أحداث الخميس، 14 تموز 2011
السفير الأميركي في دمشق… في قلب التوتر بين سورية وأميركا
بيروت – رويترز – كان روبرت فورد السفير الأميركي في دمشق في قلب الأحداث المتلاحقة والتوترات بين الولايات المتحدة وسورية والتي وصلت إلى حد إعلان واشنطن أن الرئيس السوري بشار الأسد فقد شرعيته وتعرض السفارة الأميركية في سورية للهجوم.
وفي لفتة تضامن غير معتادة مع المتظاهرين، زار فورد مدينة حماة الأسبوع الماضي.
ونظمت المدينة عدداً من أكبر المظاهرات طوال 14 أسبوعاً من الاحتجاجات. واستقبل سكان حماة فورد بأغصان الزيتون والورود لدى وصوله إلى المدينة.
لكن في مطلع الأسبوع احتشد أنصار النظام في قلب دمشق لإدانة زيارة فورد لحماة بوصفها تدخلاً في الشؤون الداخلية لسورية وألقوا البيض والطماطم والحجارة على السفارة.
ودان فورد في رسالة مشحونة نشرها على فايسبوك الهجوم على السفارة وبرر الاحتجاجات التي تعم البلاد. وقال في رسالته «لو كانوا (المهاجمون) يهتمون بأشقائهم السوريين لامتنع المحتجون عن إلقاء هذه الأطعمة علينا ليقدموها بدلاً من ذلك لهؤلاء السوريين الذين ليس لديهم ما يكفيهم من طعام. ويا لها من مفارقة أن تسمح الحكومة السورية لتظاهرة مناهضة للولايات المتحدة بالتحرك بحرية بينما يقوم شبيحتها من رجال الأمن بضرب محتجين سلميين يحملون أغصان الزيتون في مكان آخر».
ويبدو أن رسالة فورد زادت من حنق أنصار النظام فهاجمت حشود السفارة الأميركية والمقر الشخصي لإقامة فورد يوم الاثنين.
ونفت السفارة الأميركية في سورية أن تكون زيارة فورد لحماة التي تزامنت مع زيارة مماثلة من السفير الفرنسي لها أبعاد سياسية، وقالت إن فورد ذهب إلى هناك ليتابع المظاهرات بنفسه في موقع الحدث.
وقال مسؤول في السفارة «الأمر بسيط جداً بالنسبة لنا. في واقع الأمر لا يوجد مراقبون دوليون أو وسائل إعلام مستقلة في هذا البلد».
واستطرد «السفير كان واحداً من بين عدد من الأشخاص بوسعهم الذهاب. لقد رأى بعينيه… لم يكن هناك سلاح واحد».
وكان فورد الذي بدأ يشغل مناصب دبلوماسية في الخارج منذ عام 1985 وعمل من قبل سفيراً للولايات المتحدة في الجزائر قد وصل إلى دمشق في كانون الثاني (يناير) منهياً فجوة استمرت خمسة أعوام.
فواشنطن لم تعين سفيراً لها في سورية منذ عام 2005 حين سحبت سفيرها من دمشق عقب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في بيروت وهو حادث اتهمت سورية في بادئ الأمر بالتورط فيه وهو ما نفته دمشق.
4 قتلى في ادلب وانفجار في أنبوب للغاز بدير الزور
أوباما يرى أن “الأسد يفقد شرعيته”
شدَّد الرئيس الاميركي باراك اوباما ضغوطه على الرئيس السوري بشار الاسد قائلاً انه “يفقد الشرعية في أعين شعبه”. ورأى انه “فوت الفرصة بعد الفرصة” لتحقيق الاصلاح الحقيقي في سوريا.
وأفاد ناشطون سوريون ان اربعة مدنيين قتلوا برصاص قوى الامن في محافظة إدلب، كما فرقت الشرطة تظاهرة لنحو 250 مثقفاً وفناناً في دمشق واعتقلت ثلاثة منهم. وزار الامين العام الجديد لجامعة الدول العربية نبيل العربي سوريا والتقى الاسد. وفي حادث هو الاول من نوعه منذ بدء الاحتجاجات قبل أربعة اشهر، حصل انفجار ليل الثلثاء في انبوب للغاز في محافظة دير الزور بشرق سوريا الغنية بحقول النفط والغاز من غير ان تتضح ظروفه. ص 11.
وهذه المرة الاولى يثير الرئيس الاميركي شرعية الرئيس السوري، وقد فعل ذلك في اليوم التالي لتصريح مماثل لوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، على خلفية التوتر النوعي في العلاقات بين واشنطن ودمشق منذ اقتحام متظاهرين موالين للرئيس السوري مجمع السفارة الاميركية في العاصمة السورية وإلحاقهم أضرارا مادية به.
ولاحظ أوباما في مقابلة مع شبكة “سي بي أس” الاميركية للتلفزيون ان ممارسات النظام السوري ضد شعبه وصلت الى مرحلة وحشية غير مقبولة”. وعن اقتحام السفارة في دمشق قال: “بالتأكيد بعثنا برسالة واضحة بأننا لن نسمح لأحد بتهديد سفارتنا، وبأننا سنتخذ كل الاجراءات الضرورية من أجل حماية سفارتنا، وأعتقد أن الرسالة وصلت”.
وأضاف: “ما هو أبعد من ذلك هو اننا نرى بشكل متزايد ان الرئيس الاسد يفقد شرعيته في أعين شعبه، ولذلك فاننا نعمل على المستوى الدولي لضمان ابقاء الضغوط لنرى ما اذا كنا قادرين على تحقيق تغيير حقيقي في سوريا”.
وتزامن هذا الموقف التصعيدي، مع قول مساعد وزيرة الخارجية لشؤون حقوق الانسان مايكل بوزنر لاحدى لجان الكونغرس، ان واشنطن يمكن ان تفرض عقوبات جديدة على سوريا، الى العقوبات التي فرضها الرئيس أوباما منذ بدء الانتفاضة السورية، وشملت الرئيس الاسد وأفرادا في عائلته وكبار المسؤولين في حكومته، فضلا عن أجهزة مخابراته.
ومنذ زيارة السفير فورد لمدينة حماه، واقتحام السفارة الاميركية في دمشق، يشدد المسؤولون على تقويض “الاسطورة” كما وصفتها الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نيولاند والتي تدعي أنه لا يمكن تخيل سوريا من دون الرئيس الاسد أو أنه لا يمكن الاستغناء عنه. وهذا ما بدأته كلينتون حين قالت ان الاسد فقد شرعيته، ولحق بها في اليوم التالي الناطق باسم البيت الابيض جان كارني، قبل أن يضع الرئيس اوباما ثقله وراء هذا الموقف الاميركي النوعي الجديد.
وقالت مصادر أميركية مطلعة ان اثارة مسألة شرعية الرئيس الاسد تهدف، في جملة ما تهدف اليه، الى توجيه رسالة واضحة عن سياسة واشنطن الجديدة الى تلك الفئات والشرائح السورية، وتحديدا رجال الاعمال وطبقة تجار دمشق وحلب، والاقليات السورية التي تخشى مضاعفات سقوط النظام، بأن واشنطن لم تعد ترى أي امكان لاصلاح النظام في ظل الرئيس الأسد.
واشنطن – هشام ملحم / العواصم الاخرى – الوكالات
أوباما يعتبر أن الرئيس السوري «فقد شرعيته … بنظر شعبه»
الجامعـة العربيـة وروسـيا تدعمان الأسـد والإصلاحات تحريض فرنسي متواصل وقلق إيطالي على … لبنان
تلقت دمشق دعما من الجامعة العربية وروسيا اللتين أعلنتا رفضهما التشكيك في شرعية الرئيس السوري بشار الأسد، وذلك بعد ساعات على قول الرئيس الأميركي باراك أوباما «أعتقد أن الرئيس الأسد يفقد شرعيته بشكل متزايد في نظر شعبه»، في تعبير بدا متميزا عن موقف وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون التي قالت قبل يومين انه «فقد شرعيته بنظر واشنطن».
وأعلن ناشطون حقوقيون سوريون «مقتل 4 أشخاص برصاص الأمن في ادلب»، واعتقال 25 شخصا كانوا يشاركون في تظاهرة لمثقفين وفنانين وسط دمشق. وفي هذا الوقت، واصلت باريس التحريض على سوريا ونددت بما سمته «عرقلة» بكين وموسكو لمشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يندد بالقمع، فيما حذرت روما من أن «الأزمة في سوريا قد يكون لها تأثير على استقرار لبنان في المستقبل القريب».
وبحث الأسد مع الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي، في دمشق، الأوضاع على الساحة العربية و«ما تشهده من تغييرات، وضرورة توحيد الجهود العربية، وتعزيز العمل ضمن إطار الجامعة العربية لحل القضايا العربية، وخصوصاً القضية الفلسطينية وأهمية تعزيز المصالحة الفلسطينية التي جرت في مصر مؤخرا». وعرض الأسد «جملة الإصلاحات التي تقوم بها سوريا، والخطط الموضوعة لتجاوز الظروف التي تمر بها على طريق بناء دولة حديثة ديموقراطية».
وأعرب العربي عن «رفض الجامعة الكامل لمحاولات التدخل الخارجي في الشؤون السورية ودعمها لجملة الإصلاحات التي تشهدها سوريا، معربا عن أمله بأن تخرج سوريا أقوى مما كانت، وخاصة في ضوء الدور المحوري الذي تقوم به في المنطقة».
وتعليقا على تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون حول «أن الأسد فقد شرعيته»، قال العربي إن «أحدا لا يملك أن يقضي بأن رئيس دولة فقد شرعيته. هذا أمر يقرره الشعب».
وحذر وزير الخارجية السوري وليد المعلم من أن دمشق ستطبق إجراءات باتجاه حركة الدبلوماسيين إن أصر بعضهم على خرق القواعد المتبعة للعمل الدبلوماسي في سوريا، مشيرا في الوقت ذاته لتحمل دمشق مسؤولية أمن السفارات والدبلوماسيين، ومبينا أن ثمة اتصالات أميركية – سورية، ولا سيما تلقيه اتصالا من مساعد وزيرة الخارجية الأميركية وليام بيرنز أمس الأول.
وقال المعلم، ردا على سؤال حول كيفية حل قضية السفارتين الأميركية والفرنسية، إن ذلك
سيجري ضمن اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية. ورأى أنه «يجب عدم تجاوز المتظاهرين لحدود السفارتين، ومن قام بهذا أخطأ. كان يجب ألا يتم تجاوزها، فالتعبير عن الاحتجاج على زيارة السفيرين إلى حماه مشروع، ولكن بأسلوب سلمي». وأضاف «نحن كدولة مسؤولون عن حماية أمن السفارات وأعضاء السفارة، وبالتالي نتحمل هذه المسؤولية كاملة». (تفاصيل صفحة 13)
ونقلت صحيفة «الخبر» الجزائرية أمس عن نائب الرئيس السوري فاروق الشرع قوله إن «أحدا لا يتدخل في الشأن السوري، ولا يحق لأي دولة المطالبة بتنحي الرئيس بشار الأسد ونزع شرعيته». وأضاف ‘’السوريون وحدهم من يقررون، وهم مع الأسد لأنهم هم من انتخبوه’’.
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مقابلة مع إذاعة «صوت روسيا» من واشنطن، أن «روسيا ضد تكرار السيناريو الليبي في سوريا»، مكررا «موقف روسيا الداعي إلى مشاركة الحكومة والمعارضة في تسوية الوضع في سوريا».
وقال إن «موسكو تقف ضد عزل الأسد والقوى الموالية له، لأن الأخير، وعلى الرغم من ارتكابه عددا كبيرا من الأخطاء، يظهر الآن نيته على تحقيق إصلاحات، وأعلن العفو مرتين وبادر إلى إطلاق عملية الحوار الوطني في البلاد». ودعا «المجتمع الدولي إلى عدم رفض إمكانية إقامة حوار مع الأسد، حتى لا يتكرر السيناريو الليبي الذي لا يتفق ومصلحة الشعب السوري».
كما كررت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، رفض موسكو أي تدخل دولي في الوضع في سوريا، مؤكدة أنها ترى بوادر حل في «اللقاء التشاوري» الذي اختتم أعماله في دمشق أول من أمس. وقالت إن «موسكو تعتبر هذا الحوار، الذي يجب أن يتخذ طابعا واسعا وشاملا في ما بعد، عنصرا مهما في سياق إطلاق التحولات الديموقراطية والإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الملحة التي أعلنت عنها قيادة البلاد بأسرع ما يمكن، مما يتطلب من جميع القوى المشاركة في هذه العملية، سواء أكانت الحكومة أو المعارضة، أن تتبنى موقفا بناء ومسؤولا».
وأعربت «عن قناعتها بأن السوريين قادرون على التوصل إلى قرارات توافقية بعيدا عن العنف ومن دون تدخل خارجي، من شأنها أن تضمن تطور البلاد بشكل مطرد ومستدام لمصلحة جميع مواطنيها والسلام والاستقرار في المنطقة».
أوباما
وقال أوباما، في حديث لشبكة «سي بي اس»، إن «الأسد فوت فرصة تلو الأخرى لتقديم برنامج إصلاح فعلي، وبشكل أوسع، أعتقد ان الرئيس الأسد يفقد شرعيته بشكل متزايد في نظر شعبه، وهذا هو السبب الذي من اجله نعمل على المستوى الدولي للإبقاء على الضغوط لكي نرى إن كان بالإمكان التوصل الى تغيير حقيقي في سوريا». يذكر ان كلينتون كانت قالت قبل يومين ان «الاسد يفقد شرعيته بنظر الولايات المتحدة».
وسئل اوباما لماذا لم يذهب الى ابعد من ذلك ويطالب الاسد بالتنحي عن الحكم، فقال «هناك حقا توافق متزايد بين الشعب السوري على انه يجب ان يحدث هذا التحول وأن الرئيس الأسد لن يقود هذا التحول. والشعب السوري سيكون ويجب ان يكون قادرا على تقرير مستقبله بنفسه».
وأشار أوباما إلى أن واشنطن أوصلت رسالة واضحة بأن «ما رأيناه من قبل النظام السوري كان درجة غير مقبولة من القمع العنيف الموجه ضد شعبه». وندد بسماح دمشق لأشخاص مؤيدين للنظام بمهاجمة السفارة الأميركية قائلا إن واشنطن «أوصلت رسالة واضحة بأنه لا يسمح لأحد بالتعدي على سفارتنا وسنتخذ ما يلزم من الخطوات من اجل حماية سفارتنا».
وأعلن مساعد وزيرة الخارجية لشؤون حقوق الانسان مايكل بوسنر ان واشنطن تنوي فرض عقوبات جديدة على الاسد وبعض مسؤوليه المقربين. وقال «لقد قمنا بعمل كبير في هذا الاتجاه ونحن بصدد درس عقوبات أخرى».
وأعلنت وزارة الخارجية البريطانية أنها استدعت السفير السوري في لندن سامي الخيمي اثر «الهجمات» التي تعرضت لها سفارتا فرنسا والولايات المتحدة في دمشق. وأدان المسؤول عن دائرة الشرق الاوسط وأفريقيا في الخارجية البريطانية باتريك دايفيز «اخفاق الحكومة السورية في تحمل مسؤولياتها القاضية بحماية الممتلكات والموظفين الدبلوماسيين بموجب اتفاق فيينا الذي يضمن ايضا حق جميع الدبلوماسيين في حرية التنقل».
واعتبر وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه أن «عرقلة» الصين وروسيا لمشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يندد بالقمع في سوريا «غير مقبولة».
وردا على أسئلة محطة «ال سي اي» حول الموقف الواجب اعتماده لكي تتحرك الأمم المتحدة ضد سوريا، قال لونغيه انه «يجب إقناع الصين وروسيا بأن هذه العرقلة غير مقبولة». وأضاف «إنها غير مقبولة لان الرئيس السوري بشار الأسد حشد كما يبدو إمكانات كبرى لإنهاء المعارضة، وعلى دول تتطور مثل روسيا أو التي تقول إنها تنتمي إلى المجموعة الدولية مثل الصين عليها أن تقبل القواعد المشتركة: أي يجب ألا تعامل حكومة ما معارضتها بقصف المدافع».
وأدان وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني «إصرار الأسد على متابعة مسار القمع بدلا من الإصلاح». وطالب «بتمكين المنظمات الدولية من دخول سوريا والإفراج عن السجناء السياسيين وبدء حوار وطني»، مشيرا إلى أن «الأزمة في سوريا قد يكون لها تأثير على استقرار لبنان في المستقبل القريب».
وفي سياق مختلف، قال مصدر مسؤول في وزارة النفط السورية إن «حريقا اندلع امس (أول من أمس) في خط نقل النفط الواصل بين حقل العمر ومحطة التيم التابعين لشركة الفرات للنفط في محافظة دير الزور في موقع مكشوف من الخط خاضع للصيانة». وأوضح أن «اشتعال الأعشاب اليابسة القريبة من الأنبوب أدى إلى انتشار الحريق على مساحة واسعة وتمت السيطرة عليه وإخماده».
وأشار المصدر وفقا لـ«سانا « إلى «استمرار الإنتاج وعدم توقفه حيث تم تحويل النفط إلى خطوط أخرى بديلة وبوشر بالتدقيق بأسباب الحريق الذي يحتمل أن يكون ناجما عن احتراق الأعشاب القريبة من الموقع أو وجود تهريب من الخط عبر الوصلة الميكانيكية المؤقتة المركبة على المقطع المكشوف الخاضع للصيانة».
الى ذلك، قال رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن «قتل اربعة مدنيين في محافظة ادلب بشمال غرب سوريا برصاص قوات الامن التي تنفذ عمليات تمشيط وتفتيش».
وقال العضو في الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم ريحاوي إن «قوات الأمن السورية فرقت بالهراوات نحو 250 مثقفا وفنانا تظاهروا في حي الميدان وسط دمشق»، مشيرا الى «اعتقال 25 من المشاركين في التظاهرة». وأعلن ان «المتظاهرين، وبينهم الكاتب المعارض فايز سارة والناشط الحقوقي مازن درويش بدأوا ينشدون النشيد الوطني السوري ثم هتفوا الله سوريا حرية وبس قبل ان يتم تفريقهم بسرعة».
الى ذلك، اختتم اجتماع لمعارضين اسلاميين سوريين في اسطنبول «بتوجيه دعوة للجيش لحماية الشعب السوري والوقوف بجانب المحتجين ضد حكومة الأسد». وسيعقب الاجتماع، الذي حضره في الغالب معارضون في المنفى، اجتماع آخر في اسطنبول السبت المقبل، يأمل المنظمون في ربطه عن طريق دائرة تلفزيونية مغلقة بمؤتمر «للانقاذ الوطني» تعتزم المعارضة عقده في دمشق.
وقال إعلان تلاه أحمد عبد العال المقيم في السعودية، ان «الجيش السوري هو حامي الشعب والدولة ولذلك فإن المعارضة تدعو الجيش للقيام بواجبه وحماية الشعب من بطش النظام والوقوف الى جانب المحتجين». وأضاف انه «يتعين على القوات السورية ان تنسحب من قرى وبلدات ومدن البلاد». وندد «بإيران وحزب الله لدعمهما للأسد»، وناشد «جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي دعم الشعب السوري».
وقال الاعلان انه «سيتم تأسيس مفوضيات اسلامية وإنسانية وإعلامية للمساعدة في تنظيم المعارضة التي تعد خططا لتشكيل حكومة ظل تكون مستعدة لتسلم السلطة في حالة سقوط حكومة الأسد».
(«السفير»، أ ف ب، أ ب، رويترز)
اوباما يعتبر ان الاسد فوت فرصا للاصلاح
مقتل 4 مدنيين وانفجار في انبوب للغاز في دير الزور
السلطات السورية تعتقل مثقفين وفنانين وتعتدي عليهم
دمشق ـ القاهرة ـ اسطنبول ـ بروكسل ـ ‘القدس العربي’ ـ وكالات: رأت واشنطن ان الرئيس السوري بشار الاسد فوت سلسلة من الفرص للاصلاح، بينما وقع انفجار في انبوب للغاز في شرق سورية، كما قتل اربعة مدنيين الاربعاء في محافظة ادلب بشمال غرب سورية برصاص قوات الامن التي تنفذ عمليات تمشيط وتفتيش، وفق ما افاد ناشط حقوقي.
وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان في اتصال مع فرانس برس، ان هؤلاء قتلوا بالرصاص في منطقة جبل الزاوية التي وصل اليها الجيش السوري قبل اسبوعين في محاولة لاحتواء حركة الاحتجاج ضد النظام.
وقال الرئيس الامريكي باراك اوباما في حديث لشبكة ‘سي بي اس’، ان الرئيس السوري ‘فوت فرصة تلو الاخرى لتقديم برنامج اصلاح فعلي’.
واضاف ‘وبشكل اوسع، اعتقد ان الرئيس الاسد يفقد شرعيته بشكل متزايد في نظر شعبه’. وتابع الرئيس الامريكي ان واشنطن اوصلت رسالة واضحة بان ‘ما رأيناه من قبل النظام السوري كان درجة غير مقبولة من القمع العنيف الموجه ضد شعبه’.
كما ندد بسماح سورية لاشخاص مؤيدين للنظام بمهاجمة السفارة الامريكية قائلا، ان واشنطن ‘اوصلت رسالة واضحة بانه لا يسمح لاحد بالتعدي على سفارتنا وسنتخذ ما يلزم من الخطوات من اجل حماية سفارتنا’.
وقد تدهورت علاقات سورية مع واشنطن وباريس بعد اربعة اشهر على بدء الحركة الاحتجاجية ضد النظام، لا سيما بعدما قامت حشود مؤيدة للنظام بمهاجمة سفارتي الولايات المتحدة وفرنسا في دمشق تنديدا بزيارة سفيري البلدين في نهاية الاسبوع الماضي لمدينة حماة (شمال).
من جهته ندد مجلس الامن الدولي ايضا الثلاثاء ‘بأشد العبارات بالهجمات ضد السفارات في دمشق، التي الحقت اضرارا بالمنشآت وادت الى سقوط جرحى بين افراد الطاقم الدبلوماسي’.
من جهة اخرى، وقع انفجار مساء الثلاثاء في انبوب للغاز في محافظة دير الزور (شرق سورية) الغنية بحقول النفط والغاز، حسبما اعلن ناشط الاربعاء.
وصرح رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان في اتصال هاتفي من لندن مع وكالة فرانس برس، ان ‘انفجار انبوب الغاز وقع قرابة الساعة 23.00 (20.00 تغ) الثلاثاء في الطيانة شمال شرق الميادين’، بالقرب من دير الزور.
واضاف ‘اتصل سكان بالامس بشيخ عشيرة نافذ واخبروه انهم سمعوا انفجارا في منطقة الطيانة ورأوا السنة اللهب تنتشر. واكد السكان له الا علاقة لهم بالانفجار’.
وهذه الحادثة هي الاولى من نوعها منذ بدء حركة الاحتجاجات غير المسبوقة ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد في 15 اذار (مارس). وما زالت ظروفها مجهولة حتى الآن. وعلى عكس عبد الرحمن الذي تحدث عن انبوب غاز، قالت قناة الاخبارية السورية الرسمية ان ‘انفجارا وقع في انبوب نفط شرق سورية’.
وميدانيا افادت منظمة حقوقية بان قوات الامن السورية فرقت بالهراوات نحو 250 مثقفا وفنانا تظاهروا في حي الميدان بوسط دمشق في غمرة الحركة الاحتجاجية التي تشهدها سوريا منذ منتصف اذار (مارس). وقال حقوقيون ان 25 من المشاركين في التظاهرة اعتقلوا.
وقال عبد الكريم ريحاوي من الرابطة السورية لحقوق الانسان ان قوات الامن ‘استخدمت العصي والهراوات لتفريق المتظاهرين في حي الميدان’.
وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان في اتصال مع فرانس برس ‘كان من المقرر تنظيم تظاهرة للمثقفين في حي الميدان امام جامع الحسن في دمشق، وقبل انطلاق التظاهرة بدقائق تم اعتقال 20 شخصا في الميدان’.
وبدأ المتظاهرون وبينهم الكاتب المعارض فايز سارة والناشط الحقوقي مازن درويش ينشدون النشيد الوطني السوري ثم هتفوا ‘الله سورية حرية وبس’ قبل ان يتم تفريقهم بسرعة. واوضح عبد الرحمن ان من ضمن المعتقلين ‘الفنانة السورية مي سكاف والكاتبة ريما فليحان، والمخرج محمد ملص وساشا ايوب واياد شربجي وفادي زيدان وقد وضعوا جميعا في باصات للامن’.
واوضح عبد الرحمن ان من ضمن المعتقلين ‘الفنانة السورية مي سكاف والكاتبة ريما فليحان، وقد وضعوا جميعا في باصات للامن’.
وقال عبد الكريم ريحاوي ان من بين المعتقلين المهندس محمد خليل والصحافي اياد شربجي والفنانة جيفارا نمر.
وقال عبد الرحمن ان المثقفين دعوا الى التظاهرة بهدف ‘وقف العمليات العسكرية والامنية ضد المتظاهرين والافراج عن معتقلي الرأي والضمير والسماح بالتظاهر السلمي وتغيير المادة 8 من الدستور التي تقول ان البعث هو الحزب القائد للدولة والمجتمع ومواد اخرى تعطي الرئيس صلاحيات واسعة’.
وطالب المثقفون بصياغة ‘دستور عصري وحضاري يتناسب مع المرحلة’، وفق بيان صادر عنهم.
ودافع اثنان من أبرز منتقدي الحكومة السورية عن قرار بمقاطعة المحادثات مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وذلك خلال زيارتهما لبروكسل الأربعاء، وطالبا أوروبا بتقديم مزيد من الدعم السياسي للثورة السورية.
وفي اسطنبول اختتم اجتماع للمعارضة السورية الأربعاء بتوجيه دعوة للجيش لحماية الشعب السوري والوقوف بجانب المحتجين ضد حكومة الرئيس بشار الأسد.
القوات السورية تقتل أربعة قرويين في تجدد للهجمات
عمان- (رويترز): قال نشطاء في مجال حقوق الإنسان إن القوات السورية قتلت أربعة قرويين يوم الأربعاء في هجمات على منطقة في شمال غرب البلاد قرب تركيا في توسيع للحملة العسكرية الرامية لسحق المعارضة للرئيس بشار الأسد.
وأضاف ناشط في إدلب والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن الأربعة قتلوا في هجمات تدعمها الدبابات في أربع قرى على الأقل في منطقة جبل الزاوية في محافظة إدلب قرب الحدود مع تركيا.
ويكافح الأسد- الذي ينتمي للاقلية العلوية- لاخماد مظاهرات تزداد اتساعا في المناطق الريفية والقبلية وفي ضواحي العاصمة ومدن مثل حماة وحمص تطالب بانهاء حكمه الاستبدادي.
ومنعت الاعتقالات الحاشدة والانتشار الكثيف لقوات الامن والميليشيا العلوية التي تعرف باسم الشبيحة المظاهرات في الاحياء التي تقع في وسط دمشق وفي مدينة حلب وهي مركز تجاري.
ومنعت اعتقالات واسعة ونشر قوات الامن باعداد كبيرة بما في ذلك الميليشيا المعروفة باسم الشبيحة من حدوث مظاهرات في احياء وسط دمشق وفي المركز التجاري حلب.
وبدأت الهجمات العسكرية على بلدات وقرى إدلب قبل خمسة أسابيع بعد احتجاجات كبيرة في مختلف أنحاء المنطقة الريفية تطالب بحريات سياسية. وأدت الهجمات إلى نزوح آلاف الناس إلى تركيا.
وقال ناشط في إدلب طلب عدم الكشف عن هويته خوفا من الاعتقال لرويترز بالتليفون “نشهد تصعيدا عسكريا بعد التصعيد السياسي من جانب النظام”.
وكان يشير إلى الاعتقالات التعسفية لالاف السوريين التي اشتدت في الاسبوعين الاخيرين حسبما ذكر دعاة لحقوق الانسان.
واستمرت الاعتقالات مع ان السلطات عقدت ما أطلقت عليه مؤتمر “حوار وطني” يتألف في معظمه من مؤيدي الاسد. وهاجم الموالون للاسد أيضا السفارتين الامريكية والفرنسية في دمشق.
وطوق موالون للأسد في مدينة اللاذقية الساحلية يوم الاربعاء المجلس البريطاني وهو مؤسسة رئيسية للسوريين الراغبين في تعلم الانجليزية.
وقال شاهد انهم ألقوا البيض وحبات الطماطم (البندورة) على المجمع وأطلقوا كلمات بذيئة في حق بريطانيا ورئيس وزرائها ديفيد كاميرون لكن لم يدخلوا المجمع.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان قوات الامن السورية ألقت القبض على 30 شخصا على الاقل من بينهم المخرجان السينمائيان نبيل المالح ومحمد ملص والممثلة مي سكاف خلال احتجاج للمطالبة بالديمقراطية في دمشق يوم الاربعاء.
وكان هؤلاء ضمن مجموعة فنانين اصدروا بيانا هذا الاسبوع يندد بعنف الدولة ضد المحتجين ويطالب بالمساءلة عن قتل المدنيين والافراج عن الاف السجناء السياسيين المحتجزين دون محاكمة.
وقال بيان للمنظمة السورية لحقوق الانسان سواسية “انه كان احتجاجا سلميا لكبار الفنانيين والمثقفين. وطوقتهم قوات الامن والشبيحة ووجهت إليهم السباب”.
وقال مقيمون انه عثر في الشهر الحالي على المطرب إبراهيم قاشوش ميتا في نهر العاصي بحماة مذبوحا بعد تأليف أغنية دعا فيها الرئيس السوري بشار الاسد الى الرحيل ورددها مئات الاف السوريين في المدينة.
ويذكر الهجوم باغتيالات منتقدي عائلة الاسد في الثمانينات داخل وخارج سوريا. وعثر على جثة الصحفي اللبناني سليم اللوزي ويده مغموسة في أحماض في لبنان.
وحذرت قوى دولية من بينها تركيا الأسد من تكرار المذابح التي كانت ترتكب في عهد والده الرئيس حافظ الأسد الذي سحق بوحشية تحديات اليساريين والاسلاميين لحكمه.
وزار السفيران الأمريكي والفرنسي حماة لاظهار التأييد يوم الجمعة. وبعد ثلاثة أيام تعرضت السفارتان للهجوم من جانب مؤيدي الأسد. ولم يقتل أحد في الهجمات التي ندد بها مجلس الامن التابع للامم المتحدة.
ولقيت هذه الهجمات ردود فعل حادة من واشنطن وباريس اللتين تزعمتا جهودا لرد اعتبار الاسد دوليا مقابل اشاعة الاستقرار في لبنان.
وقال الرئيس باراك أوباما يوم الثلاثاء إن الرئيس السوري بشار الأسد “فقد شرعيته” لتقاعسه عن إنجاز تحول ديمقراطي في بلاده لكنه لم يصل إلى حد المطالبة صراحة بتنحيه عن الحكم.
وقال مقيمون انه في محافظة دير الزور بشرق البلاد وقع انفجاران في خطي أنابيب لنقل الغاز. وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء أن حريقا اندلع في خط أنابيب إما بسبب اشتعال أعشاب يابسة قريبة من الأنبوب أو حدوث تسرب منه.
ونفحت الاعداد المتزايدة للمتظاهرين حياة جديدة في المعارضة السورية. وانتهى اجتماع للمعارضة السورية في اسطنبول يوم الاربعاء بدعوة للجيش لان يحمي الشعب وان ينحاز الى المحتجين.
شكوك تلف الرواية الرسمية السورية لانفجار انبوب الغاز شرقي البلاد
عبد الاله مجيد من لندن
كثيرون يشككون في الرواية الرسمية السورية حول انفجار انبوب الغاز شرقي البلاد الذي زعمت أنه نتيجة اشتعال الأعشاب اليابسة القريبة من الانبوب.
لندن: وقع ليل الثلاثاء انفجار في محافظة دير الزور شرقي سوريا نتيجة اندلاع حريق في انبوب لنقل الغاز. وقالت وكالة الانباء السورية الرسمية “سانا” ان سبب الانفجار الذي سُمع دويه في منطقة الطيانة هو اشتعال الأعشاب اليابسة القريبة من الانبوب مؤديا الى انتشار الحريق على مساحة واسعة. وقال مسؤولون سوريون ان الحادث كان بسبب عطل فني وليس عملا تخريبيا.
ولكن كثيرين شككوا في الرواية الرسمية. وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الانسان ان التفسير الرسمي لسبب الحادث مستبعد بسبب توقيت الانفجار. واشار عبد الرحمن الى ان من غير المعقول ان تحترق اعشاب في الساعة الحادية عشرة ليلا وتساءل كيف يمكن للأعشاب القريبة من انبوب الغاز ان تشتعل بنفسها ، وإذا كان الحادث مجرد حريق فلماذا انتظروا حتى يوم الأربعاء للابلاغ عنه.
واعتبر عبد الرحمن ان دلالات الحادث خطيرة بصرف النظر عن الجهة التي تقف وراءه. وقال ان سكان منطقة الطيانة اتصلوا بشيخ عشيرتهم بعد سماعهم دوي الانفجار ليؤكدوا ان لا علاقة لهم بالانفجار.
ونقلت صحيفة لوس انجيليس تايمز عن الناشط السوري في واشنطن عهد الهندي ان هناك قصصا كثيرة عن الحادث ولكن لا أحد يصدق رواية الاعلام الرسمي والمسؤولين. واضاف ان النظام السوري لا يريد ان يبدو ضعيفا في هذا الوقت.
وقال المحامي والناشط السوري ياسر طبارة مدير المجلس السوري الاميركي انه إذا سُئل مَنْ المسؤول عن الانفجار “ستكون اجابتي انه النظام السوري”.
من جهة أخرى قال سوريون من اهل المنطقة ان دير الزور تعج بالشائعات التي تشير الى ان ذوي محتج معتقل قاموا بتفجير الانبوب. ونقل موقع سوريا نيوز عن مواطنين من سكان المنطقة ان أهل المعتقل طالبوا السلطات بالافراج عن ابنهم مهددين بتفجير انابيب إذا لم تستجب لمطلبهم.
وقال مراقبون ان انفجار الانبوب إذا كان عملا تخريبيا فهو يشكل منعطفا جديدا في الانتفاضة السورية التي ظلت سلمية حتى الآن.
وكانت دير الزور شهدت احتجاجات واسعة منذ الانتفاضة التي اندلعت ضد نظام الرئيس بشار الأسد في منتصف آذار/مارس الماضي. ولكن قوات الجيش بقيت خارج المدينة وكذلك خارج البو كمال المدينة الأخرى القريبة من الحدود العراقية شمال شرقي سوريا. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن ناشطين ان الجيش بقي خارج دير الزور خشية ان يثير وجوده حفيظة العشائر القوية في المنطقة.
أنباء عن تشكيل حكومة جديدة تشارك فيها المعارضة
الأسد يعلن قريبًا عن خريطة طريق للإصلاحات في سوريا
بهية مارديني
يتوقع أن يقدم الرئيس السوري بشار الأسد قريبًا خريطة طريق واضحة للإصلاحات في البلاد، تشمل تعيين حكومة جديدة تشارك فيها المعارضة، وهو الاعتراف الثاني للنظام بالمعارضة السورية بعد اللقاء التشاوري، الذي إختتم أعماله في دمشق أخيرًا برعاية نائب الرئيس فاروق الشرع.
انباء عن الاعلان عن إصلاحات في سوريا
تحدثت أوساط عربية لـ”ايلاف” عن حديث تلفزيوني ُيتوقع أن يجريه الرئيس السوري بشار الأسد على شاشة التلفزيون السوري، ويجري إلاعداد له، وأكدت أنه سيحتوي للمرة الأولى على مفاجأت كثيرة.
وأشارت الى “أن الاسد سيطلّ على المواطنين السوريين، ويتحدث عن إشراك المعارضة السورية بالحكومة، وهذا ما سيعد اعترافًا صريحًا من قمة الهرم على وجود معارضة سورية، وهو الاعتراف الثاني للنظام بعد اللقاء التشاوري، الذي إختتم اعماله في دمشق برعاية نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، وتحدث عن المعارضة بشكل صريح، وهو الأمر الذي لطالما أنكرته السلطات السورية”.
ونقلت المصادر “ان الأسد سيقدم خريطة طريق واضحة للاصلاحات تعزز من كونه هو من سيقودها خلال الفترة المقبلة، ويتخلص من حرسه الجديد والقديم ما أمكن”.
وأشارت المصادر الى” أنه سيعلن أيضًا الغاء المادة الثامنة من الدستور، وتبييض السجون في سوريا”. وكانت قد تحدثت وسائل إعلام مختلفة عن حديث تلفزيوني قريب للرئيس الأسد، وأكدت الأنباء أن الرئيس الأسد سيطل بحديث شامل وموسع عبر التلفزيون السوري، بحيث تكون أول إطلالة للرئيس الأسد عبر التلفزيون الرسمي منذ بدء الأحداث في سوريا، حيث إنه كان قد ألقى خطابات فقط عبر مجلس الشعب والى الحكومة الجديدة وأمام مجموعة من طلبة الجامعات في مدرج دمشق منذ بداية الازمة في البلاد منذ حوالي اربعة شهور.
وكانت مصادر إعلامية أفادت ايضًا أن الرئيس الأسد سيتحدث للمحطة اللبنانية للإرسال LBC قريبًا بعدما حصلت الفضائية اللبنانية على موافقة رسمية من سوريا لإجراء مقابلة خاصة معه، ليحاوره خلالها مرسيل غانم.
ولفتت الى أن التحضيرات للحوار هي الآن قيد الإعداد، وستتناول المقابلة الأوضاع الراهنة في سوريا ولبنان والمنطقة. وكانت صحيفة الأخبار اللبنانية أشارت الى أن “سوريا الجديدة ستبقى تحت قيادة بشار الأسد”، لكن من دون الطاقم القديم كله، سواء العسكري أو الأمني أو الدبلوماسي أو الإعلامي، وأكدت ان “النظام سيكون جمهورياً برلمانياً، متعدد الأحزاب، حيوياً، مختلفاً تماماً عن نظام الرئيس الراحل حافظ الأسد”.
وقالت ان “حزب البعث سينتهي ويندثر”، وأن الرئيس الأسد سينشئ حزباً خاصاً به، ينسجم مع تطلعاته، ويكون قادراً على جذب الشباب واستيعاب آرائهم وطموحاتهم، نافية معلومات عن صفقة إقليمية تقايض التمديد للاحتلال الأميركي في العراق ببقاء الأسد على رأس السلطة في سوريا، واعتبرت ان “تركيا ستأتي إلى سوريا من جديد، ومعها بعض أوروبا، تتقدمه فرنسا، التي ستعمل على فتح صفحة جديدة مع دمشق”، وحددت الفترة بين ثلاثة وستة أشهر.
ولكن يرى مراقبون أن الحكم على الاصلاحات سيكون للشارع الذي سيحدد مدى استجابته لعجلة الاصلاح التي لطالما وصفت بالبطيئة. الى ذلك فند المكتب التنفيذي لمؤتمر أنطاليا ما خلص اليه اللقاء التشاوري، الذي انعقد في دمشق، وأصدر بيانه الختامي، وقال بيان للمؤتمر، تلقت “ايلاف” نسخة منه ، إنه “بعدما وصل عدد شهداء الثورة السورية إلى ما يقارب الألفي شهيد، وعلى وقع تزايد أعداد المعتقلين السوريين تحت التعذيب، وعلى صوت إطلاق الرصاص على المتظاهرين السلميين وحصار المدن بالدبابات، وتعامل النظام مع المواطنين بالحديد والنار”.
وأكد البيان أنه “في محاولة يائسة لخروج النظام من أزمته، وبعدما استنفد كل محاولات دفن الثورة الشعبية بالقتل والقمع والتنكيل، وبعدما فشل في استخدام كل تقنيات التضليل الإعلامي، ليصبح تجاهل صوت الشعب الهادر أمرًا مستحيلاً، دعا النظام السوري إلى ما سمّي “اللقاء التشاوري” تحت يافطة – هيئة الحوار الوطني- التي ابتكرها النظام لوأد الثورة الشعبية”.
وثمّن المؤتمر السوري للتغيير (أنطاليا) “غياب كل قوى المعارضة السورية في الداخل والخارج وغياب قوى الحراك الشعبي والشخصيات الوطنية المستقلة عن هذا اللقاء، مما يكشف هذه المسرحية التي أعدها النظام على حقيقتها، لتُظهر بوضوح أن هذا النظام لا يمكنه أن يقدم سوى الوعود والمماطلة التي اعتادها على مدى أكثر من أربعين عاماً”.
وأكد أننا لا يمكن أن نكون في مواجهة مطالب شعبنا المحقة، والتي أكدت عليها المظاهرات الحاشدة في المدن والقرى السورية في الأسابيع الماضية من “جمعة إسقاط الشرعية” إلى “جمعة إرحل” إلى الجمعة الاخيرة التي كان عنوانها واضحًا “لا للحوار ، وعليه فلا حوار مع هذا النظام إلا على رحيله.
ورفض المؤتمر “التزييف الواضح الذي يصرّ عليه النظام عبر خلطه بين معتقلي الرأي والضمير والحرية، وبين المجرمين الذي يصدر بشكل دائم مراسيم العفو عنهم”.. كما رفض” أن يعامل الشرفاء معاملة المجرمين، حتى لو كان ذلك تحت يافطة مراسيم العفو”.
وقال “إن التدخل الإنساني هو حق من حقوق الإنسان، ويعلو على الدساتير الوطنية، ونصت عليه كل شرائع حقوق الإنسان العالمية، وإن تجريم اللقاء في “بيان التشاوري” هو محاولة مفضوحة من النظام لتخوين كل من يدعو إلى إغاثة شعبنا بعدما أصبح هناك آلاف الشهداء واللاجئين من شعبنا وللمرة الأولى في التاريخ المعاصر في الدول المجاورة”.
وشدد على أن إيقاف القتل الممهج لشعبنا، وكذلك الإفراج عن معتقلي الرأي وفك الحصار عن المدن وصون حق التظاهر السلمي والاجتماع السياسي أيًّا كان شكله لا يتطلب لقاءات ولا تشاور ولاحوار، بل يتطلب أوامر من السلطة التي قامت بهذه الأفعال الهمجية على مدار الشهور الأربعة الماضية.
وذّكر “أنه قدم خارطة طريق واضحة للانتقال السلمي للسلطة وفق الآلية الدستورية بعد تنحّي الرئيس بشار الأسد، وخلال فترة انتقالية تقود إلى صياغة دستور جديد للبلاد، يكرّس الدولة المدنية الديموقراطية، تجري على أساسه انتخابات تشريعية وتنفيذية”.
الجيش السوريّ يواصل بعنف احتواء مناطق الاحتجاجات… من دون جدوى
الأمن يقتل مدنيين في إدلب ويعتقل عشرات المثقفين في دمشق
أ. ف. ب.
قتل الأمن السوريّ بالرصاص أربعة مدنيين الأربعاء في محافظة إدلب في شمال غرب البلاد خلال تنفيذ عمليات تمشيط وتفتيش في المنطقة، يأتي ذلك غداة تفريق الشرطة بالهراوات نحو 250 مثقفًا وفنانًا تظاهروا في حي الميدان وسط دمشق في غمرة الحركة الاحتجاجية التي تشهدها البلاد منذ مارس.
دمشق: قتل اربعة مدنيين الاربعاء في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا برصاص قوات الامن التي عمدت ايضًا الى تفريق تظاهرة في دمشق، وذلك في الشهر الرابع من الانتفاضة الشعبية غير المسبوقة ضد نظام الرئيس بشار الاسد.
وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان في اتصال مع فرانس برس ان اربعة مدنيين قتلوا بالرصاص في منطقة جبل الزاوية التي وصل اليها الجيش السوري قبل اسبوعين في محاولة لاحتواء حركة الاحتجاج ضد النظام.
واضاف ان “عيارات نارية كثيفة” سمعت في هذه المنطقة، من دون توضيحات أخرى. وفي دمشق، قامت الشرطة بتفريق نحو 250 مثقفا وفنانا كانوا يهتفون “الله سوريا حرية وبس” وفق ناشطين حقوقيين. وقال عبد الكريم ريحاوي من الرابطة السورية لحقوق الانسان لفرانس برس ان عناصر الشرطة “ضربوا هؤلاء بالعصي والهراوات”.
وتم اعتقال 25 متظاهرًا، بينهم الصحافي إياد شربجي والفنانة جيفارا نمر والممثلة مي سكاف والناشطة ريما فليحان.
ودعا المثقفون الى التظاهرة بهدف “وقف العمليات العسكرية والامنية ضد المتظاهرين والافراج عن معتقلي الرأي والضمير والسماح بالتظاهر السلمي وتغيير المادة 8 من الدستور، التي تقول إن البعث هو الحزب القائد للدولة والمجتمع ومواد أخرى تعطي الرئيس صلاحيات واسعة”.
وطالب المثقفون بصوغ “دستور عصري وحضاري يتناسب مع المرحلة”، وفق بيان صادر منهم.وخلال تجمع المثقفين، تشكلت سريعًا تظاهرة أخرى مضادة أطلقت هتافات مؤيدة للرئيس بشار الاسد.
من جهة اخرى، وقع انفجار مساء الثلاثاء في انبوب للغار في محافظة دير الزور (شرق سوريا) الغنية بحقول النفط والغاز.
وهذه الحادثة هي الأولى من نوعها منذ بدء حركة الاحتجاجات غير المسبوقة ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد في 15 اذار/مارس، وما زالت ظروفها مجهولة حتى الآن.
من جهته، اكد الامين العام الجديد للجامعة العربية نبيل العربي الذي ناقش مع الرئيس السوري “الاحداث في سوريا” الاربعاء في دمشق، انه “لا يحق لأحد سحب الشرعية من زعيم” ، كما ذكر التلفزيون السوري.
واكد العربي في تصريح صحافي ان “الجامعة العربية ترفض أي تدخل في الشؤون الداخلية للبلدان العربية، ولا يحق لاحد سحب الشرعية من زعيم، لأن الشعب هو الذي يقرر ذلك”، وذلك بعد تصريحات واشنطن بأن الرئيس السوري “فقد شرعيته”.
وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما اعتبر في حديث لشبكة “سي بي اس” ان الرئيس السوري “فوّت فرصة تلو الاخرى لتقديم برنامج اصلاح فعلي”.
واضاف “وبشكل اوسع، اعتقد ان الرئيس الاسد يفقد شرعيته بشكل متزايد في نظر شعبه”.
وتابع الرئيس الاميركي ان واشنطن اوصلت رسالة واضحة بأن “ما رأيناه من قبل النظام السوري كان درجة غير مقبولة من القمع العنيف الموجه ضد شعبه”.
كما ندد بسماح سوريا لأشخاص مؤيدين للنظام بمهاجمة السفارة الأميركية قائلاً إن واشنطن “اوصلت رسالة واضحة بأنه لا يسمح لأحد بالتعدي على سفارتنا وسنتخذ ما يلزم من الخطوات من اجل حماية سفارتنا”.
وقد تدهورت علاقات سوريا مع واشنطن وباريس بعد اربعة اشهر على بدء الحركة الاحتجاجية ضد النظام، لا سيما بعدما قامت حشود مؤيدة للنظام بمهاجمة سفارتي الولايات المتحدة وفرنسا في دمشق تنديًدا بزيارة سفيري البلدين في نهاية الاسبوع الماضي لمدينة حماه (شمال).
في المقابل، جددت روسيا الاربعاء رفضها اي تدخل دولي في الوضع في سوريا، مؤكدة انها ترى بوادر حل في لقاء التشاور حول الحوار الوطني، الذي عقد مطلع الاسبوع في دمشق، وقاطعته المعارضة.
واجتماع الحوار الوطني عقد في حضور حوالي مئتي شخص من اعضاء حزب البعث الحاكم منذ 1963 ومستقلين وممثلين للمجتمع المدني، والهدف منه بحسب السلطات السورية إلاعداد لمؤتمر وطني شامل “يمكن منه الانتقال بسوريا الى دولة تعددية ديموقراطية”، بحسب نائب الرئيس السوري فاروق الشرع.
واعلنت المعارضة عن مقاطعة الاجتماع مطالبة قبل اي حوار بوقف قمع الحركة الاحتجاجية والافراج عن المعتقلين.
لكن وزارة الخارجية الروسية اضافت في بيانها “نحن مقتنعون بقدرة السوريين على التوصل الى قرارات سياسية توافقية بدون عنف وبدون تدخل خارجي”.
وتدعو روسيا، حليف سوريا منذ زمن طويل، الى عدم التدخل في شؤون هذا البلد، وتندد بانتظام بالأسلوب الذي يطبّق فيه الغربيون القرار 1973 بشأن ليبيا، الذي أجاز في 19 اذار/مارس الماضي بدء عمليات القصف للقوات الموالية للزعيم الليبي معمّر القذافي.
واعتبر وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه الاربعاء ان “عرقلة” الصين وروسيا لمشروع قرار في مجلس الامن الدولي يندد بالقمع في سوريا هو أمر “غير لائق”.
مثقفو سوريا هتفوا «الله.. سوريا.. حرية.. وبس» فبدأ الضرب
2000 تظاهروا في دمشق دعما للحراك الشعبي بينهم مشاركون في اللقاء التشاوري * أوباما: الأسد يفقد شرعيته في عين شعبه * المالح وغليون للبرلمان الأوروبي: الجيش السوري لم يتورط بكامله في القمع
واشنطن – لندن – دمشق: «الشرق الأوسط» بروكسل: عبد الله مصطفى
بعد يوم واحد على ختام اللقاء التشاوري الذي دعا إليه النظام السوري، وخروجه بالتأكيد على أن «الحوار هو الطريق الوحيد الذي يوصل البلاد إلى إنهاء الأزمة», تعرضت مظاهرة نظمها مثقفون وكتاب وفنانون سوريون في منطقة الميدان في وسط دمشق مساء أمس قدر عددهم بألفي متظاهر، ضد النظام، إلى الضرب بالهراوات والعصي الكهربائية والاعتقالات التي طالت عددا من الفنانين.
وقالت مصادر في معلومات أولية إنه جرى اعتقال نحو ثلاثين شخصا عرف منهم الممثلة مي سكاف، ونضال حسن، ويم مشهدي، وريما فليحان، وباسل شحادة.
وقال أحد المشاركين في المظاهرة إنه تم تفريق جموع الفنانين والمثقفين فور تجمعهم قريبا من جامع المنصور، وبعد أن أنشدوا النشيد الوطني ومع أول هتاف «الله.. سوريا.. حرية.. وبس» وكانوا قد ساروا نحو ثلاثمائة متر تقريبا، هجمت قوات الأمن والشرطة ومعهم الشبيحة وقاموا بتفريق المتظاهرين واعتقال عدد منهم.
وقال الناشط المعارض والكاتب فايز سارة لـ«الشرق الأوسط» إن أهم مطالب المشاركين في المظاهرة هي «وقف الحل الأمني».
وفي بروكسل شارك وفد من المعارضة السورية ضم كلا من برهان غليون وهيثم المالح في جلسة نقاش داخل لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الأوروبي في بروكسل. وركز كل من المالح وغليون على توضيح الصورة وتفنيد مزاعم تتعلق بأن ما يحدث في البلاد نتيجة احتقان طائفي، وأكدا قدرة السوريين على الاستمرار في العيش بشكل سلمي وآمن.
كما عبر المالح وغليون عن ثقة أطياف المعارضة السورية بقدرة الجيش السوري على اتخاذ موقف حازم يؤدي إلى وقف حمام الدم الحالي في البلاد، حيث «لم يتورط الجيش بكامله في القمع الحاصل وإنما الفرق الموالية للنظام فقط».
وفي واشنطن تحدث الرئيس الأميركي باراك أوباما بلهجة شديدة حول سورية، قائلا إن الرئيس السوري بشار الأسد «يفقد الشرعية في أعين شعبه». وأضاف أوباما أن الرئيس السوري «يفقد فرصة بعد فرصة لتقديم الإصلاحات الحقيقية».
طارق بدرة.. «بلبل» مدينة جبلة الذي لم يشمله العفو
أول من كبّر للخروج في مظاهرات ونادى بالوحدة السنية العلوية
بيروت: ليال أبو رحال
تحفل صفحات الانتفاضة السورية على شبكات التواصل الاجتماعي على الإنترنت بسلسلة لوائح طويلة تضم آلاف الأسماء من المعتقلين من ناشطي الانتفاضة السورية الذين خرجوا إلى الشوارع منذ منتصف مارس (آذار) الماضي يطالبون بإطلاق الحريات وتحقيق الإصلاح وصولا إلى إسقاط النظام السياسي. ويرجح ناشطون حقوقيون، معارضون لنظام الرئيس السوري، بشار الأسد، تجاوز عدد المعتقلين السوريين منذ بدء الاحتجاجات الشعبية 11 ألف معتقل، مقدرين عدد الذين اختبروا تجربة الاعتقال لفترة قصيرة بـ60 ألف سوري منذ بداية الأحداث.
ويمكن لمن يطلع على الصفحات المرتبطة بصفحة الانتفاضة السورية على شبكة «فيس بوك» أن يتوقف عند عشرات الصفحات المطالبة بالحرية لمعتقلين سياسيين، يخضعون للتعذيب في اعتقالهم ولم تشملهم مراسيم العفو العام الصادرة عن الرئيس الأسد. ومن هؤلاء المعتقلين الناشط في مدينة جبلة (اللاذقية) السورية طارق خالد بدرة، ذو الـ24 عاما والمعتقل منذ أواخر أبريل (نيسان) الماضي.
وكان طارق، الذي يطلق عليه الناشطون اسم «بلبل جبلة» أول من كبّر للخروج بمظاهرات من أجل الحرية في جبلة، من جامع أبو بكر الصديق، لتخرج المدينة الساحلية من بعدها لتنادي بالحرية ومن ثم بإسقاط النظام على خلفية مجازر مدينة درعا. ولم تحل محاولة طارق الابتعاد عن مدينته جبلة بعد 3 أيام على اقتحامها من قوى الأمن السورية ومقتل 13 ناشطا فيها دون إلقاء القبض عليه واعتقاله في 26 أبريل الماضي، أثناء توجهه لزيارة أحد أقربائه خارج المدينة.
وتظهر مقاطع فيديو على موقع «يوتيوب» طارق، محمولا على الأكتاف، في مقدمة مظاهرة جبلة، بينما يسمع صوته في مقطع آخر وهو يردد: «واحد واحد واحد.. علوي وسني واحد».
وتشير معلومات منشورة على صفحة أنشئت خصيصا وتحمل عنوان «الحرية لطارق بدرة» على شبكة «فيس بوك» إلى أن طارق تعرض للإهانة والتعذيب في سجن الأمن السياسي في اللاذقية، وتفيد بأن «المحققين سألوه: هل ستخرج في مظاهرات. فيقول لهم: نعم في اليوم التالي لخروجي. ويقال له: أنت حرضت الناس على الخروج؟ فيقول: نعم.. ولكن أطلقوا أصدقائي وأبقوا علي، اتركوهم وعذبوني أنا بدلا منهم».
وتوضح مجموعة «الحرية لطارق بدرة» أنه نفذ إضرابا عن الطعام لمدة 5 أيام بدءا من التاسع عشر من شهر مايو (أيار) الماضي داخل زنزانة منفردة، بعد تعرضه للضرب والإهانة. وتمكن أهله (والده موظف متقاعد ووالدته مدرسة) من رؤيته بعد مرور 40 يوما على اعتقاله وعدم سماعهما أي أخبار عنه.
واللافت أنه لم يتم بعد الإفراج عن طارق على الرغم من مرسومي العفو الصادرين عن الأسد؛ لاتهامه من قبل السلطة السورية بتهمة «التحريض على التظاهر وإضعاف هيبة الدولة»، وهي تهمة لا يشملها العفو.
وفي حين لا يزال مصيره ومصير المئات من الناشطين الآخرين مجهولا، فإن طارق يشكل اليوم «رمزا لشباب مدينة جبلة الأدهمية»، وفق ما ورد على مجموعته على «فيس بوك»، المصرين على متابعة تحركاتهم حتى الرمق الأخير.
«فتوى» من اسطنبول بوجوب نصرة الشعب السوري ورفع الظلم عنه
مؤتمر رابطة العلماء المسلمين أدان إيران ومرشدها وحزب الله لتأييدهم النظام
اسطنبول: ثائر عباس
قبل أيام قليلة من موعد انعقاد مؤتمر «الإنقاذ» السوري في اسطنبول السبت المقبل، استضافت العاصمة التركية مؤتمرا آخر لنصرة الشعب السوري «رابطة العلماء المسلمين لنصرة ودعم الشعب السوري» في أحد الفنادق القريبة من المطار، وشارك فيه رجال دين مسلمون سنة بحثوا على مدى يومين في كيفية «نصرة الشعب السوري» وأكد البيان الختامي للمؤتمر على أن «نصرة الشعب السوري واجب شرعي»، وأصدروا فتوى بوجوب «الوقوف مع ثورة الشعب السوري لاسترداد حريته وكرامته ورفع الظلم عنه». وأدان البيان الختامي النظام الإيراني والمرشد الأعلى في إيران وحزب الله لموقفهم المؤيد للنظام السوري، ودعا جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، إلى الخروج عن صمتهما وإدانة النظام السوري.
وشدد البيان على سلمية الثورة السورية وعلى حرمة الدماء والممتلكات، واحترام جميع حقوق الطوائف والإثنيات في سوريا، ودعا الجيش السوري إلى حماية الشعب من بطش النظام والوقوف بجانب الثوار، كما دعا المشايخ الذين يناصرون النظام السوري إلى الالتزام بقول الحق من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، «أعظم الجهاد عند الله كلمة عدل عند سلطان جائر».
وشدد المجتمعون على وجوب الوقوف مع الشعب السوري في مظاهراته السلمية لاسترداد حريته وكرامته ورفع الظلم عنه. وقد أصدروا فتوى بذلك، مؤكدين على سلمية الثورة وعلى حرمة الدماء البريئة والأموال الخاصة والعامة وجميع الحرمات المقررة شرعا.
وعبر العلماء عن رفضهم الاستعانة بالخارج تحت أي ذريعة، حفاظا على وطنية الثورة ونظافتها وقطعا لدابر المؤامرات على سوريا. ودعا العلماء المجتمعون الجيش إلى الوفاء برسالته وحماية الشعب من بطش النظام الغاشم والوقوف إلى جانب الثوار. كما ناشد البيان علماء سوريا أن يكونوا في الطليعة وأن يقودوا الجماهير في ثورتهم ضد النظام الظالم، محذرين المشايخ الذين يوالون النظام الظالم من عاقبة الأمور في الدنيا والآخرة.
وأكد البيان على احترامه لحقوق جميع الطوائف والمذاهب التي أمر الإسلام باحترامها وتعايش معها قرونا عديدة، مشيرا إلى أن الحريات العامة والتعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة مطالب أساسية لجميع طوائف الشعب السوري وفئاته دون استثناء لبناء سوريا الحديثة. وأدان العلماء في بيانهم موقف النظام الإيراني ومرشدهم وما يسمى بـ«حزب الله» لانحيازهم مع النظام المستبد ضد الشعب السوري. وطالبوا الجامعة العربية بالخروج عن صمتها وإدانة ممارسات النظام الظالمة، كما ناشدوا الأمم المتحدة وأحرار العالم الوقوف إلى جانب الشعب السوري في مطالبه المشروعة. وندد المؤتمر بحملة الاعتقالات والتعذيب في سوريا، ودعا إلى الإفراج فورا عن جميع المعتقلين وسحب قوات الجيش والأمن والشبيحة من المدن والشوارع في سوريا، وأكد البيان على رفض الاستعانة بالخارج تحت أي ذريعة، حفاظا على وطنية الثورة، وأعلن المجتمعون عن تشكيل ثلاث لجان منبثقة عن المؤتمر (لجنة شرعية، ولجنة إغاثة، ولجنة إعلامية) لدعم الشعب السوري في ثورته ضد النظام. وقد شارك في المؤتمر ممثلون من المنتدى الإسلامي الأوروبي والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ورابطة علماء السنة وعلماء أكراد وعلماء أتراك.
المالح وغليون للبرلمان الأوروبي: القمع تنفذه فرق موالية للنظام والجيش لم يتورط بكامله
فندا مزاعم الاحتقان الطائفي وأكدا قدرة السوريين على العيش بشكل آمن وسلمي
بروكسل: عبد الله مصطفى
شارك وفد من المعارضة السورية في جلسة نقاش داخل لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الأوروبي في بروكسل، حول الأوضاع في سوريا خاصة ما يتعلق بالاحتجاجات والقمع، وخلال المناقشات استمع أعضاء الوفد السوري الذي ضم كلا من برهان غليون وهيثم المالح إلى وجهة نظر أعضاء في الكتل الحزبية الأوروبية المختلفة، حول الوضع في سوريا، وركز كل من المالح وغليون في مداخلتهما أمام النواب في المؤسسة التشريعية الأوروبية على توضيح الصورة وتفنيد مزاعم تتعلق بأن ما يحدث في البلاد نتيجة احتقان طائفي، كما حاولا طمأنة النواب بشأن مستقبل المسيحيين في البلاد، وأكدا على قدرة السوريين على الاستمرار في العيش بشكل سلمي وآمن وضمن علاقات طيبة قائمة على المواطنة بين مختلف أطياف الشعب السوري وقدم كل من غليون والمالح الأسباب التي دفعت قوى المعارضة الرئيسية وشخصياتها المعروفة، للامتناع عن المشاركة في الحوار الذي جرى تنظيمه مؤخرا من جانب النظام السوري، وأشارا إلى أن رفض المعارضة للحوار يتعلق بعدم قدرة النظام السوري على التخلي عن الحل الأمني. فلقد «طالبنا السلطات السورية بسحب الدبابات وعناصر الأمن وفك الحصار عن المدن، من أجل أن يتم الحوار، فلم تستجب لنا»، على حد قول المعارض هيثم المالح.
وانتقد المالح النظام السوري الذي يريد إجراء حوار بشروطه هو دون الأخذ بعين الاعتبار شروط المعارضة وتطلعاتها، «وهذا ما رفضته كافة أطياف المعارضة»، واصفا بـ«الفاشل» اللقاء التشاوري الذي تم قبل أيام في دمشق وقاطعته أهم فئات المعارضة، وطالب وفد المعارضة السورية من مؤسسات الاتحاد الأوروبي، تقديم الدعم والمساندة السياسية للشعب السوري في مسيرته الحالية نحو الديمقراطية. مع التأكيد على أن مطلب الشعب السوري هو الانتقال بسلاسة نحو دولة مدنية ديمقراطية وطلب المعارضان السوريان من البرلمان الأوروبي، دعم خيار الشعب السوري عبر إجراءات محددة يمكن تدارسها، وأعربا عن «الأمل بأن يقوم نواب ومسؤولون أوروبيون بزيارة سوريا لدعم المتظاهرين المسالمين».
على الجانب الآخر انتقد رئيس لجنة العلاقات مع المشرق في البرلماني الأوروبي ماريو ديفيد، بشدة المواقف الدولية تجاه الوضع في سوريا، واصفا إياها بـ«المخادعة ومزدوجة المعايير»، وأعرب ديفيد عن قناعته بأن الإجراءات الأوروبية «غير كافية»، وقال: «يخطئ من يظن أن العقوبات الأوروبية المفروضة على نظام الرئيس السوري بشار الأسد من قبيل تجميد أموال المسؤولين ومنعهم من السفر قادرة على دفعه لتغيير سلوكه». ورأى ديفيد (مجموعة الحزب الشعبي الأوروبي – البرتغال)، أن أي تدخل عسكري لا يمكن أن يكون مجديا في سوريا، مع ملاحظة رفض السوريين التام لهذا الخيار، «ومن هنا لا بد من البحث عن طرق أكثر فاعلية لوقف ما يجري حاليا في البلاد». ومن جهته، طالب البرلماني الأوروبي غيرت بوتورينغ، (مجموعة الحزب الشعبي – ألمانيا)، المعارضة السورية بصياغة أفكار محددة ليستطيع البرلمان الأوروبي تقديم العون، «قولوا لنا كيف تريدون لنا أن نساعدكم»، أما البرلماني عن مجموعة الليبراليين الديمقراطيين، الهولندي باستيان بيلدر، فقد طرح أسئلة جدية تعبر عن قلق البرلمان الأوروبي لوضع المسيحيين في سوريا، خاصة فيما لو رحل نظام الأسد، حيث «يجب أن يبقى هذا البلد متنوعا»،.
وأشار إلى أن قوى المعارضة تجتمع على عدة أمور أساسية أهمها التوافق على الانتقال إلى نظام ديمقراطي بعيدا عن النظام الحالي، وعلى رفض أي تدخل أجنبي في البلاد، انطلاقا من مبدأ حرص السوريين على حل مشاكلهم بأنفسهم وعلى وحدة الدولة السورية بصرف النظر عن الانتماء الطائفي والعرقي لمواطنيها، بالإضافة إلى قناعة كافة قوى المعارضة بأهمية الحفاظ على الطابع السلمي للمظاهرات، كما عبر المالح وغليون عن ثقة أطياف المعارضة السورية بقدرة الجيش السوري على اتخاذ موقف حازم يؤدي إلى وقف حمام الدم الحالي في البلاد، حيث «لم يتورط الجيش بكامله في القمع الحاصل حاليا في البلاد، بل اقتصر الأمر على تدخل فرق عسكرية موالية لنظام الأسد وستبقى كذلك، أما بقية قطاعات الجيش، فنحن على ثقة أنها ستتخذ الموقف المناسب لموقعها الوطني»، على حد تعبيرهما وتحدث المعارضان عن وجود تدخل إيراني وصفاه بـ«المحدود» في الأزمة السورية، إذ أكدا عدم ملاحظة وجود عناصر إيرانية على الأرض واقتصار دور طهران على المشورة وتقديم الخبرات للنظام السوري ورأى المعارض برهان غليون، من جانبه، أن على أوروبا أن تعمل مع الأطراف الإقليمية مثل إيران وتركيا ومصر ودول الخليج لمعالجة الأزمة السورية، فـ«نأمل منكم التعاون في التوصل إلى تفاهم دولي مع ملاحظة أن السوريين لا يريدون معاداة أي طرف على حساب آخر، بل يريدون إقامة علاقات مبنية على المصالح».
وكان البرلمان الأوروبي قد أجرى نقاشا الأربعاء الماضي بحضور كاثرين اشتون منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي وأقر النواب في أعقاب ذلك مشروع قرار يدين استعمال العنف والقمع ضد المتظاهرين ودعوا الأمم المتحدة إلى إصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يدين العنف في سوريا.
الحوار الوطني السوري يتوارى بعد صدام دمشق بواشنطن
أشرف أبو جلالة
لم ينجح الحوار الوطني الذي عقد في سوريا مطلع الأسبوع الجاري في إخماد شرارة الاحتجاجات التي تطالب بإسقاط النظام، وبخاصة مع ازدياد التوتر مع الولايات المتحدة ورفض المعارضة السورية المشاركة في اللقاء.
وُصِفَ اللقاء الذي جمع مؤخراً مسؤولين سورين بناشطين معتدلين من صفوف المعارضة في أحد الفنادق الموجودة في غرب العاصمة السورية، دمشق، بأنه جلسة “حوار وطني”، من شأنها أن تناقش قضايا لا يمكن تصورها في سوريا التي تعيش حالة من القمع خلال الأشهر القليلة الماضية، مثل الحريات الصحافية، وقانون الانتخاب الجديد، وسبل إنهاء ما يقرب من نصف قرن من حكم حزب البعث.
ورغم خروج المشاركين ببيان ختامي يوم أمس، إلا أنه لم يلب مطالب الأشخاص الذين أشعلوا المسيرات الاحتجاجية في جميع أنحاء سوريا من أجل الإطاحة بالنظام. ومع ذلك، ذهب البيان إلى حد المطالبة بتطبيق رزمة من الإصلاحات، بما في ذلك المراجعة الكاملة للدستور، إلى جانب إلغاء المادة رقم 8 التي تضمن لحزب البعث الهيمنة في النظام السياسي للبلاد، بحسب ما ذكرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية.
لكن مع صدور إيماءات كثيرة من جانب الحكومة السورية منذ اندلاع التظاهرات المناهضة للحكومة في آذار/ مارس الماضي، رأت الصحيفة أن هذا الاجتماع الأخير ربما جاء متأخراً للغاية، ولن يحظى بأي تأثير يذكر على الأحداث الدرامية التي تشهدها الآن المدن السورية، وكذلك التي تحدث الآن بصورة متزايدة على الساحة الدولية.
وبينما كان يتناقش المشاركون بشأن الصيغة النهائية للبيان، قام متظاهرون غاضبون موالون للحكومة بمهاجمة وتخريب السفارتين الأميركية والفرنسية في دمشق.
ولفتت الصحيفة في هذا الإطار إلى ذلك التصريح المهم الذي لطالما انتظرته المعارضة السورية من جانب الولايات المتحدة على لسان وزيرة خارجيتها، هيلاري كلينتون، حين قالت إن بشار الأسد “فقد الشرعية”، وهي الجملة التي استخدمت من قبل كإشارة لسحب واشنطن دعمها للرئيس المصري حسني مبارك في آخر أيامه في السلطة.
وهو ما جعل سوريا توجه تحذيراً شديد اللهجة يوم أمس للولايات المتحدة كي تمتنع عن القيام بأعمال استفزازية. ومع انتهاء فعاليات الحوار الوطني، وبدلاً من أن تجد سوريا استحساناً لتلك الخطوة الأولى المترددة صوب الإصلاح، وجدت نفسها في مواجهة متصاعدة مع القوة العظمى في العالم.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن بثينة شعبان، مستشارة الرئيس بشار الأسد وإحدى الشخصيات التي أشرفت على مؤتمر الحوار الوطني، قولها :” هذا أمر مثير للسخرية. فما نحاول القيام به في سوريا هو الانتقال سلمياً للديمقراطية، وما نتوقعه من أميركا باعتبارها أكبر كيان ديمقراطي في العالم هو أن تدعمنا”.
كما رفضت شعبان تلك المزاعم الأميركية التي تحدثت عن أن الحكومة السورية هي من قامت بالتحريض على أعمال التظاهر ضد سفارتها في العاصمة دمشق، وأن الأمن لم يحرك ساكناً أثناء قيام الحشود برشق مبنى السفارة بالحجارة وتجمعهم في الوقت ذاته بأعداد كبيرة أمام بواباتها. ومع هذا، لا تزال هناك شكوك حول ما إن كان المؤتمر الأخير هذا سيحدث فارقاً كبيراً بالنسبة إلى الأزمة التي تشهدها سوريا حالياً.
ورأى عمرو العظم، الأستاذ في جامعة ولاية أوهايو والناشط في صفوف المعارضة السورية، أن مقاطعة المعارضة للمؤتمر تمثل هوة من عدم الثقة، وأن مثل هذه الهوة بين الحكومة وأولئك الأشخاص الذين تحدوا خطر الاعتقال والموت لإسقاطها أظهرت أنه لم يعد هناك من شيء يمكنه الآن أن يقنع المتظاهرين بأن يعودوا إلى ديارهم.
مثقفو سوريا يتعرضون للضرب بالهراوات والعصي الكهربائية في دمشق
خرجوا في مظاهرة دعما للحراك الشعبي وفور هتافهم «الله.. سوريا.. وحرية.. وبس» بدأ الضرب
لندن: «الشرق الأوسط»
بعد يوم واحد على انتهاء اللقاء التشاوري، الذي دعا إليه النظام السوري، وخروجه بالتأكيد على أن «الحوار هو الطريق الوحيد الذي يوصل البلاد إلى إنهاء الأزمة»، قامت قوات الأمن السورية بفض مظاهرة للمثقفين السوريين بالقوة والضرب بالهراوات والعصي الكهربائية، في منطقة الميدان وسط العاصمة دمشق مساء يوم أمس، وحسب مصادر حقوقية سورية، قالت في معلومات أولية إنه جرى اعتقال نحو ثلاثين شخصا عرف منهم: الممثلة مي سكاف، ونضال حسن، ويم مشهدي، وريما فليحان، وباسل شحادة، وساشا أيوب، ودانا بقدونس، وإياد العبد الله، وغيفارا نمر، والأخوان محمد وأحمد ملص، وإياد شربتجي، وآخرون.
أحد المشاركين في المظاهرة أفاد أنه تم تفريق جموع الفنانين والمثقفين فور تجمعهم قريبا من جامع المنصور وبعد أن أنشدوا النشيد الوطني ومع أول هتاف «الله.. سوريا.. وحرية.. وبس» كانوا قد ساروا نحو ثلاثمائة متر تقريبا، هجمت قوات الأمن والشرطة ومعهم الشبيحة وقاموا بتفريق المتظاهرين واعتقال عدد منهم، وقال المشارك «رأيت أمامي أربعة شباب وقد دميت وجهوهم من الضرب، أحدهم إصابته في الرأس وآخر بدا ساعده مكسورا، كما رأيت الممثل المسرحي الشاب محمد ملص والدم ينزف من رأسه وفمه، وأضاف المشارك وهو كاتب سيناريو أن (الشبيحة) الذين هاجموا المثقفين كانوا من مؤيدي النظام «غالبيتهم مراهقون وتعاملوا مع المتظاهرين بشراسة وضربوهم دون تمييز بين كبير أو صغير أو امرأة أو رجل، رأيت أحدهم يسحب امرأة من شعرها وهو يضربها». ثم أضاف أن «بعض المتظاهرين تجمعوا وقاموا بدحر المهاجمين، وهنا تدخلت عناصر الأمن وقاموا بضرب المتظاهرين بالهراوات وبشكل عنيف جدا، وشاهدت الفنانين المعروفين فارس الحلو وخالد تاجا وقد حاصرتهما عناصر الأمن».
وبعد تفريق المظاهرة عاد للتجمع من جديد المثقفون والفنانون الذين جاؤوا من مختلف المدن والمحافظات السورية للمشاركة وقدر عددهم بـ 2000 مشارك، منهم فايز سارة ورياض سيف ود.منير شحود.
وعادت المظاهرة للخروج بعد ربع ساعة وقد انضم إليهم عدد من أهالي المنطقة، وبعدما تم قطع الطرق المؤدية للميدان من قبل السلطات عاود الأمن مهاجمتهم واعتقال المزيد.
وقال شهود عيان إن قوات الأمن بدأت بالتوافد إلى منطقة الميدان قبل ساعتين تقريبا من موعد المظاهرة، وأن عددا كبيرا منهم اختبأ في مدرسة عزة حصرية وحسن الحكيم، وعندما بدأ المثقفون بالتجمع عند الخامسة والنصف جاءت أيضا ثلاث حافلات تقل عناصر أمن يحملون عصيا وهراوات كهربائية، بالإضافة إلى وجود عدد كبير من قوات الأمن وعناصر مكافحة الشغب، وسيارات إطفاء وسيارات إسعاف استخدمت لنقل عناصر الأمن والمؤيدين للمنطقة، وعند الساعة السادسة إلا ربعا تقريبا تم إغلاق الطرق المؤدية إلى المنطقة ومحاصرة المتظاهرين.
وكان عدد من المثقفين والكتاب والصحافيين والفنانين السوريين دعوا في وقت سابق للمشاركة في مظاهرة معلنة قرب جامع الحسن في الميدان في الساعة 6 مساء من يوم أمس الأربعاء، في خطوة تهدف إلى «دعم الحراك الشعبي المطالب بالحرية والكرامة وصولا إلى شعار إسقاط النظام» وقال الناشط المعارض والكاتب فايز سارة لـ «الشرق الأوسط» إن أهم مطالب المشاركين في المظاهرة هي «وقف الحل الأمني ووقف استخدام العنف بحق المتظاهرين وإيقاف الهجمة الإعلامية ضد المثقفين والإعلاميين الذين أعلنوا موقفا إلى جانب الحراك والسماح للإعلام العالمي والإعلام المستقل بالحضور والإفراج عن كافة الذين اعتقلوا جراء الأحداث ومحاسبة ومعاقبة الذين أجرموا بحق الشعب بمحاكمات عادلة ومعلنة، مطالبة قوى المعارضة بتوحيد صفوفها والخروج بتصور واحد للدولة الديمقراطية المطلوبة»، وعبر سارة عن أمله في ألا يتم التعرض للمشاركين في المظاهرة، سيما أنها «تأتي بعد المؤتمر التشاوري الذي قالت فيه السلطة بأنها تسير باتجاه خطوات سياسية وحل سياسي عبر الحوار».
وأصدر منظمو المظاهرة بيانا نشر على مواقع الإنترنت أعلنوا فيه عن إقامة هذا النشاط ودعوا للمشاركة فيه واعتبروا «بيانهم بمثابة إبلاغ للسلطات عن المظاهرة، وحملوا السلطات مسؤولية التعرض لهم».
وقال أحد منظمي الدعوة لـ «الشرق الأوسط» في اتصال هاتفي مع لندن، إن هذا النشاط محاولة ليقول من خلاله المثقفون والفنانون رأيهم بالأحداث الجارية، مشيرا إلى أن عددا من الذين لبوا الدعوة للمشاركة سبقت لهم المساهمة في فعاليات ونشاطات أخرى، من خلال اللقاءات والمؤتمرات والاعتصامات التي جرت مؤخرا، ومنهم من اعتقل، ولكنهم الآن يريدون أن يقولوا رأيهم بشكل مستقل. وقد أكد العشرات مشاركتهم بالمظاهرة وبدأوا بالتوافد إلى العاصمة من المحافظات منذ ساعات الصباح الباكر.
ويشار إلى أن منطقة الميدان بجانب جامع الحسن تشهد مظاهرات كل يوم جمعة، وذلك رغم الوجود الأمني المكثف فيها منذ انطلاق أول مظاهرة. ويتعرض المتظاهرون هناك إلى قمع عنيف وضرب بالهراوات والصواعق الكهربائية والقنابل المسيلة للدموع. وفي الأسبوعين الأخيرين جرى إطلاق نار، ويوم الجمعة الماضي سقط شهيد وعدد من الجرحى.
في ظاهرة هي الاولى من نوعها في سورية: المثقفون يدعون الى مظاهرة علنية في دمشق
لندن ‘القدس العربي’: باسم مجموعة ‘مثقفون لأجل سورية’ وتحت عنوان ‘معا الى الشارع’ دعى المثقفون السوريون الى مظاهرة علنية للانطلاق في منطقة الميدان بدمشق.
وقد اعلن ذلك في بيان قالت المجموعة فيه مطالبتها بالوقف الفوري والنهائي للحل الأمني ولاستخدام العنف في الشارع بحق المتظاهرين السلميين، والسماح لهم بالتعبير عن آرائهم ومطالبهم بحرية كاملة كما طالب بيان المثقفين بمعاقبة ومحاسبة كل من أجرم بحق الشعب السوري بمحاكمات عادلة، ومطالبة بإيقاف التحريض والهجمة الإعلامية ‘التي يشنّها الإعلام المحلي على المواطنين المطالبين بالحرية، وعلى المثقفين والإعلاميين السوريين الذين أعلنوا مواقف أخلاقية ومبدئية من هذا الحراك الشعبي’.
كما طالب بيان المثقفين بالسماح للإعلام العربي والعالمي والمستقل بتغطية الأحداث في البلاد بحرية كاملة، لنقل الحدث على حقيقته وبالإفراج الفوري عن كافة المعتقلين السياسيين سواء الذين اعتقلوا في السابق وما زالوا أسرى السجون السورية، أو جرّاء الأحداث الأخيرة التي تشهدها البلاد، والذين كان من بينهم الكثير من المثقفين والجامعيين.
وطالب البيان قوى المعارضة الوطنية في الداخل والخارج، ‘بتوحيد صفوفها والخروج بتصوّر مشترك للدولة المدنية الديمقراطية’، واعتبر المثقفون اعلانهم هذا ‘بمثابة إخطار للسلطات السورية، سيما وأنها تسمح يومياً بعشرات المسيرات المؤيدة التي تخرج دونما ترخيص في كافة المحافظات السورية، وتمدّها بكل الدعم الذي تتطلبه’، وحمّل البيان السلطات السورية ‘كامل المسؤولية في حال تم التعرّض لنا بأي سوء من أية جهة كانت، خلال أو بعد التظاهرة’.
الجيش السوري يمشط جبل الزاوية
قال ناشطون مناوئون لحكم الرئيس السوري بشار الأسد إن قوات الجيش تواصل تمشيط منطقة جبل الزاوية والقرى المحيطة بها في محافظة إدلب قرب الحدود التركية. ويأتي ذلك في نطاق عملية عسكرية خلفت ثمانية قتلى. وبينما تزداد الضغوط الدولية على الأسد، شهدت دمشق أمس اعتقالات شملت مثقفين وفنانين تظاهروا ضد “القمع”.
وقال ممثل لجان التنسيق المحلية في سوريا عمر إدلبي إن هناك اقتحاما لعدد من بلدات وقرى جبل الزاوية، لافتا إلى استمرار عمليات الجيش التي يشنها في محافظة إدلب، وقال إن الاقتحام تضمن اعتقال العشرات من المتظاهرين السلميين، ونفى وجود عصابات مسلحة “لأن ما يقوله النظام عن وجود عصابات مسلحة لم يؤكده مصدر مستقل”.
وأكد إدلبي في تصريح للجزيرة صباح اليوم أن الجيش السوري يعتقل من يفر أو يتجه إلى الحدود التركية. وفي رد على اعتقال نحو ثلاثين مثقفا تظاهروا في دمشق أمس، أوضح أن خروج المثقفين بالشعارات التي رفعوها يعد تطورا نوعيا، مشيرا إلى أن المثقفين ليسوا منفصلين عن مطالب الشعب السوري، واعتبر ذلك “ردا على أجهزة النظام التي تخاف الكلمة الحرة وتقمع أي صوت حر ينضم إلى مطالب الشعب”.
وأقر ممثل لجان التنسيق المحلية في سوريا بوجود فنانين ومثقفين آخرين يؤيدون نظام الأسد، وقال إن القناعة الفكرية ليست السبب الوحيد في ذلك، بل هناك الخوف والرعب والمصالح المتحققة مع النظام. وشدد على أن مظاهرة المثقفين أمس “مشجعة” وستقود إلى تطورات أخرى في حراك المثقفين.
اعتقال مثقفين
وكانت السلطات السورية قد اعتقلت أمس عددا من الفنانين والمثقفين خلال مظاهرة نظمها المئات منهم بحي الميدان وسط دمشق، وطالبوا خلالها بإطلاق الحريات ووقف الحل الأمني الذي اعتمدته السلطات لقمع الاحتجاجات في سوريا.
وشارك في المظاهرة التي انطلقت من أمام جامع الحسن مئات من المثقفين والفنانين المعارضين، ومن أبرزهم الفنان والممثل السوري خالد تاجا والمخرج نبيل المالح والفنان فارس الحلو والناشط رياض سيف وفايز سارة ومازن درويش.
وقال عبد الكريم ريحاوي الذي شارك بالمظاهرة إن القوات الأمنية تصدت للمتظاهرين ومنعتهم من الخروج وعملت على تفريقهم بالقوة، واعتقلت العشرات وعرف منهم الممثلان الأخوان ملص والكاتبة ريما فليحان والممثلة مي سكاف ويم مشهدي وفادي زيدان والمخرج نضال حسن وسارة الطويل وإياد شربجي والمصورة غيفارا نمر ومحمد ذاكر الخليل.
التصعيد العسكري
وعلى الصعيد العسكري أكد ناشطون في مجال حقوق الإنسان أن أكثر من مائة حافلة من الأمن والشبيحة وأكثر من أربعين مجنزرة شاركت في عملية اجتياح قرى منطقة جبل الزاوية، ومن بينها كفرحايا وسرجة وفركية، وهو ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى بالإضافة إلى عدد من المفقودين.
وأفاد رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن بأن من بين القتلى أربعة قرويين قضوا أمس في هجمات مدعومة بالدبابات في أربع قرى بمنطقة جبل الزاوية. وأضاف أن “أعيرة نارية كثيفة” سمعت في هذه المنطقة التي وصل إليها الجيش السوري قبل أسبوعين في محاولة لاحتواء الحركة الاحتجاجية ضد النظام.
أما في منطقة قطنا في ريف دمشق فقد قال شاهد العيان أبو حسين للجزيرة إن قوات الأمن أطلقت النار على أهالي المدينة، مما أدى إلى إصابة 17 بجروح متفاوتة الخطورة، مشيرا إلى اعتقال شخصين.
ونقلت وكالة رويترز عن ناشط في إدلب طلب عدم الكشف عن اسمه قوله “نشهد تصعيدا عسكريا بعد التصعيد السياسي من جانب النظام”، وذلك في إشارة إلى الاعتقالات التعسفية لآلاف السوريين التي اشتدت في الأسبوعين الأخيرين، حسبما يذكر دعاة لحقوق الإنسان.
وفي السياق قال سكان في محافظة دير الزور بشرق البلاد إن انفجارين وقعا في خطي أنابيب لنقل الغاز. وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء إن حريقا اندلع في خط أنابيب إما بسبب اشتعال أعشاب يابسة قريبة من الأنبوب وإما بحدوث تسرب منه.
تكرار المذابح
وعلى الصعيد الدولي حذرت قوى دولية -من بينها تركيا- الرئيس الأسد من تكرار المذابح التي كانت ترتكب في عهد والده الرئيس حافظ الأسد الذي سحق بوحشية تحديات اليساريين والإسلاميين لحكمه.
واعتبر رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون أن صمت المجلس حيال ما يجري في سوريا “حيث تجاوز الرئيس بشار الأسد كل الحدود” أصبح لا يحتمل، وفق تعبيره.
وفي واشنطن، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن نظيره السوري بشار الأسد أضاع الفرصة تلو الأخرى لإجراء إصلاحات, وإنه يفقد شرعيته في نظر شعبه.
وفي مقابل ذلك، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي “لا يحق لأحد سحب الشرعية من زعيم”، وذلك في أعقاب لقاء في دمشق ناقش فيه أمس مع الأسد “الأحداث في سوريا”.
وقال العربي في تصريح صحفي إن الجامعة العربية ترفض أي تدخل في الشؤون الداخلية للبلدان العربية ولا يحق لأحد سحب الشرعية من زعيم لأن الشعب هو الذي يقرر ذلك، معتبرا أن الولايات المتحدة “تجاوزت حدودها” عند حديثها عن سقوط شرعية الأسد. وأشار العربي إلى أهمية الاستقرار في سوريا، واعتبره ضروريا للاستقرار في البلدان العربية الأخرى.
خلافات بمجلس الأمن لإدانة نظام الأسد
8 قتلى واعتقالات لمثقفين وفنانين بسوريا
قال ناشطون حقوقيون إن القوات السورية قتلت الأربعاء ثمانية أشخاص في محافظة إدلب شمال غرب سوريا، في حين اعتقلت في العاصمة دمشق نحو 30 شخصا بعد تفريقها لمظاهرة بحي الميدان شارك فيها نحو 250 فنانا ومثقفا، دعما للثورة التي تطالب بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.
سياسيا تصاعدت الضغوط الدولية من أجل استصدار قرار أممي يدين ما وصف بقمع النظام السوري للمظاهرات المناهضة له، وسط إصرار روسي على رفض أي خطوة في هذا الإطار.
وقال ناشطون في مجال حقوق الإنسان إن أكثر من 100 حافلة من الأمن والشبيحة وأكثر من 40 مجنزرة شاركت في عملية اجتياح قرى منطقة جبل الزاوية، ومن بينها كفرحايا وسرجة وفركية، وهو ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى بالإضافة إلى عدد من المفقودين.
وأفاد رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن بأن من بين القتلى أربعة قرويين قضوا في هجمات مدعومة بالدبابات في أربع قرى بمنطقة جبل الزاوية.
وأضاف أن “عيارات نارية كثيفة” سمعت في هذه المنطقة التي وصل إليها الجيش السوري قبل أسبوعين، في محاولة لاحتواء الحركة الاحتجاجية ضد النظام.
أما في منطقة قطنا في ريف دمشق، فقد قال أبو حسين -وهو شاهد عيان- إن قوات الأمن أطلقت النار على أهالي المدينة، مما أدى إلى إصابة 17 شخصا بجروح متفاوتة الخطورة، مشيرا إلى اعتقال شخصين.
وأضاف الشاهد في حديث للجزيرة أن سكان المنطقة واجهوا قوات الأمن بالحجارة وأجبروها على التراجع، لافتا إلى أن “قوة النيران التي استعملها عناصر الأمن في مواجهة مدنيين عزل”.
مظاهرة الفنانين
وفي دمشق، قامت الشرطة بتفريق نحو 250 مثقفا وفنانا بعد تنظيمهم لمظاهرة انطلقت من أمام جامع الحسن بحي الميدان وسط دعما للثورة.
وقال عبد الكريم ريحاوي من الرابطة السورية لحقوق الإنسان إن عناصر الشرطة “ضربوا هؤلاء بالعصي والهراوات”.
واعتقل نحو 30 متظاهرا من بينهم الصحفي إياد شربجي والفنانة جيفارا نمر والممثلة مي سكاف والناشطة ريما فليحان ويم مشهدي والتوأم ملص وداساشا أيوب وباسل شحادة.
وطالب المثقفون بالوقف الفوري للحل الأمني والإفراج عن المعتقلين السياسيين، وأشاروا باستغراب إلى تساهل السلطات مع المسيرات المؤيدة للنظام التي تجري دونما ترخيص.
ودعا المثقفون إلى التظاهرة بهدف “وقف العمليات العسكرية والأمنية ضد المتظاهرين والإفراج عن معتقلي الرأي والضمير والسماح بالتظاهر السلمي وتغيير المادة 8 من الدستور التي تقول إن البعث هو الحزب القائد للدولة والمجتمع ومواد أخرى تعطي الرئيس صلاحيات واسعة”.
في مقابل هذا التجمع، شكل أفراد آخرون مظاهرة مؤيدة للنظام، ورددوا هتافات داعمة لبشار الأسد.
مع ذلك، شهدت عدة مدن وقرى سورية من بينها اللاذقية والحسكة والقامشلي مظاهرات مسائية، عبر المشاركون فيها عن رفضهم الحوار مع النظام ودعوا إلى رحيله.
خلافات دولية
في الوقت نفسه اعتبر وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه أن عرقلة الصين وروسيا لمشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يندد بما وصفه بالقمع في سوريا، أمر غير مقبول.
وقال لونغيه في مقابلة مع محطة “أل سي أي” الفرنسية إن روسيا والصين مطالبتان بقبول “القواعد المشتركة للمجتمع الدولي”، التي لا تسمح بمواجهة المعارضة بقوة السلاح.
من جهته اعتبر رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون أن صمت المجلس حيال ما يجري في سوريا “حيث تجاوز الرئيس بشار الأسد كل الحدود” أصبح لا يحتمل، وفق تعبيره.
فقدان الشرعية
وفي واشنطن، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن نظيره السوري بشار الأسد أضاع الفرصة تلو الأخرى لإجراء إصلاحات, وإنه يفقد شرعيته في نظر شعبه.
وردا على ذلك أكد الأمين العام الجديد للجامعة العربية نبيل العربي -الذي ناقش مع الرئيس السوري “الأحداث في سوريا” الأربعاء في دمشق- أنه “لا يحق لأحد سحب الشرعية من زعيم”، كما ذكر التلفزيون السوري.
كما انتقد أوباما في مقابلة تلفزيونية الحكومة السورية بشأن الهجمات التي تعرضت لها السفارة الأميركية في دمشق.
في سياق متصل، أعلنت وزارة الخارجية البريطانية أنها استدعت السفير السوري في لندن إثر “الهجمات” التي تعرضت لها هذا الأسبوع سفارتا فرنسا والولايات المتحدة في دمشق.
وقالت الخارجية في بيان “تم استدعاء السفير السوري سامي خيامي إلى وزارة الخارجية لسؤاله عن الهجمات على السفارتين الفرنسية والأميركية في دمشق يوم الاثنين 11 يوليو/تموز الماضي”.
53 حالة وفاة تحت التعذيب بسوريا
و15 ألف معتقل
قالت لجان التنسيق المحلية في سوريا اليوم إن 15 ألف معتقل لا يزالون قابعين في السجون السورية من بين عشرات الآلاف ممن اعتقلوا منذ بداية الانتفاضة قبل ثلاثة أشهر، وإن 53 حالة وفاة سجلت تحت التعذيب.
وأفادت اللجان في بيان لها الثلاثاء بأن السلطات السورية مستمرة في اعتقال المتظاهرين السلميين والنشطاء والصحفيين والمدونين على امتداد البلاد، “رغم الرفع الشكلي لحالة الطوارئ”.
وذكرت اللجان أن 15 ألف معتقل يقبعون الآن في سجون النظام السوري “تمارس بحقهم شتى صنوف التعذيب وإساءة المعاملة والإهانات”.
وأشار البيان الذي توصلت الجزيرة نت إلى نسخة منه إلى أن 53 شخصا توفوا تحت التعذيب حتى اللحظة”، هذا إلى جانب آلاف حالات الاختفاء القسري.
وقال الناطق الإعلامي باسم لجان التنسيق المحلية، عمر إدلبي، إن “العديد من عائلات الشهداء تعرضت للاعتقال بهدف الضغط عليها ومنعها من نشر تفاصيل وفاة أبنائها”، كما جرى اعتقال جرحى المظاهرات السلمية من المشافي واعتقال أفراد من عائلات
اعتقال فنانين ومثقفين شاركوا في مظاهرة ضد نظام الأسد في دمشق
قوات الأمن تقتل 17 مدنياً في حماة وإدلب
دبي – العربية.نت
أفاد شهود عيان أن قوات الأمن السورية أطلقت النار مما أدى لسقوط عشرة قتلى في مدينة حماة أمس الأربعاء، كما تحدث ناشطون عن مقتل سبعة مدنيين في إدلب في وقت سابق، فيما شنت السلطات السورية حملة اعتقالات شملت عدداً من الفنانين والمثقفين.
وعلمت “العربية.نت” أن قوات الأمن اعتقلت هؤلاء الفنانين والمثقفين بعد تنظيمهم تظاهرة في حي الميدان وسط العاصمة السورية دمشق دعما للثورة.
المظاهرة التي شارك فيها المئات من المثقفين والفنانين السوريين، انطلقت من أمام جامع الحسن الذي يشهد مظاهرات كل يوم جمعة قبل أن تتصدى لهم القوات الأمنية واعتقلت عددا منهم ومن بين من عرف من المعتقلين (الناشطة الحقوقية ريما فليحان، الممثلة مي سكاف، ريم مشهدي، فادي زيدان، نضال حسن، سارة الطويل).
ومن بين أبرز من شارك في التظاهرة الفنان والممثل السوري خالد تاجا، فيما دعا مثقفون وفنانون وصحافيون الى هذه المظاهرة في بيان نشر الثلاثاء أكدوا فيه على عدة مطالب تشمل معاقبة ومحاسبة كل من أجرم بحق الشعب، والإفراج الفوري عن المعتقلين وتوحيد صفوف المعارضة.
نص بيان المثقفين والفنانين قبل المظاهرة
انطلقت منذ 4 شهور انتفاضة شعبية في الداخل السوري جاءت كنتيجة طبيعية للقهر والظلم الذي عاشه المواطن السوري على مدى عقود، وقد أخذت هذه الانتفاضة طابعاً مدنياً حضارياً سلمياً، رفع بالمجمل شعارات الحرية والوحدة الوطنية، لكن هذا الحراك المشروع المكفول بحكم القانون قوبل من قبل السلطات بشتى أنواع العنف والقمع، واستبيحت فيه كلّ المحرمات، فسقط ما يناهز 1800 شهيد بينهم 82 طفلاً، واعتقل حوالي 12000 مواطن.
ونحن كمثقفين وفنانين وصحفيين سوريين نعتبر أنفسنا أفراداً من هذا الشعب العظيم، ومنسجمين كل الانسجام مع تطلعاته، ومؤيدين لمطالبه المشروعة، وحقه الكامل في العيش في ظل دولة عادلة وعصرية يحكمها القانون، وتكفل حرية الأفراد.
فإننا نعلن أنه آن الأوان كي نقول كلمتنا في هذا المقام، وأن ننزل إلى الشارع إلى جانب إخوتنا الذين قدّموا من دمائهم وعذاباتهم الكثير ليجلبوا لنا الحرية؛ هذا الحقّ الذي أقرّته كل الشرائع السماوية، والمواثيق العالمية.
وعليه فقد قررنا نحن المثقفون السوريون الخروج بتظاهرة سلمية نطالب فيها بـ:
الن- الوقف الفوري والنهائي للحل الأمني ولاستخدام العنف في الشارع بحق المتظاهرين السلميين، والسماح لهم بالتعبير عن آرائهم ومطالبهم بحرية كاملة وفق ما نصت عليه المادتان 25 و26 من دستور الجمهورية العربية السورية.
– معاقبة ومحاسبة كل من أجرم بحق الشعب السوري بمحاكمات عادلة، ومعلنة.
– إيقاف التحريض والهجمة الإعلامية التي يشنّها الإعلام المحلي على المواطنين المطالبين بالحرية، وعلى المثقفين والإعلاميين السوريين الذين أعلنوا مواقف أخلاقية ومبدئية من هذا الحراك الشعبي.
– السماح للإعلام العربي والعالمي والمستقل بتغطية الأحداث في البلاد بحرية كاملة، لنقل الحدث على حقيقته.
– الإفراج الفوري عن كافة المعتقلين السياسيين سواء الذين اعتقلوا في السابق وما زالوا أسرى السجون السورية، أو جرّاء الأحداث الأخيرة التي تشهدها البلاد، والذين كان من بينهم الكثير من المثقفين والجامعيين.
تحذير السلطات من التعرض لهم
نضال حسن- نطالب قوى المعارضة الوطنية في الداخل والخارج، والتي تنشط خارج حسابات وأجندات القوى الخارجية، نطالبها بتوحيد صفوفها والخروج بتصوّر مشترك للدولة المدنية الديمقراطية التي نحلم بها جميعاً.
هذا وسنقيم هذه التظاهرة في تمام الساعة السادسة من مساء يوم الأربعاء 13 تموز الجاري من أمام جامع الحسن بمنطقة الميدان بدمشق، معتبرين هذا الإعلان بمثابة إخطار للسلطات السورية، سيما وأنها تسمح يومياً بعشرات المسيرات المؤيدة التي تخرج دونما ترخيص في كافة المحافظات السورية، وتمدّها بكل الدعم الذي تتطلبه.
وفي هذا الإطار فإننا نحمّل السلطات السورية كامل المسؤولية في حال تم التعرّض لنا بأي سوء من أية جهة كانت، خلال أو بعد التظاهرة.
قتيلان وسبعة مصابين بأطلاق نار على متظاهرين في دير الزور وحملة دهم في حمص
قتل شخصان وأصيب سبعة آخرون عندما فتحت قوات الأمن السورية النار على متظاهرين مناهضين لحكم الرئيس بشار الأسد في مدينة دير الزور في شرق سوريا، وذلك حسبما ذكر سكان المدينة.
وفي الوقت نفسه قال شهود عيان لبي بي سي إن قوات الأمن شرعت منذ فجر اليوم الخميس في حملة مداهمات واسعة في حي باب السباع في مدينة حمص وسط سوريا.
وافاد الشهود بأن دوي إطلاق نار كثيف سمع في أرجاء الحي كما يعكف السكان على وضع الحواجز والمتاريس لمنع تقدم قوات الأمن.
وكان حي باب السباع قد شهد توترا واسعا بين الأمن والسكان بسبب التظاهرات الإحتجاجية التي شهدتها حمص خلال الأسابيع الأخيرة للاحتجاج على حكم الرئيس بشار الأسد.
وكان نشطاء في مجال حقوق الانسان قد قالوا إن القوات السورية قتلت اربعة قرويين الاربعاء في هجمات على منطقة في شمال غرب البلاد قرب تركيا في توسيع للحملة العسكرية الرامية للقضاء المعارضة للرئيس بشار الاسد.
ونقلت وكالة رويترز عن احد النشطاء في ادلب والمرصد السوري لحقوق الانسان قولهم ان الاربعة قتلوا في هجمات مدعومة بالدبابات في اربع قرى في منطقة جبل الزاوية في محافظة ادلب قرب الحدود مع تركيا.
بينما رفع المرصد السوري لحقوق الانسان عدد من قتلوا في جبل الزاوية بمحافظة إدلب شمال غربي الى سبعة اشخاص.
وبدأت الهجمات العسكرية على بلدات وقرى ادلب قبل خمسة اسابيع، بعد احتجاجات كبيرة في مختلف انحاء المنطقة الريفية تطالب بحريات سياسية.
وادت الهجمات السابقة الى نزوح الاف السوريين الى تركيا.
اعتقال فنانين معارضين
من جهة اخرى افاد مراسل بي بي سي بدمشق بأن قوات الامن السورية فرقت بالقوة تجمعا ضم العشرات من مثقفين وفنانيين واعلاميين سوريين تداعوا للاعتصام عبر الفيسبوك تأييدا لمطالب المتظاهرين قرب جامع الحسن في حي الميدان بدمشق.
وقال رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي ان قوات الامن “استخدمت العصي والهراوات لتفريق المتظاهرين” وانها القت القبض على اربعة منهم.
وأعلن نشطاء أن السلطات السورية اعتقلت مؤخرا نحو 30 ناشطا من بينهم فنانون بارزن مثل المخرجين المعروفين نبيل المالح ومحمد ملص، والممثلة مي سكاف أثناء مشاركتهم جميعا في مظاهرة مطالبة بالديموقراطية في دمش يوم أمس الأربعاء.
وكان الفنانون الثلاثة ضمن جماعة النشطاء الذين أصدروا وثيقة خلال الأسبوع الماضي تدين العنف الحكومي ضد المحتجين وتطالب بمحاسبة المسؤولين عن قتل المدنيين.
وفي وقت سابق من الشهر الحالي عثر على المطرب السوري إبراهيم قاشو قتيلا في نهر العاصي في حماة وقد ذبح من رقبته.
وكان قاشو قد ألف ولحن أغنية تقول “إرحل يا أسد” وانتشرت سريعا بين آلاف المتظاهرين في حماة.
وقد تواصلت تلك الاعتقالات بالرغم من انعقاد المؤتمر التشاوري حول الحوار الوطني الذي دعت له الحكومة والذي ضم مؤيدي الرئيس الأسد بصفة أساسية.
دبلوماسية
وعلى الصعيد الدبلوماسي، قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إن الاتصالات مع الخارجية الامريكية لم تنقطع، على الرغم من تصريحات الادانة الشديدة اللهجة من الرئيس الامريكي وعدد من المسؤولين في ادارته.
ونقلت قناة الإخبارية شبه الرسمية عن المعلم قوله إنه تلقى يوم الثلاثاء اتصالاً من مساعد وزيرة الخارجية الامريكية وليم بيرنز دون أن يكشف عن مضمونه.
جاء ذلك في وقت تصاعدت فيه الضغوط الغربية ومواقف الادانة ضد النظام في دمشق في اعقاب التوتر الدبلوماسي الذي تسببت فيه الهجمات على السفارتين الامريكية والفرنسية في العاصمة السورية.
اذ حذر الرئيس الامريكي باراك اوباما الثلاثاء سورية بعد الهجوم على السفارة الامريكية في دمشق، وقال خلال لقاء تلفزيوني “وجهت رسالة واضحة مفادها انه ليس مسموحا لاحد ان يتعدى على سفارتنا. واننا سنتخذ كل التدابير اللازمة لحماية سفارتنا. واعتقد انهم تلقوا الرسالة جيدا.”
واضاف ان الرئيس السوري بشار الاسد “اضاع الفرصة تلو الاخرى” لاجراء اصلاحات وانه “يفقد شرعيته في نظر شعبه”.
وبدورها وصفت فرنسا اعتراض روسيا والصين على اصدار قرار من مجلس الامن يدين العنف والقمع الجاري ضد المتظاهرين في سورية بأنه “امر غير مقبول”.
وكان رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون اعلن الثلاثاء، من دون الإشارة صراحة الى الصين وروسيا، ان عدم قدرة مجلس الامن على الاتفاق على مشروع قرار “لم يعد مقبولا”.
وأضاف أن “صمت” مجلس الامن الدولي ازاء القمع العنيف الذي تمارسه السلطات ضد المحتجين في سوريا بات “لا يحتمل”.