أحداث الجمعة 17 كانون الثاني 2014
بان رداً على «تحفظات» سورية: الأولوية لهيئة حكم انتقالية
نيويورك، لندن – «الحياة»
تسارع العد العكسي لانطلاق مؤتمر السلام السوري المعروف بـ «جنيف 2» والمقرر أن يبدأ في مدينة مونترو السويسرية الأربعاء المقبل. وأكدت الحكومة السورية مشاركتها، لكنها أبلغت الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بأن لها تحفظات عن بعض ما جاء في الدعوات التي وجّهها إلى المشاركين، فيما يعقد «الائتلاف الوطني السوري» المعارض اجتماعاً مهماً اليوم في إسطنبول ليحسم فيه قرار المشاركة، في ظل دعوات من داخله إلى المقاطعة.
واستضافت موسكو أمس اجتماعات ضمت وزيري خارجية سورية وليد المعلم الذي سيقود وفد بلاده إلى مونترو وإيران محمد جواد ظريف. وعلى رغم أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد أن بلاده «لا تخفي جدول أعمال سرياً» في محادثاتها مع طهران ودمشق، فقد كان لافتاً حديثه مجدداً عن أهمية مشاركة إيران في «جنيف 2»، إذ قال إن مجرد قبول طهران الدعوة إلى حضور المؤتمر سيعني قبولها بيان جنيف الأول (عام 2012). وليس واضحاً ما إذا كانت صيغة الحل التي يطرحها الروس حالياً يمكن أن تسمح بحضور إيران، علماً أن ظريف نفسه كان قد حذّر قبل أيام الأطراف التي تعمل على عدم إشراك بلاده في «جنيف 2» بأنها «ستندم».
وفي نيويورك، أكدت الأمانة العامة للأمم المتحدة تمسكها بالأولويات والأهداف التي حددها الأمين العام بان كي مون لـ «جنيف ٢» في رد غير مباشر على التحفظات التي أبلغها المعلم لبان في رسالة رسمية عن موقف حكومته من المشاركة في المؤتمر.
وأكد فرحان حق الناطق باسم الأمين العام أن بان تسلّم الرسالة السورية، موقعة باسم المعلم، مكرراً ما كان قاله بان رداً على سؤال لـ «الحياة» بأن «هدف مؤتمر جنيف٢ هو تطبيق بيان جنيف١ وتشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة بالاتفاق المتبادل»، وأنه «على رغم وجود تفسيرات مختلفة لكن هذا ما على الدول والأطراف أن تعمل عليه وهذه هي الأولوية في المؤتمر».
وكان المعلم قال في رسالته إلى بان والتي أبلغه فيها عزم حكومته على المشاركة: «إننا لا نوافق على عدد من النقاط الواردة في الرسالة كونها لا تتوافق مع الموقف القانوني والسياسي للدولة السورية ولا تلبي المصالح العليا للشعب السوري». وأضاف: «تبقى الأولوية للشعب السوري مكافحة الإرهاب… وتجفيف مصادره ومطالبة الدول الداعمة له بوقف تمويل وتسليح وتدريب وإيواء هذه المجموعات الإرهابية».
وقال ديبلوماسي رفيع في مجلس الأمن إن «جنيف٢» سينطلق في موعده، لكن «القلق الفعلي هو من اليوم التالي». وأوضح في لقاء ضيق أن «الأنظار ستتركز على الصعوبات التي ستواجه عملية التفاوض بين وفدي الحكومة والمعارضة في سورية، أي في اليوم الذي يعقب الجلسة الموسعة الرفيعة المستوى في ٢٢ كانون الثاني (يناير) وبعد مغادرة كبار الوفود والإعلام لجنيف».
وقال إن الممثل الخاص إلى سورية الأخضر الإبراهيمي «ليس لديه تصور واضح عن الإطار الزمني الذي ستستغرقه المفاوضات، ولا عما إن كان سيحتاج إلى دعم من مجلس الأمن بعد انطلاق المؤتمر». وشدد على ضرورة أن «يبادر الإبراهيمي إلى وضع أجندة المفاوضات وجدولها والعناوين التي ستتضمنها وألا يترك المبادرة للطرفين السوريين وأن يحافظ على مستوى منخفض للتوقعات».
وأكد فرحان حق أن الأمم المتحدة «واثقة بأن المعارضة السورية ستشكل وفداً إلى جنيف٢» وأن الأمانة العامة للأمم المتحدة «تريد من الطرفين الحضور والمشاركة في المفاوضات بجدية بناء على أسس المؤتمر وهي تطبيق بيان جنيف١».
ويحسم «الائتلاف» المعارض في الساعات المقبلة قراره في شأن المشاركة، إذ يعقد اجتماعات لقيادته في إسطنبول. وتُعقد هذه الاجتماعات بعدما تعزز موقف رئيس «الائتلاف» أحمد الجربا الذي حصر به بان تشكيل وفد المعارضة، كما تعزز موقفه بنص الدعوة التي وجهتها الأمم المتحدة للمشاركين والتي تلتزم تطبيق بيان جنيف الأول الذي يلبي هدف المعارضة بقيام هيئة حكم انتقالية تتسلم صلاحيات تنفيذية، بما في ذلك عن الجيش والاستخبارات. لكن أطرافاً مهمة من مكونات «الائتلاف»، مثل المجلس الوطني، ما زالت ترفض الحضور وتهدد بالانسحاب منه إذا ما شارك في «جنيف2». وأكدت الولايات المتحدة أن سفيرها في سورية روبرت فورد موجود في إسطنبول لمتابعة اجتماع المعارضة وحضها على أخذ قرار بالمشاركة.
«النظام» يماطل بإدخال المساعدات إلى «اليرموك» و«المنظمة» عاجزة عن نجدة السكان
محمود سرحان
في الأسابيع والأيام القليلة الماضية علَتْ أصوات الفلسطينيين في الداخل والشتات ولكن ليس من أجل فك الحصار عن قطاع غزة الذي تحاصره القوات الإسرائيلية منذ سنوات أو ضد قانون «برافر» الإسرائيلي، هذه المرة كانت هبة شعبية حول العالم من أجل فك الحصار عن مخيم اليرموك جنوب العاصمة السورية، بعد أن أصبح الموت جوعاً هو الخبر اليومي عن المخيم نتيجة تفاقم الكارثة الإنسانية فيه.
كالنار في الهشيم انتشرت عشرات الاعتصامات في أنحاء العالم للمطالبة بفك الحصار وفتح ممر إنساني عاجل لوقف الموت البطيء لأهالي المخيم من سوريين وفلسطينيين، وقد اتسعت خريطة الاعتصامات والتحركات الشعبية من ألمانيا إلى السويد مروراً بفرنسا في القارة الأوروبية إلى الجزائر وتونس ولبنان والأردن وصولاً إلى الضفة الغربية في رام الله وقطاع غزة وفي مناطق 48 في مدينة يافا والناصرة والقدس المحتلة التي خرجت فيها مظاهرة أمام المسجد الأقصى هتفت: «من الأقصى لليرموك شعب واحد ما بيموت».
وتتلخص أهداف الحراك الشعبي بحسب رشاد الهندي منسق حملة «أنقذوا مخيم اليرموك» في ألمانيا حول مطلبين أساسيين «الأول: إدخال مساعدات عاجلة وفورية إلى المخيم ومن دون قيد أو شرط، والثاني فك الحصار وتحييد المخيم عن الصراع الدائر في سورية»، كما يتوجه بهذه المطالب نحو منظمة التحرير الفلسطينية كعنوان لحل أزمة اليرموك والأوضاع الكارثية التي يعانيها أهله، حيث يضيف الهندي موضحاً: أزمة مخيم اليرموك، ليست إغاثية ولا أمنية، هي أزمة سياسية بحته، ولذلك لا بد من تدخل (المنظمة) التي تدّعي بأنها ممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني وباقي الفصائل الفلسطينية لحل أزمته وتحييده نهائياً عن الصراع في سورية»، وهي في الواقع ذات المطالب التي حملتها في وقت سابق كل التحركات الفلسطينية داخل مخيمات سورية، كانت أولها حملة «كسر الصمت» في آب (أغسطس) الماضي، والتي أطلقها الناشطون الفلسطينيون في الأسابيع الأولى لفرض قوات النظام حصارها التام على المخيم، تبعها العديد من التحركات لدعم المبادرات العديدة التي قدمتها منظمة التحرير الفلسطينية والهيئات الإغاثية، والتي باءت جميعها بالفشل وتبادل طرفي الصراع «النظام والمعارضة» الاتهامات بعرقلتها، وجاء هذا التحرك «العالمي» ليعطي دفعة أمل جديدة لأهالي المخيم بإمكانية الضغط على النظام عن طريق منظمة التحرير، لفتح المخيم أمام المساعدات الإنسانية وفك الحصار بشكل نهائي عنه، وهو ما أشار إليه فاروق الرفاعي (ناشط إعلامي) قائلاً: ارتفعت معنويات المحاصرين كثيراً مع سماع أنباء هذا التحرك واتساعه وهو ما كانوا ينتظرونه منذ مدة طويلة من أجل إنقاذهم»، كما تزامنت معظم التحركات في الخارج مع خروج مظاهرة شعبية في المخيم لذات الهدف وهو فك الحصار، وقد غمرهم التفاؤل بقرب انفراج أوضاعهم مع وصول وفد من منظمة التحرير الفلسطينية إلى دمشق، برئاسة أحمد مجدلاني عضو اللجنة التنفيذية، والإعلان عن التوصل إلى اتفاق بين الفصائل (14) في ما بينها ومع النظام السوري عن «خطة إنقاذ» تبدأ بدخول مساعدات عاجلة.
وكما في المرات السابقة خاب ظنهم من جديد وفشلت محاولتين متتاليتين لإدخال المساعدات، كانت الأولى من طريق إيصالها مباشرة عبر حاجز المخيم والتي أعلنت «الأونروا» عن توقفها لأسباب «أمنية» لم توضحها، والثانية يوم الاثنين 13- 1 – 2014 عبر حاجز «السبينة» البعيد جداً والتي فشلت أيضاً بالوصول بعد تعرضها لإطلاق نار انسحبت على أثره عائدة من حيث أتت. وقد تبين بحسب الشهود على الحادثة بأن قوات النظام هي المدانة بذلك، حيث يروي «سليم» ما حصل، وهو من الفريق المشترك للعاملين في مجال الإغاثة والهلال الأحمر الفلسطيني المكلف باستلام المساعدات: كان الاتفاق عند وصولنا إلى حاجز «البويضة» أن نتقدم ونحن نرفع علم الهلال الأحمر الفلسطيني، وعند وصولنا تابع اثنان منا المسير وهم يحملون العلم نحو الساتر الترابي، فتعرضوا لإطلاق نار من جانب الحاجز التابع للنظام، فهربوا عائدين إلينا؛ وبعد قليل عاودنا المحاولة مرة أخرى فاطلقوا علينا من الدبابة أربعة قذائف إضافة إلى نيران الأسلحة ما أدى إلى عجزنا عن مغادرة الساتر حتى هدأ القصف، وبعدها أُبُلغنا بأن القافلة عادت لتعرضها لإطلاق نار هي الأخرى.
كان وقع هذه الصدمة كبيراً لدى الأهالي الذين انتشروا في الشوارع الرئيسية بانتظار وصول المساعدات، وعمّت حالة الغضب وأشعلوا الإطارات في الشوارع الرئيسية في ما يشبه العصيان المدني نتيجة الاستياء من استمرار لعب «النظام» لعبته والمعتادة معهم منذ بدء الحصار ورضى «المنظمة» عن ذلك.
يقول «جاد» : لو أراد النظام فعلاً إدخال المساعدات إلى المخيم لأدخلها من حاجز المخيم وهو المدخل الوحيد وتحت سيطرته، ولو كانت «المنظمة» جادة هي أيضاً بعملها لأصرت على إدخالها من هناك، وليس من حاجز يبعد عدة أحياء عن المخيم ومليء بمن تطلق عليهم اسم «مسلحين» وبالتالي تكون إمكانية وصولها لأهالي المخيم أشبه بمعجزة».
وفي السياق ذاته انتشرت على صفحات التواصل الاجتماعي «تسريبات» عن وقوع «مشادة كلامية» بين وفد الهيئة الوطنية من أهالي المخيم و بين وفد «المنظمة»، هدد على أثرها «المجدلاني» بأنه لن يعود إلى دمشق مرة أخرى!.
بينما تستمر الكارثة الإنسانية في مخيم اليرموك وسقوط خمسة شهداء جدد ليصبح العدد الإجمالي لشهداء الحصار (47) خلال شهرين ويستمر عجز منظمة التحرير الفلسطينية عن إدخال المساعدات وتلاعب النظام بها، على رغم تبنّيها لوجهة نظره حول قضية المخيم، يستمر الحراك «العالمي» بالاتساع دعماً لفك الحصار عن المخيم بعد انضمام بلدان عربية وأوربية للمشاركة فيه، ولعل أهم النتائج المباشرة له هو التأكيد من جديد أن الفلسطينيين شعب واحد على رغم ما أفسدته الانقسامات السياسية، كما أن مشاركة حوالى 60 إذاعة فلسطينية في يوم تضامن إعلامي مع المخيم المحاصر، خرق حاجز التعتيم الإعلامي الكبير الذي كان يخفي تفاصيل المأساة الإنسانية التي يعانيها الفلسطينيون والسوريون في مخيم اليرموك، حيث يقول «ياسين» منسق حملة «أنقذوا مخيم اليرموك» في مدينة القدس المحتلة «لم نسمع إلا القليل عن أخبار اليرموك ولم ندر بأنه حصار «جدّي» إلا متأخرين وبعد سقوط الكثير من الضحايا للأسف»، ويؤكد استمرار تحركهم حتى فك الحصار نهائياً عنه وعودة الحياة الطبيعية إليه.
منّاع ينفي أن تكون هيئة التنسيق أبلغت لافروف موافقتها على حضور “جنيف 2“
لندن – يو بي أي
نفى هيثم منّاع، رئيس فرع المهجر في “هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي” السورية المعارضة،أن تكون الهيئة أبلغت وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف موافقتها على حضور مؤتمر “جنيف 2″، مشيراً الى أنها لم تتلقَ أي عرض لتغيير موقفها الرافض لحضور المؤتمر.
وقال منّاع: “ليس هناك أي تغيير في موقف الهيئة في شأن حضور مؤتمر “جنيف 2″ بالشروط والأوضاع والتحضيرات الراهنة في شكلها الحالي”.
وأضاف أن لافرف “أعلن في المؤتمر الصحافي مع نظيره السوري وليد المعلم في موسكو، اليوم، أن المنسّق العام لهيئة التنسيق حسن عبد العظيم أكد له في اتصال هاتفي أن الهيئة ستشارك في مؤتمر “جنيف 2″، لكن هذا الاتصال لم يحدث، وليس هناك أي تغيير في موقف الهيئة”.
وأشار منّاع إلى أن قرار هيئة التنسيق بعدم المشاركة في المؤتمر “جرى بإجماع أعضاء مكتبها التنفيذي، وهو نهائي ولا يحق لأي عضو فيه مخالفة هذا القرار، وحسن عبد العظيم أكثر الملتزمين بهذا الموقف”.
وقال: “مهما عُرض على هيئة التنسيق من مُقبّلات لحضور “جنيف 2″ في 22 الشهر الجاري، فهي مصرّة على أن شروط التحضير الأساسية للمؤتمر غير موجودة، ولا يمكن توفيرها خلال الأيام القليلة التي تسبق انعقاده”.
وكانت هيئة التنسيق المعارضة أعلنت أنها لن تشارك في مؤتمر “جنيف 2” الأربعاء المقبل “لأن كل الشروط المتعلقة بوجود قوي لوفد المعارضة الوطنية السورية لم تتوافر، ولوضع كل فصائل المعارضة السورية أمام سياسة الأمر الواقع، ومطالبتها ببذل كل ما في وسعها لانجاح المؤتمر خلال أربعة أيام تفصل بين قرار الائتلاف وافتتاح المؤتمر”.
وقال منّاع: “هذه الطريقة في عقد مؤتمر يقرر مصير شعب ودولة لا يمكن وصفها بأنها جدية، إلا إذا كان القرار الدولي وحده سيد الموقف ويملي على السوريين الانصياح للإرادة الدولية في سيناريو أُعد سلفاً لتقرير مصيرهم. ولذلك نعتقد أن مؤتمر “جنيف 2″ سيكون مجرّد احتفالية بروتوكولية لن تطرح خلالها المهمات الأساسية المناطة به بصورة جدية”.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، شدّد في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السوري وليد المعلم في موسكو في وقت سابق اليوم، على “ضرورة مشاركة هيئة التنسيق الوطنية والمنظمات الكردية في “جنيف-2″، معتبراً أن “لا مسوّغات لاستبعاد المعارضة الداخلية من هذا المؤتمر”.
“داعش” تنسحب من مدينة سراقب السورية
بيروت -أ ف ب
انسحب عناصر “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش) من مدينة سراقب، احد ابرز معاقلهم في محافظة ادلب شمال غربي سورية، اثر معارك مع تشكيلات أخرى من المعارضة، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: “انسحب عناصر الدولة الاسلامية في العراق والشام فجر اليوم من مدينة سراقب، في اتجاه بلدة سرمين”، على بعد نحو 15 كيلومتراً غرباً.
وأضاف ان عناصر هذا التنظيم الجهادي المرتبط بـ”القاعدة”: “انسحبوا بعدما أصبح وضعهم صعباً في المدينة، وحوصروا من جانب الكتائب الاسلامية والكتائب المقاتلة في الطرفين الغربي والجنوبي لسراقب”.
واوضح عبد الرحمن ان المدينة “كانت من أبرز معاقل الدولة الاسلامية في ادلب، وتواجد فيها اكثر من 300 مقاتل قبل بدء المعارك”، مشيراً الى ان العشرات من هؤلاء “قتلوا أو جرحوا خلال الايام الماضية”.
ومن ابرز هؤلاء “امير” الدولة الاسلامية في المدينة “ابو البراء البلجيكي” الذي قضى الاربعاء في اطلاق اطلاق نار عليه من مقاتلين معارضين، بحسب المرصد.
وكان “أبو البراء” توعد باللجوء الى السيارات المفخخة في حال تواصل المعارك بين عناصر الدولة الاسلامية ومقاتلين من المعارضة.
ولجات “الدولة الاسلامية” في ردها على المجموعات التي تقاتلها وابرزها “الجبهة الاسلامية” و”جبهة ثوار سورية” و”جيش المجاهدين”، الى عمليات انتحارية عدة، غالبيتها بسيارات مفخخة، تسببت بمقتل العشرات.
وبدأت المعارك بين الطرفين اللذين كانا يقاتلان في خندق واحد ضد النظام السوري في 3 كانون الثاني (يناير) الجاري. ويتهم مقاتلو الكتائب الدولة الاسلامية بعمليات خطف وقتل واعتقالات عشوائية والتشدد في تطبيق الشريعة الاسلامية واستهداف المقاتلين والناشطين الاعلاميين.
وأسفرت المعارك عن مقتل اكثر من الف شخص، بحسب أحدث حصيلة أوردها المرصد السوري الماضي.
المعارضة السورية تجتمع في اسطنبول للبت في مشاركتها في مؤتمر “جنيف-2“
اسطنبول – أ ف ب
تلتقي المعارضة السورية وسط انقسامات شديدة في اسطنبول للبت في امكان مشاركتها في مؤتمر “جنيف-2” الدولي حول سورية، فيما تخضع لضغوط شديدة من داعميها العرب والغربيين.
وقبل خمسة ايام من انطلاق المؤتمر الدولي بمبادرة اميركية – روسية، تعقد الجمعية العامة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية اجتماعاً مغلقاً في احد فنادق ضواحي اسطنبول.
وقال احد اعضاء الائتلاف انه “في ضوء المناقشات المحتدمة في الاجتماع الاخير فإن الاجتماع قد يستمر حتى السبت (غداً)”.
وكان مندوبو المعارضة المعتدلة للرئيس السوري بشار الاسد عجزوا خلال اجتماع سابق في اسطنبول قبل عشرة ايام عن اتخاذ قرار في شأن المشاركة في المؤتمر الدولي حول سورية بسبب الانقسامات القائمة بينهم.
وعشية اجتماعهم الجديد حض وزير الخارجية الاميركي جون كيري مجدداً الائتلاف على المشاركة في مؤتمر “جنيف-2”.
وقال كيري أنه “عشية الجمعية العامة التي سيتخذ خلالها الائتلاف الوطني للمعارضة السورية قراراً في شان مشاركته في مؤتمر السلام في جنيف، تدعو الولايات المتحدة (…) الى تصويت ايجابي”.
واضاف: “ينبغي تمكين الشعب السوري من تحديد مستقبل بلاده، ينبغي الاستماع الى صوته”.
ويرفض قسم من اعضاء الائتلاف بدءاً بمكونه الرئيسي المجلس الوطني السوري، الجلوس الى الطاولة ذاتها مع ممثلي نظام دمشق.
واشترط المجلس في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، من اجل المشاركة في “جنيف-2″، ان يكون التفاوض على “انتقال السلطة بكل مكوناتها واجهزتها ومؤسساتها ثم رحيل” الاسد، مطالباً في الوقت ذاته بوقف اطلاق نار خلال المحادثات.
كما أكد الائتلاف خلال جمعيته العامة السابقة في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي “التزامه المطلق أن هيئة الحكم الانتقالية لا يمكن أن يشارك فيها الأسد أو أي من المجرمين المسؤولين عن قتل الشعب السوري، كما لا يمكن لهم القيام بأي دور في مستقبل سورية السياسي”.
غير ان مطالب المعارضة السورية لم تتحقق.
وكرر النظام السوري انه لن يذهب الى جنيف “لتسليم السلطة الى احد… ولن نقبل عقد صفقات مع احد”، مؤكداً انه يعود إلى الأسد ان يقود المرحلة الانتقالية.
وفي مواجهة التحفظات المتزايدة في صفوف المعارضة على هذا المؤتمر، ضاعفت الجهات الغربية والعربية الداعمة للمعارضة السورية التطمينات والضغوط لاقناعها بالذهاب الى سويسرا حيث باتت مشاركتها في المؤتمر شرطاً لا بد منه لتأكيد صدقيتها.
وفي هذا السياق، اكد مؤتمر اصدقاء سورية، المنعقد الاحد المقبل في باريس، ان “لا مستقبل” للاسد في سورية.
غير ان رئيس الائتلاف احمد الجربا لم يخف “قلق” الائتلاف و”شكوكه” و”مخاوفه” في شأن ما سيفضي إليه مؤتمر “جنيف-2”.
ونقلت وسائل اعلام بريطانية ان واشنطن ولندن هددتا المعارضة السورية مباشرة بقطع مساعداتهما لها اذا لم تشارك في المؤتمر الدولي.
وقال مسؤول في الائتلاف لـ”هيئة الاذاعة البريطانية” (بي بي سي) وصحيفة “ذا غارديان”، طالباً عدم كشف اسمه: “أبلغونا بوضوح شديد انهم سيوقفون دعمهم لنا واننا سنخسر صدقيتنا لدى المجموعة الدولية اذا لم نشارك في المؤتمر”.
ونفت واشنطن ولندن ان تكونا وجهتا مثل هذا التهديد، إلا ان معارضة الداخل تذرعت بذلك لتعلن الاربعاء الماضي عدم ذهابها الى سويسرا.
واعلنت “هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي” التي لا تنتمي الى الائتلاف ان “الأمم المتحدة والدولتين الراعيتين (الفيديرالية الروسية والولايات المتحدة)” طالبت “الائتلاف بتشكيل وفد وازن للمعارضة السورية في جنيف تحت مظلة الائتلاف”.
وقال مصدر ديبلوماسي غربي ان “الائتلاف لا خيار لديه، وبالتالي سيرسل على الأرجح وفداً الى مونترو” في سويسرا، لكنه رأى ان “هناك احتمالات عالية بأن يتفكك جراء هذا القرار”.
وسيسعى المؤتمر الدولي الذي ينطلق في مونترو قبل الانتقال الى جنيف لإيجاد حل سياسي يمكن ان يضع حدا للنزاع المستمر في سورية منذ آذار (مارس) 2011، والذي أسفر عن أكثر من 130 الف قتيل وملايين اللاجئين والنازحين.
«النصرة» تتبنى الهجوم الانتحاري في الهرمل
بيروت – «الحياة»
ضربت يد الإرهاب مجدداً في لبنان أمس وطاولت الأبرياء والمدنيين، لكن في مدينة الهرمل في البقاع الشمالي هذه المرة حيث فجر انتحاري نفسه بسيارة مفخخة، ما أدى الى مقتل 3 مواطنين أمام سراي المدينة وجرح أكثر من 26 آخرين. وأعلنت «جبهة النصرة في لبنان» على موقع «تويتر» مسؤوليتها عما سمته «عملية استشهادية فارسها أحد أسود جبهة النصرة»، مشيرة الى «زلزلة معقل حزب الله رداً على ما يقوم به من جرائم في حق نساء وأطفال أهل السنّة في سورية».
ودعا بيان «جبهة النصرة» «أهل السنّة في كل مناطق لبنان الى أن يرصّوا صفوفهم» لمواجهة من وصفته بـ «حزب الشيطان»، وأضافت: «ما خبرناه إلا غبياً وجباناً، غبياً بتقديراته الجنائية، وجباناً لوضع مقارّه بين المدنيين».
وكانت المجموعة ذاتها أعلنت مسؤوليتها عن صواريخ استهدفت مدينة الهرمل في السابق.
واستفاق لبنان على أنباء الانفجار التاسعة إلا ربعاً صباح أمس في ساحة سراي الهرمل التي تقع قربها محال تجارية وفروع مصارف وعيادات طبية ومكاتب دوائر رسمية. وأدى الانفجار الى احتراق العديد من السيارات وتحطمها وتضرر العديد من المحال التجارية والأبنية. وقال شهود عيان من الجرحى لـ «الحياة»، إن السيارة انفجرت فيما كانت تعبر الطريق من أمام أحد المصارف، ومن دون أن يركنها الانتحاري الذي كان يقودها، بفعل وجود حراسة مشددة للمنطقة منذ أكثر من سنة، والتي تحول دون ركن أي سيارة من دون التعرف الى هوية صاحبها ووجهته.
وفيما أشار بيان للصليب الأحمر اللبناني الى سقوط 5 قتلى وأكثر من 40 جريحاً، أعلن بيان قيادة الجيش عن سقوط ثلاثة قتلى وعثور الخبراء المختصين على أشلاء بشرية قرب السيارة المستخدمة في التفجير. وباشرت الشرطة العسكرية التحقيق لتحديد طبيعة الانفجار وظروف حصوله».
وفيما لم يذكر بيان الجيش إذا كان انتحاري فجر السيارة فإن معظم التقديرات تحدثت عن أن الأشلاء تعود إليه. وتبين أن السيارة المفخخة من نوع «كيا سبورتاج» سوداء اللون كانت سرقت من منطقة إنطلياس في ساحل المتن الشمالي.
واعتبر رئيس الجمهورية ميشال سليمان أن الانفجار حلقة جديدة في مسلسل الإجرام الذي يستمر المتضررون من الاستقرار في تنفيذه، مؤكداً أن تحصين الساحة يستوجب التضامن القيادي والشعبي ويفرض قيام حكومة جامعة سريعاً لمواجهة التحديات. ودعا رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الى التوحد في وجه الأعمال الإرهابية التي تضمر الشر لهذا الوطن.
ودان رئيس الحكومة المكلف تمام سلام العمل الإرهابي، معتبراً أن الرد على ما يتعرض له أهلنا في الهرمل يكمن في تحسين المناخات السياسية لقطع الطريق أمام المستفيدين من ضعف الوضع الداخلي.
وصدرت استنكارات للتفجير من نواب المنطقة الذين زار معظمهم موقع الانفجار وتفقدوا الجرحى، فيما استُنفرت أجهزة الإغاثة ووزارة الصحة، واعتبرت كتلة «المستقبل» النيابية أن هذه الجريمة في الهرمل تخدم أعداء لبنان والاستقرار والعيش المشترك، مطالبة الأجهزة الأمنية بكشف المجرمين.
ودانت السفارة الأميركية في بيان، «التفجير الإرهابي الذي وقع في الهرمل»، وحثت «جميع الفرقاء على ممارسة ضبط النفس والهدوء والامتناع عن القيام بأعمال انتقامية». وأعلنت «دعم الجهود التي تبذلها الحكومة اللبنانية لإجراء تحقيق شامل في التفجير». وأكدت «مواصلة الولايات المتحدة دعم مؤسسات الدولة اللبنانية لضمان بناء لبنان مستقر وذي سيادة».
وأشادت بـ «دور القوات المسلحة اللبنانية وقوى الأمن الداخلي في الحفاظ على أمن لبنان»، وحثت على «تقديم أي فريق مشارك في تفجير الهرمل الى العدالة».
مشاركة الألبان في «الجهاد» في سورية تتراجع وسط حملة مضادة
محمد م. الارناؤوط
بعد المد الذي وصل الى ذروته في أواخر 2013 يبدو الآن ان مشاركة الشباب الألبان في «الجهاد» بسورية دخلت مرحلة الجزر نتيجة لتفاعل عوامل محلية واقليمية ودولية، خصوصاً بعد تناول الاتحاد الاوروبي هذا الملف والصراع الدامي بين فصائل المعارضة المسلحة الاسلامية («داعش» و«جبهة النصـــرة» و«الجبهة الاسلامية») في شمال سورية خلال شهر كانون الاول (ديسمبر) الماضي والمستمر حتى الآن، الذي أعطى صورة مختلفة عن القتال الدائر في سورية. وبالاضافة الى هذا وذاك يلعب التجاذب السياسي في المشهد الألباني دوره في هذا المد والجزر.
في هذا السياق وجّه رئيس البرلمان الكوسوفي يعقوب كراسنيتشي في 9 كانون الثاني (يناير) الحالي أقوى نقد لسياسة الحكومة التي يرأسها هاشم ثاتشي والمشيخة الاسلامية برئاسة المفتي نعيم ترنافا بسبب صمتهما المتواصل حول ذهاب الشباب الالبان الى سورية للقتال هناك باسم «الجهاد». فقد تحدث كراسنيتشي في صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي عن «الآلام التي تميّز كوسوفو» ومنها مشاركة بعض شبابها في الحرب الدائرة في سورية «التي ليست سوى حرب أهلية تنتج الذنوب والبؤس والمآسي لأولئك الناس هناك، وهي لا تنتج قداسة ولا شهداء»، وحمّل المسؤولية في ذلك للحكومة الكوسوفية والمشيخة الاسلامية بسبب الصمت المتواصل حول ذلك موضحاً أنهما «ملزمتان بتوضيح حقيقة هذه الحرب للمواطنين، وتربية المؤمنين على قيم الدين الاسلامي، عوضاً عن الصمت المـتواصل وكأنه لا يحدث شيء حولهم».
ولكن هذا النقد غير المسبوق من رأس البرلمان الى رئيس الحكومة ورئيس المشيخة لم يأتِ من فراغ. فقد كان كراسنيتشي وهاشم ثاتشي من «رفاق السلاح» في «جيش تحرير كوسوفو» الذي تحول في 1999 الى «الحزب الديموقراطي الكوسوفي الذي يحكم كوسوفو منذ الاستقلال ويقوده الثنائي ثاتشي – كراسنيتشي الى عهد قريب، ولكن الخلاف دبّ بينهما في 2013 وانسحب كراسنيتشي من الحزب ليؤلف حزباً جديداً. ومن هنا فقد أراد أن يستقطب الجناح المعارض لثاتشي بالتركيز على تحميل ثاتشي المسؤولية عن مقتل الشباب الكوسوفيين باسم «الجهاد» في سورية بسبب الصمت المطبق الذي حرص عليه ثاتشي حتى الآن. ومن ناحية أخرى فقد شمل نقد كراسنيتشي المفتي باعتباره مقرباً من رئيس الحكومة ولأنه يؤيد الجناح الاسلامي المعتدل الذي يمثله جابر حميدي رئيس المجلس الاعلى للمشيخة الاسلامية الذي أزيح من منصبه في خريف 2013.
ويبدو أن هذا الانتقاد أصاب الهدف، حيث سارعت الحكومة والمشيخة الاسلامية الى تبرئة نفسيهما من المسؤولية. فقد صرّح أولاً نائب رئيس الحكومة ووزير العدل خير الدين كوتشي بأن الحكومة تسعى الآن الى ادخال تعديلات على قانون العقوبات حتى يشمل المشاركة في الحروب الأهلية بالخارج، وهي «تتشاور لأجل ذلك مع الشركاء الدوليين». وفي اليوم التالي (9/1/2014) ظهر المفتي نعيم ترنافا ليوضح الموقف المطلوب للمرة الأولى في التلفزيون الرسمي. فقد طالب في هذه المناسبة الشباب بعدم الذهاب الى سورية لأن «الحرب في سورية لا علاقة لها بالدين وان اولئك الذين قتلوا هناك ليسوا شهداء». وقد ناشد المفتي بهذه المناسبة وزارة الداخلية والعائلات أن تبذل جهودها لمنع ذهاب الشباب الى سورية وإرجاع من ذهب الى هناك.
ومن ناحية أخرى لم تكن مصادفة بطبيعة الحال أن تتحرك المشيخة الاسلامية في ألبانيا المجاورة في الوقت نفسه لتعارض ذهاب الشباب الألبان للقتال في سورية باسم «الجهاد». فقد كانت المشيخة صامتة خلال حكم الحزب الديموقراطي برئاسة صالح بريشا 2011-2013 الذي كان يصرح من حين الى آخر بموقف متشدد من نظام الرئيس بشار الاسد لمصلحة المعارضة. ولكن تولي اليسار رئاسة البرلمان (الير ميتا الذي زار سورية والتقى الاسد في صيف 2009) والحكومة (ادي راما) معاً في ايلول الماضي والقلق المتزايد في الرأي العام مع ازدياد عدد الالبان الذين سقطوا في الحرب الدائرة في سورية جعلا المشيخة تخرج عن صمتها وتنتهج سياسة واضحة في معارضة ذهاب الشباب للقتال في سورية.
فقد صرّح نائب رئيس المشيخة الاسلامية غازمند آغا في لقاء مع قناة «فزيون بلوس» الالبانية أن «الشباب الالبان الذين ذهبوا الى سورية لاجل «الجهاد» خُدعوا بذلك لأن هذا يتعارض مع أسس الدين الاسلامي». وقد أوضح بهذه المناسبة أنه طلب من خطباء الجوامع في ألبانيا أن يوضحوا ذلك للمؤمنين وان ينتبهوا من كلّ من يحرّض على الذهاب للقتال في سورية باسم «الجهاد» (جريدة «شكولي» 11/1/2014).
الإرهاب الانتحاري يستهدف الهرمل مجدّداً و”النصرة” تتبنّى التفجير / المسعى الحكومي في مراوحة بين عِقد التأليف والبيان الوزاري
لم يكن “التفجير الارهابي الذي استهدف بلدة الهرمل” امس، على حد وصف رئيس الجمهورية ميشال سليمان، ليأتي بعيداً من مسلسل الانفجارات الذي لا يزال يضرب لبنان وآخرها التفجيران الارهابيان اللذان استهدف اولهما الوزير السابق محمد شطح في وسط بيروت قبل نهاية 2013، فيما استهدف الثاني في اول ايام 2014 منطقة حارة حريك في عمق الضاحية الجنوبية لبيروت وطاول المدنيين كحال انفجار الهرمل. وفيما لا يزال انفجار وسط بيروت خارج تبني أي جهة، ارتبط انفجار الهرمل بتبني “جبهة النصرة في لبنان” إياه، بينما كان تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش) اعلن سابقا مسؤوليته عن انفجار الضاحية. والجهتان اللتان تنغمسان في الحرب السورية ربطتا دخولهما ساحة التفجيرات في لبنان من زاوية هذه الحرب وتبرير ذلك بالرد على مشاركة “حزب الله” فيها.
حكومة
وفي مواجهة هذا المسلسل الجهنمي الذي يجعل لبنان امتدادا لموجات التطرف في المنطقة، دعا الرئيس سليمان الى ايجاد مظلة واقية تكون حاليا بـ”قيام حكومة جامعة سريعا لجبه هذه التحديات ومواجهة هذه المخاطر”. لكن بدا ان جهود تأليف الحكومة لا تزال في سباق بين اعلانها وفق معادلة الثلاث ثمانات والاهتمام بتوزيع الحقائب على هذا الاساس، وانجاز تفاهم مسبق على مبادئ ينطلق منها البيان الوزاري للحكومة الجديدة مما يحدث انقساما بين ضفتي القوى السياسية في فريقي 8 و14 آذار. ويقول متابعون لجهود التأليف ان حدث انطلاق عمل المحكمة الخاصة بلبنان امس في هولندا والانفجار الارهابي في الهرمل فرضا انكفاء اعلاميا على المعنيين بالتأليف، فيما ابلغت مصادر في قوى 14 آذار “النهار” ان يوم امس لم يحمل جديدا من 8 آذار رداً على اسئلة هذه القوى ولا سيما في ما يتعلق باعتماد اعلان بعبدا في البيان الوزاري والتخلي عن ثلاثية “الجيش والشعب والمقاومة”. وقد جرت مشاورات طوال النهار بين قادة 14 آذار بمن فيهم المسيحيون المستقلون و”تيار المستقبل”. وأعلنت كتلة “المستقبل” في بيان لها بعد اجتماع برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة انها “تنظر بعين الإيجابية الى المساعي المبذولة من أجل تشكيل حكومة ترضي اللبنانيين وتلبي الحد الأدنى من طموحاتهم وتلائم تطلعات مكونات تحالف قوى الرابع عشر من آذار”. أما في معراب فالتقى رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع وفدا من النواب والشخصيات المستقلين الذي اعلن باسمه النائب بطرس حرب ان هناك “اتفاقا شبه كامل لجهة المبادئ الاساسية المرتبطة بقيام الدولة والنظام الديموقراطي” والتمسك بمبادئ لتشكيل الحكومة ابرزها اعلان بعبدا.
عون
ومساء امس، عاد العماد ميشال عون من الفاتيكان الى بيروت بعد زيارة استمرت اياما لم يعرف ما تخللها من لقاءات. ووسط تكتم على طبيعة اللقاءات التي قد يكون العماد عون أجراها هناك، ترددت معلومات للمرة الثانية امس عن حصول لقاء لعون والرئيس سعد الحريري في روما، في حضور النائب السابق غطاس خوري. غير ان شخصيات قريبة من عون اتصلت بها “النهار” مساء للتأكد من هذه المعلومات قالت ان لا علم لها بذلك ولم تؤكد كما لم تنف اللقاء.
الهرمل
وأفاد مراسل “النهار” في بعلبك وسام اسماعيل ان الانفجار الارهابي الذي ضرب مدينة الهرمل حصل امام السرايا الحكومية وكانت حصيلته أربع ضحايا و 46 جريحاً، وتناثرت أشلاء بينها جثة الانتحاري منفذ التفجير، فضلاً عن إصابة عشرات السيارات والمتاجر والمنازل بأضرار جسيمة.
وأكدت مصادر أمنية واسعة الاطلاع لـ ” النهار” ان الانفجار نفذه انتحاري كان يقود سيارة من نوع “كيا – سبورتدج” سوداء ورقمها 55597 / ب موديل 2010، مسجلة في بيروت باسم صاحبتها “نظرت كسبار شاهنيان” وهي سيارة مسروقة من انطلياس في 8 تشرين الثاني الماضي. وبلغت زنة العبوة نحو 35 كيلوغراماً من المواد المتفجرة كانت موزعة وموضبة في ابواب السيارة.
ولفتت المصادر الى أن الفرضية الأولى بحسب موقع الانفجار ان يكون السائق فجر نفسه، بينما ترجّح الفرضية الثانية أن يكون تفجير السيارة حصل من بعد.
وبعد ساعات من الانفجار تبنت “جبهة النصرة في لبنان” في بيان تفجير السيارة المفخخة في مدينة الهرمل الخميس، قائلة ان الهجوم كان انتحاريا. وأدرجته في اطار الرد “على ما يقوم به حزب الله من جرائم بحق نساء وأطفال أهل السنة في سوريا”، وذلك في بيان نشرته في حسابها الخاص بموقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي.
واشنطن ترفض أيّ إعادة تفسير لبيان جنيف 1
العواصم الاخرى – الوكالات
حض وزير الخارجية الأميركي جون كيري قوى المعارضة السورية المنضوية تحت لواء “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”، عشية اجتماعها للبحث في مشاركتها في مؤتمر جنيف 2، على ان تصوت ايجاباً على الحضور، معرباً عن رفضه لأي تفسير صادر عن أي طرف يسعى الى اعادة تفسير او تأويل هدف المؤتمر، الا وهو تطبيق مضمون بيان مؤتمر جنيف 1 أي” “اقامة عملية (سياسية) ضرورية لتشكيل هيئة حكومية انتقالية تتمتع بصلاحيات تنفيذية كاملة يتم الاتفاق عليها بالتوافق” بين الطرفين المتفاوضين.
وانتقد في كلمة القاها قبل بدء الايجاز الصحافي اليومي في الوزارة وبدا فيها حازما وصارما، ما وصفه بالمحاولات الاخيرة للبعض لاعادة تفسير هدف المؤتمر الذي سيفتتح في مدينة مونترو سويسرا الاسبوع المقبل.
وفي محاولة لطمأنة المعارضة التي تخشى بعض فصائلها ان يقبل بعض الاطراف المشاركين ببقاء الرئيس بشار الاسد في السلطة بشكل ما، أكد ان “اي اسماء تطرح لقيادة العملية الانتقالية السورية، يجب وفقا لبنود بيان جنيف 1 وكل المواقف المكررة بعد ذلك حول قلب وروح جنيف 2، هذه الاسماء يجب ان يتم الاتفاق عليها بالتوافق بين المعارضة والنظام. هذا هو تعريف الموافقة المشتركة… وهذا يعني ان أي شخص غير مقبول لدى أي من الطرفين، أكان الرئيس الاسد أم اي عضو في المعارضة، لن يكون جزءا من المستقبل”.
ولاحظ ان “سوريا باتت جاذبا مغناطيسيا للمجاهدين والمتطرفين. وهي الآن اكبر جاذب مغناطيسي في العالم من هذا النوع. لذلك لا يمكن من الناحية المنطقية ان نتخيل ان أولئك الذين ادت وحشيتهم الى ايجاد هذا الجاذب المغناطيسي، كيف يمكن ان يقودوا سوريا بعيدا من التطرف وفي اتجاه مستقبل افضل. هذا ابعد من ان يفهمه المنطق او الوعي العادي”.
وقبل ايام من انعقاد جنيف 2، أجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف محادثات مع كل من وزير الخارجية السوري وليد المعلم ووزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف اللذين يزوران موسكو في شأن مؤتمر جنيف 2. وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي مع ظريف: “هذا لا يعني ان لدينا مشروعا ثلاثيا”.
ونقلت وكالة “نوفوستي” الروسية للانباء عن بيان لوزارة الخارجية الروسية ان “هدف هذه الجهود هو دفع الحكومة والمعارضة السوريتين الى اتخاذ سلسلة من الخطوات ذات الطابع الإنساني، منها التوصل إلى هدنة في بعض المناطق، وتبادل الأسرى والمعتقلين، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية الى المناطق المحاصرة، سواء من القوات الحكومية أو المعارضة المسلحة”.
وتمكنت الأمم المتحدة امس من ايصال كمية من الإمدادات إلى منطقة الغزلانية جنوب غرب دمشق غداة اعلانها أن السلطات وافقت على السماح بمرور الإمدادات الإنسانية إلى بعض المناطق التي عزلها القتال. وصرح الناطق باسم الامم المتحدة خالد المصري بان قافلة نقلت كمية من الاغذية والادوية وامدادات الاغاثة الشتوية الى الغزلانية الواقعة قرب مطار دمشق بمساعدة الهلال الاحمر العربي السوري. كما دخلت قافلة أخرى ضاحية جديدة الشيباني.
وأجريت هذه المحادثات على وقع استمرار المعارك بين الجهاديين ومقاتلي المعارضة السورية واعلان “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان هذه المعارك أوقعت أكثر من الف قتيل غالبيتهم من المقاتلين منذ نشوبها قبل اسبوعين.
من جهة أخرى، اختارت ايطاليا ميناء جويا تاورو جنوباً لنقل الترسانة الكيميائية السورية من اجل تدميرها، مما اثار بعض البلبلة فيما تشهد العملية “ارجاء” و”تحديات”. وقال رئيس منظمة حظر الاسلحة الكيميائية التابعة للامم المتحدة أحمد أوزومجو إن تدمير أخطر المواد في ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية قد لا يكتمل قبل نهاية حزيران بسبب مشاكل لوجستية وأمنية.
ضغط أميركي في اللحظات الأخيرة على “الائتلاف“
تنسيق روسي – إيراني – سوري عشية “جنيف 2”
قبل ستة أيام من انعقاد مؤتمر “جنيف 2” في مدينة مونترو السويسرية، عقد اجتماع روسي – سوري – إيراني رفيع المستوى في موسكو أمس، لتنسيق مواقف الدول الثلاث من المؤتمر الدولي.
وزراء خارجية روسيا سيرغي لافروف وإيران محمد جواد ظريف وسوريا وليد المعلم، الذي وصل إلى موسكو على متن طائرة الوزير الإيراني، عقدوا اجتماعاً مشتركاً، خرج بعده لافروف مؤكداً تمسك بلاده بضرورة إشراك طهران في المؤتمر، ومعرباً عن قلقه “من محاولات تضييق قائمة أطياف المعارضة التي سيكون لها تمثيل في جنيف 2”.
وأعلن مساعد المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق أن الحكومة السورية أرسلت إلى الأمم المتحدة رسالة تؤكد فيها مشاركتها بوفد رسمي في جنيف 2، برئاسة المعلم”، لكنه لم يعرف بعد مَن سيمثل المعارضة، حيث أن “هيئة التنسيق الوطنية” أعلنت مقاطعة المؤتمر، و”الائتلاف الوطني السوري” المعارض سيصدر قراره، خلال اجتماع في اسطنبول اليوم.
وحضّ وزير الخارجية الأميركي جون كيري “الائتلاف” على الموافقة على المشاركة في المؤتمر الدولي. وقال “عشية الجمعية العامة التي سيتخذ خلالها الائتلاف الوطني للمعارضة السورية قراراً في شأن مشاركته في مؤتمر السلام في جنيف، تدعو الولايات المتحدة إلى تصويت ايجابي”. وأضاف “ينبغي تمكين الشعب السوري من تحديد مستقبل بلاده. ينبغي الاستماع إلى صوته”. وتابع “يجب أن يكون هناك اتفاق بين الطرفين على من يقود سوريا، ومن غير المتصور أن توافق المعارضة على السماح لـ(الرئيس السوري بشار) الأسد، المتهم بشن حرب وحشية ضد شعبه، على قيادة البلد”.
وأعرب كيري عن قلق واشنطن من تنامي خطر التطرف. وقال “العالم لا يحتاج من يذكره بأن سوريا أصبحت بمثابة مغناطيس للجهاديين والمتطرفين، وأقوى مغناطيس للإرهاب من أي مكان في الوقت الراهن”.
وأعلن المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، الذي اتصل برئيس “هيئة التنسيق” حسن عبد العظيم، أنه “يحترم قرار الهيئة عدم الانضمام إلى وفد المعارضة في المحادثات، لكنه يأسف بشدة على عدم مشاركتها”. وأعرب عن “ثقته في أن هيئة التنسيق ستواصل العمل من أجل عودة السلام وظهور سوريا جديدة وديموقراطية”.
المعلم ولافروف وظريف
وبعد ساعات من وصول ظريف والمعلم على متن طائرة واحدة إلى موسكو، عقدا اجتماعاً مشتركاً قصيراً مع لافروف. وقال مصدر في وزارة الخارجية الروسية إن “محور اللقاء الرئيسي كان النزاع في سوريا والتحضيرات لعقد جنيف 2″، مشيراً إلى أن الوزراء الثلاثة “نسقوا مواقفهم حول هذه المسألة”. يشار إلى أن لافروف سيلتقي المعلم اليوم أيضاً.
وقال لافروف، خلال مؤتمر صحافي مع ظريف، إن اللقاء الثلاثي “لا يعني أن لدينا مشروعاً ثلاثياً أو موقفاً منفرداً للبلدان الثلاثة”، مضيفاً “ليس هناك شيء نخفيه، وليس لدينا أي جدول أعمال سري”.
وتابع “ندعو إلى أن تكون سوريا دولة ذات سيادة، والى ضمان وحدة أراضيها والحقوق المتساوية لجميع المكوّنات الإثنية والطائفية والفرق الأخرى التي تقطن هناك، لتعيش سوريا بسلام وأمن مع جيرانها. وطبعاً نحن، مثل الشعب السوري وإيران، نهتم باجتثاث بؤر الإرهاب في الأراضي السورية”. وتابع “هذا هو موقفنا المشترك، ويشاطرنا فيه المجتمع الدولي برمّته. وهذه هي الأهداف التي نسعى لتحقيقها، عندما نساهم في تسوية الأزمة السورية. أما السبل لتحقيق هذه الأهداف، فليس بمقدور أحد أن يُقرّها، باستثناء الأطراف السورية نفسها”.
واستغرب “طرح شرط إضافي لمشاركة إيران في جنيف 2″، موضحاً أن “القبول بالبيان الذي صدر عن جنيف الأول، ضروري لجميع المشاركين في المؤتمر، كما أن بيان جنيف يشكل أساس المؤتمر الجديد”، معتبراً أن “قبول الدعوة يعني أوتوماتيكياً القبول ببيان جنيف نفسه”.
واتفق معه ظريف، الذي التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في الرأي، مشدداً على أن “إيران لن تقبل بأية شروط مسبقة، لم تفرض على المشاركين الآخرين في المؤتمر”، موضحاً أن “طهران سبق أن رحّبت بالاتفاقيات التي تم التوصل إليها في جنيف 1”.
وكرر لافروف مطالبته بمشاركة إيران والسعودية في المؤتمر، موضحاً أن “موسكو تنطلق من أن الجانب الإيراني سيكون جزءاً من الجهود المشتركة لتسوية الأزمة السورية في أي حال من الأحوال”، مشيراً إلى أن “طهران مهتمة بحل القضية السورية بطرق سلمية، ولها تأثير على العمليات التي تجري داخل سوريا”.
وقال لافروف “لا أحد يعرف الوقت الذي ستتطلبه العملية، ويجري حالياً التنسيق بشأن الأطر الزمنية للجولة الأولى، لكن من الواضح أنه ستكون هناك أكثر من جولة، ولذلك لن ينتهي جنيف 2 في 22 كانون الثاني بل سيبدأ”. وأعلن أن “نجاحه رهن بإبداء الجميع إرادة طيبة، وهو ما يتطلب ضمان تمثيل مؤثر خلال المؤتمر، وذلك يتعلق بالأطراف السورية، وقبل كل شيء، بالمعارضة، لأننا قلقون للغاية من محاولات تضييق قائمة أطياف المعارضة التي سيكون لها تمثيل في جنيف 2”.
واعتبر ظريف، في مقابلة مع قناة “روسيا اليوم”، أن “المطالبة باستقالة الرئيس بشار الأسد كشرط لبدء التفاوض بين الحكومة السورية والمعارضة أمر غير مقبول”، مؤكداً أن “طهران تعارض الحديث عن النتائج قبل بدء التفاوض. في نهاية الأمر لا يوجد أي بلد يمكنه تقرير ما يحدث في سوريا غير الشعب السوري، وفي حال حاولوا فرض أمور ما على الشعب السوري، فعاجلاً أم آجلاً، ستفشل العملية”.
وقال بوتين، خلال تسلمه أوراق اعتماد عدد من السفراء الجدد، إن موسكو “ستعمل كل ما بوسعها كي ينجح جنيف 2، في إطلاق الحوار بين الأطراف السورية وإيقاف سفك الدماء في البلاد”. وشدد على “ضرورة تأييد جهود المجتمع الدولي لعقد جنيف 2”.
(“السفير”، ا ف ب، ا ب، رويترز)
أكثر من ألف قتيل في معارك «داعش» والمسلحين
احتمال توسع الهدنة في ريف دمشق
طارق العبد
بدأت ملامح هدنة جديدة تلوح في الافق بين القوات السورية والمسلحين، في مناطق القابون وبيبلا وبيت سحم والغزلانية وجديدة الشيباني، التي يسيطر عليها المسلحون في ريف دمشق، وذلك بعد سماح السلطات السورية بدخول المساعدات اليها، وهو امر كان طبق في برزة والمعضمية، بينما دخلت المعارك بين تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) وفصائل مسلحة أسبوعها الثالث، خصوصا في ريف حلب وادلب، وادت حتى الآن الى سقوط اكثر من الف قتيل.
ويشهد حي القابون في ريف دمشق هدوءاً نسبياً مع وقف لإطلاق النار منذ أيام، وهو ما عده ناشطون بمثابة هدنة غير رسمية على الأقل في الفترة الحالية. وأشار مصدر ميداني إلى «إطلاق سراح 11 معتقلاً من أهالي الحي» الواقع شرقي العاصمة كتمهيد لعملية التفاوض حول تسوية قد يتم إنجازها بشروط مشابهة لتلك التي حصلت في كل من برزة ومعضمية الشام.
وتحدث معارضون عن دخول سيارات تحمل مواد إغاثة إلى منطقتي ببيلا وبيت سحم جنوبي دمشق، كمقدمة لتسوية تتضمن تسليم المقاتلين أسلحتهم الثقيلة ووقف القصف، ثم إطلاق سراح المعتقلين، وبدء عمليات الترميم والصيانة تمهيداً لعودة الأهالي، لكن من دون أن ينسحب الحال على بقية البلدات، كما في الحجر الأسود ويلدا والقدم والعسالي وكذلك مخيم اليرموك.
وقال رئيس الهلال الأحمر السوري خالد عرقسوسي، لوكالة «اسوشييتد برس»، إن الحكومة السورية سمحت بدخول مواد إغاثة إلى حيي الغزلانية وجديدة الشيباني قرب مطار دمشق الدولي. وأوضح أن مواد الإغاثة تكفي لإطعام 10 آلاف شخص لمدة شهر.
وذكر «المرصد السوري لحقوق الانسان»، في بيانات، إن «طوافة ألقت برميلا متفجرا على منطقة بالقرب من حديقة فلسطين في مخيم اليرموك، ما أدى إلى سقوط خمسة شهداء وعدد من الجرحى». وأضاف «تمكن المسلحون من إسقاط طوافة في سماء مدينة داريا».
واضاف «ارتفع إلى 1069، بينهم 130 مدنيا، عدد الذين قضوا منذ فجر الجمعة الثالث من كانون الثاني الحالي وحتى منتصف الأربعاء في الاشتباكات بين مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام من طرف، ومقاتلي كتائب مقاتلة من طرف آخر في محافظات حلب وادلب والرقة وحماه ودير الزور وحمص».
وأوضح ان «608 مقاتلين معارضين قضوا خلال اشتباكات واستهداف سيارات للكتائب وتفجير سيارات»، مشيرا إلى أن «113 عنصرا من هؤلاء أعدمتهم الدولة الإسلامية في مناطق مختلفة». وأضاف «قتل 312 مقاتلا من الدولة الإسلامية وموالين له خلال هذه المعارك، بينهم 56 عنصرا على الأقل جرى إعدامهم بعد أسرهم من قبل كتائب مقاتلة ومسلحين في ريف ادلب».
وارتفعت وتيرة المعارك في سراقب بريف ادلب بين مجموعات مسلحة و«داعش» بعد مقتل «أمير داعش في سراقب» أبي البراء البلجيكي أمس الأول. وأفاد «المرصد» عن معارك بين الطرفين في بلدات أورم ورتيان وحريتان وعندان في ريف حلب وبعض مناطق ريف ادلب.
وقال معارضون إن المسلحين سيطروا على أجزاء كبيرة من سراقب مع انسحاب «داعش»، بينما عادت الاشتباكات إلى محيط معسكر وادي الضيف في ريف ادلب. وذكرت وكالة «آسيا» ان مصدرا مقربا من «الجبهة الإسلامية» اتهم «داعش بارتكاب إعدامات ميدانية بحق مقاتليهم في آفس بريف ادلب»، مشيرا إلى أن «مقاتلي لواء داوود اقتحموا البلدة واحرقوا مقرات الجبهة وصقور الشام، قبل أن يقتلوا الأسرى الذين سلموا أنفسهم لحقن الدماء».
أما في ريف حلب فقد حاولت الكتائب المسلحة استعادة بلدة إعزاز في الريف الشمالي، في وقت وصلت تعزيزات عسكرية من الباب إلى جرابلس، حيث يسعى «داعش» للتمسك بالمنطقة بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
من جهة ثانية، حذرت مفوضة الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي المجموعات المسلحة من أن أعمال الإعدام الجماعية التي تقوم بها في شمال البلاد يمكن أن تعتبر «جرائم حرب».
جريدة لوموند: السعودية تخنق الثورات العربية
مدريد ـ القدس العربي ـ من حسين المجدوبي ـ اتهمت جريدة لوموند الفرنسية في عدد مخصص للربيع العربي المملكة العربية السعودية بمحاولة السيطرة على الربيع العربي بسبب ثقلها الديني ومواردها المالية، وذلك تفاديا لدمقرطة العالم العربي. وت
واعتبرت أن الربيع العربي هو منعطف تاريخي في حياة الشعوب العربية حيث من الصعب العودة الى الوراء رغم ما يوجد من اضطرابات في الوضع الراهن.
وفي عنوان كبير في الصفحة الأولى “العربية السعودية تخنق الثورات العربية” تعالج ما تعتبره الدور السلبي للغاية للعربية السعودية في الربيع العربي، مركزة على البداية منذ استقبالها للدكتاتور التونسي السابق زين العابدين بنعلي. وتؤكد على الأموال التي وفرتها للمؤسسة العسكرية المصرية للقضاء على حركة الإخوان المسلمين. وتتهم الجريدة الرياض بتمويل المعارضة في سوريا ليس حبا في تدعيم الديمقراطية بل كساحة للمواجهة مع نظام إيران.
وتؤكد الجريدة أن العربية السعودية فقدت دورها خلال اندلاع الربيع العربي بسبب سقوط الرئيس التونسي زين العابدين بنعلي ولاحقا الرئيس المصري حسني مبارك والدور الذي اكتسبته قطر في هذه الانتفاضات.
وتداركا لتراجع دورها وخوفا على مصالحها، بدأت السعودية بسن استراتيجية انطلاقا من الانتقام من الرئيس الليبي معمر القذافي ثم التورط في تمويل مخططات ضد الثورات العربية، حيث يبقى العنوان البارز هو دورها في الحرب الأهلية السورية التي أخذت أبعادا مقلقة تصفها الجريدة باللعبة جيوسياسية الكبرى خاصة في مواجهة إيران.
وتؤكد الجريدة أن تونس هي الدولة الوحيدة التي تسير في مسار ديمقراطي رغم العراقيل التي تعتبرها. وتؤكد في الافتتاحية التي خصصت للسنة الثالثة على العربي العربي أن “هذه الثورات تحدث تغييرات جوهرية في العالم العربي لن تحد منها الأحداث الحالية لأن الشعوب تبحث عن كرامتها”.
سوريا تسلم روسيا خطة لوقف إطلاق النار في حلب وتبدي استعدادها لتبادل السجناء مع المعارضة
موسكو- (رويترز): قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم الجمعة إنه سلم روسيا خطة لوقف إطلاق النار في حلب وإن حكومته مستعدة لتبادل محتمل للسجناء مع قوات المعارضة.
وتحاول واشنطن وموسكو التفاوض على بعض الإجراءات لبناء الثقة والسماح بتدفق المعونات الانسانية في الحرب الأهلية المستمرة منذ نحو ثلاثة أعوام.
وقال المعلم في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو قبل مؤتمر مزمع للسلام يعقد في سويسرا الأسبوع المقبل إنه يعول على نجاح هذه الخطة إذا نفذت كل الأطراف التزاماتها.
وقال المعلم إنه يود أن تكون خطة حلب نموذجا لمدن أخرى.
وقالت واشنطن إن المعارضين المسلحين الذين تدعمهم وافقوا على الالتزام بالوقف الجزئي لاطلاق النار في حالة التزام الحكومة به.
ونظرا لوجود سوابق من المحاولات الفاشلة لإنهاء الحرب فلا يزال من غير الواضح ما إذا كان من الممكن تحقيق وقف جزئي لاطلاق النار وما إذا كان سيصمد. وأسفرت الحرب في سوريا عن مقتل أكثر من 100 ألف شخص ونزوح ملايين من ديارهم.
كما يبدو من غير المحتمل أن تلتزم بهذا الوقف جماعات المعارضة الإسلامية المتشددة القوية وبعضها يحارب كلا من دمشق وجماعات المعارضة المدعومة من الغرب ودول الخليج.
وقال المعلم إن دمشق وضعت أيضا قائمة بالسجناء ومستعدة للمشاركة في تبادل للسجناء.
الدولة الاسلامية في العراق والشام تنسحب من مدينة سراقب شمال غرب سوريا
بيروت- (أ ف ب): انسحب عناصر الدولة الاسلامية في العراق والشام من مدينة سراقب، أحد ابرز معاقلهم في محافظة ادلب في شمال غرب سوريا، اثر معارك مع تشكيلات اخرى من المعارضة، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الجمعة.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس “انسحب عناصر الدولة الاسلامية في العراق والشام فجر اليوم من مدينة سراقب، في اتجاه بلدة سرمين”، على بعد نحو 15 كلم غربا.
واضاف ان عناصر هذا التنظيم الجهادي المرتبط بالقاعدة “انسحبوا بعدما اصبح وضعهم صعبا في المدينة، وحوصروا من قبل الكتائب الاسلامية والكتائب المقاتلة في الطرفين الغربي والجنوبي لسراقب”.
واوضح عبد الرحمن ان هذه المدينة “كانت من ابرز معاقل الدولة الاسلامية في ادلب، وتواجد فيها اكثر من 300 مقاتل قبل بدء المعارك”، مشيرا إلى ان العشرات من هؤلاء “قتلوا او جرحوا خلال الايام الماضية”.
ومن ابرز هؤلاء “امير” الدولة الاسلامية في المدينة “ابو البراء البلجيكي” الذي قضى الاربعاء في اطلاق اطلاق نار عليه من مقاتلين معارضين، بحسب المرصد.
وكان “أبو البراء” توعد باللجوء الى السيارات المفخخة في حال تواصل المعارك بين عناصر الدولة الاسلامية ومقاتلين من المعارضة.
ولجات “الدولة الاسلامية” في ردها على المجموعات التي تقاتلها وابرزها “الجبهة الاسلامية” و”جبهة ثوار سوريا” و”جيش المجاهدين”، الى عمليات انتحارية عدة، غالبيتها بسيارات مفخخة، تسببت بمقتل العشرات.
وبدأت المعارك بين الطرفين اللذين كانا يقاتلان في خندق واحد ضد النظام السوري في الثالث من كانون الثاني/ يناير. ويتهم مقاتلو الكتائب الدولة الاسلامية بعمليات خطف وقتل واعتقالات عشوائية والتشدد في تطبيق الشريعة الاسلامية واستهداف المقاتلين والناشطين الاعلاميين.
وأدت هذه المعارك إلى مقتل اكثر من الف شخص، بحسب احدث حصيلة اوردها المرصد السوري الخميس.
جبهة النصرة في لبنان تتبنّى التفجير في معقل حزب الله في الهرمل وسقوط صواريخ على البقاع الشمالي مصدرها الاراضي السورية
بيروت ـ ‘القدس العربي’ـ من سعد الياس: ‘استمر مسلسل التفجيرات في المناطق اللبنانية بالتنقل من منطقة الى اخرى، حيث كان الموعد الخميس مع مدينة الهرمل البقاعية التي تعتبر قاعدة انطلاق لحزب الله للقتال في سوريا، والتي استفاقت على انفجار كبير هزّ وسط المدينة عند التاسعة الا خمس دقائق، فسقط نتيجته ثلاثة قتلى عرف منهم حسين محمد عمر وامرأة من آل هرموش وحوالى 45 جريحاً حالة بعضهم حرجة تم توزيعهم على مستشفيات المدينة، اضافة الى وجود اشلاء بشرية، وعلى الفور فرض الجيش والقوى الامنية طوقا امنيا في المكان لابعاد المواطنين.
وفيما تضاربت المعلومات عن طبيعة الانفجار، تردّد ان السيارة التي استخدمت في التفجير هي من نوع كيا سوداء اللون رباعية الدفع كانت مركونة امام احد المصارف، ويقودها انتحاري وتحمل اللوحة رقم 55597/ب سرقت في انطلياس قبل ثمانية اشهر وتعود ملكيتها لنازاريت توهانيان. وفي وقت لاحق، اعلنت جبهة النصرة في لبنان مسؤوليتها عن الانفجار. وقالت في بيان انه ‘تم بفضل الله زلزلة معقل حزب ايران في الهرمل بعملية استشهادية فارسها احد أسود الجبهة في لبنان رداً على ما يقوم به الحزب من جرائم بحق نساء وأطفال اهل السنّة في سوريا’.
ودعت ‘اهل السنّة في كل مناطق لبنان لأن يرصّوا صفوفهم لمواجهة حزب الشيطان فما خبرناه إلا غبياً وجباناً، غبياً بتقديراته الجنائية، وجباناً لوضع مقراته بين المدنيين’.
ولم يقتصر التوتر الامني في البقاع الشمالي على تفجير السيارة بل تعرضت المنطقة بعد الظهر لسقوط عدد من الصواريخ على محيط بلدة القاع والهرمل من الاراضي السورية، وسقط أحد الصواريخ قرب حاجز للجيش اللبناني عند أطراف مدينة الهرمل.
البراميل المتفجرة تنصبّ على مخيم اليرموك
دمشق- عمّان وكالات: يعقد أعضاء ‘الائتلاف’ السوري المعارض اليوم اجتماعا هاما لإقرار المشاركة في مؤتمر جنيف2 فيما افادت الهيئة العامة للثورة السورية، في بيان لها، عن مقتل 9 أشخاص على الأقل، بعد إلقاء مروحية تابعة للنظام السوري، برميلاً متفجراً، على ‘مخيم اليرموك’، جنوب العاصمة السورية دمشق.
وفي حديث خاص مع أحد الأعضاء المشاركين في الاجتماع، ذكر فايز سارة، مستشار رئيس الائتلاف وعضو الهيئة السياسية فيه، أن الاجتماع سيكون عادياً وسيستكمل برنامج اجتماع الأسبوع الماضي، وأكد سارة أنه في حالة تم البتّ باستقالات المنسحبين فسيصبح الائتلاف مكوّناً من الباقين، وفي حال بقي المنسحبون ضمن الائتلاف فان القرار سيتخذ بمن يتوفّر من الموجودين حتى لو كان ذلك بنسبة النصف +1 الأمر الذي يعني أن الائتلاف متجه ما لم تحصل مفاجآت إلى إقرار المشاركة في جنيف 2.
وفي ردّ على سؤال عن عدد المشاركين من ‘الائتلاف’ في مؤتمر جنيف 2 لو تمّ قال سارة أن العدد سيكون 5 أعضاء رئيسيين غير أن عدد الوفد الكامل سيكون بحدود 36 مشاركاً.
هذا وذكر بيان الهيئة العامة للثورة، أن البرميل المتفجر الذي استهدف ‘مخيم اليرموك’ ذي الغالبية الفلسطينية، أدى إلى إصابة العشرات، بجروح متفاوتة.
وأشار البيان، أن مئات من سكان المخيم، هرعوا راكضين نحو نقاط التفتيش والحواجز التابعة لقوات النظام السوري، عقب القصف الذي تعرض له المخيم، الذي يعاني أصلاً من الجوع والحصار، من أكثر من 11 شهراً.
يذكر أن محاولات عديدة لإدخال مواد غذائية وأدوية إلى المخيم، باءت بالفشل بسبب الحصار الذي تفرضه قوات النظام، فيما أفادت آخر المعلومات، أن عدد الذين فقدوا حياتهم بسبب الجوع، وصل إلى 49 شخصاً.
ومن جهة أخرى أعلن مسؤول حكومي أردني رفيع، مساء أمس الخميس، أن بلاده ستتخذ ‘الإجراءات الدبلوماسية المناسبة’ بحق السفير السوري في عمّان بهجت سليمان بعد أن وصف برلمانيا أردنيا بأنه ‘نكرة ويتبع التحالف الصهيوني ـ الوهابي’ فيما اعتبر إشارة الى احتمال طرد السفير السوري في عمّان بعد أن كان وزير الخارجية الأردني ناصر جودة قد وجه إنذاراً نهائياً له قبل أشهر على خلفية تصريحات تطرق السفير فيها الى الشأن الاردني.
وكان عضو مجلس النواب الأردني عبد الله عبيدات قال أول أمس الأربعاء خلال جلسة التصويت على الموازنة العامة لعام 2014 بأن ‘حياة الرئيس بشار الأسد قصيرة وقد يكون حكمه محدوداً’. (تفاصيل ص 5)
وقد أثارت هذه العبارة غضب السفير السوري في عمّان ودفعته لإصدار بيان اتهم فيه النائب عبيدات بأنه ‘نكرة ويتبع التحالف الصهيوني ـ الوهابي’.
أقارب مدير مكتب الأسد وبثينة شعبان في أمريكا… ومزاد بريطاني لشراء الجنسيّة
الغرب يفتح أبوابه أمام أولاد ضباط المخابرات والمسؤولين السوريين ويغلقها أمام اللاجئين
لندن ‘القدس العربي’: يعاني اللاجئون السوريون صعوبات ومشاق رهيبة يتكبدونها للهروب بأرواحهم من سوريا، ويتحدث الكثيرون منهم بألم كيف يستنزف المهرّبون حصيلة ادخاراتهم لعقود لإيصالهم إلى فردوس الغرب الموعود، أما منكودو الحظ منهم، كالمقيمين في مصر، فيدفعون المئات منهم ثمن صراع الجيش المصري مع الإخوان المسلمين أو تقرّبه الى النظام السوري بالتنكيل بالسوريين والفلسطينيين الهاربين إليه، او تطارد مجموعات مسلّحة ليبية سفنهم في البحر، أو يعانون البرد والقسوة في بلغاريا وفي مطارات ومدن العالم، أو يعيش الأكثر نكداً وسوء حظ وقدرة على الهروب والذين لا يملكون وثائق سفر على الحدود السورية – التركيّة نهباً للجوع والبرد والتعرّض لغوائل اللصوص والمجرمين.
فيما تتقاطر الأنباء عن الآلاف من أنصار النظام السوري الذين استغلّوا الأحداث الأليمة داخل بلدهم والتعاطف العالمي مع منكوبيه لتقديم اللجوء السياسي في السويد والنمسا والمانيا وبريطانيا وامريكا وكندا وغيرها، ويشكّل بعض هؤلاء خلايا نائمة للنظام، استفاق بعضها في فترة الأزمة الكيمياوية وشارك في مظاهرات مع اليسار واليمين المتطرفين للتنديد بالتعرّض لبشار الأسد الحاكم العلمانيّ الذي يواجه ‘الارهابيين’.
كبار المسؤولين السوريين المعتادون على قضاء الصيف هم وعائلاتهم في البلدان الغربية، ويؤهّلون ابناءهم وبناتهم لنيل جنسياتها، من خلال ارسالهم للدراسة فيها على حساب الدولة، استفادوا بدورهم من الحالة الناشئة، وأثار بعضهم الجدل، كما هو الأمر مع إقامة حفيدة بثينة شعبان وزوجها في فلوريدا، وكذلك زوجة وولدي ضابط المخابرات الشهير محمد ناصيف اللذين يقيمان في واشنطن، وكذلك وجود حفيدة ابو سليم دعبول (مدير مكتب بشار الأسد) وابن مهدي دخل الله وزير الاعلام السوري الأسبق، اللذين طلبا اللجوء السياسي في نيويورك.
من جهة أخرى أثار اقتراح مستشارين في الحكومة البريطانية خطة تسمح للأثرياء وأصحاب الملايين بشراء تأشيرات إقامة في المملكة المتحدة، وإقامة مزاد للحصول على التأشيرات وبيعها بأعلى سعر آمال بعض المسؤولين السوريين الذين صاروا يفكّرون، في إيجاد حلول خلاص فردية، بعيداً عن الجحيم الذي أدخل فيه النظام السوري البلد بأكمله، وأغلق امكانيات استمراره كوطن لسكانه.
صحيفة ‘الفايننشال تايمز′، وصفت الاقتراح بـ’الخطة الثورية غير التقليدية’، معتبرة أنها ستسهم في إخراج بريطانيا من أزمتها الاقتصادية.
وقال تشورلي مات، الكاتب في الصحيفة، إن هذا الإجراء سيضمن تدفق مئات الملايين، إن لم يكن المليارات، من الجنيهات الإسترلينية على الخزينة البريطانية.
فكرة طرح تأشيرات إقامة دائمة في بريطانيا للبيع في مزاد أثارت كثيرا من الجدل. وتشير التخمينات إلى أن الأسعار ستكون مليونا أو خمسة أو عشرة ملايين جنيه إسترليني، في شكل استثمارات في بريطانيا، أو عبر شراء سندات من الخزينة. وفي المقابل، سيكون المستثمر قادرا على تقديم طلب للبقاء في المملكة المتحدة، لمدة سنتين أو ثلاث أو خمس سنوات، وبعد انقضاء المدة فيمكن التقدم بطلب للحصول على الجنسية البريطانية.
ويتوقع الكثيرون أن تكون هذه نافذة جديدة لأبناء المسؤولين وضباط المخابرات السوريين، وكذلك لبعض الأثرياء العرب والصينيين والروس، لتأمين جنسيات غربية لهم ولأبنائهم.
‘تايمز′: رحيل الأسد شرط لتحقيق السلام… ولا بد من الربط بين دعم المعارضة ومشاركتها في المؤتمر
إبراهيم درويش
لندن ـ ‘القدس العربي’ دعت صحيفة ‘تايمز′ البريطانية الولايات المتحدة إلى استخدام نفوذها على الإئتلاف السوري وإقناعه بالتصويت على الذهاب لمؤتمر جنيف-2 الذي سيعقد الأسبوع المقبل في سويسرا. وقالت إن واشنطن تقدم المساعدات غير الفتاكة للإتئلاف والتي علقت الشهر الماضي، يجب أن تشترط اسئتنافها بعدم التصويت ضد الذهاب المتوقع اليوم.
وطالبت الصحيفة في المرحلة الحالية بدعوة كافة الأطراف التي لها علاقة بالأزمة السورية بمن فيها إيران. ودعت في هذا السياق الولايات المتحدة التخلي عن معارضتها لمشاركة إيران والسبب كما تقول هو واضح ‘فمن أجل نجاح المحادثات فيجب حضور كل طرف له مصلحة في النزاع′.
وفي الوقت الذي رأت فيه أن الرئيس السوري هو المسؤول الأول والأخير عن الوضع في سوريا إلا أنها ترى أسبابا عملية تدعو لعقد المؤتمر الدولي وإن لم يفض إلى رحيل الأسد في المرحلة الحالية.
وقالت إن 30 دولة ستجتمع في الإسبوع المقبل في سويسرا للبحث ومحاولة وقف الحرب الأهلية في سوريا، ولكن المعوقات ضخمة، منها أن قادة المعارضة لم يقرروا بعد المشاركة في المؤتمر، فيما تعارض الولايات المتحدة مشاركة إيران إلا في حالة أوقفت طهران دعمها لنظام الأسد. أما المعوق الآخر فهو تحدث الناطقين باسم النظام عن الدعوات لرحيل الأسد والتي يصفونها بأنها ‘أوهام’.
وترى الصحيفة أن رحيل الأسد هو شرط لتحقيق السلام، وأن على الوفود الأوروبية أن تذكر نفسها بأربع حقائق مهمة ويجب أن لا تتخلى عنها في المحادثات وهي أن الأسد هو الذي بدأ الحرب عندما أمر قواته بإطلاق النار على المتظاهرين الصغار في مدينة درعا جنوب سوريا، في آذار/مارس 2011.
والثانية هي قيام قوات الأسد باستهداف المدنيين والمقاتلين وذلك بعد انتشار العنف مما أدى لاقتلاع 9 ملايين سوريين من بيوتهم وجعلهم تحت رحمة أكبر كارثة إنسانية يشهدها التاريخ الحديث. الثالثة، فبدلا من البحث عن السلام ووقف الحرب واصل الأسد قصف شعبه واستخدم السلاح الكيميائي ضده.
أما الحقيقة الرابعة فتتعلق بموقف أمريكا وبريطانيا وفرنسا الذين طالبوا منذ عام 2011 برحيل الأسد، ويجب أن لا يتغير هذا الموقف الآن.
أسباب عملية
وتتحدث الصحيفة عن خطوات بناء الثقة التي وافق النظام والمعارضة على اتخاذها قبل بدء المؤتمر من مثل تسهيل وصول المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية ومؤسسات الإغاثة للمناطق المحاصرة وتلك التي تقع تحت سيطرة المعارضة.
وهناك حديث مبدئي حول تبادل المعتقلين ووقف إطلاق النار. وترى الصحيفة إنه في المستوى الأدنى سيؤدي مؤتمر جنيف إلى تخفيف المعاناة الإنسانية في المناطق المحاصرة وتلك التي يصعب الوصول إليها، ولكن المحادثات قد تجعل الحياة صعبة بالنسبة لهم. والتساؤل هنا لماذا نتعب أنفسنا ونذهب للمؤتمر؟ ترى الصحيفة أن السبب لعقد المؤتمر قوي من الناحية العملية حتى لو لم يؤد لرحيل الأسد وتحقيق سلام شامل.
وتتساءل أيضا عن مستوى الضغط الذي يجب ان تمارسه الولايات المتحدة على المعارضة السورية لتقنعها كي تذهب للمؤتمر، مؤكدة في هذا على تمثيل كل الأطراف في المعادلة السورية الداخلية والخارجية.
وتعترف الصحيفة أن هناك الكثير من المخاطر إن مارست واشنطن الضغط على المعارضة لكن أحيانا يتم المبالغة في الحديث عنها. وبالإضافة إلى ذلك فلا يتوقع تخلي إيران عن دعم الأسد في ليلة وضحاها كما هو الحال مع روسيا قبل المؤتمر الذي سيكون بلا معنى بدون مشاركتها.
وتختم بالقول إن جون كيري وزير الخارجية الأمريكي ونظيره الروسي سيرغي لافروف طورا علاقة عمل جيدة على الرغم من التنافر بين رئيسي بلادهما، في الوقت نفسه سيحصل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على الكثير من المصداقية في الملف الموازي وهو المحادثات حول الملف النووي الإيراني.
وهؤلاء الثلاثة منخرطون في محاولة يجب أن يدير دفتها كيري ويعمل من خلالها على عزل الأسد لمصلحة العناصر الأخرى غير المجرمة. ولن تكون المهمة سهلة ولكنها أحسن من الوضع القائم فيجب ان تبدأ العملية السلمية في سوريا من نقطة ما.
سلحوا المعارضة
ولم تحسم المعارضة السورية أمرها بعد على الرغم من دعوة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لرئيس الإئتلاف أحمد عاصي الجربا كي يشكل الوفد، ونقلت مصادرصحافية صعوبة إقناع ستين عضوا بالتوافق على المشاركة.
وهناك شعور في أوساط المعارضة أن ضغطا يمارس عليها كي تتحاور مع الجلاد الذي خرجت الجماهير لإسقاطه. وأثبتت تجربة الأعوام الثلاثة والنصف الماضية أن الحل العسكري هو الخيار الوحيد للأزمة، وظلت المعارضة تأمل قيام الداعمين الإقليميين والدوليين لها بتزويدها بالسلاح كي تحسم المعركة لصالحها.
ومن هنا يرى ديفيد بولوك، الزميل الباحث في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط لتسليح المعارضة فهي المدخل الأحسن لجنيف.
ويرى إن استئناف الولايات المتحدة دعمها للمعارضة السورية هي المنظور الوحيد المتوفر لمنع سوريا من الإنزلاق أكثر وحماية المصالح الأمريكية في المنطقة. وقال إنه في وسط التحضيرات لمؤتمرجنيف القادم تظل الخيارات المتوفرة لأمريكا فقيرة. ويعتقد أن نتائج المؤتمر ستظل شكلية وستقدم حلولا جزئية من مثل التوصل لوقف لإطلاق نار جزئي، وفتح ممرات إنسانية، وفي المقابل فالتخلي عن سوريا يحمل مخاطره مثل التدخل العسكري الذي يمثل منظورا سيئا.
وفي مثل هذه الحالات فواحد من الأمور التي يجب على الإدارة التفكير فبها وهو استئناف الولايات المتحدة المساعدات غير الفتاكة للمقاتلين السوريين التي توقفت في الشهر الماضي بعد سيطرة مقاتلين إسلاميين على مخازن للسلاح تابعة للجيش السوري الحر وذلك في بلدات قرب الحدود السورية مع تركيا. وعلى الرغم من بطء المساعدات وصغر حجمها إلا أنها كما قال أحد قادة الجيش الحر ‘أحسن من لا شيء’.
وفي الوقت الحالي يقوم المسؤولون الأمريكيون بالنظر في الموضوع وبحث إمكانية البدء من جديد في المساعدات، ولكن ما يمنع الإدارة هو المخاوف من تحول بعضها للمقاتلين المتشددين.
معادلة جديدة
ويرى الكاتب إن هذه المخاوف لا محل لها خاصة في ظل المعادلة الجديدة في شمال سوريا. فالجيش الحر مع الجبهة الإسلامية والمقاتلين الأكراد التابعين لحزب الإتحاد الديمقراطي يخوضون معركة وجود مع الجماعات المرتبطة بالقاعدة وهي الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) والجماعات المتطرفة الأخرى.
وفي الوقت نفسه تستبعد الجبهة الإسلامية من تحالفها جبهة النصرة التي تعتبرها الولايات المتحدة منظمة إرهابية مع إن واحدة من الفصائل المنضوية تحت لوائها ‘كتائب أحرار الشام’ لا تزال تقيم علاقات غير رسمية مع النصرة.
وعليه فالطريقة المثلى لتعزيز التوجه الحالي في داخل المعارضة والتي قررت الوقوف أمام الجهاديين هي دعمها لمواصلة حربها ضدهم.
ويضيف أن تقديم الدعم هو سياسة للولايات وضمن المعايير الأمريكية للوضع والتي يمكن أن تدعم نجاحا وإن كان متواضعا وتعزز المصالح الأمريكية في الوقت الذي تحاول فيه معالجة التراجيديا السورية.
وبناء عليه فيجب على الولايات المتحدة استئناف الدعم للمعارضة، وكذا توسيع مجال الشحنات له. ويؤكد أن إرسال الأسلحة غير الفتاكة يساعد في حماية الشعب السوري ضد هجمات النظام وينقذ الأرواح.
أهداف الإدارة
ويضيف أن إرسال دعم ذي قيمة للمعارضة السورية في هذا الوقت سيحقق عددا من الأحداث الملحة، الأول، وهو الأكثر إلحاحا، فإنه سيشجع المعارضة على المشاركة في مؤتمر جنيف 2 وليس مقاطعته، وسيشجعها أيضا على الموافقة على الأهداف الأمريكية.
أما الثاني، ستؤدي المساعدات لوضع ضغوط على نظام الأسد، من ناحية موافقته على القيام بخطوات عملية قبل المؤتمر من مثل تسهيل مرور المساعدات الإنسانية، التي تعتبر مهمة في ظل تقارير الأمم المتحدة التي أكدت على استمرار النظام تعويق الجهود الإنسانية والوصول للمدنيين المحاصرين.
الأمر الثالث، فمن خلال تقديم السوريين أداوت اضافية لحماية أنفسهم والدفاع عن مناطقهم فلن يفكروا بالفرار من مناطقهم وبالتالي توقف تدفقهم إلى دول الجوار، لبنان والعراق وتركيا والأردن.
الرابع، فمن خلال تعزيز وتقوية الجماعات الأقل تطرفا داخل المعارضة فستعمل الولايات المتحدة على تهميش العناصر المتطرفة . أما الأمر الأخير والأهم، فهو أن استئناف المساعدات للمعارضة سيؤدي لإصلاح سمعة الولايات المتحدة وحلفائها لدى المعارضة، وأن هذه الدول تقوم فعلا بعمل ما لوقف المذبحة الجماعية للشعب السوري.
إيران
وبالإضافة لخدمة الأهداف الأمريكية في سوريا ودعم المعارضة يجب على واشنطن توضيح موقفها من إيران، فالأخيرة تعتبر المفتاح الرئيسي لنجاه الأسد، وسيكون موقف الولايات المتحدة تجاه سوريا مؤشرا لطبيعة العلاقات الأمريكية ـ الإيرانية خاصة في ضوء الإتفاق النووي.
فمن خلال استئناف دعم المعارضة فستقوم واشنطن بتهدئة مخاوف دول الخليج التي ترى في موقف واشنطن اعترافا بنفوذ إيران في المنطقة مقابل تخلي الأخيرة عن مشروعها النووي.
وبالإضافة لهذا فعلاقات قوية مع المعارضة السورية ستكون ضامنا للحفاظ على مصالح وعلاقات الولايات المتحدة في المنطقة في حالة فشل المحادثات مع إيران.
وفي هذا السياق فالحديث المتواصل حول مشاركة إيران في المؤتمر ما هي إلا محاولة للإلهاء والتغطية على الدور الكبير الذي تقوم به إيران في دعم النظام السوري، ودعمها لآلاف من أعضاء الميليشيات الشيعية مثل فيلق القدس من إيران أو كتائب أبو الفضل العباس من العراق أو مقاتلي حزب الله الذين يدافعون عن نظام الأسد.
وأسوأ من كل هذا هو النقاش حول حضور إيران لجنيف والذي يقول يعتم على التفويض الممنوح لهذا التجمع الدولي والذي كما أشارت الدعوة للمؤتمر إنه يقوم على المبادئ التي تم الإتفاق عليها في جنيف1 أي وقف إطلاق النار، تسهيل وصول المساعدات الإنسانية والحاجة إلى حكومة إنتقالية تقود لنظام ديمقراطي في دمشق.
ويناقش بولوك في مقالته مواقف الرافضين لدعم المعارضة، ويرى أن نقاشهم مهما كانت أهميته إلا ان الوقت قد فات عليه.
صحيح أن الأسد أصبحت له اليد العليا لوقت قصير من خلال مماراسته الوحشية، وسياسة الأرض المحروقة والقصف الكثيف على التجمعات المدنية وتلقى دعما قويا من حلفائه الأجانب من إيران والعراق وروسيا ولبنان.
وصحيح أن هذه الإنجازات تجعل من النظام واثقا من نفسه لحد الغرور لكن الدعاية هذه لا تقدم دليلا على تحول ميزان المعركة لصالحه.
ويختم بالإشارة لتصريحات جون كيري الذي قال إنه ليس مصمما على وقف تدفق اللاجئين السوريين ولكن ‘إنقاذ سوريا’، وتظل خيارات الإدارة لتحقيق هذا فقيرة والخيار الوحيد والذي يقدم بعض الحلول المتواضعة لوقف إنزلاق سوريا أكثر ويحمي المصالح الأمريكية هو تسليح المعارضة.
دعم متواصل للمتشددين
وفي حال لم تدعم الولايات المتحدة المعارضة فالدعم سيتواصل من جهات أخرى للمتشددين.
وتحدثت صحيفة ‘كريستيان ساينس مونتيور’ إن مؤتمر المانحين الدوليين الذي عقد في الكويت والذي تعهدت فيه الدول المشاركة بدفع 2.4 مليار دولار، وتعهدت الكويت بمبلغ 500 مليون دولار، وقالت بعيدا عن الأضواء وتعهدات الحكومة الكويتية هناك جهد شعبي لجمع التبرعات التي تذهب إلى جماعات متشددة، ونقلت عن اليزابيث ديكنسون مؤلفة تقرير عن الدعم الخليجي للمعارضة المتشددة.
وتقول إن حملة لجمع التبرعات بدأت قبل عامين أو يزيد، حيث جذبت الكثير من السكان في المنطقة للتبرع، وتم وضع الأموال في ‘رزم’ نقلت للجماعات المقاتلة بطرق غير رسمية. وأشارت لتقرير أعده المعهد اليمني ‘بروكينغز′ في الشهر الماضي وبحث فيه عن المتبرعين.
وحذر التقرير من استمرار تدفق المال من جهات خاصة طالما استمرت الحرب. وتقول ديكنسون إن ‘الممولين لديهم أجندات أيديولوجية واضحة’، واثرها لن يلاحظ ‘على سوريا والتوجه الذي ستأخذه في المستقبل بل على كل المنطقة.
ولا يعرف حجم التبرعات التي نقلت من الكويت ودول الخليج لكنها تقدر بمئات الملايين من الدولارات، وهناك أدلة عن وصول هذه الأموال لناشطين في جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام.
ويقول مايكل ستيفن، الباحث في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن إن ‘ المتبرعين في الكويت يلعبون دورا في دعم نشاطات هذه الجماعات وتواصلها’ وأضاف أن هذه الأموال ‘ساهمت في صعود ما يمكن أن تصفها بأكثر العناصر تشددا في المعارضة السورية في الفترة الماضية’. و’في حال استمر الوضع على حاله فستشاهد تزايدا في قدرة الجبهة وداعش على مواصلة القتال وزيادة الضغط على كل من المعارضة والنظام’.
ويرى باحث آخر نقلت عنه الصحيفة إن الحديث عن الدعم الخليجي مبالغ فيه لأن القاعدة في العراق وسوريا قادرة على تمويل عملياتها من خلال الإبتزاز والخطف، حتى لو توقف الدعم الخليجي الخاص لهما.
وتقلل الحكومة الكويتية من التقارير حيث تنقل عن الشيخ محمد عبدالله الصباح، وزير الدولة لشؤون الحكومة قوله ‘هناك الكثير الذي قيل حول هذا الموضوع′، و’لا أقول إنها غير مهمة، وبالمقارنة مع حسن النية التي أظهرتها الكويت فإن الموضوع بولغ فيه’، وتعتبر الكويت من أكبر المتبرعين حيث تعهدت بدفع 500 مليون من 2.4 مليار تعهدت بها الدول المانحة.
وفي الوقت الذي قللت فيه من أهمية الدعم الخاص قامت الحكومة الكويتية بإجراءات وأغلقت الثغرات التي تسمح بنقل الأموال للجماعات المعارضة.
هل يدفع الأسد ثمن التبدلات الإقليمية فيخرج من المعادلة السورية؟
حيان الهاجري
يرى مراقبون أن الحركة غير منفصلة بين جنيف-2 السوري وجنيف النووي الإيراني، وأن التوافقات الإقليمية والدولية قد تدفع إلى هز الرتابة السورية بإخراج بشار الأسد، بعدما عجز عن حسم الأمور لمصلحته.
حيان الهاجري من الرياض: تتحضر الأطراف السورية، والإقليمية والدولية المعنية من قريب أو بعيد بالأزمة السورية، للجلوس في مؤتمر جنيف-2، بعدما ينتظر أن يعلن الائتلاف الوطني السوري المعارض اليوم موافقته على المشاركة في المؤتمر بوفد موحد، يمثل المعارضة السورية.
مأزق إيران
من المراقبين من لا يعلق الكثير من الآمال على المؤتمر، خصوصًا أن جولة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على الدول الإقليمية، وخصوصًا لبنان، أتت لتشد أزر الموالين لإيران في المنطقة، وخصوصًا حزب الله، الذي يشكل تورطه في الحرب السورية مصدر قلق على المنطقة أولًا، وعامل توتر في سوريا ومحيطها، لكونه الذراع الإيرانية التي تستخدمها طهران لتبليغ الجميع أنها الآمرة الناهية الفعلية في سوريا، كما في محيطها.
إلا أن هؤلاء المراقبين متأكدون من أن الجولة أنبأت عمّا تحاول إيران أن تخفيه، وهو عجز الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه عن الوفاء بتعهدات لإيران وروسيا بتغييرات جذرية ميدانيًا قبل المؤتمر. فكلام ظريف عن استعداد طهران لإقامة أي إتصال على أي مستوى مع السعودية تعبير حقيقي عن مأزق وصلت إليه السياسة الإيرانية في المنطقة، مع التطورات “الإيجابية” على خط العلاقة بين طهران وواشنطن.
خللان لم يحصلا
وكان الأسد تعهد للروس والإيرانيين أن يحدث خللًا حقيقيًا في الوضع الميداني، يقارب الحسم في أكثر من منطقة، وخللًا جذريًا في وضع المعارضة السياسي من خلال اختراقها بالمتشددين، الذين ثبت أنهم يأتمرون بأمر الاستخبارات السورية الموالية للأسد. فلا الحسم العسكري حصل، ولا القلمون سقطت، ولا حلب عادت إلى السيطرة النظامية، وهو ما دفع بالأسد إلى الانتقام منها جماعيًا بالبراميل المتفجرة، التي أودت في أيام قليلة بنحو 700 قتيل. ولا الاختراق السياسي بداعش حصل، بعدما انحسرت هيمنة التنظيم وانحصر في الرقة، حتى إشعار قريب.
كما إن توجّه المعارضة السورية إلى جنيف بوفد واحد يعارض ما راهن عليه الأسد، وهو عجز الائتلاف عن التكلم باسم المعارضة، وخروج وفود مختلفة إلى جنيف-2.
الخاسر الأكبر
بناء على ما سبق، لا يسع المراقبين إلا أن يؤكدوا أن رياح جنيف-2 قد لا تأتي كما تشتهي سفن الأسد، الذي يخاف من جنيف النووي بين طهران وواشنطن أكثر مما يخاف مما سيسفر عنه جنيف-2. فالحوار الأميركي الإيراني المستمر، والذي يقول عنه الإيرانيون إنه مقبل على حلحلة كل العقد العالقة منذ عقود، يفتح الباب أمام تسويات شرق أوسطية، وسورية تحديدًا، قد لا تصب في مصلحة الأسد شخصيًا، خصوصًا أن الزخم الروسي مع استمراره رئيسًا شرعيًا لسوريا تراجع، بفعل عوامل عديدة، لربما أبرزها الدور السعودي في “شراء” المصالحة مع روسيا بصفقات سلاح بمليارات الدولارات، أي شراء القبول الروسي بتنحية الأسد، كما ينم مراقبون أوروبيون.
من هنا يتوقع هؤلاء بروز آلية سياسية ما، متوافق عليها دوليًا، تهز الصورة الإقليمية، وتنتشلها من رتابتها، بإطلاق مرحلة سورية جديدة، ما لم تحصل أي مفاجأة ليست في الحسبان، يكون الأسد هو الخاسر الأكبر فيها، من خلال إسقاط كل أوراق التوت الشرعية عنه، بعدما فقد شرعيته منذ أول لحظة أطلق فيها الرصاص الحي على شعبه في شوارع درعا.
قصف سوري على عرسال يودي بخمسة أطفال من عائلة واحدة
سقطت صواريخ سورية على بلدة عرسال اللبنانية، وأدت إلى مقتل خمسة أطفال من عائلة واحدة، أصغرهم في عامه الثاني واكبرهم في الحادية عشرة.
تعرضت بلدة عرسال اللبنانية، المحاذية للحدود مع سوريا، لوابل من الصواريخ من الأراضي السورية، أدت وفقًا للوكالة الوطنية للاعلام الى مقتل خمسة اطفال من ابناء زاهر الحجيري، واعمارهم تتراوح بين سنتين و11 سنة، اضافة الى قتيل آخر هو حسن عز الدين.
قتلى من عائلة واحدة
ونقلت تقارير صحفية عن سكان في عرسال تأكيدهم أن الصواريخ السورية انهمرت على المنازل المأهولة بالسكان اليوم الجمعة، ما سبب خسائر بشرية كبيرة. والمعروف أن عرسال بلدة سنية لا تخفي تعاطفها الكبير مع الثورة السورية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وقد ترافق هذا القصف مع سقوط نحو 20 صاروخًا على مناطق بقاعية أخرى مثل رأس بعلبك والقاع والعين.
ونقلت النهار اللبنانية عن رئيس بلدية عرسال علي الحجيري تأكيده وقوع سبعة قتلى وعشرات الجرحى جراء سقوط صاروخين على البلدة
ويتزامن هذا القصف مع مع اليوم الثاني من جلسات المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في هولندا، لمحاكمة متهمين في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، وهم ينتمون إلى حزب الله، الذي يدفع لبنان ثمنًا باهظًا لتورطه في سوريا إلى جانب النظام السوري، وآخر دفعة من هذا الثمن كان الهجوم الانتحاري الذي حصل أمس في الهرمل، وهي مدينة يسجل فيها حزب الله حضورًا مكثفًا. وقد اعترفت جبهة النصرة في لبنان بمسؤوليتها عن الانفجار الانتحاري.
استنكار سلام
وفي السياق نفسه، اتصل الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام هاتفيًا بوزير داخلية حكومة تصريف الاعمال مروان شربل، وشدد على ضرورة التحقيق في هذه الجريمة المشبوهة، الذي أتت لتثير الفتنة. وقال سلام: “يتواصل مسلسل الاجرام والارهاب متنقلًا في المناطق والبلدات اللبنانية، وها هي عرسال اليوم بعد الهرمل تتعرض لهجوم بالصواريخ استهدفت المدنيين والابرياء، فسقط ست شهداء وعدد من الجرحى”.
واستنكر سلام الاعتداء المجرم والمشبوه، “الذي يستهدف إيقاع الفتنة بين اللبنانيين، ولقد بات مكشوفًا امام الرأي العام الذي نرجو أن يساهم الوفاق السياسي في لبنان بتحصينه ضمن شبكة امان تضمن له السلم الاهلي”.
وأشار سلام إلى أن هذه الجريمة النكراء الجديدة لا يمكن ان تمر من دون تحديد الفاعلين والجهة التي يرتبطون بها، “فالمواطنون الابرياء الذين يدفعون أرواحهم ثمن عبثية هذا الاجرام يطالبون بجلاء الحقيقة ومعاقبة الفاعلين، وإخراج الساحة اللبنانية من هذه الدوامة”.
إيلاف ترصد مواقف الكبار عشية (جنيف 2)
نصر المجالي
ايلاف
عشية مؤتمر (جنيف 2) المقرر انعقاده، رصدت (إيلاف) تصريحات من واشنطن وموسكو متناقضة حيناً ومتفقة حيناً آخر حول مشاركة المعارضة السورية، وكذلك النتائج والأهداف المرجوة من المؤتمر.
بينما دعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الخميس، الائتلاف السوري الى حسم مشاركته في (جنيف 2)، أكد وزير الخارجية الروسي أن مماطلة الائتلاف السوري في اتخاذ قراره بشأن المشاركة في مؤتمر جنيف 2 تُقلق روسيا كأحد منظمي هذا المؤتمر.
وسيعقد المؤتمر الدولي الذي ستشرف عليه الأمم المتحدة بمشاركة أكثر من 30 دولة، بما فيها الدول الخمس الكبرى ودول جوار سوريا، بمنتجع مونترو في سويسرا وليس في جنيف. وقال كيري إن “أي شخصية لا تستحوذ على التوافق الكامل لا يمكن أن تقود سوريا”، مشدداً على أن “أي عملية سياسية في سوريا يجب أن تكون قائمة على جنيف1”.
وقال كيري، في ظهور مفاجئ خلال الموجز الصحفي اليومي بوزارة الخارجية، إن الإدارة تصر على أن الشخص الذي سيترأس الحكومة الانتقالية المقبلة يجب أن يكون مختاراً بطريقة توافقية بين المعارضة والنظام.
ويعاني الائتلاف الوطني السوري، وهو مظلة المعارضة الرئيسية في المنفى، من الانقسامات الداخلية. ومن المقرر أن يحدد الائتلاف موقفه يوم الجمعة مما إذا كان سيرسل مندوبين الى مؤتمر السلام. وقالت هيئة التنسيق الوطنية، وهي جماعة المعارضة السورية في الداخل التي تنتمي الى تيار الوسط وترفض المعارضة المسلحة للرئيس بشار الأسد، إنها لن تشارك في المحادثات.
تحريف المفاهيم
وفي ظهور تم الترتيب له على عجل، انتقد كيري أيضاً ما سماه تحريف المفاهيم في الآونة الأخيرة”، فيما يتصل بالسبب الذي سيعقد من أجله مؤتمر السلام بعد ثلاثة أعوام من الحرب الأهلية في سوريا. وقال كيري إن المحادثات التي يطلق عليها “مؤتمر جنيف-2” هدفها تنفيذ خطة طرحت عام 2012 وتدعو إلى تسوية سياسية يتفق فيها الجانبان معًا على حكومة انتقالية.
وقال كيري “لكل من يريد إعادة كتابة هذا التاريخ وتعكير المياه دعوني أؤكد مرة أخرى على الهدف من جنيف-2”. وأضاف قوله: “الهدف هو إرساء عملية ضرورية لتشكيل هيئة انتقالية حاكمة تتمتع بكامل السلطات التي يتم وضعها من خلال الرضا المتبادل”.
الرضا المتبادل
وتقول الولايات المتحدة إن “الرضا المتبادل” يعني أنه لا ينبغي أن يشارك الرئيس بشار الأسد في أي حكومة انتقالية لأن مشاركته ستكون مرفوضة من المعارضة. وقال مسؤولون أميركيون إن كيري يعقب بذلك على رسالة من الحكومة السورية تؤكد حضورها مؤتمر السلام لكنها تقول إن الحكومة ستركز على محاربة الارهاب.
وأضاف كيري قائلاً: “الشعب السوري هو فقط من يحدد مستقبل بلاده.. أي أسماء تطرح لقيادة الفترة الإنتقالية، يجب، وبحسب جنيف 1، أن يتفق عليها الطرفان، المعارضة والنظام… وهذا هو التعريف الدقيق لـ”التوافق المتبادل”.
وكانت مصادر في الائتلاف الوطني السوري، ودبلوماسيون من قوى أجنبية مؤيدة للمعارضة، قالت إنه لايزال من غير الواضح إن كان بالإمكان تجاوز الانقسامات الموجودة بين فصائل المعارضة التي يتلقى بعضها دعماً من قطر، وبعضها الآخر دعماً من السعودية، بحلول الجمعة.
رضى السعودية
ومن المقرر أن يصوت الائتلاف، المكون من 120 عضواً، على المشاركة، غير أن بعض المراقبين يتوقع ألا تغامر قطر بإثارة غضب السعودية وتركيا والدول الغربية، بدفع حلفائها في الائتلاف السوري نحو مقاطعة المحادثات التي تؤيدها القوى الأخرى.
وأكد كيري بأن “أي شخصية لا تستحوذ على التوافق الكامل لا يمكن أن تقود سوريا”، مشددًا بأن “جنيف 2” سيكون تطبيقاً لـ”جنيف “1”، وأن مشاركة كافة الأطراف في المؤتمر تعني قبولها بأهدافه.
ويشار إلى أن “جنيف 1” دعا إلى تشكيل حكومة انتقالية تضم عناصر من المعارضة والحكومة، متوافقاً عليها، تعمل على وضع دستور جديد، وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية جديدة. وشدد كيري على أن “جنيف 2” هو المسار الوحيد لوضع حد للحرب الأهلية السورية، التي أفرزت واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية وهيّأت الظروف المناسبة للتطرف، على حد قوله.
تصريحات لافروف
وفي موسكو، أكد وزير الخارجية الروسي، الجمعة، أن مماطلة الائتلاف السوري في اتخاذ قراره بشأن المشاركة في مؤتمر جنيف 2 تُقلق روسيا كأحد منظمي هذا المؤتمر. أعرب وزير الخارجية الروسي عن قلقه إزاء عدم حسم الائتلاف السوري المعارض مشاركته في مؤتمر جنيف 2 حتى الآن.
وقال لافروف في تصريح للصحافيين عقب ختام لقائه بنظيره السوري وليد المعلم في موسكو الجمعة إن مماطلة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في حسم مشاركته في مؤتمر جنيف 2 المقرر عقده في سويسرا في الـ22 من كانون الثاني (يناير) تُقلق روسيا كأحد منظمي هذا المؤتمر الذي يجب أن يدشن محادثات السلام بين الحكومة السورية وجماعات المعارضة.
قلق من المعارضة
وأشار لافروف إلى أن ما يثير “قلقنا أنه بينما كانت الحكومة السورية أعلنت موافقتها على المشاركة في المؤتمر وشكلت وفدها، لم تُقدم المعارضة، وعلى الأخص الائتلاف الوطني، على خطوات مماثلة بعد”.
وعن الوضع الإنساني المتفاقم في سوريا ذكر لافروف أن الوزير المعلم أكد استعداد الحكومة السورية للقيام بخطوات لتخفيف معاناة سكان سوريا من خلال إيصال المساعدات الإنسانية إلى مناطق البلاد، وبالأخص ريف دمشق وحلب.
ومن جهته، قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إنه سلم روسيا خطة لوقف اطلاق النار في حلب كبرى المدن السورية وأن حكومته مستعدة لتبادل محتمل للسجناء مع قوات المعارضة. وأعلن وزير الخارجية السوري أن دمشق تنسق مع روسيا بشكل يومي بشأن تدمير ونقل السلاح الكيميائي.
أمن وإرهاب
وعن الوضع الميداني قال المعلم: ” اليوم قدمت للوزير لافروف مشروعاً لترتيبات أمنية في مدينة حلب إذا نجحت جهوده والتزم الجميع بهذه الترتيبات فنعتمد عندها نموذج حلب وننطلق إلى المناطق الأخرى”. وأعرب المعلم عن تقدير بلاده لجهود العراق في مكافحة الإرهاب متسائلاً “كيف تدعم الولايات المتحدة ذات الإرهابيين عندما يقاتلون في سوريا”.
وأعلن المعلم:”نحن مصممون ولدينا التوجيه من الرئيس التنسيق مع روسيا في موضوع التخلص من الأسلحة الكيميائية في ما يتعلق بخطواتنا لانهاء القتال أنا قلت أن الهم الاكبر والأهمية التي يوليها الشعب السوري هي مكافحة الإرهاب”.
بداية وليس نهاية
وكان وزير الخارجية الروسي، اعتبر أن التاريخ المحدد لانعقاد مؤتمر جنيف 2 لحل الصراع في سوريا وهو 22 كانون الثاني (يناير)، ليس سوى بداية للمؤتمر، وليس نهايته. وجاء تصريح لافروف خلال مؤتمر صحفي عقده الخميس مع نظيره الإيراني جواد ظريف في موسكو.
وأضاف لافروف “أن جميع من يهتمون بمصير الشعب السوري، ممن سيشاركون في المؤتمر سوف يعبرون عن وجهات نظرهم. وعقب ذلك سيناقش المؤتمر تطبيق إعلان جنيف 1 للتوصل إلى اتفاق مشترك”.
دعوة السعودية وإيران
وحث لافروف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على دعوة إيران والسعودية لحضور المؤتمر، قائلاً إن مشاركة القوتين الإقليميتين ستساعد على إيجاد حل سياسي للصراع السوري المستمر منذ قرابة ثلاث سنوات.
من جانبه، عبر وزير الخارجية الايراني جواد ظريف الخميس عن رغبة بلاده المشاركة في المؤتمر الدولي للسلام في سوريا، لكنها لن تحضر إذا وضعت شروط لمشاركتها.
وتقول الولايات المتحدة إن مبعوثي إيران يمكنهم حضور المؤتمر إذا كانوا مستعدين لقبول اتفاق أبرم في مؤتمر سلام عقد في جنيف في يونيو حزيران 2012 ويدعو الى تشكيل حكومة انتقالية في دمشق “بالاتفاق المتبادل”. وترى واشنطن أن هذه الصياغة تعني رحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة، لكن روسيا وإيران ترفضان هذا التفسير.
وفي دمشق، استبعد وزير المصالحة الوطنية علي حيدر أن يسفر مؤتمر جنيف 2 عن أي اختراق جدي. وقال “لا تتوقعوا الكثير من جنيف 2، فلا جنيف 2 ولا جنيف 3 ولاحتى جنيف 10 سيكون بامكانها حل الأزمة السورية”.، واضاف “الحل بدأ، وسيتواصل الى أن يكلل بنصر عسكري للدولة”.
ظريف: تنسيق جيد بين حلفاء سوريا قبل مؤتمر السلام جنيف 2
أ. ف. ب.
طهران: قال وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف انه يوجد “تنسيق جيد” بين سوريا وابرز حلفائها ايران وروسيا بشان مؤتمر جنيف-2 حول سوريا، بحسب ما افادت الجمعة وسائل إعلام محلية. واكد ظريف بحسب تصريحات نشرها موقع قناة التلفزيون الرسمية اريب “هناك تنسيق جيد بين موسكو وطهران ودمشق من اجل حضور فعال وبناء في مؤتمر جنيف-2”.
واجتمع وزراء خارجية الدول الثلاث الخميس في العاصمة الروسية قبل اقل من اسبوع من موعد مؤتمر جنيف-2 الهادف الى جمع ممثلي النظام السوري بممثلي معارضيه في محاولة للتوصل الى حل سياسي للنزاع الذي اوقع اكثر من 130 الف قتيل بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
واكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الخميس ان موسكو وحليفيها ليست لديهم “اهداف مخفية”. وتدعم موسكو، على غرار طهران، نظام الرئيس السوري بشار الاسد الذي يواجه منذ ثلاث سنوات ثورة قمعها بقوة وتحولت الى تمرد مسلح.
ويرفض النظام السوري ان يؤدي مؤتمر جنيف-2 الى تخلي الرئيس بشار الاسد عن السلطة وتسليم الحكم للمعارضة. وتامل روسيا التي كانت بادرت مع الولايات المتحدة بفكرة المؤتمر، ان تقبل واشنطن مشاركة طهران في مؤتمر السلام جنيف-2.
وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان ايران سيكون “مرحبا بها” اذا قبلت مبادىء الانتقال السياسي في سوريا كما حددها مؤتمر جنيف الاول في 30 حزيران (يونيو) 2012. وحذر ظريف الذي رفض اي “شروط” لحضور بلاده مؤتمر جنيف-2، من اتساع النزاع السوري.
وقال “ان التطرف تجاوز الحدود السورية ويهدد الان بلدان المنطقة مثل لبنان والعراق والاردن والسعودية”.
بعد إعلان «هيئة التنسيق» مقاطعته.. القرار النهائي لـ«الائتلاف» السوري من «جنيف 2» مرتقب اليوم
رمضان يكشف عن احتمال إعلان «هدنة» في حلب قبل المؤتمر
بيروت: «الشرق الأوسط»
يتخذ «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» اليوم قراره النهائي بخصوص المشاركة في مؤتمر «جنيف 2» المقرر عقده في 22 يناير (كانون الثاني) الحالي. ويتوقع تزامن القرار مع جهود دبلوماسية مكثفة تبذل من قبل روسيا والولايات المتحدة الأميركية برعاية الأمم المتحدة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في مدينة حلب قبل انعقاد مؤتمر «جنيف2»، بحسب ما كشفه أحمد رمضان، عضو الهيئة السياسية في «الائتلاف» المعارض، لـ«الشرق الأوسط». ورجح رمضان أن «يبصر هذا الاتفاق النور في غضون أيام بعد موافقة بعض الأطراف عليه»، موضحا أن «اتفاق الهدنة من الممكن أن يشمل محافظة إدلب في حال نجاحه بحلب». وتعهد رمضان بـ«التزم جميع القوى العسكرية المعارضة بحلب بهذا الاتفاق إذا أوقف النظام قصف المدنيين بالبراميل المتفجرة».
ولفت رمضان إلى أن «الهدنة في حلب وإدلب هي حصيلة أولية للجهود الروسية والأميركية لإقناع النظام السوري بالالتزام بوقف القصف بالبراميل المتفجرة وفتح ممرات إنسانية لتوصيل المساعدات الإغاثية إلى المناطق المحاصرة، إضافة إلى الإفراج عن المعتقلين».
وعلى الرغم من أن السفير الأميركي في سوريا روبرت فورد مثل الجانب الأميركي في المفاوضات مع الجانب الروسي الذي تعهد بدفع النظام السوري إلى القبول بالنقاط الثلاث، فإن نائب رئيس الائتلاف السوري المعارض، ونائب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا، فاروق طيفور، أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه المفاوضات لم تصل بعد إلى أي نتائج عملية على الأرض». وأوضح أنه «طُلب من الجانب الروسي القيام بهذا الدور الإنساني قبل (جنيف2) كبادرة حسن نوايا، لكن في الحقيقة لم يتم التوصل إلى أي نتائج عملية على الأرض».
وقلل طيفور من تأثير الفشل الروسي هذا على القرار النهائي الذي ستتخذه الهيئة العامة للائتلاف في اجتماعها اليوم بشأن موقفها من المشاركة في مؤتمر «جنيف 2»، باعتبار أنه كان من شأن موافقة النظام السوري أن تشكل «عاملا مشجعا لكن لا يتعدى كونه أكثر من عامل مطمئن أو مساعد». وقال طيفور إن «ما صدر عن اجتماع مجموعة أصدقاء سوريا في باريس الأحد الماضي، واللقاءات على هامشه، يشكل عاملا مشجعا جدا ومحفزا»، آملا أن «تترجم الضمانات الدولية بمواقف إيجابية لناحية مشاركة الائتلاف في (جنيف 2)، وأن يصار إلى نوع من التعاون والشراكة مع دول (لندن 11)».
ومن المتوقع أن يحسم «الائتلاف الوطني المعارض» اليوم قراره بخصوص المشاركة في مؤتمر «جنيف 2» الذي من المقرر أن يعقد مطلع الأسبوع المقبل في مدينة مونترو السويسرية، خلال اجتماع هيئته العامة في مدينة اسطنبول التركية، من دون أن يصدر عن القوى العسكرية التابعة للمعارضة أي موقف نهائي. وقال طيفور في هذا السياق إنه «لا قرار موحدا للقوى العسكرية بعد، ولكل منها وجهة نظره»، مذكرا أنه «مع تشكيل هيئة أركان الجيش الحر في أنطاليا، حضر ممثلو 520 وحدة عسكرية»، لتأكيد وجهة نظره بصعوبة توحدها حول موقف واحد. وأشار في الوقت ذاته إلى أن قرار «الأركان» المعلن هو «معارضة الذهاب إلى جنيف»، لافتا إلى أن «هناك انقساما بين قوى متشددة ترفض فكرة (جنيف 2)، وقوى أخرى أكثر مرونة تبحث عن مصلحة الثورة السورية ولا تمانع من الذهاب إلى حل سياسي إن كانت نتيجته ستصب في مصلحة الشعب السوري».
وفي سياق متصل، أعلن الوسيط الدولي والعربي إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، أن «هيئة التنسيق الوطنية التي تمثل جزءا كبيرا من معارضة الداخل، قررت ألا تشارك في محادثات السلام في «جنيف 2». وكان المكتب التنفيذي في هيئة التنسيق الوطنية شرح في بيان له أسباب الإحجام عن المشاركة في «جنيف2»، معلنا مبادرته إلى «اجتماعات تشاورية مع أكبر عدد من القوى السياسية داخل وخارج سوريا، من أجل عقد مؤتمر وطني ديمقراطي سوري جامع يعيد للمعارضة مكانتها ودورها في العملية السياسية ويشكل قوة مدافعة عن مصالح وطموحات الشعب السوري». وسألت «هيئة التنسيق» في بيانها «كيف ندخل المؤتمر وعضوان في وفدنا وراء القضبان (عبد العزيز الخير ورجاء الناصر) وأعضاء آخرون ممنوعون من السفر؟ وهل يمكن التفاوض مع سلطة لم توقف القصف العشوائي بالبراميل على المدن؟ وهل يمكن أن نعتبر جريمة الحرب هذه واحدا من موضوعات المساومة والضغط للوفد الحكومي؟».
في غضون ذلك، قلل وزير المصالحة الوطنية السوري علي حيدر، أمس، من أهمية مؤتمر «جنيف 2»، فقال في منتدى عقد في مكتبة الأسد الوطنية في دمشق إنه «لن يحل الأزمة السورية»، وأردف «لا تنتظروا من (جنيف 2) شيئا الآن.. (جنيف 2) لن يحل الأزمة السورية، ولا (جنيف 3) ولا (جنيف 10)».
وأشار حيدر، الذي هو زعيم أجنحة الحزب السوري القومي الاجتماعي، وسبق له أن اعتبر نفسه معارضا لنظام الأسد، إلى أن هذا «المؤتمر لن يخرج بنتيجة لسببين: الإرادة الدولية لم تنضج حتى هذه اللحظة.. وثانيا لأن الشعب السوري لم يتمثل بشكل صحيح». وشدد على أن «الحل بدأ، وهو يستمر بانتصار الدولة بمظهرها العسكري وفي ثبات الدولة وصمودها بكل مؤسساتها التي راهن الأعداء على تفككها».
واعتبر الوزير السوري أن الوضع بعد «جنيف 2» ليس كما قبله، لأن «الدولة السورية ستتحرر من عبء كبير عليها. وقد أثبتت بالبرهان القطعي والعملي للمجتمع الدولي وللعالم أن الأزمة ليست في سوريا ولا في القيادة ولا في الشعب السوري، ولكن في الدول المعتدية على سوريا».
في عرسال… كانوا يلعبون عندما أصابتهم صواريخ الموت
كانت الساعة الحادية عشرة والنصف، وقت صلاة الجمعة. سقطت عشر صواريخ على منطقة عرسال البقاعية في لبنان في وسط البلدة المأهولة بالسكان، وليس على أطرافها كما جرت العادة. “تسعة شهداء والعديد من الجرحى هم حصيلة الصواريخ هذه، منهم خمسة أطفال أخوة، أكبرهم عمره تسع سنوات. كانوا يلعبون في الحيّ، بالقرب من منزلهم”، بحسب ما قال نائب رئيس بلدية عرسال أحمد فليطي. وتابع بأن القصف كان عشوائياً، هدفه ترويع الناس، و”لحسن الحظ أن العديد منهم كانوا لا يزالون في الصلاة، وإلّا لحصلت مجزرة أكبر”.
رأى الفليطي بأن ما حصل هو “تطوّر خطير”، وربَطه بالتطورات العسكرية في سوريا أخيراً. “يبدو أن النظام السوري وحزب الله قد خسروا في الآونة الأخيرة ستة مواقع في قرية محاذية لمنطقة مشاريع القاع اللبنانية، وهكذا جاء ردّهم”.
في زيارتنا الأخيرة الى البلدة، قال لنا ناشط سوري إن “هذه المنطقة الصغيرة حملت همّ لبنان وسوريا”، وهي تتعرّض من وقت الى آخر الى قصف بالطيران السوري، يطال في أغلب الأحيان أطرافها. هي التي استقبلت منذ اندلاع الثورة في سوريا ولغاية الآن بحدود ثمانين ألف لاجئ سوري، أي ضعف عدد سكانها.
وكان قد صدر بيان بُعيد سقوط الصواريخ من قيادة الجيش اللبناني أعلنت فيه عن تعرّض مناطق سهل رأس بعلبك، الكواخ والبويضة- الهرمل، ومشاريع القاع، وبلدة عرسال، إلى سقوط 20 صاروخاً وقذيفة، مصدرها الجانب السوري. لكن نائب رئيس بلدية عرسال أفاد بأن الصواريخ هذه المرّة مصدرها أراضٍ لبنانية، “إذ ليس لدى النظام السوري مواقع قريبة بمحاذاة عرسال ممكن أن تُطلق منها الصواريخ”.
تابع الفليطي بأن الدولة اللبنانية مطالبة بحفظ الأمن وردّ الاعتداء، داخلياً كان أم خارجياً. “نريد موقفاً سياسياً حاسماً، وعدم تغطية من يقتل أطفالاً في سوريا وفي عرسال”.
بعد سقوط الصواريخ، خرج السكان الى الطرقات “مفجوعين” بما حصل. طالبتهم البلدية بالبقاء في منازلهم، خاصة وأن قذائف تتساقط على خراج البلدة في منطقة إسمها “خربة داوود”.
وعلى صفحات التواصل الاجتماعي، انتشرت صور مؤلمة تشبه الصور الآتية من وراء الحدود، لأمهات يبكين ولأطفال ممددّين على الأرض وملفوفين بالأغطية. كانوا يلعبون أمام منازلهم قبل أن تسقط صواريخ الموت المتنقلّ عليهم..
المعلم يطرح مبادرة والمعارضة تبحث المشاركة بـ”جنيف2“
قدم وزير الخارجية السوري وليد المعلم خطة لوقف إطلاق النار في حلب، وعبر عن استعداد النظام السوري لتبادل معتقلين مع المعارضة المسلحة. جاء ذلك بينما يلتقي اليوم الجمعة في إسطنبول الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في سوريا للبت في قرار المشاركة بمؤتمر جنيف2 للسلام.
وقال المعلم في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف بموسكو، إنه قدم خطة لوقف إطلاق النار في حلب كبرى المدن السورية. واشترط أن توفر روسيا ضمانات لالتزام المعارضة بذلك، وأكد أن هذا الإجراء سيتم تعميمه على مناطق أخرى في حال نجاحه بحلب.
وأوضح المعلم أن دمشق موافقة “من حيث المبدأ” على تبادل معتقلين في السجون السورية مقابل مخطوفين لدى المعارضة المسلحة، وقال إن ذلك يجب أن يسبقه تبادل لقوائم المعتقلين لدى السلطات السورية و”المختطفين” لدى المعارضة المسلحة.
وكشف المعلم أن إدخال المساعدات الإنسانية إلى بعض القرى في ريف دمشق بدأ بالفعل، وأكد أن التجربة ستكرر في حال التزام مسلحو المعارضة بوقف إطلاق النار.
وذكر المعلم أن هذه الخطوات تأتي تقديرا للدور الروسي في وقف إراقة الدماء بسوريا، وأشار إلى أنه طلب من نظيره الروسي الاستعانة باتصالاته لتنفيذ الخطة.
بدوره أكد لافروف أن دمشق مستعدة لاتخاذ سلسة من الإجراءات الإنسانية، وذلك ردا على الدعوات التي أطلقتها الولايات المتحدة وروسيا لوقف إطلاق للنار مع اقتراب موعد مؤتمر جنيف2.
ونقل مراسل الجزيرة بموسكو عن لافروف قوله إن الأمين العام للأمم المتحدة لم يوجه الدعوة لأي طرف من المعارضة وذلك في انتظار موقف الائتلاف الوطني للمعارضة، وقال إن مؤتمر جنيف يجب أن يعقد في كل الأحول لأنه المخرج الوحيد للأزمة.
مشاركة الائتلاف
من جانب آخر، تعقد الجمعية العامة للائتلاف الوطني السوري اجتماعا مغلقا في أحد فنادق ضواحي إسطنبول اليوم الجمعة، وقال أحد أعضاء الائتلاف لوكالة الصحافة الفرنسية إنه على ضوء المناقشات المحتدمة في الاجتماع الأخير، فإن لقاء اليوم قد يستمر حتى غد السبت.
ويواجه المجتمعون مشكلة قانونية، إذ من المفترض تغيير إحدى مواد القانون الأساسي للائتلاف قبل التصويت، والتي تقتضي بعدم التفاوض مع النظام السوري، ويتطلب ذلك موافقة ثلثي أعضاء الهيئة العامة الذي لا يمكن تحققه بسبب انسحاب 44 عضوا في أخر اجتماع، تعبيراً عن رفضهم المشاركة بجنيف2.
وقال مراسل الجزيرة بإسطنبول إن الائتلاف سيحاول تأجيل مناقشة موضوع المشاركة في مؤتمر جنيف2 إلى الغد، وذلك لفسح المجال لإقناع المنسحبين بالحضور، وفي حال فشل ذلك قد يلجأ إلى اعتبار المنسحبين مستقيلين والتصويت بالتالي على قرار المشاركة بمن حضر.
وأوضح أن عددا من أعضاء الائتلاف هددوا بالانسحاب أيضا إن تم اعتماد قرار المشاركة لاعتقادهم أن مؤتمر جنيف2 “فخ” نصب للمعارضة السورية، وأشار إلى أن معظم المنسحبين يمثلون جهات من المعارضة في داخل سوريا، وهو ما يعني أن الاستمرار من دونهم سيقدم الائتلاف في صورة ممثل لمعارضة الخارج فقط.
مطالب كيري
وعشية اجتماعهم الجديد، حض وزير الخارجية الأميركي جون كيري مجددا أعضاء الائتلاف على المشاركة في مؤتمر جنيف2.
وقال كيري للصحفيين إن الائتلاف مطالب باعتماد موقف إيجابي والمشاركة في المؤتمر المرتقب، واعتبر أن المحادثات هي “الطريقة الوحيدة لوضع حد للحرب الأهلية التي أذكت نيران واحدة من أشد الكوارث الإنسانية التي شهدها كوكب الأرض والتي غرست بذور التشدد”. واعترف أن مؤتمر السلام في جنيف “ليس نهاية المطاف وإنما بداية الطريق”.
ويرفض قسم من أعضاء الائتلاف بدءا بمكونه الرئيس المجلس الوطني السوري، الجلوس إلى الطاولة ذاتها مع ممثلي النظام السوري.
واشترط المجلس في نوفمبر/تشرين الثاني من أجل المشاركة في جنيف2 أن يكون التفاوض على انتقال السلطة بكل مكوناتها وأجهزتها ومؤسساتها، ثم رحيل الرئيس بشار الأسد، كما طالب في الوقت نفسه بوقف إطلاق نار خلال المحادثات.
وأكد الائتلاف “التزامه المطلق بأن هيئة الحكم الانتقالية لا يمكن أن يشارك فيها بشار الأسد أو أي من المجرمين المسؤولين عن قتل الشعب السوري، كما لا يمكن لهم القيام بأي دور في مستقبل سوريا السياسي”.
في المقابل يصرّ النظام السوري على أنه لن يذهب إلى جنيف “لتسليم السلطة إلى أحد” ولا لعقد صفقات مع أحد، ويؤكد أن الأسد هو الذي سيقود المرحلة الانتقالية.
وفي مواجهة التحفظات المتزايدة في صفوف المعارضة على هذا المؤتمر، ضاعفت الجهات الغربية والعربية الداعمة للمعارضة السورية التطمينات والضغوط لإقناعها بالذهاب إلى سويسرا.
ونقلت وسائل إعلام بريطانية أن واشنطن ولندن هددتا المعارضة السورية مباشرة بقطع مساعداتهما لها إذا لم تشارك في المؤتمر الدولي. وقال مسؤول في الائتلاف لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) وصحيفة الغارديان -طالبا عدم كشف اسمه- “أبلغونا بوضوح شديد أنهم سيوقفون دعمهم لنا وأننا سنخسر مصداقيتنا لدى المجموعة الدولية إذا لم نشارك في المؤتمر”.
ونفت واشنطن ولندن أن تكونا وجهتا مثل هذا التهديد، إلا أن معارضة الداخل تذرعت بذلك لتعلن الأربعاء عدم ذهابها إلى سويسرا.
وقال مصدر دبلوماسي غربي لوكالة الصحافة الفرنسية إن الائتلاف لا خيار لديه، وبالتالي سوف يرسل على الأرجح وفدا إلى مونترو السويسرية التي ستحتضن المؤتمر، وتحدث المصدر عن اعتقاده أن هذا القرار قد يؤدي إلى تفكك الائتلاف.
وسيسعى المؤتمر الدولي لإيجاد حل سياسي يمكن أن يضع حدا للنزاع المستمر في سوريا منذ مارس/آذار 2011، والذي أسفر عن أكثر من 130 ألف قتيل وملايين اللاجئين والنازحين.
قصف للنظام بأرجاء سوريا وانسحابات لـ”تنظيم الدولة“
واصل الجيش السوري قصف عدة مدن ومناطق في أرجاء البلاد اليوم الجمعة. وأفاد مراسل الجزيرة بأن المعارضة السورية المسلحة سيطرت على الفوج 46 في منطقة الأتارب بريف حلب الغربي بعدما هيمن عليه تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام خلال الأسابيع الماضية.
وفي العاصمة دمشق، قصفت القوات التابعة للرئيس بشار الأسد حي جوبر بقذائف الهاون، وتعرضت أحياء بجنوب دمشق -من بينها حي القدم- لقصف مدفعي ترافق مع اشتباكات متقطعة بين قوات المعارضة والقوات النظامية.
وقتل طفل في حي الحجر الأسود جنوب العاصمة برصاص قناص، وفق ما قال ناشطون للجزيرة نت.
أما في ريف دمشق، فقد تواصل القصف على مدينة داريا باستخدام المدافع الثقيلة وراجمات الصواريخ، وذلك بعد أن تمكن مقاتلو المعارضة من إسقاط مروحية للقوات النظامية في المدينة أمس الخميس، وقتلوا نحو ثلاثين جنديا نظاميا في حادثين منفصلين.
كما تعرضت مدينة الزبداني ومزارع الغوطة الشرقية وجبال القلمون بالريف الدمشقي لقصف مدفعي وجوي كثيف، بحسب ما أفاد ناشطون.
جبهات متفرقة
وفي السياق نفسه، قال ناشطون سوريون إن المروحيات التابعة للنظام قصفت بلدة سلمى في ريف اللاذقية بالبراميل المتفجرة وقت صلاة الجمعة. وتشهد بلدات وقرى جبل التركمان والأكراد قصفاً متواصلا من قبل قوات النظام منذ عدة أسابيع.
كما قصفت قوات النظام حي الوعر بمحافظة حمص وبلدة الغنطو بالريف الشمالي للمحافظة بقذائف الهاون.
أما في مدينة درعا، فقد جرت اشتباكات وصفت بـ”العنيفة” بين الجيش السوري الحر والقوات النظامية في محيط المستشفى الوطني وسوق درعا، وفق ما قالت شبكة شام.
وشهد ريف درعا قصفا نفذته القوات التابعة للرئيس بشار الأسد على مدن إنخل والشيخ مسكين وبصرى الشام وتسيل بالدبابات وراجمات الصواريخ، مما أدى لوقوع خسائر لم يتسنَ حصرها على الفور.
كما أفادت شبكة شام بتعرض جبل الأربعين بريف إدلب شمالي البلاد لقصف بقذائف الدبابات والرشاشات الثقيلة في وقت متأخر من مساء الخميس.
وفي السياق ذاته، قتل الجيش الحر 15 عنصرا من القوات النظامية في كمين بقرية الطويلة القريبة من خناصر في ريف حلب.
معارك الفصائل
وعلى صعيد القتال الدائر بين فصائل المعارضة المسلحة وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، أفاد مراسل الجزيرة في حلب بأن المعارضة السورية المسلحة سيطرت على الفوج 46 في منطقة الأتارب بالريف الغربي للمحافظة.
وشهد الفوج اشتباكات عنيفة بين المعارضة وتنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر عليه في الأسابيع الماضية، وعلى عدة مواقع عسكرية وبلدات كانت تسيطر عليها المعارضة.
كما انسحب عناصر “تنظيم الدولة” من مدينة سراقب -أحد أبرز معاقلهم- في محافظة إدلب، إثر معارك مع تشكيلات أخرى من المعارضة، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الجمعة. وأعلنت كتائب ثوار سوريا التابعة للجيش الحر تعلن سيطرتها على المدينة.
يشار إلى أن المعارك بدأت بين الطرفين اللذين كانا يقاتلان في خندق واحد ضد النظام السوري في الثالث من يناير/كانون الثاني الجاري.
ويتهم مقاتلو المعارضة “تنظيم الدولة” بتنفيذ عمليات خطف وقتل واعتقالات عشوائية واستهداف المقاتلين والناشطين الإعلاميين، وقد أدت هذه المعارك إلى مقتل أكثر من ألف شخص، بحسب أحدث حصيلة أوردها المرصد السوري الخميس.
8 قتلى بينهم 5 أطفال في قصف صاروخي على عرسال
القصف تزامن مع سقوط أكثر من 20 صاروخاً وقذيفة على مناطق أخرى شرق لبنان
دبي – رولا الخطيب
أفاد مراسل قناة “العربية” في بيروت بسقوط 8 قتلى، بينهم 5 أطفال في القصف الصاروخي الذي طال بلدة عرسال على الحدود اللبنانية مع سوريا، هذا القصف الذي تضاربت المعلومات حول مصدره. القصف أوقع كذلك عدداً من الجرحى، إضافة إلى أضرار مادية في الممتلكات.
وفي اتصال مع “العربية”، قال نائب رئيس بلدية عرسال، أحمد الفليطي، إن 10 صواريخ سقطت على البلدة، ملمحاً لمسؤولية حزب الله. ودعا الفليطي الجيش اللبناني إلى التدخل لوضع الأمور في نصابها.
وقد تضاربت المعلومات حول مصدر هذه الصواريخ، فبيان قيادة الجيش أفاد بسقوط ما يقارب العشرين صاروخاً من الجانب السوري استهدفت مناطق سهل راس بعلبك، وهي الكواخ والبويضة والهرمل ومشاريع القاع وعرسال.
في حين أفادت مصادر من داخل عرسال لقناة “العربية” أن الصواريخ التي استهدفت البلدة مصدرها مواقع لحزب الله في منطقة جبال القاع. وأن القصف إضافة إلى عرسال أصاب خراج بلدتي الفاكهة وجديدة الفاكهة.
وأفادت هذه المصادر بأنه تم الرد على مواقع انطلاق هذه الصواريخ من الهرمل والقصر، حيث يتواجد عناصر للمعارضة السورية.
بدوره، أكد رئيس الجمهورية اللبنانية، ميشال سليمان، أن حماية المناطق اللبنانية وسكانها أولوية حيال أي اعتداء تتعرض له من أي جهة كان.
ويأتي هذا القصف غداة تفجير بسيارة مفخخة استهدف وسط مدينة الهرمل وأدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص. ورجح وزير الداخلية مروان شربل أن تكون هذه العملية انتحارية، مشيراً الى أن الجزم بذلك “يحتاج إلى بعض الوقت”. وتبنت العملية “جبهة النصرة في لبنان”، قائلة إن الهجوم كان انتحارياً.
يُذكر أن عرسال تقع على الحدود مع سوريا التي تشهد حرباً منذ ما يقرب من ثلاث سنوات.
كيري: العالم لن يسمح للأسد بخداعه في “جنيف 2“
فصائل المعارضة السورية مازالت تناقش المشاركة أو مقاطعة المؤتمر
واشنطن – فرانس برس، رويترز
حذر وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، اليوم الجمعة، من أن العالم لن يسمح لنظام الرئيس السوري بشار الأسد “بخداعه” خلال مؤتمر “جنيف 2″، مؤكداً أن الهدف من هذا المؤتمر الذي تنطلق أعماله الأسبوع المقبل وضع أسس الانتقال السياسي في سوريا.
وقال كيري للصحافيين في واشنطن “لن يخدع أحد” من جانب النظام السوري، مضيفاً أن الهدف من مؤتمر “جنيف 2” الذي ينطلق الأربعاء هو “تطبيق جنيف 1″، الاتفاق الموقع في يونيو 2012 والذي لم يتم تنفيذ بنوده التي تنص خصوصاً على تشكيل حكومة انتقالية في سوريا.
ويرأس كيري وفد بلاده إلى سويسرا الأسبوع المقبل للمشاركة في محادثات بين الحكومة السورية والمعارضة تهدف لإنهاء الحرب المستعرة منذ ثلاث سنوات.
وتأتي تصريحات كيري في وقت تجري فيه فصائل المعارضة تصويتاً بشأن المشاركة أو مقاطعة المحادثات التي تجرى برعاية الأمم المتحدة.
وقال كيري في مؤتمر صحافي عقب اجتماعات مع نظيريه الكندي والمكسيكي: “نحن نستعد للذهاب إلى جنيف والدخول في هذه العملية أعتقد أنه أصبح واضحاً أنه لن يكون هناك حل سياسي ما لم يناقش الأسد انتقالاً (سياسياً)، وإذا ظن أنه سيكون جزءاً من هذا المستقبل. هذا لن يحدث”.
وأضاف: “خياراتنا لم تنفد بشأن ما يمكن أن نقوم به لزيادة الضغط وتغيير المعادلة”.
لافروف يدعو كل الأطراف للمشاركة في “جنيف 2“
وليد المعلم أكد أن النظام السوري سيشارك في المؤتمر للتوصل إلى حل سياسي للأزمة
العربية.نت
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره السوري وليد المعلم أن مؤتمر “جنيف “2 يجب أن يتوصل إلى حقن الدماء في سوريا. وأعلن عن وجود جهود دولية للسماح لقوافل الإغاثة بالوصول إلى المحاصرين، لافتاً إلى أن الحكومة السورية استجابت لمطالب تمرير المساعدات الإنسانية.
إلى ذلك، شدد على أن بلاده تشجع جميع الأطراف على المشاركة في “جنيف “2. أما بالنسبة إلى مسألة نقل الكيمياوي السوري فأشار إلى أن عملية النقل تسير بطريقة ناجحة.
من جهته، رأى وليد المعلم أن وجهة نظر بلاده متطابقة مع موسكو لجهة أهمية انجاح “جنيف “2. وأشار إلى أن بلاده تريد التوصل إلى حل سياسي من خلال “جنيف “2. كما لفت إلى أن النظام السوري يوافق من حيث المبدأ على تبادل معتقلين مع “الجماعات المسلحة”، كما وصفهم.
وفي ما يتعلق بمخيم اليرموك، نفى كل ما نسب إلى النظام من حصار وقصف للمخيم، معتبراً أن الاتهامات للحكومة السورية بقصف اليرموك ليست دقيقة.
في المقابل، رأى سالم المسلط، نائب رئيس الائتلاف الوطني، في اتصال مع “العربية”، أن كل هذا الكلام غير واقعي، فالنظام كما العادة ينكر كل الجرائم التي يرتكبها في اليرموك أو حلب أو غيرها من المناطق.
كيري: لدينا بدائل للضغط على الأسد
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري الجمعة، أن الرئيس السوري بشار الأسد “ليس له مكان في سوريا المستقبل”، نافيا أن تكون بلاده “عاجزة عن إيجاد بدائل للضغط على الأسد”.
ويرأس كيري وفد بلاده إلى سويسرا الأسبوع المقبل، للمشاركة في محادثات “جنيف 2” بين الحكومة السورية والمعارضة تهدف لإنهاء الحرب المستعرة منذ 3 سنوات.
ولم يحدد الائتلاف السوري المعارض بعد موقفه في المشاركة في المؤتمر، وتأتي تصريحات كيري في وقت تجري فيه فصائل المعارضة تصويتا بشأن المشاركة أو مقاطعة المحادثات التي تجرى برعاية الأمم المتحدة.
وقال كيري في مؤتمر صحفي عقب اجتماعات مع نظيريه الكندي والمكسيكي: “ونحن نستعد للذهاب إلى جنيف والدخول في هذه العملية أعتقد أنه أصبح واضحا أنه لن يكون هناك حل سياسي ما لم يناقش الأسد انتقالا (سياسيا)، وإذا ظن أنه سيكون جزءا من هذا المستقبل. هذا لن يحدث”.
وأضاف: “خياراتنا لم تنفد بشأن ما يمكن أن نقوم به لزيادة الضغط وتغيير المعادلة”.
وحذر كيري من أن دمشق “ستواجه مزيدا من المعارضة المسلحة وضغوطا دولية متنامية”، إذا لم تقبل بشروط مؤتمر “جنيف 2”.
تأتي تصريحات وزير الخارجية الأميركي، بعد اتفاق بين وزير الخارجية السوري وليد المعلم ونظيره الروسي سيرغي لافروف، على خطة مبدئية لوقف إطلاق النار في حلب (شمال) وتبادل السجناء مع المعارضة السورية.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع لافروف في موسكو، قال المعلم إن الحكومة السورية أبدت موافقتها على تبادل “معتقلين” بـ”مخطوفين” لدى “الجماعات المسلحة”.
وأضاف المعلم أن “جنيف 2 يجب أن يلبي تطلعات السوريين في القضاء على الإرهاب”، مشددا على ضرورة “بذل كل الجهد لإنجاح” المؤتمر المقرر عقده في 22 يناير الجاري.
من جانبه، أعرب لافروف عن قلقه بشأن موقف المعارضة السورية من المشاركة في مباحثات السلام في سويسرا، مشيرا إلى أن هدف المؤتمر “التصدي للإرهاب وحقن الدماء بسوريا”.
وجولة المعلم تأتي ضمن مباحثات تحضيرية أخيرة لمؤتمر “جنيف 2″، الرامي لوقف الحرب التي أسفرت عن مقتل أكثر من 100 ألف شخص في سوريا.
مصادر: الائتلاف يؤجل البت بالمشاركة بجنيف
مهران عيسى – اسطنبول- سكاي نيوز عربية
كشفت مصادر في المعارضة السورية أن الائتلاف الوطني أرجأ إلى السبت تحديد موقفه إزاء المشاركة في محادثات السلام الرامية لإنهاء النزاع في سوريا والمقرر عقدها في 22 يناير الجاري.
إلا أن عضو الائتلاف، هيثم المالح، قال لـ”سكاي نيوز عربية” في اسطنبول إن تكتل المعارضة سيبت في اجتماع الجمعة قرار المشاركة، مشير إلى أن “الأجواء العامة متجهة نحو الموافقة على الذهاب إلى جنيف2”.
وكانت المصادر، التي رفضت الكشف عن هويتها، قالت إن اجتماع اسطنبول لن يتطرق إلى موضع مشاركة الائتلاف بمؤتمر “جنيف 2”.
وأوضحت أن جدول أعمال الاجتماع يتضمن انتخاب أعضاء الهيئة السياسية في الائتلاف الذي يعاني من انقسامات داخلية، لاسيما على صعيد تباين الأراء بشأن إرسال مندوبين إلى مؤتمر السلام.
وسيعرض رئيس الائتلاف، أحمد الجربا، تقريرا بشأن ما توصلت إليه الاجتماعات التي عقدها أخيرا في “مؤتمر أصدقاء سوريا” في باريس مع وزراء خارجية الدول الداعمة للمعارضة، حسب المصادر.
كما سيقدم الأمين العام للائتلاف، بدر جاموس، بدروه تقريرا بشأن حصيلة اللقاءات الأخيرة للائتلاف المتعلقة بمؤتمر “جنيف 2” الذي تشرف عليه الأمم المتحدة ويعقد في مونترو بسويسرا.
يشار إلى أن 6 كتل سياسية داخل الائتلاف تضم ما يزيد عن 40 عضوا، كانت قد انسحبت من الائتلاف قبل 10 أيام وذلك تعبيرا عن رفضها المشاركة في المؤتمر.
ويأتي تأجيل البت بالمشاركة في المؤتمر غداة حث الولايات المتحدة المعارضة السورية على حضور “جنيف 2” حسب ما جاء على لسان وزير الخارجية الأميركي جون كيري.
وقال كيري إنه “عشية انعقاد جلسة سيتخذ خلالها الائتلاف الوطني للمعارضة السورية قرارا في شأن مشاركته في مؤتمر السلام في جنيف، تدعو الولايات المتحدة.. إلى تصويت إيجابي”.
وانتقد وزير الخارجية في المقابل الحكومة السورية لما سماه “تحريف المفاهيم في الآونة الأخيرة” فيما يتصل بالسبب الذي سيعقد من أجله مؤتمر السلام، بعد ثلاثة أعوام من الحرب الأهلية في سوريا.
وزير الخارجية السوري يعرض تبادل محتجزين مع المعارضة
قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إن الحكومة السورية مستعدة لعرض تبادل محتجزين على المعارضة.
وأوضح المعلم الذي يزور موسكو حاليا قائلا “أخبرت لافروف أننا مبدئيا نؤيد توقيع اتفاقية تبادل للمحتجزين مع الجانب الآخر، ونحن مستعدون لإعداد قوائم بالأسماء وتطوير آلية لتحقيق الأهداف”.
وعرض المعلم على مضيفيه خطة لوقف إطلاق النار في حلب، لكن مراقبين يقولون إن إمكانية تحقيق وقف لإطلاق النار في حلب، حتى ولو بشكل جزئي، ليست واضحة.
وكان المعلم ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد التقيا مسؤولين إيرانيين، وقال لافروف إن اللقاء لم يكن يتضمن “أجندة سرية”، وأن اللقاء لا يعني وجود خطة سلام ثلاثية.
ويرغب لافروف في أن تشارك إيران في مؤتمر جنيف 2، وهو ما يعارضه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي يشترط لمشاركة إيران في المؤتمر أن توافق على بيان مؤتمر جنيف الذي يدعو إلى نقل السلطة السياسية في سوريا.
مشاركة
في هذه الأثناء تلتقي فصائل المعارضة السورية في تركيا الجمعة للتوصل إلى قرار نهائي بشأن مشاركتها في محادثات السلام المقررة في جنيف الأسبوع القادم وسط انقسامات حادة بين أطرافها في هذا الشأن.
وتعقد الجمعية العامة لقوى الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية وهي المظلة الواسعة لفصائل المعارضة اجتماعا مغلقا في أحد فنادق مدينة اسطنبول التركية.
ويواجه الائتلاف ضغوطا من الولايات المتحدة وحلفائها لدفعه للمشاركة في مؤتمر جنيف 2، بيد أن بعض فصائل المعارضة تشترط استبعاد الرئيس السوري بشار الأسد من أي حكومة انتقالية مقترحة.
وقد استبق وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اجتماع فصائل المعارضة بحثها الخميس على المشاركة في مؤتمر جنيف 2 للسلام المقرر إجراؤه الأسبوع المقبل في سويسرا، واصفا المؤتمر بأنه “أفضل فرصة لتحقيق أهداف الشعب السوري وثورته”.
BBC © 2014
اجتماع للمعارضة السورية في تركيا لحسم قرار المشاركة في جنيف 2
تلتقي فصائل المعارضة السورية في تركيا الجمعة للتوصل إلى قرار نهائي بشأن مشاركتها في محادثات السلام المقررة في جنيف الأسبوع القادم وسط انقسامات حادة بين أطرافها في هذا الشأن.
وتعقد الجمعية العامة لقوى الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية وهي المظلة الواسعة لفصائل المعارضة اجتماعا مغلقا في أحد فنادق مدينة اسطنبول التركية.
ويواجه الائتلاف ضغوطا من الولايات المتحدة وحلفائها لدفعه للمشاركة في مؤتمر جنيف 2، بيد أن بعض فصائل المعارضة تشترط استبعاد الرئيس السوري بشار الأسد من أي حكومة انتقالية مقترحة.
وقد استبق وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اجتماع فصائل المعارضة بحثها الخميس على المشاركة في مؤتمر جنيف 2 للسلام المقرر إجراؤه الأسبوع المقبل في سويسرا، واصفا المؤتمر بأنه “أفضل فرصة لتحقيق أهداف الشعب السوري وثورته”.
“اتفاق مشترك”
وقال كيري في بيان مفاجئ “عشية اجتماع أعضاء ائتلاف المعارضة السورية لتحديد موقفها من المشاركة في مؤتمر جنيف للسلام، تدعو واشنطن المعارضة إلى التصويت الإيجابي”.
وقال “هذا هو السبيل الوحيد لوضع نهاية للحرب الأهلية التي نتجت عنها واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية التي يشهدها كوكبنا، وخلقت أرضا خصبة لتفريخ الإرهاب.”
كيري
دعوة كيري جاءت في بيان مفاجئ عشية تصويت المعارضة على تحديد موقفها من مؤتمر جنيف 2
وأوضح كيري أن المؤتمر “سيؤسس لعملية أساسية لتشكيل هيئة حكم انتقالية بسلطات تنفيذية كاملة تؤسس على اتفاق مشترك”.
وأكد كيري على أن الشخصيات التي سيكون لها دور في الحكومة الانتقالية المستقبلية يجب أن يحوزوا على موافقة المعارضة والحكومة.
رفض
وكانت مصادر في الائتلاف الوطني السوري، ودبلوماسيون من قوى أجنبية مؤيدة للمعارضة، قالت إنه لايزال من غير الواضح إن كان بالإمكان تجاوز الانقسامات الموجود بين فصائل المعارضة التي يتلقى بعضها دعما من قطر، وبعضها الآخر دعما من السعودية، في اجتماع الجمعة.
وقالت هيئة التنسيق الوطنية، وهي جماعة المعارضة الرئيسية المعتدلة في الداخل والتي ترفض استخدام السلاح في معارضتها للنظام الحاكم في سوريا، إنها لن تشارك في محادثات جنيف.
ونقلت وكالة فرانس برس عن أحد اعضاء الائتلاف قوله “في ضوء المناقشات المحتدمة في الاجتماع الأخير فأن الاجتماع الحالي قد يستمر ليوم السبت”.
ويرفض قسم من الائتلاف بدءا من مكونه الأساسي المجلس الوطني السوري الجلوس على طاولة واحدة في المفاوضات مع نظام الأسد.إذ هدد المجلس الوطني بمقاطعة محادثات جنيف في وقت سابق.
يواجه الائتلاف ضغوطا من الولايات المتحدة وحلفائها لدفعه للمشاركة في مؤتمر جنيف 2
وقد قرر حتى الآن نحو 44 من أعضاء الجمعية العامة للائتلاف المكونة من 120 عضوا، الانسحاب من محادثات سويسرا.
ويقول جيم موير مراسل بي بي سي من لبنان إن جميع الاعضاء والداعمين الاقليميين لهم كقطر والسعودية تحت ضغط كبير من الأمريكيين وآخرين لدفعهم لاقتناص فرصة تحقيق أهداف الثورة السورية.
على أن الائتلاف إذا ذهب إلى جنيف، بحسب مراسلنا، سيكون ضعيفا فعليا، مع وجود شكوك كبيرة عن صفته التمثيلية، على افتراض أن أيا من القوى المقاتلة الكبرى على الأرض لا تفضل الجلوس على طاولة مفاوضات مباشرة مع الحكومة.
يشار إلى أنه بالرغم من أن الائتلاف الوطني السوري يحظى باعتراف الكثير من الدول الغربية بوصفه الممثل الشرعي للشعب السوري، تطعن عدة حركات وتحالفات سورية وقوى إسلامية مسلحة بشرعيته.
تحفظ حكومي
تطعن عدة حركات وتحالفات سورية وقوى إسلامية مسلحة بشرعية الإنتلاف.
ومن جانبها أعلنت الحكومة السورية على لسان وزير خارجيتها وليد المعلم في رسالة وجهها الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن بلاده لا تقبل بكل جوانب رسالة الأمم المتحدة التي تدعوها لحضور المؤتمر.
وقال المعلم في رسالته “نحن لا نوافق على بعض النقاط الواردة في الرسالة لأنها تخالف الموقف القانوني والسياسي لدولة سوريا ولا تحقق المصالح العليا للشعب السوري”.
وفي دمشق، استبعد وزير المصالحة الوطنية علي حيدر ان يسفر مؤتمر جنيف 2 عن أي اختراق جدي.
وقال “لا تتوقعوا الكثير من جنيف 2، فلا جنيف 2 ولا جنيف 3 ولاحتى جنيف 10 سيكون بامكانها حل الأزمة السورية.”
واضاف “الحل بدأ، وسيتواصل الى ان يكلل بنصر عسكري للدولة.”
BBC © 2014
كيري يؤكد: لا مكان للأسد في سوريا المستقبل
واشنطن (رويترز) – أكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اليوم الجمعة أن الرئيس السوري بشار الاسد ليس له مكان في سوريا المستقبل ونفى ان تكون بلاده عاجزة عن ايجاد بدائل للضغط على الاسد.
ويرأس كيري وفد بلاده الى سويسرا الاسبوع المقبل للمشاركة في محادثات بين الحكومة السورية والمعارضة تهدف لانهاء الحرب المستعرة منذ ثلاث سنوات. تأتي تصريحات كيري في وقت تجري فيه فصائل المعارضة تصويتا بشأن المشاركة أو مقاطعة المحادثات التي تجرى برعاية الامم المتحدة.
وقال كيري في مؤتمر صحفي عقب اجتماعات مع نظيريه الكندي والمكسيكي “ونحن نستعد للذهاب الى جنيف والدخول في هذه العملية أعتقد انه أصبح واضحا انه لن يكون هناك حل سياسي ما لم يناقش الاسد انتقالا (سياسيا) واذا ظن انه سيكون جزءا من هذا المستقبل. هذا لن يحدث.”
وأضاف “خياراتنا لم تنفد بشأن ما يمكن أن نقوم به لزيادة الضغط وتغيير المعادلة.”
(إعداد معاذ عبدالعزيز للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)