أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 16 تشرين الأول 2015

 

«خط ساخن» بين قاعدة اللاذقية وإسرائيل

موسكو – رائد جبر؛ لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب

أعلنت موسكو أمس إقامة «خط ساخن مباشر» بين إسرائيل والقاعدة العسكرية الروسية في مطار اللاذقية بالتزامن مع بدء القوات النظامية السورية مدعومة بغطاء جوي روسي بعملية في ريف حمص وسط البلاد وتكثيف الغارات على شرق دمشق، في وقت أعلن الرئيس فلاديمير بوتين أن موقف إدارة الرئيس باراك أوباما «غير بناء» في رفضها إجراء مناقشات سياسية والاكتفاء بمفاوضات للاتفاق على منع حصول صدام بين مقاتلات البلدين في الأجواء السورية.

وحذّر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في مؤتمر صحافي مع نظيره التركي ريدون سينيرلي أوغلو أمس، من مخاطر التدخل الروسي في سورية وما ينتج من ذلك في زيادة التطرف والعنف وتدفق المقاتلين ما سيؤثر في المنطقة بأكملها والعالم. وأضاف أن السعودية وتركيا حريصتان على دعم المعارضة، مؤكداً أن الحل سياسياً مبني على مبادئ إعلان جنيف الذي يؤدي إلى سلطة انتقالية لا يكون فيها لبشار الأسد أي دور في مستقبل سورية.

وقال سينيرلي أوغلو إن روسيا ترتكب خطأ في سورية وإن تدخلها لن يجلب الخير لسورية، مؤكداً دعم المعارضة السورية وضرورة قيام فترة انتقالية، مضيفاً أنه «لا يمكن أن نقبل أن يسيطر الأسد مرة ثانية على سورية».

وكانت وكالة أنباء «إنترفاكس» نقلت عن الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشنكوف، أن «تبادلاً للمعلومات حول تحركات الطيران تم عبر إقامة خط مباشر بين مركز قيادة الطيران الروسي في قاعدة حميميم الجوية غرب سورية ومركز قيادة سلاح الجو الإسرائيلي»، مشيراً إلى أن الطرفين يتدربان على سبل التعاون.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أعلن عقب اجتماعه الشهر الماضي في موسكو مع بوتين، اتفاق الدولتين على آلية لتنسيق العمل العسكري في سورية تجنباً لحالات «سوء الفهم» وحصول مواجهات. كما يحاول الروس أيضاً وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق مع الجيش الأميركي لتجنب أي حادث مع مقاتلاته في المجال الجوي السوري. وسيتم توقيع اتفاق في غضون «الأيام المقبلة»، وفق ما قال مسؤول عسكري أميركي الأربعاء في نهاية جلسة ثالثة من المحادثات عن طريق الفيديو منذ بداية التدخل الروسي.

لكن تقريب المواقف حول التنسيق العسكري لم ينعكس سياسياً، وشن بوتين أمس حملة قوية جديدة على واشنطن ووصف موقفها بأنه «غير بناء. ويبدو أنه يعكس انعدام أي أجندة يمكن أن يعتمد عليها. وليس عندهم ما يتحاورون حوله». واستغرب انتقادات واشنطن لنشاط بلاده العسكري في سورية في وقت «ترفض أي حوار مباشر حول التسوية السياسية في سورية».

ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن مقاتلاتها «نفذت خلال الـ24 ساعة الماضية 33 غارة استهدفت 32 موقعاً للإرهابيين في محافظات دمشق إدلب وحماة وحلب ودير الزور»، مشيرة إلى «تكثيف» الضربات في محيط العاصمة. وقال عسكريون روس إنها تهدف إلى «تمكين القوات الحكومية من بسط السيطرة على المناطق المحيطة بدمشق بعدما كانت خسرت بعضها في أوقات سابقة».

وكان الجيش النظامي وسع نطاق عملياته البرية لتشمل محافظة حمص، وتحديداً ريفيها الشمالي والشمالي الغربي، بدعم من «حزب الله» والطائرات الروسية، وتزامن ذلك مع استمرار العملية البرية في محافظة حماة (وسط) للسيطرة على مناطق استراتيجية تكون بمثابة مدخل قوات النظام إلى إدلب (شمال غرب).

أما إيران، الداعم الأساسي للنظام، فأعربت الخميس عن استعدادها لدرس إرسال مقاتلين إلى سورية في حال طلبت دمشق ذلك. وقال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي بعد لقائه الأسد في دمشق: «عندما يكون ذلك عبارة عن طلب من سورية سندرسه ونتخذ القرار». وكانت مصادر عسكرية سورية تحدثت عن وصول آلاف المقاتلين الإيرانيين خلال الأيام الأخيرة إلى مطار حميميم.

في بروكسيل، قال مصدر ديبلوماسي فرنسي لـ «رويترز»، إن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند التقى المستشارة الألمانية أنغيلا مركل ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون لتبادل وجهات النظر في شأن سورية والسعي إلى إيجاد موقف مشترك في شأن الصراع. وأضاف المصدر: «المقصود التوصل إلى موقف مشترك مع الأخذ في الاعتبار المحادثات مع الشركاء الآخرين»، في إشارة الى الاجتماع المقبل لمجموعة العشرين.

 

«المرصد السوري»: القوات السورية مدعومة بالطائرات الروسية تهاجم جنوب حلب

بيروت – رويترز

قال «المرصد السوري لحقوق الانسان» اليوم (الجمعة)، إن القوات السورية النظامية وحلفاءها، هاجموا بدعم من الطائرات الروسية مقاتلي المعارضة جنوب حلب، اذ يوسع الجيش نطاق هجوم مضاد بدعم من الضربات الجوية التي بدأتها موسكو منذ أسبوعين.

وصرح مدير«المرصد» رامي عبد الرحمن إنه “وقعت اشتباكات عنيفة قرب منطقة جبل عزان على بعد نحو 12 كلم جنوب مدينة حلب التي تتقاسم القوات الحكومية ومقاتلوا المعارضة السيطرة عليها”.

وأضاف عبد الرحمن أن “المنطقة التي يستهدفها الجيش والقوات الروسية تقع بالقرب من طريق رئيس، يتجه جنوباً صوب العاصمة دمشق”.

 

واشنطن مستعدة لإلقاء مزيد من الذخائر لمعارضي «داعش» في سورية

واشنطن – أ ف ب

أعرب الجيش الأميركي عن استعداده لإلقاء مزيد من الذخائر إلى المقاتلين السوريين الذين يقاتلون تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في شمال سورية، وفق ما أعلن مسؤول أميركي أمس، وذلك بعد إلقاء خمسين طناً من الذخائر الأحد الماضي.

وقال هذا المسؤول، الذي فضل عدم كشف هويته، إنه “ستكون هناك عمليات إلقاء ذخائر بالمظلات، ولكن فقط في حال أثبتوا أنهم استعملوها في شكل فعال ضد تنظيم الدولة الإسلامية”.

وأضاف: “بقدر ما يظهرون نتائج بقدر ما يتلقون الذخائر، وبالتالي ستختار الطائرات الأميركية أهدافها على أساس ما يحققه المقاتلون ضد تنظيم الدولة الإسلامية على الأرض”.

وأوضح: “سنترك الباب مفتوحاً لمزيد من الاحتمالات، مثل تسليم بعض الأسلحة”. وقال أيضاً إنه “في حال فشلوا ووقعت الذخائر بين أيادي سيئة، عندها سنستبعد التنظيمات التي كانت السبب وراء الأمر”.

 

500 مليون دولار يجنيها «داعش» من النفط

لندن – «الحياة»

أقر مسؤولون في أجهزة أمن غربية، أمس، بأن سنة من حملة القصف الجوي التي يشنّها تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم «داعش»، فشلت في حرمانه من عائدات التجارة بالنفط التي لا تزال تدرّ عليه قرابة نصف بليون دولار سنوياً، ما يُشكّل نكسة لجهود التحالف الدولي لقطع «شريان الحياة» النفطي عن التنظيم، ودليلاً على قدرته على التأقلم مع الضغوط التي تمارس عليه في مناطق سيطرته في سورية والعراق.

وأورد تقرير لصحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية، أن ما بين 34 ألف و40 ألف برميل من النفط ما زالت تُنتج يومياً في مناطق سيطرة «داعش»، ما يدرّ على التنظيم المتطرف قرابة 1.53 مليون دولار يومياً. واعتبرت الصحيفة الاقتصادية أن هذه الأرقام التي جُمعت من عاملين في حقول النفط وقورنت بتقديرات أجهزة الاستخبارات الغربية، تشير إلى فشل التحالف في تحقيق نجاح مهم في المسّ بـ «خزينة حرب» التنظيم.

ونقل التقرير عن ديبلوماسيين ومسؤولين في أجهزة الاستخبارات الغربية، إقرارهم بأن الحملة على «داعش» لم تؤثر في المسّ بمصادر دخله في شكل يمكن أن يعوق عملياته. ويأتي نجاح التنظيم في هذا المجال على رغم تعرّضه لأكثر من 10600 غارة خلال سنة، تم خلالها استهداف آبار النفط والمصافي في مناطق سيطرته. وقال مسؤول أميركي للصحيفة، أن «داعش» حصل خلال شهر واحد هذه السنة، على 40 مليون دولار من النفط «على رغم الغارات الجوية» التي يشنّها التحالف.

وفي إشارة إلى قدرة «داعش» على التأقلم مع الضغوط التي تُمارس عليه، كشف مسؤولون غربيون أن عشرات مصافي النفط التي ما زالت تعمل في مناطق سيطرة التنظيم، يديرها أشخاص محليون ليسوا مرتبطين به، ويتم توزيع النفط الخام أو المكرر في صهاريج أو شاحنات في مناطق مختلفة تحت رقابة طائرات التحالف، التي تمتنع عن استهدافها لأن السائقين ليسوا من «داعش». وقال ديبلوماسي غربي بارز في هذا المجال: «تقتل السائق فتحصل على عائلة من الجهاديين… هناك خطر من أن تدفع الناس الى التطرّف (إذا قتلت السائقين).

ولعلّ المفارقة أن فشل الجهود في تجفيف منابع تمويل «داعش» يأتي معاكساً للنجاح اللافت الذي حققه الأميركيون ضد «القاعدة» في أعقاب هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001، عندما تمكنوا من حرمان تنظيم أسامة بن لادن من مصادر دخله الأساسية، وهو أمر ساهم فيه آنذاك عدد كبير من الدول العربية التي شدّدت الرقابة على جمعيات كان جزء من التبرعات التي تجمعها يذهب بطرق غير مشروعة إلى «القاعدة». لكن، في حين أن تنظيم بن لادن كان مشتتاً في أعقاب «الحرب ضد الإرهاب» وطرده من أفغانستان، فإن «داعش» حالياً يسيطر على مساحات واسعة من الأرض في كل من سورية والعراق، حيث أعلن «خلافة» يحاول تصويرها على أنها «دولة» لها جيشها ووزاراتها ومؤسساتها المختلفة.

 

أردوغان وأوباما يناقشان التعاون في شأن سورية

اسطنبول – رويترز

ناقش الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في اتصال هاتفي أمس، مع نظيره الأميركي باراك أوباما تعزيز التعاون في الحرب ضد متشددي تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) والخطوات التي يمكن اتخاذها في شأن النشاطات العسكرية الروسية في سورية.

وقال مكتب أردوغان في بيان: “أكد الزعيمان هدفهما المشترك لزيادة الضغوط العسكرية على داعش وتقوية المعارضة المعتدلة لإيجاد الظروف المناسبة لانتقال سياسي في سورية”. وأضاف البيان أن “أوباما نقل إلى أردوغان تعازيه في ضحايا التفجيرين الانتحاريين اللذين وقعا السبت الماضي في أنقرة، وتضامن الولايات المتحدة مع تركيا ضد التهديدات التي تواجهها”. وأشار البيان إلى أن الزعيمين اتفقا على الحاجة إلى أن تنتهي سريعاً هجمات متشددي حزب “العمال الكردستاني” في تركيا.

 

النروج تبعد لاجئين سوريين إلى روسيا وجدل حول مندسين من النظام بين الوافدين

باريس، أوسلو، بودابست – أ ف ب، رويترز

بعد مخاوف من تسلل «إرهابيين» بين اللاجئين السوريين الذين يتدفقون إلى أوروبا، تتزايد مؤشرات إلى وجود مندسين بين اللاجئين ممن ينتمون إلى مجموعات وأجهزة موالية للرئيس السوري بشار الأسد.

وفي شهادة أدلى بها أخيراً ممثل اتحاد المنظمات الطبية الإغاثية في سورية زياد العيسى أمام نواب فرنسيين، قال الطبيب السوري الفرنسي: «هناك مجرمو حرب لجأوا إلى فرنسا وأوروبا».

ووصل حوالى 600 ألف طالب لجوء خلال العام الحالي إلى أوروبا عبر البحر المتوسط، نصفهم من السوريين، بحسب الأمم المتحدة. ووصل الكثير من هؤلاء من داخل سورية وليس من دول اللجوء المجاورة فحسب، وقسم منهم من المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام.

ويقول موظف سوري في منظمة غير حكومية دولية رافضاً الكشف عن اسمه، أنه تمكن خلال مهمة تقييم في إطار المنظمة في جزيرة كوس اليونانية في نهاية أيلول (سبتمبر) الماضي، من رصد عدد من عناصر الميليشيات الموالية للنظام. وتشكل كوس نقطة رئيسية في رحلة المهاجرين عبر طرق التهريب نحو أوروبا.

ويوضح أن عدداً من هؤلاء كانوا ينتمون إلى عائلة واحدة تتحدر من طرطوس في شمال غرب سورية، وكانوا ضمن مجموعة من المهاجرين الآتين من تركيا.

ونقل عن أحدهم قوله فيما لاجئون آخرون ينظرون إليه بازدراء: «نحن أيضاً ضحية الحرب».

وأنشأ عدد من الناشطين السوريين صفحة على «فايسبوك» مخصصة لمن يصفونهم بـ «الشبيحة» الواصلين إلى أوروبا، بعنوان: «مجرمون لا لاجئون».

وتنشر الصفحة صور عشرات الأشخاص الذين تقول إنهم أطلقوا النار على المعارضين أو قاتلوا في العراق ضمن صفوف الميليشيات الشيعية، أو كانت لهم تجاوزات ضد المدنيين في سوريا.

ولا يمكن التأكد من صحة أو مصداقية أخبار الصفحة. ويقول قاض في المحكمة الوطنية الفرنسية لحق اللجوء رافضاً الكشف عن اسمه: «لا بد من طرح السؤال حول احتمال مشاركة لاجئين سوريين في الفظائع المرتكبة من النظام». ويضيف أن المقابلات التي يقوم بها المكتب الفرنسي للاجئين أو المكاتب الأوروبية الأخرى المكلفة بهذا الموضوع «تهدف إلى كشف وجود مثل هذه الحالات، لكن الأمر صعب جداً» بوجود «عدد كبير من الهويات المزورة والشهادات الكاذبة». وتشدد الناطقة باسم المفوضية العليا للاجئين سيلين شميت على أن كل هذا «يبرز أهمية إيجاد مراكز لاستقبال اللاجئين على حدود أوروبا».

في النروج، أعلنت السلطات أنها تريد أن تبعد إلى روسيا سوريين عاشوا لفترة طويلة في هذا البلد قبل أن يطلبوا اللجوء في الدولة الإسكندينافية.

ومنذ بداية العام الجاري، وصل حوالى 1100 سوري إلى دول منطقة شينغن، والنروج من أعضائها، مروراً بالقطب الشمالي عن طريق معبر ستورسكوغ الحدودي بين روسيا والبلد الإسكندينافي.

وقال وزير العدل النروجي أندرس أنوندسن للإذاعة والتلفزيون النروجي العام: «نرى أن عدداً من الذين يصلون عن طريق ستورسكوغ، أقاموا لفترة طويلة بطريقة مشروعة في روسيا».

وأضاف: «هذا يعني أنهم لم يهربوا من الحرب ولا الحرمان ولا الجوع، لذلك ليسوا بحاجة إلى ملاذ في النروج. لديهم واحد في روسيا»، موضحاً أن اتفاقاً يربط بين البلدين في هذا المجال.

وذكرت شبكة الإذاعة والتلفزيون أن أنوندنسن سيرسل مذكرة الى سلطات الهجرة لتعمل أولاً على إعادة الأشخاص الذين ينطبق عليهم هذا الوضع وتنفيذ ذلك ربما اعتباراً من الأسبوع المقبل.

وقال وزير الخارجية النروجي بورغي بريندي إنه أثار هذه القضية مع نظيره الروسي سيرغي لافروف خلال اجتماع لوزراء خارجية المنطقة في أولو (فنلندا) مساء الأربعاء.

ومع أنه يشكل رحلة طويلة، يبدو الالتفاف عن طريق القطب الشمالي أسرع وأقل خطورة من عبور البحر المتوسط. ويعبر اللاجئون المركز الحدودي الروسي النروجي بالدراجات لأن السلطات الروسية تمنع مرور المشاة بينما تعاقب السلطات النروجية الذين ينقلون مهاجرين في سياراتهم معتبرة أنه إتجار بالبشر. وتتوقع النروج في المجموع استقبال 25 ألف طالب لجوء هذه السنة معظمهم عن طريق السويد المجاورة.

في هنغاريا، قال مسؤول بارز أمس، إن السياج الذي تقيمه بلاده على حدودها المشتركة مع كرواتيا انتهي العمل به وإن الجيش والشرطة يمكنهما إغلاق الحدود فور اتخاذ قرار بذلك.

وقال يانوس لازار مدير مكتب رئيس الوزراء فيكتور أوربان للصحافيين إن أكثر من 378 ألف مهاجر عبروا أراضي هنغاريا هذا العام حتى الآن. وصرح بأنه بحلول نهاية العام سيصل عدد المهاجرين الذين يصلون إلى حدود هنغاريا الى ما يراوح بين 600 و700 ألف.

وقال لازار إنه لا توجد أي عقبات فنية أمام إغلاق الحدود مع كرواتيا وإن قرار هنغاريا في هذا الصدد سيعتمد على المحادثات والاجتماعات التي تعقد في بروكسيل خلال الأيام القليلة المقبلة.

 

السعودية تجدّد تحذيراتها من مخاطر التدخل الروسي.. ودمشق توسع عملياتها

موسكو – رائد جبر < لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب

أعلنت موسكو أمس إقامة «خط ساخن مباشر» بين إسرائيل والقاعدة العسكرية الروسية في مطار اللاذقية بالتزامن مع بدء القوات النظامية السورية مدعومة بغطاء جوي روسي بعملية في ريف حمص وسط البلاد وتكثيف الغارات على شرق دمشق، في وقت أعلن الرئيس فلاديمير بوتين أن موقف إدارة الرئيس باراك أوباما «غير بناء» في رفضها إجراء مناقشات سياسية والاكتفاء بمفاوضات للاتفاق على منع حصول صدام بين مقاتلات البلدين في الأجواء السورية.

وحذّر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في مؤتمر صحافي مع نظيره التركي ريدون سينيرلي أوغلو أمس، من مخاطر التدخل الروسي في سورية وما ينتج من ذلك في زيادة التطرف والعنف وتدفق المقاتلين ما سيؤثر في المنطقة بأكملها والعالم. وأضاف أن السعودية وتركيا حريصتان على دعم المعارضة، مؤكداً أن الحل سياسياً مبني على مبادئ إعلان جنيف الذي يؤدي إلى سلطة انتقالية لا يكون فيها لبشار الأسد أي دور في مستقبل سورية. وقال سينيرلي أوغلو إن روسيا ترتكب خطأ في سورية وإن تدخلها لن يجلب الخير لسورية، مؤكداً دعم المعارضة السورية وضرورة قيام فترة انتقالية، مضيفاً أنه «لا يمكن أن نقبل أن يسيطر الأسد مرة ثانية على سورية».

وكانت وكالة أنباء «إنترفاكس» نقلت عن الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشنكوف، أن «تبادلاً للمعلومات حول تحركات الطيران تم عبر إقامة خط مباشر بين مركز قيادة الطيران الروسي في قاعدة حميميم الجوية غرب سورية ومركز قيادة سلاح الجو الإسرائيلي»، مشيراً إلى أن الطرفين يتدربان على سبل التعاون.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أعلن عقب اجتماعه الشهر الماضي في موسكو مع بوتين، اتفاق الدولتين على آلية لتنسيق العمل العسكري في سورية تجنباً لحالات «سوء الفهم» وحصول مواجهات. كما يحاول الروس أيضاً وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق مع الجيش الأميركي لتجنب أي حادث مع مقاتلاته في المجال الجوي السوري.

وسيتم توقيع اتفاق في غضون «الأيام المقبلة»، وفق ما قال مسؤول عسكري أميركي الأربعاء في نهاية جلسة ثالثة من المحادثات عن طريق الفيديو منذ بداية التدخل الروسي.

لكن تقريب المواقف حول التنسيق العسكري لم ينعكس سياسياً، وشن بوتين أمس حملة قوية جديدة على واشنطن ووصف موقفها بأنه «غير بناء. ويبدو أنه يعكس انعدام أي أجندة يمكن أن يعتمد عليها. وليس عندهم ما يتحاورون حوله».

واستغرب انتقادات واشنطن لنشاط بلاده العسكري في سورية في وقت «ترفض أي حوار مباشر حول التسوية السياسية في سورية».

ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن مقاتلاتها «نفذت خلال الـ24 ساعة الماضية 33 غارة استهدفت 32 موقعاً للإرهابيين في محافظات دمشق إدلب وحماة وحلب ودير الزور»، مشيرة إلى «تكثيف» الضربات في محيط العاصمة. وقال عسكريون روس إنها تهدف إلى «تمكين القوات الحكومية من بسط السيطرة على المناطق المحيطة بدمشق بعدما كانت خسرت بعضها في أوقات سابقة». وكان الجيش النظامي وسع نطاق عملياته البرية لتشمل محافظة حمص، وتحديداً ريفيها الشمالي والشمالي الغربي، بدعم من «حزب الله» والطائرات الروسية، وتزامن ذلك مع استمرار العملية البرية في محافظة حماة (وسط) للسيطرة على مناطق استراتيجية تكون بمثابة مدخل قوات النظام إلى إدلب (شمال غرب).

أما إيران، الداعم الأساسي للنظام، فأعربت الخميس عن استعدادها لدرس إرسال مقاتلين إلى سورية في حال طلبت دمشق ذلك. وقال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي بعد لقائه الأسد في دمشق: «عندما يكون ذلك عبارة عن طلب من سورية سندرسه ونتخذ القرار». وكانت مصادر عسكرية سورية تحدثت عن وصول آلاف المقاتلين الإيرانيين خلال الأيام الأخيرة إلى مطار حميميم.

في بروكسيل، قال مصدر ديبلوماسي فرنسي لـ «رويترز»، إن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند التقى المستشارة الألمانية أنغيلا مركل ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون لتبادل وجهات النظر في شأن سورية والسعي إلى إيجاد موقف مشترك في شأن الصراع. وأضاف المصدر: «المقصود التوصل إلى موقف مشترك مع الأخذ في الاعتبار المحادثات مع الشركاء الآخرين»، في إشارة الى الاجتماع المقبل لمجموعة العشرين.

 

النظام يوسع الهجوم بغطاء روسي… وغارات قرب دمشق

موسكو، لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب

وسعت القوات النظامية السورية أمس حملتها العسكرية بتغطية جوية روسية في ريف حمص لتأمين الطريق مع حماة المجاورة وسط البلاد، وسط شن مقاتلات النظام السوري غارات على أطراف دمشق واستمرار المعارك في مناطق أخرى في البلاد.

وأفادت وكالة إنترفاكس للأنباء نقلاً عن وزارة الدفاع الروسية بأن سلاح الجو الروسي نفذ 33 طلعة جوية فوق سورية في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة وقصف 32 هدفاً لتنظيم «داعش». وأضافت الوكالة أن الضربات أصابت أهدافاً في إدلب وحماة ودمشق وحلب ودير الزور.

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»: «لا تزال المعارك العنيفة مستمرة في محيط وأطراف السرمانية ومحيط منطقة الصفصافة في سهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية من جهة، والفصائل المقاتلة والإسلامية وتجمعات ثانية من جهة أخرى، وسط استمرار القصف المتبادل بين الطرفين، بعد تمكن قوات النظام من التقدم في الصفصافة والسيطرة عليها، بينما وردت معلومات عن تحشدات لعناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» في ريف حماة الشرقي، دون معلومات عن سبب هذه التحشدات، فيما إذا كانت تحضيراً لهجوم، أم لتعزيز جبهة ريف حماة الشرقي».

وكان الجيش النظامي وسع نطاق عملياته البرية لتشمل محافظة حمص وتحديداً ريفيها الشمالي والشمالي الغربي بدعم من «حزب الله» اللبناني والطائرات الروسية. ونقل التلفزيون الرسمي السوري عن مصدر عسكري أن الجيش بدأ عملية في ريف حمص الشمالي والشمالي الغربي «بهدف إعادة الامن والاستقرار إلى القرى والبلدات في المنطقة»، مشيراً إلى انه أحكم سيطرته على بلدة خالدية الدار الكبيرة في الريف الشمالي الغربي والقريبة من محافظة حماة (وسط).

وأفاد «المرصد السوري» بأن الطائرات الروسية شنت 15 غارة جوية على الاقل في منطقة المعارك، ما أدى إلى مقتل عشرة أشخاص على الاقل بينهم ستة عناصر من الفصائل المقاتلة. وزاد: «تستمر الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في الاطراف الجنوبية لمدينة تلبيسة» كما في محيط قرى أخرى من بينها سنيسل وجوالك».وقالت شبكة «سمارت» المعارضة أمس أن 29 شخصاً قتلوا وجرح عشرات في «وقت واصل النظام حملته الشرسة على الريف الشمالي وقصف البلدات والمدن بالمدفعية والهاون وراجمات الصواريخ وسط غطاء جوي من الطيران الروسي». وأضاف: «بعدما استهدفت بلدات تير معلة وتلبيسة والغنطو قصفت بلدة الغنطو بثلاث غارات جوية استهدفت إحداها ملجأ للمدنيين أدت إلى ارتقاء 5 مدنيين وعشرات الجرحى، كما أدى القصف المدفعي على كل من الفرحانية والدار الكبيرة إلى سقوط العديد من الشهداء والجرحى تم اسعافهم إلى المستشفيات الميدانية».

وتسيطر الفصائل المقاتلة على تلبيسة منذ العام 2012، وفشلت كافة محاولات قوات النظام لاستعادتها منذ ذلك الحين. وتكمن أهميتها في أنها تقع على الطريق الرئيسي بين مدينتي حمص وحماة.

وتخضع مدينة حماة لقوات النظام التي تسيطر أيضاً على مدينة حمص، مركز المحافظة، باستثناء حي الوعر المحاصر.

ويبدو أن العملية البرية الجديدة تهدف إلى ضمان أمن الطريق بين المدينتين، إذ تسيطر الفصائل المقاتلة والاسلامية على مناطق عدة في محيطه.

وأكد مصدر عسكري سوري لوكالة «فرانس برس» ان «العملية مستمرة حتى تحقيق أهدافها في تأمين محيط حمص الشمالي، وقطع أي تواصل بين مسلحي حماة ومسلحي حمص».

وهذه العملية البرية الثانية التي يعلن عنها الجيش السوري بتغطية روسية إذ انه بدأ في السابع من تشرين الاول (اكتوبر) حملة برية في مثلث ريف حماة الشمالي وريف اللاذقية (غرب) الشمالي وريف ادلب (شمال غرب) الجنوبي.

وأوضح المصدر لوكالة فرانس برس أن «العمليات العسكرية في ريف حمص منفصلة برياً عن العملية العسكرية في ريف حماة، لكنها مرتبطة استراتيجياً».

وتسعى قوات النظام أساساً إلى إحكام السيطرة على الطريق الرئيسي بين حلب شمالاً وحمص، والذي يعبر محافظتي حماة وادلب.

وتخضع محافظة ادلب بكاملها، باستثناء بلدتي الفوعة وكفريا، لسيطرة جيش الفتح وهو عبارة عن تحالف من فصائل إسلامية بينها جبهة النصرة.

وأعلن التلفزيون الرسمي السوري الخميس سيطرة قوات النظام على بلدتي فورو والصفصافة في ريف حماة الشمالي ليواصل تقدمه باتجاه ادلب بتغطية روسية.

وتؤكد روسيا أن الضربات الجوية التي تنفذها منذ أسبوعين بالتنسيق مع الجيش السوري تستهدف تنظيم «داعش» المتطرف ومجموعات «إرهابية» أخرى، فيما تنتقدها الدول الغربية لشنها ضربات ضد مواقع فصائل مقاتلة أخرى.

في دمشق، قال «المرصد» انه «ارتفع إلى 14 عدد البراميل المتفجرة التي ألقتها مروحيات النظام على مناطق في مدينة داريا بغوطة دمشق الغربية. كما قصف الطيران المروحي بأربعة براميل متفجرة أماكن في منطقة خان الشيح بغوطة دمشق الغربية، فيما استهدفت طائرات النظام المروحية مناطق قرب مدينة معضمية الشام بالغوطة الغربية، وفي غوطة دمشق الشرقية تجددت الاشتباكات العنيفة بين الفصائل الإسلامية من طرف، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف آخر في محيط منطقة ضاحية الأسد والاوتوستراد الواصل بين دمشق وحمص، وسط قصف مكثف وعنيف بين الطرفين».

بين دمشق والاردن، قال «المرصد»: «قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة أماكن في منطقة اللواء 52 قرب بلدة الحراك وأماكن في منطقة رخم في ريف درعا، دون معلومات عن خسائر بشرية، كما تجدد القصف من قبل قوات النظام على مناطق في بلدة الشيخ مسكين، بالتزامن مع ارتفاع أعداد البراميل المتفجرة التي استهدف بها الطيران المروحي مناطق في البلدة إلى ثمانية براميل، فيما استشهد مقاتل من الفصائل المقاتلة جراء إصابته في اشتباكات بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة من طرف، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف آخر في محيط بلدة الشيخ مسكين خلال الـ 24 ساعة الفائتة». وشهدت مناطق في مدينة درعا قصفاً بالبراميل المتفجرة من قبل الطيران المروحي.

في شمال شرقي البلاد، قصفت قوات النظام مناطق في حي الحويقة بمدينة دير الزور من دون معلومات عن خسائر بشرية، في وقت مقاتل من جيش إسلامي من مدينة الميادين خلال اشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في غوطة دمشق الغربية، في حين قتل عنصر من تنظيم «الدولة الإسلامية» من مدينة الميادين خلال اشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في محيط مطار دير الزور العسكري.

وقال «المرصد» انه «سمع دوي انفجار في مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي، ومعلومات عن أنه ناجم عن سقوط صاروخ على المنطقة، وأنه أسفر عن سقوط عدد من الشهداء وعدة جرحى آخرين بعضهم إصاباتهم بليغة».

 

«بنتاغون»: قوات كردية في سورية أخذت السلاح الذي ألقي من الجو

واشنطن – رويترز

قالت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاعون) اليوم (الخميس)، إن قوات كردية في سورية أخذت فيما يبدو بعض الذخائر والعتاد الذي ألقته الولايات المتحدة من الجو لجماعات عربية سورية يوم الأحد.

وقال الناطق باسم الوزارة بيتر كوك في إفادة صحافية إن “ما أعرفه هو أنها كانت خصيصاً لجماعات عربية سورية، وكانت هناك جماعات أخرى للمعارضة من المحتمل أنها استطاعت أيضاً أخذ بعض الأسلحة”.

وتحت إلحاح الصحافيين بالسؤال عما إذا كان بينها جماعات كردية، قال كوك: “نعم نعم. هذا ما أفهمه – قوات كردية أيضاً”.

لكن “بنتاغون” عادت وأكدت في تصريح رسمي أن “لا دليل على أن جماعات أخرى حصلت على بعض العتاد الذي ألقته أميركا من الجو لمقاتلين عرب من المعارضة في سورية”.

 

النظام يُضيف ريف حمص الشمالي إلى هجومه وروسيا تنسّق “الأجواء” مع إسرائيل وتركيا

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب، أ ش أ)

وسع الجيش السوري نطاق عملياته البرية لتشمل محافظة حمص وتحديدا ريفيها الشمالي والشمالي الغربي بدعم من “حزب الله” اللبناني والطائرات الروسية.

ونقل التلفزيون السوري الرسمي عن مصدر عسكري ان الجيش بدأ عملية في ريف حمص الشمالي والشمالي الغربي “بهدف اعادة الامن والاستقرار الى القرى والبلدات في المنطقة”، مشيرا الى انه احكم سيطرته على بلدة خالدية الدار الكبيرة في الريف الشمالي الغربي والقريبة من محافظة حماه في الوسط.

وأفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان الطائرات الروسية شنت 15 غارة جوية على الاقل في منطقة المعارك، مما ادى الى مقتل عشرة اشخاص على الاقل بينهم ستة من أفراد الفصائل المقاتلة.

وقال: “تستمر الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الاسلامية والمقاتلة من جهة اخرى، في الاطراف الجنوبية لمدينة تلبيسة” كما في محيط قرى اخرى بينها سنيسل وجوالك.

وأكد مصدر عسكري سوري ان “العملية مستمرة حتى تحقيق اهدافها في تأمين محيط حمص الشمالي، وقطع اي تواصل بين مسلحي حماه ومسلحي حمص”.

وتزامن ذلك مع استمرار العملية البرية في محافظة حماه للسيطرة على مناطق استراتيجية تكون بمثابة مدخل قوات النظام الى ادلب. وتدور المعارك الاساسية حاليا في محيط بلدة السرمانية في ريف حماه الشمالي، لأن السيطرة عليها تعني فتح الطريق امام الجيش السوري الى جسر الشغور.

وتحدث التلفزيون السوري االرسمي عن سيطرة قوات النظام على بلدتي فورو والصفصافة في ريف حماه الشمالي ليواصل تقدمه في اتجاه ادلب بتغطية روسية.

وواصلت روسيا بوتيرة اقل غاراتها الجوية واعلنت قصف 32 هدفا لتنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) في سوريا خلال 24 ساعة، موضحة ان طائراتها اغارت على مواقع في محافظات دمشق وإدلب وحماه وحلب ودير الزور . وعزت تخفيف الغارات الى “هجوم القوات المسلحة السورية” الجاري.

 

“خط مباشر” مع تل أبيب

وتفاديا لأي احتكاك جوي بينهما، أجرت واشنطن وموسكو محادثات في شأن تأمين الاجواء السورية. وقال مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية “البنتاغون” الاربعاء ان الطرفين قد يوقعان اتفاقا في الايام القريبة.

وأجرى كبار القادة العسكريين في البلدين محادثات عبر دائرة تلفزيونية مقفلة لتفادي أي حادث بين مقاتلاتهما في الاجواء السورية.

وقال ديبلوماسي روسي إن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزير الخارجية الاميركي جون كيري اعربا خلال محادثات هاتفية امس “عن ارتياحهما الى لعمل الذي قامت به وزارتا الدفاع الروسية والاميركية”.

وفي مؤشر لمضي روسيا في التنسيق مع القوى الاقليمية وتجنبا لأي حوادث بين الطائرات الروسية والاسرائيلية في الاجواء السورية، اعلنت وزارة الدفاع الروسية اقامة “خط مباشر” مع تل ابيب. ونقلت وكالة “انترفاكس” الروسية المستقلة للانباء عن الناطق باسم الوزارة الجنرال ايغور كوناشينكوف ان “تبادلا للمعلومات عن تحركات الطيران تم عبر اقامة خط مباشر بين مركز قيادة الطيران الروسي في قاعدة حميميم الجوية في سوريا ومركز قيادة سلاح الجو الاسرائيلي”.

كما وصل المسؤول الثاني في سلاح الجو الروسي الى انقرة لاجراء محادثات مع المسؤولين العسكريين الاتراك. ونقلت “إنترفاكس” عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن روسيا لا تمد أكراد سوريا بالسلاح.

 

ايران مستعدة

وأبدت ايران الداعم الاساسي للنظام السوري استعدادها للنظر في ارسال مقاتلين الى سوريا اذا طلبت دمشق ذلك. وصرح رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الاسلامي علاء الدين بوروجردي خلال مؤتمر صحافي في دمشق: “عندما يكون ذلك عبارة عن طلب من سوريا فاننا سندرسه ونتخذ القرار”.

وكانت مصادر عسكرية سورية تحدثت عن وصول آلاف المقاتلين الايرانيين خلال الايام الاخيرة الى مطار حميميم العسكري في جنوب مدينة اللاذقية لدعم الجيش السوري في عملياته.

 

مباحثات تركية – سعودية

وفي انقرة، اكد وزيرا الخارجية التركي فريدون سينيرلي اوغلو ونظيره السعودي عادل الجبير ان موقفهما لم يتغير من ضرورة رحيل الرئيس السوري بشار الاسد.

وقال الجبير: “إننا متفقون على انه ليس ثمة دور لبشار الاسد”.

ورأى سينيرلي اوغلو ان الاسد هو سبب النزاع، وأن أي بلد يعتقد ان الاسد “يمكنه تأسيس سلطة وااستعادة الاستقرار، فإنما يعيش في عالم الاحلام”. واعتبر ان التدخل العسكري الروسي يؤخر الانتقال السياسي المحتمل في سوريا.

 

واشنطن

وفي واشنطن ، صرح الناطق باسم البيت الأبيض بأن قوات تركية ضربت وحدة متنقلة لـ”داعش” داخل سوريا ليل الاربعاء – الخميس.

الى ذلك أعلنت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” إن قوات كردية في سوريا أخذت في ما يبدو بعض الذخائر والعتاد الذي ألقته طائرات أميركية من الجو الى جماعات عربية سورية الأحد. وقال الناطق باسم الوزارة بيتر كوك في إفادة صحافية: “ما أفهمه هو أنها كانت خصيصا لجماعات عربية سورية وكانت هناك جماعات أخرى … جماعات للمعارضة من المحتمل أنها استطاعت أيضا أخذ بعض الأسلحة”.

 

إمدادات صاروخية ضد الطوافات.. وموسكو «تحيد» تل أبيب

نجدة خليجية ـ غربية عاجلة لمسلحي سوريا

محمد بلوط

سباق تسلح إقليمي في الشمال السوري، واستمرار تدفق الأسلحة النوعية الروسية نحو سوريا، تحضيراً لمواجهة تتجاوز المجموعات المسلحة لترميم الدفاعات الجوية السورية مع تركيا.

وبمجرد انطلاق «عاصفة السوخوي» قبل أسبوعين، وبالتزامن معها، نشط سوق السلاح في شرق أوروبا، على مقربة من الروس، ومن مستودعاتهم القديمة في دول حلف وارسو، لإمداد جبهة الجماعات «الجهادية» بصواريخ تتصدى للطوافات الروسية المقاتلة، التي تقدم إسناداً جوياً فعالاً على كل الجبهات التي أطلق فيها الجيش السوري وحداته المدرعة، لتحقق اختراقات واسعة في أرياف حماه وحمص واللاذقية وحلب والغوطة الشرقية ودرعا.

وللمرة الأولى منذ أربعة أعوام، ينتقل الجيش السوري إلى حالة هجوم على معظم الجبهات، سواء تحت غطاء جوي روسي كما في معظم الجبهات الشمالية، أو من دونه، كما في الجنوب، إذ تمكنت الفرقتان الخامسة عشرة والخامسة من استعادة جزء واسع من منطقة «اللواء 82 دفاع جوي»، والتقدم نحو الشيخ مسكين، وهي النقطة الأقرب التي كانت فصائل «الجبهة الجنوبية» و «جبهة النصرة» قد بلغتها نحو طريق درعا – دمشق، للالتفاف على الوحدات السورية المرابطة في قلب حوران.

وألقى أكثر من ألفي مسلح، على دفعات في الأيام الأخيرة، أسلحتهم وسلموا أنفسهم في نطاق مصالحات وتسويات، بعد انهيار خمس موجات متلاحقة من عملية «عاصفة الجنوب»، التي مولتها السعودية وأدارتها غرفة عمليات عمان، أمام تحصينات الفرقة السورية الخامسة عشرة في درعا المدينة، من دون أن تتمكن من اختراقها. كما كانت وحدات من الجيش السوري قد ألحقت هزيمة كبيرة بـ «جبهة النصرة»، عندما استعادت بسرعة تل قبع والتل الأحمر، تمهيدا لفك الحصار عن بلدة حضر، وقطعاً للعملية التي كانت تجري للسيطرة علـى طريق القنيطرة – دمشق بالنيران، والتقدم للاتصال بجيوب المجموعات المسلحة في الريف الغربي لدمشق.

وتقول مصادر متقاطعة إن السعوديين والقطريين باشروا عبر وسطاء عرب عقد صفقات لشراء أسلحة من بولندا وأوكرانيا وبلغاريا، لإمداد مجموعاتهم في الشمال السوري بصواريخ محمولة على الكتف مضادة للطائرات، لمجابهة كابوس طوافات «مي 23» و «مي 24» الروسية، التي تقدم إسناداً نارياً كثيفاً لعمليات الجيش السوري، من دون أن تتمكن الأسلحة المتوفرة من ضرب أي منها حتى الآن.

ويعمل السعوديون على توفير صواريخ من طراز «ايغلا» و «ستريلا»، السوفياتية الصنع، والتي تحتفظ الجيوش الأوروبية الشرقية بكميات كبيرة منها. وتقوم دول غربية بتقديم رسائل اعتماد إلى الدول المصدرة لتسهيل وتسريع عمليات التسليم، التي ستمر عبر تركيا، لتوزيعها على الجماعات المسلحة في أرياف حماه وإدلب وحلب واللاذقية. وظهرت خلال معارك الشمال قاذفات قنابل يدوية من نوع «آربي جي 6»، من ضمن أسلحة كانت السعودية قد اشترتها من كرواتيا في العام 2013، ولم تكن تملكها إلا وحدات من بقايا «الجيش الحر» في درعا جاءت عبر الأردن.

ولجأ السعوديون إلى تسريع تسليم المزيد من صواريخ «تاو» الأميركية المضادة للمدرعات. وكان مدير الاستخبارات السعودية السابق بندر بن سلطان قد دفع إلى شراء 13750 صاروخ «تاو» من الجيل الأول الذي يوجه بسلك بعد إطلاقه. ودفعت السعودية 950 مليون دولار، في الصفقة التي عقدتها لشراء هذه الصواريخ من الولايات المتحدة، في كانون الأول العام 2013 من أجل تسليح «الجيش الحر» في البداية، ثم «جبهة ثوار سوريا» و «حركة حزم»، وكلها جماعات قامت «جبهة النصرة» و «جند الأقصى» بتصفيتها العام الماضي، والاستيلاء على مخازن أسلحتها، وطرد قياداتها من الشمال السوري، إلى فنادق في إنطاكيا وإسطنبول.

وتملك السعودية أكبر مخزون من هذه الصواريخ يتجاوز العشرين ألف صاروخ، من الجيل الثالث، بوسعها اللجوء إليها في الحرب التي تقودها على سوريا.

وأعلن الجيش التركي، في بيان، إن القوات الجوية الروسية أبلغت قيادته رسميا بشأن انتهاكات مقاتلاتها للمجال الجوي التركي والخطوات التي ستتخذها لمنع تكرار هذا الأمر، فيما أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف استعداد موسكو للتعاون مع أنقرة في مجال مكافحة الإرهاب.

واعتبر وزير الخارجية التركي فريدون سينيرلي أوغلو، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السعودي عادل الجبير في أنقرة، أن روسيا ترتكب «خطأ جسيما» بالتدخل عسكريا في النزاع السوري، مضيفاً: «ما تفعله لن يفيد إلا بتأخير عملية الانتقال التي ستتيح إخراج سوريا من مرحلة الفوضى». وكرر ان «السعودية وتركيا متفقتان على دعم المعارضة في سوريا. ومهم جدا التوصل إلى حل سياسي»، مضيفا أن الرئيس السوري بشار الأسد ينبغي «أن لا يلعب أي دور» في المرحلة الانتقالية.

وقال الجبير، من جهته: «لقد ناقشنا تدخل قوات أجنبية، على الأخص التدخل الروسي، الذي يشكل نقطة محورية وقد يدفع بدول أجنبية أخرى إلى التدخل في سوريا».

واستبق الروس منذ الإعداد للانخراط في الحرب السورية، أي رفض أميركي أو تركي للتنسيق. ورفض الأميركيون، كما قال الرئيس فلاديمير بوتين، طلباً بتنسيق وتبادل المعلومات وبنك الأهداف. كما رفض الأميركيون استقبال وفد يقوده رئيس الوزراء الروسي فلاديمير ميدفيديف للتفاوض على حل سياسي في سوريا، أو الذهاب أبعد في التنسيق مع موسكو، من الحد الأدنى الأمني، والاتفاق على الممرات الجوية في الشمال السوري، وتفادي «الازدحام» فيها، أو وقوع أخطاء. كما تم الاتفاق بحسب مصدر ديبلوماسي على تنظيم عمليات إغاثة مشتركة، في حال وقوع حوادث، أو سقوط طائرة للطرفين خلال عمليات القصف وآليات التدخل لإنقاذ الطيارين.

لكن الروس، الذين لم يكونوا ليعولوا على أي تعاون تركي أو أميركي، نشروا أنظمة تشويش وحرب إلكترونية من نوع «كراسوها 4»، بالقرب من الحدود مع تركيا، وحول المسالك التي تعبرها المقاتلات التي تقلع من قاعدة حميميم في اللاذقية. وقام الروس باستخدامها لتضليل طائرات التجسس الإسرائيلية، التي أسقطت واحدة منها في ميناء طرابلس اللبناني مطلع الصيف الماضي. وبوسع النظام الروسي إعماء طائرات «الأواكس»، وترددات الأقمار الاصطناعية التي تراقب الأراضي السورية. وقام الروس بإرسال طائرتي «اليوشن 20» للتنصت الجوي والتجسس. ويتطلب نشر تلك الأنظمة وقتاً طويلاً ما يعني أن قرار الحرب السورية قد اتخذ في روسيا قبل ثلاثة أو أربعة أشهر، أو جرى الإعداد له مبكراً.

وخلال الساعات الأولى لعمليات ريف حماه، استطاع الجيش السوري تعطيل اتصالات أعدائه، بعد أن حصل على أنظمة تشويش من طراز «آر 330 بي». وتوسع السوريون باستخدام الطائرات من دون طيار، بعد أن مدهم الروس بنماذج إضافية من «اولان 10» و «اليرون 3 اس في». وتفسر أجهزة أمنية غربية ظهور مركبات اتصال روسية من طراز «آر 166» قرب حمص، بأنها دليل على وجود عدد كبير من المستشارين الروس، واحتمال أن تكون هناك قوات نخبة روسية، لأن هذا الطراز من المركبات مخصص للعمل على مدى يتجاوز ألف كيلومتر.

وإذا كان الروس قد أخفقوا في الحصول على المزيد من الأوراق الإقليمية، إلا أن الراهن أنهم قد ضموا إلى سلتهم الورقة الإسرائيلية. ويقول مصدر فرنسي التقى مسؤولين إسرائيليين، في باريس، إن إسرائيل حصلت على تعهدات عربية وأميركية، بعدم إرسال أي صواريخ مضادة للطائرات من طراز «ستينغر»، تهدد تحليق طائراتها على الجبهة الجنوبية في سوريا. وكانت السعودية والولايات المتحدة، خلال الحرب الباردة، قد زودت الجماعات «الجهادية» الأفغانية في الثمانينيات بالمئات من هذه الصواريخ، ما كلف الجيش الأحمر السوفياتي 270 طائرة، والانسحاب من أفغانستان.

وخلال زيارة ليومين إلى تل أبيب، توصل نائب رئيس الأركان الروسي نيكولاي بوغدانوفسكي إلى صيغة مع نظيره الإسرائيلي يائير غولان، للحد من التدخل الإسرائيلي في الجبهة الجنوبية، خلال العمليات الروسية – السورية، وتنسيق الممرات الجوية، وتفادي أي اصطدام. وسيتبادل الطرفان المعلومات بشأن أي طلعات في المنطقة، ويقوم الروس بإبلاغ الإسرائيليين بعملياتهم الجوية قبل ساعة من انطلاقها.

وكشفت وزارة الدفاع الروسية أن طيارين من روسيا وإسرائيل بدأوا تدريبات مشتركة لضمان أمن الطيران في الأجواء السورية. وقال المتحدث باسم الوزارة اللواء إيغور كوناشينكوف إن «المرحلة الأولى من التدريبات التي تهدف إلى منع وقوع حوادث طيران غير مرغوب فيها في أجواء سوريا، جرت الأربعاء، أما المرحلة الثانية، فستجري الخميس». وأضاف: «تم إطلاق خط ساخن بين مركز إدارة الطيران في قاعدة حميميم الجوية السورية ومركز القيادة لسلاح الجو الإسرائيلي، للإبلاغ المتبادل حول طلعات الطائرات في أجواء سوريا».

وخلال الأيام الماضية، تراجع مستوى الدعم الإسرائيلي لـ «جبهة النصرة» وعمليات المجموعات المسلحة في قطاع القنيطرة. وافتقد المسلحون خلال معركة تل قبع والتل الأحمر، التمهيد المدفعي الإسرائيلي، الذي سمح لهم، في الأشهر الماضية، بالتقدم نحو خان أرنبة، واحتلال بعض التلال الإستراتيجية.

وتقول معلومات أمنية غربية إن الإسرائيليين عرفوا من الروس أن «حزب الله» قد حصل على نظام صواريخ «سام 22» المتعدد المهام، للدفاع الجوي والقصف المدفعي. وطلب الإسرائيليون من الروس العمل على منع حصول «حزب الله»، على المزيد منها، أو من صواريخ «ياخونت بي 800» المضادة للسفن التي يبلغ مداها 300 كيلومتر، ما يجعل موانئ إسرائيل وقواعدها البحرية في مرمى ترسانة «حزب الله» الصاروخية.

جريدة السفير 2015©

 

نصر الله يلتقي رئيس لجنة الأمن في مجلس الشورى الإيراني

بيروت- الأناضول: التقى الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، رئيس لجنة الأمن والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي، في العاصمة اللبنانية بيروت.

 

وبحسب بيان صادرعن حزب الله الجمعة، تلقت الأناضول نسخة منه “تناول نصر الله وبروجردي آخر التطورات السياسية والأمنية في لبنان والمنطقة، بمشاركة السفير الإيراني في بيروت محمد فتحعلي”، فيما لم يحدد البيان متى أجري اللقاء.

 

ومن المتوقع أن يلتقي المسؤول الإيراني الجمعة، وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، كما سيلتقي رئيس كتلة حزب الله النيابية النائب محمد رعد ووفدًا من الفصائل الفلسطينية في بيروت.

 

ووصل بروجوردي إلى العاصمة اللبنانية مساء الخميس، قادمًا من دمشق، حيث التقى رئيس النظام السوري بشار الأسد.

 

أولاند: التدخل الروسي في سوريا لن ينقذ بشار الاسد

بروكسل- (أ ف ب): اعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند ليل الخميس الجمعة ان التدخل العسكري الروسي في سوريا “لن ينقذ” الرئيس السوري بشار الاسد مع اقراره بانه قد “يرسخ النظام”.

 

وقال خلال مؤتمر صحافي في ختام قمة أوروبية في بروكسل إن “التدخل الروسي (…) قد يرسخ النظام ولكن لن ينقذ بشار” مضيفا انه يجب “التحرك باقصى سرعة ممكنة نحو عملية انتقالية سياسية” في سوريا.

 

وكرر أولاند انه يرى ان “بشار لا يمكن ان يكون مستقبل” بلد في حين ان بعض الاصوات ترتفع داخل الاتحاد الاوروبي لاشراكه في المفاوضات من اجل مرحلة انتقالية سياسية بعد اربع سنوات من حرب اوقعت اكثر من 250 الف قتيل.

 

واضاف أولاند “من المهم ان يتوقف القصف على المدنيين خصوصا من قبل النظام السوري”. وقال ايضا “من وجهة النظر هذه، فان التدخل السوري لم يغير شيئا”.

واعرب أولاند ايضا عن اسفه لكون القصف الروسي لا يساهم في “الحرب على الارهاب ضد داعش”.

 

الخارجية الأمريكية لـ«القدس العربي»: على موسكو وقف ضرب المعارضة «فورا»

تدريبات مشتركة بين موسكو وتل ابيب فوق سوريا… وكوبا ترسل جنودا لدعم الأسد

إسطنبول ـ «القدس العربي» من إسماعيل جمال ووكالات: أكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن العمليات الروسية في سوريا تدعم وتخدم تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» وأنها ستُحول سوريا إلى مصدر إلهام لـ»الجهاديين»، مشيرة إلى أن الإدارة الأمريكية طلبت من موسكو وقف ضرب المعارضة «فوراً» والمساعدة في التوصل إلى «سوريا بدون الأسد»، وأكدت أن تركيا «حليف استراتيجي» لأمريكا.

وفي تصريحات خاصة لـ»القدس العربي»، قال جارد كابلان، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية: «طالبت الولايات المتحدة روسيا أن تكف هجماتها فورا على المعارضة السورية والمدنيين وأن تركز ضرباتها على تنظيم داعش»، معتبراً أن «ادعاء روسيا أنها تستهدف الإرهابيين فقط هو ادعاء باطل بدون أدنى شك. فالعدد الأكبر من الغارات الروسية لم يستهدف داعش، وبدلا عن ذلك، ركزت روسيا في هجماتها على المعتدلين وغيرها من القوات المعارضة لنظام الأسد من غير داعش»، ولفت كابلان إلى أنه وفقاً للشبكة السورية لحقوق الإنسان تسببت الهجمات الروسية في مقتل 112 مدنيا، من بينهم 18 طفلا. وكذلك أورد الدفاع المدني السوري خبر مقتل ثلاثة متطوعين دفاع مدني وجرح 13 آخرين منهم.

وأضاف كابلان: «بعيدا كل البعد عن ادعاء روسيا باستهدافها لداعش، فإن قواتها تضطلع بعمليات تصب في مصلحة هذا التنظيم، بعد وقت قصير من بدء الضربات الروسية، على سبيل المثال، اغتنمت داعش الفرصة لشن عملية ضد المعارضة المعتدلة والتوسع في ريف حلب»، قائلاً: «بضرب روسيا للقوى الغير متطرفة وعدم التركيز على داعش، فإنها تسمح بتوسع وتمدد ذلك التنظيم، وفي حقيقة الأمر فإن الأعمال الروسية تشكل مصدر الهام فعلي للجهاديين وتعزز من قدرة داعش على تجنيد المزيد من المتطرفين وتؤدي إلى استفحال آفتهم مع استمرار التدخل الروسي».

وفي رده على سؤال حول أفق الحل في سوريا، قال كابلان: «تصرفات روسيا تعطي نتائج عكسية للغاية وتقوض من مساحة الحل سياسي، واستهداف روسيا للمعارضة غير المتطرفة يقوض من دعم روسيا المعلن للحل السياسي، والولايات المتحدة ستواصل دعم للمعارضة المعتدلة التي تكافح من أجل مستقبل أفضل في سوريا، ونحن نبحث بشكل دوري فيما إذا كانت هناك تعديلات إضافية ينبغي إدخالها على جهودنا وما إذا كانت هناك خيارات إضافية ينبغي النظر فيها».

وتابع: «باستخدامها لجيشها لحماية وتمكين نظام الأسد، فإن روسيا تتحمل وبشكل جدي المسؤولية عن تصرفات قوات النظام، وبدلا عن حماية وتمكين مثل هذه التصرفات، يتعين على روسيا أن تفعل كل ما في وسعها لوقف النظام من ترويع الشعب السوري».

واعتبرت الخارجية الأمريكية أن «العملية السياسية هي وحدها الكفيلة بتغير الطبيعة الأساسية للنزاع، ولن يتم حسم النزاع عسكريا، ولن يفرض الحل العسكري من نظام بشار أو روسيا، ولا حتى من الجماعات المعارضة حتى مع دعم الولايات المتحدة وشركائنا في التحالف، وعلى روسيا أن تتخذ الخطوات لضمان وحدة وسلامة الأراضي السورية، ليس من خلال دعم نظام الأسد في مهاجمة لمواطنيه، بل من خلال المساعدة على التوصل إلى تسوية تفاوضية للصراع وإلى سوريا من دون الأسد، الولايات المتحدة ما زالت منفتحة على الحوار مع جميع الأطراف في المنطقة والمجتمع الدولي والأمم المتحدة حول الطرق المختلفة في سبيل الدفع بالعملية السياسية إلى الأمام.

ولفت المتحدث باسم الخارجية في تصريحاته لـ»القدس العربي»، إلى أن «الولايات المتحدة ستواصل في التركيز على الدفع نحو سوريا آمنة وديمقراطية وخالية من الإرهاب ومسبباته، وسنواصل العمل لتحجيم ودحر تنظيم داعش الذي يشكل تهديدا لنا جميعا، وسنواصل دعمنا للمعارضة المعتدلة التي تكافح من أجل مستقبل أفضل، وسنستمر في كوننا أكبر جهة مانحة لمعالجة الكارثة الإنسانية في سوريا».

ورداً على سؤال حول الاحتقان التركي من الصمت الأمريكي اتجاه التدخل الروسي في سوريا، قال كابلان: « تركيا هي حليف استراتيجي للناتو وصديقة مقربة وشريكة قيمة للولايات المتحدة الأمريكية، وسنواصل المناقشات الجارية معها حول الطرق الكفيلة بمواصلة الجهود المشتركة لمكافحة تنظيم داعش ومواجهة التهديدات المشتركة».

ولفت كابلان إلى أن «الرئيس الأمريكي باراك أوباما تحدث هذا الأسبوع إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتقديم التعازي في ضحايا الهجمات الإرهابية التي أزهقت أرواح 86 شخصا على الأقل وجرحت أكثر من 200 شخص في مسيرة من أجل السلام في أنقرة (ارتفع عدد القتلى إلى 99). وقد أكد الرئيس أوباما أثناء المكالمة تضامن الشعب الأمريكي مع الشعب التركي في مواجهة الإرهاب والتحديات الأمنية المشتركة».

وأضاف كابلان: «نحن نقدر الالتزام التي قطعته الحكومة التركية لتعزيز وتعميق تعاوننا في المعركة ضد تنظيم داعش على نطاق أوسع، ونواصل حوارنا لتقييم الخيارات حول الوسائل الأكثر فعالية في مواجهة تنظيم داعش على الحدود التركية بطريقة تعزز الأمن والاستقرار الإقليمي لتركيا، ونحن نقدر كرم تركيا في الاستمرار بالسماح للاجئين لدخول أراضيها وفي إيوائها لأكثر من مليوني لاجئ من العراق وسوريا».

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن الطيران الحربي الروسي نفذ، منذ فجر أمس الخميس، ما لا يقل عن 15 غارة على مناطق في حمص وسط سوريا.

وأضاف في بيان أن ما لا يقل عن 32 مدنياً قتلوا وسقط عدد من الجرحى، بعضهم في حالات خطرة، وسط اشتباكات عنيفة تدور منذ فجر أمس بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى.

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن وحدات من الجيش بدأت عملية عسكرية في ريف حمص»بعد توجيه ضربات جوية مركزة وتمهيد مدفعي كثيف على تجمعات ومقرات التنظيمات الإرهابية»، وتمكنت من إحكام سيطرتها على إحدى المناطق.

وأوضحت مصادر محلية أن 17 شخصاً قتلوا، وأصيب العشرات بجراح أمس، نتيجة قصف المقاتلات الروسية لملجأ مكتظ بالمدنيين، في قرية «الغنطو» الخاضعة لسيطرة المعارضة بريف حمص الشمالي وسط سوريا.

وكان 15 مدنياً قد قتلوا صباح مس في قصف مقاتلات روسية، استهدف بلدات وقرى بريف حمص الشمالي، الواقعة تحت سيطرة المعارضة. وترافق القصف الجوي الروسي مع محاولات لقوات النظام وقوات إيرانية وميليشيات من حزب الله اللبناني، للتقدم على الأرض في المنطقة.

وأشارت المصادر نفسها أن «القصف الروسي شمل بلدات «تير معلة»، و»الغنطو»، و»تلبيسة»، وأن اشتباكات عنيفة اندلعت بين قوات النظام السوري وفصائل الجيش الحر في بلدات «كفرية»، و»تير معلة»، و»سنيسل»، و»الدار الكبيرة» في ريف حمص.

وذكرت المصادر نفسها أن «فيلق حمص التابع للجيش الحر، دمّر دبابة واحدة لقوات النظام على جبهة «الدار الكبيرة .»

وكشفت وزارة الدفاع الروسية أن طيارين روسا وإسرائيليين بدأوا تدريبات مشتركة لضمان أمن الطيران في الأجواء السورية.

ونقلت قناة «روسيا اليوم» على موقعها الإلكتروني عن اللواء إيجور كوناشينكوف الناطق باسم الوزارة القول، أمس الخميس، إن «المرحلة الأولى من التدريبات التي تهدف إلى منع وقوع حوادث طيران غير مرغوب فيها في أجواء سوريا، جرت يوم أمس الاول، أما المرحلة الثانية، فجرت أمس».

وتابع كوناشينكوف أنه تم إطلاق «خط ساخن» بين مركز إدارة الطيران في قاعدة حميميم الجوية السورية ومركز القيادة لسلاح الجو الإسرائيلي للإبلاغ المتبادل حول طلعات الطائرات في أجواء سوريا.

وذكرت قناة «فوكس نيوز» الأمريكية أن مجموعة من جنود قوات النخبة في الجيش الكوبي، توجهوا إلى سوريا لدعم نظام بشار الأسد.

وأسندت القناة خبرها لمعلومات قالت إنها حصلت عليها من معهد الدراسات الكوبية – الأمريكية في جامعة ميامي الأمريكية، وذكرت أن الكوبيين سيشرفون على تدريب القوات السورية وقيادة الدبابات.

وذكرت القناة أن «الجنود الكوبيين توجهوا إلى سوريا تحت إمرة قائد القوات المسلحة الكوبية الجنرال لوبولدو كينترا فرايس»، دون أن توضح متى دخلوا دمشق.

ولفتت القناة الأمريكية، إلى أنَّ مسؤولا رفيع المستوى بالاستخبارات الأمريكية – رفض الكشف عن اسمه- أكد تلك المعلومات، مستندا في ذلك إلى تقارير استخباراتية. وأشار المسؤول نفسه إلى احتمال نقل هؤلاء الجنود لسوريا بالطائرات الروسية.

كما أفاد مدير معهد الدراسات الكوبية – الأمريكية جيم سوتشليكي نقلا عن ضابط عربي أن «طائرتين روسيتين تقلان جنودا كوبيين هبطتا في مطار دمشق الدولي».

وبحسب المعلومات التي ذكرها سوتشليكي، فإنَّ الضابط سأل الجنود الكوبيين عن سبب مجيئهم إلى سوريا، وأنه علم منهم أنهم خبراء في استخدام الدبابات الروسية، وجاءوا من أجل دعم الأسد.

وتابع سوتشليكي قائلا «أنا لم أتفاجأ من هذا، ولكن هذا ذكرني بالعلاقات الروسية الكوبية المتينة، والدعم العسكري الروسي للكوبيين بالسلاح على مدى أعوام».

من جانبه أبدى رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي، أمس الخميس من دمشق، استعداد بلاده لدرس إرسال مقاتلين إلى سوريا في حال طلبت منه ذلك.

وقال بروجردي خلال مؤتمر صحافي ردا على سؤال حول دعم إيراني جديد يتضمن إرسال مقاتلين»عندما يكون ذلك عبارة عن طلب من سوريا فإننا سندرسه ونتخذ القرار، ونحن جادون في التصدي للإرهاب».

وأضاف «قدمنا مساعدات من أسلحة ومستشارين لكلا البلدين، سوريا والعراق، وطبعا أي طلب آخر (منهما) ستتم دراسته في إيران.»

وكانت مصادر عسكرية سورية تحدثت عن وصول آلاف المقاتلين الإيرانيين خلال الأيام الأخيرة إلى مطار حميميم العسكري في جنوب مدينة اللاذقية (غرب).

 

تدخل روسيا في سوريا كشف عن قدرات جيشها… استعراض عضلات ورسالة لأمريكا والغرب… واشنطن اندهشت من سرعة الانتشار الروسي

النفط هو الذهب الأسود الذي يغذي الراية السوداء… وتجارته مزدهرة على وقع غارات التحالف

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي»: مضى أسبوعان على بداية الحملة الروسية في سوريا والتي بدأت يوم 30 أيلول/سبتمبر حيث استعرضت روسيا ما لديها من قوة عسكرية وكشفت عن التحولات التي حصلت على المؤسسة الدفاعية في ظل الرئيس فلاديمير بوتين.

وتعتبر قدرة الكرملين على إدارة حرب خارج الحدود الجغرافية للفيدرالية الروسية أهم عنصر من عناصر القوة الروسية الجديدة، وذلك من خلال استعراض الأسلحة والتخطيط والتكتيكات العسكرية.

ففي المعركة لإنقاذ نظام الأسد نشرت القوات الروسية مقاتلاتها المتقدمة سوخوي «سو24» و «سو 34» وبوارج حربية أطلقت صواريخ كروز من على بعد 900 ميل من بحر قزوين والتي يقول محللون إنها تتفوق على القدرات التكنولوجية الأمريكية.

وأسهم الطيران العسكري الروسي، الذي ينشط من القاعدة الجوية في مدينة اللاذقية، في دعم قوات نظام الأسد ومن المتوقع مشاركته لدعم العملية العسكرية التي تخطط لها إيران والتي دفعت بأعداد كبيرة من حرسها الثوري ومقاتلي «حزب الله» نحو الشمال السوري.

 

تحولات مهمة

 

ويرى مسؤولون أمريكيون نقلت عنهم صحيفة «نيويورك تايمز» أن الاستعراض العسكري الروسي القوي يعكس تخطيطا طويلا ودقيقا لأول عملية خارج الحدود يطلقها زعيم روسي منذ انهيار الاتحاد السوفييتي نهاية القرن الماضي.

وبشكل عام تعكس العملية العسكرية عمليات التطوير للمؤسسة العسكرية الروسية والتي، وإن لم تكتمل بعد، لم تلفت انتباه الكثيرين. فقد مضت روسيا في برامج التحديث رغم الضغوط المفروضة على الميزانية وتوتر علاقاتها مع الغرب بسبب الحرب في أوكرانيا. وبحسب تقرير أعده المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية ناقش فيه معده غوستاف غريسل أن الرئيس بوتين أشرف على أهم برنامج تحديث للجيش الروسي منذ ثلاثينات القرن الماضي.

وكتب غريسل وهو ضابط سابق في الجيش النمساوي قائلا إن روسيا أصبحت قوة عسكرية كبرى بإمكانها هزيمة جيرانها حالة توقف الدعم الغربي لهذه الدول.

ويقوم الطيران الروسي اليوم بشن غارات جوية ضد مواقع المعارضة السورية التي تقاتل ضد الأسد بنفس القدر الذي يشن فيه التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة غارات يومية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية». وتقول الصحيفة إن العملية العسكرية الروسية في سوريا تظل محدودة ولكنها تعبير عن حس المواجهة والتحدي الذي صارت تعبره عنه روسيا في ظل بوتين.

وكان الأخير قد اقترح يوم الأحد أن العملية يقصد منها توجيه رسالة للولايات المتحدة والغرب عن استعادة بلاده قوتها ومكانتها الدولية، بعد سنوات من التدهور في مرحلة ما بعد الاتحاد السوفييتي. وقال بوتين في مقابلة تلفزيونية «شيء أن يعرف الخبراء عن امتلاك روسيا هذه الأسلحة وشيء آخر عندما يرونها لأول مرة وأنها موجودة. وأن مؤسستنا الدفاعية تصنعها وأنها تتميز بتفوق عال وأن لدينا خبراء لهم خبرة عالية لتشغيلها». وقال أن روسيا مستعدة لاستخدامها من أجل خدمة مصالحها.

وتشير الصحيفة للطريقة التي نفذت فيها روسيا عمليتها في القرم والتي اتسمت بالحزم مقارنة مع دعمها للانفصاليين في شرق أوكرانيا التي نفت أي مشاركة فيها.

وعلى خلاف هاتين العمليتين فقد تميز التدخل في سوريا بالعلنية وتوثقه وزارة الدفاع الروسية التي تقوم بتوزيع صور فيديو عن الأهداف التي استهدفت، كما فعلت وزارة الدفاع الأمريكية أثناء حرب الخليج الأولى عام 1991.

ويعلق ميكان زينكو من مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية على التطور في قدرات المؤسسة العسكرية قائلا «نتعلم أكثر مما تعلمناه خلال السنوات العشر الماضية».

 

ثمار الحملة في جورجيا

 

وترى الصحيفة أن قدرات روسيا في سوريا وقبلها في أوكرانيا هي ثمار انتصار روسيا في جورجيا عام 2008.

ورغم سحق الروس للقوات الجورجية المدربة أمريكيا وأخرجتها من جنوب أوسيتيا إلا أن القوات الجوية الروسية خسرت مقاتلات وطائرات في المعركة ولم يكن أداء القوات البرية بالمستوى المطلوب وعانت من سوء في التنسيق والاتصال.

ومن هنا بدأ بوتين الذي كان رئيسا للوزراء في حينه عملية تحديث وشراء أسلحة وإصلاح شاملة للجيش ونظم تدريبه.

وزادت ميزانية الجيش بمعدلات كبيرة حيث وصلت إلى 81 مليار دولار في السنة أي نسبة 4.2% من الدخل القومي العام.

وجاء هذا الإنفاق رغم تراجع أسعار النفط والعقوبات التي فرضها الغرب على موسكو بسبب ضم القرم.

وتقول الصحيفة إن التطور العسكري لم يتركز على تطوير المؤسسة العسكرية فحسب بل تعدى هذا للحرفية والاستعداد، فقد حضر الروس أنفسهم للمعركة في سوريا ونقلوا أسلحتهم – دبابات وعربات مصفحة وأسلحة وذخيرة ونقلوا 2.000 جندي في غضون 3 أسابيع.

ويعتبر الانتشار هذا الأضخم منذ أن نشر الاتحاد السوفييتي قواته في السبعينات من القرن الماضي لمساعدة مصر.

وعبر قائد القوات الأمريكية في أوروبا الجنرال بن هودجز عن إعجابه بقدرات الروس على نقل كميات كبيرة من الأسلحة وفي أسرع وقت ممكن. واستطاعت القوات الروسية زيادة غاراتها اليومية من بعض الطلعات إلى حوالي 90 غارة في اليوم واستخدمت صواريخ موجهة وغير موجهة وقنابل عنقودية.

ولم تنشر روسيا أسلحتها الذكية فقط بل نقلت مطبخا ضخما وحتى مغنين ومغنيات وراقصات للترفيه عن الجنود. ويقول جيفري وايت من معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى «جلبوا معهم حزمة كاملة». وتركز روسيا نشاطاتها في الوقت الحالي على الغارات الجوية ولم ترسل سوى عددا قليلا من قوات المارينز لحماية القاعدة البحرية في طرطوس.

واستبعد بوتين فكرة المشاركة البرية في العمليات داخل سوريا. لكن الخبراء الأمريكيين مثل مايكل كوفمان من مؤسسة «سي أن إيه» للبحث في واشنطن يرى أن روسيا طورت أسلحتها وقدراتها التي استخدمتها في التسعينات من القرن الماضي. ومع ذلك تظل متأخرة عن قوة أمريكا.

 

أهداف بوتين

 

وفي تقرير مشابه قالت «كريستيان ساينس مونتيور» أن بوتين يستعرض في سوريا كل شيء تفتقده الولايات المتحدة.

وتتفق الصحيفة مع القائلين أن بوتين يريد حماية الأسد، لكنه يريد استعراض عضلاته أمام الغرب.

فهو «يريد تقديم روسيا بمظهر الحزم ليعطي صورة لدول المنطقة عن الحليف الذي تريده إلى جانبها» روسيا أم الولايات المتحدة؟ وتنقل عن نيكولاس غوفيسدوف المحاضر في دراسات الأمن القومي في الكلية الحربية البحرية «بالنسبة لشركاء أمريكا في المنطقة بدءا من مصر والتي تتساءل عن التزامات الولايات المتحدة فهو يقدم لهم مقارنة واضحة: مصداقية روسيا ضد تردد أمريكا».

فبمسارعته لإنقاذ نظام يتداعى يحكمه رئيس تدعو الولايات المتحدة منذ أربعة أعوام لرحيله، يريد بوتين التأكيد وبصراحة على عدم الثقة بمحاولات تغيير النظام التي تدعمها الإدارة الأمريكية.

وبهذه المثابة تقديم نفسه بالرجل الذي يجب على حكام المنطقة الثقة به. وبحسب غوفيسدوف «يقول بوتين ان واشنطن لم تعد العاصمة الوحيدة التي تحل فيها الأمور».

ولأجل هذا حاول هو ووزير خارجيته سيرغي لافروف التأكيد على أخطاء الإدارات الأمريكية من جورج بوش إلى باراك أوباما. فالتدخلات الأمريكية لم تجلب على المنطقة إلا الفوضى والمصائب، وبخلاف هذا فالتدخل الروسي يعيد الأمن والنظام لسوريا.

ويرى جون هولزمان، مدير مؤسسة جون هولزمان أن «بوتين يقضي وقته لتقديم نفسه وبلده من خلال الإشارة لمظاهر قصور الولايات المتحدة».

ويقارن هولزمان بين بوتين وتشارلس دي غول الذي حقق مكانة دولية لبلده فرنسا في مرحلة ما بعد الحرب العالمية من خلال نقده لسياسات الولايات المتحدة. ولكن هولزمان يشير «علينا أن لا ننسى أن تكساس لديها دخل قومي أكثر من الدخل القومي لروسيا» ويضيف «روسيا لم تصل بعد لتصبح قوة عظمى.

ولكن من خلال التدخل يقول بوتين أنه يجب التعامل مع بلاده بهذه الطريقة». وفي الوقت الذي تؤكد فيه روسيا والولايات المتحدة على أهمية إضعاف وهزيمة «تنظيم الدولة» إلا أن موسكو تدعم النظام فيما تقف واشنطن مع المعارضة التي تقاتل الأسد.

 

سحق المعارضة

 

ويرى المحللون أن هدف بوتين في سوريا هو سحق المعارضة السورية بطريقة لا تترك على الأرض سوى قوتين: النظام و«تنظيم الدولة». ولكن غودفيسدوف من الكلية الحربية البحرية يرى أن أهداف الرئيس السوري ليست كبيرة «فحتى لو تمكن بوتين بشكل جزئي من إنقاذ الأسد ومكنه من الحفاظ على 20% من سوريا فربما حقق ما يريد». وسيقول «استطعت إنجاز شيء لرجالي ولن أدعي أنني سأقوم بالمزيد». هذا على خلاف أمريكا التي حددت انتصارها بالإطاحة بنظام الأسد.

ويعتقد غودفيسدوف أن «الرئيس الروسي ليست لديه خطط لتحويل سوريا، ولكن تجميد النزاع بطريقة تنقذ الأسد وتحقيق نوع من الاستقرار في أجزاء من البلاد، وهذا سيكون كافيا له».

 

ماذا عن «الدولة»

 

وماذا عن تنظيم «الدولة» فهل سينجح الروس حيث فشل الأمريكيون، أي تغيير مسار المعركة في سوريا لصالح النظام وهزيمة «تنظيم الدولة» الذي تقدم في شمال سوريا مستغلا الضربات الجوية الروسية؟.

في هذا السياق أشارت تقارير إلى معارك بين مقاتلي التنظيم وعناصر المعارضة السورية المسلحة والتي كانت هدفا للطيران الروسي. وقالت التقارير أن النظام السوري يحضر لعملية منفصلة لمواجهة «داعش» وبدعم من الجنود الإيرانيين و»حزب الله».

وكانت مصادر في المعارضة السورية قد تحدثت يوم الأربعاء عن دحر التنظيم من بلدتي أحراس وتل الجبين اللتين تبعدان 12 ميلا عن حلب. وهددت المكاسب التي حققها الجهاديون في الأيام الماضية خطوط الإمدادات للمقاتلين المرابطين داخل المدينة المقسمة بينهم وقوات الحكومة.

وقالت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور»ان إيران أرسلت ولأول مرة قوات تحت غطاء الطيران الروسي إلى شمال البلاد .

وأضافت أن وصول قوات إيرانية جديدة سيزيد من إشعال الحرب الأهلية. وتشير أن وصول القوات الإيرانية سيعزز الفكرة حول النوايا الروسية التي تريد سحق القوى المعارضة لنظام بشار الأسد. وقال مسؤول في المنطقة مطلع قوله إن القوات الإيرانية بدأت تصل إلى سوريا قبل أسبوعين أي عندما بدأت الطائرات الروسية غاراتها على مواقع المعارضة السورية. ووصلت القوات الإيرانية إلى مطار دمشق ونقلت فيما بعد إلى القاعدة العسكرية في اللاذقية حيث نشرت في مناطق حماة وحلب. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بريطانيا أن قوات إيرانية وصلت إلى بلدة جبلة.

 

تهريب النفط

 

ومع كل الحديث عن هزيمة الجهاديين والغارات الأمريكية والروسية فلم توقف هذه تحركاته ولم تؤثر على ماليته.

ففي افتتاحية «نيويورك تايمز» قبل أيام تحدثت فيها عن السبب الذي لم يتم فيه هزيمة التنظيم ماليا. وتناولت صحيفة « فايننشال تايمز» الموضوع نفسه مركزة على النفط.

وقالت إن «شركة داعش» تعمل وبقوة لدرجة أن أعداءها يتعاملون معها. وبدأ التقرير بالإشارة إلى حقل العمر في شرق سوريا حيث وقفت شاحنات تمتد على مساحة 6 كيلومترات تنتظر دورها كي تملأ خزاناتها من النفط الخام. ولهذا السبب انتشرت أكشاك الفلافل والشاي لخدمة السائقين.

وقالت إن بعض التجار يتركون شاحناتهم في مكانها لأسابيع حتى يأتي دورها. فحقل العمر يسيطر عليه «تنظيم الدولة» ولا يزال يعمل رغم تعهد التحالف الدولي باستهداف عمليات تهريب النفط في مناطق التنظيم.

وتصف الصحيفة أن «النفط هو الذهب الأسود الذي يمول الراية السوداء لداعش» وهو الذي يغذي آلة الحرب ويوفر الكهرباء ويعطي المتشددين الميزة ضد جيرانهم.

وتعلق الصحيفة أن التجارة المزدهرة في حقل العمر وثمانية حقول أخرى أصبحت ترمز لمعضلة التحالف الدولي وهي: كيف ندمر «الخلافة» من دون تعطيل حياة ما يقدر عددهم 10 ملايين نسمة يعيشون في ظل التنظيم؟

وكشفت مقابلات أجرتها مع تجار سوريين ومهندسي نفط ورجال استخبارات غربيين وخبراء نفط عن عمليات واسعة تشبه شركة نفط توسعت عملياتها رغم الجهود الدولية لتدميرها.

وتصف الصحيفة شركة نفط «تنظيم الدولة» بالتي تدار بدقة وتوظف فقط أصحاب المهارات من المهندسين والمدربين والمدراء.

ويقدر خبراء محليون حجم انتاج «تنظيم الدولة» من النفط الخام بحوالي 34.000 برميل في اليوم. ويباع البرميل بما بين 20-45 دولارا بعائدات يومية 1.5 دولار. ونقل عن قائد عسكري في المعارضة «هذا وضع يجعلك تبكي وتضحك».

وكغيره يشتري الديزل من التنظيم الذي يخوض ضده حربا معه معللا «ليس لدينا أي خيار، ونحن فقراء الثورة، وهل هناك من يريد تقديم الوقود لنا».

وترى الصحيفة أن استراتيجية التنظيم بالتركيز على النفط بدأت قبل سيطرته على الموصل في العراق. فقد رأى فيه عماد رؤيته لإقامة «الدولة الإسلامية».

واعتبر مجلس شورى التنظيم النفط «العنصر الرئيسي لنجاة التمرد ولتمويل طموحه لإقامة الخلافة».

 

جاهزية لاستخراجه وبيعه

 

ويعتمد الجهاديون بشكل كبير على النفط السوري في الشرق حيث أقاموا لهم موطئ قدم هناك عام 2013 بعد انسحابهم من شمال – غربي البلاد.

واعتمدوا على المنطقة لتعزيز سيطرتهم على كل شرق سوريا بعد سيطرتهم على الموصل 2014.

وعندما اندفعت قوات التنظيم في العراق أمنت السيطرة على حقول عجيل وعلاس شمال – شرقي كركوك حيث أرسل المهندسون والخبراء في نفس اليوم لبدء عمليات شحن النفط. ونقلت عن شيخ قبيلة في بلدة الحويجة قرب كركوك «كانوا جاهزين، ولديهم الرجال المسؤولون عن الجانب المالي ولديهم التقنيون الذين قاموا بالإشراف على عمليات التعبئة» مضيفا أنهم أحضروا معهم مئات من الشاحنات من كركوك والموصل.

وقدر الشيخ أن 150 شاحنة كانت تحضر يوميا وتحمل كل واحدة نفطا قيمته 10.000 دولار.

ورغم خسارة التنظيم للحقلين لاحقا إلا أنه باع في 10 أشهر نفطا بقيمة 450 مليون دولار. وعلى خلاف «القاعدة» التي اعتمدت على تبرعات المحسنين الأثرياء فقد احتكر التنظيم بضاعة تستهلك وبكميات كبيرة في كل المناطق الواقعة تحت سيطرته والتي هو في حرب معها. فمعظم الديزل الذي ينتجه يباع عمليا في هذه المناطق مثل تلك الواقعة تحت سيطرة المعارضة.

وتعتمد كل الشاحنات والتراكتورات وسيارات الإسعاف والمستشفيات والمحلات على النفط الذي يستخرجه «داعش».

ويقول تاجر نفط «في أي لحظة يمكن قطع الديزل، ومن دونه يعرف داعش ان حياتنا ستتوقف».

وتشير الصحيفة إلى أن «تنظيم الدولة» يحاول إدارة النفط بنفس الطريقة التي تدير فيها الدول شركاتها الوطنية، فهو يحرص على الظهور بمظهر الدولة. ولهذا يبحث التنظيم عن أحسن الكفاءات وأصحاب التجربة ويشجع الراغبين على التقدم بطلبات لقسم شؤون الموظفين.

وهناك لجنة تقوم بمتابعة الحقل ومراقبة الإنتاج ومقابلة العمال والحديث معهم حول سير العمليات. ويوظف التنظيم أفراده ممن لديهم خبرة في القطاع النفطي وعملوا في دول الخليج أو الشرق الأوسط ويعينهم أمراء على المنشآت الحيوية.

ويقول فنيون عملوا في مجال النفط أن التنظيم حاول توظيفهم ومنهم رامي الذي عمل في دير الزور قبل أن ينضم للمعارضة المسلحة. واتصل به عسكري من التنظيم في العراق عبر «واتساب» و»وعدني باختيار أي منصب أريده» حسبما يقول رامي الذي رفض العرض وهرب إلى تركيا.

ودعا أبو بكر البغدادي أصحاب الكفاءات للعمل في مؤسسات «الدولة» وعين مهندسا مصريا كان يعيش في السويد كمدير لمصفاة القيارة قي شمال العراق.

ولأهمية النفط للتنظيم فتتم إدارة شؤونه مثل الأمن والعمليات العسكرية والإعلامية من قيادة التنظيم على خلاف الفروع الإدارية الأخرى التي يترك شأنها للولاة في الأقاليم.

وينقل التقرير عن مسؤول أمن غربي قوله «هم منظمون في تعاملهم مع النفط» والذي يتم الاهتمام بشأنه وتوثيقه ويشرف عليه مجلس الشورى. وكانت القوات الأمريكية الخاصة قد قتلت في أيار/مايو من هذا العام أبو سياف الذي كان يعرف بأمير النفط.

وهو تونسي واسمه الحقيقي حسب وزارة الدفاع الأمريكية فتحي بن عون بن جليدي المراد التونسي.

وكشفت الوثائق التي أخذت من بيته عن طريقة منظمة في توثيق عمليات البيع وعوائد النفط. ولأهمية هذا المجال كلف جهاز «الأمنيات» بحراسة آبار النفط.

 

أوغلو: تسليح أكراد سوريا تهديد للأمن التركي ولن نتردد في استخدام القوة

إسماعيل جمال

إسطنبول ـ «القدس العربي»: هددت تركيا بالتدخل عسكرياً ضد حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا «إذا شكل الحزب تهديداً للبلاد»، وذلك على وقع تصاعد خلافات أنقرة مع أمريكا وروسيا بسبب دعم الحزب التي تصنفه أنقرة على أنه منظمة إرهابية بالأسلحة والمعدات العسكرية.

وترى تركيا في تسليح حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) تهديداً لأمنها القومي، وتقول إن الأسلحة التي تقدم له من الولايات المتحدة وروسيا يمكن أن تُسلم من قبله إلى مسلحي حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره أنقرة منظمة إرهابية وتتهمه بقتل الآلاف من الجيش والشرطة التركية.

وقال رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، إنه «ما من أحد يمكنه أن يشرعن لدولة حليفة وصديقة مثل روسيا، أن تقدم السلاح إلى حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) في سوريا، المتعاون مع منظمة بي كا كا الإرهابية، التي تشن هجمات داخل البلاد».

وأضاف في مقابلة تلفزيونية مع إحدى الفضائيات التركية: «إن كان هناك شيء يتوجب إضفاء الشرعية عليه، فهو تقديم المساعدات إلى الجيش السوري الحر، والألوية الكردية المنضوية تحته، بدلاً من(PYD)، محذراً من أنه «ينبغي ألا يفكر أحد بأنه يستطيع تهديد استقرار تركيا باللجوء إلى هذه الطرق داخل وخارج البلاد».

وكشف داود أوغلو أن «الحكومة التركية وجهت رسالة واضحة إلى كل حلفائنا، مثل روسيا والولايات المتحدة، مفادها: لن نتردد في التعامل مع الـ (PYD) في حال بدأت الأسلحة المقدمة له تشكل خطراً على حدود بلادنا، أو إذا حاول التسلل إلى تركيا من خلال حدودنا مع العراق».

وقال بنبرة تهديد: «سنقوم بما يتطلبه أمن بلادنا، وإذا كنا لم نستهدف الـ (PYD) حتى الآن، فذلك ليس لأنه بريء، أو لأنه منفصل، أو مرتبط بمنظمة بي كا كا الإرهابية، بل لأن مسيرة السلام الداخلي كانت مستمرة، وكانت هناك تعهدات بإلقاء السلاح (من جانب بي كا كا)».

وفي وقت سابق من الأربعاء، استدعت وزارة الخارجية التركية، على حدى كلاً من سفير الولايات المتحدة الأمريكية، جون باس، وسفير روسيا، أندريه كارلوف، وأبلغتهم «موقف تركيا الواضح من حزب الاتحاد الديمقراطي «PYD» الكردي في سوريا.

وهدد وزير الخارجية التركي، فريدون سينيرلي أوغلو تهديدات لـ»الاتحاد الديمقراطي»، قائلاً: «أدعو صالح مسلم (زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري)، إلى الحكمة والتعقل، إن كانت لديه شكوك حول إرادة وعزيمة تركيا، فهذا لن يكون جيدا له، فتركيا تواجه الإرهاب، ولا ينبغي لأحد أن يختبر حزمها في محاربتها للإرهاب، إن رسالتنا لحزب الاتحاد الديمقراطي واضحة، في حال لجأوا إلى أي تحرك ضد تركيا، فإنهم سينالون العقاب اللازم دون تردد».

وفي تهديدات جديدة أطلقها الخميس، قال داود أوغلو رداً على سؤال حول الأوضاع في سوريا والعراق وتأثيرها على تركيا: «بالنسبة لنا أصبحت الحدود مع سوريا والعراق كأنها حدود واحدة، وفي حال مثلت التطورات على الجانب الآخر من الحدود تهديدًا للأمن القومي التركي، فإننا سنقوم بالتدخل والقيام بما ينبغي فعله فورا، ولا يمكن لأحد أن يلومنا على ذلك، لأن تركيا تمتلك الأرضية القانونية الدولية اللازمة، لاستخدام حق الدفاع عن النفس في مواجهة الهجمات الإرهابية».

ونددت تركيا على الدوام بتعاون دول أوروبية مع مسلحي حزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا، وترى في ذلك تعاوناً مع منظمة إرهابية.

وفي الإطار قال: «أكدنا دائما للمسؤولين الأمريكيين والأوروبيين، على عدم وجود منظمات إرهابية سيئة وأخرى جيدة»، مشيرًا إلى «العلاقة التي تربط بين حزب الاتحاد الديمقراطي (الكردي السوري) ومنظمة «بي كا كا» الإرهابية، وانعكاسات ذلك التهديد على الأمن القومي التركي، مع زوال الحدود بين سوريا والعراق».

واعتبر أوغلو أن «عناصر الاتحاد الديمقراطي، يعملون على نقل الأسلحة التي يحصلون عليها، لعناصر من منظمة «بي كا كا» في العراق، الذين يقومون بدورهم بإدخالها إلى تركيا، واستخدامها في الهجمات الإرهابية»، لافتاً إلى أن «مشاركة الاتحاد الديمقراطي في محاربة تنظيم «داعش»، لا تجعل منه تنظيما مشروعا».

 

42 منظمة حقوقية تطالب بالإفراج عن محام سوري

دمشق ــ لبنى سالم

طالبت 42 منظمة حقوقية عربية ودولية، في بيان مشترك، اليوم الخميس، بإفراج النظام السوري عن المحامي والحقوقي السوري خليل معتوق، ومساعده محمد ظاظا. وجاءت المطالبة بمناسبة مرور الذكرى الثالثة لاختفائهما قسراً في سجون النظام.

وضمت المنظمات الموقعة على البيان، المركز العربي للحريات الاعلامية والتنمية والبحوث، والشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، ومركز أفريقيا لحرية المعلومات، والفدرالية الدولية لحقوق الإنسان، وفرونت لاين ديفندرز، وهيومن رايتس ووتش، وغيرها.

وأشار البيان إلى عدم وضوح سبب القبض على الناشطين حتى اليوم، إلا أنه رجح أن يكون إخفاؤهما القسري متعلقا بعمل معتوق كمحامي حقوق إنسان، ومتخصص في الدفاع عن السجناء السياسيين.

 

يذكر أن معتوق دافع، في كثير من الأحيان بدون أجر، عن مئات الأشخاص الذين اعتقلوا لمجرد ممارستهم المشروعة حقوقهم الإنسانية.

ويشار إلى أن الرجلين اعتقلا في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2012، عند إحدى نقاط التفتيش العديدة التابعة للحكومة، وهما في طريقهما من منزل معتوق في “صحنايا” بريف دمشق إلى مكتبه في مدينة دمشق.

 

وتنكر السلطات السورية، حتى اليوم، إلقاء القبض على الرجلين، كما لم تنجح طلبات الحصول على المعلومات المقدمة إلى النائب العام في دمشق، من قِبل عائلته وزملائه عامي 2012 و2013.

 

وأبلغ معتقلون مفرج عنهم، عائلة معتوق بأنهم رأوه في مراكز احتجاز عدة تديرها الحكومة، منها فرع أمن الدولة 285، وفرع المخابرات العسكرية 235 في دمشق.

وشغل معتوق قبل اعتقاله منصب مدير المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية، وحاز المركز الثاني في اللائحة القصيرة لجائزة منظمة “محامون من أجل المحامين” ممن “يعملون على تعزيز سيادة القانون وحقوق الإنسان بطريقة استثنائية وتعرضوا لتهديدات بسبب عملهم”.

وقالت المنظمات الحقوقية، إن التعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة  تنتشر في مراكز الاعتقال التي تديرها قوات الأمن السورية، وإن المعتقلين يعيشون ظروفاً مروعة.

 

وأوردت شهادات معتقلين سابقين في الفرع 235، إذ تواردت أنباء عن رؤية معتوق فيه، إنهم كانوا محتجزين في ظروف سيئة في زنزانات مكتظة، مع عدم كفاية فرص الحصول على الغذاء والماء والمرافق الصحية.

 

وقال أحد المعتقلين إن 5 رجال تقريباَ من زنزانته كان يفقدون حياتهم كل يوم، وهو ما عزاه إلى التعذيب أو المرض وظروف الاحتجاز.

 

ويعاني معتوق من مرض متقدم في الرئة، وقد تكون حياته في خطر، لأنه بحاجة إلى الدواء والعناية الطبية.

وطالبت المنظمات، السلطات السورية بالإصغاء إلى هذه المطالبات من دون مزيد من التأخير، والإفراج فوراً وبدون قيد أو شرط عن خليل معتوق ومحمد ظاظا، وجميع الآخرين الذين اعتقلوا لمجرد ممارستهم السلمية حقوقهم الإنسانية.

 

كما طالبت مجلس الأمن الدولي بضمان التنفيذ الفعال والفوري لقرار الأمم المتحدة رقم 2139، ووصول مراقبين دوليين مستقلّين بدون عوائق إلى جميع الأشخاص المحرومين من حريتهم.

 

النظام يفتح معركة ريف حمص تعويضاً عن حماة

أحمد حمزة

يسعى النظام السوري إلى التعويض عن الفشل، الذي لاحق قواته في معركة ريف حماة الشمالي، عبر نقل المعركة إلى مكانٍ آخر، فبعد أن هدأت وتيرة المعارك بعد أسبوع من انطلاقتها هناك، وتكبّد النظام خلالها خسائر مادية وبشرية كبيرة، يبدو أن قواته بدأت منذ صباح أمس، الخميس، نقل ثقل عملياتها العسكرية إلى ريف حمص الشمالي، مدعومة، كحال المعارك في حماة، بعشرات الغارات التي ينفذها الطيران الحربي الروسي، والتي حصدت أرواح مدنيين سوريين جدد.

 

قبل أن تحلّ الساعة السابعة من صباح الخميس بدقائق، استفاق أهالي قرية تيرمعلة، في ريف حمص الشمالي، على وقع انفجارٍ هائل، تبيّن لاحقاً أنه غارة من الطيران الروسي استهدفت وسط القرية، كما شهدت بلدات مجاورة هجمات مماثلة، أدت لسقوط قتلى وجرحى.

 

في هذا الصدد، يشير الناشط الإعلامي أحمد الضحيك، في تصريحاتٍ لـ”العربي الجديد”، إلى أن “الطيران الروسي شن غارة استهدفت مخبز قرية تيرمعلة، بجانب جامع النور وقرب بناء يؤوي نازحين، مما أدى إلى سقوط ثمانية قتلى من المدنيين، فضلاً عن إصابة عدد آخر بجروح”.

 

” ويضيف الناشط المتحدر من مدينة تلبيسة، أن “مدنيَّيْنِ اثنيْنِ على الأقلّ، قُتلا في تلبيسة، جرّاء غارة روسية، فيما قُتلت طفلة في بلدة الغنطو القريبة، بهجوم مماثل”. ويلفت إلى أن “سكان الريف الشمالي لحمص، يعيشون هذه الأيام حالة من القلق المستمر، خشية أن يتقدم النظام في تلك المناطق، مع ما سيعنيه ذلك من حصول مجازر كبيرة، فعدد السكان المحليين مع النازحين من مدن أخرى، يبلغ نحو نصف مليون مدني في الريف الشمالي لحمص”.

 

وكان تخوّف الناشطين والسكان هناك من بدء النظام لحملة عسكرية في محله، بعد أن منحته الطائرات الروسية غطاءً جوياً كاملاً، إذ لم تكن قد مضت ثلاث ساعات على الهجوم الصباحي، حتى أعلن النظام عبر وكالة “سانا” الرسمية، بأن “قواتنا المسلحة بدأت عملية عسكرية في ريف حمص الشمالي والشمالي الشرقي، بعد توجيه ضربات جوية مركزة وتمهيد مدفعي كثيف على تجمعات ومقرات التنظيمات الإرهابية، بهدف إعادة الأمن والاستقرار إلى القرى والبلدات في المنطقة”.

 

كما حاولت “سانا” الالتفاف على الأخبار، التي أكدت سقوط قتلى مدنيين بالغارات الروسية، متحدثة عن أن “تنظيم جبهة النصرة الإرهابي، ارتكب مجزرة بحق المدنيين في ساحة تيرمعلة، القريبة من جامع البلدة بريف حمص الشمالي، بغية اتهام الجيش السوري والطيران الروسي باستهداف المدنيين”.

 

ولم تذكر الوكالة أية تفاصيل إضافية تحدد فيها طبيعة ما جرى، مكتفية بالنقل عن “مصدر عسكري”، بأن “وزارة الدفاع السورية تؤكد أن الجيش العربي السوري والطيران الروسي، لا يستهدفان المناطق التي يتواجد فيها المدنيون، وتُحمّل جبهة النصرة وشركاءها من الإرهابيين المسؤولية الكاملة عن ذلك”.

 

وحول مجرى الاشتباكات، يؤكد الناشط الإعلامي محمد الحميد لـ”العربي الجديد”، أن “قوات النظام والمليشيات الأجنبية التي تسانده، بدأت بمهاجمة بعض المناطق المحررة”، لافتاً إلى أن “المعارك انطلقت جنوب الريف الشمالي من غرب الكلية الحربية على محاور سنيسل وجوالك والمحطة، ومن الخالدية (قرب الدار الكبيرة) شرق الكلية الحربية”.

 

ويشير الحميد المتواجد في حمص، إلى أن “قوات النظام المتمركزة في الكلية الحربية (تقع على أطراف حي الوعر) أطلقت صواريخ أرض ـ أرض عدة باتجاه مناطق الريف الشمالي، وكذلك فإن راجمات صواريخ هناك استهدفت خط الجبهة بكثافة، إذ تُعتبر الكلية الحربية أهم مراكز القصف المدفعي تجاه الريف الشمالي، ضمن الحملة العسكرية لقوات النظام عليه”.

 

ويذكر الحميد أن “مقاتلي غرفة عمليات ريف حمص الشمالي دمّروا ثلاث دبابات لقوات النظام على جبهة الكم قرب الغنطو”. ويشدد على أن “كل فصائل الريف الشمالي تشارك في صدّ الحملة الشرسة”، التي يبدو أن النظام حشد لها منذ أسابيع، تحديداً مع بدء الغارات الروسية، إذ إنها استُهلّت منذ اليوم الأول لها في 30 سبتمبر/أيلول الماضي، بقصف بلدات تلبيسة والرستن والزعفرانة، بريف حمص الشمالي، الذي تدور فيه رحى المعارك حالياً. وكانت فصائل في المعارضة قد أعلنت في الرابع من هذا الشهر، ‏تشكيلها لغرفة عمليات ‏عسكرية مشتركة في المنطقة.

 

ويبدو واضحاً بأن النظام يسعى، عبر العملية العسكرية التي تحدث عنها بريف حمص الشمالي، إلى تأمين تلك المواقع، وربطها بين مناطق سيطرته بمدينة حمص ومحيطها القريب، بمركز محافظة حماة وريفها الجنوبي، كون سيطرة المعارضة على ريف حمص الشمالي تحول دون ذلك.

” ويؤكد هدف النظام من هذه العملية، ما ذكره مصدر عسكري في سورية لوكالة “فرانس برس”، بأن “العمليات العسكرية في ريف حمص منفصلة برياً عن العملية العسكرية في ريف حماة، لكنها مرتبطة بها استراتيجياً”، متابعاً بأن “العملية مستمرة حتى تحقيق أهدافها في تأمين محيط حمص الشمالي، وقطع أي تواصل بين مسلحي حماة ومسلحي حمص، ويعمد الجيش السوري إلى عزل المسلحين وحصارهم بمناطق محددة. نحن نقطع أوصال المسلحين”.

 

عموماً فإنه من المتوقع أن يركز النظام في الحملة العسكرية، التي تشاركه فيها مليشيات محلية وأجنبية، على فتح المحور الذي يصل حمص بحماة، لكن ذلك لا يبدو سهلاً، كونه يحتاج لإحكام قبضته على خط طولي من شمال حمص حتى جنوب حماة، يبلغ نحو 20 كيلومتراً، بداية من مناطق الدار الكبيرة وتيرمعلة والغنطو، مروراً بالزعفرانة وتلبيسة، ثم الرستن. وكلها مناطق تسيطر عليها المعارضة، ولا يوجد للنظام فيها أية حاضنة شعبية، إذ إن حاضنته الشعبية في حمص، تتركز في بعض أحياء المدينة (الزهراء، ووادي الذهب، وعكرمة) وكذلك في بعض مناطق الريفين الشرقي والغربي.

 

وتتوزع السيطرة في محافظة حمص، بين المناطق التي تسيطر عليها المعارضة بالريف الشمالي، فيما تخضع المدينة بالكامل (باستثناء حي الوعر)، ومحيطها القريب من الشرق والغرب والجنوب للنظام، بينما يُحكم تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) سيطرته على مساحات واسعة بالريف الشرقي، بدءاً من بعض المناطق الواقعة غربي تدمر مروراً بتدمر ثم السخنة، وصولاً إلى مناطق سيطرته في دير الزور. وأقرب نقطة، بين هذه المواقع، تبعد عن ميدان المعارك الدائرة الآن شمالي حمص، بأكثر من 120 كيلومتراً، لكنّ للتنظيم تواجداً في ريف حماة الشرقي، الذي يبعد أقل من 60 كيلومتراً إلى الشرق من ريف حمص الشمالي.

 

أسبوعان على التدخل الروسي في سورية بلا نتائج

رامي سويد

مرّ أسبوعان كاملان على التدخل الروسي المباشر في سورية، بذريعة محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، ودعماً للنظام، الذي حاول الاستفادة من الغطاء الجوي الروسي للتقدم على حساب فصائل المعارضة في ريفي حماة الشمالي واللاذقية، بهدف تأمين الساحل السوري ووسط سورية من أي تهديد له، إلّا أنّ محاولاته هذه باءت بالفشل.

انعكست مئات الغارات الجوية العنيفة، التي شنّها الطيران الروسي على مواقع سيطرة المعارضة في أرياف إدلب، وحماة، وحلب، واللاذقية، لصالح المعارضة التي تمكّنت من إفشال تقدّم قوات النظام على محاور عطشان، سكيك، الصياد، المغير وكفرنبودة في ريف حماة، وكبّدتها خسائر كبيرة تمثّلت بتدمير عشرات الدبابات والآليات العسكرية المتنوعة الأخرى.

كما تصدّت فصائل المعارضة لمحاولات تقدم قوات النظام في منطقة جبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي، على محوري كفردلبة والقلعة باتجاه بلدة سلمى. وتمكّنت من السيطرة على بلدة دورين الاستراتيجية بعد هجوم معاكس شنّته في المنطقة، وهو ما دفع قوات النظام إلى شنّ هجوم كبير ومفاجئ على حي جوبر شمال شرق دمشق والجبال الواقعة إلى الشمال من ضاحية الأسد، في محاولة لاستعادة السيطرة عليها من “جيش الإسلام”، أكبر فصائل المعارضة في ريف دمشق، إلّا أنّ الأخير تمكّن من صّدها.

وقال “جيش الإسلام” في بيان رسمي، نشره على موقعه الرسمي على شبكة الإنترنت، إنّ “مقاتليه أحبطوا، أول من أمس (الأربعاء)، محاولة اقتحام لقوات النظام استهدفت مناطق جوبر وعين ترما والمنطقة الجبلية المطلة على الغوطة الشرقية، والتي تضم مناطق ونقاطاً عسكرية، كان الجيش قد سيطر عليها، أخيراً، ضمن معركة (الله غالب)، ليوقعوا عشرات القتلى والجرحى بين عناصره، ويدمّروا أربع مدرّعات، تزامناً مع شنّ الطيران الحربي السوري والروسي عشرات الغارات مستهدفَيْنِ المناطق المدنية”.

وأوضح “جيش الإسلام”، في بيانه، أنّ “جبهة جوبر، شهدت الأربعاء أعنف محاولة اقتحام، إذ حاول النظام التسلل من ثلاثة محاور مدعوماً بغطاء روسي للمرة الأولى، إلّا أنّه لم يستطع التقدم، وخسر نحو 20 من عناصره، إلى جانب دبابتي تي 72 ورشاش 23”.

أمّا في جبهة عين ترما، فلفت البيان إلى أنّ “مقاتلي جيش الإسلام، استهدفوا، بالقذائف الصاروخية، حاجز مشفى البشر، الذي حاول عناصر النظام التسلل واقتحام المنطقة من خلاله، كما نصبوا كمائن لهم واستدرجوهم إلى بعض النقاط من جهة المشارقة والكباس، موقعين ما يزيد عن 30 عنصراً بين جريح وقتيل”.

ويرى مراقبون للوضع الميداني السوري، أنّ الغطاء الجوي الروسي لم ينجح، بعد وصوله إلى ريف دمشق بعد أرياف إدلب وحماة واللاذقية وحلب، في الدفع بقوات النظام إلى أي نصر ميداني حتى الآن.

ويعزو الرائد المنشق، محمد العمر، الذي يقاتل إلى جانب المعارضة في ريف إدلب، هذه الخسارة للنظام، ومن خلفه روسيا، إلى ضعف بنك الأهداف الذي يعتمد عليه سلاح الجو الروسي بشكل شبه كامل، عبر البيانات، التي تقدمها استخبارات النظام، والتي فقدت كثيراً من قدراتها الاستخباراتية، بسبب الاستنزاف الكبير، الذي تعرّضت له كوادرها في الحرب القائمة.

ووفقاً للرائد المنشق، فإن هذه الوقائع دفعت الطيران الروسي إلى شنّ غارات عشوائية على مناطق سيطرة المعارضة، مستهدفاً المناطق السكانية ومقرات عسكرية معروفة لفصائل المعارضة، التي تقوم بإخلائها عند حصول أية مواجهة عسكرية مع قوات النظام، مما جعل الغارات الروسية عديمة الجدوى على المستوى العسكري.

وتزامن ذلك، وفقاً للرائد، مع تحسن كبير في مستوى المعلومات الاستخباراتية، التي حصلت عليها المعارضة في الفترة الأخيرة، والتي مكّنتها من الاطلاع على خطط قوات النظام الهادفة إلى اقتحام أرياف حماة واللاذقية بشكل كامل، قبل البدء بتنفيذها. وحصلت المعارضة المدعومة بأسلحة مضادة للدروع على معلومات استخباراتية، من خلال جواسيسها في صفوف قوات النظام ومن حلفائها الإقليميين والدوليين، عن حجم القوات، التي تحاول التقدم على كل محور في ريفي حماة واللاذقية، وخطط تحركها والدبابات والآليات والإمكانات النارية التي تستخدمها، مما مكّنها من تجهيز عناصرها وعتادها.

ويعتبر العسكري المنشق أن ما أفيد عن زيارة قائد “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، أخيراً، إلى جبال اللاذقية، وما رافق ذلك من أنباء عن وصول مئات المقاتلين من عناصر “الحرس الثوري الإيراني”، وعناصر المليشيات المحلية السورية المدربة في إيران، لن يغيّر في موازين القوى. ويشير إلى أن “مشكلة النظام العسكرية التي تمنعه من التقدم لم تعد تكمن في نقص عناصره أو عتاده، بل اعتماده على مقاتلين لا يعرفون جغرافية المناطق، التي يقاتلون فيها، مقابل انحدار معظم عناصر المعارضة من القرى والبلدات التي يقاتلون فيها، فضلاً عن تفوّق قدرة المعارضة الاستخباراتية، أخيراً”.

 

وقد حاولت طهران أمس التنصل وإنكار إرسالها مقاتلين إلى سورية، إلّا أنّ مصادر خاصة في قيادة المعارضة في حلب، أكّدت، لـ”العربي الجديد”،  أمس الخميس، أنّ النظام حشد 450 عنصراً وضابطاً نصفهم من القوات الخاصة المحلية، ونصفهم من غير السوريين، جنوب حلب.

 

وأوضحت المصادر أنّ المعارضة تمكّنت من الحصول على معلومات استخباراتية دقيقة، تفيد بحشد قوات النظام السوري 450 عنصراً وضابطاً مع ثلاث عشرة دبابة ونحو ثلاثين سيارة مزودة برشاشات متوسطة وثقيلة في جبل عزان جنوب حلب، تحضيراً لمعركة جديدة، تحاول من خلالها قوات النظام التقدم نحو منطقة الوضيحي، ومن ثم نحو أوتوستراد حلب دمشق الدولي، لاستنزاف المعارضة في حلب في معركة جديدة جنوب المدينة، لتتقدم قوات النظام على المعارضة شمال حلب، انطلاقاً من بلدة باشكوي وحندرات، التي شهدت الأسبوع الماضي حشوداً جديدة لقوات النظام.

وكان مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية، حسين أمير عبد اللهيان، قد أعلن أن بلاده لم ترسل جنوداً نظاميين إلى سورية، معتبراً أن ما تفعله طهران لسورية “يصب لصالح مكافحة الإرهاب”، على حد زعمه. ونقلت المواقع الإيرانية عن عبد اللهيان، الذي التقى منسقة الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي، فيدريكا موغريني، في بروكسل، يوم الثلاثاء، “استعداد بلاده الدائم لتقديم كل أنواع المساعدات للحكومة والجيش في سورية، بالإضافة إلى جهوزية التعاون مع روسيا، في ما يخص محاربة الإرهاب في هذا البلد والمنطقة”.

 

خط إسرائيلي – روسي مباشر للتنسيق في سورية

فرانس برس

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس الخميس، إقامة “خط مباشر” مع تل أبيب، بشأن تحركات الطيران في سورية.

ونقلت وكالة “أنباء إنترفاكس”، عن المتحدث باسم الوزارة، إيغور كوناشنكوف، قوله إن “تبادلا للمعلومات حول تحركات الطيران تم عبر إقامة خط مباشر بين مركز قيادة الطيران الروسي في قاعدة حميميم الجوية في سورية، ومركز قيادة سلاح الجو الإسرائيلي”.

ومنذ بدء الغارات الروسية في سورية قبل أسبوعين، نقلت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية عن موظفين إسرائيليين، رفيعي المستوى أن “روسيا أطلعت إسرائيل مسبقاً على الأهداف التي تنوي قصفها في سورية”.

وذكرت الصحيفة آنذاك أن “مسؤولين روسيين اتصلوا بمستشار الأمن القومي الإسرائيلي، يوسي كوهين، ومسؤولين آخرين يتولون مناصب رفيعة في جهاز الأمن الإسرائيلي قبل ساعة من شن الهجوم، ونقلوا رسائل مفادها أن طائرات روسية تعتزم قريباً القيام بقصف أهداف في سورية”.

كذلك، سارع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى زيارة موسكو، معلناً أن هدف زيارته “تجنب حدوث صراع بين إسرائيل وروسيا”، مضيفاً “أهدافنا في سورية يجب ألا تتعارض بعضها مع بعض، فأنا أهدف إلى الحفاظ على أمن بلدي وشعبي، ولروسيا أهداف مختلفة هناك”.

وشنت اسرائيل، عشرات الغارات في سورية منذ عام 2013 طاولت أهدافاً تابعة للنظام وأخرى لـ”حزب الله”.

 

قوات النظام تفشل في اقتحام ريف حمص الشمالي

أسعد حنا

حاولت قوات النظام ومليشيا “حزب الله” اللبناني، فجر الخميس، اقتحام ريف حمص الشمالي الواقع تحت سيطرة المعارضة السورية المسلحة، لكنها باءت بالفشل.

 

وبدأ الاقتحام من محورين؛ الأول عبر الخط الجنوبي لمدينة تلبيسة التي تبعد حوالي 5 كيلومترات شمالي مدينة حمص، والثاني عبر قرية الخالدية التي تقع بالقرب من منطقة الدار الكبيرة جنوبي مدينة تلبيسة.

 

وأعلن التلفزيون الرسمي السوري، عن بدء “عملية عسكرية واسعة للجيش السوري”، سبقها تمهيد بالمدفعية الثقيلة وقصف الطيران الروسي، بهدف تأمين غطاء جوي لقوات النظام. واستهدف الطيران الروسي بلدات تلبيسة والغنطو وتير معلة وسنيسل، ما تسبب في سقوط قتلى بين المدنيين. وخسرت المعارضة النقيب رواد الأكسح، الذي كان يدير غرفة العمليات العسكرية في بلدة تير معلة.

 

وأصاب القصف الروسي مواقع لقوات النظام في حرش جبورين و”الفرقة 26” جنوبي تلبيسة ومفرق المختارية. وقتل خلال الاشتباكات 35 عنصراً من قوات النظام بينهم قائد الحملة العسكرية على المنطقة العقيد خالد عبيد.

 

وقد شهدت الجبهات معارك واشتباكات قوية، واقتربت خطوط الاشتباك من بعضها، لتبلغ مدى أمتار قليلة، تمكنت المعارضة خلالها من تفجير ثلاث دبابات، بالاضافة إلى مدفع “شيلكا”.

 

ويشار إلى أن المقاتلات الروسية استهدفت فصائل المعارضة على خطوط التماس مع قوات النظام عند مفرق المختارية، ويعتبر هذا تطوراً خطيراً في التغطية الجوية للمعارك.

 

قائد “لواء الشهيد عبد الرحمن الشيخ” التابع لـ”فيلق حمص” زاهر الحسن، قال لـ”المدن”، إن “النظام يحاول استعادة ماء وجهه الذي خسره في باقي المدن، ظناً منه بأن حمص أصبحت لقمة سائغة”. ولكن قوات النظام “فوجئت بجهوزية وقوة كتائب المعارضة هناك”، بحسب الحسن، الذي قال إن المعارضة شكلت “غرفة عمليات” تضم معظم الكتائب الموجودة في المنطقة، لصد العدوان، وإن التنسيق يتم بين الفصائل على أعلى المستويات. وأضاف الحسن أن المعارضة رصدت مكالمات لمقاتلين لبنانيين وعراقيين بين قوات النظام.

 

وبعد صدّ القوات المهاجمة، هدأت الاشتباكات، وتعرض ريف حمص الشمالي لقصف مدفعي وصاروخي من قبل قوات النظام التي انسحبت عن الجبهات.

 

وكانت جبهات ريف حمص الشمالي، المحاصر من قبل قوات النظام منذ 3 سنوات، قد عاشت شهوراً طويلة من الهدوء النسبي، بعد أن كانت الاشتباكات تقتصر على مناوشات خفيفة دون أي محاولة اقتحام من الطرفين.

 

ويذكر بأن أهم فصائل المعارضة في ريف حمص الشمالي هي “جيش التوحيد” الذي يضم فصائل متعددة منها فرقة مدرعات ومدفعية، و”فيلق حمص” الذي يضم بدوره مجموعة من الفصائل الصغيرة، و”كتيبة شهداء البياضة” التي يقودها عبد الباسط ساروت.

 

وفرضت “غرفة عمليات” ريف حمص الشمالي، تكتماً شديداً على أوضاع جبهات القتال، للحفاظ على سرية المعارك وتحركات المعارضة، وضبط التصريحات الإعلامية.

 

وقامت كتائب المعارضة باستهداف القرى الموالية للنظام بالقرب من مدينة الرستن، بقذائف الهاون، وخاصة قريتي كفرنان وجبورين، اللتين تضمان تجمعات لقوات النظام.

 

حلب: المعارضة تسترد مواقع من “داعش

خالد الخطيب

تمكنت المعارضة المسلحة من إعادة السيطرة على بلدتي أحرص وتل جبين في ريف حلب الشمالي، بعدما خسرتهما فجر الأربعاء. وكان تنظيم “الدولة الإسلامية” قد شن هجوماً متزامناً على البلدتين اللتين تقعان إلى الشمال الغربي من بلدة تل قراح، أخر المواقع التي وصل إليها التنظيم في قلب مناطق سيطرة المعارضة المسلحة، أثناء سيطرته على كلية المشاة ومحيطها، قبل أيام.

 

هجوم التنظيم المفاجئ بدأته مجموعات راجلة دخلت البلدات المذكورة في الوقت ذاته، ثم اعتلا قناصو التنظيم أسطح المنازل والمساجد، لتدخل بعد ذلك الآليات الثقيلة والسيارات رباعية الدفع التي سيطرت بشكل كامل وفي وقت قياسي على المنطقتين اللتين  شهدتا انسحاباً سريعاً لقوات المعارضة المرابطة فيهما.

 

وبعد ساعات من سيطرة التنظيم الكاملة على البلدتين، ومع فجر الأربعاء، بدأت المعارضة هجوماً معاكساً من محاور متعددة، مهدت له بالأسلحة الثقيلة من المدفعية والصواريخ. ثم دخل المقتحمون من مختلف فصائل المعارضة الحلبية بلدتي أحرص وتل جبين، وتحولت المعارك إلى حرب شوارع ضارية، قتل بسببها أكثر من 40 عنصراً تابعاً للتنظيم، وأسر عشرة على الأقل. بينما فر الباقون إلى المواقع الخلفية إلى الشرق، في تل قراح والوحشية وأم القرى.

 

مدير المكتب الإعلامي لـ”حركة نور الدين زنكي” أحمد حماحر، أكد لـ”المدن”، أن البلدتين شهدتا معارك عنيفة نهار الأربعاء، تمكنت خلالها المعارضة من قتل أعداد كبيرة من عناصر تنظيم “الدولة” وتدمير عدد من الآليات الثقيلة وسيارات الدفع الرباعي، واغتنام كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر التي تركها عناصر التنظيم خلفهم.

 

وأشار حماحر إلى أن جميع فصائل المعارضة الحلبية المنضوية في غرفة عمليات “فتح حلب” قد اشتركت في العمليات العسكرية ضد التنظيم. وشهدت عمليات المعارضة تنسيقاً وتزامناً غير متوقعين، ويعود ذلك، بحسب حماحر، إلى الخطر الكبير الذي مثله تقدم التنظيم من الطريق الوحيد المتبقي للمعارضة الواصل بين المناطق الشمالية من ريف حلب الشمالي وبين المدن والبلدات المحيطة بالمدينة شمالي حلب بالإضافة إلى الأحياء المحررة من المدينة. حماحر أشار إلى أن التنظيم لو بقي في بلدتي أحرص وتل جبين، لكان المرور من الطريق إلى الريف الشمالي أشبه بالانتحار، لسهولة رصده بشكل مباشر من أسلحة “الدولة الإسلامية” الخفيفة والمتوسطة.

 

تنظيم “الدولة الإسلامية” أجبر المعارضة الحلبية على وضع خلافاتها جانباً، على الأقل لساعات، لتخرج بنتائج ملموسة وتتمكن من دحر “الدولة الإسلامية” التي بدت متمسكة بشدة بالمواقع التي سيطرت عليها في بلدة أحرص. وكان انتحاري من “داعش” قد فجر سيارة مفخخة في أحرص، لتثبيت المقاتلين التابعين للتنظيم، وتفريق المعارضة لكنها لم تتأثر بالعملية الانتحارية، واستمرت عملياتها القتالية حتى حرّرت البلدة بالكامل.

 

وخسرت المعارضة المسلحة 15 عنصراً من مقاتليها، بينهم القائد العسكري لـ”تجمع فأستقم كما أمرت” أبو خالد عزيزة، والناشط الإعلامي في “المكتب الإعلامي” التابع لـ”الفوج الأول” أيمن شوبك. وشوبك هو الناشط الإعلامي الرابع الذي يقتل في حلب، منذ بداية تشرين أول/أكتوبر.

 

من جانب آخر، تمكنت قوات النظام من السيطرة على المنطقة الحرة الواقعة إلى الجنوب الغربي من كلية المشاة، التي دخلها تنظيم “الدولة الإسلامية” مؤخراً. وقد سهّل التنظيم دخول قوات النظام إلى المنطقة الحرة الملاصقة لمواقع سيطرته في سجن الأحداث ومعمل الإسمنت على بعد 500 متر إلى الشمال فقط.

 

عضو المكتب الإعلامي في “جيش المجاهدين” عبدالفتاح الحسين، أكد لـ”المدن”، أن التنظيم كان قد سيطر على المنطقة الحرة مباشرةً بعد انسحاب المعارضة المسلحة منها، ومن كلية المشاة ومحيطها. وقد جاء تأكيد دخول التنظيم إلى المنطقة الحرة على لسان قادة ميدانيين في المعارضة ووسائل إعلام تابعة للتنظيم، ليتم في ما بعد تسليمها إلى قوات النظام بعدما انسحب مقاتلو التنظيم إلى معمل الإسمنت وسجن الأحداث شمالاً.

 

وأوضح الحسين، أن شهادة عنصر منشق عن التنظيم يدعى “أبو أويس الليبي” أكدت أن تنسيقاً عالي المستوى بين النظام والتنظيم شهدته المعارك الأخيرة، في كلية المشاة والمنطقة الحرة ومحيطهما. وأضاف الحسين أن شهادة المنشق الليبي أحرجت التنظيم فعلاً، ليشن هجوماً معاكساً على المنطقة الحرة، ظهر الثلاثاء، ويفجر سيارة مفخخة في القسم الشمالي منها، دون أن يتسبب الهجوم بأي تغيير على خريطة السيطرة الانتشار بين النظام والتنظيم. والهدف من ذلك بحسب الحسين، هو حفظ ماء وجه “الدولة الإسلامية” أمام مؤيديها الذين عاينوا عن قرب مساندة قوات النظام والطيران الروسي لعملياتها الأخيرة ضد المعارضة.

 

وأبو أويس الليبي، كان قد شارك في المعارك الأخيرة التي خاضها التنظيم في ريف حلب الشمالي ضد الجيش الحر –تسميه داعش “الصحوات”. وقال أبو أويس إن قوات النظام والطيران الروسي وفرا تغطية نارية كثيفة للتنظيم ضد مواقع المعارضة ليلة الهجوم. مؤكداً على أن جبهات القتال بين النظام والتنظيم حينها كانت تشهد سلاماً تاماً ولم تطلق منها رصاصة واحدة.

 

من جانب آخر، كثّف الطيران الحربي الروسي من طلعاته الجوية في أجواء حلب وريفها، مستهدفاً مواقع المعارضة المسلحة والمدن والبلدات التي تنتشر فيها، بعشرات الغارات الجوية على مدار اليومين الماضيين. الأمر الذي تسبب في مقتل 20 مدنياً على الأقل، في مجزرتين وقعتا في بلدتي حيان ودارة عزة. كما شهد ريف حلب الشمالي بالقرب من الحدود التركية تحليقاً كثيفاً لثلاث طائرات روسية، على الأقل، وهي تحلق على علو منخفض، خارقة جدار الصوت. ونفذت تلك الطائرات غارات وهمية فوق أعزاز ومارع وتل رفعت.

 

الفرقة 30: الأميركيون وراء فشل برنامج تدريب المعارضة

بهية مارديني

الجيش السوري الحر يطلب التواصل من جديد مع البنتاغون

يقول الناطق باسم (الفرقة 30) التي تنتمي للجيش السوري الحرّ لـ”إيلاف”، إن الأميركيين وبعض دول الجوار هم من أفشل برنامج تدريب المعارضة السورية المعتدلة، مؤكدًا أن جماعته تطلب من جديد التواصل مع البنتاغون لاعادة هيكلة المشروع، لكن دون ردّ.

 

بهية مارديني: قال عمار الواوي الناطق باسم “الفرقة 30” وأمين سر الجيش السوري الحر لـ”إيلاف”، إن التدريب الأميركي للجيش الحر الآن مشلول بشكل كامل بعد أن أعلن البنتاغون وقفه.

 

وأضاف الواوي “لم نكن نتوقع ان يفشل هذا المشروع بهذه السرعة، ويبدو أن هناك دولاً وراء افشال هذا العمل رغم أننا صرحنا اننا مستعدون لاكمال هذا العمل ولدينا أكثر من 15 الف مقاتل من المعتدلين”.

 

وأكد: “طلبنا التواصل مع البنتاغون من أجل اعادة هيكلة المشروع واعادة بناء نقاط جديدة لاكمال هذا العمل الا أن الاتصالات لم تتم حتى هذا الوقت”.

 

و”الفرقة 30″ هي تنظيم سوري معارض لنظام بشار الأسد ويحظى بالدعم الأميركي، واختارت واشنطن عددًا من عناصره خلال المرحلة الأولى من برنامج لتدريب المعارضة المعتدلة من أجل قتال تنظيم “داعش” الارهابي، لكن البرنامج مني بالفشل باعتراف الأميركيين أنفسهم.

 

وحول من هي الدول التي يقصد أنها وراء افشال المشروع، اعتبر الواوي أن هناك شقين لافشاله، وهم القائمون على المشروع من جهة، ودول الجوار من جهة أخرى.

 

ودربت أميركا خلال 8 اشهر، 54 عنصرًا من الجيش السوري الحر، وبعد شهرين دربت 74 عسكريًا برئاسة الرائد في الفرقة الرابعة أنس عبيد ابو زيد، ولكن بايع أغلبهم جبهة النصرة فور عبورهم من تركيا إلى سوريا.

 

ويقول الواوي: “رغم أننا ابلغنا القائمين على المشروع أن أنس عبيد له شقيقان في جبهة النصرة وطلبنا فصله من المشروع، الا انهم رفضوا آنذاك وبعد دخوله للأراضي السورية تواصل مع النصرة وبايعها وسلمها قسمًا من الاسلحة والعتاد، وحملت القيادة الاميركية مشروع الفشل للسوريين”.

 

واعتبر الواوي أنه “من غير المنطقي ان تكون اميركا كقوة عظمى وراء فشل والغاء تدريب 15 الف مقاتل من الجيش الحر المعتدل لان 74 شخصاً تركوا بعد نهاية التدريب وذهبوا الى النصرة بسبب سوء اختيار القائمين على المشروع للمتدربين من رغم أنه مشروع وطني لقتال الارهابيين”.

 

يضيف: “الأميركيون تواصلوا مع الاشخاص الخطأ والذين ليس لهم وجود ثوري على الارض في سوريا، مع العلم انني لم أكن من ضمن المتدربين في هذا المشروع، ولم ألتقِ مع شخص منهم ومع أي مسؤول أميركي من البنتاغون أو غيره من القائمين على هذا العمل”.

 

وردًا على سؤال من “إيلاف” كيف يكون ناطقًا بإسم الفرقة 30 التي دربها الأميركيون، ورغم ذلك لم يلتقِ بالأميركيين، يجيب: “علاقتي كناطق بالفرقة 30 تكون من خلال رئيس اركان الفرقة، وهو العقيد نديم حسن المعتقل لدى جبهة النصرة الآن ومع نائب رئيس أركان الفرقة”.

 

وحول اعلان روسيا عن لقائها مع مجموعات عسكرية في فرنسا، نفى الواوي ذلك مؤكدًا أنه لا وزير الدفاع في الحكومة الموقتة ورئيس الأركان، ولا القيادة العسكرية العليا ولا أمين الجيش الحر التقوا مع بوغدانوف.

 

وكان مسؤول في الخارجية الأميركية أكد أن الولايات المتحدة وتركيا وقعتا اتفاقًا لتدريب وتجهيز مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة.

 

وكان الجيش الأميركي قد خطط لإرسال أكثر من 400 جندي ينتمي بعضهم لقوات العمليات الخاصة لتدريب المعتدلين السوريين في مواقع خارج سوريا في إطار المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

 

وأشارت وزارة الدفاع الأميركية في 18 فبراير (شباط) الى أن الولايات المتحدة حددت 1200 مقاتل من المعارضة السورية لمشاركة محتملة في برنامج يقوده الجيش الأميركي للمساعدة في تدريبهم وتسليحهم لقتال “داعش”.

 

وأكدت الوزارة أن هؤلاء المقاتلين سيخضعون لعملية تدقيق قبل الانضمام للبرنامج الذي من المتوقع أن يبدأ الشهر المقبل في مواقع متعددة خارج سوريا، وقال مسؤول أميركي حينها إن حوالي 3000 مقاتل قد يتم تدريبهم بنهاية 2015.

 

وجرت عملية التدقيق لاختيار المقاتلين باستخدام قواعد بيانات للحكومة الأميركية ومعلومات استخباراتية من شركاء للولايات المتحدة في المنطقة.

 

واعتزمت الولايات المتحدة وتركيا توفير غطاء جوي لمن تعتبره واشنطن من المعارضة السورية المعتدلة في عملية مشتركة لطرد التنظيم المتطرف من منطقة مثلثة على الحدود طولها تقريبًا 80 كيلومترًا، وبدأت الطائرات الأميركية بالفعل تشن غارات انطلاقًا من قواعد تركية قبل الحملة.

 

وأكد دبلوماسيون أن منع داعش من استغلال الحدود التركية في نقل المقاتلين الأجانب والإمدادات قد يغيّر موازين المعركة، لكن الخطط واجهت عدة مشاكل.

 

لكن جبهة النصرة جناح القاعدة في سوريا أعلنت أنها احتجزت عددًا من المجموعة الأولى التي دربتها الولايات المتحدة المكونة من 60 مقاتلاً في شمال سوريا بعد أسابيع من نشرهم، وحذرت آخرين وطلبت منهم الانسحاب من البرنامج.

 

وأبرز احتجازهم مدى هشاشة الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة لتدريب وتسليح الآلاف من أعضاء المعارضة السورية، الذين خضعوا للتدقيق قبل اختيارهم الانضمام إلى برنامج تدريب على مدى الثلاث سنوات القادمة على أمل مساعدتهم في الدفاع عن مناطق سورية في مواجهة داعش.

 

وأقدمت جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، على اختطاف مجموعتين من المقاتلين من ما يعرف باسم الفرقة 30، بينما نقلت وسائل إعلام غربية نبأ قيام مقاتلين من الفرقة 30 بتسليم أسلحتهم وذخائر ومعدات عسكرية لتنظيم جبهة النصرة لقاء السماح لهم بالمرور بأمان في المناطق التي تسيطر عليها “جبهة النصرة”، وفق ما جاء على لسان البنتاغون.

 

وقال مصدر دبلوماسي “على الرغم مما أحاط به من تشاؤم، فإنه من السابق لأوانه استبعاد هذا البرنامج. وان موارد هائلة استثمرت فيه حتى ينجح ونعتقد أنه سينجح في النهاية”.

 

وتدربت المجموعة الثانية من مقاتلي المعارضة في تركيا وتم إرسالهم إلى سوريا فور انتهاء التدريب ، وقال مصدر آنذاك إن تحديد المكان الذي سيرسلون إليه في سوريا سيعتمد على “التطورات الأخيرة في مسرح المعارك”.

 

وأضاف المصدر أنه من المتوقع نشر ألف مقاتل في سوريا بحلول نهاية العام. ورفض مسؤولون أتراك التعليق بشكل رسمي لكنّ مصدرًا دبلوماسيًا تركيًا أكد أن التدريب يجري.

 

وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية – البنتاغون، بيتر كوك، أن الولايات المتحدة توقفت عن تدريب مقاتلين ممن تعتبرهم واشنطن المعارضة المعتدلة في سوريا، وقال كوك إن واشنطن لم تعد ترسل مجندين جدداً من ساحة المعارك في سوريا للتدريب خارج البلاد مع إجرائها مراجعة لبرنامج الجيش الأميركي لتشكيل قوة من مسلحي المعارضة.

 

وعلى الرغم من المشاكل، قال البنتاغون إن البرنامج سيبقى ناشطًا وعملية التجنيد مستمرة، مؤكدًا على لسان المتحدث باسمه بيتر كوك أنه “بينما نقوم بمراجعة برنامج أوقفنا التحريك الفعلي للمجندين الجدد من سوريا”، لكنه أكد استمرار تقديم الدعم لبعض الفصائل المقاتلة في سوريا.

 

شبيحة موالون للنظام السوري بين اللاجئين إلى أوروبا

صفحة على فايسبوك تحاول فضحهم

أثارت صفحة “مجرمون لا لاجئون” على فايسبوك مخاوف من تسلل عناصر من الشبيحة الموالين لبشار الأسد إلى أوروبا في ثياب اللاجئين.

 

إيلاف – متابعة: بعد المخاوف التي أثيرت حول احتمال تسلل “إرهابيين” بين اللاجئين السوريين الذين يتدفقون إلى اوروبا، تتزايد المؤشرات على اندساس أشخاص كانوا ينتمون إلى مجموعات وأجهزة موالية لرئيس النظام السوري بشار الاسد ضمن اللاجئين.

 

وفي شهادة أدلى بها اخيرًا الطبيب السوري الفرنسي زياد العيسى، ممثل اتحاد المنظمات الطبية الاغاثية في سوريا، امام نواب فرنسيين، قال: “هناك مجرمو حرب لجأوا إلى فرنسا واوروبا”.

ووصل حوالى 600 الف طالب لجوء خلال العام الحالي إلى اوروبا عبر البحر المتوسط، نصفهم من السوريين، بحسب الامم المتحدة. ووصل الكثير من هؤلاء من داخل سوريا وليس من دول اللجوء المجاورة فحسب، وقسم منهم من المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام.

 

مجرمون لا لاجئون

 

يروي موظف سوري في منظمة غير حكومية دولية، رافضًا الكشف عن اسمه، لوكالة الصحافة الفرنسية، أنه تمكن خلال مهمة تقويم في اطار المنظمة في جزيرة كوس اليونانية نهاية ايلول (سبتمبر) الماضي من رصد عدد من عناصر الميليشيات الموالية للنظام. وتشكل كوس نقطة رئيسية في رحلة المهاجرين عبر طرق التهريب نحو اوروبا.

 

ويوضح أن عددًا من هؤلاء كانوا ينتمون إلى عائلة واحدة تتحدر من طرطوس في شمال غرب سوريا، كانوا ضمن مجموعة من المهاجرين الواصلين من تركيا، ونقل عن احدهم قوله، فيما لاجئون آخرون ينظرون اليه بازدراء “نحن أيضًا ضحية الحرب”.

 

ويحمل السوريون المعارضون للنظام “الشبيحة” مسؤولية الكثير من التجاوزات التي تحصل في سوريا، مثل الاعتقالات والاعتداءات وممارسات الترهيب.

 

وأنشا عدد من الناشطين السوريين صفحة على موقع فايسبوك مخصصة لهؤلاء “الشبيحة” الواصلين إلى اوروبا، بعنوان “مجرمون لا لاجئون”، تنشر صور عشرات الاشخاص الذين تقول انهم اطلقوا النار على المعارضين او قاتلوا في العراق ضمن صفوف الميليشيات الشيعية، أو كانت لهم تجاوزات ضد المدنيين في سوريا.

 

قال إنه مدني

 

لا يمكن التأكد من صحة أو مصداقية أخبار الصفحة التي تتضمن صور أشخاص يحملون سلاحًا أو يقفون قرب صور للاسد، وصور مقابلة يبدو انها للاشخاص انفسهم التقطت في دول اوروبية، مع تعليقات مثل “قال إنه مدني وهارب من الحرب”، أو “لم يقتل بيده لكنه تسبب بمقتل الكثير من الطلاب. وهو لاجئ مضطهد بالسويد”، الخ.

 

قال قتيبة ياسين، احد القيمين على الصفحة: “قمنا بهذه المبادرة بعد أن تلقينا شهادات من لاجئين سوريين فوجئوا برؤية وجوه بعض مضطهديهم في اوروبا، ونحن نجمع الشهادات من أجل فضح هؤلاء”.

 

وقدر بحوالى 500 عدد عناصر النظام الذين يعيشون في دول اوروبية شمالية والمانيا والنمسا وفرنسا كلاجئين. الا أن هذه الحملة على فايسبوك لا تأخذ في الاعتبار الاسباب التي قد تكون دفعت هؤلاء إلى الفرار من سوريا.

 

يقول زياد ماجد، استاذ العلوم السياسية في باريس والخبير في الشؤون السورية:  “لست متاكدًا من صحة هذه الصور”، مشيرًا في الوقت نفسه إلى معلومات عن محاولة عدد كبير من ابناء الطائفة العلوية الخروج من سوريا، “خصوصًا من اجل تجنب التجنيد الالزامي، في وقت تتزايد فيه خسائر النظام البشرية”.

يضيف: “قد يكون هؤلاء شبانًا راغبين بالتهرب من الخدمة العسكرية ومن حرب لا يبدو أن لها نهاية، وقد يكونون ايضا من الشبيحة المتورطين في جرائم حرب، وهذا موضوع شديد الحساسية”.

 

هويات مزورة

 

يقول قاضٍ في المحكمة الوطنية الفرنسية لحق اللجوء، رافضًا الكشف عن اسمه: “لا بد من طرح السؤال حول احتمال مشاركة لاجئين سوريين في الفظائع المرتكبة من قبل النظام”.

 

يضيف: “المقابلات التي يقوم بها المكتب الفرنسي للاجئين أو المكاتب الاوروبية الاخرى المكلفة بهذا الموضوع تهدف إلى كشف مثل هذه الحالات، لكن الامر صعب جدًا بسبب وجود عدد كبير من الهويات المزورة والشهادات الكاذبة”.

 

يتابع القاضي الفرنسي: “هناك بند واضح في هذا الاطار يؤكد رفض منح اللجوء لأي شخص يتحمل مسؤولية انتهاك معاهدة جنيف، ونحن حريصون جدًا على التنبه لهذا الموضوع”.

 

يقول مصدر مطلع على ملف اللاجئين: “في وضع الفوضى الحالية السائد في اوروبا حيث لا اجراءات قانونية لدخول اللاجئين، لن استغرب دخول عناصر سابقة في ميليشيات موالية للنظام إلى الدول الاوروبية.”

 

وتشدد سيلين شميت، متحدثة باسم المفوضية العليا للاجئين، على أن كل هذا يبرز اهمية ايجاد مراكز لاستقبال اللاجئين على حدود اوروبا.

 

خطة عمل أوروبية تركية لوقف تدفق اللاجئين  

أعلنت المفوضية الأوروبية ليلة الجمعة أنها توصلت إلى “خطة عمل مشتركة” مع تركيا من أجل الحد من تدفق اللاجئين إلى أوروبا والمساهمة في تحسين حياة مليوني لاجئ سوري بتركيا، وذلك بعد قمة بين قادة الدول في بروكسل.

 

وقال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر خلال مؤتمر صحفي الليلة الماضية “اتفقنا على مضمون خطة العمل هذه”.

من جهته أفاد رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك بأن اللقاءات الأوروبية مع القادة الأتراك في بروكسل وأنقرة ونيويورك في الأسابيع القليلة الماضية خُصصت لهدف واحد هو وقف تدفق اللاجئين إلى الاتحاد الأوروبي عبر تركيا.

 

كما أشاد توسك بالاتفاق على خطة “العمل المشتركة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا”، وقال باسم القادة الأوروبيين الذين عقدوا قمة “إنها خطوة كبيرة” في إدارة أزمة اللجوء.

 

وأضاف في مؤتمر صحفي عقده في ختام اليوم الأول من القمة الأوروبية المنعقدة في العاصمة البلجيكية، أنه تم “الاتفاق بشأن العمل على نظام متكامل لإدارة الحدود التي من شأنها أن تتجاوز صلاحية وكالة حماية الحدود الأوروبية (فرونتكس)”.

 

وبيّن توسك أن هدفهم المقبل يكمن في “إعطاء الوكالة حق ترحيل اللاجئين غير الشرعيين بمبادرتها الخاصة وتقوية صلاحياتها في ما يتعلق بحماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي”.

 

خطة ودعم

كما تتضمن الخطة ذاتها “تحسين حياة مليوني لاجئ سوري في تركيا وتشجيعهم على البقاء هناك”.

 

وعلى الرغم من أن الخطة لم تحدد مبلغا “لتمويلات جوهرية وملموسة جديدة” سيوفرها الاتحاد الأوروبي، فإن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قالت إن المبلغ هو ثلاثة مليارات يورو (3.415 مليار دولار)، بينما قال مسؤولون بالاتحاد إن أنقرة طلبت المبلغ وجرت مناقشته وإنه يبدو معقولا.

 

كما ذكرت ميركل أن تركيا أنفقت نحو سبعة مليارات دولار على اللاجئين، معتبرة أنه من المنطقي أن يسهم الاتحاد بمثل ذلك في المستقبل.

 

وقالت المستشارة الألمانية إنه ضمن وقت وجيز تمت مناقشة برنامج ملموس موضوعه الهجرة وذو صلة بالتعاون مع أنقرة في ملف اللاجئين، وذلك يعني أن تركيا ستصبح جزءا من منظومة التعامل مع قضية اللاجئين ضمن حدودها.

 

وتابعت “نحن على استعدادا لتقاسم العبء مع تركيا التي تحملت لوحدها مسؤولية أكثر من مليوني لاجئ على مدى عدة سنوات”.

استثمار وأهداف

على صعيد متصل، ذكر رئيس الحكومة الهولندية مارك روتي أن “تركيا مستعدة لاستقبال المزيد من اللاجئين وأن تقدم لهم المزيد من التعليم والعمل، وأن تزيد من مراقبة الحدود ومن التصدي بشكل مشترك للشبكات الإجرامية التي تعمل على تهريب البشر”.

 

وأضاف “مقابل ذلك سنساعدها لأن الاستثمار ماليا في تركيا هو أيضا من مصلحتنا”، مؤكدا أن أنقرة طالبت بثلاثة مليارات يورو كمساعدة من الأوروبيين.

 

من ناحيته، أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أنه “لم يتحدد أي مبلغ”. وأضاف أن “الأمر لا يتعلق بدفع أموال، بل بمعرفة” كيف ستستخدم هذه الأموال.

 

يشار إلى أن الخطة الأوروبية التركية تتضمن أيضا “تسريعا” للمفاوضات بشأن تسهيل منح تأشيرات دخول للرعايا الأتراك إلى أوروبا، مقابل تعاون أفضل مع أنقرة من أجل القضاء على تدفق اللاجئين.

 

وفي تعليقه على هذا الأمر قال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر إن “هذا لا يعني أننا سنتخلى عن المعايير المتبعة في هذا المجال”، موضحا أن أول تقييم للتقدم في المفاوضات سيحصل في ربيع العام 2016.

 

شبيحة الأسد ضيوف في أوروبا  

بعد المخاوف التي أثيرت حول احتمال تسلل إرهابيين بين اللاجئين السوريين إلى أوروبا، تتزايد المؤشرات على وجود رجال كانوا ينتمون إلى مجموعات وأجهزة موالية لرئيس النظام السوري بشار الأسد ضمن هؤلاء.

 

وفي شهادة أدلى بها أخيرا ممثل اتحاد المنظمات الطبية الإغاثية في سوريا زياد العيسى أمام نواب فرنسيين، فإن “هناك مجرمي حرب لجؤوا إلى فرنسا وأوروبا”.

ووصل زهاء 600 ألف طالب لجوء خلال العام الحالي إلى أوروبا عبر البحر المتوسط، نصفهم من السوريين، بحسب الأمم المتحدة.

 

ووصل الكثير من هؤلاء من داخل سوريا وليس من دول اللجوء المجاورة فحسب، وقسم منهم من المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام.

 

ويروي موظف سوري في منظمة غير حكومية دولية أنه تمكن خلال مهمة تقييم في جزيرة كوس اليونانية نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، من رصد عدد من عناصر المليشيات الموالية للنظام.

 

وتشكل كوس نقطة رئيسية في رحلة اللاجئين عبر طرق التهريب نحو أوروبا.

 

ويوضح الموظف أن عددا من هؤلاء كانوا ينتمون إلى عائلة واحدة تتحدر من طرطوس في شمال غرب سوريا، وكانوا ضمن مجموعة من اللاجئين الواصلين من تركيا.

 

ونقل عن أحدهم قوله “نحن أيضا ضحية الحرب”، بينما كان لاجئون آخرون ينظرون إليه بازدراء.

 

ويحمّل السوريون المعارضون للنظام الشبيحة مسؤولية الكثير من التجاوزات التي تحصل في سوريا، مثل الاعتقالات والاعتداءات وممارسات الترهيب.

ياسين:

قمنا بهذه المبادرة بعدما تلقينا شهادات من لاجئين سوريين فوجئوا برؤية وجوه بعض مضطهديهم في أوروبا

“مجرمون لا لاجئون”

وقد أنشا عدد من الناشطين السوريين صفحة على موقع فيسبوك مخصصة لهؤلاء الشبيحة الواصلين إلى أوروبا، بعنوان “مجرمون لا لاجئون”.

 

وتنشر الصفحة صور عشرات الأشخاص الذين تقول إنهم أطلقوا النار على المعارضين أو قاتلوا ضمن صفوف المليشيات الشيعية أو كانت لهم تجاوزات ضد المدنيين في سوريا.

 

ولا يمكن التأكد من مصداقية أخبار الصفحة التي تتضمن صور أشخاص يحملون سلاحا أو يقفون قرب صور لبشار الأسد، وأخرى يظهرون فيها بدول أوروبية.

 

ويذيّل الناشطون هذه الصورة بتعليقات من قبيل “قال إنه مدني وهارب من الحرب”، و”لم يقتل بيده لكنه تسبب في مقتل الكثير من الطلاب. موجود كلاجئ مضطهد بالسويد”.

 

وقال قطيبة ياسين -وهو أحد القيمين على الصفحة- إنهم قاموا بهذه المبادرة بعد أن تلقوا شهادات من لاجئين سوريين فوجئوا برؤية وجوه بعض مضطهديهم في أوروبا، مضيفا “نجمع الشهادات من أجل فضح هؤلاء”.

 

وقدّر وجود حوالي 500 من عناصر النظام يعيشون في دول أوروبية شمالية وألمانيا والنمسا وفرنسا كلاجئين.

 

غير أن هذه الحملة على الفيسبوك لا تأخذ في الاعتبار الأسباب التي قد تكون دفعت هؤلاء إلى الفرار من سوريا.

هروب العلويين

ويقول أستاذ العلوم السياسية في باريس زياد ماجد “لست متأكدا من صحة هذه الصور”.

 

لكنه يشير في الوقت نفسه إلى معلومات عن “محاولة عدد كبير من أبناء الطائفة العلوية الخروج من سوريا، خصوصا من أجل تجنب التجنيد الإلزامي، في وقت تتزايد فيه كثيرا خسائر النظام البشرية”.

 

ويضيف “قد يكون هؤلاء شبانا راغبين في التهرب من الخدمة العسكرية ومن حرب لا يبدو أن لها نهاية، وقد يكونون أيضا من الشبيحة المتورطين في جرائم حرب”.

 

ويقول قاض في المحكمة الوطنية الفرنسية لحق اللجوء إنه “لا بد من طرح السؤال حول احتمال مشاركة لاجئين سوريين في الفظائع المرتكبة من النظام”.

 

ويضيف أن المقابلات التي يقوم بها المكتب الفرنسي للاجئين أو المكاتب الأوروبية الأخرى المكلفة بهذا الموضوع تهدف إلى كشف وجود مثل هذه الحالات، “لكن الأمر صعب جدا”، مشيرا إلى وجود “عدد كبير من الهويات المزورة والشهادات الكاذبة”.

 

ويوضح القاضي الفرنسي أن “هناك بندا واضحا في هذا الإطار يؤكد رفض منح اللجوء لأي شخص يتحمل مسؤولية انتهاك معاهدة جنيف، ونحن حريصون جدا على التنبه لهذا الموضوع”.

 

ويقول مصدر مطلع على ملف اللاجئين إنه في وضع الفوضى الحالية السائد “لن أستغرب دخول عناصر سابقة في مليشيات موالية للنظام إلى الدول الأوروبية”.

 

وتشدد المتحدثة باسم المفوضية العليا للاجئين سيلين شميت على أن كل هذا “يبرز أهمية إيجاد مراكز لاستقبال اللاجئين على حدود أوروبا”.

 

نشطاء شيعة يرحبون بتدخل بوتين في سوريا ويلقبونه بـ”الشيخ بوتين”.. ومحلل يجيب لـCNN عن السبب الذي يدفع الخليج لدعم التخلص من الأسد

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— رحب عدد من النشطاء الشيعة بالخطوة التي قام بها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين في سوريا، ناشرين صورا معدلة لبوتين باللباس العربي واصفين إياه بـ”الشيخ بوتين،” وتناقلها عبر وسلائل التواصل الاجتماعي.

 

وفي رد على سؤال عن السبب الذي يقف وراء رغبة دول الخليج بالتخلص من الرئيس السوري، بشار الأسد، قال سلمان شيخ، المحلل المختص بشؤون الشرق الأوسط في مقابلة مع الزميلة بيكي اندرسون لـCNN: “الخليج قلق جدا من التدخل الروسي في سوريا، حيث كانوا يعملون على تسوية سياسية ووضع ضغوط على بشار الأسد وبالتحديد وضع ضغوط على داعميه مثل روسيا.”

 

وتابع قائلا: “في البداية تدخل روسيا أنقذ الأسد، وسمعنا أن هناك أصواتا في روسيا أخبرت بوتين بأن نظام بشار الأسد أمامه شهران، والآن دخل بوتين وبدأ بتغيير الديناميكيات على الأرض السورية، وذلك لاعتقاد موسكو بأن مصالح روسيا لا يمكن المحافظة عليها بذهاب نظام الأسد في هذه المرحلة.”

 

وأضاف: “بعض دول الخليج لم تكن تريد رحيل بشار الأسد في بداية الأزمة، فقطر كانت لا تزال صديقة جيدة للأسد والسعودية وحتى فرنسا لم تكن تدفع باتجاه مغادرة الأسد إلا بعد مضي أربعة أو خمسة أشهر وكانت تدفع باتجاه قيام بشار الأسد بإصلاحات ومشاركة سلطاته وإدخال سوريا في مرحلة انتقالية، في المقابل أقدم على قتل وتعذيب المزيد من أبناء بلده.”

 

الجبير بأنقرة لـ”بحث خطورة التدخلات الروسية بسوريا” ويؤكد على التزام السعودية وتركيا بدعم المعارضة وايجاد حل ينتهي برحيل الأسد

أنقرة، تركيا (CNN)—قال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، إن الوضع الذي تشهده سوريا خطير، لافتا إلى أن بلاده وتركيا ملتزمون بدعم المعارضة السورية وإيجاد حل للأوضاع في سوريا ينتهي برحيل بشار الأسد.

 

وتابع الجبير في اجتماع مع نظيره التركي بحسب ما نقلته صفحة الخارجية السعودية الرسمية على تويتر: “سعيد بتواجدي في الشقيقة تركيا في أول زيارة لي لها كوزير للخارجية.. تناولت مباحثاتنا العلاقات الثنائية المميزة والتاريخية بين بلدينا الشقيقين بالإضافة إلى التعاون العسكري والسياسي والاقتصادي.”

 

وتابع الجبير قائلا: “بحثنا خطورة التدخلات الروسية في سوريا، وخطر تدفق المقاتلين الأجانب وأثر ذلك على أمن المنطقة.. وحاولنا في مباحثاتنا مع الجانب الروسي أن نحثهم للعمل معنا لإيجاد حل للأزمة السورية مما يؤهلنا لمواجهة الإرهاب بشكل أكثر فعالية،” لافتا إلى أن “التعاون بين المملكة وتركيا يخدم استقرار المنطقة.”

 

وأردف الجبير قائلا “بحثنا القضية الفلسطينية، وأهمية دعم العراق في جهوده لمواجهة الإرهاب، وأشكر تركيا على دعمها لقوات التحالف لدعم الشرعية في اليمن.”

 

مستشارة الأسد تشكر “تأييد مصر” للتدخل الروسي.. وتؤكد: سقوط مرسي وقدوم السيسي كان مهماً جداً لسوريا والمنطقة والعالم

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– اتهمت بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية للرئيس السوري بشار الأسد الغرب بشن حملات إعلامية مشوهة ضد بلادها، داعية الدول التي وصفتها بـ”المحبة للسلام” إلى الوقوف بجانب سوريا مثلما فعلت روسيا والصين.

 

ونقلت وكالة الأنباء الصينية “شينخوا”، عن بثينة شعبان قولها في ندوة بمركز الدراسات الدولية بالوكالة إن “الولايات المتحدة والغرب عموما يستخدمون الإرهاب كوسيلة من أجل تحقيق مخططاتهم السياسية في تقسيم بلداننا، بينما تساند روسيا الحكومة السورية والجيش السوري في محاربة الإرهاب فعلا وليس قولا فقط”.

 

وأعربت مستشارة الأسد عن شكرها لـ”تأييد مصر للقدوم الروسي إلى سوريا”، مؤكدة أنه “مهم جدا” بالنسبة لبلادها. وقالت إنه “بفضل دعم هذه الدول وصمود الشعب السوري والجيش السوري لم يتمكن الغرب من تحقيق أهدافه في سوريا”.

 

وأكدت بثينة شعبان على العلاقات التاريخية بين مصر وسوريا، قائلة إنه “لا حرب بدون مصر ولا سلام بدون سوريا”، وأكدت أن “سقوط الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي وقدوم الرئيس عبدالفتاح السيسي كان مهما جدا لسوريا وللمنطقة وللعالم وكان أهم انتكاسة أصيبت بها حكومة أردوغان التي كانت على تنسيق عال مع الإخوان المسلمين في مصر”.

 

وأضافت أن “البعض في مصر يقول إن موقف مرسي من سوريا بدعوته إلى قطع العلاقات مع سوريا عجل بسقوطه لأن الشعب المصري والسوري بينهما علاقات وثيقة تاريخيا”، وتابعت أن العلاقات بين المؤسسات السورية والمصرية كاملة ولم تنقطع يوما، فالتواصل بين النقابات المهنية والأدباء والمثقفين والعلماء والفنانين والجامعات مستمر، فالشعبان السوري والمصري لا يمكن الفصل بينهما”.

 

تحليل من تيم ليستر يقدم: التفاصيل الكاملة للتدخل العسكري الروسي في سوريا.. وموقف السعودية وأمريكا وإيران.. هل تتصاعد المواجهة؟

نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)– بدأت روسيا بتصعيد هجماتها بعد أسبوعين من بدء ضرباتها الجوية في سوريا، والتي تُنسقها مع القوات البرية للنظام السوري في محاولة للاستيلاء على الأراضي التي يسيطر عليها المتمردون. ووفقا لكثير من المراقبين للصراع السوري، فإن الشهر المقبل سيكون حاسما على الصعيدين السياسي والعسكري.

 

من بين الأشياء التي يجب ترقُبها:

 

  • أداء الطائرات المقاتلة الروسية ومدى دقة ضرباتها

 

  • هل ستوسع روسيا عملياتها، عن طريق استخدام المزيد من صواريخ “كروز” التي تُطلق من خارج الحدود السورية، على سبيل المثال؟

 

  • هل ستستفيد القوات البرية السورية المدعومة من قبل الميليشيا الإيرانية وحزب الله من تلك الضربات لاستعادة الأراضي؟

 

  • كيف سترد السعودية وتركيا على الضربات الجوية الروسية التي تستهدف الفصائل المدعومة منهما؟

 

  • هل سيصبح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موقف قوة في المنطقة، إذا لم يكن قادرا على الانتصار، عندما يحضر قمة “G 20” المقبلة، في تركيا، في منتصف شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل؟

 

الهجمات حتى الآن:

 

يبدو أن الروس يركزون على ثلاثة مناطق:

 

  • محافظة إدلب الشمالية، بجوار المعقل الساحلي للنظام حول اللاذقية حيث يبرز فيها نفوذ حركة “جبهة النصرة” التابعة لتنظيم “القاعدة”.

 

  • جنوب شرق اللاذقية في سهل الغاب ومناطق أخرى في محافظة حماة، لمنع المتمردين من الضغط على الساحل بشكل أكبر.

 

  • المناطق حول حلب، أكبر مدن سوريا، حيث يتواجد داعش ومجموعات متنوعة من الجماعات المتمردة والقوات الحكومية، حيث يبدو كاستعداد لهجوم كبير من النظام.

 

وهناك حوالي 30 طائرة مقاتلة روسية في القاعدة الجوية حميميم قرب اللاذقية، أبرزها طائرات “Su-24M Fencer” و”Su-25 Frogfoot”. صُممت طائرة “Fencer” منذ 40 عاما ولكن تم تحديث أجهزتها الإلكترونية الخاصة بالطيران وأنظمة الملاحة، وهناك ما يقرب من 12 طائرة من هذا الطراز متمركزة في حميميم.

 

كما صُممت “Fencer” لتؤدي ضربات جوية فائقة السرعة على ارتفاعات منخفضة للغاية، ولكن في سوريا تبدو أنها تُستخدم على ارتفاعات أعلى لتفادي صواريخ المتمردين المحمولة والتي تعمل على الأهداف الأرضية والجوية وتُعرف أيضا بـ”نظم الدفاع الجوي المحمولة” أو “MANPADs”.

 

ويمكن لتلك الطائرات الروسية تنفيذ ما يصل إلى 80 طلعة جوية في اليوم كحد أقصى، ولكن هناك بعض الشكوك بين المحللين الغربيين عن دقة إصابتها لأهدافها. إذ يقول بيتر فيلستيد، رئيس تحرير مجلة “دفاع جاين” الأسبوعية: “كانت الحملة الجوية فعالة، ولكن بالطريقة الروسية المعتادة التي تشبه استخدام المطرقة الثقيلة.”

 

وأخبر فيلستيد شبكة CNN أن “مقاطع الفيديو التي أصدرتها وزارة الدفاع الروسية لا تُظهر أي دليل على دقة الاستهداف، وإنما تُقدم مشاهدا كما لو كان الروس قد ضربوا حقولا مفتوحة.”

 

وكما قال ديفيد سينسيوتي، الذي يدير موقع “ذا إيفياشونيست” المتخصص في الطيران العسكري: “استفادت طائراتSu-24  و25 الروسية من القنابل التحطيم غير الموجهة.. وشوهدت Su-24  أيضا تُسقط قنابل ’RBK 500‘ العنقودية.”

 

وتلك “ليست أسلحة دقيقة”، وفقا لمدير مخابرات سلاح الجو الأمريكي، الفريق روبرت أوتو. وأضاف لصحفيين في العاصمة الأمريكية واشنطن الأسبوع الماضي: “بالنسبة لي، يُمثل ذلك ما تتوقعه من القنابل الغبية، التي تُسقطها الطائرات على ارتفاعات متوسطة، وهي ليست مثيرة للإعجاب.”

 

أما الطائرات الأكثر تطورا في سوريا مثل “Su-34” فهي مجهزة بصواريخ موجهة بالأقمار الصناعية، ورغم ذلك يقول سينسيوتي: “القوات الجوية الروسية تفتقر إلى اتساع نطاق الأسلحة الدقيقة وأنظمة الاستهداف التي تتمتع بها نظيراتها الغربية.”

 

في حين يصر الروس أن استهدافهم دقيق لاستخدامهم الاستطلاع الجوي بواسطة الطائرات بدون طيار وصور الأقمار الصناعية. وقال الفريق أول أندري كارتابولوف: “هناك حالة من الذعر والهجر بين المتمردين ولذلك سوف نستمر بضرباتنا، وسنزيد من كثافتها.”

 

توسيع الحملة

 

كان أحد مفاجآت الحملة الروسية حتى الآن هو إطلاق نوع جديد من صواريخ “كروز” في السابع من أكتوبر/تشرين الأول من قبل سفن حربية في بحر قزوين، من على بعد حوالي 1500 كيلومتر. وهناك جدل حول أدائها، إذ قالت وزارة الدفاع الروسية إنها “ضربت جميع أهدافها التابعة لداعش بنجاح”، في حين قال مسؤولون أمريكيون لمراسلة CNN، باربرا ستار، إن 15 في المائة أو ما يعادل أربعة من أصل 26 من هذه الصواريخ سقطت في إيران.

 

وأيا كان مصيرهم، قال بيتر فيلستيد في مجلته إن المقصود من استخدام مثل هذه الصواريخ هو استعراض القوة العسكرية الروسية، وإن موسكو “قدمت عرضا حيا للعالم والجمهور الروسي لتُظهر أن روسيا لديها القدرة وأن بإمكانها مضاهاة الأمريكيين في استعراض العضلات باستخدام صواريخ كروز.”

 

ولم يُكرر استخدام مثل هذه الصواريخ حتى الآن، ووفقا لبعض المحللين، يعود السبب في ذلك لاستخدام الروس معظم صواريخهم من طراز “كاليبر” في دفعة واحدة. ولكن بافل باييف من معهد “بروكينغز” الأمريكي للأبحاث يتنبأ بـ”تغيرات مدهشة على وشك الحدوث.”

 

ويقول باييف إن اختيارات روسيا لحشد حملتها في سوريا تشمل إطلاق صواريخ “كروز” التي تُطلق من الجو من قاذفات بعيدة عن سوريا، وإطلاق نفس الصواريخ من الغواصات في البحر الأبيض المتوسط. وهناك أيضا تنبؤات بأن روسيا قد ترسل حاملة الطائرات الوحيدة لديها، الملقبة بـ”أدميرال كوزنيتسوف”، إلى البحر المتوسط.

 

كما أضاف الروس طائرات هليكوبتر هجومية من طراز “Mi-24P” إلى أسطولها، إذ تُظهر أشرطة الفيديو الأخيرة من القتال في منطقة سهل الغاب المهمة، طائرات طراز Mi-24 تهاجم مواقع يسيطر عليها المتمردون، وتقوم تلك الطائرات بذلك من ارتفاعات منخفضة للغاية.

 

ويقول خبراء في مؤسسة البحوث والتحاليل “IHS” وفي مجلة “جاين”، الذين يدرسون المعدات العسكرية، إن طائرات Mi-24S هي روسية بالتأكيد حسب اعتقادهم بسبب معدات الجيش الروسي، مثل الصواريخ المضادة للدبابات.

 

سلسلة التوريد

 

وحتى الآن، كما يقول ديفيد سينسيوتي، استطاع الروس دعم بعثتها المتوسعة في سوريا من خلال مجموعة متنوعة من طائرات الشحن. إذ قال لـCNN: “كانت هذه هي أول مرة استخدم فيها الروس أسطولهم القديم من طائرات الشحن لنشر قواتهم في الخارج”.

 

ولكن باييف يعتقد أن الحفاظ على وصيانة مختلف الطائرات والمروحيات سيكون “كابوسا، لأن جميع المستلزمات يجب أن يتم شحنها عن طريق العديد من وسائل النقل البحرية من نوفوروسيسك وسيفاستوبول.. وقدرة طائرات النقل على دعم هذه الإمدادات محدودة.” كما تحتوي المنشأة البحرية الروسية في طرطوس على رصيف واحد فقط.

 

ويقول بعض المحللين إن مشكلة واحدة قد تواجه الروس هي إعادة تحميل ذخائر القنابل والصواريخ التي تستخدمها طائراتهم بمعدل سريع.

 

وأصر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، أن هذه الحملة ليست التزاما غير محدود، إذ قال: “هذا الدعم سيكون محدود الوقت، في حين يُجري الجيش السوري عمليات متقدمة.”

 

وإذا أخفق النظام في تحقيق الاستقرار في المنطقة المحيطة بدمشق وإحراز تقدم ملحوظ في تأمين الممرات إلى حماة والساحل، هل سيرسل الروس قوات برية؟

 

إن ذلك يبدو غير محتمل، لأنه سيصعب تنفيذ السلسلة اللوجستية، وقد أوضحت موسكو أنها لن تضيف قوات برية لبعثاتها، إذ من شأن ذلك أن يمثل تباطؤ المهمة لأجل غير مسمى. وبالتالي فإن الروس يريدون نتائج سريعة.

 

التصعيد الروسي

 

يقول محللون إن هناك دلائل تشير إلى أن الروس يُعدّون المدرج الثاني في حميميم، والذي يُستخدم حاليا لصف الطائرات. وتشير صور الأقمار الصناعية إلى بناء منصات مواقف أسمنتية من شأنها أن تسمح باستخدام كلا المدرجين، ومن شأن ذلك أن يكون مفيدا إذا خُطط لمعدل أعلى من الطلعات الجوية، أو إذا أضافت موسكو إلى طائراتها المقاتلة التي يزيد عددها عن الـ30 طائرة في اللاذقية.

 

كما قامت الطائرات الروسية بـ 88 طلعة جوية في فترة 24 ساعة في وقت سابق من هذا الأسبوع، وفقا لوزارة الدفاع في موسكو، مما هو عدد أكبر بكثير من المعتاد. ويرى بافل باييف أن الروس سيزيدون من كثافة حملتهم. إذ يقول إن الجماعات المتمردة في بعض المناطق ليست معتادة على الهجمات الجوية، ولكن “مدى فاعلية المفاجأة التكتيكية قصير بحكم تعريفها، ومن أجل المواصلة في إحداث فرق، ولكي يُصبح للحملة تأثير حقيقي، تحتاج روسيا إلى تصعيد حملتها.”

 

ويرجع محللون ذلك إلى سببين، أولهما أن الغارات الجوية المكثفة ستسمح للقوات البرية السورية، التي تدعمها العناصر الشيعية الإيرانية والعراقية، باسترداد السيطرة على الأراضي من المتمردين. كما أن عملية تنسيق الهجمات الروسية تُدار من خلال غرفة العمليات المشتركة في بغداد التي أصبحت تعرف باسم “4 + 1″ والتي تشمل سوريا وروسيا وإيران والعراق و”حزب الله.”

 

وإحدى العلامات الواضحة للتقدم الذي تحرزه روسيا يمكن أن يظهر في المناطق المحيطة بحلب، حيث تتحدث تقارير متعددة عن زيادة القوات هناك بشكل ملحوظ. كما ذكرت وكالة أنباء “فارس الإيرانية” شبه الرسمية، الأربعاء أنباء عن “استعداد الجيش السوري وحزب الله اللبناني والقوات الجوية الروسية لعملية واسعة النطاق من خلال غرفة قيادة مشتركة”، لاستعادة السيطرة على المدينة في الأيام المقبلة. وقد شهدت تلك المنطقة مقتل اثنين من كبار القادة الايرانيين.

 

أما السبب الثاني لإلحاح الروس هو أن الشهر المقبل ستجتمع قمة “G 20” في تركيا، وكان بوتين قد أعلن حضوره. وهدف الروس، وفقا للعديد من المحللين الذين تحدثوا إلى CNN، هو القدرة على إثبات جدوى حملتهم، مما يؤدي إلى ترسيخ دورهم في رسم أي تسوية سياسية مقبلة في سوريا. فالبعثة السورية تعمل لصالح موسكو فقط إذا أعادت لها مكانها على طاولة المفاوضات.

 

رد فعل الخليج

 

ذلك “الدور الحاسم” كان من المرجح على جدول الأعمال عندما التقى بوتين مع ولي ولي العهد السعودي، وزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان، في منتجع “سوتشي” على البحر الأسود في نهاية الأسبوع الماضي.

 

وعقب المحادثات، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن روسيا والمملكة العربية السعودية “تفهمان بشكل أفضل كيفية التحرك نحو حل سياسي” في سوريا. وأضاف: “قبل كل شيء (إن ذلك الحل هو) عدم السماح للخلافة الإرهابية بالاستيلاء على البلاد.”

 

لكن في الوقت نفسه، يعادي السعوديون تحالف “4+1” الذي يضم قوى شيعية مع روسيا. فقد رعت السعودية الجماعات المتمردة التي تستهدفها الآن الغارات الجوية الروسية. وقال محمد بن سلمان بعد اجتماع “سوتشي” إن السعودية سوف تدعم الحل فقط إذا أدى إلى رحيل الرئيس السوري، بشار الأسد.

 

وفي غضون ذلك، عززت السعودية قوات حلفائها عن طريق إمدادهم بالمئات من دبابات “تاو” أمريكية الصنع المضادة للصواريخ، والتي أضعفت تقدم النظام السوري. وأغضب التدخل الروسي تركيا أيضا وخصوصا اقتحام مجالها الجوي. كما أن لديها حلفاء بين الجماعات المتمردة، وخاصة “أحرار الشام”، وهي جماعة إسلامية ذات أهمية متزايدة.

 

وهناك إمكانية أو احتمال بأن حرب الاستنزاف على الأراضي السورية سوف تتصاعد، ولكن من دون أي حل. فحتى الآن، وفقا للتقارير الواردة من سوريا، اكتسبت قوات النظام السوري بعض الأراضي بين حمص وحماة، ولكنها اقتصرت إلى حد كبير على المناطق الريفية. ويضمن ذلك لنظام الحكم بعض التقدم بهدف استعادة أراضي كافية لضمان ممرات من دمشق إلى الساحل.

 

كشف احتيال روسيا

 

ويختلف باييف وزميله في معهد بروكينغز، جيرمي شابيرو، حول ما إذا كان يجب على الولايات المتحدة أن تترك بوتين ليكتشف مدى صعوبة أن يكون له تأثير على أرض المعركة السورية.

 

ويقول شابيرو إن على البيت الأبيض أن يصغي إلى كلمات نابليون، الذي حذر في مقولة شهيرة: “عندما يرتكب عدوك خطأ، لا تقاطعه.”

 

هذه هي الأيام الأولى في الحملة الروسية، ولا تزال هناك بعد فرصة لتفجيرات انتحارية على إحدى المرافق الروسية، أو قد تتمكن جماعة متمردة عن طريق الصدفة باستهداف مواقع روسية بصاروخ “كاتيوشا.” ويعتقد خبراء مجلة “جاين” أن من المرجح إسقاط طائرة هليكوبتر روسية على الأقل، نظرا لأنها تحلق بارتفاعات قريبة من الأشجار.

 

وفي الوقت الحالي، يبدو أن جميع الأطراف يؤمنون بقدرتهم على تحقيق تأثير حاسم في سوريا عن طريق قواتهم المسلحة. ولكن فقط في حال الوصول إلى اقتناع جماعي بأن كمية الأسلحة الهائلة المنتشرة في البلاد لن تغير موازين القوى، سيظهر الطريق إلى حل سياسي.

 

أوروبا مستعدة لتقديم تنازلات لتركيا مقابل احتفاظ الأخيرة باللاجئين

بروكسل (16 تشرين الأول/أكتوبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

تبنى زعماء ورؤساء حكومات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي مخطط العمل الأوروبي – التركي بخصوص إدارة أزمة اللاجئين.

 

وكانت المفوضية عرضت هذا المخطط على الجانب التركي بداية الشهر الجاري وتم التفاوض عليه على عجل يومي أول أمس وأمس في أنقرة بين الجانبين. وأعلن رئيس الاتحاد دونالد توسك عن “موافقة الجميع على تعاون مكثف مع تركيا في مجال اللاجئين”، منوها في مؤتمر صحفي عقده فجر اليوم، بأهمية التعاون مع تركيا من أجل حثها على الاحتفاظ باللاجئين لديها.

 

وقد أقر الزعماء ضرورة تسهيل إجراءات منح تأشيرات الدخول إلى أوروبا لرجال الأعمال والطلاب الأتراك، واعطاء دفعة جديدة لمفاوضات الانضمام المتعثرة ومنح تركيا المزيد من المساعدات .يأتي هذا القرار بعد تردد عدد من الدول الأوروبية. ويقر زعماء الدول، عبر تصريحات مختلفة ومترددة ، أن مسألة اللاجئين “أجبرتهم” على تقديم بعض التنازلات لأنقرة.

 

كما إلتزم الزعماء بتنفيذ تعهداتهم بشأن تقديم المساعدات لدول الجوار السوري مثل تركيا ولبنان والأردن لتمكين هذه البلدان من تحسين ظروف حياة اللاجئين على أراضيها.

 

وكانت الدول الأوروبية قد تعرضت لانتقادات شديدة بسبب عدم قيامها بتنفيذ إلتزاماتها المالية تجاه دول الجوار.

 

ويتركز الاهتمام الأوروبي حالياً على العمل من أجل تعزيز ضبط الحدود الخارجية و منع دخول مزيد من موجات اللاجئين إلى الأراضي الأوروبية في المستقبل.

 

وناقش الزعماء أيضاً الموضوع السوري ومسألة التدخل الروسي في الصراع الدائر في هذا البلد، مشيرين أن تسوية الصراع هو نقطة الانطلاق لحل أزمات اللاجئين وإيجاد مخارج لإشكاليات التعامل مع الدول الشريكة لأوروبا.

 

وفي سياق آخر، طالب زعماء أوروبا نظيرهم البريطاني ديفيد كاميرون، بتقديم لائحة الاصلاحات التي ينوي التفاوض بشأنها للابقاء على بلاده داخل التكتل الموحد. وقد تعهد الأخير بتقديم هذه اللائحة بداية الشهر القادم. وفي هذا الصدد، أبدى رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز “الاستعداد لبدء الحوار مع كاميرون عندما يقدم لنا مقترحات محددة وواضحة”.

 

الائتلاف الوطني: الاتحاد الأوروبي مطالب بعمل جدّي لحماية المدنيين السوريين

روما (16 تشرين الأول/أكتوبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

دعا الائتلاف الوطني السوري المعارض الدول الأعضاء في الاتحاد الاوروبي إلى دعم قرار “أجمع عليه وزراء خارجية التكتل الموحد يضع، للمرة الأولى، حماية المدنيين في صُلب سياسة الاتحاد” في الشأن السوري

 

ورأى ممثل الائتلاف لدى الإتحاد الأوروبي، موفق نيربية أن “الوقت قد حان ليحوّل الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء الأقوال إلى أفعال، وأن تكون حماية المدنيين الخطوة الأولى لفرض حظر جوي، ومنع قصف المدنيين من خلال استخدام للقوة من سفن في البحر المتوسط”، مشيراً إلى أن من شأن ذلك “إنقاذ الأرواح، وتطبيق القانون الدولي، وتخفيف تدفق اللاجئين، وتحسين فرص العودة إلى الحل السياسي”، حسبما نقل عنه المكتب الاعلامي للإئتلاف

 

وحسب ممثل الائتلاف في بروكسل، فإن “كلاً من روسيا والأسد سيوقفان قصفهما غير الشرعي على المدنيين، في حال وجود منهجية دولية قوية وشاملة تحملهما على وقف القتل، والمشاركة في مفاوضات سياسية حول مرحلة انتقالية”. وقال إن “مجلس الشؤون الخارجية الأوروبي يشاركنا الرأي بأن قتل المدنيين عشوائياً على يد الأسد هو المسبب الكامن لكل ما يحدث في سورية وتبعاتها الكارثية دولياً، ممثلة بأزمة اللاجئين والتهديد المتنامي للتطرف، ونشارك المجلس بأن التدخل الروسي في سورية يزيد الأزمة وتبعاتها سوءاً”

 

كما رحب ممثل الائتلاف بانضمام وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي إلى مطالب الائتلاف بأن “توقف روسيا قصفها على الشعب السوري”.

 

الاتحاد الأوروبي: تصميم على الانخراط في عملية سياسية في سورية

بروكسل (15 تشرين الأول/أكتوبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أكد زعماء ورؤساء حكومات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على تصميمهم الانخراط في تسهيل اطلاق عملية سياسية في سورية تسمح بمشاركة جميع الأطراف.

 

جاء ذلك في فقرة مقتضبة تضمنتها مسودة البيان الختامي للقمة، والذي حصلت وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء على نسخة منه، “لا حل في سورية في ظل قيادتها الحالية، وفي حال لم يتم تحقيق التطلعات المشروعة للسوريين”، وفق النص.

 

وحمل الزعماء في بيانهم الرئيس السوري بشار الأسد المسؤولية الكبرى عما حدث في بلاده من إراقة دماء ودمار.

 

وإنتقد البيان التدخل الروسي في سورية، مشيراً إلى أنه مصدر قلق وأن سيساهم في تأزيم الوضع على الأرض.

 

ولكن بيان الزعماء لم يتحدث عن رؤية واضحة حول مصير الأسد، ولكن تصريحات بعض القادة تشير بوضوح إلى إمكانية القبول به في المرحلة الانتقالية على الأقل، “ليس هناك موقف موحد حول هذه النقطة”، حسب مصادر مطلعة.

 

كما تضمن البيان الختامي للقمة جملة واحدة فقط حول ليبيا تؤكد على الترحيب باقتراح المبعوث الدولي برناردينو ليون لتشكيل حكومة وحدة وطنية.

 

كما جدد الزعماء عرضهم بتقديم مساعدات مباشرة للحكومة الليبية بعد تشكيلها لاعانتها على إقامة هياكل الدولة وتعزيز الأمن ومحاربة الإرهاب

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى