أحداث الجمعة 24 أذار 2017
اشتباكات في حماة ودمشق مع بدء مفاوضات جنيف
لندن، واشنطن، بيروت – «الحياة»، رويترز
واصلت فصائل إسلامية ومعتدلة التقدم في ريف حماة وسط تراجع القوات النظامية السورية بالتزامن مع استئناف مفاوضات جنيف بين ممثلي الحكومة والمعارضة. وجدد التحالف الدولي لمحاربة «داعش» دعم تحقيق «انتقال سياسي حقيقي» في سورية، قائلاً أن «الحل السياسي التفاوضي للصراع أمر ضروري لتحقيق هزيمة داعش وتحقيق السلام» .
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس بأن فصائل إسلامية وأخرى من «الجيش الحر» حققت تقدماً ضد القوات الحكومية السورية شمال حماة الخميس في إطار أكبر هجوم للمعارضة منذ شهور. وأضاف أن المعارضة المسلحة استولت على نحو 40 موقعاً من الجيش النظامي، منها ما لا يقل عن 11 قرية وبلدة، وذلك منذ بداية هجوم حماة في وقت متأخر من مساء الثلثاء.
وسلّم مصدر عسكري في دمشق، بأن المعارضة شنت هجوماً واسع النطاق في المناطق الريفية من حماة، لكنه قال أن القوات السورية احتوت الهجوم. وذكرت وسائل إعلام حكومية و «المرصد السوري» أن الهجوم يتزامن مع اشتباكات في دمشق، حيث يخوض الجيش النظامي والمعارضة قتالاً على أطراف وسط المدينة في حي جوبر لليوم الخامس وسط قصف مكثف.
ومن المستبعد أن يغير الهجوم المكاسب العسكرية التي حققتها القوات النظامية السورية على مدى 18 شهراً، والتي توجت في كانون الأول (ديسمبر) باستعادة جيب المعارضة في حلب، لكنه أظهر الصعوبة التي تواجهها دمشق في الدفاع عن عدد من الجبهات في آن واحد.
ويثير تصاعد القتال في الأسابيع القليلة الماضية، على رغم وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه روسيا وتركيا في كانون الأول، المزيد من الشكوك حول جهود السلام في جنيف حيث استؤنفت المفاوضات أمس في حضور ممثلي الحكومة والمعارضة. وقال الناطق باسم الهيئة العليا للمفاوضات في جنيف، سالم المسلط: «نأمل برؤية شريك جاد على الطرف الآخر من الطاولة». وقال سامر عليوي المسؤول في «جيش النصر» المنضوي تحت «الجيش السوري الحر» ويقاتل قرب حماة على حساب للمعارضة على موقع للتواصل الاجتماعي، أن الهجوم في ريف حماة، يهدف إلى تخفيف الضغط على المعارضة في أماكن أخرى وإلى منع الطائرات الحربية من استخدام قاعدة جوية قريبة. وأردف: «بعد فشل المؤتمرات السياسية، فإن الحل والعمل العسكري ضرورة ملحة».
على صعيد آخر، قال التحالف الدولي في بيان بعد اجتماعه في واشنطن أنه «يقف مع الشعب السوري لدعم الانتقال السياسي الحقيقي المبني على بيان جنيف لعام 2012 وقرار مجلس الأمن الدولي 2254، بهدف إقامة حكومة شاملة وتعددية وغير طائفية وممثلة جميع السوريين. وتحقيقاً لهذه الغاية، نحن ندعم جهود الوساطة التي يبذلها مبعوث الأمم المتحدة السيد ستيفان دي ميستورا، إذ إن الحل السياسي التفاوضي للصراع هو أمر ضروري لتحقيق هزيمة داعش وتحقيق السلام في سورية وصون سيادتها واستقلالها وسلامتها الإقليمية»، داعياً إلى «التزام صادق بوقف إطلاق نار مستدام وإلى إفساح المجال لدخول كامل من دون أي عوائق للإغاثة الإنسانية».
وتابع أنه «يشعر بالارتياح لتمكن شركائنا السوريين من طرد داعش من أكثر من ثلث الأراضي التي سيطر عليها التنظيم في سورية، إن داعش الآن في حال دفاع في الرقة. ونحن نثني على جهود التحالف وقوات المعارضة السورية التي نجحت عبر عملية درع الفرات من طرد داعش من مناطق الباب ودابق وجرابلس وغيرها من المناطق، إذ تم تخفيض عدد عناصر داعش إلى النصف في شكل عام».
وقال الناطق باسم «قوات سورية الديموقراطية» طلال سيلو أنه من المتوقع أن يشن المقاتلون الذين تدعمهم الولايات المتحدة، هجوماً قريباً على سد طبقة وقاعدة جوية يسيطر عليهما تنظيم «داعش» غرب مدينة الرقة في إطار تصعيد حملة للسيطرة على معقل التنظيم المتشدد.
اتساع نطاق معارك دمشق وانهيار القوات النظامية في حماة
لندن – «الحياة»
اتسع نطاق المعارك بين القوات النظامية السورية وفصائل إسلامية معارضة في أحياء دمشق وسط استمرار الطيران بقصف مناطق الاشتباكات، في وقت اقتربت فصائل معتدلة وإسلامية من مدينة مسيحية قرب حماة وبعثت برسائل طمأنة لأهلها من أنهم ليسوا هدفاً للهجوم وسط انهيار سريع للقوات النظامية.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إنه «لا يزال الريفان الشمالي والشمالي الغربي لحماة، يشهدان معارك مستمرة على أشدها بين عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين التي شهدت بدورها انكسارات وانهزامات متتالية من جهة، وهيئة تحرير الشام وجيش النصر وأجناد الشام وجيش إدلب الحر وجيش العزة ومجموعات تضم في معظمها مقاتلين أوزبك وتركستان وقوقازيين وفصائل ثانية من جهة أخرى».
وأضاف أن «هذه المعارك الممتدة على محاور من رحبة خطاب غرباً وحتى الطليسية والشعثة شرقاً مروراً بقمحانة وصوران ومعان ونقاط قريبة منها بريف حماة أسفرت عن تقدم واسع للفصائل على حساب قوات النظام، حيث تمكنت الفصائل من التقدم خلال هذه الفترة والسيطرة على قرى ومناطق شيزر وشليوط وكوكب وتل بزام والإسكندرية وحواجز أبو عبيدة والجسر والقرامطة بمحيط شليوط وشيزر وبلدة صوران وقرى معردس وكفرعميم وبلحسين ومعرزاف والمجدل وخربة الحجامة وأرزه وخطاب وسوبين والشير وتلتها وتلة البيجو وتلة الشيحة ومستودعات ورحبة خطاب ومداجن السباهي والقشاش ومطاحن معردس وتلة استراتيجية شمال بلدة قمحانة تعرف باسم «النقطة 50»، وأكثر من 10 نقاط وحواجز أخرى في محيط معردس وصوران، بالإضافة إلى سيطرة جيش العزة على مساحات واسعة من الطريق الرئيسي حماة – محردة، ما أسفر عن قطعه».
وتابع أن «المعارك متواصلة بعنف بين طرفي القتال، وتترافق مع قصف مكثف من الفصائل على مواقع تواجد قوات النظام والمسلحين الموالين لها، وسط قصف مدفعي مكثف من قبل قوات النظام وغارات متواصلة استهدفت مناطق سيطرة الفصائل والمناطق التي خسرتها قوات النظام في معركة «وقل اعملوا» المستمرة منذ مساء الثلثاء».
وفي حال تقدم الفصائل التي سيطرت قبل قليل على قرية شيزر، نحو جنوب القرية، ستتمكن من محاصرة مدينة محردة التي تسيطر عليها قوات النظام، ويقطنها غالبية من المواطنين من أتباع الديانة المسيحية.
لكن فصائل المعارضة سعت إلى طمأنة أهالي محردة. وقالت في بيان: «إلى أهالي مدينة محردة: يحاول النظام والاحتلال الروسي المتاجرة بقضية حماية الأقليات واللعب على وتر الطائفية، ونريد أن نوضح لأهالي المدينة والمجتمع الدولي بأن المدينة ليست هدفاً لنا».
وكان «المرصد» قال إن «قوات النظام استقدمت تعزيزات عسكرية من عديد وعدة وعتاد إلى ريفي حماة الشمالي والشمالي الغربي في محاولة منها لصد واستيعاب الهجوم، الذي تنفذه الفصائل، بعد الانهزامات المتتالية التي أفقدت قوات النظام السيطرة على مواقع كان استعادها قبل أشهر».
وقصفت قوات النظام مناطق في التلول الحمر بريف حماة الجنوبي الشرقي، في حين قصفت الطائرات الحربية أماكن في منطقة الزوار بريف حماة الشمالي. كما نفذت طائرتان حربيتان منخفضتا العلو غارات متناوبة على مناطق في وادي العنز ومناطق أخرى، قرب كفرزيتا بريف حماة الشمالي، في حين قصفت الفصائل الإسلامية بصواريخ غراد أماكن في منطقة مطار حماة العسكري، بريف حماة.
في الجنوب، قال «المرصد» إن المعارك استمرت «بوتيرة عنيفة، بين قوات النظام المدعمة بالمسلحين الموالين لها من طرف، وفيلق الرحمن وهيئة تحرير الشام وحركة أحرار الشام الإسلامية من طرف آخر، في المنطقة الصناعية شمال حي جوبر وشارع الحافظ بحي برزة عند أطراف العاصمة، حيث تسعى قوات النظام لمعاودة التقدم في المنطقة واستعادة السيطرة على مواقع خسرتها في المنطقة الصناعية، إضافة إلى تحقيق تقدم في شارع الحافظ وعزل حي برزة عن حي تشرين، وتترافق الاشتباكات مع قصف متبادل بين طرفي القتال».
وتابع أن «الفصائل الإسلامية فتحت نيرانها على مناطق في أوتوستراد الفيحاء، بينما سقطت عدة قذائف هاون على مناطق في أحياء الروضة والقصور والعباسيين وسط العاصمة، ما أدى لأضرار مادية، في حين تتواصل الاشتباكات بوتيرة متفاوتة العنف بين قوات النظام المدعمة بالمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية من فيلق الرحمن وهيئة تحرير الشام وحركة أحرار الشام الإسلامية من جهة أخرى، على محاور في المنطقة بشمال حي جوبر، وسط قصف لقوات النظام في شكل متواصل على مواقع الاشتباك في حين يشهد حي الجورة بمنطقة القدم جنوب العاصمة قصفاً متبادلاً بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى».
على جبهة أخرى، قال «المرصد» إن المعارك «استمرت بين الفصائل المقاتلة من جانب، وتنظيم «داعش» من جانب آخر، على محاور في منطقة القلمون الشرقي، ضمن استمرار لمعركة «سرجنا الجياد لتطهير الحماد» التي أطلقتها الفصائل ضد التنظيم، وتمكنت من تحقيق تقدم واسع على حساب التنظيم».
فيما وردت معلومات عن تمكن الفصائل من تحقيق تقدم جديد في المنطقة، وترافقت الاشتباكات مع قصف متبادل بين طرفي الاشتباك، و «معلومات مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوفهما بينما سقط عدد من الجرحى جراء قصف قوات النظام لمناطق في بلدة حزرما بالغوطة الشرقية»، بحسب «المرصد».
في الشرق، قال «المرصد» إنه «وثق مزيداً من المواطنين ممن تأكد استشهادهم في المجزرتين اللتين وقعتا، جراء قصف طائرات التحالف الدولي لمناطق في مدينة الطبقة ومنطقة المنصورة، الواقعتين في الريف الغربي للرقة، خلال الأيام الثلاثة الفائتة، حيث ارتفع إلى 35 عدد الشهداء المدنيين الذين وثقهم المرصد في المجزرة التي نفذتها طائرات التحالف الدولي باستهدافها لمدرسة تأوي نازحين جنوب بلدة المنصورة بريف الرقة الغربي، وإلى 13 على الأقل عدد الشهداء في المجزرة التي وقعت في مدينة الطبقة، إثر استهداف فرن وعدة محال مجاورة له في الحي الثاني من مدينة الطبقة من قبل طائرات التحالف الدولي، فيما لا يزال عدد الشهداء مرشحاً للارتفاع لوجود عشرات الجرحى والمفقودين، وبعض الجرحى بحالات خطرة».
وقال إنه «بذلك ارتفع عدد من وثق خلال هذه الضربات المتصاعدة إلى 133 شهيداً مدنياً قضوا في هذه الضربات بينهم 18 طفلاً دون سن الثامنة عشر و23 أنثى، قضوا جميعاً في مدينة الطبقة ومدرسة تأوي نازحين بالمنصورة وقرى شبهر والصفصافة والأحوس ومطب البوراشد ومنطقة الكسرات وبلدة الكرامة قرية حمرسة بلاسم ومزارع الأندلس وقرية جديدة خابور ومناطق أخرى بريف الرقة، كما أسفرت الضربات الجوية هذه عن إصابة عشرات المواطنين بجروح متفاوتة الخطورة، في حين تعرضت ممتلكات لمواطنين لدمار وأضرار مادية، وتعرض بعض المصابين لحالات بتر أطراف ولإعاقات دائمة».
وقصفت أمس طائرات يرجح أنها تابعة للتحالف الدولي مناطق في الحي الأول بمدينة الطبقة بالريف الغربي للرقة، كما استهدفت الطائرات غرب مدينة الطبقة في ريف الرقة الغربي والخاضعة لسيطرة التنظيم، ما أدى إلى تدميرها.
في الشمال، تعرضت مناطق في قرية التوامة بريف حلب الغربي، لقصف جوي، في وقت قال «المرصد» إن «عربات للقوات التركية وآليات تابعة لها، اجتازت الشريط الحدودي نحو الأراضي السورية بريف عفرين في ريف حلب الشمالي الغربي، من جهة قريتي باليا وتوبال، حيث اقتلعت القوات التركية أشجار الزيتون في المنطقة، وسط فتح طرقات في المنطقة تمهيداً لاستكمال عمليات الحفر والبناء التي تقوم بها على نقاط متفرقة على طول الحدود السورية – التركية، في حين قصفت الطائرات الحربية مناطق في قرى العثمانية وطلافح وتل الذبان وجزرايا بريف حلب الجنوبي. كما سقط عدة جرحى، فيما وردت معلومات عن استشهاد مواطنة، نتيجة قصف قوات النظام لمناطق في قرية العوينات بريف حلب الجنوبي، فيما سقطت عدة قذائف على مناطق في مشروع 3000 قرب حي الحمدانية بمدينة حلب».
اشتباكات عنيفة وقصف متبادل في أطراف دمشق
دبي – «الحياة»
تتواصل المعارك العنيفة عند أطراف العاصمة السورية دمشق اليوم (الخميس)، بين القوات النظامية مدعومة بمسلحين موالين لها من جهة، وفصائل معارضة وإسلامية من جهة أخرى، وسط أنباء عن مزيد من الخسائر البشرية بين الطرفين.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن الاشتباكات اندلعت على محور معمل الغزل والنسيج، في المنطقة الصناعية شمال حي جوبر وشارع الحافط بحي برزة عند أطراف العاصمة وسط قصف مكثف من قبل قوات النظام على مناطق الاشتباك، بينما سقطت قذيفتا هاون على مناطق في محيط ساحة العباسيين في أطراف العاصمة الشرقية، ولم ترد معلومات عن إصابات، بينما سقطت عدة صواريخ يعتقد أنها من نوع أرض- أرض أطلقتها قوات النظام على مناطق في حي تشرين عند أطراف العاصمة.
وسقطت قذيفتا هاون أطلقتهما القوات النظامية على مناطق في أطراف بلدة جسرين في الغوطة الشرقية، كما قصفت مناطق في بلدتي مضايا وبقين المحاصرتين في ريف دمشق الشمالي الغربي، من قبل قوات النظام وحزب الله اللبناني، ولم ترد معلومات عن إصابات.
في موازاة ذلك، استمرت الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة وفصائل معارضو وإسلامية في محيط قرية وتلة العبادي وأطراف قرية شيزر قرب مدينة محردة وعدة محاور بريفي حماة الشمالي والشمالي الغربي، في محاولة من الأخيرة توسيع مناطق سيطرتها على حساب قوات النظام والمسلحين الموالين لها، والتي فقدت المناطق بشكل متتابع على خلفية الهجوم العنيف للفصائل، حيث تقدمت الفصائل وسيطرت على جسر شيزر وقرية شيزر وتلة العبادي، وبذلك تكون الفصائل ضيقت الحصار أكثر فأكثر على مدينة محردة، وقطعت طريق محردة– السقيلبية بريف حماة الغربي، في حين نفذت الطائرات الحربية عدة غارات على مناطق في بلدة حلفايا بريف حماة الشمالي، ولم ترد أنباء عن إصابات.
وأوضح «المرصد» أن الفصائل الإسلامية والمقاتلة قصفت بقذائف المدفعية تمركزات لقوات النظام في محور قريتي المغير وبريديج بريف حماه الشمالي الغربي، ولم ترد أنباء عن إصابات.
«قوات سورية الديموقراطية» تصل إلى سد الفرات
بيروت، جنيف – رويترز
قالت ناطقة باسم حملة «قوات سورية الديموقراطية» لطرد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) من مدينة الرقة اليوم (الجمعة) إن هذه القوات المدعومة من الولايات المتحدة وصلت مدخل سد الطبقة حيث تشتبك مع مقاتلي التنظيم.
وأنزل التحالف ضد «داعش» بقيادة الولايات المتحدة مقاتلين من «قوات سورية الديموقراطية» جواً قرب الطبقة في وقت متأخر الثلثاء بالقرب من نهر الفرات. ويوجد مقاتلون آخرون بالفعل على الضفة الشرقية للنهر.
على صعيد متصل، قال بشار الجعفري كبير مفاوضي الحكومة السورية في محادثات السلام بجنيف إن أي هجوم تدعمه الولايات المتحدة أو تركيا على التنظيم في مدينة الرقة في سورية لن يكون مشروعاً ما لم يجر بالتنسيق مع الرئيس بشار الأسد.
وذكر الجعفري أن «الدول الداعمة لجماعات المعارضة المسلحة مثل بريطانيا وفرنسا وتركيا هم رعاة الإرهاب وأن هجوماً بدأه مقاتلو المعارضة في الآونة الأخيرة يهدف إلى تقويض محادثات السلام في جنيف وآستانة».
وأشار إلى أن كل الهجمات «الإرهابية» تدفع بالجميع تجاه الفشل التام في العملية السياسية والديبلوماسية، مضيفاً أن وفد الحكومة السورية لن ينسحب أبداً من المحادثات.
مقتل 11 في غرق قارب مهاجرين قبالة تركيا
أنقرة – رويترز
قالت وكالة «دوغان» التركية للأنباء إن قارباً مطاطياً يحمل 22 مهاجراً غرق قبالة مدينة كوشاداسي في بحر إيجه اليوم (الجمعة) ما أدى إلى مقتل 11 شخصاً وفقد أربعة.
وقالت الوكالة إن لقطات تلفزيونية أظهرت جثثا جرفتها المياه إلى شاطئ قرب المدينة، مضيفة أن طواقم الإنقاذ استطاعت إنقاذ سبعة أشخاص بينما يبحث خفر السواحل عن أي ناجين آخرين.
وساهم اتفاق بين تركيا والاتحاد الأوروبي العام الماضي للحد من الهجرة غير الشرعية في خفض تدفق المهاجرين إلى أوروبا عبر الجزر اليونانية لكن لا يزال البعض يقدم على الرحلة المحفوفة بالمخاطر عبر بحر إيجه.
وتقول المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن 3629 لاجئاً ومهاجراً عبروا من تركيا إلى اليونان حتى الآن هذا العام وإن زهاء 60 يتوافدون على الجزر اليونانية كل يوم.
ووصل 173 ألف شخص على الأقل غالبيتهم سوريون في العام الماضي.
هجوم حماه مستمر ويقترب من محردة
المصدر: (رويترز)
أفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ لندن مقراً له أن جماعات متشددة وجماعات معارضة أخرى أحرزت تقدماً على حساب القوات الحكومية السورية شمال حماه أمس في إطار أكبر هجوم لها منذ أشهر.
وقال إن المعارضة المسلحة استولت على نحو 40 موقعاً من الجيش منها ما لا يقل عن 11 قرية وبلدة وذلك منذ بداية هجوم حماه في وقت متقدم الثلثاء.
وسلم مصدر عسكري سوري بأن المعارضة شنت هجوماً واسع النطاق في المناطق الريفية من حماه بما وصفه المصدر بعدد كبير من “الإرهابيين”، لكنه قال إن القوات السورية احتوت الهجوم.
وأوردت سائل إعلام حكومية والمرصد السوري أن الهجوم يتزامن مع اشتباكات في العاصمة دمشق حيث يخوض الجيش والمعارضة قتالا على أطراف وسط المدينة في حي جوبر لليوم الخامس وسط قصف مكثف.
ومن المستبعد أن يغير الهجوم المكاسب العسكرية التي حققتها قوات الحكومة السورية طوال 18 شهراً والتي توجت في كانون الأول باستعادة جيب المعارضة في حلب، لكنه أظهر الصعوبة التي يواجهها الجيش في الدفاع عن الكثير من الجبهات في آن واحد.
وقال المرصد إن معارضين بقيادة “جبهة تحرير الشام” المتشددة ومنهم جماعات تقاتل تحت راية “الجيش السوري الحر” أحرزوا تقدماً جديداً ليل الاربعاء واستمر القتال أمس. وأوضح أنهم بحلول ظهر الخميس كانوا قد هزموا القوات الحكومية في نحو 40 بلدة وقرية ونقطة تفتيش شمال حماه وتقدموا حتى صاروا على مسافة بضعة كيلومترات من المدينة وقاعدتها الجوية العسكرية. وسيطرت المعارضة في إحدى المناطق على قرية شيزر واقتربت من تطويق بلدة محردة التي يسيطر عليها الجيش.
وكان المصدر العسكري السوري قال الأربعاء إن تعزيزات أرسلت إلى جبهة حماه.
ومن القرى التي يدور فيها القتال قرية تسكنها غالبية مسيحية.
وقال سامر عليوي المسؤول في فصيل “جيش النصر” المنضوي تحت “لواء الجيش السوري الحر” والذي يقاتل قرب حماه ، في حساب للمعارضة بموقع للتواصل الاجتماعي إن الهجوم يهدف إلى تخفيف الضغط على المعارضة في أماكن أخرى وإلى منع الطائرات الحربية من استخدام قاعدة جوية قريبة.
الجعفري: مفاوضات جنيف ستبدأ ببحث مكافحة الارهاب وأي هجوم بدعم أمريكي أو تركي على الرقة لن يكون مشروعا
جنيف- أ ف ب- رويترز- اعلن رئيس وفد الحكومة السورية إلى مفاوضات جنيف بشار الجعفري الجمعة أن بحث جدول الاعمال المؤلف من أربعة عناوين رئيسية سيبدأ مع بند مكافحة الارهاب، انطلاقاً من التصعيد العسكري للفصائل المقاتلة في دمشق ووسط البلاد.
وقال الجعفري للصحافيين اثر الاجتماع الاول للوفد الحكومي مع المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا في مقر الأمم المتحدة في جنيف “هذه الجولة مخصصة لمناقشة السلات الاربع مع اعطاء الاولوية الان لسلة مكافحة الارهاب بحكم ما يجري على الارض في سوريا”.
وتشن فصائل مسلحة بينها جبهة فتح الشام (النصرة سابقاً) هجومين منفصلين ضد مواقع القوات الحكومية في شرق دمشق وفي ريف حماة الشمالي (وسط)، وتدور منذ ايام معارك طاحنة بين الطرفين.
واضاف الجعفري ان “التطورات التي تحدث على الارض.. تستدعي أو استدعت أن نبدأ غدا بسلة مكافحة الارهاب”، لافتاً إلى أن دي ميستورا “أبدى تفهما لوجهة النظر هذه ووافقنا الرأي باننا يجب أن نبدأ غدا بمناقشة سلة مكافحة الارهاب”.
وانتهت جولة المفاوضات السابقة في الثالث من الشهر الحالي باعلان دي ميستورا الاتفاق على جدول أعمال “طموح” من اربعة عناوين رئيسية، هي الحكم والدستور والانتخابات ومكافحة الارهاب، على ان يتم بحثها “بشكل متواز″.
لكن الجعفري أكد الجمعة أن البدء بنقاش مكافحة الارهاب السبت “لا يعني اننا اهملنا بقية السلات” التي قال انه “يتم التعامل معها بالتوازي بمعنى انها متساوية القيمة”.
ويزيد التصعيد الميداني من التعقيدات التي تحيط أساساً بجولة المفاوضات التي انطلقت الخميس بمحادثات تمهيدية عقدها مساعد دي ميستورا رمزي عز الدين رمزي مع الوفود.
وتبدو امكانية تحقيق اختراق جدي محدودة في ظل استمرار التباين في وجهات النظر حيال الأولويات. اذ يتمسك وفد الهيئة العليا للمفاوضات بأولوية بحث الانتقال السياسي بوصفه مظلة جامعة للعناوين الاخرى، فيما تصر دمشق على أولوية مكافحة الارهاب باعتبارها مدخلاً لتسوية النزاع الذي تسبب منذ اندلاعه في 2011 بمقتل أكثر من 320 الف شخص.
واعتبر الجعفري أن من “يعترض على هذا المسار سيفصح عن هويته الحقيقة بانه راع للارهاب”.
ومن المقرر أن يلتقي دي ميستورا بعد الظهر وفد الهيئة العليا للمفاوضات، على أن يتحدث للصحافيين في وقت لاحق الجمعة.
ومن جانب آخر، اعتبر الجعفري أن أي هجوم تدعمه الولايات المتحدة أو تركيا على تنظيم الدولة الإسلامية بمدينة الرقة في سوريا لن يكون مشروعا ما لم يجر بالتنسيق مع الرئيس بشار الأسد.
وذكر الجعفري أن الدول الداعمة لجماعات المعارضة المسلحة مثل بريطانيا وفرنسا وتركيا وقطر هم رعاة الإرهاب وأن هجوما بدأه مقاتلو المعارضة في الآونة الأخيرة يهدف إلى تقويض محادثات السلام في جنيف وآستانة.
وأشار إلى أن كل الهجمات “الإرهابية” تدفع بالجميع تجاه الفشل التام في العملية السياسية والدبلوماسية مضيفا أن وفد الحكومة السورية لن ينسحب أبدا من المحادثات.
متحدثة: قوات سوريا الديمقراطية وصلت سد الطبقة على نهر الفرات
بيروت- رويترز- قالت متحدثة باسم حملة قوات سوريا الديمقراطية لطرد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” من مدينة الرقة الجمعة إن هذه القوات المدعومة من الولايات المتحدة وصلت مدخل سد الطبقة حيث تشتبك مع مقاتلي التنظيم.
وأنزل التحالف ضد الدولة الإسلامية بقيادة الولايات المتحدة مقاتلين من قوات سوريا الديمقراطية جوا قرب الطبقة في وقت متأخر يوم الثلاثاء بالقرب من نهر الفرات. ويوجد مقاتلون آخرون بالفعل على الضفة الشرقية للنهر.
سوريا: انطلاق»جنيف 5» اليوم والمعارضة تريد مفاوضات مباشرة مع النظام
الفصائل المسلحة تسيطر على 40 بلدة وقرية في حماة خلال 48 ساعة
عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن فصائل المعارضة سيطرت على نحو 40 بلدة وقرية وموقع في ريفي حماة الشمالي والغربي، خلال أقل من 48 ساعة، في معركة «وقل اعملوا».
وقال المرصد في بيان أمس الخميس «لا يزال الريفان الشمالي والشمالي الغربي لحماة، يشهدان منذ مساء أول أمس الثلاثاء معارك مستمرة على أشدها بين عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين له، التي منيت بانكسارات وانهزامات متتالية من جهة، وهيئة تحرير الشام وجيش النصر وأجناد الشام وجيش إدلب الحر وجيش العزة».
وحسب المرصد أسفرت هذه المعارك عن تقدم واسع للفصائل على حساب قوات النظام، حيث تمكنت الفصائل من التقدم خلال هذه الفترة والسيطرة على قرى ومناطق شيزر وشليوط وكوكب وتل بزام والإسكندرية وحواجز أبو عبيدة والجسر والقرامطة في محيط شليوط وشيزر وبلدة صوران وقرى معردس وكفرعميم وبلحسين ومعرزاف والمجدل وخربة الحجامة وارزه وخطاب وسوبين والشير وتلتها وتلة البيجو وتلة الشيحة ومستودعات ورحبة خطاب ومداجن السباهي والقشاش ومطاحن معردس وتلة استراتيجية شمال بلدة قمحانة تعرف باسم «النقطة 50»، وأكثر من 10 نقاط وحواجز أخرى في محيط معردس وصوران، بالإضافة لسيطرة جيش العزة على مساحات واسعة من الطريق الرئيسي حماة – محردة، ما أسفر عن قطعه .
وفي دمشق تستمر الاشتباكات بوتيرة عنيفة، بين قوات النظام المدعمة بالمسلحين الموالين لها من طرف، و»فيلق الرحمن» و»هيئة تحرير الشام» و»حركة أحرار الشام» من طرف آخر، في المنطقة الصناعية شمال حي جوبر وشارع الحافظ بحي برزة عند أطراف العاصمة.
وقال المرصد إن قوات النظام تسعى لمعاودة التقدم في المنطقة واستعادة السيطرة على مواقع خسرتها في المنطقة الصناعية، إضافة لتحقيق تقدم في شارع الحافظ وعزل حي برزة عن حي تشرين، وتترافق الاشتباكات مع قصف متبادل بين طرفي القتال.
جاء ذلك فيما بدأت أمس في مدينة جنيف السويسرية، اللقاءات التمهيدية للمفاوضات السورية، في جولة جديدة أطلق عليها «جنيف5»، وذلك بلقاءات تجمع فريق الأمم المتحدة، مع الأطراف السورية المشاركة بالمفاوضات في مقر إقامتهم.
واستهل رمزي رمزي نائب المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، اللقاءات بزيارة أجراها لوفد النظام بمقر إقامته، فيما عقد لقاء مشابهاً مع وفد المعارضة في مقر إقامته ظهر أمس. ووصل وفد المعارضة السورية، مساء الأربعاء، إلى سويسرا، للمشاركة في جولة مفاوضات «جنيف 5»، التي تنطلق اليوم الجمعة، وفق إعلان أممي سابق.
وقال سالم المسلط، المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة، في تصريحات للصحافيين من أمام مقر إقامة الوفد في جنيف، إن «هناك نقاطاً كثيرة نود طرحها، كما نريد معرفة موقف الأمم المتحدة من التطورات التي ينفذها النظام السوري والميليشيات الداعمة له وتنظيم حزب الله اللبناني على الأرض».
وأكد أنهم كوفد للمعارضة يصرون على عقد مفاوضات مباشرة مع النظام توفيرا للوقت، مضيفا أنهم حضروا للمشاركة بكل جدية.
وذكر أن وفد المعارضة «يريد تحقيق شيء في محادثات جنيف، وجاء للانخراط بالمفاوضات بكل جدية، ويريد رؤية الطرف الآخر(النظام) جديا أيضا». وعن المواضيع التي ستناقشها الجولة الحالية من المفاوضات، أفاد بأن «دي ميستورا في زيارته الأخيرة قبل أيام إلى الرياض، تحدث عن البدء بمناقشة الانتقال السياسي». وأشار إلى أن وفد المعارضة وافق على مناقشة القرار الأممي رقم 2254 بـ»التراتب، وليس بالتوازي».
وقال: إن «الأهم والأولوية هو الانتقال السياسي، وأيضاً لا يمكن مناقشة كتابة الدستور، بل إعلان دستوري».
فصائل مقاتلة بينها جهاديون تواصل تقدمها في حماة … واستمرار الاشتباكات العنيفة في دمشق
عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: حققت فصائل مقاتلة بينها جهاديون الخميس تقدماً إضافياً على حساب قوات النظام السوري في محافظة حماة في وسط البلاد في اطار هجوم بدأته قبل يومين، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وذكر المرصد أن جماعات متشددة وجماعات معارضة أخرى أحرزت تقدماً ضد القوات الحكومية السورية شمالي حماة امس الخميس في إطار أكبر هجوم للمعارضة منذ شهور الأمر الذي يسلط الضوء على الآفاق القاتمة لمحادثات السلام التي تستأنف في وقت لاحق اليوم. وقال المرصد الذي يراقب الحرب إن المعارضة المسلحة استولت على نحو 40 موقعاً من الجيش منها ما لا يقل عن 11 قرية وبلدة وذلك منذ بداية هجوم حماه في وقت متأخر من مساء الثلاثاء.
وسلم مصدر عسكري سوري بأن المعارضة شنت هجوماً واسع النطاق في المناطق الريفية من حماة بما وصفه المصدر بعدد كبير من «الإرهابيين» لكنه قال إن القوات السورية احتوت الهجوم. وذكرت وسائل إعلام حكومية والمرصد السوري ومقره بريطانيا أن الهجوم يتزامن مع اشتباكات في العاصمة دمشق حيث يخوض الجيش والمعارضة قتالاً على أطراف وسط المدينة في حي جوبر لليوم الخامس وسط قصف مكثف.
ومن المستبعد أن يغير الهجوم المكاسب العسكرية التي حققتها قوات الحكومة السورية على مدى 18 شهراً والتي توجت في كانون الأول/ ديسمبر باستعادة جيب المعارضة في حلب لكنه أظهر الصعوبة التي يواجهها الجيش في الدفاع عن العديد من الجبهات في آن واحد.
وأقوى فصيل في تحالف «تحرير الشام» هو ما كان يعرف باسم «جبهة النصرة» التي كانت الفرع الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا حتى انفصلت عنه رسمياً العام الماضي. ومن القرى التي يدور فيها القتال قرية تسكنها أغلبية مسيحية. وتنفذ الولايات المتحدة، التي تدعم بعض جماعات «الجيش السوري الحر» خلال الحرب إلى جانب تركيا ودول خليجية، ضربات جوية تستهدف قادة تحرير الشام منذ كانون الثاني/يناير.
وقال سامر عليوي المسؤول في جماعة «جيش النصر» المنضوية تحت لواء «الجيش السوري الحر» وتقاتل قرب حماة على حساب للمعارضة على موقع للتواصل الاجتماعي إن الهجوم يهدف إلى تخفيف الضغط على المعارضة في أماكن أخرى وإلى منع الطائرات الحربية من استخدام قاعدة جوية قريبة. وأضاف «بعد فشل المؤتمرات السياسية فإن الحل والعمل العسكري ضرورة ملحة.» وقال المرصد السوري إن الاشتباكات تصاعدت في دمشق حول المنطقة الصناعية في جوبر على مشارف أحياء وسط العاصمة بعد منتصف الليل.
وذكرت وحدة الإعلام الحربي لجماعة حزب الله اللبنانية المتحالفة مع الحكومة أن اشتباكات وقعت في وقت مبكر من صباح امس في جوبر واستهدف قصف مكثف مواقع للمعارضة في المنطقة. وعرض التلفزيون الحكومي لقطات لمراسل يتحدث من حي العباسيين بالعاصمة في ساعة الذروة الصباحية لكن الشارع بدا هادئاً لا تمر به سوى سيارة واحدة أو اثنتين وعدد قليل من المارة وترددت أصوات انفجارات في الخلفية.
عشرات الحواجز الأمنية للنظام السوري تقطع أوصال العاصمة… والمظاهر العسكرية تغزو غالبية الأحياء السكانية
هبة محمد
دمشق ـ «القدس العربي»: أكدت مصادر ميدانية خاصة داخل العاصمة السورية دمشق لـ «القدس العربي»، امس الخميس، أن معظم الأحياء الدمشقية تعيش تحت وطأة استنفار عسكري وأمني لم تشهده من قبل على يد قوات النظام السوري العسكرية ومخابراته الأمنية، وكذلك للميليشيات بنوعيها الداخلية والوافدة من خارج الحدود، فيما يبدو أن المعركة التي أطلقتها المعارضة السورية قبل أيام قد خلطت الأوراق كثيراً، خاصة أن النظام السوري لم يكن يتوقع مثلاً هذه المعركة بهذا التوقيت.
وقال الناشط الميداني يوسف عبد الرحمن خلال اتصال هاتفي مع «القدس العربي»: المشاهد المسلحة هي السمة الأبرز في قلب العاصمة دمشق، ولا يكاد يخلو حي أو شارع رئيسي من دوريات مسيرة ونقاط عسكرية ثابتة، وسط حملات تفتيش دقيقة تطال النساء والرجال والطلاب والسيارات بشكل كبير للغاية، أضعاف ما كانت عليه من قبل.
وزاد قائلا «الدمشقيون والنازحون إلى العاصمة لأول مرة يشاهدون الدبابات والمجنزرات تغزو مناطقهم، وخاصة الأحياء المطلة على شرقي دمشق، وأشار المصدر إلى إن حزب الله اللبناني قاد العديد من الميليشيات العراقية والإيرانية لنصب حواجز خاصة بهم داخل العاصمة السورية، وسط إخفاء لراياتهم الخاصة أو ما يدل على هويتهم».
وأكد الناشط الميداني قيام النظام السوري منذ ليل الثلاثاء/ الأربعاء، باستخدام أسلحة صاروخية شديدة التدمير في معارك شرقي دمشق، كـ»صواريخ أرض ـ أرض» التي أطلقت قوات النظام العشرات منها، والتي سمع دويها كل الدمشقيين، والتي خلفت انفجارات لم تُسمع من قبل.
واستطرد أن النظام السوري يتعمد شل الحركة السكانية في العاصمة السورية وخاصة الشرقية منها، «خوفاً من أي عمليات تسلل قد تجريها المعارضة المسلحة، أو خلايا لها تقوم بتنفيذ عمليات في خطوطه الخلفية لإحداث خرق فيها والتقدم في العمق الدمشقي مستخدمة حرب العصابات».
مكتب دمشق الإعلامي، نقل بدوره عن مصادر أهلية، أن قوات النظام السوري أعادت توزيع حواجز عسكرية وأمنية كانت قد استغنت عنها في مناطق أحياء جبل قاسيون ركن الدين، الشيخ محيي الدين، المهاجرين ومناطق أخرى، حيث تقوم الحواجز العسكرية الجديدة بالتدقيق على السيارات والمشاة وبشكل خاص فئة الشباب، مع استمرار المداهمات الفجائية للمنازل والمحلات التجارية في المنطقة.
وكانت المعارضة السورية قد نجحت عبر معركة أطلقت عليها اسم «يا عباد الله اثبتوا»، من التقدم والسيطرة على العديد من المناطق والنقاط الحيوية على تخوم العاصمة دمشق، وخاصة كراج العباسيين ومعمل النسيج، فيما لم تنجح قوات الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة التابعة لنظام الأسد من استعادة المناطق حتى الساعة، رغم كثافة التغطية الجوية من قبل الطائرات الحربية التابعة له وتلك التابعة لحليفه الروسي.
وأعلنت وكالة «آكي» الإيطالية في تقرير لها، أن قوات المعارضة السورية استخدمت تقنيات حديثة في معركة دمشق، ونجحت من خلالها من فرض عملية تشويش كبير على أجهزة تنصت النظام، وانقطاعات في أجهزة التواصل إلكترونية التي تمتلكها قوات النظام، ووسط طلعات طائرات مراقبة مُسيّرة عن بعد لم يكن يمتلكها مقاتلو المعارضة من قبل.
ونقلت الوكالة عن سكان دمشقيين قولهم: إن أصوات سيارات الإسعاف لم تتوقف، وسط انتشار استثنائي لحواجز قوات النظام، وقطع العديد من الطرق الرئيسية شرق العاصمة، وفرض النظام حظر تجوّل في ساحة العباسيين وسوق الزبلطاني وشارع بشارة الخوري وحيي التجارة والعدوي، فضلاً عن انتشار الدبابات في العديد من شوارع دمشق وتمركزها على مفارق الطرق، فيما يوحي بتوتّر شديد يعم أمن العاصمة.
وتوافدت إلى منطقة شرق دمشق «أعداد كبيرة من مقاتلي حزب الله اللبناني»، ومقاتلين من الحرس الجمهوري السوري، والفرقة الرابعة التي يُشرف عليها شقيق الرئيس السوري، فضلاً عن ميليشيات تابعة لإيران كالنجباء وغيرها»، فيما تُقاتل فصائل «فيلق الرحمن»، «حركة أحرار الشام» الإسلامية، و»هيئة تحرير الشام» بغرفة عمليات موحّدة.
جنيف 5 السوري: الجعفري يتهم العالم بدعم “الإرهاب“
جنيف ــ باسم دباغ
استهل رئيس وفد النظام السوري، بشار الجعفري، أول مؤتمراته الصحافية في مدينة جنيف، بنبرة عدائية عالية، إذ لم يوفر أحدًا في العالم (باستثناء روسيا وإيران) من اتهامه بدعم الإرهاب، فيما بدا تعبيرًا واضحًا عن الأزمة التي يمر بها النظام بعد تقدم المعارضة السورية على جبهات كل من دمشق وحماة.
وأكد الجعفري، بعد الاجتماع الأول الذي جمعه بالمبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، أنه اعتبارًا من يوم غد السبت، ستبدأ مناقشة السلال الأربع، ممثلة بالحكومة والإرهاب والانتخابات والدستور، بشكل متواز، مع منح الأولوية لملف الإرهاب، باعتباره “الأكثر إلحاحًا”، بحسب مسؤول النظام.
وفي هذا السياق، تمحور المؤتمر الصحافي الذي عقده الجعفري في جنيف، بعد لقاء دي ميستورا، برمّته حول “الإرهاب”، وهي الكلمة التي تكرّرت في جميع الجمل التي نطق بها الجعفري، بما يؤكد الضربة القوية التي تلقاها النظام خلال المعارك الأخيرة، الأمر الذي أشار إليه الجعفري بالقول: “كما تعلمون جميعًا، بدأت الجولة الحالية من مفاوضات جنيف على وقع تصعيد واضح من قبل جبهة النصرة (جبهة فتح الشام) الإرهابية والمجموعات الإرهابية الأخرى المنضوية تحتها… وإن كانت ليست المرة الأولى التي يتزامن فيها تصعيد الإرهابيين مع أي مبادرة دبلوماسية أو جولة محادثات في جنيف أو أستانة، إلا أن التصعيد الأخير ملفت للانتباه من حيث التوقيت والشكل والمضمون، فهذه المرة شارك في الهجوم، انطلاقًا من حي جوبر الدمشقي، كل من جبهة النصرة وفيلق الرحمن وجيش الإسلام…. بما ينسجم مع التعليمات الموجهة لهذه الفصائل الإرهابية ومشغليها كي تتحد تحت لواء جبهة النصرة الإرهابية”.
ووزع الجعفري تهمة “الإرهاب” على جميع الفصائل السورية المعارضة، وكذلك تهمة “دعم الإرهاب” على العالم بأسره، باستثناء روسيا وإيران، قائلًا: “كما تعلمون، جبهة النصرة يعتبرها مجلس الأمن كيانًا إرهابيًّا، وبالتالي فإن كل من يتعامل معها هو إرهابي بدوره، وكل حكومة ترعى هذه الجبهة والفصائل المتعاونة معها تصبح حكومة متعاونة مع الإرهاب وراعية له، ولذلك فإن مسألة القول بأن النظام التركي والقطري والسعودي والنظام الفرنسي والنظام البريطاني والنظام الأردني والنظام الإسرائيلي يتعاملون مع جبهة النصرة الإرهابية، أمر لم يعد كيمياء صعبة الحل”.
وشن الجعفري، أيضًا، هجومًا على المعارضة السياسية، بمختلف أطرافها، متهمًا إياها بـ”العمالة والإرهاب”، قائلًا: “إن هذه المنصات ليست منصات معارضة وطنية، وإنما منصات تخريبية ترعى الإرهاب وهي جزء من الإرهاب”.
وشدد الجعفري على أنه ليس هناك تقسيم أو تجزئة للسلال الأربع التي تم الاتفاق على مناقشتها بين كل من وفد المعارضة والنظام في جنيف 4، ممثلة بكل من الحكومة والدستور والانتخابات والإرهاب، مشيرًا إلى أنه سيتم، يوم غد، منح الأولوية لسلة الإرهاب، بالقول: “ليس هناك أي تقسيم أو تجزئة للسلال، وإنما هناك ضرورات عملياتية، مثل البدء غدًا بسلة مكافحة الإرهاب، لأن الحدث الأساسي المهيمن على المشهد السوري هو الإرهاب”، بحسب زعمه.
وكان “العربي الجديد” قد علم، في وقت سابق اليوم، بأنه سيتم تقسيم السلال الأربع إلى قسمين، على أن يتم خلال الجولة الحالية منح الأولوية لكل من ملفي الحوكمة ومكافحة الإرهاب.
وكرر الجعفري رفض نظام الأسد للعمليات التي تقوم بها الولايات المتحدة الأميركية، بالتعاون مع مليشيات حزب “الاتحاد الديمقراطي” (الجناح السوري للعمال الكردستاني)، في محافظة الرقة السورية ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، لأنها لا تتم عبر التنسيق مع النظام، وفق حديثه.
الحوكمة والإرهاب أولويتا جنيف5… و6 أشهر لإنجاز السلال الأربع
جنيف- باسم دباغ
تنطلق اليوم الجمعة، فعلياً، لقاءات جنيف 5 السورية، بعد افتتاح تولّاه، أمس الخميس، رمزي عز الدين رمزي، نائب المبعوث الدولي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، من دون رهانات كبيرة حول إمكانية التوصل إلى اتفاق سريع ينهي المأساة السورية التي دخلت سنتها السابعة.
وكانت الاجتماعات افتتحت يوم الخميس، من قبل نائب المبعوث الدولي إلى سورية، على شاكلة لقاءات تمهيدية مع كل من وفد النظام، ووفد المعارضة في مقر إقامة كل منهما. وتبدو الهيئة العليا للمفاوضات في وضع تفاوضي أقوى مقارنة بجنيف 4، وذلك وسط التقدم الكبير الذي أحرزته المعارضة السورية المسلحة على عدد من الجبهات، في مقدمتها جبهات الريف الدمشقي، سواء فيما يخص الغوطة المحاصرة أو في ريف القلمون، وكذلك التطورات العسكرية الكبيرة التي تم تحقيقها في ريف حماة الشمالي.
وبينما كان مقر إقامة المعارضة في الجولة السابقة هو فندق “كراون بلازا”، الواقع على أطراف جنيف، تقيم المعارضة هذه المرة في فندق “رويال مانوتيل”، في قلب حي باكي، وسط مدينة جنيف، مع إجراءات أمنية مكثفة، حرمت الصحافيين من الحرية التي كانوا يتنقلون بها خلال مفاوضات جنيف، فلم يعودوا قادرين على التجول في صالة الاستقبال كما في الجولة الماضية، بل منعوا من دخول الفندق.
وعلم “العربي الجديد” أن نائب المبعوث الدولي، طرح على المعارضة، يوم أمس، بعض النقاط الهامة بما وصفه أحد المعارضين السوريين بـ”مفاتيح وضع العربة على السكة”. وفي خطوة توفيقية بين أولويات المعارضة والنظام، طرح رمزي أن يتم تقسيم السلال الأربع التي تم التفاهم عليها إلى قسمين.
القسم الأول، سيأخذ الأولوية في هذه الجولة، ويتألف من ملفي الحوكمة والإرهاب؛ أما القسم الثاني فيضم ملفي الانتخابات والدستور. وبحسب طرح رمزي، ستكون مدة التفاوض على الملفات الأربعة، ستة أشهر، على ألا يتم تثبيت أي تقدم في السلال الأربع قبل الانتهاء منها جميعاً، ليتم الإعلان عن التوصل لاتفاق نهائي، تطبيقاً لنظرية دي ميستورا في توازي السلال الأربع، وهو ما ترفضه المعارضة.
ويؤكد مصدر مطلع لـ”العربي الجديد” أن المعارضة مرتاحة وراضية عن تحويل ملف الحوكمة إلى ملف رئيسي، ولكن هذا لا ينفي وجود العديد من الاعتراضات، وعلى رأسها المخاوف من أن عدم تثبيت أي تقدم عملي، سيمنح النظام القدرة، في أي وقت، على إنهاء المفاوضات، وقلب الطاولة، والعودة للتفاوض من جديد بأي حجة.
وبينما توافد سفراء عدد من الدول الداعمة المعارضة إلى مقر إقامة وفد الهيئة للعليا للمفاوضات، باشرت الهيئة، برئاسة نصر الحريري، اجتماعات مكثفة للعمل على تجهيز الأوراق واللجان، التي ستتولى المفاوضات في القسم الأول، والذي سيتناول كلّا من ملفي الحوكمة والإرهاب.
في غضون ذلك، يستمر المبعوث الدولي “بواقعيته السياسية” التي لم تحقق أي تقدم يذكر، بعد أكثر من سنتين ونصف السنة من تسلّمه منصبه، وقد تسببت جولات اللحظات الأخيرة لـ دي ميستورا في العواصم الإقليمية والدولية، ذات النفوذ في الأزمة السورية، ولاسيما كل من أنقرة وموسكو، بتأخير بدء المفاوضات لأكثر من يومين، ليعود ويلتقي اليوم الجمعة، كلًّا من وفد الهيئة العليا للمفاوضات، ووفد النظام السوري في مقر الأمم المتحدة في جنيف، على أن يغادر، مرة أخرى، يوم الأحد، إلى العاصمة الأردنية عمان، لحضور القمة العربية التي لا يبدو بأنها ستبحث أية مبادرات عربية جديدة في ما يخص سورية.
ويختلف المراقبون في تفسير أداء دي ميستورا، ففي حين يبرر بعضهم ذلك، بأنه يعمل على تسليم الملف السوري بشكل تدريجي، لأنه يعلم بأن احتمالات التمديد له في منصبه تتضاءل؛ يؤكد آخرون بأن المبعوث الأممي يحاول المماطلة لمعرفة تفاصيل الموقف الأميركي الذي يستمر بانهماكه في المعركة على تنظيم “داعش”، متجاهلًا الجهود المبذولة في المفاوضات السورية. وكذلك لمعرفة تفاصيل التطورات على الأرض بعد المعارك الأخيرة، ومواقف الدول العربية، بعد التوافقات التي بدت واضحة بين كل من الرياض وواشنطن، في ما يخص مواجهة النفوذ الإيراني في كل من سورية والعراق، والذي سيكون له تبعات كبيرة على الملف السوري بالذات.
وكما كان الحال في جولة جنيف4؛ ليس هناك جدول أعمال ثابت للمؤتمر. وسيشهد اليوم الجمعة، اجتماعات للمبعوث الدولي مع الوفود المشاركة في مقر الأمم المتحدة، علماً أن وفدي القاهرة وموسكو متواجدان في المدينة السويسرية، على غرار الجولة السابقة، ويتم التعاطي معهما بصفتهما وفدين معارضين.
اشتباكات شرق دمشق والمعارضة تكسر خطوط النظام الأولى بحماة
عمار الحلبي
تجدّدت الاشتباكات العنيفة، اليوم الجمعة، بين فصائل المعارضة السورية وقوات النظام المدعومة بمليشيات أجنبية على جبهات دمشق، وذلك إثر محاولة النظام اقتحام المناطق التي سيطرت عليها المعارضة قرب شارع فارس خوري. بموازاة ذلك، تمكنت المعارضة من كسر الخطوط الأولى لدفاعات النظام في قرية قمحانة بحماة.
وأفادت مصادر محلية، لـ”العربي الجديد”، بأن “الاشتباكات اندلعت، أمس، وترافقت مع قصفٍ مدفعي وصاروخي شنّته قوات النظام على محيط كراجات العباسيين”.
ولفتت المصادر، إلى أن المعارك تزامنت مع سلسلة غاراتٍ شنّتها طائرات النظام الحربية على المباني في حي جوبر، ما أدّى إلى حدوث أضرارٍ مادية جسيمة في ممتلكات المدنيين، فيما أكدت مصادر بالمعارضة لـ”العربي الجديد”، أن ثلاث طائرات روسية تناوبت على قصف حي جوبر بأكثر من 25 غارة، منذ فجر اليوم.
وذكر ناشطون مرافقون للفصائل، شرق دمشق، أن قوات النظام حشدت أكثر من 15 دبّابة وهاجمت طرق إمداد فصائل المعارضة على محوري كراش ورحبة الدبابات، ما أدى إلى اندلاع معارك طاحنة هناك، دون أن تحقّق قوات النظام أي تقدّم يُذكر.
واندلعت اشتباكات أخرى على محور “البانوراما” في نهاية أوتستراد العدوي، بين قوات النظام وفصائل المعارضة، ما أسفر عن تدمير عربة كانت تستخدمها قوات النظام.
أما على محور حي برزة، فدارت اشتباكات عنيفة بين فصيلي “فيلق الرحمن” و”جيش الإسلام” من جهة، وقوات النظام التي كانت تحاول اقتحام الحي بالدبابات من جهة أخرى، ما أسفر عن فشل هجومها.
وقصفت قوات النظام بصواريخ ثقيلة مخيم اليرموك جنوب دمشق، وسط قصف مدفعي مكثف من النظام على المخيم، دون ورود أنباء عن سقوط خسائر بشرية.
في هذا السياق، نشرت “حركة النجباء” العراقية صوراً تُظهر مقاتلين طائفيين ينتشرون بشكلٍ مكثّف على جبهات العباسيين وجوبر، وقالت إنهم يساندون قوات النظام في التصدي لمن وصفتهم بالـ”العصابات الإرهابية”.
إلى ذلك، نفى مصدر في “جيش العزة”، لـ”العربي الجديد”، أن تكون الفصائل قد سيطرت بشكلٍ كامل على قرية قمحانة في ريف حماة الشمالي.
وقال المصدر إن “فصائل المعارضة المسلّحة تمكّنت، اليوم، من كسر الخطوط الأولى لدفاعات قوات النظام في قرية قمحانة، والسيطرة على أجزاء منها”، مبيناً أن “العمل يتم على أكثر من محور وفقاً لخطة منظمة ومدروسة مسبقاً”.
ولفت إلى أن “اشتباكات عنيفة دارت في ساحة الكراج والحارة الشرقية داخل قرية قمحانة، وذلك إثر تقدّم المعارضة على هذا المحور”، مؤكّداً أن “هناك انهياراً ملحوظاً في الخطوط الدفاعية لقوات النظام والمليشيات المحلية داخل القرية، وحالات انسحاب نحو الأوتوستراد الرئيسي جنوب شرق البلدة”.
بدورها، ذكرت وكالة “إباء” المتخصّصة في أخبار حماة، أن تعزيزات عسكرية كبيرة لـ”هيئة تحرير الشام”، وصلت قبل ساعات إلى جبهة قرية قمحانة، التي تتعرض لقصف بالرشاشات الثقيلة.
وقال ناشطون إن “نظام الأسد فتح مياه سد الرستن بشكلٍ عشوائي ما أسفر عن غمر جسر حلفايا لإعاقة حركة المعارضة”، غير أن مصادر أكّدت لـ”العربي الجديد”، أن “عملية الغمر ستعرّض مدينة محردة ومناطق أخرى للفيضان، وهو ما يشير إلى عدم قدرة النظام على الاستمرار في فتح مياه السد”.
هزائم”داعش” تتوالى أمام المعارضة.. اللجاة خالية من التنظيم
مهند الحوراني
تصاعد المد العسكري لفصائل المعارضة المسلحة، خلال الأيام الماضية، على حساب تنظيم “الدولة الإسلامية” في البادية السورية، وفي القلمون الشرقي، وصولاً إلى بعض مناطق اللجاة في درعا، مثل حوش حماد. شهدت مواقع انتشار التنظيم انسحابات أمام عمليات المعارضة، والتي اشتركت بها كبرى فصائل الجيش الحر والفصائل الإسلامية.
وكان جيش “أحرار العشائر” قد أعلن في بيان له، ليل الخميس، السيطرة على بلدة حوش حماد في منطقة اللجاة القريبة من البادية السورية، وطرد تنظيم الدولة منها بشكل كامل، في حين انسحب عناصر التنظيم نحو الشمال السوري، إلى محيط تدمر والرقة تحديداً، بانتظار المعركة المرتقبة.
المتحدث باسم تجمع “ألوية العمري” حمزة الفرج، قال لـ”المدن”، إن “خسائر تنظيم داعش في البادية والقلمون أثرت سلباً على معنويات مقاتليه وخطوط إمداده” في منطقة اللجاة. وشدد على أن “التنسيق على درجة عالية بين ألوية العمري وكامل فصائل الجبهة الجنوبية التي تشارك في المعارك ضد تنظيم داعش في القلمون الشرقي والبادية السورية”.
وتأتي هذه الارتدادات الكبيرة للتنظيم على هذه الجبهة الطويلة في البادية السورية ودرعا والقلمون الشرقي، مع هجمات متزامنة تشنها الفصائل على مواقع التنظيم. وتعتبر هذه المناطق الصحراوية والسلاسل الجبلية في القلمون الشرقي أحد أبرز خطوط الإمداد التي كانت تربط الغوطة الشرقية باللجاة ودرعا.
قائد العمليات في البادية السورية لقوات “الشهيد أحمد العبدو” علاء كحيل، قال لـ”المدن”، إن قوات التنظيم تعرضت إلى التشتيت بعد استنزافه نتيجة العمليات العسكرية التي أطلقتها المعارضة. وأضاف أن التنظيم لم يكن أمامه سوى الانسحاب باتجاه تدمر والرقة لتجنّب الوقوع في طوق كادت المعارضة أن تنفذه حول مناطقه، بعد حصار محاور عديدة لأشهر طويلة.
وبحسب كحيل، فقد كانت العمليات العسكرية بدأت في 16 آذار/مارس “في معركتين متوازيتين: الأولى طرد البغاة في القلمون الشرقي والتي سيطرت خلالها المعارضة على مواقع وسلسلة جبال.. ثم بدأنا معركة أخرى في البادية تحت مسمى “سرجنا الجياد” أستطعنا خلالها تحرير جبهة كاملة بطول 130 كيلومتراً، لنطلق بعدها المرحلة الثانية من معركة طرد البغاة، لتتكلل بالنجاح ونطهر كامل منطقة القلمون الشرقي من رجس التنظيم الإرهابي، حيث بدأت قواتنا بالتوغل في بادية حمص والسيطرة على مواقع وأجزاء قرب المحسة”.
وأضاف كحيل، أن العمليات الحالية تزامنت مع المرحلة الثانية من عمليات “سرجنا الجياد”، التي تهدف إلى وصل بادية الشام وبادية حمص ومنطقة القلمون الشرقي بشكل كامل، وفك الحصار عن منطقة القلمون الشرقي، وهذا “ما نقترب من إنجازه بنسبة كبير حيث تدور المعارك بشكل أكبر في مثلث المنطقة، أي بادية حمص بادية الشام القلمون الشرقي، لوصلها ببعضها”.
واعتمدت قوات المعارضة استراتيجية قتال لفترة طويلة خلال عملياتها العسكرية في القملون والبادية، الأمر الذي ساعدها على استنزاف موارد التنظيم عسكرياً وبشرياً. وشنت قوات المعارضة ما يزيد عن 20 هجمة عسكرية، وتصدت لأكثر من 35 في الأشهر السبعة الماضية، وفق كحيل، الذي أكد أن الفصائل اعتمدت على إيقاع الخسائر البشرية في صفوف التنظيم أكثر من محاولة السيطرة على الأراضي التي ينتشر بها. وأكد وقوع “ما يزيد عن 650 قتيلاً لتنظيم داعش الإرهابي، فيما سقط نحو 500 جريح، أي أن التنظيم فقد نحو 30 في المئة من قواته، مما أدى ضعفه”.
متاعب روسيا..من سوريا الى الشيشان
خلال لقاء مع المبعوث الدولي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، في موسكو، الأربعاء، قال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، إنّ روسيا تجري اتصالاتها مع المعارضة المسلحة “لمعرفة موقفها من الجولة الجديدة من مفاوضات جنيف”، بالتزامن مع التصعيد العسكري في أحياء دمشق الشرقية. وأضاف لافروف: “على كل من يهتم بتثبيت وقف إطلاق النار في سوريا، على نحو فعلي، المشاركة في عملية التفاوض عوضاً عن السخط”. واعتبر لافروف أنّ الوضع الحالي يشكل “لحظة حاسمة” للتوصل إلى حل للأزمة السورية، وشدّد على ضرورة تثبيت “التقدم الهش” لمسار التفاوض.
اللغة الروسية اللينة تجاه المعارضة، ودعوتها للتفاوض، كانت مفاجئة، إذ أن موسكو بدأت تتحسس إمكانية خروج الوضع في سوريا عن سيطرتها، وسط تصاعد لهجتها ضد قوات النظام، واتهامه بالتقصير وانعدام المسؤولية.
وعلى غير العادة، نشرت “روسيا اليوم” مقالاً من صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الروسية، تهاجم فيه قوات النظام، وتقر فيه بالهجوم العنيف لقوات المعارضة في أحياء دمشق الشرقية، الذي بدأ في 19 آذار/مارس. ويشير المقال إلى أن قوات المعارضة استخدمت في هجومها أنفاقاً جرى إعدادها مسبقاً، وتمكنت من زرع عبوات ناسفة، بالقرب من مواقع قوات النظام، فضلاً عن استخدامها للسيارات المفخخة خلال هجومها.
وأشار المقال إلى إن قوات “الحرس الجمهوري” صمدت في مواقعها “رغم الخسائر الفادحة التي تكبدتها”، على جبهات جوبر والقابون وكراجات العباسيين. وأضافت: “غير مفهوم ماذا كانت تفعل وحدات الاستطلاع والاستخبارات العسكرية، ولماذا تمكنت أعداد كبيرة من التشكيلات المسلحة، مع آلياتها، التسلل والتقدم إلى العاصمة؟ لماذا تبين وجود أنفاق في دمشق تم إعدادها مسبقا من قبل المسلحين، وعلى ما يبدو فقد كانت أنفاقا كبيرة؟”.
“هذه الحقائق المورَدة يصعب أن نحمِّل المسؤولية عنها للخبراء العسكريين الروس، الذين يؤكد بعض منهم أن عدم رغبة السوريين (قوات النظام) في التحرك على وجه السرعة، والمصحوب دائما بكلمة بُكْرة (غدا) يستحيل التغلب عليه؛ ما يجعل إجراء استطلاع شامل للكشف عن الأنفاق ضرباً من الخيال”.
وأقر المقال بهروب قوات النظام من مواقعها خلال المعارك والمواجهات، كما قال إن ضباط النظام يفهمون بصعوبة بالغة معنى الانضباط العسكري وضرورة تنفيذ المهمات القتالية.
“يجب القول هنا إن مجموعة من الخبراء والمستشارين العسكريين الروس في سوريا تعمل على جميع مستويات البنية العامة للقوات المسلحة وفي مقرات قيادة الأركان، وفي إدارات الإمدادات ومع القوات العسكرية على الأرض”. وأن تصدي قوات النظام للهجوم حدث “من دون شك بفضل الدور الذي لعبه هنا المستشارون العسكريون الروس. إذ إن الجنرالات السوريين ليسوا قادرين على اتخاذ القرارات بأنفسهم في الظروف التي تتطلب التغيير الحاسم في الوضع الناشئ. ولكن النجاح، الذي أحرزه السوريون على أرض المعركة هذه المرة، مدينون به على الأرجح لمقاتلي الشركات العسكرية الخاصة الروسية”.
إلا أن أدلة جمعتها “وكالة رويترز” أشارت إلى أن القوة الروسية العاملة في سوريا، منيت منذ أواخر يناير/كانون الثاني بخسائر في صفوفها تزيد أكثر من ثلاث مرات على عدد القتلى الرسمي، وذلك في حصيلة تبين أن القتال في سوريا أصعب وأكثر كلفة مما كشف عنه الكرملين. ووفقا للوكالة، فقد قتل 18 روسيا كانوا يقاتلون في صفوف قوات النظام السوري منذ 29 يناير/كانون الثاني الماضي، وهي فترة تزامنت مع اشتباكات عنيفة لاستعادة مدينة تدمر من أيدي مقاتلي “الدولة الإسلامية”. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية في وقتها مقتل خمسة من جنودها، ولم تذكر شيئا عن أي عمليات برية روسية واسعة لاستعادة المدينة.
وانكشف عدد القتلى في مقابلات مع أقارب وأصدقاء القتلى والعاملين في المقابر، ومن خلال تقارير إعلامية محلية عن تشييع جنازات، وكذلك ما جمعته مجموعة من المدونين الاستقصائيين يطلق عليها اسم فريق استخبارات الصراعات. ولم يكن أغلب القتلى من الجنود النظاميين الروس بل من مدنيين روس يؤدون مهام عسكرية بعقود خاصة بأوامر من القادة الروس، ولم تعترف موسكو رسميا بوجود هؤلاء المتعاقدين في سوريا.
المشاكل الروسية في سوريا، لا يبدو أنها تتعلق فقط بقوات النظام، إذ أعلن المتحدث باسم الخارجية التركية حسين مفتي أوغلو، الخميس، استدعاء القائم بأعمال السفارة الروسية سيرغي بانوف، في أنقرة. وقال أوغلو إن “ذلك جاء على خلفية استشهاد جندي تركي إثر إطلاق نار، الأربعاء، من مناطق سيطرة تنظيم وحدات حماية الشعب شمالي سوريا، والذي تدعمه روسيا”.
أوغلو أكد أن أنقرة عبّرت للقائم بالأعمال عن قلقها البالغ من الحادث، وأن روسيا تتحمل مسؤولية الإشراف على وقف إطلاق النار في تلك المنطقة ومنع وقوع خروقات للهدنة.
وطالبت الخارجية التركية باتخاذ الخطوات اللازمة لإغلاق مكتب حزب “الاتحاد الديموقراطي” الكردي في موسكو، الذي تتهمه تركيا بأنه نظير حزب “العمال الكردستاني” التركي، وتصنفه “إرهابياً”.
كما أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن انزعاج بلاده من الاهتمام الذي تظهره روسيا وأميركا بكل من مليشيا “وحدات حماية الشعب” وحزب “الاتحاد الديموقراطي” وحزب “العمال الكردستاني”. وعبّر وزير الدفاع التركي فكري إيشق، عن أسفه لصور جنود روس في سوريا يضعون على أذرعهم اشارات مليشيا “وحدات حماية الشعب”، مشددا على أن تركيا لا تقبل أي نوع من التعاون بين الولايات المتحدة أو روسيا مع هذه المليشيا.
من جهة آخرى، قالت روسيا، الجمعة، إن ستة من جنودها قتلوا “أثناء تصديهم بنجاح” لهجوم شنه مسلحون على منشأة عسكرية في الشيشان. وقال الحرس الوطني الروسي في بيان له، إن مجموعة من “اللصوص المسلحين” هاجمت منشأة عسكرية، تحت ستار من الضباب، في الساعات الأولى من صباح الجمعة. وأضاف أن معركة بالأسلحة وقعت وأصيب عدد من الجنود الروس بالإضافة إلى القتلى الستة. وأشار إلى أن ستة من المهاجمين قتلوا أيضاً.
وعلمت “المدن”، إنه وبعد سلسلة الهجمات التي شهدتها جمهورية الشيشان الروسية، منذ مطلع العام 2017، وكان أكبرها في 17-18 شباط/فبراير، والتي استمرت ليومين، تحدثت الصحافة الروسية صباح الجمعة عن هجوم جديد لـ”المقاتلين” على ثكنة لـ”الحرس الوطني الروسي” في وسط بلدة ناورسكايا، التي تبعد حوالي 50 كيلومتراً إلى الشمال الغربي من العاصمة غروزني.
الجبهات الروسية المشتعلة في غير مكان، بدأت تتسبب بضغط حاد على موسكو. فنفت روسيا، الجمعة، اتهاماً أميركياً بأنها تمدُّ مقاتلي “حركة طالبان” في أفغانستان بالسلاح، ووصفته بأنه “كذب”، قائلة إن الاتهام محاولة من واشنطن للتغطية على فشل سياساتها هناك.
وكان قائد القوات الأميركية في أوروبا، قد قال الخميس: “لاحظت في الآونة الأخيرة زيادة في النفوذ الروسي من ناحية الارتباط وربما حتى الإمدادات لطالبان”.
من جهة أخرى، اتهم الرئيس الأوكراني بترو بوروشينكو، روسيا بالمسؤولية عن قتل النائب الروسي السابق دنيس فورنينكوف، في كييف، الخميس، ووصف الحادثة بأنها عمل إرهابي تقف وراءه موسكو. وقال بوروشينكو إن “عملية القتل الغادرة في وسط كييف للنائب الروسي السابق تندرج في إطار إرهاب الدولة الذي تمارسه روسيا التي اضطر النائب إلى مغادرتها بسبب قناعاته السياسية”. ووصف الرئيس النائب الروسي بأنه “كان أحد أبرز شهود العدوان على أوكرانيا ودور الرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش في دخول القوات الروسية إلى أوكرانيا”.
المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف نفى سريعا اتهامات كييف ووصفها “بالسخيفة”، معربا عن “الأمل في العثور على المجرم والجهات المخططة للاغتيال”. وكان فورونينكوف قد فر من روسيا إلى أوكرانيا العام الماضي وساعد السلطات الأوكرانية في إعداد قضية خيانة ضد الرئيس المخلوع فيكتور يانوكوفيتش. وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي حصل فورونينكوف على الجنسية الأوكرانية بعدما أدلى بشهادة ضد يانوكوفيتش الذي أطاحت به انتفاضة مؤيدة لأوروبا في وسط أوكرانيا في فبراير/شباط 2014 ولجأ إلى روسيا.
معركة دمشق مستمرة.. والنظام مُنهك
تستمر المعارك لليوم السادس على التوالي على محاور كراجات العباسيين والمنطقة الصناعية في القابون شرقي دمشق، وسط قصف عنيف يطال محاور الاشتباك وبلدات الغوطة الشرقية. واستهدف الطيران الحربي حي جوبر ومدينة عربين بأكثر من 40 غارة جوية منذ صباح الجمعة، ما خلّف قتلى وجرحى، وتسبب في إلغاء صلاة الجمعة في بلدات الغوطة الشرقية تخوفاً من قصف النظام للمساجد.
وكان “فيلق الرحمن” قد أعلن الخميس، عن تدمير دبابة لقوات النظام من طراز “T-72” وعربة فوزديكا، فيما أعلنت “هيئة تحرير الشام” عن عطب 6 دبابات للقوة المقتحمة، ومقتل عشرات العناصر من قوات النظام والمليشيات الموالية له.
مصدر عسكري قال لـ”المدن”، إن للمعركة مراحل جديدة، ولم تتوقف، ولكن الوقت لم يحن بعد، مؤكداً عدم تراجع فصائل المعارضة عن المحاور التي دخلتها، واستمرار سيطرتها النارية على كراجات العباسيين وشارع فارس خوري. الأمر الذي بدا واضحاً لدى إعلام النظام الذي أصبح يكتفي بالتصوير من ساحة العباسيين وبعض المواقع في شارع فارس خوري، من دون أن يتمكن من التقدم إلى الكراجات.
مراسل “المدن” رائد الصالحاني، أكد استقدام النظام لتعزيزات بشرية وعسكرية إلى أرض المعركة، وسط خسارات كبيرة لمليشيات “الدفاع الوطني” و”الفيلق الخامس” التي تشارك فعلياً وللمرة الأولى في معركة داخل العاصمة. وشيّعت أحياء في دمشق خلال الأيام الماضية ما يزيد عن 40 قتيلاً قضوا في جوبر، فيما سجل فقدان العشرات من قوات النظام التي تحاول الاقتحام يومياً من جهة الكراجات.
ونشرت مليشيا “حركة النجباء” العراقية، صوراً تظهر انتشارها على الطريق الواصل بين ساحة العباسيين ومنطقة الزبلطاني لمساندة “الجيش السوري في معاركه ضد العصابات المسلحة”. إلا أن مصادر “المدن” أفادت بتواجد واضح للمليشيا العراقية في محيط العباسيين، قبل نشر تلك الصور، وإشهار وجودها، مع التأكيد على عدم دخولها المعركة حتى اللحظة.
وتعيش أجهزة أمن النظام والمليشيات الموالية في مدينة دمشق حالة من التخبط التي لم تشهدها منذ العام 2012؛ فانتشرت الحواجز المؤقتة والتعزيزات وصلت إلى حواجز أخرى، ونشرت قوات للقيام بالتفتيش الشخصي للمارة، والقيام بجولات يومية في الاحياء الشرقية المتاخمة لمناطق الاشتباك، للتأكد من اغلاق منافذ الصرف الصحي. فيما تشهد أحياء المدينة تساقطاً مستمراً لقذائف الهاون والصواريخ محلية الصنع، ما تسبب في إصابة أكثر من 50 شخصاً في الأيام الماضية.
حماة: المعارضة تتقدم.. والنظام يلوح بهجوم مضاد
نقلت وكالة “رويترز” عن مصدر عسكري من قوات النظام قوله، إن “الحكومة تحشد قواتها تحضيراً لهجوم مضاد” في ريف حماة الشمالي، وإنه “تم استيعاب الهجوم والآن يتم تعزيز خطوط الدفاع التي تمت إقامتها على اتجاهات الخرق”.
وسيطرت المعارضة المسلحة على نحو 40 موقعاً لقوات النظام، خلال المعارك التي بدأت الثلاثاء في ريف حماة الشمالي، في أربعة محاور. ودخلت المعارك يومها الرابع، وسط تقدم سريع لغرفتي عمليات “قل واعملوا” و”في سبيل الله نمضي” في القطاعين الجنوبي والشرقي من ريف حماة الشمالي، في حين تشارك فصائل أخرى في محورين؛ غربي أوسط وغربي شمالي. وأصبحت المعارضة على مسافة كيلومترين من مطار حماة العسكري وخمسة كيلومترات من مدينة حماة.
وباشرت غرفة عمليات “قل واعملوا” محاولة اقتحام بلدة قمحانة في ريف حماة الشمالي، الجمعة، وأعلنت “هيئة تحرير الشام” عن تفجير عربة مفخخة وسط البلدة، لتعقبها اشتباكات في محيطها.
تقدم المعارضة في القطاع الجنوبي من ريف حماة الشمالي، تزامن مع فتح محور جديد للمعارك في محيط مدينة كرناز في ريف حماة الغربي. وباشرت حركة “أحرار الشام الإسلامية” و”فيلق الشام” و”أجناد الشام” و”جيش النصر”، المعركة الجديدة، التي تتسم بصعوبتها، بحسب جريدة “عنب بلدي”، إذ تحيط بمدينة كرناز ثلاث قواعد عسكرية لقوات النظام؛ المغير والحماميات وبريديج، إلى جانب حاجز قرية الصخر. وبدأ التمهيد المدفعي على الحواجز المحيطة بمدينة كرناز، الجمعة، وسط أنباء عن تقدم على محور الصخر. ولهذه المنطقة أهمية استراتيجية، باعتبارها صلة الوصل بين الريف الشمالي لحماة ومنطقة سهل الغاب في ريف حماة الغربي.
وكانت المعارضة قد تمكنت الخميس من تطويق مدينة محردة ذات الغالبية المسيحية، من ثلاث جهات، عقب السيطرة على قرية شيزر المحاذية لها، وأكدت أن لا نية لها باقتحام محردة، إلا أنها لم تخفِ رغبتها بإيقاف القصف على مواقع المعارضة من ثكنة “دير محردة”. وأعلن “جيش العزة” بدء التمهيد المدفعي والصاروخي على ثكنة “دير محردة” العسكرية، مؤكداً تدمير مدفع 37 مزدوج على جبهة آصيلة في ريف حماة الغربي بصاروخ “تاو”.
وسيطرت فصائل المعارضة، الخميس، على بلدة كوكب وقرية الإسكندرية وتل بزام وشلويط. ويتوجب على المعارضة إن أرادت التقدم باتجاه حماة المدينة، تجاوز عقدة جبل زين العابدين ومطار حماة العسكري وجبل كفراع.
وأوقف النظام خدمة الإنترنت وبعض شبكات الاتصال الخليوي، عن مدينة حماة، في حين تستمر حركة النزوح التي تشهدها مدينة محردة وقريتي واصيلة والهوات باتجاه ريف مصياف.
“داعش” يُخلي دير حافر…فهل يتقدم النظام إلى مسكنة؟
خالد الخطيب
انسحب تنظيم “الدولة الإسلامية”، الخميس، من مدينة دير حافر في ريف حلب الشرقي، بعدما تمكن النظام ومليشياته من إطباق الطوق حول المدينة، بشكل شبه كامل، من خلال السيطرة على أكثر من 15 قرية ومزرعة جنوبها وشرقها، في الساعات الـ72 الماضية. وكانت قرى لالة محمد وعاكولة وأم عدسة وأم تينة وجفرة منصور ورسم الفالح، آخر المواقع التي تقدمت إليها مليشيات النظام يدعمها قصف مدفعي وصاروخي عنيف انطلاقاً من “معامل الدفاع” ومطار كويرس. كما انطلقت طائرات روسية من مطار كويرس، وشاركت في التغطية النارية وشنت عشرات الغارات مستهدفة مواقع التنظيم شرقي حلب.
ومدينة دير حافر التي خضعت لسيطرة التنظيم في كانون الثاني/ يناير 2014 بعد طرد المعارضة منها، تعتبر الخط الدفاعي الأبرز عن مناطق سيطرة التنظيم في بادية حلب، وصولاً إلى مدينة مسكنة. مليشيات النظام إلتفت حول المدينة، تجنباً للمواجهة المباشرة، لإجبار التنظيم على الانسحاب. وخسر النظام نحو 50 عنصراً، الأربعاء والخميس، معظمهم سقطوا في بلدة جعفر منصور التي استهدفها التنظيم بسيارة مفخخة، بينما سقط الباقون في المواجهات على مشارف المدينة.
وبشكل متكرر، حاول التنظيم قطع خط إمداد النظام على طريق حماة-حلب، للتخفيف عن مقاتليه في دير حافر وقرى شرقي حلب، وهاجم خناصر، واثريا على مدى الأسبوع الماضي، ونجح أكثر من مرة في قطعه لساعات، ودمر عدداً من الآليات الثقيلة، لكن المقاتلات الروسية كانت بالمرصاد لفتحه من جديد لتسهيل حركة الأرتال التي توجهت من حلب إلى جبهات ريف حماة التي تتعرض لهجوم عنيف من قبل المعارضة.
وعلى الرغم من محاصرة مليشيات النظام لمدينة دير حافر من الجهات الأربع، إلا أن دخولها المدينة تأخر إلى الجمعة، خوفاً من الألغام المتفجرة، والكمائن داخل المدينة التي تعتبر من أكبر البلدات في ريف حلب الشرقي، ومركز ثقل عسكري وبشري موالٍ للتنظيم. وكانت دير حافر والقرى المحيطة بها قد أخليت من المدنيين تماماً، منذ الأسبوع الأول من أذار/مارس، بعدما تعرضت لحملة عنيفة ومتواصلة من القصف الجوي والمدفعي بعد أن تقدم النظام وحلفاؤه وسيطروا على الخفسة والعديد من القرى المحيطة بها.
لم يعد لدى تنظيم “الدولة الإسلامية” في ريفي حلب الشرقي والجنوبي الشرقي، بموازاة نهر الفرات، سوى موقعين مهمين هما؛ مدينة مسكنة الواقعة على مسافة 35 كيلومتراً إلى الجنوب الشرقي بالقرب من بحيرة الطبقة “الأسد”، والموقع الثاني هو مطار الجراح العسكري “كشيش” الذي فشل النظام في السيطرة عليه أكثر من مرة منذ بداية آذار/مارس، وخسر قرابة 75 عنصراً من قواته في هجمات معاكسة شنها التنظيم.
الطريق بات مفتوحاً نحو مسكنة، بالنسبة لمليشيات النظام التي تعتمد بشكل كامل على التغطية النارية الجوية والمدفعية، بعدما دخلت فعلياً مناطق بادية حلب التي تقل فيها المراكز السكانية التي جعلها التنظيم ثكنات عسكرية يتحصن فيها مقاتلوه. لكن هل سيواصل النظام تقدمه بعد أن عبرت “قوات سوريا الديموقراطية” إلى الضفة الغربية بدعم أميركي مباشر؟
الخيارات بالنسبة للنظام وحلفائه أصبحت صعبة بعد التطور الأخير في المنطقة التي تفصل مسكنة عن الطبقة، وتمركز قوات أميركية-كردية في مواقع متعددة على طريق حلب-الرقة. وعلى الرغم من تأكيد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية “بنتاغون” أدريان رانكين غالاواي، بأن الهدف من عملية الإنزال الجوي والسيطرة على عدد من البلدات في الضفة الأخرى من “بحيرة الأسد” هو قطع طريق إمداد تنظيم “داعش” القادم من ريف حلب باتجاه الرقة، إلا أنها لم تبدد مخاوف النظام الذي اعتبر المنطقة بمثابة خط أحمر يمنع عليه التقدم نحوه لأبعد من مسكنة، آخر معاقل التنظيم الكبرى في ريف حلب.
وزادت تصريحات المتحدث باسم “قسد” طلال سلو، من تيقن النظام بجدية الرسائل الأميركية بشأن قطع الطريق باتجاه الرقة. سلو حاول التخفيف من حدة الرسائل الأميركية في تصريح لصحيفة “الوطن” السورية، وأكد بأن قيادته لا تمانع في إشراك النظام في معركة السيطرة على مدينة الرقة، في حال عرضت الولايات المتحدة ذلك، مؤكداً أن “أبناء الوطن السوري هم من لهم الحق في تحرير مناطقهم، والجيش السوري هو جزء أساسي من الوطن السوري ويحق له ما لا يحق لغيره، وأنا هنا أشير لتركيا”. وأضاف “إن التحالف الدولي هو الداعم الأساسي لكل حملاتنا وهناك اتفاق بيننا أنه لا يدخل طرف جديد إلا بموافقتنا، وعندما أرادت تركيا الدخول كطرف ثالث في معركة الرقة، عرض التحالف الدولي الأمر علينا، وهم كانوا متقبلين للفكرة، ولكننا نحن رفضناها، أما في حالة الجيش السوري، فإذا ما عرض التحالف الدولي علينا مشاركته في تحرير الرقة فإننا نعتبر هذا الجيش جهة وطنية، وبالتأكيد ستكون هناك موافقة من قواتنا”.
الإنزال الجوي الأميركي وانتشار “قسد” في بلدات أبو هريرة والمشيرفة والكرين، والمحمية الطبيعية قرب قرية الكرين، قبل يومين، لم يتطور لأبعد من ذلك، ولم تتوسع القوات البرية التي عبرت البحيرة إلى مزيد من المناطق المحيطة. الأمر الذي يؤكد أن العملية رمزية، أريد من خلالها وضع حد لأحلام النظام وحلفائه. وعلى الرغم من الإعلان الأميركي عن قطع طريق حلب–الرقة إلا أنه أمر غير واقعي، في ظل وجود عشرات الطرق البرية والمساحات الصحراوية التي تمنح التنظيم حرية الحركة بين ريفي حلب والرقة.
أمام هذا التطور الميداني قرب الفرات، والتطورات المتلاحقة في جبهات المحافظات الأخرى، قد يكون الانكفاء من جانب النظام، وإيقاف عملياته العسكرية نحو مسكنة، هو الخيار الأفضل له، لينتظر فيها الإذن الأميركي للمشاركة في معركة الرقة. فالمعركة في منطقة البادية تحتاج لتغطية ودعم متواصل لصد هجمات التنظيم و”حرب العصابات” التي ينجح فيها في المناطق المفتوحة. والسيطرة على مدينة مسكنة تتطلب آلاف العناصر والحواجز والثكنات الصغيرة، التي من المفترض أن تحمي الطريق والتجمعات السكانية على جانبيه، لمسافة 35 كيلومتراً، وهذا ما يعجز عنه النظام في الوقت الحالي بسبب الجبهات المفتوحة في أكثر من مكان.
من جانب آخر، لا تحظى معركة مسكنة بالتأييد من قبل المليشيات العراقية والأفغانية و”حزب الله”، بعدما قُطع الطريق نحو الرقة. فتلك المليشيات ترى أن جبهات ريف حلب الجنوبي والعمل من أجل بلدتي كفريا والفوعة المحاصرتين في ريف إدلب من قبل المعارضة، وتأمين الطريق إلى حلب، وسد الثغرات في جبهات المحافظات الأخرى أمام تقدم المعارضة، أهم بكثير من السيطرة على مناطق نائية تكون قواتها فيها صيداً سهلاً للتنظيم.
تبقى خيارات النظام وحلفائه من المليشيات، بيد روسيا التي تقود العمليات العسكرية برمتها، وتوجه المليشيات على الأرض نحو الأهداف التي تراها مناسبة. وربما ترى روسيا أن مواصلة التقدم في ريف حلب، والسيطرة على ما تبقى من مناطق تقع تحت سيطرة التنظيم يوفر عليها الجهد الحربي المستمر لحماية طريق امداد حلب، ويوسع سيطرة النظام في منطقة البادية “الشامية” التي تتفرع منها الطرق نحو الرقة وديرالزور. فالطرق نحو الرقة لم تغلق كلها بعد، وهناك طريق دولي يصل إثريا بالرصافة فالرقة، وتحتاج الولايات المتحدة و”قسد” عملية برية واسعة لاغلاقه، أي السيطرة على كامل المناطق الواقعة جنوبي الرقة.
معركة الرقة “في الأيام المقبلة“
كشف وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان، الجمعة، عن اقتراب المعركة المرتقبة لاستعادة مدينة الرقة، المعقل الأبرز لتنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا والعراق، بعد سلسلة الهزائم التي مني بها في مدينة الموصل العراقية.
وقال لودريان لشبكة “سي ان نيوز”، إنه “اليوم يمكننا القول أن الرقة محاصرة وأن معركة الرقة ستبدأ في الايام المقبلة”. وأشار إلى أن “قوات سوريا الديموقراطية” في الرقة، والقوات العراقية في الموصل سيجعلان “داعش” في موقع صعب.
وأوضح لودريان “ستكون معركة قاسية جداً لكن اساسية لانه وبمجرد سيطرة القوات العراقية على أحد المعقلين والتحالف العربي الكردي على الاخر فان داعش سيواجه صعوبة حقيقية في الاستمرار”.
واعتبر الوزير الفرنسي أن التنظيم وزعيمه، أبوبكرالبغدادي، يواجهان “صعوبات اليوم”، ومن أجل ذلك “علينا مواصلة الضغوط”. وأشار إلى أن اجتماعاً خلال الأيام المقبلة، سيعقده مع نظيره الأميركي جيمس ماتيس لمناقشة هذا الموضوع.
وتوقع لودريان أن تحسم القوات العراقية معركة الموصل خلال الأسابيع المقبلة بسيطرتها على كامل المدينة. وأضاف “العمل المشترك بين القوات العراقية والتحالف الدولي الذي تشارك فيه فرنسا سيتمكن تدريجيا من استعادة الموصل”.
يشار إلى أن فرنسا تشارك في معركة الموصل بـ1500 عسكري من طيارين وخبراء مدفعية ومستشارين للقوات العراقية. وبحسب لودريان، فإن مدافع “سيزار” الفرنسية وحدها، تطلق “مئة قذيفة في اليوم” لإسناد القوات العراقية في هجومها على مواقع التنظيم في الموصل.
الخبراء الروس مستاؤون: الجيش السوري يفتقد الانضباط والرغبة في تنفيذ المهام
الجنود السوريون لا يتحركون على وجه السرعة مستخدمين كلمة ‘غدا’، وروسيا تعترف للمرة الأولى بوجود شركات عسكرية خاصة بسوريا.
تأجيل المهام العاجلة
موسكو – ارتفعت شدة الانتقادات التي يبديها الخبراء الروس لقادة الجيش السوري، واصفين إياهم بعدم فهم معنى الانضباط العسكري، وضرورة تنفيذ المهمة القتالية، وإهمال الصيانة الدورية للمعدات والأسلحة، الأمر الذي يتسبب في تلفها السريع.
وذكر تقرير لصحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” أن المستشارين الروس يأخذون على الجنود السوريين عدم رغبتهم في التحرك على وجه السرعة، وعادة يستخدمون كلمة “غدا”، في إشارة إلى تأجيل المهام العاجلة.
وليس ذلك فحسب، فعلى المستشارين العسكريين الروس التدريب على كل شيء، ويضطرون إلى فعل ذلك بعناية فائقة، مشيرين إلى الأخطاء والعيوب بلباقة بالغة.
وكشفت المعارك الأخيرة التي شهدتها أحياء ملاصقة لدمشق مثل القابون وجوبر مدى الانزعاج الروسي من سوء أداء القوات السورية.
وأشارت الصحيفة الروسية إلى أن المعركة الأخيرة، التي وصل فيها مقاتلو المعارضة إلى ساحة العباسيين وحاولوا الربط بين القابون وجوبر، حسمت بعد قتال استمر 16 ساعة.
وقالت إنه بعد “حشر” مقاتلي المعارضة “اضطر هؤلاء إلى التراجع”.
ومعروف أن ليس هناك ما يؤكّد، حتّى الآن واستنادا إلى مصادر مستقلة، حسم معركة جوبر والقابون وذلك في ظل سماع سكان دمشق دوي القذائف المتبادلة.
ميخائيل خوداريونوك: الخبراء الروس متذمرون من أداء القوات السورية والحرس الإيراني وحزب الله
وعلى الرغم من تأكيد الصحيفة على أنّ المعارضة لم تستطع تحقيق أهدافها، تحدث الخبراء الروس عن “الظواهر السلبية” التي كشفتها المعركة الأخيرة وذلك على غرار ما حصل سابقا في تدمر.
وسبق أن ذكر المحلل العسكري الروسي العقيد ميخائيل خوداريونوك، أن قوات بلاده متذمرة جدًّا من قوات الرئيس السوري وعناصر الحرس الثوري الإيراني وحزب الله.
وأشار إلى أنه في تدمر حدث ما لم يتوقعه أحد، فقد أصبحت قوات الأسد بعد الطلقات الأولى لداعش في حالة ذعر، إذ ألقى الجنود أسلحتهم وتركوا الآليات العسكرية وهربوا من تدمر، ولكن الجنود الروس قاتلوا وحدهم.
وتعمل مجموعة من الخبراء والمستشارين العسكريين الروس في سوريا على جميع مستويات البنية العامة للقوات المسلحة، وفي مقرات قيادة الأركان، وفي إدارات الإمدادات ومع القوات العسكرية على الأرض.
وأكدت مصادر عسكرية روسية أن التحرك الفوري الذي أبدته الهياكل الإدارية للجيش السوري في التصدي لهجوم على حي جوبر في دمشق، حدث بفضل الدور الذي لعبه المستشارون العسكريون الروس.
إذ أن الجنرالات السوريين ليسوا قادرين على اتخاذ القرارات بأنفسهم في الظروف التي تتطلب التغيير الحاسم في الوضع الناشئ. ولكن النجاح الذي أحرزه السوريون على أرض المعركة هذه المرة، هم مدينون به لمقاتلي الشركات العسكرية الخاصة الروسية.
وقالت المصادر نفسها “لو بقي السوريون وحدهم من دون تدخل الروس، لأخذت عملية القضاء على الإرهابيين الذين شقوا طريقهم إلى دمشق شهرا آخر، فالهجوم الجامح وتطويره والمناورات التكتيكية الماهرة وكسر شوكة العدو، جميع هذه الميزات ليست موجودة في أي جيش من الجيوش العربية”.
وفضلا عن ذلك، قال مصدر في وزارة الدفاع السورية إنه تمت محاصرة جزء من التشكيلات المعارضة والقضاء عليها، وهذا كذلك لا يشبه تماما نمط عمل الجيش السوري.
وأكدت وزارة الدفاع الروسية ومنذ فترة طويلة المعلومات التي تشير إلى وجود القوات الخاصة الروسية في سوريا. بيد أن الحديث عن وجود الشركات العسكرية الخاصة ينتشر فقط في المدونات. وفي معارك من هذا النوع، فإن استخدام القوات الخاصة شبيه بدق مسامير في جهاز الكمبيوتر. بينما وجود قوة ذات قدرة قتالية عالية للمشاة التابعة للشركات العسكرية الخاصة مفيد للغاية.
تجدد الاشتباكات بدمشق والمعارضة تتقدم بحماة
تجددت الاشتباكات في شرق العاصمة السورية دمشق بين فصائل المعارضة السورية المسلحة من جهة وقوات النظام مدعومة بمليشيا حركة النجباء العراقية من جهة أخرى. وفي محافظة حماة (وسط) أعلنت المعارضة عن البدء في معركة جديدة في ظل تقدمها المتواصل خلال الأيام الأخيرة.
وأفاد مراسل الجزيرة أن الاشتباكات شرقي دمشق تجددت بعدما صدت المعارضة هجوما واسعا لقوات النظام من جهة كراجات العباسيين ومصنع الغزل والنسيج.
وأضاف أن المعارك تخللها قصف جوي ومدفعي استهدف مواقع للمعارضة في حي جوبر الدمشقي، كما استهدف القصف مدينة عربين في الغوطة الشرقية المحاصرة وتسبب بإصابة مدنيين.
وبذلك تتواصل الاشتباكات لليوم السادس على التوالي شرقي دمشق والتي تعد الأعنف منذ نحو عامين.
وأعلنت قيادة الشرطة التابعة للمعارضة المسلحة إلغاء صلاة الجمعة اليوم في عدة مساجد، وسط مخاوف مما وصفته بارتكاب قوات النظام مجازر بحق المدنيين باستهدافها المساجد وتجمعات الأهالي.
وكانت قوات النظام بدأت مساء أمس عملية عسكرية واسعة شرق العاصمة لاستعادة المواقع التي خسرتها خلال الأيام الأربعة الماضية، بعد شن فصائل عدة في المعارضة هجوما مباغتا على مواقع قوات النظام الأحد الماضي.
ونقلت وكالات أنباء عن مصادر سورية قولها إنه جرى اتخاذ قرار لحسم معركة جوبر قبل اجتماعات جنيف بين الوفد الحكومي السوري ووفود المعارضة.
ويقع حي جوبر بين دمشق والغوطة الشرقية أبرز معاقل المعارضة بـ ريف دمشق، ويعتبر خط المواجهة الرئيسي بين المعارضة وقوات النظام باعتباره أقرب نقطة لوسط دمشق تتمركز فيها المعارضة. وقد شنت القوات الحكومية عدة عمليات عسكرية لاستعادته على مدى السنوات الأربع الماضية.
وأفاد مراسل الجزيرة في ريف دمشق محمد الجزائري باستمرار القصف الجوي من المقاتلات السورية والروسية في حييْ جوبر والقابون أسفرت عن دمار كبير، ورغم الهجوم الكبير من النظام فلم تتغير خارطة السيطرة.
معارك بحماة
وفي محافظة حماة (وسط البلاد) أعلنت المعارضة عن بدء معركة جديدة في ريف حماة الغربي في الوقت الذي تواصل فيه فصائل أخرى من المعارضة تقدمها على مشارف مدينة حماة.
وكانت المعارضة السورية اقتحمت بلدة قمحانة الإستراتيجية عند سفح جبل زين العابدين أبرز الخطوط الدفاعية عن مدينة حماة.
وخلال معاركها الأخيرة في محافظة حماة، حققت المعارضة تقدما كبيرا حيث فرضت سيطرتها على نحو أربعين موقعا من جيش النظام، وصارت على بعد بضعة كيلومترات من مدينة حماة وقاعدتها الجوية العسكرية.
وأضافت المصادر أن فصائل المعارضة صدت ست محاولات لقوات النظام لاستعادة السيطرة على قرية كوكب بالمنطقة. هذا وقد أعلنت فصائل من المعارضة عن معركة موازية في ريف حماة الشمالي الغربي، وبدأت بشن هجوم واسع في هذا المحور مستهدفة قرية المغير وحاجز الصخر.
وأفاد ناشطون بأن مناطق سيطرة المعارضة في ريف حماة الشمالي تعرضت لأكثر من مئة غارة جوية منذ صباح اليوم بمشاركة الطيران الروسي الذي قصف لأول مرة قمحانة.
وفي شمال سوريا، استهدف الطيران الحربي بلدة خان شيخون بريف إدلب ما أدى إلى مقتل امرأة، وفق ناشطين.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2017
النظام السوري يشدد بجنيف على أولوية مكافحة الإرهاب
اختتم اللقاء بين المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا ستفان دي ميستورا ووفد النظام السوري برئاسة بشار الجعفري، في سياق استئناف جولة المفاوضات الجديدة في جنيف بشأن الأزمة السورية. وشدد وفد النظام في اللقاء على أولوية “مكافحة الإرهاب” في سوريا.
وعبر المبعوث الأممي لدى استقباله وفد النظام في مقر الأمم المتحدة بجنيف اليوم الجمعة عن ترحيب المنظمة الدولية به، بعدما رفض النظام السوري استقباله في دمشق الأسبوع الماضي.
وخلال مؤتمره الصحفي الذي أعقب اللقاء، قال رئيس الوفد السوري إنه بحث مع دي ميستورا موضوع مكافحة الإرهاب في سوريا، خصوصا مع التطورات الأخيرة على الأرض المتعلقة بتقدم المعارضة في شرق دمشق وريف حماة، إضافة إلى الهجمات التي نفذتها فصائل المعارضة المسلحة مؤخرا والتي وصفها الجعفري بأنها “إرهابية”.
وأضاف الجعفري أنه أجرى مع دي ميستورا تقييما لمساري المفاوضات في أستانا وجنيف، مشيدا بالمبادرات الروسية “الإيجابية والبناءة” الخاصة بتثبيت وقف إطلاق النار وفي مجال مكافحة الإرهاب وإيجاد حل سياسي للصراع “في إطار التنسيق المستمر بين الرئيسين السوري بشار الأسد والروسي فلاديمير بوتين”.
وقال إنه طرح على المبعوث الأممي وباقي الأطراف مجموعة من الأسئلة لاستيضاح موقفهم بشأنها.
من جهته، أشار مراسل الجزيرة في جنيف رائد فقيه إلى أن الجعفري ركز في حديثه على فصائل المعارضة المسلحة التي تقوم بالعمليات الآن في دمشق وريف حماة، ووصفها “بأنها إرهابية، وأن المجتمع الدولي يعتبرها كذلك”، في محاولة منه لتقويض شرعيتها، خصوصا أنها تشارك في وفد المعارضة للمفاوضات باستثناء جبهة فتح الشام (النصرة سابقا)، وقال إنها تتلقى دعما من عدد من الدول في مقدمتها تركيا.
خلاف على الأولويات
أما مراسل الجزيرة معن الخضر فأشار إلى أن المبعوث الأممي سيلتقي في وقت لاحق اليوم وفد المعارضة “الذي يطالب بعقد جولة مفاوضات مباشرة مع وفد النظام، تجنبا لإضاعة الوقت”.
وقال المراسل إن الأطراف سيناقشون القضايا الأربع الرئيسية التي تم الاتفاق عليها سابقا وهي: الانتقال السياسي، والدستور، والانتخابات، ومكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أن نقطة الخلاف الكبيرة بين فرقاء الأزمة السورية تكمن في ترتيب أولوياتها بشأن هذه القضايا.
وأضاف أن هناك اختلافا كبيرا بين وفدي النظام والمعارضة بشأن الأولويات، فالمعارضة تصر على نقاش الانتقال السياسي، بينما يقول النظام إن هجوم المعارضة العسكرية في حماة ودمشق يقوض الحل السياسي.
وتصر دمشق على أن مكافحة الإرهاب هي المدخل الوحيد لتسوية النزاع الذي تسبب منذ اندلاعه قبل ست سنوات في مقتل أكثر من 320 ألف شخص، بينما يتمسك وفد المعارضة بالانتقال السياسي بوصفه “مظلة” لكل العناوين الأخرى.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2017
نيوزويك: روسيا وإيران تقتاتان ما تبقى من سوريا والأسد
قال باحث أميركي إن الرئيس السوري بشار الأسد يقف حجر عثرة أمام نهوض بلاده من مستنقع الحرب الذي أدخلها فيه، مشيرا إلى أن روسيا تدرك ذلك تماما.
ويرى الباحث فريدريك هوف، وهو مدير مركز رفيق الحريري للشرق الأوسط، أن ثمن المحافظة سياسيا على رجل واحد وعائلة واحدة وحاشية واحدة جعل الأمور أكثر إرباكا في سوريا وخارجها.
وأضاف في مقال بمجلة نيوزويك أن نظام الأسد فاق الجميع في وحشيته، “فقد أفرغ سجونه من المتطرفين الإسلاميين العنيفين من أجل تدنيس المعارضة، بينما تبنى استراتيجية سياسية للبقاء تقوم على القتل الجماعي”.
إن بعض السوريين ممن يعارضون الأسد لم يعودوا يتوقعون أو يطالبون بخروجه الفوري من سوريا، إذ إنهم يدركون تماما أن روسيا وإيران -لأسباب مختلفة ومتسقة- هما من أنقذا نظامه عسكريا وكفلا له الأمان دبلوماسيا، على حد تعبير الكاتب.
ومضى هوف إلى القول إن النتيجة التي خلص إليها بعض هؤلاء السوريين هي أنه لا بد من إيجاد طرق لكي “نتغدى بمدمر سوريا الأول للحيلولة دون أن يتعشى بكل شيء ويقتل من تناول الغداء معه”.
وشخصيات المعارضة من هذا المعسكر يتفاوضون مع روسيا، لكن ليس لديهم فكرة حول الطريقة التي ستتعامل بها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع الأزمة السورية.
وهؤلاء ظلوا ينظرون في حيرة بينما إدارة الرئيس السابق باراك أوباما منهمكة في استعراض للقوة والمهارة الدبلوماسية المدمرة للذات التي جعلت السوريين غير محميين، ومكنت لأطراف سيئين وهمشت الولايات المتحدة.
وكما فعلت تركيا، توصلت تلك الشخصيات المعارضة إلى نتيجتين، مفادهما أن وجود روسيا في سوريا أشبه ما يكون بعلة يمكن علاجها، ووجود إيران في سوريا هو بمنزلة موت محقق. وكلاهما -المعارضة وتركيا- اختارتا العمل مع روسيا لمعرفة ما إذا كان بالإمكان إنقاذ المريض.
أما الأسد فقد أدى غرضا سياسيا مهما داخليا، إذ كان وجها لدولة نجحت موسكو في “إنقاذها” من مساعي أوباما المزعومة لتغييرها. وقد كانت موسكو تعلم علم اليقين مقدار الفجوة العريضة بين أقوال الإدارة الأميركية السابقة وأفعالها التي جعلتها تتدخل عسكريا دون خشية من العواقب السلبية لذلك.
وطهران ترى في بشار الأسد أكثر من مجرد نموذج للحفاظ على دولة سوريا، فهو شريان حياة لحزب الله اللبناني. وإيران -كما روسيا- لا تساورها أوهام بشأن فريق الأسد وفساده وعدم كفاءته ووحشيته المعروفة للجميع. ولأنها تدرك أن “عميلها” لن يعيش إلى الأبد، فإن إيران تعكف على إقامة مليشيات شبيهة بحزب الله من أجل أن تهيمن على ما تبقى من سوريا.
ولهذا السبب يتحدى المقاتلون الأجانب الذين تقودهم إيران والقادمون من دول بعيدة كأفغانستان، كل محاولات التوصل لوقف شامل لإطلاق النار. وختم الكاتب مقاله بالقول إن بشار الأسد هو العقبة الرئيسية أمام نهوض سوريا مجددا، وإن روسيا تدرك ذلك.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2017
محادثات جنيف.. المعارضة تتمسك بهيئة انتقالية دون الأسد
دبي- قناة العربية
أفاد موفد “العربية” أن #فصائل_الجيش_الحر المشاركة في محادثات جنيف أكدت تمسكها بضرورة تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات لا مكان لبشار الأسد فيها.
كما أعلنت فصائل المعارضة موافقتها على أن تكون هيئة الحكم الانتقالية مكونة من شخصيات من المعارضة والنظام شريطة أن لا تكون هذه الشخصيات قد شاركت بقتل السوريين.
كما أكدت الفصائل استمرارها في محاولة فك الحصار عن المدن طالما لم يتمكن المجتمع الدولي من تطبيق القرارات الدولية.
وقال بشار الجعفري كبير مفاوضي النظام السوري اليوم الجمعة إن أي هجوم تدعمه الولايات المتحدة أو #تركيا على تنظيم داعش بمدينة الرقة في سوريا لن يكون مشروعا ما لم يجر بالتنسيق مع بشار الأسد.
من جانبه، أعرب المتحدث باسم #الهيئة_العليا_للمفاوضات سالم #المسلط عن رغبة وفد المعارضة السورية بالخوض في مفاوضات مباشرة تفضي إلى حل سياسي للأزمة في #سوريا، كاشفاً عن تلقي تعهدات من قبل المبعوث الأممي ستيفان #دي_ميستورا بأن الجولة الحالية ستتطرق بشكل مباشر لعملية الانتقال السياسي، مطالباً إياه بالوفاء بتلك التعهدات.
من جهته، قال رمزي عز الدين رمزي، مساعد المبعوث الأممي إلى سوريا، الخميس، إن المناقشات كانت موضوعية. وأضاف: “تحدثنا عن جميع القضايا التي تحتاج إلى توضيح قبل أن نبدأ رسمياً، وفي هذا المعنى أعتقد أنه كان اجتماعا إيجابيا، لذلك دعونا نرَ ما سيحدث”.
وكانت موفدة “العربية” إلى جنيف أفادت، الخميس، بأن الافتتاح الرسمي لمحادثات جنيف حول #سوريا سيكون الجمعة بدل الخميس كما كان مقرراً، وذلك لوجود المبعوث الأممي ستيفان #دي_ميستورا في #أنقرة.
وأضافت أن جميع الوفود وصلت إلى العاصمة #جنيف ، وأن مساعد دي ميستورا سيجتمع مع وفد الهيئة العليا للمفاوضات ظهر الخميس، في حين أشارت إلى أن جهاد مقدسي، أحد ممثلي مجموعة أو ما يعرف بـ #منصة_القاهرة هو أبرز الغائبين عن هذه الجولة.
قوات أميركية وفرنسية تسيطر على أجزاء من سد الفرات
العربية.نت
أفادت مصادر “العربية” أن قوات أميركية وفرنسية تسيطر على أجزاء واسعة من #سد_الفرات.
وقالت متحدثة باسم حملة #قوات_سوريا_الديمقراطية لطرد تنظيم داعش من مدينة #الرقة اليوم الجمعة إن هذه القوات المدعومة من الولايات المتحدة وصلت مدخل سد الطبقة حيث تشتبك مع مقاتلي التنظيم.
وأنزل #التحالف ضد داعش بقيادة الولايات المتحدة مقاتلين من قوات سوريا الديمقراطية جوا قرب الطبقة في وقت متأخر يوم الثلاثاء بالقرب من نهر الفرات. ويوجد مقاتلون آخرون بالفعل على الضفة الشرقية للنهر.
ويمتد السد وهو الأكبر على نهر الفرات لمسافة أربعة كيلومترات عبر النهر إلى الضفة الجنوبية وهو واحد من عدد قليل من نقاط العبور المتبقية بعد تدمير الكثير من الجسور خلال الصراع.
وتقع الطبقة على بعد نحو 40 كيلومترا غربي الرقة التي يتخذها التنظيم قاعدة رئيسية لعملياته ومنها تخطيط وتوجيه الهجمات في الخارج وتقع على الضفة الشمالية للفرات.
بشار الأسد يحثّ أنصاره على إطعام جنوده!
العربية.نت – عهد فاضل
قامت حكومة رئيس #النظام_السوري ، بإرسال وجبات غذائية جاهزة، إلى جنوده في مناطق القتال التي تشهدها العاصمة السورية #دمشق ، وتحديدا منطقة #جوبر و #العباسيين وشارع #فارس_الخوري ، والتي تعتبر مناطق عمليات عسكرية للمعارضة السورية منذ الأحد الماضي، حيث حققت تقدماً ملحوظاً على مسلّحي #الأسد ، بعدما باغتت قواته وقوات حلفائه بهجوم وصف بالمفاجئ والمخطط له جيداً.
إرسال وجبات غذائية جاهزة إلى عناصر الأسد، يتناقض مع قوانين جيشه التي تحتّم أن تكون مصادر التموين الغذائي من داخل مؤسسته #العسكرية ، وفق المعمول به ووفق اللوائح العسكرية المعروفة. إلا أن تطورات الأحداث في شرق العاصمة السورية دمشق، وبعد التقدم النوعي الذي أحرزته قوات #المعارضة_السورية ، حتّمت على الأسد استنفار وحث حكومته على إرسال وجبات غذائية، كتلك التي كانت تصل إلى #ميليشيات حلفائه المدعومين من #إيران.
وسبق وفجر نائب في برلمان الأسد ويدعى #وائل #ملحم ، فضيحة تتعلق بطعام جنوده، مؤكداً أنهم يتناولون “حبة البطاطا” بينما عناصر الميليشيات الإيرانية الحليفة للأسد يتناولون “الوجبات الساخنة”. وفق ما قاله على فيديو لا يزال مرفوعاً على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقالت وكالة #سانا الإعلامية التابعة للأسد، في خبر لها أمس الخميس، إن رئيس حكومة النظام السوري وجّه #وزير_التجارة لديه ومدير المؤسسة السورية للتجارة وجمعية حماية المستهلك، بمتابعة “توزيع الوجبات الغذائية” على مسلّحي الأسد “في جوبر والعباسيين وشارع فارس الخوري”.
وعرف في هذا السياق، أن نظام الأسد عمد إلى إطلاق #حملة منظمة لدفع أنصاره إلى إعداد وتوزيع وجبات غذائية على مسلّحيه في شرق العاصمة السورية دمشق، بعدما باتت مؤسساته عاجزة عن توفير المؤن لعناصره هناك.
وفق ما ذكرته “سانا” مؤكدة أن الحملة بدأت الخميس، وذكرت أنه تم إطلاق اسم خاص لتلك الحملة، ونشرت صوراً لبعض الأشخاص وهم يقومون بإعداد وجبات جاهزة في أكياس شفّافة ظهر منها علب التونة وثمرتا التفاح والليمون الحامض وزجاجات المياه وأرغفة خبز. ولم تعرف الجهات التي تبرّعت للأسد بالمواد الغذائية التي يتم جمعها وإعدادها لتكون وجبة غذائية جاهزة لعناصره في شرق دمشق.
وضمن ضوابط المؤسسة العسكرية لنظام الأسد، فإن تقديم الطعام إلى جنوده من خارج دوائر وزارة دفاعه، يعتبر خروجاً عليها، جاء اضطراريا بعد انهيار عمل تلك المؤسسات وعجز نظام الأسد عن الوصول مباشرة إلى جنوده الذين يخرجون من حصار ليدخلوا في حصار آخر، كما شهدت بذلك وقائع معركة #شرق_دمشق منذ الأحد الماضي.
ويشار إلى أن الحملة التي أطلقها الأسد لإطعام جنوده وجبات غذائية جاهزة، لم تحدد جهة معينة للقيام وحدها بذلك، بل تركت الباب مفتوحاً على مصراعيه لانخراط مختلف أنصاره بها، على الرغم مما يعانيه السوريون، عموماً، من نقص حاد بالمواد الغذائية، وصل حد ندرة وجود #رغيف #الخبز نفسه ، بعدما أفلست مؤسسات الأسد الاقتصادية، بسبب إنفاقه على حربه ضد السوريين، وبسبب #الفساد الذي يضرب أركان نظامه على مختلف الصعد.
الائتلاف الوطني السوري يطالب بالتركيز على الانتقال السياسي بجنيف
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 24 مارس 2017
روما- رأى عضو في الهيئة السياسية للائتلاف الوطني السوري أن “تطبيق الانتقال السياسي عبر المفاوضات الجارية في جنيف هو المفتاح لجميع السلال”.
وقال عضو الهيئة السياسية، ياسر الفرحان “أننا نقبل تركيز المبعوث الخاص ستافان دي ميستورا على قرار مجلس الأمن 2254 ليكون أساس الأعمال على أن لا يتجاوز باقي القرارات”، مضيفاً “نريد أن ندخل في مضمون المفاوضات دون أن تشغلنا ذرائع النظام”.
وأكد الفرحان أن “خلاص سورية من إرهاب داعش لن يتم ما لم نتحرر من الأسد ونظامه أولاً”، حسبما نقلت عنه الدائرة الاعلامية للائتلاف
وأشار الفرحان إلى أن “الثوار يحاربون دفاعاً عن شعبهم، لمنع التطهير العرقي الذي يمارسه الأسد ولتحرير البلاد من إرهاب النظام وداعش، والميليشيات الإيرانية”، مبيّناً أن “النظام يحضر نفسه لتهجير آلاف من السوريين من منازلهم في الغوطة كما فعل شرق حلب والوعر ومناطق أخرى”.
وشدد المسؤول في الائتلاف الوطني على أن ذلك “جريمة حرب ترقى إلى جرائم إبادة ولا يمكن أن نتوقع من شعبنا أن يجلس وينتظر ما سيحدث”.
مصدر عسكري سوري: طائرات روسية تقصف مقاتلي المعارضة قرب حماة
بيروت (رويترز) – قال مصدر عسكري سوري يوم الجمعة إن طائرات حربية روسية تشارك في ضربات جوية ضد مقاتلي المعارضة للمساعدة في صد هجوم كبير على مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة السورية قرب مدينة حماة.
وقالت وسائل إعلام رسمية في وقت لاحق يوم الجمعة إن الجيش السوري استعاد السيطرة على جميع المواقع التي كان خسرها في وقت سابق هذا الأسبوع أثناء هجوم لقوات المعارضة في شمال حي جوبر بالعاصمة دمشق.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن جماعات معارضة يتقدمها متشددون كانت قد بدأت الهجوم يوم الثلاثاء وسيطرت على 11 قرية وبلدة على الأقل.
وهذا الهجوم هو الأكبر لمقاتلي المعارضة في شهور. وعلى الرغم من أن اليد العليا في القتال لا تزال للرئيس بشار الأسد فإن مكاسب مقاتلي المعارضة كشفت عن التحدي الذي يواجه الجيش السوري والجماعات المسلحة المتحالفة معه بينما يقاتل على جبهات عديدة.
وقال المصدر العسكري لرويترز “بدأ الآن توجيه الضربات الجوية ورمايات المدفعية المركزة على المجموعات المسلحة ومقرات قيادتها وخطوط الإمداد الخاصة بها تمهيدا للانتقال إلى الهجوم المعاكس.
“الروس مشتركون طبعا في هذه الغارات.”
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد إن جماعات المعارضة تركز هجومها يوم الجمعة على قرية قمحانة التي تبعد نحو ثمانية كيلومترات شمالي مدينة حماة.
وأفاد حساب على تطبيق تليجرام للرسائل الفورية تابع لهيئة تحرير الشام، وهي تحالف متشدد يقود الهجوم، بتنفيذ هجوم انتحاري هناك. وقال المصدر العسكري السوري “قبل قليل تم تدمير مفخختين لمجموعات إرهابية حاولوا دفعهما باتجاه النقاط العسكرية باتجاه قمحانة… تم تدمير المفخختين وتم إفشال الهجوم وتكبيدهم خسائر كبيرة.”
ويبرز القتال الآفاق القاتمة لجولة جديدة من محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة والجارية في جنيف.
(إعداد وجدي الالفي للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)
هل تحدّد معركة الرقة مصير باقي الأراضي السورية المحرّرة من قبضة تنظيم “داعش”؟
أعلن وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لو دريان، Jean-Yves Le Drian، اليوم 24 مارس 2017 لمحطة ” سي نيوز، CNews” التلفزيونية أن “فرنسا قالت دائما إن الرّقة هدف رئيسي”، موضحا أنه ” يمكن اليوم الحديث عن أن الرّقة محاصرة وأن المعركة هناك ستبدأ في الأيام المقبلة”.
لو دريان أضاف أن معركة الرّقة “ستكون صعبة جدا ولكنها ستكون ذات أهمية قصوى”. كما توقّع وزير الدفاع الفرنسي استعادة مدينة الموصل العراقية السيطرة بالكامل على المدينة “في الأسابيع المقبلة”.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية قد ذكرت في وقت سابق من هذا الأسبوع أن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم “داعش” قام للمرّة الأولى “بنقل القوات البرّية المحلّية خلف خطوط العدو بالقرب من بلدة الطبقة التي يسيطر عليها تنظيم “داعش” شمال سوريا ممّا فتح جبهة جديدة في حملة لاستعادة الرّقة.
يأتي تصريح جان ايف لودريان غداة اجتماع للتحالف الدولي ل”هزيمة تنظيم داعش” في واشنطن. اجتماع حضره ممثلون عن 68 دولة منضوية في هذا التحالف تعهّد بالقضاء على “التهديد العالمي”، من خلال محاربة تنظيم “داعش” في سوريا والعراق ودعم ليبيا وأفغانستان والعمل على قطع تمويلات التنظيم والتنسيق المحكم بين وكالات الاستخبارات فضلا عن تكثيف حملات القصف والغارات على قادة التنظيم بالطائرات دون طيار، Drones.
وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، Rex Tillerson، أكّد من جانبه في مستهلّ ذلك الاجتماع، أن مقتل البغدادي ليس إلاّ “مسألة وقت”. وأضاف تيلرسون أن” معاوني أبو بكر البغدادي، بمن فيهم العقل المدبّر لاعتداءات بروكسل وباريس، قد قتلوا كلّهم تقريبا. وأن البغدادي سيلقى المصير نفسه”.
كما سعى وزير الخارجية الأمريكي خلال الاجتماع إلى “طمأنة حلفاء بلاده القلقين من سياسة الإدارة الجديدة في الشرق الأوسط”، متعهّدا بـ”هزيمة تنظيم داعش”، الهدف الأول للولايات المتحدة في المنطقة”، حسب تعبيره.
يذكر أنّ فرنسا أعربت على لسان وزير خارجيتها جان-مارك ايرولت، Jean-Marc Ayrault، عن انتظارها “الولايات المتحدة حتى تحدّد موقفها من الوضع في سوريا وتحديدا من سيسيطر عسكريا على الرّقة، معقل التنظيم في سوريا، وكيف ستحكم هذه المدينة بعد دحر الجهاديين منها”! ايرولت قال تحديدا إنه يشعر “أن هناك صعوبة في التحكيم”. وأعرب عن أمله” ألاّ يستغرق الجواب وقتا طويلا لأن الوضع ملحّ”!
مسألة في غاية التعقيد ولا تتعلق فقط بالرّقة، بل بعموم الأراضي السورية التي سيتم تحريرها من قبضة الإرهابيين، وما إذا كانت ستعتبر “مناطق استقرار مؤقتة”، أم ستخضع لـ”حكم ذاتي” أم ستعود لسيطرة الحكومة السورية.
تيلرسون الذي كان تحدّث بإبهام عمّا سمّاه “مناطق استقرار مؤقتة بفضل اتفاقات لوقف إطلاق النار من شأنها أن تتيح عودة اللاجئين إلى بلدهم”، أكّد، بشكل قطعي، أنّ “التحالف لا شأن له ببناء وطن أو بإعادة اعمار”!
ليبقى مصير باقي الأراضي السورية كما الأزمة في سوريا عموما يلفها غموض شديد!