أحداث الجمعة 10 تشرين الأول 2014
«داعش» يقضم أحياء عين العرب ويدمرها
لندن، بوسطن، أنقرة، بيروت – «الحياة»، أ ف ب، رويترز –
يزحف تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) ببطء داخل مدينة عين العرب (كوباني) الكردية شمال سورية قرب حدود تركيا، ويقضم أحياءها ويدمرها، في وقت أكدت أنقرة أنها لن ترسل جنوداً لإنقاذها، بالتزامن مع إعلان «حلف شمال الأطلسي» (ناتو) أن إقامة المنطقة العازلة على حدود تركيا مع سورية ليست على جدول الأعمال بعد.
وأعلنت القيادة المركزية الأميركية في بيان أمس، أن الجيش الأميركي شن خمس ضربات جوية قرب مدينة عين العرب في اليومين الماضيين ألحقت أضراراً بمعسكر تدريب لـ «داعش» ودمرت مبنى وعربتين وأصابت وحدة كبيرة وأخرى صغيرة تابعتين للتنظيم. وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن تقدم عناصر «داعش» في المدينة «مأساة لأنها تجسد شرور داعش، لكن ذلك لا علاقة له بالإستراتيجية أو الإجراءات الكاملة لما يحدث رداً على داعش». وأضاف: «لم يبق أمامنا سوى بضعة أسابيع لبناء التحالف. وما زال يجري توزيع المهمات. والهدف الرئيس لهذا المجهود هو إتاحة المجال للعراق حتى تكتمل حكومته ويبدأ الهجوم المضاد».
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن عين العرب شهدت «اشتباكات عنيفة جداً منذ مساء (أول من) أمس، تمكن خلالها تنظيم الدولة الإسلامية من تحقيق مزيد من التقدم، فاحتل مبنى الأسايش (الأمن الكردي) وبات يسيطر على أكثر من ثلث عين العرب»، لافتاً إلى «حرب شوارع تدور في المدينة، ويقاوم مقاتلو وحدات حماية الشعب بشراسة في مواجهة آليات وسلاح متطور يملكه التنظيم»، مشيراً إلى أن «التقدم يبقى بطيئاً نتيجة هذه المقاومة وبسبب الغارات التي تنفذها مقاتلات التحالف».
وكان الناطق باسم وزارة الدفاع (بنتاغون) جون كيربي، حذر من أن غارات التحالف «لن تقدم حلاً لإنقاذ» عين العرب، مؤكداً أنه لإلحاق الهزيمة بالتنظيم «يجب أن تكون هناك جيوش قادرة، معارضة سورية معتدلة… ليس لدينا في الوقت الحالي شريك متطوع قادر وفعال على الأرض داخل سورية. إنها الحقيقة».
من جهة أخرى، قال وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو بعد لقائه الأمين العام لـ «الأطلسي» ينس ستولتنبرغ في أنقرة: «من غير الواقعي التفكير بأن تشن تركيا لوحدها عملية برية»، مجدداً التأكيد أن «السلام لن يعم أبداً بشكل فعلي في سورية من دون رحيل بشار الأسد ونظامه».
ووصل منسق التحالف الدولي- العربي ضد «داعش» الجنرال الأميركي المتقاعد جون آلن الخميس إلى أنقرة في محاولة لإقناع تركيا بالتدخل عسكرياً. وقال ديبلوماسي تركي: «نحن وحلفاؤنا لدينا بعض المشاكل، لكن يمكن حلها».
من جانب آخر، قال ستولتنبرغ إن فكرة إقامة المنطقة العازلة بين سورية وتركيا «ليست مدرجة بعد على جدول محادثات الأطلسي». وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش، إن «مجلس الأمن الدولي هو من يجب أن يتخذ القرار بإقامة هذه المناطق» العازلة.
في غضون ذلك، بث نشطاء فيديو أظهر إسقاط طائرة مروحية فوق بلدتي النبل والزهراء في ريف حلب شمالاً بصاروخ حراري، ما رفع إلى اربع عدد الطائرات التي أسقطت خلال يومين. وأظهر الشريط إطلاق مقاتلين صاروخاً محمولاً على الكتف أسقط طائرة مروحية في ريف حلب، في وقت واصل مقاتلو المعارضة السورية تقدمهم إلى «مؤسسة معامل الدفاع» التي تضم أحد أكبر مخازن السلاح ومصانع الذخيرة في البلاد، حيث سيطروا أمس على سبع قرى.
وفي المقابل، قال ناشطون إن النظام حقق بعض التقدم في حي جوبر الدمشقي والذي يحاول منذ شهور استعادة السيطرة عليه.
“داعش” يسيطر على “المربع الأمني” للأكراد في كوباني
بيروت- أ ف ب
سيطر عناصر تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) اليوم الجمعة على “المربع الامني” لوحدات حماية الشعب الكردية في مدينة عين العرب (كوباني) الحدودية مع تركيا في شمال سورية، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة “فرانس برس” “سيطر مقاتلو تنظيم الدولة الاسلامية على “المربع الامني” في عين العرب” الواقع في شمال المدينة، والذي يضم مقرات وحدات الحماية و”الاسايش” (قوات الامن الكردية) والمجلس المحلي للمدينة.
وأشار عبدالرحمن الى ان مقاتلي “داعش” “يتوغلون في المدينة”، وانهم “سيطروا على 40 في المئة على الأقل منها”، موضحاً ان “السيطرة على المربع الأمني تتيح لعناصر تنظيم “داعش” التقدم نحو المعبر الحدودي مع تركيا الى الشمال من المدينة”، مشيراً الى ان تمكنهم من السيطرة على المعبر “يعني محاصرتهم للمقاتلين الاكراد في عين العرب” من الجهات الاربع.
وكان أفاد “المرصد” بأنّ مقاتلي وحدات “حماية الشعب” الكردية حاولوا الدفاع عن “المربع الأمني” صباح اليوم، في وجه تقدم عناصر تنظيم (داعش) نحوه.
ودارت المعارك حول “المربع الامني” بعد أن سيطر مقاتلو “داعش” أمس الخميس على مبنى قوات الأمن الكردية (الأسايش) الذي يختبأ فيه المقاتلون.
وأضاف: المرصد “ان الجهاديين طوّقوا صباحاً شمال عين العرب للوصول إلى المعبر الحدودي مع تركيا”، موضحاً أنّ التهديد التي تمثله غارات “التحالف الدولي” دفع مقاتلي التنظيم “إلى نقل الذخيرة عبر الدراجات النارية”.
ونزح نتيجة هجوم “داعش” على بلدة عين العرب أكثر من 300 ألف شخص وقتل أكثر من 400 معظمهم من مقاتلي الطرفين منذ 16 أيلول (سبتمبر).
نورا تركت فرنسا للجهاد في سورية: هنا عالم ديزني!
باريس – رويترز
جاب فؤاد سائق الشاحنة الفرنسي الجنسية والمغربي الأصل سورية بمفرده لإنقاذ شقيقته نورا ذات الخمسة عشر ربيعاً من أيدي جماعة إسلامية.
وقال فؤاد البالغ من العمر 37 عاماً: “عندما رأتني أدخل الغرفة (مكان الإحتجاز) لم تستطع أن تتوقف عن البكاء والتشبث بي.عندما طلبت منه المجيء معي صرخت قائلة: لا أقدر”.
وأضاف: “قبل سفرها إلى سورية في شهر كانون الثاني (يناير)، كانت أختي طالبة مجتهدة في المرحلة الثانوية وشديدة التأثر وتحب أفلام “ديزني”، لكن لديها شخصية مزدوجة، إذ كانت تملك هاتف محمول وحسابين على “فايسبوك”. في المقابل، كان لديها ملابس اسلامية احتفظت بها سراً ولم تخبر عنها أسرتها.
وعندما دخلت على حسابها الثاني عالى “فايسبوك”، كان مليئاً بدعوات للجهاد وصور لجثث ممزقة الأوصال لأطفال سوريين. وبعد ثلاثة أيام وصلتنا رسالة منها تقول فيها إنها “في حلب وسعيدة” وكأنها في “عالم ديزني”.
وأخذته محاولة أعادتها للبيت إلى حدود تركيا مع سورية، حيث تسلمه متشددون اسلاميون ونقلوه في سيارة إلى مدينة ( رفض ذكر اسمها)، مليئة بالأجانب ولكل جنسية متاجرها الخاصة بما في ذلك منطقة كل من فيها يتحدث باللغة الفرنسية”.
وتعيش شقيقته الآن مع المساعد المقرب من أمير الجماعة وتتولى رعاية أطفال الجهاديين في النهار.
وفي وقت سابق هربت من زيجة قسرية رتبها فرنسي من الذين يتولون جلب المجندين الى الجماعات الاسلامية وعاد هذا الرجل الآن إلى فرنسا حيث تحتجزه السلطات.
وقال فؤاد إن شقيقته ذكرت أن هذا الرجل مسؤول التجنيد فرنسي من أصل مغربي وعضو سابق في جبهة النصرة عاد إلى فرنسا في ايلول (سبتمبر) الماضي وبدأ التحقيق رسمياً معه في عدة اتهامات تتصل كلها بالارهاب.
وتابع: “إن نورا أبلغته أن أول محطة عند مجيئها إلى سورية كانت في حلب”، ممتعناً عن ذكر موقع احتجازها لأنّ الشرطة الفرنسية طلبت منه ذلك.
وكانت تطلب دائما من أسرتها إنقاذها، واصفة الجماعة بـ” الكاذبين و المنافقين”، لكنّ أمير الجماعة حذرها وطلب منها البقاء.
وفي كثير من الأحيان تقع الفتيات الغربيات في سن المراهقة في فخّ نساء أكبر سناً مكلفات بتجنيد الفتيات كثيرات منهن يعشن في أوروبا ويستخدمن وسائل التواصل الاجتماعي والهاتف والتظاهر بالصداقة لاقناعهن بالعمل الخيري في مناطق الحرب.
في المقابل، يتمّ اقناع الفتيات المسلمات بالقول لهنّ أنّ هذا العمل هو “جهاداً في سبيل الله”.
وأعطى مقطع فيديو سجلته إمرأة سرا في مدينة الرقة السورية الخاضعة لسيطرة “الدولة الاسلامية”(داعش) وأذاعته الشهر الماضي قناة “فرانس 2 التلفزيونية” لمحة عن واقع هؤلاء الفتيات،إذ ظهر فيه إستدعاء لشرطة “داعش” لأنّ إحدى البنات لم ترتدي النقاب كما يجب.
ورغم أن النساء لا يشاركن في القتال وإن كن يشكلن بعض وحدات الشرطة فإن بيوتهن تكون قريبة من مناطق القتال وعرضة لقصف طائرات قوات التحالف. ومن تندم على مجيئها ليس أمامها أمل يذكر في الهرب.
وقال مسؤولون و خبراء أوروبين في الإرهاب إنّ “نسبة الفتيات نحو عشرة في المئة من مجموع المسافرين إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الإسلاميين”.
وقالت المسؤولة في وحدة فرنسا دنيا بوزار والّتي تعمل على اقناع الفتيات بعدم السفر، إنّ “جميع الفتيات اللاواتي سافروا من فرنسا لإلى تلك البلاد توفّين”.
وتابعت بوزار التي تتابع 130 أسرة: ” يقلقني اتجاه الأطفال إلى التشدد الديني وأنّ احتمال عودة شابة من أيدي “داعش” أو غيرها من الجماعات الاسلامية يكاد يكون مستحيلاً”.
في المقابل، قالت سيفيرين ميهولت التي اختفت ابنتها سارة من بيتها في جنوب فرنسا قبل ستة أشهر إنها “تعتقد أن ابنتها ذات السبعة عشر عاما تعيش في ظل رقابة لصيقة”.
وأضافت أنه “عندما نتحدث سوياً تؤكد لي دائماً أنها بخير، لكنني على يقيين أن أحداً ما يراقب المكالمة ويجبرها على ترديد الكلام “.
وفي حين ركزت الحكومات الغربية على الشبان الذين سافروا إلى سورية والعراق من أجل “الجهاد” بدأ المسؤولون الأمنيون في أوروبا يبدون انزعاجهم لسفر عدد من الفتيات إلى هناك.
وقال المسؤولون الأمنيون وخبراء التشدد إن “كثيراً من النساء اللاتي يتجهن للتشدد ينحدرن من بيوت مسلمة باعتدال. لكن بعض المتطوعات من أسر ملحدة أو كاثوليكية أو يهودية منها الغني والفقير ومنها من نشأ في المدن ومن نشأ في الريف”.
وقال رئيس الاستخبارات الداخلية الالمانية هانز جورج ماسن في جلسة أخيراً في البرلمان “رومانسية الجهاد واضحة جدا في الدعاية وتستخدمها النساء لتجنيد أخريات”، مضيفاً إنّ “توجد مشاعر حقيقية عارمة تجاه حركات السلفية الالمانية في الوقت الحالي والناس يريدون الإنضمام لهذه الدولة”.
وقال إن “عشرة في المئة من بين 400 شخص سافروا من ألمانيا إلى سورية من النساء. ويقدر المسؤولون الفرنسيون أن نحو ألف شخص سافروا إلى سورية من بينهم 60 إمرأة”.
وقال خبير الارهاب في كلية “الدفاع الوطني” في السويد، ماجنوس رانستورب إن “عدد الجهاديين الذين سافروا من السويد يبلغ 85 من بينهم من 15 إلى 20 إمرأة”، مضيفةً “إن النساء يردن أن يتزوجن شهداء، فكرة الجنة والحياة الأخرى تستحوذ عليهن وهو ما يجعل الأمر أشبه بعقيدة الموت لأنّه أهم من الحياة”.
إسرائيل تعرف أن «حزب الله» ليس في وارد خوض حرب معها… لكنها تستعد
القدس المحتلة – آمال شحادة
يــجــمع الـــقـادة الإسرائــيــلـيون، السياسيون والعسكريون، على أن الحادثين اللذين وقعا خلال يومين في الأسبوع الجاري في منطقة شبعا، هما مجرد حادثين منفردين. ويشبّهون هذين الحادثين بحادث تسلل الطائرة السورية التي تم إسقاطها قبل أسبوعين فوق الأجواء الجولانية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967. ولكن هناك قوى، ما زالت تعتبر أقلية ترى أنه «من الصحي أكثر النظر إلى الحادثين كجزء من سلسلة طويلة من الأحداث التي وقعت في السنة الأخيرة على الحدود الشمالية – في لبنان وسورية – والتي تشير في شكل واضح إلى وجود بصمات لـ «حزب الله»، والاستيعاب بأن التنظيم الشيعي ينوي تغيير شروط اللعبة، بل بدأ في تغييرها».
وتحذر هذه القوى من أن «حزب الله» يستمد تشجيعاً من الحرب في قطاع غزة ليوجه ضربات إلى الجيش الإسرائيلي، من خلال الاقتناع بفرضية تقول إن «إسرائيل لا تريد الحرب مع لبنان خوفاً من القصف الصاروخي»، وإن اعتراف «حزب الله» وتباهيه بهذه العمليات يأتي بعد أيام فقط من قول رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، بيني غانتس، بأن جيشه نجح في سياسة ردع «حزب الله» طيلة 8 سنوات (أي منذ 2006).
ويقول أحد القادة البارزين من هذه القوى، في تصريح لصحيفة «يديعوت أحرونوت» رفض فيه الإفصاح عن اسمه: «الخط الحدودي يتغير أمام ناظرينا، ويمكن ملاحظة ازدياد وجود نشطاء «حزب الله»، بعضهم بالزي العسكري وبعضهم غير مسلح. كما يمكن رؤية الكثير من أعلام «حزب الله» في القرى الحدودية، وملاحظة سياسة جديدة للتنظيم تنجح بردع إسرائيل أيضاً».
وعزا هذا المسؤول تحركات «حزب الله» إلى أنها جاءت رداً على قيام إسرائيل بتغيير قواعد اللعبة. ويضيف: «يبدو أنه ليس مصادفة أننا لا نسمع عن هجمات لسلاح الجو الإسرائيلي ضد تهريب الأسلحة من سورية إلى لبنان. ففي شباط (فبراير) الأخير تم الهجوم جواً على قافلة كانت تقل شحنة من الصواريخ المتطورة المضادة للطائرات من سورية إلى لبنان. وأوضح نصرالله بواسطة أحد الصحافيين المقربين منه أنه لن يسكتت على ما أسماه «تغيير شروط اللعبــة من جانب إسرائيل» بعد قيامها، وفق ما نشــر، بمهاجمة الأراضي اللبنانية. ومنذ ذلك الحين شاهدنا سلسلة من العمليات ضــد قوات الجيش الإسرائيلي في المنطقة اللبنـانية وفي الجانب الشمالي من الحدود مع سورية، والتي وإن لم يعلن «حزب الله» مسؤوليته عنها، إلا أنه كان واضحاً تورطه فيها. ففي آذار (مارس) تم تفعيل عبوتين ضد دورية عسكرية إسرائيلية على جبل روس، تزن كل واحدة منهما 20 كيلوغرماً.
وكان يمكن حادثاً كهذا أن ينتهي بأربعة قتلى وجر إسرائيل إلى حرب لا ترغب فيها، وفي وقت لاحق جرت محاولة لزرع عبوة استهدفت كتيبة المظليين 202 على الحدود السورية، وفي تلك الحادثة، أيضاً، انتهى الأمر، لحسن الحظ، إلى عدم وقوع ضحايا وإنما إصابات فقط. وفي المقابل وقعت ثلاثة أحداث أخرى لم يكشفها الرادار الإعلامي. وكان التقدير يومها بأن «حزب الله» يحاول توجيه ضربات خفيفة لإسرائيل من دون المخاطرة بحرب، فهو ينشغل الآن في الحرب السورية، ولديه مشاكله الداخلية مع تنظيمات الجهاد العالمي التي تهدد باحتلال أجزاء من سورية ولبنان. ولكن «حزب الله» قرر أن يتحدى إسرائيل».
تصعيد يلائم الاسرائيليين
لقد جاء تصعيد «حزب الله» ملائماً جداً لسياسة الجيش الإسرائيلي، إذ إنه كان في أوج الانشغال في حربه على الموازنة. فهو يطالب بزيادة حوالى 3 مليارات دولار، مدعياً أنه لم يبنِ قوته كما يجب لمواجهة التحديات الجديدة، ولم يدرب قوات الاحتياط ولم يتزود بالأسلحة المطلوبة لحربه المقبلة على الجبهة الشمالية مع «حزب الله». وقد حاولت وزارة المالية الإسرائيلية صد ادعاءات الجيش لكي تقلص هذه الزيادة إلى 900 مليون دولار – فقط – ما دفع الجيش إلى الخروج بحملة واسعة لحشد التأييد الشعبي والإعلامي لمطالبه. وراح الخبراء المختصون في شعبة الاستخبارات العسكرية، يستدعون الصحافيين لتجنيدهم في هذه المعركة قائلين: «إن حزب الله يعمل الآن على مستوى الجاهزية العليا لقواته. وإضافة إلى حقيقة امتلاكه 100 ألف صاروخ، فإن ثلث قواته النظامية، قرابة 5000 محارب، يحاربون في سورية ويكتسبون التجربة العسكرية الكبيرة في مجال الحرب داخل المناطق المأهولة. ويتدرب رجاله على إطلاق الصواريخ ويحضر معدات متطورة إلى لبنان. هكذا مثلاً، تم نقل صواريخ قصيرة المدى من سورية، كتلك التي استخدمها الأسد لتدمير الأحياء. ويصل مدى هذه الصواريخ إلى سبعة كيلومترات ويمكن كل واحد منها حمل مئات الكيلوغرامات من المواد الناسفة، الأمر الذي سيجعل الضرر الذي تسببه لبلدات خط المواجهة في الجليل والمقار العسكرية على الحدود الشمالية يختلف تماماً عن الضرر الذي سببته قذائف الهاون التي أطلقتها «حماس» من غزة».
ويؤكد هؤلاء أنه «حتى وإن كان «حزب الله» لا يملك، حالياً، مصلحة في بدء الحرب، فإنه يجب التعامل في شكل جدي مع سلسلة الأحداث التي وقعت في الشمال والتذكر بأن «حزب الله» خطط لحرب لبنان الثانية وندم عليها، وهكذا، أيضا، انجرت «حماس» إلى الحرب في غزة، من دون أن ترغب فيها. وعلى الجيش الإسرائيلي زيادة جاهزيته واستخلاص العبر من «الجرف الصامد» بأسرع ما يمكن، كي لا تقود مواجهة أخرى إلى حرب غير مخططة».
وبهذه الطريقة تمكن الجيش من الحصول على 1.5 مليار دولار فوراً لزيادة موازنته، وحصل على وعد من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بأن يزيد هذا المبلغ «وقت الحاجة» و «حسب الحاجة». ويفترض أن يشهد الجيش تغييراً في تدريباته حالياً.
الحرب المقبلة
التحضير للحرب لا يعني بالضرورة أن الحرب واقعة، ولكن التجارب تعلم أن مثل هذا التحضير قد يجر رجليك إلى الحرب حتى لو لم تكن ترغب بها. فكم بالحري عندما يكون هناك الكثير من المطالبين بالحرب؟
يوجد في إسرائيل من يطالب الحكومة بألّا تنتظر حتى يقرر «حزب الله» التصعيد الحربي، وفق مزاجه وتوقيته ومصالحه. ويكتب وزير الدفاع السابق، موشيه أرنس: «إن قطع الرؤوس الذي نفذه جلاد تنظيم «الدولة الإسلامية» كان السبب الوحيد الذي أيقظ العالم الغربي على أخطار الإرهاب الإسلامي. فبعد بث العمل الفظيع على شاشة التلفزيون شكل الرئيس أوباما تحالفاً لمحاربة الإرهابيين، وعلى الفور بدأ بقصف أهداف التنظيم. يعرف أوباما وقادة الدول التي انضمت إلى التحالف أن إسرائيل تحارب الإرهاب الإسلامي منذ سنوات طويلة، ولوحدها. إنها تحارب «حزب الله» الممول والمسلح والموجه من إيران – دولة الإرهاب التي وصلت إلى مراحل متقدمة في إنتاج سلاح الإرهاب البديل – القنبلة النووية، وتحارب «حماس»، التنظيم الذي يحمل أيديولوجية مشابهة لـ «الإخوان المسلمين» والمسلح، أيضا من جانب إيران. في الولايات المتحدة وأوروبا يعتبر «حزب الله» و «حماس» تنظيمين إرهابيين، ومع ذلك فان إسرائيل تحظى بتأييد طفيف في حربها ضدهما، بل تتعرض أحياناً للانتقاد بسبب محاربتها لهما».
ويضيف: «هل يوجد حقاً، فارق بين «داعش و «حماس» و «حزب الله»، يمكنه تفسير الفارق في التعامل معها، وحقيقة عدم تشكيل تحالف لمحاربة «حماس» و «حزب الله»؟ «داعش» و «حماس» و «حزب الله» هي صور متشابهة للإرهاب الإسلامي. «داعش» و «حماس» هما تنظيمان سنّيان، و «حزب» الله تنظيم شيعي، ولكنْ لديها عامل مشترا هو أن ثلاثتها تعتبر الغرب عدواً وتطمح إلى تدمير دولة إسرائيل. هذه التنظيمات وغيرها من تنظيمات الإرهاب الإسلامي، ك «القاعدة» و «جبهة النصرة» تحمل كلها ذات «الجينات» التي تدعو إلى تدمير إسرائيل».
ويقول أرنس إنه «يجب عدم الوقوع في الخطأ. «حزب الله»، هو أيضا، اعتبر ذات مرة تنظيماً له أهداف محددة: طرد الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان. ولكن بعد انسحاب إسرائيل من الحزام الأمني في جنوب لبنان عام 2000، واصل «حزب الله» نشاطه الذي يهدف إلى تدمير إسرائيل. لذلك، فإن هدفه المحدود، ظاهرياً، لم يكن الإنتاج خيال المراقبين الذين يجهلون الحقائق. التعامل مع «داعش» على أنه الخطر الإرهابي الوحيد في العالم، ينبع عن قصر نظر. ولسوء الحظ، فإن هذا الخطر أكبر بكثير ويشمل «القاعدة» و«حماس» و«حزب الله» و«جبهة النصرة»، وفوقها جميعا، إيران».
دي ميستورا يدعو تركيا إلى “منع وقوع مذبحة” في كوباني
جنيف – رويترز
دعا المفوض الخاص للأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا السلطات التركية اليوم الجمعة إلى “السماح للسوريين الأكراد بعبور الحدود مع سورية لمنع مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) من ارتكاب مذبحة في مدينة كوباني”.
ولا يزال هناك ما بين 500 و700 شخص معظمهم من كبار السن في كوباني.
وقال دي ميستورا في مؤتمر صحافي عقده في جنيف: “يجب أن يبذل الجميع ما بوسعهم لمنع هذا. أتمنى ألا نرى أناساً يذبحون”. وأضاف: “أتذكرون سريبرينيتسا في يوغوسلافيا السابقة؟”.
الى ذلك، سيطر عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) اليوم الجمعة على “المربع الأمني” لوحدات حماية الشعب الكردية في مدينة عين العرب (كوباني) الحدودية مع تركيا في شمال سورية، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.
“داعش” سيطَر على أكثر من ثُلث كوباني واشنطن تكثّف ضغوطها على أنقرة للتحرّك
زادت واشنطن أمس ضغوطها على أنقرة للانخراط أكثر في مكافحة تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) الذي يواصل مقاتلوه تقدمهم في مدينة كوباني الحدودية المعروفة ايضاً بعين العرب والذين استولوا على أكثر من ثلث المدينة بعدما وصلتهم تعزيزات اضافية من المناطق المجاورة، على رغم تكثيف الائتلاف الدولي غاراته على مواقع التنظيم المتشدد في الايام الاخيرة.
وباتت المعركة على كوباني اختباراً رئيسياً مبكراً للحملة الجوية التي تقودها الولايات المتحدة والرامية الى دحر “الدولة الاسلامية” وتدميرها في نهاية المطاف، ووترت العلاقات مع أنقرة، العضو في حلف شمال الاطلسي التي تختلف وواشنطن على الاستراتيجية البعيدة المدى في سوريا.
وصرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية جنيفر بساكي بأن “اجراءات عاجلة وسريعة ضرورية لوقف القدرات العسكرية للدولة الاسلامية، والجنرال (جون) آلن و(مساعده) السفير (بريت) ماغورك سيقولانها بوضوح اثناء اجتماعاتهما مع مسؤولين اتراك”. ولاحظت ان “تركيا في موقع جيد للمساهمة في جهود الائتلاف لالحاق الهزيمة بالدولة الاسلامية: تعاون عسكري وتجميد تمويلات للارهاب ووقف تدفق المقاتلين الاجانب وتقديم مساعدة انسانية وسحب مشروعية الايديولوجيا المتطرفة من الدولة الاسلامية”، موضحة “أننا نتحدث عن جهود على المدى الطويل، وان قسما من المحادثات (بين مسؤولين اميركيين وأتراك) سيتناول مساهمة عسكرية”.
وفي مواجهة الانتقادات الاميركية واتهامات الاكراد لأنقرة بعدم القيام بأي تحرك لانقاذ المدينة، صرح وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو بانه “من غير الواقعي” التفكير في أن تقوم تركيا وحدها بتدخل عسكري بري ضد التنظيم المتشدد.
وقال للصحافيين في ختام لقاء والامين العام لحلف شمال الاطلسي ينس شتولتنبرغ في انقرة: “من غير الواقعي التفكير في أن تشن تركيا وحدها عملية برية”.
وعلق مصدر رفيع في حكومة أنقرة: “نرفض بشدة المزاعم عن مسؤولية تركيا عن تقدم الدولة الإسلامية… حلفاؤنا وخصوصاً الإدارة الأميركية تلكأوا طويلا قبل أن يقرروا التحرك في مواجهة الأحداث الكارثية التي تقع في سوريا”.
وكان مجلس النواب التركي قد وافق رسميا قبل اسبوع على عملية عسكرية تركية ضد التنظيم المتطرف في العراق وسوريا، لكن الحكومة رفضت التورط حتى الان خشية ان يعزز التدخل ضد “داعش” نظام الرئيس السوري بشار الاسد الذي تدعو الى اسقاطه.
وكرر وزير الخارجية التركي ان “السلام لن يعم في شكل فعلي في سوريا من دون رحيل بشار الاسد ونظامه”.
لكن بساكي لفتت أمس الى أن مهاجمة نظام الاسد “ليس هدف ائتلافنا الدولي، ولا هدف الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة”.
وأوضح مسؤولون أميركيون أن واشنطن تتحدث مع تركيا في أمور أخرى يمكنها القيام بها، اضافة الى ارسال قوات برية الى الميدان، منها السماح لمقاتلات الائتلاف بالتحليق فوق الاراضي التركية وباستخدام قاعدة أنجيرليك الجوية للتدريب ولأمور لوجيستية، وتجهيز القوات السورية المعتدلة التي تقاتل الاسد.
موسكو
في غضون ذلك، شددت موسكو على ان اقامة منطقة عازلة في شمال سوريا ينبغي أن تكون بموجب قرار لمجلس الامن.
وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش بأن “مجلس الامن هو من يجب ان يتخذ القرار في شأن تلك المناطق”.
وانتقد مجدداً الغارات الاميركية في سوريا، قائلا إن “الاعمال التي لم تقرها (الامم المتحدة) للاميركيين في سوريا يستخدمها موجهو الايديولوجيات لدى المتطرفين لتأجيج مناخ التشدد”. وأكد أن عدم التنسيق مع دمشق يؤثر على فاعلية غارات الائتلاف.
كيري – لافروف
ويلتقي وزيرا الخارجية الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف الثلثاء المقبل في باريس للبحث في الازمة الاوكرانية والنزاع في سوريا.
وأعلن عن هذا اللقاء للوزيرين بينما يكثف الغربيون جهودهم الديبلوماسية لانقاذ وقف لنار الذي يتعرض للخرق باستمرار في شرق اوكرانيا.
وهو يندرج في اطار جولة جديدة لكيري المتوقع وصوله في 12 تشرين الاول الى القاهرة للمشاركة في مؤتمر دولي لاعمار غزة، ثم الى فيينا في 15 منه لحضور جولة جديدة من المفاوضات في شأن البرنامج النووي الايراني.
وخلال لقائه الصحافيين في بوسطن أمس، قال كيري إن تقدم مسلحي “داعش” في كوباني مأساة، لكنه كرر ما سبق له أن لمح اليه الاربعاء من أن المدينة لا تدخل في اطار الاستراتيجية الاميركية في المنطقة للمدى الطويل.
ايران
وبدأت ايران على ما يبدو محادثات مع أنقرة في محاولة لاقناعها بمنع المسلحين من الاستيلاء على كوباني، الا أنها جددت تحذيرها اياها القيام بأي عمليات برية في سوريا.
ونقلت وكالة الجمهورية الاسلامية الايرانية للأنباء “ارنا” عن نائب وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان: “قدّرنا من خلال محادثاتنا الاولى مع تركيا، ان هذا البلد لا يدعم تفاقم الازمة في المنطقة، ونأمل في انه سيضطلع بدور ايجابي”.
الوضع الميداني
وبالنسبة الى الوضع الميداني في كوباني، أفاد الجيش الأميركي أن القوات الكردية صامدة على ما يبدو في المدينة، بعد غارات جوية جديدة على المنطقة استهدفت معسكر تدريب ومقاتلين من المتشددين.
لكن “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقرا له، أكد أن التنظيم تقدم في المدينة أمس.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: “يسيطر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام على أكثر من ثلث كوباني… كل المناطق الشرقية وجزء صغير من الشمال الشرقي ومنطقة في الجنوب الشرقي”.
الغوطة الشرقية
على صعيد آخر، أفاد المرصد ان 25 شخصا على الاقل، بينهم اربعة اطفال، قتلوا أمس في غارات لسلاح الجو السوري قرب دمشق. وقال إن الغارات استهدفت مناطق في مدينة عربين بالغوطة الشرقية، شرق العاصمة السورية، وأنها اوقعت ايضا عشرات الجرحى بينهم “حالات خطرة”.
المقاومة الكردية والغارات تمنع التقدّم السريع لـ”الدولة الإسلامية” في كوباني أنقرة لن تُرسل جنوداً إلى سوريا وواشنطن تستبعد إنقاذ المدينة من الجو
المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)
يواصل تنظيم “الدولة الاسلامية” تقـدمه البطيء داخل عين العرب (كوباني بالكردية) السورية وبات يسيطر على اكثر من ثلث المدينة على رغم الغارات الجوية التي يشنها الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، بينما أعلنت تركيا انها لن ترسل جنودها الى سوريا. وبات على المقاتلين الاكراد الذين يدافعون عن كوباني ان يتكلوا على انفسهم فحسب بعد تسليم واشنطن بأن الغارات الجوية وحدها ليست كافية لانقاذ المدينة.
قال مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقرا له: “تشهد مدينة عين العرب اشتباكات عنيفة جدا منذ مساء (أول من) امس تمكن خلالها تنظيم الدولة الاسلامية من تحقيق مزيد من التقدم، فاحتل مبنى الاسايش (الامن الكردي) في شمال شرق المدينة، وبات يسيطر على اكثر من ثلث عين العرب”.
وقتل ليلا القيادي في “الاسايش” سيدو جمو خلال المعارك العنيفة التي تمكن خلالها التنظيم المتطرف من السيطرة على مبنى الجهاز الامني في محيط ما يعرف بـ”المربع الامني الحكومي”.
وسقط جمو مع عدد من رجاله خلال المعركة. كما سقط عدد كبير من المقاتلين من الطرفين. وأشار المرصد الى ان “الحصول على حصيلة صعب جدا في ظل المعارك وصعوبة الاتصالات”.
وتحدث عبد الرحمن عن “حرب شوارع تدور في المدينة، ويقاوم مقاتلو وحدات حماية الشعب بشراسة في مواجهة آليات وسلاح متطور يملكه التنظيم”، موضحا ان “التقدم يبقى بطيئا نتيجة هذه المقاومة وبسبب الغارات التي ينفذها طيران الائتلاف العربي الدولي”.
وسجلت صحافية في الجانب التركي من الحدود اربع غارات جوية الخميس استهدفت اثنتان منها موقعا في جنوب غرب المدينة حيث ارتفعت سحابة من الدخان الكثيف، كما كان تبادل اطلاق النار مسموعا.
وقالت القيادة المركزية الاميركية المكلفة الشرق الاوسط وآسيا الوسطى في بيان: “لا تزال الميليشيات الكردية تسيطر على القسم الاكبر من المدينة وتقاوم جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية”. واضافت ان خمس غارات شنت على مقاتلي “الدولة الاسلامية” في جنوب كوباني، مستهدفة معسكرا للتدريب تم تدميره وآليتين ومبنى لوجيستيا، الى وحدتين “صغيرة” و”كبيرة” في التنظيم.
إنها الحقيقة
وكان الناطق باسم وزارة الدفاع الاميركية “البنتاغون” الاميرال جون كيربي حذر الاربعاء من ان هذه الغارات “لن تقدم حلا لانقاذ مدينة كوباني”. وقال انه لالحاق الهزيمة بالتنظيم المتطرف “يجب ان تكون هناك جيوش قادرة، معارضة سورية معتدلة او الجيش العراقي”، لكن هذا يتطلب وقتا”. واضاف: “ليس لدينا في الوقت الحاضر شريك متطوع قادر وفعال على الارض داخل سوريا. انها الحقيقة”.
وصرح رئيس هيئة الأركان الاميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي لشبكة “إي بي سي” الاميركية للتلفزيون: “نحن نضرب حين يمكننا ذلك”، لافتا الى ان الجهاديين “هم عدو يتعلمون ويعرفون كيف يناورون وكيف يستخدمون السكان وكيف يتخفون… لذلك عندما نرصد هدفا نضربه”. وقال إن الجهاديين “أصبحوا أكثر مهارة في استخدام الاجهزة الالكترونية” وهم “ما عادوا يرفعون اعلامهم ولا عادوا يتنقلون في أرتال طويلة كما كانوا يفعلون في السابق… هم لا يقيمون مقار قيادة يمكن رؤيتها وتحديدها”.
الموقف التركي
في غضون ذلك، رأى وزير الخارجية التركي مولود جاتوش اوغلو انه “من غير الواقعي “التفكير في أن تقوم تركيا وحدها بتدخل عسكري بري ضد تنظيم “الدولة الاسلامية”.
ومنذ مساء الاثنين تشهد تركيا تظاهرات عنيفة لأكراد يطالبون الحكومة الاسلامية المحافظة بالتدخل عسكريا لمنع سقوط كوباني. وسقط في الاشتباكات التي اعقبتها مع قوى الامن 24 قتيلا على الاقل وعشرات الجرحى وتسببت بأضرار مادية كبرى، استنادا الى آخر حصيلة جمعتها وسائل اعلام تركية.
وعلى رغم منع التجول الذي فرض الاربعاء في ست محافظات تعد غالبية كردية، تواصلت الاضطرابات ليلا في مدن عدة بين الشرطة والمتظاهرين الاكراد.
ووافق مجلس النواب التركي قبل أسبوع على عملية عسكرية تركية ضد الجهاديين في العراق وسوريا. لكن الحكومة رفضت التورط حتى الآن خشية ان يعزز التدخل ضد “الدولة الاسلامية” نظام الرئيس السوري بشار الاسد الذي تدعو الى اسقاطه.
وكرر وزير الخارجية التركي ان “السلام لن يعم ابدا “بشكل فعلي في سوريا من دون رحيل بشار الاسد ونظامه”.
واشنطن وأنقرة
وقد عبرت واشنطن عن استيائها من تردد تركيا في مكافحة تنظيم “الدولة الاسلامية”. وصرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية جنيفر بساكي: “نعتقد بوضوح أن في امكانهم القيام بالمزيد”، لكنها أقرت بأن لدى أنقرة “مصادر قلق خاصة بها” في اشارة الى ملف القضية الكردية الذي تواجهه منذ عقود.
على صعيد آخر، اختلفت أنقرة وواشنطن على نحو غير مباشر الاربعاء على فكرة اقامة منطقة عازلة بين سوريا وتركيا، وأكد البيت الابيض وحلف شمال الاطلسي ان اقامة منطقة كهذه ليس على جدول الاعمال في الوقت الراهن.
وفي اطار محاولتها اقناع تركيا المترددة بالمشاركة في المعركة ضد الجهاديين، توفد الادارة الاميركية الخميس والجمعة الى أنقرة منسق الائتلاف الدولي الجنرال المتقاعد جون آلن ومساعده بريت ماكغورك.
وفي حال تمكن تنظيم “الدولة الاسلامية” من السيطرة على عين العرب، سوف يتيح له ذلك السيطرة على شريط طويل من الاراضي على الحدود السورية – التركية.
وفي المانيا، سجلت صدامات جديدة بين أكراد وناشطين اسلاميين ليل الاربعاء – الخميس في هامبورغ، لكنها لم تبلغ ما بلغته الليلة السابقة عندما أصيب 23 شخصا بجروح. وقد أصيب شخص واحد خلال الصدامات عقب تظاهرة سلمية شارك فيها نحو 1300 شخص للتنديد بهجمات “الدولة الاسلامية” على مدن كردية في سوريا.
هل وثق الأكراد بالتحالف الدولي فأضاعوا عين العرب؟
عبد الله سليمان علي
تضافرت عوامل كثيرة على تسريع الكارثة التي يتابع العالم تفاصيلها في مدينة عين العرب (كوباني) في ريف حلب منذ 20 يوماً.
وإذا كانت السياسة الدولية باختلافاتها وتناقضاتها من جهة، وعجز إستراتيجية التحالف الدولي لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» عن إحداث فرق في توازن القوى من جهة ثانية، لعبا دوراً في ذلك، فإن الخطأ الاستراتيجي لـ«وحدات حماية الشعب» الكردية، من خلال تناغمها مع التحالف الدولي وتغيير تحالفاتها فجأة للتلاقي معه على أرضية مشتركة، كان له الدور الأبرز في إدخال عين العرب في عين العاصفة «الداعشية».
والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا أوقف أو هدّأ «داعش» القتال على كل الجبهات المفتوحة بينه وبين جميع خصومه بالتزامن مع بدء الحديث عن تشكيل تحالف دولي لمحاربته، بينما سارع إلى فتح جبهة ضخمة في عين العرب، لم تكن تشكل أولوية بالنسبة له من قبل، خصوصاً أن معركته الأخيرة كانت باتجاه مدن اعزاز ومارع وتل رفعت؟
تحاول بعض الأحزاب الكردية، وعلى رأسها «الاتحاد الديموقراطي»، التأكيد على وجود علاقة تبعية بين «داعش» والاستخبارات التركية، وأن الأخيرة أوعزت إلى «الدولة الاسلامية» باقتحام عين العرب لتحقيق هدفين، الأول نسف مشروع الإدارة الذاتية الذي تعتبره تركيا يهدد أمنها القومي، والثاني تمهيد الأرض المناسبة لضمان قبول إقليمي ودولي بمشروع المنطقة العازلة.
غير أن هذا التفسير، وأي تفسير آخر، ينطلق من فرضية وجود علاقة تبعية بين «داعش» وأي جهاز استخباري آخر، سيؤدي إلى الوقوع في التناقض، لافتقاره إلى وجود وقائع ميدانية كافية لإسناده، خاصة في ظل السجال العالمي الحاصل، والذي يحاول من خلاله كل محور ربط «داعش» بأجهزة استخبارات دول المحور المناهض له. لكن يجدر التنويه إلى أن انتفاء الرابط التبعي، لا يعني عدم وجود تقاطع مصالح بين «داعش» وأجهزة الاستخبارات بشكل متفاوت ومرحلي، كما لا يعني أن تقاطع المصالح لا يجعل الطرفين يتبادلان الخدمات والفوائد بينهما، في الوقت الذي يخطط كل منهما لاستهداف الآخر في مرحلة لاحقة، فالتبعية شيء وتقاطع المصالح شيء آخر.
ويتجاهل قياديو «الاتحاد الديموقراطي»، الذي يوصف بأنه الفرع السوري لـ«حزب العمال الكردستاني»، مسؤولية أدائهم السياسي والعسكري في إشعال نار الحرب في عين العرب. فقد حاولوا طوال السنوات الماضية من عمر الأزمة السورية، اللعب على التناقضات والسير على أكثر من حبل في وقت واحد، للحصول على مكاسب خاصة بهم. فمن جهة أعلنوا عن الإدارة الذاتية في المناطق الخاضعة لسيطرة مقاتليهم، وأهمها عين العرب وعفرين والقامشلي، وذلك بغطاء من بعض العشائر العربية، حيث تم تعيين شيخ عشيرة شمّر حميدي جربا حاكماً لمقاطعة الجزيرة. ومن جهة ثانية، حاولوا امتطاء صهوة التحالف الدولي، عبر الانقلاب على مواقفهم السابقة، والدخول في تحالفات عسكرية جديدة بهدف تعديل موازين القوى، الأمر الذي كان له أثر كبير في وضع عين العرب في قلب الحدث.
إذ بالتزامن مع بدء الحديث عن تشكيل تحالف دولي لمحاربة «داعش» في سوريا، ظهرت «وحدات حماية الشعب» و«وحدات حماية المرأة» بصورة واحدة مع أعدائهما بالأمس، من بعض ألوية «الجيش الحر» وبعض الألوية التركمانية، وذلك من خلال الإعلان عن تشكيل «غرفة عمليات بركان الفرات» قبل هجوم «الدولة الإسلامية» على عين العرب بأسبوع فقط. وأعلن أن هدف «غرفة العمليات» هو استعادة السيطرة على قرى الفرات، انطلاقاً من قره قوزاق وصرين مروراً بجرابلس ومنبج وريفها وصولاً إلى محافظة الرقة وريفها. أي جميع المناطق التي يسيطر عليها «داعش» في الرقة وريف حلب الشرقي.
وخبر تشكيل هذه الغرفة لم يكن عابراً، رغم عدم الاهتمام الإعلامي به، لأنه ينطوي على انقلاب حقيقي في مواقف «وحدات حماية الشعب» التي كانت على خصومة وعداء مع «الجيش الحر» طوال السنوات الماضية، فإذ بها تتحالف معه فجأة، ومن دون مقدمات.
وإذا كان تشكيل التحالف الدولي لمحاربة «داعش» هو المتغير الوحيد الحاصل، فقد كان من السهل الاستنتاج أن «وحدات الحماية» قررت، بقرار من جناحها السياسي، التغاضي عن خصومتها مع «الجيش الحر» والدخول في تحالف معه، في محاولة للحصول على حصة من كعـكة الغنـائم التي من المتوقع توزيعها عند نجاح التحالف في سحق «الدولة الإسلامية».
وما نسمعه اليوم من تبريرات عسكرية لهزيمة «وحدات حماية الشعب» في عين العرب تتعلق بالفارق النوعي بين أسلحة الطرفين لمصلحة «داعش» يؤكد مدى اعتماد «غرفة عمليات بركان الفرات» على دعم التحالف الدولي، وليس على إمكاناتها الذاتية، وإلا كان قرارها بمحاربة «الدولة الإسلامية»، برغم هذا الفارق النوعي، نوعاً من الانتحار الذي لم تكن مضطرة له في هذا التوقيت.
وقد نظر «داعش» إلى «غرفة عمليات بركان الفرات» في ضوء سياسته الخاصة واستراتيجيته لمواجهة حرب التحالف الدولي ضده، ووجد أنها تمثل نواة شديدة الخطورة عليه، خصوصاً لجهة قرب الفصائل المتحالفة ضمنها، من مناطق سيطرته في الرقة وشرق حلب ووجودها على خطوط تماس مع مقاتليه على مسافات طويلة. وبما أنه خبر حرب الاستنزاف التي تشنها هذه الفصائل ضده منذ عدة أشهر، وقدرتها على إلحاق خسائر به، فقد ثارت لديه مخاوف حقيقية من قدرة هذه الغرفة على قلب موازين القوى في المنطقة إذا حصلت على دعم حقيقي من التحالف الدولي. لذلك لم يكن أمامه إلا المبادرة إلى محاربتها والقضاء عليها، قبل أن تتحول إلى كابوس بالنسبة له. لذلك كان هجومه على مدينة عين العرب والقرى المحيطة بها، لأنها تمثل العمق الاستراتيجي لـ«غرفة بركان الفرات» وفصائلها المسلحة.
فهل وقعت «وحدات حماية الشعب» ضحية خديعة، في ظل انفضاض فصائل «بركان الفرات» من حولها وعدم اشتراكهم الفعال في الدفاع عن عين العرب؟ أم أنها أساءت قراءة المشهد، ووضعت ثقتها في التحالف الدولي الذي في ما يبدو لديه أجندات مختلفة عن الأجندة الكردية في سوريا؟
“داعش” تحتل “المربّع الأمني” في كوباني ودي ميستورا يحذّر من سربرينيتسا
سقط “المربع الأمني” الذي يضم مقر وحدة “حماية الشعب” الكردية في مدينة عين العرب (كوباني) في شمال سوريا، ظهر اليوم، في أيدي عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”- “داعش”، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، بينما أعلنت الولايات المتحدة عزمها إرسال فريق عسكري إلى تركيا، الأسبوع المقبل، لإجراء محادثات حول محاربة “الإرهاب”.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، في اتصال هاتفي مع وكالة “فرانس برس”، إن “مقاتلو تنظيم الدولة الاسلامية سيطروا على المربع الامني في عين العرب” الواقع في شمال المدينة، والذي يضم مقرات وحدات الحماية و”الاسايش” (قوات الامن الكردية) والمجلس المحلي للمدينة.
ومع تواصل المعارك في المدينة، التي بات التنظيم “الجهادي” يسيطر على جزء منها، شن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة أربع غارات جوية على مواقع تابعة للتنظيم في جنوب عين العرب وشرقها، بين منتصف الليل وصباح اليوم.
وكان مدير المرصد السوري قد افاد الوكالة الفرنسية، صباحاً، في اتصال هاتفي، بـأن “معارك تدور اليوم في شرق وجنوب شرق المربع الأمني لوحدات حماية الشعب”، مضيفاً ان الارهابيين “يحاولون بأي ثمن الوصول الى المعبر الحدودي مع تركيا، عبر تطويق شمال عين العرب”.
وأوضح أن التهديد التي تمثله غارات التحالف الدولي دفع مقاتلي التنظيم “الى نقل الذخيرة عن طريق الدراجات النارية الى مقاتليه”.
في غضون ذلك، دعا الموفد الخاص للأمم المتحدة الى سوريا ستافان دي ميستورا، اليوم، تركيا الى السماح للمتطوعين السوريين الأكراد بعبور الحدود مجدداً لمساعدة مدينة كوباني. وقال دي ميستورا، في مؤتمر صحافي “ندعو السلطات التركية الى السماح لحشود اللاجئين بدخول المدينة لدعم دفاعها عن نفسها”. وأضاف انه يخشى وقوع “مجزرة” وقال “اتذكرون سريبرينيتسا” في يوغوسلافيا السابقة؟.
وأكد الديبلوماسي الغربي، مستعيناً بصور التقطت بالأقمار الاصطناعية، أن “بين عشرة آلاف و13 الفاً من السكان موجودون في موقع في منطقة الحدود – بين تركيا وسوريا – وكثيرين ما زالوا داخل المدينة”. وأضاف “اذا سقطت (المدينة) سيتعرض المدنيون لمجزرة على الارجح”. وتابع “بما ان كوباني ستسقط على الأرجح اذا لم تتم مساعدتها اسمحوا للذين يريدون الذهاب اليها بالالتحاق بالدفاع الذاتي مع تجهيزات كافية، والتجهيزات يمكن ان تفعل كثيراً من الأشياء”.
وقال دي ميستورا إن “قرارات الامم المتحدة ليست هي ما سيوقف (تنظيم) الدولة الاسلامية”، مشيراً الى أن “نداءنا الى تركيا يهدف الى ان تتخذ اجراءات اضافية لوقف تقدم الدولة الاسلامية والا سنندم نحن جميعا، بما في ذلك تركيا، على ذلك”.
وتشهد عين العرب، ثالث المدن الكردية في سوريا، معارك عنيفة بين المقاتلين الأكراد وعناصر “داعش”، حيث بدأ التنظيم هجومه على المدينة منذ 16 ايلول، وسيطر على مساحة شاسعة من القرى والبلدات في محيطها. ونزح نتيجة هذا الهجوم أكثر من 300 الف شخص، وقتل أكثر من 400 معظمهم من مقاتلي الطرفين.
وكان وزير الدفاع الأميركي تشاك هايغل قد أكد أن المساعدة العسكرية الرئيسية التي ترغب بها واشنطن من تركيا هي استخدام القاعدة الجوية التركية في إنجريك في جنوب تركيا، والمساعدة في تدريب القوات السورية “المعتدلة” وتجهيزها.
وأشار هايغل إلى أن مسؤولين أميركيين ناقشوا تلك القضايا مع القادة الأتراك في محادثات هذا الأسبوع. وقال إن تركيا لديها قدرات عسكرية ذات قيمة مهمة في المعركة ضد “داعش” وترغب الولايات المتحدة بأن تكون قادرة على إرسال طائرات عدة إلى قاعدة جوية قرب الحدود السورية.
كما نقلت المتحدثة باسم وزارة الخارجية جنيفر بساكي، أن الموفدين الأميركيين الجنرال جون آلن والسفير بريت ماغورك، بحثا في أنقرة “إجراءات عاجلة وسريعة” لاتخاذها بشكل مشترك مع تركيا لوقف تقدّم التنظيم، مشيرة إلى أن “فريقاً عسكرياً أميركياً سوف يتوجّه إلى أنقرة الأسبوع المقبل لمواصلة هذه المحادثات” على مستوى عسكري. وقالت: “نتحدث عن جهود على المدى الطويل، وان قسماً من المحادثات سيتناول مساهمة عسكرية”.
وأفادت بيانات للقيادة المركزية الأميركية، حتى يوم الاثنين الماضي، بأن الولايات المتحدة وحلفاؤها شنّوا 341 غارة جوية على الأقل في سوريا والعراق منذ التاسع من آب الماضي.
ومن بين هذه الغارات 94 غارة في سوريا و247 غارة في العراق. وباستثناء ثماني غارات على جماعة “خُراسان” التي تربطها صلات بتنظيم “القاعدة” في سوريا في 23 أيلول الماضي.
وأضافت أنه لا يوجد قتلى في صفوف قوات التحالف باستثناء جندي أميركي واحد قتل أول تشرين الأول في حادث لطائرة “في-22 اوسبري” في الخليج.
وقال مسؤول عسكري أميركي، فضل عدم الكشف عن هويته، “نضرب عندما نراهم. فرص الضربات الجوية متوفّرة حالياً في كوباني”.
( ا ب، ا ف ب، رويترز)
ضرب “داعش” فرصة ذهبية لصانعي الأسلحة
تشكّل حملة الضربات الجوية، التي يقودها التحالف الدولي ضدّ تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”- “داعش”، فرصة ذهبية لصانعي الأسلحة الأميركيين.
ويعتبر نائب رئيس مجموعة “تيل غروب” للاستشارات ريتشارد أبو العافية أنها “الحرب المثالية للشركات التي تتعامل مع الجيش وكذلك للمطالبين بزيادة الأموال المخصّصة للدفاع”.
وتعني الحملة نفقات بملايين الدولارات لشراء قنابل وصواريخ وقطع غيار للطائرات، وتؤمن حججاً إضافية من أجل تمويل تطوير طائرات فائقة التقدّم من مقاتلات وطائرات مراقبة وطائرات تموين.
وبدأت أسهم الشركاء الرئيسيين لـ”البنتاغون” في الارتفاع في البورصة منذ أن أرسل الرئيس باراك أوباما “مستشارين” عسكريين إلى العراق في حزيران الماضي وواصلت ارتفاعها لاحقاً مع بدء الضربات الجوية في العراق في مطلع آب الماضي.
وخلال الأشهر الثلاثة الأخيرة على سبيل المثال، فإن أسعار أسهم شركة “لوكهيد مارتن” ارتفعت بنسبة 9,3 في المئة، فيما ارتفعت أسهم “رايثيون” و”نورثروب غرامان” 3,8 في المئة وأسهم “جنرال دايناميك” 4,3 في المئة. وللمقارنة، فان مؤشر “ستاندرد أند بورز” لأكبر 500 شركة مالية أميركية تراجع خلال الفترة ذاتها 2,2 في المئة.
وتصنع “لوكهيد مارتن” بصورة خاصة صواريخ “هيلفاير” التي تجهز الطائرات من دون طيار القتالية “ريبر” وطائرات الجيش العراقي.
وبعد أيام قليلة على توسيع الضربات لتشمل الشهر الماضي سوريا، فازت شركة “رايثيون” بعقد بقيمة 251 مليون دولار لتسليم البحرية صواريخ “كروز” من طراز “توماهوك”.
وأطلقت السفن الأميركية 47 صاروخ “توماهوك” خلال الليلة الأولى من الضربات في سوريا في 23 أيلول الماضي، وسعر كل منها حوالي 1,4 مليون دولار.
وإذا كان تأثير الضربات لا يزال حتى الآن محدوداً، إلا أن المحلّلين يشيرون إلى أن ذلك لم يُضعف إقبال المستثمرين على توظيف أموال في شركات القطاع الدفاعي.
وقال لورين تومسون من معهد “ليكسينغتون”، الذي يقيم علاقات كثيرة مع الصناعات الدفاعية، إن الشركات المتعاقدة الكبرى “أحوالها كلها أفضل بكثير مما كان الخبراء يتوقّعونه قبل ثلاث سنوات”.
ومع اندلاع الحرب واحتدامها، تجني هذه الشركات أرباحاً، وليس فقط بفضل العقود التي توقعها مع الحكومة الأميركية، بل كذلك بفضل عقود مع بلدان أوروبية أو عربية مشاركة في الائتلاف ضد تنظيم “داعش” تسعى لإعادة تشكيل مخزونها من الذخائر والاستثمار في قواتها الجوية، برأي المحللين.
وإلى سوق الطائرات الحربية، من المتوقّع أن يسمح النزاع بتطوير أسواق طائرات التموين والمراقبة والطائرات من دون طيار التي تقوم حالياً بمهمات تعتبر أساسية في أجواء العراق وسوريا.
كذلك تبدي الشركات الأمنية الخاصّة، التي ازدهرت في ظل الاحتلال الاميركي للعراق وأفغانستان، تفاؤلاً إذ تتوقّع أن يُفضي النزاع الحالي إلى عقود جديدة لدعم القوات العراقية.
وفي نهاية المطاف، إذا كان “البنتاغون” يستعدّ قبل عام لتخفيضات كبيرة في ميزانيته في أعقاب انتهاء الالتزام العسكري الأميركي في العراق وأفغانستان، فان الحملة الجوية ضد “داعش” والتوتّر الناجم عن الأزمة في أوكرانيا، سرعان ما بدّلت المعطيات في واشنطن “وول ستريت”.
وقال أبو العافية إن “الإجماع يتّجه على ما يبدو نحو زيادة في نفقات الدفاع إزاء الظروف الخطيرة التي نواجهها”.
وإلى الانعكاسات الاقتصادية، فان الدافع الرئيسي خلف الحرب في رأي أبو العافية كان “سياسياً” مع تراجع عدد أعضاء الكونغرس الذين يدعون إلى خفض النفقات العسكرية.
لكن يتحتّم على الكونغرس، من أجل المصادقة على زيادة النفقات الدفاعية، التخلّي عن قانون ينصّ على تحديد سقف لنفقات “البنتاغون” بحوالي 580 مليار دولار للعام 2014.
وأثار هذا الموضوع توتراً بين الجمهوريين والديموقراطيين، لكن لورين تومسون يرى أنه “من الصعب للغاية الرفض حين تكونوا في حالة حرب”.
( أ ف ب)
موفد الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا يطالب بتحرك دولي للدفاع عن كوباني
جنيف- (أ ف ب): دعا الموفد الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستيفان دي ميستورا المجتمع الدولي الثلاثاء إلى التحرك فورا للدفاع عن مدينة كوباني التي باتت على وشك السقوط بايدي تنظيم الدولة الاسلامية.
وقال في بيان إن “العالم، وجميعنا، سنشعر باسف شديد اذا تمكنت الدولة الاسلامية من السيطرة على مدينة تدافع عن نفسها بشجاعة لكنها باتت اقرب الى العجز عن مواصلة القيام بذلك. يجب التحرك الان”.
واضاف “من واجب المجتمع الدولي الدفاع عنها فالمجتمع الدولي لا يمكن ان يتساهل حيال سقوط مدينة جديدة بايدي الدولة الاسلامية”.
ويتزامن بيان دي مستورا مع قيام تنظيم الدولة الاسلامية باقتحام احياء في المدينة.
واوضح موفد الامم المتحدة إلى سوريا ان المقاتلين الاكراد لديهم اسلحة خفيفة في حين يستخدم مقاتلو التنظيم المتطرف دبابات ومدافع هاون.
واشاد بالجهود الانسانية لتركيا التي تستضيف حوالى 200 الف من سكان كوباني مع تشديده على ضرورة “التحرك بشكل ملموس الان”.
وحذر من أن “الامور ستكون مرعبة من دون مساعدات دولية اضافية”.
وختم قائلا ان “العالم باسره شاهد بام عينه صور ما يحدث عندما تسقط مدينة ما في سوريا او العراق بايدي هذه المجموعة الارهابية من مجازر ومآس انسانية وعمليات اغتصاب واعمال عنف مروعة”.
داود اوغلو: تركيا تعارض تنظيم الدولة الاسلامية والأسد على حد سواء
انقرة- (أ ف ب): كرر رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو الجمعة أن بلاده تعارض تنظيم الدولة الاسلامية الذي يحاصر مقاتلوه مدينة كوباني (عين العرب) السورية الكردية، ونظام الرئيس السوري بشار الاسد على حد سواء.
وصرح داود اوغلو للصحافيين ان “تركيا تعارض الدولة الاسلامية كما تعارض الاسد” و”الاسد والدولة الاسلامية مسؤولان عن كل تلك الاحداث المأساوية”.
ورغم موافقة برلمانها ترفض الحكومة التركية الاسلامية المحافظة حتى الان التدخل عسكريا ضد تنظيم الدولة الاسلامية الذي يحاصر كوباني الواقعة على مسافة بعضة كيلومترات من الحدود التركية.
وتبرر انقرة رفضها قتال التنظيم بانها لا تريد بذلك تعزيز حكم عدوها اللدود بشار الأسد، عبر ذلك التدخل.
وتطالب باقامة منطقة عازلة ومنطقة حظر جوي على طول الحدود بين سوريا وتركيا لاستقبال اللاجئين وحماية المناطق السورية التي تسيطر عليها المعارضة المعتدلة.
لكن هذا الموقف يثير استياء الولايات المتحدة التي تقود تحالفا يشن غارات جوية على تنظيم الدولة الاسلامية، وارسلت واشنطن الخميس مسؤولين من التحالف الى انقرة لحث قادتها على مزيد من الالتزام بالتدخل.
واكد داود اوغلو انه “لا يمكن ان يثبت احد ان تركيا تدعم الدولة الاسلامية”.
وقد اتهم حلفاء تركيا انقرة بانها دعمت طويلا الحركات السورية الاكثر تطرفا بما فيها تنظيم الدولة الاسلامية للاسراع في سقوط نظام الاسد.
المعارضة السورية تحفر “مغارات” لحماية المدنيين من البراميل المتفجرة
إدلب- الأناضول: دفعت براميل النظام السوري المتفجرة، التي يقصف بها معاقل المعارضة، المواطنين إلى إيجاد وسائل تحميهم من خطر هذه البراميل على حياتهم، فضلا عن الدمار الكبير الذي تخلفه.
ومن الوسائل التي تستعملها المعارضة، حفر مغارات وأنفاق تحت الأرض باستخدام وسائل متعددة، من أجل تامين وسائل حماية للمدنيين من نساء وأطفال وشيوخ.
ويهرع المدنيون عقب سماع صوت هدير طائرات النظام إلى الاحتماء بهذه المغارات التي تمكنت عدسة الأناضول، من الدخول إلى أحدها التي حفرت بالآلات، وتتسع لنحو 50 مدنيا من الأطفال والنساء والشيوخ.
وقال أحد المقاتلين في المعارضة، رفض الكشف عن اسمه، أن “هذه المغارات هي لحماية الأطفال والنساء من قصف قوات النظام، والمعارضة ستعمل كل ما بوسعها من أجل حماية المدنيين من إبادة النظام”.
ولفت المقاتل في حديث للأناضول، إلى أن “الحاجة هي أم الاختراع، فعندما تسقط البراميل يتم اللجوء إلى هذه المغارة، التي حفرت بالآلات، وتتسع لخمسين شخص”.
وأعرب المقاتل عن أسفه من “واقع السوريين الذين عادوا من خلال هذه الوسائل والمغارات إلى العصر الحجري، وهي من مخلفات النظام السوري الذي أراد للسوريين أن يعيشوا في بهذا الشكل لمعارضهتم له”.
من جهة أخرى، تنتشر مغارات مشابهة من صنع المعارضة في مختلف المناطق السورية، لحماية العائلات من قصف الطيران الحربي والاسلحة الثقيلة، من قبل جنود نظام الاسد، فيما تعود المدنيون عند سماع صوت الطيران، بالاتجاه الى هذه الحفر، لحماية أنفسهم من البراميل المتفجرة.
ومنذ منتصف مارس/ آذار (2011)، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من (44) عاماً من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، ما دفع سوريا إلى معارك دموية بين القوات النظامية، وقوات المعارضة، حصدت أرواح أكثر من (191) ألف شخص، بحسب إحصائيات الأمم المتحدة.
«داعش» تستولي على ثلث «كوباني» وتركيا «لن تحاربها لوحدها»
موسكو تطلب موافقة مجلس الأمن على «المنطقة العازلة» ودمشق تستنكر
■ عواصم ـ وكالات: قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن بلاده ليست مستعدة للقيام بعملية برية بشكل فردي ضد مليشيات تنظيم الدولة الإسلامية في المناطق الحدودية بينها وبين سوريا. وبرر تشاوش أوغلو ذلك بأن هذه العملية ستكون غير واقعية.
جاء ذلك عقب لقاء الوزير بالأمين العام الجديد لحلف شمال الأطلسي «ناتو»، غينس شتولتنبرغ، امس الخميس في أنقرة.
ورأى الوزير التركي أن على التحالف الدولي ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» أن يتوحد على استراتيجية مشتركة وشاملة ضد التنظيم.
الى ذلك اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الخميس ان اقامة منطقة عازلة في شمالي سوريا يجب ان تكون بناء على قرار من مجلس الامن الدولي.
ونقلت وكالة انترفاكس عن الكسندر لوكاشيفيتش قوله ان «مجلس الامن الدولي هو من يجب ان يتخذ القرار بشأن تلك المناطق».
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي غينس شتولتنبرغ امس الخميس إن الحلف لم يناقش إقامة منطقة حظر طيران أو منطقة آمنة داخل سوريا وهو اقتراح طرحته تركيا.
وقال شتولتنبرغ في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو «أعتقد أنه لا توجد أي وسيلة بسيطة ومباشرة للخروج من المشاكل التي نشهدها… لم يكن ذلك (إقامة منطقة آمنة) على طاولة أي مناقشات للحلف».
وانتقدت دمشق تأييد الرئيس الفرنسي فرنسوا اولاند اقامة «منطقة عازلة» في شمالي سوريا اقترحها نظيره التركي رجب طيب اردوغان.
ونقلت وكالة الانباء الرسمية (سانا) عن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد قوله «ان سوريا تستنكر بأشد العبارات موقف الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند حول دعمه لما تسعى اليه تركيا بشأن المنطقة العازلة».
وواصل تنظيم «الدولة الاسلامية» تقدمه البطيء داخل مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) السورية الحدودية مع تركيا، وبات يسيطر على اكثر من ثلث المدينة، في مواجهة دفاع شرس من المقاتلين الاكراد، فيما تواصل طائرات الائتلاف الدولي غاراتها الجوية على مواقع التنظيم.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس صباح امس الخميس «تشهد مدينة عين العرب اشتباكات عنيفة جدا منذ مساء امس تمكن خلالها تنظيم الدولة الاسلامية من تحقيق مزيد من التقدم، فاحتل مبنى الاسايش (عناصر الامن الكردي) في شمال شرق المدينة، وبات يسيطر على اكثر من ثلث عين العرب».
واشار المرصد الى صعوبة الحصول على حصيلة سريعة للقتلى الذين يسقطون في عين العرب بسبب المعارك، مشيرا الى انه وثق على الاقل سقوط 57 قتيلا يوم الاربعاء، هم 19 مقاتلا من تنظيم «الدولة الاسلامية» قتلوا في الاشتباكات و23 في القصف الجوي الذي نفذه طيران الائتلاف، و15 مقاتلا كرديا بينهم قيادي في الاسايش (عناصر الامن).
واشار عبد الرحمن الى ان «حرب شوارع تدور في المدينة، ويقاوم مقاتلو وحدات حماية الشعب بشراسة في مواجهة آليات وسلاح متطور يملكه التنظيم»، مشيرا الى ان «التقدم يبقى بطيئا نتيجة هذه المقاومة وبسبب الغارات التي ينفذها طيران التحالف العربي الدولي».
ونفذت طائرات التحالف غارات ليلية على مواقع وتجمعات لتنظيم «الدولة الاسلامية» داخل كوباني استهدفت احداها مبنى الاسايش الذي سيطر عليه التنظيم المعروف باسم «داعش».
كما استأنفت ضرباتها صباحا، واستهدف صاروخان مواقع في جنوب غرب عين العرب.
تركيا لن تقوم بالمهمة القذرة نيابة عن الغرب… وأردوغان يبحث عن صفقة مرضية ومن حق أنقرة طلب توضيحات حول الحملة العسكرية… ولا لوم عليها
إبراهيم درويش
لندن ـ «القدس العربي»: تتعرض تركيا رجب أردوغاون لحملة دولية تقودها الولايات المتحدة تهدف لأجبار أنقرة عل التحرك لحماية وإنقاذ مدينة كوباني من الوقوع في أسر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش».
ولم تواجه أنقرة خلال العقد الماضي منذ وصول حزب «العدالة والتنمية» ضعوطا مثل التي تتعرض لها اليوم.
ويكافح الرئيس أردوغان ورئيس وزرائه ومهندس سياسته الخارجية أحمد داوود أوغلو على عدد من الجبهات، داخلية خارجية. لكن المسؤولين التركيين وضعا شروطهما للتدخل في سوريا وطرحا أسئلة مشروعة حول مدى ونهاية اللعبة في سوريا والعراق.
ورغم أن القوات التركية حشدت على الحدود مع سوريا ويمكنها مشاهدة المعارك الجارية في كوباني، ورغم مصادقة البرلمان التركي وسماحه للحكومة بالتدخل لحماية المصالح التركية إلا ان الرئيس أردوغان ليس في عجلة من أمره على ما يبدو.
ويحاول الحصول على مقابل للدخول في عملية عسكرية قد تجد دعما من حلف الناتو نيابة عن الغرب، وقد تفضي في النهاية لتقوية منافسيه الأكراد والجماعات المؤيدة لحزب العمال الكردستاني- بي كي كي- وهذه المعضلة الحقيقية التي تواجه أردوغان.
حكاية أخلاقية
ومما يزيد من تعقيد الأزمة هي الطريقة التي يتم فيها تصوير ما يجري في كوباني وتقديمها «كحكاية أخلاقية» تستدعي تدخلا عاجلا.
وكما ترى صحيفة «الغارديان» في افتتاحيتها فالرأي العام الغربي قد يرى في موقف أردوغان تعبيرا عن قسوة و «برود قلب».
ولكن تركيا مثل أي لاعب آخر في الإقليم تسعى نحو حماية مصالحها وهي لا تختلف عن دمشق، طهران، الرياض أو أبو ظبي.
ومن هنا فلا أحد له الحق في لوم تركيا على موقفها خاصة عندما تطالب الغرب بإيضاحات وأجوبة حول اللعبة الغربية في العراق وسوريا.
وتعتقد «الغارديان» أن موقف أردوغان من كوباني ينبع من شكه بالسياسة الغربية تجاه النظام السوري في دمشق، ونابعة أيضا من طبيعة المسألة الكردية وتعقيداتها.تقول الصحيفة إن إدارة الرئيس باراك أوباما تحاول استخدام الحجة الأخلاقية لدفع تركيا الدخول في مغامرة سورية.
ولهذا أوفدت إلى أنقرة المبعوث الأمريكي لسوريا الجنرال المتقاعد جون آلن حتى يمتحن تصميم تركيا وموقفها من تنظيم الدولة الإسلامية التي تعتبر تهديدا للأمن الدولي. لكن تركيا لديها تحفظاتها على السياسة الأمريكية في سوريا خاصة فيما يتعلق بتسليح المعارضة السورية بالسلاح الثقيل، وخيبة الأتراك من تردد أوباما العام الماضي وتراجعه عن ضرب النظام السوري بعد الهجمات الكيميائية على الغوطة قرب دمشق.
وترى الصحيفة أن سوريا تمثل في استراتيجية «العثمانيون الجدد» حجر الزاوية في سياسة «صفر مشاكل» مع الجيران، حيث دعم حزب «العدالة والتنمية» المقاومة السورية ضد نظام الأسد منذ خريف عام 2011. لكل هذا «فتركيا التي تشك في النوايا الغربية ليست مستعجلة للإستجابة للمطالب الأمريكية وإرسال قواتها إلى داخل سوريا ولو لعملية واحدة في كوباني، وفي ظل غياب التأكيدات عن الهدف الكلي للعملية وبدون تفويض من الأمم المتحدة».
وتعتقد الصحيفة سياسة ضبط النفس نابعة من «التعقيد الإثني» والمعادلة السياسية الداخلية الصعبة، فأردوغان يواجه ورطة، فإن ساعد كوباني فسيعزز جماعات «بي كي كي»، وإن لم يساعدها فسيثير حنق أكراد تركيا، كما أن تداعيات التدخل قد تثير غضب داعش وتؤدي به لشن حملات ضد تركيا في الداخل، حيث يعتقد الخبراء أن لديه «خلايا نائمة» وعملية تبادل الدبلوماسيين الرهائن لم تكن بدون ثمن.
يضر بالأكراد
قد تكون المبررات التي تقدمها «الغارديان» مقنعة ولكنها ليست بالضرورة جذابة لصحيفة «نيويورك تايمز» التي خصصت افتتاحيتها للموضوع وقالت إن «استمرار الرفض التركي لمواجهة داعش يضر بالأكراد».
وقالت الصحيفة ساخرة «حلم الرئيس التركي طيب رجب أردوغان بقيادة العالم الإسلامي، ولكن في الأزمة الإقليمية الحالية فهو أي شيء ولكن ليس قائدا» وتشير للدبابات التركية المرابطة بهدوء على الحدود وعلى بعد ميل منها يحاصر متشددون إسلاميون بلدة كوباني وسكانها الأكراد.
وترى الصحيفة أن ما يجري في المدينة «اتهام واضح للرئيس أردوغان وحساباته السياسية المعيبة، فبوقوفه على الهامش ورفضه الدعم بأي طريقة مثل سماحه للمقاتلين الأكراد العبور من تركيا، فهو لا يقوم بإضعاف الأكراد فقط ولكنه يحاول امتحان إرادة الرئيس أوباما وإجباره على المساعدة في الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، الرجل الذي يمقته أردوغان».
وترى الصحيفة أن موقف أردوغان دليل واضح عن التشوش والتوتر الداخلي الذي يؤثر على عمل أوباما واستراتيجيته لإضعاف وهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية.
وهو ما دفع الولايات المتحدة لتكثيف غاراتها الجوية لصد هجوم «داعش» على كوباني، رغم ان المعارك لا تزال مستمرة. وتؤكد الصحيفة أن كل الأطراف- الأمريكيين والأتراك والأكراد- متفقون على أهمية القوات البرية حتى تستثمر الغارات الجوية، إلا أن أردوغان يرفض هذا حتى تقدم الولايات المتحدة دعما لقوات المعارضة السورية.
وتوافق على منطقة حظر جوي ومنطقة عازلة لحماية عشرات الألوف من اللاجئين السوريين. وتعتقد الصحيفة أن موقف أوباما الرافض المشاركة في الحرب الأهلية السورية صحيح، رغم وحشية النظام السوري، وتوافق على توصيف الإدارة حول الأولوية، أي «داعش» وليس نظام الرئيس الأسد.
فقرار الرئيس أوباما ضرب سوريا من الجو يحمل مخاطر من الإنزلاق في حرب ظل يقاوم التدخل فيها. لكل هذا تهاجم «نيويورك تايمز» أردوغان وترى أن تصرفاته لا تعبر عن عضو في الناتو. فرغبة الرئيس التركي للإطاحة بنظام الأسد جعلته، كما تقول يعزز من قوة «داعش» وغيره من الفصائل المسلحة من خلال السماح بدخول المقاتلين الأجانب والأسلحة وعوائد النفط عبر تركيا إلى سوريا.
وتحذر أنه «في حالة رفض أردوغان الدفاع عن كوباني والإنضمام للتحالف ضد «داعش» فإنه سيساعد على ولادة تنظيم إرهابي متوحش مما سيعمل على زعزعة الإستقرار وانتشار السموم على طول الحدود».
وتقول الصحيفة إن أردوغان برفضه دعم الأكراد السوريين عقد من وضعه في داخل تركيا. مشيرة للتظاهرات التي اندلعت في المدن التركية. وفي حالة سقطت كوباني فسيزداد غضب الأكراد.
وتقول الصحيفة إن الأمريكيين يحاولون جاهدين حل الخلافات مع أردوغان، لكن الفجوات العميقة بين الطرفين تهدد سلامة تحالف أوباما المكون من 50 دولة أو يزيد.
وتتساءل الصحيفة عن السبب الذي منع الإدارة حل الخلافات هذه قبل بدء الغارات على سوريا.
ليست مهمة
ويأتي الهجوم على أردوغان في وقت حاولت فيه الحكومة الأمريكية التقليل من أهمية البلدة الإستراتيجية. وفرق المسؤولون بين أهداف العملية في العراق وسوريا حيث تتم الغارات بالتنسيق مع قوات البيشمركة الكردية وهو أمر ليس متوفرا الآن في سوريا مما يعني محدودية ما يمكن تحقيقه من خلال الغارات الجوية.
وفي رده على التطورات بعد اجتماعه مع قادته العسكريين ومستشاريه للأمن القومي أكد أوباما على صعوبة المهمة وأنها لن تحل في ليلة وضحاها.
وترى «نيويورك تايمز» ان اللهجة الخافتة من الإدارة جاءت لتخفيض التوقعات من الحملة ولمواصلة الضغط على تركيا التي وافقت على المشاركة ضد «داعش».
ويقول مسؤولون أمريكيون أن الأتراك يرغبون في إرسال قوات برية إلى داخل سوريا والقيام بقصف مدفعي، والمساعدة في تدريب المعارضة السورية والتشارك في المعلومات الإستخباراتية، وحتى الآن لم يطلب البيت الأبيض من تركيا رسميا إرسال قوات للدفاع عن كوباني، لأن الأكراد السوريين لا يريدون تعزيزات عسكرية تركية، كما أن دور تركيا في سوريا معقد نظرا لموقف أردوغان من النظام السوري.
وترى الصحيفة أن المحادثات الحساسة مع أنقرة تركزت حول المنطقة العازلة التي طالبت بها تركيا من قبل ورفضتها وزارة الدفاع الأمريكية نظرا لكلفتها المالية وصعوبة تنفيذها. ورغم هذا نقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي بارز قوله إن الإدارة تضغط على تركيا لإرسال قواتها عبر الحدود والقيام بغارات جوية «لا نستطيع إرسال قوات برية» فهذه «مهمة الدول الإقليمية» حسب المسؤول.
ويعتقد خبراء أن قلة النتائج للغارات الجوية، 280 غارة على العراق و121 على سوريا قد تدفع أوباما لإعادة النظر في استراتيجيته.
وفي حالة سقطت كوباني فهذا يعني فشلا في استراتيجية أوباما حسب جيفري وايت من معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى.
وقال لصحيفة «لوس أنجليس تايمز»، «سينظر إليها كهزيمة للولايات المتحدة رغم أن الغارات الأمريكية على سوريا كانت محدودة» مضيفا «سينظر إليها على غياب الإرادة الأمريكية لإنهاء المهمة في سوريا». وفي غياب التنسيق مع الأكراد على الأرض في كوباني لا ثقة لدى الأمريكيين بقدرة هؤلاء على الصمود لوقت أطول.
تداعيات
ويقول مسؤول عسكري ان الغارات الجوية يقصد منها تخفيف الضغط على كوباني. وأيا كانت النتائج فنتيجة المعركة في البلدة الكردية ستترك آثارها على العلاقات التركية- الكردية. فتحقيق السلام مع الأقلية الكردية، وحكومة إقليم كردستان كانت من أولويات سياسة أردوغان.
وتنقل الصحيفة عن هنري باركي، المتخصص في الشؤون الكردية في جامعة ليج في بنسلفانيا قوله إن كوباني «أصبحت مثل حلبجة» و»ستترك أثرا بالغا على نفسية الأكراد».
ويقول الخبراء إن المسألة لا تتعلق بمحاولة بي كي كي الذي تعتبره تركيا مثل «داعش» القيام بعمليات ضد الدولة التركية ولكن له علاقة بالتوجهات الأخرى في المجتمع التركي والمنطقة بشكل عام. فالعملية السلمية بين الحكومة والبي كي كي على الهامش، وكشفت المعركة التي يشنها «داعش» عن حالة من الحنق داخل المجتمع الكردي خاصة الشباب ممن لم يكونوا راضين عن العملية السلمية.
ومع ذلك فالاحتجاجات لا تعني الإحتجاجات نهاية للتعايش بين الغالبية والأقلية الكردية حسب باركي. ومهما يكن فالأزمة التي تواجهها الحكومة التركية فيما يتعلق بكوباني أو الموقف من الأكراد نابعة من ترددها بمواجهة «داعش» نيابة عن الغرب بدون ضمانات.
لا تريد القيام بالمهمة
وفي هذا السياق كتب المؤرخ والباحث في جامعة أكسفورد مارك ألموند في صحيفة «دايلي تلغراف» إن الجيش التركي لن يسحق «داعش» إن كان تدخله سيصب في مصلحة أكراد سوريا.
وفي مقاله تحت عنوان «الأتراك لن يقوموا بالعمل القذر نيابة عن الغرب»، جاء فيه أن الغرب يرى في التدخل حلا مناسبا طالما لم يرسل هو قوات برية إلى سوريا. ففكرة إرسال قوات برية «بساطير على الارض» تعتبر بالنسبة للرئيس الأمريكي باراك أوباما أو رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمرا محرما لا يمكن ذكره.
ولهذا السبب تتجه كل العيون نحو تركيا لتنفذ المهمة. ويرى الغرب أن دخول أنقرة في الحرب مصلحة قومية نظرا للحدود المشتركة مع كل من سوريا والعراق.
ويرى الكاتب أن تركيا قادرة على سحق قوات «داعش» بسرعة، لكن قواتها تراقب المعارك في كوباني مثلما فعل الجيش السوفييتي الأحمر عام 1944 أمام وارسو.
ويقول ألموند إن الغرب يعتبر «داعش» المشكلة والأكراد جزء من الحل. فيما تتعامل أنقرة مع طموحات الأكراد لإقامة كيان مستقل لهم تهديدا لها. وفي الوقت نفسه ترفض المعارضة السورية اقتطاع جزء من سوريا. ورغم عضوية تركيا في حلف الناتو إلا ان المصالح التركية ومنذ عام 2002 تفترق عن تلك التي يدافع عنها الغرب، مشيرا للتطورات التي مرت على تركيا منذ وصول حزب «العدالة والتنمية» قبل عقد من الزمان، ووصول أردوغان للحكم حيث أصبح الزعيم الأكثر شعبية منذ وفاة مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك عام 1939.
ويلاحظ المؤرخ التناقض بين فكرة أتاتورك الذي كان يرفع شعار «إنس الماضي» و «المستقبل هو أوروبا» ويدعو لقطع صلة تركيا العلمانية و تاريخها العثماني وجوارها العربي والإسلامي وبين رؤية «العثمانيون الجدد»، فأردوغان وحزبه يفضلون الرابطة الإسلامية والحركات الإسلامية في مصر وفلسطين وسوريا ودعموا الإطاحة بنظام الأسد منذ عام 2011.
ويضيف الكاتب بعدا للموقف التركي النابع من الإنقسام الطائفي، مؤكدا على الفروق التي تجعل علوية تركيا غير العلويين في سوريا، لكن في ظل الوضع الحالي فالعلويين في تركيا يرون أن التدخل ضد «داعش» شيء والزحف نحو دمشق شيء آخر.
وفي النهاية يفسر الكاتب سبب بطء الرئيس التركي في الرد على أزمة كوباني بأنه محاولة للمقايضة مع الغرب، ومنع نشوء كيان كردي أو التوصل لصفقة حول ملف عضوية تركيا في الإتحاد الاوروبي.
وبالتأكيد فلن يتحرك أردوغان طالما لم يؤد تدخله إلى الإطاحة بنظام الأسد. وعلى العموم فسيؤدي تدخل تركيا في سوريا لحل مشكلة الغرب ويجنبه خسائر بشرية لكننا سنفيق في اليوم التالي على صداع جديد في الشرق الأوسط.
«جبهة النصرة» تفرض اللباس الشرعي على نساء «سلقين» في ريف ادلب السورية وتفصل الإناث عن الذكور وتمنع سائقي الأجرة من خدمة اي امرأة بدون محرم
حازم داكل
دمشق ـ «القدس العربي» : أصدر تنظيم القاعدة في بلاد الشام «جبهة النصرة» قراراً سيطبق قريبا عبر محكمته الشرعية في مدينة سلقين التابعة لمحافظة إدلب بفرض اللباس الشرعي على نساء وبنات المدينة.
وكانت «جبهة النصرة» وزعت منذ أيام مناشير ورقية في المدينة تعلن فيه عن قراراها بإلزام نساء المدينة باللباس الشرعي، محذرةً الأهالي في حال لم يتم تنفيذ القرار بالعقوبة الشرعية على النساء وأولياء أمورهم من أب وأخ أو زوج وهو الجلد في الساحات العامة.
وقال الناشط عصام عبد الحميد لـ«القدس العربي»، أن «جبهة النصرة» بدأت بإعلام اهالي المدينة عن القرار عبر مكبرات الصوت وتوزيع منشورات ورقية في أسواق المدينة والأماكن العامة، مؤكدا أن بعضهم بدأ بالإلتزام قبل تطبيق القرار خوفاً من العقوبات التي توعدت فيها المحكمة الشرعية الخاصة بهم.
وأضاف، أن النصرة فرضت قوانين وقرارات كثيرة بعد سيطرتها على المدينة كعدم اختلاط الذكور والإناث في المدارس حتى الخامس الابتدائي ومنع سائقي التاكسي العمومي من توصيل اي إمرأة بدون محرم لها.
من جانبه، قال قيادي في الجيش الحر بالمدينة رفض الكشف عن اسمه: إن الجيش الحر غادر المدينة بعد معارك مع «جبهة النصرة» التي كانت تحارب «المفسدين في الأرض»، واضطرت العديد من كتائب المدينة لمبايعة التنظيـــم خوفاً من المواجهة والبعض الآخر كان قد انتقل لمناطــــق مجاورة من المدينة. وأكد أن هناك أكــــثر من 130 معتقــــل من عناصر تابعين للجيش الحر لديها، تتهمهم بتهريب الوقود لتركيا او بالزندقة وشرب الحشيش بالإضافة الى تهمة جديدة لم نكن نسمع بها من قبل ألا وهي التقاعس عن الجهاد في الشام.
وقال ان «جبهة النصرة» اتبعت سياسة الترهيب والتخويف الأمنية عن طريق زرع جواسيس ومخبرين لها بين الأهالي بالاضافة الى حملة اعتقالات تطلقها يومياً في المدينة، موضحاً ان اي أحد يتكلم بكلمة لاتصب بمصلحة التنظيم تقوم باعتقاله وزجه بسجن المدينة.
وأكد المصدر أن هناك نساء رفضن القرار وبدأن بالاحتجاج في المدينة وتشاجرن مع بعض عناصر «جبهة النصرة» بالكلام، الا ان ذات العناصر استعانوا بإحدى النساء العاملات مع التنظيم وقاموا باعتقالهم وتم اطلاق سراحهن بعد تعهد بالإلتزام بالقرار الذي سيطبق السبت المقبل.
وشكك القيادي بالتزام النساء بمثل تلك القرارات الصادرة عن المحكمة الشرعية، موضحاً ان سكان المدينة ليسوا بسلفيين ولا بمتشددين، معربا عن تفاؤله بأن ثورة ستنفجر عليهم بالأيام القليلة القادمة اذا قرروا معاقبة او اعتقال النساء الغير ملتزمات بذاك القرار.
يذكر ان «جبهة النصرة» بدأت بحربها على فصائل تابعة للجيش الحر وأخرى إسلامية للسيطرة على غربي إدلب ضمن معركة أسموها «المفسدين بالأرض» منذ شهرين وسقط من خلالها عشرات القتلى والجرحى من الجيش الحر و»جبهة النصرة» وأخرى من المدنيين، واتهمهم ناشطون سوريون بأنهم يسعوا لإعلان إمارة إسلامية في المنطقة أسوة بإعلان الخلافة من قبل تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام «داعش».
«داعش» تهجّر المدنيين وتستولي على منازلهم خوفا من ضربات التحالف
هبة محمد
دمشق ـ «القدس العربي» : وجه تنظيم «الدولة الاسلامية» المعروف اعلاميا بـ«داعش» بلاغاً للأهالي المقيمين في بيوت «الهجر» في منطقة الشحيل في ريف دير الزور الشرقي شرق سوريا، بإخلاء منازلهم بأقرب وقت، وذلك باعتبارها أصبحت وقفاً لتنظيم «داعش» بحسب عناصره.
وقال «صالح» الناشط الإعلامي من أنباء دير الزور لـ«القدس العربي»، إن عناصر تنظيم «داعش» قاموا بعدة عمليات مداهمة بعد تبليغ الأهالي بإخلاء المنازل المهجرين إليها، و رفع عناصره أعلام التنظيم فوق بعض هذه البيوت بهدف تمليكها لعناصر تنظيم «داعش» بهدف تخفي العناصر داخل المدينة وبين الأهالي بعيداً عن مقراتهم ومراكز تجمعهم المعروفة، خوفا من ضربات طيران التحالف على تنظيم «داعش» في سوريا.
وقامت «داعش» قبل شهرين من الآن بتهجير أهالي منطقة الشحيل، و من ضمنهم هؤلاء الأهالي نفسهم الذين طالبتهم بإخلاء منازلهم الآن، وخاصــة أهالي وعائلات قيادات كتائب المعارضة المسلحة في الشحيل، كما حرقت ودمرت بعضها.
فيما منع تنظيم «داعش» حينها أهالي بلدة الشحيل بريف دير الزور من العودة إلى منازلهم، بعد اتفاق بين الطرفين يقضي بخروجُ جميع الأهالي من المدينة لمدة عشرة أيام، على أن يعود السكان عندما يشعر التنظيم بالأمان داخل المدينة فيطلب منهم ذلك.
وبدأ أهالي مدينة الشحيل في ريف دير الزور تنفيذ بنود الاتفاق مع «داعش» بعد حصار طويل للمدينة، حيث نزح مالا يقل عن ثلاثين ألف شخص خارج المدينة في ظل ظروف إنسانية غاية في الصعوبة، حيث سكنوا في خيم بدائية وسط الصحراء، وقام التنظيم بالغدر بهم و فجر سبعة منازل عائدة لقيادات كتائب المعارضة المسلحة، ومنع جميع الأهالي من العودة المتفق عليها إلى بلدتهم التي تعد معقل لـ»جبهة النصرة»، بحسب ناشطين.
و سبق أيضاً أن «هجّر» التنظيم حوالي ثلاثين ألف مواطن آخرين من بلدتي خشام وطابية في المحافظة نفسها في الثالث والعشرين من شهر حزيران/يونيو الماضي و لم تسمح لهم بالعودة، ويزيد عدد سكان بلدة خشام عن خمسة عشر ألفاً وخمسمئة مواطن، فيما يبلغ عدد أهالي طابية جزيرة نحو خمسة عشر ألفاً، هجروا جميعهم تنفيذاً لأحد شروط «قبول توبتهم» بعد قتالهم للتنظيم البغدادي.
وكانت مفاوضات في بلدات وقرى «غرانيج و أبو حمام و الكشكية» جرت بهدف إنهاء القتال مع تنظيم دولة «داعش»، حيث يصل تعداد سكان هذه القرى إلى نحو 83 ألف نسمة، فيما حاول تنظيم البغدادي فرض بند التهجير على أهالي هذه القرى أيضاً.
وأضاف المصدر نفسه، أن ريف دير الزور بات مهجورا وخالي من الأهالي بسبب ما وصفه ببطش «داعش»، واتجه النازحون نحو الأراضي التركية.
تظاهرات تأييد لكوباني تتحول إلى أعمال شغب وإعتداء على الصحافيين في أربيل
أحمد عمر
بغداد ـ «القدس العربي»: تحولت تظاهرات التأييد لمدينة كوباني المحاصرة في سوريا والتي قام بها مناصرو حزب العمال الكردستاني في اربيل الى اعمال شغب اسفرت عن الاعتداء على بعض مراسلي القنوات الفضائية، وإصابة المتحدث باسم شرطة أربيل.
وقال المتحدث باسم الشرطة، إن هناك تحركات لاعتقال بعض المشاركين، فيما رجح ان يؤثر هذا العمل على انسيابية حركات التظاهر والاحتجاج في المدينة مستقبلاً.
وتجمع العشرات من مؤيدي حزب العمال الكردستاني امام مقر الامم المتحدة في اربيل رافعين صور زعيم الحزب عبد الله اوجلان وهتفوا بشعارات معادية لتركيا، ومنددة بما سموه «دور انقرة المشبوه في مؤامرة كوباني»، وتم تسليم مذكرة احتجاج بهذا الخصوص الى ممثلين من بعثة الامم المتحدة.
وهاجم المتظاهرون بشكل جماعي مجموعة من مراسلي وسائل الاعلام التي يتهمونها بلعب دور سلبي في ازمة مدينة كوباني السورية، مما اضطر الشرطة الى التدخل والعمل على تفريق التظاهرة التي نتج عنها اصابة المتحدث باسم الشرطة في مدينة اربيل الرائد كاروان كريم، واحد العناصر الامنية التابعة لقوة شرطة الامم المتحدة، ومراسل لموقع اخباري كردي فضلاً عن اضرار طفيفة في المعدات والاجهزة التابعة للقنوات الفضائية الحاضرة.
وقال المتحدث باسم شرطة اربيل الرائد كاروان كريم في تصريح خاص لـ«القدس العربي»، إن قوات الشرطة تدخلت لمنع الاعتداء على مراسلي قناة «روداوو» الفضائية، وقناة الحزب الشيوعي وقناة كردستان، بالاضافة الى مراسل موقع «خندان» الالكتروني، مبيناً انهم بصدد تنفيذ اعمال توقيف وملاحقة لبعض المشاركين في التظاهرة.
وأعرب عن أسفه لما حصل في التظاهرة، مبيناً ان أعمال الشغب والاعتداء التي قام بها البعض لن تخدم قضيتهم ومن شأنها أيضاً ان تأتي بانعكاسات سلبية من حيث انسيابية التظاهر والاحتجاج والموافقات والتصاريح الخاصة للقيام بهذه التجمعات، مشدداً على أن حفظ الامن والاستقرار هو في مقدمة اولويات القوات الامنية في اقليم كردستان ولن يسمح لاي شخص بالتجاوز عليهما.
من جهته، أوضح عزيز ملا حمه وهو أحد المشاركين، أن التظاهرة كانت في اساسها عملا جيدا، وبحسب اهدافها فإنها كانت تقتصر على ارسال رسالة الى الحكومة التركية عبر بعثة الامم المتحدة، الا انها تحولت بشكل مؤسف الى اعمال شغب استهدفت بالدرجة الاساس الصحافيين، واسفرت عن خسائر مادية ومصابين.
وتابع في تصريح خاص، أن الاعمال التي رافقت تظاهرتهم ستسهم بفقدان تعاطف وتأييد قطاع كبير ومهم من الشعب الكردي وهم سكان عاصمة الاقليم أربيل الذين عبروا عن رفضهم لما حصل، وطالبوا بالتشديد في المستقبل لمنع تكرار مثل هذه الاعمال تحت لافتة نصرة كوباني او غيرها من المدن الكردية.
الى ذلك بين بهجت الحسكي من منظمي التظاهرة، أنهم قاموا بتسليم ممثلي الامم المتحدة مذكرة تضمنت مجموعة نقاط في مقدمتها العمل الفوري على انشاء جسر جوي انساني من اجل ايصال المساعدات الاغاثية العاجلة الى السكان في مدينة كوباني، بالاضافة الى تفعيل الجهد الدولي في مناصرة سكان المدينة ومهاجمة مقاتلي تنظيم داعش الذين باتوا على مشارفها.
البيت الأبيض: تسليح المعارضة السورية في وقت مبكر كان سيعرض الولايات المتحدة للخطر
رائد صالحة
واشنطن ـ «القدس العربي» رفض البيت الابيض انتقادات وجهها الرئيس الامريكي الأسبق جيمي كارتر قال فيها ان الولايات المتحدة انتظرت طويلا لملاحقة تنظيم «الدولة الاسلامية» في العراق وسوريا في حين أكد استطلاع جديد ان غالبية الامريكيين غير راضين عن كيفية تعامل الرئيس الامريكي باراك اوباما مع الحرب ضد الجماعة المتشددة.
وجادل جوش ارنست السكرتير الصحــــافي للبيت الابيض ان الرئيس الامـــريكي باراك اوباما استجاب لهذه الانتقادات في عدة مرات وذلك ردا على مقابلة مع كارتر قال فيها ان الولايات المتحدة سمحت لـ«داعـــش» ببناء القــــدرات وتجميع الأموال بينما كان لا يزال في سوريا ثم انتقــــل التنظـــيم الى العراق بدون أي اعتراض من المسلمين السنة في حين تم التخلي عن ثلث مساحة الاراضي العراقية.
واكد ان المقترحات السابقة بتسليح المعارضة السورية في وقت مبكر لمحاربة التنظيم الارهابي والرئيس السوري بشار الاسد كان من الممكن ان تعرض الولايات المتحدة للخطر، واضاف «بالتأكيد ستتعرض الولايات المتحدة للخطــــر لأن هذه الأسلحة يمكن ان تقــــع بسهولة فـــي الأيدي الخطأ اذا لم نكن نعرف لمن نمنحها، وعلاوة على ذلك، قال المتحدث الصحافي أنه أمل بعــــيد المنال الاقــتراح بأن اعطاء الأسلحة الى منظمات غير مدربة وغير منضبطـــة من شأنها النجــــاح في اســـقاط نظـــام الاسد الذي تدعــــمه العسكريــــة الروســـية الحديثة والمتطورة ناهيك عن الـــدعم الذي يتلقاه من حزب الله.
واوضح ارنست «هل تستحق المخاطرة بتوريد الأسلحة الى مجموعات كبيرة من الافراد الذين لا نعرفهم في سوريا؟.. الإجابة لا بالتأكيد لأن هنالك مخاطر كبيرة لهذا السلوك حتى لو جاءت الاجابة من عديم خبرة مثلي».
واقترح كارتر، ايضا، ان تقوم الولايات المتحدة بنشر قوات برية لمساعدة الغارات الجوية وهو الأمر الذي اخرجه اوباما من دائرة الاعتبار في حربه ضد «داعش»، وقال كارتر انه يجب ان يكون هناك شخص ما على الارض لتوجيه الصواريخ والتأكد من اصابتها الهدف الصحيح وان يكون لديك قوات تتحرك للقتال بعد الغارات.
ورغم محاولات البيت الابيض للرد على الهجمات المتتالية من مسؤولين من المفترض انهم يقفون في صف اوباما او حزبه الديمقراطي الا ان ارنست اعترف ان عدم نشر الولايات المتحدة لقوات برية يحد من قدرتها في المنطقة، وقال ان واشنطن واثقة ان مقاتلي قوات المعارضة السورية الحالية المدربة والمجهزة من قبل وزارة الدفاع الامريكية قد اصبحوا اكثر فعالية.
ونعت كارتر من جهته سياسة اوباما في الشرق الأوسط بأنه من الصعب تحديدها قائلا بأنها تتغير من وقت لآخر وقال في حديث لصحيفة «فورت وورث ستارتيليغرام» انه لاحظ أن اثنين من وزراء دفاع اوباما قد وجها انتقادات حرجة للغاية بعد خروجهما من منصبهما وذلك لعدم وجود اجراءات ايجابية من الرئيس.
وجاءت تصريحات كارتر بعد انتقادات وجهها وزير الدفاع السابق ليون بانيتا قال فيها ان اوباما قد ضاع في طريقه كما انتقد وزير الدفاع السابق روبرت غيتس في وقت سابق اوباما قائلا انه لا يؤمن بالاستراتيجية التى وضعها بنفسه.
الى ذلك، قال نحو 51 في المئة من المشاركين في استطلاع لشبكة «سي.بي.اس.نيوز» انهم لا يوافقون على طريقة تعامل اوباما مع المجموعات الجهادية المتطرفة في حين قال 10 في المئة انهم يشعرون بالرضى من عمل الرئيس الامريكي، وهذه الارقام هي اسوأ قليلا من النـــتائج السابقة للشهر الماضي حيث أعترض 48 في المئة على طريقة تعامل اوباما مع الاوضاع بالشرق الاوسط، ووجد 54 في المـــئة انه من المتوقع تعـــرض الولايات المتحدة لهجـــمات ارهابية، وقد اظهرت النتائج، ايضا، ان الشعب الامريكي لم يعد يناصر أستراتيجية اوباما لمواجهة «داعش» بالزخم نفسه الذي كشفته مسوحات سابقة.
ندوة في لندن تتحفظ على إنشاء منطقة عازلة شمالي سوريا
لندن ـ «القدس العربي» : تطرقت ندوة عقدت صباح الخميس في «المعهد الملكي للشؤون الدولية» في لندن الى موضوع حساس يجري تداوله حاليا ألا وهو انشاء منطقة عازلة بين جنوب تركيا والحدود الشمالية لسوريا، وبالتالي إقامة منطقة للحظر الجوي هناك، وهو مشروع تؤيده تركيا وفرنسا وبعض الدول العربية وتتردد أمريكا في إعلان موقفها منه، فيما تعارضه روسيا وسوريا وايران.
وشارك في الندوة بعنوان: «سوريا، التدخل العسكري الخارجي، والقانون الدولي» استاذ الحقوق والمرجع القانوني البارز في جامعة لندن « يونيفرستي كوليدج» البروفسور فيليب ساندز، والاختصاصي في شؤون الشرق الاوسط في المعهد ديفيد باتر، وأدارته المستشارة السابقة للحكومة البريطانية اليزابيث ولمزهيرست، التي تترأس البرنامج الدولي في المعهد.
ويذكر في هذا الصدد أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف صرح في موسكو اخيرا بأنه لا يمكن السماح بأن تستخدم محاربة تنظيم «داعش» الارهابي للتدخل في سيادة سوريا ومحاولة اطاحة النظام السوري. واوضح أن اي اجراء ضد «داعش» ينبغي ان يتم بموافقة الدول التي تنفذ فيها هذه الاجراءات، وان يستند الى ارضية قانونية صلبة وفقا للقانون الدولي ويجب اولا ان يتم بموافقة السلطات الشرعية لدول المنطقة التي يتواجد التهديد الارهابي على ارضها. علما ان قيادة تركيا عبرت بوضوح عن عدم اكتراثها بموقف الحكومة السورية في هذا الشأن إذ ان هدفها اسقاط النظام السوري، وأنها لن تشارك في مكافحة «داعش» إلا اذا سعت قوات التحالف الى تحقيق هذا الهدف. وشاركتها في هذا الموقف دول اخرى دولية واقليمية.
واستهلت ولمزهيرست الندوة بقولها ان «ما يعطي الشرعية لتدخل التحالف في العراق وفي اي منطقة يرتبط بما يجري في العراق هو ان دولة العراق طلبت هذه المساعدة لمواجهة داعش».
وتساءل ساندز إذا كانت هذه الشرعية تسمح بأي تصرف لقوات التحالف في سوريا، بما في ذلك انشاء المناطق العازلة ومناطق حظر التحليق الجوي؟ غير انه اشار ايضا الى ان الرئيس السوري بشار الاسد التزم حتى الساعة الصمت ازاء قصف قوات التحالف جويا لصد هجمات «داعش» على الاكراد السوريين. علما ان الحكومة السورية أعلنت ان أي تدخل تركي عسكري في سوريا سيعتبر بمثابة شن حرب على دمشق. وروسيا بدورها، حسب ساندز، في موقف حرج وحساس نظرا لما حدث معها في اوكرانيا، ولذلك فالوضع معقد وخصوصا بسبب الحساسيات السورية ـ التركية.
واضاف قائلا: «ان مسؤول الامن القومي العراقي زار سوريا ونسق مع قيادتها في شأن استخدام العنف ضد الارهابيين في العراق وسوريا. اما انشاء المناطق العازلة ومناطق حظر التحليق الجوي من جانب واحد فهذا امر آخر. لعلنا لم نتعلم دروسا من الحرب الامريكية في العراق عام 2003 لأنه لم يتم اجراء تقييم فعلي وشامل للأخطاء التي ارتكبت في تلك الحرب عبر تقرير مفصل عن ذلك وبالتالي قد نعاود ارتكاب الاخطاء ذاتها.
وتساءلت ولمزهيرست: «ماذا لو ارتكب ارهابيون انكليز عمليات ارهابية في امريكا فهل يحق لأمريكا ان تفعل ما تشاء في بريطانيا وفي الاراضي البريطانية من دون اي قيود قانونية دولية حول القصف والمناطق العازلة ومناطق عدم التحليق الجوي؟».
وشكك حاضرون للندوة في شرعية اقامة منطقة عازلة ومنطقة حظر جوي في شمالي سوريا قد تستخدمها تركيا في بسط نفوذها هناك. كما عبروا عن تحفظهم ازاء وضع تركيا للشروط ازاء مشاركتها في مكافحة الارهاب في سوريا وصدقيتها في ذلك، علما انه، حسب قولهم، تركيا سهلت دخول ارهابيين الى سوريا من الشيشان والبوسنة وافغانستان والبلقان شمالي افريقيا وبعض الدول العربية وهؤلاء لم يعتدوا فقط على الجيش السوري والمدنيين والأقليات السورية بل على قوات المعارضة السورية وقادتها». وقال ساندز: «ان القانون الدولي يبرر حتى الساعة فقط مساعدة الدولة العراقية التي طلبت المساعدة، اما ديفيد باتن فقال: «ان استراتيجية التحالف واضحة في العراق ولكنها غير واضحة في سوريا، فمن الافضل عدم التسرع في اتخاذ المواقف».
“أنصار داعش في جزيرة العرب” يهدد بشن هجمات انتقامية
واشنطن ــ منير الماوري
مع ازدياد الضربات الجوية، التي يوجّهها التحالف الدولي لتنظيم “الدولة الإسلامية”، ظهر تنظيم جديد يسعى إلى مواجهة التحالف، فقد أُعلن عن تشكيل تنظيم في اليمن والسعودية يحمل اسم “أنصار الدولة الإسلامية في جزيرة العرب”، هدد بتنفيذ هجمات انتقامية في عواصم التحالف الدولي.
وفي بيان نشره “مركز إعلام المجاهدين”، هدد “أنصار الدولة الإسلامية في جزيرة العرب”، بتنفيذ هجمات في “واشنطن وأربيل ولندن والرياض وطهران وعمان”، محذراً من أن “كل من تزعّم هذا التحالف الصليبي الرافضي ستصله سهامنا في عقر داره”،
كما نصح التنظيم “أهل السنّة” في اليمن بالابتعاد عن المناطق، التي يتواجد فيها الحوثيون والجيش اليمني، وعدم السكن أو المرور فيها، كونها أهدافاً مشروعة.
وزعم البيان أن هناك شراكة حقيقية بين القوى الغربية وإيران لاستهداف المسلمين السنّة، قائلا “إن المشروع الرافضي المجوسي لا يتقاطع مع المشروع الصليبي في الأهداف والتوجهات، وإن كان ما يطفو على السطح غير ذلك فإنّ ما يدور في دهاليزهم هو شراكة حقيقية في حرب الإسلام المتمثل بأهل السنة والجماعة”.
وأشاد التنظيم الجديد بـ”المجاهدين في العراق والشام لإعلان الدولة الإسلامية وإقامة الخلافة”، قائلاً إن “الدولة الإسلامية حطّمت حدود سايكس وبيكو الموهومة”، وإن هذا هو ما دفع أميركا، حسب البيان، إلى محاولة إنقاذ “الروافض والنصيرية والبشمركة من جنود دولة الإسلام”. وهاجم البيان التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “داعش” بالقول: “لقد أعلنوا تحالفاً اجتمع فيه عباد الصليب والروافض وطواغيت العرب والعجم للقضاء على دولة الإسلام، ونسوا غفلة وتغافلاً أنهم سيقاتلون قوماً لا يهزمون، ينتصرون أو يستشهدون”.
وتوعّد التنظيم كذلك الحوثيين في اليمن بأيام صعبة. كما هاجم البيان الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، متهماً إياه بتسليم عاصمة بلاده للحوثيين، ومشبها إياه برئيس الوزراء العراقي السابق، نوري المالكي.
وتعهّد البيان باسم “أنصار الدولة الإسلامية في جزيرة العرب” بمنع الحوثيين في اليمن من مواصلة التوسع والانتشار، وعدم تركهم “إتمام مخططهم في تشويه عقيدة الأمة الإسلامية وتاريخها في بلاد الإيمان والحكمة، والاستيلاء على خيرات البلاد”.
ضربات التحالف الدولي على حلب: النظام السوري “المستفيد الأكبر“
تحليل إخباري ــ أنس الكردي
تدل المؤشرات الميدانية في محافظة حلب على أن النظام السوري هو “الرابح الأكبر” من الغارات الجوية للتحالف الدولي على سورية، التي بدأت في الثالث والعشرين من الشهر الماضي بهدف القضاء على تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) و”جبهة النصرة”.
وعمد النظام السوري إلى تخفيف الضربات الجوية والبرية على مناطق المعارضة بهدف التقدم في ريف حلب الشمالي، عبر رسم إستراتيجية تتلخص في السيطرة على المناطق القريبة من المدينة الصناعية والسجن المركزي في المحافظة، وفك الحصار عن قريتي نبل والزهراء المحاصرتين من قبل المعارضة المسلحة، فضلاً عن قطع الطريق بين مدينة حلب وريفها، وفصل الريف الشمالي (معقل المعارضة) عن مدينة حلب. وهذه الأهداف التي يمضي لها النظام ستُغيّر من دون شك الموازين العسكرية لصالحه في حال كان له ما أراد.
وتنعكس إستراتيجيات التحالف الدولي في القضاء على “النصرة” و”داعش” في حلب بشكل إيجابي على قوات النظام، إذ تلقت الأولى منذ اليوم الأول غارات عدة على مواقعها، أدت إلى مقتل عشرين عنصراً من أفرادها في قصف استهدف منطقة المهندسين في ريف حلب الغربي، بينهم أبو يوسف التركي، أحد أشهر قناصة “النصرة”.
وبحسب شهادة أحد مقاتليها لـ “العربي الجديد”، فإن أبا يوسف الشخصية الوحيدة التي لا يمكن تعويضها، حتى أن “داعش” قد عرض عليه منصباً كبيراً لينضم إليه، وعند رفضه حاول اغتياله في خمس مناسبات، لكنه أصر على انحيازه لزعيم “النصرة، أبو محمد الجولاني، علماً أنه كان قبل يومين من مقتله على خطوط المواجهة مع تنظيم “الدولة” شرق مارع في ريف حلب الشمالي.
ويلفت مراسل “شبكة شام”، أبو يزن الحلبي، لـ “العربي الجديد”، إلى أنه “لم يكن أحد يريد استهداف جبهة النصرة لكونها تفتح جبهات عدة مع النظام في حلب، فضلاً عن أن معظم مقاتليها من الأنصار (السوريين). ويشير إلى أن ضربات التحالف ضدها كانت ضارة، إذ إن الجبهة اضطرت إلى تبديل مواقعها بعد مقتل عدد مهم من عناصرها.
“داعش” نحو الأكراد بدل النظام
يسيطر تنظيم “داعش” على أجزاء واسعة من مناطق ريف حلب الشمالي والشرقي الممتدة باتجاه الرقة، والتي تعتبر معقل التنظيم في سورية. وفي ظل وجود مقرات ومواقع ثابتة تابعة له هناك، فإن التحالف شنّ عشرات الغارات، أسفرت عن قتل وجرح عشرات من عناصره.
وركّز التحالف الدولي على قصف أهداف تنظيم “الدولة الإسلامية” في أهم معاقله في الريف الشمالي، واستهدافه المنشآت النفطية لتجفيف مصادر تمويله والمناطق الغذائية بهدف تجويعه، على الرغم من أن الهدف الاقتصادي الأول لن يؤثر على التنظيم، إذ إن معظم ملكية المنشآت النفطية تعود للمدنيين.
وأدت هذه الضربات إلى ارتفاع أسعار المنشآت النفطية بين عشرين إلى ستين في المائة بالمناطق السورية، وإيقاف إمدادات النفط إلى المناطق “المحررة”. وأما بالنسبة للهدف الثاني، المتمثل باستهداف صوامع الحبوب الواقعة قرب مدينة منبج في ريف حلب الشرقي، فقد أدى القصف إلى اشتعال حرائق كبيرة في خزانات الحبوب التي تحوي مخزون القمح الذي تعتمد عليه أفران ريف حلب الشرقي في تأمين الخبز للسكان.
على الرغم من ذلك كله، فإن “داعش” اضطر بفعل هذه الضربات إلى تغيير خططه من السيطرة على مطار “كويرس” العسكري الواقع في ريف حلب الشرقي، والذي يُعد الأكاديمية العسكرية الأكبر في الشرق الأوسط والقلعة الأكبر للنظام السوري في شمال البلاد، إلى وضع إستراتيجية مستعجلة لضمان السيطرة على المناطق التي تقع على الحدود السورية التركية.
ويأتي هذا التغيير بهدف صد هجوم كردي تركي محتمل، بعد الدعم الذي تلقاه الأكراد من الولايات المتحدة، ودخول تركيا إلى الحلف الدولي، وهو ما اتضح بعد تفويض البرلمان التركي لضرب “داعش” في سورية، ولا سيما أن التنظيم سيطر على معظم ريف عين العرب،
ويتجه إلى دخول المدينة خلال الأيام المقبلة، ما لم يتمكن التحالف الدولي من صده، الأمر الذي أبعد شبح “داعش” عن النظام، كما حصل سابقاً عند بدء الغارات على دير الزور، في الوقت الذي كان فيه التنظيم يستعد للسيطرة على المطار وطرد قوات النظام من المدينة.
إستراتيجية النظام
شعر النظام السوري بالارتياح في ظل ضربات التحالف الدولي على مواقع تنظيم “الدولة الإسلامية” و”النصرة”، وانشغال هذا التحالف في بحث إستراتيجية لتدريب المعارضة المعتدلة؛ لملء الفراغ الذي تولده الضربات وتمكين المعارضة من السيطرة على أماكن التنظيم، بعد إضعافه تمهيداً لوضع استشاريين في مرحلة متقدمة.
وركّز النظام على مفتاح الحصار الفعلي لمدينة حلب، والمتمثل في مخيم حندرات، مستفيداً كذلك من الانتصارات التي حققها قبل بدء التحالف الدولي، عبر السيطرة على المدينة الصناعية وكسر الحصار عن سجن حلب المركزي.
كما نجحت قوات النظام في السيطرة على طرق مواصلات هامة محيطة بالمخيم، من شأنها قطع طرق الإمداد لقوات المعارضة، فضلاً عن تمكنها من السيطرة على كتيبة حندرات العسكرية، بعد استعانتها بعناصر من “حزب الله” اللبناني وقوات إيرانية.
وتتجه قوات النظام إلى مخيم حندرات المطل على طريق الكاستيلو، آخر الطرق الواصلة بين مدينة حلب وريفها، مع فرض سيطرتها على الجبهة الواقعة إلى الشمال الشرقي من سجن حلب المركزي، عبر السيطرة على بلدة سيفات وأجزاء من الطريق الذي يصلها ببلدة باشكوي، ما أدى إلى إغلاق طريق حلب حندرات سيفات.
ويبدو أن جبهة النصرة كانت تتوقع هذه الإستراتيجية، إذ كشفت بالتزامن مع تقدم النظام عن مخطط، يسعى من خلاله الأخير إلى استعادة السيطرة على أحياء مدينة حلب الشمالية والشرقية والجنوبية، عبر التنسيق مع خلايا مسلّحة جرى زرعها بين صفوف كتائب المعارضة.
وبحسب مراقبين، فإن قوات النظام تهدف من خلال السيطرة على مخيم حندرات إلى هدفين إستراتيجيين، أولهما الوصول إلى بلدتي نبل والزهراء، وهما من الغالبية الشيعية، وثانيهما الدخول فعلياً في مرحلة فرض الحصار الخانق على الأحياء الشرقية من مدينة حلب، الواقعة تحت سيطرة قوات المعارضة.
ويشير القيادي العسكري في صفوف “لواء السّلطان”، المراد معيوف المعيوف، لـ “العربي الجديد” إلى أن قوات النظام سوف تتقدم باتجاه مدينتي نبل والزهراء، في حال تمكنت من السيطرة على المخيم، لكّنه يستبعد أن تتجه قوات المعارضة صوب مدينة حلب. ويلفت إلى أن الدعم الإيراني للنظام يظهر جلياً في عدد العناصر المتواجدة مع قوات النظام.
ويؤكد المعيوف أن هدف قوات النظام يتمحور حول البلدتين المحاصرتين فقط؛ وذلك لتدارك الغليان الشعبي الذي بدأ يظهر في صفوف الأوساط الشعبية الموالية للرئيس بشار الأسد، ولا سيما بعد التفجيرات الأخيرة في الأحياء المؤيدة للنظام في مدينة حمص.
ويحذر المعيوف المعارضة من خطورة الأوضاع الميدانية على الأرض، مبيناً أن قوات المعارضة المتواجدة على جبهة المخيم في وضع “محرج”، ويطالب “جميع الفصائل المتواجدة على أرض مدينة حلب بالتوجه إلى المخيم وإرسال الدعم والأرتال بشكل حقيقي، لا الإعلامي فقط”.
ويبدي مراقبون تخوفهم في ظل الغارات الدولية، من نجاح قوات النظام في فرض سيطرتها على المخيم، استغلالاً منها لحالة الارتباك والتشتت الحاصلة في صفوف قوات المعارضة، التي فرضتها الحرب مع تنظيم الدولة “داعش” في الريف الشمالي لمدينة حلب، وانشغالها في بقية الجبهات مع قوات النظام، وتخوف الكثير من الفصائل من استهداف ضربات التحالف الدولي لصفوفها، ولا سيما بعد إضافة “جيش المهاجرين والأنصار”، أحد أبرز التشكيلات المسلحة المقاتلة في حلب ضد النظام، وحركة “شام الإسلام” إلى قائمة المنظمات الإرهابية.
بلاد “داعش” بميثاق شرف صحافي
لا يكاد يمرّ يوم واحد من دون أن تحذّر المنظمات الدولية من خطورة العمل الصحافي في سورية، خصوصاً مع فرض”تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام”، سيطرته على عدد من المناطق في البلاد. لكن ما كشفه موقع “سيريا ديبلي” أنه سلّط الضوء على جانب آخر من العمل الصحافي في المناطق التي يسيطر عليها “داعش”.
إذ نشر الموقع 11 قاعدة وضعها “داعش” في دير الزور، ويجب على الصحافيين الراغبين بالعمل في المدينة الالتزام بها. فمع دخول المنطقة، عقد التنظيم اجتماعاً موسّعاً لكل الصحافيين العاملين في دير الزور، وأبلغهم بقواعد العمل. من رضي بهذه الشروط تابع عمله، ومن لم تعجبه، اضطرّ إلى مغادرة المدينة.
القاعدة الأولى هي إعلان الولاء التام للخليفة أبو بكر البغدادي. القاعدة الثانية والأهم هي أن كل عمل صحافي، يتمّ تحت إشراف المكتب الإعلامي لـ”داعش”. الثالثة تسمح للصحافيين بالعمل مع وكالات الأنباء العالمية (رويترز، اسوشييتد برس، فرانس برس…) لكن يمنع منعاً باتاً على أيّ صحافي التعاون مع فضائية محلية أو أجنبية. وفي حال حصل تعاون مع أي قناة، بعد موافقة مكتب “داعش” الإعلامي، فإنّ القاعدة الرابعة تمنع مجرّد التفكير بالتعاون مع القنوات الموضوعة على لائحة التنظيم السوداء، “لمحاربتها المسلمين”.
وتمتد “قواعد” العمل الصحافي في دير الزور، حيث تنصّ القاعدة الخامسة على أنه يسمح للصحافي بتغطية النشاطات في المنطقة بمقالات مكتوبة وصور، من دون الرجوع إلى المكتب شرط أنّ تحمل توقيع صاحبها. وإنّ كان هناك تساهلاً مع تغطية النشاطات، فإنّ التقارير والتحقيقات الطويلة لا يمكن أنّ تصل إلى أيّ وسيلة إعلامية قبل حصولها على موافقة المكتب الإعلامي للتنظيم، وفق ما تنص عليه القاعدة السادسة.
أما على مواقع التواصل الاجتماعي فإنّ لداعش أيضاً قواعده. هكذا تعطي القاعدة السابعة للصحافيين حرية إنشاء حسابات على مواقع التواصل، شرط أنّ تُعطى تفاصيلها لمكتب التنظيم الإعلامي، مع هويات أصحابها. القاعدة الثامنة تمنع تصوير أيّ نشاط أو مركز أمني أو عسكري لـ”داعش”. أما القاعدة التاسعة فهي القاعدة الأولى التي تحمل تهديداً واضحاً إذ تنص على أنّ “التنظيم سيراقب كل الإنتاج الإعلامي، وعند أيّ اعتراض فإنّ الصحافي أو المصور سيوقف عن العمل، وسيعتبر مسؤولاً عن خطئه”.
القاعدة العاشرة هي الأخطر، إذ تعلن أنّ “هذه القواعد غير نهائية ويمكن أنّ تخضع لتعديلات حسب الظروف ودرجة التعاون بين الصحافيين وإخوتهم في تنظيم الدولة الإسلامية”، كما تقول القاعدة نفسها.
أما القاعدة الأخيرة فتنظيمية إذ تفرض على الصحافي تقديم طلب للحصول على رخصة مزاولة المهنة في دير الزور، ولا يمكن بدأ العمل الصحافي قبل الحصول على هذه الرخصة.
ونتيجة هذه القواعد، غادر قسم كبير من الصحافيين دير الزور، فيما فضّل آخرون البقاء لتصوير يوميات المنطقة، وهم ملتزمون بهذه القواعد، التي كشف عنها صحافيون غادروا دير الزور بعد هذا الاجتماع. ويتحدّث هؤلاء عن ضغوطات تمارس على الأرض تحديداً ضدّ الناشطين الإعلاميين لدفعهم إلى مغادرة ديرالزور.
عملية حزب الله في شبعا: رسائل أكثر من متفجرات
تحليل إخباري ــ ثائر غندور
لم يترك حزب الله مجالاً للشك والتحليل. بعد أقل من ساعة على انفجار العبوة التي طالت دورية إسرائيلية في منطقة شبعا المحتلة، قبل يومين، أعلن الحزب تبنّيه للعمليّة التي تُعتبر الثالثة من نوعها منذ وقف إطلاق النار بعد العدوان الإسرائيلي على لبنان في يوليو/تموز 2006. الإعلان السريع لحزب الله عن العمليّة يحمل رسائل مختلفة وفي اتجاهات مختلفة.
في الشكل، تبنّى الحزب العمليّة باسم “مجموعة الشهيد علي حسن حيدر”. والأخير هو مسؤول في حزب الله قتله الجيش الإسرائيلي خلال تفكيكه لجهاز تجسس إسرائيلي في سبتمبر/أيلول الماضي في بلدة عدلون جنوبي لبنان. ومن هنا يُمكن استخلاص الرسالة الأولى التي أرسلها حزب الله، وهي أنه قادر على الرد على الاستهداف الأمني الذي تخوضه إسرائيل ضده، منذ اغتيال القائد العسكري للحزب عماد مغنية، في دمشق، في فبراير/شباط 2007. هذا لا يعني أن هذه المعركة الأمنية بدأت مع اغتيال مغنية، لكنها شكّلت نقطة مهمة، وهي الأبرز بعد حرب يوليو/تموز.
كما أن حزب الله، أراد التأكيد أن شعاره الذي رفعه بعد تعرضه لعمليات إسرائيلية، “الرد في الزمان والمكان المناسبين” لم يكن مجرد نسخ لعبارة “البعث السوري”، بل إن هذا الردّ سيأتي ولن يكون مجرد شعار سياسي.
وفي هذا الإطار، فإن حزب الله يريد، عبر هذه العملية، إبلاغ جميع المعنيين، بأنه لا يزال “حزب المقاومة”، وأن مشاركته في الحرب السورية إلى جانب النظام، لم تُنسه الجبهة مع إسرائيل، وهو ما يتناغم مع ما يُكرره مسؤولون في حزب الله، من أن المشاركة في القتال في سورية لم تكن يوماً على حساب الجهوزية والعمل العسكري ضد إسرائيل. كلام يحمل في طياته تهديداً مبطناً من حزب الله لجميع المعنيين في لبنان وإسرائيل والمنطقة، بأن جبهة الجنوب يُمكن أن تتحرك في أي لحظة. في الوقت عينه، لا يُمكن إغفال الرسالة التي نقلها نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف من الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، إلى الجانب الإسرائيلي في مايو/أيار 2013، بأن لبنان هو أكثر الجبهات هدوءاً، وأن جهود الحزب منصبّة على سورية حالياً.
في الشكل فإن العبوة والردّ الإسرائيلي يوحيان بأنها لا تتجاوز الخطوط المرسومة بين الطرفين، خصوصاً أن العمليّة حصلت في الأراضي اللبنانيّة المحتلة. لكن هذا لا يلغي أن العملية الأخيرة مضافةً إلى العمليتين السابقتين، تشيران إلى أنّ الحزب فرض معادلة جديدة مع إسرائيل، تقضي بأن “الخروقات” المتبادلة، وهي ذات بُعد أمني، لا تُشكل خطراً جدياً على وقف الأعمال العدائية التي نتجت من القرار 1701.
ومن الرسائل والأهداف التي حملتها هذه العمليّة، ما هو موجه للداخل اللبناني. فالحزب معني بإبلاغ جمهوره بالدرجة الأولى بأن دوره المقاوم لم ينتهِ. كما أنه كان بحاجة إلى دفعة معنوية من هذا النوع، بعد معارك جرد بريتال (شرقي لبنان) والتي سقط فيها 11 قتيلاً للحزب. ففي تلك المعارك وصل المسلحون إلى الأراضي اللبنانيّة، بما يعنيه هذا الأمر من ضربة لاستراتيجية الحزب باعتماد سياسة الحرب الاستباقية “لمنع الإرهابيين من المجيء إلى لبنان”. ومن هنا كانت “جرعة المعنويات” هذه أكثر من ضرورية، وقد تفاعلت معها قناة المنار التابعة للحزب بشكلٍ سريع من خلال تحويلها هواءها إلى جوّ إعلام حربي دام لساعات بعد العملية. كذلك سعى الحزب إلى إيقاف النقاش الداخلي حول اشتباكات بريتال، خصوصاً مع عدم وجود إجماع شعبي على تولي الحزب حماية الحدود الشرقية للبنان؛ وهذا مرتبط بكون اللبنانيين اعتبروا أن جيشهم قادر على حماية حدودهم، وذلك بعد تجربة الاشتباكات مع مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وجبهة النصرة في عرسال في أغسطس/آب الماضي.
وتحمل هذه العمليّة رسالة واضحة للخصوم السياسيين للحزب في الداخل اللبناني، بأن النقاش الحاد حول دور الحزب في سورية والدعوات إلى نشر قوات دوليّة على الحدود مع سورية، لا يُمكنها أن تمنع الحزب من الحركة، إذ إنه نفّذ هذه العمليّة في ظلّ وجود قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (اليونيفيل). من دون إغفال أن الحزب يُريد أن يُفهم خصومه أنّ كل صراخهم المعارض له، لا يمنعه من القيام بما يراه مناسباً له ولفريقه الإقليمي، حتى لو كان بحجم فتح حرب مع إسرائيل.
ومن الرسائل التي تحملها هذه العمليّة ما هو موجّه للداخل والخارج؛ فحزب الله الذي يقف اليوم في خندق واحد مع الأميركيين والغربيين عبر قتال “داعش”، يُريد القول إنه ليس في هذا المحور، وإن هذا التقاطع الظرفي لا يُمكن أن يُبنى عليه بالمعطيات الحالية، والدليل على ذلك، أنه وجّه ضربة لإسرائيل. ومن الأمور اللافتة أن تحريك الجبهة الجنوبية للبنان تزامن مع الخسائر الكبيرة التي كبدتها المعارضة السورية للنظام في جبهته الجنوبية، التي كانت تُشكل نقطة تماس مع الجيش الإسرائيلي.
تكثر التحليلات المرتبطة بالعبوة التي انفجرت بالدورية الاسرائيليّة، لكن الأكيد أنها لا تأتي في سياق عمليات حرب العصابات التي خاضها الحزب سابقاً مع الإسرائيليين، بل هي عملية من النوع الذي يحمل رسائل أكثر مما يحمل من المتفجرات.
سورية: طيران النظام يرتكب مجزرة بريف دمشق
دمشق، حلب ــ أنس الكردي، مصطفى محمد
استهدف طيران النظام السوري، أمس الخميس، بالبراميل المتفجرة مدينة عربين في غوطة دمشق الشرقية، ما أدى إلى مقتل 11 مدنياً وجرح العشرات، في حصيلة أوليّة مرّشحة للتصاعد.
وقال الناشط الإعلامي حسام تقي الدين، لـ”العربي الجديد”، إن “الطائرات ألقت البراميل المتفجرة على سوق المدينة، في وقت يكتظ فيه بالسكان، ما أدى إلى قتل وجرح العديدين، من بينهم أطفال”، مشيراً إلى أن المشافي الميدانية لم تعد تستوعب أعداد الجرحى.
وبثّ المكتب الإعلامي الموحّد في مدينة عربين، على موقع “يوتيوب”، فيديو للسوق بعد استهدافه بالبراميل، يظهر خلاله عشرات القتلى في الشوارع، إضافة لدمار في السوق وسط حالة من الخوف والهلع بين الأهالي.
من جهته، دان الأمين العام لـ”الائتلاف الوطني” السوري، نصر الحريري، هذا الفعل واصفاً إياه بالإجرامي، محذراً من استغلال رئيس النظام السوري، بشار الأسد، للحرب التي يشنها التحالف الدولي على الإرهاب، لتمرير جرائمه وتصعيدها، معتبراً أن “توجيه الضربات العسكرية لمراكز النظام وتنظيم الدولة على حدٍ سواء، هو الخيار الكفيل بوقف معاناة المدنيين وتجفيف المنبع الذي يستمر في إنتاج الإرهاب”.
على صعيد آخر، أسرت قوات النظام مئات المواطنين من سكان قرية سيفات، شمالي مدينة حلب، بعد تسلّلها إلى القرية خلال أيام عيد الأضحى.
وقال الناشط الإعلامي ماجد عبد النور، الموجود على الجبهة، إن “أعداد المدنيين الذين وقعوا أسرى في يد قوات النظام يقدّر بنحو 500 فرد، معظمهم من النساء والأطفال من قرية سيفات، إضافة إلى مدنيين كانوا يعبرون الطريق الذي كان تحت سيطرة المعارضة”.
وأوضح ماجد أن “قوات الجيش النظامي تسلّلت من السجن المركزي المتاخم لقرية سيفات، وتغلغلت في قرية حندرات، التي كانت فارغة تماماً من السكان، بينما قرية سيفات فيها عدد من السكان، مباغتةً المدنيين الذين اقتادتهم أسرى”.
وكشف ماجد أنه “خلال المعارك الدائرة، تمكنت قوات الجبهة الإسلامية من قتل بعض عناصر النظام، واستطاعت انتشال جثة لعنصر منهم وعثرت بحوزته على جهاز اتصال لاسلكي استطاعوا من خلاله سماع أصوات الضباط وهم يتحرشون ببعض النساء وسط صراخهن، إضافة لسماع أوامر من أحد الضباط باقتياد إحدى النساء إلى غرفته”.
وفي السياق نفسه، أرجع مصدر عسكري في حلب، لـ”العربي الجديد”، تحفّظ عن ذكر اسمه، نجاح قوات النظام بالتسلّل إلى سيفات، إلى خيانة إحدى الجماعات العسكرية المرابطة هناك، متحفظاً عن ذكر اسم هذا الفصيل العسكري لحين انتهاء التحقيقات، كما كشف عن خطورة الوضع الميداني.
من جهته، دان المتحدث الرسمي باسم “الائتلاف الوطني” السوري، سالم المسلط، التحرش بالنساء، كما طالب بالإفراج الفوري عن جميع المحتجزين.
وتقع قرية سيفات بالقرب من المنطقة الحرة الجمركية بحلب، شمالي بلدة حندرات، التي تشهد معارك محتدمة بين فصائل المعارضة وقوات النظام، ويبلغ عدد سكانها نحو ألفي نسمة بعد نزوح العديدين منها بسبب القصف المتواصل من قوات النظام.
داعش في وسط كوباني.. وواشنطن تنفي
تتواصل المعارك في مدينة عين العرب “كوباني”، شمالي سوريا، من دون تمكن طرفي النزاع، “الدولة الإسلامية” من جهة، والمقاتلين الأكراد من جهة ثانية، من حسم المعركة بشكل كامل. وعلى الرغم من مساندة جوية للطيران الحربي الأميركي، للمقاتلين الأكراد، إلا أن عناصر “الدولة الإسلامية” تمكّنوا من السيطرة على السجن الرئيسي في المدينة، على وقع تخبط في المعلومات بشأن الوضع العام في المدينة، إذ أن التنظيم يؤكد سيطرته على معظم أحيائها وعلى المربع الأمني وسط المدينة، فيما تنفي مصادر كردية تلك الأنباء وتؤكد أن قوات الحماية الكردية، لا تزال داخل المدينة.
وتكمن خطورة السيطرة على السجن، كونه ممراً وموقعاً متقدماً في عمق المدينة، كما أن بداخله عدداً من الموقوفين، تقول مصادر إنهم أسرى لـ”الدولة الإسلامية”، وغالبيتهم تم أسرهم في الرقة خلال معارك خاضها التنظيم مع قوات المعارضة هناك.
ووسط تأكيد التنظيم سيطرته على أحياء واسعة من المدينة، يؤكد الجيش الأميركي أن المقاتلين الأكراد نجحوا في صد توغل عناصر التنظيم إلى قلب المدينة وأنهم القوة التي تسيطر على القسم الأكبر من عين العرب “كوباني”، لكن وزارة الدفاع الأميركية، ألمحت إلى أن المدينة قد تسقط قريباً في أيدي التنظيم، الأمر الذي تقول عنه واشنطن إنه لن يغيّر من استراتيجيتها في الحرب على “داعش”، كما أنه لن يكون بالضرورة، خسارة استراتيجية.
إلى ذلك، يستمر الموقف الإيراني الداعم للنظام السوري، والرافض لما تصفه طهران بـ”التدخل الخارجي” في الشؤون السورية، تحت حجج عديدة، آخرها منطقة عازلة، أو إرسال قوات برية بهدف محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”. في هذا السياق، قال نائب وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، إن طهران لن تسمح بسقوط الأسد، وحذّر من التدخل في سوريا.
وعاد عبد اللهيان، للحديث عن موضوع إبلاغ واشنطن لدمشق بموعد الغارات التي بدأت بشنّها على مواقع التنظيم، وهو أمر نفته الولايات المتحدة مراراً. وقال عبد اللهيان إن واشنطن أبلغت طهران قبل بدء هجومها، موضحة أن الغارات لن تستهدف إيران أو مراكز تابعة للنظام السوري، ولفت إلى أن هذه الرسالة، نقلتها واشنطن إلى دمشق، لكنّه أشار إلى أن بلاده لا تثق في الولايات المتحدة، وأنها تتابع الأوضاع على الأرض وأي تطورات عن كثب. وقال إن “كافة المحاولات الخاطئة التي قد قوم بها الولايات المتحدة أو أي دولة أخرى كفرض أي منطقة حظر جوي بشكل يهدد السيادة الوطنية لسوريا، أو دخول وحدات عسكرية للأراضي السورية، أمر سيؤدي إلى عواقب وخيمة”. وأوضح أن طهران حذرت تركيا بهذا الخصوص.
من جهة ثانية، نفذ الطيران الحربي للنظام السوري أربع غارات جوية على حي جوبر الدمشقي، الجمعة، بينما دارت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام من جهة ومقاتلي الجيش الحر من جهة ثانية، في الحي ذاته، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتحدّث ناشطون محلّيون عن حشد النظام أعداداً هائلة من قواته بالقرب من جوبر، الذي يُعدّ مفتاح العاصمة دمشق، استعداداً لتنفيذ محاولات اقتحام بالتزامن مع عمليات القصف الجوي والبري.
وذكر المرصد السوري أيضا أن خمسة وعشرين شخصاً على الأقل، بينهم أربعة أطفال، قتلوا في غارات للنظام استهدفت مناطق في مدينة عربين في الغوطة الشرقية قرب دمشق، فيما قالت الهيئة العامة للثورة السورية إنها وثّقت حالات اختناق وإصابات جراء استهداف قوات النظام لمنطقة الملاح في حندرات بريف حلب الشمالي بغاز الكلور.
13 مرشحاً بينهم 3 نساء لرئاسة حكومة المعارضة السورية
13 مرشحاً بينهم 3 نساء لرئاسة حكومة المعارضة السورية إلى جانب انتخاب رئيس للحكومة الموقتة، ستناقش قوى الإئتلاف ملفات كوباني والمنطقة العازلة وضربات التحالف. (أ ف ب)
بدأت الهيئة العامة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية اجتماعاتها، الجمعة، في مدينة إسطنبول، لمناقشة عدد من القضايا، أهمها اختيار رئيس للحكومة الموقتة.
وقد وافقت الهيئة السياسية للائتلاف، الخميس، على قائمة تضمّ 13 مرشحاً لرئاسة الحكومة، وهي مؤلفة من 13 اسماً، بينهم ثلاث نساء، وهم: أحمد الطعمة الذي تمت إقالته من منصبه سابقاً، إياد قدسي، محمد ياسين نجار، وليد الزعبي، محمد رحال، صفاء زرزور، لمياء نحاس، علي بدران، صبا حكيم، عبد الرحمن ددم، عبدو حسام الدين، غسان هيتو، وهاني خباز.
هذه الشخصيات تم قبول ترشيحها بعد دراسة سيرهم الذاتية من قبل الهيئة السياسية، حيث اختيروا من بين ما يقارب 50 شخصية، تقدمت بطلبات ترشيح لرئاسة الحكومة الموقتة، بحسب ما أفاد بيان صادر عن الائتلاف.
كما وستناقش هذه الاجتماعات على مدى ثلاثة أيام تقرير رئاسة الائتلاف، وتقرير الأمانة العامة، والبت في العلاقة الناظمة بين الائتلاف والحكومة، ومناقشة النظام الأساسي للائتلاف والسياسة المالية.
ومن الملفات الحساسة التي سيتم بحثها موضوع إقالة المجلس العسكري الأعلى على خلفية كارثة اللقاحات لأطفال أدلب والتي راح ضحيتها 15طفلاً في 16 أيلول سبتمبر/ الماضي.
ومن المتوقع أن يبحث الائتلاف أيضاً تطورات الأوضاع في مدينة كوباني وعمليات التحالف الدولي ضد “الدولة الإسلامية”، والمقاربة التركية للتدخل العسكري، بالإضافة إلى ملف المنطقة العازلة والجدل القائم حولها بين واشنطن وأنقرة.
وكانت الهيئة العامة للائتلاف أقالت في 22 يوليو/تموز الماضي، الحكومة الموقتة برئاسة أحمد طعمة، وكلّفته بتصريف الأعمال إلى حين تكليف رئيس جديد خلال فترة شهر، إلا أنه تم تأجيل موعد انتخاب بديل لطعمة مرتين خلال الفترة الماضية قبل أن يقرّ الموعد الجديد غداً.
تنظيم الدولة يعزز سيطرته بعين العرب
استولى تنظيم الدولة الإسلامية اليوم الجمعة على المربع الأمني والسجن المركزي في مدينة عين العرب (كوباني) في حلب شمالي سوريا, ما قد يقربه من حسم المعركة مع الفصائل الكردية رغم الضربات الجوية المكثفة للتحالف الدولي.
وأكد مراسل الجزيرة عبد العظيم محمد أن مقاتلي تنظيم الدولة يحاولون الاستيلاء على الجانب السوري من معبر “مرشد بينار” لخنق المقاومة التي تبديها وحدات حماية الشعب الكردية في بعض أجزاء عين العرب (150 كلم شمال شرق حلب).
وأشار المراسل إلى أن اشتباكات دارت ظهر اليوم في محيط السجن المركزي وفي الشارع 48 وسط المدينة، وكذلك في محيط معبر مرشد بينار النافذة الوحيدة لقوات الحماية الكردية باتجاه الأراضي التركية.
وفي حال سقط المعبر بأيديهم فسيكون في وسع مقاتلي تنظيم الدولة قطع طريق المقاتلين الذين يحاولون الفرار إلى الأراضي التركية.
وأفاد المراسل بأن طائرات التحالف الدولي أغارت اليوم على أهداف للتنظيم, وذلك بعد ضربات مكثفة أمس استهدفت عربات ومباني في محاولة لوقف تقدم المهاجمين من الشرق والجنوب الغربي إلى وسط المدينة.
من جهته أفاد مراسل الجزيرة رأفت الرفاعي “أن انتحارياً تابعا لتنظيم الدولة كان يقود سيارة مفخخة، فَجَّر نفسه في محيط السجن المركزي بوسط المدينة”.
وكان المراسل أكد قبل ذلك سيطرة التنظيم على السجن المركزي في عين العرب وإطلاق عناصر تابعين له اعتقلهم فصيل “ثوار الرقة” قبل مدة. ويوجد سجن عين العرب المركزي في موقع مهم لأنه يعد بوابة للتوغل أكثر باتجاه عمق المدينة.
وتعززت السيطرة الميدانية في وقت لاحق اليوم باستيلاء مقاتلي تنظيم الدولة على المربع الأمني للإدارة المحلية في المدينة وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وبدأ التنظيم هجوما على مدينة عين العرب قبل ثلاثة أسابيع, وفي طريقه إلى المدينة سيطر على مئات القرى والتجمعات السكنية الصغيرة بريف المدينة التي تفصلها بضع مئات من الأمتار عن بلدة سروج التركية.
وتشير مصادر مختلفة إلى مقتل ما يصل إلى 400 من عناصر تنظيم الدولة والفصائل الكردية خلال المعارك الضارية في عين العرب, في حين نزح نحو 180 ألفا من سكان المدينة إلى تركيا.
المربع الأمني
من جهته, قال المرصد السوري إن تنظيم الدولة سيطر بحلول ظهر اليوم على ما يوصف بالمربع الأمني الذي يضم مقرات وحدات الحماية و”الأسايش” (قوات الأمن الكردية) والمجلس المحلي, ويقع في الطرف الشمالي من عين العرب.
وأضاف المرصد أن التنظيم بات يسيطر الآن على 40% من المدينة بعدما قال أمس إنه يسيطر فقط على 10% منها. وكانت مصادر من تنظيم الدولة قالت أمس إنه يبسط سيطرته على معظم أحياء المدينة, وتحدث عن “جيوب مقاومة” كردية.
لكن متحدثا باسم وحدات حماية الشعب الكردي أكد أن الوحدات ما زالت تسيطر على قلب مدينة عين العرب، في حين ذكر قائد ميداني كردي أن المدينة تشهد حرب شوارع.
وقال أوجلان إيسو -نائب قائد القوات الكردية في عين العرب- إن تنظيم الدولة لا يزال يقصف وسط المدينة بقذائف الهاون, ما يعني أن مقاتليه لم يوسعوا نطاق سيطرتهم على أكثر من 20% من المدينة.
وقد تتطلب السيطرة على المدينة وقتا أطول حيث أقامت القوات الكردية تحصينات قوية تشمل أنفاقا حسب ما نقل مراسل الجزيرة عن مصادر كردية في عين العرب. وكان التنظيم استهدف أمس مقر “الأسايش” بسيارة مفخخة ما أسفر عن قتلى بينهم مسؤول أمني كردي بارز.
وقالت القيادة المركزية الأميركية إن طائرات أميركية شنت أمس تسع ضربات جوية على مسلحي تنظيم الدولة في محيط عين العرب, مستهدفة وحدة كبيرة تابعة للتنظيم, ووحدتين صغيرتين, ودمرت مبنيين ودبابة ومدفعا رشاشا ثقيلا.
مبعوث أممي يدعو تركيا لمنع وقوع “مذبحة” بعين العرب
دعا مبعوث الأمم المتحدة لسوريا ستيفان دي ميستورا تركيا اليوم إلى السماح لمن أسماهم “متطوعين” بعبور الحدود مع سوريا لمنع مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية من ارتكاب “مذبحة” في مدينة عين العرب (كوباني).
وأضاف المبعوث الأممي في مؤتمر صحفي في مدينة جنيف السويسرية “نوجه دعوة للسلطات التركية للسماح للاجئين بالعودة إلى عين العرب للدفاع عن أنفسهم”.
وشدد دي ميستورا على ضرورة أن يبذل الجميع ما في وسعه لمنع “مذبحة”، ولا يزال في المدينة السورية الحدودية مع تركيا ما بين خمسمائة وسبعمائة شخص معظمهم من كبار السن، وتشهد المدينة قتالاً عنيفا بين التنظيم وقوات كردية تدافع عن المدينة وسط قصف تنفذه طائرات التحالف الدولي.
وحذر دي ميستورا من أنه في حال سقطت المدينة بيد مقاتلي الدولة الإسلامية فإن المدنيين الباقين فيها سيتعرضون لمذبحة وسيسيطر مقاتلو الدولة على شريط طويل من الحدود.
وحسب المتحدث نفسه فإن جزءا صغيرا من عين العرب ما زال مفتوحا لدخول وخروج الناس حسب تقديرات الأمم المتحدة، وفضلا عن المحاصرين داخل المدينة بسبب القتال، فإن هناك ما بين عشرة آلاف و13 ألف شخص ما زالوا عالقين في منطقة قريبة من الحدود السورية التركية.
قتلى باحتجاجات
وكان العديد من المدن التركية قد شهد خروج مظاهرات تحتج على حصار تنظيم الدولة لمدينة عين العرب وتدعو السلطات التركية إلى التدخل عسكرياً ضد التنظيم، وقال وزير الداخلية التركي أفكان علاء اليوم إن 31 شخصا على الأقل قتلوا وجرح 360 آخرون خلال أربعة الأيام من الاحتجاجات العنيفة في جنوبي شرقي البلاد، والتي عبر المشاركون فيها عن رفضهم سياسة تركيا تجاه ما يدور في عين العرب.
وأضاف المسؤول التركي أن شرطيين قتلا في مدينة بنغول جنوبي تركيا أمس الخميس على يد مسلحين، وأشار علاء إلى أن المواجهات بين المتظاهرين والشرطة اندلعت في 35 مدينة تركية جرح خلالها 221 مدنياً و139 من عناصر الأمن.
وقد أعلن وزير الزراعة والثروة الحيوانية التركي مهدي أكَر رفع حظر التجول في ولاية ديار بكر، جنوبي شرقي البلاد اعتبارا من اليوم، وذلك عقب أيام من الاحتجاجات العنيفة التي خرجت للاحتجاج على هجوم تنظيم الدولة على عين العرب، وأسفرت عن مقتل عشرة أشخاص في الولاية وجرح 37 آخرين وإلحاق ضرر بالعديد من المنشآت.
مقتل مئات المعتقلين بسوريا تعذيبا منذ العفو الرئاسي
أكدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 679 شخصاً بسبب التعذيب، وذلك منذ العفو الذي أصدره الرئيس السوري بشار الأسد بعد فوزه بانتخابات الرئاسة في يونيو/حزيران الماضي.
ووثقت الشبكة اعتقال ما لا يقل عن 1217 شخصا -بينهم 52 امرأة- منذ صدور العفو يوم 9 يونيو/حزيران الماضي.
وأوضح بيان أصدرته الشبكة أن قتلى التعذيب يتوزّعون على معظم المحافظات السورية، بينهم 129 قتيلا في محافظة حمص، و96 في ريف دمشق، و94 في درعا، و78 في دمشق، و76 في إدلب، و64 في حماة، و53 في دير الزور، و29 في حلب، و21 في اللاذقية، و16 في القنيطرة، و10 في الرقة، و7 في الحسكة، و4 في طرطوس.
وشددت الشبكة السورية لحقوق الإنسان على ضرورة الإسراع بمعاقبة ومحاسبة المسؤولين المتورطين في عمليات التعذيب “المنهجية”، معتبرة أن “حجم عمليات التعذيب يدل على أنها سياسة دولة تورط فيها جميع أركان النظام بحسب مبدأ مسؤولية القيادة في القانون الدولي”.
وخلص بيان الشبكة إلى أن كل تأخير في محاربة “إرهاب الدولة” يعد أحد الأسباب الرئيسية في صناعة التطرف والإرهاب، وفق تعبيره.
سلمان رشدي يكرّم مازن درويش بمشاركة جائزته
لندن – رويترز
شارك الكاتب سلمان رشدي الحائز على جائزة “بين بينتر” جائزته مع الكاتب والصحافي السوري مازن درويش المدافع عن حرية التعبير والمعتقل منذ عامين، داعيا إلى الإفراج عنه فوراً.
وقال رشدي في بيان أعلن عنه قبل حفل تسلم الجائزة الذي أقيم الخميس، في المكتبة البريطانية: “مازن درويش حارب بشجاعة عن القيم المدنية وحرية التعبير وحقوق الإنسان.. في واحد من أخطر الأماكن في العالم، إن استمرار احتجازه تعسفي وجائر، ينبغي الإفراج عنه فوراً وينبغي أن يحدونا الأمل بأن تساعد هذه الجائزة.. من خلال تسليط الضوء على محنته”.
يذكر أن جائزة “بين بينتر” تمنح سنوياً لكاتب بريطاني أو كاتب يعيش في بريطانيا يدعم حرية التعبير أو يدافع عنها، وفي تقليد خاص بالجائزة يتشاركها الفائز مع “كاتب دولي شجاع”.
تنظيم الدولة يسيطر على وسط كوباني
رفيده ياسين- الحدود السورية التركية – سكاي نيوز عربية
سيطر مسلحو تنظيم الدولة، الجمعة، على ما يسمى بـ”المربع الأمني” وسط مدينة كوباني الكردية شمالي سوريا، وذلك بعد معارك عنيفة مع قوات الحماية الكردية التي تدافع عن المدينة منذ أيام في الوقت الذي شنت قوات التحالف 7 غارات على محيط كوباني.
وقال مسؤول العلاقات الخارجية في كوباني إدريس نعسان في مقابلة مع سكاي نيوز عربي إن ” مسلحي تنظيم الدولة سيطروا على مركز المدينة، بسبب التعزيزات التي استلموها من دول الجوار”.
وأضاف أنهم “تقدموا بهجماتهم ضد قوات حماية الشعب، وعرضوا المدينة للنهب والتدمير، وعرضوا المدنيين للخطف والقتل وقطع الرؤوس”.
كما أفادت مراسلتنا من على الحدود التركية السورية بمقتل 125 وأسر 12 من المسلحين الأكراد خلال كمين نصبه تنظيم الدولة في المنطقة الصناعية شمال شرقي كوباني.
ويشمل المربع الأمني مركز الشرطة الرئيسي وبعض النقاط الأمنية والسجن، وتأتي السيطرة عليه غداة سيطرة مسلحي داعش على مبنى “الأسايش” أو قوات الأمن الكردية الذي يتحصن فيه المقاتلون الأكراد.
كما سيطر التنظيم على على مبنى “السراي” الحكومي ومركز البلدية ومقر حزب الاتحاد الديقراطي ومقر الحزب الديمقراطي الكردي السوري (كونفراس) وسط مدينة كوباني، وفقا لمراسلتنا هناك.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مسلحي داعش أصبحوا يسيطرون على نحو 40 بالمئة من مدينة كوباني.
قصف كوباني
وقال بيان من القيادة الوسطى الأميركية إن الولايات المتحدة شنت 7 غارات على محيط مدينة كوباني السورية وغارتين في دير الزور والحسكة.
كما واصلت طائرات التحالف الدولي تحليقها المستمر في سماء كوباني، وقد شنت غارات جديدة صباح الجمعة على مواقع تابعة لداعش شمال شرقي المدينة بالقرب من تلة عرب بينار التي يسيطر عليها مسلحو تنظيم الدولة.د
من جانبها تشدد السلطات التركية من إجراءاتها الأمنية على طول الشريط الحدود مع كوباني وداخل مدينة سوروج التركية الحدودية على خلفية الاحتجاجات اليومية التي ينظمها الاكراد دعما لمقاتلي كوباني ورفضا لموقف تركيا منها.
ودعا مبعوث الامم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا من جهته أنقرة إلى السماح للمتطوعين الأكراد بالعبور من تركيا إلى كوباني للمشاركة في الدفاع عن المدينة، محذرا من وقع مجزرة على غرار ما حدث في سريبرينيتسا في يوغوسلافيا السابقة، حسب تعبيره.
من ناحية أخرى، قال توني بلينكن نائب مستشارة الأمن القومي الأميركية إن الاقتراح التركي بإقامة منطقة عازلة في سوريا لحماية النازحين لم يأت بفكرة جديدة “وليس في دائرة الاهتمام”.
برزاني يرفض الاتهام بالتقصير في دعم كوباني
زينة يازجي- أربيل – سكاي نيوز عربية
رفض مسعود برزاني، رئيس إقليم كردستان العراق، الاتهامات الموجهة له بشأن التقصير في دعم المقاتلين الأكراد في مدينة كوباني شمالي سوريا التي سيطر تنظيم الدولة على أجزاء منها.
وقال برزاني في حديث لبرنامج “بصراحة مع زينة يازجي” على سكاي نيوز عربية، إن حصار داعش للمدينة منع الإقليم من إيصال المساعدات إلى كوباني، وقال إنه لو كان يملك قوة إنزال جوي لأرسل تلك المساعدات جوا على الفور.
وأضاف برزاني أن الغرب ساعد الأكراد في العراق ضد تنظيم الدولة حفاظا على أمنه واستقراره ولأسباب سياسية عسكرية أخرى.
وأشار إلى أنه كان يتوقع دعما تركيا أكبر لإقليم كردستان عندما تعرض لهجوم تنظيم الدولة وكان على مشارف أربيل قبل نحو شهرين .
وكشف برزاني خلال اللقاء أنه اتصل برئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي قبل سقوط الموصل بيد تنظيم الدولة عارضا عليه المساعدة بإرسال قوات كردية للمدينة، غير أن المالكي رفض ولم يأخذ الأمر على محمل الجد حسب تعبيره.
وشدد برزاني على أن مسألة إجراء استفتاء على استقلال الإقليم عن العراق بما في ذلك كركوك، لا رجعة فيها، وإن كانت الحرب على تنظيم الدولة تمثل أولوية في الوقت الحالي.
وجدد رئيس إقليم كردستان العراق التزامه بالتعاون مع الحكومة العراقية الجديدة برئاسة حيدر العبادي رغم ما وصفها بالتحفظات الكردية على بعض المسائل.
قتلى بينهم أطفال بقصف على درعا
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قتل 19 شخصا على الأقل بينهم 5 أطفال، الجمعة، في قصف للقوات الحكومية السورية على بلدة الحارة في ريف درعا التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة قبل أقل من أسبوع.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان “ارتفع إلى 19 بينهم رجل وزوجته وخمسة أطفال على الأقل عدد القتلى الذين قضوا جراء قصف جوي وبصواريخ يعتقد أنها من نوع أرض – أرض من قوات النظام على مناطق في بلدة الحارّة”.
من جهة أخرى، استمرت المواجهات المسلحة بين الجيش الحر والقوات السورية الحكومية مدعومة من مسلحي حزب الله اللبناني، على عدة جبهات في منطقة القلمون السورية على طول الحدود اللبنانية.
وقال ناشطون من المعارضة السورية إن الجيش الحر واصل لليوم الثالث على التوالي هجومه على مواقع عسكرية لحزب الله في منطقة عسال الورد، مؤكدين مقتل عدد من المسلحين اللبنانيين.
وكان مقاتلو الجيش الحر بدأوا قبل أيام هجوما في القلمون، وذلك عقب هجمات شنتها جبهة النصرة على عدد من قواعد حزب الله في المناطق الجردية في لبنان، أسفرت عن مقتل 10 من مقاتلي الحزب.
الجيش الأمريكي يقول إنه شن 9 ضربات جوية في سوريا معظمها قرب كوباني
واشنطن (رويترز) – أعلنت القيادة المركزية في الجيش الأمريكي يوم الجمعة شن تسع ضربات جوية في سوريا استهدفت مقاتلي الدولة الاسلامية يومي الخميس والجمعة بينها سبع ضربات قرب مدينة كوباني الحدودية.
وأضاف الجيش في بيان أن ضربتين شنهما يومي الخميس والجمعة استهدفتا منطقة إلى الجنوب الشرقي من كوباني ودمرتا منشأتي تدريب للدولة الإسلامية.
وتابع أن أربع ضربات أخرى وقعت إلى الجنوب من المدينة القريبة من حدود سوريا مع تركيا واستهدفت عربات ودبابة ووحدتين صغيرتين لمقاتلي التنظيم.
وقصفت الضربة السابعة منطقة إلى الشمال الشرقي من كوباني فيما قصفت ضربتان مدينتي دير الزور والحسكة السوريتين.
وقالت القيادة المركزية إن هجوما آخر في العراق استهدف منطقة قريبة من العاصمة بغداد.
(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)
مسؤول أمريكي: الاقتراح التركي بإقامة منطقة عازلة في سوريا لم يأت بجديد
لندن (رويترز) – قال توني بلينكن نائب مستشارة الأمن القومي الأمريكية يوم الجمعة إن الاقتراح التركي بإقامة منطقة عازلة في سوريا لم يأت بفكرة جديدة “وليس في دائرة الاهتمام”.
وقال مسؤولون أتراك في السابق إن تركيا تحاول اقناع الولايات المتحدة بالحاجة لإقامة “منطقة عازلة” داخل سوريا وبأن وجود ملاذ آمن على الحدود سيتطلب على الأرجح اقامة منطقة حظر جوي تسمح بتقديم المساعدات للمدنيين النازحين.
وقال بلينكن في لندن إن الاقتراح “ليس في دائرة الاهتمام.”
وتابع ان الولايات المتحدة ينبغي أن تبحث سبل زيادة الضغوط على روسيا ما لم تنفذ تفاصيل اتفاق وقف اطلاق النار بين كييف والمتمردين الموالين لموسكو.
(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية – تحرير سها جادو)
المرصد السوري: تنظيم الدولة الإسلامية يتوغل في كوباني
بيروت (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية يتوغلون في مدينة كوباني (عين العرب) السورية على الحدود مع تركيا يوم الجمعة وإنهم سيطروا بالكامل تقريبا على منطقة تضم مقر الإدارة الكردية المحلية.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد عبر الهاتف إن المقاتلين سيطروا على 40 في المئة على الأقل من المدينة.
وأضاف أن التنظيم يسيطر الآن بالكامل تقريبا على “المربع الأمني” حيث يوجد المقر الإداري للحكومة المحلية.
وذكر مسؤول عسكري كردي يتحدث من كوباني أن قتالا يدور حاليا بين التنظيم ومقاتلين أكراد قرب مبنى تستخدمه قوات الأمن المحلية الكردية لكنه نفى أن يكون التنظيم قد أحرز تقدما كبيرا في المدينة.
وقال أوجلان ايسو وهو نائب قائد القوات الكردية في كوباني إن تنظيم الدولة الاسلامية لا يزال يقصف وسط المدينة بقذائف المورتر الأمر الذي يعني أن مقاتليه لم يوسعوا نطاق سيطرتهم على أكثر من 20 في المئة من كوباني.
وأضاف في اتصال هاتفي “هناك اشتباكات عنيفة وهم يقصفون وسط كوباني من بعيد.”
(إعداد سها جادو للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)
مسؤول أمريكي بارز: الدولة الاسلامية تسيطر على 40% من كوباني
لندن (رويترز) – قال توني بلينكن نائب مستشارة الأمن القومي الأمريكي يوم الجمعة إن تنظيم الدولة الإسلامية يسيطر الآن على 40 في المئة من مدينة كوباني السورية على الحدود التركية وقد يتمكن من السيطرة عليها.
وأضاف أن مقاتلي التنظيم بسطوا سيطرتهم على حوالي 40 في المئة من كوباني بينما تسيطر القوات الكردية على نحو 60 في المئة منها. وتتماشى الأرقام مع ما ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان.
(إعداد أمل أبو السعود للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)
تركيا بين أحلام الإمبراطورية وعضوية الأطلسي
وليد عباس
بينما تسقط مدينة كوباني في أيدي مقاتلي تنظيم داعش، تكتفي تركيا بدور المراقب للأحداث التي تدور على حدودها، بالرغم من أن البرلمان التركي أعطى أردوغان تفويضا للقتال ضد تنظيم داعش داخل الأراضي السورية والعراقية، والرئيس التركي أعلن أن بلاده ستشارك في الحملة الدولية ضد الإرهاب إلى جانب حلفائها في الحلف الأطلسي.
لكن التحرك التركي يقوم على مبدأ، يقول بأن تنظيم داعش ونظام بشار الأسد في السلة ذاتها، وأن أنقرة لن تحارب التنظيم الإسلامي المتطرف لكي تتجنب تعزيز النظام السوري، كما أعلن رئيس الحكومة التركية أحمد داود أوغلو، وهدف الحكومة الرئيسي في هذه المواجهة هو إقامة منطقة حظر جوي داخل الأراضي السورية وعلى طول الحدود بين البلدين لاستقبال اللاجئين السوريين وإقامة معسكرات للمعارضة السورية المعتدلة، وفقا للتصريحات التركية.
وإذا كانت أنقرة قد عقدت صفقة مع تنظيم داعش لإطلاق سراح رهائنها، فإنها لم تخرج بذلك عما تقوم به أغلب الدول الأوروبية والغربية في ظروف مشابهة، بينما يبقى السؤال الرئيسي على رفض القيام بأي تحرك ضد تنظيم متطرف يهيمن على مساحات واسعة في العراق وسوريا، وأصبح اليوم على حدودها ؟ وتحديدا، ربما كانت الإجابة في طبيعة هذه الحدود، حيث الأراضي التي يسعى الأكراد لإقامة إدارة ذاتية عليها، وحاليا يقوم تنظيم داعش بتقليص وتحطيم قدرات الأكراد العسكرية، وينفذ عمليا الخطوة الأولى لإقامة الحزام العازل الذي يريده أردوغان، بتنظيف المنطقة من أي قوى عسكرية، يمكن أن تزعج تحرك الجيش التركي لإقامة منطقة الحظر الجوي.
الإجابات يمكن أن نجدها أيضا على مستوى آخر، عند وضعها في إطار المنافسة الكبرى التي تخوضها تركيا لتصبح القوة الإقليمية المهيمنة، منافسة تدور، أساسا، مع إيران وبصورة ثانوية مع السعودية، وهنا يمكن أن يصبح تنظيم داعش ورقة مفيدة في يد أنقرة، على المدى الطويل، للتلاعب في موازين القوى القائمة ليس فقط في العراق وسوريا وبالتالي إيران، بل وأيضا في منطقة الخليج والجزيرة العربية.
الصعوبة الرئيسية التي يواجهها أردوغان في هذه اللعبة هو أنها تقوم على توازن دقيق وصعب للغاية بين أحلامه وأحلام أنصاره في إحياء الإمبراطورية العثمانية وما يستدعيه الأمر من تحالفات قد لا تكون نظيفة دائما، وبين تحالفاته القائمة بالفعل مع الولايات المتحدة، ورغبته في الدخول إلى الاتحاد الأوروبي.
فهل سيتمكن الرئيس التركي الإسلامي من السير هذا الحبل وسط زلازل المنطقة دون أن يفقد توازنه ويسقط ؟