أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة، 12 تموز 2013

«الجيش الحر»: دمرنا 90 دبابة بصواريخ نوعية

لندن، بيروت، نيويورك، باريس – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

أكد مسؤولون في «الجيش السوري الحر» أن أسلحة نوعية وصلت إليه في الفترة الأخيرة أدت إلى حصول «مجازر دبابات» وتدمير عدد كبير منها في مناطق مختلفة من البلاد خصوصاً في الشريط الشمالي بمحاذاة الحدود مع تركيا، في حين اوضح رئيس اركان «الجيش الحر» اللواء سليم ادريس ان المعارضة تمكنت من تدمير 90 دبابة في الفترة الأخيرة.

في غضون ذلك، زادت معاناة ثلاثة آلاف مدني موجودين في أحياء حمص المحاصرة منذ 400 يوم مع تصاعد وتيرة القصف خلال شهر رمضان، في حين اتخذ «الائتلاف الوطني السوري» المعارض بادرة انسانية لافتة بدعوته الى «ضرورة تأمين حاجات المدنيين سواء كانوا في المناطق المحررة او تلك التي لا تزال تحت سيطرة النظام»، في اشارة الى وضع بعض الأحياء في حلب التي تحاصرها المعارضة.

وكان نشطاء بثوا اشرطة فيديو اظهرت تدمير دبابات بصواريخ حرارية في خان العسل قرب حلب وفي ريف ادلب في الشمال، ما ادى الى عرقلة تقدم القوات النظامية في حلب وسيطرة المعارضة على نقاط ومراكز للنظام في ادلب. وسُجل تدمير 20 دبابة خلال يومين نهاية الأسبوع الماضي.

وقال خبراء عسكريون ان مضادات الدروع التي دمرت دبابات ومدرعات في شمال سورية تختلف عن تلك التي استخدمت في اطراف دمشق، ذلك ان الصواريخ المستخدمة في ريفي حلب وإدلب، متطورة اكثر ويمكنها متابعة الدبابة بالأشعة. وبدا في الأشرطة شعاع احمر يتبع انطلاق المقذوف الى حين تدميره الهدف.

وقال اللواء ادريس في حديث مع قناة «العربية -الحدث» امس انه يأمل بالحصول على كميات أكبر من السلاح النوعي الذي ادى الى تدمير الدبابات من دون ان يذكر نوعه، موضحاً ان تزويد المقاتلين بالأسلحة والذخائر يتم من خلال خطط يشرف على تنفيذها قادة الجبهات القتالية، وأن ضغوطاً شديدة تتعرض لها المعارضة السورية من جانب النظام على «جبهتي» حمص في وسط البلاد ودمشق. وأكد ادريس ان «الجيش الحر» لم يتلق أي سلاح من أميركا أو أوروبا حتى الآن.

وقال المستشار السياسي والإعلامي للجيش السوري الحر لؤي مقداد لوكالة «فرانس برس» ان المعارضة «تلقت أخيراً دفعات ذخيرة ورشاشات كلاشنيكوف وصواريخ مضادة للمدرعات»، مشيراً الى ان مصدرها «ليس الاتحاد الأوروبي ولا الولايات المتحدة» التي وعدت بتقديم مساعدات عسكرية الى المعارضة. وأضاف ان «الصواريخ هي بكميات غير كبيرة»، واستخدمت في «تدمير ما يفوق تسعين دبابة للنظام وعدد هائل من الحواجز على مساحة سورية». وزاد: «هذا السلاح ليس كافياً لكل معاركنا ولا لتوزيعه على كل الجبهات، لكننا نعمل جاهدين مع هذه الجهات الداعمة لإيجاد الحلول».

ميدانياً، استمرت قوات النظام مدعومة بعناصر من «حزب الله» في عملياتها للسيطرة على حمص في وسط البلاد. وأوضح «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ان حي الخالدية «تعرض لقصف عنيف رافقته اشتباكات عند اطرافه»، وأشار الى تصاعد اعمدة الدخان منه. وقال الناشط يزن الحمصي ان الحملة العسكرية التي تقوم بها قوات النظام على الأحياء المحاصرة في حمص مستمرة لليوم الثالث عشر. وأضاف: «لا تمر دقائق من دون ان يسمع صوت صاروخ او قذيفة هاون على المنطقة المحاصرة وخصوصاً في حيي الخالدية وباب هود، وصولاً الى عشرات القذائف في الدقيقة الواحدة في عدد من ساعات النهار».

وذكر ان معاناة حوالى ثلاثة آلاف مواطن موجودين في الأحياء المحاصرة تتفاقم بعد 400 يوم من الحصار، موضحاً ان الصعوبات ازدادت مع بداية شهر رمضان. وقال: «أصلاً قبل رمضان، كنا نتناول وجبة واحدة في اليوم. لكن الوضع اكثر صعوبة بالنسبة الى العائلات المشردة، بينما المناطق لا توجد فيها كهرباء ولا مولدات كهربائية ولا آبار ماء».

وأفادت «الهيئة العامة للثورة السورية» ان قوات النظام «لا تزال تحاول اقتحام حي الخالدية قرب مسجد خالد بن الوليد»، مشيرة الى «انفجارات عنيفة جداً تهز الحي بالتزامن مع اشتباكات عنيفة جداً على معظم الجبهات».

وشدد «الائتلاف الوطني السوري» المعارض في بيان على «ضرورة حماية المواطنين المدنيين وتأمين حاجاتهم وضمان سلامتهم واعتبار ذلك أولوية قصوى بالنسبة للهيئات والمؤسسات المدنية والعسكرية التابعة للائتلاف، سواء كانوا في المناطق المحررة أو تلك التي لاتزال تحت سيطرة النظام». ودعا الكتائب التابعة لـ «الجيش الحر» الى «فك أي حصار تنفذه أي مجموعة لا تلتزم حماية المدنيين وضمان أمنهم وحرية حركتهم وتيسير انتقال المواد الإغاثية والغذائية في كل الاتجاهات».

وفي شمال شرقي البلاد قرب الحدود مع العراق، سيطر مقاتلو المعارضة على قرية البجارية القريبة من مدينة القامشلي في محافظة الحسكة، بعد اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية. وكانت قوات «الدفاع الوطني» الموالية للنظام والمؤلفة في غالبيتها من افراد العشائر تسيطر على القرية منذ اشهر طويلة. وأشار «المرصد» الى مقتل ثلاثة من عناصرها في المعركة وفقدان 11 آخرين.

في نيويورك، جدد السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين اتهام المعارضة السورية بعرقلة عقد مؤتمر «جنيف-2». وفصل بين هذا الأمر وموضوع استخدام السلاح الكيماوي الذي تختلف موسكو ازاءه مع الدول الغربية. ورحب تشوركين بقرار الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ارسال كل من المفوضة العليا لشؤون نزع السلاح انجيلا كاين ورئيس بعثة التحقيق آكي سيلستروم الى دمشق تلبية لدعوة الحكومة السورية لإجراء مشاورات حول مهمة بعثة التحقيق الدولية.

وشن تشوركين حملة على الدول الغربية وخصوصاً بريطانيا التي اتهمها بتسريب مشروع قرار للدول الخمس في مجلس الأمن حول السلاح الكيماوي.

الجيش السوري الحر: اغتيال القاعدة لأحد قادتنا هو إعلان حرب

بيروت – رويترز

قال مقاتلو الجيش السوري الحر إن اغتيال متشددين تربطهم صلات بتنظيم القاعدة قائداً كبيراً في الجيش السوري الحر يعتبر إعلاناً للحرب مما يعني فتح جبهة قتال جديدة بين مقاتلي المعارضة المدعومين من الغرب والإسلاميين في الحرب الأهلية السورية.

والتصريحات هي أحدث مؤشر على الفوضى في صفوف المعارضة المسلحة للرئيس السوري بشار الأسد الذي رجحت كفته بعد أكثر من عامين على الانتفاضة التي اندلعت بإلهام من انتفاضات الربيع العربي.

كما تأتي بعد خصومة متنامية بين الجيش السوري الحر والاسلاميين على الرغم من أن الجانبين خاضا معارك من قبل جنباً إلى جنب. وتتزامن كذلك مع محاولات الجيش السوري الحر المدعوم من الغرب والعرب لتهدئة مخاوف من أن تقع أسلحة تقدمها الولايات المتحدة في أيدي القاعدة.

وقتل أعضاء في تنظيم دولة العراق والشام الإسلامية كمال حمامي العضو في المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر. وحمامي الذي يكنى بأبي باسل اللاذقاني واحد من بين أكبر 30 قائداً في الجيش السوري الحر.

وتوعد قادة مقاتلي المعارضة بالرد.

وقال قائد كبير في المعارضة طلب عدم ذكر اسمه “لن ندعهم يفلتون بهذا لأنهم يريدون استهدافناً.”

وأضاف أن متشددين تربطهم صلات بتنظيم القاعدة أبلغوا مقاتلي الجيش السوري الحر بأنه “لا مكان” لهم في محافظة اللاذقية حيث قتل حمامي. واللاذقية محافظة ريفية شمالية تقع على حدود تركيا وتنشط فيها الجماعات الاسلامية.

وذكرت مصادر أخرى في المعارضة أن القتل جاء بعد نزاع بين قوات حمامي وتنظيم الدولة الإسلامية حول السيطرة على نقطة تفتيش استراتيجية في اللاذقية.

ويحاول الجيش السوري الحر بناء شبكة من خطوط الامداد والتموين وتعزيز وجوده في انحاء سورية فيما تدرس الادارة الأميركية ارسال أسلحة له بعد أن خلصت الى استخدام قوات الرئيس السوري بشار الأسد أسلحة كيماوية ضد مقاتلي المعارضة.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان المناهض للاسد ويراقب الصراع إن اشتباكات عنيفة وقعت بين الجيش السوري الحر والدولة الإسلامية في مناطق كثيرة بسورية على مدى الأسابيع القليلة المنصرمة مما يشير إلى العداء المتزايد بين معارضي الأسد.

وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد “قتلت الدولة الإسلامية يوم الجمعة الماضي مقاتلا من الجيش السوري الحر في محافظة إدلب وفصلت رأسه عن جسده. ووقعت هجمات في العديد من المحافظات.”

وأضاف عبر الهاتف أن اثنين من رجال حمامي أصيبا في هجوم أمس الخميس.

وتحول الصراع في سورية إلى العنف في مواجهة قمع الاحتجاجات. واندلعت الحرب الأهلية بعد أن حملت جماعات معارضة متباينة السلاح ويقول المرصد إن أكثر من مئة ألف شخص قتلوا.

وعلقت لجان في الكونجرس خطط تسليح مقاتلي المعارضة بسبب مخاوف من ألا تكون تلك الأسلحة حاسمة واحتمال وصول الأسلحة الى أيدي المتشددين الاسلاميين.

واشتكت المعارضة السورية من التأخير وكررت أمس الخميس تأكيداتها بأن الأسلحة لن تقع في أيدي الإسلاميين المتشددين.

معيشة السوري: بالنسبة لبكرا شو؟

زياد حيدر

تنطبق كلمات أغنية الفنان الكبير جوزيف صقر على الحال السورية، اقتصاديا على وجه التحديد. «خسّة اللي موصلها بإيدي وسعرا مقيّد بالجريدة، حطّولا أسعار جديدة، كل لحظة في سعر جديد، عجّل كلها يا رضا!».

لا يتعجل السوريون بالأكل فقط، بل الشراء، لأن كل دقيقة تلتهم من مدخراتهم، وترفع سعر الرز الذي تغرف منه ملاعق الصائمين، وغيره من المواد الغذائية وغير الغذائية.

صاحب متجر متواضع لا يشكو من أمواج المد والجزر لسعر صرف العملة فقط، بل من كثرة الألاعيب التي كثرت ملاعبها مؤخرا. «أمس جاءتني زبونة أعرفها، وسألت كم كيلو ارز عندي. أجبتها سبعة. فطلبت الكمية كلها. وحين سألت عن السبب، قالت أنها ستوزع على النازحين وأن لديها عزيمة (دعوة)».

يسكت ليضيف بتذمر «علمت لاحقا أن سعر الرز قد زاد 70 ليرة من ساعة. وأنها قامت ببيعها في محل مجاور بسعر أعلى من سعري، وأقل من سعر السوق». شطارة بلغة التجار، تبناها «ناشطون» من الطبقة الوسطى، يواجهون منذ اشهر بشراسة الارتفاع اليومي في الأسعار، المتزامن مع انخفاض مستوى ليراتهم.

«تدوير العملة هو أفضل سبل مواجهة انخفاضها» يقول تاجر سيارات. في المناطق الآمنة، تنتشر تجارة السيارات بكثافة تثير الحيرة. سيارات كبيرة بنصف سعرها، بسبب أعبائها الاقتصادية والأمنية. وسيارات صغيرة ومتوسطة بأسعار مضاعفة بسبب رواجها. «السيارة تباع اليوم بسعر، ويبيعها الشاري غداً بسعر يزيد بنصف مليون ليرة تقريبا. وأحيانا نعود لشرائها، لأن سعرها يكون ارتفع وبالتالي ارتفع هامش الربح».

لكن ليس الجميع قادر على تدوير عملته. غالبية المتضررين من الأزمة الحالية هم من موظفي الدولة الذين يزيد عددهم عن المليون، بأرقام ما قبل الأزمة. يواجه هؤلاء سؤالا يومياً مثل «بالنسبة لبكرا شو؟». فلوائح الاسعار تتجدد كل يوم، فيما لا يتغير عدد الأصفار في نهاية كل رقم من الرواتب.

«وبلا اللحمة» تقول موظفة بلهجة متهكمة لا تخلو من ألم. «لازم الفاصوليا تكون بلحمة» موجهة حديثها لزميلاتها في غرفة إدارية في إحدى المديريات الحكومية. «الفاصوليا بتنعمل حمس (أي مع بصل). أطيب واكثر فائدة» تومئ رؤوس الزميلات من دون اقتناع بالموافقة.

لكن اللحوم ليست المعيار الوحيد لارتفاع الأسعار، خصوصا لكونها لا ترتبط بالدولار بشكل مباشر. ثمة مواد غذائية أكثر أهمية، تتمثل في أغذية الأطفال وأدويتهم، في الحليب ومشتقاته، والذي يرتفع بشكل أسبوعي نتيجة ارتفاع سعر الأعلاف، تضاف إليه الخضروات والفواكه التي تتبع في ارتقائها سلم الأسعار، وبينها أسعار الوقود الذي يمثل عصب قطاع النقل.

لذا أفضل ما توصفه حال السوق السورية هو بـ«الفلتان»، وذلك باعتراف الصحافة الرسمية أيضا، التي تتحدث عن حالة الفلتان الذي تعيشه أسواق دمشق والارتفاع الكبير للأسعار الذي فاق التوقعات. كما أظهرت الغياب شبه التام لقوائم الأسعار وعدم تداول الفواتيـر وعدم التقيّد بالنشرة التموينية، ووجود الكثير من السلع مجهولة المصدر، وحالات الغش لا سيما لمواد الحليب والجبنة واللبنة وقلة عرضهما وارتفاع سعرها، حيث وصل سعر كيلو اللبنة إلى 500 ليرة، ولجوء الباعة والمنتجين لها إلى خلطها بمادة المبيضات والسمنة المؤذية للصحة. وتبيّن أيضاً أن بعض ماركات مواد التنظيف مغشوشة بمادة الملح، إضافة إلى ضبط محل يبيع لحمة وكباب منتهية الصلاحية.

وتنشر «البعث» قصة الغش هذه مكررة ومعتادة. مغاسل السيارات في مناطق كثيرة بدأت بتصنيع مواد التنظيف وتعليبها بعبوات مغلفة لماركات عالمية معروفة. بعض التجار يعترف لزبائنه بأنها مغشوشة، لكنه يبيعها بسعر اقل من الأصلي.

ما الذي يمكن فعله؟ يطرح اقتصاديون، ابرزهم رئيس اتحادات الصناعة في سوريا فارس الشهابي فكرة تبديل العملة كاقتراح للنقاش. ويقول، لموقع «الاقتصادي» المتخصص، «انّه طرح الفكرة بهدف الحد من المضاربة على الليرة السورية من قبل دول خارجية، تمتلك كميات كبيره من العملة السورية»، موضحا انّه «قدم الفكرة فقط، في ما يفترض ان تتم مناقشة الموضوع بشكل معمق من ناحية إيجابياته وسلبياته من قبل الحكومة».

وهي فكرة يتداولها العامة باعتبارها «حلا». يرغب سوريون كثر في رؤية العملة المتآكلة يوما بعد يوم تختفي بأوراقها العريضة والطويلة، لتحل محلها عملة جديدة تناطح الدولار بقوة. لكن المصرف المركزي الذي يخوض تلك المعركة اليومية سبق ورفض الفكرة جملة وتفصيلا.

«لا يوجد نية لدى مصرف سوريا المركزي لاستبدال العملة حاليا، حيث لم يصدر أي قرار بهذا الشأن، وأن كل ما تناقلته وسائل الإعلام إنما يندرج ضمن إطار الشائعات المضللة والحملة الإعلامية الشعواء على القطاع المصرفي في سوريا. ولا بد من الإشارة إلى أن المخزون من الأوراق النقدية للعملة السورية كاف، ولا يوجد أية حاجة لتبديل العملة، أما الكميات التي ستتم طباعتها، فيتم طرحها في السوق، بدلا من الأوراق النقدية المهترئة». البيان القديم ربما لا زال يصف حالا واقعا، حتى يتبين نهاية أو أفق لهذه المواجهة اليومية. معركة حققت نجاحا محدودا أمس الأول، حين تمكن المصرف عبر مضاربة صباحية، من تخفيض سعر صرف الدولار من 300 ليرة سورية إلى 265 ليرة.

المضاربة التي تمثلت بطرح مبالغ محددة من الدولار في السوق المصرفي، تزامنت مع قرار يذكر بحقبة الثمانينيات في سوريا، تمثل في «حظر تداول الدولار» إلا للمصرح لهم، عبر التهديد بعقوبات تصل إلى السجن لمدة ثلاث سنوات. وهو ما احتفى به سوريون كثر، إذ دفع بأسعار بعض المواد الغذائية للانخفاض بنسبة 30 في المئة، كما ترافق مع انخفاض في سعر الذهب أيضا، وإن كان ما زال يشكل عشرة أضعاف سعره في السابق. لذا دعا الصاغة بدورهم لصك ليرات ذهبية سورية تشجع الناس على شراء مدخرات ذهبية للحفاظ على قيمة حصاد العمر، وذلك للاستغناء عن الليرات الانكليزية، والليرة الرشادية. وتضمنت الفكرة أن تكون الليرة بوجهين «الأول بنقش هلال إسلامي أو جامع» والثاني «بنقش صليب مسيحي أو كنيسة».

لكن في النهاية، فإن العاصفة، كما يظهر، لا تترك مجالا إلا لعيش السوري، بطريقة واحدة، وهي كل يوم بيومه.

مقاربة بندر والغرب بشأن سوريا:

صواريخ جنوباً وتسليح عشائر شمالاً

باريس ــ «السفير»

الأغلب أن الغربيين أنفسهم يطرحون فرضيات كثيرة حول سيارة بئر العبد المفخخة. إلا أنها تدور في حلقة واحدة وتتجه نحو سلسلة مترابطة، من الجماعات السلفية، يجمع بينها الحرب على «حزب الله».

ديبلوماسي غربي، وأحد العاملين على ملف المعارضة السورية وتشكيلات الجماعات «الجهادية فيها»، رفع الحدود القائمة بينها وبين الجماعات السلفية المسلحة العاملة على الساحة اللبنانية، وبينها «جبهة النصرة».

ويجيء الحديث عن «جبهة النصرة» في معرض إعادة ترتيب الأوضاع داخل المعارضة السورية، بعد انتخاب رجل السعودية احمد الجربا رئيساً لـ«الائتلاف الوطني السوري» في اسطنبول الأسبوع الماضي، وبدء الرهان مجدداً على الائتلافيين و«الجيش الحر»، وهو رهان غربي لم يكف، لكسر صعود الجماعات «الجهادية»، ومنع سيطرتها على الشمال السوري، ذلك أن أحداً من كل القوى المسلحة، التي تجابه النظام السوري، لا ينفرد بسيطرة مطلقة على المناطق التي خرج منها الجيش السوري.

ويقول ديبلوماسي فرنسي، يعمل مع المعارضة في اسطنبول، ما بات نافلاً لا نقاش فيه لأي متابع للوضع السوري. ويرى أن أحداً من «الجيش الحر» أو «جبهة النصرة» أو تنظيم «القاعدة»، لا يمسك بتلك المناطق، «فالجيش الحر» لا يزال بعيداً عن بسط سيطرته عليها، بسبب تعدد الكتائب المقاتلة، ونقص التنسيق بينها، و«الجهاديون»، لا سيما في «النصرة»، لا يحكمون الشمال بسبب الخلافات بين تيارهم «الجهادي الأممي» الذي تمثله «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، وجماعة «النصرة في بلاد الشام» ذات الاتجاه «الجهادي» المحلي.

ويبدو «الائتلاف» منعطف رهان غربي كبيراً لاحتواء زخم الاتجاه «الجهادي»، فمع التخلص من الاستقطاب السعودي – القطري داخل صفوفه، وانتخاب الجربا رئيساً، يسود تفاؤل أن تقود يد رئيس الاستخبارات السعودية بندر بن سلطان المعارضة السورية نحو الخروج من مآزقها وانقساماتها.

ويقول الديبلوماسي الفرنسي الذي اشرف على إعادة ترتيب المعارضة إن «ميشال كيلو المسيحي الماركسي، الذي لعب دورا كبيرا في الحد من النفوذ القطري والاخواني في الائتلاف، قادر على إعادة التوازن داخل المعارضة، وليس صحيحا أن كيلو رجل السعودية في المعارضة».

والأرجح أن خطة بندر، التي بدأت تشق طريقها مع ترئيس الجربا، لم تهدف من الاستعانة بكيلو سوى لحشد كتلة العلمانيين من حوله في مواجهة القطريين و«جماعة الإخوان المسلمين» لا أكثر، فعلى سطح «الائتلاف» طفت شريحة من العناصر السورية التي تحسن السعودية العمل معها، ويمكن إيكال القيادة إليها من دون عناء.

ويبدو أن السعوديين حققوا ما يهدفون إليه من تقليص تأثير القطريين على المعارضة، وانتزاع قيادة «الائتلاف» وتحويلها إلى قيادة اقرب إليهم سياسياً وعشائرياً. إذ تبدو قيادة «الائتلاف» بعد أيام اسطنبول الثلاثة، الأسبوع الماضي، مجرد تحالف قبائل وعشائر وعائلات الشمال الشرقي السوري بالدرجة الأولى. فالشمري، قبيلة الجربا، تنتمي إلى منطقة الحسكة، ونائبه سالم المسلط، شيخ ينتمي إلى قبيلة الجبور في منطقة الجزيرة، ونائبه الآخر محمد فاروق طيفور، وجه عائلي حموي بارز وقيادي إخواني. أما سهير الاتاسي، فرغم فشلها الذريع في منصبها السابق، والانتقادات القاسية التي وجهت إليها، فقد جيء بها نائباً ثالثاً لرئيس «الائتلاف» لتدعيم صورة التحالف العائلي العشائري، وتضامناً مع ما تقاسيه حمص من حصار وتدمير ومعارك.

ولا يبدو تجمع القيادة مجرد إطار لاجتراح وطنية سورية عشائرية، في مواجهة النظام البعثي، تخدم السعودية ورئيس استخباراتها وحدهما، أو المسعى الغربي بإعادة توازن القوى مع النظام. فالسعودية تتمتع بنفوذ تقليدي بين هذه العشائر، خصوصاً الشمر.

ويقول مسؤول سوري معارض إن شيوخ العشائر في المناطق الشمالية، يقدمون بعض أفراد عشائرهم لتشكيل نواة القوة التي يقوم الأميركيون ببنائها، والتي يثقون بها أكثر من أي قوة أخرى يتعاملون معها. وأضاف إن الأشهر الأخيرة شهدت انقلاباً غير مفهوم في الموقف الأردني من عمليات تجنيد العشائر السورية، وإن الاستخبارات الأردنية تعرقل عمليات التجنيد لمصلحة الاستخبارات الأميركية، وتؤجل بعضها. كما أن عدداً من زعماء العشائر الذين توجهوا إلى الأردن لتسليم لوائح بأسماء مقاتلين جدد لم يلقوا أذناً صاغية، ولم يتلقوا المبالغ المتفق عليها، بسبب تردد الأردنيين وتراجعهم عن الاتفاقات المعقودة معهم.

وبديهي أن متطلبات المضي بالرهانات الغربية والسعودية قدما من إعادة التوازن مع النظام أو إعادة تمكين «الائتلاف» و«الجيش الحر» في ميادين القتال ومدن الشمال تفضي إلى اعتبار مؤتمر «جنيف 2» في غياهب المجهول. ويقول الديبلوماسيون الغربيون إن أحداً لا يرى كيف يمكن أن ينعقد مؤتمر جنيف في المدى المنظور، وقبل إجراء تعديلات جوهرية في ميزان القوى بين النظام والمعارضة. ولا يوجد مع ذلك إجماع في أوساط الديبلوماسيين الغربيين على واقعية الرهان على استعادة توازن ما بين المعارضة المسلحة والجيش السوري.

ويقول مسؤول ديبلوماسي أوروبي رفيع المستوى إن الغربيين يرتكبون خطأ كبيرا في الرهان على المجموعات السورية المسلحة، وان الروس سيُدخلون الجميع في سباق تسلح لمنع عمليات التسلح الجديدة من تحقيق أي مزايا تكتيكية لمقاتلي «الجيش الحر». ويرى الديبلوماسي الفرنسي المشرف على الملف السوري أن التقدم الذي أحرزه الجيش السوري على الأرض مبالغ فيه.

وفي معرض تبرير الرهان على احتمالات تغيير موازين القوى يجري القول إن القوة التي حسمت الأمر لمصلحة النظام ليست الجيش وإنما «حزب الله» وقواته، وان استعادة الفرصة لن تتحقق إلا بعزل النظام عن حليفه اللبناني والإيراني، والاستفراد مرة ثانية بوحدات الجيش السوري المبعثرة وإنهاكها بحرب مدن لا قبل له بها. ومن البديهي أن خلاصة كهذه توضح ضرورة تشديد الحملة على «حزب الله»، الذي فوّت على الغربيين، كما قال مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الفرنسية، فرصة إسقاط النظام منذ الشتاء الماضي.

وتتزامن الحملة ضد «حزب الله» مع تباشير التغيير في صفوف المعارضة المسلحة وتحسين أدائها، مع توحيد «حنفية» التسليح واتجاه السعوديين إلى تجهيز الوحدات التي تأتمر بشكل خاص بأوامر اللواء سليم إدريس حصراً من دون الجماعات السلفية الأخرى. ويبدو أن وحدات من الكتائب المقاتلة بدأت تتجه إلى الالتحاق بالمجلس العسكري الموحد الذي يقوده إدريس، بحسب الديبلوماسي الفرنسي .

وليس من الواضح لأحد كم من الوقت سيحتاج تحالف الغربيين مع بندر، وهيئة التسليح السعودية وأجهزة الاستخبارات الغربية، لتحقيق الهدف المطلوب، لكن غياب التقديرات الزمنية الضرورية المطلوبة لذلك، جزء من حالة انعدام الرؤية التي تحيط بمن يقود «الائتلاف»، واقتصار الخيارات حتى الآن على الحسم العسكري أو اقله قلب موازين القوى بصواريخ بندر بن سلطان.

وهناك بوادر مشجعة للبعض للذهاب ابعد في الرهان على المجهول، إذ تسود تساؤلات عن أسباب غياب الطيران السوري عن سماء المنطقة الجنوبية، منذ أكثر من أسبوعين، وعدم اللجوء إليه في العمليات العسكرية ضد مواقع المعارضة في تلك المنطقة التي تلقت تعزيزات سعودية بالصواريخ. كما ورفض ديبلوماسي فرنسي أن يؤكد أو ينفي وجود صواريخ فرنسية في أيدي المقاتلين السوريين، من ضمن صواريخ ارض – جو تلقاها هؤلاء من السعودية. ونشرت بعض المواقع صوراً لصواريخ ميلان الفرنسية الألمانية الصنع بأيدي مقاتلين سوريين، من دون أن يمكن التأكد من وجودها إلى جانب صواريخ «اوسا» الروسية التي وصلت دفعة كبيرة منها من ليبيا. كما أن أحداً لا يجادل الديبلوماسي الفرنسي في إطرائه لصواريخ «كونكرس»، التي جعلت مقاتلي المعارضة، يقدمون على مهاجمة مدرعات الجيش السوري، بأمان اكبر، وبثقة عالية بالنفس، وتدمير عدد منها، في بداية معركة الغربيين والخليجيين و«الائتلاف» الجديدة من أجل تعديل ميزان القوى مع النظام السوري.

موسكو ودمشق تتبادلان معلومات بشأن وجود مقاتلين أجانب في الأراضي السورية

موسكو- (يو بي اي): أعلنت الخارجية الروسية الجمعة، أن الأجهزة الخاصة الروسية والسورية، تتبادل معلومات عن انضمام أجانب عامة، وحاملي الجنسية الروسية خاصة، إلى مقاتلي المعارضة السورية.

وقال ميخائيل بوغدانوف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ونائب وزير الخارجية، لوكالة أنباء (نوفوستي) الروسية، إن الإستخبارات الروسية والسورية تتبادل معلومات بشأن وجود مرتزقة أجانب في سوريا، مضيفاً أن “الأجهزة الخاصة تتبادل الآراء والمعلومات”.

وأضاف أن “هناك مئات المرتزقة من أبناء البلدان المختلفة بما فيها البلدان الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا”.

وأشار بوغدانوف إلى أن “هؤلاء ينتسبون إلى مجموعات مسلحة غير شرعية ترتبط بالحركة الإرهابية وتنظيم القاعدة”.

ولم تتوفر للمسؤول الدبلوماسي الروسي معلومات بشأن توقيف مقاتلين أجانب في سوريا.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ذكر في حزيران/ يونيو الفائت أن قوات المعارضة السورية تضم في صفوفها نحو 600 مقاتل قدموا من روسيا وأوروبا.

الجيش السوري الحر يصف إغتيال القاعدة لأحد قادته بأنه إعلان حرب

بيروت- (رويترز): قال مقاتلو الجيش السوري الحر الجمعة إن إغتيال متشددين تربطهم صلات بتنظيم القاعدة قائدا كبيرا في الجيش السوري الحر يعتبر إعلانا للحرب مما يعني فتح جبهة قتال جديدة بين مقاتلي المعارضة المدعومين من الغرب والإسلاميين في الحرب الأهلية السورية.

والتصريحات هي أحدث مؤشر على الفوضى في صفوف المعارضة المسلحة للرئيس السوري بشار الأسد الذي رجحت كفته بعد أكثر من عامين على الانتفاضة التي اندلعت بإلهام من انتفاضات الربيع العربي.

كما تأتي بعد خصومة متنامية بين الجيش السوري الحر والاسلاميين على الرغم من أن الجانبين خاضا معارك من قبل جنباإلى جنب. وتتزامن كذلك مع محاولات الجيش السوري الحر المدعوم من الغرب والعرب لتهدئة مخاوف من أن تقع أسلحة تقدمها الولايات المتحدة في أيدي القاعدة.

وقتل أعضاء في تنظيم دولة العراق والشام الإسلامية كمال حمامي العضو في المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر. وحمامي الذي يكنى بأبي باسل اللاذقاني واحد من بين أكبر 30 قائدا في الجيش السوري الحر.

وتوعد قادة مقاتلي المعارضة بالرد.

وقال قائد كبير في المعارضة طلب عدم ذكر اسمه “لن ندعهم يفلتون بهذا لانهم يريدون استهدافنا”.

وأضاف أن متشددين تربطهم صلات بتنظيم القاعدة أبلغوا مقاتلي الجيش السوري الحر بأنه “لا مكان” لهم في محافظة اللاذقية حيث قتل حمامي. واللاذقية محافظة ريفية شمالية تقع على حدود تركيا وتنشط فيها الجماعات الاسلامية.

وذكرت مصادر أخرى في المعارضة أن القتل جاء بعد نزاع بين قوات حمامي وتنظيم الدولة الإسلامية حول السيطرة على نقطة تفتيش استراتيجية في اللاذقية.

ويحاول الجيش السوري الحر بناء شبكة من خطوط الامداد والتموين وتعزيز وجوده في انحاء سوريا فيما تدرس الادارة الأمريكية ارسال أسلحة له بعد أن خلصت الى استخدام قوات الرئيس السوري بشار الأسد أسلحة كيماوية ضد مقاتلي المعارضة.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان المناهض للاسد ويراقب الصراع إن اشتباكات عنيفة وقعت بين الجيش السوري الحر والدولة الإسلامية في مناطق كثيرة بسوريا على مدى الأسابيع القليلة المنصرمة مما يشير إلى العداء المتزايد بين معارضي الأسد.

وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد “قتلت الدولة الإسلامية يوم الجمعة الماضي مقاتلا من الجيش السوري الحر في محافظة إدلب وفصلت رأسه عن جسده. ووقعت هجمات في العديد من المحافظات”.

وأضاف عبر الهاتف أن اثنين من رجال حمامي أصيبا في هجوم أمس الخميس.

وتحول الصراع في سوريا إلى العنف في مواجهة قمع الاحتجاجات. واندلعت الحرب الأهلية بعد أن حملت جماعات معارضة متباينة السلاح ويقول المرصد إن أكثر من مئة ألف شخص قتلوا.

وعلقت لجان في الكونجرس خطط تسليح مقاتلي المعارضة بسبب مخاوف من ألا تكون تلك الأسلحة حاسمة واحتمال وصول الأسلحة الى أيدي المتشددين الاسلاميين.

واشتكت المعارضة السورية من التأخير وكررت أمس الخميس تأكيداتها بأن الأسلحة لن تقع في أيدي الإسلاميين المتشددين.

الأسد يستعد لمنح آلاف الشيعة الجنسية السورية لإحداث تغييرات ديمغرافية

دمشق- (د ب أ): قالت مصادر سورية إن “الرئيس السوري بشار الاسد بدأ حملة تشويه ديموغرافية في محافظة السويداء ذات الغالبية من طائفة الموحدين الدروز″.

وذكرت المصادر أن الرئيس السوري فتح مؤخرا باب منح الجنسية السورية لنحو 40 الف شخص معظمهم من التابعين لحزب الله في لبنان وحزب الله في العراق الذين يقاتلون الى جانب قوات الاسد فضلا عن مدنيين من نفس الطائفة.

وأضافت المصادر أن “الحملة ستستوعب اغلبية المقيمين من تلك التابعيات في محافظة السويداء جنوبي سورية على الحدود مع اسرائيل”على حد تعبير المصادر.

وأشارت المصادر إلى أن”المسلحين المساندين للرئيس السوري والذين دخل قسما منهم الى محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية، اقاموا في المدينة الرياضية على طريق منطقة قنوات، والقسم الآخر منهم يستقدمهم النظام تباعا”.

ولفتت المصادر الى ان”الاشخاص الذين سيحصلون على الجنسية السورية ستكون اسماء عائلاتهم ( نسب العائلة) من اسماء العائلات الدرزية المعروفة والاصلية سكان المنطقة و محيطها وان السلطات باشرت فعليا بالمشروع منذ حوالي أسبوع″.

وقالت المصادر إن “عدد الموجودين حاليا في المدينة الرياضية بلغ حوالي 2400 شخص حتى الآن وان السلطات اعطت صلاحيات واسعة في هذا الشأن لوجهاء من اهالي السويداء ومشايخ من الدروز مثل شيخ العقل نزيه حسين جربوع والشيخ حكمت الهجري المعروفين بتأييدهم للنظام، وهو ما يعني بداية تشكيل ميليشيا جديدة من المجنسين الجدد تعمل تحت إمرة عناصر حزب الله في السويداء “.

ووضعت المصادر هذه”التأكيدات ضمن مشروع احتلال شيعي للسويداء ومشروع الفتنة الذي يعمل عليه نظام الاسد منذ فترة في البلاد”.

المعارضة السورية: حصلنا على أسلحة قد تقلب المعادلة

الأسد يهاجم الإسلام السياسي ويستثني ايران وحزب الله ويصف الاخوان بالخوارج

دمشق ـ ‘القدس العربي’ من كامل صقر: حديث صحافي جديد للرئيس السوري بشار الأسد أدلى به لصحيفة ‘البعث’ الناطقة باسم حزب البعث الحاكم، احتل الحديث فيه عن دور حزب البعث أجزاء واسعة، إذ اعتبر الأسد أن المادة الثامنة التي كانت في الدستور السوري ليست هي التي أبقت البعث في السلطة، وقال: إن البعث أتى إلى الحكم قبل إقرار المادة الثامنة بحوالى عشر سنوات، فالحزب وصل إلى الحكم عام 1963 والمادة الثامنة أُقرت عام 1972، بالتالي القوة الحقيقية للحزب ليست بوجود المادة الثامنة من عدمه.

الأسد رأى أن الدور الحقيقي للجنة المركزية للبعث هي محاسبة قيادته وأن هذا الأمر لم يحصل، معتبراً أن القول بأن الكادحين من عمال وفلاحين وحرفيين هم الذين انقلبوا على البعث هو كلام مناف للواقع وفق تعبير الرئيس السوري الذي يشغل أيضاً منصب الأمين القطري لحزب البعث.

الرئيس السوري أوضح أيضاً أنه لا يمكن الحديث عن إيران وحزب الله ضمن مفهوم ‘الإسلام السياسي’، لأن إيران وحزب الله ‘لا يعاملون الناس انطلاقاً من البعد الديني والطائفي، وإنما انطلاقاً من الأبعاد الوطنية والسياسية، ولا يميزون بين الدول إلا وفقاً للمبادئ والمصالح السياسية’.

في مقابل ذلك شن الأسد هجوماً عنيفاً على الإخوان المسلمين ووصفهم بـ ‘الأحزاب

التي تستغل الدين لصالح أهدافها الضيقة والفئوية وتستغل الدين وتستخدمه كقناع وتحتكره لنفسها وتكفّر الآخرين، وهي التي تعتبر أنك عندما لا تقف معها سياسياً فأنت لا تقف مع الله شرعياً’.

وذهب الأسد إلى حد القول ان هناك مصطلحا ينطبق على الإخوان المسلمين وهو

الإسلام الخوارجي’ وقال: ‘الخوارج هم أول من استخدم العنف في الدين، الخوارج كانوا يتشددون مع المسلمين ويتساهلون مع الآخرين. وهذا ما يفعله الإخوان المسلمون الآن، فهم يتشددون على أبناء دينهم وبلدهم وقوميتهم ويتساهلون مع الإسرائيليين ومع الغرب’

جاء ذلك فيما أكد رئيس جناح القوات الجوية المنشق، العميد طيار أسعد الزعبي، أن سلاحاً نوعياً وصل مؤخراً إلى المعارضة السورية أدى إلى تغيير واضح على أرض المعارك وبشكل خاص في قرى ريف حلب.

وفي غضون ذلك، قال عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري، هادي البحرة، إن المعركة في حمص بدأت تأخذ طابع الهجوم المضاد جراء التكتيك العسكري ووصول دفعات من الدعم العسكري العربي إلى المعارضة، في حين لم يصل أي دعم عسكري غربي إلى الآن.

وعلى الصعيد السياسي، اتهمت موسكو المعارضة السورية بعرقلة مؤتمر جنيف 2، حيث قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا يقضي على فرص عقد مؤتمر السلام المقترح بقوله إن المعارضة لن تحضره إلا إذا تحسّن موقفها العسكري الميداني.

وشكّك لافروف في إمكانية عقد مؤتمر ‘جنيف 2′ لحل الأزمة السورية في ظل إصرار المعارضة المسلحة على تحقيق تقدم ميداني، قائلاً: ‘عندما تفكّر المعارضة بأنها تريد تحقيق انتصار عسكري والسيطرة على المزيد من الأراضي السورية قبل التفاوض، فإن من خلال هذا المنطق لن نستطيع تنظيم أي جزء من هذا المؤتمر، وبالتالي فإننا سنكون أمام حقيقة أن شركائنا الغربيين قدموا أسلحة إلى المعارضة السورية دون أي شروط أو ضمانات تؤكد استعدادها الحضور إلى المؤتمر.

وكان الجربا قد أبلغ الائتلاف بأنه لن يحضر المؤتمر ما لم تتمكن المعارضة من تغيير الوضع الميداني.

امير الغاز يتوقع تحول الجيش الحر الى جيش صحوة.. وخلافات مع قاعدة العراق

ابراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’ في بلدة الشدادي الواقعة في محافظة الحسكة ـ شرق سورية يقول احد امراء جبهة النصرة التي تسيطر على البلدة ان الطريقة التي يحكمون فيها البلدة تمثل نواة للخلافة الاسلامية في سورية، وقال القيادي ‘اذهب واسأل الناس في الشوارع في اي مدينة او بلدة محررة في سورية تحكم بطريقة فعالة بمثل ما تحكم به هذه البلدة’ مضيفا ان كل الاساسيات متوفرة للناس من الماء والكهرباء والخبز والامن.

وتنبع ثقة القيادي في جبهة النصرة على ما يبدو من كونها تسيطر على مخازن هائلة من القمح ومصانع للغاز والبترول، واسطول من السيارات التي نهبها المقاتلون من الحكومة السورية وترسانة ضخمة من الاسلحة.

ومن هنا فهي قادرة على تقديم سلسلة من الخدمات للمواطنين حيث يقول القيادي انهم يخبزون يوميا 225 كيسا من الطحين توزع على اهالي البلدة من خلال مجموعات كل مجموعة مخصصة لحي من الاحياء. وهناك ايضا خدمات صحية متوفرة في عيادة صغيرة متوفرة لكل مواطن يقصدها وبدون تمييز بين من يدعم الجبهة ‘الامارة’ هذه او من لا يدعمها، واخيرا تقوم الامارة بتطبيق العدالة في وقت سريع وعلى يد مجموعة من القضاة الذين يصدرون احكامهم حسب الشريعة الاسلامية.

ونقل غيث عبد الاحد، مراسل ‘الغارديان’ الذي زار الامارة الصغيرة هذه عن القيادي هذا قوله ‘لقد اختارنا الله لتوفير الامن للسكان ونقوم بواجبنا بدون مقابل’ مضيفا ‘لقد كرسنا حياتنا لخدمة الناس، وفي حالة مغادرتنا البلدة فستبدأ القبائل بالاقتتال فيما بينها من اجل النفط والنهب، وكان علينا ان نظهر القوة في التعامل مع هذه القبائل، وحتى الآن فواحد من كل ثلاثة يقتلون يقتل في خلافات على النفط’، كما اننا نقوم بحماية صوامع القمح، وكل القمح هو تحت سيطرتنا’، فكل هذه الثروة هي من اجل المسلمين.

النفط

وتنتشر في المنطقة مضخات النفط الضخمة حيث تضخ النفط الى اثمن شيء تملكه الجبهة وهي مصفاة بترول يديرها قيادي يعرف باسم ‘امير الغاز′. ويقول المراسل انه قابل امير الغاز هذا والذي كان يجلس على الارض مفضلا عليها الطاولة والكمبيوتر، ويقول ان المقاتلين عندما سيطروا على المصفاة، قرروا ادراتها عبر لجنة مشتركة لكنه قرر طردهم بسبب سرقتهم التافهة، ‘فالجيش السوري الحر يقوم بسرقات غبية لانه لا يملك المال’، متهما اياهم ‘بسرقة اي شيء’.

ويرى امير الغاز ان سر نجاح الجبهة نابع من التنظيم، فكل ما يتم نهبه يذهب الى لجنة مركزية اي ‘خزينة المسلمين’ حيث يتم استخدام ما فيها لكل الاغراض. ويضيف انه عندما يحصلون على السيارات والاسلحة فانها تذهب للخزينة التي توزعها حسب الاغراض. ويعتقد ان الطريقة التي وزعت فيها الجماعات المتنافسة ما حصلت عليه ادى الى خسارتها الدعم، ففي حالة تبذير الاموال في كل مكان فالفشل سيكون حليف الجماعة اما في حالة مركزة المصادر التي تملكها الجماعة فستكون قادرة على عمل الكثير من الاشياء.

ويشير التقرير الى اثر القاعدة على فكر الجبهة، فقد كان امير الغاز قبل الثورة طالب حقوق، وقدم نفسه على انه سلفي حيث قاتل في صفوف الجيش الحر لعام كامل، ولكن بروز القاعدة في شرق البلاد اثار مخاوفه منها ومن امكانية اضرارها بالثورة، ويقول انه حتى الآن يختلف مع القاعدة وسياساتها، ولا يزال افرادها يرتكبون اخطاء على الارض والتي كانت سببا في نكساتهم في العراق والصومال، مشيرا انهم يركزون على استخدام السيف بدلا من الدعوة والقرآن. وعن موقف الجبهة من امريكا قال انه يخالف ممالأة امريكا العداء في المرحلة الحالية ‘كنت اعتقد انه يجب عدم اعلان الحرب على امريكا الآن، وقلت اننا نستطيع ان نكون جهاديين ونرفع علم الجيش الحر في الوقت نفسه’.

ولكنه غير رأيه في الجيش الحر بسبب ما رآه من فساد واقتتال على الغنائم اثناء القتال، حيث شارك في اربع معارك مع الجيش ضد النظام. ويتعامل الان مع الجيش الحر على انه جماعة علمانية ولهذا اصدر ‘القادة الدينيون’ فتاوى تحرم القتال تحت رايته، واكدوا ايضا على عداوة امريكا للمسلمين وستظل عدوتهم وتقاتلهم ولن ‘تشبع′ من قتال المسلمين. ويرى الامير ان الجبهة لا يمكنها القتال والاطاحة بالاسد ومن ثم تسليم سورية ‘للجيش الحر كي يقيم دولة علمانية كافرة ‘فنحن لا نقاتل بشار فقط بل نقاتل النظام’.

عملية وقائية

ويشير التقرير الى ان جبهة النصرة ليست الطف في تعاملها مع اعدائها من الجماعات الاخرى المنضوية تحت راية القاعدة، فقبل زيارته للبلدة نشب خلاف مع قبيلة محلية حيث حاصر مقاتلو الجبهة بلدة ‘البوسراي’ والقوا القبض على كل الرجال فيها حيث سجنوا وتم اعدام عدد منهم اتهموا بقتل اشخاص من قياديي الجبهة، فيما تم تدمير عدد من بيوت القرية. ويرى امير الغاز ان ما يميز جبهة النصرة عن غيرها انها جبهة عالمية لا تؤمن بالعواطف لان العاطفة هي سر هزيمة العرب كما يقول.

صحوات سورية

ويشير الكاتب الى ان صعود الجهاديين في شرق سورية لم يكن بدون تحديات، فالامريكيون استطاعوا القضاء على المقاومة العراقية وتأثير القاعدة من خلال الصحوات التي قاتلت الى جانبهم قاعدة بلاد الرافدين، ولم يحقق الامريكيون في اليمن او افغانستان ما حققوه في العراق، لكن في سورية، يقول الكاتب ان كل شيخ قبيلة وعشيرة لا يرى مانعا من الفكرة لانها تجلب المال. ومن هنا يقول امير الغاز انه كان يرى مبالغة فيمن من يقول ان الجيش الحر سيتحول الى ‘صحوة’، حيث يرى ان الجيش هذا سينقسم الى ثلاث فرق بعد نهاية حكم الاسد، جزء سيعود الى حياته الطبيعية والاخر سينضم لجبهة النصرة لتطبيق الشريعة اما الجزء الثالث فسيتحول الى ‘صحوة’.

وتواجه الجماعات الجهادية تحديا اكبر من ‘الصحوات’ وهو الاقتتال الداخلي فيما بينها حيث نقل عن احد القادة الجهاديين قوله انه توقع قتال كل طرف، القبائل والجيش الحر وكل شخص الا الجهاديين ‘لم افكر في يوم ان هذا سيحدث’.

ويشير في هذا الى الخلاف بين قاعدة سورية والعراق. فبعد ان اعلن رئيس ما يعرف بالدولة الاسلامية في العراق ابو بكر البغدادي عن انضمام القاعدة السورية اليهم وارسل اليهم الاسلحة والقيادة الا ان الجناح السوري يعتقد انه احق بقيادة امره، ويذكر الاقتتال بين الطرفين بالتناحر بين حزبي البعث في العراق وسورية في الستينات من القرن الماضي.

100 الف قتلوا

في آخر تقرير له يكتبه مراسل صحيفة ‘اندبندنت’ باتريك كوكبيرن من داخل سورية تحدث عن المصاعب الاقتصادية وغلاء الاسعار التي يواجهها السكان وكيف اثر الوضع الاقتصادي على تحضيرات السكان لرمضان، ويرى ان سبب غلاء الاسعار نابع من العملة السورية المعمومة ومن تقسيم سورية الى مناطق يسيطر عليها الجيش ونظامه واخرى بيد المقاتلين، وتجد المحلات التجارية التي كانت تعتمد في مواردها على استيرادها من مناطق خارج دمشق صعوبة في الحصول على مواد جديدة اما بسبب اغلاق الطرق او المصانع التي تنتج هذه المواد، او لان الاوضاع الامنية جعلت من الحصول على بضائع جديدة امرا صعبا.

ورصد الكاتب الحالة الاقتصادية من سوق البزورية حيث نقل عن صاحبي محل للسكاكر ويعملان في مجال العقارات وتأجير شقق فارهة قرب قصر العظم التاريخي قولهما ان التجارة سيئة والزبائن قلة. وهذا ناجم عن اغلاق المصانع التي تعمل السكاكر والحلويات في القرى حول دمشق. ومن اجل الحصول على مواد جديدة لمحله فعليه واخيه يجب ان يدفعا اموالا طائلة. وحال المستوقين ليس احسن من اصحاب المحلات فام سعيد التي جاءت من حي الميدان مع ابنتيها بحثا عن شراء اغراض ضرورية لعمل وجبات رمضان ارخص من تلك المتوفرة في حيها شعرت بالخيبة ‘فالاسعار هنا مرتفعة مثل اسعار المحلات الصغيرة حيث اسكن وزادت اكثر مع حلول رمضان’.

اقتصاد منهك

وتشير دراسة اجراها وزير التخطيط السوري السابق عبد الله الدردري ان كلفة اعمار سورية فيما بعد الحرب تقدر كلفتها بما بين 60 – 80 مليار دولار امريكي. وتوقف انتاج البترول الذي تقدر قيمته بـ 8 مليارات دولار بسبب سيطرة المقاتلين في شمال غرب البلاد على حقوله وبسبب الحظر الامريكي والاوروبي على استيراد النفط السوري.

وبنفس السياق اختفت صناعة السياحة السورية التي كانت تدر على البلاد 8 مليارات دولار في السنة حيث تعرضت بعض المعالم الاثرية للنهب او التدمير ومن سلم منها يقف مقفرا من الزوار.

وتأثرت الزراعة بالحرب والتي عوقت الفلاحة وادت لرفع اسعار نقل المنتوج الزراعي. وقد اشتكى مواطن من دمشق من ارتفاع اسعار الطاطم حيث قال ان سعر الكيلو اليوم يعادل سعر 20 كيلو قبل بدء الحرب. كما ان الدمار الذي حل بالمصانع من الصعب تقديره، لكن معظم المصانع في حلب والتي تعتبر العاصمة الاقتصادية واقيمت فيها معظم المصانع قد دمرت او نهبت. اما المنشآت الكبرى والمخازن خارج دمشق فتقع في مناطق متنازع عليها بين النظام والمعارضة ونقل عن رجل اعمال سوري يملك مصنعا لتصنيع الاجهزة الكهربائية في الصين بان مخزنه الذي تبلغ قيمته خمسة ملايين دولار خارج دمشق قد دمر بالكامل.

كيف يعيش الناسظ

ويتساءل الكاتب كيف يستطيع السوريون تحمل اعباء الحياة في ظل الحرب؟ ويقول ان الكثيرين لا يستطيعون، ففي حمص التقى رجلا كبيرا في السجن هرب من حي بابا عمرو حيث دمر بيته بالكامل وكان يحتوي على سبع غرف ‘عندي خمسة اولاد، احدهم استشهد واثنان في السجن واخر اختفى والخامس يعيش في قرية نائية’ ويعيش في مخيم تديره الحكومة لانه يحصل ‘على سرير للنوم وطعام وكهرباء’.

ويقول الكاتب انه التقى مصادفة باشخاص قصوا عليه قصصهم، ففي التكية السليمانية في دمشق التقى سيدة اسمها فاطمة الحسن، وكانت تعيش في حلب لكن زوجها اختفى وتظن انه مات، وقد عوضتها الحكومة لكن المال سرق، وكان عليها ان تقتسم المعاش الذي تركه زوجها مع اخته، وتقول انها هربت مع ثماني نسوة الى دمشق واستأجرن بيتا صغيرا باجر 7 الاف ليرة سورية والآن بدون مال. ومع ان الحرب اثرت وبشكل مدمر على الاقتصاد في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، لكنها لم تغرقه وقد لا تؤدي الى وقفه. فوسائل الانترنت والهواتف النقالة تعمل معظم الوقت في دمشق وحمص وطرطوس وبقية المدن، ومع ان هناك طوابير طويلة امام محطات الوقود الا انه يوجد ديزل وبترول لمن ينتظر، وتتوفر المواد الاساسية من الخبز والارز وزيت الطعام والغاز. وطوابير الخبز واضحة للعيان لان الناس يشترون بكميات حتى لا يضطروا للوقوف في الطابور مرة ثانية.

ويقارن وضع دمشق بشكل عام ببغداد التي تعيش ازماتها اليومية بسبب عجز وفساد الحكومة هناك. وفي دمشق تحاول الحكومة الحفاظ على مستوى من الحياة العادية والخدمات في المناطق التي تقع تحت سيطرتها مثل المستشفيات.

تراجع نفوذ الجهاديين في سورية مع تزايد التجاوزات ومحاولات السيطرة

تظاهرات في اماكن مختلفة تطالب بخروج ‘الدولة الاسلامية في العراق والشام’ المرتبطة بتنظيم القاعدة

بيروت ـ ا ف ب: في الاشهر الاولى من النزاع السوري، كان المقاتلون الاسلاميون والجهاديون مرحبا بهم في اوساط معارضي النظام التواقين الى اي مساعدة تقدم لهم من اي جهة أتت، لكن الوضع تغير نتيجة سلسلة طويلة من التجاوزات ومحاولات السيطرة.

في شريط فيديو نشره ناشطون على شبكة الانترنت، يشاهد عدد كبير من المتظاهرين وهم يسيرون في بلدة منبج في محافظة حلب (شمال) ويهتفون ‘برا، برا، برا، الدولة تطلع برا’، في دعوة مكشوفة لخروج ‘الدولة الاسلامية في العراق والشام’ المرتبطة بتنظيم القاعدة من بلدتهم.

وهذا الشريط هو واحد من اشرطة واخبار كثيرة يتم تناقلها على مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت حول احتجاجات وتظاهرات لمدنيين او حتى مقاتلين من الجيش الحر ضد المجموعات المتطرفة في سورية. تضاف اليها اشتباكات مسلحة بين المجموعات المقاتلة يسقط فيها قتلى وجرحى.

ولا تخضع المجموعات المقاتلة ضد نظام الرئيس بشار الاسد لقيادة واحدة، وهي مشرذمة، وعدد كبير منها يدين بالولاء للاسلام بشكل او بآخر.

وتعتبر جبهة النصرة والدولة الاسلامية في العراق والشام ابرز مجموعتين جهاديتين في سورية، وهما مرتبطتان بالقاعدة.

ونشأت دولة العراق والشام بمبادرة من الدولة الاسلامية في العراق بزعامة ابو بكر البغدادي، وحاولت الالتحام بالنصرة. الا ان هذه الاخيرة اعلنت تمايزها عن الجبهة مع اعلانها الولاء لزعيم القاعدة ايمن الظواهري.

كما توجد مجموعات اخرى اسلامية متطرفة، عدد منها مؤلف بغالبيته من مقاتلين اجانب شارك العديد منهم في نزاعات اخرى حول العالم.

وتعتمد هذه المجموعات في تمويلها على جمعيات وافراد يحافظون على سرية اسمائهم، بينما تتلقى المجموعات العسكرية التابعة لهيئة الاركان في الجيش الحر التمويل والسلاح من دول ابرزها السعودية وقطر.

وتمكنت المجموعات الجهادية من السيطرة على عدد من ‘المناطق المحررة’ حيث تحاول فرض قوانينها وادارتها. الا ان محاولتها فرض وجهة نظرها المتطرفة في تطبيق الشريعة الاسلامية تخلق لها مشاكل متزايدة يوما بعد يوم.

وتقول فتاة صغيرة شاركت في تظاهرة احتجاجية ضد النصرة في مدينة الرقة في شمال البلاد في حزيران (يونيو) الماضي، بحسب ما يظهر شريط فيديو بثه ناشطون على موقع ‘يوتيوب’، ان ‘الجبهة تحتجز والدي منذ شهر. يظنون انفسهم مسلمين؟ عندما حرر +بابا+ الأمن العسكري أين كانوا هم؟’، في اشارة الى عملية للجيش الحر ضد مركز تابع للقوات النظامية في الرقة.

ثم تجهش بالبكاء وتقول ‘نحن هنا لاننا نريدهم ان يفرجوا عن ابي’. ويهتف المتظاهرون ‘يا حرام يا حرام خنتونا باسم الإسلام’.

وتصرخ امرأة في التظاهرة ‘انهم يتصرفون معنا اسوأ من النظام. نحن لا نقبل اسلاما ظالما. الاسلام لم يكن ظالما في تاريخه’.

ويتهم ناشطون في الرقة جبهة النصرة باحتجاز الناشط الحقوقي ورئيس المجلس المحلي في المدينة عبد الله الخليل.

وقال احدهم رافضا الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس ‘كان خليل يسعى الى تنظيم انتخابات في الرقة، وعارضت النصرة الفكرة. وقد اختفى في اليوم التالي’، مضيفا ‘على الرغم من ان طرقهم تختلف عن اساليب النظام، لكنهم عنيفون مثله’.

وتابع ‘كلما تعززت قوتهم العسكرية، كلما حاولوا جهدهم لقمع الحريات في المناطق المحررة. يريدون السلطة لا الديمقراطية’.

وذكرت تقارير لناشطين ان دولة العراق والشام اعتقلت لمدة يومين الناشط محمد نور مطر الذي ‘وثق للثورة’ منذ اندلاعها في منتصف آذار/مارس 2011.

واوضح احد اشقائه لوكالة فرانس برس انه ‘اعتقل قرب مقر الجبهة بينما كان واقفا الى جانب امرأة تشارك في اعتصام’. وقد افرج عن محمد مطر اليوم.

وتحت ضغط الحملة التي نظمت ضد المجموعات الجهادية والاعتصامات، افرجت الدولة الاسلامية في العراق والشام عن عدد من الناشطين الذين اعتقلتهم ‘لمدة 25 يوما داخل أقبية أحد مراكزها’ في الرقة، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

في محافظة ادلب (شمال غرب)، قتل العشرات من المقاتلين في حزيران/يونيو في معارك بين كتيبة ‘حمزة اسد الله’ والدولة الاسلامية في العراق والشام، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

واوضح المرصد ان الاشتباكات اندلعت على خلفية احتجاز الجهاديين فتى في الثانية عشرة اتهم بالتجديف.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ‘من الواضح ان الغضب ضد الدولة الاسلامية والمجموعات الجهادية الاخرى في سورية يزداد يوما بعد يوم’.

وجاءت المعارك في بلدة الدانة في ادلب بعد اسابيع من مقتل فتى في الرابعة عشرة على ايدي عناصر من دولة العراق والشام امام اهله في مدينة حلب بعد اتهامه بالتجديف ايضا.

ويتوقع عبد الرحمن جولة جديدة من المواجهات في ادلب بعد ان طلبت ‘الدولة الاسلامية في العراق والشام’ من كل مجموعات المعارضة المسلحة تسليم اسلحتها.

ويرى ناشط يقدم نفسه باسم نزار من محافظة دير الزور لوكالة فرانس برس عبر سكايب ‘ان الجهاديين يخسرون’، مشيرا الى ان عددهم يتناقص والى انهم لا يسمحون للاعلام بالاقتراب منهم.

ويضيف ‘انهم يستخدمون العنف والدين لمحاولة التحكم بنا، ولو ان الناس يخشون التعبير عن آرائهم بشكل علني، لكن لا احد يريدهم’.

اسرائيل تعزز قواتها على الحدود السورية وعينها على حزب الله

موقع بوستر العسكري (مرتفعات الجولان) ـ رويترز: تعزز اسرائيل قواتها على الحدود التي ظلت هادئة لفترة مع سورية حيث تعتقد ان ناشطي حزب الله اللبناني يعدون ليوم يمكنهم فيه قتالها.

أنهت الحرب الاهلية في سورية هدوءا دام لعقود في مرتفعات الجولان التي استولت عليها اسرائيل في حرب 1967 . ويراقب الجيش الاسرائيلي عن كثب المعارك بين قوات الرئيس بشار الاسد ومسلحي المعارضة في القرى السورية القريبة.

وتشير تقديرات اسرائيلية وغربية إلى أن حزب الله المدعوم من ايران أرسل الالاف من مقاتليه لمحاربة المعارضين السوريين.

وكانت آخر معركة خاضتها اسرائيل ضد حزب الله في حرب لبنان عام 2006 ومازالت تراقب عن كثب الحدود اللبنانية. وهي تقول ان حزب الله لديه عشرات الآلاف من الصواريخ في معقله بجنوب لبنان.

وتشعر إسرائيل بالقلق من ان يكون حزب الله يعد العدة لمواجهة معها على جبهة جديدة مع سورية ومن اكتسابه خبرات قتالية على ارض المعركة هناك.

وقال مصدر اسرائيلي ان جماعة حزب الله تجمع معلومات عن انتشار القوات الاسرائيلية في هضبة الجولان الاستراتيجية.

وقال المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه لحساسية الوضع الامني والسياسي في المنطقة ‘لم يصل الامر الى مستوى خطير لكننا نفهم نواياهم.’

وكان حسن نصر الله زعيم حزب الله قد هدد في مايو ايار بتحويل الجولان الى جبهة جديدة في مواجهة اسرائيل.

وقال مصدر اسرائيلي في موقع بوستر العسكري بمرتفعات الجولان ‘منذ تهديد نصر الله ارسل الجيش (الاسرائيلي) المزيد من القوات والمزيد من الدبابات.’

واضاف ‘حزب الله له وجود مخابراتي (في الجولان) نعلمه.’

ويبعد هذا الموقع كيلومترين عن خط الهدنة الذي تم تحديده بعد حرب إسرائيل وسورية في الجولان عام 1973 وعادت الدبابات الاسرائيلية الى الموقع للمرة الاولى منذ ذلك الحين.

وفي ساعات النهار يسود الهدوء المكان الي يطل على قرى سورية أسفله. لكن الوضع يختلف ليلا.

وقال الملازم يوني شيلو قائد وحدة دبابات إسرائيلية في الموقع ‘يدور قتال كل ليلة (في القرى عبر الحدود) وتدوي أصوات الانفجارات والأعيرة النارية طوال الليل. هذه أشد نقاط مرتفعات الجولان سخونة.’ وأضاف ‘فيما يتعلق بنا تعتبر أي طلقة عابرة طلقة مقصودة.’

وتراقب قوة من الامم المتحدة منطقة الفصل بين القوات السورية والاسرائيلية وهي شريط ضيق يمتد 70 كيلومترا من جبل الشيخ على الحدود اللبنانية الى نهر اليرموك مع الاردن.

وحوصر المراقبون وسط القتال بين القوات السورية ومقاتلي المعارضة. وسقطت قذائف وطلقات شاردة في الجانب الذي تسيطر عليه اسرائيل من الجولان وأطلقت القوات الاسرائيلية النار على سورية ردا على ذلك.

واحتجز مقاتلو المعارضة افرادا من قوة حفظ السلام في عدة مناسبات قبل الافراج عنهم. وسحبت اليابان وكرواتيا والنمسا جنودها بسبب العنف وملأ جنود من فيجي هذا الفراغ.

ومن بين المعارضين الذين يقاتلون الجيش السوري جماعات جهادية وأخرى لها صلة بالقاعدة تقول اسرائيل انها تمثل لها تهديدا في المستقبل.

وقال المصدر العسكري ‘ندرك انهم مشغولون الان لكن بمجرد ان ينتهي (القتال) سيديرون بنادقهم نحونا.’

واضاف ‘تعلمنا دروسنا من سيناء’ حيث يشن متشددون اسلاميون هجمات على الجنود المصريين وعبر الحدود على اسرائيل وسط الاضطرابات المتزايدة في مصر.

وقال ‘لا ننتظر هجوما (من سورية). نقيم السياج الحدودي وارسلنا دبابات ومزيدا من القوات والمخابرات الميدانية … وعززنا المراقبة.’

وتشعر اسرائيل بالقلق على نحو خاص من ان يحصل حزب الله على نظم اسلحة متقدمة أو أسلحة كيماوية في سورية. وشنت اسرائيل هجمات داخل سورية ثلاث مرات على الاقل في الشهور القليلة الماضية مستهدفة ما يعتقد انه صواريخ مضادة للطائرات وصواريخ أرض متطورة في طريقها الى الجماعة.

وقال معارضون يوم الثلاثاء ان قوات اجنبية دمرت صواريخ روسية الصنع مضادة للسفن في سورية الاسبوع الماضي في إشارة فيما يبدو الى هجوم اسرائيلي. ولم تؤكد اسرائيل الامر ولم تنفه.

ونشر الجيش نظام مراقبة متقدما على الجبهة السورية يكشف على الفور أي تحركات مريبة قرب المنطقة تسيطر عليها اسرائيل.

وقال المصدر العسكري ‘من المهم جدا لنا ان نعرف من الذي هناك – هل هو جهادي أو مجرد معارض يريد الدفاع عن اسرته.’

وفي حزيران (يونيو) استردت القوات السورية ومقاتلو حزب الله بلدة القصير الاستراتيجية من قبضة قوات المعارضة.

وراقبت اسرائيل الاوضاع عن كثب. وفي الشهر الماضي اجرت تدريبا عسكريا اشتمل على محاكاة للسيطرة على بلدة صفد الاسرائيلية وكيفية الرد عليها.

وذكرت مصادر عسكرية اسرائيلية على الحدود بين اسرائيل ولبنان انه رغم دخول حزب الله الحرب في سورية فانه لم يخفف قبضته على المنطقة الحدودية في جنوب لبنان.

وقال مصدر على حدود لبنان ‘شرعية حزب الله في العالم العربي تتحطم بسبب تدخله في سورية’. واضاف ‘لكنه اذا تعرض من ناحية اخرى لضغط قوي فانه قد يشعل منطقة الحدود.’

ولاحظ قادة اسرائيليون ان حزب الله أنزل بعض راياته وأعلام ايران التي كانت ترفرف في القرى الحدودية في علامة ربما تدل على قلقه على صورته.

جهاديو سوريا في تناقص مستمر بسبب تجاوزاتهم المتشددة

تظاهرات تطالب بخروجهم وصدام مع الحر في إدلب

لا يختلف جهاديو النصرة والقاعدة في ظلمهم عن آل الأسد، لذا يواجههم الناس في المناطق السورية المحررة. فالتظاهرات خرجت ضدهم في إدلب، حيث وصل الأمر إلى صدام دموي مسلح.

بيروت: تتبدل الأحوال في سوريا بين الأمس واليوم، فبالأمس، كانت الثورة السورية بحاجة ماسة لمن يقف معها من المقاتلين، فيما رفضت الجهاديين عندما حملوا السلاح في نصرتها على نظام بشار الأسد. أما اليوم، فالثورة تحمل بدلًا من العبء الواحد عبئين: ميل الأسد إلى القتل الهمجي ونزعة الإسلاميين إلى السيطرة والتحكم.

وليس أدل على ذلك من شريط تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي، يصور عددًا كبيرًا من المتظاهرين يسيرون في بلدة منبج في محافظة حلب، يهتفون “برا، برا، برا، الدولة تطلع برا”.

وليس الدولة هنا دولة الأسد، فهي في الخارج أصلًا، لكنها الدولة الاسلامية في العراق والشام المرتبطة بتنظيم القاعدة. وهذا الشريط ليس يتيمًا، بل واحد من أشرطة وأخبار كثيرة، تتناقلها مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت حول احتجاجات وتظاهرات لمدنيين أو حتى لمقاتلين من الجيش الحر، ضد المجموعات المتطرفة في سوريا، تضاف اليها صدامات مسلحة بين الطرفين، يسقط فيها قتلى وجرحى.

مجاهدو الثورة

الثورة على بشار الأسد شعبية، أي لم تولد من رحم تنظيم يدير أمرها. وبالتالي، طبيعي أن لا تخضع المجموعات المقاتلة ضد نظام الاسد لقيادة واحدة، وأن تكون مشرذمة ومتعددة الولاءات. أما القاسم المشترك فيها فهو ولاؤها للاسلام، بدرجة أو بأخرى. فالتدين أمر بديهي في المجتمع السوري، لذا لا يخفي عناصر الجيش الحر تدينهم. لكن التشدد الاسلامي والتكفير والأصولية المفرطة ليست من سمات السوريين العامة، بل سمات جهادية طارئة.

تعتبر جبهة النصرة والدولة الاسلامية في العراق والشام ابرز مجموعتين جهاديتين في سوريا، ترتبطان بالقاعدة. وقد نشأت دولة العراق والشام بمبادرة من الدولة الاسلامية في العراق بزعامة ابو بكر البغدادي، وحاولت الالتحام بالنصرة، إلا أن هذه الاخيرة أعلنت تمايزها عن الجبهة، مع اعلانها الولاء لزعيم القاعدة ايمن الظواهري.

وتوجد مجموعات اسلامية متطرفة أخرى، عدد منها مؤلف بغالبيته من مقاتلين اجانب شارك العديد منهم في نزاعات أخرى حول العالم، تعتمد في تمويلها على جمعيات وافراد يحافظون على سرية اسمائهم، بينما تتلقى المجموعات العسكرية التابعة لهيئة الاركان في الجيش الحر التمويل والسلاح من عدد من الدول العربية.

وخلال الثورة، تمكنت المجموعات الجهادية من السيطرة على عدد من المناطق التي خرج منها الجيش النظامي، بفضل حسن تدريبها وتنظيمها وتسليحها. في هذه المناطق “المحررة”، تحاول فرض قوانينها، إلا أن ذلك يخلق لها مشاكل متزايدة، كما تؤثر سلبًا على الثورة السورية برمتها، بعدما آثر العالم العزوف عن تسليحها بسبب جهادييها.

“خنتونا باسم الاسلام”

في شريط مسجل نشره ناشطون سوريون على موقع يوتيوب، تقول فتاة صغيرة، شاركت في تظاهرة احتجاجية ضد جبهة النصرة في مدينة الرقة في حزيران (يونيو) الماضي: “الجبهة تحتجز والدي منذ شهر. هل يظنون أنفسهم مسلمين؟ أين كانوا عندما حرر أبي الأمن العسكري؟”. تجهش بالبكاء وتضيف: “نحن هنا لأننا نريدهم أن يفرجوا عن أبي”، بينما يهتف المتظاهرون: “يا حرام يا حرام… خنتونا باسم الإسلام”. وتصرخ امرأة في التظاهرة قائلة: “انهم يتصرفون معنا أسوأ مما تصرف النظام، نحن لا نقبل اسلامًا ظالمًا، فالاسلام لم يكن ظالمًا يومًا”.

ويتهم ناشطون في الرقة جبهة النصرة باحتجاز الناشط الحقوقي عبدالله خليل. وأخبر أحدهم، رافضًا البوح باسمه، وكالة الصحافة الفرنسية أن خليل كان يسعى الى تنظيم انتخابات مجلس محلي في الرقة، فعارضت جبهة النصرة الفكرة، واختفى في اليوم التالي. أضاف: “بالرغم من أن طرقهم تختلف عن طرق النظام، لكنهم عنيفون مثله، وكلما تعززت قوتهم العسكرية، كلما اجتهدوا لقمع الحريات في المناطق المحررة، فهم يريدون السلطة لا الديموقراطية”.

وخليل ليس الوحيد المعتقل في سجون الاسلاميين، فقد ذكر ناشطون أن دولة العراق والشام اعتقلت قبل يومين الناشط محمد نور مطر، الذي وثق للثورة السورية منذ اندلاعها. وقال احد اشقاء مطر إنه اعتقل قرب مقر الجبهة بينما كان واقفًا إلى جانب امرأة تشارك في اعتصام، وإن الجبهة أبلغت عائلة مطر الخميس أنها لم تجد أي مأخذ على محمد، لكنها ستحتجزه ثلاثة ايام، لأنها اكتشفت أنه لا يعرف كيف يصلي.

صدام في إدلب

ودارت في محافظة ادلب معارك عنيفة بين كتيبة حمزة اسد الله وعناصر الدولة الاسلامية في العراق والشام، وفقًا لتقرير صادر عن المرصد السوري لحقوق الانسان، الذي أكد سقوط عشرات المقاتلين في الاشتباك، الذي اندلع على خلفية احتجاز الجهاديين فتى في الثانية عشرة بتهمة التجديف. وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد: “من الواضح أن الغضب ضد الدولة الاسلامية والمجموعات الجهادية الأخرى في سوريا يزداد يومًا بعد يوم”.

وجاءت المعارك في بلدة الدانة في إدلب بعد أسابيع من قتل عناصر من دولة العراق والشام فتى في الرابعة عشرة امام اهله في حلب، بعد اتهامه بالتجديف ايضًا. ويتوقع عبد الرحمن جولة جديدة من المواجهات في ادلب، بعد أن طلبت الدولة الاسلامية في العراق والشام من كل مجموعات المعارضة المسلحة تسليم اسلحتها.

وقال ناشط يقدم نفسه باسم نزار من محافظة دير الزور لوكالة الصحافة الفرنسية عبر خدمة سكايب: “الجهاديون يخسرون، عددهم يتناقص، ولا يسمحون للاعلام بالاقتراب منهم”. اضاف: “انهم يستخدمون العنف والدين في محاولة التحكم بنا، ولو أن الناس يخشون التعبير عن آرائهم بشكل علني، لكن لا أحد يريدهم”.

    مقتل قائد كتيبة مقاتلة في سوريا على ايدي اسلاميين

الوعود الأميركية لا تتحقق، لذا لا يتوقف الليبيون عن نصرة رفاقهم الثوار السوريين بشحنات من السلاح، يجمعونها في بنغازي، ويرسلونها إلى سوريا عبر تركيا، والأردن.

ما زالت الولايات المتحدة تفكر في إرسال اسلحة إلى المعارضة السورية، لكنّ مقاتلين ليبيين سابقين ضد قوات العقيد الراحل معمر القذافي قالوا إن ارسال الاسلحة إلى ثوار سوريا هو ما يفعلونه منذ عام. وقال قائد كتيبة ليبية سابق في بنغازي، يتولى الآن مسؤولية تهريب السلاح من ليبيا إلى قوات المعارضة في سوريا: “ثورتنا نالت دعمًا كبيرًا من المجتمع الدولي، لكن هذا تخلى عن الثورة في سوريا، لذا قررنا منذ أكثر من عام أن نساعدها بالسلاح”.

هاون وسام-7

 وينظر المقاتلون الليبيون إلى نظرائهم السوريين على أنهم اشقاء في السلاح، يخوضون نضالًا مماثلاً ضد دكتاتور غاشم. وما يسند موقفهم هذا هو أن رئيس النظام السوري بشار الأسد كان متحالفًا مع القذافي، بل أن هذا الأخير بث رسالته الأخيرة من سوريا.

  وبعد سقوط القذافي، غادر مقاتلون ليبيون إلى سوريا لدعم المعارضة المسلحة، لكن المساهمة الأبلغ أثرًا في الكفاح المسلح ضد النظام السوري كانت امدادات السلاح الذي استخدموه لإسقاط دكتاتورهم.

 وتولى القائد العسكري السابق شخصيًا هذا العام تنظيم شحنتين عن طريق البحر من بنغازي إلى ميناء الاسكندرون في تركيا، ثم نُقلت الأسلحة برًا بمعرفة السلطات التركية إلى قوات المعارضة التي تسيطر على شمال سوريا. وقد تضمنت كل من الشحنتين نحو 460 طنًا من المواد.

 غادرت إحداهما بنغازي قبل خمسة اشهر والثانية في حزيران (يونيو) الماضي. واشتملت الشحنتان على عربات مجهزة بمدافع رشاشة ثقيلة وقذائف صاروخية ومدافع هاون وذخيرة، وأهم من ذلك 120 صاروخاً من نوع سام ـ 7 مضادة للطائرات مع منصات لاطلاقها. وكانت هذه المنظومات من صواريخ ارض ـ جو مسؤولة عن اسقاط عدة طائرات سورية هذا العام.

 إلى غازي عنتاب والأردن

 نظم الثوار الليبيون في طرابلس شحنة أخرى عن طريق البحر منذ عام، لكنهم اخطأوا بمحاولتهم نقل الأسلحة إلى قوات المعارضة عن طريق لبنان. وقال القائد العسكري الليبي السابق لمجلة فورين بولسي إن السلطات اللبنانية الموالية عمومًا للأسد صادرت هذه السفينة ومعها الشحنة.

 وأضاف: “بعد هذا الفشل، بدأتُ تنظيم الشحنات إلى سوريا عن طريق تركيا”. وأوضح القائد العسكري السابق، الذي يرأس ايضًا منظمة انسانية لمساعدة اللاجئين السوريين في ليبيا، أن غالبية الأسلحة والمعونات ممولة بتبرعات ليبيين. لكن عندما تكون كلفة نقل الأسلحة عالية ويجف التمويل الليبي، يطير عضو في جماعة الاخوان المسلمين السورية إلى بنغازي لإعطاء دفعة من المال وتنسيق تدفق السلاح إلى سوريا، بحسب القائد العسكري الليبي السابق.

 وأوضح قائلًا: “إن ما نفعله هو الآتي: نطلب من الكتائب في بنغازي أن تتبرع بأسلحة وذخائر ومواد انسانية لسوريا، فيأتي اشخاص ومعهم اسلحة أو نقود أو أسرِّة مستشفيات أو سكر. وما أن يكون لدينا ما يكفي، نستأجر سفينة أو طائرة وننقلها إلى سوريا عن طريق وسطائنا في تركيا، وفي احيان اقل في الاردن”.

 كما ارسل الثوار الليبيون مساعدات إلى المعارضة السورية جوًا. وقال القائد العسكري السابق إن 27 رحلة سُيرت حتى الآن، 23 من ليبيا إلى مدينة غازي عنتاب التركية، و4 إلى مطار في الاردن. وكانت الطائرات تقلع في الغالب من بنغازي، لكنها كانت تغادر من طرابلس ايضًا ومن ميناء الابرق قرب مدينة البيضاء شرقي ليبيا. وتابع القائد العسكري الليبي السابق قائلاً لمجلة فورين بولسي: “ان هذه الطائرات صغيرة، ندفع أجورها أو يدفعها بعض اصدقائنا السوريين”.

 المثال الليبي

 قال منظم هذه الرحلات إن آخر طائرة تحمل اسلحة ليبية غادرت إلى غازي عنتاب في اواخر ايار (مايو)، ومن هناك نُقلت الأسلحة إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في شمال سوريا. ورافق القائد العسكري الليبي السابق إحدى الشحنات البحرية إلى تركيا. ولدى وصوله، زار المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة وساعد في توزيع الأسلحة.

 وقال: “نحن نحاول توزيع السلاح بالتساوي على جميع الفصائل، لكن هناك بعض التنافس، واقترحتُ على السوريين استحداث غرفة عمليات واحدة تكون الفصائل المختلفة كلها حاضرة فيها، فهذا ما فعلناه خلال الثورة الليبية، لكنّ السوريين لم يقتدوا بهذا المثال حتى الآن”.

 وكان القائد العسكري الليبي السابق واقعيًا بما فيه الكفاية ليدرك أن المعارضة السورية لن تربح الحرب بالأسلحة الليبية وحدها، لكنه أعرب عن الأمل بأن تساعدهم على الدفاع عن أنفسهم لا سيما في مواجهة الهجوم المتوقع لقوات النظام السوري على مدينة حلب. وقال: “نحن نعرف من خبرتنا مع نظام القذافي صعوبة القتال ضد دكتاتور”.

 واعرب القائد العسكري السابق عن أسفه لعدم وصول المساعدات العسكرية التي وعدت بها الولايات المتحدة، قائلًا: “لهذا السبب نقوم بتنظيم شحنة ثالثة من الأسلحة للثورة السورية”، مضيفًا: “أن سفينة على متنها 1500 طن من الأسلحة والمساعدات الانسانية ترسو حاليًا في ميناء ليبي، مستعدة للاقلاع في أي لحظة إلى تركيا”.

يريدون حث المدنيين على ترك المنطقة تسهيلًا للهجوم البري

حصار الثوار لأحياء في حلب يخنق إمدادات الغذاء عن الصائمين في رمضان

لميس فرحات

شدد الثوار السوريون حصارهم على المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في مدينة حلب المقسمة، ما أدى إلى خنق خطوط الإمداد واستنزاف المواد الغذائية الأساسية في بداية شهر رمضان الكريم.

بيروت: يفترض أن رمضان الكريم شهر السلام ووجبات الإفطار التقليدية، لكن حصار الثوار لبعض أحياء حلب التي يسيطر عليها الجيش يحوله إلى شهر الجوع. هذا التكتيك المثير للجدل أدى إلى ارتفاع موجة الغضب بين المؤيدين والمعارضين للثوار، إلى درجة أن سكان حي بستان القصر نظموا احتجاجًا يوم الثلاثاء عند نقطة تفتيش للثوار، معترضين على خنقهم إمدادات الطعام. وقال نشطاء محليون إن الثوار أطلقوا النار في الهواء لتفريق الاحتجاجات. “هذه ليست ثورة”، صاح أحد الشيوخ بالثوار في شريط فيديو نشر على الانترنت، مضيفًا: “هذا ظلم”.

 تشابه الأساليب

النقص الغذائي في حلب حلقة واحدة فقط من حلقات المعاناة في العديد من المدن التي مزقتها الحرب في جميع أنحاء سوريا. لكنه يسلط الضوء على ممارسات بعض عناصر المعارضة المسلحة، التي ينظر إليها على أنها قمعية حتى من قبل مؤيدي الثورة، خصوصًا في المناطق التي يسيطرون عليها. شهد الدعم الشعبي بين السوريين للثوار انخفاضًا حادًا أثر على معنوياتهم، لا سيما بعد تعثر نجاحاتهم الميدانية مقابل انتصارات عدة سجلتها القوات الحكومية التابعة للرئيس بشار الأسد بمساعدة إيران وحزب الله وروسيا. سلوك الثوار المتشدد بدأ بتضييق الخناق على سكان حلب بعد فترة وجيزة من محاولتهم السيطرة على المدينة الاكبر في البلاد. واعتبرت صحيفة نيويورك تايمز أن الهجمات التي يشنها الثوار غير منسقة وألحقت أضرارًا بالغة في المدينة.

زاد الحصار الذي فرضه الثوار على الاحياء والبلدات من منسوب الاستياء الشعبي، إذ ازدادت شكاوى المدنيين من أن المعارضة تعتمد تكتيكات شبيهة بتلك التي ينتهجها النظام من خلال تعطيل الإمدادات الغذائية. العديد من الثوار يؤيدون هذا التكتيك، من ضمنهم المقاتل أنس من لواء التوحيد، واحد من أكثر الألوية المقاتلة تنظيمًا وتسليحًا في محافظة حلب الشمالية. وقال أنس للصحيفة عبر سكايب: “المناطق التي تقع تحت سيطرة النظام تعتبر مناطق عسكرية”، مضيفًا: “نحن لا نريد إرغام المدنيين على مغادرة، ولكن في الوقت نفسه نحن خائفون من تعرضهم للأذى خلال تحرير المدينة.”

 تسهيلًا للهجوم البري

تنقسم حلب بين المناطق الحكومية وبين تلك التي يسيطر عليها الثوار. وعلى الرغم من خطوط التماس هذه، يعبر الناس بانتظام بين هذه المناطق للذهاب إلى عملهم أو زيارة أسرهم. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن نقص الغذاء الشديد في بعض المناطق التي تسيطر عليها الحكومة يضاعف أسعار اللوازم بشكل هائل، إن أمكن العثور عليها. ويقول الثوار إن هدفهم المباشر من هذا الحصار هو قطع إمدادات القوات الحكومية، لكن يبدو أن الحصار جزء من استراتيجية أوسع نطاقًا تهدف إلى إضعاف الدعم للحكومة والضغط على المدنيين في المناطق التي يسيطر عليها النظام. وتشير المعارضة المسلحة إلى أن هدفها إفراغ الجزء الغربي من حلب، وهو الآن موطن لنحو مليوني سوري، بهدف جعل الهجوم البري سهل التنفيذ من الناحية الأخلاقية. أبو الهيثم مقاتل في وحدة من بين تلك الوحدات التي تفرض الحصار على حلب، قال إن هدف الجيش الحر ليس معاقبة السكان بل عرقلة إمدادات الحكومة ودفع المدنيين للبحث عن ملجأ في مكان آخر، وفتح الطريق لهجوم بري.

أضاف: “الحصار لا يقتصر فقط على الطماطم والخيار، نحن نريد اقتحام المباني الأمنية، ووجود المدنيين يعرقل حركتنا”.

تضرون الناس

بالنسبة للمواطنين، المسألة مسألة استمرار ليس أكثر. الحصار يجوعهم وكل ما يكافحون من أجله هو الطعام.

في الآونة الأخيرة، كانت امرأة تحاول عبور الجزء الذي تسيطر عليه الحكومة من المدينة عندما توقفت عند نقطة تفتيش تابعة للثوار. ورفض المقاتلون السماح لها بالعبور وهي تحمل أكياسًا من الفواكه والخضروات والأدوية، التي من الصعب العثور عليها بالقرب من منزلها على الجانب الآخر.

حاول شيخ مؤيد للثوار التوسط في الإشكال، فنصح المرأة بأن تأتي للعيش في القسم التابع للثوار من مدينة حلب، فأجابته ابحث لي عن منزل وسأفعل!

بعد أن تكررت مثل هذه الأحداث التي تم التقاطها على مقاطع الفيديو، فقد الشيخ صبره وواجه الثوار قائلًا: “أنتم تضرون الناس البسطاء، الناس العاديين”، فرضخ الثوار في نهاية المطاف وفتحوا نقطة التفتيش وسمحوا بعبور الغذاء.

مصادر فرنسية تنقل عن الجربا شرطين لتشكيل حكومة انتقالية

قالت إن أوروبا لن تقدم السلاح وستركز على التأهيل والتدريب

باريس: ميشال أبو نجم

قالت مصادر فرنسية رسمية إن التحدي الأول الذي يواجهه الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بفريقه الرئاسي الجديد يتمثل في «تجاوز» التوترات التي برزت أثناء انتخاب أحمد العاصي الجربا رئيسا جديدا للائتلاف ونوابه والهيئة السياسية، والتي تواجه فيها قطبان متقاربان في القوة والعدد.

ونقلت المصادر عن الجربا «عزمه» تجاوز الانقسام والانخراط في «ديناميكة توحيدية» تضم جميع الأطراف والأجنحة. فضلا عن ذلك، تعتبر هذه المصادر أن الائتلاف تجاوز «بنجاح» اختبار توسيع هيئته العامة وثبت عمليا وعبر انضمام 15 عضوا يمثلون هيئة قيادة أركان الجيش السوري الحر برئاسة اللواء سليم إدريس «العلاقة العضوية والوظيفية» بين هيئة الأركان والائتلاف ما سيمكنهما من العمل معا وزيادة التنسيق فيما بينهما.

وردا على التساؤلات التي طرحت حول رد فعل الأطراف التي اعتبرت أنها خسرت المنافسة ومدى تأثيره على الدعم الذي كانت تقدمه للمعارضة، أكدت المصادر الفرنسية أن القيادة الجديدة «تلقت تأكيدات» لجهة استمرار تمتعها بالدعم الكامل من الأطراف العربية ومن تركيا ومن الدول الأخرى المنخرطة في مجموعة أصدقاء الشعب السوري.

ونوهت المصادر الفرنسية بالعلاقة «الجيدة» التي تربط جربا برئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس، وأفاد بيان صادر عن وزارة الخارجية الفرنسية بأن اتصالا هاتفيا جرى أمس بين وزير الخارجية لوران فابيوس والجربا اغتنمه الوزير الفرنسي لإعادة تأكيد دعم فرنسا للائتلاف وللواء إدريس ولالتزامها بالاستمرار في «الوقوف إلى جانب الشعب» مع استمرار سعيها لحل سياسي في سوريا.

أما في موضوع اعتذار غسان هيتو عن مهمة تشكيل حكومة انتقالية سورية، أشارت المصادر الفرنسية إلى أن رئيس الائتلاف الجديد أبلغ فابيوس أنه «لا فائدة من حكومة تعوزها الوسائل وغير متمتعة بحماية أمنية تسمح لها بممارسة مهمتها»، مؤكدا أنه «يدعم» قيام سلطة تنفيذية لكنه يربط قيامها بتحقيق شرطين؛ الأول، توفير الوسائل والإمكانات «المادية» لها، والثاني أن تكون قادرة على تحقيق تحسن في الحياة اليومية للسكان في المناطق التي سيتعين عليها الاهتمام بها. أما إذا تشكلت حكومة انتقالية من غير إمكانات ومن غير تكامل عضوي مع هيئة الأركان، فإن «تأثيرها الميداني سيكون ضعيفا للغاية».

وتعول المصادر الفرنسية على تدفق المساعدات على الجيش السوري الحر من أجل «قلب الدينامية» التي كانت حتى الآن لصالح جبهة النصرة والجماعات الجهادية الأخرى وهي تتحدث عن «شعور جديد» يختلف عما كان عليه الوضع قبل عدة أسابيع ولذا فإنها تشدد على الحاجة الماسة لتكثيف الدعم للمعارضة من أجل تثبيت هذا التوجه الميداني. وفيما تظهر بعض التوترات بين المجموعات الجهادية وكتائب الجيش السوري الحر، تدعو باريس «لتعظيم الدعم للجيش الحر ليفرض نفسه ويصبح أكثر قدرة على استمالة المقاتلين والكتائب المقاتلة». وتنقل هذه المصادر عن جهات موجودة ميدانيا أن الدعم العسكري الخارجي للمعارضة «زاد بشكل ملموس في الفترة الأخيرة». غير أنها ترفض تحديد مهلة زمنية محددة تحتاج إليها المعارضة من أجل «إعادة التوازن الميداني» مع قوات نظام الرئيس بشار الأسد.

وتقول المصادر الفرنسية إن التحولات الميدانية مربوطة إلى حد كبير بمدى انخراط 3 جهات خارجية في عملية دعم نظام الأسد وهي روسيا وإيران وحزب الله اللبناني. ومن المنظور الفرنسي، فإن النجاحات التي حققها النظام في المرحلة الأخيرة هي في الواقع «نجاحات لجهات الخارجية» وبالتالي فإنها تؤشر إلى ضعف قوات النظام وعجزها عن تحقيق إنجازات ميدانية بمعزل عن الدعم الخارجي. وتتساءل هذه المصادر عما إذا كانت مصالح الأطراف الثلاثة «ستبقى متطابقة تماما مع مصالح النظام السوري أم أنها ستختلف عنها في هذه اللحظة أو تلك؟».

أما بشأن إيصال السلاح الأوروبي إلى المعارضة السورية بعد انتهاء مهلة الشهرين التي أقرها وزراء الخارجية الأوروبيين نهاية مايو (أيار) الماضي، فقد قالت مصادر رسمية لـ«الشرق الأوسط» إن الأوروبيين «لن يقدموا» على الاستجابة لما طلبته المعارضة السورية من أسلحة متقدمة مثل الصواريخ المضادة للدبابات أو للطائرات. ويبدو أن هناك سببين يدفعانهم إلى الامتناع: الأول، أن آخرين (في إشارة إلى الدول العربية) يتولون القيام بهذه المهمة في إطار توزيع الأدوار، والثاني التخوف من أن قرارا كهذا لن يحظى بالدعم السياسي الداخلي المطلوب.

وهذا القول، وفق المصادر الفرنسية، ينطبق على فرنسا وبريطانيا بل أيضا على الولايات المتحدة الأميركية.

ومن الناحية السياسية، ينتظر أن يناقش وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي هذه المسألة في اجتماعهم المرتقب يوم 22 يوليو (تموز) الجاري في بروكسيل. ولكن إذا كانت أووربا ستمتنع عن تقديم السلاح، إلا أنها بالمقابل، «جاهزة لمساعدة المعارضة بطرق أخرى» منها التدريب على استخدام الأسلحة الجديدة وتأهيل المقاتلين وتوفير المعلومات وإيصال مزيد من المعدات «غير القاتلة» وعلى رأسها أجهزة الاتصالات وكلها يحتاج إليها الجيش الحر.

الجيش الحر يقصف مركزا قياديا في دمشق.. واستمرار الحملة على حمص

1500 معتقل بسجون تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» في الرقة

بيروت: «الشرق الأوسط»

استهدف الجيش السوري الحر أمس مبنى البحوث العلمية بحي برزة في العاصمة السورية دمشق، والذي يعتبر يصنع قذائف الهاون وصواريخ «أرض – أرض» بالإضافة إلى الأسلحة الكيماوية، تزامنا مع دخول الحملة العسكرية على مدينة حمص أسبوعها الثاني على التوالي.

وفيما أفاد مركز «صدى الإعلامي» المعارض أن كتائب «الحر» استهدفت مبنى البحوث العلمية بدمشق بصواريخ محلية الصنع مخلفة أضرارا كبيرة بداخله»، قال النقيب علاء الباشا، عضو المجلس الثوري العسكري الأعلى في دمشق لـ«الشرق الأوسط» إن «العملية جاءت في سياق معركة (الملحمة الكبرى) التي أعلنت عنها المعارضة في بداية شهر رمضان المبارك». وأوضح أن «مبنى مركز البحوث يتم استهدافه من قبل كتائب الحر للمرة الثالثة على التوالي»، مشيرا إلى أن «هذا المبنى الذي كان قبل اندلاع الثورة تابعا لإدارة الحرب الكيميائية في الجيش النظامي وتحول إلى غرفة عمليات وواحد من أهم مراكز قيادة عمليات الجيش النظامي». ولفت الباشا إلى أن «سيطرة المعارضة على كامل مناطق الغوطة أجبرت النظام على نقل غرفة عملياته من مطار دمشق الدولي إلى مبنى البحوث العلمية إضافة إلى غرفة مطار المزة العسكرية التي تعتبر أساسية».

وبالتزامن مع استهداف مركز البحوث العلمية، أفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا عن اشتباكات عنيفة دارت بين «الجيش الحر» والقوات النظامية على أطراف حي برزة في دمشق، كما أشار ناشطون إلى استهداف تجمعات للأمن و(الشبيحة) في بلدة القاسمية بريف دمشق، من قبل مقاتلي «الحر».

وأعلنت شبكة «شام» المعارضة أن «مقاتلي المعارضة استهدفوا مقار لحزب الله اللبناني على المتحلق الجنوبي في دمشق وفجروا دبابة نظامية». كما أشارت الشبكة إلى «سقوط عدد من الجرحى جراء قصف عنيف براجمات الصواريخ ومدافع الفوذليكا النظامية على بلدة دير العصافير بريف دمشق».كما فجرت القوات النظامية عددا من المباني القريبة من نقاط تمركزها في زملكا بريف دمشق وقصفت دباباتها كلا من يبرود وداريا ومعضمية الشام وعدد من بلدات الغوطة الشرقية. وتأتي هذه التطورات الميدانية في دمشق بعد إعلان «الجيش الحر» أول من أمس، بدء معركة «عاصفة الجنوب» للسيطرة على جنوب دمشق وتحريرها من القوات النظامية.

وفي مدينة الرقة، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن التنظيم المعروف باسم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» أفرج أمس عن الدكتور جاسم العواد، قائد لواء عباد الرحمن، ورئيس الوكالة السورية الحرة، و9 ناشطين آخرين، كان قد اعتقلهم قبل أسابيع من منزل الشيخ الدكتور جاسم العواد، وأبقى على اعتقالهم مدة 25 يوما، داخل أقبية أحد مراكز الاعتقال». ونقل المرصد عن جاسم قوله إن «رجلا مسنا قتل داخل المعتقل بسبب عدم إعطائهم الدواء له، وأن سبب اعتقال الرجل المسن كان اتهامه بكتابة (الحجابات)»، بحسب المرصد.

وأشار جاسم إلى «وجود عشرات المعتقلات التابعة لـ(لدولة الإسلامية في العراق والشام) في محافظة الرقة»، وقدر عدد المعتقلين فيها بأكثر من 1500 معتقل، ورجح أن «تكون الدولة الإسلامية، هي من يعتقل المحامي والناشط الحقوقي عبد الله الخليل، رئيس المجلس المحلي في الرقة، الذي كان يعمل على إنشاء جهاز شرطة مدنية في المدينة».

وعلى الرغم من الترحيب بهم في الأشهر الأولى من النزاع، إلا أن المقاتلين الإسلاميين والجهاديين اللذين انضموا إلى «الدولة الإسلامية في العراق والشام» أصبحوا غير مرحب بهم في أوساط معارضي النظام نتيجة سلسلة طويلة من التجاوزات ومحاولات السيطرة.

وفي شريط فيديو نشره ناشطون على شبكة الإنترنت، يشاهد عدد كبير من المتظاهرين وهم يسيرون في بلدة منبج في محافظة حلب (شمال) ويهتفون «بره، بره، بره، الدولة تطلع بره»، في دعوة مكشوفة لخروج «الدولة الإسلامية في العراق والشام» المرتبطة بتنظيم القاعدة من بلدتهم.

وهذا الشريط هو واحد من أشرطة وأخبار كثيرة يتم تناقلها على مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت حول احتجاجات وتظاهرات لمدنيين أو حتى مقاتلين من الجيش الحر ضد المجموعات المتطرفة في سوريا.

كما قامت «الدولة الإسلامية في العراق والشام» باغتيال أبو بصير كمال حمامي قائد كتائب العز بن عبد السلام في جبل الأكراد في محافظة اللاذقية أمس.

في غضون ذلك، قال ناشطون إن القوات النظامية تواصل حملتها العسكرية للأسبوع الثاني على التوالي على مدينة حمص لتشمل معظم الأحياء القديمة. وأفادت شبكة «شام» بأن «القوات النظامية شنت قصفا عنيفا على حي الخالدية وسط اشتباكات بين عناصر «الجيش الحر» والقوات النظامية على أطراف الحي بمشاركة عناصر من حزب الله اللبناني، كما امتد القصف إلى حيي القصور وجورة الشياح». وأشار ناشطون إلى أن «ريف حمص تعرض للقصف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ على مدن تلبيسة والرستن وبلدتي الدار الكبيرة والزارة»، وأضافوا أن «اشتباكات عنيفة وقعت في محيط قرية الزارة بين الجيش الحر وقوات النظامية».

وفي حلب، شهد حي الراشدين بمدينة حلب قصفا صاروخيا عنيفا من قبل القوات النظامية، وفق ناشطين. كما تجددت الاشتباكات بين عناصر الجيش الحر والقوات النظامية على الطريق الواصل بين بلدة الراموسة وخان طومان بريف حلب الجنوبي.

أما في درعا، فقد أفاد ناشطون عن وقوع اشتباكات في حي المنشية وسط قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة والدبابات استهدف معظم أحياء المدينة. كذلك تعرضت بلدات بصر الحرير وداعل وغباغب والمسيفرة وسحم الجولان ووادي اليرموك للقصف من قبل القوات النظامية.

قال إنه تلقى أسلحة نوعية

“الحر” يعلن تقدما بمحافظات سورية

                                            قال الجيش السوري الحر إنه أحرز تقدما في محافظات عدة بينها الرّقة في الوقت الذي تحدثت فيه قيادته عن بدء وصول أسلحة متطورة للمعارضة, في حين استمر القصف والاشتباكات بلا توقف في مناطق مختلفة.

وذكر قادة ميدانيون أن جيش الحر سيطر على معظم الفرقة السابعة عشرة في الرقة التي اندلع القتال حولها منذ شهور.

وكان مقاتلو المعارضة سيطروا على مدينة الرقة بالكامل في مارس/آذار الماضي, لكنهم يُواجهون منذ ذلك الحين بمقاومة ضارية من القوات النظامية المتمركزة في الفرقة 17 وفي اللواء 93 في عين عيسى بريف المحافظة.

وتحدث قادة الجيش الحر أيضا عن تقدم قواتهم في بعض أحياء دير الزور, وكذلك في حلب ودرعا والطريق بين أريحا (بمحافظة إدلب) واللاذقية.

ويأتي هذا التقدم الذي يحاول مقاتلو المعارضة ترسيخه بالسيطرة على قواعد عسكرية مهمة, في وقت أشار قائد أركان الجيش الحر اللواء سليم إدريس إلى وصول أسلحة نوعية لقواته, في حين قالت مصادر أخرى من الجيش الحر إن تلك الأسلحة بدأت تعطي أكلها على الميدان.

ويعتقد أن الأسلحة التي تلقاها مقاتلو المعارضة مصدرها السعودية, وتضم أسلحة دفاع جوي وأخرى مضادة للدبابات.

ولا يزال الكونغرس الأميركي يعطل تقديم أسلحة للمعارضة السورية خشية أن تقع في أيدي جماعات تقاتل نظام الرئيس السوري بشار الأسد وتوصف بالمتشددة على غرار جبهة النصرة.

قصف واشتباكات

ميدانيا, قالت لجان التنسيق المحلية إن القوات النظامية قصفت صباح اليوم حي برزة بمدافع الهاون والرشاشات الثقيلة بعدما قصفته قبل ذلك بصاروخي أرض أرض. وفي وقت سابق اليوم تعرض حي جوبر بدمشق أيضا لقصف مدفعي.

وشمل القصف في الساعات الأولى من نهار اليوم بلدات في ريف دمشق بينها الزبداني ويبرود وفقا لشبكة شام ولجان التنسيق.

وبشكل متزامن, اندلعت اشتباكات في معضمية الشام, التي تحاول القوات النظامية اقتحامها, وكذلك في عين ترما, وعند المتحلق الجنوبي في محيط دمشق.

وتجدد القصف فجر اليوم كذلك على أحياء حمص المحاصرة ومنها حي الخالدية الذي قتل في محيطه أمس ثمانية عناصر من القوات النظامية وقوات الدفاع التابعة لها، حسب ناشطين.

وفي محيط حمص, قصفت القوات النظامية صباح اليوم بلدة الحصن وقرية الزارة. وشمل القصف أيضا مناطق في درعا البلد, التي تدور فيها اشتباكات منذ أيام, وبلدات قريبة منها مثل تسيل وسحم الجولان.

وتجدد القتال في الساعات القليلة الماضية في أحياء بحلب بينها صلاح الدين والراشدين والشيخ مقصود, بينما تعرضت بلدة السفيرة لقصف صاروخي من القوات النظامية المتمركزة في معامل الدفاع حسب شبكة شام.

وسُجّلت أيضا اشتباكات في حيي الموظفين والحويقة بدير الزور, في حين تبنت كتائب أحرار الشام الإسلامية تفجير شاحنة ملغمة في حاجز للقوات النظامية في ريف حماة, ووصفت العملية بالنوعية.

وفي الحسكة, شن الطيران الحربي السوري صباح اليوم غارة بالقنابل الفراغية على بلدة تل حميس، حسب لجان التنسيق المحلية. وكانت لجان التنسيق أحصت أمس 55 قتيلا بينهم أطفال ونساء, ومعظمهم في دمشق وريفا وحلب ودرعا.

دعوة للتظاهر

على صعيد آخر, دعا ناشطون سوريون إلى التظاهر اليوم بعد صلاة الجمعة تحت شعار “حتى نغير ما بأنفسنا” دعما للثورة.

وتأتي هذه الدعوة في ظل توتر بين فصائل من الجيش الحر وأخرى توصف بالمتشددة عقب اغتيال القائد الميداني لكتيبة العز بن عبد السلام في الجيش الحر كمال حمامي بريف اللاذقية.

وقال الجيش الحر إن حمامي قتل على يد عناصر من تنظيم دولة الشام والعراق المرتبط بالقاعدة بعد استدعائه لاجتماع مخصص لتدارس العمل الميداني.

وكان آلاف السوريين تظاهروا الجمعة الماضية لمطالبة كتائب الثوار بتوحيد صفوفها في مواجهة القوات النظامية.

الجيش الحر يتهم القاعدة بقتل أحد قادته

                                            اتهم الجيش السوري الحر جماعة على علاقة بتنظيم القاعدة باغتيال أحد قادته في محافظة اللاذقية شمالي سوريا، واعتبر ذلك “إعلان حرب” عليه.

وقال المتحدث باسم الجيش السوري الحر لؤي المقداد إن كمال حمامي، من المجلس العسكري الأعلى للجيش، قتل أمس الخميس على أيدي مسلحين من جماعة “دولة العراق والشام الإسلامية”.

وأكد أن رئيس مجموعة أبو أيمن البغدادي قتل حمامي، وطلب من أحد أفراد حرس الراحل العودة لإبلاغ أعضاء المجلس بالقتل وأنهم سيلقون نفس المصير.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن المقداد قوله إن المجلس العسكري المذكور يعقد اجتماعا طارئا بشأن مقتل حمامي، معتبرا هذا الحدث “تطورا خطيرا للغاية”.

ومن جهته قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن حمامي قتل عندما حاول المسلحون تفكيك نقطة تفتيش تابعة لكتيبته.

واعتبر الجيش السوري الحر مقتل حمامي “إعلان حرب”، ونقلت وكالة رويترز عن قائد منه طلب عدم ذكر اسمه قوله “لن ندعهم يفلتون بهذا لأنهم يريدون استهدافنا”.

وأضاف أن مسلحين من “دولة العراق والشام الإسلامية” أبلغوا مقاتلي الجيش الحر أنه لا مكان لهم في اللاذقية، حيث قتل حمامي، الذي يعتبر واحدا من أكبر 30 قائدا في الجيش السوري الحر.

وفي وقت سابق قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن اشتباكات عنيفة وقعت بين الجيش السوري الحر ومسلحي “دولة العراق والشام الإسلامية” في مناطق كثيرة بسوريا على مدى الأسابيع القليلة المنصرمة.

الجيش الحر يتهم تنظيم القاعدة باغتيال أحد قادته

العكيدي: الدول الداعمة تقف وراء قوة المجموعات المتشددة المقاتلة

العربية.نت

اتهم الجيش السوري الحر تنظيم القاعدة باغتيال محمد كمال الحمامي، قائد كتائب العز بن عبدالسلام، وقال قاسم سعد الدين، المتحدث باسم الجيش الحر إن أنصار التنظيم اتصلوا به، وقالوا إنهم قتلوا كمال الحمامي وسوف يقتلون جميع أعضاء المجلس العسكري الأعلى.

 وصرح  ناشطون إن “كتائب دولة الشام والعراق”، المقربة من تنظيم القاعدة، اغتالت محمد كمال الحمامي المدعو “أبوبصير” قائد كتائب العز بن عبدالسلام التابع للجيش الحر، فيما أشار بعض قيادات الجيش الحر إلى أن ارتفاع قوة المجموعات المتشددة يأتي نتيجة الدعم المتواصل المقدم لها من بعض الدول الداعمة.

وأوضح ناشطون أن أمير “دولة الشام” اتصل هاتفياً بالحمامي في ريف اللاذقية، حيث قام بدعوته لاجتماع في مقر دولة الشام والعراق ثم قامت عناصره بقتله هناك.

وقال المنسق السياسي والإعلامي للجيش السوري الحر، لؤي المقداد، إنه سيكون هناك اجتماع لقيادة أركان الجيش السوري الحر للبحث في قيام كتائب دولة الشام والعراق باغتيال “أبوبصير” قائد كتائب العز بن عبدالسلام التابع للجيش الحر في ريف اللاذقية.

وأضاف “يجب أن يكون هناك تحرك على كافة الأصعدة، ويجب على هذه الجهة تسليم من نفذوا هذه العملية إلى العدالة لمحاسبتهم على ما اقترفوه”.

وقال المقداد في مقابلة عبر الهاتف مع “العربية” “إن رئاسة قيادة هيئة أركان الجيش السوري الحر، واللواء سليم إدريس تنعي الشهيد البطل حمامي، عضو القيادة العليا لهيئة أركان الجيش الحر، الذي اغتالته قوى الشر على أحد حواجز الغدر خلال قيامه باستطلاع أحد مواقع النظام للقيام بعملية عسكرية ضد هذا الموقع”.

وأكد أن المعلومات الأولية وفقاً لشهود عيان، وكذلك من عناصر كتائب الجيش السوري الحر المتواجدة في المنطقة، تشير إلى أن عناصر “دولة العراق والشام” هي التي اغتالت أبوبصير، وأنها لم تكتف بذلك فقط، ولكن اعتدوا على افراد الجيش الحر خلال نقل جثمان الشهيد إلى منطقته، واعتقلوا عدداً منهم، وهو ما يخالف أخلاقيات الثورة السورية”.

وقال: “يجب أن يعلم الجميع ومنهم هذه الكتائب أن سوريا ليست أرضاً مستباحة وأن هناك جيشاً حراً يحمي شعبه، ويقاوم هذا النظام المجرم، إننا نريد الحرية والكرامة والعدل في سوريا، وليس أن يكون هناك مرتزقة يقتلون الناس دون إثم، ولمجرد الاشتباه أي شيء، ويشنون حملات عشوائية على المناطق والقرى”.

انفصال “العراق والشام” عن جبهة النصرة

ومن جانبه أوضح قائد المجلس العسكري في محافظة حلب، العقيد عبدالجبار العكيدي، أن “دولة العراق والشام” انفصلت عن جبهة النصرة، ولكن في حلب لم يتم اغتيال أي قائد عسكري عن طريق هذه الجماعات، ولكن حدث ذلك في ريف إدلب والآن في اللاذقية، وهي عمليات مدانة ولا يقبل بها أي أحد من المواطنين في سوريا، ونحن نقول لهذه الجماعات من جاء ليجاهد في سوريا فجبهات القتال ضد نظام بشار الأسد كثيرة، والعدو ليس هو الجيش الحر الذي كان يقاتل هذا النظام قبل أن يوجد أي أحد من هذه المجموعات في سوريا”.

وأضاف “لدينا عدو واحد فقط هو النظام المجرم، ولكن ما تسبب في زيادة قوة هذه المجموعات المتشددة هو الدول الداعمة لها، وعدم دعم الجيش الحر، ما أدى لحدوث اختلال في القوة في بعض المناطق”.

وأضاف العكيدي في مقابلة مع “العربية”: “إن هناك مجموعات مقاتلة متشددة تتسبب بمشاكل للجيش الحر”، مشيراً إلى “دولة الشام والعراق انفصلت عن جبهة النصرة وكلتاهما نفذتا اغتيالات”.

وعلى الصعيد الميداني، أصبح حي صلاح الدين في حلب، الجبهة الأعنف في المواجهات الدائرة بين الجيش الحر وقوات النظام، الآن تحت قبضة الجيش الحر، وبرغم أن الحي يفتقد إلى أدنى مقومات الحياة، تجدُ البعضَ من سكانه يعودون إلى منازلهم رغم خطورة الوضع واستمرار المعارك.

وأوضح العكيدي أن الجيش الحر بارد بالهجوم لمواجهة محاولات الهجوم من قوات النظام، مع اعتمادنا لقاعدة “الهجوم خير وسيلة للدفاع”، وهو ما أسهم في محاصرة قوات الأسد بالهجوم من عدة جبهات، ليحقق الجيش الحر انتصارات كبيرة، ويتمكن من السيطرة على حي صلاح الدين.

وأكد أن شهر رمضان سيكون شهر الانتصارات للمقاومة ضد النظام السوري، وقال للسوريين “ستسمعون أخباراً تثلج صدروكم في هذا الشهر العظيم”.

أكثر من مليوني طفل سوري غير قادرين على الدراسة

منظمة “أنقذوا الأطفال” قالت إن 3900 مدرسة دمرت أو باتت غير صالحة للاستخدام في سوريا

لندن – رويترز

قالت منظمة “أنقذوا الأطفال” الخيرية اليوم الجمعة، إن أكثر من خمس مدارس سوريا دمرت أو باتت غير صالحة للاستخدام في الصراع المستمر منذ أكثر من عامين وهو ما يهدد تعليم 2.5 مليون طفل.

وأشارت المنظمة إلى أن الحرب الأهلية في سوريا ساهمت في زيادة عدد الحوادث العنيفة التي تؤثر على تعليم الأطفال بشكل حاد خلال العام الماضي في جميع أنحاء العالم.

وأضافت أن أكثر من 70 بالمئة من 3600 حادث من هذه الحوادث عام 2012 وقعت في سوريا حيث تعرضت مبان مدرسية للقصف وتعرض معلمون للهجوم وجرى تجنيد أطفال في جماعات مسلحة.

وقالت المنظمة إنها كثفت مراقبتها بسبب تفاقم الأزمة في سوريا ومخاوف بشأن عدم إمكانية حصول الفتيات على التعليم في أجزاء من جنوب آسيا وإفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

ويتضمن التقرير بحثا جديدا لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) يظهر أن 48.5 مليون طفل يعيشون في مناطق الصراع في جميع أنحاء العالم خارج المدرسة وأن أكثر من نصفهم في سن المدرسة الابتدائية.

وقالت المنظمة “لكن تقديرات أحدث في ابريل تظهر زيادة سريعة جدا في هذا العدد إذ أصبح 22 بالمئة من 22 ألف مدرسة في البلاد غير صالحة للاستخدام.”

وأضافت “تعرض تأثيرات النزاع تعليم 2.5 مليون طفل في سن المدرسة للخطر.”

وقالت جاسمين ويتبريد الرئيسة التنفيذية لمنظمة “أنقذوا الأطفال” في بيان مرفق مع التقرير “يجب أن يكون الفصل الدراسي مكانا للسلامة والأمن وليس لساحات قتال يعاني فيها الأطفال أكثر الجرائم ترويعا. ويدفع الأطفال الذين يتم استهدافهم بهذه الطريقة الثمن حتى نهاية حياتهم.

قوات الأسد تتجاهل عرض الهدنة وتواصل دكّ حمص بالصواريخ

صاروخ لطائرة عسكرية يدمر منزلاً لعائلة في معضمية الشام ويؤدي لمقتل جميع أفرادها

دبي – قناة العربية

واصلت قوات النظام في سوريا لليوم الثالث عشر على التوالي قصفَها الصاروخي والمدفعي على أحياء حمص المحاصرة دون أن تُعير أي انتباه لعرض الهدنة خلال شهر رمضان الذي تقدم به الائتلاف السوري.

كما واصلت عملياتها العسكرية في دمشق ومحيطها وتحديداً معضمية الشام التي أعلن ناشطون ارتكاب قوات الأسد مجزرة جديدة فيها بعد أن دمّر صاروخٌ لطائرة عسكرية منزلاً لعائلة في المنطقة وأدى إلى مقتل جميع أفرادها.

وتوضح صور الفيديو سقوط أطفال وذويهم قتلى وجرحى نتيجة استهداف قوات النظام لمنزلهم في معضمية الشام بصاروخ ألقته إحدى طائرات النظام.

ويتكرر هذا بشكل يومي وفقاً لتنسيقيات الثورة على امتداد الخارطة السورية، حيث شهد بستان القصر بحلب نفس الحدث، إلا أن اختلافاً طفيفاً في مشهد المعاناة أضيف إليه معاناة الأهالي مع الحصار ونقص المواد الغذائية في ثاني أيام شهر رمضان المبارك إلى جانب دماء من يصابون بقذائف الأسد.

وفي حمص المحاصرة يستفيق أهالي جورة الشياح والخالدية على استهداف قوات النظام لهم بشكل عنيف ليخلف العشرات بين قتلى وجرحى.

وفي نفس السياق لم تجد الهدنة الإنسانية التي طالب بها رئيس الائتلاف الوطني لأكثر من 40 ألف مدني محاصرين داخل حمص صداها عند نظام الأسد.

وعسكرياً اندلعت مواجهات عنيفة جنوب البلاد في درعا، حيث يحاول الثوار التقدم باتجاه ما تبقى من معاقل النظام.

ناشطون: مقتل قائد بحزب الله بحمص

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قال ناشطون سوريون، الجمعة، إن قائد عمليات حزب الله في حمص لقي مصرعه خلال اشتباكات في حي الخالدية، أحد الأحياء القديمة في المدينة التي تقع وسط البلاد.

يأتي هذا فيما تستمر القوات الحكومية ومقاتلو حزب الله في استهداف حي الخالدية الذي في حال إعادوا سيطرتهم عليه فهو يعني السيطرة على كامل أحياء حمص القديمة.

ويتهم ناشطون حزب الله اللبناني بإرسال مقاتلين له إلى سوريا للقتال إلى جانب القوات الحكومية في حمص ومناطق في العاصمة دمشق.

من جهة أخرى تستمر القوات الحكومية في قصف مدن الرستن وتلبيسة والحصن في ريف حمص، ثالث أكبر مدن البلاد، كما تشتبك قوات الجيش الحكومي ومنشقين عنه بالقرب من معسكر الشبيبة بمدينة تدمر بريف حمص الشرقي.

وفي الرقة، قال ناشطون إن قذيفة مدفعية مصدرها مطار الطبقة العسكري سقطت بالقرب من سد الفرات بريف الرقة الغربي. في حين استهدف قصف مدفعي ريف مدينة القامشلي من مطار القامشلي العسكري في ريف الحسكة.

وفي دمشق سقطت قذيفتي هاون بعد منتصف ليل الخميس الجمعة على مخيم اليرموك ترافق مع اشتباكات بين القوات الحكومية ومقاتلي الكتائب المقاتلة قرب بلدية اليرموك وحي جوبر.

وفتح الطيران الحربي نيران رشاشاته الثقيلة صباح الجمعة على حيي مساكن هنانو وطريق الباب وعلى محيط مطاري حلب الدولي والنيرب العسكري المحاصران من قبل مقاتلي المعارضة.

من جهتها وكالة الأنباء السورية سانا تحدثت عن تقدم “القوات المسلحة ملاحقتها للمجموعات الاإرهابية في مدينة حمص وريفها وأوقعت أعدادا من أفرادها قتلى ومصابين ودمرت عددا من آلياتهم وأدوات إجرامهم”.

وذكر مصدر في حمص لمراسل وكالة سانا أن “القوات المسلحة أحرزت تقدما كبيرا في حي الخالدية بمدينة حمص وقضت على عدد من الإرهابيين في الحي”.

مصدر أوروبي: استمرار الضبابية بشأن التعامل مع تسليح المعارضة السورية

بروكسل (12 تموز/يوليو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أكد مصدر أوروبي مطلع اليوم الجمعة وجود حالة من الضبابية في دوائر القرار في التكتل الموحد حيال مستقبل التعامل مع المعارضة السورية المسلحة

وأشار المصدر، في تصريح لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء، إلى عدم وجود يقين فيما إذا كان سيتم العودة إلى مناقشة إمكانية تفعيل قرار تسليح المعارضة خلال إجتماع وزراء خارجية دول الإتحاد في وقت لاحق من هذا الشهر

وذكر المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، بقرار سابق للوزراء يقضي بالعودة إلى مناقشة موضوع تسليح المعارضة قبل بداية شهر آب/أغسطس المقبل، إلا أنه قال “لكننا نأخذ بعين الإعتبار التطورات الميدانية ومواقف الدول الأعضاء في التكتل، حيث لا يزال معظمها غير راغب في مد المعارضة السورية بالسلاح”، حسب تعبيره

وأوضح أن المناقشات لا تزال جارية حول هذا الموضوع، “ولكن لا اعتقد أن هناك تغيراً جذرياً في المواقف ، فالحذر لا يزال سيد الموقف”، على حد وصفه

وأضاف المصدر أن عدد الدول الأعضاء في التكتل الموحد الراغبة في تسليح المعارضة لا زال ثابتاً ومحدوداً جداً، في إشارة لفرنسا و بريطانيا

وذكر أن الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، تجري مشاورات مع العديد من الأطراف الدولية والإقليمية المعنية لتكوين رؤية محددة للتعامل مع الوضع السوري

وشدد المصدر على أن الموقف الأوروبي لا يزال حالياً عند نقطة ترجيح الحل السياسي

ويذكر أن الإتحاد الأوروبي كان إتخذ قبل شهرين قراراً يقضي بمنح كل دولة عضو حق النظر في إمكانية تسليح المعارضة السورية، على ألا يتم ذلك قبل شهر آب/أغسطس المقبل ، من أجل إعطاء فرصة لإنجاح الحل غير العسكري.

ويرى المراقبون أن الموقف الأوروبي حيال الأزمة السورية يزداد صعوبة في ظل تشابك المشهد وإبتعاد أي أفق لنهاية الأزمة حالياً

مصادر المعارضة السورية المسلحة: دخول 1500 مقاتل أجنبي الأسبوع الجاري وحده

روما (12 تموز/يوليو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أكّدت مصادر في المعارضة السورية المسلحة دخول نحو 1500 مقاتل أجنبي من المتشددين الإسلاميين إلى شمال سورية، وقالت إن بعضهم استقر في سورية ونسبة أقل منهم دخل إلى العراق، وقدّرت العدد الإجمالي للمقاتلين غير السوريين في البلاد بنحو 17 ألف مقاتل

وقالت مصادر من الجيش السوري الحر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “لقد دخل خلال أسبوع وعلى دفعات نحو 1500 مقاتل أجنبي من الإسلاميين المتشددين، دخلوا من تركيا عبر باب السلام وتحت نظر الجيش السوري الحر الذي يتفادى الاصطدام معهم عادة، وتوزعوا في شمال سورية، وجميعهم من غير السوريين” وفق تأكيدها

وأضافت المصادر “لقد غضّت السلطات التركية النظر على دخولهم بعد أن كانت قد ضبطت الحدود لعدة أشهر، ومن الواضح وجود قرار سياسي بتسهيل مرورهم إلى سورية، وبعضهم ذهب إلى العراق عبر سورية، وهم من المتشددين الإسلاميين من ما يسمى دولة العراق والشام وجبهة النصرة، دخلوا دون أسلحة، وانضم العديد منهم لرفاقهم في المنطقة الشمالية من سورية” حسب قولها

وحول التقدير الإجمالي لعدد المقاتلين الأجانب في سورية، قالت المصادر “بعد دخول الدفعة الأخيرة نقدّر عددهم بحوالي 17 ألف مقاتل أجنبي غير سوري، وأكبر كتلة عربية بينهم من الجنسية السعودية، فيما أكبر كتلة غير عربية بينهم من الشيشان” وفق ذكرها

يشار إلى أنه بعد نحو ستة أشهر من انطلاق الانتفاضة في سورية، تزايد ظهور الألوية والكتائب التابعة للجيش السوري الحر واعتمدت شعار إسقاط النظام وإقامة دولة حرة هدفاً لها، ولم تكن تضم إلا سوريين مدنيين مناوئين للنظام وعسكريين منشقين، وفي مرحلة لاحقة بعد نحو سنة على انطلاق الثورة، ظهرت تنظيمات جهادية كجبهة النصرة واعتمدت شعار إسقاط النظام وإقامة الدولة الإسلامية، واستغلت الجماعات الجهادية أوضاعها المالية والتسليحية الجيدة نسبياً لتوسيع قاعدتها في سورية

منذ الأشهر الأولى للثورة روّج النظام السوري لفكرة وجود تدخل أجنبي في سورية وتحدث عن مقاتلين عرب وأجانب ينشرون الفوضى والقتل، واتهم غالبية مقاتلي المعارضة بأنهم إرهابيين لتحميلهم العنف الذي مارسه على المحتجين، ومع تحول الحل العسكري إلى حرب شاملة، بدأ بالفعل يدخل سورية متطوعون عرب يقاتلون خاصة في صفوف (جبهة النصرة) التي أدرجتها الولايات المتحدة على لائحة المنظمات الإرهابية

لم يكن النظام السوري بعيداً عن تأسيس بعض التشكيلات المسلحة، بل كان محركاً أساسياً لبعضها، فخلال السنة الأولى للثورة أطلق النظام السوري أكثر من 60 ألف سجين جنائي من خلال عفو عام صادر عن الرئيس السوري، وسهّل إنشاء تشكيلات مسلحة متمردة تخدم أهدافه ومنها جماعات متطرفة جهادية، ارتبط بعض كوادرها بعلاقات خاصة مع ضباط في أجهزة الأمن السورية خلال السنوات الماضية التي كانت فيها سورية ممراً نحو العراق للجماعات المتطرفة وأسلحتها وأموالها، فيما كان بعضهم الآخر معتقل في السجون السورية وأطلقوا بشروط، وهي حالة جرى تأكيدها من قبل المعارضة السورية وأجهزة استخبارات دولية

وأعربت العديد من الدول عن قلقها من وجود عناصر متطرفة في صفوف المعارضة السورية، وغالبيتها كتائب إسلامية بمسميات مختلفة، وأشارت تقارير إخبارية إلى وجود عدة مئات من المرتزقة الأجانب من أوربا في صفوف المقاتلين السوريين، وعلى إثرها أعرب دبلوماسيون أوربيون عن مخاوفهم من أن المقاتلين الذين سيعودون إلى أوربا بعد انتهاء النزاع في سورية سيشكلون خطراً على أمن أوربا

وفي آذار/مارس الماضي كشف تقرير للمركز الدولي لدراسة التطرف أن نحو 600 شخصاً ينتمون إلى 14 دولة أوروبية يقاتلون إلى جانب الثوار في سورية، ورجّح التقرير أن يكون عدد المقاتلين الأجانب الذين دخلوا سورية على مدى سنتين بين 2000 و5500 مقاتل من مختلف أنحاء العالم، كما نقلت تقارير صحفية فرنسية عن مصادر استخباراتية أن عدد المقاتلين الأجانب (المتطرفين) في سورية يبلغ 1500 مقاتل (أي نحو 1% من إجمالي المقاتلين)، ورأت أن هذا الرقم هو مبرر مقنع للحكومة الفرنسية لتتردد بإرسال الأسلحة للثوار خوفاً من وقوعها بأيدي المتطرفين الذين قدرت عددهم بنحو 5 آلاف مقاتل أيضاً

مع استمرار الحرب التي يشنها النظام على السوريين، يخشى المجتمع الدولي أن تتحول سورية إلى “وجهة سياحية” للمجاهدين في العالم، والسوريون معارضة وموالاة قلقون، ولا يريدون أن يصبح بلدهم أفغانستان أو صومال شرق أوسطي

مناع يجدد دعوة هيئة التنسيق السورية لوقف إطلاق النار خلال رمضان

روما (10 تموز/يوليو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

جدد المعارض السوري هيثم مناع، رئيس هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي المعارضة في المهجر دعوته لـ”وقف القتال” في سورية، أو “على الأقل احترام قوانين الحرب” خلال شهر رمضان، و”ترجيح العقل على التطرف والسلم على الحرب”، على حد وصفه

وقال مناع “لقد ارتبطت بشهر رمضان عدة معاني خاصة أولها المعرفة لأنه شهر القرآن الكريم، وثانيها الكرم والكرامة لأنه شهر التضامن والتكافل الاجتماعي، وثالثها السلام والأمان لأنه شهر حرام، ورابعها السمو الروحي. وقد تعددت المعاني بين المفكرين فمنهم من أكد على الصيام المسلكي أي رفض عمل السوء والإساءة وهناك الصيام عن الكذب وهناك عند كثير من المتصوفة تحريم القتل والقتال” على حد تعبيره

وأضاف “لقد طالبتُ في عدة بعثات تحقيق، كنت قد قمت بها في إفريقيا وأوروبا وآسيا صادفت شهر رمضان، بوقف القتال أو على الأقل احترام قوانين الحرب وذلك أضعف الإيمان”. وأضاف “كما طالبت هيئة التنسيق الوطنية منذ ولادتها بأن يكون هذا الشهر شهراً يرجح فيه العقل على التطرف والسلم على الحرب والتآخي على الحقد”، وتابع “وعلى نفس السياسة دعمنا كل مبادرات وقف إطلاق النار وطالبنا بهدنة تسمح للإنسان باستعادة أنفاسه بعد التوحش العنفي الذي تشهده البلاد”، وفق تعبيره

وشدد مناع على أنه “سيأتي اليوم الذي يحاسب فيه كل من قتل وكل من حرض على القتل وكل من جعل شَرَهَ المال والسلطان أهم من الإنسان، عندها يستعيد شهر رمضان المعاني السامية التي جمعتنا دائماً بغض النظر عن الطائفة والدين تحت سقف المشترك الإنساني والعمق الحضاري المدني للشرق”

وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد دعا جميع الأطراف في سورية إلى قبول هدنة خلال شهر رمضان، وحثّ الجيش النظامي والجيش السوري الحر وكل من يمسك سلاحاً إلى الكف عن القتال وإطلاق سراح المعتقلين وأن يجعلوا من رمضان “هدية جماعية لشعبهم”

كما كان قد أعلن رئيس ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية ترحيبه بهدنة خلال هذا الشهر فيما لو التزم النظام بها، وأشار إلى ضرورة مراقبتها دولياً

ولم يصدر عن السلطات السورية أو الحكومة أي بيان رسمي يوافق أو يرفض هذه الهدنة

جبهة قتال جديدة تنفتح في سوريا

بيروت (رويترز) – قال الجيش السوري الحر يوم الجمعة إن اغتيال أحد قادته البارزين على أيدي مقاتلين تربطهم صلات بتنظيم القاعدة بمثابة إعلان حرب مما يفتح جبهة قتال جديدة لمقاتلي المعارضة المدعومين من الغرب الذين يسعون للإطاحة بالرئيس بشار الأسد.

وتتصاعد الخصومة بين الجيش السوري الحر والإسلاميين الذين يهيمن مقاتلوهم على معظم أنحاء شمال سوريا الخاضع لسيطرة مقاتلي المعارضة بعد عامين من تفجر الانتفاضة.

وقال قائد كبير في المعارضة طلب عدم ذكر اسمه “لن ندعهم يفلتون بهذا لانهم يريدون استهدافنا.”

وقتل أعضاء في تنظيم دولة العراق والشام الإسلامية كمال حمامي العضو في المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر يوم الخميس.

ويعرف حمامي أيضا باسم أبي بصير اللاذقاني وكان واحدا من أبرز 30 قياديا في الجيش السوري الحر.

وقال القائد في المعارضة إن مقاتلين تربطهم صلات بتنظيم القاعدة أبلغوا مقاتلي الجيش السوري الحر بأنه “لا مكان” لهم في محافظة اللاذقية حيث قتل حمامي وحيث تنشط الجماعات الإسلامية.  وذكرت مصادر أخرى في المعارضة أن اغتيال حمامي جاء بعد نزاع بين مقاتليه وتنظيم الدولة الإسلامية للسيطرة على نقطة تفتيش استراتيجية في اللاذقية وسيؤدي إلى قتال.

وقاتل الجانبان معا في بعض الأحيان لكن الجيش السوري الحر سعى في الآونة الأخيرة لأن ينأى بنفسه عن التنظيم كي يبعد أي مخاوف من جانب الولايات المتحدة من احتمال أن تقع أي أسلحة قد تقدمها في أيدي القاعدة.

وقال لؤي المقداد المنسق السياسي للقيادة العليا للجيش السوري الحر إن أبو أيمن البغدادي -أمير المنطقة الساحلية للدولة الإسلامية- هو الذي أطلق الرصاص على حمامي وأخيه عند حاجز على الطريق.

وأضاف أن مقاتلا كان معهما ظل طليقا كي ينقل رسالة مفادها أن الدولة الإسلامية باتت تعتبر الجيش السوري الحر والقيادة العليا هدفا للقاعدة.

وقال المقداد إنه إذا كان هؤلاء المقاتلين قد جاءوا إلى سوريا دفاعا عن الثورة وليس لمساعدة نظام الأسد فعليهم أن يسلموا قتلة حمامي وأخيه مضيفا أن جثتيهما لاتزالان لدى تنظيم الدولة الإسلامية.

ويحاول الجيش السوري الحر بناء شبكة من خطوط الامداد والتموين وتعزيز وجوده في انحاء سوريا فيما تدرس الادارة الأمريكية ارسال أسلحة له لأسباب منها إنشاء حائط صد أمام وحدات تعتبرها “منظمات أرهابية”.

لكن وحدات إسلامية تتلقى تمويلا من أناس يقيمون بالخليج اقتنصت دورا قياديا في المناطق التي يسيطر عليها المعارضون في سوريا وملأت فراغا في السلطة من خلال إنشاء محاكم شرعية وهيئات لتسيير الأمور.

واتهم سكان الجيش السوري الحر الذي يضم مزيجا متباينا من الوحدات بنهب ممتلكات وقد عجز عن تمثيل جبهة موحدة يمكنها تهميش الوحدات المتشددة التي تفضل نظام الخلافة الإسلامية على الديمقراطية التعددية.

ويقول بعض مقاتلي الجيش الحر الذين استبد بهم الإحباط إنهم انضموا لجماعات إسلامية وإن المقاتلين المعتدلين والمتشددين يتبادلون بيع وشراء الأسلحة.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان وهو جهة معارضة للأسد تراقب تطورات الصراع إنه دارت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري الحر والدولة الإسلامية في عدة مناطق بسوريا خلال الأسابيع القليلة الماضية مما ينم عن تصاعد العداء بين خصوم الأسد.

وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد “قتلت الدولة الإسلامية يوم الجمعة الماضي مقاتلا من الجيش السوري الحر في محافظة إدلب وفصلت رأسه عن جسده. ووقعت هجمات في العديد من المحافظات.”

وأضاف عبر الهاتف أن اثنين من رجال حمامي أصيبا في هجوم يوم الخميس.

ويقول المرصد إن أكثر من مئة ألف شخص قتلوا في الصراع السوري.

وعلقت لجان في الكونجرس خطط تسليح مقاتلي المعارضة خوفا من ألا يحسم ذلك الصراع ومن احتمال وصول الأسلحة الى أيدي المتشددين الاسلاميين.

واشتكت المعارضة السورية من تأخر تزويدها بالسلاح وكررت يوم الخميس تأكيداتها بأن الأسلحة لن تقع في أيدي الإسلاميين المتشددين.

من مريم قرعوني وأوليفر هولمز

(إعداد أمل أبو السعود للنشرة العربية – تحرير محمد هميمي)

المعارضة ترفض حصار الإسلاميين لحلب – موسكو تتهم الغرب بـ”التضليل” و”الدعاية

نيويورك – علي بردى

غداة موافقة رئيس مهمة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق المتصلة بالإدعاءات عن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا آكي سالستروم والممثلة السامية لنزع الأسلحة آنجيلا كاين على الذهاب الى دمشق لإجراء محادثات مع المسؤولين السوريين، كال المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير فيتالي تشوركين إتهامات لواشنطن ولندن، متهماً اياهما بـ”التضليل” و”الدعاية” في شأن استخدام الأطراف المتحاربين على الأراضي السورية الأسلحة المحرمة دولياً.

وقال للصحافيين إن البيان الذي أدلت به الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية جينيفر بساكي “مضلل”، موضحاً أن “الإشارة الى أن روسيا تعرقل أي أمر فيه تضليل”. وأضاف: “من البداية وفور دعوة الحكومة السورية الأمم المتحدة للتحقيق في استخدام الأسلحة الكيميائية في 19 آذار، فعلنا ما في وسعنا لضمان إجراء تلك التحقيقات”. وأضاف أنه “ليس خطأنا أن الصيغة التي قدمت الى الحكومة السورية كان يستحيل قبولها. وقد قمنا بدور، بالطبع، في التوصل الى التفاهم الأخير على زيارة سالستروم وكاين لدمشق. إن موقفنا في هذا الشأن يظهر أننا نؤيد إجراء تحقيق بالشكل الملائم”.

ورفض أن يتدخل مجلس الأمن في عملية السماح للمفتشين بالوصول الى المواقع المحددة حيث ثمة “ادعاءات موثوق بها” عن استخدام أسلحة كيميائية. واتهم نظراءه الغربيين بأنهم “يسعون الى إثارة عدد أقصى من الإدعاءات بحد أدنى من الصدقية، مما يثير الكثير من المشاكل للترتيبات الخاصة بالتحقيق”. وكشف أن نظيره البريطاني السير مارك ليال غرانت دعا المندوبين الدائمين للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين، لاجراء “نقاش لمشروع قرار” يحوي مضمون بيان مجموعة الثماني للدول الصناعية الكبرى عن استخدام سوريا الأسلحة الكيميائية، مضيفاً أن “الغربيين طلبوا أن تكون النقاشات سرية تماماً… بيد أنهم تحدثوا مع الصحافي الأول الذي رأوه”. وكشف أيضاً أنه ونظيره الصيني لي باودونغ أعلنا أنه ينبغي اجراء التحقيقات أولاً ثم إحالة النتائج على مجلس الأمن لدرسها، وليس اتخاذ قرار مسبق كما يفسر الغربيون بيان مجموعة الثماني، آسفاً لأن البريطانيين “كان هدفهم إثارة ما أمكنهم من الضوضاء… في اطار حملة دعائية”.

وكرر أن التحقيق الروسي “يثبت” أن المعارضة السورية كانت وراء استخدام مادة السارين في الهجوم على منطقة خان العسل في حلب في 19 آذار الماضي.

وصرح الناطق بإسم الأمم المتحدة مارتن نيسيركي بأن الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي – مون اجتمع مع سالستروم الذي “قدم تحديثاً شفهياً عن نشاطات البعثة بعيداً من الأماكن المستهدفة، والتي تضمنت تحليل المعلومات التي قدمتها دول أعضاء ونشاطات تقصي حقائق في دولة مجاورة”.

ولا تزال المشاورات جارية في شأن تحديد موعد زيارة سالستروم وكاين، بيد أن ديبلوماسياً دولياً توقع حصولها في نهاية الأسبوع المقبل.

الائتلاف يستنكر حصار حلب

وفيما يتواصل الحصار الذي يفرضه مقاتلون اسلاميون من غير السوريين ينتمون الى “تنظيم دولة العراق والشام الاسلامية” على الشطر الغربي من مدينة حلب، الأمر الذي تسبب بأزمة غذائية وإنسانية، ندد “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” بهذا الحصار قائلاً في بيان إن حماية المدنيين سواء في المناطق المحررة أو تلك التي يسيطر عليها (الرئيس بشار) الأسد، وتزويدهم الحاجات الضرورية وتوفير حمايتهم “هي من الأولويات القصوى للثورة”.

ومعلوم أن الشطر الغربي من حلب خاضع لسيطرة القوات النظامية. ويحكم المقاتلون الاسلاميون الذين ينتمون الى “تنظيم دولة العراق والشام الاسلامية” الذي يضم خليطاً من مقاتلي “القاعدة” في العراق وسوريا، الحصار على المنطقة منذ أيام، الأمر الذي أدى إلى نقص حاد في المواد الغذائية بينها حليب الأطفال والخبز. وتظاهر الثلثاء سكان حي بستان القصر الذي يخضع لسيطر المعارضة السورية مطالبين بفك الحصار عن الشطر الغربي من المدينة، لكن مسلحين فرقوا المتظاهرين باطلاق الرصاص.

قيود بريطانية على التسليح

وفي لندن، أقر مجلس العموم البريطاني إجراء يلزم رئيس الوزراء ديفيد كاميرون منح المجلس حق الاعتراض على اي خطوة مستقبلية لتسليح المعارضة السورية في تصويت رمزي قالت الحكومة إنها ستحترمه.

وتقول لندن إنها لم تتخذ بعد أي قرار بتسليح المعارضين الذين يقاتلون لاطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، لكن نجاحها في أيار في المساهمة في رفع حظر سلاح يفرضه الاتحاد الأوروبي على سوريا زاد التكهنات بأنها تعتزم القيام بذلك.

وصوت على قرار مجلس العموم 114 نائباً وعارضه صوت واحد وهو يلزم الحكومة الحصول على “موافقة واضحة مسبقة” على أي قرار مستقبلي بتزويد المعارضة السورية أسلحة فتاكة.

وعلى رغم رمزيمته، فانه قرار مهم لأنه يعني أن كاميرون سيجد من المستحيل منع البرلمان من التصويت على الأمر وهو ما وصفته مصادر حكومية بأنه يرقى الى مستوى حق النقض على أي قرار بتزويد المعارضة السورية السلاح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى