أحداث الجمعة 30 أيار 2014
بان: النظام لن يفي بمهلة تدمير «الكيماوي»
) لندن، نيويورك – «الحياة»، أ ف ب –
أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أن النظام السوري لن يفي بمهلة تدمير ترسانته الكيماوية قبل 30 حزيران (يونيو) المقبل، وفق ما جاء في القرار الدولي 2118 والاتفاق الأميركي- الروسي، معرباً عن «القلق» من استخدام الكلور.
وقال بان في رسالة إلى مجلس الأمن مرفقة بالتقرير الأخير لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية الذي قدر نسبة الأسلحة الكيماوية التي خرجت حتى الآن من سورية بـ92 في المئة، إن الأسلحة الكيماوية السورية الأخيرة «تم توضيبها وباتت جاهزة» لنقلها ما إن تسمح الظروف الأمنية في البلد بذلك. وأضاف أنه «من الواجب أن تستكمل سورية عمليات الإجلاء المتبقية بأسرع ما يمكن، التزاماً بما تعهدت به السلطات… لكن بات من الواضح أن بعض الأنشطة المرتبطة بتفكيك برنامج الأسلحة الكيماوية السورية ستتواصل إلى ما بعد 30 حزيران 2014».
وتوقع بان في هذا السياق أن «تواصل البعثة المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية والأمم المتحدة عملها لفترة محدودة بعد 30 حزيران»، معرباً عن «قلقه الكبير للاتهامات باستخدام غاز الكلور» في النزاع السوري.
وخيم السجال حول عبور المساعدات الإنسانية من الدول المجاورة على المشاورات في مجلس الأمن، في وقت تمهد الدول الغربية لطرح مشروع قرار «مطلع حزيران المقبل يقر فيه مجلس الأمن لمنظمات الإغاثة الدولية بصلاحية عبور الحدود من ٤ معابر خاضعة لسيطرة المعارضة، من دون الحصول على موافقة الحكومة السورية».
وأعدت أستراليا ولوكسمبورغ والأردن المسودة الأولى لمشروع القرار الذي انطلقت المشاورات في شأنه «مع الدول الغربية الثلاث الدائمة العضوية، الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، ثم انضمت روسيا والصين إلى المشاورات».
ولفت ديبلوماسي إلى أن «روسيا منخرطة في المشاورات، وهو موقف متقدم مقارنة بالفيتو الذي استخدمته الأسبوع الماضي ضد مشروع القرار المتعلق بإحالة الجرائم في سورية على المحكمة الجنائية الدولية». لكن مصادر المجلس أشارت إلى أن «توقيت طرح مشروع القرار رسمياً في مجلس الأمن مطلع الشهر المقبل سيكون مواتياً لروسيا، إذ أنها ستتسلم رئاسة مجلس الأمن لشهر حزيران ما يعطيها قدرة أكبر على المناورة وضبط إيقاع المشاورات في مجلس الأمن». واعتبرت أن «صدور مشروع القرار تحت الرئاسة الروسية لمجلس الأمن لا يزال مستبعداً حتى الآن» ما يعني إرجاء طرح مشروع القرار على التصويت بعد انقضاء حزيران.
وقدم مساعد الأمين العام للشؤون الإنسانية كيونغ وا كانغ أمس إحاطة إلى المجلس حول تقرير بان، وأكد أن «قرار مجلس الأمن ٢١٣٩ الذي صدر قبل ٣ أشهر لم يؤد للأسف العميق إلى الهدف الذي صدر لأجله».
ودعا ممثل «الائتلاف الوطني السوري» المعارض في الولايات المتحدة نجيب الغضبان، مجلس الأمن إلى «التحرك الفوري، لأن ملايين السوريين يواجهون المجاعة والأمراض بسبب مواصلة نظام الأسد منع وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق التابعة لسيطرة المعارضة».
واستباقاً لجلسة مجلس الأمن، وجه السفير السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري رسالة إلى الأمانة العامة ورئاسة مجلس الأمن، مؤكداً رفض توصيات بان بإيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود.
ميدانياً، ارتفع إلى 58 بينهم 15 طفلاً و7 سيدات عدد القتلى بقصف بـ «براميل متفجرة» وغارات على مناطق في حلب خلال يومين، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وفي إدلب بين حلب واللاذقية غرب البلاد، أفاد ناشطون بحصول نزوح من مدينة إدلب بعد إعلان مقاتلي المعارضة نيتهم اقتحام المدينة في ضوء نجاحهم بالسيطرة على مدينة خان شيخون في ريف إدلب، وأن مسؤولاً عسكرياً في النظام هدد بقصف الريف و «تدميره» في حال جرى اقتحام إدلب. وأحكم مقاتلو المعارضة أمس الحصار على معسكري وادي الضيف والحامدية قرب خان شيخون ومعرة النعمان.
وأفادت شبكة «سمارت» المعارضة بأن تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) أعدم 15 مدنياً بينهم 7 نساء وثلاثة أطفال «خلال اقتحامه قرية تليلية غرب مدينة رأس العين (سريه كانيه) في ريف الحسكة» في شمال شرقي سورية.
على الصعيد السياسي، اعتبر»الائتلاف» المعارض «انتخابات الأسد امتداداً لإرهابه»، وقال الأمين العام بدر جاموس في بيان، إن «محاولات إجبار بعض السوريين على المشاركة في المسرحية الانتخابية، من خلال منع حصولهم على أيّ ورقة رسمية يحتاجونها من سفارة الأسد في لبنان، ابتزاز سياسي».
ودعا رئيس هيئة الأركان العليا في «الجيش السوري الحر» العميد عبد الإله البشير في شريط مصور، السوريين إلى الامتناع عن المشاركة في الانتخابات الرئاسية الأسبوع المقبل، والتي وصفها بـ «المسرحية الرخيصة» التي تجري تحت وطأة «إجرام» النظام.
“الجيش السوري الحر” يدعو السوريين إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية
المصدر: (و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)
واصل الجيش السوري النظامي امس غاراته الجوية على أحياء خاضعة لسيطرة المعارضة في مدينة حلب، وارتفع عدد القتلى في المدينة نتيجة هذه الغارات الى اكثر من 70 منذ مطلع الاسبوع، فيما دعا “الجيش السوري الحر” السوريين الى الامتناع عن المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقررة في 3 حزيران والتي وصفها بـ”المسرحية الرخيصة” التي تجري تحت وطأة “اجرام” النظام.
وقال رئيس هيئة الاركان العليا في “الجيش السوري الحر” العميد عبد الاله البشير في شريط مصور خاطب به السوريين ووزعه المكتب الاعلامي لـ”القوى الثورية السورية”: “يتحدث النظام عن انتخابات ديموقراطية يخطط لها بدماء شهدائنا ودموع نسائنا. ايها السوريون جميعا، ان مسرحية الانتخابات التي ينوي نظام الاسد اجراءها في الثالث من شهر حزيران هي استمرار مبتغى، وحتى من دون اي جهد يذكر لجعلها تبدو مختلفة عن الاستفتاءات السابقة”. واضاف: “أيها السوريون، إن الشعور بالمسؤولية التاريخية والاحساس بالمواطنة الحقة وتحسس المخاطر التي تتهدد مستقبل سوريا والسوريين تقتضي افشال هذه المسرحية الرخيصة وذلك عبر الامتناع عن المشاركة في اي فصل من فصولها”.
ولاحظ ان انتخابات النظام تأتي وقت “لا يزال سيناريو الاجرام بالصواريخ العنقودية والفراغية الموجهة والبراميل المتفجرة يتكرر في كل بقاع سوريا … وفي الوقت الذي لا يزال اطفال كفرزيتا يختنقون بغاز الكلور، وشعبنا يهجر من حمص”. واعتبر ان “ليس في الانتخابات التي سيجريها نظام الاسد ما يمت بصلة” الى معايير الانتخابات الديموقراطية المعروفة عالميا، مشيرا الى ان “كل المؤسسات الحكومية مسخرة لخدمة تمرير هذه المهزلة”. ولفت الى ان النظام يقوم بـ”تهديد الناس بما بقي لهم من أرزاقهم ان لم يشاركوا” وبـ”ممارسة الضغط المعتاد على الموظفين الحكوميين لاظهارهم وكانهم يشاركون طوعا” في الانتخابات.
وخلص الى ان النظام باقدامه على “مهزلة الانتخابات يؤكد انه لا يبحث عن اي حل سياسي انما يريد ان يكرس ويفرض امرا واقعا”. وقال ان النظام “يحاول تسويق… تمثيلية لتبدو مقاليد الامور وكانها عادت الى يده”، واصفا هذا الامر بأنه “كذبة كبرى” و”دعاية موقتة سوف تتلاشى بفعل متابعة ثورتنا”. وجدد الوعد باسقاط نظام الرئيس بشار الاسد.
وستقتصر الانتخابات المقررة الثلثاء المقبل على الاراضي التي يسيطر عليها النظام. وترشح في مواجهة الاسد كل من عضو مجلس الشعب ماهر الحجار والنائب السابق حسان النوري، ولا ينظر اليهما على انهما مرشحان جديان. ويحظر قانون الانتخابات على المعارضين المقيمين في الخارج الترشح، اذ يفترض في المرشح ان يكون أقام خلال السنين العشر الاخيرة في سوريا.
الوضع الميداني
على صعيد آخر، قال “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له في رسائل الكترونية متتالية ان الطيران الحربي شن غارات على أحياء عدة في شرق حلب، بينما القى الطيران المروحي في طلعات عدة براميل متفجرة على بعض هذه الاحياء، مما تسبب بمقتل رجلين في سوق قرلق في حي الشعار. وكان 58 شخصا على الاقل قتلوا الثلثاء والاربعاء في قصف مماثل بينهم 15 طفلا وسبع نساء، في حين قتل سبعة مدنيين الاثنين.
وأفاد المرصد ان 15 شخصا هم سبعة أطفال وفتى وثلاث نساء وأربعة رجال “أعدموا رميا بالرصاص في قرية التليلية بالريف الغربي لمدينة رأس العين (سري كانيه) في محافظة الحسكة”، موضحا ان أفرادا من “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش) نفذوا الاعدام “بعد اقتحام القرية”. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان سبب القتل “غير واضح”، وهو “جريمة حرب”.
في غضون ذلك، أعلنت منظمة الصحة العالمية الاربعاء ان بلدة دوما المحاصرة شرق دمشق تلقت للمرة الاولى خلال سنة ونصف السنة مساعدة طبية ومواد اساسية. ووصلت شاحنتان محملتان بالادوية والمواد الغذائية والمواد الاساسية السبت الى دوما التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة السورية وتقع على مسافة 10 كيلومترات من دمشق في محافظة الغوطة.
الاسلحة الكيميائية
وفي نيويورك ، رأى الامين العام للامم المتحدة بان كي- مون في رسالة وجهها الى مجلس الامن، ان عملية تدمير الاسلحة الكيميائية السورية لن تنجز في المهلة المحددة في 30 حزيران.
وأرفقت الرسالة بالتقرير الاخير لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية الذي قدر نسبة الاسلحة الكيميائية التي خرجت حتى الان من سوريا بـ92%. وجاء في التقرير ان آخر الاسلحة الكيميائية السورية “وضبت وباتت جاهزة” لنقلها ما ان تسمح الظروف الامنية في البلد بذلك. “لكنه بات من الواضح ان بعض النشاطات المرتبطة بتفكيك برنامج الاسلحة الكيميائية السورية ستتواصل الى ما بعد 30 حزيران 2014”.
تمديد العقوبات الاوروبية
وفي بروكسيل، أعلن الاتحاد الاوروبي انه سيمدد حتى 1 حزيران 2015 العقوبات التي يفرضها على سوريا والتي تشمل خصوصا حظرا نفطيا وتجميد أصول مقربين من نظام الاسد.
ونشر القرار امس في الجريدة الرسمية للاتحاد الاوروبي. وهذه الاجراءات تشمل حاليا 179 شخصا و53 شركة او كيانا جمدت أصولها ومنعت من الحصول على تأشيرات دخول، ومنها المصرف المركزي السوري. وسحب الاتحاد الاوروبي شخصين وشركة “بنك سوريا الدولي الاسلامي” من لائحته السابقة. وحظر ايضا على رعاياه شراء أسلحة من سوريا ونقلها نحو دولة اخرى او تولي عمليات النقل هذه. والهدف هو حرمان النظام مصادر تمويل محتملة.
أميركا تنسّق مع دول إقليمية لتدريب مسلحي المعارضة
فتاوى “التكفير” تسبق انتخابات الرئاسة السورية
مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية السورية في الثالث من حزيران المقبل، أعلن المسلحون المعارضون، وبشكل شبه منظم، رفضهم إجراءها، مهددين من يشارك فيها بالقتل، في وقت بدأت تتكشف أكثر خطة الرئيس الأميركي باراك أوباما لدعم المسلحين “المعتدلين”، مع إعلان مسؤولين أميركيين أن هذا الأمر يتضمن إرسال جنود أميركيين إلى الأردن لتدريب المقاتلين على السلاح وتكتيكات الحرب، وأنها ستتم بالتنسيق مع تركيا والأردن والسعودية والكويت والإمارات.
وأصدرت “الهيئة الشرعية” في حلب، التي تضم عدة فصائل متشددة أبرزها “جبهة النصرة” و”الجبهة الإسلامية”، فتوى بتحريم المشاركة في الانتخابات، معتبرة أن من يشارك فيها “كافر”، مقدمة “الإذن الشرعي” بقتله. كما قررت “الهيئة الإسلامية في إدلب” إغلاق جميع الطرق المؤدية من الريف إلى المدينة.
وفي موازاة ذلك، دعا رئيس “هيئة أركان الجيش الحر” عبد الإله البشير، في شريط مصور، السوريين إلى الامتناع عن المشاركة في الانتخابات، التي وصفها “بالمسرحية الرخيصة التي تجري تحت وطأة إجرام” النظام.
في هذا الوقت، رجحت مصادر سورية واسعة الاطلاع لـ”السفير” أن تفشل المحاولة الحكومية في وضع صناديق اقتراع في مناطق الإدارة الذاتية التابعة للأكراد في الجزيرة السورية، وذلك بعد أيام على إبداء الجناح السياسي في “الاتحاد الديموقراطي الكردي” عدم معارضته وضع صناديق في تلك المناطق.
ميدانيا، استمر تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش) بالتقدم باتجاه مدينة الشحيل، التي تعتبر المعقل الأهم لـ “جبهة النصرة” في المنطقة الشرقية، حيث سيطر على بلدة الضمان الواقعة على الخط الشرقي باتجاه مدينة الصور، وذلك بعد ساعات فقط من سيطرته على تل العتال المشرف على مدينة الشحيل في ريف دير الزور.
وعلى جبهة أخرى، أغلقت مجموعات مسلحة تسيطر على حي بستان القصر المعبر الوحيد الذي يصل بين شطري حلب الشرقي، الخاضع لسيطرة المسلحين، والشطر الغربي الذي تسيطر عليه الحكومة.
وبرزت أمس زيارة قام بها وزير الدفاع السوري العماد فهد جاسم الفريج إلى مدينة القامشلي في محافظة الحسكة، حيث “اطلع على جاهزية أفراد احد التشكيلات العسكرية، منوها بالروح المعنوية العالية التي لمسها لدى المقاتلين وتصميمهم على تحقيق النصر النهائي على أعداء الوطن”.
وبعد يوم من تعهده بزيادة الدعم إلى المسلحين “المعتدلين”، قال أوباما، في مقابلة مع إذاعة “ان بي ار” الأميركية: “اعتقد انه في نواحٍ كثيرة فإن الأوضاع أكثر سوءا، لكن قدرة بعض المعارضة أفضل مما كانت من قبل وهو شيء يمكن تفهمه”.
واعتبر أن “الأمر سيستغرق وقتا حتى تصبح المعارضة السورية المعتدلة أكثر تنظيما وتلفظ المقاتلين المتطرفين”. وأضاف “عندما يتحدث المرء عن المعارضة المعتدلة فإن كثيرين من هؤلاء الناس هم مزارعون أو أطباء أسنان، أو ربما بعض المراسلين الإذاعيين ممن ليس لهم خبرة كبيرة في القتال”.
وأعلن مسؤولون أميركيون أن مسعى أوباما لتعزيز الدعم للمسلحين لا يزال في مراحله الأولية، وسيحتاج إلى موافقة من الكونغرس على أي دور عسكري أميركي.
وقال مسؤول رفيع المستوى “ما نقوله اليوم، ليس فقط أننا نريد أن نواصل زيادة المساعدات التي نقدمها للمعارضة السورية بل إننا نريد أيضا أن نجري هذا النقاش مع الكونغرس حول إمكانية أن يكون هناك دور للجيش الأميركي في ذلك المسعى”.
وأشار المسؤول إلى أن رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ كارل ليفين اقترح تشريعا لتخويل الجيش تقديم تدريبات ومعدات لأعضاء المعارضة السورية الذين توافق عليهم الولايات المتحدة. وقال مساعدون لليفين إن المشروع يسمح لوزير الدفاع تشاك هايغل تقديم معدات وتدريبات لأعضاء مختارين في المعارضة.
وقال مسؤولون انه سيتم إرسال جنود أميركيين إلى الأردن لتدريب عناصر مختارة من “الجيش الحر” على الأسلحة وتكتيكات الحرب، مشيرين إلى أن هذا الأمر سيتم بالتنسيق مع تركيا والأردن والسعودية والكويت ودولة الإمارات، موضحين انه تم بحث هذا الموضوع بين أوباما والملك السعودي عبد الله بالإضافة إلى مسؤولين من البلدين.
وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين بيساكي أن الوزير جون كيري عبر في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف “عن القلق من التأخير في إزالة ما تبقى من الأسلحة الكيميائية في سوريا والتي تبلغ ثمانية في المئة”.
(“السفير”، “سانا”، ا ف ب، ا ب، رويترز)
«داعش» يتقدّم باتجاه الشحيل
عمر الشيشاني لم يُقتل
استمر تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) بالتقدم باتجاه مدينة الشحيل، التي تعتبر المعقل الأهم لـ«جبهة النصرة» في المنطقة الشرقية، حيث سيطر على بلدة الضمان الواقعة على الخط الشرقي باتجاه مدينة الصور، وذلك بعد ساعات فقط من سيطرته على تل العتال المشرف على مدينة الشحيل في ريف دير الزور، فيما نفت مصادر مقربة من التنظيم مقتل القائد العسكري عمر الشيشاني.
في هذا الوقت، أعلنت فصائل مسلحة عن تشكيل «جبهة إنقاذ سوريا» في ريف ادلب، فيما سيطر هدوء حذر على جبهات حلب ودرعا.
ونفت مصادر مقربة من «داعش»، لـ«السفير»، صحة الأنباء التي تحدثت الأسبوع الماضي عن مقتل القائد العسكري عمر الشيشاني، مشيرةً إلى أن الشيشاني بصحة جيدة، وأنه على «رأس عمله، حيث يقوم في هذه المرحلة بالتواصل مع كتائب داخل مدينة دير الزور للاتفاق معها، وتزويدها بالأسلحة والذخائر بعد التأكد من اعتزالها قتال «الدولة الإسلامية».
وأشارت المصادر إلى أن بعض الكتائب لم تكتف باعتزال القتال بل بادرت إلى إعلان «بيعتها» لـ«الدولة الإسلامية»، وعلى رأسها «لواء أنصار الأمة الإسلامية». أما الكتائب التي اعتزلت القتال فأهمها «كتائب عبدالله بن الزبير» و«جند العزيز».
لكن المصادر لم تفسر سبب انكفاء الشيشاني عن مشهد المعارك في ريف دير الزور الشرقي، حيث كان يقود العمليات هناك، وبروز اسم أبو محمد الشيشاني خلال الأيام الماضية كقائد فعلي في المنطقة.
وفي هذا السياق، علمت «السفير» أن عدداً من كبار القادة الشيشانيين منخرطون حالياً في قيادة معارك دير الزور، ما يشير إلى أهمية هذه المعركة بالنسبة إلى «داعش». وقد قتل أحد هؤلاء ويدعى أبو أنس الشيشاني. في المقابل، تأكد نبأ مقتل القائد العسكري لـ«جيش مؤتة» عبد الرحمن تركي شاهر التنيكة، الذي يعتبر من أقرب الحلفاء إلى «جبهة النصرة».
وعلى الصعيد الميداني، استمر «داعش» بالتقدم باتجاه مدينة الشحيل التي تعتبر المعقل الأهم لـ«جبهة النصرة» في المنطقة الشرقية، حيث سيطر على بلدة الضمان الواقعة على الخط الشرقي باتجاه مدينة الصور، وذلك بعد ساعات فقط من سيطرته على تل العتال المشرف على الشحيل.
ويبدو أن الإنذار الذي وجهه «داعش» إلى أهالي الشحيل منذ يومين بالتخلي عن «جبهة النصرة»، مع التهديد المبطن باقتحام المدينة، قد ترك تأثيره على الأهالي الذين تخوفوا من نشوب حرب وشيكة بين الطرفين قد يكونون هم أكبر ضحاياها، الأمر الذي دفع عدداً كبيراً منهم إلى النزوح من مدينتهم، والاتجاه إلى مدينة الميادين التي لا تزال بعيدة نسبياً عن أجواء المعارك.
أما في الرقة، فقد تداولت صفحات مقربة من «جبهة النصرة» قائمة بأسماء قيادات «داعش» التي قتلت بسبب التفجير الذي حدث قرب فندق «لازورد» قبل أيام، وأهم هذه الأسماء: أبو حفص المصري وزوجته من «كتيبة الخنساء»، وأبو مالك وأبو دجانة التونسيان، وأبو محجن الجزراوي (بندر الحوطي)، وأبو شيماء الكويتي.
وفي ريف الحسكة، تمكن عناصر «داعش» من إلحاق هزيمة بعناصر «وحدات حماية الشعب الكردية» عبر سيطرتهم على بلدة الثماد في ريف مدينة رأس العين قرب الحدود التركية، إثر معركة عنيفة سقط جراءها عشرات القتلى والجرحى.
وفي ريف ادلب، أعلنت عدة فصائل مسلحة، تعمل في معرة النعمان وجسر الشغور، تشكيل «جبهة إنقاذ سوريا». وذكرت، في بيان، أن «الهدف هو إسقاط النظام وإنقاذ سوريا»، مرحبة «بانضمام الفصائل والتجمعات العسكرية والهيئات السياسية التي ترغب في العمل لنصرة الشعب». ويعد «لواء أحرار الزاوية» أبرز القوى في الجبهة الجديدة. وكان قائده احمد الخطيب قد انشق عن «جبهة ثوار سوريا» بقيادة جمال معروف.
وقال ناشطون «قتل 15 شخصا، وأصيب العشرات، بانفجار سيارة في قرية معارة النعسان شمالي إدلب».
وفي حلب، تشهد معظم الجبهات هدوءاً حذرا، مع تحليق مكثف للطيران الحربي الذي شن عدة غارات على محيط المنطقة الحرة قرب السجن المركزي، مستهدفا خطوط إمداد المسلحين الخلفية. كما استهدف حي بني زيد، فيما ذكر مصدر عسكري أن الجيش، خلال عملياته في المدينة الصناعية في الشيخ نجار، تمكن من ضبط مستودع أسلحة وذخيرة تابع الى «الجبهة الإسلامية».
وفي دمشق، قتل شخصان بسقوط قذائف هاون على ساحة النجمة وشارع الحسن، بعد يوم من مقتل خمسة أشخاص، بينهم الأب الروحي لكرة السلة السورية حسان جيرودي.
وفي درعا، اعتقلت «جبهة النصرة» الناشط الإعلامي ملهم الكايد من بلدة الناحتة، التي كانت شهدت قبل أيام اشتباكات بين «النصرة» و«الجيش الحر»، فيما تشهد باقي الجبهات هدوءا نسبياً.
أوروبا: إعفاء صديق للأسد ومصرف سوري من العقوبات
وسيم ابراهيم
عدّل الاتحاد الأوروبي، أمس، قائمة عقوباته على سوريا، وأزال شركة وشخصيتين أصبحوا خارج إجراءات تجميد الممتلكات وحظر السفر إلى دوله، كما جاء في تفاصيل قرار نشرته الجريدة الرسمية للاتحاد، فيما مدد نظام العقوبات حتى حزيران العام 2015، وهي تشمل بعد التعديل 179 شخصية و53 هيئة اقتصادية.
وكان من اللافت أن الأوروبيين أزالوا اسم رجل الأعمال السوري البريطاني سليمان معروف من قائمة الشخصيات المعاقبة. الرجل ذاع صيته خلال الأزمة السورية، خصوصا بعدما قرر الأوروبيون حظر ممتلكاته ومنعه من السفر منتصف تشرين الأول العام 2012.
وجاء حينها في قائمة العقوبات أن معروف «قريب من عائلة (الرئيس بشار) الأسد، ويملك أسهما في قناة الدنيا، ومقرب من (مستشار الرئيس) محمد ناصيف خيربك الذي شملته العقوبات مسبقا».
وتناولت العديد من الصحف البريطانية مرارا اسم الرجل، وتحدثت عن قيامه بأعمال تجارية لمصلحة عائلة الرئيس السوري. وجاء آخر ذكر له في آذار الماضي، حينما أوردت صحيفة «ديلي ستار» اسمه في تقرير لها من دبي، تحدثت فيه عن شخصيات سورية انتقلت أعمالها إلى دولة الإمارات تجنبا لنظام العقوبات.
قائمة العقوبات تستهدف عموما شخصيات يعتبرها الأوروبيون مسؤولة عن «القمع» في سوريا، أو مرتبطة بالنظام السوري. الإطار العام للإعفاء من العقوبات كان يلخصه الأوروبيون بأنهم مستعدون لمراجعتها، بالنسبة إلى كل حالة، في حال التخلي عن دعم النظام السوري.
لكن عمليا تمكن إزالة شخصية أو شركة من القائمة وفق آليتين: سياسية أو قانونية. في الحالة الأولى، تقوم دولة أوروبية (بريطانيا في حالة معروف) باقتراح إلغاء العقوبات وفق مبررات تضعها أمام شركائها. الحالة الثانية هي رفع قضية استئناف أمام محكمة العدل الأوروبية.
ولم يعرض الأوروبيون أسباب سحبهم اسم رجل الأعمال، وهو لا يزال على لائحة العقوبات الكندية والأميركية. ولم يتسنَّ لـ«السفير» معرفة خلفيات ذلك من المسؤولين الأوروبيين عن القضية، لأن الخميس عطلة رسمية.
الاسم الآخر الذي أزاله الأوروبيون هو آصف شوكت، نائب وزير الدفاع السوري وصهر الرئيس السوري، الذي قضى في تفجير مبنى الأمن القومي في تموز العام 2012. وكان شوكت من أوائل من عاقبهم الاتحاد الأوروبي. وبقي اسمه، رغم مقتله، على قائمة المعاقبين خلال مراجعاتها السابقة.
وفي سياق متصل، قامت بشرى الأسد، شقيقة الرئيس السوري، برفع دعوى قضائية أمام محكمة العدل الأوروبية في لوكسمبورغ لإزالة اسمها من القائمة، لكن المحكمة رفضت الاستئناف الذي قدمته.
في الوقت ذاته، أعفى الاتحاد الأوروبي «بنك سوريا الدولي – الإسلامي» من العقوبات، والذي كان معروفا أن مستثمرين قطريين يملكون حصصا كبيرة فيه.
الولايات المتحدة كانت سباقة لمعاقبة هذا البنك في أيار 2012، واعتبرت وزارة الخارجية حينها أنه يعمل «واجهة للبنك التجاري السوري»، ويقوم لمصلحته بعمليات غير شرعية للتحايل على نظام العقوبات، الاميركية والأوروبية، المطبق على «التجاري السوري».
وتأسس «البنك الاسلامي» في أيلول العام 2007، بمبادرة من القطاع الخاص القطري، ومشاركة مستثمرين سوريين. أبرز وأشهر مؤسسيه هو الشيخ خالد بن ثاني آل ثاني، الذي كان رئيسا لـ«بنك قطر الدولي ـ الإسلامي».
لذلك، وحالما تمت معاقبة هذا المصرف، حرصت وزارة المالية الأميركية على التبرير بأن العقوبات «لا تستهدف المستثمرين القطريين الذين يملكون استثمارات في البنك السوري الإسلامي الدولي»، مؤكدة «اننا نثني على حكومة قطر لدورها الإقليمي والدولي لناحية مواصلتها الضغوط الاقتصادية على نظام الأسد».
وأورد بيان وزارة المالية حينها أن المصرف قام في العام 2010 «بتسديد دفعات كبيرة عدة إلى البنك التجاري اللبناني – السوري، كما سهل إجراء دفعة من هذا البنك (المعاقب بدوره) إلى هيئة تساعد في نشر أسلحة الدمار الشامل».
قيادات معارضة: انتخابات الائتلاف في موعدها ولن يتم التمديد للجربا
براميل النظام السوري تتواصل على حلب و«داعش» تعدم 15 شخصا بينهم اطفال ونساء
اسطنبول ـ «القدس العربي» – من اسماعيل جمال ووكالات: واصل الجيش النظامي السوري الخميس قصفه الجوي على احياء خاضعة لسيطرة المعارضة في مدينة حلب (شمال)، وارتفع عدد القتلى في المدينة نتيجة هذه الغارات الى اكثر من سبعين منذ بداية الاسبوع، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
في الحسكة (شمال شرق)، افاد المرصد عن اقدام تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» على «اعدام» 15 شخصا بينهم نساء واطفال عبر رميهم بالرصاص، من دون ان تتضح اسباب ذلك بعد.
وقال المرصد في رسائل الكترونية متتالية ان الطيران الحربي نفذ غارات على احياء عدة في شرق حلب، بينما القى الطيران المروحي في طلعات عدة براميل متفجرة على بعض هذه الاحياء، ما تسبب بمقتل رجلين في سوق قرلق في حي الشعار.
ويشن الطيران السوري منذ منتصف كانون الاول/ديسمبر هجمات مكثفة على مناطق سيطرة المعارضة في مدينة حلب وريفها، ما ادى الى مقتل المئات غالبيتهم من المدنيين، ودفع آلاف العائلات الى النزوح.
ووثقت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الناشطة في الدفاع عن حقوق الانسان في نيسان/ابريل اثباتات تتعلق بخمس وثمانين غارة جوية شنها النظام في محافظة حلب منذ 22 شباط/فبراير.
على صعيد آخر، ذكر المرصد ان 15 شخصا هم سبعة أطفال وفتى وثلاث نساء واربعة رجال «أعدموا رميا بالرصاص في قرية التليلية بالريف الغربي لمدينة رأس العين (سري كانيه) في محافظة الحسكة»، مشيرا الى ان عناصر من «الدولة الإسلامية في العراق والشام» نفذوا الاعدام «بعد اقتحام القرية».
وأجمع عدد من قيادات الائتلاف السوري المعارض في لقاءات خاصة مع «القدس العربي» على أن انتخابات رئاسة الائتلاف ستجرى في موعدها نهاية الشهر المقبل، مشددين على أنه لن يتم تغيير القانون الاساسي للتمديد للرئيس الحالي أحمد الجربا الذي استنفد مدته القانونية لجولتين متتاليتين.
الدكتور أحمد جقل عضو الهيئة السياسية في الائتلاف أكد على أن الإنتخابات ستجرى في موعدها المقرر نهاية الشهر المقبل أو بداية شهر تموز/يوليو على أبعد تقدير، مشدداً على أنه لا يوجد أي سبب يدعو للتأجيل.
وتحدثت أنباء عن إمكانية اللجوء الى تغيير القانون الاساسي للائتلاف من أجل افساح المجال امام الرئيس الحالي أحمد الجربا للترشح لجولة ثالثة، حيث أن القانون الداخلي ينص على أنه يحق للرئيس التمديد لجولة ثانية فقط لمدة ستة أشهر، إلا أن جقل استبعد ذلك معتبرا الأمر مجرد شائعات تستفيد منها «بعض الأطراف».
وقال جقل في حديث مع «القدس العربي» في اسطنبول «سألنا الجربا على الملأ في أحد الاجتماعات وأكد لنا بوضوح أنه لا يفكر بالتمديد وهو شخصياً يرفض ذلك»، معتبراً أنه من المبكر الحديث عن المرشحين المتوقعين لخلافة الجربا.
وتوقع جقل أن تؤثر التجاذبات والقوى الاقليمية في نتيجة الانتخابات «بدرجة أقل بكثير من الانتخابات السابقة»، وقال «أعضاء الائتلاف هم من يختارون عبر تكتلات كبيرة دون تأثير كبير من أحد».
من جانبه، توقع محمد ملا رشيد عضو الائتلاف عن الهيئات المحلية أن تجرى الانتخابات في موعدها فور انتهاء المدة القانونية للرئيس الحالي في الأول من تموز/يوليو المقبل، قائلاً: «لا يوجد أي طرح للتأجيل والانتخابات ستجرى في موعدها».
وشدد رشيد على أن أي طرح للتمديد للجربا يعتبر تكريسا «لثقافة عانينا منها لسنوات طويلة وقمنا بالثورة من أجل إلغاء ثقافة الشخص الواحد الذي يقوم بكل شيء ولن نسمح باستنساخ تجربة الاسد، لذلك هو طرح مرفوض تماماً من قبلنا فنحن نسعى الى تداول السلطة وليس تكريس الشخص الواحد»، مشيراً الى أن الجربا نفى نيته الترشح مجدداً.
وقال رشيد «وضع الائتلاف الحالي والظروف على الارض في الداخل وتصاعد هجمة النظام على الشعب السوري وضعف المساعدات كل ذلك يستدعي اختيار شخص قادر على تحقيق شيء جديد».
ولفت رشيد الى أن الائتلاف سيسعى الى تعديل بعض البنود في قانونه الاساسي والمتعلقة بصلاحيات بعض المناصب والهيئة السياسية بالإضافة الى الازدواجية في بعض المناصب السيادية.
واعتبر رشيد أن الحديث عن وجود تأثير كبير للقوى الاقليمية في اختيار رئيس الائتلاف «أمر غير واقعي لأن التصويت يتم داخل الائتلاف، يوجد اعضاء مقربون من قوى وأطراف دولية ولكن لا توجد وصاية ولا فرض لأي ارادة خارجية».
وأشار رشيد الى أن اسم هادي البحرة وميشيل كيلو من الاسماء المتداولة للترشح لمنصب رئاسة الائتلاف، مستبعداً قيام كتلة الاركان والمجالس المحلية بإعادة ترشيح رياض حجاب، قائلاً «رشحناه سابقاً ولم يتمكن من الفوز لذلك هذا الأمر غير مطروح».
في السياق ذاته أكد فايز سارة رئيس الكتلة الديمقراطية وعضو الهيئة السياسية في الائتلاف السوري أن الانتخابات ستجرى في موعدها المحدد، وأن الانباء التي تتحدث عن التمديد للجربا «هي مجرد تكهنات وجزء من الدعاية الانتخابية لبعض الأطراف، فالأمر لم يطرح للنقاش اطلاقاً»، مشيرا الى أن تغيير القانون الاساسي يحتاج لدرجة عالية من التوافق وإجتماع من ثلثي اعضاء الائتلاف وهو أمر صعب جداً في هذه المرحلة».
وشدد سارة على أن من واجب اعضاء الائتلاف خلق سياسة مستقلة وقرار مستقل، وقال «هيئة سياسية مستقلة القرار هي التي ستساعد في الخلاص من الظروف الكارثية التي تعيشها سوريا اليوم»، معتبراً أن حظوظ رياض حجاب «سيئة لأنه لم يكن عضواً فاعلاً بالائتلاف وكان من ضمن المنسحبين في السابق».
الكاتب الصحافي السوري عبد الرحمن مطر توقع أن «اختيار الرئيس الجديد للائتلاف سيشهد معركة حامية الوطيس بين الاتجاهات والقوى الرئيسية فيه وخاصة بين القوى الاقليمية الداعمة لهذه التيارات».
ولفت مطر الى أن الانتخابات السابقة شهدت انقسامات كبيرة واحتجاجات على اعادة انتخاب الجربا، مشيراً الى أن انسحاب 44 عضواً من الائتلاف آنذاك كان بسبب اتهام الجربا بشراء الاصوات وليس كما قيل بأن الانسحاب جاء بسبب قرار الائتلاف الذهاب الى مؤتمر جنيف 2، بحسب مطر.
وحول تأثير القوى الاقليمية في الانتخابات المقبلة، قال مطر: «كل الاطراف استخدمت المال السياسي في محاولة منها للاستحواذ على مقعد رئاسة الائتلاف»، معبراً عن اعتقاده أنه لن يتم التمديد للجربا لفترة جديدة في رئاسة الائتلاف.
وقال مطر: «ربما تم نقاش تعديل القانون للتمديد للجربا ولكن الخلافات الحادة داخل التيارات المكونة للائتلاف ووجود معارضة قوية للجربا وضعف اداء الائتلاف خلال الفترة الاخيرة يمنع التمديد».
وتوقع مطر أن يرشح التيار الديمقراطي هادي البحرة لمنصب رئاسة الائتلاف مقابل رياض حجاب عن تيار الاركان والمجالس المحلية، لافتاً الى أن إعادة تشكيل الكتلة الديمقراطية داخل الائتلاف قبل فترة قصيرة تأتي في اطار التحضير لانتخابات رئاسة الائتلاف.
أشباح السوريين القتلى لاحقت الرئيس الامريكي… وأوباما وعد بمساعدة المقاتلين ولكن بدون صواريخ مضادة للطائرات
لندن ـ «القدس العربي»: لم يف خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الأكاديمية العسكرية «ويست بوينت» الذي ألقاه يوم الأربعاء بالتوقعات والهالة التي احيط بها، حيث ظلت التسريبات من البيت الأبيض تشير إلى أن الرئيس سيقدم معالم للسياسة الخارجية تحدد سياسة إدارته الخارجية في ما تبقى له من سنوات في ولايته الثانية.
وكما وصفته صحيفة « نيويورك تايمز فقد «خلا من الإلهام وتنقصه الإستراتيجيات الحاسمة ولن يؤدي لإسكات ناقديه في صف اليمين واليسار».
ومع ذلك قدم الرئيس أوباما نقاشا جيدا حول استخدام القوة والتدخل العسكري كطريقة وحيدة لإظهار أمريكا قوية.
وفي هذه النقطة كان أوباما ثابتا ومنطقيا، فقد دعم العمل العسكري حتى لو كان من طرف واحد عندما يتعرض أمن البلاد ومصالحه للتهديد وكذا أمن الدول الحليفة.
ولكنه شدد مصيبا على ان كل مشكلة لا يمكن حلها عسكريا وحذر من ان «أكبر اخطائنا جاء ليس من انضباطنا ولكن التسرع وإظهار الإستعداد لاتخاذ عمل عسكري».
وترى الصحيفة أن الرئيس كان مصيبا بالتخلي عن توجيه ضربة للنظام السوري مقابل تخلي الأخير عن ترسانته العسكرية.
وحاول أوباما في خطابه الرد على نقاده الذين اتهموه بالتخلي عن التسيد العسكري الأمريكي في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، والمسألة لا تتعلق حسب نظره بكون أمريكا تقود ولكن الكيفية التي ستقود فيها، مؤكدا أن «العزلة عن العالم ليست خيارا».
ومن هنا ترى أن الرئيس أوباما كان محقا عندما اقترح ان واشنطن لن تتنازل في الملف النووي الإيراني.
من دون تفاصيل
ورغم كل هذا فقد خلا خطاب أوباما من التفاصيل حول الكيفية التي ستقود فيها الولايات المتحدة العالم في العامين القادمين، وقلة تعتقد أن الرئيس يعي تراجع النفوذ الأمريكي في عالم متغير، فالكلام مثل أن أمريكا «أمة لا يمكن التخلي عنها» لا يقدم الكثير حسب الصحيفة. ومن هنا ألمحت الصحيفة إلى خطة أوباما لتخصيص 5 مليارات دولار لتدريب ودعم الجيوش في دول مثل ليبيا واليمن ومالي والصومال كي تكون قادرة على مواجهة الإرهابيين.
وهي فكرة القيادة بالتعاون التي اقترحها أوباما حيث يهدف من خلال هذا البرنامج تجنب استخدام القوات الامريكية في الصراعات المحلية في بلدان كهذه.
وذكرت الصحيفة أوباما ان تاريخ الولايات المتحدة في عمليات كهذه لم يكن كله نجاحا. ولاحظت الصحيفة تجنب أوباما الحديث عن العوامل المهمة للنجاح بما في ذلك الحكم الرشيد والتعليم، «وكان مثيرا للضيق تستره على عودة العسكر في مصر».
ومن ناحية أخرى قالت إن حديث أوباما عن الحاجة للشفافية في مجال استخدام الطائرات من دون طيار وعمليات جمع المعلومات «سخيف» لأن إدارته لم تقدم إلا القليل عن هذه القضايا.
ولم يفصح في السياق نفسه عن الطريقة التي ستقوم فيها الولايات المتحدة بمواجهة كل من روسيا والصين «كانت هذه لحظة أوباما الكبيرة، ولكن لأنه لن يخوض انتخابات قادمة فما يهم هو سجله في العامين والنصف القادمين».
بين زمنين
ومن هنا قارنت صحيفة «الغارديان» البريطانية بين عهدين عندما استخدم جورج بوش الابن المناسبة قبل 12 عاما لشن الحرب على العراق. وفي عام 2009 استخدم أوباما الخطاب في ويست بوينت للإعلان عن زيادة القوات الأمريكية في أفغانستان.
ولكن الظروف تغيرت منذ ذلك العام، فالنفوذ الأمريكي في تراجع، فقد خرجت من العراق وتخطط للإنسحاب من أفغانستان وقادت الحرب على ليبيا من الخلف وقررت التخلي عن التدخل العسكري المباشر في سوريا أو تقديم أي دعم عسكري مباشر لأوكرانيا.
وتعتقد أن مواقف الرئيس متناغمة مع الرأي العام الأمريكي الذي يدعو للعزلة في مستويات لم تشهدها امريكا منذ 50 عاما.
وتعلق الصحيفة أن الرأي العام لا يمكن أن يكون محددا للبوصلة في قضايا السياسة الخارجية، فإخراج أمريكا من الحروب والأزمات لم يجعل أوباما شعبيا، ويتعرض لانتقادات لفشله في تقديم القيادة الدولية المطلوبة.
ومن هنا جاء خطابه للتعبير عن وعيه بهذا الوضع وأن الجلوس في البيت ليس خيارا، كما أن الدول الفاشلة قد تشكل تهديدا خطيرا على مصالح الولايات المتحدة.
وعليه اختار أوباما الخيار الوسط بين التدخل والعزلة والذي يقوم على عدم تدخل الولايات المتحدة لوحدها مع أنه أكد على خيار التدخل كضرورة حالة تعرض مصالح الأمة والحلفاء للتهديد المباشر. ورغم كل هذا فلا يمكن الحديث حسب الصحيفة عن «عقيدة أوباما» في السياسة الخارجية.
الفشل في سوريا
ومع أنها دافعت عن سجله في المحادثات مع إيران إلا أنها أشارت إلى فشله في سوريا حيث قالت « الفشل الاكبر حتى الآن في سياسة أوباما الخارجية هو سوريا، فلمسته الخفيفة لم تؤد لوقف نزيف الدم، وقد قتل ما يزيد عن 160.000 شخص معظمهم مات على يد النظام، فيما انتصر الجهاديون الراديكاليون وسيطروا على مناطق على حساب القوى المعتدلة ولكن الأقل تسليحا».
ومن هنا تناقش الصحيفة أن التدخل الإنساني في صراعات كهذه يقتضي قرارا صعبا من الرئيس بشكله تجعله مسؤولا عن كل شيء يحدث كما تظهر التجربة في ليبيا، ولكن الذين يقفون في صف المتفرجين لا يفرون من المحاسبة، فلا يزال المسؤولون والدبلوماسيون البريطانيون والفرنسيون مسكونين بهاجس ما حدث في البوسنة ورواندا في العقد الأخير من القرن الماضي.
واعترف الرئيس الأمريكي ان تدخلا أمريكيا في رواندا كان كفيلا بإنقاذ حياة 300.000 شخص. وفي خطاب ويست بوينت أظهر أوباما ان الموتى السوريين بدأت اشباحهم تلاحقه، والمشكلة هي الكيفية التي يمكن من خلالها إبعاد هذه الأشباح.
وتقول الصحيفة «سيكون هناك دعم جديد للمعارضة المعتدلة ولكنها لن تشمل الصواريخ المضادة للطائرات. فالفرصة التي لاحت للحد من حس الحصانة الذي يشعر به بشار الأسد ضاعت في آب (أغسطس) الماضي عندما تم تجاوز خط أوباما الأحمر بدون رد».
وتعتقد الصحيفة أن المنظور الأفضل هو «صفقة كبيرة» مع إيران حول برنامجها النووي وهي صفقة تبدو الآن بعيدة، مشيرة الى أن الصفقة النووية لم تتحقق بعد لأنه يجب فحص رغبة إيران بالتحاور مع الغرب، «فقد تمت تجربة كل شي وفشلت، او تتم تجربته في الوقت المناسب».
لم يفهم دروس رئاسته
وفي هذا السياق أثنى ديفيد إغناطيوس الكاتب الشهير في «واشنطن بوست» على خطة الشراكة التي اقترحها الرئيس باراك اوباما في خطابه في ويست بوينت، لمكافحة القاعدة، وقال ان الرئيس بدأ يفهم معنى الازمة السورية وان تدريبه وحدات كاملة للمعارضة يستحق الثناء.
وأشار الكاتب الى أن سوريا والعراق هما المكانان اللذان سيتم فيهما فحص جدوى هذه الخطوة خصوصا أن الدولة الإسلامية في العراق والشام والجماعات المرتبطة بالقاعدة بنت فيهما وجودا قويا.
و في الوقت نفسه تحدث أوباما عن نيته تقديم الدعم الأمني في مجال مكافحة الإرهاب لشركائه في تركيا والأردن، وللحكومة المدعومة من إيران في العراق.
ويرى إغناطيوس أن من أهم الأفكار الإبداعية التي أعلنها أوباما هي تفكيره في تدريب وحدات كاملة للمعارضة السورية والتي يمكن ان تعمل وتتعاون على تحقيق الإستقرار في المناطق المحررة في شمال وجنوب سوريا.
ويقول إن حديث أوباما وتفصيله عن تقديم الدعم للمعارضة المعتدلة في سوريا، جاءا في وقت لم يعلن البيت الأبيض فيه عن كيفية الدعم وإن كان سيأخذ شكل المساعدات السرية ام العلنية أي تحت عنوان برنامج التدريب العسكري بإدارة القوات الأمريكية الخاصة أم سيبقى البرنامج سريا بإشراف المخابرات الأمريكية- سي آي إيه.
وينقل الكاتب حديث البعض عن تقبل أوباما المدخل العسكري والذي يشمل تدريب وحدات عسكرية كاملة، ولكنه لا يريد التسبب في فزع شركائه العرب المهمين خصوصا الأردن الذي عبر عن قلقه من برنامج علني كهذا.
وفي تعليقه على خطاب أوباما قدم الكاتب تقييما قاسيا على ما جاء فيه قائلا أن أوباما قدم مجموعة من النقاط المهمة دفاعا عن سياسته الخارجية «لكن للأسف، أظهر الخطاب أن الرئيس لم يهضم عددا من الدروس المهمة التي واجهها أثناء رئاسته».
فقد أكد أوباما بحكمة على أنه يريد رؤية العالم كما هو بأخطاره وبغياب اليقينيات فيه، وكرر وسط تصفيق الحضور الكلام عن «الإستثنائية الأمريكية» وأن «امريكا لا غنى عنها» ولكنه في الوقت نفسه تجاهل ولم يتحدث عن الدور الأمريكي في الكثير من المشاكل خصوصا العراق وسوريا، فالرئيس غيرغافل عن سيطرة القاعدة على مدينة الفلوجة هذا العام لأن الولايات المتحدة خرجت من العراق عام 2010.
ويعرف الرئيس بالتأكيد أن الإرهاب في سوريا بات له وجه قاتل لأنه في عام 2012 رفض اقتراحا من كبار المسؤولين في إدارته لتدريب قوى المعارضة السورية لمواجهة المتطرفين. مضيفا أن الرئيس يعرف بالتأكيد إمكانية تحول أفغانستان إلى ملجأ آمن للقاعدة حالة إكمال الإنسحاب الأمريكي من هناك. ومع ذلك يرغب أوباما بتحديد الإلتزام الأمريكي للأمن والإستقرار.وفي الوقت الذي يثني فيه الكاتب على أوباما ومحاولته رسم استراتيجية أمريكية للعقد القادم تتجنب أخطاء العقد الماضي إلا أنه تمنى لو لم يحدد الرئيس لأعداء أمريكا في افغانستان وقت خروج القوات الأمريكية.
وتحدث الكاتب هنا عن خطة اوباما للتعاون مع الدول الأخرى والتشارك في مواجهة الأخطار التي تواجه العالم إلا في الحالات الإستثنائية التي تتهدد فيها مصالح الولايات المتحدة مباشرة.
الأرامل
ووعد أوباما السوريين أكثر من مرة، والحرب مستمرة والقتلى والمآسي اليومية عدة. أطفال يقتلون ونساء يفقدن ازواجهن من هنا تعهدت الأرامل السوريات بعدم الزواج خشية ان يفقدن أزواجهن في الحرب مرة أخرى.
هذا ما جاء في تقرير لصحيفة «لوس أنجليس تايمز». وتقدر منظمات حقوق الإنسان أعداد النساء السوريات اللاتي فقدن أزواجهن بعشرات الألاف.
ويحكي التقرير قصة أحلام (23 عاما) التي رفضت الإرتباط بشاب سوري لأنه مقاتل ولكن تقربه منها وحديثها معه حببه إليها وتزوجا في الصيف الماضي حيث قسم وقته بين البيت والجبهة، وفي يوم من أيام آذار/مارس الماضي ظل فكرها مشغولا به ولم تكن قادرة على عمل شيء في البيت واتصلت به للتأكد من أنه بخير «قلت له اعتن بنفسك» ورد «سامحيني إن حدث شيء» بعد حديثها معه قتل في مواجهة مع النظام.
وتقول أحلام التي كانت تتحدث «كنت خائفة من موته وانظر ماذا حدث»، و»كنت أقول له لا تذهب هناك عمل كثير في القرية بحاجة لإنجازه، وكان يقول لا أستطيع يجب أن أذهب هناك مهام كثيرة على خطوط النار».
وقد أقسمت أن لا تتزوج حتى يتوقف القتال وهي مثل الكثير من الشابات اللاتي انضممن لصف الأرامل الكثير منهن قتل أزواجهن وهن حوامل ويرفضن حتى فكرة الزواج من جديد «حصلت على نصيبي» هذا جواب بعضهن.
وتقول أحلام « لا اريد أن يحدث نفس الشيء» حيث يقاتل أخوان اثنان في المعارك ولا تعتقد أنهما سيعودان.
وتقدر منظمات حقوق الإنسان أعداد الأرامل بعشرات الألاف وهناك أعداد مماثلة لنساء اختفى أزواجهن وينتظرن أخبارا عنهم.
وفي وقت دمرت فيه الحرب الأهلية البيوت والمدارس هناك تردد في بناء شيء مثل الزواج خشية ان يدمر مرة أخرى. ويقول التقرير إن رفض الزواج مناقض للعادة والعرف حيث يطبع الزواج والأمومة حياة البنات اللاتي يتزوجن باكرا. وقد يؤدي الوضع إلى أعباء مالية على العائلات التي تجد من الواجب دعم الأرملة التي فقدت زوجها خصوصا إن لم يكن لديها ما يكفيها للحياة.
وفي حالة فقدت المرأة زوجها ولم تنجب منه فهي عرضة للضغوط كي تتزوج مرة ثانية بخلاف من أنجبت أطفالا وكما تقول سيدة «إن لم يكن لديها أطفال، فهذا ليس سيئا حيث يمكن أن تتزوج مرة ثانية» «وإن لم يكن عندها أطفال فلا شيء لديها لتتسلى به، وماذا ستفعل؟».
ويقول التقرير إن رفض المرأة الزواج يعني إشارة على استقلاليتها حيث غيرت ظروف الحرب الكثير من القيم والأعراف الإجتماعية وفسخت من عرى النسيج الإجتماعي، فبدلا من الزواج مرة أخرى تقوم النساء بتقرير مصيرهن.
وتقول أحلام إن المجتمع السوري يتغير بشكل غير مسبوق بسبب العدد الكبير من الأرامل. ومن أجل حل المشكلة دعا عدد من المشايخ المقاتلين الزواج ممن فقدن أزواجهن، بل وعرض أحدهم على المقاتلين المال مقابل تنشئة وتبني أطفال المقاتلين الذين سقطوا في ساحات المعارك، وبالنسبة للنساء فالخيار الذي يحاولن تجنبه هو الزواج من مقاتلين قد يسقطون في المعارك مما يعني فقد الزوج مرة أخرى.
ولاحظ التقرير زيادة في حالات تعدد الزوجات حيث يعرض رجال متزوجون الزواج من نساء فقدن ازواجهن حيث يعتقدون أن النسوة يقبلن بوضع الزوجة الثانية نظرا لغياب الفرص أمامهن.
سب الذات الإلهية من احد عناصر المعارضة ينتهي بهجوم لـ«جبهة النصرة» على أحد مقرات الجيش الحر في درعا
احمد الحوراني
درعا ـ «القدس العربي» اقتحمت قوات تابعة لجبهة النصرة مقراً للجيش السوري الحر في بلدة كحيل التي تقع في الريف الشرقي من درعا.
جاء ذلك بعد اشتباكات حصلت قبل يومين بين أفراد كتيبة «شهداء كحيل» وعناصر من جبهة النصرة، سقط على أثرها ثلاثة عناصر من الحر، وإصيب قائد الكتيبة عدنان عياش الملقب بشيخ كحيل وبعدها قامت النصرة باقتحام مقر الكتيبة ومصادرة كافة الأسلحة المتواجدة داخله، ثم تفخيخ المقرات الأربعة بالعبوات الناسفة والالغام وتفجيرها وهدم مبان اخرى بآليات ثقيلة.
وقد حدثنا احد المصادر المقربة من جبهة النصرة عن تفاصيل الحادثة التي أوجبت هذا الفعل (بحسب قوله) فتحدث قائلا: هناك شخص منتسب للجيش الحر جهر بسب الذات الالهية، فالقى شبابنا القبض عليه وعزروه بالجلد وتمت استتابته وقضي الأمر. وفوجئنا في اليوم التالي ان هذا الشخص اتى برفقة مجموعة من أصدقائه وحاصروا مسجدا اثناء تواجد عناصر للجبهة بداخله وكان مع الإخوة رشاش واحد فقام بالتغطية عليهم حتى انسحبوا وخرجوا من المسجد وطلبوا مؤازرة أتت المؤازرة من عناصر للجبهة وعناصر من الحر ساندتهم ضد هؤلاء وتم إلقاء القبض على عدد منهم وانتهت القضية بإحالة الأمر للمحكمة الشرعية، فيما أكد المصدر على وجود جرحى جراء الاشتباك الذي حصل بالمسجد.
وهذه الحادثة ليست الأولى من نوعها ففي السادس والعشرين من الشهر الجاري أفرجت النصرة عن خالد الوحش قائد كتيبة أل ثاني الذي اعتقلته النصرة برفقة العقيد أحمد فهد نعمة قائد المجلس العسكري في درعا في الرابع من أيار (مايو) الجاري.
تمت الصفقة بالأمس وتقتضي بنودها وعمليه التبادل التي تذكرنا بعمليات الهدن التي يتبعها النظام السوري وهي على الشكل التالي: تقوم كتيبة القائد خالد الوحش والعاملة في الغريا الشرقية من محافظة درعا بتسليم 16 بندقية روسية مع 3000 طلقة روسية، ومبلغ قدره ثلاثة ملايين ليرة سورية لجبهة النصرة مقابل الإفراج عن قائد الكتيبة خالد الوحش.
وهي أشبه بصفقات في بيلا وحمص القديمة التي اتبعها النظام والتي اقتضت بتسليم الجيش الحر سلاحه في ببيلا وإبقاء عدد قليل من سلاحه بحوزته، بحيث لن يكون لدى التشكيل الذي وافق على شروط الصفقة إلا الانخراط مع الجهة التي أبرمت الاتفاق، أو سيكون مصيره التفكك والتلاشي والضعف.
وقد صرح أحد المسؤولين في جبهة النصرة والمدعو أبو سعيد الأنصاري أحمد إفنيش أن الجبهة قامت برهن نصف سلاح كتيبة الوحش بحجة أن قائدهم خالد الوحش كان من الاشخاص المسيئين للمسلمين حسب تعبيره، وأن الجبهة لم تأخذ أي مبلغ مالي مقابل الإفراج عن القائد الوحش، لكن مصادر أخرى أكدت أن النصرة أخذت المبلغ المالي المذكور، لإعطائه لأحد المزارعين الذي كان قد تقدم بشكوى ضد المعتقل لديهم خالد الوحش وفي اليوم الثامن والعشرين من أيار الجاري صادرت النصرة سلاح كتيبة شهداء كحيل.
وبحسب ناشطين في درعا فإن شبه الصمت من قبل تنظيمات المعارضة المسلحة التابعة للجيش الحر على تصرفات تنظيم جبهة النصرة التي تعد تصرفات بشكل منفرد دون الرجوع لأحد قد يؤدي لتمادي تنظيم جبهة النصرة وان عدم رجوعهم إلا للمحاكم الشرعية التي تكون لهم اليد العليا فيها ومعهم بعض الكتائب الإسلامية التي تعد بالنسبة لها اقل تشددا كتنظيم احرار الشام وغيرها من تنظيمات الجبهة الإسلامية في درعا، هذا كله قد ينذر بتفرد الجبهة بالقرار في درعا.
دمشق تتحدث عن ربح موقعة «الخارج» الإنتخابية رغم خسارتها جبهات دبي وباريس والرياض
كامل صقر
دمشق ـ «القدس العربي» ما خسرَته دمشق الرسمية في باريس ودبي والرياض وغيرها من العواصم الغربية والإقليمية عوضته في بيروت وعمّان، هكذا يعلق مسؤول سوري على اليوم الانتخابي الرئاسي خارج البلاد، يبدو الرجل مسروراً وهو يتابع عبر شاشة تلفزيونية في مكتبه حشوداً سورية تخنق شوارع العاصمة بيروت متجهة نحو مقر السفارة السورية للإدلاء بصوتها لاختيار أحد المرشحين الرئاسيين المتنافسين.
ينظر المسؤول السوري من نافذة مكتبه مشيراً إلى إحدى الساحات العامة قائلاً لـ»القدس العربي»: في الثالث من حزيران/يونيو سيكون المشهد مهيباً، جموع الداخل السوري ستجتاح شوارع المدن السورية متجهة نحو مراكز الاقتراع لتختار رئيساً لسوريا.
نستطيع أن نقدّر العدد المتوقع للذين سيشاركون في الانتخابات الرئاسية في الثالث من حزيران/يونيو بشكل شبه دقيق، يقول بثقة، ويستطرد: لسنا نُحصي الأنفاس لكن خبرتنا أصبحت عميقة وتسمح لنا بتقدير هذا الأمر بشكل أقرب للدقة. نحن على الأرض ونحن أدرى بشِعابنا.
لا يبدو كلام المسؤول السوري مفاجئاً، فمؤسسات الدولة وأجهزتها ملتصقة بكل تفاصيل المجتمع السوري، يصعب على المرء أحياناً تمييز النظام من المواطن أو المؤسسة من الفرد، نعم إلى هذا الحد، رغم الحرب الشرسة التي تخوضها أجهزة الدولة الأمنية والعسكرية والرسمية ضد المعارضة ومليشياتها المسلحة فإنها لا تزال صاحبة اليد الأقوى والوحيدة في تحريك دفة البلاد. انتصرت دمشق في الجولة الأولى، حُسمت المنازلة الخارجية الرئاسية لصالح دمشق، هكذا يصف المسؤول السوري المشهد الانتخابي خارج حدود الجغرافية السورية، مضيفاً: لم نضع أرقاماً أعلى من النسب التي شاركت في انتخابات الرئاسة على مستوى الخارج.
داخل أسوار سوريا المخترقة من جهاتها الأربع بمئات المقاتلين الوافدين لـ «الجهاد»، لا تُظهر السلطات السورية اكتراثاً لتوسيع الجغرافيا التي تسيطر عليها والتي تعني توسيع جغرافيا الانتخابات الرئاسية حتماً، على الأغلب هي مكتفية بما يزيد عن مساحة ثلثي البلاد الفعلية التي تقبض عليها حالياً والتي ستكون مسرح السباق الرئاسي يوم الثلاثاء المقبل. بمنطق الغالبية هي المساحة الغالبة جغرافياً وديمغرافياً أيضاً وهو ما تحتاجه دمشق لتُنتج أول انتخابات رئاسية في ثلاثة مرشحين منذ عدة عقود. لم ينفذ الجيش السوري عمليات عسكرية طارئة ذات بعد مرتبط بالانتخابات الرئاسية.
سألته، ماذا عن مخيمات اللاجئين في تركيا والأردن فقال: لا يمكنك السؤال بخصوصهم انتخابياً، لطالما لم تسمح لهم الدول التي يُقيمون فيها بالانتخاب فلا يمكن لأحد الجزم بشأنهم وبشأن موقفهم، عبر «الفيسبوك» و»التويتر» كان المؤيدون في الداخل السوري يهنئون أصدقاءهم في الخارج ممن أدلوا بأصواتهم للانتخابات الرئاسية، أحد السوريين المقيمين في إيران كتب على صفحته ممازحاً: «احتراماً لمبدأ حرية وسرية الانتخاب لن أقول لكم لمن أعطيت صوتي». لكنه وضع تحت هذه العبارة صورة له خلال قيامه بالتصويت في السفارة السورية بطهران يرتدي فيها قميصاً (تي شيرت) عليه صورة للرئيس السوري بشار الاسد.
اليونسكو تدين هدم معبد يهودي في دمشق
عبد الحميد صيام
نيويورك ـ الأمم المتحدة ـ «القدس العربي» أعربت إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لمنظمة التربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، عن استيائها الشديد بسبب تدمير كنيس إلياهو هانابي التاريخي في دمشق. وقالت السيدة بوكوفا إن تدمير أقدم كنيس في سوريا هو ضربة جديدة ضد تراثها الديني والثقافي، الذي تعرض بالفعل لضرر هائل بسبب الصراع الدائر في البلاد منذ أكثر من ثلاث سنوات ودعت إلى حماية كل مكونات الثقافة السورية الغنية، بما في ذلك التراث الديني.
وأوضحت بوكوفا أن هذا الكنيس هو بمثابة شاهد على التنوع الثقافي التاريخي لسوريا وإمكانية التعايش السلمي بين جميع الطوائف في البلاد، مشيرة بشكل خاص إلى حقيقة أن في سوريا مواقع ومعالم بغاية الأهمية للديانات الثلاث، المسيحية واليهودية والإسلام.
وعادت بوكوفا لتكرر دعوتها جميع الأطراف إلى التوقف الفوري عن تدمير التراث السوري لإنقاذ نسيج سوريا الاجتماعي الغني بتنوعه، بما في ذلك التراث الديني.
وكان ناشطون قد اتهموا قوات النظام بقصف أول معبد يهودي في العالم في حي جوبر الدمشقي حيث نشروا شريطا يوم الجمعة الماضي يظهر جزءا من الدمار الذي لحق بالمعبد المنسوب للنبي إلياهو الذي هرب من فلسطين إثر خلاف بينه وبين إيزابيل حاكمة فلسطين الوثنية.
الغارات الجوية على حلب اوقعت الفي قتيل بين المدنيين في خمسة أشهر
دمشق- (أ ف ب): قتل حوالى الفي مدني بينهم اكثر من 500 طفل منذ بداية العام في غارات ينفذها النظام السوري غالبيتها بالبراميل المتفجرة على منطقة حلب، فيما تستمر حملة القصف قبل ثلاثة ايام من الانتخابات الرئاسية على الرغم من تنديد المنظمات الدولية.
وجاء في بريد الكتروني للمرصد السوري لحقوق الانسان صدر اليوم الجمعة “بلغ 1963 شهيداً عدد المواطنين المدنيين الذين تمكن المرصد السوري لحقوق الإنسان من توثيق استشهادهم جراء القصف بالبراميل المتفجرة والطيران الحربي، على مناطق في مدينة حلب وريفها منذ مطلع العام الجاري وحتى ليل 29 أيار/ مايو”.
واوضح ان القتلى يتوزعون بين “567 طفلا دون سن الثامنة عشرة، و283 مواطنة، و1113 رجلا فوق سن الثامنة عشرة”.
ولا يشمل هذا الاحصاء القتلى في صفوف مقاتلي المعارضة الذين غالبا ما تستهدفهم الغارات الجوية.
وظلت مدينة حلب، العاصمة الاقتصادية سابقا لسوريا، في منأى عن اعمال العنف حتى بداية صيف 2012، عندما اندلعت فيها المعارك، وباتت القوات النظامية وفصائل المعارضة المسلحة تتقاسم السيطرة على احيائها.
ومنذ منتصف كانون الاول/ ديسمبر، يشن الطيران الحربي والمروحي السوري غارات مكثفة شبه يومية على مناطق سيطرة المعارضة في المدينة وريفها. ونددت منظمات دولية ودول بهذه الحملة. ويقول ناشطون انها تهدف الى اخضاع المدينة بالنار، بعد ان تمكن النظام من طرد مقاتلي المعارضة من مناطق اخرى في البلاد عبر حصارها لاشهر طويلة، ما تسبب بنقص المواد الغذائية والطبية وقبول المقاتلين فيها بوقف القتال وبتسويات مع النظام بهدف فك الحصار.
والبراميل المتفجرة عبارة عن خزانات صغيرة او عبوات غاز فارغة تملأ بمتفجرات وبقطع حديدية، وتقوم بالقائها طائرات مروحية. وبالتالي، هي غير مزودة باي نظام توجيه يتيح تحديد اهدافها بدقة.
واشار المرصد في بيان الى انه ينشر هذه الحصيلة “قبل ثلاثة أيام من مهزلة الانتخابات الرئاسية، (…) كنموذج عن جرائم الحرب التي ترتكب في سوريا، وإنجازات الرئيس بشار الأسد” المتوقع بقاؤه في سدة الرئاسة بعد لانتخابات.
وجدد الدعوة الى احالة “ملفات جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبت في سوريا إلى محاكم دولية مختصة”.
وقال المدير المساعد لمنظمة (هيومن رايتس ووتش) في الشرق الأوسط وشمال افريقيا نديم حوري في نيسان/ ابريل ان “الرئيس الاسد يتحدث عن انتخابات، لكن بالنسبة الى سكان حلب، الحملة الوحيدة التي يشهدون عليها هي حملة عسكرية من البراميل المتفجرة والقصف الذي لا يميز″.
وستقتصر الانتخابات المقررة الثلاثاء المقبل على المناطق الخاضعة لسيطرة النظام في سوريا. وكان السوريون المقيمون في الخارج ادلوا باصواتهم الاربعاء في 43 سفارة في الدول التي سمحت باجراء الانتخابات، كون دول عديدة داعمة للمعارضة السورية رفضت تنظيم الانتخابات التي تصفها ب”المهزلة”، على ارضها.
ودعا الجيش السوري الحر إلى مقاطعة الانتخابات.
وقال رئيس هيئة الاركان العليا في الجيش الحر العميد عبد الاله البشير في شريط مصور توجه به الى السوريين، “ان مسرحية الانتخابات التي ينوي نظام الاسد اجراءها (…) هي استمرار مبتغى، وحتى من دون اي جهد يذكر لجعلها تبدو مختلفة للاستفتاءات السابقة”.
واضاف “ايها السوريون ان الشعور بالمسؤولية التاريخية والاحساس بالمواطنة الحقة وتحسس المخاطر التي تتهدد مستقبل سوريا والسوريين
تقتضي افشال هذه المسرحية الرخيصة وذلك عبر الامتناع عن المشاركة في اي فصل من فصولها”.
وتتابع المعارضة السورية وحلفاؤها في العالم الانتخابات الرئاسية بغضب لكن مع عجز كامل في منع بقاء بشار الاسد في منصبه، وهو المطلب الذي قامت من اجله “الثورة” قبل ثلاث سنوات.
ففي حين تحصل دمشق على دعم سياسي ثابت، بالاضافة الى مساعدات ضخمة اقتصادية وعسكرية ومالية من روسيا وايران، يقتصر الدعم الغربي للمعارضة المسلحة على كمية محدودة من “الاسلحة غير الفتاكة” والتجهيزات الطبية، فيما قدمت تركيا وقطر والسعودية كميات من الاسلحة بشكل غير منتظم ومحدود، غير قادرة على الوقوف في وجه ترسانة النظام.
واعتبر علي أكبر ولايتي مستشار الشؤون الخارجية للمرشد الاعلى للجمهورية الايرانية اية الله علي خامنئي “ان شاء الله الانتخابات في سويا ستتم دون مشاكل”.
وقال ولايتي لوكالة الانباء الايرانية الرسمية الجمعة “هذه الانتخابات ستعزز شرعية حكومة الأسد … لان شعبه ادرك انه حال دون تفكك سوريا او تعرضها للاحتلال”.
ويوما بعد يوم، تزداد المأساة الناتجة عن الحرب المدمرة في سوريا.
واشار تقرير صادر عن الامم المتحدة وزع الخميس الى ان النزاع اغرق البلاد في وضع اقتصادي مأساوي، اذ بات نصف السكان يعانون من الفقر، بينما النظامان التربوي والصحي مرهقان.
وفي بيان وزع في بيروت الجمعة عن بعثة الاتحاد الاوروبي، قالت المفوضة الأوروبية للتعاون الدولي والمساعدات الإنسانية والاستجابة للأزمات كريستالينا جيورجيفا حول الوضع السوري، “خلف صور الحرب والدمار تحتدم الحرب الصامتة. وليس المدنيون ضحايا لهجمات قذائف الهاون وتفجير البراميل وتبادل إطلاق النار فقط، فهم يعانون أيضا من العواقب طويلة الأمد للصراع الذي خلف العديد من الأشخاص غير القادرين على الحصول على الرعاية الطبية الأساسية”.
واشارت إلى ان حوالى مئتي الف سوري لقوا مصرعهم منذ بدء النزاع “نتيجة الأمراض المزمنة بسبب نقص فرص الحصول على العلاج والأدوية”، مشيرة الى ان هذا الرقم “يفوق العدد المقدر للأشخاص الذين لقوا حتفهم كنتيجة مباشرة للحرب”، وهو 162 الف قتيل.
هيئة التنسيق السورية المعارضة تدين مجزرة ارتكبها ‘داعش’ في محافظة الحسكة
لنددن- (يو بي اي): أدانت هيئة التنسيق الوطنية السورية المعارضة مجزرة، قالت إن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، الذي وصفته بالإرهابي، ارتكبها بحق المدنيين في قرية التليلية بمحافظة الحسكة.
وقالت الهيئة في بيان أصدره مكتبها الاعلامي وتلقت يونايتد برس انترناشونال نسخة منه الجمعة “إن تنظيم (داعش) قام بإعدام حوالي 15 مواطناً سورياً عربياً والتمثيل بجثثهم، بينهم سبعة أطفال وثلاث نساء ممن نزحوا من بطش قوات النظام في ريف حلب، كما فجّر عربة مفخخة في قرية تماد ذهب ضحيتها العديد من المدنيين العزل”.
ولفتت انتباه المجتمع الدولي، وخاصة الدول الأوروبية، إلى “أن ارهابيين من جنسيات أجنبية تابعين لتنظيم داعش كانوا بين منفذي هاتين المجزرتين”.
وجددت الهيئة في بيانها “تأكيد موقفها حيال جميع الجماعات الإرهابية الجهادية الموجودة في سورية، والمتمثل في دعوتها المجتمع الدولي إلى البدء باتخاذ إجراءات عملية وفعّالة لمواجهة هذه الجماعات، وخاصة العناصر الأجنبية منها”.
ودعت المجتمع الدولي والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن إلى “دراسة مقترحها بوضع جميع المقاتلين غير السوريين خارج إطار الشرعية الدولية بشكل جدي، خاصة وأن أعداد مواطني بعض هذه الدول المنضمين إلى التنظيمات الإرهابية في سورية تحت راية الجهاد، تتزايد بشكل كبير مما سيشكل خطراً جدياً على أمنها مستقبلاً، كما يشكلون الآن خطراً على أمن سورية والمنطقة”.
سورية: مفاوضات هدنة داريا مستمرة و”داعش” يخطف عشرات الأكراد
ألقى الطيران المروحي السوري، اليوم الجمعة، أربعة براميل متفجرة على مدينة داريا بريف دمشق، وسط اشتباكات بين قوات النظام و”الجيش الحر” عند الجهة الشمالية من البلدة. وتزامن ذلك مع استئناف مفاوضات، بدأت قبل أشهر بين الطرفين، لعقد هدنة في المدينة، في حين خطف عناصر من تنظيم “داعش” العشرات من المواطنين الأكراد، شمال شرقي البلاد.
وأفاد مدير شبكة “سورية مباشر”، علي باز، لـ”العربي الجديد”، أن “اجتماعاً تم الاتفاق عليه، عقد اليوم الجمعة، بين لجنة مؤلفة من 32 شخصاً، تمثل الكتائب والمعنيين (بالملف) داخل مدينة داريا، وخارجها عن الطرف المعارض، في حين مثّلت مجموعة من ضباط الحرس والقصر الجمهوري برئاسة العميد قصي همام النظام”.
وأوضح باز، أنه تمت مناقشة بعض البنود، التي وضعت للنقاش للبدء بتنفيذ هدنة للتهدئة. وتنص الهدنة على “خروج المسلحين من المدينة وعودة النازحين إليها، بينما يتم إعادة تنظيم المدينة إدارياً وخدمياً، من خلال لجان تشرف على ذلك”.
وأشار مدير شبكة “سورية مباشر” إلى أن طلبات المفاوضين عن مدينة داريا تركزت على “فك الحصار عنها، إدخال المساعدات الإنسانية، وخروج جيش النظام إلى حدود المدينة، على أن تقوم الكتائب بإنشاء لجان شعبية لحماية المدينة”. كما طالب المفاوضون بـ”خروج كتائب أخرى باتجاه أحياء دمشق الجنوبية كالقدم والعسالي وبلدات وقرى في الغوطة الغربية”.
وذكر ناشطون أن زيارة متوقعة للجنة المفاوضات، تضم قيادات من المحاصرين في المدينة ستعقد مع همام في القصر الجمهوري، أو مطار المزة العسكري، خلال الأيام القليلة المقبلة.
وعلى غرار هدنات عديدة وقعت في دمشق وريفها، تسعى قوات النظام إلى عقد هدنة في درايا قبيل الانتخابات الرئاسية، إذ لم تفلح محاولات عديدة لاقتحام المدينة الواقعة في ريف دمشق الغربي، والتي تعد أكبر مدن الغوطة الغربية، وتبعد ثمانية كيلومترات عن العاصمة.
في هذه الأثناء، خطف عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” حوالي مئتي مواطن كردي من بلدة في ريف حلب في شمالي سورية.
ونقلت وكالة “فرانس برس”، اليوم الجمعة، عن “المرصد السوري لحقوق الإنسان” قوله: إن مقاتلي “داعش” خطفوا، يوم أمس الخميس، ما لا يقل عن 193 مواطناً كردياً من بلدة قباسين في ريف مدينة الباب في محافظة حلب.
وأوضح مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، أن “أسباب الخطف مجهولة، لكن مثل هذه الأعمال تتكرر في المناطق التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية”. وأشار إلى أن السبب “قد يكون لطلب فدية، أو لاتهام المعتقلين بأنهم موالون لتنظيم كردي معين، أو لمخالفتهم شريعة الإسلام”.
ويسيطر “داعش” على كامل محافظة الرقة في شمالي سورية، وعلى بعض المناطق في محافظات الحسكة (شمال شرق)، ودير الزور (شرق)، وبعض أجزاء من الريف الشمالي الشرقي لحلب (شمال).
أما في حلب، فقالت الوكالة السورية للأنباء “سانا”: إن وحدات من الجيش والقوات المسلحة نفذت عمليات عدة، موقعة قتلى وجرحى في عدد من قرى وأحياء حلب. كما أشارت إلى أنها “دمرت أسلحة وذخائر وأوكاراً للإرهابيين في درعا. بينما تم القضاء على كامل أفراد مجموعة إرهابية في بلدة الثورة بالكسوة في ريف دمشق”.
في هذه الأثناء، قتلت طفلة وأصيب العشرات، جراء استهداف الطيران الحربي السوري بالصواريخ الفراغية بلدة تلمنس في ريف إدلب الشرقي، في حين استهدفت قوات النظام بالمدفعية الثقيلة قرية بسامس من حاجز القياسات.
وفي ريف اللاذقية، شمال غرب البلاد، تجددت الاشتباكات بين كتائب إسلامية، وقوات النظام المدعومة بـقوات من جيش الدفاع الوطني. ووفقاً لمعلومات “العربي الجديد”، أصيب القيادي العسكري في الجبهة الإسلامية، الملقب بأبي عمر، خلال اشتباكات بالرشاشات الثقيلة، في محيط قمة المرصد 45.
النظام قتل ألفي مدني بقصف حلب منذ مطلع العام
يستمر سقوط الضحايا المدنيين في الحرب التي يشنها النظام ضد شعبه في سورية. وفي هذا الإطار، أعلن “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، اليوم الجمعة، أن “1963 مدنياً، بينهم 567 طفلاً، قُتلوا في مناطق مختلفة من محافظة حلب شمالي سورية، نتيجة قصف جوي بالقنابل والبراميل المتفجرة قامت به طائرات النظام السوري، منذ مطلع العام الحالي وحتى ليل 29 مايو/ أيار الحالي”.
وأوضح المرصد في بيان أن “القتلى يتوزعون بين “567 طفلاً دون سن الثامنة عشرة، و283 مواطنة، و1113 رجلاً فوق سن الثامنة عشرة”.
ولا يشمل هذا الإحصاء القتلى العسكريين من مقاتلي المعارضة الذين غالباً ما تستهدفهم الغارات الجوية.
وأشار إلى أنه ينشر هذه الحصيلة “قبل ثلاثة أيام من مهزلة الانتخابات الرئاسية، كنموذج عن جرائم الحرب التي تُرتكب في سورية، وإنجازات الرئيس بشار الأسد”، المتوقع أن يبقى في سدة الرئاسة بعد الانتخابات.
وجدد المرصد الدعوة إلى إحالة “ملفات جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتُكبت في سورية إلى محاكم دولية مختصة”.
يُذكر أن الطيران السوري يشن منذ منتصف ديسمبر/ كانون الأول الماضي، هجمات مكثفة على مناطق تسيطر المعارضة عليها في مدينة حلب وريفها.
جميع حقوق النشر محفوظة 2014
مشروع قرار إغاثي أممي من دون موافقة الحكومة السورية
إيلاف
يبحث مجلس الأمن مشروع قرار لفتح أربعة معابر حدودية لإيصال المساعدات الإنسانية إلى الداخل السوري، من دون موافقة الحكومة السورية، تحت الفصل السابع.
بيروت: يناقش مجلس الأمن القرار الذي صدر قبل أشهر، والذي يقضي بتوزيع مساعدات إنسانية في سوريا. وتبحث دول المجلس في مشروع قرار لفتح أربعة معابر حدودية، بينها معبر في الأردن، لإيصال المساعدات الإنسانية إلى الداخل السوري، بدلًا من قرار إعطاء غطاء للأمم المتحدة لتنفيذ توصيل المساعدات عبر الحدود.
دفعة قوية
وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إن أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون قال في تقرير سري إن الحكومة السورية فشلت في تحمل مسؤوليتها في رعاية شعبها، حاثًا مجلس الأمن ليأذن بإيصال الغذاء والدواء إلى سوريا من دون موافقة الحكومة السورية.
واضافت الصحيفة أن التقرير، الذي رفعه بان كي مون إلى المجلس مساء الخميس الماضي، يمثل دفعة هي الأقوى حتى الآن للمجلس للسماح لوكالات الأمم المتحدة لإيصال المساعدات إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.
وكان مجلس الأمن أصدر قرارًا رقم 2139 لإيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا قبل أشهر، بعد موافقة كامل أعضائه الخمسة عشر، وهو مشروع القرار الذي تقدم به الأردن ولوكسمبورغ وأستراليا حينها.
فصل سابع!
قال دبلوماسيون أمميون إن المشروع يسمح بتوصيل المساعدات إلى سوريا من نقاط محددة في تركيا والعراق والأردن، لتصل إلى الملايين في المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة في سوريا.
وجرى توزيع مشروع القرار على الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن التي تتمتع بحق النقض أو الفيتو، اي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين.
ومن المقرر أن تجرى مفاوضات بين الأعضاء الثمانية في الأيام القادمة. ومن المرجح أن يصدر القرار وفق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، ما يعني احتمال استخدام القوة العسكرية لتنفيذه.
الفيتو المنتظر
وقال جاري كوينلن، سفير استراليا لدى الأمم المتحدة، إن 90 بالمئة من المعونات الإنسانية تذهب إلى مناطق تسيطر عليها الحكومة السورية، “والسوريون في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة لا تحصل على غذاء وأدوية”.
وكانت روسيا أكدت من قبل معارضتها السماح بإدخال مساعدات عبر الحدود من دون موافقة الحكومة السورية، ما يعني أن الفيتو الروسي قد يكون بالمرصاد لمشروع القرار هذا.
صواريخ “التاو” تغير موازيين “القوة” في الحرب السورية
يأتي إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما عن عزم إدارته دعم المعارضة السورية المعتدلة وتقديمه إقتراح الى الكونجرس الأميركي بتخصيص 5 مليارات دولار لهذا الغرض، كتأكيد على التقارير التي أشارت إلى بدء واشنطن ببرنامج يهدف إلى تقديم أسلحة نوعية متطورة للمعارضة السورية المعتدلة، بمقدورها تغيير موازين القوى في الحرب السورية.
وكانت صحف غربية أشارت إلى عزم الرئيس الأميركي السماح للقوات الأميركية بتدريب مقاتلين من المعارضة السورية المعتدلة إضافة الى تقديم “فرنسا” لأسلحة نوعية متطورة للمعارضة السورية وهو ما لم تؤكده واشنطن في حينه أو تنفيه.
وفي سياق متصل أكدت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية “جنيفر بساكي” في تصريحات صحفية، أن سياسة واشنطن الحالية تدعم تعزيز المعارضة المعتدلة التي تقدم بديلا لنظام الاسد الوحشي وللعناصر المتطرفة.
وكانت فصائل من المعارضة السورية أعلنت مؤخراً حصولها على سلاح نوعي متطور، يعتبر الأهم من بين الأسلحة التي تحصلت عليها المعارضة السورية حتى الآن، كما أعلن عدد من قادة الحركة المعروفة باسم “حزم” عن تلقي عناصر من الحركة تدريبات عسكرية لمدة 4 أسابيع على كيفية التعامل مع صواريخ “تاو” التي تحصلوا عليها في دول عربية وعاد مقاتلوها إلى سورية منذ أقل من شهر.
كما تداولت عدد المواقع على الإنترنت مقاطع فيديو لعناصر من حركة “حزم” التابعة للجيش السوري الحر وهي تستعرض فيها أسلحة نوعية متطورة حصلت عليها مؤخراً ومن أهمها صواريخ “تاو” الأميركية الصنع ذات القدرة التدميرية العالية.
وفي نفس الصعيد ظهر كل من المقدم أحمد السعود قائد الفرقة الثالثة عشرة والمقدم فارس البيوش قائد لواء فرسان الحق وهما من قادة الفصائل التي تمكنت من الحصول على سلاح “تاو” في برنامج ” تلفزيوني على قناة “أورينت” وتحدثا عن حركة “حزم” ومكوناتها وأهدافها وآخر المستجدات التي حدثت على الأراضي السورية كما تطرقا الى الأسلحة النوعية التي حصلوا عليها ومنها صواريخ “تاو”.
وكشف قائد لواء فرسان الحق المقدم فارس البيوش ان “فرسان الحق” وهو فصيل يعمل مع حركة “حزم” عن تزويدهم بصواريخ “تاو” بالإضافة الى حركة حزم والفرقة الثالة عشر ولواء صقور الجبل الحركة بصواريخ “تاو” من قبل الدول الصديقة الداعمة للثورة السورية، مؤكداً أن عدد من مقاتليهم خضعوا لتدريبات عسكرية مدتها أربع أسابيع في دولة عربية تعرفوا خلالها على كيفية التعامل مع صواريخ “تاو” التي تحصلوا، وعاد مقاتلوها إلى سوريا منذ أقل من شهر.
هي صواريخ موجهة مضادة للدروع من صنع شركة هيوز الأميركية، ودخل السلاح الخدمة في الجيش الأميركي عام 1970، كما تم تصديره إلى كثير من دول العالم. ويمكن إطلاق الصاروخ من منصات تركب على المركبات أو إطلاقه من المروحيات، ويبلغ المدى الأقصى للصاروخ 3750 مترا، وبإمكانه اختراق دروع بسماكة 600 ملم إلى 1000 بحسب فئة الصاروخ. وكان أول استخدام قتالي للصاروخ في عام 1972 في الحرب الفيتنامية حينما نجحت صواريخ “تاو” التي أطلقت من طائرات عمودية في اختراق وتدمير الدبابات السوفيتية الصنع تي- 76، الأمر الذي يجعل منها أسلحة ذات قدرة تدميرية أكبر من غيرها من الاسلحة.
النظام والمعارضة يقتربان من التوصل إلى اتفاق في داريا آخر معاقل الثوار بجنوب دمشق
ناشطون لـ «الشرق الأوسط» : النازحون ضغطوا لقبول التسوية
بيروت: نذير رضا
اقترب النظام السوري ومعارضوه في مدينة داريا بجنوب دمشق، من التوصل إلى اتفاق هدنة شامل، ينهي حالة الحصار المستمر على المدينة منذ عامين، ويتيح لأكثر من خمسة آلاف مدني محاصر قدرة على التحرك، كما يؤمن العاصمة السورية الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية من هجمات المعارضة.
وأكد ناشطون في داريا لـ«الشرق الأوسط» أن اللجنة الموسعة المكلفة بموضوع الهدنة في المدينة، اجتمعت أمس، ووافقت على تشكيل وفد للتفاوض مع النظام خارج داريا، في حال تعهد النظام بشكل صريح بإعادة انتشار جيشه على أطراف المدينة.
وتستجيب اللجنة في هذه الحال لمطلب نظام الرئيس السوري بشار الأسد، الذي حدد مهام لجنة الأهالي النازحين من المدينة، بأخذ الموافقة على التفاوض من اللجان العسكرية والفعاليات المدنية في داخل المدينة فقط، وحصر مهام التفاوض بـ«المحادثات المباشرة» خارج داريا، مع وفد يمثل السكان المحاصرين داخل المدينة.
وتعد داريا أقدم المدن المحاصرة في جنوب دمشق، وأكبرها، إذ بدأ حصارها قبل عامين، مما دفع بالعدد الأكبر من سكانها إلى النزوح عنها، بحيث يناهز عدد الموجودين فيها الآن نحو خمسة آلاف شخص، بينهم ألف مقاتل، رغم أن عدد سكانها الأصليين كان يناهز الربع مليون شخص. وواصلت قوات المعارضة قتالها في المدينة، مما منع القوات الحكومية من السيطرة عليها.
وقال عضو مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق إسماعيل الداراني لـ«الشرق الأوسط» إن مسار التفاوض بين النظام والمعارضة «بدأ في فبراير (شباط) 2013. على ضوء ضغوط مارسها أهالي داريا النازحين منها، لكن النظام أجهض ثلاث محاولات للتراسل غير المباشر»، موضحا أنه في الجولة الأولى «طلب النظام من وفد داريا المشكل من الأهالي والمشايخ وفعاليات المدينة أن يتوجوا إلى القصر الجمهوري، وهو ما لم يحدث».
وأضاف: «في المرة الثانية، أجهضت القوات الحكومية مساعي الوفد، بعدما منعتهم من الدخول إلى المدينة، بهدف نقل شروط النظام، على حاجز الأربعين، بذريعة أن الوقت متأخر، ولا يمكن أن يدخلوا ويخرجوا قبل حلول المساء.. أما في المرة الثالثة، فأطلق قناص من الجيش السوري الحر رصاصة على سيارات الوفد الذي لم يبلغ المقاتلين المعارضين بالداخل بعزمه على الدخول، مما دفع الوفد إلى العودة».
ولفت الداراني إلى أن شخصين من الوفد الأول «تعتقلهما قوات الأمن السورية في هذا الوقت، هما الشيخ فياض وهبي والمدرس رياض شحادة»، مشيرا إلى أن مساعي التفاوض «انطلقت من جديد بعد التوصل إلى اتفاق هدنة بين المعضمية وقوات النظام» قبل ثمانية أشهر. ويسعى النظام إلى التوصل لهدنة مع المقاتلين في داريا، بهدف استكمال سيطرته على جنوب العاصمة، وتأمين دمشق من هجمات المعارضين. وتكتسب الهدنة أهمية بالغة، نظرا لأن المقاتلين المعارضين فيها تمكنوا في السابق من استهداف القصر الجمهوري الذي يبعد مسافة أربعة كيلومترات عن مواقع تمركزهم، كما استهدفوا مطار المزة العسكري الواقع غرب العاصمة بصواريخ محلية الصنع.
وبحكم موقعها الكائن بمحاذاة العاصمة السورية، شكلت تهديدا لأكثر الأحياء الدمشقية الخاضعة لسيطرة النظام، أهمها أحياء السفارات وكفرسوسة والمزة.
وشكل وفد آخر قبل فترة وجيزة لمتابعة التوصل إلى هدنة في داريا، تألف من مشاريخ وفعاليات المدينة النازحين منها، كما شكل وفد يمثل المقاتلين الموجودين داخل داريا، تألف من 32 شخصا يمثلون القيادات العسكرية والفعاليات والأهالي المحاصرين في الداخل.
وقال الداراني إن النقلة النوعية التي طرأت على الملف، بدأت يوم السبت الماضي في 24 مايو (أيار) الحالي، حين «نقل وفد أهالي داريا النازحين رسالة من النظام السوري إلى الوفد في الداخل، مفادها أن انسحاب الجيش الحر من الداخل يمكن المدنيين النازحين من العودة إلى المدينة، في مقابل تنفيذه إعادة انتشار عسكري على أطراف داريا»، مشيرا إلى أن النظام «طلب من اللجنة إبلاغ الأهالي في الداخل أن التفاوض على بنود الاتفاق سيكون مباشرا معهم في القصر الجمهوري».
وأعلنت اللجنة الموسعة المكلفة بموضوع الهدنة في داريا، أمس، موافقتها على تشكيل وفد للتفاوض مع النظام خارج داريا «مما يعني عمليا أن الاتفاق يسير في طريقه إلى التنفيذ».
وأكد الداراني أن «الوضع العسكري للثوار في الداخل مرتاح جدا على ضوء إنجازات حققوها خلال الشهرين الماضيين، أهمها السيطرة على ثلاثة قطاعات أساسية، هي قطاع الزعرور المطل على أوتوستراد درعا، وقطاع الكورنيش القديم القريب من أوتوستراد دمشق، منطقة الجمعيات»، غير أن «إلحاح الأهالي النازحين والضغط الذي مارسوه على المقاتلين المعارضين في الداخل، أجبرهم على الموافقة على التوجه إلى النظام والتفاوض المباشر معه».
وتنص مسودة الاتفاق، على تنفيذ القوات الحكومية خطة إعادة انتشار على أطراف داريا، «بما يسهل حركة المدنيين المنوي دخولهم إلى المدينة»، أي اقتصاد الوجود العسكري على ما دخل الأوتوسترادات والطرق السريعة المؤدية إلى درعا ودمشق والقنيطرة، من غير وجود على مداخل الأحياء الداخلية. وقالت مصادر مطلعة على ملف التفاوض لـ«الشرق الأوسط» إن النظام «سيفرج عن عدد كبير من المعتقلين لديه من أهالي داريا، البالغ عددهم 2000 شخص، وبينهم نساء، كما سيشارك مقاتلون معارضون من الجيش السوري الحر في حواجز مشتركة مع لجان شعبية تتكفل الأمن في المدينة وتنتشر في بعض أحيائها».
وفي المقابل، تضيف المصادر: «يصر النظام على تسليم قوات المعارضة في الداخل أسلحتها الثقيلة والمتوسطة، ويتيح لبعض المقاتلين بالخروج من داريا دون توقيفهم، شرط لجوئهم إلى مناطق الغوطة الغربية لدمشق» (أي المنطقة الممتدة من صحنايا إلى شمال محافظة القنيطرة، بينها خان الشيخ وكناكر وبيت جن)، فيما «يشارك بعض المقاتلين في اللجان الشعبية، ويحتفظون بأسلحة خفيفة». وتضم داريا في هذا الوقت نحو ألف مقاتل، معظمهم يتبعون «اتحاد أجناد الشام»، ويتوزعون في لواءين أساسيين، هما «لواء سعد بن أبي وقاص» ولواء «المقداد بن أبي عمرو». ويعد الأول أقدم التشكيلات العسكرية المعارضة التابعة للجيش السوري الحر في داريا. وتنضم الاتفاقية في داريا إلى بلدات جنوب دمشق، التي عقدت اتفاقات مع النظام السوري، الذي يطلق عليها اسم «مصالحات»، كان آخرها في مناطق القدم والعسالي وجورة الشريباتي، ومن المتوقع أن يدخل المدنيون إليها في الأيام المقبلة. وتلخصت التسوية بإيقاف إطلاق النار بين الفريقين، ووقف العمليات العسكرية أيا كانت الأسلحة المستخدمة فيها، والكشف عن نوعية الأسلحة، وتسليم الأسلحة الفردية للدفاع الوطني، مقابل تسوية النظام أوضاع المواطنين لدى الجهاز الأمني المختص، وتشمل التسوية كل من حمل السلاح، أو كان ناشطا بوجه الدولة، أو متخلفا أو فارا من الخدمة الإلزامية.
الانتخابات الرئاسية السورية في يومها اللبناني الثاني: توقعات بـ170 ألف ناخب… ودعوات لترحيلهم
وزير الشؤون الاجتماعية يؤكد أن النازح الذي يخرج من لبنان ويعود إلى بلده سيُشطب اسمه من لائحة اللاجئين
بيروت: بولا أسطيح
لم يكن مشهد الانتخابات الرئاسية السورية في لبنان أمس الخميس مشابها لما كان عليه قبل يوم واحد. فالسفارة السورية والأجهزة اللبنانية الذين لم يتمكنوا من ضبط العملية في يومها الأول نظرا لتدفق آلاف السوريين دفعة واحدة للاقتراع، بما بدا أشبه باستعراض قوة، نجحوا إلى حد بعيد في اليوم الثاني باحتواء العملية نظرا لتراجع أعداد المقترعين، الذين توقع مصدر رفيع في حزب البعث أن يكون عددهم بلغ 170 ألفا.
وأوضح المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن وزارة الخارجية السورية حين أعلنت أن أربعين ألف ناخب سوري سجلوا أسماءهم للإدلاء بأصواتهم في السفارة في لبنان، كانت تتحدث عن أولئك الذين يمتلكون جواز سفر: «ولكن بعد التدفق غير المنتظر للاجئين للاقتراع تم إسقاط الشروط التي فُرضت بوقت سابق ما رفع عدد المقترعين بشكل هائل».
واستمرت الإجراءات الأمنية المشددة التي فرضها الجيش اللبناني في محيط السفارة السورية في منطقة اليرزة شرق العاصمة بيروت، بحيث تم استحداث عدد من الحواجز عند مداخل المنطقة، وقد أخضعت السيارات المارة لعملية تفتيش دقيق تماما كما الداخلين إلى مبنى السفارة وحتى المحيطين بها خوفا من عمليات أمنية تستهدف المقترعين أو المنطقة التي تعد عسكرية بامتياز باعتبارها تضم وزارة الدفاع اللبنانية والكلية الحربية.
وكما في اليوم الأول، اندفع الآلاف أمس للتصويت للرئيس السوري بشار الأسد باعتبار أن معارضيه قاطعوا العملية، وقد أقدم العشرات على جرح أصابعهم للتصويت بـ«الدم» من خلال البصم على صورة الأسد بدمائهم.
واصطف المئات بطابور طويل، فيما لم يتردد العشرات بالسير لكيلومترات طويلة للوصول إلى مبنى السفارة. وقد منع الجيش اللبناني المقترعين الذين يحملون أعلاما من إدخال العصي معها، فيما شهدت حركة السير في المنطقة ومحيطها تحسنا ملحوظا مقارنة باليوم الأول من الانتخابات الذي شهد «كارثة» من حيث زحمة السير. وقال أبو ياسين (47 عاما) لـ«الشرق الأوسط»، وهو من الرقة، بأنّه انتخب الأسد ليقينه بأن الأيام الجميلة قد ولّت: «لكن ما أطمح إليه أن يعيد لنا أيام الفخر بأننا سوريون».
وبالتزامن مع استكمال العملية الانتخابية، تصاعدت الدعوات لترحيل اللاجئين السوريين الذين اقترعوا للأسد وخاصة من قوى 14 آذار التي عدت أن صفة اللجوء سقطت عن هؤلاء. لكن وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس أكد أن لبنان ليس بصدد ترحيل النازحين بل هو وبناء على قرار حكومي سيبدأ بتطبيق «إجراءات متشددة وتنفيذية» في التعاطي مع موضوع اللاجئين. وأوضح درباس لـ«الشرق الأوسط» أن «النازح الذي يخرج من لبنان ويعود إلى بلده سيتم شطب اسمه من لائحة
اللاجئين وبالتالي إذا قرر العودة يعود كزائر أو سائح وليس نازحا يكلّف الدولة اللبنانية ما يكلّفها في ظل غياب المساعدات الدولية اللازمة للبنان».
وشدّد درباس على وجوب تنظيم اللجوء السوري إلى لبنان وفق معايير إنسانية وأمنية: «ما يعني أنه لا يجب استقبال نازحين من مناطق حدودية باعتبارها مناطق لا تشهد أي معارك حاليا». وأضاف: «لقد طفح الكيل، بتنا نستقبل أكثر مما نحتمل وهذا ما تجلى واضحا في الانتخابات الأخيرة التي حصلت في لبنان».
وطالب وزير العمل سجعان قزي بضرورة «تحديد مفهوم اللاجئين لأن هناك عددا كبيرا من السوريين لا تنطبق عليهم هذه الصفة»، داعيا لوضع حد لاستمرار تدفقهم بعدما بلغ عددهم نحو مليون ونصف.
بدوره، نبّه وزير الخارجية جبران باسيل من «اهتزاز النموذج اللبناني» لافتا إلى أنّه بخطر نتيجة النزوح السوري: «وهو أمر غير اعتيادي، إذ لدينا حاليا 275 ألف طالب سوري في المدارس اللبنانية، من المتوقع أن يضاف إليهم 400 ألف في العام المقبل». وقال باسيل خلال زيارة له إلى الجزائر: «هذا أمر لا قدرة لنا على تحمله، فأعداد النازحين السوريين باتت توازي نصف عدد اللبنانيين المقيمين في لبنان».
وعد النائب في تيار «المستقبل» زياد القادري أن الانتخابات الرئاسية السورية في لبنان كانت أشبه بـ«مسرحية استعراضية» ينظمها «حزب الله» وحلفاؤه. ورأى القادري في تصريح أن «هذه الانتخابات تجري على أشلاء ودماء 200 ألف قتيل، والمعارضة التي حصلت كشفت انخراط النظام السوري بوسائله المباشرة وغير المباشرة وعبر سفارته في بيروت بترتيبات معدة سلفا لتوظيف الثقل الديموغرافي للاجئين السوريين في لبنان»، مشيرا إلى أن «هناك معلومات مثبتة تؤكد أن النظام السوري، وبمساعدة حزب الله و8 آذار، مارسوا شتى أنواع الضغوط على اللاجئين السوريين للإقبال الكثيف على الاقتراع». وأضاف: «تبين أن هناك أعدادا كبيرة من النازحين السوريين غير مهددة، وعلى وزير الخارجية التحرك فورا من أجل المطالبة بإعادتها إلى سوريا».
وعبّر عدد كبير من اللاجئين السوريين المعارضين للأسد عن نقمتهم من توافد الآلاف من أبناء بلدهم للاقتراع للأسد. وقالت أم أحمد (33 عاما) النازحة من إدلب إلى بيروت لـ«الشرق الأوسط»: «ما حصل مؤسف ومخز في آن… ففي حين تقصف مناطقنا وأطفالنا بالبراميل المتفجرة والأسلحة الكيماوية، يتوافد الآلاف في لبنان لتجديد البيعة للقاتل».
وأفادت معلومات صحافية عن أن مجهولين في منطقة باب التبانة في مدينة طرابلس شمال لبنان اعتدوا على بائع قهوة سوري بعدما تبين لهم أن إصبعه مغطى بالحبر، أي أنه شارك بالانتخابات السورية في السفارة السورية: «فوجهوا له كلاما قاسيا ثم ضربوه».
يُذكر أن عدد اللاجئين السوريين المسجلين لدى مفوضية الأمم المتحدة في لبنان فاق المليون و87 ألفا، فيما تؤكد السلطات اللبنانية أن عددهم الإجمالي تخطى المليونين.
الأكراد يقاطعون الانتخابات الرئاسية السورية ويخشون تسببها في الفتنة مع العرب
الإدارة الذاتية تدعو للتعاطي بـ«حكمة» مع المخاوف من تهريب النظام صناديق الاقتراع إلى القرى الموالية
بيروت: «الشرق الأوسط»
رفضت الإدارة الذاتية الكردية في سوريا وضع صناديق اقتراع للانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في الثالث من يونيو (حزيران) المقبل في المناطق الخاضعة لسيطرتها، معربة عن خشيتها من إدخال النظام الصناديق بشكل سري إلى القرى العربية الموالية له لإحداث فتنة عربية – كردية في المنطقة، بحسب ما أكد الناطق الرسمي باسم الإدارة الذاتية الكردية الديمقراطية في منطقة الجزيرة جوان محمد لـ«الشرق الأوسط»، موضحا أن «الإدارة لن تسمح بوضع أي صندوق انتخابي في مناطقها، لكن النظام قد يعمد إلى إدخال الصناديق سرا إلى قرى (عرب الغمر) العربية ليخلق مشكلات بيننا وبين أهالي هذه القرى الموالية للنظام».
وتقع القرى العربية التي يطلق عليها «عرب الغمر» داخل المناطق الكردية ويصل عددها إلى نحو 40 قرية تمتد على طول عشرة كيلومترات من الشريط الحدودي المحاذي لتركيا. وغالبا ما تحصل مشكلات بين أهالي هذه القرى والسكان الأكراد القاطنين بقربهم.
وفي حين أشار محمد إلى «منع وجود الصناديق في المناطق الكردية لأن هذه الانتخابات لا تتسم بالشرعية والقانونية وستزيد من تأزم الوضع السوري»، لافتا إلى «ضرورة التعاطي بحكمة إذا ما أقدم النظام على إدخال صناديق الاقتراع إلى القرى العربية الموالية، منعا لحصول فتنة يسعى النظام إليها».
وكانت صحيفة «الوطن» السورية وفضائية «سما» المقربتان من النظام السوري نقلتا تصريحات لمسؤولين سوريين حول نية المواطنين الأكراد في المناطق الكردية بالمشاركة في الاقتراع بالانتخابات الرئاسية والإدلاء بأصواتهم لصالح الرئيس السوري بشار الأسد. كما أعلن رئيس المبادرة الوطنية السورية للأكراد السوريين المقرب من النظام عمر أوسي أن «بعض القيادات الكردية في مناطق الإدارة الذاتية في شمال البلاد تفهمت إمكانية وضع صناديق اقتراع بشأن الانتخابات في عدد من المدن والبلدات».
ونقلت صحيفة «الوطن» السورية عن أوسي قوله: «طلبت من القيادات الكردية في مناطق الإدارة الذاتية وضع صناديق اقتراع في مناطق: رأس العين والدرباسية وعامودا والجوادية والرميلان والمالكية، بالإضافة إلى مركزي مدينتي القامشلي والحسكة والريف المتاخم للمدينتين اللتين ستجري الانتخابات فيهما بسلاسة وبشكل طبيعي وسيفاجأ الشعب السوري بنسبة المشاركة فيهما».
لكن، الناطق الرسمي باسم الإدارة الذاتية الكردية الديمقراطية في منطقة الجزيرة جوان محمد أوضح خلال تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» أن عمر أوسي لا يمثل الأكراد بل هو ناطق باسم النظام، لذلك لا معنى لتصريحاته».
وكانت المنسقية العامة لرئاسة المجالس التنفيذية للإدارة الذاتية الديمقراطية في المقاطعات الثلاث (جزيرة، وكوباني وعفرين) قد أشارت في بيان لها أنه «في ظل ما تشهده سوريا من دمار واقتتال وصراع دموي وما يتعرض له الشعب السوري من تشريد وإرهاب وتهجير، بات من المستحيل الحديث عن انتخابات ديمقراطية تنتج حالة تعبر عن طموح الشعب السوري في الاستقرار والأمان، وهذه المرحلة الحساسة تحتاج إلى أجواء ديمقراطية تتحاور فيها جميع القوى المتصارعة، لإنهاء الصراع القائم بحل سياسي وخلق حالة يتمكن فيها الشعب السوري من تقرير مصيره وإنهاء المأساة وإعادة الإعمار».
وأضاف البيان الذي جاء ردا على تصريحات دعائية من قبل وسائل إعلام تابعة للنظام السوري حول إمكانية إجراء الانتخابات الرئاسية في مناطق الإدارة الذاتية: «إننا في الإدارة الذاتية الديمقراطية أكدنا أكثر من مرة موقفنا من الانتخابات الرئاسية السورية وأصدرنا بيانا بهذا الشأن، ونؤكد مرة أخرى أن هذه الانتخابات في ظل هذه الأجواء لن تفرز إلا استمرارية في القتل والدمار وأن أي نتيجة لن تتسم بالشرعية أو القانونية».
وسبق للمجلس الوطني الكردي في سوريا أن أعلن مقاطعته للانتخابات الرئاسية موضحا أنها «تناقض ما وافقت عليه الحكومة السورية من بنود اتفاقية (جنيف1) حول هيئة الحكم الانتقالي وتضع المزيد من العراقيل أمام الحل السلمي وتتجاهل تضحيات السوريين وإرادة المجتمع الدولي».
مقتل جنرال من الحرس الثوري الإيراني في سوريا
نقلت وكالة الأنباء الإيرانية بيانا صدر عن العلاقات العامة للحرس الثوري يؤكد مقتل الجنرال عبد الله إسكندري أحد قادة القوات البرية التابعة للحرس الثوري داخل الأراضي السورية.
وذكر البيان أن الجنرال إسكندري قتل الثلاثاء الماضي في معارك بمنطقة السيدة زينب في محيط دمشق، ويشغل منصب رئيس مؤسسة الشهيد التابعة للحرس الثوري في محافظة فارس الإيرانية.
وتعد إيران حليفا قويا لنظام الرئيس السوري بشار الأسد في مواجهته لقوات المعارضة المسلحة، ورغم أنها تنفي بشدة تورط قواتها مباشرة في النزاع، أكدت تقارير دولية عديدة مشاركة قوات من حرسها الثوري في القتال.
وأكد مؤخرا قائد القوة الجوية في الحرس الثوري الإيراني علي حاجي زاده أن بقاء الأسد في السلطة وعدم سقوط نظامه يعود في جزء كبير منه إلى رغبة إيران في استمراره.
من جهته أقر حزب الله اللبناني -حليف إيران- في أبريل/نيسان من العام الماضي بأن عناصره يقاتلون إلى جانب قوات الأسد.
وكان حزب الله نعى الاثنين الماضي مسؤولا عسكريا في الحزب يدعى فوزي أيوب قضى أثناء “أداء واجبه الجهادي” على حد وصف الحزب، في إشارة إلى مقتله بسوريا.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2014
عشرات القتلى بسوريا وتواصل المظاهرات والمعارك
وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان اليوم الجمعة مقتل 32 شخصا في مختلف المحافظات، في حين خرجت مظاهرات بمناطق عدة في جمعة أطلق عليها الناشطون اسم “درعا بوابة النصر القادم”، وذلك بعد يوم من اتهام تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام بقتل 15 مواطنا كرديا وخطف 193 آخرين.
وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان اليوم الجمعة إنها رصدت مقتل 32 شخصا في مختلف المحافظات السورية، بينهم سيدتان وطفلة ومعتقلان تحت التعذيب وثلاثة من عناصر الدفاع المدني وعنصران في الجيش الحر.
وقال مراسل الجزيرة إن الطيران الحربي شن غارات جوية على بلدات تل رفعت وعندان وإعزاز وكفر ناصح وكفر حمرة في ريف حلب، مما أدى لمقتل شخص وإصابة العديد من الجرحى.
وأكد ناشطون سقوط عدة ضحايا جراء قصف قوات النظام لمسجد ثوبان في حي الميدان بمدينة حلب بعد صلاة الجمعة، كما ذكرت شبكة مسار برس مقتل خمسة أشخاص وإصابة عدد آخر إثر غارة استهدفت حي طريق الباب.
وإثر إلقاء براميل متفجرة أثناء صلاة الجمعة سقط عدة جرحى في مدينة اللطامنة بريف حماة، وقال مركز حماة الإعلامي إن القصف بالبراميل طال مدينة مورك ولحايا وزور الحيصة ومعركبة ومسجد كفرزيتا.
وقالت شبكة سوريا مباشر إن غارة بالبراميل المتفجرة وقعت بمدينة بصرى الشام في ريف درعا، كما تحدث ناشطون عن مقتل امرأة وطفل في غارة جوية على بلدة تلمنس بريف إدلب وعن مقتل القيادي في الجبهة الإسلامية محمد حسن معراتي جراء سقوط برميل على حاجز السلام في مدينة خان شيخون.
أما ريف دمشق فشهد غارتين على بلدة المليحة أثناء صلاة الجمعة، وغارات بالبراميل المتفجرة على بلدتي الديرخبية خان الشيح، كما سقط قتيلان وعدد من الجرحى إثر سقوط قذيفة على مخيم خان دنون، حسب اتحاد التنسيقيات.
مظاهرات ومعارك
في الأثناء، خرجت مظاهرات تحت اسم “درعا بوابة النصر القادم” في كل من مدينتي سقبا بريف دمشق وكفرنبل بإدلب وحي المشهد بحلب, ورفع المتظاهرون فيها شعارات تطالب بالحرية وإسقاط نظام الأسد، كما نددوا بما سموه القصف الكثيف الذي يستهدف مدينتي درعا وحلب, وطالبوا بدعم قوات المعارضة التي تخوض معارك على جبهات عدة.
وبالتزامن مع المظاهرات، دارت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام بمدينة داريا بريف دمشق وسط غارات بالبراميل المتفجرة وقصف من مدفعية النظام، وفقا لشبكة سوريا مباشر، كما استعاد الثوار السيطرة على بلدة الثورة ودمروا ثلاث آليات لقوات النظام.
وأضافت الشبكة أن المعارك متواصلة في محيط قرية أم شرشوح بريف حمص، وأن الجيش الحر استهدف بالهاون قوات النظام المتمركزة ببلدة عتمان في درعا.
من جهتها، أكدت شبكة مسار برس مقتل ستة عناصر من قوات النظام في غابات الفرلق بريف اللاذقية أثناء المعارك، وذلك تزامنا مع معارك في جبل تشالما أسفرت عن مقتل أربعة من الشبيحة، كما تحدثت الشبكة عن سقوط ضحايا من الجيش الحر وقوات النظام أثناء الاشتباكات الجارية بين الطرفين في حي الشيخ نجار بحلب.
أما محافظة حماة فشهدت استهداف الجيش الحر بصواريخ غراد مطار حماة العسكري، وفقا لمركز حماة الإعلامي، بينما وثق مركز صدى الإعلامي مقتل 7 عناصر من قوات النظام في حاجز سرحة.
خطف وقتل
من جهة أخرى، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام خطف أمس الخميس ما لا يقل عن 193 مواطنا كرديا تتراوح أعمارهم بين 17 و70 عاما من بلدة قباسين في ريف حلب.
وكان المرصد قد ذكر أيضا أن التنظيم قتل أمس 15 كرديا في هجوم على قرية رأس العين في محافظة الحسكة بشمال البلاد، وأضاف أن عناصر التنظيم نفذوا الإعدام “بعد اقتحام القرية”.
وأدانت هيئة التنسيق الوطنية السورية المعارضة هذا الهجوم، وقالت في بيان لها اليوم إن التنظيم قام بالتمثيل بجثث الضحايا وإن “بينهم سبعة أطفال وثلاث نساء ممن نزحوا من بطش قوات النظام في ريف حلب، مضيفة أنه فجّر عربة مفخخة في قرية تماد ذهب ضحيتها العديد من المدنيين العزل”.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2014
مشاورات لتجميد عضوية سوريا بالأمم المتحدة
تجري مشاورات بالأمم المتحدة لبحث تجميد عضوية سوريا في الجمعية العامة للأمم المتحدة، بالإضافة إلى إصدار مشروع قرار جديد بشأن الأوضاع الإنسانية في سوريا من مجلس الأمن الدولي تحت الفصل السابع الأسبوع المقبل.
وقال مراسل الجزيرة في نيويورك مراد هاشم إن مشاورات تجري في إطار ما يعرف “بمجموعة الدول المتماثلة المواقف بشأن الأزمة السورية” لبحث الخيارات المتاحة لتجميد عضوية سوريا في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ونقل عن مصدر دبلوماسي قوله إن أبرز هذه الخيارات هو طرح مشروع قرار على الجمعية العامة ينزع الصفة التمثيلية عن وفد الحكومة السورية وتعليق مشاركته في اجتماعاتها.
تحت الفصل السابع
من جانب آخر تعد أستراليا ولوكسمبورغ والأردن مشروع قرار جديد بشأن الأوضاع الإنسانية في سوريا يتوقع توزيعه على أعضاء مجلس الأمن الأسبوع المقبل.
ومن المرجح أن يأتي المشروع وفقا للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وذلك لضمان التزام الحكومة السورية وبقية الأطراف بتنفيذه على الأرض.
وسيركز المشروع بشكل رئيسي على ضمان عبور الحدود إلى داخل الأراضي السورية دون الحصول على موافقة من الحكومة، ويعطي أولوية لإيصال المساعدات للمناطق المحاصرة والمناطق التي يصعب إيصال المساعدات الإنسانية إليها.
وقالت رويترز إن مشروع القرار بمجلس الأمن يسمح بإدخال المساعدات لسوريا من أربع نقاط عبر الحدود مع تركيا والعراق والأردن دون موافقة الحكومة السورية التي تجاهلت طلبا سابقا للمجلس بمنحه قدرة أكبر على إيصال المساعدات.
وكان المجلس المؤلف من 15عضوا قد صوّت في فبراير/شباط الماضي في إجماع نادر بتأييد قرار يدعو إلى حرية وصول سريعة وآمنة ودون عوائق داخل سوريا، حيث سقط أكثر من 150 ألف قتيل في أتون حرب مستمرة منذ ثلاث سنوات.
قرار غير فعال
لكن كيونغ واكانغ نائبة منسقة الإغاثة في حالات الطوارئ بالأمم المتحدة أبلغت مجلس الأمن الخميس بأن القرار لم يحدث فارقا بالنسبة لنحو 9.3 ملايين شخص في سوريا يحتاجون للمساعدة و2.5 مليون فروا من البلاد حسبما تشير تقديرات الأمم المتحدة.
وقال دبلوماسيون بالأمم المتحدة تحدثوا بشرط عدم الكشف عن شخصياتهم، إن مشروع القرار الذي تعده أستراليا ولوكسمبورغ والأردن الأعضاء في مجلس الأمن أكثر قوة، وسيسمح بتوصيل المساعدات إلى سوريا من نقاط محددة لتصل إلى الملايين في المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة.
وأوضح السفير الأسترالي في الأمم المتحدة جاري كينلان للصحفيين بعد الإفادة التي أدلت بها كانغ، أن 90% من المساعدات تذهب إلى مناطق تسيطر عليها قوات الحكومة السورية ولا تذهب إلى السوريين في مناطق تسيطر عليها المعارضة.
وأشار دبلوماسيون إلى أن مشروع القرار سيهدد باتخاذ إجراءات في حالة عدم الامتثال، وقد جرى توزيع مشروعه على الدول الخمس الدائمة العضوية بمجلس الأمن والتي تتمتع بحق النقض (فيتو) وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين. ومن المقرر أن تجرى مفاوضات بين الأعضاء الثمانية في الأيام القادمة.
فرضه عسكريا
وبيّن هؤلاء الدبلوماسيون أن نص المشروع سيعمل وفق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، مما يجعله ملزما من الناحية القانونية ويمكن فرضه باللجوء إلى عمل عسكري أو بإجراءات إجبار أخرى مثل العقوبات الاقتصادية، علما بأن القرار الصادر في فبراير/شباط الماضي ملزم قانونا لكن لا يمكن تنفيذه بالقوة.
وكانت روسيا استخدمت حق النقض -مدعومة من الصين- ضد أربعة قرارات تهدد بإجراءات ضد حليفها الرئيس السوري بشار الأسد ومنعت سعي المجلس لإحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية تمهيدا لمحاكمات محتملة لارتكاب جرائم حرب.
وأوضحت موسكو من قبل أنها تعارض السماح بإدخال مساعدات عبر الحدود دون موافقة الحكومة السورية.
وتقول الأمم المتحدة إنها لا تستطيع توصيل المساعدات إلى سوريا بدون موافقة الحكومة إلا بموجب قرار يستند إلى الفصل السابع.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد طالب مجلس الأمن في تقرير الأسبوع الماضي بإتخاذ إجراء عاجل لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى أكبر عدد من السوريين.
وقال بيان صادر بعد اجتماع مغلق في المجلس لمناقشة تقرير بان إن كانغ أبلغت المجلس بضرورة أن تكون جميع طرق توصيل المساعدات متاحة عبر الطيران أو عبر الحدود البرية.
وأضافت كانغ أن القيود البيرقراطية على توصيل المساعدات يجب أن تتوقف، قائلة “ليس لدينا وقت لقيود تعسفية تحدد لنا كيفية توصيل المساعدات ولمن”.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2014
أول انتحاري أميركي في سوريا وواشنطن تعترف
العربية.نت
أكدت واشنطن أن انتحاريا أميركيا فجر نفسه في سوريا، الجمعة، وهذه أول حالة يتم تسجيلها منذ بدء الثورة السورية، في وقت نشر مؤيدون لجبهة النصرة، تحت مسمى أنصار الإسلام، فيديو مصوراً يظهر تنفيذ عملية انتحارية عبر تفجير شاحنة في موقع يتمركز فيه عناصر من الجيش السوري، في إدلب. وفي تعليق على الفيديو أعلنوا أن منفذ العملية أميركي الجنسية يلقب بـ “أبو هريرة”.
ومما نشر حول تفاصيل العملية، أن الشاحنة كانت محملة بـ16 طنا من المتفجرات، وأنها اتجهت نحو مطعم الفنار في إدلب خلال هجوم شمل ثلاث شاحنات أخرى تحمل متفجرات.
وتأكيداً على هوية منفذ العملية، أعلنت جهات حكومية أميركية أن “أبوهريرة الأميركي” منفذ تفجير إدلب ترعرع في فلوريدا. ونقلت شبكة الـ سي أن أن، عن مسؤولين بالحكومة الأميركية تأكيدهم أن المقاتل الذي نفذ العملية الانتحارية مواطن أميركي بالفعل.
وأوضح المسؤولان الأميركيان أن الانتحاري ترعرع في فلوريدا، إلا أنهما رفضا الكشف عن هويته الحقيقية، بدعوى أن التحقيقات لا تزال جارية مع أفراد عائلته.
وأشارا إلى أن “أبوهريرة الأميركي” ضمن مجموعة من الأميركيين تحاول وكالات أمنية، كمكتب التحقيقات الفيدرالية “إف بي آي” ووكالات الاستخبارات المركزية “سي آي أيه” وضعهم قيد المراقبة منذ مغادرتهم، قبل عدة أشهر، باتجاه سوريا للانضمام إلى الجماعات التي تقاتل ضمن القوى المناهضة لنظام الأسد.
وكانت صحيفة الـ”نيويورك تايمز” ذكرت أن مواطنا أميركياً يعمل في سوريا مع جبهة النصرة يعتقد أنه تورط في هجوم انتحاري وقع شمال سوريا في أول حالة من نوعها.
ونقلت الصحيفة الأميركية عن مواقع جهادية أن الرجل والذي يلقب بـ”أبو هريرة الأميركي” قاد إحدى الشاحنات التي تحمل نحو 16 طنا من المتفجرات خلال هجوم شمل ثلاث شاحنات تحمل متفجرات في إدلب.
يأتي ذلك في الوقت الذي لم يؤكد فيه المسؤولون الأميركيون هوية الانتحاري، غير أن جهودا تبذل حاليا لتحديد أسرة الشخص لتحديد هويته.
يذكر أن مسؤولين أميركيين كانوا قد اعترفوا بأن 70 أميركيا توجهوا إلى سوريا للمشاركة في عمليات القتال الجارية هناك.
“داعش” يخطف 200 كردي في شمال سوريا
بيروت – فرانس برس
خطف عناصر من تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” حوالي مئتي مواطن كردي من بلدة في ريف حلب في شمال سوريا، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان الجمعة.
وقال المرصد في بريد إلكتروني إن “مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام خطفوا يوم أمس (الخميس) ما لا يقل عن 193 مواطنا كرديا تتراوح أعمارهم بين 17 و70 عاماً من بلدة قباسين في ريف مدينة الباب في محافظة حلب”.
وردا على سؤال لوكالة فرانس برس، أوضح مدير المرصد السوري، رامي عبدالرحمن، أن “أسباب الخطف مجهولة، لكن مثل هذه الأعمال تتكرر في المناطق التي تسيطر عليها الدولة الاسلامية”، مشيرا إلى أن السبب “قد يكون لطلب فدية، أو لاتهام المعتقلين بأنهم موالون لتنظيم كردي معين، أو لمخالفتهم شريعة الإسلام”.
وأشار إلى أن “الدولة الإسلامية في العراق والشام” غالبا ما تنفذ عمليات قتل عشوائية بحق عدد من معتقليها.
وتسيطر “الدولة الإسلامية في العراق والشام” على كامل محافظة الرقة في شمال سوريا، وعلى بعض المناطق في محافظات الحسكة (شمال شرق)، ودير الزور (شرق)، وبعض أجزاء من الريف الشمالي الشرقي لحلب (شمال).
وتخوض فصائل المعارضة المسلحة معارك مع “الدولة الإسلامية في العراق والشام” منذ يناير، وتتهمها بأنها متواطئة مع النظام.
ويسعى تنظيم “داعش” إلى إقامة “دولته” على المنطقة الممتدة من الرقة شمالا إلى الحدود السورية العراقية في الشرق.
براميل متفجرة تحمل غازات سامة على اللطامنة بريف حماة
دبي – قناة العربية
سجلت الهيئة العامة للثورة عشرات حالات الاختناق بين سكان مدينة اللطامنة في ريف حماة جراء قصف النظام السوري لها بغاز الكلور.
كما أفادت الهيئة العامة للثورة بأن قوات النظام استهدفت بصواريخ أرض أرض بلدة المليحة في الغوطة الشرقية، تزامناً مع تجدد القصف العنيف على المنطقة الشمالية لمدينة داريا.
وأفادت شبكة شام بدورها بأن قوات النظام تواصل قصفها بالدبابات والمدفعية الثقيلة على مدينة تلبيسة في ريف حمص.
وفي حلب سقط عدد من القتلى والجرحى جراء القصف بالطيران الحربي الذي استهدف طريق الكاستيلو ومدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي.
وفي حلب أيضاً استهدف النظام ببراميله المتفجرة حي مساكن هنانو وجبل الحيدرية.
وأفادت لجان التنسيق عن قصف بالدبابات على بلدة النعيمة، فيما يستمر القصف بالبراميل المتفجرة على مدينة أنخل.
أما شمالاً فتتواصل الاشتباكات العنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام في محيط برج 45 بريف اللاذقية.
سوريا.. ألفا قتيل بحلب في 5 أشهر
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 1963 مدنيا، من بينهم 567 طفلا قتلوا في حلب شمالي البلاد، منذ مطلع العام الجاري، في وقت اندلعت اشتباكات بين مقاتلي المعارضة المسلحة والقوات الحكومية في ريف العاصمة دمشق.
وأفاد المرصد أن القتلى سقطوا في مناطق مختلفة من حلب نتيجة قصف بالمدفعية أو إلقاء القوات الحكومية براميل متفجرة على المدينة على مدار الأشهر الخمسة الماضية.
ويشن الطيران السوري منذ منتصف ديسمبر الماضي، هجمات مكثفة على مناطق تسيطر عليها المعارضة المسلحة في مدينة حلب وريفها. ونددت منظمات دولية ودول بهذه الحملة.
اشتباكات
من جهة ثانية، أفادت مصادر سورية متطابقة باندلاع اشتباكات وصفتها بأنها “عنيفة” بين الجيش الحر والقوات الحكومية على طريق مطار دمشق الدولي، من جهة بلدة بيت سحم، بريف دمشق.
كما أظهر شريط فيديو بثه ناشطون في الإنترنت دمارا خلفه قصف الجيش السوري النظام لأحد المنازل في مدينة دوما في الغوطة الشرقية بريف دمشق.
وذكرت شبكة “سوريا برس” أن الطيران الحربي السوري ألقى برميلا متفجرا على الأحياء السكنية وسط مدينة داريا بالقرب من العاصمة دمشق.
وفي تطور آخر، قتل مسلحون 15 كرديا، من بينهم 7 أطفال، في هجوم على بلدة رأس العين بمحافظة الحسكة شمالي سوريا.
مصادر لـCNN: “أبوهريرة الأمريكي” انتحاري إدلب.. ترعرع في فلوريدا
أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) — أكد مسوؤلان بالحكومة الأمريكية لـCNN، فجر الجمعة، بأن المقاتل المتشدد، الذي نفذ العملية الانتحارية ضد حاجز للقوات السورية الموالية للرئيس، بشار الأسد، هو مواطن أمريكي بالفعل.
وقدمت “كتيبة صقور الشام”، في شريط فيديو بث على موقع يوتيوب”، الانتحاري الذي فجر شاحنة محملة بـ 17 طنا من المتفجرات في حاجز للقوات السورية بإدلب، بكنيته “أبو هريرة الأمريكي.”
وقال أبو فاروق الشامي، الناطق باسم كتيبة “صقور الشام” للشبكة، الخميس، إن العملية جرت بالتنسيق بين كتيبته وتنظيم “جبهة النصرة” المرتبطة بتنظيم القاعدة
وأوضح المسؤولان الأمريكيان بأن الانتحاري ترعرع في فلوريدا، إلا أنهما رفضا الكشف عن هويته الحقيقية، بدعوى أن التحقيقات لا تزال جارية مع أفراد عائلته.
وأشارا إلى أن “أبوهريرة الأمريكي” هو ضمن مجموعة من الأمريكيين تحاول وكالات أمنية، كمكتب التحقيقات الفيدرالية “أف بي آي” ووكالات الاستخبارات المركزية “سي آي أيه” وضعهم قيد المراقبة منذ مغادرتهم، قبل عدة أشهر، باتجاه سوريا للانضمام إلى الجماعات المتشددة التي تقاتل ضمن القوى المناهضة لنظام الأسد.
جماعة منشقة على القاعدة تقتل 15 كرديا في شمال سوريا
بيروت (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومصور بموقع الاحداث يوم الجمعة إن جماعة منشقة على تنظيم القاعدة قتلت 15 كرديا سبعة منهم أطفال في هجوم على قرية بشمال سوريا.
وقع الهجوم الذي شنته جماعة الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام التي تبرأت منها القيادة المركزية للقاعدة في وقت سابق هذا العام اثناء هجوم مستمر منذ ستة اشهر ضد أكراد سوريا وعدد من جماعات المعارضة وهو ما أضعف الانتفاضة المسلحة ضد الرئيس بشار الأسد وأدى إلى مقتل الالاف.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومصور حر إن الهجوم وقع يوم الخميس بالقرب من بلدة رأس العين الكردية بعد ان اقتحم مسلحون قرية.
وتبعد رأس العين 600 كيلومتر عن دمشق وتتبع محافظة الحسكة المنتجة للنفط في شمال شرق سوريا ويقيم فيها كثيرون من الاقلية الكردية السورية التي يقدر عددها بمليون شخص.
وفي واحدة من صور رويترز أمكن مشاهدة ست جثث لأشخاص بينهم ثلاثة صبية. وكانت هناك امرأة في منتصف العمر تبكي إلى جوار الجثث.
وتنصلت قيادة تنظيم القاعدة من جماعة الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام بعد ان دخلت في صراع على النفوذ ومن أجل السيطرة على مناطق مع جبهة النصرة التي تشكل الجناح الرسمي للقاعدة في سوريا.
وابتعد أكراد سوريا بدرجة كبيرة عن المعارضة المسلحة ضد الأسد لانهم يخشون من ان فصائل المعارضة السنية ستتجاهل طموحاتهم في الحكم الذاتي في فترة ما بعد الأسد.
وقتل نحو 160 ألف شخص في الصراع الذي دخل الآن عامه الرابع.
(إعداد رفقي فخري للنشرة العربية – تحرير محمد اليماني)
في دمشق.. موائد الطعام تحمل آثار الحرب الأهلية السورية
دمشق (رويترز) – بينما تقترب سوريا من إجراء انتخابات رئاسية وسط الحرب الأهلية ربما تكون دمشق قد تجنبت الكثير من الويلات التي قاستها مدن أخرى لكن آثار الصراع تظهر في مياه الصنابير وعلى موائد الطعام مما يثير استياء سكان العاصمة.
وقبل الحرب كانت حكومة الرئيس بشار الأسد تحكم سيطرتها على أسعار المواد الغذائية وجودتها. لكن انشغالها بالحرب أضعف سيطرتها وهو الأمر الذي أدى إلى ازدهار ممارسات تجارية مشبوهة أثرت على امدادات المياه والغذاء.
وفي أحد بيوت دمشق هرعت ميادة إلى المطبخ لتملأ قدرا كبيرا بالمياه من الصنبور لأنها كانت تريد أن تخزن أكبر كمية ممكنة منها. وتقول “لابد أن أسرع.. لان المياه تنقطع.”
وأضافت وهي تشير إلى حبيبات سوداء وبنية اللون في قاع القدر المملوء “انظر إلى كل هذا الرمل.. لم نعد نستطيع شرب المياه دون تنقيتها أولا.. والله وحده يعلم ما الذي يطفو هنا أيضا دون أن استطيع رؤيته.”
ويقول سكان دمشق إن جودة المواد الغذائية تتدهور أيضا فضلا عن ارتفاع أسعارها ولا سيما الاكلات الشعبية المفضلة مثل الشاورما والفلافل والدجاج المشوي.
ويقول عصام وهو مالك أحد المطاعم في وسط دمشق “تذوق الفلافل وستدرك أنهم يضيفون فتات الخبز ليوفروا من الحمص.. تستطيع أن تلاحظ الفرق بسهولة.. الفلافل المزيفة التي يصنعونها الآن دهنية وداكنة… الناس يأكلونها لانها رخيصة لكن الجميع يشتكي.”
أما بالنسبة للشاورما فتقول لمياء (32 عاما) “الله وحده يعلم نوع اللحم الذي يستخدمونه هذه الايام. هل هو لحم بقر؟ كل ما أعرفه أنها لم يعد لها نفس الطعم.”
أما بالنسبة للدواجن فانها إما تبدو أقل وزنا من المعتاد أو سمينة اكثر من الطبيعي الأمر الذي أثار تساؤل سكان دمشق بشأن نوعية العلف الذي يطعمه المزارعون لدواجنهم.
ويقول مروان الذي يعتبر نفسه خبير تغذية “هل يستخدمون الهرمونات؟ البروتين الحيواني؟ المخلفات؟ مياه الصرف الصحي؟ لا نعلم.”
وتترقب دمشق الانتخابات التي ستجرى في الثالث من يونيو حزيران ويعتبر فوز الأسد بها في حكم المؤكد نظرا لان التصويت سيجرى في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة. لكن سكان العاصمة يخشون أن تشهد الانتخابات هجمات بقذائف المورتر من الضواحي التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة.
بيد أن الحكومة بدأت حملة تحت شعار “معا نعيد البناء” أغرقت ملصقاتها كل شوارع العاصمة وتظهر فيها أياد متشابكة على الرغم من الانقسام الواسع النطاق في سوريا على أسس طائفية وقبلية.
ويعتبر سكان دمشق أوفر حظا من السوريين الذين يعيشون في مناطق خارج سيطرة الدولة تتعرض لقصف يومي وتنقطع عنها الامدادات بسبب حصارالجيش لها لفترات طويلة.
ولقي أكثر من 160 ألف شخص حتفهم في الصراع الذي بدأ في مارس آذار 2011 باحتجاجات في الشوارع ضد عقود من حكم عائلة الأسد لكن سرعان ما تحول إلى صراع مسلح بعد الحملة الأمنية العنيفة على المتظاهرين السلميين. وتفشى سوء التغذية ويقول أطباء إن أطفالا ماتوا جوعا في المناطق المحاصرة.
وفي دمشق يلاحظ الناس التغيرات مثل ارتفاع أسعار السلع الأساسية والتي قد تصل في بعض الأحيان إلى ثلاثة أو أربعة أمثالها مع تدهور جودتها.
ويقول أبو مصطفى وهو مالك متجر لمنتجات الألبان في حي المزرعة الذي تسكنه الطبقة المتوسطة “كل صناع منتجات الألبان تقريبا هذه الأيام يضيفون المياه للحليب والجبن واللبن (الزبادي).” وينفي أن يكون هو نفسه يقوم بذلك.
وقبل الحرب كانت السلطات تراقب صانعي منتجات الألبان لمنع الغش وكانت تفرض تسعيرة ثابتة بحيث تجبر صانعي منتجات الألبان على التنافس فيما بينهم بحسب الجودة والمذاق فقط.
لكن لم يعد هناك إشراف يذكر. وكان الجبن الأبيض الذي لا غنى عنه في أي منزل سوري يباع بمئتين وخمسين ليرة (1.60 دولار) للكيلو. أما الآن فان سعره يتراوح بين 400 و 1300 ليرة (8.70 دولار). والسعر الأخير هو الأقرب للأسعار التي يعرضها أبو مصطفى.
ويتردد مروان باستمرار على متجر أبو مصطفى رغم أنه يشتكي في أحاديثه الخاصة من الأسعار.
ويقول “لا أعرف السبب لكن كل شيء أصبح مذاقه بشع. الالبان والخبز وحتى اللحم الذي نشتريه هذه الأيام. أنا اشتري نفس القطع التي كنت أِشتريها ومن الجزار ذاته لكن طعمها الآن يبدو كالمطاط.”
(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية – تحرير دينا عادل)