أحداث الخميس 07 حزيران 2012
مجزرة القبير جثث أطفال ورائحة لحم بشري
واشنطن – جويس كرم
لندن، نيويورك، اسطنبول، دمشق، الدوحة – «الحياة»، ا ب، ا ف ب، رويترز – دانت الامم المتحدة ومختلف حكومات العالم المجزرة الجديدة في القبير بمنطقة حماة، التي اوقعت عشرات القتلى، غالبيتهم من الاطفال والنساء، وجاءت بعد نحو اسبوعين على مجزرة الحولة. وقال شاهد عيان من القرية في اتصال مع «رويترز» انه شاهد «الجثث المتفحمة وتنشق رائحة بشعة للحم البشري» بعد دخوله القرية اثر انسحاب المهاجمين منها.
في الوقت نفسه بدأت العواصم الكبرى البحث عن بديل للرئيس بشار الأسد مقدمة لاقرار تسوية للأزمة السورية التي تهدد استقرار منطقة الشرق الاوسط. وأعلن البيت الابيض في بيان ادانة شديدة لعمليات «القتل الشنيع والمستهدف ضد المدنيين من نساء وأطفال في القبير». ورأى أن «ليس هناك أي صدقية في تهرب الأسد من المسؤولية» وأن هذه الأعمال «ترسخ الطبيعة غير الأخلاقية وغير الشرعية لحكمه». وكرر البيان دعوة جميع الدول الى وقف دعم «النظام الوحشي وغير الشرعي والتعاضد معاً لدعم مرحلة انتقال سياسي في سورية». في حين وصف الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون امام اجتماع للجمعية العامة، المجزرة بأنها «مروعة ومقززة»، مؤكداً ان الرئيس السوري بشار الاسد «فقد كل شرعية».
ونددت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون بالمجزرة مؤكدة انها جريمة «لا تغتفر» وطالبت «بتحقيق كامل» في هذه «الجرائم المروعة».
وتزامنت الادانات مع تصريحات لمسؤولين أميركيين وغربيين، شددت على ضرورة رحيل نظام الرئيس الأسد، مع قبول موسكو مبدأ «انتقال السلطة في سورية على غرار ما حدث في اليمن اذا قرر الشعب ذلك»، في ما بدا وكأن الكرملين «نأى بنفسه» عن نظام الأسد. وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ان مصير الرئيس السوري «ليس أمراً يتعلق بنا» بل أمر يرجع الى السوريين أنفسهم.
ونتيجة ورود انباء عن ارتكاب القوات الموالية للأسد مذبحتين ضد المدنيين منذ 25 ايار (مايو) زادت النداءات للأسد كي يفسح الطريق امام انتقال سلمي للسلطة. لكن لم تتبلور بعد «الوسيلة الانسب للتنفيذ» ووضع كل من الولايات المتحدة وحلفاؤها وروسيا ومعها الصين شروطاً مختلفة للآلية او آليات التي يجب ان تتوافر لـ»انتقال سلس للسلطة في دمشق».
ونقلت وكالة «رويترز» رواية مزارع سوري قال انه عاد إلى قريته (مزرعة القبير) بعد ست ساعات من انسحاب الدبابات ورجال الميليشيا منها فلم يجد سوى جثث متفحمة وسط بيوت يتصاعد منها الدخان.
واضاف الرجل، وهو يحكي كيف رأى القوات السورية والشبيحة المسلحين يهاجمون القرية وهو مختبيء في بستان زيتون لأسرته، «كان الدخان يتصاعد من المباني وتفوح في المكان رائحة بشعة لاحتراق اللحم البشري». واشار الى انها الآن «بلدة أشباح». ولم يستطع المراقبون الدوليون دخول القرية، وتعرض فريق طليعي منهم لاطلاق نار، كما قال الموفد الدولي – العربي كوفي أنان.
وفي الأمم المتحدة أجمعت المواقف، خلال جلسة عامة أمس عقدت قبيل جلسة لمجلس الامن للاستماع الى تقرير من انان، على ضرورة اتخاذ خطوات جديدة لدعم خطة أنان، الذي سيجتمع اليوم مع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، والذي لمح أنان، للمرة الأولى، الى إمكان اللجوء الى «خيارات أخرى».
وناشد أنان المجتمع الدولي «العمل بشكل موحد لتحديد ما يمكن فعله» مشدداً على أنه «حان الوقت لتأمين تطبيق خطة النقاط الست أو تحديد الخيارات الأخرى المتاحة لمعالجة الأزمة» في سورية. وأيدت معظم الدول الغربية دعوة الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي مجلس الأمن الى التحرك تحت مظلة الفصل السابع، فيما أطلقت روسيا رسمياً أمام الجمعية العامة دعوة الى «عقد مشاورات مع الأطراف المعنية للبحث في الأزمة».
وقالت مصادر غربية في مجلس الأمن «إن مناقشات ستبدأ اعتباراً من اليوم للبحث في الخطوات المقبلة»، مشيرة الى «ضرورة التحرك لطرح قرار يتضمن عقوبات تحت الفصل السابع ضد أركان النظام السوري».
وقالت مصادر ديبلوماسية إن العربي سيعقد اجتماعاً مغلقاً مع مجلس الأمن كذلك. وشدد على ضرورة أن «نوضح أن تبعات ستترتب على عدم التقيد بخطة النقاط الست والقانون الدولي، وعلينا أن نضع طريقاً أوضح للانتقال السلمي». وقال إن الاجتماع الوزاري العربي «قدم أفكاراً قوية حول كيفية الضغط لتطبيق الخطة». وشدد على أنه «من مصلحة الجميع ومن مسؤوليتنا المجتمعة العمل بسرعة. لا يمكن للعملية أن تكون دون أفق زمني. كلما انتظرنا أطول كلما ازداد تعقيد الأزمة وكلما أصبح من الأصعب التوصل الى حل سياسي». وأضاف: «بات واضحاً أن الوقت حان لتحديد ما يمكن فعله لتأمين تطبيق الخطة أو الخيارات الأخرى المتاحة». وأقر بأن «الخطة لا تطبق على رغم القبول بها ونشر بعثة المراقبين».
ودان أنان «ارتكاب المجزرة الجديدة في القبير بعد نحو أسبوعين فقط من مجزرة الحولة» مشدداً على أن المسؤولين عن هذه الجرائم يجب أن يخضعوا للمحاسبة، ولا يمكن أن نسمح للقتل الجماعي بأن يصبح جزءاً من الوقائع اليومية في سورية».
وكشف أنه أبلغ الرئيس السوري بشار الأسد في لقائهما الأخير أن «خطة النقاط الست يجب أن تطبق، وقد حضيته بقوة على اتخاذ خطوات قوية ومرئية لتغيير خياره العسكري الآن واحترام تعهداته». وقال: «دعوته بقوة الى اتخاذ قرار استراتيجي بتغيير طريقه، وأوضحت له أن حكومته يجب أن تتعاون مع جهودي التي أمثل فيها الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية». وأضاف ان «الأسد لم يبد أي تغير في خطابه أمام البرلمان السوري». وأكد أن «المسؤولية الأولى تقع على الحكومة السورية لوقف العنف رغم أن كل الأطراف عليها أن توقف العنف».
وختم بالقول «المجتمع الدولي توحد لكن عليه أن ينتقل بوحدته الى مستوى جديد، فيما لو توحدنا وراء خطة وهدف موحدين لا يزال ممكناً تجنب الأسوأ والسماح لسورية بالخروج من الأزمة».
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة الى تعزيز إطار التعاون بين الأطراف المعنية بالأزمة السورية. وأشار الى أن رفض الحكومة السورية استقبال ناصر القدوة نائب أنان «غير مقبول ويجب أن يتغير فوراً» .
وقال إن مراقبي الأمم المتحدة يتعرضون لإطلاق النار داعياً الحكومة السورية الى السماح لهم بأداء مهمتهم من دون إعاقات. وشدد على أن الوقت هو الآن لاتخاذ المزيد من الخطوات لوقف العنف في سورية وإطلاق العملية السياسية.
وأشار رئيس الجمعية العامة ناصر عبد العزيز النصر الى مجزرة الحولة حيث «تعرّض المدنيون للقتل المتعمد جراء إطلاق النار من مسافات قريبة واستخدام السلاح الأبيض وآلات حادة للتعذيبب ولانتهاكات شديدة من قِبل عناصر موالية للنظام. وقصفت المدفعية والدبابات التابعة للحكومة أحياءً سكنية».
وقال إن «هذه الجرائم تستلزم إجراء تحقيق دولي يتسم بالشفافية والاستقلالية والحيادية، وضرورة محاسبة المسؤولين عن ارتكابها». وأشار الى «دعوة المفوضة العليا لحقوق الإنسان لمجلس الأمن على إحالة الوضع في سورية على المحكمة الجنائية الدولية».
وشدد العربي على دعوة مجلس الأمن الى «اتخاذ تدابير لحماية المدنيين السوريين ووقف الجرائم المرتكبة بحقهم ومنح المراقبين الدوليين الصلاحيات الكاملة لحماية المدنيين ووقف الجرائم». ودعا المجلس «الى تحمل مسؤولياته واتخاذ الإجراءات لضمان التطبيق الكامل والفوري لخطة أنان في إطار زمني محدد عبر اللجوء الى أحكام الفصل السابع في فرض العقوبات بوقف الاتصالات وقطع العلاقات الديبلوماسية».
واوضح العربي أن «جامعة الدول العربية لا تدعو مجلس الأمن الى التدخل العسكري بل استخدام وسائل الضغط السياسية والتجارية وفق المادتين ٤٠ و٤١» من ميثاق الأمم المتحدة. وحمل الحكومة السورية مسؤولية مجزرة الحولة، مشيراً الى استمرارها في خيار «الحل الأمني واستمرار القوات النظامية وغير النظامية ارتكاب الانتهاكات ضد المدنيين».
وقالت القائمة بالأعمال الأميركية روز ماري دي كارلو إن «نظام الأسد لم يقم بأي جهود جدية لتطبيق التزاماته بخطة النقاط الست» وإن «المسؤولية الأساسية تقع على الحكومة السورية لإنهاء العنف الوحشي ضد المدنيين فوراً». وأضافت فيما لو لم تقم الحكومة السورية بذلك «على المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات إضافية لزيادة الضغط، ونحن نرحب بقرار جامعة الدول العربية» الأخير.
وقال السفير الروسي فيتالي تشوركين إن روسيا «تطرح مبادرة وهي مستعدة للبحث مع الأطراف المعنية في كيفية تطبيق خطة» أنان. وأضاف أن من يرتكب الجرائم ضد المدنيين في سورية «يستهدف جر البلاد الى حرب أهلية».
وقال إنه من «الخطأ الاعتماد على معارضة ليس لديها سوى الدعوة الى التدخل الخارجي» معتبراً أن «تسليح المعارضة ودعمها هو دعم للعنصر الثالث» المتمثل في المجموعات الإرهابية. وقال إنه «لمن الخطأ ومن غير المنتج القول إن خطة أنان قد ماتت».
وقال السفير الصيني لي باودونغ إن بلاده «تدعم المفاوضات التي تؤدي الى حل خارج الخيارات العسكرية أو تغيير النظام».
ونفى السفير السوري بشار الجعفري أن تكون «الصور التي بثتها وسائل الإعلام أمس هي لضحايا» مجزرة القبير مشيراً الى أن الإعلام السوري «سيبث الصور الصحيحة لضــحايا «مجموعات مسلحة دخلت القرية من قرية مجاورة وأن الأهالي استغاثوا بالقوات النظامية». وأعلن الجعفري أن الحكومة السورية تقبل تشكيل لجنة تحقيق مستقلة من دول محايدة للتحقيق في مجزرة الحولة دون أن يشير الى لجنة التحقيق التي قرر مجلس حقوق الإنسان تشكيلها للغرض نفسه.
وتحدث السفير المصري معتز خليل باسم مجموعة الدول العربية مشدداً على أنه «حان الوقت للتحرك فوراً من المجتمع الدولي». وقال «يجب أن يتكاتف الجميع في الجمعية العامة ومجلس الأمن لاتخاذ إجراءات حاسمة لفرض إنهاء فوري للأزمة باستخدام جميع الوسائل المتاحة في فصول ميثاق الأمم المتحدة».
استخدام اسلحة ثقيلة ضد مراقبي الامم المتحدة في سورية
نيويورك (الامم المتحدة) – ا ف ب – أعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في مجلس الامن ان اسلحة ثقيلة ورصاص خارق وطائرات من دون طيار استخدمت ضد مراقبي الامم المتحدة المنتشرين في سوريا، وفق ما نقل عنه دبلوماسيون.
وقال الدبلوماسيون الذين شاركوا في اجتماع مغلق لمجلس الامن الدولي ان هذه الخطة وحسب بان كي مون، تهدف الى ارغام المراقبين على الانسحاب من المناطق التي تتهم فيها القوات السورية بشن هجمات.
أنباء عن مئة قتيل في مجزرة بريف حماه
وواشنطن تلوّح بالفصل السابع ضد سوريا
أنان يقترح اليوم إنشاء مجموعة اتصال لسوريا
كلينتون تردّ بفتور على اقتراح روسي لاجتماع موسع
واشنطن – هشام ملحم
نيويورك – علي بردى
العواصم الأخرى – الوكالات
تسارعت الاحداث السورية ميدانيا وسياسيا أمس، اذ أعلن ناشطون سوريون مقتل نحو مئة شخص في مجزرة قرية القبير في ريف حماه، بينما قرر وزراء خارجية غربيون وعرب اجتمعوا في اسطنبول انشاء مجموعة تنسيق لدعم المعارضة السورية،.وردت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بفتور على دعوة روسيا الى اجتماع موسع في شأن سوريا تحضره ايران، وقالت ان الرئيس بشار الاسد لا يستطيع تحقيق السلام. لكن بيانا روسيا – صينيا مشتركا أكد أن موسكو وبيجينغ ترفضان تغيير النظام السوري بالقوة. ويتحدث المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي أنان اليوم امام مجلس الامن والجمعية العمومية للمنظمة الدولية حيث سيقترح تشكيل مجموعة اتصال لسوريا تضم روسيا وايران لمعالجة الازمة السورية في ظل تعثر الخطة ذات النقاط الست التي سبق له أن اقترحها.
وبعد أقل من أسبوعين من مجزرة الحولة في محافظة حمص التي ذهب ضحيتها أكثر من 108 اشخاص، صرح مدير المكتب الاعلامي لـ”المجلس الوطني السوري” محمد سرميني “هناك نحو 100 قتيل في مزرعة القبير التابعة لبلدة معرزاف بعضهم قتلوا بالسكاكين، وبينهم 20 طفلا بعضهم لم يتجاوز السنتين، و20 امرأة”. واتهم قوات النظام و”شبيحته” بارتكاب هذه المجزرة. وأشار الى ان بين الضحايا ايضا 24 شخصا من عائلة واحدة.
وأكد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقرا له، وقوع المجزرة. وقال: “ليست لدينا أرقام محددة بسبب ورود أنباء تباعا عن ارتفاع عدد الضحايا… لكن المؤكد ان العشرات سقطوا في هذه المجزرة وبينهم أطفال ونساء”. وأضاف: “أكدت مصادر متطابقة من المنطقة انه بعد قصف القوات السورية للقبير ومعرزاف قدمت مجموعات من الشبيحة وقتلت العشرات من أبناء المنطقة بالسلاح الابيض والسلاح الناري”.
وقال المسؤول في “الجيش السوري الحر” الرائد ماهر النعيمي الذي يتحدر من المنطقة ان عناصر من “الجيش الحر دخلت القرية بعد المجزرة، والتقطت صورا وجمعت الجثث وأحصت منها بشكل مؤكد 78 قتيلا”.
أما الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” فأوردت ان “الجهات المختصة هاجمت وكرا لمجموعة مسلحة في قرية القبير بريف حماه بعد تلقيها بلاغات من أهالي القرية”، وأنه “خلال دهم الوكر حدث اشتباك مع المجموعة المسلحة أسفر عن مقتل جميع أفرادها، كما أدى الاشتباك الى مقتل عنصرين من الجهات المختصة واصابة اثنين آخرين”.
غايتنر
سياسياً، حذر وزير الخزانة الاميركي تيموتي غايتنر سوريا، من ان رفضها تنفيذ خطة انان قد يؤدي الى تعرضها لعقوبات دولية بموجب الفصل السابع الملزم من ميثاق الامم المتحدة، الذي يجيز من جملة ما يجيزه استخدام القوة العسكرية.كما حض المجتمع الدولي، على ممارسة “أقصى ضغط اقتصادي” ممكن على نظام الاسد، وخصّ بالتحديد الدول التي لم تمارس مثل هذه الضغوط على سوريا حتى الآن.
وشدد لدى افتتاحه المؤتمر الثاني لفريق العمل المعني بالعقوبات الاقتصادية المنبثق من مؤتمر “اصدقاء الشعب السوري”، على ان “العقوبات الاقتصادية القوية التي تطبق بفاعلية وتنفذ بصرامة سوف تساعد في حرمان النظام السوري من الموارد التي يحتاج اليها لصون نفسه ومواصلة قمعه للشعب السوري”. وتوجه الى قطاع الاعمال السوري المهم محذرا من أن “العقوبات القوية تجعل من الواضح لقطاع الاعمال السوري ولغيره من مؤيدي النظام ان مستقبلهم قاتم ما بقي نظام الاسد في السلطة”.
أنان
وفي نيويورك ابلغ مصدر دولي رفيع لـ”النهار” أن أنان سيقترح اليوم أمام جلسة لمجلس الأمن في نيويورك تشكيل “مجموعة اتصال” تضم كل الدول المؤثرة على أطراف الأزمة السورية، بما فيهم ايران. ونبّه الى أخطار عسكرة هذه الأزمة على دول الجوار ومنها لبنان.
ومن المقرر أن تعقد الجمعية العمومية للأمم المتحدة جلسة علنية صباح اليوم بتوقيت نيويورك، يتحدث فيها، الى أنان، الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي – مون ومساعد الأمين العام لحقوق الإنسان ايفان سايمونوفيتش والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، الى رئيس الجمعية العمومية ناصر عبدالعزيز النصر. وبعد الظهر، يقدم أنان احاطة الى أعضاء مجلس الأمن في جلسة مغلقة.
وأفاد المصدر الدولي المطلع على أجواء المبعوث الخاص أن “فكرة تشكيل مجموعة اتصال موجودة عند الأميركيين والروس وغيرهم منذ مدة وهم يناقشونها، غير أن أي أمر لم يتبلور بعد بصفة نهائية”. وأوضح أن أنان “يريد أن تكون كل الدول المؤثرة على الأزمة السورية موجودة ضمن هذه المجموعة”. لكن تساءل عما إذا كانت الولايات المتحدة والسعودية خصوصاً “ستقبلان بالجلوس الى الطاولة ذاتها” مع ايران، داعياً الجميع الى “الإعتراف بالدور المهم للغاية والنفوذ الهائل الذي يمكن ايران أن تمارسه على الحكومة السورية”. ورأى أنه “في حال الإتفاق على انشاء المجموعة، يمكنها أن تجتمع في البداية مثلاً من دون ايران على أن تلتحق هذه بالمجموعة لاحقاً”.
وأعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي شارك في مؤتمر اسطنبول الى جانب كلينتون ووزراء خارجية غربيين وعرب، أن باريس ترفض مشاركة ايران “بأي شكل” في مؤتمر حول سوريا.
وتجدر الاشارة الى ان مؤتمر اسطنبول قرر إنشاء مجموعة تنسيق لدعم المعارضة السورية.
وقالت كلينتون وهي في طريقها الى المؤتمر: “حان الوقت كي نوجه اهتمامنا جميعاً الى عملية انتقال منظم للسلطة في سوريا تمهد الطريق لمستقبل ديموقراطي ومتسامح وتعددي. من الواضع أن الرئيس الأسد لا يمكنه احلال السلام والاستقرار أو إحداث تغيير ايجابي للشعب السوري وقد فشل في ذلك بل وعمل في الحقيقة ضد كل هذا”.
سجال روسي أميركي حول مقاربة الأزمة السورية .. وأنباء عن مجزرة جديدة في ريف حماه
أنان يسعى لإنقاذ خطته بمجموعة اتصال دولية .. تضم إيران
يدفع المبعوث الدولي والعربي للسلام في سوريا كوفي أنان اليوم، خطته المتعثرة إلى مرحلة جديدة تقوم على تشكيل «مجموعة اتصال دولية» موسعة تشمل جميع اللاعبين على الحلبة السورية، وخصوصا ايران التي دعت موسكو إلى إشراكها، مجددة رفضها التدخل الخارجي وتحذيرها من «تغيير النظام». لكن واشنطن أبدت تحفظها إزاء مشاركة ايران، على لسان وزيرة خارجيتها هيلاري كلينتون التي اجتمعت في اسطنبول مساء امس بوزراء خارجية السعودية وقطر والامارات والكويت ومصر والاردن وتونس وتركيا وفرنسا وبريطانيا والمانيا، قبل لقائها أنان في واشنطن غداً.
في هذا الوقت ، كلف الرئيس السوري بشار الاسد وزير الزراعة السابق رياض حجاب بتشكيل الحكومة الجديدة، فيما وردت أنباء ليل أمس عن مجزرة جديدة في مزرعة القبير في ريف حماه راح ضحيتها حوالى 78 مواطنا سوريا بينهم اطفال ونساء.
نحو مجموعة دولية جديدة
وأفاد دبلوماسيون بان أنان سيقترح اليوم أمام مجلس الامن تشكيل مجموعة اتصال جديدة تضم الغربيين وروسيا والصين لإقناع دمشق ببدء حوار سياسي مع المعارضة. ولفت هؤلاء الدبلوماسيون الى ان انان قد يقترح حتى ان تضم مجموعة الاتصال الجديدة ايران. وسيتحدث انان اليوم أمام الجمعية العامة للامم المتحدة، ثم أمام مجلس الامن الدولي، لتقديم تقريره.
وأكد دبلوماسي في الامم المتحدة ان انان سيقدم افكارا جديدة لان خطته ذات البنود الستة الخاصة بسوريا «في الانعاش». واضاف «يجب اشراك روسيا في نوع من الاستراتيجية الانتقالية في سوريا».
ودعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من بكين إلى عقد «اجتماع يضم الدول ذات النفوذ الحقيقي على الجماعات السورية المختلفة»، ورشح لافروف إلى المشاركة في الاجتماع «تركيا وايران والسعودية والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، والاتحاد الأوروبي»، وأضاف أن الهدف «هو التوصل إلى اتفاق بأمانة ودون ازدواجية في المعايير، لتطبيق خطة كوفي انان، لأننا نؤيدها جميعاً». وذكر بأن «الاجتماع هذا يختلف عن اجتماعات أصدقاء سوريا، المخصصة لتأييد المجلس الوطني ومطالبه الجذرية».
وجاء في بيان مشترك نشر عقب زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العاصمة الصينية بكين، ان «روسيا والصين تعارضان بشكل قاطع المساعي لحل الازمة في سوريا عن طريق التدخل العسكري الخارجي، كما تعارضان فرض سياسة لتغيير النظام» في هذا البلد، فيما اعتبر لافروف أن تغيير النظام في سوريا سيقود إلى «كارثة».
من جهتها، استقبلت كلينتون بفتور دعوة لافروف إلى مؤتمر دولي معارضة مشاركة ايران، بقولها إنه «من الصعب تصور دعوة بلد يدير هجوم نظام الأسد على شعبه»، وأضافت «قبل أن أقوم بلقاءاتي واستمع إلى آراء المعنيين بشكل مباشر، لن أحكم مسبقا على ما إذا كان سنقيم مؤتمرا ومن سيكون مدعوا». وأدلت كلينتون بهذه التصريحات في أذربيجان قبل سفرها إلى اسطنبول حيث حضرت اجتماعا بشأن سوريا، بمشاركة
نظرائها السعودي والقطري والمصري والاردني والاماراتي والكويتي والتونسي والتركي والفرنسي والألماني والبريطاني، إضافة إلى وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون.
وردا على سؤال حول اقتراح روسيا اشراك ايران في مؤتمر حول الازمة السورية، اجاب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بعد اجتماع اسطنبول بأن «ايران لا يمكن ان تشارك باي شكل (في مؤتمر حول سوريا) لان مشاركتها ستتعارض اولا مع الهدف الذي ترمي اليه الضغوط القوية التي تمارس على سوريا، كما سيكون لهذا الامر تأثير على المحادثات حول البرنامج النووي الايراني وهذا الامر ليس مستحبا».
واتفق الوزراء المجتمعون في اسطنبول على تشكيل «مجموعة تنسيق» لدعم المعارضة السورية، وإرسال مبعوث لحضور اجتماع للتنسيق بين مختلف أطراف المعارضة السورية في 15 و16 حزيران الحالي، كما بحثوا «خطوات إضافية» تشمل «تنسيق عملية الانتقال إلى الديموقراطية في مرحلة ما بعد الأسد».
وقالت كلينتون قبل الاجتماع إن المشاركين سيناقشون «العناصر الأساسية لاستراتيجية انتقال ديموقراطي» في سوريا، وأضافت «حان الوقت لكي نوجه اهتمامنا جميعا إلى عملية انتقال منظم للسلطة في سوريا تمهد الطريق أمام مستقبل ديموقراطي ومتسامح وتعددي. من الواضح أن الرئيس الأسد لا يمكنه احلال السلام والاستقرار أو احداث تغيير ايجابي للشعب السوري وفشل في ذلك بل وعمل في الحقيقة ضد كل هذا.»
وقال وزير الخزانة الأميركي تيموثي غايتنر في اجتماع مجموعة العمل الخاصة بالعقوبات التابعة لمجموعة «اصدقاء سوريا» حيث التقى ممثلو أكثر من 55 دولة في واشنطن لبحث سبل زيادة العقوبات الاقتصادية ضد حكومة الأسد إنه «نظرا لعدم الامتثال بشكل جاد من جانب النظام لخطة أنان .. هذا هو الاتجاه الذي سنسلكه قريبا.»
واعترف غايتنر بأن العقوبات لن تكون كافية لوقف العنف أو إحداث تغيير سياسي لكنه قال إنها لعبت دورا مهما. واضاف «توضح العقوبات القوية لمجتمع الاعمال السوري وغيره من داعمي النظام أن مستقبلهم قاتم ما دام نظام الأسد في السلطة.»
وأضاف غايتنر ان «الولايات المتحدة تأمل في ان تنضم قريبا جميع البلدان المسؤولة الى اتخاذ اجراءات مناسبة ضد النظام السوري، بما فيها القيام بتحرك في مجلس الامن الدولي تحت الفصل السابع اذا لزم الامر بناء على ما طالبت به الجامعة العربية الاسبوع الفائت».
وأعلن وزير الخارجية الايطالي جوليو تيرزي امام لجنة برلمانية ان هناك خطرا من حصول إبادة في سوريا في غياب تدخل سريع. وصرح الوزير الايطالي امام لجنتي الشؤون الخارجية في مجلسي الشيوخ والنواب ان «استراتيجية دمشق قد تفضي الى ابادة في حال لم يتم التدخل سريعا». واوضح ان «استراتيجية دمشق واضحة، فهي تريد الدفاع عن بقائها عبر تصعيد العنف ضد السكان بأشكال اكثر مباشرة ووحشية ومن خلال تغذية النزاعات بين مختلف شرائح المجتمع السوري».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو في مؤتمر صحافي ان «بشار الاسد ما زال يصم بإصرار اذنيه عن سماع مطالب شعبه» وان قراره الاخير «لا يلبي تطلعات السوريين والمجموعة الدولية». واضاف «ثمة وضع ملح يقضي بأن يوقف النظام قتل شعبه ويتعهد بتطبيق خطة كوفي انان». ولم يرد فاليرو الذي سئل عن الفكرة المطروحة لتشكيل مجموعة اتصال تضم ايران والسعودية والتي ينسبها بعض وسائل الاعلام الى كوفي انان. واكتفى بالقول ان «المبعوث الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية يستطيع ان يوضح توصياته لوقف اعمال العنف» خلال مداخلاته المقررة في الامم المتحدة.
ميدانيات
وقتل حوالى 100 سوري في مجزرة جديدة في قرية القبير في ريف حماة في وسط سوريا، حسبما افاد مدير المكتب الاعلامي للمجلس الوطني السوري. وقال المسؤول الاعلامي محمد سرميني «هناك حوالى 100 قتيل في مزرعة القبير التابعة لبلدة معرزاف بعضهم قتلوا بالسكاكين، وبينهم عشرون طفلا بعضهم لم يتجاوز السنتين، وعشرون امرأة»، متهما قوات النظام السوري و«شبيحته» بارتكاب هذه المجزرة. وذكر ان بين الضحايا ايضا 24 شخصا من عائلة واحدة، فيما قال ناشطون آخرون إن ما لا يقل عن 78 شخصا قتلوا في المجزرة.
وبدوره اكد المرصد السوري لحقوق الانسان وقوع المجزرة. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «ليست لدينا ارقام محددة بسبب ورود انباء تباعا عن ارتفاع عدد الضحايا… ولكن المؤكد ان العشرات سقطوا في هذه المجزرة وبينهم اطفال ونساء». وقال عبد الرحمن «اكدت مصادر متطابقة من المنطقة انه بعد قصف القوات السورية للقبير ومعرزاف قدمت مجموعات من الشبيحة وقامت بقتل العشرات من ابناء المنطقة بالسلاح الابيض والسلاح الناري». واشار سرميني الى ان المجلس الوطني اجرى اتصالا عاجلا بالمراقبين الدوليين الموجودين في حماة و«وعدوا بالتوجه الى المكان على الفور». واوضح المصدر ان قرية القبير هي «عبارة عن مزرعة كبيرة لم تشهد اي اشتباك او عملية عسكرية من قبل» وتقع غربي معرزاف.
وقال سرميني «ان المجزرة تشبه مجزرة الحولة» في حمص التي وقعت في 25 ايار الماضي وقتل فيها 108 اشخاص، بحسب مراقبي الامم المتحدة، بينهم 49 طفلا.
وقتل 46 شخصا بينهم 12 جنديا على الاقل في اعمال عنف واشتباكات في مناطق مختلفة من سوريا، كما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان مشيرا الى تجدد القصف على مناطق في ريف اللاذقية شهدت الثلاثاء الماضي اشتباكات دامية. وافاد المرصد في بيان عن «استمرار العمليات العسكرية وسقوط القذائف على مداخل مدينة الحفة وقرى بكاس وشيرقاق وبابنا والجنكيل والدفيل التابعة لها في محاولة للقوات النظامية السيطرة على هذه المناطق». كما تحدث المرصد عن تعرض مدينة حلب وريفها ومناطق في ريف دمشق للقصف.
(«السفير»، أ ف ب، رويترز، أ ش ا)
أنان يقترح اليوم مجموعة اتصال دولية لإنقاذ خطته .. بانتظار التسـوية الروسـية الأميركية حول سـوريا
محمد بلوط
مؤتمر دولي من اجل سوريا. روسيا طرحت الفكرة، وكوفي أنان سيبلور الاقتراحات الأولى في الساعات المقبلة في مجلس الأمن، متجاوزاً النقاط الست التي لم يستطع ان يطبق منها أكثر من نشر 291 مراقباً، يحصون المجازر وعمليات القتل، محاولاً اعادة الكرة إلى ملعب مجلس الأمن والقوى الاقليمية والدولية المحيطة بالنظام والمعارضة، ودفعها إلى توحيد صفوفها وتحمل مسؤولياتها في الدفاع عن خطة الفرصة الأخيرة لإنقاذ سوريا من الحرب الأهلية، وفتح الباب أمام تغيير سلمي للنظام السوري.
المؤتمر الدولي الذي كانت «السفير» قد أشارت اليه السبت الماضي، قد يتحوّل في الساعات المقبلة إلى إطار يجمع كل العاملين على خط الأزمة السورية للتوصل إلى طريقة لإدارتها في مرحلة اولى، قبل الدخول في تسوية لن تنضج شروطها قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية الخريف المقبل، في مرحلة ثانية. وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد دعا إلى عقد «اجتماع يضم الدول ذات النفوذ الحقيقي على الجماعات السورية المختلفة»، ورشح لافروف إلى المشاركة في الاجتماع «تركيا وايران والسعودية والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، والإتحاد الأوروبي».
والهدف طبعاً هو تهميش «اصدقاء سوريا» التي ينظر اليها الروسي بأنها مجرد واجهة دبلوماسية لتسليح المعارضة السورية. وقال الوزير الروسي إن الهدف «هو التوصل إلى اتفاق بأمانة ودون ازدواجية في المعايير، لتطبيق خطة كوفي انان، لأننا نؤيدها جميعاً». وذكر الروسي بأن «الاجتماع هذا يختلف عن اجتماعات أصدقاء سوريا، المخصصة لتأييد المجلس الوطني ومطالبه الجذرية».
خطة انان التي لا يملك أحد بديلاً عنها، سوى القبول بحرب اهلية في سوريا، ستشهد توسعاً وتطويراً في نقاطها الست، بناءً على اقتراحات روسية. والأرجح أن الأمين العام للأمم المتحدة لا يزال يملك هامشاً واسعاً للمناورة وإنقاذ مهمته من الفشل، ليس بسبب عدم توفر بدائل عنها، بل لأن الدول الغربية التي تلوح بالبديل العسكري من وقت لآخر، تعرف انها غير قادرة على تكرار السابقة الليبية في سوريا. كما ان تدخلاً تحت البند السابع لم ينضج بعد، ليس بسبب الفيتو الروسي الصيني المتوقع، وانما لأن الدول المرشحة لقيادة عمليات عسكرية على الاراضي السورية، غير قادرة في الوقت الحاضر، وفي ظل الأزمة الاقتصادية الطاحنة غرباً، من بين اسباب أخرى، على فتح جبهة قتال جديدة في المشرق العربي.
الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان، اعترف امام المجلس الوزاري العربي في الدوحة الأسبوع الماضي بأننا «أخفقنا في تحقيق الأهداف التي وضعناها لأنفسنا: وقف العنف واطلاق عملية انتقالية تستجيب لتطلعات الشعب السورية المشروعة». لكنه يعود مع ذلك وأمام مجلس الأمن اليوم لطرح مجموعة من الأفكار تلاقي الموقف الروسي في منتصف الطريق.
وتفضي افكار انان الجديدة إلى إقامة مجموعة اتصال، تنبثق عن الاجتماع الذي يدعو اليه الروس. لكن إشراك ايران في المجموعة لا يزال موضع اعتراض اميركي كي لا يفسر ذلك رضوخاً لمطلب طهران الاعتراف بها شريكاً في اي تسوية حول سوريا.
والمجموعة ستضم إلى جيران سوريا تركيا والعراق ولبنان والاردن، ايران وقطر والسعودية، والأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن. وترتكز الخطة الجديدة على حل اقليمي مع رعاية دولية، اذا ما توصل انان إلى جذب السعوديين والقطريين والأميركيين إلى الجلوس مع الإيرانيين إلى طاولة واحدة.
وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، قد علقت حول نقطة دعوة ايران إلى المؤتمر الدولي، وإلى اي مبادرة جماعية حول سوريا «بأنه من الصعب تصور دعوة بلد ينسق عمليات نظام الرئيس الأسد ضد شعبه».
ويذهب الاقتراح الذي سيعرضه الأمين العام السابق للأمم المتحدة على اعضاء مجلس الأمن إلى تكليف المجموعة بصياغة خطة سياسية انتقالية مقبولة من جميع الأطراف، تعرض على المعارضة والرئيس بشار الأسد. وقد تحقق الأفكار الجديدة تقارباً ما بين روسيا والأطراف الاقليمية كتركيا وقطر والسعودية، التي تدعو وتعمل على تطوير حل عسكري وتسليح المعارضة. ويحمل الروس إلى الأفكار ضمانة قدرتهم على الحصول على تأييد شريحة واسعة من ضباط الجيش السوري لعملية انتقالية، وسيطرته على الأوضاع ومنع انتشار الفوضى او سقوط الدولة السورية.
وهي ضمانة للروس أنفسهم الذين يعتبرون الجيش السوري، حيث يتمتعون في أوساطه بنفوذ مهم، عدواً غريزياً لـ«الإخوان المسلمين»، وحاجزاً أمام محاولتهم التقدم نحو السلطة. كما يقدم الروس عدم معارضتهم رحيل الرئيس الأسد عن السلطة. لكن المساومة على الأسد تبقى مفتوحة روسياً وغربياً. اذ لا يزال الروس يرون أن لحظة خروجه يجب الا تكون في بداية العملية السياسية الانتقالية او شرطاً لإطلاقها وإنما في مرحلة متقدمة أو في ختامها. ويصرّ الروس أكثر من الغربيين، لا على تسمية الشخصية البديلة عن الرئيس التي ستقود العملية الانتقالية حاملة الصلاحيات الرئاسية، وإنما على شراكة عسكرية مدنية واضحة في قيادتها.
وكان مصدر دبلوماسي غربي مقرب من كوفي أنان قد قال لـ«السفير» إن مجموعة الاتصال التي نعمل على تكوينها، قد تنطلق من دون مؤتمر دولي، إذا ما تبين أنه من الصعب الجمع بين الأطراف الإقليمية. وتهدف الاقتراحات الجديدة إلى إبقاء خطة انان على قيد الحياة إلى ما بعد الانتخابات الأميركية، وهو الهدف الذي يعمل من اجله الروس. ومن المعتقد أن شروط تسوية روسية اميركية حول المنطقة قد لا تنضج قبل الانتخابات في تشرين الثاني المقبل، وأن مجموعة الاتصال ستكون اكثر فاعلية في ادارة الأزمة. وقال الدبلوماسي الغربي إنه على الرغم من الإعلانات الأميركية الكثيرة بشأن سوريا، إلا أن الإدارة الأميركية قررت ألا تفعل شيئاً حاسماً بصددها قبل انتهاء الانتخابات الرئاسية، خوفاً من المردود السلبي على حملة باراك اوباما الانتخابية من أي ارتفاع في منسوب التدخل في الأوحال السورية.
كلينتون: على الأسد أن يسلم السلطة ويغادر سوريا
اسطنبول- (رويترز): حثت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الخميس الرئيس السوري بشار الأسد على تسليم السلطة ومغادرة بلاده ووصفت المذبحة التي وقعت قرب حماة الاربعاء وألقي باللائمة فيها على مؤيدي الأسد بأنها فعل ينم عن انعدام الضمير.
وخلال تصريحاتها في مؤتمر صحفي باسطنبول أبدت كلينتون استعدادا للعمل مع كل أعضاء مجلس الأمن الدولي بما فيهم روسيا بشأن مؤتمر حول مستقبل سوريا السياسي. لكنها ذكرت أن هذا المؤتمر ينبغي أن ينطلق من مبدأ أن يفسح الأسد المجال أمام حكومة ديمقراطية.
وقالت كلينتون في مؤتمر صحفي في اسطنبول عقب اجتماعها مع وزراء خارجية دول عربية وغربية لبحث مكافحة الإرهاب “يجب أن ينقل الأسد السلطة ويرحل عن سوريا.”
وأضافت “العنف الذي يرعاه النظام والذي شهدناه مجددا في حماة امس ينم عن انعدام الضمير. الأسد ضاعف من وحشيته وازدواجيته وسوريا لن ولا يمكن أن يسودها الهدوء او الاستقرار ولا الديمقراطية بالطبع الى ان يرحل الأسد”.
وقال تلفزيون الدنيا السوري الرسمي الخميس إن مراقبين من الأمم المتحدة وصلوا إلى قرية مزرعة القبير التي يقول نشطاء من المعارضة إن 78 شخصا على الأقل قتلوا فيها الاربعاء.
وكان الجنرال روبرت مود رئيس بعثة المراقبة قد قال في بيان في وقت سابق إن الجيش السوري أعاد المراقبين وإن مدنيين أوقفوا بعض دوريات الأمم المتحدة.
وجاءت انباء المذبحة قبل ساعات من مناقشة مجلس الأمن الدولي للملف السوري.
وحثت كلينتون المجتمع الدولي على الاتحاد وراء خطة “قابلة للتنفيذ” وقالت إن واشنطن تريد التعاون مع اي دولة مادام هناك اتفاق على أن الأسد يجب ان يتخلى عن الحكم.
وأضافت “لدينا استعداد للعمل مع اي دولة بما في ذلك اعضاء مجلس الأمن التابع للامم المتحدة وسنفعل مادام هذا التجمع سيبدأ من منطلق أن على الأسد ونظامه أن يفسحا الطريق امام سوريا جديدة ديمقراطية.”
وقالت كلينتون انها سترسل مستشارها الخاص بشأن سوريا الى موسكو غدا ليبحث مع الحكومة الروسية الحاجة الى الانتقال السياسي في سوريا.
وأشارت الى أن خطة مبعوث السلام الدولي كوفي عنان التي كان محورها وقفا لإطلاق النار لم يصمد قط يجب أن تمنح فرصة اخيرة قائلة إن الدول الاخرى – ويحتمل انها تقصد روسيا والصين – لن تؤيد اتخاذ إجراءات أقوى ما لم يكن فشلها محققا.
وأضافت “نعتقد أن من المهم بالنسبة لنا أن نعطي كوفي عنان وخطته آخر قدر بإمكاننا من الدعم لأننا ولكي نضع الآخرين في حالة ذهنية لاتخاذ إجراء في مجلس الأمن يجب أن يكون هناك إدراك نهائي أنه لم يعد هناك جدوى”.
على صعيد منفصل قالت كلينتون اليوم إن القوى الكبرى تريد أن تأتي إيران إلى المحادثات النووية وهي مستعدة لاتخاذ خطوات لوقف تخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء نسبتها 20 بالمئة وهو مستوى يقربها من إنتاج مواد تصلح لإنتاج قنبلة نووية.
وقالت كلينتون للصحفيين “نريد منهم المجئ وهم مستعدون لاتخاذ خطوات ملموسة خصوصا في مجال التخصيب لنسبة 20 في المئة” في إشارة إلى اجتماع بشأن برنامج إيران من المقرر أن يعقد في موسكو يومي 18 و19 يونيو حزيران الجاري.
وتنقي إيران اليورانيوم الى درجة نقاء 20 في المئة وهي درجة اعلى من المستوى المطلوب لتشغيل محطات الطاقة النووية وتقول إنها ستستخدمه كوقود في ابحاث طبية.
لكن مسؤولين غربيين يشعرون بالقلق لأن مستوى 20 في المئة يتجاوز عقبات فنية كبيرة للوصول الى مستوى 90 في المئة وهي الدرجة المستخدمة في تصنيع القنابل. وهم يعتقدون أن ايران تخزن مواد اكثر من احتياجها للطب النووي.
مجزرة سورية جديدة: اشلاء اطفال وجثث متفحمة.. واطلاق نار على المراقبين
روسيا تتوعد بمنع صدور اي قرار من مجلس الامن يجيز ‘تدخلا خارجيا’ وتلمح لتأييد الحل اليمني
دمشق ـ عواصم ـ ‘القدس العربي’ ـ من كامل صقر ووكالات: تناثرت جثث متفحمة لنساء واطفال في منازل بالقبير حصدتها مجزرة اتهم نشطاء من المعارضة قوات وميليشيات النظام السوري بارتكابها الاربعاء في ريف حماة بوسط سورية، بينما نفت دمشق وقوعها، مؤكدة ان ما حصل في القبير هو ‘جريمة ارتكبها الارهابيون وراح ضحيتها 9 من النساء والاطفال’، كما نفت منع فريق المراقبين الدوليين من الوصول الى البلدة، واكدت انهم ‘دخلوا’ الى البلدة.
وقال ليث الذي يعيش قرب قرية القبير السنية الصغيرة عبر الهاتف لوكالة فرانس برس ‘تنتشر على الارض جثث متفحمة لاطفال ونساء وبنات’. ويعيش في القبير قرابة 150 من المزارعين ومربي الماشية.
وأفاد ناشطون سقوط قرابة الـ80 ضحية عدد كبير منهم من النساء والأطفال في قرية القبير بريف حماة مساء الأربعاء وأن بعض الجثث كانت قد احترقت حتى تفحمت، عقب ‘قصف’ طال القرية واتهمت أوساط المعارضة السلطات السورية بالمسؤولية عن ارتكاب ‘المجزرة’.
وقال مزارع سوري انه عاد إلى قريته مزرعة القبير بعد ست ساعات من انسحاب الدبابات ورجال الميليشيا منها فلم يجد سوى جثث متفحمة وسط بيوت يتصاعد منها الدخان.
وقال الرجل وهو يحكي كيف رأى القوات السورية والشبيحة المسلحين يهاجمون القرية وهو مختبىء في بستان زيتون لأسرته ‘كان الدخان يتصاعد من المباني وتفوح في المكان رائحة بشعة لاحتراق اللحم البشري’.
وقال لرويترز عبر الهاتف بعد ان طلب عدم الكشف عن هويته خوفا على سلامته ‘كانت كبلدة أشباح’.
فقد حاصرت الدبابات القرية وقصفتها بعد الظهر قبل ان تقتحمها بصحبة ميليشيات الشبيحة المترجلين والمسلحين بالسكاكين والاسلحة النارية والهراوات.
وقال شاهد عيان ‘بعد ان اطلق الجيش النار على المنطقة دخلت قوات الامن والشبيحة البيوت. سمعت اصوات طلقات الرصاص داخل ثلاثة منازل ثم شاهدتهم يخرجون ويشعلون فيها النار.. معظم الوقت لم اكن اسمع شيئا سوى اصوات نيران المدافع… بحلول الثامنة مساء كانوا قد انتهوا’.
وقال شاهد اخر ان ‘الشبيحة’ الذين وصلوا من المناطق العلوية القريبة ما لبثوا ان دخلوا القبير. وقال ‘كانوا يحملون رشاشات وسكاكين. لقد وصلوا من قرى قريبة مثل قرية العسيلة العلوية’.
واضاف ليث ‘قال لي اشخاص اعرفهم من هذه القرية ان الشبيحة سكروا ورقصوا حول الجثث، ورددوا هتافات تشيد ببشار الاسد’.
وقال انه تم الاتصال بالمراقبين الدوليين الذين يشرفون على وقف اطلاق النار في سورية ‘ثلاثين مرة، لكنهم لم يأتوا… وبكل بساطة لم يعد في وسعنا قبول ذلك … الناس يقتلون، الامر مفبرك، انها كذبة’.
ولم يتمكن مراقبو الامم المتحدة المنتشرون في سورية الخميس من الوصول الى القبير، حيث تم توقيفهم على حواجز للجيش او من قبل مدنيين، كما اعلن رئيس المهمة الجنرال روبرت مود، واعلنوا انهم سيحاولون مجددا الجمعة.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الخميس إن مراقبين تابعين للمنظمة الدولية في سورية تعرضوا لإطلاق نار أثناء محاولتهم الوصول لموقع المجزرة.
وفي كلمة ألقاها في بداية جلسة خاصة للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الأزمة في سورية أدان بان كي مون المذبحة في مزرعة القبير ووصفها بأنها ‘وحشية لا توصف’ ودعا الأسد مجددا إلى التطبيق الفوري لخطة عنان للسلام والمكونة من ست نقاط.
من جهته أدان البيت الابيض الخميس مذبحة القبير، ووصفها بأنها ‘أعمال قتل شائنة تستهدف المدنيين’، ودعا مجددا الدول الاخرى الى التوقف عن دعم الرئيس بشار الاسد والانضمام الى دعم عملية انتقال سياسي هناك.
كما وصف البيت الابيض في بيان رفض الحكومة السورية السماح لمراقبي الامم المتحدة بالوصول الى المنطقة بأنه ‘إهانة للكرامة الانسانية والعدالة’.
وبينما انشغلت الاسرة الدولية بالتنديد بالمجزرة وطالبت بتنحي الاسد اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الخميس في استانة ان بلاده ستمنع صدور اي قرار من مجلس الامن الدولي يجيز ‘تدخلا خارجيا’ في سورية،كما اعلنت بكين معارضتها الشديدة لاي تدخل عسكري خارجي في سورية.
وقال الوزير الروسي خلال زيارة الى عاصمة كازاخستان ‘لن يكون هناك تفويض (من الامم المتحدة) لتدخل خارجي في سورية. اضمن لكم ذلك’.
وبالنسبة للمؤتمر الدولي الذي كان قد اقترحه أمس في بكين بشأن سورية بمشاركة إيران، أشار وزير الخارجية الروسية إلى أن الصين وفرنسا وإيران ردت بإيجابية على الدعوة الروسية.
وكان دبلوماسي روسي كبير قال الخميس إن موسكو ستقبل انتقال السلطة في سورية على غرار ما حدث في اليمن اذا قرر الشعب هذا، وذلك في أحدث التصريحات التي تهدف فيما يبدو الى أن ينأى الكرملين بنفسه عن الرئيس بشار الأسد.
وحاول الدبلوماسي تخفيف الضغط عن روسيا للمساعدة في ترتيب ترك الأسد الحكم قائلا إن مصير الرئيس السوري ‘ليس أمرا يتعلق بنا’ بل أمر يرجع للسوريين أنفسهم، مؤكدا موقفا تعبر عنه موسكو منذ فترة طويلة.
ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن نائب وزير الخارجية ميخائيل بوجدانوف ‘تنفيذ ما يسمى سيناريو اليمن لحل الصراع في سورية لن يكون ممكنا الا اذا وافق عليه السوريون انفسهم’.
وأضافت ‘ناقش اليمنيون سيناريو اليمن بأنفسهم. اذا ناقش السوريون هذا السيناريو بأنفسهم وتبنوه فإننا لسنا ضده’.
ومن جانبه دعا كوفي عنان المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سورية الأمم المتحدة الخميس إلى ‘التحرك سريعا’ في سورية التي تسير صوب حرب أهلية شاملة.
وقال عنان ‘أعتقد انه سيكون هناك قمع وحشي ومذبحة وحتى حرب أهلية شاملة سيخسر فيها كل السوريين’.
المعارضة السورية مع اقتراب ساعة الحسم
صحف عبرية
مسألة المعارضة السورية وقدرتها على أن تشكل بديلا لحكم الاسد، كانت احدى المسائل المركزية وغير المحلولة قبل اندلاع الربيع السوري في اذار 2011. نظام عائلة الاسد نجح في تثبيت نفسه على مدى 42 سنة كمنظومة مستقرة لم تترك مجالا واسعا لنشاط المعارضة الداخلية، باستثناء تمرد الاخوان المسلمين الذي قمع في 1982 وفترة قصيرة جدا في بداية حكم بشار عُرفت باسم ‘ربيع دمشق’. في ظل غياب معارضة داخلية ذات مغزى، بقيت الساحة أساسا في يد جماعات المعارضة التي عملت من خارج سوريا. وتراوحت هذه بين محور المنسحبين من النظام مثل رفعت الاسد، عم بشار، او عبدالحليم خدام وبين المحور النشط للاخوان المسلمين (الذين نقلوا مركز نشاطهم الى خارج سوريا بعد احداث 1982) والى جانبهم بعض جماعات الاقليات، ولا سيما الاكراد والمسيحيين. وتضمنت المعارضة ايضا شخصيات ليبرالية اكثر مثل رجال ‘اعلان دمشق’ الاعلان الذي وقع عليه 500 مفكر وناشط سوري في 2005 مطالبين بالغاء قوانين الطوارىء، احترام حقوق الانسان وحقوق الاقليات والشروع في حوار وطني على مستقبل سوريا. كما أنها تضمنت احزاب منفى كحزب الاصلاح السوري، حزب الانفتاح أو ‘التحالف الديمقراطي السوري’، ممن عملوا على نحو منقطع عما يجري داخل سوريا. المعارضة السورية بعد بدء الثورة لم تعد تدور حول ذات المحاور. من جهة، كان يخيل أن ‘المعارضات الرمزية’ بمعنى تلك التي مثلت بقايا النظام القديم، وكذا تلك الجماعات في المنفى، ممن عملوا أساسا لاغراض العلاقات العامة ولكن دون تمثيل حقيقي على الارض فقدت نفوذها. ومن جهة اخرى، التنظيمات الجديدة التي نشأت على الارض وفرت جملة من الوجوه الجديدة التي تبدو اكثر أصالة وان كانت أقل شهرة. وبالعموم يمكن القول انه باستثناء محور الاخوان المسلمين الذي حافظ على استقرار نسبي وبعض الشخصيات في المحور الديمقراطي لدائرة ‘اعلان دمشق’، فان معظم رجالات المعارضة القدامى والمعروفين دحروا الى الهوامش في ضوء الواقع المتغير وزعماء الثورة الجدد الذين خرجوا منها.
عدة متغيرات يمكنها أن تشرح الصعوبة في ‘وحدة الصف’ للمعارضة. الاول يكمن في مبنى المجتمع السوري، في الفسيفساء الطائفي، القبلي ومبنى المصالح المختلفة للقوى السياسية المركزية في سوريا: رجال الاخوان المسلمين (الذين ينقسمون بين قيادة الداخل والخارج)، زعماء القبائل، مجموعة اعلان دمشق (والتي بكونها ديمقراطية تنقسم على ذاتها)؛ المجموعة الوطنية التي بعضها يتشكل من رجال اصلاح من النظام القديم؛ الاكراد الذين اقاموا مجلسا خاصا بهم يدعو الى حكم ذاتي ثقافي بل والى فك ارتباط سياسي عن سوريا؛ والمسيحيين الآشوريين. المتغير الثاني يكمن في التوتر البنيوي الذي بين آلية الداخل وآلية الخارج. فالثورة التي بدأت في مدينة حمص الجنوبية وانتشرت بالتدريج الى كل أرجاء سوريا، خلقت مبنى قياديا مبعثرا وغير متجانس يضم لجان المقاومة المحلية، سرايا ‘الجيش السوري الحر’ ومجموعات وشخصيات قادت المظاهرات ونشاطات اخرى. الزعماء الميدانيون في سوريا ليسوا دوما على تنسيق مع القيادة السياسية التي تتخذ من خارج سوريا مقرا لها.
متغير آخر هو دور جهات خارجية وعلى رأسها حزب الله، ايران ومنظمة القاعدة التي وجودها، او وجود منظمات سلفية راديكالية منها أكدته مؤخرا محافل المعارضة. أجهزة الامن الاردنية تقدر بان نحو 1.500 مقاتل من الجهاد يشاركون اليوم في القتال في سوريا. دور ايران، الذي يجد تعبيره في نقل الاموال والمعدات، دعم حزب الله ومحاولات سياسية للتأثير على المعارضة السورية، يفاقم هو ايضا الانشقاق ويثير القلق لدى اولئك الذين لا يزالون يأملون في ايجاد طريق لبناء سوريا اكثر ليبرالية وديمقراطية.
انطلاقا من الاعتراف باهمية الوحدة ومحاولة التغلب على المصاعب انعقدت في اسطنبول في تشرين الاول 2011 مجموعة نشطاء سوريين في معظمهم مثقفون منفيون لاقامة المجلس الوطني السوري. على أساس الالهام الذين استمده من المجلس الانتقالي الليبي، حاول المجلس الوطني السوري، بـ 270 من اعضائه ان يبني نفسه كنموذج لمبنى سياسي يمكنه أن يرث مع حلول اليوم الحكم في الدولة. وعين المجلس سكرتاريا من 21 عضوا ولجنة ادارية من 8 أعضاء على أساس المجموعات المركزية آنفة الذكر. توزيع المقاعد التمثيلي هذا نص عليه في اتفاق التشكيل انطلاقا من الرغبة للتوازن بين الجماعات الاساسية المختلفة وكذا لخلق صورة معارضة تمثيلية. منذ تشكيله، انعقد المجلس في تشكيلات مختلفة أكثر من دزينة من المرات انطلاقا من الرغبة في توحيد الصفوف وتحقيق اعتراف دولي فيه كهيئة معارضة سورية تمثيلية. غير أن الجدالات الداخلية، الاستقالات والرسائل العامية التي كتبت ضد المجلس وزعمائه، أدت الى فشل خطوتين: من جهة لم يحظَ المجلس بالاعتراف الخارجي الذي تطلع اليه، ومن جهة اخرى لم ينجح في أن يموضع نفسه في الساحة الداخلية السورية كهيئة تمثل المعارضة بألوانها المختلفة.
في هذا السياق ينبغي أن نتناول على نحو منفصل الدور الهام للمعارضة العسكرية والتي اتسعت في ضوء تواصل الاحداث في سوريا. المعارضة العسكرية بدأت تنتظم برعاية لجان المقاومة المحلية وبعد ذلك برعاية جيش سوريا الحل، الذي فجأ الكثيرين في انجازاته حيال الجيش السوري في الاشهر الاخيرة من العام 2011 (ولا سيما النشاط في جسر الشاغور، الرُستان، الزبداني، إدلب، حمص بل وفي عدة ضواحي من دمشق). زخم التمرد العسكري أدى الى موجة فرار مثل فرار المقدم حسين حرموش الذي بروح العصر نشر قراره في فيلم قصير صدر على لانترنت. ولاحقا ضم اليه نحو 150 جنديا في اثناء الحملة في مدينة بضمة في اقليم ادلب في حزيران 2011. الفرار المغطى اعلاميا ادى لى موجة من الفرار المشابه والى اقامة ‘حركة الضباط الاحرار’، شكلت القاعدة المنظمة الاولى للمعارضة العسكرية.
بعد نحو شهر من ذلك، في تموز 2011 أعلن العقيد رياض الاسعد الى جانب 6 ضباط منسحبين، عن اقامة جيش سوريا الحر وهدفه تنسيق العمل العسكري ومعالجة الاحتياجات اللوجستية للمقاتلين وللسكان الخاضعين لحصار قوات الاسد. غير أن هنا ايضا وحدة الهدف لم تمل وحدة الصف. الاسعد، الذي يعتبر اكثر ارتباطا بلجان المقاومة في سوريا، اختار الا يرتب بالمنظمة العليا للمجلس الوطني السوري، الذي في هذه الاثناء أقام مجلسا عسكريا خاصا به. الاتراك، المعنيون بالذات بمساعدة المجلس الوطني، والمعسكر الاسلامي المتعزز في داخله أوضحوا للعقيد الاسعد وشريكه الجنرال فايز عمر بانه من الافضل لهما قبول إمرة المجلس الوطني. وردا على المسار الذاتي الذي اختاره الرجلان، يمنعهما الاتراك من الخروج من حدود معسكر اللاجئين أفيدين القائم في نطاق تركيا، او الحديث مع الصحفيين والدبلوماسيين الذين حاولوا زيارتهما. الاسعد وعمر من جانبهما يواصلان مساعي التنسيق ويفحصان امكانيات مظلة سياسية خارج صفوف المجلس الوطني السوري. بالتوازي أعلن عدد من زعماء القبائل عن اقامة الذراع العسكري لقبائل سوريا والذي يعمل بالتوازي مع سرايا الجيش الحر.
تحدي وحدة الصف بعيد إذن عن ان يكون في متناول اليد. في الجبهة السياسية يقف المجلس الوطني الذي يعكس تمثيلا أدق لجماعات مصلحية ضيقة، اسلامية في معظمها فيما يقف حياله رجال معارضة قدامى غير مستعدين لمنحه الشرعية وكذا جماعات منافسة سبق أن اقاموا حكومة مستقلة في المنفى برئاسة نوفل الدواليبي، ابن معروف الدواليبي الذي شغل منصب رئيس الوزراء الاخير في سوريا قبل انقلاب البعث في 1963. الانتقاد الداخلي والخارجي يمنع المجلس الوطني من أن يترسخ كهيئة تمثيلية للمعارضة السورية وكشريك مركزي لحكومات الغرب التي تسعى الى مساعدة هذه المعارضة. في الجبهة العسكرية يعتبر الجيش السوري الحر كمؤثر، مصداق وأكثر ارتباطا بالميدان. غير ان هنا أيضا، واضح ان صف القيادة ليس موحدا. فخليط من ادارة المعركة من معسكر لاجئين تحت اشراف تركي وبين الاحداث في الميدان والتي تحركها لجان المقاومة المحلية يدل على قيادة عسكرية معناها رمزي كونه من الصعب ادارة الحرب في ظل غياب قيادة، وسائل اتصال بل وحتى حرية حركة للقادة. ومع ذلك، تنجح المعارضة العسكرية في مواصلة ضرب الجيش السوري كما تفيد القضية الاخيرة التي انكشفت فيها محاولة التسميم التي جرت ضد وزير الدفاع السوري، داود رزحا، وزير الداخلية محمد الشهار وصهر الاسد ورجل ثقته عاصف شوكت.
الدول الغربية، التي لا تزال تبحث عن الطريق السليم لمساعدة المعارضة، تبنت لنفسها منذ الان عدد من القنوات في ظل تشتيت المخاطرة والامتناع عن الاعلان عن مجموعة معينة، بما في ذلك المجلس الوطني، كمنظمة ممثلة. على خلفية الانتخابات في مصر والتي أظهرت المسافة التي بين بدايتها كثورة ليبرالية ونهايتها بتعزز كبير للاصوات الاسلامية، يحذر في افعالهم ايضا اولئك المعنيون بنجاح المعارضة. ومع ذلك، واضح أنه بدون مساعدة خارجية سيصعب على المعارضة الصمود وعليه يتردد الغرب في مسألة من يدعم في ظل محاولات حذرة لمساعدة المحافل التي تعتبر اكثر اعتدالا. في هذه الاثناء هنا ايضا لا توجد وحدة صف ويخيل أن الغرب يبذل استثماراته في معسكر المعارضة الليبرالية بينما محافل في الخليج وفي ايران (التي تفهم بانه يجب الاستعداد لسيناريو لا يتضمن الاسد) تعزز المعارضة الاسلامية، وذلك بالتوازي مع محاولات السعوديين تحقيق حل وسط سياسي وحوار بين المعارضة والاسد.
ظاهرة الانقسام ليست جديدة وبقدر كبير تميز آلية ‘الربيع العربي’. والدليل 81 حزبا ومئات المرشحين المستقلين في الانتخابات التونسية وظاهرة مشابهة في مصر. وعليه يخيل أنه لا يمكن التوقع لتغييرات ذات مغزى في آلية ‘وحدة الصف’ من الداخل. من هنا فان المفتاح لـ ‘محطم التعادل’ الممكن يكمن في قرار الغرب التدخل في صالح المعارضة بشكل عام في ظل اختيار واع للمعسكر الصحيح. غياب التدخل الذي يجد تعبيره في اعتراف سياسي، في مساعدة للجيش الحر او في ضمان رواق انساني، سيساعد الاسد على استغلال الانقسام لغرض تأكيد الادعاء بان الاحداث في سوريا تحركها اساسا محافل الارهاب وليس المعارضة الشرعية. تدخل الغرب وان كان سيقرب تنحية الاسد الا انه ينطوي ايضا على مخاطرة لمواصلة الانقسام وتعاظم العنف في اليوم التالي. ومع ذلك، يبدو أن استمرار الاحداث في صيغتها الحالية وتعزز المحافل السلفية سيعزز امكانية أن يتدخل الغرب اخيرا ليغير موازين القوى بين النظام والمعارضة. ومثلما في حالة ليبيا، يخيل أن هنا ايضا يلوح سيناريو تقود فيه اوروبا الخطوة.
مفترق الشرق الاوسط 7/6/2012
كاميرون: مجزرة “القبير” وحشية ومقززة
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
وصف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون المجزرة التي حصلت في قرية مزرعة القبير في ريف حماه بـ”الهجوم الوحشي والمقزز”.
وقال تلفزيون الدنيا السوري الرسمي يوم الخميس إن مراقبين من الأمم المتحدة وصلوا إلى قرية القبير، في حين قال الجنرال روبرت مود رئيس بعثة المراقبة في بيان في وقت سابق إن المراقبين منعوا من الوصول إلى مكان المجزرة.
كما نفى الناشط السياسي في حلب أبو هادي الحموي وصول المراقبين إلى مكان المجزرة، مؤكدا أن قوات الأمن منعتهم.
وأكد أن المراقبين خشوا تعرض حياتهم للخطر إذا تعرضوا لإطلاق نار من قوات نظامية كما حدث معهم سابقا في دوما.
وفي الوقت ذاته قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 23 شخصا قتلوا برصاص الأمن الخميس.
ودعا كاميرون المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراء منسق ضد الرئيس السوري بشار الأسد لعزل نظامه.
وقال إنه في حال كانت التقارير الواردة بشأن “الهجوم الوحشي المثير للاشمئزاز” صحيحة، فإنها تمثل دليلا جديدا على أن نظام الأسد “غير شرعي على الإطلاق ولا يمكنه البقاء”.
وشدد رئيس الوزراء البريطاني أثناء زيارة للنرويج على ضرورة اتخاذ المزيد من الإجراءات لعزل نظام الأسد وإظهار أن “العالم أجمع” يريد تحقيق انتقال سياسي في سوريا ويدين “بشدة” النظام السوري.
وقال نشطاء معارضون للحكومة إن قتالا عنيفا تفجر على مشارف العاصمة السورية دمشق وضواحيها، بعد دعوة المجلس الوطني السوري مسلحين تابعين له بتصعيد العمليات العسكرية ردا على مجزرة في حماة أوقعت ما يقرب من مائة قتيل.
وقال سكان في وسط مدينة دمشق إنهم سمعوا أصوات إطلاق نار كثيف بينما أفاد نشطاء في الضواحي بسماع دوي انفجارات ونيران أسلحة آلية.
وفي مناطق أخرى، قال نشطاء محليون إنهم شاهدوا طائرات مروحية تحلق فوق بعض المواقع.
من جانبه، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بوقوع اشتباكات عنيفة في جوبر وهي منطقة سكنية على مشارف دمشق.
ولم ترد تقارير من النشطاء عن إصابات فيما يصعب التحقق من مثل تلك التقارير حيث تفرض الحكومة قيودا على حركة وسائل الإعلام الدولية بسوريا.
وتأتي تلك التقارير بعد ساعات قليلة من دعوة المجلس الوطني السوري المعارض لمقاتلي ما يعرف بالجيش السوري الحر من أجل تصعيد الهجمات العسكرية ضد قوات الرئيس بشار الأسد، في أعقاب المجزرة التي وقعت بمحافظة حماة وقتل فيها 92 شخصا من بينهم 35 من عائلة واحدة.
“الوطني” يدعو للتصعيد
وقال المجلس الوطني في بيان: “إن مسلحي المعارضة الذين يعملون تحت مظلة الجيش السوري الحر يجب عليهم أن يصعدوا العمليات العسكرية لتخفيف الضغط عن المدنيين الذي يتعرضون للحصار والقصف والهجمات في محافظات حماة واللاذقية وحمص”.
وكان 92 شخصا بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، ومنهم 35 شخصا من عائلة واحدة، قتلوا الأربعاء في مجزرة في قرية القبير ببلدة معرزاف بريف حماة في وسط سوريا، ليرتفع عدد القتلى في جميع أنحاء البلاد إلى 140، حسبما أفادت لجان التنسيق المحلية.
وقالت اللجان في بيان لها حصلت “سكاي نيوز عربية” على نسخة منه: “سقط 92 شهيدا في حماه بينهم 35 من عائلة واحدة وأصغرهم طفل يبلغ ثلاثة أشهر”.
وأشارت إلى سقوط 15 قتيلا في اللاذقية شمال غرب البلاد و 11 في إدلب, كما سقط 12 قتيلا في حمص وسط سوريا، وخمسة قتلى في دير الزور (شرق) بالإضافة إلى قتيلين في ريف دمشق (جنوب) وقتيل في ودرعا (جنوب).
من جانبه، قال المسؤول الإعلامي في المجلس الوطني السوري المعارض محمد سرميني إن “هناك حوالى 100 قتيل في مزرعة القبير قتلوا بالسكاكين، وبينهم عشرون طفلا بعضهم لم يتجاوز السنتين، وعشرون امرأة”، متهما قوات النظام السوري و”شبيحته” بارتكاب هذه المجزرة.
وبدوره أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان وقوع المجزرة.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لـ”فرانس برس”: “ليست لدينا أرقام محددة بسبب وورد أنباء تباعا عن ارتفاع عدد الضحايا لكن المؤكد أن العشرات سقطوا في هذه المجزرة وبينهم أطفال ونساء”.
وتابع عبد الرحمن: “أكدت مصادر متطابقة من المنطقة أنه بعد قصف القوات السورية للقبير ومعرزاف قدمت مجموعات من الشبيحة وقامت بقتل العشرات من أبناء المنطقة بالسلاح الأبيض والسلاح الناري”.
وبدوره، روى الرائد ماهر النعيمي المسؤول في الجيش السوري الحر المعارض لفرانس برس أن المجزرة بدأت الساعة الثانية، عندما وصلت ثلاث دبابات إلى المنطقة وحاصرت قرية القبير التي تضم 15 منزلا فقط”.
وأضاف أن الدبابات “قصفت القرية بعنف ودمرت أجزاء كبيرة منها، وتلا ذلك دخول حافلات أمن وشبيحة بعضهم من القرى المجاورة الموالية للنظام إلى القرية، واقتحم هؤلاء المنازل بالبنادق والأسلحة النارية”.
وقال إن المقتحمين “قتلوا من قتلوا وقاموا بتهشيم بعض الجثث”.
وأضاف النعيمي الذي يتحدر من المنطقة أن “عناصر من الجيش الحر دخلت القرية بعد المجزرة، والتقطت صورا وجمعت الجثث وأحصت منها بشكل مؤكد 78 قتيلا”.
وأشار النعيمي إلى أن قوات النظام أخذت معها لدى خروجها من القرية “ثلاثين جثة على الأقل”، وأن بعض هذه الجثث “تم سحلها بالآليات في قرية أصيلة التي تبعد حوالى ستة كيلومترات عن مكان المجزرة”.
دمشق تنفي مسؤوليتها
ونفت الحكومة السورية ضلوعها في المجزرة في حماة، متهمة ما وصفتها بمجموعة إرهابية بارتكاب المجزرة، حسب ما ذكره التليفزيون الرسمي.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الحكومية عن مصدر وصفته بالرسمي قوله”إن مجموعة إرهابية مسلحة قامت صباح أمس في المزرعة المذكورة (القبير) بارتكاب جريمة مروعة ذهب ضحيتها تسعة مواطنين من النساء والأطفال”.
وأضاف أنه بعد وقوع الجريمة “ناشد أهالي المزرعة السلطات المعنية بالمحافظة التدخل لحمايتهم ووقف جرائم الإرهابيين فتوجهت الجهات المختصة إلى المزرعة المذكورة، وداهمت وكر المجموعة الإرهابية واشتبكت معها ما أدى إلى مقتل أفراد المجموعة ومصادرة أسلحتهم وشملت قذائف ار بي جي ورشاشات وقنابل يدوية”.
“حولة” أخرى
ومن جانبه، أشار سرميني إلى أن المجلس الوطني أجرى اتصالا عاجلا بالمراقبين الدوليين الموجودين في حماة و”وعدوا بالتوجه إلى المكان على الفور”.
وقال إن “قرية القبير عبارة عن مزرعة كبيرة لم تشهد أي اشتباك أو عملية عسكرية من قبل” وتقع غرب معرزاف.
وقال سرميني “إن المجزرة تشبه مجزرة الحولة” في حمص التي وقعت في 25 مايو وقتل فيها 108 أشخاص، بحسب مراقبي الأمم المتحدة، بينهم 49 طفلا.
واتهمت المعارضة السورية “قوات النظام وشبيحته” بالمجزرة، بينما أكدت السلطات السورية أنها من تنفيذ “مجموعات إرهابية مسلحة”.
ودان مجلس الأمن الدولي المجزرة، مشيرا إلى أن الهجمة على الحولة “تضمنت سلسلة غارات من الدبابات والمدفعية الحكومية ضد حي سكني”، وأن “هذا الاستخدام الفاضح للقوة ضد المدنيين ينتهك القوانين الدولية والتزامات الحكومة السورية”.
الإخوان يتهمون النظام
ومن جانبها، اتهمت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا يوم الخميس نظام الأسد بارتكاب المجزرة، محملة المجتمع الدولي ودول الجوار العربي والإسلامي مسؤولية المجازر بحق الشعب السوري.
واعتبرت الجماعة في بيان أن “مسلسل المجازر” لن يتوقف، واصفة ما “يرتكبه بشار الأسد وأعوانه ومؤيدوه” من “قتل وذبح للأطفال والنساء وحرق وتمثيل بالأجساد هو فعل قاصد ممنهج”.
وحملت الجماعة “المجتمع الدولي بكل مؤسساته ودوله، كما الجوار العربي والإسلامي دولا وشعوبا مسؤولية ما يجري على الأرض السورية من قتل وذبح وانتهاك”.
وانتقد البيان مسبقا المواقف الدولية سواء تلك الداعمة للنظام أو المعادية له، مشددا على أن “ما جرى ويجري من مجازر في سوريا منذ 15 شهرا لم يتوقف بالشجب والاستنكار ولا بالوعيد والتصريحات المتضاربة”.
وحذر البيان بان “الأسد وشبيحته” سيستمرون في المجازر ما داموا “يعلمون أن المدنيين العزل لا يجدون الوسيلة التي يدافعون بها عن أنفسهم”.
جثث متفحمة تشهد على مجزرة القبير في سوريا
أ. ف. ب.
تتناثر جثث متفحمة لنساء واطفال في منازل في القبير، حصدتها مجزرة اتهم نشطاء من المعارضة وشاهد، قوات وميليشيات النظام السوري بارتكابها الاربعاء في ريف حماة وسط سوريا.
نيقوسيا: قال ليث الذي يعيش قرب قرية القبير السنية الصغيرة عبر الهاتف لوكالة فرانس برس “تنتشر على الارض جثث متفحمة لاطفال ونساء وبنات”. ويعيش في القبير قرابة 150 من المزارعين ومربي الماشية.
واضاف ليث بصوت متهدج “ما رأيته لا يمكن تصوره. انها مجزرة رهيبة (…) لقد تمت تصفيتهم واحرقت جثثهم. لقد اخذوا جثث الشباب”.
وفضل الشاب التكتم على اسم عائلته، خشية تعرضه لاعمال انتقامية من قوات النظام.
ولا يمكن التحقق من هذه المعلومات من مصدر مستقل بسبب القيود الصارمة المفروضة على الصحافيين في سوريا.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن الخميس لفرانس برس ان 55 شخصا على الاقل قتلوا الاربعاء، هم 49 في القبير وستة في قرية مجاورة. واضاف ان “18 امرأة وطفلا هم بين الضحايا”.
أطفال ونساء من بين ضحايا مجزرة القبير
ولكن السلطات السورية نفت حصول مجزرة وقالت ان تسعة من النساء والاطفال قتلوا في القبير الاربعاء في “جريمة وحشية” نفذتها “مجموعة ارهابية مسلحة” اشتبكت معها قوات الامن وقتلت عناصرها.
وقال ليث “لم تجر اي تظاهرة” معارضة للنظام في القرية منذ بداية التظاهرات في سوريا في منتصف اذار/مارس 2011.
وبدأت المجزرة في حوالى الثانية بعد الظهر الاربعاء (11,00 ت غ)، بحسب ليث الذي قال ان دبابات حاصرت المنطقة “وبدأت القوات بقصف القبير من دون توقف حتى الثامنة مساء”.
واضاف ان “الشبيحة” الذين وصلوا من المناطق العلوية القريبة ما لبثوا ان دخلوا القبير. وقال “كانوا يحملون رشاشات وسكاكين. لقد وصلوا من قرى قريبة مثل قرية العسيلة العلوية”.
ويتسلم العلويون المناصب الرئيسة في الدولة في سوريا. والرئيس بشار الاسد ينتمي الى الطائفة العلوية.
واضاف ليث “قال لي اشخاص اعرفهم من هذه القرية ان الشبيحة سكروا ورقصوا الليلة الماضية حول الجثث، ورددوا هتافات تشيد ببشار الاسد”.
وقال انه تم الاتصال بالمراقبين الدوليين الذين يشرفون على وقف اطلاق النار في سوريا “ثلاثين مرة. لكنهم لم يأتوا … وبكل بساطة لم يعد في وسعنا قبول ذلك … الناس يقتلون، الامر مفبرك، انها كذبة”.
ولم يتمكن مراقبو الامم المتحدة المنتشرون في سوريا الخميس من الوصول الى القبير، حيث تم توقيفهم على حواجز للجيش او من قبل مدنيين، كما اعلن رئيس المهمة الجنرال روبرت مود.
واتهم ناشطون من حماة ايضا الشبيحة بأنهم المسؤولون عن المجزرة في هذه القرية الصغيرة.
واعتبر ابو غازي الحموي الناشط الذي يتحدث باسم مستعار خوفا من الانتقام، “اعتقد انهم طلبوا من الشبيحة ان يسلموا الشعب السوري رسالة تفيد +إما ان تكونوا معنا او ضدنا+”.
وقال لوكالة فرانس برس عبر السكايب “كل من هم على الحياد يصبحون هدفا لأن النظام لم يعد يعرف ماذا يفعل لوقف الثورة. يحاول ان يثبت انها حرب وليست ثورة”.
واضاف ان “العنف اسوأ في المناطق التي يعيش فيها السنة والعلويون جنبا الى جنب. النظام يحاول ان يقسم المجتمع”، موضحا انه تحدث مع احد الناجين من المجزرة التي افلت منها بالتظاهر انه مات ولكنه فقد “35 من افراد عائلته”.
وأخذ هو ايضا على مراقبي الامم المتحدة عجزهم عن الوصول سريعا الى الموقع.
واضاف “عندما انتشر الجيش وبدأ قصف 20 الى 25 منزلا، اتصل ناشطون بمراقبي الامم المتحدة الذين اجابوهم انهم لا يستطيعون الذهاب لان الوقت متأخر”.
وقال مصعب الحمادي الناشط الاخر في حماة ان “النظام يريد التسبب في مواجهات طائفية في البلاد”.
واضاف ان “الجميع هنا يعتمد على الجيش السوري الحر. لقد تخلى عنا العالم”.
كوفي انان يعبر عن “اشمئزازه وتنديده” بالمجزرة
عبر المبعوث الدولي الى سوريا كوفي انان الخميس عن “اشمئزازه وتنديده” إثر مجزرة القبير في وسط سوريا معربا عن امله في تحلي المجتمع الدولي بمزيد من الحزم والوحدة لفرض تطبيق خطته للسلام في هذا البلد.
وقال خلال جلسة للجمعية العامة للامم المتحدة حول سوريا “اعرب عن اشمئزازي وتنديدي اثر المجزرة الجديدة التي راح ضحيتها عشرات المدنيين بينهم نساء وأطفال” الاربعاء في قرية القبير في محافظة حمص في وسط سوريا.
واضاف “يجب معاقبة المسؤولين. لا يمكن ان نسمح بان تصبح المجازر واقعا يوميا في سوريا”، مشيرا الى ان “الازمة تزداد تدهورا والعنف يتفاقم” في هذا البلد.
واضاف “اذا لم تتغير الامور فان مستقبل (سوريا) سيكون بلا شك القمع الوحشي والعنف الطائفي وحرب اهلية كاملة”، مؤكدا ان “السوريين كافة سيكونون خاسرين”.
وذكر انان بان المجتمع الدولي يدعم خطته بشكل موحد، ودعاه الى “رفع مستوى هذه الوحدة” و”التحرك بسرعة” لإنهاء هذا العنف وحل الازمة السورية.
وقال “بكل صراحة، علي ان اؤكد ان الخطة (خطة انان للسلام في سوريا) لا تطبق”، مضيفا انه “بديهي القول ان الوقت قد حان لتحديد ما يمكننا القيام به اكثر لضمان تطبيق هذه الخطة و/او الخيارات الاخرى المتوفرة للتعامل مع هذه الازمة”، من دون ان يقدم مقترحات محددة بهذا الشان.
واذ اشار الى ان المطالبة بتطبيق خطته ليست كافية، اكد انه “يجب ان نعلن صراحة انه ستكون هناك عواقب اذا لم تطبق الخطة”، كما يتعين “تمهيد الطريق بشكل اوضح باتجاه انتقال سلمي” للسلطة في سوريا.
وختم بالتأكيد انه “اذا تجمعنا حقا وتحدثنا بصوت واحد، اعتقد انه من الممكن تفادي الاسوأ وتمكين سوريا من الخروج من الازمة”.
ومن المقرر ان يخاطب انان بعد ظهر الخميس مجلس الامن. وبحسب دبلوماسيين في الامم المتحدة سيقترح انشاء فريق اتصال دولي جديد لسوريا يضم الغربيين وايضا روسيا والصين حليفتي دمشق.
آشتون: مجزرة القبير في سوريا “لا تغتفر”
نددت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون الخميس بالمجزرة التي شهدتها بلدة القبير السورية الاربعاء، مؤكدة انها جريمة “لا تغتفر” ومطالبة “بتحقيق كامل” في هذه “الجرائم المروعة”.
وقالت آشتون في بيان “ادين بقوة العنف الوحشي ومقتل عشرات المدنيين وبينهم نساء واطفال في بلدتي القبير ومعرزاف في ريف حماة امس” الاربعاء، مطالبة ب”تحقيق كامل في هذه الجرائم المروعة”.
واضافت “من الاهمية بمكان تحديد من هو المسؤول عن هذه المجازر دون تأخير”، معتبرة أن “استمرار احد طرفي النزاع، سواء كان الحكومة او قوات المعارضة، في ممارسة اعمال العنف المقيتة هذه ضد مواطنين ابرياء” هو امر “غير مقبول ولا يغتفر على الاطلاق”.
واكد آشتون في بيانها ان الاتحاد الاوروبي “يدين بقوة كل المحاولات الرامية الى تجميد تطبيق خطة النقاط الست للموفد الخاص كوفي انان”.
وعبر المبعوث الدولي الى سوريا كوفي انان الخميس عن “اشمئزازه وتنديده” اثر مجزرة القبير، معربا عن امله في تحلي المجتمع الدولي بمزيد من الحزم والوحدة لفرض تطبيق خطته للسلام في هذا البلد.
وقال خلال جلسة للجمعية العامة للامم المتحدة حول سوريا “اعرب عن اشمئزازي وتنديدي اثر المجزرة الجديدة التي راح ضحيتها عشرات المدنيين بينهم نساء واطفال” الاربعاء في قرية القبير في محافظة حمص في وسط سوريا.
واضاف “يجب معاقبة المسؤولين. لا يمكن ان نسمح بان تصبح المجازر واقعا يوميا في سوريا”، مشيرا الى ان “الازمة تزداد تدهورا والعنف يتفاقم” في هذا البلد.
وقتل عشرات الاشخاص الاربعاء في بلدة القبير في مجزرة راح ضحيتها 108 مدنيين في 25 ايار/مايو في الحولة في محافظة حمص الواقعة في وسط سوريا ايضا. ونسبت المعارضة السورية المجزرتين الى النظام في حين نفت الحكومة السورية اي دور لها في مجزرة الحولة، ونفت وقوع اي مجزرة في القبير متحدثة عن “جريمة ارتكبها الارهابيون وراح ضحيتها 9 من النساء والاطفال”.
البيت الابيض: الوضع في سوريا اهانة للكرامة الانسانية
ندد البيت الابيض الخميس بالمجزرة “المروعة” التي شهدتها بلدة القبير في محافظة حماة السورية وبرفض دمشق السماح للامم المتحدة بالتحقيق فيها، معتبرا ما جرى “اهانة للكرامة الانسانية”.
وقال جاي كارني المتحدث باسم الرئيس الاميركي باراك اوباما ان “الولايات المتحدة تندد بأشد العبارات بجرائم القتل المروعة التي استهدفت مدنيين، وبينهم نساء واطفال، في القبير في محافظة حماة، كما اوردت مصادر موثوق بها عدة”.
واضاف كارني في بيان ان “هذا الامر، ورفض النظام السوري السماح لمراقبي الامم المتحدة الدخول الى المنطقة للتحقق من هذه المعلومات، يشكلان اهانة للكرامة الانسانية والعدالة”.
واذ اكد المتحدث ان “لا مبرر ممكنا للرفض المستمر من هذا النظام لاحترام موجباته في اطار خطة (السلام للمبعوث الدولي كوفي) انان”، اضاف ان رفض الرئيس السوري بشار الاسد “تحمل المسؤولية عن هذه الاعمال المخيفة لا قيمة له ولا يؤدي سوى الى تأكيد الطبيعة غير الشرعية واللااخلاقية لسلطته”.
واكد المتحدث باسم اوباما ان “مستقبل سوريا سيحدده السوريون، وعلى المجتمع الدولي اظهار تضامنه لدعم تطلعاتهم المشروعة”.
وقتل 55 شخصا على الاقل في مجزرة جديدة بريف حماة، على ما افاد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لفرانس برس.
واشار الى ان ستة اشخاص اخرين قتلوا الاربعاء في قرية زراعية اخرى قرب القبير.
سوريا تواجه مخاطر الإنزلاق إلى حرب أهلية طويلة الأمد
أ. ف. ب
يرى محللون أن سوريا تواجه مخاطر الإنزلاق إلى حرب أهلية دموية طويلة الأمد مع بقاء خطة أنان للخروج من الأزمة حبرًا على ورق واستمرار الانقسام الشديد في صفوف المعارضة والمقاومة القوية التي يبديها النظام.
واشنطن: فيما تسعى القوى الدولية جاهدة للتوصل الى حلّ للنزاع في سوريا يرى خبراء أنه يجب إيجاد وسيلة لقلب موازين القوى لصالح المعارضة التي تخوض حركة احتجاجية منذ 15 شهرا للإطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد.
وقال سلمان الشيخ مدير مركز بروكينغز الدوحة لوكالة الأنباء الفرنسية إن “النظام يبذل اقصى جهوده حاليا لخلق مناخ حرب أهلية، هذا امر واضح”.
واضاف “كلّما استمر الوضع على ما هو، اعتقد ان سوريا ستواجه المزيد من المشاكل الطائفية مما كانت تواجهه في السابق”. وقال “اعتقد ان البلاد ستشهد فصولا دموية بشكل متزايد لان الدبلوماسية لم تتمكن من ضبط الوضع على الارض”.
والتقت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في وقت متأخر الاربعاء مسؤولين كبارًا من 15 دولة أخرى لبحث كيفية وقف العنف في سوريا والإطاحة بالاسد.
وتأتي المحادثات فيما لم يتم الالتزام بخطة مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان وأحد أبرز بنودها هو وقف إطلاق النار، لكن اعمال العنف مستمرة كما حصل في الحولة بوسط سوريا الشهر الماضي حيث وقعت مجزرة راح ضحيتها 108 مدنيين معظمهم نساء واطفال، كما وقعت مجزرة الاربعاء القبير في محافظة حماة راح ضحيتها 87 مدنيا.
وقال اليوت ابرامز مسؤول الدراسات الشرق اوسطية في مجلس العلاقات الخارجية لوكالة فرانس برس “نخدع أنفسنا اذا اعتقدنا ان خطة السلام هذه تحمل السلام”. وحمّل سكان في الحولة مسؤولية المجزرة لسكان من قرى علوية مجاورة.
وهناك مخاوف متزايدة ايضا من أن يتحول النزاع، الذي اوقع حوالى 13500 قتيل بحسب حصيلة المرصد السوري لحقوق الانسان، الى حرب بالوكالة بين الغرب وحلفائه العرب من جهة، وروسيا والصين وايران من جهة اخرى.
وقال الشيخ “حصلت خصخصة للنزاع” ما يعني أن “مجموعات مختلفة من الخارج قامت بدعم مجموعات في الداخل … وهنا يكمن الخطر الكبير الان”. ورغم ان واشنطن كانت واضحة حتى الان بأنها تقدم معدات غير قتالية لمجموعات المعارضة مثل تجهيزات الاتصالات، هناك دعوات متزايدة لتدخل أميركي أكبر.
ودعا بعض الجمهوريين الولايات المتحدة الى تسليح المعارضين لكن واشنطن غير راغبة في الدخول في نزاع آخر في الشرق الاوسط بعد حرب العراق والتدخل في أفغانستان. وقال ابرامز “هناك فراغ في القيادة” مشيرا الى أن تدخلا اميركيا اكبر في سوريا هو من المصالح الوطنية الاستراتيجية لان انهيار نظام الاسد سيشكل ضربة لايران.
واعتبر مساعد وزير الخارجية السابق جيمس روبن في مجلة السياسة الخارجية أن “انهيار نظام الأسد سيقطع هذا التحالف الخطير” مضيفا أن واشنطن يجب أن تساعد حلفاء اقليميين على تنظيم وتدريب قوات المعارضة السورية.
وقال روبن إن تقديم دعم جوي من تحالف يمكن أن يساهم ايضا في دعم المعارضين ويبقي في الوقت نفسه الولايات المتحدة بعيدة عن الارض. وجزء من الصعوبات التي تواجهها واشنطن والمجموعة الدولية هو انقسام المعارضة مع “الجيش السوري الحر” الذي يقاتل على الارض والمجلس الوطني السوري الذي يحاول سد الفراغ السياسي.
ومع استمرار النزاع نشأت مجموعات مسلحة في بلدات ومدن حيث قال أحد الخبراء إنه قد يكون هناك 50 الى 60 مجموعة مختلفة. وقال الناطق باسم الخارجية الاميركية مارك تونر للصحافيين “كنا واضحين جدا، نريد بدء حوار سياسي في اقرب وقت ممكن”.
واضاف ان الاسد لا يمكن ان يكون جزءا من المحادثات “لكن التركيبة الدقيقة ومن يتحاور مع من بالطبع هذا امر يجب ان يوضحه الشعب السوري بنفسه”.
وقال جوشوا لانديس مدير مركز دراسات الشرق الاوسط في جامعة اوكلاهوما لوكالة فرانس برس ان “واشنطن بحاجة لمحاورين” مشيرا الى ان الولايات المتحدة لا تريد ان تصل الى مرحلة تجد نفسها فيها تدعم المجموعة الخطأ.
واضاف أن واشنطن كان تعمل اساسا على إشراك اطراف اقليمية لكي تمدّ المعارضة بالسلاح حتى “اذا انفجرت قنبلة بسيارة في دمشق، لن يكون عليها علامة صنع في اميركا”. وقال “الجميع في واشنطن يريد تغييرا للنظام لكن بثمن زهيد، يريدون ذلك بدون إنفاق اية اموال او نشر قوات اميركية على الارض. يريدون ليبيا اخرى، والمشكلة هي ان سوريا ليست ليبيا”.
وهناك وسيلة ممكنة للمضي قدما في الحل تدعمها روسيا وهي خطة تستند الى النموذج اليمني حيث تقوم الاوساط المقربة من الاسد بالمساهمة في قيادة عملية انتقالية. لكن ذلك يتطلب معارضة متحدة جاهزة لكي تخوض “ما سيكون فعليا مفاوضات مع الحكومة” كما قال الشيخ. واضاف “ذلك يصبح اكثر صعوبة مع تصاعد العنف ميدانيا”.
صندوق بـ300 مليون دولار لدعم الثورة ومؤتمر اسطنبول يبحث خطوات ما بعد انهيار النظام
مذبحة جديدة للأسد في ريف حماة
طغت المجزرة التي ارتكبها النظام السوري في قرية القبير من ريف حماة أمس وذهب ضحيتها أكثر من مئة شهيد معظمهم نساء وأطفال سقطوا ذبحاً قبل أن تحرق جثثهم ويخطف شبيحة الأسد أكثر من 35 جثة، على الأحداث الديبلوماسية والمواقف السياسية التي كان أبرزها اتفاق وزراء ومبعوثين على مستوى عال من 15 دولة والاتحاد الاوروبي في اجتماع اسطنبول بشأن سوريا أمس، على تشكيل “مجموعة تنسيق” لتقديم الدعم للمعارضة السورية وبحث “ما بعد مرحلة الاسد”.
وفي واشنطن أكد وزير الخزانة الأميركي تيموثي غايتنر في اجتماع بخصوص سوريا، إن أكثر من 55 دولة تسعى إلى تشديد الإجراءات الاقتصادية ضد نظام دمشق، وإذا دعت الحاجة إجراءات تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة وفقاً لما دعت إليه جامعة الدول العربية في نهاية الأسبوع الماضي.
ومن قطر أعلنت المعارضة السورية أمس، مساهمة رجال أعمال سوريين بصندوق لدعم الثورة السورية قيمته 300 مليون دولار اميركي، منهم رئيس المنتدى مصطفى الصباغ الذي أعلن خلال مؤتمر صحافي أن مبلغ 150 مليون دولار “صرف على الثورة.. باعتبار ان الجيش السوري الحر يقوم بحماية المدنيين”.
وفي أخبار المجازر المتوالية التي يرتكبها نظام الأسد يومياً، أفاد مدير المكتب الاعلامي للمجلس الوطني السوري محمد سرميني أن نحو 100 شهيد سقطوا أمس في مجزرة في قرية القبير في ريف حماة في وسط سوريا.
وقال المسؤول الاعلامي “هناك نحو 100 قتيل في مزرعة القبير التابعة لبلدة معرزاف بعضهم قتلوا بالسكاكين، وبينهم عشرون طفلا بعضهم لم يتجاوز السنتين، وعشرون امرأة”، متهماً قوات النظام السوري و”شبيحته” بارتكاب هذه المجزرة. وذكر ان بين الضحايا ايضا 24 شخصاً من عائلة واحدة.
وأشار سرميني الى ان المجلس الوطني اجرى اتصالاً عاجلاً بالمراقبين الدوليين في حماة و”وعدوا بالتوجه الى المكان على الفور”. واوضح المصدر ان قرية القبير هي “عبارة عن مزرعة كبيرة لم تشهد اي اشتباك او عملية عسكرية من قبل” وتقع غرب معرزاف.
وقال سرميني “ان المجزرة تشبه مجزرة الحولة” في حمص التي وقعت في 25 ايار (مايو) الماضي وقتل فيها 108 اشخاص بحسب مراقبي الامم المتحدة، بينهم 49 طفلاً.
وروى الرائد ماهر النعيمي المسؤول في الجيش السوري الحر ان المجزرة بدأت الساعة الثانية بعد الظهر عندما وصلت ثلاث دبابات الى المنطقة وحاصرت قرية القبير التي تضم 15 منزلاً فقط”.
وأضاف ان الدبابات “قصفت القرية بعنف ودمرت اجزاء كبيرة منها او احرقتها، وتلا ذلك دخول باصات امن وشبيحة بعضهم من القرى المجاورة الموالية للنظام الى القرية، واقتحم هؤلاء المنازل بالبنادق والاسلحة النارية”. وقال ان المقتحمين “قتلوا من قتلوا وقاموا بتهشيم بعض الجثث”.
وأضاف النعيمي الذي يتحدر من المنطقة ان عناصر من الجيش الحر دخلت القرية بعد المجزرة، والتقطت صوراً وجمعت الجثث واحصت منها بشكل مؤكد 78 قتيلا”.
واشار الى ان قوات النظام اخذت معها لدى خروجها من القرية “ثلاثين جثة على اقل”، وان بعض هذه الجثث “تم سحلها بالآليات في قرية اصيلة التي تبعد نحو ستة كيلومترات عن مكان المجزرة”.
وفي سائر أنحاء سوريا سقط 46 شهيدا برصاص قوات الأسد حسب إعلان لجان التنسيق المحلية أمس.
وحذر وزير الخزانة الأميركي تيموثي غايتنر نظام دمشق أمس من ان أكثر من 55 دولة ستسعى لفرض “أقصى ضغط مالي” عليه في مسعى لوقف عنفه ضد الشعب السوري.
وفي كلمة امام مسؤولين من دول بينها تركيا واليابان قال غايتنر إنه يأمل أن تشترك الدول قريبا في اتخاذ الاجراءات المناسبة ضد حكومة الأسد والتي تشمل إذا لزم الأمر “الفصل السابع” من ميثاق الأمم المتحدة وهو اجراء يجيز استخدام القوة.
وقال غايتنر في اجتماع مجموعة العمل الخاصة بالعقوبات التابعة لمجموعة اصدقاء سوريا حيث تجمع ممثلو أكثر من 55 دولة في واشنطن لبحث سبل زيادة العقوبات الاقتصادية ضد حكومة الأسد، “نظرا لعدم الامتثال بشكل جاد من جانب النظام لخطة أنان.. هذا هو الاتجاه الذي سنسلكه قريباً”.
واعترف غايتنر بأن العقوبات لن تكون كافية لوقف العنف أو إحداث تغيير سياسي، لكنه قال إنها لعبت دوراً مهماً، واضاف “توضح العقوبات القوية لمجتمع الاعمال السوري وغيره من داعمي النظام أن مستقبلهم قاتم ما دام نظام الأسد في السلطة.”
وفي اسطنبول اتفق وزراء ومبعوثون على مستوى عال من 15 دولة والاتحاد الاوروبي في اجتماع أمس بشأن سوريا، على تشكيل “مجموعة تنسيق” لتقديم الدعم للمعارضة السورية.
جاء ذلك في بيان أصدرته تركيا التي استضافت الاجتماع.
وناقش الاجتماع الذي حضرته وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ووزراء ومبعوثون على مستوى عال من تركيا ودول اوروبية وعربية، “خطوات اضافية” بما في ذلك “عملية انتقال فعالة وجديرة بالثقة” بما يؤدي الي “حكم ديمقراطي في سوريا بعد مرحلة الاسد”.
ووافقت الدول الخمس عشرة والاتحاد الاوروبي على إيفاد مبعوث الى اسطنبول في 15 و16 حزيران (يونيو) لحضور اجتماع التنسيق لجميع جماعات المعارضة السورية الساعية الى انهاء حكم الاسد.
وكانت كلينتون أعادت تأكيد أنه حان الوقت لتوجيه الاهتمام لانتقال سلس للسلطة في سوريا يمهد الطريق لمستقبل ديموقراطي ومتسامح وتعددي، مشيرة إلى أنه من الواضح أن “الرئيس بشار الأسد لا يستطيع وفشل في تحقيق السلام أو الاستقرار أو تغيير إيجابي للشعب السوري، بل على العكس عمل ضد كل ذلك”.
جاء ذلك في تصريح لها خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها الأذربيجاني المار مامادياروف في باكو ووزعت نصه الخارجية الأميركية في واشنطن أمس، وأوضحت كلينتون أنها ستجتمع ليل أمس في اسطنبول مع بعض شركاء الولايات المتحدة الأشد قلقاً ونشاطاً لتقييم الوضع الحالي وتحديد الخطوات التي يمكن اتخاذها وبحث العناصر الأساسية لاستراتيجية التحول الديمقراطي في سوريا، مشيرة إلى مواصلة العقوبات ضد النظام السوري.
كما أشارت كلينتون إلى أنها ستلتقي غداً في واشنطن كوفي أنان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا لمناقشة الخطوات المقبلة، بما في ذلك الجهود المشتركة لتشجيع روسيا والصين على استخدام نفوذهما لوقف إراقة الدماء والعمل مع المجتمع الدولي في تعزيز الانتقال في سوريا.
وردت وزيرة الخارجية الأميركية بفتور على اقتراح روسي بعقد اجتماع بشأن سوريا تحضره إيران قائلة “من الصعب تصور دعوة بلد يدير هجوم نظام الأسد على شعبه”.
وقال ديبلوماسيون في الأمم المتحدة أمس إن الوسيط الدولي كوفي أنان سيعرض على مجلس الأمن الدولي مقترحا جديدا لانقاذ خطته المتداعية للسلام في سوريا.
ويأتي اقتراح أنان بإنشاء “مجموعة اتصال” تضم قوى عالمية واقليمية في الوقت الذي تنظر فيه المعارضة السورية والدول الغربية والعربية الساعية لاطاحة الأسد بشكل متزايد إلى خطته المؤلفة من ست نقاط باعتبار أن مآلها الفشل بسبب اصرار الحكومة السورية على استخدام القوة العسكرية لسحق المعارضة.
وقال الديبلوماسيون الذين اشترطوا عدم الكشف عن اسمائهم إن أنان سيطرح مقترحه خلال جلسة خاصة للمجلس بشأن سوريا اليوم. وأضافوا انه يأمل أن تمنع فكرته الجديدة الانهيار الكامل لخطته الاصلية التي تتضمن هدنة والتفاوض بشأن حل سياسي.
وقال ديبلوماسيون إن جوهر المقترح سيكون تأسيس مجموعة اتصال تضم روسيا والصين والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وقوى اقليمية رئيسية لها تأثير على الحكومة السورية أو المعارضة مثل السعودية وقطر وتركيا وايران.
وأعلنت المعارضة السورية من الدوحة أمس، اطلاق ذراعها المالية تحت مسمى “المنتدى السوري للاعمال” مع اعلان صندوق لدعم الثورة السورية قيمته 300 مليون دولار اميركي بمساهمة رجال اعمال سوريين.
وقال رئيس المنتدى مصطفى الصباغ وهو يتلو البيان الرسمي “يعلن المنتدى عن انشاء صندوق “سوريا الامل” بقيمة اولية مقدارها 300 مليون دولار بهدف مأسسة عمليات الدعم والاسناد للثورة السورية”.
ودعا البيان الرسمي للمنتدى الذي اجتمع في الدوحة بمشاركة نحو مائة رجل اعمال سوري في الخارج، “جميع رجال الاعمال وانصار الثورة في كل مكان للمشاركة في هذا الصندوق”، كما اعلن رئيس المنتدى انه “لا مانع من استقبال الهبات من اصدقاء سوريا”. وأضاف ان “في نيتنا زيارة عدد من الدول الداعمة للثورة بدءا من دول الخليج و دول اصدقاء سوريا”.
وقال رجل الاعمال السوري خالد خوجة في المؤتمر الصحافي بعد اعلان المنتدى ان “دعم المنتدى للجيش السوري الحر يتم ضمن اعادة تنظيم هذا الجيش وجعله مكافئا للجيش النظامي”. واضاف “سيتم دعم الجيش الحر بمواد طبية واخرى تكنولوجية ليستطيع التواصل بين المدن”.
وردا على سؤال حول ما اذا كان قد تم بالفعل دعم الجيش الحر من اموال صندوق “سوريا الامل” قال مصطفى الصباغ خلال المؤتمر الصحافي “لقد تم صرف 150 مليون دولار على الثورة”، واستطرد “نعم لقد تم الدعم في هذا الاتجاه باعتبار ان الجيش الحر يقوم بحماية المدنيين”، واضاف ان “المنتدى تأسس منذ اعوام وقبل الثورة كمؤسسة مجتمع مدني، لكن هناك الان تحول في اهدافه للدخول بقوة لدعم الثورة السورية”.
وأعلن وائل مرزا المستشار الاستراتيجي للمنتدى، انهم “بصدد الانضمام الى المجلس الوطني السوري” المعارض. و قال “نحن بصدد تشكيل كتلة تمثلنا في هذا المجلس”، مضيفاً ان المنتدى السوري للاعمال “يضم نحو 300 رجل اعمال”.
وجاء في البيان الرسمي الذي تلاه مصطفى الصباغ انه “تم انتخاب مجلس ادارة هذا المنتدى مكوناً من سبعة اعضاء هم يحي كردي ومختار عبارة ومصطفى الصباغ ووائل مرزا بالاضافة الى ثلاثة اعضاء من الداخل” لم يسمهم البيان.
النظام منع وصول المراقبين إلى القبير
قتلى باللاذقية وقصف بريف حلب ودرعا
قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن إجمالي عدد القتلى بنيران جيش النظام السوري الخميس ارتفع إلى 39، معظمهم في اللاذقية. وأفادت الهيئة العامة للثورة بأن قوات جيش النظام قصفت دير جمال وحيان ومنغ وإعزاز في ريف حلب، مما أدى إلى سقوط جرحى.
وذكرت الهيئة أن الجيش اقتحم أيضا بلدة الأبزمو وأضرم النيران في الأراضي الزراعية، كما قصف بلدات نصيب وأم المياذن وإزرع في درعا، بينما قتل شخصان وجُرح العشرات في قصف للجيش استهدف مدينة تلبيسة وعدة أحياء في حمص.
وأظهرت صور بثها ناشطون على شبكة الإنترنت تعرض مدينة تلبيسة بريف حمص لقصف مدفعي عنيف، أسفر عن سقوط قتلى وجرحى بحسب الناشطين، كما أدى إلى نزوح الأهالي عن منازلهم.
وترزح مدن وقرى محافظة حمص تحت وطأة عمليات جيش النظام منذ بدء الاحتجاجات الشعبية على نظام الرئيس بشار الأسد قبل 15 شهراً.
وبث ناشطون سوريون صوراً على مواقع المعارضة تظهر خروج طلاب جامعة حلب في مظاهرة بكلية الصيدلة، رددوا فيها هتافات تطالب بالحرية وبإسقاط النظام، كما دخلت أحياء الميسر وهنانو وطريق الباب في إضراب عام احتجاجا على مجزرة القبير بحماة.
وأفادت لجان التنسيق المحلية بأن قصفا عنيفا للجيش استهدف قرية الأبزمو في ريف حلب وسط قطع للاتصالات، كما قتل شخص وجرح العشرات في قصف على بلدة دير جمال.
من جهتها، أفادت شبكة شام الإخبارية بأن طائرات تابعة للنظام قصفت منطقة اللجاه في درعا وكذلك جبل شحشبو في ريف حماة وجميع قرى ريف دمشق وإدلب بمواد وقنابل غريبة ناصعة البياض تطلق لأول مرة، رجحت الشبكة أن تكون مواد كيماوية وغازات سامة.
منع المراقبين
من ناحية ثانية، قال مسؤول بلجنة المراقبين الدوليين إن النظام السوري منع فريق المراقبين من التوجه إلى قريتي القبير ومعرزاف في ريف حماة وسط البلاد، وذلك بعدما اتهمت المعارضة نظام الأسد بارتكاب مجزرة في القبير.
ويقول ناشطون إن المجزرة الجديدة راح ضحيتها نحو مائة شخص، بينهم نساء وأطفال. لكن التلفزيون السوري الرسمي نفى ضلوع أي جهة رسمية في المذبحة، وقال إن من وصفها “بالجماعات الإرهابية” هي المسؤولة عنها.
وقالت المتحدثة باسم بعثة المراقبين سوسن غوشة إن نقاط تفتيش تابعة للجيش السوري منعت المراقبين من الوصول إلى مزرعة القبير بحماة للتحقق من حدوث مجزرة هناك، وعبّرت عن قلقها من القيود المفروضة على حركتهم.
وأضافت غوشة أن المراقبين عجزوا عن زيارة قرية مزرعة القبير اليوم الخميس، لكنها أكدت أنهم سيواصلون جهودهم للوصول إلى الموقع الجمعة.
وفي وقت سابق قال رئيس بعثة المراقبين الجنرال روبرت مود إن جنودا سوريين ردوهم على أعقابهم، كما اعترض مدنيون طريقهم. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون متحدثا في نيويورك إن مراقبين تعرضوا أيضا لإطلاق نار بأسلحة صغيرة.
وأظهرت لقطات مصورة قال نشطاء إنها التقطت في القبير، عشر جثث على الأقل لنساء وأطفال ملفوفة في ملاءات أو أكفان بيضاء، وأشلاء من جثث محترقة. وتساءل مصور ركز عدسته على وجه رضيع قتيل قائلا “هؤلاء هم أطفال مذبحة مزرعة القبير.. انظروا أيها العرب والمسلمون، أهذا الرضيع إرهابي؟”.
وتزيد المجازر المتتالية وعمليات القتل في سوريا من الضغوط على القوى العالمية لاتخاذ إجراء، بعدما شلتها انقسامات بين الغرب وأغلب الدول العربية من ناحية، والمدافعين عن الأسد في روسيا والصين وإيران من ناحية أخرى.
قصة سورية اغتصبتها قوات النظام
محمد النجار-عمان
كشفت إحصائية لتنسيقيات الثورة السورية تعرض 1500 فتاة سورية للاغتصاب بعد اعتقالهن في السجون والمعتقلات السورية.
وقالت الناشطة السورية في الأردن “أم زاهر” المسؤولة عن برنامج لرعاية مواطناتها اللائي تعرضن للاغتصاب أن هذه الحالات مثبتة وموثقة وتؤكد تعرض 1500 فتاة وسيدة سورية من مختلف الأعمار للاغتصاب داخل المعتقلات السورية.
وأوضحت أنه جرى مقابلة الضحايا من قبل منظمات حقوقية دولية وتم عمل ملفات لهن وإعطاؤهن أرقاما سرية تمهيدا لملاحقة النظام السوري ومن قاموا بهذا الفعل أمام العدالة الدولية.
ومن ببن تلك الحالات روت “نور” للجزيرة نت فصولا من قصتها المليئة بالأهوال وذلك في شقة وسط العاصمة عمان بحضور طبيبة مختصة بعلاجها وناشطة سورية مسؤولة عن برنامج للتعامل مع السوريات اللواتي تعرضن للاغتصاب.
وقالت نور (30 سنة) -وهو اسم مستعار- إن قصتها بدأت قبل نهاية العام الماضي بأيام عندما مرت من حاجز للأمن في باب الدريب حيث كان هناك طفل عمره لا يتجاوز الـ13 سنة يستنجد بها وبفتاة أخرى كانت تمر بالمكان لتخليصه من الأمن، وأضافت “حاولنا تخليص الطفل من أيديهم ونحن نقول لهم حرام عليكم، عندها أمر أحد الموجودين العناصر باعتقالنا”.
جرائم
كما روت نور قصة نقلها إلى شقة في حمص قائلة “كان هناك شبان يحرسونها، وكان بداخلها 15 فتاة معتقلات تشرف عليهن امرأة وظيفتها أن تهيئ الفتيات لتقديمهن كهدايا لشخصيات لا نعرفها ولكن غالبيتها من ضباط الأمن”.
وبحزن وألم تتابع “حال الدخول للشقة تم تمزيق ملابسنا وتعرضت للاغتصاب في الشقة لأول مرة بعدها كنت أقاوم هذه المرأة وأدعو الفتيات لعدم الانصياع لها لتطلب المرأة نقلي لمكان آخر وإخراجي من الشقة”.
كما تحدثت عن نقلها لفرع أمن تبين لها بعد مغادرته أنه “فرع فلسطين” التابع للمخابرات العسكرية السورية وهناك تقول إنها عاشت أهوالا لا يمكن وصفها. وقالت “جميع النساء المعتقلات في الفرع كن بالملابس الداخلية فقط رغم البرد الذي كان أحد أعدائنا طوال فترة الاعتقال”.
وتتابع “كان الضرب والتعذيب وخاصة الصعق بالكهرباء والاغتصاب لي ولجميع المعتقلات شيئا اعتياديا، حيث يتم ضربنا بإبر تجعل أجسادنا مثل النار ثم بإبر في الركب تشل أي مقاومة من قبلنا قبل أن يبدأ الاغتصاب”.
بعد صمت عادت نور لتقول “تعرضت للاغتصاب مرات كثيرة، وفي بعض المرات كان الضباط يجبرون المجندين على اغتصاب البنات وكنت أسمع بعض المجندين يرد على أمره بالاغتصاب: أنا عندي أخوات وبنات، لكن الضابط كان يقول له: هذا أمر عسكري”.
وتحدثت الشابة السورية وعلامات التقزز على وجهها عن أساليب سادية تقول إن الضباط والمجندين استخدموها مع الفتيات المغتصبات أحجمت عن ذكرها، لكنها تحدثت عن استخدام الجرذان والقطط في عمليات التعذيب وحتى الاغتصاب.
لفت نظر المستمعين للشابة السورية أنها لم تعد تطيق رؤية الخبز، وشرحت السبب “كانوا يحضرون لنا خبزا يابسا وعندما كنا نقول للمجندين إنه لا يمكن أكله يقومون بالبول عليه وإجبارنا على أكله”.
أهم إنجاز تقول نور إنها خرجت به من المعتقل معرفة المسؤول عن اعتقال وتعذيب واغتصاب عشرات الفتيات السوريات وهو “باسل حزقلي (أبو عاهد)” الذي طالبت المنظمات الدولية بملاحقته كمجرم حرب”.
تمكنت نور من الهرب بمساعدة من شخص أحجمت عن ذكر تفاصيل كثيرة عنه حفاظا على سلامته حيث نقلها لأشخاص قاموا بتهريبها للأردن نهاية فبراير/شباط الماضي.
مأساة نور مستمرة في رحلتها مع العلاج النفسي والجسدي، لكنها أكبر مع شقيقها الموجود في لبنان وهو الشخص الوحيد من عائلتها الذي تمكن نشطاء سوريون في عمان من التواصل معه، حيث رفض التعاون معهم بعد أن علم بتعرض شقيقته للاغتصاب.
تأهيل
وتقول أم زاهر إن نور تعاني من التصاق في أمعائها وضعف في الحركة بسبب الحقن التي كانت تعطى لها وتحتاج لعلاج نفسي وجسدي طويل حتى تتمكن من العودة لحياتها الطبيعية.
لكنها تستنكر نظرة البعض للمغتصبات وتقول “هؤلاء ضحايا تماما مثل الشهداء والجرحى والمعتقلين ومن العيب معاقبتهن على جريمة هن ضحايا فيها”.
في نفس المكان قابلنا طبيبة سورية حضرت من الخارج من أجل قضية المغتصبات السوريات وفضلت عدم ذكر اسمها، وقالت إنها اطلعت على تجارب التعامل مع حالات الاغتصاب في البوسنة والهرسك التي شهدت اغتصاب عشرين ألف امرأة على أيدي الصرب، وإن هناك مشكلات لا حصر لها تواجه هؤلاء الفتيات.
وأوضحت “المشاكل تبدأ من رفض الأهالي قبول الفتيات المغتصبات، إلى حمل بعض الضحايا والإشكالات الشرعية في الإجهاض وصولا إلى استمرار الحمل ثم الولادة والمشاكل في تقبل الأم لطفلها”.
وتتحدث الطبيبة عن فريق عمل متكامل بدأ من قبل “الرابطة الطبية للمغتربين السوريين” للتعامل مع حالات الاغتصاب، حيث جرى تخصيص عنوان عبر سكايب وإيميل لتشجيع الضحايا على الكشف عن ما تعرضن له قبل البدء بالعلاج النفسي والجسدي.
سلاح الجو السوري شارك في القصف الذي أودى بحياة الكثيرين
العربية.نت
تعرضت بلدة تلبيسة في ريف حمص اليوم لقصف عنيف أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى.
وتزامن القصف مع جولة موفد “العربية” في تلبيسة الذي مد القناة بصور حصرية للقصف، مشيرا إلى أن سلاح الجو السوري شارك في قصف المدينة.
وأضاف أن القصف اشتدت حدته على المدينة عقب انشقاق عناصر من جيش النظام السوري.
وأوضحت الصور شدة القصف التي تعرضت له المدينة ومدى الذعر وحالات الفزع التي سيطرت على الأهالي وخاصة الأطفال الذين راحوا يركضون في اتجاهات مختلفة بشكل عشوائي بغية الابتعاد عن القصف.
الجعفري ينفي مجزرة “القبير” ومون يصفها بـ”المروعة“
آشتون تطالب بتحقيق كامل وتؤكد أنها جريمة لا تغتفر
العربية.نت
نفى مندوب سوريا في الأمم المتحدة بشار الجعفري صحة الصور التي نشرتها وسائل الإعلام قائلاً: “إن ما نشر من صور ليست صوراً لضحايا ما قيل إنها مجزرة في القبير”.
وقال إن سوريا مستعدة لتقديم أقصى ما تستطيع لإنجاح خطة عنان، مشيراً الى أن مشكلة سوريا هي مع المعارضة التي تتاجر بدم الشعب السوري، جاء ذلك في جلسة للجمعية العامة للأمم المتحدة لبحث الأزمة السورية في نيويورك اليوم الخميس.
ونددت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون بالمجزرة ، مؤكدة انها جريمة “لا تغتفر” ومطالبة “بتحقيق كامل” في هذه “الجرائم المروعة”.
وقالت آشتون في بيان “ادين بقوة العنف الوحشي ومقتل عشرات المدنيين وبينهم نساء واطفال في بلدتي القبير ومعرزاف في ريف حماة امس الاربعاء.
المراقبين الدوليين تعرضوا لإطلاق نار
ومن جانبه طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بمحاسبة المسؤولين عن المجازر والتي كان آخرها مجزرة قبير في ريف حماة وراح ضحيتها 140 شخصاً منهم نحو 50 طفلاً وامرأة، ومعاقبة كل المتورطين في انتهاك حقوق الإنسان في سوريا.
وأكد مون أن المذابح وقعت في قرى ومناطق تحاصرها قوات النظام السوري، مشيراً الى أن الرئيس بشار الأسد ونظامه قد فقدا الشرعية، مؤكداً أن مراقبين تابعين للأمم المتحدة كانوا في طريقهم إلى موقع “القبير” قرب حماة وتعرضوا لإطلاق نار من أسلحة خفيفة.
ولم يشر بان كي مون الى سقوط جرحى بين المراقبين، لكنه وصف المجزرة بـ”المروعة والمقززة”.
وقال إن النظام لم يفِ بالتزاماته بخطة عنان، مطالباً الأسد بتطبيق الخطة بشكل سريع، ومنوهاً بأنه يجب أن نكون مستعدين لأي احتمالات في سوريا.
وطالب مون السلطات السورية بالسماح لناصر القدوة، نائب الوسيط الدولي كوفي عنان، بدخول لسوريا والسماح للفرق الإغاثية بأن تعمل بحرية لإنقاد الجرحى والمصابين، مشيداً بشجاعة المراقبين الدوليين كونهم شهود عيان على الفضائح والمذابح التي ترتكب بحق المدنيين السوريين.
النصر: عناصر النظام مسؤولة عن المذابح
وفي الكلمة الافتتاحية قال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة ناصر عبدالعزيز النصر إن عناصر موالية للنظام في دمشق هي المسؤولة عن الجرائم والمذابح التي تستهدف الأبرياء، مؤكداً ان العنف مستمر وهناك ضحايا يموتون بشكل يومي.
ودعا النصر جميع الدول الأعضاء للتعاون مع المبعوث الخاص كوفي عنان للضغط على النظام السوري وأطراف أخرى لوقف إراقة الدماء والتوصل الى حل سلمي للخروج من هذة الأزمة.
وقال إن مصداقية الأمم المتحدة باتت على المحك بسبب الأزمة السورية، داعياً الحاضرين في الجمعية العمومية للأمم المتحدة الوقوف دقيقة صمت حداداً على الضحايا في سوريا.
العربي: جهود الجامعة العربية فشلت
وفي كلمة ألقاها الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي قال إن القوات النظامية وغير النظامية تواصل ارتكاب انتهاكات ضد المدنيين، مطالباً بوقف العنف بشكل فوري وتنفيذ خطة عنان.
واستعرض العربي جهود الجامعة العربية وقال إنها لم تنجح في وقف العنف والقتل في سوريا.
ودعا العربي لممارسة الضغوط السياسية والاقتصادية بحق النظام السوري.
ودان المبعوث الخاص الى سوريا كوفي عنان “مذبحة القبير”، معبراً عن “اشمئزازه وتنديده” بها، ودعا الى “مستوى جديد” من التدخل الدولي لإنهاء العنف في هذا البلد، ومطالباً بتنفيذ خطة السلام الدولية في سوريا.
وقال: “الأسد يعتقد أن العائق الرئيسي هو أعمال الميليشات”، مضيفاً أن المسؤولية تقع على عاتق الحكومة، ودعا الأسرة الدولية الى الاتحاد والعمل معاً لوقف العنف وقتل المدنيين والأبرياء.
بينما لفت إيفان سيمونوفيتش، مساعد الأمين العام لشؤون حقوق الإنسان، الى وجود تقارير عن عمليات انتهاك جنسية بحق المعتقلين في سوريا.
سوريا: تعرض مراقبين دوليين الى اطلاق نار قرب موقع “مجزرة القبير“
قال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون إن فريق مراقبين اممين في سوريا تعرض لاطلاق نار اثناء محاولته الوصول الى قرية القبير السورية التي وقعت فيها مجزرة قتل 78 شخصا.
ولم يصب احد من فريق المراقبين بأذى في حادث اطلاق النار، الا انهم انسحبوا من المكان لهذه الليلة.
ونقل دبلوماسيون عن بان كي مون قوله في مجلس الامن الخميس إن اسلحة ثقيلة ورصاص خارق للدروع وطائرة بدون طيار استخدمت ضد مراقبي الامم المتحدة المنتشرين في سوريا.
وادان بان كي مون مخاطبا الجمعية العامة للامم المتحدة “قتل الابرياء” في القبير ووصفه بأنه “صادم ومروع”.
ومن جانبه حذر كوفي عنان المبعوث الدولي والعربي من أن الأزمة في سوريا “تزداد تعمقا” وأن العنف “يتصاعد إلى مستويات أسوأ”.
ودعا في خطاب له امام مجلس الامن الدولي إلى تطوير مستوى العمل الدولي لوقف العنف في سوريا.
كما ادان عنان عمليات القتل في قرية القبير. وطالب بضرورة محاسبة المسؤولين عنها.
“توحيد الجهود”
وكان عنان قال الخميس الماضي أمام جلسة خاصة للجمعية العامة للأمم المتحدة، انه “لا يجرى تطبيق خطته للسلام المؤلفة من ست نقاط على الرغم من قبول دمشق بها.
واضاف عنان إن قصف المدن تصاعد، كما أن” الميليشيات التي تساندها الحكومة تبدو مطلقة الحرية مما يؤدي إلى تبعات مفزعة”.
وقال عنان” إنه بالإمكان تجنب الأسوأ وتمكين سوريا من الخروج من أزمتها لو توحدت الجهود توحدا حقيقيا، وتصرفت وتحدثت الأطراف بصوت واحد”.
وطلب بـ” مستوى جديد ” من العمل الدولي لوقف العنف.
وحمل ناشطون معارضون المسؤولية عن عمليات القتل التي ارتكبت في القبير لقوات موالية للحكومة السورية، بيد أن الحكومة اتهمت من سمتهم بـ “الارهابيين” بالمسؤولية عنها.
وقد دان البيت الابيض بقوة “الاستهداف الشائن للمدنيين بالقتل وبضمنهم النساء والاطفال” في القبير.
وجاء ذلك في وقت كررت الصين وروسيا معارضتهما لأي تدخل خارجي في سوريا.
وتنشر الامم المتحدة 297 من المراقبين الدوليين غير المسلحين في سوريا لمراقبة تطبيق خطة السلام التي اقترحها المبعوث الاممي عنان، والتي تتضمن وقفا لاطلاق النار يفترض انه دخل حيز التطبيق منذ منتصف شهر ابريل/نيسان.
“قتل الابرياء”
وصف الامين العام للامم المتحدة “قتل الابرياء” في القبير بأنه “صادم ومروع”.
وقال الامين العام امام مندوبي الـ 193 دولة الاعضاء في الجمعية العامة للامم المتحدة المجتمعين في نيويورك “لقد علمت قبل دقائق ان المراقبين الامميين تعرضوا الى اطلاق نار من اسلحة خفيفة بينما كانوا يحاولون دخول(القبير) “.
واضاف “ان أي نظام او زعيم يتحمل مثل هذا القتل للابرياء قد فقد جوهر انسانيته”.
واعطى بان لاحقا مخاطبا اجتماع مغلق لمجلس الامن امثلة عديدة لكيفية نجاة المراقبيين الاممين بصعوبة من الاصابة، حسبما افاد دبلوماسيون لمراسلة بي بي سي بربارا بليت.
وقال مسؤولون إن الامين العام ذكر لمجلس الامن ان “قذيفة اطلقت من سلاح ثقيل وقعت بالقرب من موكب المراقبين… وان رصاصا خارقا للدروع اطلق على واحدة على الاقل من عربات الموكب”.
واضاف المسؤولون انه اشار الى أن طائرة بدون طيار لوحظت تحلق فوق المراقبين في احدى المناسبات.
وقال دبلوماسيون إن كوفي عنان حث في الجلسة ذاتها القوى الدولية على تحذير الرئيس السوري بشار الاسد من “العواقب الوخيمة” اذا لم يستجب لتطبيق خطة السلام المؤلفة من ست نقاط.
“اهانة للكرامة الانسانية”
وافادت سوسن غوشة المتحدثة باسم بعثة المراقبين الامميين في سوريا لبي بي سي بأن المراقبين عادوا الى قواعدهم هذه الليلة.
واضافت “نحن نعمل تحت علم الامم المتحدة هنا… وحتى الان كنا محظوظين اذ لم يصب اي منا بأذى”.
وكان الجنرال روبرت مود رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا قال في وقت سابق إن القوات السورية قد اغلقت الطريق الى القبير الواقعة على مقربة من مدينة حماة غربي سوريا.
وذكر مود ان “عدة عوامل عرقلت وفد المراقبين الدوليين من الوصول الى مزرعة القبير من اجل التحقق من تقارير عن عمليات قتل واسعة النطاق في القرية”، مشيرا الى ان “المراقبين لم يتمكنوا حتى الآن من الوصول إلى القرية”.
وفي بيان اصدره قال البيت الابيض إن القتل المترافق مع “رفض النظام السوري لدخول المراقبين الى المنطقة” كان “اهانة للكرامة الانسانية والعدالة”.
وقال وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ إن الوضع في سوريا “يتدهور بسرعة” الى عنف طائفي.
وقال المندوب الصيني في الامم المتحدة لي باودونغ “نعارض بحزم حلول الازمة السورية القائمة على التدخل العسكري الخارجي او اي محاولة لتشجيع تغيير النظام بالقوة”.
بي بي سي
عنان يطالب بـ” مستوى جديد من العمل الدولي” لوقف العنف في سوريا
حذر كوفي عنان المبعوث الدولي والعربي من أن الأزمة في سوريا “تزداد تعمقا” وأن العنف “يتصاعد إلى مستويات أسوأ”.
ودعا إلى تطوير مستوى العمل الدولي لوقف العنف في سوريا.
وقال أمام جلسة خاصة للجمعية العامة للأمم المتحدة الخميس،‘إن قصف المدن تصاعد، كما أن” الميليشيات التي تساندها الحكومة تبدو مطلقة الحرية مما يؤدي إلى تبعات مفزعة.”
وعبر عنان عن اعتقاده بأنه “لا يجرى تطبيق خطة السلام رغم قبول سوريا بها”. وعبرعن ” الرعب والإدانة للقتل في قرية القبير. وطالب بضرورة محاسبة المسؤولين عن هذا القتل.
وقال عنان” إنه بالإمكان تجنب الأسوأ وتمكين سوريا من الخروج من أزمتها لو توحدت الجهود توحدا حقيقيا، وتصرفت وتحدثت الأطراف بصوت واحد”
وطلب بـ” مستوى جديد ” من العمل الدولي لوقف العنف.
من ناحيته، اعتبر نبيل العربي، أمين عام الجامعة العربية أن سمعة الأمم المتحدة على المحك الآن بسبب الموقف من الأزمة وقتل المدنيين في سوريا.
وقال بشار الجعفري، مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة، إن دمشق نفذت الجزء الخاص بها من خطة عنان السلمية.
وأضاف ” أعلن اليوم مجددا أن سوريا مستعدة لتقديم أقصى ما تستطيع لانجاح مهمة عنان”.
وأكد أن ” أبواب سوريا مفتوحة لكل من يريد حوارا جادا”.
ووصف الجعفري ما يحدث في سوريا بأنه مجزرة بشعة غير قابلة للتبرير وبعض ما جاء في هذا الاجتماع جزء لا يتجزأ من المذبحة”.
واتهم الدبلوماسي السوري وسائل إعلام للترويج يجري في سوريا. وقال إن شبكات الجزيرة والعربية وبي بي سي
نشرت صورا قالت إنها لقتلى “مذبحة” قرية القبير التي وصفها بأنها ” بشعة ومدانة”. وأكد أن هذه الصور ليست لقتلى قرية القبير. وأشار إلى أن وسائل الإعلام السورية سوف توضح الأمر لاحقا.
وانتقد الجعفري أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي . وقال ” إنه أصدر حكما بالريموت كنترول بشأن مذبحة الحولة قبل التحقق وانتهاء التحقيق السورية”.
وأبدى مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة استعداد سوريا” لاستقبال لجنة تحقيق مشكلة من دول مشهود لها بالنزاهة” للتحقيق في القتل في سوريا . غير أنه لم يحدد هذه الدول.
ودعا مندوب مصر، نيابة عن المجموعة العربية في الأمم المتحدة، لعقد اجتماع في أسرع وقت لفصائل المعارضة السورية في مقر الجامعة في القاهرة.
وقال إن الوضع الحالي لم يعد يمكن السكوت عليه. وطالب بالتحرك الفوري لانهاء ما وصفه بالوضع المآساوي وباتخاذ إجراءات” وفقا لكل الفصول المتاحة في ميثاق الأمم المتحدة” لفرض حل للأزمة السورية.
بي بي سي
عبد الباسط سيدا: نسعى لترتيب البيت الداخلي في المجلس الوطني
روما (6 حزيران/يونيو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
قال عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا “الاخوان المسلمون، فصيل اساسي من فصائل المعارضة ويمثلون قطاعاً هاماً من المجتمع السوري وهذه المسألة لا بد ان نحترمها ونقدرها”وذلك تعليقاً على ما تردد عن دور الاخوان المسلمين في المجلس الوطني
وتابع سيدا في مقابلة مع وكالة (آكي) الايطالية للأنباء “على الجانب الآخر هناك أيضاً اعلان دمشق الذي يمثل قطاعاً مهماً، الى جانب القوى الشبابية والحراك الثوري، وتنظيمات أخرى” وأردف “إن مسألة الهيمنة نسمعها كثيراً لكن ما تم لاحقاً خلال التصويت على اختيار رئيس جديد للمجلس، أي لوكانت هناك هيمنة، لما وقف الاخوان المسلمون لصالح الدكتور برهان (غليون) في عملية الترشح لرئاسة المجلس” وأردف “حقيقة الامر كان هناك تباين في وجهات النظر وهي مسألة عادية وطبيعية، لكن ان تضخم الامور إلى هذا الحد وتصور على أن هناك خلاف بين الاسلاميين والعلمانيين، فهذا يجانب الواقع، اذ كلنا يعرف أن الدكتور برهان علماني وعندما يقف الاخوان المسلمون معه فهذا يعني ان لا وجود لخلاف علماني اسلامي، وانما مجرد تباين في وجهات النظر” حسب تعبيره
وفيما يتعلق بجهود اعادة هيكلة المجلس الوطني، أكد عبد الباسط سيدا بالقول “من جانب آخر، نحن نحاول ترتيب البيت الداخلي في المجلس الوطني السوري، ونحن منذ البداية كنا نقول أن هناك سلبيات ونواقص واخطاء، وهذا قبل الوصول إلى الاستحقاق الرئاسي الأخير” وأضاف “من جهتنا نحاول ان نقدم تصوراً لاعادة الهيكلة، وسنقوم بعقد مؤتمر الهيئة العامة في الوقت المناسب، وسنقدم هذا التصور إلى قوى اخرى في المعارضة السورية التي يمكن لها ان تنضم إلى المجلس الوطني السوري، أما تلك التي لا تريد ان تنضم فنحن نحترم توجهاتها ونقول نحن على استعداد للتوافق على رؤية مشتركة للمرحلة القادمة، في سبيل طمأنة الداخل السوري والمحيط الاقليمي والخارج الدولي” على حد قوله
وحول ما تردد عن كونه المرشح الاوفر حظاً لرئاسة المجلس الوطني السوري، لفت سيدا إلى أن “هناك مشاورات ضمن المكتب التنفيذي، هذه المسألة يفضل أن اتركها لموعد الاستحقاق” وأضاف “لدينا اجتماع في الثامن من الشهر الجاري للمكتب التنفيذي، وفيه سيتم تقديم اسم المرشح المتوافق عليه للامانة العامة لتتخذ قراراً فيه” على حد قوله