أحداث الجمعة 13 أذار 2015
واشنطن تجدد دعوتها الى رحيل الرئيس السوري بشار الأسد
واشنطن – أ ف ب
جددت الولايات المتحدة أمس (الخميس) دعوتها الى تنحي الرئيس السوري بشار الاسد، مشيدة في الذكرى الرابعة لاندلاع النزاع في سورية بـ “شجاعة السوريين في وجه الطغيان”. وقالت الناطقة باسم الخارجية الاميركية جنيفر بساكي إنه “منذ اربعة اعوام، يرد نظام الاسد على مطالبة السوريين بمزيد من الحرية والاصلاحات، بوحشية مستمرة وقمع وتدمير”. واضافت “قلنا منذ وقت طويل، على الاسد ان يرحل ويتم استبداله عبر انتقال سياسي وتفاوضي يمثل الشعب السوري”.
وشددت بساكي على ان رحيل الاسد هو شرط “لاستقرار كامل” في سورية. وتابعت: “لمناسبة هذه الذكرى المؤلمة، نتذكر جميع من يتألمون والسوريين الشجعان الذين يناضلون ضد الطغيان ويقاتلون من اجل مستقبل يطبعه احترام الحقوق الاساسية والتسامح والازدهار”.
وبدأ النزاع باحتجاجات سلمية ضد النظام السوري في منتصف آذار (مارس) 2011 تحولت الى نزاع مسلح فاقمه بروز تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) في العام 2013. وزرع التنظيم الرعب في اماكن انتشاره، ونجح في تجنيد الالاف من الشبان من دول عدة.
وفي هذه المناسبة، اعتبر السفير الاميركي في سورية دانيال روبنشتاين في رسالة على حساب السفارة في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” ان “تمسك الاسد اليائس بالحكم على وقع الرعب اليومي هو دليل على انه خسر الشرعية منذ وقت طويل وعليه ان يفسح المجال لانتقال سياسي فعلي”.
50 قتيلاً في اشتباكات بين قوات النظام و«النصرة» غرب سورية
بيروت – أ ف ب
أعلن «المرصد السوري لحقوق الانسان»، اليوم (الخميس)، مقتل أكثر من 50 عنصراً من قوات النظام السوري و«جبهة النصرة» خلال اشتباكات عنيفة جرت بينهما في قرية دورين الواقعة على هضبة استراتيجية في ريف محافظة اللاذقية (غرب سورية).
وقال مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن، إن «اشتباكات استمرت حتى الواحدة بعد منتصف الليل أسفرت عن مقتل نحو 50 عنصراً من الطرفين»، مشيراً إلى أن «جبهة النصرة تمكنت من استعادة أجزاء من دورين، فيما لا تزال قوات النظام تسيطر على أعلى الهضبة المشرفة على منطقة سلمى».
من جهة ثانية، أوضح «المرصد» أن خمسة عناصر من قوات النظام قتلوا وجرح آخرون في انفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري استهدف حاجزاً في منطقة سد حنورة في ريف حمص الشرقي.
من جانبها، أكدت «وكالة الأنباء السورية» (سانا) وقوع الهجوم، وقالت، إن «انتحاري فجّر سيارة مفخخة قرب حاجز سد حنورة في شرق الفرقلس»، لافتة إلى أن الحادث أدى إلى «مقتل أربعة أشخاص وإصابة 15 آخرين في جروح متفاوتة الخطورة».
وأضافت أن «السيارة المستخدمة في الاعتداء كانت مفخخة بأكثر من طن ونصف الطن من المتفجرات».
«جبهة النصرة» تنسحب من جنوب دمشق
لندن – «الحياة»
في تطور لافت، انسحبت «جبهة النصرة»، ذراع تنظيم «القاعدة» في سورية، من بلدتين جنوب دمشق، بناء على «وساطة» تولّاها فصيل إسلامي بعد مواجهات بينها وبين فصائل أخرى معارضة واحتجاجات لبعض السكان الذين طالبوا بخروج مقاتليها منهما.
وجاء هذا الانسحاب «الطوعي» في وقت فشلت «النصرة» في استعادة قرية دورين الاستراتيجية في ريف اللاذقية، والتي سيطرت عليها قوات النظام بعد هجوم مباغت الأسبوع الماضي (للمزيد).
في نيويورك، نقلت وكالة «فرانس برس» عن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون دعوته أمس أمام مجلس الأمن إلى اتخاذ «إجراءات حاسمة» تضع حداً للنزاع الذي تشهده سورية منذ أربع سنوات. وقال في بيان أن «الشعب السوري يشعر أكثر فأكثر بأن العالم تخلى عنه، في وقت يدخل عاماً خامساً من حرب تدمر البلاد».
وفي واشنطن (أ ب) أعلن قائد القيادة الجنوبية الجنرال الأميركي جون كيلي أن حوالى مئة شخص غادروا المنطقة إلى سورية، للقتال إلى جانب الإسلاميين المتشددين. وحذّر من إمكان تغلغلهم في الولايات المتحدة بعد عودتهم. وزاد أن إيران والمجموعات الإسلامية المتطرفة تنشط في أميركا الجنوبية لتجنيد متطوعين للقتال في سورية، خصوصاً من دول الكاريبي.
ميدانياً، أكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» (مقره بريطانيا) انسحاب «النصرة» من بلدة بيت سحم في ضواحي دمشق الجنوبية، فيما أوردت وكالة «مسار برس» المعارضة أن الجبهة أخلَتْ أيضاً مقارها في ببيلا المجاورة، وانسحبت من البلدتين بعد مواجهات مع فصائل أخرى معارضة. وجاءت عملية الانسحاب بعد «وساطة» تولّاها «فصيل إسلامي»، وفق معلومات لـ «المرصد».
ولم يتّضح هل تنضم بيت سحم وببيلا الآن إلى «المصالحات المحلية» التي يجريها النظام مع المعارضين في ضواحي دمشق، وتتضمن غالباً فك حصاره وسماحه بدخول الإغاثة والمساعدات الإنسانية، في مقابل انسحاب مقاتلي المعارضة أو سماحهم برفع العلم السوري على المقار الحكومية، وتمكين رجال الشرطة من أداء دورهم. ولا تتضمن هذه الاتفاقات دخول قوات الجيش النظامي ولا تسليم المسلحين أنفسهم.
لكن خروج «النصرة» من بيت سحم وببيلا جاء بعد احتجاجات شعبية على وجودها فيهما، وبعد تأكيد مصادر عسكرية سورية تقارير عن انشقاق عشرات من المسلحين المعارضين في جنوب دمشق وتسليمهم أنفسهم وأسلحتهم الخفيفة إلى قوات النظام، خلال الأيام القليلة الماضية.
صد هجوم
في غضون ذلك، نقلت وكالة «رويترز» عن مصدر عسكري سوري تأكيده أن الجيش صد هجوماً شنته فصائل المعارضة على قرية دورين الاستراتيجية التي يسمح موقعها بكشف معاقل المعارضين في جبل الأكراد، بريف اللاذقية. وقال مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن أن مسلحي المعارضة (جبهة النصرة وفصائل أخرى إسلامية) دخلوا دورين ليل الأربعاء، لكنهم أُجبِروا على التراجع إلى أطرافها، مشيراً إلى مقتل 50 منهم ومن قوات النظام. لكن المصدر العسكري قال أن 20 – 45 مسلّحاً من المعارضة قُتِلوا، في حين أصيب عدد قليل من الجنود السوريين بجروح طفيفة.
وأوردت وكالة «مسار برس» أن تنظيم «داعش» سيطر الخميس «في شكل كامل» على سد حنورة شرق قرية الفرقلس بريف حمص الشرقي، بعد تفجير سيارة مفخخة بحاجز حنورة التابع لقوات النظام، ما أسفر عن تدمير دبابة ومقتل 5 عناصر.
وأكدت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) التفجير ومقتل أربعة. ونقلت لاحقاً عن مصدر في وزارة الكهرباء، أن «اعتداء لإرهابياً» في ريف حمص استهدف «خط الغاز الممتد من حقل الشاعر إلى معمل إيبلا وخط غاز الفرات المغذي شبكةَ أنابيب الغاز في المنطقة»، وأدى إلى «انخفاض واردات الوقود اللازمة لتشغيل محطات توليد الكهرباء». كما ساهم الحادث في «زيادة ساعات التقنين في كل المحافظات».
«النصرة» تفشل في اللاذقية و«داعش» يتقدم في الحسكة
83 % من سوريا في الظلام و«اليونيسيف» تحذر من ضياع جيل كامل
شن مسلحون من «جبهة النصرة» هجومًا عنيفًا على بلدة دورين في ريف اللاذقية، في محاولة يبدو أن الهدف منها منع الجيش من تثبيت مواقعه في التلة الإستراتيجية، التي تطل على بلدة سلمى، المعقل الرئيسي للمجموعات المسلحة في المنطقة.
في هذا الوقت، واصل عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» تقدمهم في ريف الحسكة، وسيطروا على قرية الركبة، التي تتحكم بالطريق بين تل تمر وبلدة رأس العين، في محاولة لفصل رأس العين عن جوارها وتحويلها إلى عين العرب (كوباني) جديدة.
ومع اقتراب النزاع السوري من دخول عامه الخامس، أصدرت منظمة «اليونيسيف» تحذيرًا بشأن جيل كامل ضاع بسبب الحرب، موضحة أن «حالة أكثر من 5.6 ملايين طفل داخل البلاد، بائسة»، وهناك حوالى «2.6 مليون طفل سوري يتغيبون عن المدرسة». كما أظهر تقرير بحثي، استناداً إلى صور للأقمار الاصطناعية، أن 83 في المئة من كل الأنوار في سوريا انطفأت. (تفاصيل صفحة ١٣)
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في بيان، مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ «إجراءات حاسمة» تضع حدا للنزاع. وقال إن «الشعب السوري يشعر أكثر فأكثر بأن العالم تخلى عنه، في وقت يدخل عامًا خامسًا من حرب تدمر البلاد». ودعا الرئيس السوري بشار الأسد إلى القيام بخطوات حاسمة لإنهاء العنف. وقال: «الحكومات أو الأحزاب التي تتوق للشرعية لا تذبح شعبها».
وفي ريف اللاذقية الشمالي، فشل مسلحون من «جبهة النصرة» ومن مجموعات إسلامية باستعادة بلدة دورين الإستراتيجية، المحاذية لبلدة سلمى، المعقل الرئيسي للفصائل المسلحة، حيث تمكنت وحدات الجيش السوري، والفصائل التي تؤازره من صد الهجوم.
وأعلن مصدر ميداني، لـ «السفير»، «مقتل نحو 50 مسلحًا، وإصابة العشرات، جراء الهجوم»، موضحًا أن «المسلحين الذين قادهم الشيشاني أبو موسى أمطروا بلدة دورين بعشرات القذائف، قبل أن يتقدموا نحو البلدة، حيث وقعت اشتباكات عنيفة جدًّا، استمرت ساعات عدة، لكنها انتهت بفشل الهجوم، وانسحاب من تبقى من المهاجمين».
وتمثل بلدة دورين وتَلَّتُها الإستراتيجيةُ نقطةَ ارتكاز مهمة في الريف الشمالي، حيث تُمَكِّن القوات التي تسيطر عليها من رصد معظم القرى المحيطة وصولًا إلى ريف إدلب، كما تتمكن القوات المتمركزة على التلة من قطع خطوط تواصل المسلحين داخل بلدة سلمى، التي كثف الجيش قصفه لها منذ سيطرته على دورين الأسبوع الماضي، فيما يبدو أنه تمهيد لمتابعة التقدم في المنطقة.
وفي مدينة حلب، اشتعلت محاور المدينة القديمة، إثر قيام مسلحين متشددين بتفجير نفق قرب مدرسة عبد الحميد زهراوي في محيط القلعة، اقتصرت أضراره على خسائر مادية، تلته اشتباكات بين عناصر الجيش السوري والمسلحين، من دون أن يطرأ أي تغيير على خريطة السيطرة.
وأحبط الجيش محاولة تسلل باتجاه حي الحميدية من جهة قسطل حرامي، وفجر نفقًا مفخخًا في المنطقة، ما أدى إلى مقتل عدد من المسلحين.
وقتل 4 جنود، وأصيب 15، في انفجار سيارة، يقودها انتحاري، استهدف الخميس حاجزًا في منطقة سد حنورة في ريف حمص الشرقي.
وفي ريف الحسكة، استمرت المعارك في محيط مدينة تل تمر لليوم الـ18 على التوالي بين «وحدات حماية الشعب» الكردية و «حراس الخابور» و «المجلس العسكري السرياني» من جهة و «داعش» من جهة ثانية، وذلك على ضوء المستجدات الميدانية التي فرضها الهجوم العنيف الذي يشنه «الدولة الإسلامية» منذ أربعة أيام على بلدات وقرى مدينة رأس العين.
وفي محاولة على ما يبدو لإغلاق كل خطوط الإمداد التي يمكن أن تصل إلى «وحدات حماية الشعب» في رأس العين، سيطر مقاتلو «داعش» أمس على قرية الركبة جنوب تل تمر، بعد اشتباكات عنيفة بين الطرفين امتدت إلى قرى تل ناصر وغيبش جنوب وجنوب شرق تل تمر. وتأتي أهمية الركبة من أنها تتحكم بالطريق بين تل تمر ورأس العين التي يشهد ريفها معارك ضارية منذ أيام عدة.
وعلى صعيد هذه المعارك، واصلت «وحدات الحماية» جهودها للتصدي للهجوم العنيف الذي يشنه «داعش»، والذي بات واضحًا أنه يستهدف السيطرة على مدينة رأس العين الحدودية مع تركيا وتحويلها إلى عين العرب جديدة. ورغم التقدم البطيء الذي يحققه مقاتلو «داعش» جراء حدة الاشتباكات، إلا أن الاستمرار على هذا المنوال من شأنه أن يهدد رأس العين بشكل جدي. وتمكن عناصر التنظيم التكفيري أمس من السيطرة على بعض القرى، لا سيما في الريف الجنوبي لرأس العين، أهمها مشروع محمد الحلو حيث اضطر المقاتلون الأكراد إلى الانسحاب باتجاه قرية العكش لتحصين صفوفهم.
من جهة ثانية، أعلنت «القيادة العامة لوحدات حماية الشعب»، في بيان، «انتهاء الحملة التي بدأت في 21 شباط الماضي لاستعادة السيطرة على بلدتي تل براك وتل حميس، والقرى المحيطة بهما، من داعش». وأكدت أن «عمليات استعادة السيطرة تمت «بمساعدة المكونات الكردية، العربية، السريانية والآشورية، وبدعم من قوات الأسايش والتحالف الدولي».
طبيب سوري يحاضر في «إنسانية الإسرائيليين» في الجامعة العبرية
تصدت له طالبة عربية كفيفة وذكرته بأنه يزور دولة تضطهد الفلسطينيين
الناصرة ـ «القدس العربي»: قال طبيب سوري خلال زيارة قصيرة لإسرائيل إن نظام بشار الأسد استخدم السلاح الكيماوي 26 مرة، مما أدى لكوارث إنسانية لم تنعكس حقيقتها بالكامل في وسائل الإعلام.
وكان الطبيب السوري البارز(50 عاما) وهو مسؤول كبير في شبكات المساعدات الإنسانية، قد لبى دعوة من معهد دراسات الشرق الأوسط في الجامعة العبرية في القدس المحتلة وقدم محاضرة بالإنكليزية عن واقع سوريا اليوم. وكان الطبيب السوري الذي حظر نشر اسمه وكشف صورته، قد قدم محاضرة أمام عشرات من الطلاب في معهد ترومان في الجامعة العبرية في القدس حول أحداث سوريا بمناسبة الذكرى الرابعة للثورة السورية التي تحل الأسبوع المقبل.
وقال خلال محاضرته إن شبكات المساعدة بادرت إلى بناء مستشفيات وعيادات سرية بعدما اكتشفت أن قوات الأسد تعتقل وتعدم الجرحى بعد تعذيبهم، موضحا أن السلطات السورية، كشفت أمر شبكة المساعدات الطبية واعتقلت أفرادها، لكنه لحسن حظه كان وقتها خارج سورية وبعدها تحول للاجئ ومن مكان إقامته يقدم اليوم مساعدات للسوريين.
وفي حديث لـ «القدس العربي» أفادت تيجان أفندي، طالبة عربية شاركت في سماع المحاضرة، أن طالبة عربية كفيفة هاجمت الطبيب السوري وقاطعته بالعربية مشددة على أنه يزور دولة تضطهد الفلسطينيين ويساهم بالتالي بتبييض صفحتها. وقالت إن المسؤول السوري قد أصغى لانتقاداتها، موضحا أنه يتماثل مع معاناة الفلسطينيين، لكنه استغرب المفاضلة بينها وبين المعاناة الأشد التي يكابدها السوريون اليوم.
وأشارت أفندي إلى أن الطبيب السوري عرض كشاهد سماع وعيان صورة إنسانية قاسية جدا عن واقع الحياة في سوريا لافتا لملايين اللاجئين وآلاف الجرحى وعشرات آلاف القتلى، مستطردة أنه أشاد بالمساعدات الإنسانية الإسرائيلية للجرحى السوريين. وتابع القول «طالما اعتبرت إسرائيل الشيطان الأكبر ولم نقو على لفظ كلمة إسرائيل بسبب ما تعلمناه وتلقيناه في سورية ولاحقا اكتشفت أن الإسرائيليين بشر مثلنا ويقدمون مساعدات إنسانية حيوية للآخرين».
وأوضحت تيجان أن منظمي الندوة أدخلوا المحاضر لقاعة صغيرة مزدحمة لدواع أمنية، مشيرة إلى أن الحراس حظروا إدخال كاميرات أو هواتف محمولة. وأضافت «تحدث الطبيب السوري بلغة إنكليزية عالية وعلى ما يبدو هو مقيم في تركيا».
داود أوغلو: لابد من وجود حل واقعي للأزمة السورية
أنقرة – الأناضول – قال رئيس الوزراء التركي “أحمد داود أوغلو”، في تقييمه لإمكانية إيجاد حلول للأزمة السورية، “إن ثمة خيار واقعي ثالث دائماً، وهو وجود سورية ديمقراطية، والعيش في مناخ سلمي، والتأسيس لسوريا جديدة يعيش فيها السوريون جنب إلى جنب بشكل أخوي”.
جاءت تصريحات داود أوغلو، خلال استقباله وفدا يضم أعضاءً من الائتلاف الوطني السوري، وآخرين من الحكومة السورية المؤقتة، في العاصمة أنقرة، الجمعة.
وقال رئيس الوزراء التركي “إنه لا يمكن التمييز بين هطاي (مدينة تركية) عن اللاذقية (مدينة سورية)، أو نصيبين عن الحسكة”، مبيناً أنه على مدار التاريخ عاش الشعبين التركي والسوري متلاحمين، والآن في هذه الأوقات العصيبة، يعيشون الكتف بالكتف، بحسب تعبيره.
ولفت داود أوغلو أن الشعب السوري الذي يخوض منذ 4 سنوات معركة طليعية مشرفة، بحسب وصفه، أصبح رمزاً للمقاومة، مذكراً أنه بالرغم من الجهود التي بذلتها تركيا، من أجل تحقيق مطالب الشعب السوري بالحرية والسلام والعيش بكرامة، إلا أن النظام السوري قابل تلك الجهود بوسائل عنيفة.
وشدد داود أوغلو أن الإئتلاف السوري هو الممثل الأكثر شرعية للشعب السوري، فيما اعتبر أن الشعب السوري يقبع بين فكي كماشة، إحداها “نظام بربري ظالم، والأخرى تنظيم داعش، الذي يجري تعاوناً مع النظام، مستغلاً اسم الدين الإسلامي”.
وتطرق داود أوغلو إلى حديثه مع أمين عام الأمم المتحدة، خلال زيارته الأخيرة إلى نيويورك، مذكراَ أنه أبلغه بأنه لا ينبغي أن يسحق الشعب السوري بين هذين الفكين، وأنه لابد من وجود خيار واقعي ثالث.
قوات التحالف تنفذ 11 غارة ضد تنظيم الدولة الإسلامية
واشنطن – (رويترز) – قال بيان لقوة المهام المشتركة إن القوات الأمريكية وحلفاءها نفذوا 11 ضربة جوية ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق منذ الخميس.
وقال البيان الذي صدر الجمعة إن خمس غارات استهدفت ودمرت عشرة من المواقع القتالية للتنظيم المتشدد وعربتين له قرب مدينة كوباني (عين العرب) السورية الحدودية.
وأضاف البيان أنه في العراق استهدفت الغارات -التي وقعت قرب خمس مدن هي الأسد والفلوجة وكركوك والموصل وراوة- وحدتين لمقاتلي الدولة الإسلامية ومعدات وعربة مدرعة.
العروسان في تركيا والعرس في حمص وريف دمشق تحت الحصار… والبسمة تملأ وجوه الجميع
وهبا كل ما يملكان لجعل الأطفال المحاصرين يفرحون معهم
ريف دمشق ـ «القدس العربي» من يمنى الدمشقي: لم تستثنِ الحرب أحداً من أوجاعها، كما لم تغادر دون أن تترك بعضاً من الحياة داخل منكوبيها، عاش خلالها السوريون أقسى سنوات عمرهم، فقد ذاقوا الحرمان، وغابت معالم الفرح وطقوسه عنهم بشكل واضح، وباتت الأعياد والأفراح والأعراس ذكريات منسية تعيدهم إلى ماضٍ محفوف بالحكايات، لكن ذلك لم يمنع من أن يخلقوا فرحاً من نوع آخر وبشكل آخر، فكما ولد الحب فريداً في زمن الحرب، كبر الفرح أكثر وأكثر.
عندما تدخل إلى الصفحة الشخصية للناشط والمدّون «أحمد أبو الخير» تراها مليئة بصور الأطفال، ينتقي تلك الصور من شتى المناطق المحاصرة، قاصداً أن يقول لنا جميعاً إن ثمّة شيئا في هذه الحياة يستحق الأمل.
فمن شوارع الوعر يطل علينا بشقاوة صديقه فراس «فروسة» بثياب ممزقة وضحكة طفولية تدخل القلب ببراءتها، ومنها إلى شوارع دمشق لترى صور الطفلة أسيل، إلى حارات الغوطة الشرقية متغنياً بجمال الطفل العربيني والسقباني والدوماني، ومتغزلاً بالشعر الأحمر لتلك الطفلة، وخدود الصبيان الممتلئة، لنعود إلى حي الإنشاءات إلى الصديق الأقرب له «عبودة».
استشهد الطفل «عبودة» في مجزرة حي الإنشاءات، وهو ابن معارض للنظام، اعتقله نظام الأسد الأب في الثمانينات مد ة 15 سنة ليخرج ويشيع بعدها بسنوات طفله الصغير، وعندما ودّع أبو الخير أخويه بعد أن استشهدا تحت التعذيب، بعث سلاماً لعبودة معهما وأوصى صديقه الطفل بهما.
أمسى «أحمد أبو الخير» اليوم عريساً جديداً على أبواب الفرح، لكنه اختار لهذه الليلة المقدسة في حياة أي اثنين شكلاً آخر، فقد وهب وزوجته «رغد الشماط» كل ما يملكان للأطفال المحاصرين في حمص وريف دمشق، وصمَّم لفرحه دعوة فريدة من نوعها كتب عليها: أحمد أبو الخير ورغد الشماط يتشرفان بدعوة أطفال الغوطة في ريف دمشق، وأطفال البيضا النازحين في الغسانية، وأطفال حمص المحاصرة في حي الوعر للعب والاستمتاع ومشاركتنا فرحتنا»، ثم ختم الدعوة بعبارة: «أنتم فرحتنا الكبرى.. جنة الكبار منازلهم».
وفعلاً تمت طقوس الزواج على الأرض المحاصرة وكان المدعوون هم الأطفال، بينما ظل العريس وعروسته في تركيا يشدان أنظارهما إلى البسمة الاستثنائية التي رسموها، وإلى الفرح الحقيقي الذي نشدوه.
قال أحد المنظمين للحفل «مهند الحمود» في حديث خاص: «وصل عدد الأطفال الذين حضروا الفرح في الوعر إلى 100 طفل، بعضهم من ذوي الاحتياجات الخاصة ومرضى التوحد، وزعت عليهم الألعاب والهدايا وعرضت المسرحيات، ثم رسموا بالألوان المائية علم الثورة ورسومات الحريات، لتعم حفلات الغناء وسط أجواء من الفرح، ورقصوا كما الكبار، لكن من ذا يستطيع أن يغلق قلبه عن فرح حقيقي لطفل يرقص نشوة بالأمل!».
ويتابع حديثه: بعدها وزعت «السندويشات» على الأطفال، والطريف فيها أنها كانت محشوة بالدجاج، وهو ما غاب حضوره عن الأطفال منذ شهور في هذه المناطق المحاصرة وكان إيصاله لهم أمرا في غاية الصعوبة.
وإلى الغوطة الشرقية المحاصرة حيث قاعة الاحتفال الثانية، شارك هناك الأطفال بنشاطات كأقرانهم في حمص المحاصرة، وتسابقوا لالتقاط الصور وإرسال التهاني إلى العروسين.
لم يودع العريس وعروسته المدعوين في الختام، ذاك أنهم حضروا في كل دقائقه، لكن وزعت بعض الحكايات والقصص المكتوبة عليهم، واستمر الحفل ثلاث ساعات من العاشرة صباحاً حتى الواحدة ظهراً، علت السعادة وجوه جميع الأطفال، فإن تخص هذه الفئة في هذا اليوم قاصداً فرحاً لهم ذاك يعني أنك تعيش الحياة والفرحة بكل معانيها.
للفرح في الحرب وجوه كثيرة، وقلة هم الذين يبدعون برسمه، وأحمد كان من أولئك القلَّة الذين رفضوا أن يبذخوا في طقوس الزواج، بينما يموت العشرات من أبناء بلدهم يومياً، فحول «أبو الخير» كل ما بحوزته من مشاعر وأموال لأولئك الأطفال المحاصرين القادرين وحدهم على صناعة الحياة.
أنتجت الحرب طقوساً متنوعة للزواج بشكل جديد في سوريا، إذ غيّر زواج «أحمد أبو الخير» الأنماط التقليدية المعروفة بطقوس قد تمضي بعد انقضائها، ورغم التفكك الاجتماعي الذي أحدثته الحرب إلا أنها تركت أثراً إيجابياً يذكر في هذه الناحية، فبات الكثير من الشباب والفتيات يرفضون النمطية المتبعة في المجتمع والتي فرضتها عليهم التقاليد كقاعة الفرح، والمهور المرتفعة والحفلات الباهظة والعزائم الباذخة، لينتقل الزواج إلى معنى أسمى وأرقى، أن يكون بناء حياة لا تخص فقط الزوجين بل تخص بثّ روح فريدة في المجتمع.
الحرب في سوريا أبدية… و«أصدقاء المعارضة» خسروا الجولة بسبب تصميم حلفاء الأسد على دعمه
يوم غرقت البلاد في الظلام… صار أهلها معدمين… ثكالى ومواطنون يندبون بلدا كانوا يعرفونه
إعداد إبراهيم درويش:
لندن ـ «القدس العربي»: بعد أربعة أعوام لا أحد يعرف كيف ستنتهي الثورة السورية. أربع سنوات من الدمار والقتل والتشريد والفوضى والآمال الجريحة وصل الجميع إلى حائط مسدود ودخلوا في نفق مظلم لا أمل فيه بالخروج.
وتلخص الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد الخيبة التي تعتري جيلا خرج يطالب بالحرية والإصلاح ويحلم بغد أفضل، جيل تطلع للمساعدة من الخارج فانتهى ضحية للخارج وتحولت بلاده إلى أرض تصفية حسابات بين قوى دولية وإقليمية.
وكان الانقسام الدولي حول أعظم أزمة يشهدها القرن الحادي والعشرين قد أسهم في خطورتها وإطالة أمدها.
نلوم الجميع
ويرى إيان بلاك محرر الشؤون الدولية في صحيفة «الغارديان» أن الجميع لعب دورا في هذه الحرب: أمريكيون، أوروبيون، روس، إيرانيون وعرب.
ويضيف أن تضارب المصالح والخطأ في قراءة المشهد السوري كان واضحا منذ بداية الانتفاضة في 15 آذار/ مارس 2011. فعلى الشاطئ الأوروبي كانت الحكومات الأوروبية مندهشة من سرعة سقوط الأنظمة الديكتاتورية في تونس ومصر وليبيا والتظاهرات التي هزت البحرين واليمن.
ولاـحظ الكـاتب كيف تخبـطت الإدارة الأمريـكية في بـداية الانتفاضـة وحـاولت البـحث عن طـريقة للتعامل معها. فقد وصفت وزيرة الخارجية الأمـريكية في حينه هيلاري كلينتون الرئيس الأسـد بـ «المصلح» ومن ثم عادت وقالت إنه «فقد الشرعية».
وزاد الطين بلة باراك أوباما عندما دعا في آب/ أغسطس الأسد «التنحي عن السلطة من أجل الشعب السوري». وقرئ تصريح أوباما على أنه دعم أمريكي لتغيير النظام في عاصمة عربية بعد ثمانية أعوام من تغيير النظام العراقي بالقوة عام 2003.
وتبع أوباما كل من رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي والمستشارة الألمانية انغيلا ميركل ودعوا الأسد «مواجهة واقع رفض فيه الشعب السوري النظام بالمطلق».
أصدقاء الأسد يردون
مقابل الرفض الغربي للنظام السوري تبنت روسيا موقفا متشددا ومختلفا، فالنظام السوري حليف لموسكو منذ أيام الإتحاد السوفييتي. وعليه قررت موسكو الدفاع عنه مؤكدة أنه يتمتع بدعم من الشعب السوري.
ونبع الموقف الروسي في جزء منه من الغضب لى الطريقة التي تصرف فيها الغرب تجاه ليبيا. فقد تحول قرار الأمم المتحدة للتدخل الإنساني فيها إلى عملية تغيير النظام قادها الناتو. ولهذا قررت موسكو ومعها الصين الوقوف أمام كل المحاولات في مجلس الأمن لاستصدار قرارات تدين النظام السوري، ولم يتغير الوضع منذ عام 2011 حيث انقسم مجلس الأمن على طريقة أيام الحرب الباردة.
وبالمقارنة بين حلفاء الأسد ومن نصبوا أنفسهم حماة للثورة السورية، فقد كان الأسد محظوظا من ناحية أن حلفاءه صمموا على الوقوف معه، وأرسلوا له المال والسلاح والمقاتلين ودافعوا عنه سياسيا.
تأخرتم
وعندما غير الأوروبيون والأمريكيون مواقفهم فقد وصلوا متأخرين. وكما ينقل الكاتب عن ريم علاف «فقد فقدت الثورة السورية براءتها وفقد النظام تردده» وهو ما أدى إلى «قمع عسكري على قاعدة واسعة». ولاحظ أليستر بيرت، الوزير في الخارجية البريطانية المختص بشؤون الشرق الأوسط من عام 2011-2013 الفرق بين حلفاء الأسد وداعمي الثورة السورية «لقد كان الإيرانيون والروس وحزب الله يعرفون ماذا يريدون فعله».
وكما نقل عنه الكاتب «لكن تصميمهم وإرادتهم لم تقابل بالمثل من الجانب الغربي لأننا لم نتوصل لقرار إن كانت هذه هي معركة نريد الفوز فيها وكيف سنخوضها».
وفي الوقت الذي ضغطت فيه تركيا باتجاه إقامة منطقة حظر جوي ورسمت كل من فرنسا وبريطانيا خططا طارئة للتدخل إلا أنهما قلقتا من الدفاعات الجوية السورية. ورغم كل هذا فلم يكن هناك دعم من الرأي العام لتدخل عسكري في الشرق الأوسط. كما أن الحكومات الغربية تعاملت مع سوريا كحالة مختلفة عن مصر وتونس. ففي سوريا ظل الجيش مواليا للنظام متعدد الأجهزة الأمنية.
ولم يحصل ما كان الغرب يأمل في حصوله وهو انشقاق ضباط كبار في المؤسسة العسكرية بنفس الطريقة التي لم يحصل فيها انقلاب من داخل النظام. بل على العكس استطاع الأسد استغلال التصدعات الطائفية في المجتمع السوري بين الغالبية السنة والعلويين والأقليات المسيحية والزعم في الوقت نفسه أنه يقف ضد الطائفية.
وساعد الأسد غياب الإجماع العربي حول نظامه، فعلى خلاف ليبيا لم يكن هناك ضغط عربي للتدخل الدولي. فقد دعمت الجزائر الأسد فيما عارضته السعودية وقطر اللتان قدمتا الدعم للجماعات المقاتلة ذات الصبغة الإسلامية من الإخوان المسلمين والسلفيين.
ولم تنجح بريطانيا التي تعهدت بتقديم أجهزة ومعدات غير فتاكة برفع الحظر الذي فرضه الإتحاد الأوروبي على تصدير السلاح لسوريا.
وفي مرحلة متقدمة من الثورة السورية قررت وكالة الاستخبارات الأمريكية إدارة برنامج سري وعلى قاعدة محدودة لتقديم الدعم لعدد من الجماعات المقاتلة. ولم تكن المساعدات الأمريكية والأوروبية وتلك المقدمة من دول الخليج كافية للإطاحة بنظام الأسد.
وكما يقول جوليان بارنز ديسي من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية «في النهاية لم تقدم الدول الغربية المواد اللازمة لكن تصريحاتها تركت أثرا قويا» مضيفا أن «إيران وحزب الله تعاملا وبسرعة مع سوريا على أنها جزءا من حملة إقليمية واسعة ضدهما تقودها دول الخليج والغرب».
مراوحة الحل السياسي
وكانت تصريحات برهان غليون، رئيس المجلس الوطني السوري السابق قد أثارت قلقا في طهران عندما قال إن نظام ما بعد الأسد في سوريا سيوقف العلاقات العسكرية مع إيران ويوقف الدعم لحزب الله وحماس، أي محور المقاومة.
وردت إيران بما سماه المحلل إيميل هوكاييم «استراتيجية الصبر» مقارنة مع الإستراتيجية المشتتة التي اتبعتها دول الخليج الداعمة للمقاتلين.
وأكد هذا الوضع حربا بالوكالة بين دول الخليج وإيران وهو ما أثر على الجهود الدبلوماسية وقادها إلى طريق مسدود، فمن المبعوث الدولي كوفي أنان، أول مبعوث خاص إلى سوريا والذي عقد أول جولة محادثات في جنيف، ولكن روسيا والصين أثرتا على البيان الختامي وطريقـة صـياغته خاصـة في النـقط المتعلقة بمصير الأسـد، هل سيرحل قبل نقل السلطة أم لا. وبعد ذلك أضفـت حكومـات الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وتركيا ودول الخليج صفة شرعية على الائتلاف الوطني واعترفت به ممثلا للشعب السوري.
وعندما عقدت الجولة الثانية من المحادثات في جنيف كانون الثاني/ يناير 2014 جاءت في ظل الهجمات الكيماوية التي نفـذها الـنظام على الغـوطة الشرقية قرب العاصمة دمشق، وكانت هذه اللحظة المناسبة للتدخل الغربي في سوريا، ولكنه لم يحدث رغم تحذيرات الولايات المتحدة للنظام بعد «اجتياز الخط الأحمـر»، وتم تجنب التدخـل العسكري الذي تردد أوبـاما حوله بموافقة سوريا على التخلص من ترسـانتها من السـلاح الكيميـائية وبرعاية روسـية. ويصف خالد خوجة، رئيس الإئتلاف الوطني السوري الحالي الوضع بأن الخط الأحمر «تحول إلى ضوء أخضر من أجل ارتكاب مزيد من الجرائم ضد الشعب السوري».
ومنذ تلك الفترة لاحظ المراقبون للشأن السوري كيف تصاعد تأثير الحركات الجهادية المتشددة التي لا يهمها تدخل القوى الغربية.
تنظيم الدولة
وأهم تطور في العامين الماضيين على صعيد الثورة السورية هو ظهور تنظيم الدولة الإسلامية كقوة سائدة ومتسيدة في الساحة القتالية. فهذا التنظيم لم يهتم في البداية بقتال النظام السوري قدر اهتمامه بإضعاف الجماعات السورية المعتدلة.
وأدى صعوده لتكريس كل جهود العواصم الغربية على مكافحة الإرهاب بدلا من دعم الجهود للإطاحة بنظام الأسد.
ويقـول بلاك أن مبعوث الخارجية الأمريكـية للمعارضـة الـسورية استقال الأسبوع الماضي بسبب الإحباط على ما يبدو. فلا هـزيمة الجهاديين أو إجبار الأسد على الدخول للمفاوضات تبدو حلولا معقولة.
ويرى الكاتب أنه من المحتمل تواصل حال الانسداد في الأفق الدموي ولأجل غير محدد بعيدا عن هذه الذكرى الرابعة «فدوامة الطحن العنيفة ستتواصل» كما يقول مسؤول عربي، ولا شيء يمكن قوله.
وفي حساب الخاسرين والرابحين يبدو المعسكر الغربي هو الخاسر اليوم فخيار السوريين اليوم، على الأقل من هم في داخل سوريا، بات موزعا بين النظام وتنظيم الدولة الإسلامية، فيما يسيطر تنظيم جبهة النصرة على مناطق في الشمال أما الأكراد فبعد خروج الجهاديين من بلدة عين العرب/ كوباني أصبحوا أكثر ثقة بدعم الغرب لهم رغم تباين الأيديولوجيا وهو ما اقترحه روبرت فورد السفير الأمريكي السابق لدى دمشق بمقالة له نشرتها مجله «فورين بوليسي».
كيف خسرت أمريكا سوريا؟
ويرى فورد أن الاستراتيجية الأمريكية في سوريا لم تحقق أهدافها رغم الهجمات الجوية التي يقوم بها التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة.
فنظام بشار الأسد لا يزال يحتفظ بعمق استراتيجي في سوريا نظرا لدعمه الحرب على تنظيم الدولة.
فقد أعطت الحرب على الجهاديين النظام الفرصة لتوجيه ضرباته ضد المعارضة المعتدلة. ويتفق تحليل السفير السابق مع تحليل بلاك في أن الحل السياسي الذي تدعمه الولايات المتحدة أضحى بعيد المنال.
ويقترح فورد استراتيجية جديدة تقوم على إحداث شرخ بين النظام السوري وقاعدة دعمه الشعبية، مما سيقود حسب تحليل السفير لتشكيل حكومة ممثلة لكل السوريين تعمل على محاربة تنظيم الدولة.
ويعتقد فورد أن على واشنطن تكثيف الجهود الدبلوماسية أو ترك السوريين لشأنهم، فالبرامج الصغيرة التي تقترحها لتدريب وإعداد مقاتلين من المعارضة لن تسهم في وقف تقدم الجهاديين أو الدفع بالمسار السياسي للأمام.
ويشير السفير لآخر ضربة تلقتها الجهود الأمريكية في سوريا من خلال هزيمة حركة «حزم» التي وصلها الدعم الأمريكي «متأخرا وبالقطارة» أمام الجهاديين المرتبطين بتنظيم القاعدة.
ولم تكن حركة حزم الوحيدة التي تلقت ضربات في الأشهر الماضية بل وجماعات معارضة أخرى تواجه تنظيم الدولة والقاعدة من جهة والنظام المدعوم من إيران وحزب الله من جهة أخرى.
وآخر أخطاء الإدارة الأمريكية هو قرارها بإنشاء جماعات مقاتلة جديدة بدلا من تقوية وتعزيز جماعات المعارضة الحالية. ويعتقد فورد أن القوة المقترحة (5.000 مقاتل) لن تؤدي إلا لقسم المعارضة المعتدلة ولن توقف أنجع أداة تجنيد لدى تنظيم الدولة «ألا وهي وحشية النظام».
وقال إن الأسد سينفذ تهديداته التي تحدث عنها في مقابلة مع «فورين أفيرز» ويضرب القوة الجـديدة.
وهناك طريقة أخرى لمساعدة قوى المعارضة السورية بدلا من خـلق أخرى من خلال توسيع مدى الضربات الجوية لتشمل مناطق وجود المعارضة السورية وهو خيار تقاومه الإدارة إلى الآن. ويضيف أن خطوة لحمـاية المعارضـة في الشـمال والجنوب السوري ودعمهما ماديـا ستضـع ضغـوطا على النظام تدفعه للقبول بتسوية سياسية مقبولة للمعارضة والأطراف الإقليمية. ويعيد السفير التأكيد على أهمية تشكيل قيادة عسكرية موحدة للجماعات غير الجهادية يقودها سوري وتكون القناة الوحيدة لتلقي الدعم الخارجي والتسليح والتدريب.
ويرى أن قيادة سنية معتدلة كفيلة بالحد من سطوة الجماعات الجهادية السنية. وتقتضي استراتيجية كهذه تعاونا من تركيا وإغلاقا لطرق تهريب الجهاديين عبر حدودها.
ويرى أنه يجب الاستجابة لمخاوف الأتراك من الانفصاليين الأكراد في شمال سوريا، وهم أعضاء حزب العمال الكردستاني (بي كي كي) فإن وجدت استراتيجية أمريكية جديدة تقدم المزيد من الدعم للمعتدلين من الثوار الذين يقاتلون الأسد والجهاديين وتوقف الأعمال الأمريكية التي تتبنى الانفصاليين الأكراد في سوريا فإنها قد تخفف مظاهر القلق التركي، خاصة أن أنقرة تواجه بي كي كي منذ ثلاثة عقود.
ويشير إلى أن القبائل العربية في شمال- شرقي سوريا وجدت أن أفضل طريقة للرد على المشاريع الانفصالية الكردية إما بدعم النظام أو تنظيم الدولة.
ويحذر السفير من مخاطر اعتماد أمريكا على أكراد سوريا لمحاربة تنظيم الدولة لأنه لن يقضي على التهديد الجهادي بل وسيزيده وسيعمق من حدة الصراع على الحدود السورية. ويحدد السفير عددا من الشروط لتقديم المساعدة للقوى السورية المعتدلة من مثل تشكيل قيادة مركزية ووقف المعارضة المسلحة الأعمال الإجرامية ضد المدنيين خاصة من أيد منهم نظام الأسد.
وعليها قطع صلاتها بجبهة النصرة والإلتزام بحماية الأقليات من مسيحيين وعلويين وإبداء استعداد للتعاون مع الجيش السوري لحماية جميع السوريين والالتزام بتسوية سياسية بدون شرط رحيل الأسد. ويجب أن توسع المعارضة السياسية قاعدتها لتشمل كل السوريين من تجار وأبناء أقليات في الداخل والخارج.
ويؤكد أهمـية تجنـب أمريكا الأفعـال المحدودة «فبعد تجربة سـنتين يجـب علينا أن ندرك بأن الأفعال المحدودة ليسـت كافية لمعالجة المخاطر الكبيرة النابعة من سوريا فشـركاؤنا الأجانب يلزمهم الرؤية والقيادة الأمريكية لاحتواء المتطرفين وإطلاق مفاوضات ناجحة للتوصل إلى حكومة وحدة وطنية سورية والتي هي الحل الوحيد لمعالجة خطر المتطرفين».
مقياس المأساة
منذ اندلاع الثورة السورية حاول الباحثون قياس درجة تأثر سوريا بها من خلال معدلات وصول التيار الكهربائي، فبحسب صور نشرها تحالف دولي من من جماعات الإغاثة وحقوق الإنسان أطلق على نفسه «#ويذسيريا» (هاشتاغ مع سوريا) وجد أن نسبة 85% من الأضواء قد اختفت من سوريا مما يعني أن البلد تغمره الظلمة.
وقد سمحت الصور التي التقطت عن بعد 500 ميل عن الأرض بالمقارنة بين درجات الإنارة في سوريا في آذار/ مارس 2011 وشباط/ فبراير 2014 وجاء التغير في مستويات النور والظلمة نتيجة لضرب البنى التحتية وهروب السكان من منازلهم حيث أصبح 11 مليون مشرد في داخل البلاد و4 ملايين لاجئ في دول الجوار وقتل أكثر من 200.000 سوري وجرح مئات الألوف.
وقام الدكتور تشي لي من جامعة الصين وفريق عامل معه بالدراسة حيث وجدوا أن خسارة النور- الظلام لها علاقة خطية مع عدد السكان الذي شردوا من مناطقهم في داخـل سوريـا. ويقول ديفيد ميليياند مدير اللجنة الدولية للإغاثـة «بعـد أربعة أعوام من بداية الأزمة في سوريا غرق الشـعب السـوري في الظلام وأصبحوا معدمين، خائفين ويندبون الأصدقاء الذين فقدوهم والبلد الذي عرفوه مرة».
وقال إن الشعب السوري يستحق عناية أفضل من المجتمع الدولي «فقد مضى الوقت لإظهار اننا قدمنا لهم شيئا وأننا سنعمل معهم على إعادة النور من جديد».
وتعتبر مدينة حلب من أكثر المناطق التي تأثرت بغياب التيار الكهربائي حيث لم يعد فيها سوى 3% نور و 97% ظلام وتعتبر دمشق (35%) والقنيطرة في جنوب البلاد استثناء.
طبيب سوري شاب في مشفى ميداني محاصر في سوريا: حيث تصبح الراحة رفاهية صعبة المنال
لندن ـ «القدس العربي»: تقوم منظمة أطباء بلا حدود بإدارة 6 مشاف شمال سوريا ولكنها في أنحاء كثيرة من سوريا غير قادرة على إدارة مشاريع طبية مباشرة. لذلك تقدم المنظمة الدعم لما يزيد عن مئة مركز طبي في مناطق عدة من أرجاء سوريا، حيث الحاجة الطبية الماسة من أجل ضمان استمرارية العمل الطبي، مع التركيز على التجمعات السكنية المحاصرة.
دكتور أ.س، طبيب جراحة شاب تخرج عقب اندلاع الأزمة في سوريا. يعمل الآن في أحدى المستشفيات الميدانية، إلى الشرق من العاصمة دمشق، يروي مشواره الطبي الذي أصبح عمره من عمر الحرب في البلاد:
هدنة مؤقتة لم يفلح الموت المحيط بخرقها
من تحديات الحصار لجراح شاب، إحدى النسوة الحوامل التي علقت مع المحاصرين وكان موعد ولادتها قد اقترب. كل محاولات التوسط في مسعى لإخراج المرأة من المنطقة باءت بالفشل. كنا نريد لها أن تخرج لعلمنا أنها تتطلب ولادة قيصرية ولا يمكن لها الولادة على نحو طبيعي. لم يكن هناك في المنطقة من مشفى للتوليد يمكننا أخذها إليه. ولم أكن قد أجريت بدوري – في حياتي كلها حتى تلك اللحظة – أي عملية ولادة من هذا النوع.
في قليل الأيام التي سبقت موعد الولادة رحت أفتش لنفسي عن مكان أتمكن فيه من الولوج إلى الإنترنت للاطلاع على كل ما قد يساعدني في تعزيز معرفتي بهذا النوع من الجراحات. مع انتهاء العد التنازلي بلغ بي الخوف والتوتر أقصى حدوده. كنت أفكر: لو كان بإمكاني فقط إيقاف الوقت لئلا يأتي اليوم المنشود. ولكن المرأة أتت. كان الجو مشحونا أساسا. والقذائف المسعورة تنهال على المنطقة بعنف. أدخلنا المرأة إلى حجرة العمليات وأجريت العمل الجراحي. ولدت الطفلة سالمة معافاة تماما كأمها. ولم يعد هنالك من متسع في المكان لملء سعادتي.
في الحصار ينحصر عمل الجراح في إنقاذ ما يمكن إنقاذه، نفلح في ذلك أحيانا ونفشل في أحيان أخرى رغم عديد محاولاتنا. بعبارة أخرى يندرج عملنا في إطار (ترميم الضرر) الذي تحدثه آلة الحرب. لكن هذه الولادة لم ترمم أي ضرر، كما جرت العادة، وإنما أتت بحياة جديدة على هذه الأرض. كانت لحظات سحرية تلك. هدنة مؤقتة لم يفلح كل الموت المحيط بنا في خرقها.
مشفاي كان مدرسة مهجورة
تخرجت من كلية الطب بُعيد اندلاع الأزمة في سوريا. في صيف 2011 مع تسارع الأحداث وبلوغ الاحتياجات الطبية حدا ما عاد يمكن تجاهله لم أجد من بد سوى أداء واجبي الطبي وتقديم الرعاية لمن يحتاجها. البداية كانت في مشاف خاصة صغيرة، وما هي إلا بضعة أشهر حتى تم اعتقالي، كما كثر من نظرائي الأطباء ومع مطلع 2012 خرجت من المعتقل لأعود لتقديم العلاج في مشاف ميدانية مرتجلة في أماكن غير مؤهلة للعمل الطبي شرق دمشق ثم في الغوطة حيث الحاجة الطبية الملحة.
في نهاية 2012. اندلعت اشتباكات عنيفة في أحدى الضواحي إلى الشرق من العاصمة، لم يكن في المنطقة التي كانت تعج بالنازحين إذاك أي مركز طبي يقدم العلاج للجرحى. قصدت المنطقة وأخذت على عاتقي مسؤولية إقامة مشفى ميداني. وبعد بحث، وقع اختياري على مدرسة مهجورة كانت قد تعرضت للقصف في السابق، تضررت طوابقها العلوية ولكن الطابق السفلي منها وكذلك القبو، حيث أقمنا مشفانا، كانا بحال جيدة. أصبح هذا المشفى الملاذ الطبي الوحيد الذي يلجأ إليه المصابون جراء القصف على الحي، وكذلك الجرحى من الأحياء والمناطق المجاورة. وعلى الرغم من القصف اليومي المتواصل للمنطقة وما يترتب على ذلك من رعب وتوتر فقد تمكنت والطاقم الطبي العامل معي من القيام بعمل طبي جبار كان السكان بأمس الحاجة إليه.
الحصار
في أحد أيام تموز 2013، الساعة العاشرة صباحا، سقط أحد الصواريخ على المشفى. وأحدث انفجارا مهولا قلب المكان رأسا على عقب، الضغط الذي ولده كان كفيلا باقتلاع حيطان المشفى الخشبية وألقى بالمعدات الطبية ومن بالمشفى في شتى الاتجاهات. وسرعان ما لفت سحابة من الغبار الكثيف المكان جعلت من الرؤية أمرا مستحيلا. لم يشبه هذا القصف أيا مما سبق. أول ما تبادر لذهني هو أن حدثا جللا على وشك الوقوع. وبأن هذا الانفجار ما هو إلا بداية لما هو أسوأ. وبالفعل ما كانت إلا لحظات حتى انهالت القذائف على المنطقة وازدادت أصوات الاشتباكات حدة وكثافة.
ما إن تخطينا مرحلة الصدمة حتى انهارت إحدى العاملات في المشفى، كانت تسكن بالقرب من المشفى حيث نعمل، ابنها الصغير كان في المنزل في الوقت الذي كانت فيه القذائف تنهمر، لم تتمكن من تمالك نفسها وأرادت أن تتفقد ولدها. قرر أحد المسعفين الخروج للبحث عن الصبي.
لم أشأ له أن يخرج وقتئذ، ذلك لأننا لم نكـــن نعلم حقيقة ما يجري في الخارج. ما إن خرج هذا المسعف من بوابة المدرسة حتى وجد دبابة مصوبة سبطانتها نحوه. شاهدنا رجلا يخرج سليما معافى ليعود إلينا في لحظات مصابا بالشظايا. عندها أدركنا حقيقة ما يجري في الخارج وقررنا إخلاء المشفى. حمل كل مسعفين اثنين جريحا وخرجنا مهرولين من الباب الخلفي.
كان الوضع أشبه بالقيامة! كنا نحاول الإسراع ما أمكن في المشي قاصدين مركزا طبيا صغيرا آخر غير بعيد. بينما كانت القذائف تنهال من كل صوب في الطريق المفتوح على الحقول ومع كل قذيفة تسقط كنت أخشى الأسوأ، ولكنا نجحنا في وصول وجهتنا دونما أذية. وصولنا كان أشبه بالمعجزة. تركنا خلفنا كل معداتنا. ولم نعد نجرؤ على العودة إلى المشفى. خلال قليل الأيام اللاحقة علمنا أن المعارك ابتعدت نوعا ما عن مكان المشفى. تناوب الطاقم على الخروج إلى أن تمكنا أخيرا من تحصـــيل ما نحتاجه بعد قرابة العشرة أيام.
أصبحنا محاصرين وأصبح من المستحيل الدخول أو الخروج من المنطقة، أو إدخال الاحتياجات الطبية. سيل لا نهاية له من الجرحى تدفق إلينا منذ أول أيام الحصار. كنت غالبا ما أقوم بجراحتين على الأقل في وقت واحد. عمل متواصل على مدار الساعة. النوم والراحة أصبحا رفاهيات مستحيلة المنال. كنا نسترق دقائق قبيل الفجر لنأكل ما وجد أو لنشرب بعضا من الماء ومن ثم نعود مباشرة للعمل من جديد. القصف العنيف والقتال المحتدم لم ينفك يجلب المزيد من الجرحى إلينا مقصيا أي فرصة للراحة. ولأن أعداد الجرحى فاقت قدرتنا على الاستيعاب، ألزمنا باتخاذ قرارات طبية مؤلمة.
ما بعد الحصار
ثمانية أشهر كانت عمر الحصار حتى فبراير 2014. ثمانية أشهر من العذاب والتوتر. تلى ذلك وقف لإطلاق النار. نجح خلاله كثير من السكان بالعودة إلى منازلهم واستطعنا بدورنا الحصول على بعض المعدات والمستلزمات التي مكنتنا من المضي قدما في توفير الرعاية الطبية لمن يحتاجها. ولكن الوضع الصحي بقي على حاله. استمرت الاشتباكات – وإن بوتيرة متقطعة – على أطراف المنطقة وتابعت القذائف روتينها وإن على نحو متفاوت. وقف نظري إذاً لإطلاق النار لم يغير شيئا من طبيعة عملنا سوى أننا وجدنا أخيرا متسعا من الوقت عملنا فيه على توسعة المشفى لعلمنا بأن عودة السكان تعني بالضرورة تزايد الاحتياجات ما يزيد من ضغط العمل. أنشأنا قسما للتوليد وعيادات لتقديم الرعاية الطبية الأساسية والعناية بذوي الأمراض المزمنة. بينما شرعنا نحن كجراحين بالقيام بالعمليات الباردة العظمية والداخلية والبولية والتي لم يكن بمقدورنا القيام بها من قبل لمحدودية الإمكانات بسبب الحصار ولأننا كنا نبدي الجراحات المنقذة للحياة على سواها.
استمرت أطباء بلا حدود بتزويدنا بما نحتاجه. حصلنا على مختبر مكننا من إجراء التحاليل اللازمة، إضافة إلى حواضن خاصة بقسم التوليد. بخطوات كهذي تمكنا من تلبية الاحتياجات الطبية الأساسية كافة لسكان المنطقة.
لا بد من يوم تنتهي فيه هذه الحرب
اليوم وبعد ثلاث سنوات من العمل الجراحي المتواصل بظروف قاهرة وصلنا معها حد الاشباع. تشبعنا بكل مشاهد البؤس. في احدى مكالماتي مع أستاذ الجراحة الذي تتلمذت على يديه في الجامعة، قال لي «ما أديته في السنوات الثلاث الماضية، بمعزل عن الظروف المحيطة، ضاهى تجربتي العملية التي اكتسبتها على مدار ثلاثين عاما في نطاق العملي الطبي. في الواقع، لقد بلغتم في ثلاث سنين فقط سن التقاعد» وبالفعل، فإني في كل لحظة أشعر بهذا الاكتفاء في كل يوم ولكن ما من خيار آخر. فالنــاس هاهنا بحاجة ماسة لكل أنماط الرعاية الطبية من أبسطها إلى أكثرها صعوبة. ولا يمكن أن أكون سببا إضافيا في تدهور الوضع الانساني الكارثي أصلا.
اليوم أكاد أجزم بأني، وبمجرد انتهاء هذه الحرب، سأعتزل الطب. ما مررنا به حتى اليوم يكفي ليدفع بأي بشر باتخاذ قرار كهذا. كل ما أتطلع إليه اليوم هو أن تتوقف الحرب. لا بد لها من أن تتوقف يوما. حينها سأختار لنفسي ما أشاء من شغل. حينها فقط سنصبح أحياء بحق.
مترجمو الحكومة السورية المؤقتة يضربون عن العمل في مستشفيات أنطاكيا
محمد اقبال بلو
انطاكيا ـ «القدس العربي» منذ أسابيع ينفذ المترجمون في «مستشفى الدولة» بأنطاكيا إضراباً عن العمل، ولا يقومون بوظيفتهم في الترجمة بين اللاجئين السوريين وموظفي هذه المستشفيات والأطباء الأتراك الذين يقومون على علاج السوريين فيها، يأتي ذلك كخطوة احتجاجية على عدم دفع الحكومة المؤقتة لرواتب هؤلاء الموظفين لشهرين متتاليين بحجة عدم توفر السيولة المالية لدى الحكومة.
قامت الحكومة المؤقتة بتوظيف العديد من المترجمين في كل المستشفيات التركية الواقعة في المدن التي تعتبر مركزاً لتجمع اللاجئين السوريين، وفي إجراء ضروري منها قامت بإيفاد هؤلاء المترجمين والذين يجيدون اللغتين العربية والتركية إلى هذه المستشفيات؛ بغية تسهيل الزيارات الطبية للاجئ السوري في تركيا، والوصول إلى حلِّ مشكلة عدم إتقان الكثيرين للغة التركية خاصة داخل المستشفيات.
ويعاني السوريون في المستشفيات التركية من أمر يعتبرونه سلبياً، إلا أنه بالنسبة للمواطن التركي أمراً اعتاد عليه، بل ويجده مبالغة بالاهتمام الصحي به، حيث يطلب الأطباء الأتراك عادة الكثير من التحاليل والصور قبل تشخيص أي مرض، وذلك حرصاً منهم على التشخيص الدقيق للمرض، ووصف العلاج المناسب تماماً، ويتصفون بهدوئهم إلى درجة البرود إلا أنهم يتقنون عملهم ويقومون بخدمة السوري في هذا المجال كأي مواطن تركي تماماً، وكل ما سبق يستدعي التردد إلى المستشفى عدة مرات في كل حالة مرضية مهما كانت بسيطة، وهذا ما يجده السوريون أمراً بالغ الصعوبة كونهم اعتادوا على طرق أخرى من التشخيص والعلاج في المستشفيات السورية الحكومية. «أبو منذر» مواطن سوري قدم منذ شهور لاجئاً من ريف حلب الشمالي إلى أنطاكيا، وسارع في إصدار بطاقة يابانجي «أجنبي» ليستفيد من الخدمات الصحية كاملة، ولدى ذهابه إلى مستشفى أنطاكيا بدأت معاناته التي تتعلق بإضراب المترجمين، يقول أبو منذر: «وصلت إلى المستشفى صباحاً، وبدأت أبحث عن مترجم، وبعد جهد ووقت التقيت به وعلى الفور رفض طلبي في أن يترجم للطبيب ما الذي يصيبني، ورغم أن حالتي لا تحتاج حواراً مطولاً كونها فحصا للعينين من أجل الحصول على نظارة طبية إلا أن الأمر كان معقداً».
ويضيف: لم يكن الطبيب من عرب أنطاكيا، وأصرَّ على حضور مترجم، فعدت للمترجم وأخبرته بأنني سأدفع له مبلغاً بسيطاً بل حاولت إقناعه بأن مبلغ عشر ليرات تركية أو حتى خمسة من كل مراجع سوري سيجمع له أكثر من راتبه، فرفض وأكد لي أنه لن يترجم ما لم تدفع الحكومة المؤقتة راتبه».
حاول «أبو منذر» لمدة ساعة كاملة أن يقنع المترجم وآخر كان موجوداً لكن دوامه ليس في نفس اليوم دون فائدة، وتساءل في نفسه إن كانوا لن يترجموا ولن يعملوا فلم هم في دوامهم، وأثار غيظه منظرهم وهم يقفون دون عمل ليلتفت إليهم ويسألهم «يا أخي إذا ما بدكن تترجموا ليش مداومين.. طيب روحوا على بيوتكم» لم يردوا إلا أنه عرف أنهم يرغبون بالبقاء لتسجيل الدوام لا أكثر رغم إصرارهم على الإضراب.
دخل «أبو منذر» إلى الطبيب التركي وألحَّ عليه أن يفحصه ويكتب له وصفة بقياسات النظارة ونوعية عدساتها، فقبل الطبيب بعد أن عبَّر عن غضبه بلغة تركية لم يفهم «أبو منذر» إلا بعض كلماتها، وأخذ الورقة وانصرف لتجهيز النظارة التي يقول عنها الرجل: أنها ليست صالحة له وعدساتها غير مناسبة، ويؤكد أن هنالك خطأ في الموضوع لا يدرك ما هو، وقد لا يكون متعلقاً بالترجمة أبداً، لكنه قال لنا بسخرية: «أرجو أن تقولوا للحكومة السورية المؤقتة أن تقترض من الائتلاف بعض المال لتدفع للمترجمين رواتبهم».
المعارضة السورية تسعى لتشكيل هيئة تعليمية عليا
انطاكيا ـ «القدس العربي» يتخبط الطالب السوري في المناطق الخاضعة للمعارضة السورية بحثاً عن تأمين مستقبله الجامعي، بينما تسعى قوى المعارضة، لتشكيل هيئة تعليمية عليا، يكون هدفها الأول إنشاء جامعة في المناطق المحررة تضم الاختصاصات كافة.
يقول الطالب «محمد، ع» في حديث لـ «القدس العربي»: لقد حصلت على الشهادة الثانوية العام الماضي من الائتلاف، ولم أتمكن من التسجيل في الجامعات التركية، بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة، وانعدام الدخل لوالدي، وعائلتي المقيمة في مخيم أطمة الحدودي، لكنني ما زلت انتظر فرصة لإكمال دراستي الجامعية.
حرمت ظروف الحرب في البلاد الآلاف من الطلاب من استكمال دراستهم الجامعية، في ظل انسداد الأفق المبشر بمستقبل أفضل من جهة إكمال الدراسة الجامعية للطالب السوري. بحثت المعارضة السورية عن حلول للتعليم الجامعي، وعقد في الشمال السوري، ملتقى لحمل الشهادات العليا من حملة الماجستير والدكتوراه في الداخل السوري، حضره ما يقرب من 60 أكاديمياً، من أجل التباحث في إمكانية تشكيل هيئة تعليمية عليا.
أشرفت على هذا الملتقى حركة أحرار الشام الإسلامية ويقول أحد قادتها ويدعى «أبو النور الشامي»: إن الملتقى جرى بالتنسيق ما بين الحركة، ومركز «رشد» للدراسات، حيث تم الاجتماع لأول مرة في الداخل مع عدد من حملة شهادة الماجستير والدكتوراه، من أجل التباحث في هيئة تعليمية عليا تضم أصحاب الشهادات العليا في الداخل السوري.
ويشير إلى أنّ من أهم الأهداف الهيئة هو تأسيس جامعة في المناطق المحررة، وجمع الكفاءات في الداخل السوري، وهو نواة لمؤتمر تأسيسي، كما اقتصر الحضور على أصحاب الشهادات العليا من حلب وإدلب.
ووفق «ابو النور» فقد تمخض عن الاجتماع ثلاثة لجان مهتمها التواصل مع أصحاب الكفاءات في الداخل، والسعي لتأطيرها ضمن هيئة تعليمية عليا، تكون قادرة على تأمين مستقبل جامعي مميز للطالب في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية، كما نوّه أن لامشكلة للحركة في التعاون مع الجميع من الهيئات العلمية المشكّلة حالياً، من أجل دعم عملية التعليم الجامعي في الداخل السوري.
بدوره رأى خبير أكاديمي – فضّل عدم الكشف عن اسمه: أن لا مستقبل لأي هيئة تعليمية عليا، أوجامعة في الداخل السوري، دون تأمين الاعتراف الأكاديمي من عدد من الجامعات العالمية.
وأضاف الخبير التعليمي: «أية جهود ستبذل من أجل افتتاح جامعة في الداخل السوري، لا بدّ من أن يسبقها جهد كبير في تأمين الاعتراف من الجامعات المعترف بها سواء في الوطن العربي، أو دول العالم الأخرى»، موضحا أنّ جميع الجهود السابقة في هذا الأمر فشلت، بسبب عدم القدرة على تأمين الاعتراف الأكاديمي في تلك التجارب.
أشارت إحصايات غير منضبطة إلى أنّ أكثر من 200 ألف طالب سوري أصبحوا بلا تعليم جامعي، أو لم يتمكنّوا من متابعة دراستهم الجامعية، بسبب الحرب في البلاد، والملاحقة الأمنية للعديد منهم من قبل قوات النظام.
سورية: استقالة العشرات من هيئة التنسيق المعارضة
دمشق ــ ريان محمد
تقدّم عشرات أعضاء “هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي” السورية، المحسوبة على المعارضة الداخلية، من بينهم قيادات، ومعظمهم من الشباب، باستقالاتهم إلى المنسّق العام للهيئة حسن عبد العظيم، أمس الخميس، إثر خلافاتٍ تنظيمية وسياسية.
وأوضح عضو المجلس المركزي، وأمين سر مكتب الشباب في الهيئة المستقيل، مرام داود، لـ”العربي الجديد”، أنّه “في الأشهر الأخيرة اشتدت الخلافات داخل الهيئة التنظيمية والسياسية، إذ عمدت أحزاب الهيئة إلى الهيمنة على مفاصل القرار، عبر أساليب ملتوية، فكان بعض أعضاء هذه الأحزاب ينتسبون إلى الهيئة، بصفة مستقلين لتزيد حصتهم في القيادات، كما تعمدت قيادات الأحزاب إلى عرقلة عمل الشباب ومبادراتهم، إضافة إلى تحييدهم عن العمل السياسي وتهميشهم، عبر تفردها باتخاذ القرارات”.
كما أشار إلى أن “سبب الانفجار الأخير داخل الهيئة، هو إصرار جناح في الهيئة على إقرار لقاء باريس، الذي جمع أخيراً وفدي هيئة التنسيق والائتلاف الوطني، وتجاهل الآراء المعترضة، على شكل اللقاء وإقراره بعيدا عن لقاء القاهرة، حيث تم إهمال الاعتراضات، رغم إصدارنا بياناً خاصا نشر على موقع الهيئة، نتبرأ من هذا الانحراف السياسي”.
كذلك لفت دواد إلى أنّ “أكثر من 35 عضواً من شباب الهيئة، تقدموا باستقالتهم بشكلٍ جماعي، تعبيراً عن اعتراضهم على ما أسموها انزلاقات سياسية تتعرض لها الهيئة، واللهاث خلف مكونات محددة في الائتلاف الوطني، ما يدفع الهيئة لأن تكون جزءاً من الاصطفافات الإقليمية، في حين يواصل أعضاء الهيئة المستقلين تقديم استقالاتهم، كما أنّه من المتوقع أن تستقيل أحزاب وشخصيات من الصف الأول”.
اقرأ أيضاً: منتدى موسكو مؤجَّل… وهيئة التنسيق تقترب من الانفجار
وعما إذا كان نائب المنسق العام المستقيل منذ نحو ثلاثة أشهر، هيثم مناع، جزءاً من هذه الحركة الاحتجاجية، أكّد داود أنّ “الأخير ليس له أي علاقة بالعملية، وإن كانت هناك اتصالات دائمة معه”.
وفي هذا السياق، أشار إلى أنّ “الشباب المستقلين قرروا تكثيف لقاءاتهم، خلال الفترة القادمة، لتحديد الخطوات المقبلة”، مضيفاً أن “أحد الاحتمالات تشكيل كيان سياسي جديد”.
وعرف من المستقيلين عضو المكتب التنفيذي ماجد حبو، وعضوا قيادة فرعي دمشق والمهجر على التوالي، بتار الشرع وصدى حمزة”.
معركة ريف اللاذقية: المبادرة العسكرية في يد المعارضة
حلب ــ رامي سويد
أثبتت قوات المعارضة السورية، التي تسيطر على جبال مدينة اللاذقية الشمالية، في معارك الأيام الأخيرة التي اندلعت على خطوط التماس مع النظام في ريف اللاذقية، أنها تملك مستوى عالياً من التنسيق، فضلاً عن استخدامها تكتيكات عسكرية متقدمة، جعلتها تنجح في تشتيت قوات النظام والمليشيات التي تقاتل إلى جانبه، والتي فشلت حتى الآن في تحقيق أي تقدم منذ بداية الأسبوع الحالي، حين أعلنت بدء معركة أسمتها “لبيك سورية” تهدف إلى السيطرة على مناطق تواجد المعارضة في ريف اللاذقية.
وتمكنت قوات المعارضة السورية، منذ مساء أول من أمس، من شنّ هجوم معاكس على قوات النظام التي سيطرت على قرية دورين الواقعة قرب بلدة سلمى التي تسيطر عليها المعارضة، لتتمكن الأخيرة من إيقاع خسائر كبيرة في قوات النظام التي تمركزت في دورين، قبل أن تنسحب المعارضة منها خوفاً من قصف انتقامي عنيف من طيران النظام.
النظام السوري يفقد فرصة التقدم في ريف اللاذقية
وأوضح الناشط الميداني، أبو سالم الحفاوي، لـ “العربي الجديد” أن هدف قوات المعارضة كان الرد على رواية الإعلام الرسمي التابع للنظام السوري، الذي ركز على أن سيطرة النظام على قرية دورين هو بداية لاستعادة قواته السيطرة على ريف اللاذقية الشمالي بالكامل، على الرغم من أن قرية دورين هي أساساً مجرد محور اشتباك بين النظام والمعارضة، ولا تشكل بمكانها أي أهمية استراتيجية للمعارضة، نظراً لعدم مرور أي خط إمداد لقوات المعارضة عليها.
ويؤكد الحفاوي أن قيادة المعارضة في المنطقة قررت الدخول إلى قرية دورين، لتوصل رسالة للنظام مفادها أن قواتها قادرة على استلام زمام المبادرة العسكرية في المنطقة، إذ إنها تمكنت خلال ساعة واحد عند غروب يوم الأربعاء من استعادة السيطرة على قرية دورين، وعلى المرتفعات الجبلية المحيطة بها، بعد تمكنها من القضاء على جميع عناصر النظام المتواجدين في المنطقة.
وأظهرت المعارضة في جبال اللاذقية مستوى عالياً وغير مسبوق من التنسيق في ما بينها في معارك الأيام الأخيرة، إذ شاركت فصائل اللواء العاشر والفرقة الأولى الساحلية التابعة للجيش الحر وجبهة النصرة وحركة أنصار الدين، وحركة شام الإسلام وحركة أحرار الشام وكتائب أنصار الشام جميعها في عملية استعادة السيطرة على قرية دورين. كما أن دبابات هذه الفصائل ومدفعيتها وصواريخها شاركت معاً في عملية التغطية النارية على قوات المعارضة التي تقدمت في المنطقة، وذلك باستهداف مناطق تمركز قوات النظام بقصف عنيف أفقدها القدرة على التحرك والمناورة.
ولم يتمكن النظام من إيصال أي إمدادات عسكرية لقواته، بسبب حيازة قوات المعارضة في ريف اللاذقية على صواريخ “تاو” المضادة للدروع، والتي منعت مدرعات النظام وأرتاله العسكرية من الاقتراب من مناطق الاشتباك بين الطرفين.
كما أن المعارضة استطاعت التحرك في المنطقة بحرية كاملة بسبب التغطية النارية التي تملكها، ذلك أن فصائل المعارضة استبقت تحركاتها بقصف نقاط تمركز قوات النظام في المنطقة بصواريخ الغراد والدبابات ومدافع “جهنم” محلية الصنع ومدافع الهاون والرشاشات الثقيلة.
وكانت قوات النظام قد تلقت في اليومين الأخيرين ضربات قاسية من المعارضة على خطوط التماس بين الطرفين، في منطقة قمة النبي يونس الاستراتيجية التي تعتبر أعلى قمم جبال اللاذقية بارتفاع يبلغ 1537 متراً عن سطح البحر. وقامت المعارضة السورية بمهاجمة قوات النظام في المنطقة، لتنجح بالسيطرة على قمتي الجلطة والشيخ محمد المجاورتين لها، قبل أن تنسحب من القمم التي سيطرت عليها وتتمركز في الوديان المحيطة بها.
وبرر الصحافي عروة جبلاوي في حديث لـ “العربي الجديد” ما جرى بالقول إن المعارضة باتت تعي تماماً مدى التكلفة الكبيرة التي ستتكبدها فيما لو قررت التمركز في القمم الجبلية العالية ذات الأهمية الاستراتيجية الخاصة، ذلك أن قوات النظام اعتادت عند سيطرة المعارضة على هذه القمم والمراصد، أن تقوم بقصفها بصواريخ الطيران الحربي الذي يسهل عليه استهداف قوات المعارضة المتمركزة على القمم.
ويؤكد الجبلاوي أن المعارضة تعي الأهمية الاستراتيجية العالية لقمة النبي يونس، وعلى هذا الأساس تسعى دائماً لإشغال قوات النظام المتواجدة عليها، ذلك أن هذه القمة تشرف على مدينة اللاذقية التي تبعد عنها سبعة عشر كيلومتراً فقط وعلى مدينة القرداحة التي تبعد عنها كيلومترات قليلة، وعلى طريق اللاذقية سهل الغاب الاستراتيجي بالنسبة لقوات النظام.
وزادت المعارضة في هجومها الأخير من تشتيت قوات النظام السوري، والمليشيات المحلية المعروفة باسم “قوات الدفاع الوطني” التي تقاتل إلى جانب النظام، من خلال القصف المستمر للقرى التي تتمركز بها قوات النظام والمليشيات الموالية لها.
وقد أعلن المكتب الإعلامي لكتائب أنصار الشام أن قوات المعارضة بمختلف فصائلها، قامت خلال اليومين الأخيرين، بقصف مناطق تمركز النظام في قرى أوبين وأبومكة وعرامو والحمبوشية بصواريخ الغراد.
وأوضح أن التنويع الكبير في هجمات المعارضة على مختلف جبهات الساحل، والذي نتج عن التنسيق الكبير بين فصائلها أظهر مدى التشتت وضعف التنسيق بين قوات الجيش التابع للنظام السوري من جهة، وقوات “الدفاع الوطني” (الشبيحة) من جهة ثانية.
من جهتها، أشارت مصادر ميدانية في قوات المعارضة لـ “العربي الجديد” إلى أن هجوم المعارضة الأخير استهدف القوات المتقدمة تجاه قرية دورين؛ وهي قوات “الدفاع الوطني” باعتبار أنها القوات التي تقدمت في المنطقة، والتي قامت بطلب المؤازرة من الجيش السوري، الذي رفضت التورط في المعركة نظراً لأن قوات “الدفاع الوطني” خاضتها بقرار منفرد منها، ودون أي تنسيق مع قوات الجيش السوري.
يونيسف: نطالب الدول بالتفاوض مع داعش
جنيف – رويترز
طالبت ممثلة منظمة الطفولة التابعة للأمم المتحدة (يونيسف) في سوريا، اليوم الجمعة، الدول بالتفاوض مع تنظيم داعش، وممارسة الضغوط عليه حتى يسمح لممثلي المنظمة بالوصول الى المناطق التي يسيطر عليها.
وقالت هناء سنجر في مؤتمر صحفي في جنيف إنه يجب إجراء مثل هذه المفاوضات “على الأقل لحماية الأطفال”.
ويأتي هذا الموقف من ممثلة يونيسف في سوريا في ظل حملة عسكرية يقودها التحالف الدولي ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا.
ورفضت عدة دول الدخول في أي مفاوضات مباشرة مع داعش لإطلاق سراح رهائن قام التنظيم في وقت سابق بذبحهم.
وتورط داعش في ذبح عدة رهائن أميركيين وبريطانيين ويابانيين في مقاطع فيديو وحشية.
ويسيطر التنظيم الإرهابي على مدن مكتظة بالسكان في سوريا مثل الرقة، وفي العراق مثل الموصل.
ويمارس أفراد التنظيم عمليات إعدام وحشية للسكان في الشارع تحت مسمى تنفيذ ما يزعمون أنه الشريعة.
مقتل جنود في تفجير انتحاري في ريف حمص
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
هاجم تنظيم الدولة المتشدد بسيارة مفخخة نقطة للقوات الحكومية السورية قرب شركة غاز في ريف مدينة حمص، مساء الخميس، واستولى على مركبات عسكرية وقتل 4 جنود من الجيش السوري على الأقل.
وأعلن التنظيم أن انتحاريا قاد سيارة مفخخة محملة بخمسة أطنان من المتفجرات استهدف بها حاجز حنورة الذي يعد أكبر الحواجز المنتشرة على الطريق الواصل بين حمص وتدمر بالقرب من شركة الغاز في بلدة الفرقلس.
من جهتها نقلت وكالة الأنباء السورية “سانا” عن مصدر عسكري، أن “ضربات الجيش المكثفة على أوكار الإرهابيين وتحركاتهم في ريف الفرقلس أسفرت عن سقوط العديد من الإرهابيين قتلى ومصابين.”
وفي حلب، قتل وأصيب عدة أشخاص جراء سقوط صاروخ أرض-أرض في منطقة آسيا على أطراف بلدة حريتان بريف حلب الشمالي، مما أسفر عن دمار كبير حسب الناشطين.
في هذه الأثناء، انسحب مسلحو جبهة النصرة من عدة بلدات جنوب العاصمة دمشق، بعد أن دارت اشتباكات بينهم وبين لواء “شام الرسول” أدت إلى وقوع قتلى وجرحى بين الطرفين.
وفي بلدة دوما بريف دمشق، أعلن فصيل “جيش الإسلام” المعارض تشكيل “جيش علي بن أبي طالب لمحاربة الخوارج” في إشارة إلى تنظيم داعش.
وتجددت الاشتباكات شمال شرقي البلاد بين مسلحي تنظيم الدولة والوحدات الكردية في قرية غبشة بناحية تل تمر بريف الحسكة الغربي.
وبث ناشطون من المعارضة شريط فيديو على الإنترنت يظهر، حسبما قالوا، استهداف مواقع للقوات الحكومية في ريف اللاذقية بصواريخ غراد، وذلك بعد ساعات من هجوم شنته المعارضة في المنطقة وصدته القوات الحكومية وقتل فيها العشرات من الطرفين.
سوريا.. دعوات إلى “الموجة الثانية للثورة“
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
مع اقتراب الاحتجاجات في سوريا من إكمال عامها الرابع، أطلق ناشطون سوريون، الجمعة، ما سموه “الموجة الثانية للثورة لتلافي أخطاء الماضي” وإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
ويقف وراء هذا التحرك مجموعة من الناشطين والقيادات المدنية للاحتجاجات السورية التي اندلعت في مارس 2011 وجوبهت بالقوة قبل أن تتحول إلى صراع دام بين فصائل المعارضة المسلحة والقوات الحكومية وميليشيات داعمة لها.
وحسب صفحة فيسبوك التي أطلقها الناشطون على الإنترنت فإن “الموجة الثانية للثورة” تهدف إلى “الاستفادة من دروس وأخطاء المرحلة السابقة، واستعادة الروح الشعبية للثورة، وتحفيز النشاط الثوري.”
ويجرد الناشطون الداعون إلى “الموجة الثانية للثورة” أنفسهم من الانتماء إلى أي تنظيم أو حزب سياسي، لتمييز أنفسهم عن الكيانات السياسية التي تمثل المعارضة السورية وأبرزها الائتلاف الوطني السوري المعارض.
ويسعى هذا الحراك الثوري الجديد، حسب منظميه، إلى الوصول إلى هدفه عبر التركيز على 8 مجالات أو مسارات تشمل الجوانب السياسية والميدانية والإعلامية والمالية.
ولم تفلح الاحتجاجات السورية، وما تلاها من صراع مسلح منذ 4 سنوات في إطاحة حكم الأسد، وأسفر الصراع عن مقتل عشرات الآلاف من المدنيين والمعارضة المسلحة والقوات الحكومية والجماعات الداعمة لها.
مسؤول بالامم المتحدة:مرتكبو جرائم الحرب في سوريا سيواجهون العدالة
جنيف (رويترز) – قال مفوض الامم المتحدة لحقوق الانسان يوم الخميس إن المشتبه بارتكابهم جرائم حرب في سوريا سيواجهون العدالة يوما ما عن الانتهاكات الجسيمة ضد المدنيين مع تزايد ظهور الأدلة ضد جميع الأطراف.
وندد زيد رعد الحسين الذي كان يتحدث عشية الذكرى الرابعة لبدء الصراع بوحشية تنظيم الدولة الإسلامية الذي قطع رؤوس رهائن غربيين وأحرق طيارا أردنيا حيا. ويسيطر التنظيم على اجزاء كبيرة من سوريا والعراق.
وقال الحسين في مقابلة مشتركة مع انطونيو جوتيريس مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين اجرتها معهما كريستيان امانبور بمحطة سي.ان.ان في جنيف ” لدينا كمية هائلة من الأدلة . ثمة قوائم باسماء أشخاص .”
وقال في الحدث السنوي الذي يقام احياء لذكرى وفاة مبعوث الأمم المتحدة الراحل لدى العراق سيرجيو فييرا دي ميلو “العدالة ستتحقق. قد لا تكون فورية لكننا متفائلون ونحن ننتقل من الافلات التام من العقاب إلى تحقيق العدالة. سنكرم الضحايا وأقارب الضحايا.”
وجمعت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة برئاسة باولو بنيرو شهادات وأدلة وأعدت خمس قوائم سرية لمشتبه بهم تقول إن من بينهم مسؤولون عسكريون وأمنيون بالحكومة السورية وقادة من المعارضة المسلحة.
وقال المحققون الشهر الماضي انهم يعتزمون نشر اسماء المشتبه بهم والضغط من اجل اتخاذ وسائل جديدة لاحالتهم للعدالة.
وقال الحسين “لن يكون هناك المزيد والمزيد من الافلات من العقاب. انا واثق تماما من أن الأدلة ستجد طريقها إلى ممثل ادعاء يكون قادرا على اتخاذ الاجراءات القانونية تجاه الجرائم الأسوأ على أقل تقدير.”
وقال جوتيريس إن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ما زال “عاجزا بشكل أساسي” وغير قادر على اتخاذ خطوات لانهاء الحرب التي حصدت أرواح أكثر من 200 ألف شخص.
واقترح بنيرو وفريقه -الذي من المقرر ان يقدموا احدث تقرير لهم إلى مجلس حقوق الانسان يوم الثلاثاء- إقامة محكمة دولية خاصة لان القوى الكبرى غير مستعدة لاحالة الجرائم إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وندد بنيرو الذي كان يتحدث في لقاء منفصل باسقاط حكومة الأسد البراميل المتفجرة على المناطق السكنية كما ندد بقصف تنظيم الدولة الاسمية وجبهة النصرة للمناطق المأهولة بالسكان واعتبر ذلك جرائم حرب.
وقال “المرة الاخيرة التي قرر فيها مجلس الامن أن يقول شيئا عن المحاسبة كانت قبل عام. يجب على المجتمع الدولي ان يتسم بالقدرة على الابتكار . حان الوقت (للتحرك). الضحايا لا يمكنهم الانتظار.”
(إعداد حسن عمار للنشرة العربية-تحرير أشرف صديق)