أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء 21 تشرين الثاني 2017

 

 

 

رياض حجاب يستقيل من رئاسة «الهيئة العليا للمفاوضات»

بيروت، موسكو – رويترز، أ ف ب

 

قدم رئيس «الهيئة العليا للمفاوضات» رياض حجاب أمس (الاثنين) استقالته من منصبه، قبل يومين من انعقاد مؤتمر في الرياض يهدف إلى تشكيل هئية جديدة قبل انطلاق محادثات جنيف، وفق ما أعلن المنسق العام للهيئة العليا.

 

وقال حجاب في بيان استقالته «بعد مسيرة تقارب السنتين من العمل الدؤوب للمحافظة على ثوابت الثورة السورية المجيدة التي لم نحد عنها طرفة عين، أجد نفسي اليوم مضطراً لإعلان استقالتي من الهيئة العليا للمفاوضات متمنياً لها المزيد من الإنجاز، ولبلدي الحبيب سورية السلم والامان والاستقرار».

 

ولم يحدد حجاب، الذي انتخبته الهيئة العليا منسقاً عاماً لها بعد تشكيلها في الرياض في كانون الأول (ديسمبر) 2015، الأسباب المباشرة لاستقالته، لكنه قال إنه «بذل جهده أمام محاولات خفض سقف الثورة، وإطالة أمد نظام (الرئيس السوري) بشار الأسد».

 

وقال قيادي معارض، رافضاً ذكر اسمه، إن «حجاب استبق باستقالته مؤتمر الرياض الذي ينطلق الأربعاء المقبل، وعلى جدول أعماله تشكيل هيئة عليا للمفاوضات، وبالتالي انتخاب منسق جديد لها، تمهيداً لتشكيل وفد مفاوض الى محادثات جنيف» المقررة في 28 من الشهر الجاري.

 

وانشق حجاب عن النظام السوري في آب (أغسطس) 2012، بعد شهرين من تسلمه رئاسة حكومة سورية جديدة آنذاك.

 

وقدم آخرون في الهئية أيضاً استقالاتهم أمس، أبرزهم الناطق الرسمي باسم الهئية رياض نعسان آغا، وعضو الوفد المفاوض سهير الأتاسي، بعدما استثنى من الدعوة للمشاركة في مؤتمر الرياض.

 

وتنوي قوى المعارضة في اجتماعها المرتقب في الرياض تشكيل هيئة جديدة تشمل ممثلين لمنصة القاهرة التي تضم مجموعة معارضين مستقلين، ومنصة موسكو القريبة من روسيا التي تضم في صفوفها نائب رئيس الوزراء السوري الأسبق قدري جميل. وتشارك المجموعتان بشكل مستقل في محادثات جنيف.

 

وشكل توحيد وفد قوى المعارضة إلى جنيف مطلباً لجهات عدة بينها الأمم المتحدة وروسيا وحتى دمشق، لكن قيادياً في «الهيئة العليا» قال إن «توحيد مجموعات المعارضة مهمة صعبة في ضوء التباين في وجهات النظر خصوصاً حيال مصير الأسد».

 

من جهته، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم أن استقالة شخصيات من المعارضة السورية مثل رياض حجاب، ستساعد على توحيد المعارضة في الداخل والخارج في شأن «برنامج بناء» بشكل أكبر.

 

ونقلت قناة «روسيا 24» التلفزيونية الرسمية عن لافروف قوله في إفادة صحافية مقتضبة، إن «تراجع شخصيات المعارضة ذات الفكر المتشدد عن لعب الدور الرئيس سيجعل من الممكن توحيد هذه المعارضة غير المتجانسة، في الداخل والخارج، حول برنامج معقول وواقعي وبناء بشكل أكبر».

 

اجتماع الرياض لتغيير هيكلية «الهيئة العليا للمفاوضات»

الدمام – منيرة الهديب

 

اتهم عضو وفد «المعارضة السورية» الدكتور خالد محاميد أعضاء منصات المعارضة الثلاث بعدم النضج السياسي، مشيراً إلى كونه العائق أمام تحقيق مؤتمر الرياض لأهدافه، جاء ذلك في الوقت الذي تواصل فيه وفود منصات «المعارضة السورية» في العاصمة السعودية الرياض استعداداتها للاجتماع الحاسم، الذي سيبدأ غداً ويهدف إلى توحيد منصات المعارضة السورية في وفد واحد قبل التوجه إلى محادثات جنيف نهاية الشهر الجاري.

 

وقال عضو وفد التفاوض المشارك كعضو مستقل في مؤتمر الرياض «٢» خالد محاميد لـ «الحياة»، إن أهم وأبرز عائق لتحقيق أهداف منصات المعارضة الثلاث (الرياض وموسكو والقاهرة) في توحيد المواقف والآراء وبالتالي توحيد الوفد المفاوض هو عدم نضج الوعي السياسي لدى أفراد المعارضة. فيما أوضح رئيس وفد القاهرة لمفاوضات جنيف فراس الخالدي، في تصريح إلى «الحياة» أن مؤتمر الرياض سيعيد إنتاج الهيئة العليا للمفاوضات بحلّة جديدة، مبنية على رؤية مشتركة من كل قوى الثورة والمعارضة، مشيراً إلى أن هيكلية الهيئة ستتغير في حال نجاح مؤتمر الرياض.

 

وقال: «وفد الهيئة العليا للمفاوضات المنبثق عن الهيكلية الجديدة سيكون ممثل المعارضة الوحيد في محادثات جنيف المقبلة»، مضيفاً ان هدف المنصات الثلاث هو التوافق على رؤية مشتركة تؤدي إلى تشكيل وفد واحد مشترك يحقق مطالب الشعب السوري والثوابت التي ثار لأجلها.

 

بدوره، لفت الأمين العام السابق للائتلاف الوطني المعارض عبد الإله الفهد لـ «الحياة» إلى أن المؤتمر جاء بطلب من الهيئة العليا للمفاوضات، وأن الهدف الرئيس منه هو إعادة انتخاب هيئة جديدة كوّن المدة المقررة للهيئة انتهت، مشيراً إلى أنه سيتم في هذا المؤتمر إعادة انتخاب هيئة جديدة ينبثق عنها وفد واحد لمفاوضات جنيف «وسيأخذ في الاعتبار اكبر مشاركة ممكنة للمعارضة بما يتناسب مع القرار 2254».

 

وقال: «نأمل بأن نصل إلى المطلوب ليكون هناك وفد مفاوض واحد ليمثل السوريين في المفاوضات للوصول إلى هيئة حكم انتقالي بحسب القرارات الأممية»، مثمناً جهود حكومة المملكة العربية السعودية في استضافة المؤتمر الذي يأتي ضمن الدعم الذي تقدمه المملكة للقضية السورية.

 

وتواصل وفود المعارضة السورية من المنصات الثلاث (الرياض، موسكو، القاهرة) استعداداتها باجتماعات تحضيرية ما قبل المؤتمر المنعقد الأربعاء المقبل، والذي تستضيفه الرياض لتوحيد صفوف المعارضة ومواقفها ضمن «وفد مشترك واحد» قبل التوجه إلى محادثات جنيف نهاية الشهر الجاري.

 

وتسعى الاجتماعات التحضرية القائمة إلى حسم النقاط الخلافية بين المنصات الثلاث، والتوصل إلى حل لإصدار «وثيقة موحدة» تتوافق عليها المنصات والفصائل المختلفة.

 

فيما تتركز نقاط الخلاف بين منصات المعارضة السورية حول مصير الرئيس بشار الأسد، وما إذا كان ينبغي أن يغادر في بداية الفترة الانتقالية، أم يبقى في منصبه خلال تلك الفترة، إضافة إلى نقطة خلافية ثانية تتعلق بالدستور، وهل يتم العمل بالدستور الذي تم الاستفتاء عليه سنة 2012، أو العمل بدستور الخمسينات. ويهدف الاجتماع إلى التوافق حول كل نقاط الخلاف ثم التوقيع على وثيقة موحدة.

 

ألمانيا تعتقل ستة سوريين بتهمة التخطيط لاعتداء

برلين – رويترز

 

اعتقلت الشرطة الألمانية اليوم (الثلثاء)، ستة سوريين يشتبه بأنهم خططوا لاعتداء باستخدام أسلحة أو متفجرات باسم تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش).

 

وقال مكتب المدعي العام في مدينة فرانكفورت في بيان إن الشرطة ألقت القبض على المشتبه بهم وتراوح أعمارهم بين 20 و28 عاماً خلال عمليات دهم في مدن كاسل وهانوفر وإسن ولايبزيغ. وشارك حوالى 500 من أفراد الشرطة في عمليات الدهم التي جرى خلالها تفتيش ثماني شقق سكنية.

 

ووصل أربعة من المشتبه بهم إلى ألمانيا في كانون الأول (ديسمبر) 2014 ووصل الاثنان الآخران في العام التالي. وطلب الستة اللجوء. ولم يذكر مكتب المدعي العام ما إذا كانت طلبات اللجوء الخاصة بهم قبلت.

 

وقال مدعون إن السوريين الستة «يشتبه بأنهم أعضاء في تنظيم إرهابي أجنبي يسمي نفسه الدولة الإسلامية».

 

وأضافوا: «يشتبه بأن المتهمين خططوا لاعتداء على هدف عام في ألمانيا باستخدام إما الأسلحة أو المتفجرات».

 

وهذه هي ثاني مرة خلال شهر يلقى القبض فيها على أشخاص للاشتباه بأنهم خططوا لاعتداءات متشددة عنيفة. واعتقل سوري يبلغ من العمر 19 عاماً هذا الشهر في ألمانيا للاشتباه بأنه يخطط لتفجير قنبلة.

 

ويأتي الاعتقال قبل شهر من الذكرى الأولى لاعتداء في برلين شنه طالب لجوء تونسي قوبل طلبه بالرفض مما أسفر عن مقتل 12 شخصاً بعدما دهس المهاجم بشاحنة المارة في سوق لعيد الميلاد.

 

ووضعت حواجز إسمنتية حول أسواق عيد الميلاد في عدد من الميادين الحيوية في العاصمة الألمانية هذا العام قبل أن يبدأ موسم العطلات في غضون أسابيع.

 

بوتين والأسد يبحثان في سوتشي مستقبل حل سياسي في سورية

موسكو، سوتشي، بيروت ـ رويترز، أ ف ب

 

بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره السوري بشار الأسد أمس (الإثنين)، في سوتشي مستقبل الحل السلمي والسياسي في سورية بعد قرب انتهاء العمليات العسكرية في الحرب على تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، وفق ما أعلن الكرملين في بيان.

 

وقال بوتين للأسد إنه أراد لقاءه قبل اجتماع مقرر هذا الأسبوع في روسيا يلتقي فيه مع زعيمي تركيا وإيران، موضحاً ان اللقاء يهدف الى مناقشة «التسوية السياسية والسلمية على الأمد الطويل» في سورية التي يفترض انها تلي هزيمة الإرهاب.

 

وجاء في البيان أن بوتين سيجري محادثات مع نظيره الأميركي دونالد ترامب وعدد من القادة العرب ومن بينهم أمير قطر حول تسوية النزاع السوري.

 

واتفق الاثنان على أن التركيز في سورية يتحول الآن إلى البحث عن حل سياسي، وقال بوتين «ما زال أمامنا طريق طويل قبل أن نحقق نصراً كاملاً على الإرهابيين. لكن بالنسبة إلى جهودنا المشتركة لمحاربة الإرهاب على الأرض السورية، فإن العملية العسكرية في نهايتها بالفعل».

 

وأضاف: «أعتقد أن أهم شيء الآن بالطبع هو الانتقال إلى القضايا السياسية وألاحظ برضا استعدادكم للعمل مع كل من يريدون السلام والوصول إلى حل» للنزاع.

 

وقال الأسد إن «المضي قدماً في العملية السياسية في هذه المرحلة مهم خصوصاً بعد الانتصار على «الإرهابيين». وأعرب عن «امتنان الشعب السوري» للمساعدة التي قدمتها روسيا في الدفاع عن «وحدة واستقلال» سورية.

 

إلى ذلك، أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني في كلمة نقلها التلفزيون الرسمي اليوم نهاية «داعش»، وذلك بعد تلقيه رسالة من القيادي في الحرس الثوري الإيراني الميجر جنرال قاسم سليماني أكد فيها نهاية التنظيم المتطرف.

 

محمد صبرا: استقالات الهيئة العليا للمفاوضات سببها الضغوط الروسية.. وينبغي إعادة قراءة الدور التركي

القاهرة – (د ب أ): حمل القيادي بالمعارضة السورية محمد صبرا، روسيا المسؤولية عن الاستقالات التي حدثت أمس في صفوف الهيئة العليا للمفاوضات، ورفض بشدة الحديث عن ضغوط مورست من قبل السعودية المستضيفة لمؤتمر “الرياض 2 ” على قيادات المعارضة السورية. ودعا في الوقت نفسه إلى قراءة المشهد السوري بأكمله وتحديداً إعادة تموضع الدور التركي.

 

واتهم صبرا، وهو أحد القيادات التي قدمت استقالتها مساء أمس، “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” برئاسة رياض سيف “بمساعدة روسيا في تنفيذ مخططها بالإطاحة بمن يرفضون المهادنة بالعملية التفاوضية وإحلال من يميلون للتعاطي الإيجابي مع السياسة الروسية محلهم”.

 

وأضاف :”روسيا استغلت حالة الانكفاء الأمريكي وانسحابه من الملف السوري لدرجة أنها، وهي من تقتل الشعب السوري بالطائرات، باتت تفرض إيقاعها بالكامل وأصبحت تحدد من يمثل المعارضة السورية ومن لا يمثلها … والمسؤولية في ذلك لا تصب على السعودية أو أي طرف إقليمي وإنما للأسف على طرف سوري معارض هو الائتلاف الوطني برئاسة رياض سيف … فالائتلاف هو من طالب الخارجية السعودية بأن تُشكل اللجنة التحضيرية لمؤتمر الرياض 2 من مكونات سياسية، وليس من الهيئة العليا للمفاوضات”.

 

واستطرد :”ما حدث بالأمس من استقالات كان نتيجة تجاوز إرادة السوريين … تشكلت اللجنة التحضيرية من شخصيات من داخل وخارج الهيئة العليا، وقام من هم خارج الهيئة بدعوة شخصيات عدة لا يخفى انتماؤها لمكونات سياسية معروفة بمواقف معينة، ووصلنا إلى قناعة بأن الهدف الحقيقي من عقد المؤتمر هو تغيير الموقف التفاوضي للمعارضة تنفيذاً لرغبات روسيا”.

 

وقال :”تصريح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف اليوم واضح حول أن تراجع شخصيات المعارضة ذات الفكر المتشدد عن لعب الدور الرئيسي سيجعل من الممكن توحيد هذه المعارضة غير المتجانسة”.

 

وتوقع صبرا أن “تكون مخرجات وقرارات المؤتمر بهذا الحال مجرد قرارات روسية بأصوات سورية”.

 

وحول الدور السعودي وسط كل هذه الجلبة، قال :”السعودية تقدم فقط تسهيلات ولا تتدخل ولا تفرض أي قرار على المجتمعين … والجميع سمع تأكيدات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير مؤخراً أكثر من مرة بأن أي قرار سيصدر عن المعارضة سيكون خاصاً بها ولها كامل الحرية في اتخاذه”.

 

وعما إذا كانت السعودية تخلت عن المعارضة السورية مقابل تعزيز العلاقات مع روسيا خاصة بعد الخسائر الميدانية التي منيت بها المعارضة المسلحة على الأرض، قال :”لا أظن ذلك صحيحاً … فالمملكة أبلغتنا بأنها ستدعم موقفنا وقرارنا … ولا أتوقع أن تفرض على السوريين أي قرار لا يريدونه، ونعتقد أن هناك من يحاول التشويش على ذلك الموقف … ثم بالنهاية فإن القضية السورية هي قضية السوريين أولاً وأخيراً. ولو غير العالم كله رأيه فلن يستطيع أحد أن يجبر السوريين على تغيير قرارهم تجاه من ارتكب ضدهم جرائم حرب وإبادة”.

 

وقلل من احتمالية تأثير استمرار الخلافات الخليجية على مؤتمر الرياض 2 ، كما نفى ما يتردد عن وجود رغبة سعودية في إقصاء كل من يوالي قطر بالمعارضة السورية.

 

وشدد :”المملكة العربية السعودية مشكورة حرصت من البداية على تجنيب المعارضة بأكملها، وتحديداً الهيئة العليا للمفاوضات، التجاذبات الناجمة عن هذا الخلاف”.

 

ورفض اعتبار أن تقدم قوات الأسد على الأرض يضعف فرص المعارضة في العملية التفاوضية، وقال :”القناعات السياسية لا تتغير بحسابات المكسب والخسارة على الأرض … لقد انتفض السوريون ضد الأسد في درعا في ثورة سلمية واضحة المعالم بالرغم أنه كان حينها يسيطر على 110% من مساحة البلاد، وأعني بالعشرة بالمئة لبنان … وبالتالي لو عاد الزمن وسيطر مجدداً على 110% فهذا لا يعني أن الثورة انتهت”.

 

وشدد :”المسألة إذن لا تتعلق بمشاركة المعارضة بالسلطة أو حصولهم على ربعها أو نصفها … السوريون ثاروا لأنهم يريدون إعادة إنتاج وطنهم على أسس المواطنة والعدالة والحريات، والآن يريدون محاكمة قتلة أبنائهم … هذه مسائل واضحة ولا يمكن المناورة بشأنها، من يريد الآن أن يناور بدعوى أنه براجماتي وغير قناعاته نتيجة تغير الواقع على الأرض وبحثاً عن حقن الدماء هو في الحقيقة راغب بالسلطة وهذا خياره ولكنه بالتأكيد لا يمثل الثورة في شيء”.

 

وفيما يتعلق بالمقارنة بين مؤتمري الرياض وسوتشي، الذي دعت له روسيا الشهر القادم، اعتبر صبرا أن “مؤتمر سوتشي مجرد محاولة روسية جديدة لقرصنة مستقبل سوريا وأبنائها بعد أن قرصنت بسلاحها الجوي وقواتها قرار النظام السياسي والعسكري في الوقت الحاضر، وبالتالي سيكون مجرد اجتماع للقراصنة ليس أكثر”.

 

وحول عزم تركيا المشاركة في المؤتمر رغم أنها كانت تعد من أحد أهم الدول الإقليمية الداعمة للثورة والمعارضة السورية، قال صبرا :”للأسف تركيا منذ اختارت مسار آستانة، ابتعدت عن مسار الثورة، وبناء عليه ينبغي قراءة المشهد بأكمله من جديد وتحديداً إعادة تموضع الدور التركي بالمشهد الإقليمي”.

 

استقالة رئيس الهيئة السورية العليا للمفاوضات وعدد من أعضائها

رداً على ضغوط سعودية لخفض سقف مطالب المعارضة

دمشق ـ «القدس العربي» – من هبة محمد: أعلن الدكتور رياض حجاب رئيس الهيئة العليا للمفاوضات مساء يوم الاثنين، استقالته من منصبه في بيان رسمي نشره عبر حسابه الرسمي عبر «تويتر» فيما أكدت مصادر لـ«القدس العربي» استقالة عدد آخر من أعضاء الهيئة، بينهم الناطق باسمها، رياض نعسان آغا، وسامر الحبوش، ومحمد صبرا، وأبو أسامة الجولاني، وأبو صالح الشامي، واللواء عبد العزيز الشلال، السيدة سهير الأتاسي، وأبو بكر قائد جيش المجاهدين في إدلب، وسالم المسلط، وعبد الحكيم بشار، والعميد براء مفعلاني، وبشر كناكري، وذلك، حسب المصادر، بسبب الضغوط السعودية والدولية لخفض سقف مطالب المعارضة، ولقبول وجود منصة موسكو ضمن الوفد المفاوض، غير أن الوحيد المدعو لقمة الرياض، وهو جورج صبرا، فلم يعلن استقالته.

وقال حجاب في بيانه: منذ تولي أعباء مهمة المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات في شهر كانون الأول/ديسمبر 2015؛ أخذنا على عاتقنا مسؤولية تمثيل القضية العادلة للشعب السوري الأبي الذي انتفض في وجه الاستبداد والقمع، ملتزمين بمبادئ الثورة والتي نصت على: المحافظة على وحدة الأراضي السورية، واستعادة استقلال الدولة وقرارها السيادي، والحفاظ على مؤسساتها، والعمل على تأسيس نظام تعددي يمثل أطياف الشعب السوري كافة، دون تمييز أو إقصاء، دون أن يكون لبشار الأسد، وأركان ورموز نظامه، مكان فيه.

وعلى الرغم من المصاعب الجمة التي واجهناها، فإننا بذلنا غاية جهدنا لتمثيل تطلعات الشعب السوري في عملية الانتقال السياسي والتحول الديمقراطي، متسلحين بمبادئ الثورة ومرجعيتها، الأمر الذي ساعدنا على الصمود أمام محاولات خفض سقف الثورة وإطالة أمد نظام بشار الأسد، وعلى التصدي لمحاولات بعض القوى الخارجية اقتسام بلادنا إلى مناطق نفوذ ضمن صفقات جانبية يتم إبرامها بمنأى عن الشعب السوري.

وعلى الرغم من تباين المواقف وتعدد الآراء؛ بقيت الهيئة متماسكة نتيجة الجهد الذي بذلناه لتقريب وجهات النظر، حيث مددنا قنوات التواصل والتنسيق بين مختلف مكوناتها، وعملنا في الوقت نفسه على النأي بأنفسنا عن أية اصطفافات خارجية للمحافظة على استقلالنا وسيادة قرارنا الوطني.

وبعد مسيرة تقارب السنتين من العمل الدؤوب للمحافظة على ثوابت الثورة السورية المجيدة التي لم نحد عنها طرفة عين؛ أجد نفسي اليوم مضطراً لإعلان استقالتي من الهيئة العليا للمفاوضات، متمنياً لها المزيد من الإنجاز، ولبلدي الحبيب سوريا السلم والأمان والاستقرار.

 

رهانات القمة الثلاثية حول سوريا الاربعاء في روسيا

1سوتشي -(أ ف ب) : يجتمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاربعاء في سوتشي جنوب غرب روسيا بالرئيسين الايراني حسن روحاني والتركي رجب أردوغان لتقريب المواقف حول النزاع السوري قبل ايام من استئناف مفاوضات جنيف في 28 تشرين الثاني/نوفمبر برعاية الامم المتحدة.

 

-لماذا القمة؟-

 

ترعى كل من روسيا وإيران حليفتي حكومة النظام السوري وتركيا حليفة المعارضة السورية، عملية استانا.

 

واتاحت لقاءات عملية استانا السبعة خلال 2017 جمع ممثلي النظام السوري والمعارضة على طاولة واحدة مع التركيز على المسائل العسكرية والتقنية في وقت تعثرت فيه المفاوضات السياسية بجنيف.

 

وأدت مباحثات استانا الى خفض التوتر ميدانيا مع اقامة “مناطق خفض توتر”. وتريد موسكو بالاعتماد على هذه النتيجة استئناف العملية السياسية مع تمكن الجيش السوري بدعم عسكري روسي من تحقيق انتصارات ميدانية عدة على المتطرفين الجهاديين ومسلحي المعارضة.

 

وقالت رندا سليم الخبيرة في معهد الشرق الاوسط “هناك ثلاث دول لها وزنها في المسار المستقبلي لسوريا وهي ليست الولايات المتحدة ولا الدول العربية” مضيفة “نحن نشهد مزيدا من التنسيق بين هذه الدول” الثلاث.

 

-النتيجة المحتملة للقمة-

 

ويرى الخبير الروسي الكسي مالاشينكو ان “روسيا تريد حلفاء في جنيف” مضيفا “الامر يجري بصعوبة لأنه يتعين الاتفاق بين الدول الثلاث ولكل منها مصالحه ورؤيته”.

 

وتابع “هناك فرصة، لإظهار ان ثمة على الاقل مواقف مشتركة” ولكن “لن تتوصل الاطراف الى اتفاق ملموس″.

 

ومن المقرر ان يبحث الرؤساء الثلاثة احتمال عقد “مؤتمر للحوار الوطني السوري” يجمع في روسيا الحكومة والمعارضة السوريتين، وهي فكرة أطلقت نهاية تشرين الاول/اكتوبر 2017 لكن المعارضة المتمسكة بعملية جنيف رفضتها.

 

-ما مصير الاسد؟-

 

هذه المسالة اصطدمت بها كل المبادرات الرامية للتوصل الى حل سياسي للنزاع الذي خلف أكثر من 300 ألف قتيل في ست سنوات.

 

وتعتبر موسكو وطهران ان تنحي حليفهما سيؤدي الى الفوضى في حين يرفض المعارضون المدعومون من انقرة ومعهم الغربيون اي حل يكون الاسد طرفا فيه انطلاقا من اعتبارهم ان النظام السوري مسؤول عن ارتكاب فظاعات.

 

لكن رئيس النظام السوري الذي يحكم البلاد منذ العام 2000 هو الان في موقع قوة بالنظر الى الوضع الميداني.

 

ولم تعد فرنسا والولايات المتحدة تشترطان رحيله.

 

وحتى تركيا ورغم انها تطالب بتنحي الاسد، فأنها يمكن ان تكون أكثر مرونة في الكواليس.

 

ورأى تيمور احمدوف الباحث في المجلس الروسي للشؤون الخارجية ان “احتفاظ تركيا بدور في المفاوضات السياسية المستقبلية اهم بالنسبة اليها من رحيل الاسد عن السلطة”.

 

وعلقت رندا سليم “يبدو اننا نتجه الى تنظيم انتخابات برلمانية مبكرة، لكن مصيره (الاسد) سيتقرر” فقط مع انتهاء ولايته في 2021.

 

-نقاط الخلاف الاخرى-

 

ومصير بشار الاسد ليس الامر الوحيد الذي يشغل تركيا التي تبدو منذ عام حريصة على احتواء تمدد المسلحين الاكراد في شمال سوريا.

 

وتعتبر انقرة “وحدات حماية الشعب” الكردية امتدادا في سوريا لحزب العمال الكردستاني المصنف منظمة “ارهابية” في تركيا والذي يشن منذ ثلاث سنوات هجمات دامية على قوات الامن التركية.

 

ولاحظ نوا بونسي المحلل في مجموعة الازمات الدولية ان “احدى نقاط الخلاف (بين الرؤساء الثلاثة الذين سيجتمعون في سوتشي) تتعلق بالطريقة التي سيشارك عبرها الاكراد في (مباحثات) جنيف”.

ورأى ان “من الصعب تصور” ان تتوصل قمة سوتشي الى تقدم جوهري بالنظر الى الخلافات بين الفاعلين وغياب فرقاء مهمين آخرين على غرار الولايات المتحدة والسعودية والاردن.

القدس العربي

 

رئيس الاركان الروسي: المرحلة “النشطة” من العملية العسكرية في سوريا تشارف على الانتهاء

موسكو- (أ ف ب): أعلن رئيس الأركان الروسي فاليري غيراسيموف الثلاثاء أن “المرحلة النشطة من العملية العسكرية” في سوريا حيث تتدخل القوات الروسية لدعم نظام بشار الأسد “تشارف على الانتهاء”.

 

وقال غيراسيموف إن “المرحلة النشطة من العملية العسكرية في سوريا تشارف على الانتهاء. مع أن هناك سلسلة من المشاكل لكن هذه المرحلة تقترب من نهايتها المنطقية”، بحسب ما نقلت عنه وكالات أنباء روسية خلال اجتماع في سوتشي (جنوب غرب) مع نظيريه الإيراني والتركي وذلك عشية قمة بين رؤساء هذه الدول الثلاث.

 

وفي الاطار نفسه كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعلن مساء الاثنين خلال لقائه الرئيس السوري بشار الأسد “في ما يتعلق بعملنا المشترك في مكافحة الارهاب في سوريا، ان هذه العملية تشارف على نهايتها”.

 

وأتاح التدخل العسكري الروسي في سوريا الذي اطلق عام 2015 دعما للنظام السوري تغيير المعطيات على الارض حيث تمكن الجيش السوري من طرد تنظيم الدولة الاسلامية من مدينة تدمر الاثرية وفصائل معارضة من حلب بشمال البلاد.

 

كما سيطر الجيش السوري وحلفاؤه مجدداً الأحد على كامل مدينة البوكمال الواقعة في شرق البلاد على الحدود مع العراق، بعد طرد تنظيم الدولة الاسلامية منها.

 

وقال الناطق باسم الكرملين في تصريح صحافي انه خلال اللقاء “لفت الأسد بارتياح إلى أن عملية القوات الروسية التي اتاحت انقاذ سوريا، تشارف بحكم الامر الواقع على نهايتها”.

 

واضاف الناطق باسم الكرملين أن “بوتين قام بتصويب بسيط قائلا انه من الممكن تجدد بعض الاعمال، لكنها لن تؤثر على النتيجة الناجحة للعملية بمجملها”.

 

بالتنسيق مع الأردن: أنباء عن تشكيل قيادة عسكرية عليا لـ19فصيلاً على امتداد الأرض السورية

هبة محمد:

دمشق – «القدس العربي»: اكدت مصادر مطلعة لـ«القدس العربي» عزم السلطات الأردنية تبني مشروع قيادة عسكرية موحدة، تضم نحو 19 فصيلاً عاملاً على امتداد الأرض السورية، يتم تشكيلها بالتنسيق مع الجيش الأردني بعد إيقاف الولايات المتحدة برامج دعم مقاتلي الجيش السوري الحر المنضوين تحت قيادة «الجبهة الجنوبية».

وبحسب مصدر عسكري مسؤول فضل حجب هويته لما وصفه بالضرورات الأمنية لـ«القدس العربي» فإن القيادة العسكرية المرتقبة لا تعني انصهاراً للفصائل المنضوية تحت رايتها، ولا تعمل على اندماجهم، وإنما هي رفع مستوى التنسيق بين المعارضة المسلحة، مضيفاً «ستكون مهمة القيادة المشتركة تنسيق وتوحيد الرؤية السياسية والجهود العسكرية وأيضاً التوحيد على المستوى الإعلامي».

وتجري استشارات مكثفة وتنسيق بين كتائب الثوار والفصائل العسكرية العاملة في منطقة الجنوب السوري في كل من ريف دمشق ودرعا والقنيطرة بشكل خاص، وبين الدول الصديقة للشعب السوري من جهة أخرى، لدعم المشروع والعمل على انجاحه على ان يتم الإعلان عنه رسمياً خلال الفترة القريبة المقبلة.

الناشط الإعلامي أسامة المصري من ريف دمشق والمطلع على بعض تفاصيل المشروع، قال في اتصال هاتفي مع «القدس العربي» ان سبب التنسيق أو فكرة القيادة جاءت بعد ضعف الجبهات وتساقط المناطق وانهيار السوار المحيط بالعاصمة حيث أيقن قادة الفصائل أن لا نجاة من هذه المرحلة الحرجة إلا بتطبيق فكرة القيادة العسكرية العليا.

ولم تعلن رسمياً أي تفاصيل حول مشروع «القيادة العسكرية العليا» ولا تزال الاجتماعات تجري بشكل مكثف، فيما يترقب السوريون عما ستتمخض عنه تلك الاجتماعات، حيث من المقرر اعلان القيادة والضباط المسؤولون عنها مع اختيار مجلس قيادة عليا من الفصائل، على أن ينبثق عنها ثلاثة مكاتب سياسية وعسكرية وإعلامية.

واطلعت «القدس العربي» على أسماء الفصائل المشاركة في العملية وأبرزها حركة احرار الشام الإسلامية، وجيش الإسلام وفيلق الرحمن، وقوات الشهيد احمد العبدو، إضافة الى «قوات شباب السنة، قوات الحسم، جيش الثورة، فرقة فلوجة حوران، تحالف الجيدور، تحالف الجنوب، فرقة أسود السنة، فرقة أحرار نوى، فرقة الحق، لواء الكرامة، لواء الفرقان، ألوية العمري، لواء توحيد الجنوب، فرقة 18 آذار، وفوج المدفعية».

 

قصف جنوني على الغوطة

 

وفي الغوطة الشرقية قرب دمشق قتل العشرات من المدنيين بينهم عائلات بأكملها جراء القصف المستمر لقوات النظام السوري منذ أسبوع على الغوطة المحاصرة، في تصعيد جديد يشكل انتهاكاً لاتفاق خفض التوتر الساري منذ أشهر عدة.

وتواصل القصف الجنوني للنظام على المدنيين رداً على المعركة الاستباقية التي شنتها كتائب المعارضة على «ادارة المركبات» حيث تسعى قوات النظام السوري بدعم ايراني على الارض واسناد جوي وسياسي روسي، لكسر الغوطة واحتلال ما تستطيع احتلاله قبل مؤتمري سوتشي وجنيف، لتثبيت واقع جغرافي على الارض، ومن هذا المنطلق حشد النظام السوري قوات كبيرة جداً في ادراة المركبات تمهيدًا لاقتحام المنطقة الخارجة عن سيطرته.

ويواصل النظام السوري قصف بلدات ومدن ريف دمشق المتاخم للعاصمة السورية من الجهة الشرقية، بالأسلحة الثقيلة مع استهداف الكتل السكنية والمدارس والبنى التحية والمرافق الخدمية من قبل سلاح الجو، حيث يواجه المدنيون استهدافاً جماعياً في ظل حصار مطبق على أكثر من 70 ألف عائلة محاصرة، وقد أغلقت أمامهم جميع المعابر الانسانية مما أدى الى تعاظم المعاناة والتسبب بأوضاع إنسانية ومعيشية صعبة.

وقصفت قوات النظام السوري بالصواريخ العنقودية أمس مدينة دوما، ورافق ذلك قصف مدفعي على بلدات عدة قريبة منها في ريف دمشق المحاصر، حيث وثق ناشطون ميدانيون مقتل أكثر من 25 مديناً خلال الـ 24 ساعة الفائتة. ولان واقع الأهالي أكثر مأساوية من الوصف في ظل ارتكاب النظام السوري للمجازر بحق الأهالي المحاصرين والبالغ عددهم قرابة الـ360 ألف نسمة، يتبادل ناشطون وسماً بعنوان «اكسروا حصار الغوطة» في اشارة الى حجم القصف المكثف من قبل الطيران الحربي الروسي وطيران النظام، الذي يستهدف المدنيين ويوقع عشرات الضحايا من الاطفال والنساء كل يوم، في ظل حصار مطبق.

ومنذ أسبوع، يعيش السكان حالة من الرعب نتيجة القصف العنيف الذي أسفر عن مقتل أكثر من 80 مدنياً بينهم 14 طفلاً، وفق ما وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان. ودعا هذا التصعيد الأمم المتحدة الأحد إلى مناشدة الأطراف المعنية «تجنب استهداف المدنيين».

وفي مدينة دوما كبرى مدن الغوطة الشرقية، يقول مجد (28 عاماً)، وهو أب لطفلين، «نضطر أحياناً الى أن نختبئ داخل المنزل في أماكن غير مؤهلة لذلك، مثل الحمام أو المطبخ، حتى أننا ننام فيهما أحياناً». ويتحدث عن رعب تعيشه عائلته كلما تجدد القصف. ورغم أن زوجته تحاول الايحاء لطفليها بأن الوضع طبيعي، إلا أن طفله البالغ من العمر أربع سنوات «حين يسمع صوت القصف يركض ليختبئ داخل خزانة أو خلف باب ويصرخ «طيارة طيارة تضرب»، وفق قوله.

وبعد قصف على مدينة دوما الأحد، شاهد مراسل فرانس برس في الغوطة الشرقية مشاهد قاسية لأطباء يحاولون إنقاذ أطفال أصيبوا بجروح خطرة يحدقون بعيون خائفة بانتظار تدخل طارئ لمعالجة أطرافهم التي مزقتها الشظايا. وفي احدى الغرف، يعانق رجل جسد طفل لا حياة فيه. وصعّدت قوات النظام قصفها على الغوطة الشرقية إثر هجوم شنته الثلاثاء حركة أحرار الشام الإسلامية المتمركزة في مدينة حرستا على قاعدة عسكرية تابعة للجيش.

 

مطب قوي

 

ويأتي هذا التصعيد برغم أن الغوطة الشرقية تعد واحدة من أربع مناطق سورية يشملها اتفاق خفض التوتر الذي توصلت اليه موسكو وطهران حليفتا دمشق وأنقرة الداعمة للمعارضة في استانة في أيار/مايو الماضي. ويقول الباحث في مؤسسة سنتشوري للأبحاث آرون لوند لوكالة فرانس برس «من الواضح ان اتفاق خفض التوتر في الغوطة الشرقية ليس على ما يرام».

ويوضح أنه في السابق «كانت هناك هجمات حكومية عدة وحالياً الفصائل هي من تهاجم»، مضيفاً «من الصعب القول إن كان هناك سريان فعلي لوقف اطلاق النار». ويتوقع أن تعمل القوات الحكومية «على المدى الطويل على السيطرة على كامل منطقة الغوطة الشرقية، وإن كان ذلك سيحتاج الى وقت، باعتبار أنها قريبة جداً من العاصمة لتركها على هذه الحال». وترد فصائل المعارضة على التصعيد باطلاق قذائف متفرقة على أحياء في دمشق، أدت منذ الخميس الى مقتل 16 مدنياً على الاقل، بحسب المرصد.

ويرى محللون أن هذا التصعيد يستهدف إضعاف موقف الفصائل المعارضة التي تعد الغوطة الشرقية آخر معاقلها قرب دمشق، في وقت تتكثف المشاورات الدولية لتسوية النزاع السوري قبل قمة رئاسية روسية ايرانية تركية مرتقبة غداً الأربعاء في روسيا. وبعد هدوء إلى حد كبير فرضه سريان اتفاق خفض التوتر منذ تموز/يوليو، عادت الطائرات الحربية والسلاح المدفعي السوري لاستهداف مدن وبلدات الغوطة الشرقية المحاصرة من قوات النظام منذ العام 2013.

وفيما يعتبر مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان اتفاق خفض التوتر «قد انتهى» على ضوء هذا التصعيد، يرى المحلل العسكري في مركز عمران الذي يتخذ من اسطنبول مقراً، نوار أوليفر أن الاتفاق «لم ينته لكنه تعرض لمطب قوي». وتحاول قوات النظام بحسب عبد الرحمن، من خلال هذا التصعيد «تأليب الحاضنة الشعبية لمقاتلي المعارضة عليهم، لإظهار أنهم غير قادرين على حمايتهم من قصف النظام وباتوا يشكلون عبئاً على السكان».

وقال الناشط الإعلامي صهيب بيرقدار ان معركة الجيش الحر معركة استباقية تمكنت من تدمير عدد كبير من الآليات والعناصر واثبات وجود في محاولة لاستعادة ادارة المركبات بشكل كامل.

وأضاف: الى الآن لازال الثوار يتقدمون على جبهة السيطرة على ادارة المركبات اكبر معقل للنظام حيث تبلغ مساحتها قرابة الـ 400 دونم، وسيطر الثوار على عدد من النقاط العسكرية الهامة وقتلوا العديد من الشخصيات البارزة لدى قوات النظام، فيما رد الطيران الحربي، ويعتقد انه روسي، بقصف القرى المحيطة بالادارة المركبات، منها مناطق مديرا ومسرابا ودوما بالقنابل العنقودية. فيما اعلنت حركة احرار الشام عن اغتنام ذخائر واسلحة خفيفة ومتوسطة وعثروا على مساعدات عليها ختم وشعار الامم المتحدة.

وعلى الرغم من اعتبار ان موسكو هي الضامن الوحيد لاتفاق خفض التصعيد، إلا انها الشريك القوي لبشار الأسد في حربه ضد الشعب السوري، حيث تنصلت موسكو من الاتفاق الموقع بشأن خفض التصعيد في ريف دمشق، ونقلت القناة المركزية لقاعدة حميميم الروسية عن الناطق باسم القوات الروسية في قاعدة حميميم «أليكسندر إيفانوف» قوله «في الوقت الحالي نسعى للحفاظ على اتفاق خفض التصعيد القائم في المنطقة، للوصول إلى الحل السياسي في البلاد بعيداً عن النزاع المسلح».

 

نشطاء سوريون يطلقون حملة لرفض مشاركة منصة موسكو في مؤتمر «الرياض2»

عبد الرزاق النبهان:

حلب – «القدس العربي»: أطلق ناشطون سوريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي أمس الاثنين، حملة إعلامية تهدف إلى التأكيد على رفضهم حضور منصة موسكو مؤتمر المعارضة السورية المزمع عقده بين 22 و 24 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري في العاصمة السعودية الرياض.

وطالب القائمون على الحملة كل من سيشارك في الحملة، بالتأكيد على عدم ضم منصة موسكو إلى وفد المفاوضات الذي سيمثل الثورة السورية، نظراً إلى أن مواقف منصة موسكو تتطابق مع نظام الأسد.

وأكدوا على توجيه رسائل عدة من السوريين في مختلف مدن وبلدات سوريا ومن مختلف دول العالم على شكل صور وفيديوهات قصيرة تتضمن حمل عبارات رافضة لوجود منصة موسكو، بالإضافة إلى تنظيم وقفات احتجاجية من قبل النشطاء المتواجدين في سوريا، لرفض وجود منصة موسكو ضمن وفد المفاوضات.

ويقول عضو الحملة الصحافي سامر الأحمد لـ«القدس العربي»، إن الحملة جاءت بسبب دعوة ممثلين عن منصة موسكو لمؤتمر «الرياض2»، ومحاولة ضمهم لوفد المعارضة في محادثات جنيف.

وأوضح الأحمد أن الحملة تقوم على إطلاق هاشتاغ ضد مشاركة المنصة وبيان للتوقيع ومشاركة صور وفيديوهات السوريين من مختلف المدن السورية وحتى خارجها لدعم الحملة التي ستستمر حتى مساء الخميس المقبل، منوهاً إلى أن عدد الموقعين على الحملة بلغ حتى الآن قرابة الالف بينهم 200 جهة منظمة وحزب. وأكد أن منصة موسكو قريبة بمواقفها من طرح النظام، حيث ترفض الحديث عن إسقاط بشار الأسد وتمتلك علاقة وثيقة بنظام الأسد و تتغاضى عن انتهاكات النظام وروسيا بحق السوريين. وأشار الأحمد الى أن الحملة تهدف بالدرجة الأولى للضغط على المجتمعين في الرياض لرفض ضم منصة موسكو، أو التنازل عن أي مبدأ من مبادئ الثورة السورية.

من جهته رأى الناشط السياسي درويش خليفة: أن الحملة التي قام بها نشطاء سوريون ضرورة حتى يعبر الشارع الثوري عن رأيه برفضه لمنصة موسكو، ووجودها بين المعارضة السورية الوطنية.

وأضاف في اتصال هاتفي مع «القدس العربي»، إن الجميع يعلم أن منصة موسكو منذ بداية تشكيلها كان هدفها التشويش على المعارضة السورية من خلال خلق كيان موالٍ لرؤية الروس من أجل إعادة هيكلة نظام بشار الأسد. واستطرد خليفة بالقول، صحيح أن وجود منصة موسكو في اجتماع المعارضة يأتي ضمن قرار سياسي من مجلس الأمن، إلا أن رؤيتها تختلف مع المعارضة السورية حول التحول الديمقراطي في سوريا، حيث تسعى منصة موسكو دائما إلى إعادة نظام بشار الأسد التي تتوافق مع الروس، وبالتالي هي على عكس مواقف الشارع الثوري السوري المطالب بالتغيير والتحول الديمقراطي الحقيقي في سوريا.

ورداً على سؤال حول مدى نجاح الحملة التي أطلقها النشطاء السوريون رأى خليفة أن الشارع الثوري قادر بالضغط على مكونات المعارضة السورية داخل الهيئة العليا للمفاوضات، المتمثلة بالائتلاف الوطني السوري وكتلة الفصائل والمستقلون الذين تتوافق رؤيتهم مع المعارضة السورية بتحول ديمقراطي في سوريا وإزاحة نظام بشار الأسد عن الحكم.

 

في يومهم العالمي: “أطفال سورية…الخذلان الفاضح

وثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، اليوم الثلاثاء، مقتل ما لايقل عن 26 ألفاً، و446 طفلاً في سورية، منذ بدء الأزمة في البلاد قبل نحو سبع سنوات، أكثرهم قُتلوا على يد قوات النظام، مشيرة إلى أن سورية باتت تتربع في صدارة دول العالم على صعيد الانتهاكات في حقوق الأطفال.

ورصد التقرير الذي أصدرته الشبكة اليوم الثلاثاء، بعنوان “أطفال سورية..الخذلان الفاضح”،  بمناسبة “اليوم العالمي للطفل” الذي صادف أمس، “مقتل 21631 طفلاً من قبل قوات النظام منذ مارس/آذار 2011، بينهم 186 طفلاً قضوا خنقاً إثرَ هجمات بالأسلحة الكيميائية، و209 أطفال قضوا إثرَ هجمات استخدم فيها النظام ذخائر عنقودية”.

فيما تسبب الحصار الذي تفرضه قوات النظام، في هلاك ما لا يقل عن 289 طفلاً، وبلغَ عدد الأطفال الذين مروا بتجربة الاعتقال على يد النظام ما لا يقل عن 12007 أطفال، لا يزال نحو 3007 منهم قيد الاعتقال، بحسب التقرير الذي ذكر أن معظم حالات الاعتقال المسجلة ترقى إلى مرتبة الاختفاء القسري.

وتحدث التقرير عن “تضرر ما لا يقل عن 1123 مدرسة، و24 روضة أطفال، جراء القصف العشوائي، أو المتعمّد لقوات النظام”.

وتحدث عن “تداعيات تراكمية” نتجت عن عمليات القصف والتدمير اليومية، تسببت بخروج ما يزيد عن 3.2 ملايين طفل داخل سورية من المدارس، وتَضرُّر قطاع الصحة، وانخفاض معدلات تلقيح الأطفال، وحرمان 60 في المائة من مُجمل الأطفال اللاجئين من التعليم.

وذكرَ أن “إحصائيات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، تُبين أنه قد ولد ما لا يقل عن 230 ألف طفل في مخيمات اللجوء، لم يحصل العديد منهم على أوراق ثبوتية، وهناك تحديات هائلة على صعيد مكافحة ظاهرة الحرمان من الجنسية”.

وفي السياق، يقول فضل عبد الغني، مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان “لم يتحمل النظام السوري مسؤوليته اتجاه اتفاقية حقوق الطفل، بل هو من ينتهكها على نحو كثيف ومستمر، كما لم تقم الدول الـ 192 المصادقة على الاتفاقية بأي تحركات لردع النظام السوري، يجب عليها أن تتعاون جميعاً لتمنع نظاماً ارتكب جرائم ضد الإنسانية بحق الأطفال من الإفلات من العقاب، وأن تساهم بشكل سريع وجدي في محاكمة المسؤولين عن ذلك، فلا عدالة بلا محاسبة”.

إلى ذلك، رصد التقرير حصيلة الانتهاكات التي ارتكبتها الأطراف الرئيسية الفاعلة في سورية منذ مارس/ آذار 2011 ولغاية 20 نوفمبر/ تشرين الثاني 2017، مستنداً في ذلك على عملية المراقبة المستمرة للحوادث والأخبار، من فريق عمل الشبكة والتحقق منها وجمع الأدلة والبيانات.

وذكر أنَّ “القوات الروسية قتلت ما لا يقل عن 1529 طفلاً منذ 30 سبتمبر/ أيلول 2015، بينهم 32 طفلاً قضوا جراء 217 هجوماً بذخائر عنقودية”، كما أشار أن الهجمات الروسية “تسببت بتضرّر ما لا يقل عن 144 مدرسة، إضافة إلى تشريد عشرات آلاف الأطفال”.

واستعرَض التقرير انتهاكات في المناطق التي تُسيطر عليها المليشيات الكردية، كالقتل خارج نطاق القانون، والتجنيد الإجباري؛ وأوردَ أن 127 طفلاً قُتلوا على يد التنظيم، وأن 503 أطفال ما زالوا قيد الاعتقال، أو الإخفاء القسري، في مراكز احتجاز تابعة لها.

وفي نفس الإطار، قتل 711 إثرَ عمليات القصف العشوائي والاشتباكات، أو الإعدام التي مارسها تنظيم “داعش” الإرهابي، وقد بلغ عدد المعتقلين لدى التنظيم، ما لا يقل عن 386 طفلاً.

أما “هيئة تحرير الشام”، فقد قتلت 88 طفلاً، واعتقلت ما لا يقل عن 25 آخرين، ووفقَ التقرير فقد “قتلت قوات التحالف الدولي 723 طفلاً منذ بدء هجماتها في سورية في 23 سبتمبر (أيلول) 2014، كما تضرَّرت 23 مدرسة إثر تلك الهجمات”.

وسجل التقرير مقتل أطفال على يد فصائل بالمعارضة المسلحة، سقط معظمهم جراء القصف العشوائي على المناطق الخاضعة لسيطرة قوات النظام، واعتقال ما لا يقل عن 305 أطفال، وتسبَّبت هجماتها في تضرُّر 23 مدرسة، وروضة أطفال واحدة.

كما سجل مقتل ما لا يقل عن 701 طفل منذ مارس/ آذار2011 على يد جهات أخرى (لم تحددها)، وتضرُّر ما لا يقل عن 19 مدرسة، وروضتي أطفال، على يد جهات مجهولة أيضاً.

وأوصى التقرير المجتمع الدولي بضرورة تأمين حماية ومساعدة للأطفال المشردين قسرياً من نازحين ولاجئين، وخصوصاً الفتيات منهن ومراعاة احتياجاتهن الخاصة في مجال الحماية تحديداً، والوفاء بالالتزامات أمام معاهدة حقوق الطفل، وبذل جهود جدية لعزل النظام السوري وفضح ممارساته.

كما طالب بإيجاد آليات لوقف قصف المدارس وحمايتها، والعمل على خلق بيئة تعليمية آمنة، معتبراً أن قضية أطفال سورية هي قضية عالمية، يجب على كل الدول أن تبذل جهدها في التخفيف من تداعياتها.

العربي الجديد

 

بريطانيا تجرد عمال إغاثة يعملون بسورية من الجنسية

إياد حميد

جردت الحكومة البريطانية ثلاثة من عمال الإغاثة العاملين في سورية من جنسيتهم البريطانية تحت ذريعة حماية الأمن القومي للمملكة المتحدة، بهدف منعهم من دخول بريطانيا.

 

ونشر موقع “ميدل إيست آي” الإخباري تحقيقاً خاصاً عن نزع الحكومة البريطانية الجنسية البريطانية لاثنين من عمال الإغاثة العاملين في شمالي سورية، ما أعاق مغادرتهما سورية.

 

وجاء في نص الرسائل التي بعثت بها وزيرة الداخلية، آمبر رود، إلى أهاليهما “إنهما يشكلان خطراً على الأمن القومي للمملكة المتحدة”، وإن ذلك هو السبب الكامن وراء سحب الجنسية منهما.

 

ونزعت الجنسية عن شخص ثالث، وهو متطوع عمل على توصيل الإغاثة إلى سورية، وعمل في مشاريع تمولها منظمات خيرية. وكانت ذريعة الحكومة البريطانية أنها “ترى أنه انخرط في أنشطة ذات صلة بالإرهاب” و”أنشطة إسلامية متطرفة”.

 

ولم يقم الثلاثة بأية أنشطة قتالية في سورية، ولا يمتلك أي منهم أي سجل جنائي في المملكة المتحدة. كما أن “ميدل إيست آي” امتنعت عن ذكر أسمائهم بسبب دعاوى الاستئناف التي رفعها هؤلاء ضد الحكومة البريطانية لاستعادة جنسيتهم. وينفي الثلاثة أية صلة لهم بالفصائل المسلحة، رغم عملهم في مشاريع الإغاثة النشطة في محافظة إدلب، حيث تنشط هيئة تحرير الشام، أو تنظيم النصرة سابقاً، وهو فرع تنظيم القاعدة في سورية.

 

ولدى عمال الإغاثة الثلاثة سجلات واضحة عن أنشطتهم في سورية، وسبق لهم أن تعاملوا مع عدد من المنظمات الإنسانية والخيرية المعترف بها في بريطانيا، لتمرير المساعدات إلى المناطق المحررة في الشمال السوري، إضافة إلى مساعدة النازحين.

 

وأدى سحب الجنسية منهم إلى تحويلهم إلى عديمي الجنسية نظراً لعدم امتلاك أي منهم جنسية ثانية، وهو ما يعني عملياً عدم قدرة أي منهم على السفر وبقائهم في سورية.

 

ووفقاً لقوانين الجنسية في المملكة المتحدة، يمكن سحب الجنسية من حملتها، إذا رأت وزيرة الداخلية أن سحب جنسية الشخص المستهدف “مفيد للمصلحة العامة”، ولكن يفترض ألا يؤدي ذلك إلى جعل الشخص عديم الجنسية.

 

واستخدمت الحكومة البريطانية سحب الجنسية سلاحاً في التعامل مع المنضمين إلى صفوف تنظيم “داعش” الإرهابي، لمنعهم من العودة إلى بريطانيا، إذ ترى فيهم خطراً على أمن البلاد سواء جراء عقيدتهم أو تدريبهم على مختلف أنواع الأسلحة.

 

ومع قرب انتهاء سيطرة تنظيم “داعش”على الأرض فعلياً، تخشى الحكومة البريطانية عودة المئات من أبنائها إلى بريطانيا. ودفع ذلك إلى سحب جنسيات ما يقرب 150 شخصاً حتى شهر يوليو/ تموز الماضي. إلا أن جميع الحالات السابقة من حملة الجنسيات الأخرى. لكن الحكومة البريطانية تبرر الأمر بأنه إذا أمكن للفرد الحصول على جنسية أخرى عبر والديه، فهو يعتبر من حملة تلك الجنسية، حتى وإن لم يطالب بها أو يمتلك جنسيتها عند سحب الجنسية البريطانية منه.

 

ورفع عمال الإغاثة الثلاثة قضية استئناف في المحاكم البريطانية لاستعادة جنسياتهم البريطانية. إلا أن العملية معقدة نظراً لرفض الحكومة البريطانية الكشف كلياً عن المعلومات التي بنت قرارها عليها. ويتم الاستماع الأولي في مثل هذه القضايا في “أكثر المحاكم سرية” في بريطانيا، في مفوضية استئناف الهجرة الخاصة، والتي هي عبارة عن غرفة في قبو يقع خلف محكمة العدل الملكية في لندن.

 

وتتعامل هذه المحكمة مع قضايا الأمن القومي والتي لا يستطيع المحامون أو المتهمون من الاطلاع فيها على الأدلة المستخدمة ضدهم من قبل أجهزة الأمن.

 

وعوضاً عن ذلك، تقوم الحكومة بتعيين محامين ممن جرى التأكد من مصداقيتهم للدفاع عن هؤلاء المتهمين. وما يزيد الأمر تعقيداً هو وجود عمال الإغاثة الثلاثة خارج الأراضي البريطانية، ما يعيق التواصل وجهاً لوجه مع محاميهم. كما أن هذا النوع من المحادثات لا يمكن التعامل معه على الإنترنت أو الهاتف لحساسية المعلومات.

 

الأسد “يبكي على كتف بوتين”: عودة الابن الضال

جلال بكور

 

كشف الكرملين اليوم الثلاثاء عن زيارة قام بها رئيس النظام السوري بشار الأسد إلى مدينة سوتشي والتقى خلالها بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحضور مجموعة من المسؤولين والضباط الروس. وظهر بشار الأسد في صورة بدا فيها مستنداً إلى كتف بوتين وكأنه يبكي، مما أثار سخرية المغردين السوريين والعرب على مواقع التواصل.

 

وسخر الكاتب والباحث السوري أحمد أبازيد، معلقاً: “عودة الابن الضال.. بوتين محتضناً بشار الأسد بحنان أبوي في سوتشي”.

 

وعلق رئيس موقع “بغداد بوست” سفيان السامري ساخرًا: “بابا حبيبي لا أدري ماذا كنت سأفعل بدونك.. اهلًا بك يابني أعمل حسابك نهاية الشهر الجاي سأسحب القوات الروسية”.

 

واستنكر الكاتب الفلسطيني ياسر الزعاترة ما نقلته قناة “روسيا اليوم” عن بشار الأسد وشكره بوتين على مساعدة الشعب السوري معلقا..”ما أحقر الطغاة حين يقتلون الشعوب ويتحدثون باسمها في آن”.

 

ورأى رئيس تحرير صحيفة “المصريون” جمال سلطان أن “زيارات رؤساء الدول لنظرائهم لها بروتوكول معلن مسبقاً واستقبال لائق، بوتين استدعى بشار الأسد أمس الاثنين سرا واجتمع به بغير إعلان ولا مراسم لكي يكلفه بما يجب عليه فعله الآن، تعامل معه كعميل صغير تافه”.

 

وكتب محمد القضايمي على تويتر ساخراً “بدون أي استقبال رسمي وبطائرة شحن عسكرية تم استدعاء بشار الأسد.. ذليل عميل يشكر الروس على تدمير سورية وتشريد شعبها لم يسمح له بوضع العلم أو الجلوس مقابل بوتين”.

 

ديرالزور والرقة: لماذا تُسرّعُ “قسد” عودة النازحين؟

محمد محمد

سمحت “قوات سوريا الديموقراطية” بعودة أهالي بعض القرى في ديرالزور والرقة، إلى منازلهم، بشكل أسرع مما حدث في قرى ريف الحسكة وريف حلب الشرقي التي ما زال بعضها خالياً من السكان، رغم كل الإعلانات والوساطات الهادفة لإعادة المُهجّرين والفارين بسبب المعارك بين القوات المدعومة أميركياً وبين تنظيم “الدولة الإسلامية” خلال الأعوام الماضية.

 

عودة معظم السكان العرب إلى قراهم غربي الرقة والمناطق الفاصلة بينها وبين مدينة ديرالزور، شكّلت نقطة تحول كبيرة في أسلوب تعامل “وحدات حماية الشعب” الكردية، كبرى مليشيات “قوات سوريا الديموقراطية” وصاحبة القرار فيها، مع هؤلاء المهجّرين والنازحين، الذين وقعوا بين شقي رحى حرب طاحنة لا ناقة لهم فيها ولا جمل.

 

فمع انتهاء المعارك في مناطق نهر الخابور شمالي ديرالزور سُمح للسكان بالعودة إلى قراهم المنتشرة على جانبي النهر بين بلدتي البصيرة والصور. ويروي بعض أهالي قرية زغير جزيرة، أنهم عادوا إلى منازلهم في اليوم التالي للمعركة التي دارت بين “قسد” و”داعش”، بعدما خرجوا من القرية إلى البراري المحيطة بها لليلة واحدة.

 

وعزا بعض الأهالي ونشطاء هذا التحول إلى الضغط الدولي، خاصة الأميركي على “قسد”، إلى جانب محاولة “قسد” ومجالسها “المدنية” تحسين صورتها لدى العرب، الذين ينظرون إليها على أنها قوات كردية صرفة.

 

عضو شبكة “اعلاميون بلا حدود” في الرقة عبدالعزيز المطلك، قال لـ”المدن”، إن سماح “قسد” بعودة 1500 شخص من أهالي حي المشلب شرقي الرقة، مطلع تشرين الثاني/نوفمبر، جاء بسبب إصرار الأهالي وتظاهرهم، وعدم مغادرتهم لأيام أطراف الحي الذي أعلنت “قسد” إنهاء عمليات إزالة الالغام فيه.

 

وكان أهالي حي المشلب قد دخلوه رغم رفض “قسد” ذلك، وقامت بإخراجهم منه، قبل أن تسمح لهم بالعودة في اليوم التالي، بعد توقيع الأهالي على ورقة يتعهدون فيها بأنهم يتحملون المسؤولية عن أرواحهم في حال صادفوا ألغاماً، كما تعهدوا بعدم إثارة المشاكل مع عناصر “قسد” المنتشرين داخل الحي.

 

وأشار المطلك إلى حصول بعض الإشكالات، واطلاق نار على الأهالي من قبل عناصر “قسد”، خلال محاولاتهم الدخول إلى منازلهم في حي المشلب وقرية الرقة السمرة القريبة. لكنهم دخلوه في النهاية.

 

وأعلنت “قسد” مؤخراً إنها استجابت لمبادرة شيوخ ووجهاء العشائر في بلدة سلوك، لإعادة أهالي قرى نص تل وخويرة كبير وخويرة صغير ورجم عنوة وشابداغ، إلى قراهم بعد تنظيفها من الألغام. وكان أهالي القرى المذكورة قد فروا منها قبل قرابة عامين ونصف العام، نتيجة المعارك بين “وحدات الحماية” و”الدولة الإسلامية”، قبل تشكيل “قوات سوريا الديموقراطية”.

 

موافقة “قسد” على عودة الأهالي إلى تلك القرى الخمس، تُكذّب تصريحات سابقة للناطقين باسمها الذين نفوا وجود أي قرية مهجّرة في المناطق التي يسيطرون عليها. ويمكن إضافة أسماء قرى أخرى تابعة لبلدة سلوك، ما تزال مهجّرة منذ سنتين؛ وهي الحميرة والاصيلم وأم البراميل، إلى جانب قرى قريبة منها تابعة للحسكة مثل الريحانية وتل الحمام.

 

ويرى مراقبون أن السماح بعودة الأهالي إلى بعض قرى الرقة وديرالزور، جاءت على ما يبدو في محاولة لاستدراك التناقض الحاصل في السماح لمعظم أهالي ريف الرقة الغربي ومحيطها الشرقي والشمالي بالعودة إلى قراهم، ومنع ذلك على سكان بعض قرى منطقتي سلوك وتل أبيض وقرى عربية أخرى في ريف حلب شرقي نهر الفرات، خاصة ناحيتي الشيوخ وصرين، التابعتين إدارياً لمنطقة عين العرب. ويبلغ عدد سكان الشيوخ وصرين ما يقارب 70 ألف نسمة، وتشكلان مع ريفهما توازناً ديموغرافياً مع مدينة عين العرب الكردية، داخل حدود المنطقة الإدارية.

 

وأثار الأمر تخوفاً لدى الأهالي، بأن تكون عمليات منع العودة هي تهجير تقوم به “وحدات حماية الشعب” وتستهدف به العرب من دون الأكراد، في مناطقهم القريبة من الحدود التركية، ومن مناطق الثقل الكردي شمالي البلاد، في مدن عين العرب والدرباسية وعامودا والقامشلي والمالكية.

 

فعودة أهالي مدن الرقة والطبقة والمنصورة وكذلك بلدات ريف ديرالزور، لا يؤثر ديموغرافياً على نسبة السكان العرب والأكراد، لأنها مناطق لا أكراد فيها أصلاً. وذلك على عكس مناطق تل أبيض وسلوك ورأس العين وتل تمر وتل براك وتل حميس وجزعة والقامشلي، حيث مُنِعَ أهالي الكثير من القرى من العودة، بحجة الارتباط أو التعاطف مع تنظيم “الدولة” والفصائل الإسلامية الأخرى، والجيش الحر. وجميع هذه الفصائل مناهضة لنظام الأسد، بغض النظر عن التناحر في ما بينها.

 

الاحتجاج على “الرياض-2” يتصاعد.. وممثل الائتلاف يقاطع

بدأت وفود المعارضة السورية تصل إلى العاصمة السعودية الرياض، لعقد مؤتمر “الرياض-2″، المقرر الأربعاء، لتشكيل وفد معارض واحد إلى مؤتمر “جنيف-8”. وسبق “الرياض-2” تقديم رئيس “الهيئة العليا للمفاوضات” وعدد من أعضائها، استقالاتهم الإثنين، ما أثار لغطاً حول توقيت الاستقالة، والنتائج المتوقعة لـ”الرياض-2″.

 

وقال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، الثلاثاء، إن موسكو تعتقد أن استقالة شخصيات متشددة من المعارضة السورية، مثل رياض حجاب “ستساعد على توحيد المعارضة في الداخل والخارج حول برنامج بناء بشكل أكبر”. ونقلت قناة “روسيا 24” التلفزيونية الرسمية، عن لافروف قوله: “إن تراجع شخصيات المعارضة ذات الفكر المتشدد عن لعب الدور الرئيسي سيجعل من الممكن توحيد هذه المعارضة غير المتجانسة”.

 

واستقال رئيس “الهيئة العليا للمفاوضات” رياض حجاب، من منصبه، الإثنين، بعد قرابة عامين من اختياره رئيساً لها. كما أعلن عشرة من أعضاء “الهيئة” استقالتهم، قبل يومين من انعقاد “مؤتمر الرياض-2” الذي يجمع أطيافاً من المعارضة السورية بغرض تشكيل وفد واحد للمشاركة في مفاوضات “جنيف-8” المقررة في 28 تشرين الثاني/نوفمبر. ومن أبرز المستقيلين كبير المفاوضين في وفد المعارضة محمد صبرا، ورئيس الإئتلاف السابق خالد خوجة، والمتحدثان باسم “الهيئة العليا” رياض نعسان آغا وسالم المسلط، وسهير الأتاسي، واللواء عبد العزيز الشلال، والمقدم أبو بكر، والرائد أبو أسامة الجولاني، وسامر حبوش، وعبد الحكيم بشار.

 

ويواجه المؤتمر صعوبات كبيرة، واتهامات للسعودية بضغوط تمارسها على المعارضة، الأمر الذي أدى إلى إعلان تلك الشخصيات استقالتها. وفي تطور جديد، الثلاثاء، أعلن ممثل الائتلاف الوطني في مؤتمر “الرياض-2” جورج صبرة اعتذاره عن المشاركة في المؤتمر. وقال صبرة إن قراره يأتي “احتجاجاً على تجاهل الهيئة العليا للمفاوضات بدورها ومهامها وأدبياتها. واعتراضاً على الطريقة الاستنسابية والمتعجلة والفردية في الإعداد للمؤتمر”.

 

رئيس وفد المعارضة إلى مباحثات أستانة العميد أحمد بري، قال لـ”المدن”: “نرجو أن يكون مؤتمر الرياض-2 جامعاً للسوريين، وتشكيل وفد موحد قوي ومتماسك على غرار وفد مؤتمر جنيف-1”. وأكد “لن نتنازل عن حقوقنا، وأولها رحيل بشار الأسد وتشكيل هيئة حكم انتقالي، وإخراج المعتقلين، ولن نقبل بالتقسيم”.

 

وعن استقالة رئيس “الهيئة” وعدد من أعضائها، قال بري: “انتهى دور هيئة التفاوض مع الرياض-2، ومن الطبيعي أن تُحلّ، ويقدم أعضاؤها استقالاتهم”. وأضاف: “من لم يُدعَ من الطبيعي أن يُقدم استقالته، وكان من الأوجب أن يستقيل قبل فترة. فمنذ أسبوع وجّهت الخارجية السعودية دعوات لحضور المؤتمر”. لكن عدداً من الاستقالات أو الاعتذار عن عدم المشاركة جاء من شخصيات مدعوة بالفعل.

 

العميد بري، قال إن تصريحات وزير الخارجية الروسية “لا تهمنا”. وأضاف “لن نقبل ببقاء الأسد، ولو فُرضَ علينا الموضوع سننسحب من الاجتماع”.

 

من جهته، قال الرئيس السابق للائتلاف السوري المعارض خالد خوجة، إن الاستقالات لم تكن مفاجئة بعد المحاولات المستمرة لخفض السقف التفاوضي لـ”الهيئة العليا للمفاوضات”، خصوصاً أن توجيهات قد جاءت لـ”الهيئة” بالتعامل مع الوضع الدولي الذي يركز على الانتخابات والإصلاح الدستوري ويتجاوز مسألة الانتقال السياسي. وأوضح خوجة في تصريحات لقناة “الجزيرة”، أن هذه المطالب جاءت من دول عربية ومن “مجموعة أصدقاء سوريا”، وأشار إلى إعلان المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، بأن الجولة المقبلة من مفاوضات جنيف ستركز على هاتين القضيتين، من دون التطرق لمسألة الانتقال السياسي.

 

وأكد خوجة أن توقيت الاستقالات مرتبط بمؤتمر الرياض المقبل بعدما تم استبعاد “الهيئة العليا” منه، رغم أنها هيئة منتخبة من مكونات متعددة. وأضاف أن الحل في سوريا يبدأ من التفاوض على الانتقال السياسي.

 

في السياق، أصدر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، بياناً الثلاثاء، تلقت “المدن” نسخة منه، دان فيه تصريحات لافروف. وقال البيان، إن “تلك التصريحات مرفوضة ومحل استهجان، وأن المؤتمر شأن سوري، وحضوره يخص السوريين وحدهم، باستضافة كريمة من قبل المملكة العربية السعودية”.

 

وأكد الائتلاف أن المؤتمر “يحظى باهتمام عربي ودولي، وأن ممثلي 30 دولة سيحضرون افتتاحه، ومحاولة الروس الإيحاء بدور خاص لهم هي محاولة سيئة النية للإضرار بوحدة المعارضة والتشويش على أعمال المؤتمر، وتدخل مرفوض بشأن سوري داخلي”.

 

وأصدرت شخصيات سياسية وثورية وهيئات ومجالس محلية في سوريا، ليل الإثنين/الثلاثاء، بياناً يُطالب بالحفاظ على ثوابت الثورة وعدم التنازل عنها، وأبرزها رحيل الرئيس بشار الأسد وإطلاق سراح المعتقلين واستقلال القرار الوطني.

 

وطالب البيان الذي وقعه أكثر من مئة شخصية سياسية وثورية، المشاركين في “مؤتمر الرياض-2″ بـ”الالتزام بروح المسؤولية الوطنية والأخلاقية التي تمليها عليكم تضحيات السوريين وعذاباتهم”. وشدد على ضرورة الالتزام بثوابت أساسية لتحقيق “مطالب الشعب السوري الثائر”، وأهمها رحيل الأسد ومعاونيه، وعدم القبول بأي دور له مع بدء المرحلة الانتقالية المتمثلة في هيئة حاكمة انتقالية ذات صلاحيات كاملة.

 

وشدد البيان على ضرورة إطلاق سراح المعتقلين والمغيبين قسرياً، وضرورة استقلال القرار الوطني السوري لكونه الضمانة الوحيدة لتحقيق تطلعات السوريين. وأكد أن “اجتثاث الوجود الإيراني الطائفي في سوريا، الذي يهدد استقرار بلادنا ودول المنطقة، لا يتحقق إلا بزوال نظام الأسد”. كما طالب البيان باستبعاد “منصة موسكو” من صفوف المعارضة باعتبارها “منصة صنعتها روسيا الدولة المحتلة وحليفة نظام الأسد لاختراق المعارضة وتمزيق صفوفها”.

 

ومن أبرز الموقعين على البيان المتحدث السابق باسم وفد أستانة أسامة أبو زيد، ورئيس “المجلس الوطني” جورج صبرة، وعضوا الهيئة العليا للمفاوضات سهير الأتاسي وخالد خوجة، وعضو الائتلاف الوطني السوري المعارض ميشيل كيلو، ورئيس المجلس الوطني السوري السابق عبد الباسط سيدا.

 

الجنوب الدمشقي:حرب المعابر بين “المصالحة” و”خفض التصعيد

مطر اسماعيل

مرّ أسبوع على الإغلاق الجزئي لحاجز ببيلا–سيدي مقداد، الفاصل بين الجنوب الدمشقي الخاضع لسيطرة المعارضة، ومناطق النظام في العاصمة دمشق. التضييق انعكس سلباً على حياة المدنيين المحاصرين، ومثّل أداة قديمة/جديدة في سباق المشاريع السياسية المطروحة على طاولة الجنوب الدمشقي، خاصّة أنه استخدم في البداية للتحكّم بشأن داخلي وهو حاجز العروبة–بيروت، ومن ثم استثمار”حرب المعابر” للتقدّم خطوة أخيرة باتجاه “المصالحة” و”التسوية الشاملة” بتناغم كامل بين طيف من لجان “المصالحة” في الداخل و”فرع الدوريات/شعبة الأمن العسكري”، من دون أن تتكلّل هذه المحاولة بالنجاح.

 

ويفصل حاجزان بين أحياء دمشق الخاضعة لسيطرة النظام، وبين المناطق جنوبي دمشق التي يتنازع السيطرة عليها الجيش الحر وتنظيم “الدولة الإسلامية” ومجموعة صغيرة من “هيئة تحرير الشام”. الحاجز الأول هو ببيلا–سيدي مقداد، وهو الأكثر أهمية، والثاني هو حاجز العسالي في منطقة القدم. بينما يفصل حاجز سوق العروبة–شارع بيروت بين مناطق سيطرة الجيش الحر في بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم وبين مناطق سيطرة “داعش” في مخيم اليرموك والحجر الأسود والتضامن والعسالي، وصولاً إلى حي القدم الخاضع للجيش الحر.

 

حرب المعابر.. اشتباك الخارج بالداخل

 

الإغلاق الجزئي لحاجز ببيلا–سيدي مقداد، في 12 تشرين الثاني/نوفمبر، يرجع إلى أسبابٍ ظاهرية بعيدة وقريبة، عدا عن الأسباب الحقيقية خلف ذلك. وارتبطت الأسباب الظاهرية القريبة بتهديد رئيس “فرع الدوريات” العميد طلال العلي، بإغلاق حاجز ببيلا–سيدي مقداد، إذا لم يُغلق حاجز العروبة–بيروت؛ المنفذ الوحيد بين شطري الجنوب الدمشقي. التهديد الذي وجّهه رئيس “فرع الدوريات” التابع لـ”شعبة الأمن العسكري” لممثلي لجان “المصالحة” خلال اجتماعه معهم، في 9 تشرين الثاني/نوفمبر، ونقلته تلك اللجان إلى المعنيين في المنطقة، ومن ضمنهم قادة الفصائل العسكرية والمكاتب الأمنية، أحدث خلافاً داخلياً بين من اعتبر أنه لا مجال لرفض إغلاقه خوفاً من عودة الحصار مجدداً على المنطقة بأكملها، بينما ذهب آخرون إلى رفض التهديد والإغلاق على السواء باعتباره صادراً عن النظام.

 

وانقسمت الفصائل جنوبي دمشق بين موافقة على إغلاق الحاجز، مقدّمةً مجموعة من المبررات، وهي “جيش الأبابيل” و”لواء شام الرسول” و”كتائب أكناف بيت المقدس”، ورافضة لإغلاقه كـ”جيش الإسلام” بالإضافة إلى “حركة أحرار الشام” و”فرقة دمشق” رغم عدم استشارتهما.

 

ونتيجة عدم التوافق على قرار موحّد بين الفصائل، ذهبت الهيئات المدنية في بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم، إلى مناورة تعالج فيها اختلاف الفصائل، مقرّرة، باعتبارها تمثل قرار البلدات، إغلاق حاجز العروبة–بيروت، ودعت المكاتب الأمنية العاملة فيها إلى إرسال عناصرها لتطبيق القرار.

 

وأغلقت المكاتب الأمنية في 11 تشرين الثاني/نوفمبر حاجز العروبة–بيروت. وبعد ذلك، ظهر خلاف داخل المكاتب نفسها، وبين تجمعات المجاهدين العسكرية في البلدات، التي تمثّل أبناء البلدات المنضوين في الفصائل، أيضاً. الأمر الذي أحدث خرقاً مساء الأحد 12 تشرين الثاني، إذ أعيد فتح الحاجز لساعات، مع السماح بحركة المدنيين والمواد الغذائية إلى داخل المخيم والمناطق المجاورة. النظام ردّ مباشرة بإغلاق حاجز ببيلا–سيدي مقداد، ما أدى لاحتجاز مئات الأهالي في منطقة القزاز في محيط الحاجز، ليعاود النظام فتحه وإدخال المدنيين إلى الجنوب الدمشقي. في اليوم التالي، فرض النظام حصاراً جزئياً على المنطقة كلها، مانعاً دخول السيارات التجارية والمواد الغذائية، وضيّق على حركة الأهالي، ولم يسمح إلا بإدخال ربطة خبز واحدة مع كل عائلة، ليبدأ فقدان بعض المواد الغذائية الرئيسية من أسواق المنطقة، كالخبز والسكر والطحين، خاصة أن قوات النظام كانت قد أغلقت حاجز العسالي المنفذ الآخر من العاصمة إلى جنوبها نهاية تشرين الأول/أكتوبر.

 

“خفض التصعيد” والأسباب البعيدة

 

في 17 تشرين الأول/أكتوبر أغلق “جيش الإسلام” و”جيش الأبابيل” حاجز العروبة–بيروت، مبررين ذلك بجملة من الأسباب، منها نقض تنظيم “الدولة الإسلامية” لتعهداته السابقة بتحييد منطقة الحاجز عن عمليات قنص المدنيين والعسكريين على السواء، بالإضافة لقيامه بمضايقات متكررة للطلاب والكوادر التدريسية من أبناء مخيم اليرموك الذين يدرسون في مدارس البلدات الثلاث، ومنها أيضاً فرض “داعش” حصاراً على حي القدم الذي يسيطر عليه الجيش الحر.

 

واستمر إغلاق الحاجز قرابة 20 يوماً، ليعاد فتحه أمام أهالي مخيم اليرموك في 5 تشرين الثاني/نوفمبر. وقالت مصادر خاصّة لـ”المدن”، إن هناك أسباباً أكثر أهمية خلف إغلاق الحاجز، كتدعيم الموقف التفاوضي من قبل “جيش الإسلام” و”جيش الأبابيل” في مسار “خفض التصعيد” أمام الطرف الروسي برعاية مصرية، وللتأكيد على محاربة “داعش” من قبل أهالي المنطقة، عبر بوابة حاجز العروبة–بيروت، بحجّة أن النظام قد رفع تقارير للروس بأن المعارضة جنوبي دمشق تدعم “داعش” عبر إدخال المؤن وتأمين الطبابة وغيرها.

 

بين الإغلاق الأول والثاني، اتهم أنصار مشروع “المصالحة” الفصائل التي لها علاقة بمشروع “خفض التصعيد” بالرضوخ لأوامر روسيا، ساعين لتبرير وشرعنة إغلاق حاجز ببيلا-سيدي مقداد، على مبدأ “وحدة بوحدة”. وفي المآلات، من غير المعلوم حتى اليوم إن كانت كل تلك الخطوات قد أثمرت في رصيد أحد المشروعين، لكن لا مؤشرات تؤكد ذلك.

 

الأسباب الحقيقية

 

وبحثاً عن الأسباب الحقيقة للأحداث المتسارعة جنوبي دمشق كشفت مصادر مطّلعة عن تفاهم ضمني بين تيار من لجان “المصالحة” و”فرع الدوريات” يقضي بإنجاز سيناريو التهديد والتعويل على احتمالية حدوث نزاع داخلي، ومن ثم تهيئة الأجواء أمام طرح “مبادرة المرحلتين”، والتي تعدّ مشروع “تسوية” شبيه بـ”المصالحة”، لكن مع فارق زمني أكبر. وبالتالي استباق دخول المنطقة في اتفاقية “خفض التصعيد”. الأمر الذي يُثّبتُ بقاء المعارضة، ويبعد شبح التهجير عن المنطقة، لفترة من الزمن.

 

المدنيون هم الخاسر الأكبر في المعادلة “الصفرية”

 

المبارزة الأخيرة بين مشروعي “المصالحة” و”خفض التصعيد” انتهت إلى النتيجة “صفر”، على المستوى السياسي طبعاً، أما على المستوى الميداني والإنساني، فقد خسر المدنيون، ولا زالوا حتى اللحظة، فيما وضعت الفصائل العسكرية نفسها أمام اتهامات شتّى، في الوقت الذي يجب عليها التركيز فيه على الحلفاء والامتداد الاجتماعي الذي يمثّل السند الميداني والحامل البشري لمشروع الثورة.

 

أما تيار “المصالحة” فبات الشارع يوجّه أصابع الاتهام له، بشكل مباشر، في التضييق الحاصل على حاجز ببيلا–سيدي مقداد، وفي لعبة الضغط وتحصيل المكاسب بغية إبرام “التسوية” التي وإن كانت قد تراجعت فرص إتمامها الآن إلى حدٍ ما، إلّا أنها ستعيد الكرّة مرة جديدة، ما دام الحل السياسي الحقيقي والمنشود بعيداً عن حاضر ومستقبل السوريين.

 

بوتين يبلغ الأسد: حان موعد “العملية السياسية

استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مساء الإثنين، الرئيس السوري بشار الأسد، الذي وصل منتجع سوتشي في زيارة غير معلن عنها، وتبادلا الحوار لساعتين تقريباً، قبل أن يعقدا اجتماعاً آخر بحضور قادة عسكريين روس. واستغرقت الزيارة أربع ساعات، بحسب وكالة الإعلام الروسية.

 

وقال بيان من الكرملين إن بوتين والأسد “بحثا المبادئ الأساسية لتنظيم العملية السياسية لتسوية الأزمة السورية”. وأفاد الكرملين بأن وزارة الدفاع الروسية وهيئة الأركان العامة للقوات الروسية قد شاركتا في هذا اللقاء.

 

وأضاف البيان، إن “بوتين، هنّأ الأسد، بالنتائج، التي حققتها سوريا في الحرب ضد الإرهاب”، مضيفاً أن “الشعب السوري يقترب تدريجياً من هزيمة الإرهابيين، التي هي نتيجة حتمية”. وأكد بوتين أنه “بات من المهم الآن التوصل إلى تسوية سياسية في سوريا”، مشيراً إلى أن “الأسد مستعد للعمل مع كل من يريد السلام، والاستقرار في سوريا”.

 

وقال بوتين في تصريحات نقلها التلفزيون الروسي “ما زال أمامنا طريق طويل قبل أن نحقق نصراً كاملاً على الإرهابيين. لكن بالنسبة لجهودنا المشتركة لمحاربة الإرهاب على الأرض في سوريا فإن العملية العسكرية في نهايتها بالفعل”.

 

وأضاف “أنتم تعرفون أنه من المقرر أن التقي في سوتشي بعد غد (الأربعاء)، بنظيريّ، الرئيس التركي والرئيس الإيراني. وأن نجري نحن أيضاً مشاورات إضافية، خلال اجتماعنا. المسألة الأهم، هي مسألة ما بعد هزيمة الإرهابيين، وهي مسألة التسوية السياسية، التسوية طويلة الأمد للوضع في سوريا”.

 

وتابع “بالإضافة إلى الشركاء الذين ذكرتهم (تركيا وإيران)، أنتم تعرفون، أننا نعمل كذلك من دول أخرى؛ كالعراق، والولايات المتحدة، ومصر، والسعودية، والأردن، ونحن على تواصل مستمر مع شركائنا”.

 

وأردف “أود أن أناقش معكم المبادئ الأساسية لتنظيم العملية السياسية، ومؤتمر الحوار السوري، الذي تساندوه. أود أن استمع إلى تقييمكم للحالة الراهنة، وآفاق تطور الوضع، بما في ذلك رؤيتكم للتسوية السياسية، التي حسب ما تبدو لنا، ودون شك، في نهاية الأمر ينبغي أن تتم تحت إشراف منظمة الأمم المتحدة. نحن نعوّل على مشاركة نشطة لمنظمة الأمم المتحدة في المسار نفسه وكذلك في المرحلة النهائية”.

 

بدوره، قال الأسد، إن “العملية العسكرية الروسية الداعمة للجيش السوري في مواجهة الإرهاب، التي بدأت قبل عامين وبضعة أسابيع، حققت نتائج كبيرة عسكرية، وسياسية، وإنسانية”، مشيراً إلى أن “تراجع الإرهابيين في كثير من المناطق أدى إلى عودة الكثير من المواطنين السوريين إلى مدنهم وقراهم وباتوا يعيشون حياتهم الطبيعية”.

 

وأكد على “اهتمام دمشق بتقدم العملية السياسية، بعد أن تحقق الانتصار على الإرهاب”. وأشار إلى أن “الحكومة السورية تعوّل على دعم روسيا لضمان عدم تدخل اللاعبين الخارجيين في العملية السياسية، وأن يدعموا فقط المسار السياسي، الذي سيقوده السوريون أنفسهم”. كما قال “أغتنم هذه الفرصة لأنقل إليكم، السيد الرئيس، تهاني وامتنان الشعب السوري على تمكننا من الحفاظ على وحدة أراضي البلاد واستقلالها”.

 

وهذه هي الزيارة الثانية التي يقوم بها الرئيس السوري إلى الخارج، منذ اندلاع الثورة السورية في مارس/آذار 2011. وكان بوتين قد التقى الأسد في 20 تشرين الأول/أكتوبر 2015، في موسكو بعد أسابيع قليلة من بدء التدخل الروسي العسكري المباشر في سوريا، منعاً لانهيار النظام السوري.

 

ورعى بوتين، بعد لقائه الثنائي، لقاءً آخر جمع الأسد وقيادة وزارة الدفاع والأركان العامة للقوات المسلحة الروسية. وفي مستهل اللقاء توجه بوتين للرئيس السوري قائلاً: “أريد أن أعرفكم بالأشخاص الذين لعبوا دوراً حاسماً في إنقاذ سوريا”. وأضاف بوتين متحدثاً لوزير دفاعه سيرغي شويغو، وكبار الجنرالات الذين حضروا اللقاء: “بطبيعة الحال، السيد الأسد يعرف العديد منكم شخصياً. لقد قال لي اليوم خلال محادثاتنا إنه بفضل الجيش الروسي، أنقذت سوريا كدولة. وقد تم القيام بالكثير لتحقيق الاستقرار فيها . آمل أن نضع في المستقبل القريب نقطة النهاية في مكافحة الإرهاب في سوريا، على الرغم من أنه من الواضح أن بعض الجيوب ما زالت قائمة، وأخرى قد تنشأ”.

 

وتابع بوتين قائلاً “لذلك لا يزال هناك ما يكفي من المشاكل مع الإرهاب في العالم، وفي الشرق الأوسط، وفي سوريا على وجه الخصوص. ولكن المهمة الرئيسية على وشك الانتهاء بالفعل، وسيكون من الممكن القول في المستقبل القريب جدا أننا قد نفذنا المهمة بالفعل”.

وأوضح “لقد أجرينا اليوم محادثات مفصلة جدا مع رئيس الجمهورية السورية بشأن جميع الجوانب المتعلقة بتطبيع الأوضاع، بما في ذلك الخطوات التالية على المسار السياسي”.

 

وأضاف “لكنني أود أن أقول أنه من دون جهود القوات المسلحة، وجهودكم، وجهود مرؤوسيكم، وكذلك بطولاتكم، لن يكون من دونها شيء ولن تتاح الفرص للنهوض بالعملية السياسية. وقد بذلت هذه الجهود بفضل القوات المسلحة للاتحاد الروسي مع أصدقائنا السوريين في ساحة المعركة. شكرا جزيلا لكم”.

 

من جهته، قال الأسد “تحدثت للتو مع السيد الرئيس فلاديمير بوتين. لقد نقلت إليه تحيات الشعب السوري إلى الشعب الروسي كله، وشكره للجهود التي بذلتها روسيا لإنقاذ بلدنا. وأود أن أشير بوجه خاص إلى الدور الذي قامت به القوات المسلحة للاتحاد الروسي والتضحيات التي قدمتها لتحقيق هذا الهدف. أنا سعيد جداً بالتعرف على كل واحد منكم هنا اليوم معنا، وعلى أولئك الذين شاركوا مباشرة وأمروا وأداروا عمليات القوات المسلحة الروسية في سوريا”.

 

وأضاف “قبل عامين، عندما التقيت بالرئيس بوتين في موسكو، كان القتال قد بدأ للتو. خلال هذين العامين، كانت النجاحات التي تحققت بفضل مساعدة القوات الجوية والفضائية التابعة للاتحاد الروسي والجيش السوري واضحة. والآن لا يمكن لأحد أن ينكر هذه النجاحات في مكافحة الإرهاب. وبفضل أفعالكم وتضحياتكم، فضلا عن أعمال الجيش السوري وحلفائنا، تمكن العديد من السوريين من العودة إلى ديارهم. والآن، بالنيابة عن الشعب السوري بأسره، أعرب لكم اليوم عن امتناني لما فعلتموه. لن ننسى هذا. وأود أيضا أن أشكر شخصياً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووزير الدفاع السيد شويغو، ورئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية السيد غيراسيموف على المشاركة المباشرة في هذه العملية”.

 

وبحث بوتين وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في اتصال هاتفي مساء الاثنين، الوضع في منطقة الشرق الأوسط ومنطقة الخليج والأزمة السورية “في ضوء النجاحات الحالية في مكافحة الإرهاب”، بحسب بيان للكرملين. وقال البيان إن بوتين أطلع أمير قطر على سير التحضيرات للقمة الروسية التركية الإيرانية بشأن سوريا والتي ستعقد في 22 نوفمبر/تشرين الثاني في منتجع سوتشي. وأضاف بيان الكرملين أن الزعيمين أثنيا على مستوى التنسيق والتعاون بين روسيا وقطر في السنوات الأخيرة، وأكدا على الرغبة في تطوير العلاقات بين البلدين على مختلف الأصعدة.

 

وكالة الأنباء القطرية “قنا” قالت إنه جرى خلال الاتصال استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وسبل دعمها وتعزيزها. كما جرى بحث آخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية.

 

في السياق، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: “اليوم ستكون هناك محادثة هاتفية لبوتين والعاهل السعودي ويمكن للمرء أن يتوقع بالتأكيد أن يطلع بوتين العاهل السعودي على اجتماع الأمس (بين بوتين ولأسد)”.

 

جنيف-8″ على مرحلتين..بينهما “مؤتمر سوتشي

نقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية، الاثنين، عن مصدر سوري معارض قوله، إن الجانب الروسي بدأ إبلاغ فرق المعارضة بموعد انعقاد مؤتمر سوشتي “للحوار الوطني السوري” في 2 ديسمبر/كانون الأول المقبل.

 

وأضاف المصدر أن الجولة الثامنة من محادثات جنيف، ستعقد على مرحلتين، وذلك في إطار تفاهمات مع موسكو من أجل إتاحة الفرصة لأعضاء الوفود المشاركة في مؤتمر سوتشي. وقال “بحسب المعلومات التي وصلتني، فإن الجولة الثامنة من محادثات جنيف ستكون على مرحلتين، الأولى ستعقد في 28 نوفمبر/تشرين الثاني وتنتهي في 1 ديسمبر/كانون الأول، والمرحلة الثانية ستبدأ في 8 ديسمبر/كانون الأول وسيتخللهما مؤتمر الحوار الوطني في سوتشي الذي سيعقد في 2 ديسمبر/كانون الأول”.

 

في هذا السياق، أعلن مستشار السياسة الخارجية في الكرملين يوري يوشاكوف، أن القمة المرتقبة بين رؤساء تركيا وإيران وروسيا في سوتشي، ستبحث مسألة مشاركة ممثلين عن الأكراد السوريين في “مؤتمر الحوار الوطني السوري” في سوتشي. وأضاف يوشاكوف، أن القمة سيحضرها ممثلون عسكريون عن البلدان الثلاثة.

 

وكان وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف قد أكد على ضرورة تمثيل كافة مكونات المجتمع السوري، في مؤتمر سوتشي. وأضاف خلال مؤتمر صحافي مشترك، مع نظيره الأذري إلمار محمد ياروف، في باكو، أنه بحث الأحد مع وزيري خارجية تركيا وإيران هذه المسألة.

 

وأضاف لافروف، أن الرؤساء الثلاثة سيقررون شكل المؤتمر، بناء على تقارير أعدها وزراء خارجيتهم خلال لقائهم في أنطاليا التركية مؤخراً.

 

بوتين يبحث مع الأسد تنظيم العملية السياسية في سوريا

روسيا تحاول تحقيق توافق دولي حول اتفاق سلام في سوريا بعد عامين من بدء التدخل العسكري الروسي الذي حول دفة الصراع لصالح الأسد.

موسكو – قال الكرملين الثلاثاء إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استضاف نظيره السوري بشار الأسد في روسيا لإجراء محادثات بشأن الحاجة للانتقال من العمليات العسكرية إلى البحث عن حل سياسي للصراع السوري.

 

وتحاول روسيا تحقيق توافق دولي حول اتفاق سلام في سوريا بعد عامين من بدء التدخل العسكري الروسي الذي حول دفة الصراع لصالح الأسد.

 

ومن المقرر أن يلتقي بوتين الأربعاء مع زعيمي إيران وتركيا وهما القوتان الأخريان الضالعتان بقوة في الصراع السوري. وقال إنه سيجري، بعد محادثاته مع الأسد، اتصالات هاتفية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزعماء في الشرق الأوسط.

 

وقال بوتين للأسد في تصريحات أذاعها التلفزيون الروسي “ما زال أمامنا طريق طويل قبل أن نحقق نصرا كاملا على الإرهابيين. لكن بالنسبة لجهودنا المشتركة لمحاربة الإرهاب على الأرض في سوريا فإن العملية العسكرية في نهايتها بالفعل”.

 

وأضاف “أعتقد أن أهم شيء الآن بالطبع هو الانتقال إلى القضايا السياسية وألاحظ برضا استعدادكم للعمل مع كل من يريدون السلام والتوصل لحل” للصراع.

 

وينصب تركيز جهود السلام الروسية على عقد مؤتمر لشعوب سوريا يفترض أن يشمل كل الجماعات العرقية والأطراف المتحاربة في البلاد.

 

وتعثرت المحاولات السابقة للتوسط في اتفاق سلام بسبب تباين مواقف ونهج القوى المعنية في الصراع، إذ تدعم إيران وروسيا وجماعة حزب الله اللبنانية الأسد بينما تدعم الولايات المتحدة وتركيا ودول خليجية معارضي الرئيس السوري.

 

ويقول بعض المطلعين على تفكير الكرملين إن روسيا ستصر على بقاء الأسد في السلطة من أجل التوصل لاتفاق سلام مادامت مؤسسات الدولة السورية سليمة.

 

مؤتمر السلام

 

التقى بوتين بالأسد مساء أمس الاثنين في منتجع سوتشي الروسي على البحر الأسود على الرغم من أن الكرملين لم يكشف أي معلومات عن زيارة الأسد سوى اليوم الثلاثاء.

 

وقال بوتين للأسد “أود بشدة أن أناقش معكم المبادئ الرئيسية لتنظيم العملية السياسية وعقد مؤتمر شعوب سوريا الذي تدعمونه.

 

“أود أن أستمع لتقييمكم للأوضاع اليوم وآفاق تطورات الوضع بما في ذلك وجهة نظركم تجاه العملية السياسية التي، في رأيي، يجب أن تجري في نهاية الأمر تحت رعاية الأمم المتحدة”.

 

وكان بوتين التقى بالأسد آخر مرة في 20 أكتوبر تشرين الأول في 2015 بموسكو بعد أسابيع قليلة من إطلاق موسكو عملية عسكرية في سوريا تغلبت على مقاتلي المعارضة المناهضين للأسد ودعمت القوات الحكومية المتعثرة.

 

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين قوله إن الأسد مكث على الأراضي الروسية أربع ساعات. وهذه أول رحلة معلنة للأسد خارج سوريا منذ زيارته لموسكو في عام 2015.

 

وقال الأسد، الذي كان يرتدي بدلة سوداء ويجلس مع بوتين وبينهما مائدة صغيرة، للزعيم الروسي إن المضي قدما في العملية السياسية في هذه المرحلة مهم خاصة بعد الانتصار على “الإرهابيين”.

 

وأضاف عبر مترجم أنه يعتقد أن الوضع الآن على الأرض ومن الناحية السياسية يسمح بتوقع إحراز تقدم في العملية السياسية. وقال إنه يعتمد على دعم روسيا لضمان عدم تدخل لاعبين خارجيين في العملية السياسية.

 

وقال الأسد إنه لا يريد النظر إلى الوراء ويرحب بكل الذين يريدون حقا التوصل لحل سياسي وعبر عن استعداده للحوار مع هؤلاء.

 

امتنان الأسد

 

مما يسلط الضوء على أهمية الجيش الروسي في دعم حكم الأسد قدم بوتين الأسد إلى مجموعة من كبار القادة العسكريين الذين حضروا إلى مقر بوتين في سوتشي.

 

وقال الأسد للقادة العسكريين “باسم كل الشعب في سوريا أوجه لكم التحية والشكر… ولكل ضابط ولكل مقاتل ولكل طيار روسي ساهم في هذه الحرب”.

 

ويتهم معارضو الأسد والحكومات الغربية روسيا بقتل عدد كبير من المدنيين السوريين بضرباتها الجوية وهي مزاعم تنفيها موسكو.

 

ودخل الصراع السوري مرحلة جديدة باستعادة القوات الحكومية وحلفائها في مطلع الأسبوع السيطرة على البوكمال وهي آخر مدينة كبيرة في سوريا كانت خاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية.

 

ويعني طرد داعش من البوكمال أن بضع قرى على نهر الفرات ومناطق متناثرة في الصحراء القريبة وجيوبا معزولة في أجزاء أخرى من البلاد لا تزال خاضعة لدولة الخلافة التي أعلنها التنظيم المتشدد في عام 2014.

 

وتقول أغلب القوات التي قاتلت ضد داعش في سوريا والعراق إنها تتوقع لجوء التنظيم للعمل السري وتحوله لحرب العصابات باستخدام تفجيرات وخلايا نائمة.

 

حجاب يستقيل من الهيئة العليا للمفاوضات السورية

استقالة رياض حجاب متوقعة في ظل وجود فيتو عليه من عديد الأطراف نتيجة لمواقفه المتشددة ولعجزه عن توحيد شتات المعارضة.

دمشق – أعلن رياض حجاب، الاثنين استقالته من رئاسة الهيئة العليا للمفاوضات، قبل اجتماع للمعارضة السورية في الرياض يبدأ الثلاثاء لينتهي الخميس، لتوحيد صفوفها قبيل استحقاق جنيف.

 

وقال حجاب في بيان نشره الاثنين على موقعه على “تويتر”، “منذ تولي أعباء مهمة المنسق العام الهيئة العليا للمفاوضات: في شهر ديسمبر 2015، أخذنا على عاتقنا مسؤولية تمثيل القضية العادلة للشعب السوري الأبيّ الذي انتفض في وجه الاستبداد والقمع، ملتزمين بمبادئ الثورة”.

 

ورأى حجاب أنه “وعلى الرغم من تباين المواقف وتعدّد الأراء؛ بقيت الهيئة متماسكة نتيجة الجهد الذي بذلناه لتقريب وجهات النظر، حيث مددنا قنوات التواصل والتنسيق بين مختلف مكوّناتها، وعملنا في الوقت نفسه على النأي بأنفسنا عن أي اصطفافات”.

 

وأضاف “وبعد مسيرة تقارب السنتين من العمل الدؤوب للمحافظة على ثوابت الثورة السورية التي لم نحد عنها، أجد نفسي اليوم مضطرا لإعلان استقالتي من الهيئة العليا”.

 

وكانت استقالة حجاب متوقعة، في ظل وجود فيتو عليه من عديد الأطراف نتيجة لمواقفه المتشددة ولعجزه عن توحيد شتات المعارضة خلال الجولات السابقة من اللقاءات.

 

وتعقد المعارضة بدعوة من الهيئة العليا للمفاوضات وبمشاركة الائتلاف السوري ومنصتي موسكو والقاهرة وفصائل مسلحة ومستقلين، اجتماعا مهما لتوحيد الصفوف تمهيدا لتشكيل وفد يمثلها في الجولة السابعة من جنيف التي ستنطلق في 28 من الشهر الجاري، والذي يأمل كثيرون في أن تحقق خرقا في جدار الأزمة السورية.

 

ويعلق السوريون آمالا كثيرة في أن ينجح أقطاب المعارضة في التوصل هذه المرة إلى توافق، بعد أن ثبت بالكاشف أن استمرار تشتتهم أضعف موقفهم في الجولات السابقة.

 

بوتين عرّف بشّار بالجنرالات الذين أنقذوا سوريا

هل هو الوداع ونهاية مهمة القوات الروسية والإرهاب سواء بسواء؟

نصر المجالي

نصر المجالي: خلال الزيارة المفاجئة، فاجأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضيفه السوري برعاية لقاء جمعه مع قيادة وزارة الدفاع والأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، قائلاً: ” أريد أن أعرفكم بالأشخاص الذين لعبوا دورًا حاسمًا في إنقاذ سوريا”.

 

ورأى مراقبون أن تعريف بوتين للأسد بالجنرالات الروس، وما صدر عنهما من كلمات يشيران إلى نهاية “الإرهاب” في سوريا وسواء بسواء انتهاء دور القوات الروسية هناك.

 

وقال بوتين متحدثًا لوزير الدفاع سيرغي شويغو وكبار الجنرالات، الذين حضروا اللقاء: بطبيعة الحال، السيد الأسد يعرف العديد منكم شخصياً. لقد قال لي اليوم خلال محادثاتنا إنه بفضل الجيش الروسي، أنقذت سوريا كدولة. وقد تم القيام بالكثير لتحقيق الاستقرار فيها . آمل أن نضع في المستقبل القريب نقطة النهاية في مكافحة الإرهاب في سوريا، على الرغم من أنه من الواضح أن بعض الجيوب ما زالت قائمة، وأخرى قد تنشأ.

 

مشاكل إرهابية

 

ونقلت (نوفوستي) عن الرئيس الروسي قوله: لذلك لا يزال هناك ما يكفي من المشاكل مع الإرهاب في العالم، وفي الشرق الأوسط، وفي سوريا على وجه الخصوص. ولكن المهمة الرئيسية على وشك الانتهاء بالفعل، وسيكون من الممكن القول في المستقبل القريب جدًا أننا قد نفذنا المهمة بالفعل.

 

وأوضح بوتين لوزير الدفاع وكبار العسكريين مضمون المحادثات التي أجراها مع الأسد قائلا : لقد أجرينا اليوم محادثات مفصلة جدا مع رئيس الجمهورية السورية بشأن جميع الجوانب المتعلقة بتطبيع الأوضاع، بما في ذلك الخطوات التالية على المسار السياسي. تعلمون أنه سيعقد لدينا هنا في سوتشي اجتماع ثلاثي (بين الرئيس الروسي والرئيسين التركي والإيراني).

 

ونبّه: ولكنني أود أن أقول إنه من دون جهود القوات المسلحة، وجهودكم، وجهود مرؤوسيكم، وكذلك بطولاتكم، لن يكون من دونها شيء ولن تتاح الفرص للنهوض بالعملية السياسية. وقد بذلت هذه الجهود بفضل القوات المسلحة للاتحاد الروسي مع أصدقائنا السوريين في ساحة المعركة. شكرا جزيلاً لكم!.

 

الأسد يشكر

 

وبعد ذلك توجه الرئيس السوري إلى القادة العسكريين الروس قائلا : تحدثت للتو مع السيد الرئيس فلاديمير بوتين. لقد نقلت إليه تحيات الشعب السوري إلى الشعب الروسي كله، وشكره للجهود التي بذلتها روسيا لإنقاذ بلدنا.

 

وأود أن أشير بوجه خاص إلى الدور الذي قامت به القوات المسلحة للاتحاد الروسي والتضحيات التي قدمتها لتحقيق هذا الهدف. أنا سعيد جدا بالتعرف على كل واحد منكم هنا اليوم معنا، وعلى أولئك الذين شاركوا مباشرة وأمروا وأداروا عمليات القوات المسلحة الروسية في سوريا.

 

وأضاف الأسد قائلا: قبل عامين، عندما التقيت الرئيس بوتين في موسكو، كان القتال قد بدأ للتو. خلال هذين العامين، كانت النجاحات التي تحققت بفضل مساعدة القوات الجوية والفضائية التابعة للاتحاد الروسي والجيش السوري واضحة. والآن لا يمكن لأحد أن ينكر هذه النجاحات في مكافحة الإرهاب. وبفضل أفعالكم وتضحياتكم، فضلاً عن أعمال الجيش السوري وحلفائنا، تمكن العديد من السوريين من العودة إلى ديارهم.

 

وختم الأسد حديثه لكبار الجنرالات الروس قائلاً: الآن، بالنيابة عن الشعب السوري بأسره، أعرب لكم اليوم عن امتناني لما فعلتموه. لن ننسى هذا. وأود أيضًا أن أشكر شخصيا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووزير الدفاع السيد شويغو، ورئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية السيد غيراسيموف على المشاركة المباشرة في هذه العملية.

 

لقاء بوتين – الأسد… الحرب في سوريا تضع أوزارها !

سامي عمارة

لا مناص من تسوية سياسية بعد انتهاء أسطورة “داعش”

يقول المراقبون في موسكو إنّ الزيارة التي أداها بشار الأسد إلى روسيا والتقى خلالها الرئيس بوتين، تعني أنّ الطريق بات سالكا، بعد انهيار تنظيم “داعش” وهزيمة المعارضة عسكريا، نحو تسوية سياسية شاملة تشارك في بلورتها دول اقليمية انخرطت في النزاع الدامي.

 

سامي عمارة من موسكو: استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره السوري بشار الاسد الذي كان وصل الى سوتشي في زيارة عمل مفاجئة لم تعلن عنها موسكو الا بعد انتهائها وعودته الى بلاده.

 

تأتي الزيارة في اطار ما سبق واعلن عن قرب انتهاء الحرب في سوريا، وما كشف عنه وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو حول سحب بعض وحدات القوات الروسية التي شاركت في العملية العسكرية هناك.

 

وسبق للرئيس السوري بشار الأسد أن زار موسكو في اكتوبر 2015 مواكبة لبدء العملية العسكرية الروسية في سوريا ضد “معاقل الارهاب وتنظيماته هناك” في توقيت قالت موسكو ان دمشق كانت فيه على مشارف السقوط.

 

جاءت الزيارة الاخيرة لسوتشي على ضفاف البحر الاسود لتكون ما هو أقرب الى الاعلان عن بداية النهاية لهذه العملية العسكرية التي طالت لما يزيد عن العامين بقليل، وبعد ان عادت القوات الحكومية وحسب اعلان الرئيس بوتين اليوم، لتفرض سيطرتها على ما يزيد عن 98 في المائة من الاراضي السورية.

 

ولعل ما صدر عن الكرملين من تصريحات حرص على اذاعتها مقترنة بمشاهد تليفزيونية طويلة من اللقاء، أعقبتها أخرى للقاء لاحق، قام بوتين خلاله بتعريف الاسد بعدد من أبرز قيادات القوات المسلحة الروسية التي شاركت في ادارة الحملة العسكرية في سوريا، تشير جميعها إلى أنّ بوتين أراد توجيه رسالة الى زعماء بلدان المنطقة والعالم والتى خص منها الولايات المتحدة والعربية السعودية ومصر والاردن والعراق وقطر التي قال انه سوف يتصل هاتفيا بأميرها مساء أمس ومع الرئيس الاميركي دونالد ترمب اليوم، معربا عن أمله في بذل هذه البلدان المزيد من الجهود لرأب صدع الفرقاء السوريين والمضي قُدما نحو تنفيذ التسوية السياسية تحت رعاية الامم المتحدة.

 

في هذا الاطار كان اعلان بوتين عن تقديره لما بُذل ويُبذل من جهود من اجل التحول الى عملية التسوية السياسية في سوريا، مشيرا الى أهمية اجتماع ممثلي المعارضة السورية في الرياض، قبيل إجتماعات جنيف في نهاية الشهر الجاري، ومؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي في مطلع ديسمبر المقبل.

 

وإذ أشار بوتين الى القمة المرتقبة التي سوف يعقدها غدا الأربعاء في سوتشي مع رئيسي تركيا وايران، فإنه قال إنّ ما تحقق في الاستانة ساهم بالدرجة الاولى في اقامة مناطق خفض التصعيد في سوريا وتقليص مساحات الخلاف بين الكثير من فصائل المعارضة، رغم اعلان عدد من قيادات الائتلاف الوطني – منصة الرياض، عن رفضهم المشاركة في اجتماعات الرياض وهو ما علقت عليه مصادر روسية بقولها “ان الائتلاف الوطني لم يثبت يوما على موقف موحد وهو الذي تغيرت قياداته اكثر من مرة ما يشير الى حالة الانقسام التي طالما اتسمت بها تحركاته وسياساته”.

 

ومضى سيرجى لافروف وزير الخارجية الروسية الى ما هو أبعد بقوله: “إن خروج الشخصيات المتطرفة من المعارضة السورية سيساعد على توحيدها”.

 

وأشار الوزير الروسي الى “أن رياض حجاب جر فريقا من المعارضة إلى الاتجاه الخاطئ، وحاولوا أن يستخدموا أسلوب الإنذار مشترطين خروج الرئيس بشار الأسد، وهو ما يتعارض مع قرارات مجلس الأمن، التي تؤكد أن السوريين هم من يقررون مصير بلدهم”.

 

تتالت عدة تعليقات حول لقاء سوتشي الذي جمع بين بوتين والأسد، وقالت مصادر دبلوماسية روسية إنّ اللقاء مع الاسد كان مقدمة مناسبة لما سوف يجريه بوتين من اتصالات ولقاءات يوجز من خلالها رؤيته للمشهد الراهن ولمسيرة التسوية السلمية، وموقفه من تنفيذ الاطراف المعنية لكل ما سبق وتوصلت اليه الجهود الدولية من نتائج وفي مقدمتها بيان جنيف والقرار 2254 الصادر عن مجلس الامن وبقية القرارات ذات الصلة الصادرة عن مشاورات جنيف والاستانة وموسكو.

 

ويتساءل الكثيرون عن مدى احتمالات التطرق الى مصير الاسد وموقعه على خريطة الجهود الرامية الى تنفيذ ما توصلت اليه الاطراف المعنية، في حين اكتفي بوتين بالقول إنه “بات من المهم الآن التوصل إلى تسوية سياسية في سوريا، وأن الأسد مستعد للعمل مع كل من يريد السلام، والاستقرار”، فيما أعادت المصادر الروسية إلى الاذهان ما سبق وقاله الرئيس بوتين غير مرة حول أن هذه المسألة تظل خارج دوائر اتصالاته على اعتبار انها من صميم حقوق الشعب السوري، وانها أمر يتعلق بالسيادة، بما يعني ضرورة التركيز على مفردات الاصلاحات الدستورية والانتخابات الرئاسية والبرلمانية وخطوات المرحلة الانتقالية بموجب قرارات الشرعية الدولية.

 

هناك من يفكر فيما هو أبعد مدًى، ويتعلق الأمر بما قاله الرئيس بوتين حول ان انتهاء العملية العسكرية الروسية وسحق التنظيمات الارهابية في سوريا لا يعنى الاستقرار الكامل في المنطقة.

 

وكان بوتين اشار في هذا الصدد ايضا الى انه “من الواضح أن بعض الجيوب ما زالت قائمة، وأخرى قد تنشأ، وان هناك ما يكفي من المشاكل مع الإرهاب في العالم، وفي الشرق الأوسط، وفي سوريا على وجه الخصوص”، لكنه اكد في ذات السياق على “ان المهمة الرئيسية على وشك الانتهاء بالفعل، وسيكون من الممكن القول في المستقبل القريب جدا أننا قد نفذنا المهمة تماما”، معربا عن أمله ” في الوصول الى نقطة النهاية في مكافحة الإرهاب في سوريا”.

 

ومن هذا المنظور، حذرت مصادر رسمية روسية من احتمالات تسلل العناصر الارهابية الى المناطق المجاورة ومنها مصر وليبيا، بما يعيد الى الاذهان ما سبق وشهدته المنطقة من عمليات ارهابية وتخريب بعد انتهاء الحرب في افغانستان في نهاية ثمانينيات القرن الماضي.

 

المعارضة السورية تناقش رؤيتها السياسية ووفد «جنيف»

تداول اسم الشرع لترؤس مؤتمر سوتشي

لندن: إبراهيم حميدي

بحث ممثلو المعارضة السورية في اجتماع اللجنة التحضيرية في الرياض أمس، مقترحاتهم لمسودة البيان الختامي للمؤتمر الموسع للمعارضة المقرر غداً، بمشاركة أكثر من 140 شخصية من ممثلي القوى السياسية والفصائل والمستقلين، في وقت طرح اسم نائب الرئيس السوري فاروق الشرع لترؤس «مؤتمر الحوار الوطني السوري» في سوتشي بداية الشهر المقبل.

 

وناقش ممثلو «الائتلاف الوطني السوري» و«هيئة التنسيق» ومجموعتي القاهرة وموسكو والمستقلين، أمس، مسودة البيان الختامي لإنجاح المؤتمر الموسع المقرر ختامه الجمعة، إضافة إلى تركيبة الوفد المفاوض في مفاوضات جنيف في 28 الشهر الحالي، تلبية لدعوة المبعوث الدولي سيتفان دي ميستورا. وأعلن المنسق العام لـ«الهيئة العليا للمفاوضات» رياض حجاب أمس استقالته.

 

وبدأت موسكو إعداد قوائم من نحو ألف شخص للمشاركة في مؤتمر سوتشي للخروج بأمرين: الأول، تشكيل لجنة للإصلاحات الدستورية، والثاني، إعلان قيادة أو مجلس لـ«مؤتمر الحوار».

 

وبحسب المعلومات، فإن شخصيات معارضة طلبت من وزارتي الدفاع والخارجية الروسيتين دعوة الشرع لترؤس المؤتمر.

 

وبدا الروس «متحمسين» للاقتراح على أن يبحثوا فيه على مستوى القيادة واحتمال طرحه مع دمشق. وتتمسك موسكو بالحصول على دعم للمؤتمر، لكن دولاً أخرى قلقة من أن يكون بديلاً من «جنيف»، خصوصاً إذا تضمن إطلاق الإصلاح الدستوري، في وقت أعلن دي ميستورا أن الجولة المقبلة ستتناول «الدستور والانتخابات».

 

وهناك اقتراح بأن تعقد مفاوضات جنيف في 28 من الشهر الحالي مباشرة بين النظام والمعارضة لإطلاق الإصلاح الدستوري، على أن يعقد مؤتمر سوتشي بين 2 و4 الشهر المقبل، ثم استئناف «جنيف» في 8 من الشهر نفسه.

 

وتراقب واشنطن العملية، مع أولوية لمفاوضات جنيف، وقررت إيفاد مساعد وزير الخارجية ديفيد ساترفيلد، في وقت أصرت أنقرة خلال الاجتماع الوزاري والعسكري الثلاثي «الروسي – التركي – الإيراني» في أنطاليا، أول من أمس، على عدم دعوة «الاتحاد الديمقراطي الكردي»، وضرورة حصول ذلك في القمة الثلاثية غداً.

 

الشرع مطروح لترؤس حوار سوتشي… والأولوية لـ «الإصلاح الدستوري»/ إبراهيم حميدي

مقترحات لـ«التكامل» بين «الحوار السوري» ومفاوضات جنيف

يدرس الكرملين اقتراحاً قدمه معارضون سوريون بدعوة نائب الرئيس السابق فاروق الشرع لترؤس «مؤتمر الحوار الوطني السوري» في سوتشي بداية الشهر المقبل، في وقت تجرى اتصالات لتحقيق «تكامل» بين الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف بدءاً من 28 الشهر الجاري ومؤتمر سوتشي في الثاني من ديسمبر (كانون الأول) المقبل خصوصاً ما يتعلق بمنصة إطلاق الإصلاح الدستوري تمهيداً للانتخابات المقبلة.

وبدأت موسكو إعداد قوائم من نحو ألف شخص يمثلون كتلا سياسية معارضة وفصائل مقاتلة وقعت اتفاقات «خفض التصعيد» وممثلي مجالس محلية وأطرافا في «المصالحات» إضافة إلى ممثلي المؤسسات الرسمية من مجلس الشعب (البرلمان) والأحزاب المرخصة للمشاركة في مؤتمر سوتشي في الثاني من الشهر المقبل. ومن المقرر نقل هؤلاء من قاعدة حميميم إلى سوتشي، في وقت وعدت وزارة الدفاع الروسية بتوفير ثلاث طائرات خاصة لنقل المدعوين من إسطنبول والقاهرة وجنيف بموجب تفاهمات يُتوقع أن تحصل بعد اتصالات دولية وإقليمية بينها قمة الرؤساء الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان والإيراني حسن روحاني في سوتشي غداً.

والهدف من مؤتمر سوتشي، بحسب موسكو، أن يخرج المؤتمرون بأمرين ملموسين: الأول، تشكيل لجنة للإصلاحات الدستورية سواء كان ذلك لتعديل الدستور الحالي للعام 2012 أو صوغ دستور جديد. الثاني، إعلان قيادة أو مجلس لـ«مؤتمر الحوار الوطني».

وبحسب المعلومات، فإن شخصيات معارضة طلبت من مسؤولين في وزارتي الدفاع والخارجية الروسيتين دعوة نائب الرئيس السوري السابق فاروق الشرع لـ«ترؤس مؤتمر سوتشي باعتباره شخصية وطنية مقبولة من شريحة واسعة من المعارضين والعاملين في الدولة». وبدا المسؤولون الروس «متحمسين لهذا الاقتراح على أن يبحثوا فيه على مستوى القيادة في موسكو واحتمال طرحه مع دمشق تحت بند الحلول الوسط والإصلاح الدستوري والسياسي ضمن الحفاظ على مؤسسات الدولة»، بحسب قيادي معارض.

ولم يجدد الرئيس بشار الأسد للشرع نائباً للرئيس لدى إعادته تكليف نجاح العطار نائبا للرئيس للشؤون الثقافية. كما أن الشرع خسر جميع مناصبه السياسية والحزبية بما في ذلك عضوية القيادة القطرية أو المركزية لـ«البعث» الحاكم وترؤس اللجنة السياسية التي تجتمع أسبوعياً للبحث في قضايا سياسية وأمنية.

وكان الشرع ترأس مؤتمر الحوار الوطني في منتجع صحارى قرب دمشق وأسفر عن جملة من التوصيات والقرارات بحثاً عن حل الأزمة السورية بأساليب سياسية. كما تداول مسؤولون عرب وغربيون اسم الشرع، الذي لا يزال في دمشق، رئيسا لـ«الهيئة الانتقالية بعد نقل قسم من صلاحيات رئيس الجمهورية»، بموجب اقتراحات سابقة.

ولم يعد المطروح حالياً تشكيل «هيئة انتقالية»، بل إن تفاهم الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين يتحدث في جانبه السياسي عن «إصلاحات دستورية». ونص التفاهم المعلن في فيتنام في 11 الشهر الجاري أن الرئيسين ترمب وبوتين «أخذا علماً بالتزام الرئيس الأسد عملية جنيف والإصلاح الدستوري والانتخابات على النحو المطلوب بموجب قرار مجلس الأمن 2254». وتابع أن الرئيسين «يعتبران أن هذه الخطوات يجب أن تشمل التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن 2254. بما في ذلك الإصلاح الدستوري والانتخابات الحرة والنزيهة تحت إشراف الأمم المتحدة، وفقاً لأعلى معايير الشفافية الدولية، بمشاركة جميع السوريين، بمن فيهم أعضاء الشتات، المؤهلون للمشاركة».

وفسرت واشنطن التفاهم بأنه يتضمن «صوغ دستور جديد» والإعداد لـ«انتخابات برلمانية ورئاسية»، في حين وجدت موسكو أن الخيار بين تعديل الدستور الحالي أو صوغ دستور جديد منوط بنتائج الحوار السوري. وتتمسك دمشق بأن يكون الإصلاح الدستوري ضمن آلية مجلس الشعب (البرلمان) الحالي وترفض تقديم موعد الانتخابات الرئاسية المقررة في 2021.

وبحسب المعلومات، فإن «الإصلاح الدستوري» سيكون بندا مهيمناً في المشاورات المقبلة. وتتمسك موسكو بالحصول على دعم الأمم المتحدة وأميركا ودول إقليمية لمؤتمر سوتشي، لكن الدول الأخرى قلقة من أن يكون «مسار سوتشي» بديلاً من مفاوضات جنيف خصوصاً إذا تضمن إطلاق عملية الإصلاح الدستوري، في وقت أعلن المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا أن الجولة المقبلة ستتناول ملفي «الدستور والانتخابات».

وهنا جرى تداول اقتراح، بأن تبدأ مفاوضات جنيف في 28 الشهر الجاري وتتضمن مفاوضات مباشرة بين وفدي الحكومة من جهة والمعارضة المنبثقة من المؤتمر الموسع في الرياض من جهة ثانية لإطلاق الإصلاح الدستوري على أن يعقد مؤتمر سوتشي بين 2 و4 الشهر المقبل، ثم يتم استئناف مفاوضات جنيف في 8 من نفس الشهر لإجراء مفاوضات معمقة إزاء الدستور والانتخابات.

واشنطن، من جهتها، تراقب هذه العملية، لكن الأولوية هي مفاوضات جنيف وقررت إيفاد مساعد وزير الخارجية ديفيد ساترفيلد إلى جنيف لإجراء مشاورات مع نظيره الروسي غينادي غاتيلوف توفر مظلة بين القوتين الكبريين لأول تفاهم رئاسي أميركي – روسي حول مبادئ الحل السوري وفق بيان ترمب – بوتين الأخير.

أما باريس، فهي لا تزال تعول على أن يوفر هذا الحراك مجالا لعودة تداول اقتراحها بتشكيل «مجموعة اتصال» دولية – إقليمية لسوريا بعد برودة روسية واعتراض أميركي – إقليمي على الدور الإيراني، في وقت تضع أنقرة أولوية لموضوع دور أكراد سوريا وخصوصاً «الاتحاد الوطني الديمقراطي» الكردي في مستقبل العملية السياسية. إذ أصر المسؤولون الأتراك خلال الاجتماع الوزاري والعسكري الثلاثي الروسي – التركي – الإيراني في أنطاليا أول من أمس على عدم دعوة «الاتحاد الكردي» والقلق من إصرار واشنطن على دور للأكراد في مستقبل سوريا.

كما تتمسك أنقرة ببدء عملية عسكرية لعزل إقليم عفرين الكردي شمال حلب عن البحر المتوسط ومنع ربط هذا الإقليم بإقليمي الجزيرة والفرات شرق نهر الفرات. وبدا أن هناك تفاهماً بأن يوسع الجيش التركي نشر مراقبيه في إدلب ومحاربة المتطرفين، مقابل ضوء أخضر روسي لـ«ضبط دور» أكراد شمال سوريا بعدما كانت موسكو منزعجة من نشر الجيش التركي ثلاث نقاط مراقبة قرب عفرين وتأجيل نشر عشر نقاط في إدلب.

وتتمسك أنقرة أيضا بضم بند يتعلق بـ«وحدة سوريا» إلى البيان الختامي الذي سيصدر في القمة الثلاثية في سوتشي لدعم «مؤتمر الحوار السوري» في المدينة ذاتها بعد أسبوع، مقابل موافقتها على دعم ثلاثي لـ«مؤتمر الحوار الوطني السوري» في سوتشي، الأمر الذي سيزيد من شرعية «مسار سوتشي» على حساب مفاوضات جنيف وإن كانت موسكو لا تزال تقول رسميا إنها «متمسكة بمفاوضات جنيف» والقرار 2254.

الشرق الأوسط

 

هل دعمت السعودية حقاً إسقاط الأسد أم خدعت السوريين؟

 

لندن – الخليج أونلاين (خاص)

 

لطالما وقفت الأنظمة الملكية في وجه حركات التحرّر الشعبية خشية من أن تصل عدواها إلى شعبها، والملكيات العربية ليست استثناء.

 

فالكاتب السعودي جمال خاشقجي، عبّر قبل أيام عن خيبة أمله من عداء السعودية لثورات الربيع العربي، مؤكداً أنه كان يتمنّى “أن تحتضن السعودية الربيع العربي، وتتعامل معه كظاهرة حقيقية وليس كمؤامرة”، إذ اعتبر أن “مواجهة ذلك التحوّل هو سبب الفوضى التي تشهدها المنطقة حالياً”.

 

اللافت أن المملكة العربية السعودية، على الرغم من عدائها الواضح للثورة المصرية ودعمها الانقلاب العسكري الذي قاده الجنرال عبد الفتاح السيسي، ليس على نظام محمد مرسي فقط، بل على النظام الديمقراطي المصري الوليد برمته، كان لها موقف مغاير في سوريا.

 

فقد دشن العاهل السعودي الراحل، عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، في عام 2011، القطيعة مع نظام بشار الأسد؛ لقمعه المظاهرات المناهضة له، وأغلق السفارة السعودية في دمشق، وكذلك طرد السفير السوري.

 

وفي العام 2012، قامت المملكة العربية السعودية بدعم الجيش السوري الحر وفصائله، حيث أكدت صحيفة “فايننشال تايمز”، في مايو 2013، أن المملكة العربية السعودية أصبحت أكبر مزوّد أسلحة للمعارضة السورية.

 

كما تعاونت مع الولايات المتحدة على إطلاق برنامج “تيمبر سيكامور”، وهو برنامج سري بين الاستخبارات العامة السعودية ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية لتسليح المعارضة السورية وتدريبهم.

 

ويقول مسؤولون في الإدارة الأمريكية إن الاستخبارات العامة السعودية أمّنت السلاح والمال، وفي المقابل قامت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بتأمين تدريب المسلحين السوريين على استخدام الأسلحة الخفيفة والصواريخ المضادة للدروع.

 

– بسبب إيران لا لأجل الثورة

 

لكن ورغم هذه المعطيات، فإن هناك من يجادل أن الدور السعودي كان سلبياً على الثورة السورية، وأنه شهد بداية انتكاسة سياسية تلتها عسكرية، وأن منبع العداء للنظام السوري يكمن في قربه من إيران وليس تعاطفاً مع الشعب السوري الثائر.

 

إذ يقول الصحفي السعودي، أحمد عدنان، في سلسلة تغريدات له عن العلاقات السعودية – السورية، في أغسطس الماضي، إنه في الأيام الأولى للثورة قدمت المملكة دعماً عاجلاً لبشار يقدّر بـ 150 مليون دولار.

 

كما ذكر المعارض السوري، سلامة الكيالي، في مقابلة له مع موقع “مدى مصر”، في العام 2016، أنه “في أغسطس من العام 2011، وضعت الرياض 4 مليارات دولار بالبنك المركزي السوري لمساعدته على وأد الثورة، وترى أنها خطر سوف ينتقل إليها”.

 

وما يعزز هذا الجدال حديث الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، في يونيو الماضي، بكلمة له في طهران، أن الجانب الروسي توسّط من أجل أن تتم المفاوضات بين السعوديين والنظام السوري، وهو ما تمّ.

 

ويتحدث سليماني عن تفاصيل اللقاء قائلاً: “السيد محمد بن سلمان هذا عندما حضر في الجلسة، وكأنه ليس هناك أي شيء، فسأل عن أحوال السيد بشار الأسد، كيف حاله؟ كيف أحوال عائلته؟”.

 

ونقل سليماني عن ممثل النظام السوري، وهو رئيس مكتب الأمن القومي، علي مملوك، قوله: “رأيت أن الأجواء إيجابية للغاية فقلت تعالوا لكي نتّحد معاً ونحارب داعش الذي يشكّل خطراً مشتركاً عليناً جميعاً، فردّ محمد بن سلمان بالقول إن هذه المسألة ليست موضوعاً هاماً، نحن نستطيع القضاء على داعش وجبهة النصرة في يوم واحد لا تقلقوا! لديكم مشكلة واحدة؛ مشكلتكم هي العلاقة بالجمهورية الإسلامية الإيرانية، بمجرد قطعكم لهذه العلاقة واتخاذكم موقفاً معادياً لهم سينتهي كل هذا”.

https://youtu.be/6IDy0fKRRvA

– أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض

 

ويرى خبراء أنه مع تطوّر الأحداث في سوريا واشتداد عود الثورة السورية، باتت الرياض أمام معضلة حقيقية تجاه ما يجري، فهي من جهة تعادي الربيع العربي، كما في الحالة المصرية، لكن من جهة أخرى ترى في الثورة السورية فرصة للتخلّص من الأسد أو معاقبته على أقل تقدير؛ لتقرّبه من طهران، كما كان التواجد الإيراني العسكري مصدر قلق واضح على مصالح السعودية داخل سوريا.

 

ويرى مراقبون أن السعودية بسياساتها في سوريا قد تعاونت مع نظام الأسد في مهمته التي سعى إليها منذ بداية الثورة، المتمثلة في تحويلها أمام أعين العالم إلى ثورة “طائفية وإرهابية”، حيث أدت دوراً في دعم الفصائل “المتطرّفة السلفية” بعيداً عن مؤسسات المعارضة الثورية السياسية والعسكرية والمتجانسة حينها، ما شكّل حالة فصام في الثورة وتحويلها من ثورة منظّمة إلى حراك فوضوي يغلب عليه “التطرّف”.

 

وفي هذا الصدد يكشف المعارض السوري، ميشيل كيلو، في تسجيل صوتي له على “يوتيوب”، يعود إلى سبتمبر 2016، أن “الأمير بندر بن سلطان آل سعود، الذي كان مسؤولاً عن الملف السوري عام 2012، كشف عن اجتماعات تمت مع الحكومة السورية قبل الثورة من أجل محاربة جماعة المجتمع المدني في سوريا”، موضحاً أن “وزير الخارجية الأمريكي السابق، جون كيري، اتهم بن سلطان بتبديد الجهود الأمريكية لإسقاط النظام السوري”.

ويرى كيلو أن “السعوديين وإسرائيل يكرهون الديمقراطية”، مشيراً إلى أنهم “منذ اليوم الأول للثورة لا يريدون بلداً محكوماً ديمقراطياً أو إسلامياً، بل يريدون بلد فوضى، وما زالوا حتى اليوم يديرون هذه الفوضى”، موضحاً أن “الفوضى ستنتهي بتدميرهم حجراً حجراً”.

 

وتابع بأن “السعودية ليس لها حيل أو خطة أو قيادة، رغم أننا قلنا لهم بأن كل سوري يسقط هو بالنيابة عن خمسة سعوديين يسقطون بالحرب القادمة مع إيران، التي لا تُخفي أنها تريد التوجه إلى مكة”، لكن- وفق رأيه- فإن “السعوديين لم يقدّروا أن سقوط سوريا هو سقوطهم”.

 

واليوم يُجمع الخبراء المتابعون لتطوّر الأحداث في سوريا على أن السعودية خسرت كل نقطة تأثير هناك، بعد التغوّل الإيراني والروسي على حسابها فيها، فهل ينطبق على السياسة السعودية السالفة الذكر في سوريا مقولة: “أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض؟”.

 

ولعل الحدث الأبرز الذي يحمل العديد من الدلالات هو إعلان رياض حجاب، رئيس الهيئة العليا للمفاوضات السورية، وكبير المفاوضين، محمد صبرا، والمعارضة سهير الأتاسي، استقالتهم من مناصبهم في الهيئة، قُبيل مؤتمر الرياض للمعارضة السورية، المزمع عقده في الـ 22 من الشهر الجاري، في حين أُعلن عن استقالة سبعة آخرين.

 

وقال حجاب في خطاب استقالته المقتضب، إنه يجد نفسه مضطراً إلى الاستقالة من منصبه “بعد عامين من العمل الدؤوب للمحافظة على ثوابت الثورة السورية”.

 

وجاء في البيان أيضاً: “منذ تولّي أعباء مهمة المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات، في ديسمبر 2015؛ أخذنا على عاتقنا مسؤولية تمثيل القضية العادلة للشعب السوري، ملتزمين بمبادئ الثورة التي نصّت على المحافظة على وحدة الأراضي السورية”.

 

وتستضيف العاصمة السعودية الرياض اجتماعاً موسّعاً للمعارضة السورية، بين الـ 22 والـ 24 من نوفمبر الجاري، بحسب ما أعلنته وكالة الأنباء السعودية الرسمية، الأسبوع الماضي.

 

وحجاب هو رئيس الوزراء السوري السابق، انشقّ عن النظام قبل سنوات، وذلك بعد بدء الأزمة في البلاد، عام 2011، وشغل قبل انشقاقه مناصب عديدة، منها وزير الزراعة.

 

يُذكر أنه في أغسطس الماضي، نقلت وسائل إعلام عن مصدر بالمعارضة السورية أن وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، أبلغ حجاب بأن على المعارضة القبول ببقاء بشار الأسد، والخروج برؤية جديدة، “وإلا فستبحث الدول عن حلٍّ لسوريا دون المعارضة”.

 

وتابع المصدر، نقلاً عن الجبير، أنه لم يعد ممكناً خروج الأسد في بداية المرحلة الانتقالية، “وأننا يجب أن نبحث مدة بقائه في المرحلة الانتقالية وصلاحياته في تلك المرحلة”، مؤكداً حينها أن مؤتمر الرياض -الذي سيعقد بعد يومين- سيعلن نهاية دور حجاب، الذي تولى منصبه في العام 2015، علماً أن الخارجية السعودية نفت لاحقاً صحة هذه الأنباء.

 

وترى مصادر سياسية متطابقة في المعارضة السورية، تابعها “الخليج أونلاين”، أن مؤتمر الرياض لن يكون فيه أي دور مؤثر للسوريين، وسيكون بوابة عبور لنقل الملف السوري بشكل كامل إلى روسيا، التي تتجهز لمؤتمر سوتشي، لقلب توازنات المعارضة السورية، بحيث تصبح الكتلة الكبرى للمعارضة الظاهرة دولياً هي الكتلة التي لم تعد ترى برحيل الأسد شرطاً أساسياً في سوريا، خاصة مع وجود منصتي القاهرة وموسكو، المحسوبتين على النظام السوري.

 

الأتاسي لـ”الخليج أونلاين”: طُلب منا القبول بالأسد وإلا فلا مكان لنا

إسطنبول – الخليج أونلاين

قالت سهير الأتاسي، العضوة المستقيلة من الهيئة العليا للمفاوضات السورية، إن هناك توجهاً دولياً لإرغام المعارضة على القبول ببقاء بشار الأسد في السلطة، مؤكدة أن استقالات أعضاء من هيئة المفاوضات الأخيرة جاءت للتعبير عن رفض أصحابها هذا الواقع.

 

وكان رياض حجاب، رئيس الهيئة العليا للمفاوضات السورية، وكبير المفاوضين، ومحمد صبرا والمعارضة سهير الأتاسي، أعلنوا، الاثنين، استقالتهم من مناصبهم بالهيئة، قُبيل مؤتمر الرياض للمعارضة السورية، المزمع عقده الأربعاء، في حين أعلن ثمانية أعضاء بالهيئة الاستقالة أيضاً.

 

يأتي ذلك في وقت نقلت فيه وكالة “رويترز” عن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، قوله: إن “استقالة شخصيات متشددة بالمعارضة السورية ستساعد في توحيد المعارضة”، على حد تعبيره.

 

وأكدت الأتاسي، في تصريح خاص لـ”الخليج أونلاين”، الثلاثاء، أن المجتمع الدولي يضغط على المعارضة للقبول ببقاء الأسد بحجّة الواقعية السياسية وسيطرة الروس على الملف السوري، مضيفة: “الخلاف بين الدول حالياً أصبح حول فترة بقاء الأسد وإمكانية ترشحه للرئاسة مجدداً، وصلاحياته إن بقي رئيساً، وليس رحيله”.

 

وأوضحت الأتاسي، من الرياض، أن الاستقالات الأخيرة جاءت بعد إفشال السوريين في تنظيم وإدارة مؤتمر خاص بهم، “بعدما باتت منصة موسكو مفروضة على مؤتمر الرياض، الذي كانت فكرته الأساسية تقوم على أن يكون مؤتمراً سورياً خالصاً”.

 

ومن المقرر أن تنطلق في الرياض، الأربعاء، فعاليات مؤتمر المعارضة السورية، وذلك بالتزامن مع مباحثات ستنطلق في منتجع سوتشي الروسي، برعاية روسية، لبحث عملية الانتقال السياسي في البلاد، بعد انتهاء الحرب الدائرة منذ سبع سنوات.

 

وفي هذا الصدد، قالت الأتاسي: “فكرة مؤتمر الرياض خرجت من داخل الهيئة العليا للمفاوضات، وتبنتها السعودية ودعمتها، لكن للأسف تم إقحام منصة موسكو بالمؤتمر، ولم تعد الهيئة ولا المملكة قادرتين على عقد مؤتمر سوري خالص؛ بسبب الضغوط الدولية النابعة ممَّا يصفونه بواقعية بقاء الأسد والدور الروسي”.

 

وتابعت: “المشاركون في المؤتمر لا يملكون قوائم بأسماء الحضور حتى اللحظة. بعدما باتت هذه الأسماء تخضع لتوازنات دولية”. وأضافت: “المستقيلون من الهيئة أرادوا إيصال رسالة للعالم بأنهم لن يفرطوا في حقوق السوريين، ولن يقبلوا بوجود مجرم حرب على رأس السلطة تحت مزاعم الأمر الواقع”.

 

وحمّلت عضوة هيئة المفاوضات المستقيلة الجانب الروسي مسؤولية كل ما حدث ويحدث في المللف السوري، لافتة إلى أن “بعض المتخاذلين من السوريين ومن الدول التي انصاعت للأمر الواقع، يتحملون جزءاً ممَّا يحدث”.

 

لكن الأتاسي أكدت أن الاحتفاء الشعبي الكبير بالاستقالات الأخيرة يعكس حجم التأييد للهيئة العليا للمفاوضات ولمواقفها، كما أنه يعكس الرفض الكبير لبقاء الأسد تحت أي حجج، ويؤكد أن انتصاراته العسكرية التي حققها بمساعدة الروس والإيرانيين لا تعني انتصاره على الثورة إطلاقاً؛ فالثورة السورية حيّة لن تموت، بحسب قولها.

 

في غضون ذلك قال الكرملين الروسي، الاثنين، إن بشار الأسد وصل منتجع سوتشي الروسي في زيارة مفاجئة بحث خلالها مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مسألة الانتقال السياسي بعد انتهاء الحرب.

 

استقالات المعارضة السورية.. هل بدأت السعودية التدخل لإبقاء الأسد؟

يوسف حسني – الخليج أونلاين

قبل يومين من انطلاق مؤتمر الرياض لبحث الأزمة السورية، أعلن عدد من أقطاب المعارضة استقالاتهم وسط أنباء عن عزم آخرين المضي في الاتجاه نفسه، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول دوافع هذه الاستقالات ودلالاتها، وإن كانت السعودية أدت دوراً فيها؛ على غرار ما حدث مع رئيس وزراء لبنان المستقيل، سعد الحريري، قبل أسبوعين، وهو ما تنفيه قيادات المعارضة.

 

والاثنين (20 نوفمبر 2017)، أعلن رياض حجاب، رئيس الهيئة العليا للمفاوضات السورية، وكبير المفاوضين، محمد صبرا، والمعارضة سهير الأتاسي، استقالاتهم من مناصبهم بالهيئة. وذكرت وسائل إعلام أن ثمانية أعضاء قد استقالوا أيضاً، إضافة إلى الناطق باسم الهيئة العليا للمفاوضات السورية رياض نعسان آغا. في حين تتواتر أنباء عن عزم عدة أعضاء بالهيئة الاستقالة.

 

وبالتزامن مع هذه الاستقالات أعلن الكرملين الروسي، الاثنين 20 نوفمبر 2017، وصول رئيس النظام السوري إلى بشار الأسد إلى منتجع سوتشي الروسي، في زيارة مفاجئة بحث خلالها مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مسألة الانتقال السياسي في البلاد، وذلك قبل يومين أيضاً من مؤتمر الرياض ومن مباحثات ستنطلق بالمنتجع الروسي في اليوم نفسه، برعاية روسية وبمشاركة كل من تركيا وإيران.

 

وقال الكرملين في بيان إن بوتين “هنأ الأسد” على انتصار الشعب السوري على الإرهابيين”، وهي إشارة ربما تبعث برسالة مفادها أن الأسد انتصر في معركته مع شعبه، وأن على الجميع القبول بهذا الأمر.

 

هذه التحركات المتسارعة ربما تؤكد ما نقلته بعض وسائل الإعلام عن مصادر بالمعارضة في أغسطس الماضي، بشأن إبلاغ وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، رئيس هيئة المفاوضات رياض حجاب (المستقيل) بأن على المعارضة القبول ببقاء بشار الأسد، والخروج برؤية جديدة، “وإلا ستبحث الدول عن حل لسوريا دون المعارضة”.

 

صحيفة “الغارديان” البريطانية في عددها الثلاثاء (21 نوفمبر) ذكرت في افتتاحيتها أن المملكة العربية السعودية، التي كانت تعتبر أكبر داعم للمعارضة السورية، تخلّت عن شرط تنحّي بشار الأسد عن السلطة في سوريا، وأنها انضمّت مؤخراً إلى الدول الداعمة لعملية سياسية مع بقاء بشار الأسد في السلطة.

 

ومع تصاعد الاضطرابات بالمنطقة من جرّاء السياسة السعودية القائمة على محاولة إخضاع قيادات الدول المجاورة لمشاريع ولي العهد، محمد بن سلمان، أو محاصرتها، كما يراها البعض، تبدو المعارضة السورية وكأنها تواجه الطوفان دون سند، ويبدو بشار الأسد الذي كان يجابه السقوط قبل نحو عامين ونصف العام، قد استعاد عافيته إن لم يكن قد انتصر فعلياً على شعبه، بفضل الروس والإيرانيين، وبفضل تخاذل العالم من قبلهما.

 

– خيار أخير

 

عضوة الهيئة العليا للمفاوضات السورية المستقيلة، سهير الأتاسي، قالت إن هناك توجهاً دولياً لإرغام المعارضة على القبول ببقاء بشار الأسد في السلطة، مؤكدة أن استقالات أعضاء هيئة المفاوضات الأخيرة جاءت للتعبير عن رفض أصحابها لهذا الواقع.

 

وأكدت الأتاسي، في تصريح خاص لـ”الخليج أونلاين”، الثلاثاء (21 نوفمبر)، أن المجتمع الدولي يضغط على المعارضة للقبول ببقاء الأسد بحجّة الواقعية السياسية وسيطرة الروس على الملف السوري، مضيفة: “الخلاف بين الدول حالياً أصبح حول فترة بقاء الأسد وإمكانية ترشحه للرئاسة مجدداً، وصلاحياته إن بقي رئيساً، وليس رحيله”.

 

وأوضحت الأتاسي، من الرياض، “أن الاستقالات الأخيرة جاءت بعد فشل السوريين في تنظيم وإدارة مؤتمر خاص بهم، بعدما باتت منصة موسكو مفروضة على مؤتمر الرياض الذي كانت فكرته الأساسية تقوم على أن يكون مؤتمراً سورياً خالصاً”، مؤكدة: “الرياض لم تتدخل في مسألة الاستقالة. الواقع أن الرياض نفسها لم تعد صاحبة قرار حتى في المؤتمر الذي سيعقد على أرضها”.

 

ومن المقرر أن تنطلق في الرياض، الأربعاء، فعاليات مؤتمر المعارضة السورية، وذلك بالتزامن مع مباحثات ستنطلق في منتجع سوتشي الروسي برعاية روسية، لبحث عملية الانتقال السياسي في البلاد بعد انتهاء الحرب الدائرة منذ سبع سنوات.

 

وفي هذا الصدد، قالت الأتاسي: “فكرة مؤتمر الرياض خرجت من داخل الهيئة العليا للمفاوضات، وتبنتها السعودية ودعمتها، لكن للأسف تم إقحام منصة موسكو بالمؤتمر، ولم تعد الهيئة ولا المملكة قادرتين على عقد مؤتمر سوري خالص؛ بسبب الضغوط الدولية النابعة ممَّا يصفونه بواقعية بقاء الأسد والدور الروسي”.

 

وتابعت: “المشاركون في المؤتمر لا يملكون قوائم بأسماء الحضور حتى اللحظة، بعدما باتت هذه الأسماء تخضع لتوازنات دولية”. وأضافت: “المستقيلون من الهيئة أرادوا إيصال رسالة للعالم بأنهم لن يفرطوا في حقوق السوريين، ولن يقبلوا بوجود مجرم حرب على رأس السلطة تحت مزاعم الأمر الواقع”.

 

وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، قال في تصريح نقلته وكالة “رويترز” للأنباء، الثلاثاء (21 نوفمبر): إن “استقالة شخصيات متشددة بالمعارضة السورية ستساعد في توحيد المعارضة”، على حد تعبيره.

 

وعن إبلاغ وزير الخارجية السعودي هيئة المفاوضات بضرورة القبول ببقاء الأسد، قالت الأتاسي: “الملكة دعمت الهيئة ومواقفها، لكن حالياً الأمور خرجت عن يد الجميع. لا هيئة المفاوضات ولا السعودية تملكان إقرار شيء ما بعيداً عن المجتمع الدولي الذي بات متخاذلاً مع الروس”.

 

وحمّلت عضوة هيئة المفاوضات المستقيلة الجانب الروسي مسؤولية كل ما حدث ويحدث في الملف السوري، لافتة إلى أن “بعض المتخاذلين من السوريين ومن الدول التي انصاعت للأمر الواقع، يتحملون جزءاً ممَّا يحدث”.

 

– شهود زور

 

الهيئة العليا للمفاوضات السورية، وبحسب الأتاسي، قررت الاستقالة حتى لا يرتبط اسمها بمؤتمر الرياض الذي بات يمثل التوازنات الدولية أكثر من تمثيله حضور السوريين ومواقفهم، على عكس ما خطط له. ومن ثم فإن النتائج المترتبة عليه ستكون مرهونة بهذه التوازنات، وفق قولها.

 

وتابعت: “قدري جميل (رئيس منصة موسكو) وغيره من توعدوا بإقصاء المتشددين من الهيئة العليا، كانوا يتهمون رياض حجاب بالتشدد. نحن اليوم ليس هدفنا تقديم موقف من استقالوا على غيرهم، واستقالتنا ليست متعلقة بمن دعي لمؤتمر الرياض ومن لم يدع. الأمر أننا لا يمكن أن نكون شهود زور في مؤتمر لن يخطط له السوريون ولن يديرونه ولا نعرف ما سيصدر عنه”.

 

ولفتت الأتاسي النظر إلى أن “التوجه الدولي هو السبب في هذا الواقع الذي تعيشه المعارضة السورية. الرياض دافعت عن الهيئة وعن وجودها وعن مواقفها، لكن حالياً الهيئة غير موجودة حتى في اللجنة التحضيرية للمؤتمر”.

 

نحن متمسكون بمواقفنا، تضيف الأتاسي، و”هي مواقف ليست موجهة ضد الرياض. لكن من حقنا أن نرفض التوجه الدولي الذي يفرض شروطه علينا. من حقنا التمسك بثورتنا وبمصالح شعبنا”.

 

عضوة الهيئة العليا للمفاوضات السورية المستقيلة، أكدت أيضاً: “موقفنا من بشار الأسد ليس فقط لأنه مجرم حرب، وإنما أيضاً لأن بقاءه يعني عدم وجود سلام أو مصالحة أو انتقال سياسي حقيقي. هناك وهم بأن الأسد انتصر عسكرياً، ومع ذلك فإن الأخبار القادمة حتى من الداخل السوري والتأييد الكبير للاستقالات ورفض وجود منصة موسكو، كل هذا يؤكد أن الشارع السوري ما زال حياً وأن الثورة حية لن تموت، وإن حقق الأسد انتصاراً عسكرياً هنا أو هناك بمساعدة الروس”.

 

– تعبير عن السوريين

 

في المقابل، قال عضو ائتلاف قوى الثورة السورية، أحمد رمصان، إن مؤتمر الرياض يتم التحضير له بمعرفة السوريين وليس غيرهم، مضيفاً أن هناك لجنة تحضيرية من 10 أعضاء يمثلون المشاركين بالمؤتمر، ويشرفون على صياغة الوثيقة السياسية والبيان الختامي للمؤتمر، والذي سيؤكد على التمسك بالثورة وأهدافها وعدم إهدار تضحيات السوريين”.

 

ورداً على اتهام الأتاسي بسيطرة منصة موسكو على أعمال اللجنة التحضيرية، قال رمضان في تصريح لـ”الخليج أونلاين”، من الرياض: إن: “اللجنة التحضيرية تضم ممثلاً واحداً لمنصة موسكو من بين أعضائها العشرة، كما أن ممثلي المنصة لا يتجاوزون الـ5 بالمئة من نسبة الحاضرين”.

 

وأكد رمضان تمسك الحاضرين بسوريا المدنية الديمقراطية البعيدة عن الاستبداد، وقال إن البيان الختامي سيؤكد رفض بقاء الأسد أو أي من أركان نظامه، بل وكل من تورط في قتل السوريين على مدار الأعوام الماضية.

 

وعن الاستقالات الأخيرة في هيئة المفاوضات، لفت رمضان إلى أن عمل الهيئة قد انتهى، وأن من بين أعمال مؤتمر الرياض هو إعادة تشكيل هذه الهيئة، مضيفاً: “الأعضاء المستقيلون يعرفون ذلك، وبعضهم لم يكن مدعواً أصلاً للمؤتمر”.

 

وخلال الأيام الماضية توالى رفض المعارضة السورية للمباحثات المزمع إجراؤها في سوتشي، الأربعاء 22 نوفمبر الجاري، برعاية روسية وبمشاركة تركيا إيران، وكذا مؤتمر الرياض في اليوم نفسه. وأكدت المعارضة مراراً أنها تريد إجراء محادثات سلام تحت رعاية الأمم المتحدة في جنيف.

 

الغارديان”: السعودية تتخلّى عن شرط تنحّي بشار الأسد

ترجمة منال حميد – الخليج أونلاين

قالت صحيفة “الغارديان” البريطانية إن المملكة العربية السعودية، التي كانت تعتبر أكبر داعم للمعارضة السورية، تخلّت عن شرط تنحّي بشار الأسد عن السلطة في سوريا، وأنها انضمّت مؤخراً إلى الدول الداعمة لعملية سياسية مع بقاء بشار الأسد في السلطة.

 

وكانت السعودية من أكبر الدول الداعمة لفصائل المعارضة السورية، التي كانت تصرّ على تنحّي بشار الأسد من أجل الشروع بعملية سياسية جديدة في البلاد، التي أنهكتها الحرب منذ نحو ست سنوات.

 

وكانت عدة شخصيات سورية معارضة بارزة قد أعلنت، الاثنين، استقالتها من هيئة المفاوضات السورية قبيل مؤتمر من المقرّر أن يعقد لاحقاً في الرياض، وبحسب بيان لتلك الشخصيات فإنها ترفض تعرّضها للضغط لتبنّي وجهة نظر تقبل ببشار الأسد رئيساً.

 

ويبدو أن السعودية قد تخلّت عن شرط رحيل بشار الأسد، حيث قامت بدعوة أطراف سورية معارضة، أغلبها من جماعة موسكو، التي تعتبر جماعة سورية معارضة إلا أنها شكّلت بموسكو، ويصفها البعض بأنها موالية لنظام الأسد، بحسب ما تورده الصحيفة البريطانية.

 

هذه التطوّرات تأتي في وقت أعلن فيه الكرملين عن استقبال الرئيس فلاديمير بوتين، بشار الأسد، في زيارة مفاجئة لم يعلن عنها سابقاً، حيث أكد بوتين أنه ما زال الطريق طويلاً للانتصار على الإرهاب، إلا أنه أشار إلى أن العمل العسكري فيما يتعلق بمطاردة الإرهاب بسوريا بدأ يصل إلى نهايته، “وأعتقد أن الأمر الأكثر أهمية الآن هو التحرك في المجال السياسي”.

 

وخلال المحادثات التي عُقدت بين الأسد وبوتين، واستمرّت لمدة أربع ساعات، أعلن الكرملين أن الأسد وافق على اقتراح عقد مؤتمر حوار وطني سوري في ديسمبر المقبل، وأشاد بوتين برغبة الأسد في التعاون مع جميع الأطراف من أجل التوصل إلى تسوية الأزمة السورية.

 

وقال بوتين: إن “الهزيمة النهائية والحتمية للإرهابيين قريبة من سوريا. وأعتقد أن الشيء الرئيسي الآن هو الانتقال إلى العمليات السياسية، ويسرّني أن أرى استعدادكم للعمل مع الجميع الراغبين في إرساء السلام وإيجاد الحلول”.

 

وأضاف بوتين خلال استقباله الأسد: “بالإضافة إلى الشركاء الذين ذكرتهم (تركيا وإيران) أنتم تعرفون أننا نعمل كذلك مع دول أخرى؛ كالعراق والولايات المتحدة ومصر والسعودية والأردن، ونحن على تواصل مستمر مع شركائنا”.

 

وتابع: “أودّ أن أناقش معكم المبادئ الأساسية لتنظيم العملية السياسية، ومؤتمر الحوار السوري الذي تساندونه. أودّ أن أستمع إلى تقييمكم للحالة الراهنة وآفاق تطور الوضع، بما في ذلك رؤيتكم للتسوية السياسية التي حسبما تبدو لنا، ودون شك، في نهاية الأمر ينبغي أن تتم تحت إشراف منظمة الأمم المتحدة”.

 

تحرك روسي متسارع نحو تسوية سياسية بسوريا

بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتصالات دولية بُعيد استقباله الرئيس السوري بشار الأسد، في تحرك يستهدف في ما يبدو تسريع الخطى نحو تسوية سياسية للأزمة السورية، ويتزامن ذلك مع تصريحات روسية عن قرب انتهاء العمليات العسكرية الرئيسية في سوريا بعد طرد تنظيم الدولة الإسلامية من آخر معاقله.

ففي تحرك لم يعلن عنه مسبقا، التقى بوتين الاثنين الأسد في منتجع سوتشي على البحر الأسود (جنوب غربي روسيا)، وقال الكرملين إن زيارة الأسد -وهي الثانية منذ زيارته موسكو في 2015- استغرقت أربع ساعات فقط.

 

وتأتي هذه الزيارة قبل القمة التي ستجمع في منتجع سوتشي غدا الأربعاء الرئيس الروسي بنظيريه التركي والإيراني، رجب طيب أردوغان وحسن روحاني، وستركز محادثات الرؤساء الثلاثة على تعزيز التهدئة والحل السياسي في سوريا.

 

وبعد الكشف عن المحادثات التي جرت بينه وبين الأسد، بحث بوتين مع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في اتصال هاتفي الوضع في منطقتي الشرق الأوسط والخليج، إضافة إلى الأزمة السورية.

 

وقال بيان للكرملين إن بوتين أطْـلع أمير قطر على سير التحضيرات للقمة الروسية التركية الإيرانية بشأن سوريا. وأضاف أن بوتين سيجري اتصالا هاتفيا اليوم بكل من الرئيس الأميركي دونالد ترمب والملك السعودي سلمان بن عبد العزيز لإطلاعهما على نتائج محادثاته مع الأسد.

 

الحل السياسي

وكان بوتين والأسد اجتمعا في حضور قادة وزارة الدفاع الروسية وهيئةِ الأركان العامة للقوات الروسية، وقال الكرملين إنهما بحثا عقد مؤتمر بشأن سوريا. وقال الرئيس الروسي -الذي تتمسك بلاده ببقاء الأسد ضمن أي تسوية محتملة بسوريا- خلال الاجتماع إنه يجب الانتقال إلى العملية السياسية بعد “الاقتراب من هزيمة الإرهاب”.

 

من جهته، أبدى الأسد استعداده للحوار مع كل المهتمين بالحل السياسي في سوريا، وقال إن المضي في العملية السياسية في هذه المرحلة مهم خاصة بعد “الانتصار على الإرهابيين”، في إشارة إلى طرد تنظيم الدولة الإسلامية من معاقله الأخيرة بسوريا، حيث استعادت قوات النظام السوري وحلفاؤها مجددا مدينة البوكمال بريف دير الزور (شرقي سوريا).

 

وأضاف أن الوضع ميدانيا وسياسيا يسمح بتوقع إحراز تقدم في العملية السياسية، موضحا أنه يعتمد على دعم روسيا لضمان عدم تدخل لاعبين خارجيين في تلك العملية.

 

العمليات العسكرية

في الأثناء، قالت رئاسة هيئة الأركان الروسية إن ما وصفتها بالمرحلة النشطة من العملية العسكرية في سوريا تشارف على الانتهاء بعد طرد تنظيم الدولة الإسلامية من آخر أهم معاقله داخل الأراضي السورية.

 

وأضافت في بيان لها اليوم أنه لا بد من تعزيز النجاحات العسكرية في سوريا وضمان عدم عودة الإرهابيين. وتابع البيان أنه بفضل جهود موسكو وطهران تكتمل جهود القضاء على الإرهابيين في منطقة البوكمال بمحافظة دير الزور.

 

من جانب آخر، أوردت وزارة الدفاع الروسية أن قادة أركان روسيا وتركيا وإيران اتفقوا على تدابير رفع مستوى التنسيق في منطقة خفض التصعيد في محافظة إدلب (شمالي سوريا). يشار إلى أن هناك قوات تركية منتشرة في إدلب في إطار ترتيبات متفق عليها بين تركيا وإيران وروسيا.

المصدر : الجزيرة

 

ماذا تعرف عن الهيئة العليا للمفاوضات السورية؟  

 

هيئة تابعة للمعارضة السورية انبثقت عن مؤتمر الرياض الذي انعقد في العاصمة السعودية في ديسمبر/كانون الأول 2015، ومهمتها الإشراف المباشر على العملية التفاوضية مع النظام السوري، ضمن مسارات ترعاها الأمم المتحدة.

 

التأسيس

تأسست الهيئة العليا للمفاوضات السورية في العاشر من ديسمبر/كانون الأول 2015 خلال اجتماع عقدته أطراف المعارضة السورية في الرياض، واتفق أن تكون تشكيلتها من 32 عضوا، بينهم تسعة من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، وعشرة من الفصائل المسلحة، وخمسة من هيئة التنسيق الوطني، وثمانية مستقلون.

 

ويتوزع الأعضاء كالتالي: الائتلاف الوطني يضم: جورج صبرة وفاروق طيفور وعبد الحكيم بشار  وسهير الأتاسي، ومنذر ماخوس، وخالد خوجة، ورياض سيف، ورياض حجاب، وسالم المسلط.

 

ويتوزع أعضاء الفصائل المقاتلة بين أربعة عن الجبهة الجنوبية ومثلهم عن الجبهة الشمالية، إضافة إلى ممثل عن كل من أحرار الشام وجيش الإسلام، وممثل ثالث لم تحدد تبعيته.

 

أما المستقلون فهم: معاذ الخطيب، ولؤي حسين، وأحمد الجربا، ورياض نعسان آغا، وهند قبوات، ويحيى قضماني، وحسام الحافظ، وعبد العزيز الشلال، إضافة إلى ستة عن هيئة التنسيق، وهم: منير البيطار، وصفوان عكاش، وأحمد العسراوي، ومحمد حجازي، وزياد أبو وطفة، ووليد الزعبي.

 

وانتخبت الهيئة العليا للمفاوضات بعد تشكيلها رياض حجاب منسقاً عاماً لها.

 

وشاركت الهيئة في مفاوضات جنيف 3 وجنيف 4 ومفاوضات أستانا، بشأن الأزمة السورية، لكنها رفضت في نوفمبر/تشرين الثاني 2017 المشاركة في مؤتمر اقترحته روسيا في منتجع سوتشي على البحر الأسود، وقالت إنها تعارض مناقشة مستقبل سوريا خارج إطار الأمم المتحدة، ووصفت المؤتمر بأنه يمثل حرفا لمسار الوساطة التي ترعاها الأمم المتحدة، ومحاولة لإعادة تأهيل نظام الأسد.

 

المرجعية

تعتمد الهيئة العليا للمفاوضات على مرجعية تقوم على نقطتين: التمسك بوحدة سوريا، وإقامة نظام يمثل كافة أطياف الشعب، لا مكان فيه لبشار الأسد ورموز نظامه، وذلك وفق ما أعلنه المنسق العام للهيئة  رياض حجاب في الخامس من يناير/كانون الثاني 2016.

 

وأطلقت الهيئة خلال اجتماعاتها التالية لتأسيسها في الرياض الإطار التنفيذي للحل السياسي في سوريا، واعتبرت أن “الحل السياسي هو الخيار الإستراتيجي” الأول الذي تعتمده، ووفق بيان جنيف 1 والقرارات 2118 و2254، القاضية بإنشاء هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات التنفيذية، “لا وجود ولا دور للأسد ومن اقترف الجرائم بحق الشعب السوري بدءاً من المرحلة الانتقالية”.

 

الاستقالات

في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول 2017 عقدت الهيئة العليا للمفاوضات اجتماعها الدوري في الرياض، وناقشت موضوع توسعة الهيئة وإدخال المزيد من الشخصيات الوطنية، لا سيما من الداخل السوري، وتحقيق تمثيل أوسع للمرأة السورية.

 

وفي السادس من أغسطس/آب 2017 أعلنت الهيئة العليا بدء التحضيرات لعقد اجتماع موسّع في الرياض، وقالت إن الغرض من الاجتماع هو “توسيع قاعدة التمثيل والقرار، على قاعدة بيان الرياض كمرجعية أساسية في عملية الانتقال الديمقراطي”، مضيفة أنها طلبت من المملكة استضافة الاجتماع وأنها أبدت موافقتها ودعمها.

 

كما نقل عن مصدر بالهيئة، نقلا عن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، قوله “إن الرياض تريد خروج بشار الأسد من السلطة من اليوم، ولكن الوقائع تؤكد أنه لم يعد ممكنا خروجه في بداية المرحلة الانتقالية”. لكن وكالة الأنباء السعودية نقلت وقتها عن مصدر مسؤول بالخارجية تأكيده “عدم دقة ما نسبته بعض وسائل الإعلام للوزير عادل الجبير”.

 

وفي العشرين من نوفمبر/تشرين الثاني 2017 أعلن منسق الهيئة العليا للمفاوضات السورية وعشرة من أعضاء الهيئة استقالتهم، بينهم الناطق الإعلامي باسم الهيئة رياض نعسان آغا.

 

وقال حجاب -في بيان- إنه وجد نفسه اليوم مضطرا لإعلان الاستقالة من مهمته، وذلك بعد سنتين من العمل للمحافظة على ثوابت الثورة السورية. وأضاف أنه كان ملتزما بمبادئ الثورة، ويعمل على تأسيس نظام تعددي دون أن يكون للأسد ونظامه مكان فيه.

 

وجاءت هذه الاستقالات قبل يومين من مؤتمر الرياض الثاني للمعارضة السورية، لتشكيل وفد موسع للمشاركة في الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف في 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2017.

 

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

رياض حجاب.. رئيس هيئة المفاوضات السورية المستقيل  

رياض حجاب سياسي سوري شغل مناصب وزارية عدة في عهد بشار الأسد، أبرزها رئاسة الوزراء عام 2012 التي تركها بعد نحو شهرين من تعيينه معلنا انشقاقه عن النظام السوري وخروجه إلى الأردن. نشط في صفوف المعارضة وعين منسقا عاما للجنة العليا للمفاوضات التي تكلفت بالتحاور مع نظام الأسد.

 

المولد والنشأة

ولد رياض فريد حجاب عام 1966 في محافظة دير الزور شرقي سوريا، وهو متزوج وله أربعة أولاد.

 

الدراسة والتكوين

رياض حجاب حاصل على شهادة الدكتوراه في الهندسة الزراعية.

 

التجربة السياسية

تولى رياض حجاب رئاسة فرع الاتحاد الوطني لطلبة سوريا بدير الزور بين عامي 1989

و1998.

 

التحق بـحزب البعث العربي الاشتراكي وشغل فيه منصب أمين فرع دير الزور بين عامي 2004

و2008.

 

شغل رياض حجاب منصب محافظ القنيطرة من عام 2008 حتى فبراير/شباط 2011، وبعده منصب محافظ اللاذقية. وفي أبريل/نيسان 2011 عين وزيرا للزراعة في الحكومة التي شكلها عادل سفر.

 

عُين رياض حجاب رئيسا للحكومة السورية يوم 6 يونيو/حزيران 2012، وبعد شهرين أعلن انشقاقه عن النظام يوم 6 أغسطس/آب من العام نفسه، حيث تلا متحدث باسمه على شاشة الجزيرة بيانا أكد فيه انشقاقه وانضمامه إلى الثورة الشعبية التي تنادي بإسقاط النظام.

 

وفي اليوم نفسه أعلن التلفزيون السوري أنه تمت إقالة رياض حجاب من مهامه رئيسا للوزراء، وأنه تمّ تكليف المهندس عمر غلاونجي -الذي كان نائبا لرئيس الوزراء- بتسيير أعمال الحكومة مؤقتا.

 

وتحدثت أنباء عن أن خروج حجاب إلى الأردن كان بمساعدة من الجيش السوري الحر الذي أسسه عسكريون منشقون عن النظام.

 

وعقب انشقاقه، كشف حجاب أن بشار الأسد رفض مرارا دعوات من قبل حكومته من أجل التوصل إلى تسوية سياسية، وفضل النهج العسكري، وقال إن مسؤولين كبارا في نظامه ناشدوا الأسد أن يتفاوض مع المعارضة.

 

وقال “أبلغنا الأسد أن عليه أن يجد حلا سياسيا للأزمة، فهؤلاء الذين نقتلهم هم شعبنا”، وأضاف “اقترحنا عليه العمل مع مجموعة أصدقاء سوريا، ولكنه رفض بكل صراحة وقف العمليات العسكرية أو التفاوض”.

 

وبحسب رأي حجاب، فإنه أدرك لدى توليه الحكومة أن لا خيار أمامه سوى الانشقاق، خاصة بعد أن استمع لكلمة الأسد التي كان يتحدث فيها بثقة وقناعة بأن الحل العسكري سيسحق أعداءه، وشرح ذلك بقوله “كان مطلوبا مني أن أقود حكومة تسوية وطنية، ولكن في أول اجتماع لنا، أوضح بشار أنها حكومة للتغطية، وأطلق علينا اسم حكومة حرب”.

 

نشط حجاب بعد انشقاقه في صفوف المعارضة السورية، واختير يوم 17 ديسمبر/كانون الأول 2015 منسقا عاما للهيئة العليا للمفاوضات بأغلبية 24 صوتا من أصل 34 هم أعضاء الفريق، وذلك في الاجتماع الأول للهيئة في الرياض.

 

أعلن في 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2017 استقالته من الهيئة العليا للمفاوضات السورية مع ثمانية من أعضائها، بينهم الناطق الإعلامي باسم الهيئة رياض نعسان آغا.

 

وقال حجاب في بيان إنه وجد نفسه اليوم مضطرا لإعلان الاستقالة من مهمته، وذلك بعد سنتين من العمل للمحافظة على ثوابت الثورة السورية، وأضاف أنه كان ملتزما بمبادئ الثورة، ويعمل على تأسيس نظام تعددي لا مكان لبشار الأسد ونظامه فيه.

 

كما قال إنه على الرغم من تباين المواقف وتعدد الآراء، فقد عمل على النأي بالنفس عن أية اصطفافات خارجية للمحافظة على استقلال وسيادة القرار الوطني. وأكد أنه كان متسلحا بمبادئ الثورة للصمود أمام محاولات خفض سقفها، والتصدي لمحاولات بعض القوى الخارجية تقسيم البلاد إلى مناطق نفوذ ضمن صفقات جانبية يتم إبرامها بمنأى عن الشعب السوري.

 

وجاءت هذه الاستقالات قبل يومين من انعقاد مؤتمر الرياض الثاني الذي يجمع أطيافا من المعارضة السورية لتشكيل وفد موسع للمشاركة في الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف في 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2017.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى