا في الأمم المتحدة ورئيسة المجلس لشهر ابريل نيسان إن أعضاء المجلس ما زالوا يتفاوضون بشأن بيان في هذه المسألة. وقالت عن تعليقات الأعضاء أثناء جلسة الإحاطة مع كاح “أقررنا جميعا بالمخاوف الأمنية في سوريا”.
وكانت روسيا حليفة دمشق ومعها الصين قد عرقلتا من قبل بحق النقض (الفيتو) ثلاثة قرارات تقضي بإدانة الحكومة السورية وتهدد بفرض عقوبات عليها.
مكتب لتوثيق الكيميائي السوري: النظام لم ينقل أي شحنة منذ شهر ومعارك ‘الساحل’ ذريعة
عواصم ـ الأناضول: قال عضو في مكتب مستقل لتوثيق’الملف الكيميائي السوري، امس الخميس، إن النظام استثمر’معارك ‘الساحل’ التي بدأتها قوات المعارضة قبل أسبوعين، للمماطلة بشكل أكبر’في تسليم مخزونه من الأسلحة الكيميائية، مشيراً إلى أن آخر شحنة’تم نقلها خارج البلاد كانت قبل شهر.
وقال نضال شيخاني مسؤول العلاقات الخارجية في ‘مكتب’توثيق الملف الكيميائي في سوريا’،’إن النظام جمّد عمليات نقل الكيميائي قبل حوالي شهر، واتخذ من معارك ‘الساحل’ ذريعة لذلك، كون نقل مخزون الكيميائي يتم عبر مرفأ اللاذقية على البحر المتوسط التي تدور فيها اشتباكات عنيفة بين قوات المعارضة والنظام منذ أسبوعين.
ومكتب ‘توثيق الملف الكيميائي في سوريا’، يُعرف نفسه على أنه ‘مستقل’ وتم تأسيسه في’تشرين الأول/اكتوبر 2012، بهدف توثيق انتهاكات النظام واستخدامه للأسلحة الكيميائية في المناطق السورية، وجمع الدلائل والشهادات بخصوص ذلك.
وعمل المكتب الذي يتخذ من’بروكسل مقراً له،’على متابعة عملية نقل المخزون الكيميائي لدى النظام بعد قرار الأخير تسليمه نهاية العام الماضي، من خلال ناشطين سوريين على الأرض والمنظمات الدولية المختصة.
وبعد تهديد الولايات المتحدة بشن عملية عسكرية ضد النظام السوري’على خلفية اتهامه بارتكاب ‘مجزرة الكيميائي’ بريف دمشق التي راح ضحيتها نحو 1400 قتيل،’قرّر النظام السوري تسليم ما بحوزته من أسلحة كيميائية.
وبدأت عمليات نقل تلك الأسلحة عبر ميناء اللاذقية مطلع العام الجاري، إلا أن تسليم الدفعات من الأسلحة’تأخر’عن’البرنامج الزمني المحدد.
وأوضح شيخاني أن النظام السوري نقل حتى اليوم أقل من نصف ما يملك من الأسلحة والمواد الكيميائية التي يملكها، وهو يعمل على المماطلة في تسليم الجزء المتبقي، لـ’ابتزاز′المجتمع الدولي إلى’حين تنظيم الانتخابات الرئاسية القادمة في تموز/يوليو المقبل، والسكوت عن الجرائم التي تقوم بها قواته’.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان أصدرته، الجمعة،’أن تصاعد نشاط من أسمتهم بـ’المتطرفين”في سوريا يهدف إلى ‘عرقلة المفاوضات بين الأطراف السورية وتعطيل عملية نزع الكيميائي السوري’، في إشارة للمعارك الأخيرة التي بدأتها قوات المعارضة في منطقة الساحل السوري منذ بداية الأسبوع الماضي.
وحول ما تمكن المكتب من توثيقه خلال عمله، أشار مسؤول العلاقات الخارجية إلى أن المكتب تمكن من توثيق 38 عملية استخدام ‘مؤكدة’ لقوات النظام للأسلحة الكيميائية والغازات السامة في البلاد خلال السنوات الثلاثة الماضية،’أبرزها’ما يعرف بـ’مجزرة الكيميائي’ في الغوطتين الشرقية والغربية بريف دمشق (جنوب) آب/اغسطس الماضي، وخان العسل بحلب (شمال) تموز/يوليو الماضي.
وأشار شيخاني إلى أن هذه الإحصائية لا تشمل سوى الحالات التي تم التثبت من وقوعها بشكل علمي، (لم يبيّن المعايير المعتمدة)، ولا تعتمد’على روايات ناشطين و’شائعات أو تهويلات’، حسب تعبيره.
وحول ترويج النظام السوري مؤخراً لإمكانية شن المعارضة المسلحة هجوماً بأسلحة كيميائية’في جوبر بدمشق، رد المسؤول متسائلاً، ‘كيف للمعارضة التي لا تملك صاروخاً مضاداً للطيران أن تمتلك منظومة متكاملة لإطلاق صواريخ تحمل غازات سامة، هذا إذا كانت تمتكلها؟’.
ولم يتسنّ حتى الساعة (12.30) تغ، الحصول على تعليق من النظام السوري حول ما ذكره عضو المكتب، كما لم يتسن التأكد مما قاله من مصدر مستقل.
ووجه النظام السوري، نهاية الشهر الماضي،’رسالتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وإلى مجلس الأمن الدولي بخصوص تخطيط ‘مجموعات إرهابية مسلحة’ لاعتداء بسلاح كيميائي’في حي جوبر بدمشق، مستنداً إلى ما قال إنه ‘رصد لاتصالات لاسلكية’بين مسلحين بهذا الشأن’.
ومنذ بداية الأسبوع الماضي، أعلنت فصائل إسلامية مثل جبهة ‘النصرة’ وحركة ‘شام’ الإسلامية وأخرى تابعة للجيش الحر،’عن إطلاق معركتين باسم”الأنفال’ و’أمهات الشهداء’، تستهدف مناطق’تسيطر عليها قوات النظام شمالي محافظة اللاذقية (غرب) ذات الغالبية العلوية، التي ينحدر منها رأس النظام بشار الأسد، ومعظم أركان حكمه وقادة أجهزته الأمنية.
واستطاعت قوات المعارضة السيطرة على مدينة ‘كسب’ الاستراتيجية التي يوجد فيها سكان من ‘الأرمن’، ومعبرها الحدودي مع تركيا، وعلى قرية وساحل”السمرا’ أول منفذ بحري لها على البحر المتوسط، وعدد من المواقع الأخرى القريبة منها.
لبنان: اشتباك لـ’النصرة’ مع حاجز للجيش… واللاجئون تجاوزوا المليون
قوات النظام السوري تهاجم الغوطة لتعويض خسائره في الساحل
ريف دمشق – دوما ـ ‘القدس العربي’ من نوران النائب: تزامناً مع تقدم المعارضة السورية المسلحة في معارك الساحل وجبهات أخرى، تستعيد القوات النظامية السورية حمـــلتها الشــرسة على الغوطة الشرقية آملاً بإحراز جبهة مهمة تتجه الأنظار نحوها، وتكون بمثابة بديلة عن خساراتها المتتالية في كسب وجبهة الساحل، وذلك نظراً لأهمية الغوطة الشرقية الاستراتيجية عن أي منطقة أخرى.
وشنت قوات الأمن السوري حملة مباغتة لثوار الغوطة الشرقية، بدأت أولها بتقدم قوات النظام إلى حي جوبر بدمشق وتسللهم إلى بناء المخفر الذي يقع تحت سيطرة الجيش الحر، ولم ينته آخرها بمحاولة تسلل أخرى من أطراف بلدة المليحة، مروراً بمحاولة اقتحام بساتين مدينة دوما من جهة منطقة ‘العالية’، تلتها 21 غارة جوية على بلدة المليحة وحدها، وسط ارتكاب مجزرة بحق العشرات في كفر بطنا، تبعها قصف بصواريخ أرض أرض وغارات عشوائية بالطيران الحربي في كافة أنحاء الغوطة الشرقية.
خسائر عديدة في صفوف جيش النظام حسب ما أورد نشطاء في ريف دمشــــق نتيـــجة الاشتباكات المتواصلة، وحسب مصادر في الجيش الحر أن كتائب الغوطة الشرقية تصدت للهجوم العنيف الذي شنته قوات الأسد رغم ضعف الإمكانيات وصعوبة تأمين الذخائر بسبب الحصار ،ما أسفر عن خسائر مادية وبشرية في كمين نصبته الكتائب المقاتلة لعناصر الشبيحة بعد اقتحامهم أحد المباني قرب حاجز النور، فيما تمكن مقاتلو الجيش الحر من أسر 11 عنصراً من قوات الأسد وقتل العديد.
وحسب تنسيقيات الثورة فقد أسفرت المعارك عن 14 قتيلاً مدنياً في بلدة المليحة وأكثر من خمسين جريحا، إضافة لاثني عشر قتيلا في كفر بطنا.
وتجاوز العدد الرسمي للاجئين السوريين الذين فروا إلى لبنان حاجز المليون امس الخميس ليسلط الضوء على الكارثة الانسانية المتنامية الناجمة عن الحرب الأهلية السورية وعبئها الضخم على الدول المجاورة التي لم تستعد لذلك.
وسجلت المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين اللاجىء رقم مليون لطالب عمره 18 عاما من بلدة حمص في مدينة طرابلس الساحلية وذلك فيما وصفته باجتياز علامة ‘مدمرة’.
الى ذلك قتل سوري من ‘جبهة النصرة’ وأصيب اثنان بجروح في تبادل لإطلاق النار مع عناصر من الجيش اللبناني على حاجز قرب الحدود اللبنانية ـ السورية في وادي البقاع بشرق البلاد.
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية امس الخميس ان ‘السوري زياد عيسى قتل وجرح السوريان اياد سمرا وإبراهيم حسيان بعد تبادل لإطلاق النار بينهم وبين الجيش عند حاجز مقفل في وادي حميد في عرسال لعدم امتثالهم لأوامر العناصر بالتوقف بينما كانوا على دراجة نارية حاولت اجتياز الحاجز′. وأشارت الوكالة الى ان الثلاثة ينتمون إلى ‘جبهة النصرة’.
قائد جبهة ثوار سوريا: ‘القاعدة’ مشكلة خارجية ونتعاون مع أي فصيل يقاتل ضد الأسد
إبراهيم درويش
لندن ـ ‘القدس العربي’ في مقابلة أجرتها صحيفة ‘اندبندنت’ مع قائد ‘جبهة ثوار سوريا’ جمال معروف قال ‘أنا لا أقاتل القاعدة لأنها ليست مشكلتنا’، بل ومشكلة تقع خارج حدود سوريا.
وستثير تصريحات معروف بحسب الصحيفة مخاوف الكثيرين في الغرب خاصة أنها صدرت عن قيادي رأوا فيه ومنذ بداية المعارك ضد الجماعات الجهادية حاجزا ضد المتطرفين هذا العام.
ومع بداية المشاكل التي أصابت التشكيل الداخلي للجيش السوري الحر وعزل اللواء سليم إدريس من هيئة الأركان وتعيين العقيد عبد الإله البشير النعيمي بدلا منه جرى الحديث عن جمال معروف كشخصية معتدلة يمكن للقوى الغربية الداعمة للمعارضة السورية التعامل معها.
وفي المقابلة اعترف معروف كما تقول الصحيفة أنه يتعاون مع جبهة النصرة في ساحة المعركة ضد نظام الأسد.
ومقابلته هذه تختلف عن مقابلات نشرت له مع صحف أمريكية وبريطانية.وكان القيادي السوري يتحدث من جنوب تركيا حيث يقيم في ملجأ آمن خارج مدينة أنطاكية، ومنه أكد أن القاعدة ليست مشكلة المعارضة السورية وأنه قاد عمليات مشتركة مع مقاتلين من جبهة النصرة التي تعتبر الفرع الرسمي لتنظيم القاعدة في سوريا بعد نبذ أيمن الظواهري للدولة الإسلامية في العراق والشام.
وتعلق الصحيفة أن تصريحات معروف قد تكون لها تداعيات بين المسؤولين الغربيين الداعين للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، ولكنهم ترددوا بتقديم الدعم العسكري لقوى الثورة السورية خشية تسربها للجماعات الجهادية.
ولكن استعداد معروف للتعامل مع فصائل أخرى للمعارضة يظهر الطريقة التي تتغير فيها الولاءات والعلاقات بين قوى المعارضة.
ضد داعش
وتقول الصحيفة إن دعم الغرب لمعروف والجماعات التي توصف بالمعتدلة وصل درجة عالية بداية هذا العام عندما واجهت فصائل الجيش الحر مقاتلي القاعدة، خاصة الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) وأخرجتهم من مناطق عدة في شمال سوريا.
فبتعاون مع ‘الجبهة الإسلامية’ وهو تحالف من مجموعات مقاتلة سلفية ومع ‘جبهة ثوار سوريا’ التي يقودها معروف تمت هزيمة داعش وإخراجها من عدد من البلدات في شمال سوريا.
ومع أن ‘جبهة ثوار سوريا’ ساهمت في العمليات ضد داعش إلا أنه عبر للصحيفة عن عدم استعداده لمواجهة جبهة النصرة ‘من الواضح أنني لا أقاتل ضد القاعدة، وهذه مشكلة تقع خارج حدود سوريا، وبالتالي فهي ليست مشكلتنا، وليست لدي مشكلة مع أي جهة تقاتل النظام إلى داخل سوريا’.
ولهذا اعترف بالتعاون في المعارك مع جبهة النصرة حيث قال إنه شاركها في السلاح في معركة يبرود مع اعترافه أن سلاحه قليل حتى يشارك فيه جهة أخرى.
ويقول ‘عندما تطلب الجهات التي تدعمنا إرسال السلاح لجماعة أخرى، نرسله.وطلبوا منا قبل شهر إرسال الأسلحة إلى يبرود فأرسلنا كميات كبيرة إلى هناك، وعندما طلبوا منا هذا استجبنا’.
وتقول الصحيفة إن معروف صعد في قيادة الثورة من عامل بناء ويقود الآن 24.000 مقاتل حسبما يدعي.ومنذ 20 يوما يقيم في أنطاكية، حيث يقضي وقته بعيدا عن الأنظار في مقر قيادته المؤقت خشية تعرضه للإغتيال.
ولاحظت الصحيفة أن مقر قيادته صاخب ويحتشد بالقيادات التي أخذت إجازة أو من جاء مباشرة كما يقولون من اللاذقية التي تدور فيها معارك واسعة بين قوى المعارضة وقوات النظام.
وتشير الصحيفة إلى أن أهمية معروف للمعارضة بدأت من الزيارة التي قام بها أحمد الجربا، زعيم الإئتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة إلى إدلب في شباط/فبراير الماضي حيث اجتمع مع معروف.
ولا يعرف حتى الآن استعداده للقتال من أجل المصالح الغربية أي مواجهة القاعدة وهناك أسباب قليلة تدعو الولايات المتحدة لمواصلة دعم شخص يقاتل إلى جانب القاعدة.
سمعة غير جيدة
وتنقل الصحيفة عن باراك برفي من ‘نيو امريكان فاونديشين’ قوله ‘تم إيصال الأموال لمواجهة داعش التي تعتبر الخطر الأكبر’ مضيفا ‘ في الوقت الذي لا يدعم فيه أحد جبهة النصرة مباشرة، فهم بحاجة إليها لقتال داعش’ وبهذه الطريقة تصل الأسلحة للنصرة.
ولكن معروف ينفي بقوة تلقيه دعما من الولايات المتحدة مشيرا إلى 250.000 دولار أمريكي وصلت لدفع رواتب المقاتلين من غرفة العمليات المشتركة في الأردن التي تنسق عمليات القتال في جنوب سوريا و’قال لقد تلقينا الكثير من الوعود الأمريكية وحتى الآن لم يصلنا شيء’.
وتشير الصحيفة للجدل الذي يحيط بمعروف والإتهامات التي يلقيها قادة ومقاتلون عملوا معه، وهي التي نفاها في مقابلات مع صحف أخرى، وتتركز الإتهامات على انتفاعه من الحرب.ويعترف عمار العظم وهو عضو في المعارضة قائلا إن لمعروف سمعة غير جيدة ولكنها ‘أحسن قليلا من سمعة الكثير من أمراء الحرب هناك في سوريا’ الذين قتل بعضهم أو تخلوا عن الحرب أو غيروا مواقفهم وانضموا للطرف الآخر.
وتشير هنا إلى أن بناء قبول من الغرب والحصول على دعم الإسلاميين أمر صعب التحقيق بالنسبة لمعروف وتنقل عن علاء الشيخ، أحد مستشاري معروف، والذي يقيم في السعودية قوله إن جبهة ثوار سوريا تفضل الحصول على الدعم من السعودية حتى لا ينظر إليها ومقاتليها كأذناب لأمريكا.
ويقول ‘ إذا حصلنا على دعم من الولايات المتحدة، عندها يقول الناس أننا صحوات’ في إشارة إلى الصحوات العراقية التي أقامتها الولايات المتحدة أثناء الإحتلال في عام 2007، ويؤكد الشيخ على أن مقاتلي جبهة النصرة ‘أخوة’.
وتحظى جبهة النصرة بشعبية بين السكان ليس لأفكارها ولكن لشدة مقاتليها في المعارك، وعلى خلاف داعش فمعظمم مقاتليها من السوريين.وتصريحات معروف حول الدعم الأمريكي هي مثل تلك التي أطلقها آخرون في جبهة الجنوب.
شجب فقط
ويبدو أن إدارة الرئيس باراك أوباما لم تحسم أمرها بعد حول تقديم مساعدات للمعارضة رغم ما قيل عشية زيارته للسعودية الأسبوع الماضي إنه مصمم على توسيع برنامج الدعم للمعارضة، وهذا خيار من الخيارات التي تقول صحيفة ‘واشنطن بوست’ متوفر له ولإدارته لتحقيق تحرك على الأرض يوقف ما وصفته بالمذبحة الإنسانية.
وقالت الصحيفة في واحدة من افتتاحياتها أن الإدارة تكتفي فقط بالإستماع لتقارير الأمم عن الوضع الإنساني الكارثي في سوريا وتحميل النظام الأسد المسؤولية دون القيام بجهد في هذا الإطار.
وأشارت أن لدى الإدارة الكثير من الخيارات غير الشجب والحديث عن دور روسيا وعدم موافقة الرئيس فلاديمير بوتين التعاون في سوريا، فيمكن للولايات المتحدة كما تقول قصف قواعد النظام وشل عملياتها وتزويد المعارضة بالأسلحة التي تحتاجها لوقف غارات النظام على المدن وإلقاء البراميل المتفجرة على المدنيين.
وقالت في بداية افتتاحيتها ‘خمسة أشهر مضت على تصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للتحرك في سوريا وبسرعة، ووقف ‘حرب التجويع′ التي يشنها نظام بشار الأسد على ‘قطاع واسع من السكان، ومرت ستة أسابيع على صدور قرار مجلس الأمن رقم 2139 والذي أمر فيه كلا من النظام والمعارضة ‘فتح الباب وبسرعة للمساعدات الإنسانية’، وهدد باتخاذ عقوبات أخرى حالة لم يلتزم الطرفان بالقرار.
وضع متدهور
وتضيف الصحيفة أن الوضع الإنساني في تدهور مستمر وزاد سوءا حسب ما قالته منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري أموس فقد زاد عدد السوريين الذين لم تصلهم المساعدات الإنسانية منذ كانون الثاني/يناير من مليون إلى 3.5 مليون، وهناك أكثر من 180.000 تحاصرهم قوات الحكومة وتمنع دخول الطعام والمواد الطبية إلى مناطقهم.وتتهم الصحيفة النظام بخرق قرار الأمم المتحدة الداعي للتعاون مع المنظمات الدولية والسماح بمرور المواد الإنسانية حيث لا يسمح نظام الأسد لقوافل المساعدة الإنسانية بالعبور إلا من معبر حدودي واحد مع أن منسقي الأمم المتحدة يقولون إن هناك ثماني معابر.
تواصل الإنتهاكات
وفي تقرير قدمته أموس يوم الجمعة لمجلس الأمن قالت فيه إن 6′ من السكان الذين يعيشون في المناطق المحاصرة حصلوا على مساعدات منذ صدور القرار، وفي الوقت نفسه قالت إن الجرائم ضد السكان تواصلت، فمنذ 22 شباط/فبراير سجلت حوالي 300 حالة اغتصاب في دمشق وما حولها، مما دفع أموس لوصف الوضع الإنساني بالقاتم.
وأشارت الصحيفة لرد فعل سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة سامنثا باور التي اكتفت بالقول عما ورد في التقرير بأنه ‘مهول’.
وحملت باور نظام الأسد المسؤولية وأنه ‘السبب الرئيسي لعدم حصول تقدم في تقديم المساعدات’ التي يحتاجها أربعة ملايين شخص.
واتهمت الأسد و’شهية القتل لديه في نشر الدبابات ورمي البراميل المتفجرة والغارات الجوية على المدنيين باعتبارها العامل الأول الذي يدفع الناس للهروب والمسؤول عن الأزمة الإنسانية’.
وعندما سأل الصحافيون باور عن اقتراحاتها وخطوات التحرك القادمة، كان جوابها هو قرار مجلس الأمن الذي اشتكت من سوء تطبيقه وأضافت ‘لا يوجد الكثير مما سأقوم به أو ما نتخذه من قرارات فردية لدفع المجلس على التحرك’، مضيفة ‘لا أستطيع تقديم أي التزامات’.
وأشارت الصحيفة لمشكلة روسيا حليفة الأسد حيث لا يمكن للولايات المتحدة من تمرير قرار ضده بسبب الفيتو الروسي.
ومع ذلك فلا تنقص إدارة أوباما الخيارات لوقف الجرائم المرعبة ضد الإنسانية في سوريا، وما ينقصها هو التحرك، فيمكن للولايات المتحدة الطلب من نظام الأسد فتح المعابر وهو لا يحتاج كما قالت باور سوى ‘جرة قلم’ وإن لم يستجب فسيواجه غارات جوية والتي هدد بها الرئيس باراك أوباما الصيف الماضي، ويمكن للولايات المتحدة استهداف نقاط الحصار بالطائرات الموجهة أو الغارات الجوية، ويمكنها تقديم مساعدات عسكرية وأسلحة للدفاع والتي تحتاجها لوقف مروحيات الجيش من رمي البراميل المتفجرة على المناطق المدنية والمستشفيات والمدارس، ويمكن للولايات المتحدة شل القواعد التي يستخدمها النظام للطائرات.
وتختم الصحيفة بالقول إن ‘باور وإدارتها يكفتون على ما يبدو بالإستماع للتقارير ‘المرعبة’ التي يقدمها مراقبو الأمم المتحدة، وإطلاق تصريحات غاضبة وبعد ذلك التلويح بأيديهم لأنهم غير قادرين على إقناع فلاديمير بوتين، وهو أداء لن يتعامل معه المؤرخين برحمة عندما يتساءلون عن السبب الذي منع القوة العظمى في العالم من التحرك ووقف المذبحة.
الأرمن يهربون
وفي تقرير مختلف عن الوضع الميداني في اللاذقية تحدثت الصحيفة عن الأرمن السوريين الذي ظلوا بعيدين عن الحرب قبل أن تصلهم في منطقة اللاذقية حيث أجبر الكثيرون منهم على الهروب بملابس النوم.فقد ظلت بلدة كسب الحدودية مع تركيا محمية ولحد بعيد من المعارك التي تدور في بقية أنحاء سوريا.
ولكنها انتقلت في الأيام الأخيرة إلى مركز اهتمام المقاتلين وحملة لبناء قواعد لهم ورافق هذا حملة تضليل على مواقع التواصل الإجتماعي.وكان يعيش في بلدة كسب أقليات أرمنية ومسيحية وتركمانية، ولكن وصول المقاتلين الجهاديين أدى إلى موجة رحيل منها للقرى القريبة.
وتقول الصحيفة إن لا أهمية استراتيجية للبلدة بالنسبة للمعارضة إلا بكونها إنجازا رفع من معنويات المقاتلين الذين أجبروا على التراجع من عدة مناطق في الآونة الأخيرة.
ولكن التطور الأهم هو دعوة عدد من النجوم المعروفين لحماية الأرمن مما دعا الولايات المتحدة للتعبير عن ‘قلقها البالغ من هذا التطور’.في إشارة للتغريدات التي أطلقتها العارضة المعروفة كيم كاردشيان وهي أرمنية الأصل، وبالتساوق مع رحيل الأرمن ودعوات حمايتهم قام مؤيدون للنظام بحملة دعائية واسعة اتهموا فيه المقاتلين بارتكاب عمليات قتل جماعية وتشويه كنائس تاريخية وهو ما نفته أوساط المعارضة.
ولكن الأرمن مثل بقية الـ 7 ملايين سوري الذين أصبحوا مشردين اليوم يركزون على بناء حيواتهم، ولجأت 30 عائلة أرمنية على الأقل لبلدة أنجار اللبنانية وتقدم شهادات بعضهم إضاءة على الأحداث. فقد هرب حوالي 2.500 شخص من سكان البلدة في غضون 48 ساعة من الهجوم.
ويقولون إن مصير من بقي أو لم يرغب بالمغادرة غير معروف نظرا لانقطاع وسائل الإتصال معها.ولكنهم قالوا إنه لم يحدث قتل واسع إلا حالة وفاة واحدة، وهي مدرسة أصابتها رصاصة قناص وهي تحاول الهرب بسيارتها. ويتذكر سكان كسب الأرمن أنهم هجروا وقتلوا في الفترة التي تفككت فيها الإمبراطورية العثمانية وها هم بعد 100 عام بالضبط ‘يشردون مرة أخرى’ حسب قول زوجة مزارع وصلت إلى لبنان.ولكنها قالت ‘الحمد لله هذه المرة لم تحدث مجزرة’.ويقول السكان إن الهجوم شن من الأراضي التركية وبدأ في الساعة الخامسة صباحا يوم 21 آذار/مارس حيث استيقظ السكان على صوت المدافع.
وبدأ بالهجوم على نقطتي حدود لم تكن مهيأة للصمود أمام الهجوم الذي شاركت فيه جبهة النصرة وأحرار الشام وبعدها سقط المعبر الحدودي بيد مقاتلي المعارضة.وكان السكان قد حضروا لعمليات إجلاء حيث طلبوا من النساء والأطفال التجمع في بلدة نبعين التي ترتبط بشارع خلفي مع اللاذقية ويقول مزارع من البلدة أن الناس كانوا يصرخون ويبكون ولم يكن معهم أي شيء وبعضهم كان في ثياب النوم ‘كان وضعا مثيرا للحزن’.
وعلى الرغم من الفوضى استطاع بعضهم حمل كواشين البيوت معهم حتى لا تضيع ممتلكاتهم.
ولكن البقية تركوا الأشياء الثمينة في بيوتهم وهربوا بلباسهم فقط.وبحلول 23 آذار/مارس وصل المقاتلون وسط البلدة، ويشير السكان لاسقاط الأتراك طائرة سورية كدليل على الدور التركي في سقوط كسب.
ولكن دبلوماسيا تركيا نقلت عنه قوله لم يتم السماح للمقاتلين استخدام الأراضي التركية عن قصد.وتقول امراة أن بعض مقاتلي النصرة طلبوا منها العودة وعدم الهرب من البلدة، ولكنها خافت وقالت لهم ‘كلوا وخذوا ما تشاؤون لكن لا تدمروا البيت’ وحاول المقاتلون التأكيد أنهم لم يمسوا أو يشوهوا كنيسة في كسب.
عبد الأحد اسطيفو: الأرمن بحاجة لحماية بالفعل لكن من اعتداءات قوات الأسد
عواصم ـ وكالات: نفى قيادي بالجيش السوري الحر، امس الخميس، أن يكون ‘أرمن’ بلدة كسب، شمالي محافظة اللاذقية غربي البلاد، تعرضوا لأي اعتداء بعد سيطرة قوات المعارضة على البلدة قبل أسبوعين، مؤكداً أن الأرمن’ومقدساتهم في البلدة تحت حمايتهم.
وقال أنس أبو مالك، إن مقاتلي المعارضة من فصائل إسلامية أو تابعة للجيش الحر’لم يتعرضوا لأي من السكان المتبقين في بلدة كسب سواء أكانوا أرمن أو’غيرهم، بل على العكس اعتبروهم تحت’حمايتهم وعملوا على تأمين’كافة احتياجاتهم.
ويقود النظام السوري، منذ أسبوعين،’عبر وسائل إعلامه ووسائل التواصل الاجتماعي التابعة لمواليه، حملة’دعائية كبيرة مفادها أن الأرمن في كسب يتعرضون لاعتداءات من قبل قوات المعارضة التي سيطرت على البلدة الحدودية مع تركيا، وعجزت قواته عن استعادتها.
ومنذ بداية الأسبوع الماضي، أعلنت فصائل إسلامية مثل جبهة ‘النصرة’ وحركة ‘شام’ الإسلامية وأخرى تابعة للجيش الحر،’عن إطلاق معركتين باسم”الأنفال’ و’أمهات الشهداء’، تستهدف مناطق’تسيطر عليها قوات النظام شمالي محافظة اللاذقية (غرب) ذات الغالبية العلوية، التي ينحدر منها رأس النظام بشار الأسد، ومعظم أركان حكمه وقادة أجهزته الأمنية.
واستطاعت قوات المعارضة السيطرة على مدينة ‘كسب’ الاستراتيجية التي يوجد فيها سكان من ‘الأرمن’، ومعبرها الحدودي مع تركيا، وعلى قرية وساحل”السمرا’ أول منفذ بحري لها على البحر المتوسط، وعدد من المواقع الأخرى القريبة منها.
وأوضح أبو مالك أن مقاتلي المعارضة يحاولون في جميع المناطق التي يسيطرون عليها، تقديم أفضل صورة للتسامح وحسن المعاملة مع السكان، لكي يثبتوا لهم كذب روايات النظام التي يحاول أن يصور من خلالها’بأن الحرب في البلاد بين ‘متشددين وأقليات’.
وأضاف أن حقيقة المعركة في سوريا هي بين شعب مظلوم يطالب بالحرية ونظام قتل أكثر من 150 ألف شخص خلال 3 سنوات، فضلاً عن عشرات آلاف المعتقلين والمفقودين.
ولفت أبو مالك إلى أن قوات المعارضة سيطرت على البلدة (كسب) ولم تتعرض لأحد من سكانها أو لأي من المقدسات، بالمقابل تقوم’قوات النظام منذ أسبوعين بقصف البلدة بالقذائف ‘العمياء’ التي لا تميز بين أرمني أو مسلم،’في إشارة إلى قذائف الهاون التي تمطر’بها قوات النظام بكثافة البلدة منذ سيطرة قوات المعارضة عليها.
وأشار إلى أن مقاتلي المعارضة ‘لا يحملون أي فكر معادٍ لأي من أطياف الشعب السوري’، مستشهداً’بحادثة إطلاق سراح راهبات ‘معلولا’ اللاتي أكدن حتى على وسائل الإعلام التابعة للنظام أنهن تمتعن بمعاملة حسنة، ولم يفرض عليهن أحد أي شيء يخالف عقيدتهن أو يمنعن من ممارسة طقوسهن الدينية.
وبدت’راهبات ‘معلولا’ الـ13، ومحتجزيهن’من جبهة ‘النصرة’ في حال من التفهم والألفة، توصلوا إليها رغم’4 أشهر من ‘التعايش الاضطراري’، فتبادلوا عبارات الشكر والمودة والوداع قبيل اتمام عملية تبادلهن مع 150 معتقلة سورية من سجون النظام، الشهر الماضي،’وظهر ذلك جليا في فيديو بثته ‘جبهة النصرة’ على موقع ‘يوتيوب’.
وقال محمد سرميني،’مستشار’رئيس الحكومة السورية المؤقتة التابعة للمعارضة بعد زيارته لكسب،’السبت الماضي،’إن النظام قام بإجلاء معظم سكان المدينة قبيل سيطرة الجيش الحر عليها، لكن ما يزال يوجد فيها بعض العجائز من ‘الأرمن’ وهم تحت حماية الجيش الحر كما الكنائس والمساجد الموجودة في المدينة.
وأوضح المستشار من خلال مشاهداته في البلدة، أن مقاتلي المعارضة يحرصون’على’عدم دخول حتى المنازل الفارغة في كسب، وذلك حرصاً على ‘حرمة أملاك الغير’.
وقال قيادي مسيحي معارض لنظام بشار الأسد، امس الخميس، إن الأرمن في بلدة ‘كسب’ ، شمالي اللاذقية، غربي’البلاد، وغيرها من المناطق السورية بحاجة لحماية بالفعل لكن من اعتداءات قوات النظام.
وقال عبد الأحد اسطيفو، عضو الائتلاف السوري المعارض، إن الأرمن في كسب بحاجة لحماية من اعتداءات قوات النظام السوري التي تقوم بقصف البلدة بكثافة بعد سيطرة قوات المعارضة عليها قبل أسبوعين.
وأوضح اسطيفو أن ما يروج له النظام وحلفائه الروس حول الأرمن في كسب هو ‘مبالغة’، خاصة أن عدد العائلات الأرمنية’التي كانت في البلدة’قبل اندلاع المعارك الدائرة منذ أسبوعين فيها لا يتجاوز الخمسين عائلة فقط.
ولفت إلى أن ‘المبالغة والتهويل’ من قبل النظام وروسيا يدل على ‘التخبط والضعف’ بعد العجز عن صد هجمات قوات المعارضة في جبهة الساحل.
في سياق متصل، أشار عضو الائتلاف إلى أن النظام يصور نفسه على أنه ‘حامي الأقليات’ في سوريا، في حين’أنه يستخدم هذه ‘البروباغندا الكاذبة’ في حماية نفسه.
وأوضح’أن سياسة الحصار والتجويع والقصف العشوائي التي تنتهجها قوات النظام بحق الكثير من المناطق السورية لا تميز بين سكان تلك المناطق سواء أكانوا مسلمين أو علويين أو أرمن’وإنما هي ‘عقاب جماعي للشعب’.
وأوضح اصطيفو أن قوات النظام اعتقلت’كبرئيل كورية’القيادي في المنظمة الآشورية الديمقراطية (مسيحي أرثودوكسي)’قبل نحو 100 يوم، ولم تفلح جميع الدعوات والمطالبات التي تقدمت بها المنظمة للنظام والروس في إطلاق سراح المعارض السلمي الذي يطالب بـ’التغيير والديمقراطية’ منذ أكثر من 20 عاماً.
وطالب الائتلاف السوري المعارض، كانون الأول/ديسمبر الماضي،’بـ’الإفراج الفوري”عن كورية’الذي اعتقلته قوات النظام في 19 من الشهر نفسه’في القامشلي في شمال شرقي سوريا، وما يزال معتقلاً حتى اليوم.
قراءة في مستجدات ‘معركة الأنفال’ الإستراتيجية على الساحل السوري
اسطنبول ـ من عبد الهادي زاده: فيما تشتد ‘معركة الأنفال’ في ريف اللاذقية، يستميت الثوار السوريون في الحفاظ على المناطق التي قاموا بانتزاعها من قوات النظام السوري. حيث أكد أحد قادة غرف العمليات العسكرية للمعركة – أن المسافة التي تفصل مقاتلي المعارضة عن القصر الجمهوري في ريف اللاذقية تبلغ 4 كم.
بدوره توعد أحد القادة الميدانيين بمعركة الأنفال ‘أبو موسى الشيشاني’، بالإنتقام من،’علي كيالي (معراج أورال) – قائد إحدى ميليشيات نظام الأسد من ‘لواء اسكندرون’،’والملقب بـ’جزار بانياس′، المتهم بوقوفه خلف المجازر الطائفية في رأس النبع والبيضا والبساتين، في ريف بانياس العام الماضي، التي غصت بيوتها بالقتلى من الأطفال والنساء والشيوخ – توعد بقتله، والوصول لمعاقل النظام السوري، ذلك أن الأخير اتهم مقاتلي المعارضة باستهداف الأرمن والأقليات، الأمر الذي نفته قوات المعارضة المسلحة بشكل قاطع.
يشار إلى أن قوات المعارضة قامت في حوالي الساعة التاسعة، مساء أمس الاول، باستهداف مدينة ‘القرداحة’ – معقل الشبيحة ومسقط رأس حافظ الأسد – بمجموعة من صواريخ غراد، تم توجيهها نحو المناطق العسكرية التي تغذي القوات الحكومية السورية.
وأكد أحد قادة ‘كتائب أنصار الشام’ – المنضوية تحت لواء الجبهة الإسلامية – إحكام القبضة على بعض العناصر الإيرانية وعناصر من فرقة النخبة بمليشيات حزب الله اللبناني، في كمين نوعي أسفل البرج 45. يذكر أن قوات المعارضة المسلحة قامت في وقت متأخر من الليلة قبل الماضية، بقتل 12 من قوات النظام السوري في الطريق بين كسب والبدروسية، كما أفاد أحد المشاركين في ذلك الكمين.
وصباح امس قامت قوات كتائب أنصار الشام باستهداف قوات النظام، في محيط قريتي قسطل معاف وزنزف بصواريخ غراد، والهاون من عيار 120 ملم، كما صرح بذلك ناشطون عسكريون.
وسبق ذلك إغلاق قوات النظام السوري لمطار ‘حميميم’،’في مدينة جبلة والطرق المؤدية إليه، إثر استهدافه من قبل الألوية العسكرية التابعة لقوات المعارضة، بصواريخ غراد، أصابت أهدافها بحسب أحد القادة العسكريين في قوات المعارضة السورية. وكان رد النظام على تلك الأحداث، بحشد قوات عسكرية في مواجهة قوات المعارضة المسلحة، لمنعها من التقدم، ومن ضمن ذلك رتلاً عسكرياً يضم أكثر من 70 آلية عسكرية، مع استمرار قصف المناطق المحررة بالصورايخ والبراميل المتفجرة، ما أدى لإحراق مساحات هائلة من الغابات، في منطقة تعد الأكثر خصوبة وإخضراراً في سوريا.
يذكر أن الإعلام السوري الرسمي لا يزال ينفي سقوط البرج 45، بيد’المعارضة، بالرغم من انتشار أشرطة فيديو على موقع اليوتيوب تؤكد تحريره من قوات النظام السوري.
وتكمن أهمية معركة الأنفال في أنها تعد من المعارك الاستراتيجية، التي خططت لها الكتائب المسلحة المعارضة لنظام الأسد، واعتبرت ناجحة’بحسب خبراء عسكريين، حيث شارك في’تنفيذها كل من جبهة النصرة، والجبهة الإسلامية ‘كتائب أنصار الشام،’ وحركة شام الإسلام، وكتيبة نصرة المظلوم، بحسب قادة ميدانيين بارزين. إذ بدأت المعركة بمباغتة قوات النظام والتوغل داخل الأراضي السورية من جهة بلدة كسب، ومعبرها المطل على تركيا، إلى قسطل معاف فالسمرا، وقرية النبعين – غربي كسب – والصخرة وتلة النسر، وصولاً إلى البدروسية، ثم البرج 45 الذي يعد من أهم المكاسب الاستراتيجية التي أصبحت بيد قوات المعارضة السورية بحسب خبراء.(الاناضول)
سوريا: الكيمياوي في جوبر.. بعد تأخير تسليمه
لا يبدو بأن فصول السلاح الكيمياوي السوري قد طويت بعد. فالنظام وَجَدَ في جبهة الساحل المشتعلة منذ أيام، ذريعة جديدة للتهرب من الإلتزام بمهل تسليم بقية أسلحته للدمار الشامل. في ما يعتقد هذه المرة، بأنه وسيلة للضغط على المجتمع الدولي لوقف جبهة الساحل التي أربكته في عقر داره.
وكان نشطاء من المكتب الإعلامي في حي جوبر الدمشقي، قد نشروا يوم الجمعة، مشاهد مصورة على موقع “يوتيوب” لرجل يجري إسعافه مما يعتقد بأنه هجوم جديد بسلاح كيماوي. ويبدو الرجل، مستلقياً على سرير، فيما يحاول طاقم طبي انعاشه من اختلاجات عصبية، وصعوبة بالغة في التنفس، في ما يشبه حالة تسمم بغاز كيماوي صناعي.
ويلقي الناشطون المعارضون باللوم على قوات النظام السوري في استخدام هذا النوع من أسلحة الإبادة الشاملة، والتي كانت قد استخدمتها على نطاق واسع في هجوم على الغوطة الشرقية ليلة 21 آب/أغسطس عام 2013 وتسببت في قتل المئات من المدنيين.
وكان النظام السوري قد أرسل خطاباً إلى الأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، يحذر فيه من إمكانية شن قوات المعارضة لهجمات بأسلحة كيميائية، بغرض اتهام الحكومة السورية بها. الأمر الذي اعتبره ناشطون، تمهيداً لإعادة استخدام النظام للأسلحة المحرمة دولياً، ضد مناطق تسيطر عليها المعارضة. يأتي ذلك في ظل خسارات النظام المتتالية في جبهة الساحل، معقل أنصاره، والضغوط الدولية التي يتعرض لها لتسليم بقية ترسانته الكيمياوية.
الأمم المتحدة من جهتها، أعلنت الخميس، أن السلطات السورية ستوقف مؤقتاً نقل المواد الكيماوية نظراً لتردي الأوضاع الأمنية في محافظة اللاذقية. يأتي ذلك بعد أن أبلغت دمشق، البعثة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، بأنها ستؤجل حركة المواد الكيمائية بشكل مؤقت، لدواع أمنية. وكان مبعوث سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري حذر من أن الحكومة قد تضطر لتأجيل النقل بسبب الوضع الأمني، وقد لا تفي بمهلة أخرى لنقل مكونات برنامجها للغازات السامة خارج البلاد.
يذكر بأن سوريا سلمت فقط نحو 54 في المائة من ترسانتها الكيماوية، عبر نقلها للخارج أو تدميرها داخل البلاد، بحسب المنظمة الدولية. وأشارت الأمم المتحدة على موقعها الإلكتروني الى أن عملية نقل تلك المواد إلى مدينة اللاذقية، قد توقفت منذ 20 آذار/مارس الماضي. وهذا ما يشكل تأخيراً إضافياً في خطة تفكيك الترسانة الكيمياوية للأسد، والتي كان يجب أن تنتهي منتصف العام الجاري. ولم تفِ الحكومة السورية بمهلة انتهت في الخامس من شباط/فبراير الماضي لنقل جميع موادها الكيماوية المعلنة، والتي تقدر بنحو 1300 طن إلى خارج البلاد. ثم أخلفت مهلة جديدة تنتهي في شهر آذار/مارس الماضي.
وقالت رئيسة البعثة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيمياوية سيغريد كاج، والتي تشرف على عملية تدمير الأسلحة الكيماوية السورية يوم الخميس، أن سوريا قامت بتجميع نحو 40 بالمئة من ترسانتها من الأسلحة الكيماوية في حاويات، لنقلها خارج البلاد وتدميرها. وقالت أن النظام السوري أبلغها عن نشر قوافل أمنية للتعامل مع العنف حول مدينة اللاذقية الساحلية. وقال دبلوماسيون في مجلس الأمن أن السويدية كاج أبلغت المجلس يوم الخميس، أنه تم تجميع المواد السامة في 72 حاوية في ثلاثة مواقع مختلف، وحالما يتم ترحيل هذه الحاويات إلى الخارج فإن 90 بالمئة من مخزون سوريا من الأسلحة الكيماوية يكون قد نقل خارج البلاد لتدميره. إلا أن الجعفري قال يوم الخميس: “سيتعذر الإلتزام الكامل بالجدول الزمني الذي حددته الحكومة السورية والسيدة كاج ومنظمة حظر الأسلحة الكيمياوية إذا لم يتطور الوضع الأمني في الاتجاه الصحيح.”
وعطل المجلس بياناً كانت قد وزعته روسيا على أعضاء المجلس تعبر فيه عن “التحذير الشديد من جانب المجلس من عواقب هذه الهجمات الإرهابية على ميناء اللاذقية على شحنات المواد الكيماوية.”
مليون لاجئ سوري… بلا حلول حكومية ودولية
نضال أيوب
منذ اللحظات الأولى لبدء هجرة السوريين القسرية إلى خارج الحدود السورية، قامت الدول المجاورة، بإنشاء مخيّمات لإستضافتهم، إلاّ أنّ لبنان لم يقم بأي خطوة حينها، بل رفض الإعتراف باللاجئين لأسباب سياسيّة – مذهبية. اليوم وبرغم مرور ثلاث سنوات على الأزمة، لا تزال الحكومة اللبنانيّة تمتنع عن إنشاء أي مخيّم رسمي لإستيعاب أعداد اللاجئين. كما انه وبرغم تفاقم تداعيات هذه الأزمة الإجتماعية والإقتصادية لم تطرح الحكومة أي خطّة طوارئ، من شأنها معالجة ولو جزء بسيط من المشكلة.
“عدد النازحين السوريين قد تخطى اليوم مليون نسمة”، صرخة أطلقتها في بيان مشترك وزارة الشؤون الإجتماعية والمفوضيّة السامية لشؤون اللاجئين في بيان مشترك أصدرته اليوم الخميس، أفادت فيه أنّ عجلة تدفق اللاجئين تتسارع وأنّ 2500 نازح جديد يدخلون يومياً إلى لبنان، أي ما يزيد عن شخص واحد في الدقيقة.
البيان يوضح أن اللاجئين السوريين باتوا يشكلّون اليوم حوالي ربع مجموع السكان، ما يؤدي إلى إستنفاد سريع للموارد والبنية التحتيّة الشحيحة أصلاً. أمّا عن الخسائر الإقتصاديّة، ، فقد بلغت بحسب تقديرات البنك الدولي، نحو 2.5 مليار دولار أميركي خلال العام 2013.
لكن، إذا كانت الأرقام أعلاه تشرح حجم التداعيات التي يتركها اللجوء القسري على اللبنانيين والوضع اللبناني في آن، فان الأرقام التي نشرتها منظمة العمل الدولية أمس تكشف حجم المعاناة التي يعانيها هؤلاء اللاجئون من جراء لجوئهم إلى لبنان، ومن جراء تنصل الحكومات اللبنانية من إلتزاماتها تجاه مواطنيها أولاً، ومن إلتزاماتها تجاه المواثيق الدولية في ما يخص تأمين الرعاية للاجئين قسراً، ثانياً.
الأرقام المذكورة في تقرير منظمة العمل الدوليّة عن تشغيل السوريين في لبنان بليغة الدلالة. إذ ان قرابة ثلث اللاجئين السوريين في سوق العمل اللبنانيّة عاطلون عن العمل. فيما يعاني معظم العاملين من ظروف عمل قاسيّة، هذا عدا عن حصولهم على أجور أدنى بكثير من نظرائهم اللبنانيين أي أقل بنحو 40 في المئة من الحد الأدنى للأجور. 80000 منهم بحاجة إلى المساعدات الصحيّة. ويعجز قسم كبير من اللاجئين عن تحمّل تكاليف مسكن مناسب، فيلجأون إلى مساكن غير آمنة كالخيام والمرائب وحظائر الحيوانات.
وتتقاطع هذه الإحصاءات الخطيرة، مع احصاءات وزارة الشؤون ومفوضيّة اللاجئين التي تؤكد أنّ الأطفال يشكلون نصف مجموع السكان النازحين أي حوالي 400 ألف طفل، أي أكثر من عدد الأطفال اللبنانيين المسجلين في المدارس الرسمية.
لا يرى الخبير الإقتصادي، إيلي شوعي أن الحكومة اللبنانيّة قادرة على حل هذه المشكلة. إذ “كان يجدر إيجاد سياسة فاعلة لمعالجة الأزمة منذ البدء، إلّا أنّ الإنقسام السياسي في الحكومة بين مؤيد للنظام السوري ومعارض له أفشل كل سياسة من شأنها أن تدير المشكلة بشكل أفضل”.
هكذا، إذن، وأمام لا مبالاة الحكومة وتخليها عن قضيّة اللاجئين، وتعامي المجتمع الدولي عن حقيقة أن لبنان بمساحته وإمكاناته لا يمكنه أن يستوعب كثافة النازحين بمفرده دون تقديم المعونات، أًصبحت وظيفة بيانات مفوضية اللاجئين تقتصر على تذكير اللبنانيين بحجم الضغوط الناتجة عن وجود اللاجئين السوريين. الأمر الذي يؤجج غضب اللبنانيين حيال السوريين، عبر تحميلهم مسؤولية الضغوط المعيشيّة المتفاقمة. فغياب خطّة طوارئ، وإنتهاج، بدلاً منها، سياسة تضييق إنساني وأمني على اللاجئين، يزيدان من خوف وقلق السوريين الذين أتوا إلى لبنان بحثاً عن ملاذ آمن، ويضاعف المشكلة بينهم وبين نظرائهم اللبنانيين في الهمّ والعوز. كما أن إنتظار العون الدولي بات مضيعة للوقت. إذ طلبت الدولة اللبنانية بالتعاون مع وكالات الأمم المتحدة 1.89 مليار للدولار للعام 2014، إلا أنه لم يتم تمويل سوى 242 مليون دولار حتى هذا التاريخ.
ختاماً، يمكن القول، أنه وبدلاً من ان تنصرف الحكومة اللبنانية إلى ندب حظّها، الأجدى بها الشروع في تنفيذ توصية وزارة الشؤون ومفوضية اللاجئين لمعالجة الأزمة. وقوام التوصية ان الأزمة “تستدعي إتّباع نهج كلي وشامل لمواجهة تحديات سوق العمل الموجودة أصلاً في لبنان وتحقيق توازن بين الدعم الإنساني والإحتياجات التنموية للمجتمعات المحلية المضيفة. وينبغي التركيز على خلق فرص عمل لائقة من خلال إجراءات تنظم العمل غير المنظم، وتحمي الحد الأدنى للأجور، وتعزز السلامة في العمل، وتوفر الحماية الاجتماعية، وتشجع إقامة مشاريع مستدامة”.
عناصر من «داعش» مرتبطة بنظام الأسد.. وإيران وراء «خطة أمنية إلكترونية»
«الشرق الأوسط» تنشر الجزء الخامس من «وثائق دمشق السرية»
لندن: «الشرق الأوسط»
تظهر وثائق جديدة من «وثائق دمشق السرية» تنشرها «الشرق الأوسط» بالتعاون مع مركز «مسارات» الإعلامي السوري المعارض، طبيعة العلاقة بين تنظيم دولة العراق والشام الإسلامية (داعش) والنظام الذي استفاد من عدد كبير من العملاء السوريين والعراقيين المزروعين في التنظيم، حيث منع عنه هجمات المعارضة في بعض مناطق الشمال بسبب «سطوته» بين فصائل المعارضة.
ومن خلال الوثائق, التي تنشر «الشرق الأوسط» الجزء الخامس منها اليوم, يتبين أن الجانب العراقي تعاون إلى حد كبير مع النظام في تأمين وثائق مزورة لعملاء للنظام لتسهيل اختراقهم «داعش»، كما سهل عبور المقاتلين المؤيدين للنظام في الاتجاهين عبر الحدود. وتكشف إحدى الوثائق، أن موقع مدينة نبل وبلدة الزهراء الجغرافي يساعد في التحكم بأوتوستراد حلب ويمكّن قوات النظام والمجموعات التي تقاتل إلى جانبه من دخول الحدود العراقية والخروج منها بالتنسيق مع حلفائهم في الجانب العراقي ونقل المقاتلين والعتاد.
ويوضح رئيس مركز «مسارات» لؤي المقداد لـ«الشرق الأوسط» أن هذه الوثائق سربت في منتصف عام 2013، من دون تحديد تاريخ محدد لها، مبررا ذلك بضرورة الحفاظ على المصادر التي حصلت منها المعارضة على هذه الوثائق لأن التواريخ الموضوعة عليها قد تكشف للنظام من أي ديوان سربت.
أما في الجانب الإيراني، فتظهر الوثائق كيف قدم خبراء إيرانيون خطة عمل مفصلة تهدف إلى تشويه الحراك السوري المعارض، وخلق صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تحمل أسماء وشعارات المعارضة بهدف إظهار هذه المعارضة بمظهر المتوحش والمنقسم والمتعامل مع الغرب وإسرائيل.
ويحمل محضر الاجتماع اقتراحات إشاعة أنباء حول عمليات نقل السلاح عبر لبنان بالتعاون مع «تيار المستقبل» و«الجماعات الإسلامية» في طرابلس، ونشر مقاطع فيديو وصور تشير إلى النشاط المسلح للمعارضة، مما يتناقض مع شعار «السلمية» الذي يتسلحون به، وتكثيف نشر مقاطع الفيديو التي تتضمن مشاهد عن المجازر وعمليات القتل والتقطيع والتمثيل بجثث الأبرياء من مدنيين وعسكريين.
وثيقة مسربة موجهة لعلي مملوك تكشف عن روابط مع مقاتلي «داعش»
مشاركة عراقيين في القتال مع قوات النظام السوري عن طريق فرع أمن الدولة في حلب
لندن: «الشرق الأوسط»
تنشر «الشرق الأوسط» ضمن سلسلة الوثائق الرسمية السورية المسربة، وثيقة مقدمة إلى رئيس مكتب الأمن الوطني اللواء علي مملوك وموقعة باسم العقيد حيدر حيدر، رئيس اللجنة الأمنية في مدينة نبل ومحيطها في حلب، تؤكد، وفق المعلومات الواردة فيها، التنسيق بين النظام والمجموعات الإسلامية المقاتلة، لا سيما «الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)».
وتؤكد الوثيقة انضمام مجموعة من العراقيين للقتال إلى جانب النظام عن طريق فرع أمن الدولة في حلب، مشيرة إلى صعوبة إلحاقهم بالتنظيمات الإسلامية بسبب امتلاكهم وثائق شخصية تثبت عدم انتمائهم إلى المناطق والمذهب الديني الذي ينتمي إليه مقاتلو التنظيمات، مما يشير إلى أنهم ينتمون إلى الطائفة الشيعية، فيما يفترض أن ينتمي من يقاتل في التنظيمات الإسلامية إلى الطائفة السنية.
ولتسهيل هذه المهمة، يطلب حيدر في الوثيقة تأمين مجموعة هويات سورية تؤمن انضمام هؤلاء العناصر، الذين قد يبلغ عددهم 2500 شخص إذا جرى تأمين السلاح الكافي لهم، إلى تنظيم «داعش»، وكذلك يطلب بعض الوثائق العراقية لإعطائها للمقاتلين السوريين الذين يتقنون اللهجة العراقية.
ويكشف رئيس اللجنة الأمنية العقيد حيدر حيدر في الوثيقة، عن وجود أكثر من 150 عنصرا مدربين (دورة صاعقة بمستوى عال)، فيما باقي المجموعات التي يزيد عددها على 600 متدرب تتراوح أعمارهم بين 20 و45 عاما وهم من مختلف الاختصاصات، وكانوا قد خضعوا لها أثناء «خدمة العلم»، وقد أرفقت بالوثيقة أسماء 200 مقاتل من منطقة نبل والزهراء.
وأكدت الوثيقة أن هناك عددا كبيرا من المتطوعين الذين أكدوا استعدادهم «للدفاع عن أراضي الوطن»، وأن عددهم مرشح للزيادة إذا جرى تأمين السلاح المطلوب، وأن هؤلاء سيكونون مستعدين للقتال مع التنظيمات الإسلامية وتنفيذ المهام الموكلة إليهم من داخلها، خصوصا بعد النتائج التي تحققت في الفترة الأخيرة بالتنسيق مع الجهات المعنية في المنطقة الشمالية.
ويوضح العقيد حيدر، أن موقع مدينة نبل وبلدة الزهراء الجغرافي يساعد في التحكم في أوتوستراد حلب، وأنه يمكن قوات النظام والمجموعات التي تقاتل إلى جانبه، من دخول الحدود العراقية والخروج منها بالتنسيق مع حلفائهم في الجانب العراقي ونقل المقاتلين والعتاد.
وتشير الوثيقة إلى أن قوات النظام أصبح لديها العديد من العناصر والقيادات القوية ضمن تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)» في المنطقة الشمالية بشكل عام، الذين يستطيعون تأمين دخول أعداد من المتطوعين الجدد إلى صفوف هذا التنظيم عبر تزكيتهم وضمان عدم إثارة أي شكوك حولهم، مما يؤمن معلومات تفصيلية بشكل دائم عن تحركات المسلحين وأعدادهم وتسليحهم وخططهم. وأشارت المعلومات الواردة إلى أن التنسيق والتواصل مع «داعش» أدى إلى إيقاف عمليات المسلحين ضد مواقع الجيش من خلال سطوة تنظيم «الدولة» ضمن المجموعات المسلحة وتلك الخارجة عن سيطرته، موضحة أنه بذلك، تكون المنطقة الشمالية، أي حلب وإدلب، قاعدة يعود لها الجيش في حال نصب له كمين وتعرض لهجوم عنيف من قبل المسلحين على أن تكون الرقة قاعدة خلفية له في حال التعرض لهجوم عكسي.
وطلب العقيد حيدر من اللواء مملوك، رفع المخصصات المالية وتزويدهم بالأسلحة المختلفة ومركبات دفع رباعي مزودة برشاشات من عيارات مختلفة، ودعم المجموعات التي ترابض على الجبهات لحماية المدن والمواقع الحيوية، بالذخائر، نظرا لقطع الطريق الواصل بين محافظة حلب ومدينة الرقة من قبل المجموعات المسلحة.
وفي وثيقة ثانية موقعة بتاريخ 1 سبتمبر (أيلول) 2013، مرتبطة بالأولى وبتصاعد الاشتباكات حول المنطقتين الشيعيتين في حلب؛ نبل والزهراء، المحاصرتين من قبل الجيش الحر والمعارضة، جرى الكشف عن تشكيل مجلس عسكري من 22 ضابطا متقاعدا في مدينة نبل، ووقعت الوثيقة كذلك باسم العقيد حيدر حيدر.
عدد اللاجئين السوريين المسجلين بمفوضية الأمم المتحدة يتخطى المليون
وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني: 2015 قد يشهد زيادة لعدد يوازي عدد اللبنانيين
بيروت: «الشرق الأوسط»
حمل لاجئ سوري في لبنان، أمس، الرقم مليون، بعد تسجيله في قيود مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، مما يؤكد تخطي عدد اللاجئين في لبنان المسجلين لدى المنظمة الأممية المليون لاجئ، وهو ربع عدد سكان لبنان، علما بأن هناك أعدادا من غير المسجلين في المفوضية، ويتوزعون في كل المحافظات اللبنانية.
وأعلنت المفوضية العليا للاجئين في الأمم المتحدة، في بيان أصدرته أمس، أن عدد اللاجئين السوريين المسجلين في لبنان تخطى مليون لاجئ نصفهم من الأطفال، وهو ما يساوي ربع تعداد الشعب اللبناني، محذرة من «تسارع التوافد». ويتحمل لبنان العبء الأكبر مع تخطي عدد اللاجئين فيه المليون، بحسب المفوضية العليا للاجئين التي وصفت هذا العدد بأنه «عدد قياسي كارثي تزيد من خطورته موارد تنفد بشكل سريع ومجتمع مضيف على شفير الانهيار».
ودعا وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني رشيد درباس، في التقرير «الدول العربية والأسرة الدولية إلى تقاسم هذا العبء غير المسبوق مع لبنان، قبل أن يتخذ هذا الوضع المتفجر أبعادا عالمية». وفي تصريح آخر له في مؤتمر صحافي عقده شمال لبنان، حذر درباس من أن عام 2015 قد يشهد زيادة اللاجئين السوريين لعدد قد يوازي عدد اللبنانيين أنفسهم، قائلا إن لبنان يقدم للمجتمع الدولي «مليون دعوة لتقديم الدعم له».
وأفادت المفوضية العليا للاجئين بأنها تسجل «يوميا 2500 ألف لاجئ جديد، أي أكثر من شخص في الدقيقة» في لبنان. وقال أنتونيو غوتيريس، المفوض الأعلى للاجئين، إن «اللبنانيين يظهرون سخاء لافتا، لكنهم يكافحون من أجل مواجهة الوضع»، مشيرا إلى أن «لبنان يستضيف أكبر كثافة من اللاجئين في التاريخ الحديث، ولا يمكننا أن ندعه يتحمل هذا العبء وحيدا». وإذ دعا العالم إلى زيادة الدعم للبنان، قال إن «عدد الأطفال في المراحل التعليمية يتجاوز 400 ألف، الأمر الذي يؤثر سلبا على عدد الأطفال اللبنانيين في المدارس العامة التي فتحت أبوابها لاستقبال أكثر من 100 ألف لاجئ، إلا أن القدرة على قبول المزيد محدودة للغاية». ولفتت المفوضية إلى أن الوطأة على لبنان «هائلة»، وهي اقتصادية في المقام الأول مع تسجيل «تراجع في التجارة والسياحة والاستثمارات وزيادة في النفقات العامة».
وتستضيف بلدة عرسال الحدودية مع سوريا في البقاع شرق لبنان العدد الأكبر من اللاجئين بين البلدات اللبنانية، علما بأن اللاجئين يتوزعون في كل المحافظات، وصولا إلى جنوب لبنان. وجاء في تقرير المفوضية أن «العديد من المدن والقرى باتت تستضيف عددا من اللاجئين يفوق عدد اللبنانيين»، مما يشكل ضغطا شديدا على الخدمات الأساسية فيها، فضلا عن المستشفيات والمدارس التي تواجه طلبا يفوق طاقاتها. وأوضح التقرير أن الأطفال يمثلون «نصف مجموعة اللاجئين السوريين» و«عدد الأطفال في سن الدراسة بات يتخطى 400 ألف، وهو ما يفوق عدد الأطفال اللبنانيين في المدارس العامة»، مضيفا أن ثمة أكثر من مائة ألف من هؤلاء الأطفال في المدارس اللبنانية، فيما الآخرون يعملون.
ويشير البنك الدولي إلى أن الأزمة السورية كلفت لبنان 2.5 مليار دولار على صعيد تراجع النشاط عام 2013، وتهدد بدفع 170 ألف لبناني إلى الفقر بحلول نهاية 2014. ونظرا إلى زيادة اليد العاملة، أشارت المفوضية إلى أن «الأجور تنهار والعائلات تكافح من أجل تامين معيشتها». وقال غوتيريس إن دعم لبنان «ضروري لوقف التدهور المتواصل في السلام والأمن في هذا المجتمع الهش».
وكانت الأمم المتحدة أطلقت دعوة لجمع أموال بقيمة 1.89 مليار دولار لعام 2014 من أجل لبنان، غير أنها لم تتلق منها سوى 242 مليون دولار (13 في المائة من المبلغ الإجمالي)، مما قد تترتب عليه «عواقب كارثية» بحسب المفوضية. كما قدرت المفوضية أن نحو 80 ألف شخص بحاجة إلى عناية طبية عاجلة، فيما يعتمد أكثر من 650 ألفا على مساعدة غذائية.
خطط النظام السوري للبقاء: اختراق «داعش» وتشويه صورة المعارضة إلكترونيا
«الشرق الأوسط» تنشر دفعة جديدة من «وثائق دمشق» المسربة
لندن: «الشرق الأوسط»
تظهر وثيقتان سوريتان مسربتان حجم الاختراق الذي حققه نظام الرئيس السوري بشار الأسد في صفوف تنظيم دولة الإسلام في العراق والشام «داعش»، والذي وصل إلى حد اعتبار مناصري النظام منطقة الرقة التي يسيطر عليها التنظيم «قاعدة خلفية»، ضمن حملة لمواجهة المعارضة السورية والجيش السوري الحر الذي تقدم في شمال البلاد خلال الأشهر الماضية. كما تظهر الوثائق التنسيق الكبير مع النظام العراقي الذي يسمح للمقاتلين بالتحرك عبر الحدود المشتركة. وبالتوازي مع التحرك الميداني للنظام السوري والموالين له، فتح النظام السوري جبهة ضد المعارضة عبر الإنترنت للتأثير على الرأي العام العالمي. وتظهر وثائق مسربة الدور الإيراني في عملية تشويه صورة المعارضة عبر خطة مبرمجة ودقيقة اتبعها النظام السوري خلال المرحلة السابقة.
وتنشر «الشرق الأوسط» الوثيقتين اللتين حصلت عليهما من مركز «مسارات» السوري المعارض، الذي سينشرهما السبت المقبل ضمن سلسلة «وثائق دمشق»، أولاهما وثيقة مقدّمة إلى رئيس مكتب الأمن الوطني اللواء علي مملوك وموقعة باسم العقيد حيدر حيدر، رئيس اللجنة الأمنية في مدينة نبل ومحيطها في حلب، تؤكّد وفق المعلومات الواردة فيها الروابط بين النظام السوري وبعض العناصر المقاتلة في المجموعات الإسلامية المقاتلة لا سيما الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش).
وتؤكد الوثيقة انضمام مجموعة من المسلحين العراقيين للقتال إلى جانب النظام عن طريق فرع أمن الدولة في حلب، مشيرة إلى صعوبة إلحاقهم بالتنظيمات الإسلامية بسبب امتلاكهم وثائق شخصية تثبت عدم انتمائهم إلى المناطق، والمذهب الديني الذي ينتمي إليه مقاتلو التنظيمات المسلحة المتشددة. وتشير الوثائق والأوراق الثبوتية إلى أن هؤلاء ينتمون إلى الطائفة الشيعية، فيما يفترض أن ينتمي من يقاتل في التنظيمات الإسلامية إلى الطائفة السنية، طالبة تزويدهم بوثائق لتسهيل مهمتهم.
ويكشف حيدر في الوثيقة أن موقع مدينة نبل وبلدة الزهراء الجغرافي يساعد في التحكم بأوتوستراد حلب، ويمكّن قوات النظام والمجموعات التي تقاتل إلى جانبه من دخول الحدود العراقية والخروج منها بالتنسيق مع حلفائهم في الجانب العراقي، وتقديم التسهيلات لنقل المقاتلين والعتاد. وتشير الوثيقة إلى أن التنسيق والتواصل مع العملاء في تنظيم «داعش» أدى إلى إيقاف عمليات المسلحين ضد مواقع الجيش من خلال سطوة تنظيم الدولة ضمن المجموعات المسلحة وتلك الخارجة عن سيطرته، موضحة أنه بذلك تكون المنطقة الشمالية، أي حلب وإدلب، قاعدة يعود لها الجيش في حال نصب له كمين وتعرّض لهجوم عنيف من قبل المسلحين، على أن تكون الرقة قاعدة خلفية له في حال تعرّض لهجوم عكسي.
وبينما تقدم تلك الوثيقة تفاصيل عن القتال الميداني، هناك حرب إلكترونية يقودها الجيش السوري الإلكتروني التابع للنظام السوري، ويبدو أنه يتلقى توجيهات من عناصر أمنية إيرانية. ويفيد محضر اجتماع بين مسؤولين سوريين وإيرانيين مدى التنسيق بين الطرفين، سعيا لتشويه صورة المعارضة السورية من خلال صفحات مفبركة أنشئت بمسميات مختلفة، ومن خلالها جرى تمرير أخبار مغلوطة تخدم توجهات النظام السوري السياسية.
قذائف الـ«هاون» تتساقط على أحياء في دمشق والنظام يحاول اقتحام قرية جديدة بالقلمون
معارك عنيفة قرب «المرصد 45» باللاذقية.. واعتقالات في بانياس
بيروت: «الشرق الأوسط»
تواصلت المعارك العسكرية العنيفة أمس قرب «المرصد 45» الاستراتيجي بريف اللاذقية بين مقاتلي المعارضة الإسلامية والقوات النظامية، تزامنا مع سقوط قذائف «هاون» على مناطق متفرقة في العاصمة السورية دمشق أطلقت من الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة، بحسب ناشطين معارضين.
وأوضحت مصادر عسكرية في «الجيش الحر» أن «قذائف الـ(هاون) استهدفت حواجز نظامية، أحدها يقع عند مقر التلفزيون الرسمي في ساحة الأمويين، إضافة إلى قذائف استهدفت حاجزا عند مكتبة الأسد».
في المقابل، نقلت الوكالة السورية للأنباء (سانا) عن مصدر أمني في قيادة الشرطة قوله إن «أربع قذائف (هاون) سقطت على منطقة الدخانية أسفرت عن مقتل ستة أطفال وإصابة خمسة مواطنين آخرين، وإلحاق أضرار مادية بالممتلكات»، فيما أصيب «ثلاثة مواطنين بشظايا قذيفة (هاون) سقطت على دوار الضاحية في حرستا».
كما نقلت الوكالة عن مصدر آخر في قيادة الشرطة قوله إن «قذيفة (هاون) سقطت على منزل بالقرب من حديقة، وأدت إلى إصابة خمسة مواطنين وإلحاق أضرار مادية كبيرة بالمنزل وخمس سيارات مركونة قريبا منه»، لافتا إلى أن قذيفتي «(هاون) سقطتا في محيط دوار الجمارك، أسفرتا عن إصابة مواطنين اثنين، وأضرار مادية بالمكان»، كما أصيب مواطن جراء اعتداء بقذائف «هاون» سقطت على منطقة القصاع السكنية بدمشق وألحقت أضرارا مادية بالمكان.
وكان قصف قد استهدف مدينة جرمانا وضاحية حرستا ومستشفى الشرطة بريف دمشق أول من أمس أدى إلى مقتل سبعة مواطنين وإصابة العشرات وأضرار كبيرة بالممتلكات. كما أصيب عدد من المواطنين بجروح جراء سقوط ثلاث قذائف «هاون» أطلقها مسلحون على منزل بالقرب من حديقة الجاحظ ومحيط دوار الجمارك بدمشق.
وفي ريف دمشق، وتحديدا في القلمون، أوضح ناشطون ميدانيون أن «الجيش النظامي السوري المدعوم من قوات حزب الله اللبناني، يحاول اقتحام قرية الصرخة (بخعة) التي تبعد عن مدينة يبرود نحو 13 كيلومترا باتجاه الجنوب الغربي، فيما استمر قطع الاتصالات عن مدينة رنكوس.
ونقلت مواقع المعارضة عن الناشط جودت أبو نادر قوله إن هناك «اشتباكات عنيفة يشهدها محيط قرية الصرخة منذ عدة أيام في ظل تحليق مكثف للطيران الحربي والمروحي في سماء المنطقة»، موضحا أن «قوات النظام تعرضت لكمين على التلال المحيطة بالقرية من جهة الشمال سقط فيه عدد من القتلى والجرحى من الجيش النظامي».
وأضاف أبو نادر أن «مناطق متعددة في القلمون تعرضت لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة، أبرزها مرصد صيدنايا الذي تسيطر عليه قوات المعارضة، وجرود تلفيتا، وقريتا الجبة وجبعدين»، مشيرا كذلك إلى أن «حواجز النظام تفرض منذ نحو أسبوع حصارا على بلدة هريرة وتمنع دخول المواد الغذائية الأساسية، وأبرزها الطحين، فضلا عن المازوت وخزانات المياه، مع استمرار القصف المتقطع على جرد القرية، فيما بسط النظام سيطرته على بلدات رأس المعرة والمشرفة (فليطة) الواقعة غربي يبرود».
وكانت القوات النظامية سيطرت على يبرود منذ أكثر من أسبوعين، وسمحت منذ أيام بدخول الإناث من كل الأعمار، إلى يبرود، والذكور ممن تزيد أعمارهم على الستين عاما أو تقل عن الخمسة عشر عاما، فيما لا يزال يمنع على الشبان العودة إلى المدينة.
وفي ريف اللاذقية، احتدمت المعارك بين مقاتلي المعارضة الإسلامية والقوات النظامية المدعومة بمقاتلي الدفاع الوطني قرب «المرصد 45» الاستراتيجي، وأوضح الناشط عمر الجبلاوي لـ«الشرق الأوسط» أن «النظام يحشد بشكل غير مسبوق قرب (المرصد) بهدف اقتحامه والاستيلاء عليه»، مشيرا إلى أن «الوضع الميداني حاليا عند (المرصد) يمكن وصفه بعمليات (الكر والفر) بحيث لا يستطيع أي من الطرفين الحفاظ على مواقعه لمدة طويلة».
وفي طرطوس، وتحديدا في مدينة بانياس الساحلية، ذكر ناشطون أن قوات من الجيش السوري النظامي وعناصر الدفاع الوطني اقتحموا حي «رأس الريفة» واعتقلوا ما يزيد على 13 شخصا، منهم ثلاث نساء وطفلة، كما أشار الناشطون إلى «حالات سرقة، وإحراق منازل سكنية أثناء الاقتحام، إضافة إلى ترهيب المدنيين في الحي وتهديدهم بالاعتقال».
يذكر أن أكثر من نصف سكان مدينة بانياس نزحوا بعد «مجازر» ارتكبتها قوات الجيش النظامي والدفاع الوطني في شهر مايو (أيار) الماضي، إلى المناطق الأكثر أمنا في ريف اللاذقية وإدلب، وفق ما نقله ناشطون من المدينة، وأن غالبية السكان الحاليين هم من كبار السن والنساء والأطفال.
«الحزب السوري القومي» يوسع رقعة مشاركته في القتال مع نظام الأسد
مقاتلوه يشاركون في معارك كسب.. وأعدادهم لا تتجاوز المئات
بيروت: «الشرق الأوسط»
كشف «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن مشاركة مقاتلين ينتمون إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي في القتال إلى جانب النظام السوري ضمن وحدات «الدفاع الوطني». وأشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «مشاركة هذا الحزب في المعارك المندلعة في سوريا تهدف إلى إعطاء طابع علماني للصراع وتصويره على أنه نزاع بين مشروعين؛ علماني قومي من جهة، وإسلامي متشدد من جهة أخرى».
وكان الحزب السوري القومي الاجتماعي بجناحيه اللبناني والسوري، قد أعلن مشاركته في الحرب السورية إلى جانب النظام، وكان قد شيع أواخر ديسمبر (كانون الأول) الماضي أحد مقاتليه ويدعى محمد علي عواد، وذلك «أثناء قيامه بواجبه القومي في مواجهة الإرهاب والتطرف» في سوريا، بحسب بيان رسمي صدر عن الحزب، في حين ذكرت مواقع إخبارية مقربة من المعارضة السورية أن «عواد قتل خلال معارك مع الجيش الحر في حي باب هود بمدينة حمص».
وبحسب «المرصد السوري» فإن «وجود مقاتلي الحزب القومي يتركز في المناطق ذات الغالبية المسيحية، حيث قاتلوا في معارك معلولا بريف دمشق، وكذلك في منطقة صدد بريف حمص، إضافة إلى انتشارهم قرب جرمانا». ويؤكد مدير المرصد أن «معظم مقاتلي الحزب من غير المدربين ولا يملكون مهارات عسكرية، مما يعني أن وجودهم لا يضيف شيئا على الواقع الميداني لصالح النظام، خصوصا أن أعدادهم لا تتجاوز المئات».
ويعد الحزب القومي الذي يؤمن بإقامة «سوريا الكبرى» الممتدة من سيناء إلى إيران، من أقدم الأحزاب السياسية في سوريا ويمتلك حاليا نحو «24 متنفذية» (مركزا) تنتشر في معظم المدن السورية. ويقاتل القوميون في سوريا عبر تشكيلات حزبية مسلحة، بحسب ما يؤكد قياديون في الحزب. ويتبنى الحزب في خطابه الرسمي رواية النظام السوري حول وجود إرهابيين في سوريا تجب محاربتهم، بينما يتهمه ناشطون معارضون باستغلال مخاوف الأقليتين العلوية والمسيحية لتجنيد أبنائهم في الحرب التي يشنها النظام ضد كتائب المعارضة. وما يعزز رواية الناشطين أن معظم القتلى الذين يسقطون للحزب يتبعون هاتين الأقليتين، وآخرهم جود مخول، المسيحي الذي قتل في معارك ريف اللاذقية.
وينشر الحزب السوري القومي الاجتماعي بشكل شبه يومي عبر صفحته الرسمية على موقع «فيسبوك» صورا لمقاتليه المنخرطين في الصراع السوري، وتبين إحدى هذه الصور مقاتلا يضع على كتفه شارة الحزب القومي وهو متمركز وراء رشاش حربي قرب مدينة كسب التي تشهد حاليا معارك طاحنة بين كتائب المعارضة والقوات النظامية المدعومة بعناصر من «الدفاع الوطني».
ويقول ناشطون في مدينة اللاذقية إن «الحزب يجند عناصر تابعين له لدعم النظام في معارك الريف»، مشيرين إلى تحول «عدد من مراكزه إلى ثكنات عسكرية». كما سبق للحزب أن نشر صورا تظهر احتفالات لعناصره في منطقة صدد بريف حمص بعد مشاركتهم في طرد مقاتلي المعارضة منها إلى جانب القوات النظامية.
ويلاقي الحزب القومي في خطوة تدخله في الصراع السوري إلى جانب النظام، حليفه حزب الله الذي سبق له أن أعلن على لسان أمينه العام حسن نصر الله مشاركته العسكرية بالصراع في سوريا. وفي حين يستخدم الأخير عبارة «الواجب الجهادي» لتبرير قتال عناصره في سوريا، بدأ القومي باعتماد عبارة «الواجب القومي» في بيانات نعيه لمقاتليه الذين يسقطون في المعارك السورية.
وإضافة إلى «القومي» وحزب الله، يشير مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «مقاتلين يتبعون أحزابا قومية ناصرية مصرية يحاربون أيضا إلى جانب النظام، مبررين ذلك بمحاربة الإمبريالية العالمية»، موضحا أن «النظام السوري لا يستفيد من قتال القوميين السوريين أو القوميين العرب من الناحية الميدانية، وإنما من الناحية الرمزية، حيث يمنحون روايته عن وجود إرهابيين مزيدا من الدعم والصدقية».
لندن 11: انتخابات بشّار استهزاء بالديموقراطية
نصر المجالي
قالت المجموعة الأساسية من أصدقاء الشعب السوري “لندن 11” بأن الانتخابات التي يعد لها نظام الأسد ستكون استهزاء بالديموقراطية.
وأصدرت المجموعة الأساسية بياناً من أصدقاء الشعب السوري “لندن 11” بشأن الانتخابات الرئاسية في سوريا، قالت فيه إن الإجراءات التي اتخذها نظام الأسد مؤخراً للتمهيد للانتخابات الرئاسية في الأشهر القادمة، بما في ذلك إعلان قانون جديد للانتخابات، ليس فيها أي صدقية.
وقالت إن الانتخابات التي يعد لها نظام الأسد ستكون استهزاءً بالديموقراطية، وتكشف رفض النظام لأساس محادثات جنيف، وستؤدي لتعميق الانقسام في سورية.
واشارت المجموعة في البيان الذي نشر على موقع وزارة الخارجية البريطانية الى أن بشار الأسد يهدف من وراء هذه الانتخابات إلى الاستمرار بدكتاتوريته. حيث ستجرى الانتخابات بينما الصراع مازال دائرًا، وفقط في المناطق التي يسيطر عليها النظام، وبينما ملايين السوريين محرومون من حقهم بالانتخاب ونازحون عن بيوتهم أو أنهم في مخيمات للاجئين.
وأكدت ان عملية انتخابية يقودها الأسد، الذي تعتبر الأمم المتحدة أنه ارتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، فيها استهزاء بالأرواح البريئة التي فقدت في هذا الصراع.
وقالت المجموعة الأساسية من أصدقاء الشعب السوري التي تضم مصر وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والأردن وقطر والسعودية وتركيا والإمارات والمملكة المتحدة والولايات المتحدة أنها تواصل دعم جهود الممثل الخاص المشترك الأخضر الابراهيمي بالوساطة بين كلا الطرفين للتوصل لحل سياسي.
وقف عراقيل جنيف
ودعت المجموعة النظام السوري لوقف العراقيل التي يضعها أمام عملية جنيف، وذلك حين يوافق بكل وضوح على كافة عناصر إعلان جنيف الذي تم توثيقه في قراري مجلس الأمن الدولي رقم 2118 و2139 وأكدته الأمم المتحدة والمجتمع الدولي في مؤتمر مونترو.
وأعادت المجموعة الى الأذهان ما كانت عبرت عنه في كانون الثاني (يناير) 2014، وهو ما أشار إليه أيضًا الممثل المشترك الإبراهيمي مؤخراً، فإن أي قرار أحادي الطرف يتخذه النظام السوري لإجراء انتخابات رئاسية يتنافى تمامًا مع ما دعا إليه إعلان جنيف لتأسيس هيئة حكم انتقالية للإشراف على الإصلاح الدستوري الذي يؤدي لإجراء انتخابات نزيهة في أجواء محايدة.
وختم بيان المجموعة قائلاً: إن أفضل سبيل للخروج من الأزمة في سورية هو التوصل لحل سياسي يستند إلى التطبيق الكامل لإعلان جنيف. وهذا يتطلب من النظام السوري القبول بما طرحه الممثل الخاص المشترك الإبراهيمي وبالترتيب الذي حدده كشرط لاستئناف المحادثات: (1) مواجهة العنف والإرهاب، (2) تشكيل هيئة حكم انتقالية، (3) تأسيس المؤسسات الوطنية، (4) المصالحة الوطنية، وكما قال الممثل الخاص المشترك الإبراهيمي، لا بد من مناقشة البندين (1) و(2) بموازاة بعضهما، ولابد من التفاهم الحقيقي بشأن تشكيل هيئة حكم انتقالية.
جيش الأسد يضرب بالكيميائي من جديد
إيلاف
قالت المعارضة السورية إن قوات الرئيس بشار الأسد لجأت مجددًا إلى الغاز السام واستعملته في حي جوبر الدمشقي، وذلك بعد أيام قليلة من اتهام النظام السوري للمعارضة بالسعي لشن هجوم كيميائي في ذات الحي.
بيروت: استعملت قوات الرئيس السوري بشار الأسد من جديد الغازات السامة ضد المعارضة، وهذه المرة، طال الغاز السام حي جوبر في العاصمة دمشق.
واتهم نشطاء بالمعارضة السورية قوات الأسد باستخدام غاز سام في الحرب الأهلية في سوريا يوم الخميس وعرضوا لقطات لرجل فاقد للوعي فيما يبدو راقدًا على فراش ويعالجه مسعفون.
ونشر نشطاء من المكتب الاعلامي في جوبر الفيديو على موقع يوتيوب لرجل يجري اسعافه بأوكسجين ومحاقن. وذكر شخص غير ظاهر على الشاشة تاريخ يوم الخميس، وقال إن هجومًا سامًا وقع في جوبر.
ويأتي الهجوم الجديد على حي جوبر في العاصمة دمشق بعد أيام قليلة من إرسال الحكومة السورية خطابًا إلى الامم المتحدة زعمت فيه أن لديها “دليلاً” على أن جماعات لمقاتلي المعارضة تخطط لهجوم بغاز سام في نفس المنطقة.
وفيما بدت وكأنها خطوة استباقية للتنصل من استعمال الغاز السام المحظور دوليًا، قال مبعوث سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري في رسالة بتاريخ 25 اذار (مارس) نشرتها الأمم المتحدة هذا الاسبوع إن “حكومته رصدت إتصالات بين إرهابيين توضح أن رجلاً يدعى أبو نادر يوزع سراً أقنعة واقية للغاز في منطقة جوبر الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة”.
وأضاف الجعفري أن “السلطات رصدت أيضاً اتصالاً آخر بين إرهابيين آخرين أحدهما يدعى أبو جهاد، اكد في الاتصال أن الغاز السام سيستخدم وطلب ممن يعملون معه توفير أقنعة واقية”.
وقال الجعفري في الرسالة الموجهة للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إن هذه المعلومات تؤكد أن “المجموعات الارهابية المسلحة تجهز لإستخذام الغاز السام في حي جوبر ومناطق أخرى كي تتهم الحكومة السورية بارتكاب هذه الفعلة”.
إلى ذلك، قالت رئيسة البعثة التي تشرف على عملية تدمير الأسلحة الكيميائية السورية الخميس إن دمشق قامت بتجميع نحو 40 بالمئة من ترسانتها من الأسلحة الكيميائية في حاويات لنقلها خارج البلاد وتدميرها وقال إنه تم نشر قوافل أمنية للتعامل مع العنف حول مدينة اللاذقية الساحلية.
وكان مبعوث سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري حذر من أن الحكومة قد تضطر لتأجيل النقل بسبب الوضع الأمني وقد لا تفي بمهلة أخرى لنقل مكونات برنامجها للغازات السامة خارج البلاد.
وقال دبلوماسيون في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تحدثوا لـ”روترز” بشرط عدم الكشف عن هويتهم إن رئيسة البعثة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية سيجريد كاج أبلغت المجلس يوم الخميس أنه تم تجميع المواد السامة في 72 حاوية في ثلاثة مواقع مختلفة.
وأبلغت كاج المجلس في جلسة مغلقة لمجلس الأمن عبر دائرة تلفزيونية من العاصمة السورية دمشق إنه حالما يتم إرسال هذه الحاويات خارج البلاد فإن 90 بالمئة من مخزون سوريا من الأسلحة الكيميائية يكون قد نقل خارج البلاد لتدميره.
وقالت الأمم المتحدة يوم الخميس إنه لم يتم منذ 20 من مارس آذار نقل أي مواد كيميائية إلى مدينة اللاذقية لشحنها إلى خارج البلاد لتدميرها وتم التخلص إلى الآن من حوالي 54 بالمئة من الأسلحة الكيميائية التي أعلنتها سوريا. وقال دبلوماسيون إن كاج قالت لمجلس الأمن إن السلطات السورية كلفت قوات بتوفير الأمن للقوافل في منطقة اللاذقية.
وبدأ مقاتلو المعارضة هجومًا في حوالي 20 من مارس آذار حول منطقة اللاذقية على ساحل البحر المتوسط وسيطروا على معبرين حدوديين مع تركيا، وعلى قرية كسب الأرمنية في سوريا.
وأرسل الرئيس بشار الأسد تعزيزات من الجيش والميليشيات مدعومة بقوة جوية لطرد مقاتلي المعارضة، وهو ما أدى إلى قتال شديد حول شريط من الأرض على طول الحدود التركية. وأطلقت تركيا النار ردًا على قذائف سورية سقطت على أراضيها.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق للصحافيين: “السلطات السورية أبلغت البعثة المشتركة أنه في ضوء تدهور الوضع الأمني في محافظة اللاذقية فإنها ستؤجل موقتًا النقل المقرر للمواد الكيميائية.”
وأضاف “ألحت البعثة المشتركة على السلطات السورية بضرورة استئناف النقل في أسرع وقت ممكن للوفاء بالجداول الزمنية لإتمام تفكيك برنامج الأسلحة الكيميائية السوري وتدميره.”
وأبلغت كاج مجلس الأمن الدولي أن السلطات السورية قالت يوم الأحد إنها تريد استئناف نقل المواد الكيميائية للاذقية “في الأيام القليلة القادمة”، وأنه إذا استؤنفت العمليات على الفور فإن الوفاء بالجدول الزمني لنقل الأسلحة الكيميائية من سوريا بنهاية أبريل نيسان وتدميرها قبل 30 من يونيو حزيران لا يزال ممكناً.
لكنّ الدبلوماسيين قالوا إنها استدركت بقولها إن الجدول الزمني يواجه تحديات متزايدة.
ووافق الأسد على تدمير أسلحته الكيميائية في أعقاب غضب عالمي من الهجوم الكبير الذي وقع بغاز السارين في الغوطة في أغسطس آب وقتل المئات. وأثار الهجوم امكانية قيام الولايات المتحدة بتوجيه ضربات عسكرية لسوريا لكن واشنطن تراجعت عن الفكرة بعد أن تعهد الأسد بالتخلص من سلاحه الكيميائي.
لكن الحكومة السورية لم تفِ بمهلة انتهت في الخامس من فبراير شباط لنقل جميع موادها الكيميائية المعلنة، والتي تزن نحو 1300 طن إلى خارج البلاد. ووافقت بعد ذلك على مهلة جديدة.
أصغر “مُجاهد” في القاعدة لبناني قُتل في سوريا
طرابلس – محمد السبع، ليس المُقاتل الأول ولا الأخير من مدينة طرابلس اللبنانية، الذي يسقط في سوريا، إلَّا أنَّه يُقال إنَّ محمد هو أصغر مقاتل لبناني يُقتَل في صفوف جبهة النُصرة في سوريا.
وبعدما أعلن تنظيم القاعدة في سوريا الاثنين، عن مقتل محمد، ذكرت “جبهة النصرة”، التي تعتبر الذراع الرسمية للتنظيم في سوريا، في تغريدة نُشرت على صفحتها الخاصة على “تويتر” التالي: “نزفّ إليكم خبر استشهاد البطل محمد السبع (أبوعائشة) وهو من طرابلس الشام”.
قصد موقع NOW منزل محمد، حيث أكد لنا شقيقه الأكبر أن محمد ابن الـ16 عاماً ذهب إلى سوريا منذ قرابة أسبوعين، مضيفاً: “محمد كان يحب الصلاة وطريق الجهاد منذ صغره، والحمدلله، الله تقبّل له”. وأشار إلى أنَّ “محمد درس للصف السابع (الثاني متوسط) وفي الدين تتلمذ لوحده”.
الجدير ذكره أن محمد هو الشاب الثاني في العائلة المكوّنة من 4 شباب. والده مسجون في سجن القبة لكن لا علاقة له بقضية الإسلاميين المسجونين.
وحول الكلام بأن محمد هو أصغر عنصر في تنظيم “القاعدة”، أجاب شقيقه: “إذا كان هذا الكلام صحيحاً، فهذا فخرٌ لنا”، موضحاً أنَّ “محمد كان يُقاتل مع جبهة النصرة في القلمون”.
محمد كان “مقاتلاً انغماسياً” على ما يصنّف في قاموس اللغة “القاعدية”. وهي التسمية التي تعتمدها التنظيمات التابعة لتنظيم القاعدة للدلالة على الانتحاريين الذين يقاتلون حتى الموت في أرض عدوّهم.
صديقٌ لمحمد أكَّد أنَّ الأخير ذهب إلى سوريا “بسبب الظلم الحاصل هناك؛ أطفال تقتل ونساءٌ تغتصب”. وأضاف: “كل واحد عنده دين، ونحن في ديننا علينا ان ننصر أخانا أكان ظالماً أو مظلوماً. كل من ذهب إلى سوريا ذهب لنصرة المستضعفين”.
“محمد ذهب عن قناعة إلى سوريا”، أكَّد صديقه، وتابع: “محمد منذ صغره يحبّ الصلاة. وكان يشتغل كهربجي”، مُشيراً إلى أنَّ هناك شباباً من طرابلس كثراً ذهبوا إلى سوريا “المدينة فضيت، من الشارع من هنا هناك 15 شخصاً يقاتلون مع الدولة الإسلامية في العراق والشام”.
صديق آخر لمحمد، قال إنَّ الأخير “هو شاب حسن السلوك ومهذب وكان يخاف على أعراض العالم. ذهب إلى سوريا لأنه يغار على دينه وعلى أعراض الناس”.
كل من التقاهم NOW، من المقربين من محمد أجمعوا على “حكم الدولة الإسلامية فهو شرع الله على الأرض”، وأضافوا “نحن مع الدولة الإسلامية في العراق والشام ونريد تطبيق شرع الله”.
واشنطن: إجراء الانتخابات الرئاسية السورية “مهزلة” ويتعارض مع “جنيف“
العربي الجديد
عاد الحديث عن “جنيف 3” وضرورة عقده. لكن لا معلومات أكيدة عن امكان حدوث ذلك في ظل استمرار التباين بين مواقف النظام والمعارضة حول أجندة المفاوضات، فضلاً عن أن النظام السوري يبدو غير آبه بأي مفاوضات. وهو ما انعكس في توالي تصريحات مسؤوليه عن الاستعداد للانتخابات الرئاسية المقررة في يوليو/ تموز المقبل.
وقابل تأكيدات النظام السوري اجراء الانتخابات موقف أميركي يرى أن اجراء أي انتخابات في هذا التوقيت غير مقبول وبمثابة مهزلة.
وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية، ماري هارف، أن الحديث عن “انتخابات رئاسية في سوريا لا يمكن القبول به، ويعدّ مهزلة للديموقراطية، إذا لم تتوقف الحرب الأهلية الدائرة هناك، وقتل (الرئيس السوري بشار) الأسد لشعبه”.
ورأت هارف في ردها على أسئلة للصحافيين ليل الخميس – الجمعة، أن أي انتخابات يقودها الرئيس السوري ستكون “استهزاءً بأرواح السوريين”.
وأوضحت، في تصريحات نقلها موقع وزارة الخارجية الأميركية، أن “النظام صعّد من البروباغندا في ما يتعلق بالانتخابات، وبدأوا يتحدثون عنها أكثر أخيراً، كل بضعة أيام أو أكثر، يتحدثون عن الانتخابات وأنهم يريدون إجراءها. لذا نريد أن يكون الأمر واضحاً أن هذا لن يكون مقبولاً”.
وتابعت: “من الضروي أن يكون واضحاً أن أي قرار بإجراء انتخابات رئاسية لا يتماشى مع الأهداف الواردة في بيان جنيف، سيصعب الأمور أكثر فيما نسعى إلى جلب الأطراف من جديد إلى طاولة المفاوضات”. وأضافت: “لكننا نعتقد أن مسار جنيف مهم، وأن العملية الدبلوماسية من المهم أن تمضي قدماً”، مشيرة إلى مواصلة الجهود الدولية من أجل نجاح عقد المؤتمر”.
ورداً على سؤال حول أن لا أحد يتحدث عن المسار السياسي في هذه الأيام، قالت هارف “هذا الأمر ليس صحيحاً كلياً. قلت أمس إن مبعوثنا الخاص (دانيال روبنستاين) التقى مع الممثل الأممي المشترك إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، للحديث عن كيف الانتقال بالمسار السياسي والدبلوماسي قدماً”. وأضافت “لذا نحن نتحدث عنه، ونحاول إعادة الجميع إلى طاولة المفاوضات، لكننا لم ننجح في ذلك بعد”.
وعندما سئلت هارف عما اذا كان هناك مسار غير مسار جنيف يجري البحث فيه، قالت: “هناك مسار يجري حالياً، وهو المرتبط بمحادثات جنيف”، لكنها أضافت “أعتقد أن ما يحاول الابراهيمي أن يقوم به هو تحديد ما اذا كان هناك طريق للمضي قدماً في هذا المسار، وما اذا كان هناك من طريقة لاعادة الجميع إلى طاولة المفاوضات، ولكننا نريد من النظام، أن يوافق على مناقشة مجموعة من المواضيع وليس فقط الإرهاب”.
وتعليقاً على سؤال حول استخدام النظام السوري للغاز السام في جوبر، قالت هارف “لا نملك معلومات دقيقة بهذا الشأن”.
وفي السياق، أكدت هارف استمرار التواصل الأميركي الروسي حول الملف السوري، لكنها استدركت بالقول: “لا أعني أننا نتوافق حول سوريا، ولكننا نبقي على تواصلنا ونبحث في أمور مثل الأسلحة الكيماوية”.
وجاءت تصريحات هارف حول مفاوضات جنيف والانتخابات الرئاسية متطابقة مع ما أكدته مجموعة أصدقاء الشعب السوري، التي تضم كل من مصر وفرنسا وألمانيا وايطاليا والأردن وقطر والسعودية وتركيا والامارات وبريطانيا والولايات المتحدة الاميركية.
وأكدت هذه الدول دعمها للجهود التي يبذلها الابراهيمي، داعية “النظام السوري لوقف عرقلته لعملية جنيف، من خلال اقراره الواضح بقبول كافة فقرات بيان جنيف المنصوص عليه في قرارات مجلس الأمن 2118 و2139، والذي أعيد التأكيد عليه من قبل الامم المتحدة والمجتمع الولي في مؤتمر مونترو”.
واعتبرت المجموعة أن “أي قرار يتخذه النظام السوري من جانب واحد لإجراء انتخابات رئاسية سيكون متعارضاً تماماً مع دعوة بيان جنيف لتأسيس هيئة حكم انتقالية للإشراف على اصلاحات دستورية تفضي الى انتخابات حرة ونزيهة تجري في بيئة محايدة”.
وأكدت أن “اجراء انتخابات ينظمها نظام الاسد ستكون محاكاة ساخرة للديموقراطية وستكشف رفض النظام لأساس محادثات جنيف ومن شأنها ان تعمق الانقسام في سوريا”، متهمة الرئيس السوري بالسعي إلى “ادامة حكمه الدكتاتوري”.
وخلصت إلى أن أفضل سبيل للخروج من الازمة السورية هو الحل السياسي القائم على التنفيذ الكامل لبيان جنيف. ووفقاً للمجموعة “هذا يتطلب من النظام السوري القبول بجدول الاعمال وفقاً للتسلسل الذي وضعه الممثل الخاص المشترك الإبراهيمي كشرط لإستئناف المحادثات، والذي يتضمن على التوالي العنف والإرهاب، هيئة الحكم الانتقالية، المؤسسات الوطنية، المصالحة الوطنية”. وأكدت على أن فقرتي “العنف والارهاب” و”هئية الحكم الانتقالي”، “يجب أن تتم مناقشتهما بشكل متوازي، ويجب أن يكون هناك انخراطاً حقيقياً بشأن انشاء هيئة الحكم الإنتقالية”.
في موازاة ذلك، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية، ألكسندر لوكاشيفيتش، إتمام الاتفاق على أجندة الجولة الثالثة من المفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة.
وأكد لوكاشيفيتش، في تصريحات نقلها موقع “روسيا اليوم” أن جهود موسكو “تنطلق من أنّ النزاع المسلح الدموي في سوريا لا يحل بالقوة العسكرية، ويمكن تسويته بالأساليب السياسية الدبلوماسية وحدها”. وأضاف: “موسكو مع استئناف العملية التفاوضية التي انطلقت في مونترو في 22 يناير /كانون الثاني الماضي، على اعتبار أن المفاوضات السورية السورية لم تستنفد إطلاقاً إمكانياتها ويجب استئنافها في أسرع وقت ممكن”.
وحول أجندة المفاوضات المتفق عليها، قال الدبلوماسي الروسي إنها تشمل وقف العنف ومكافحة الإرهاب، وقيام حكم انتقالي بمشاركة ممثلي كل من الحكومة السورية وقطاعات مختلفة من المعارضة، بالإضافة إلى قضايا أخرى ناجمة عن بيان جنيف الصادر يوم 30 يونيو/حزيران عام 2012.
وأشار لوكاشيفيتش إلى أهمية ألا تكون الاتفاقيات مفروضة على الأطراف السورية المشاركة في المفاوضات بل أن تعتمد على التوافق في ما بينها.
وكرر لوكاشيفيتش الحديث الروسي عن “ضرورة إعطاء وفد المعارضة أكبر قدر ممكن من التمثيل أهمية خاصة، لأن ذلك من شأنه زيادة قدرة معارضي الحكومة السورية على عقد الاتفاق وضمان تنفيذ ما سيتم الاتفاق عليه أثناء الحوار بينهما على أرض الواقع”.
أما عن موعد بدء الجولة الثالثة من المفاوضات، فقال الدبلوماسي إنه لم يتم تحديده بعد، مضيفاً أن اللقاء المرتقب في الإطار الثلاثي (روسيا – الولايات المتحدة – الأمم المتحدة) قد يساعد في عملية تحديد موعد “جنيف-3”.
لكن تصريحات لوكاشيفيتش بدت مناقضة لما أدلى به المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، اذ أوضح أن “الابراهيمي لم يعرب بعد عن الاستعداد لعقد جنيف-3”.
وأوضح تشوركين أن “الابراهيمي يستمر في عمله، وفي اجراء بعض المشاورات”.
جميع حقوق النشر محفوظة 2014
قتلى بحلب واشتباكات مستمرة بريف اللاذقية
حصدت البراميل المتفجرة التي يلقيها النظام السوري على عدد من مناطق البلاد مزيدا من القتلى أمس الخميس، وحققت قوات المعارضة تقدما في حلب، فيما تواصلت الاشتباكات بمحيط
المرصد 45 بريف اللاذقية.
وذكر مراسل الجزيرة أن 14 شخصا قتلوا في قصف بالبراميل المتفجرة ألقتها مروحيات حربية على حلب وريفها، وأوضح أن القصف أوقع عشرات المصابين.
وسيطر مسلحو المعارضة على المنطقة الصناعية المعروفة بالصالات الصناعية في ضاحية الليرمون شمال غربي حلب، كما سيطروا على دوار الليرمون وطريق حلب-غازي عنتاب التركية.
وفي ريف دمشق قال ناشطون إن اشتباكات دارت بين مسلحي المعارضة وقوات النظام بمنطقة الغوطة الشرقية، وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل عشرة من مسلحي المعارضة في الاشتباكات التي دارت ببلدة المليحة جنوب غرب دمشق.
وعلى مقربة من المليحة، قالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن ثمانية أشخاص بينهم طفل أصيبوا جراء هجوم بقذائف الهاون استهدف مدينة جرمانا.
وكانت شبكة سوريا مباشر قد تحدثت عن سقوط قذائف هاون في محيط مبنى الإذاعة والتلفزيون بساحة الأمويين وسط العاصمة، وبث ناشطون صور الدخان المتصاعد في المنطقة حيث يوجد أيضا عدد من المؤسسات والفروع الأمنية.
غازات سامة
واتهم نشطاء المعارضة قوات النظام باستخدام غازات سامة في قصف استهدف حي جوبر بدمشق، ونشر نشطاء من المكتب الاعلامي في جوبر مقطعا مصورا على موقع يوتيوب لرجل يجري إسعافه بأكسجين ومحاقن.
من جانب آخر، استمرت الاشتباكات بين مسلحي المعارضة وقوات النظام في محيط المرصد 45، وهي تلة إستراتيجية بريف اللاذقية الذي يضم القرداحة مسقط رأس الرئيس بشار الأسد.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن أي من الطرفين لم يتمكن من بسط سيطرته بشكل كامل على الموقع.
ودعما لعمليات الجيش البرية، شن الطيران السوري غارات على هذه المنطقة وكذلك على جبل الأكراد، وهي تلة أخرى تسيطر عليها المعارضة، وفق المصدر نفسه.
وشن مسلحو المعارضة قبل أسبوعين هجوما في ريف اللاذقية وسيطروا على العديد من المواقع والقرى في مقدمتها بلدة كسب على الحدود مع تركيا، وأسفرت الاشتباكات منذ ذلك الحين عن مقتل المئات في صفوف الجانبين، بينهم عشرون مقاتلا معارضا أمس الخميس، وفق المرصد.
من جانب آخر، قتل ستة أشخاص بينهم امرأة وطفلتان في قصف للطيران الحربي على مناطق في بلدة الغنطو بريف حمص، وقال ناشطون إن أحياء الوعر وباب هود بحمص تعرضت لقصف بالمدفعية، في حين احتدمت الاشتباكات بالجزيرة السابعة في حي الوعر.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2014
بالفيديو.. كيماوي الأسد من جديد على حي جوبر في دمشق
بيروت- رويترز
اتهمت المعارضة السورية مجدداً قوات الرئيس بشار الأسد باستخدام غاز سام في في سوريا. وعرض نشطاء من المكتب الإعلامي لجوبر، لقطات لرجل فاقد للوعي، فيما يبدو يرقد على فراش ويعالجه مسعفون.
ويأتي الهجوم “الكيماوي” على حي جوبر في العاصمة دمشق، بعد أسبوع من إرسال الحكومة السورية خطاباً إلى الأمم المتحدة تزعم أن لديها دليلاً على أن جماعات لمقاتلي المعارضة تخطط لهجوم بغاز سام في نفس المنطقة.
وفي غضون ذلك تتواصل حلقة العنف في مناطق سورية عدة، وسط استمرار المواجهات في ريف اللاذقية بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام بهدف السيطرة على النقطة 45 التي تضم بلدة القرداحة. وقد أكد المرصد السوري لحقوق الانسان أن قوات المعارضة استعادت السيطرة على البرج من قوات النظام التي أحكمت قبضتها عليه فترة قصيرة قبل أن تحتدم الاشتباكات مجدداً.
أصدقاء سوريا: انتخابات الأسد “مهزلة ديمقراطية“
العربية.نت
حذرت مجموعة دول أصدقاء سوريا النظام السوري من إجراء الانتخابات الرئاسية المزمع تنظيمها قبل يوليو المقبل، مؤكدة أن نتيجة هذه الانتخابات لن تكون شرعية.
وقالت المجموعة في بيان لها إن: “الانتخابات التي يجريها نظام الأسد ستمثل مهزلة ديمقراطية وستكشف رفض النظام لقواعد مؤتمر جنيف وستزيد حدة الانقسامات في البلاد”.
وأضاف البيان أن “بشار الأسد يريد أن تدعم هذه الانتخابات ديكتاتورية حكمه”، مشدداً على أن “عملية انتخابية يقودها الأسد تشكل إهانة للأرواح البريئة التي سقطت خلال النزاع”.
الأمم المتحدة: “كيماوي” سوريا قريباً إلى خارج البلاد
الأمم المتحدة – رويترز
أعلنت رئيسة البعثة التي تشرف على عملية تدمير الأسلحة الكيماوية السورية أن سوريا قامت بتجميع نحو 40 بالمئة من ترسانتها من الأسلحة الكيماوية في حاويات لنقلها خارج البلاد وتدميرها.
وقالت إنه تم نشر قوافل أمنية للتعامل مع العنف حول مدينة اللاذقية الساحلية.
وكان مبعوث سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري حذر من أن الحكومة قد تضطر لتأجيل النقل بسبب الوضع الأمني وقد لا تفي بمهلة أخرى لنقل مكونات برنامجها للغازات السامة خارج البلاد.
وقال دبلوماسيون في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم إن رئيسة البعثة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية “سيجريد كاج” أبلغت المجلس الخميس أنه تم تجميع المواد السامة في 72 حاوية في ثلاثة مواقع مختلفة.
وأبلغت كاج مجلس الأمن في جلسة مغلقة عبر دائرة تلفزيونية من العاصمة السورية دمشق أنه حالما يتم إرسال هذه الحاويات خارج البلاد فإن 90 بالمئة من مخزون سوريا من الأسلحة الكيماوية يكون قد نقل خارج البلاد لتدميره.
وكانت البعثة المشتركة ألحّت على السلطات السورية بضرورة استئناف النقل في أسرع وقت ممكن للوفاء بالجداول الزمنية لإتمام تفكيك برنامج الأسلحة الكيماوية السوري وتدميره”.
يذكر أن الأسد وافق على تدمير أسلحته الكيماوية في أعقاب غضب عالمي من الهجوم الكبير الذي وقع بغاز السارين في الغوطة في آب/أغسطس وقتل المئات.
وأثار الهجوم إمكانية قيام الولايات المتحدة بتوجيه ضربات عسكرية لسوريا لكن واشنطن تراجعت عن الفكرة بعد أن تعهد الأسد بالتخلص من أسلحته الكيماوية.
لكن الحكومة السورية لم تف بمهلة انتهت في الخامس من فبراير الماضي لنقل جميع موادها الكيماوية المعلنة والتي تزن نحو 1300 طن إلى خارج البلاد. ووافقت بعد ذلك على مهلة جديدة.
سوريا.. قصف على الغوطة ومعارك باللاذقية
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
أسفر قصف بلدة المليحة في الغوطة الشرقية المحاصرة من قبل القوات الحكومية قرب العاصمة دمشق، عن مقتل 22 مقاتلا معارضا، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان الجمعة.
وقال المرصد وناشطون إن هناك محاولات اقتحام من القوات الحكومية للبلدة الصغيرة.
وأشار إلى أن القوات الحكومية “جددت قصفها صباح اليوم لمناطق في بلدة المليحة، وترافق ذلك مع تنفيذ الطيران الحربي 6 غارات جوية على البلدة ومحيطها”.
ولفت ناشط في الغوطة إلى أن القصف العنيف دفع بالعديد من سكان المدينة إلى النزوح إلى أماكن مجاورة.
وتعد المليحة جزءا من بلدات وقرى الغوطة الشرقية المحاصرة بشكل تام منذ أكثر من 5 أشهر.
وتطالب المعارضة ومنظمات دولية بفك الحصار عن الغوطة التي تعاني من نقص فادح في أدنى المستلزمات الحياتية والمواد الغذائية والأدوية.
وأكد المرصد السوري أن 22 مقاتلا من كتائب معارضة قتلوا، الخميس، في اشتباكات مع القوات الحكومية في بلدة المليحة ومحيطها.
وقال المرصد إن “طفلة فارقت الحياة”، الخميس، “جراء سوء الأوضاع الصحية ونقص الأدوية والأغذية في الغوطة الشرقية”.
وبدأت القوات الحكومية في مارس 2013 حملة على الغوطة الشرقية، وتمكنت في أكتوبر من تشديد الحصار عليها بعد تقدمها في مناطق عدة في ضواحي العاصمة.
من جهة ثانية، تحدثت الهيئة العامة للثورة السورية عن قتلى وعشرات الجرحى بينهم نساء واطفال وحالات خطرة ودمار كبير في المباني السكنية جراء غارات جوية على مدينة دوما” في الغوطة.
معارك في اللاذقية
وفي غرب البلاد، تستمر المعارك في ريف اللاذقية الشمالي، لا سيما في محيط التلة 45 التي أعلن الإعلام الحكومي استعادتها من مقاتلي المعارضة.
وأفادت الهيئة العامة للثورة، الجمعة، بوقوع “اشتباكات عنيفة في قمة 45 على جبل التركمان بعد معاودة اقتحام جديدة من قبل الكتائب المشاركة في معركة (الأنفال) لقوات النظام التي تجمعت على القمة بالأمس”.
وأطلق مقاتلو المعارضة اسم “معركة الانفال” على الهجوم الذي بدأوه في منطقة كسب في محافظة اللاذقية التي تعتبر من أبرز معاقل القوات الحكومية.
وتمكنوا خلال الأسبوعين الماضيين من السيطرة على مدينة كسب الاستراتيجية ومعبرها الحدودي مع تركيا، وعلى بلدة السمرا المجاورة، وعلى التلة 45 التي تشهد كرا وفرا.
وتكبد الطرفان المتقاتلان في المعركة حتى الآن أكثر من 300 قتيل.
وقال المرصد إن قائد “حركة شام الاسلام” إبراهيم بنشقرون السجين السابق في غوانتانامو المعروف باسم أبو أحمد المغربي، قتل في معارك ريف اللاذقية أمس. كما قتل القائد العسكري للحركة المعروف بأبو صفية المصري.
نشطاء: البراميل المتفجرة تحصد عشرات الضحايا في حلب
أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) — أشار ناشطون سوريون، الجمعة، إلى سقوط ما لا يقل عن 20 قتيلا، وإصابة العشرات، بقصف بالبراميل المتفجرة نفذته مروحية تابعة للجيش السوري على حلب، في حين تحدثت وسائل إعلام رسمية عن دك تجمعات لـ”الإرهابيين” في ريف المحافظة.
وذكرت لجان التنسيق المحلية في سوريا”، التي ترصد وتوثق الأحداث بالداخل، إن القصف استهدف منطقة تسيطر عليها المعارضة.
وبالمقابل، نقلت وكالة الأنباء الرسمية، سانا، عن مصدر عسكري ، إن الوحدات العسكرية استهدفت تجمعات “الإرهابيين” في حلب وريفها وأوقعت أعدادا منهم قتلى وجرحى ودمرت عددا من السيارات المزودة برشاشات ثقيلة.
وتحتدم المواجهات بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية في مناطق عدة من البلاد، ووسط غياب الحلول السياسية يستمر حمام الدم ، الذي أوقع نحو 150 ألف قتيل منذ مارس/آذار عام 2011، وفق تقديرات نشطاء.
المرصد السوري: داعش تقتل 35 من “النصرة” والكتائب الأخرى
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن الدولة الإسلامية بالعراق والشام أو ما يعرف بـ”داعش” قتلت ما لا يقل عن 35 مقاتلا من المنتمين لجبهة النصرة والكتائب الأخرى المقاتلة في الإشتباكات التي دارت بينهم في منطقة بريف الحسكة، السبت.
وذكر المرصد في التقرير المنشور على موقعه الرسمي أن هذه الإشتباكات أسفرت عن “سيطرة الدولة الإسلامية على بلدة مركدة بشكل كامل، وانسحاب عناصر النصرة والكتائب الإسلامية إلى بلدة الصور بالريف الشرقي لدير الزور، كما تأكد مصرع سبعة مقاتلين على الأقل من الدولة الإسلامية في العراق والشام خلال هذه الاشتباكات، فيما وردت معلومات عن أسر الدولة الإسلامية لعدد من مقاتلي النصرة والكتائب الإسلامية المقاتلة.”
وأشار الترير إلى أن “أهمية بلدة مركدة تأتي لموقعها على طريق الإمداد للدولة الإسلامية في العراق والشام من العراق وعلى طريق الحسكة – دير الزور، وتتواجد على تلة مرتفعة، تمكن الدولة الاسلامية من السيطرة النارية على المنطقة المحيطة،وتقع بالقرب من مدينة الشدادي المعقل الرئيسي للدولة الاسلامية في محافظة الحسكة وتعتبر منطلقا لمهاجمة مراكز النصرة والكتائب المقاتلة في محافظة دير الزور وشهدت بلدة مركدة ومحيطها اشتباكات عنيفة بين الدولة الإسلامية في العراق والشام من طرف وجبهة النصرة والكتائب الإسلامية المقاتلة من طرف آخر استمرت لأسابيع.”
الائتلاف الوطني: المجتمع الدولي مسؤول عن تزايد معاناة الشعب السوري
روما (4 نيسان/أبريل) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
حمّل الناطق الرسمي للائتلاف الوطني السوري، لؤي صافي المجتمع الدولي والدول العربية “المترددة” مسؤولية “تزايد معاناة الشعب السوري تحت الهجمات الوحشية لقوات النظام” في دمشق
وطالب الائتلاف في بيان “الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن على وجه الخصوص بعدم الاقتصار على الاستنكار والتنديد، واتخاذ خطوات عملية حازمة، تجاه القتل العشوائي الذي يرتكبه نظام الأسد بحق السوريين”.
وقال صافي “إنّ عدم اتخاذ القوى المعنية بالشأن السوري الخطوات اللازمة لردع النظام او تزويد الثوار بالأسلحة اللازمة ومضادات الطيران، التي تمكنهم من حماية المدن والقرى السورية يطلق يد النظام للتنكيل بالشعب السوري دون خوف من الحساب”.
وأردف الناطق الرسمي للائتلاف “في الحقيقة إن المواقف الدولية، تجاه الثورة السورية، لا تجاري طموحات السوريين، ولا تليق بالمكان الدولي الذي تشغله هذه الدول الكبرى”.
ورأى أنه “من غير المقبول ألا يستطيع مجلس الأمن على مدى ثلاث سنوات من وضع حدّ لما يرتكبه نظام الأسد من جرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانية، خاصة استخدام النظام لطائرات حربية والبراميل المتفجرة وراجمات الصواريخ لقصف المراكز السكانية ، في ظلّ صمت دوليّ وعربيّ غير مقبول، ولا يليق بمبادئ حقوق الإنسان والمجتمع الدولي، اللذان وضعتهما الانتفاضة الشعبية في سورية اليوم على المحك الإنساني والقانوني
المعارضة السورية تتهم الأسد بهجوم جديد بالغاز
بيروت (رويترز) – اتهم نشطاء بالمعارضة السورية مجددا قوات الرئيس بشار الأسد باستخدام غاز سام في الحرب الأهلية في سوريا يوم الخميس وعرضوا لقطات لرجل فاقد للوعي فيما يبدو يرقد على فراش ويعالجه مسعفون.
ويأتي الهجوم المزعوم على حي جوبر في العاصمة دمشق بعد اسبوع من إرسال الحكومة السورية خطابا إلى الامم المتحدة يزعم أن لديها دليلا على أن جماعات لمقاتلي المعارضة تخطط لهجوم بغاز سام في نفس المنطقة.
ولم يتسن لرويترز التأكد من مصدر مستقل من مصداقية اللقطات أو المزاعم بسبب القيود الأمنية على التغطية الصحفية في سوريا.
ونشر نشطاء من المكتب الاعلامي في جوبر الفيديو على موقع يوتيوب لرجل يجري اسعافه بأكسجين ومحاقن. وذكر شخص غير ظاهر على الشاشة تاريخ يوم الخميس وقال إن هجوما ساما وقع في جوبر.
(اعداد عماد عمر للنشرة العربية – تحرير سيف الدين حمدان)
القوات النظامية السورية تصعد عملياتها في الغوطة الشرقية قرب دمشق
رجال يساعدة مسنة على السير بين ركام المباني التي دمرت على ما يبدو في قصف للقوات النظامية على حي الصاخور شمال حلب في 4 نيسان/ابريل 2014
تتعرض بلدة المليحة في الغوطة الشرقية المحاصرة من القوات النظامية قرب دمشق لقصف عنيف وغارات مكثفة اسفرت عن مقتل 22 مقاتلا معارضا الخميس، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان الجمعة.
وقال المرصد وناشطون ان هناك محاولات اقتحام من القوات النظامية للبلدة الصغيرة.
وفي بريد الكتروني، ذكر المرصد السوري ان 22 مقاتلا من كتائب معارضة قتلوا الخميس في اشتباكات مع القوات النظامية في بلدة المليحة ومحيطها. وذكر ان القوات النظامية “جددت قصفها صباح اليوم مناطق في بلدة المليحة وترافق ذلك مع تنفيذ الطيران الحربي ست غارات جوية على في البلدة ومحيطها”.
والمليحة جزء من بلدات وقرى الغوطة الشرقية المحاصرة بشكل تام منذ اكثر من خمسة اشهر. وهي قريبة من بلدة جرمانا المحسوبة على النظام والتي تعرضت الخميس لسقوط قذائف اطلقتها كتائب مقاتلة ما تسبب بمقتل ثلاثة اطفال في حي الدخانية، بحسب المرصد.
ورجح مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن “ان يكون هذا التصعيد يهدف الى اقتحام البلدة”.
وقال ناشط في الغوطة يقدم نفسه باسم ابو صقر-مأمون لوكالة فرانس برس عبر الانترنت ان “هناك محاولات لقوات الأسد لاقتحام البلدة بدأت منذ يومين والجيش الحر يتصدى لها”.
واضاف ان “الجيش النظامي مدعوم من دبابات وعربات شيلكا وطيران ميغ، ومن جيش الدفاع الوطني وميليشيات عراقية مثل +لواء أسد الله الغالب+”، مشيرا الى ان القصف العنيف دفع بالعديد من سكان المدينة الى النزوح الى اماكن مجاورة، والى ان المعارك عنيفة في محيط البلدة.
وبدأت قوات النظام في آذار/مارس 2013 حملة على الغوطة الشرقية، وتمكنت في تشرين الاول/اكتوبر من تشديد الحصار عليها بعد تقدمها في مناطق عدة في ضواحي العاصمة. وتطالب المعارضة ومنظمات دولية بفك الحصار عن الغوطة التي تعاني من نقص فادح في ادنى المستلزمات الحياتية والمواد الغذائية والادوية.
وقال المرصد ان “طفلة فارقت الحياة” الخميس “جراء سوء الأوضاع الصحية ونقص الأدوية والأغذية في الغوطة الشرقية”.
كما اشار الى وفاة رجل للاسباب نفسها في مخيم اليرموك في جنوب دمشق المحاصر ايضا.
من جهة ثانية، تحدثت الهيئة العامة للثورة السورية عن “شهداء وعشرات الجرحى بينهم نساء واطفال وحالات خطرة ودمار كبير في المباني السكنية جراء غارات جوية على مدينة دوما” في الغوطة.
في غرب البلاد، تستمر المعارك في ريف اللاذقية الشمالي، لا سيما في محيط التلة 45 التي اعلن الاعلام الرسمي للنظام استعادتها من مقاتلي المعارضة.
وافادت الهيئة العامة للثورة في بريد الكتروني قبل ظهر الجمعة عن “اشتباكات عنيفة في قمة 45 على جبل التركمان بعد معاودة اقتحام جديدة من قبل الكتائب المشاركة في معركة +الأنفال+ لتجمعات قوات النظام التي تجمعت على القمة بالأمس”.
واطلق مقاتلو المعارضة اسم “معركة الانفال” على الهجوم الذي بدأوه في منطقة كسب في محافظة اللاذقية التي تعتبر من ابرز معاقل النظام السوري.
وتمكنوا خلال الاسبوعين الماضيين من السيطرة على مدينة كسب الاستراتيجية ومعبرها الحدودي مع تركيا، وعلى بلدة السمرا المجاورة، وعلى التلة 45 التي تشهد كرا وفرا.
وتكبد الطرفان المتقاتلان في المعركة حتى الآن اكثر من 300 قتيل.
وقال المرصد ان قائد “حركة شام الاسلام” ابراهيم بنشقرون السجين السابق في غوانتانامو المعروف باسم أبو أحمد المغربي، قتل في معارك ريف اللاذقية امس. كما قتل القائد العسكري للحركة المعروف بأبو صفية المصري.