أحداث الخميس 13 شباط 2014
ورقة «الائتلاف»: الهيئة الانتقالية تشرف على وقف العنف وترحيل المقاتلين الأجانب
لندن، نيويورك، جنيف، واشنطن – «الحياة»، رويترز، أ ف ب
قدم «الائتلاف الوطني السوري» المعارض، في جلسة مع وفد النظام برعاية المبعوث الدولي – العربي الأخضر الإبراهيمي في جنيف أمس، ورقة لتصوره لتشكيل هيئة الحكم الانتقالية لا تضمن اشارة الى الرئيس بشار الأسد، على ان «تشرف» هذه الهيئة على وقف اطلاق النار و»تتخذ اجراءات» لانسحاب كل القوات الأجنبية.
واستعجل الإبراهيمي لقاءه نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف ومساعدة وزير الخارجية الأميركي ويندي تشرمان في جنيف اليوم بدلاً من غد، في محاولة لإنقاذ المفاوضات السورية. وهو اجتمع أمس مع غاتيلوف الذي التقى وزير الخارجية السوري وليد المعلم، بعد لقاء وفد من «الائتلاف» مع وفد ديبلوماسي روسي مساء أول من أمس. وأسفرت هذه الاتصالات عن عقد اللقائي الثلاثي بين الإبراهيمي ووفدي النظام والمعارضة.
وتنص الوثيقة التي قدمها وفد «الائتلاف» على ان «الغاية الرئيسة من مؤتمر جنيف الثاني للسلام هي تنفيذ بيان جنيف 30 حزيران (يونيو) 2012 كاملاً، بدءاً بتشكيل هيئة حكم انتقالية تمارس كامل السلطات التنفيذية على كل وزارات وهيئات ومؤسسات الدولة، بما فيها هيئات وأجهزة وفروع الاستخبارات والجيش والقوات المسلحة وقوات وأجهزة الأمن والشرطة ذلك بقبول متبادل». ولم تتضمن ذكراً للرئيس الأسد. وقال القيادي في «الائتلاف» منذر اقبيق: «نعتبر أن لا حاجة لذكر أن الأسد ومعاونيه ليسوا جزءاً من الهيئة الحاكمة الانتقالية، لأن هذه الهيئة تتمتع بكامل الصلاحيات التنفيذية التي هي الآن في يد الرئاسة».
وجاء في وثيقة الهيئة الانتقالية «ستشرف على اتفاق وقف العنف» وتتخذ اجراءات لـ «انسحاب كل الجهات العسكرية الخارجية والمقاتلين الأجانب من كل الأراضي السورية» و «حماية المدنيين وتحقيق استقرار البلاد وبوجود مراقبين دوليين من قبل الأمم المتحدة».
لكن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد قال ان الوفد الحكومي «لم يصغ» الى هذه الورقة، لافتاً الى ان وفده «بدأ مباشرة بالحديث عن تهديد الإرهاب، مشدداً على الحاجة الى وقفه»، وقدم في الجلسة «رداً على الأكاذيب التي ساقها الائتلاف».
في موسكو، اتهمت وزارة الخارجية الروسية الولايات المتحدة بتعمد تشويه موقفها بشأن سورية، بعد انتقاد الرئيس الأميركي باراك أوباما للاعتراض الروسي على مسودة قرار للأمم المتحدة يتعلق بالمساعدة الإنسانية لسورية. وقال الناطق باسم الوزارة الكسندر لوكاشيفيتش: «يثور سؤال بهذا الشأن: لماذا يتم تشويه الموقف الروسي من سوريا عمداً بمثل هذه الطريقة المنحازة؟».
وفي واشنطن، تصدر الملف السوري لقاء نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن بالعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني. وأكد البيت الأبيض أن بايدن استضاف الملك الأردني على الفطور أمس، وناقشا “الجهود الجارية للوصول لمرحلة انتقالية لإنهاء النزاع في سورية وبحثا أيضاً بأفضل السبل مواجهة نمو التهديد من المتطرفين جراء الأزمة في سورية». ويلتقي الملك الأردني الرئيس الأميركي باراك أوباما في كاليفورنيا غداً.
في نيويورك، دعت المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فاليري آموس مجلس الأمن الى إحالة انتهاكات حقوق الإنسان في سورية على المحكمة الجنائية الدولية في وقت استمر انقسام مجلس الأمن حول مشروع قرار إنساني في شأن سورية.
وشددت آموس على ضرورة رفع الحصار عن المناطق المدنية حيث «يعيش أكثر من ٢٤٠ ألف سوري محاصرين» مشيرة الى أن «كلاً الحكومة والمعارضة في سورية فشلتا في التقيد بموجبات القانون الدولي» لجهة احترام سلامة المدنيين. ودعت الى التحرك العاجل «لأن المدنيين السوريين يتعرضون لانتهاكات جسيمة لا تبدو نهايتها واضحة في الأفق»، مشيرة الى ان «الحصار يستخدم كسلاح حرب، ويتعرض العاملون الإنسانيون الى الاعتداءات والاستهداف رغم وجود موقف موحد من مجلس الأمن باحترام سلامة المدنيين» في إشارة الى بيان مجلس الأمن الأخير.
وفي موازاة ذلك، دعت السعودية المجلس الى تحمل مسؤولياته «وإحالة مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية في سورية على العدالة الدولية وإنهاء معاناة الشعب السوري والتوقف عن خذلانه». وأكدت المملكة في رسالة الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيس مجلس الأمن دعمها «التوصل الى حل سلمي للأزمة السورية وإصرارها على التعاون المستمر مع المجتمع الدولي لمواجهة الكارثة الإنسانية التي سببتها الحرب التي شنها النظام السوري والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها ضد شعبه».
وقالت في رسالة وقعها القائم بالأعمال بالإنابة في البعثة السعودية في الأمم المتحدة عبد المحسن الياس إن «النظام السوري يواصل إشغال الأمم المتحدة ومجلس الأمن بجملة من الأكاذيب ويشن حملة لتشويه موقف المملكة إزاء الأزمة السورية في محاولات يائسة لتحييد نظر المجتمع الدولي عما يقترفه من أعمال وحشية وعنف ممنهج».
ميدانياً، نفّذت طائرات حربية سورية أمس ما لا يقل عن 20 غارة على مدينة يبرود في منطقة القلمون شمال دمشق، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في ما اعتبره ناشطون بداية هجوم للسيطرة على المدينة الواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة. وقال «المرصد»: «إن القوات النظامية سيطرت على بلدة الجراجير قرب الحدود السورية – اللبنانية والقريبة من يبرود».
تمديد وقف إطلاق النار لإجلاء باقي المدنيين في حمص
دمشق – أ ف ب، رويترز
قال محافظ حمص طلال البرازي لوكالة “رويترز” أن وقف إطلاق النار في المدينة السورية للأغراض الإنسانية مدد ثلاثة أيام أخرى إبتداءاً من اليوم.
وقال البرازي في إتصال هاتفي إنه “تم تمديد وقف إطلاق النار ثلاثة ايام اخرى بعد اليوم للسماح بإجلاء باقي المدنيين”، مضيفاً انه تم إجلاء 1400 شخص من المدينة القديمة المحاصرة منذ يوم الجمعة الماضي حين بدأ سريان وقف إطلاق النار برعاية الأمم المتحدة.
وقال “تم اجلاء 1400 شخص حتى الان منهم 220 شخصاً ما زالوا ينتظرون تسوية أوضاعهم”، مما يعني ذلك أنه تم إحتجازهم للإستجواب.
وكان البرازي قد أعلن أنه تم تعليق عمليات اجلاء المدنيين وادخال المساعدات الانسانية الى مدينة حمص اليوم الثلثاء بسبب صعوبات “لوجستية وفنية“.
وقال لوكالة فرانس برس: “سنستأنف عملية اخراج المدنيين وادخال المساعدات الغذائية من حمص واليها غداً صباحا”، مضيفاً :”لن تتم اليوم لاسباب لوجستية وفنية“.
رجل آلي لإجلاء الجرحى في سورية!
لندن – “الحياة“
ابتكر مهندس سوري رجلاً آلياً هدفه سحب المصابين المدنيين من ساحة المعركة، من دون تعريض أي أحد للخطر.
ونشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية تقريرا عن الشاب السوري أحمد حيدر الذي صنع نموذجاً أولياً لرجل آلي تقتصر مهمته على سحب المصابين من ساحة المعركة.
وجاءت الفكرة بعدما شاهد، حيدر، رجلاً أصيب بإطلاق نار من الجيش السوري، من دون أن يجرؤ أحد من المارة على الاقتراب منه لإنقاذه، لعلمهم المسبق أن قناصاً تابعاً للجيش السوري يتربص بهم لإطلاق النار عليهم.
وبينما حاول المارة إنقاذ الجريح باستعمال وسائل بدائية كالحبال والعصيّ، حاول الأخير الاختباء ما دفع القناص إلى إطلاق النار عليه وقتله.
وأوضح حيدر أن “الجيش السوري يتعمّد إصابة الأفراد بطلقة واحدة غير قاتلة، وعند محاولة أحد إنقاذه يطلق قناص النار عليه ويقتله هو الآخر“.
وتكرار هذه الحوادث دفع حيدر إلى تصميم نموذج أولي لرجل آلي أطلق عليه اسم “تينا”، وهو عبارة عن مقصورة لحمل المصابين مزودة بذراع إلكترونية لرفعهم. ويعمل في هذه الأثناء على تجهيزه بدرع حديدي يقيه النيران الخفيفة على ساحة المعركة السورية.
وأشار الشاب السوري إلى أن ارتفاع كلفة المشروع وعدم قدرته على تحملها دفعتها هو وزوجته، إلى بيع أغراضهما وإنفاق مدخراتهما لتصنيع النموذج الأولي.
وعرض ثوار سوريون على حيدر دعمه في تنفيذ المشروع، مقابل أن يعمل على تطوير أسلحة لمصلحة المعارضة، إلا أنه رفض.
يذكر أن حيدر شارك في الحرب الإلكترونية في سورية ضد الجيش السوري الإلكتروني. وصمم عدة فيروسات أطلق عليها اسماء صديقاته السابقات، كما اخترق عدة مواقع تابعة للنظام.
روسيا تقدم مسودتين لقرارين بشأن “الإرهاب” والمساعدات في سورية
موسكو ـ يو بي أي، رويترز
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم إن موسكو قدمت مسودة قرار لمجلس الأمن الدولي في شأن “محاربة الإرهاب” في سورية، بالإضافة الى نسختها الخاصة بقرار يتعلق بتوصيل المساعدات هناك.
وقال لافروف في مؤتمر صحافي: “الإرهاب بالتأكيد ليس مشكلة أقل حدة” من الأزمة الانسانية.
وسبق أن أعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أن روسيا ستقدم مشروع قرار في شأن مكافحة “الإرهاب” في سورية إلى مجلس الأمن الدولي في أقرب وقت، مشيراً إلى أن مشروع القرار سيتضمّن دعوة للقيام بالأعمال الكفيلة بصد خطر “الإرهاب”، وتوحيد الجهود لمكافحته في سورية.
وأشار الوزير الروسي إلى ان موسكو أعدت نسختها من مسودة قرار للامم المتحدة بشأن المساعدات سورية بعد أن رفضت الصيغة التي اعدتها مجموعة من الدول الغربية والعربية.
وقال “قدمنا نسختنا من مسودة قرار بشأن سورية الى مجلس الامن التابع للامم المتحدة” وأضاف انه “يعرض رؤيتنا عن الدور الذي يمكن لمجلس الامن ان يلعبه اذا أردنا التوصل الى حل للمشكلات لا ان نستعدي طرفا أو آخر.”
وكان الناطق باسم السفارة الروسية لدى منظمة الأمم المتحدة أليكسي زايتسيف قال لوكالة “نوفوستي” للأنباء، إن روسيا قدمت مساء أمس مشروع قرار في شأن الوضع الإنساني في سورية إلى أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. ولم يكشف الناطق تفاصيل مشروع القرار.
برودة جنيف 2 تقابلها سخونة على جبهة يبرود / موسكو تبدي ليونة حيال مناقشة مشروع قرار إنساني
نيويورك – علي بردى جنيف – موسى عاصي
على عكس الجمود المسيطر على المفاوضات في مؤتمر جنيف2، تحرك الميدان السوري على جبهة مدينة يبرود في منطقة القلمون القريبة من الحدود مع لبنان، إذ افاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان الجيش النظامي مدعوماً بمقاتلين من “حزب الله” اللبناني بدأ هجوماً في اتجاه المدينة بعد السيطرة على قرية الجراجير القريبة منها.
وحتى الدقائق الأخيرة التي سبقت جلسة المفاوضات في جنيف أمس، كانت الأجواء تشير الى ان هذه المفاوضات على حافة الانهيار وأن الجلسة لن تنعقد وان السبب رفض الفريق الحكومي المشاركة في مناقشة البند المتعلق بهيئة الحكم الانتقالي من جهة، وإصرار فريق الائتلاف المعارض على مناقشته في هذه الجلسة. لكن جهوداً ديبلوماسية روسية حثيثة حالت في اللحظة الأخيرة دون الوصول الى المحظور، أي فرط عقد المفاوضات الثنائية. ويبدو أن حال التأزم التي وصلت اليها المفاوضات قد أدت الى تقريب موعد اللقاء الثلاثي للطرفين الروسي والأميركي والممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الابرهيمي من غد الجمعة الى اليوم.
وعلمت “النهار” أن أجواء التشاؤم ظهرت عقب جلسة الثلثاء مع تصاعد حدة الموقف السوري الرسمي من مجرى عملية التفاوض، ومن “المحاولات التي جرت للالتفاف على وثيقة جنيف1 من خلال الاصرار على مناقشة البند المتعلق بالهيئة الانتقالية ومن الاقتراح الذي تقدم به الابرهيمي الداعي الى اجراء حوار بالتوازي بين البندين الخلافيين”، مما اعتبرته أوساط الوفد السوري الحكومي “تحولاً في الموقف الأممي عن مهمة الوسيط الحيادية“.
وعند هذا الحد دخلت الديبلوماسية الروسية على الخط من خلال اتصالات بين الفريقين الروسي والسوري سبقت اللقاء الذي عقده نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف والإبرهيمي. وبنتيجة هذه الاتصالات، وُجهت الدعوة على عجل الى الفريقين السوريين للتوجه الى قاعة التفاوض.
لكن الأهم في لقاءات جنيف كان خارج مقر الأمم المتحدة، وتحديداً في “فندق السلام” مقر اقامة وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي التقى غاتيلوف طوال ساعتين. وخرج المسؤولان من اللقاء متفقين على خطاب شبه موحد. وميّزت بين الموقفين عبارات ديبلوماسية التزمها غاتيلوف، فقد قال المعلم “إنه تمت مناقشة مواضيع حوار جنيف، وجرى تفاهم بين الطرفين على التقدم بهذه المفاوضات تنفيذاً لوثيقة جنيف1 بنداً بنداً“.
أما غاتيلوف، فتمنى أن “تستمر المفاوضات على اساس وثيقة جنيف”، كما تمنى على الوفد الحكومي مواصلة “حواره البناء” مع الطرف الآخر، مشيراً الى أن اللقاء مع المعلم يأتي “في لحظات حساسة تمر بها مفاوضات جنيف وأن البحث تناول كيفية “ايجاد الحلول لكل مشاكل سوريا ووقف الاعمال الارهابية“.
وفي اشارة أكدت أولوية مكافحة الإرهاب لدى الجانب الروسي، رأى غاتيلوف إنه “يجب وضع حدٍ نهائي للإرهاب لأن المشكلة ليست مشكلة سورية فقط بل هي تعني كل دول المنطقة”، وذكّر بالموقف الذي تبنته مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى في آخر لقاء لها في حزيران الماضي والذي دعا الطرفين السوريين الى التعاون من أجل وقف العنف ومكافحة الإرهاب.
راوح مكانك
الى ذلك، كانت جلسة المفاوضات أمس تكراراً للجلسات السابقة. وجدد الطرفان مواقفهما السابقة من الأولويات في تطبيق وثيقة جنيف 1. وعلمت “النهار” أن الوفد الحكومي قدم خلال الجلسة “وثائق تفند” ما جاء في الورقة التي قدمتها المعارضة السورية في جلسة الثلثاء عن الأعمال الارهابية التي قام ويقوم بها النظام السوري في سوريا وخارج سوريا، في حين قدم وفد الائتلاف رؤيته لتشكيل الهيئة الانتقالية ومهمات هذه الهيئة وعلاقتها بالمؤسسات السورية لاحقاً كالمؤسسة العسكرية والاجهزة الامنية “التي ستقوم بدورها في مكافحة الارهاب وإعادة الامن والاستقرار الى سوريا بعد تأهيلها وفقاً لمعايير حقوق الانسان الدولية”. ص11
وفي المقابل جدد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الموقف النظامي بأن الطرح (الذي قدمه الابرهيمي) هو طرح وهمي “فوثيقة جنيف1 تطبق كما جاء في وثيقة جنيف1 وأي ابتعاد عن هذا الموقف هو تعدٍ على وثيقة جنيف ونحن جاهزون لمناقشة كل البنود كما جاء في هذه الوثيقة“.
وفي تصريح لـ”النهار”، قال عضو وفد المعارضة عبد الاحد اصطيفو إن الفريق الآخر لم يأتِ الى جنيف من الاساس من أجل التفاوض بشكل جدي، وكل ما يريده من هذه المفوضات تقطيع الوقت.
وفي انتظار اللقاء الثلاثي الاميركي – الروسي – الأممي، يعيش الابرهيمي حال ترقب شديدة، اذ علمت “النهار” أن الممثل الخاص أجرى أمس خلال لقاء غاتيلوف – المعلم اتصالات عدة لمعرفة نتائج الجلسة ومصير جلسة التفاوض بين الطرفين السوريين المقررة صباح اليوم.
موسكو تبدي ليونة
وفي نيويورك، نقل ديبلوماسيون غربيون عن المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير فيتالي تشوركين أن بلاده مستعدة لمناقشة مشروع قرار في مجلس الأمن يتعلق بالأوضاع الإنسانية في سوريا، لكنه رفض النص الذي اقترحته اللوكسبور وأوستراليا والأردن قبل يومين.
وعقدت الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن اجتماعاً ليل أول من أمس في مستهل مشاورات في شأن مشروع القرار الذي يطالب بإزالة كل العقبات والعراقيل لإيصال المساعدات الإنسانية الى المحتاجين في سوريا. وكانت روسيا والصين تجنبتا في اليوم السابق المشاركة في اجتماع للدول الخمس الدائمة العضوية في شأن المشروع نفسه.
وقال ديبلوماسي غربي طلب عدم ذكر اسمه إن مشروع القرار يهدف الى أمور عدة: الأول يتعلق بتطبيق البيان الرئاسي الذي أصدره المجلس في 2 تشرين الأول 2013، والثاني يرتبط بإنهاء حالات الحصار لعدد كبير من المناطق، والثالث يركز على فرض هدنات انسانية، والرابع يضمن ايصال المساعدات الإنسانية بما في ذلك عبر الحدود بحسب الحاجة. وإذ رأى أن “النص متوازن للغاية”، نسب الى تشوركين أنه “لا يريد مناقشة هذا النص”، ولكن “لا مانع لديه من مناقشة نص ما”. وهذا ما اعتبره الديبلوماسي الغربي “تقدماً جوهرياً” في موقف موسكو. وأعرب عن اعتقاده أن “موقف بيجينيغ من مشروع القرار داعم لموقف موسكو”. غير أن “الأمر يعتمد كثيراً في النهاية على الضغوط التي يمكن أن تمارسها الدول العربية على الصين”. وإذ عبر عن “الخوف من المماطلة”، رفض المنطق الروسي والصيني الذي يدعو الى التريث في المسار الإنساني بذريعة أنه يؤثر سلباً على المفاوضات السياسية الجارية حالياً في جنيف.
وبعد 24 ساعة من طرح مشروع القرار الانساني، وزعت البعثة الروسية لدى الأمم المتحدة على أعضاء مجلس الأمن مشروع قرار يتعلق بمواجهة الأعمال الإرهابية في سوريا.
وعلى رغم الطلب الذي قدمته البعثة السعودية نيابة عن 15 دولة أعضاء في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، لم يتحدد بعد أي موعد لعقد جلسة خاصة للجمعية حول الوضع الإنساني في سوريا.
وقال المندوب الفرنسي الدائم السفير جيرار آرو إنه منذ اصدار البيان الرئاسي “الوضع على الأرض يزداد سوءاً”، موضحاً “اننا نواجه أسوأ مأساة انسانية منذ الإبادة في رواندا عام 1994”. واعتبر أن مشروع القرار المقترح “معتدل للغاية وبسيط للغاية” وهو “ليس نصاً سياسياً … ولا سبب للاعتراض عليه”، مؤكداً أن بلاده ستذهب “حتى النهاية فيه“.
حمص
وصرح الناطق بإسم الأمم المتحدة مارتن نيسيركي بأن مكتب المنظمة الدولية لتنسيق الشؤون الإنسانية سلم زعماء المجتمع المحلي في مدينة حمص مواد غذائية لنحو ألف شخص تكفي لشهر واحد. وقال إن نحو 200 شخص بينهم رجال ونساء وأطفال غادروا المنطقة المحاصرة حتى الآن. ونقل عن عمال الإغاثة أنه بدت على بعضهم علامات “الضعف، وكانوا يعانون صعوبة في المشي“.
وأعلن محافظ حمص طلال البرازي انه “تم اجلاء 217 مدنيا اليوم (امس) من مدينة حمص القديمة”. وبذلك يكون عدد الخارجين من الاحياء التي تحاصرها قوات النظام السوري منذ حزيران 2012، تجاوز 1400 منذ الجمعة.
وأفاد مراسل قناة “روسيا اليوم” في دمشق ان مسلحين من تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش) اقتحموا ليل الاربعاء مخيم اليرموك قرب العاصمة السورية وخطفوا العشرات من سكانه.
الأسلحة الكيميائية
ودعت رئيسة البعثة المشتركة للامم المتحدة ومنظمة حظر الاسلحة الكيميائية في سوريا سيغريد القاق في مقابلة مع “وكالة الصحافة الفرنسية” دمشق الى تكثيف جهودها للاسراع في عملية التخلص من ترسانتها الكيميائية.
واعلن البيت الابيض ان نائب الرئيس الاميركي جو بايدن تطرق الى الملف السوري مع العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين قبل يومين من لقاء الملك والرئيس الاميركي باراك اوباما.
الجيش السوري يسيطر على المنطقة المتاخمة لعرسال
الطيران الحربي يمهّد لمعركة يبرود
زياد حيدر
«ليس أمام المقاتلين المحتشدين في يبرود سوى أمرين، إما الرضوخ لمصالحة أو الهروب بعيدا»، كما يلخص، لـ«السفير»، مصدر واسع الاطلاع على تطورات الساعات الأخيرة، في الجبهة الأكثر اشتعالا في جبال القلمون، والأبرز أمام بسط سيطرة واسعة للجيش على المنطقة.
ومنذ أواسط الأسبوع الماضي كثف الطيران الحربي والطوافات والمدفعية القريبة، قصفا منظما وتكتيكيا للمزارع المحيطة بالمدينة ولأهداف داخلها، حددتها جولات طويلة ومستمرة حتى أمس، لطيران الاستطلاع من دون طيار في المنطقة.
ومقابل اشتداد الاستعداد للمعركة البرية التي يسعى الجيش للحد من خسائرها المحتملة، ماديا وبشريا، استنفرت الفصائل المسلحة، وأبرزها «جبهة النصرة» التي تدير «غرفة عمليات القلمون» في الحشد، ووزعت بيانات تدعو إلى «الاستعداد لمعركة قالت إن موعد بدئها قد يكون الساعة الواحدة والنصف فجر يوم الخميس المقبل»، معلنة أنها «معركة ضد الروافض» وحددتها بالحكم في دمشق و«حزب الله» في لبنان.
وأعلنت «النصرة»، في بيان، أنها ستكون «بالمرصاد لأية محاولة تقدم لحزب إيران حزب الله»، متوعدة «بعشرات الانتحاريين الانغماسيين وبمفاجآت» على خطوط الجبهة الممتدة بين رنكوس ومعلولا ومزارع ريما وصولا إلى يبرود.
ووضع الجيش السوري تكتيكا استغرق وقتا طويلا للإعداد، وتخللته فترات انقطاع لأسباب مختلفة، من أبرزها سقوط مدينة عدرا العمالية، بيد كتائب «الجبهة الإسلامية» و«جبهة النصرة» نهاية العام الماضي، إضافة إلى صعوبة التموضع جغرافيا في المنطقة نتيجة الشتاء القارس، وتلبد الأجواء ما صعب عمليات الاستطلاع. ويهدف التكتيك كما يبدو إلى تجميع المقاتلين في نقطة واحدة، ومحاصرتهم باتجاه منفذ جبلي وحيد يقود إلى السلسلة الجبلية المطلة على لبنان، على أمل فتح المجال أمام تسوية بالنسبة للمقاتلين السوريين وتهميش الأجانب ما يدفعهم للهروب نحو الجبال مجددا.
وحتى الآن ما من بوادر تشير إلى إمكانية حصول «مصالحة»، شبيهة بتلك التي حدثت في مناطق أخرى في ريف دمشق. ومن بين العراقيل، تعقيدات التواجد المسلح في المنطقة، والذي ينظر إلى «حزب الله» باعتباره شريكا في المعركة، الأمر الذي يمنع حصول تسويات، ولا سيما في ظل وجود مقاتلين أجانب، لبنانيين وغير لبنانيين، يعتبرون معركتهم ضد الحزب «معركة مقدسة».
كما أن التسوية، التي ترغب بها الحكومة، يجب أن تخضع لاعتبارات المنطقة التي لا زالت سيطرة الجيش فيها مبعثرة، بين الطريق الدولي الذي يشرف عليه، ومناطق خلفه ظلت حتى اللحظة خزانا لوجستيا للفصائل المسلحة، ومناطق مراوغة تكتيكية، بالنظر لتجربة استعادة قارة، وما لحق بها من معارك على الخط الجغرافي ذاته في دير عطية والنبك ولاحقا عدرا. كما ان هناك عاملين، الأول اجتماعي – سياسي، والثاني اقتصادي. وفي ما يتعلق بالأول، فقد نزحت مئات العائلات ممن كانت «بيئة حاضنة للمسلحين والمعارضة» باتجاه يبرود من مناطق عديدة سيطر عليها الجيش السوري، بين ابرزها القصير وقارة والنبك، وبعضها، وفقا لما تشير مصادر في المعارضة، بدأ رحلة مشابهة باتجاه لبنان.
أما العامل الاقتصادي فمرتبط بشكل وثيق أيضا مع لبنان، وكان عاملا أساسيا في تغذية الحرب الدائرة، بالسلاح والمال، عبر طرق التهريب التي من المستحيل السيطرة عليها بشكل تام.
ووفقا للمصدر السابق، فقد ركز الجيش عمليته حتى أمس على قطع كل طرق الإمداد عن المدينة. وأقامت قوات النخبة السواتر استعدادا للتمركز على مداخل المدينة. واستخدم الجيش مدافع ثقيلة مطلة على مزارع ريما، فيما شن الطيران الحربي، بدءا من صباح أمس، غارات على أهداف داخل يبرود، بالقرب من المخفر والنادي الرياضي ووسط منطقة السوق والقاعة. وذكر «المرصد السوري لحقوق الانسان» ان الطيران شن 20 غارة على المنطقة.
وأعلن متابعون لتحركات الجيش أنه دخل قرية الجراجير القريبة من يبرود. ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر عسكري إن «وحدات من الجيش أحكمت سيطرتها الكاملة على بلدة الجراجير والمزارع المحيطة بها المتاخمة لبلدة عرسال اللبنانية بعد القضاء على آخر تجمعات الإرهابيين فيها».
واعترفت صفحات التواصل الاجتماعي، المقربة من المعارضة، بسقوط قتلى من المقاتلين، بينهم 40 مقاتلا من «جبهة النصرة»، كما أعلنت انقطاع الاتصالات مع المدينة، ومنعت نشر أخبار المعارك في كل من مزارع ريما ويبرود «حفاظا على سرية تحرك المجاهدين».
وقال معارضون أن طيران الجيش ألقى منشورات أنذر فيها المقاتلين من المعركة المقبلة، مطالبا «بتقدمهم نحو مساعي مصالحة وطنية، ورفع العلم السوري على مباني البلدة الرئيسية».
وقال مصدر امني سوري، لوكالة «فرانس برس»، إن العمليات العسكرية في يبرود تدخل في إطار «العمل الروتيني الذي يستهدف العصابات الإرهابية المسلحة».
وقال المتحدث باسم «لواء الغرباء» أبو انس لوكالة «رويترز»، إن «مقاتلي حزب الله وقوات (الرئيس بشار) الأسد يحاولون اتخاذ مواقع على قمم التلال القريبة لمهاجمة يبرود»، مضيفا أن «مقاتلي المعارضة يصدون الهجوم على يبرود، وأن المستشفى امتلأ بالجرحى».
والبلدة التي تبعد 35 كيلومترا عن دمشق، تعتبر موقعا رئيسيا للمعارضة، وتخضع لإدارة مدنية معارضة منذ عامين، كما تقيّم كنقطة ارتكاز رئيسية لحركة عبور المقاتلين بين سوريا ولبنان. ويقيم في المدينة ما يقارب 60 ألف مدني، جلهم من النازحين من مناطق أخرى.
إلى ذلك، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان، «ارتفع عدد القتلى الذين سقطوا الثلاثاء في غارات بالبراميل المتفجرة على حي الصاخور في حلب الواقع تحت سيطرة المسلحين الى 27، بينهم أطفال». وأضاف «قتل تسعة أشخاص، بينهم ستة أطفال، في غارات جوية على مدينة طفس في محافظة درعا». وتابع «قتل 4959 شخصا منذ بدء مؤتمر جنيف 2 في 22 كانون الثاني، وان المعدل اليومي لضحايا أعمال العنف هو الأعلى منذ ذلك التاريخ في سوريا، وقد بلغ 236 قتيلا في اليوم».
من جهة أخرى، استؤنفت عملية إجلاء المدنيين وإدخال المساعدات إلى الأحياء المحاصرة في مدينة حمص. وقال محافظ حمص طلال البرازي «تم إجلاء 217 مدنيا من مدينة حمص القديمة، والعملية جرت بشكل سلس وجيد»، مشيرا الى ان «بين المدنيين الذين سيتم إجلاؤهم 20 مسيحيا خرجوا سيرا على الأقدام من حي بستان الديوان إلى حي جورة الشياح». وبذلك يكون عدد الخارجين من الأحياء المحاصرة في حمص تجاوز 1400 منذ الجمعة الماضي.
وأعلن البرازي أن «شاحنات المساعدات الغذائية تمكنت من الدخول إلى حمص القديمة». وأوضح مدير العمليات في الصليب الأحمر خالد عرقسوسي انه تم إدخال 190 حصة غذائية و4700 كيلوغرام من الطحين إلى الأحياء المحاصرة.
وأشار البرازي إلى أن السلطات السورية «قامت بتسوية أوضاع 111 شخصا» من الخارجين من حمص، و«تحفظت على 34 آخرين في انتظار التدقيق بأوضاعهم». وأعلن انه يمكن تمديد مهلة وقف إطلاق النار التي انتهت مساء أمس إذا كان هناك أشخاص يريدون مغادرة المناطق المحاصرة.
الجيش الحر: قطع امتداد ‘داعش’ مع العراق أفقده جزءاً كبيراً من قوته في سوريا
علاء وليد- الأناضول: قال ناطق باسم هيئة أركان الجيش السوري الحر، الخميس، إن (داعش) فقد جزءاً كبيراً من قوته في سوريا بعد قطع طرق إمداده من العراق إثر طرده من معظم مساحة دير الزور شرقي سوريا، مشيراً إلى التنظيم يحاول “التحصن” في آخر معقل له في المحافظة لجعله خطاً دفاعياً أول ومنع هجوم قوات المعارضة على معقله الرئيس في محافظة الرقة (شمال).
وفي اتصال هاتفي مع وكالة الأناضول، أوضح عمر أبو ليلى، الناطق باسم هيئة أركان الجيش الحر- الجبهة الشرقية، أن طرد الجيش الحر وحلفائه من الفصائل الإسلامية وأبرزها “جبهة النصرة” و”الجبهة الإسلامية” لمقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” أو “داعش” من المناطق التي كانوا يتواجدون فيها بمحافظة دير الزور بعد المعارك التي دارت بين الطرفين الأسبوع الجاري، أدى إلى فقدان التنظيم لجزء كبير من قوته بعد قطع طرق إمداده من العراق.
وأضاف أبو ليلى “لم يبق للتنظيم أي معقل له في دير الزور سوى في منجم الملح بمنطقة (التبني) على الحدود الغربية للمحافظة مع محافظة الرقة شمالي سوريا، وهو محاصر من قبل قوات المعارضة، في حين تدور اشتباكات عنيفة منذ، الثلاثاء، بين الجيش الحر وحلفائه ضد مقاتلي “داعش” في مدينة “الشدادي” جنوبي محافظة الحسكة التي يسيطر النظام السوري على معظم مناطقها.
وأشار الناطق إلى أن مقاتلي “داعش”هاجموا، أمس الأربعاء، قرية “الطريف” القريبة من “التبني” في محاولة لفك الحصار عن معقله الأخير في المحافظة وقاموا بتفجير عدد من منازل المدنيين في القرية قبل أن تقوم قوات المعارضة بصدّهم وإعادتهم إلى مواقعهم الخلفية، وأدى ذلك لسقوط نحو 10 قتلى من مقاتلي المعارضة.
وأضاف أن التنظيم يحاول “التحصن” في آخر معقل له في دير الزور لجعله خطاً دفاعياً أول ومنع هجوم قوات المعارضة على معقله الرئيس في محافظة الرقة المجاورة لها.
و”الدولة الإسلامية في العراق والشام” أو (داعش)، هو تنظيم يتبع للقاعدة ومدرج على لائحة الإرهاب الدولية، ونشأ في العراق بعد الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003، وامتد نفوذه إلى سوريا بعد اندلاع الثورة الشعبية فيها مارس/ آذار 2011، واستثمر التنظيم الاعتصامات المناوئة للحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي، التي بدأت منذ أكثر من عام في 6 محافظات عراقية، لتوسيع نفوذه واكتساب قاعدة شعبية حاضنة له.
وبدأت حملة عسكرية على تنظيم “داعش” في العراق21 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، ما تزال مستمرة حتى اليوم، على خلفية مقتل 16 عسكريا من الفرقة السابعة التابعة للجيش، على رأسهم اللواء الركن محمد الكروي، أثناء مداهمتهم معسكراً تابعاً لتنظيم القاعدة في منطقة الحسينيات ضمن وادي حوران (420 كم) غرب الأنبار.
وبالتوازي مع ذلك، سعى التنظيم خلال الأشهر الماضية إلى توسيع نفوذه في سوريا، عبر محاولة ضم “جبهة النصرة” الإسلامية (مدرجة أيضاً على لائحة الإرهاب الدولية)، التي رفضت الأمر، كما تمكن التنظيم من السيطرة على معابر حدودية استراتيجية على الحدود الشمالية لسوريا، وآبار نفطية في شرق وشمال البلاد.
ومنذ نهاية العام الماضي شن الجيش الحر وحلفاؤه من قوات المعارضة السورية أبرزها “الجبهة الإسلامية” أكبر فصيل عسكري معارض في البلاد، حملة عسكرية ضد معاقل داعش في مناطق بشمال سوريا، أدت إلى طرد الأخير من عدد من المدن والبلدات التي كان يتواجد فيها وآخرها محافظة دير الزور.
وحاليا، يمتد تواجد “داعش” في العراق من مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى (شمال) إلى جنوبها في محافظة كركوك ومدينة سامراء مركز محافظة صلاح الدين (شمال)، ومنها إلى مدن ومناطق محافظة الانبار مثل مدينة الفلوجة (70 كم غرب بغداد)، مروراً بالرمادي مركز المحافظة، إلى ناحية الرطبة على الحدود السورية – الأردنية الشرقية، ويبسط التنظيم سيطرته على معظم مساحة الصحراء العراقية الغربية المحاذية لتلك الحدود والممتدة لمئات الكيلومترات.
أما في سوريا فكان يمتد نفوذه من مدينة البوكمال (شرق على الحدود مع محافظة الأنبار العراقية) إلى ريف محافظة دير الزور الشرقي (شرق) الممتد على مساحة 130 كم، قبل أن يطرد منها منذ يومين، وصولاً إلى محافظة الرقة (شمال) التي يسيطر عليها التنظيم بشكل شبه كامل منذ أكثر من عام، إلى بعض مناطق ريف حلب وأحياء من المدينة، فريف محافظة إدلب (شمال)، وصولاً إلى مناطق شمال محافظة اللاذقية والحدود السورية مع إقليم هاتاي التركي الجنوبي.
وحرص تنظيم (داعش) خلال الفترة الماضية على السيطرة على المعابر والبوابات الحدودية بين سوريا والعراق وتركيا.
تواصل القصف على المدن السورية ومحافظ حمص يعلن تمديد وقف إطلاق النار في المدينة
بيروت- دمشق- (رويترز)- (د ب ا): قال محافظ حمص لرويترز إن وقف اطلاق النار في المدينة السورية للاغراض الانسانية مدد الخميس ثلاثة أيام اخرى، فيما تواصل القوات النظامية القصف على المدن السورية.
وقال طلال البرازي في اتصال هاتفي “تم تمديد وقف اطلاق النار لثلاثة ايام اعتبارا من اليوم لافساح المجال امام خروج باقي المدنيين”.
وأضاف انه تم اجلاء 1400 شخص من المدينة القديمة المحاصرة منذ يوم الجمعة الماضي حين بدأ سريان وقف اطلاق النار بوساطة من الامم المتحدة.
وقال “تم اجلاء 1400 شخص حتى الان منهم 220 شخصا ما زالوا ينتظرون تسوية اوضاعهم.” ويعني ذلك احتجازهم للاستجواب.
ويسمح للنساء والاطفال بحرية المغادرة في حين يخضع الرجال بين سن 15 عاما و55 عاما لتدقيق قوات الامن اذ تعتبرهم السلطات السورية في سن القتال. وقال البرازي “لقد تمت تسوية اوضاع 70 شخصا اليوم”.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية في بيان في وقت متأخر الاربعاء ان الحكومة تعهدت باطلاق سراح الرجال بعد فحص اوضاعهم. واضاف المتحدث ادجار فاسكيز “نتوقع ان يفوا بتعهدهم”.
وقال “بالنظر للتصرفات السابقة للنظام لا يمكن للمجتمع الدولي ان يأخذ ذلك كأمر مسلم به وينبغي متابعة مصير هؤلاء الرجال.” وتابع “يواصل النظام احتجاز عدد كبير من المعتقلين في ظروف مروعة”.
ومن جهة أخرى، أفاد المرصد السورى لحقوق الانسان الخميس بأن القوات النظامية قصفت بعد منتصف ليل الاربعاء/ الخميس مناطق في حي الوعر بمحافظة حمص، ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات.
وقال المرصد إن مناطق في مدينة الرستن تتعرض لقصف من قبل القوات النظامية منذ صباح الخميس، من دون انباء عن خسائر بشرية.
وفى محافظة حلب، قال المرصد ان 51 مواطنا لقوا حتفهم، وبينهم 13 مقاتلاً من الكتائب الاسلامية المقاتلة، وذلك في قصف واشتباكات مع القوات النظامية في أحياء مدينة حلب وفي مناطق بريفها.
وأعلن لواء جبهة الاكراد وكتائب مقاتلة عن بدء “معركة الكرامة”لاستعاد السيطرة على مدينة اعزاز وريف حلب الشمالي الذي تسيطر عليه الدولة الاسلامية في العراق والشام.
وأشار المرصد السوري إلى أن مقاتلا من الكتائب الاسلامية المقاتلة لقى حتفه في اشتباكات مع القوات النظامية وقوات الدفاع الوطني في محيط بلدة صوران بريف حماه الشمالي.
ودارت ليلة أمس اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الاسلامية المقاتلة في ريف دمشق قرب منطقة الكباس من جهة وادي عين ترما وترددت أنباء عن وقوع خسائر بشرية في صفوف الطرفين.
وأضاف المرصد أن مناطق في حي جوبر بدمشق تعرضت بعد منتصف ليلة الخميس لقصف من جانب القوات النظامية على مما ادى لسقوط جرحى.
وفد المعارضة السورية يدعو موسكو وواشنطن إلى “التعاطي الجدي” مع مفاوضات جنيف
جنيف- (أ ف ب): دعا وفد المعارضة السورية المشارك في الجولة الثانية من مفاوضات جنيف-2، موسكو وواشنطن إلى “التعاطي الجدي” مع المفاوضات، في وقت تشهد المدينة السويسرية حراكا من دبلوماسيي البلدين للدفع بالمفاوضات قدما.
وقال كبير المفاوضين في الوفد المعارض هادي البحرة لوكالة فرانس برس في وقت متأخر مساء الاربعاء “نحن على قناعة بانه من الواجب على الراعيين الاساسيين لهذا المؤتمر التعاطي الجدي مع عملية التفاوض (..) وانها ستخرج بنتائج لما فيها مصلحة الشعب السوري بشكل كامل”.
اضاف “حضورهما الآن حضور في الوقت المناسب لاننا في حاجة ان نقيم ماذا حدث في الجولة الاولى وماذا حدث في الايام الاولى من الجولة الثانية، ونقوّم اي عملية سلبية في هذا الموضوع، وندفع باتجاه الحل السلمي المتكامل لوقف المأساة السورية”.
ومن المقرر ان يعقد بعد ظهر الخميس لقاء بين نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف ومساعدة وزير الخارجية الاميركية ويندي شيرمان والموفد الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي الذي يتولى الاشراف على المفاوضات.
واكد البحرة ان غاتيلوف الذي التقى الاربعاء كلا من الابراهيمي ورئيس الوفد السوري وليد المعلم، دعا رئيس الوفد المعارض احمد الجربا، غير الموجود في جنيف، الى لقاء مماثل.
وقال إن “زيارة السيد نائب وزير الخارجية الروسي مرحب بها ودعوته لرئيس الائتلاف نقدرها عاليا، وان استطاع رئيس الائتلاف ان يحضر الى جنيف للقائه فبالتأكيد سيفعل ذلك”.
اضاف “ان لم يستطع فهناك من قيادة الائتلاف فريق كامل هنا في امكانه اللقاء مع نائب وزير الخارجية”، مؤكدا ان المعارضة “ترحب بهذا اللقاء طبعا”.
ولم يؤكد البحرة ما اذا اللقاء سيحصل.
وعقد الوفدان السوريان جولة اولى من المفاوضات في كانون الثاني/يناير الماضي، في مؤتمر بادرت موسكو حليفة النظام، وواشنطن الداعمة للمعارضة، للدعوة اليه قبل اشهر.
ولم تؤد الجولة الى نتائج تذكر. واعلن الابراهيمي الثلاثاء غداة انطلاق الجولة الثانية، انها “شاقة” ولم تحقق تقدما.
ويتباين طرفا النزاع حول اولوية البحث المرتكز الى اتفاق جنيف-1 الذي اقر في حزيران/ يونيو 2012، وينص على بنود عدة ابرزها تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات واسعة، و”وقف العنف”.
ويريد الوفد الحكومي الاتفاق على “مكافحة الارهاب” قبل بحث البنود الاخرى، بينما تشدد المعارضة على اولوية “هيئة الحكم الانتقالي” التي قدمت تصورا لها الاربعاء، لا يأتي على ذكر الرئيس بشار الاسد.
وقال البحرة “نحن نتعاطى بكل جدية مع المؤتمر، قدمنا بيانا للاسس التي نراها للحل السياسي الكامل وتأسيس هيئة الحكم الانتقالي (…) للخروج بحل متكامل يمكن الشعب من استرداد حقوقه الدستورية ويمكنه من اختيار قيادته في المستقبل”.
اضاف “تقدمنا بمبادرة جدية وايجابية، والآن على وفد النظام ان يقدم رؤيته السياسية المتكاملة ويرد على الوثيقة التي تقدمنا بها، فالوقت في سوريا من دم”، مطالبا بعدم “اضاعة الوقت بالنقاش غير المجدي حول اي بند يأتي اولا”.
وكان نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد قال لفرانس برس انه لا يرى مبررا لجدول اعمال “مفصل في اذهان” المعارضة، قائلا ان على الاخيرة “”الانتظار طويلا” للحصول على رد الوفد الحكومي على التصور الذي قدمته.
المعارضة تقدم خطة لعملية انتقال سياسي بدون الأسد… ووفد النظام يرفض الاستماع لها
الرياض تدعو المقاتلين السعوديين في سوريا لتسليم أنفسهم ودمشق موافقة على مناقشة طرد ‘المقاتلين الأجانب‘
الرياض ـ ‘القدس العربي’ جنيف ـ من محمد واموسي: قدم وفد المعارضة السورية في مفاوضات جنيف 2 المنعقدة في سويسرا، وثيقة تسلمها الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي، تتضمن رؤيتها لشكل وتركيبة ومهام هيئة الحكم الانتقالي في سوريا.
وتتضمن الوثيقة التي حصلت ‘القدس العربي’ على نسخة منها اربعة وعشرين نقطة تحدد مهام الهيئة، من بينها إخراج المقاتلين الأجانب من سوريا وإدماج المقاتلين السوريين في الجيش والشرطة ووضع دستور مؤقت للبلاد.
وستلتزم الهيئة – وفق وثيقة المعارضة ـ بـ’توطيد الهدوء والاستقرار الكاملين ووقف أعمال العنف بصورة دائمة، على أن يشمل ذلك اكمال عمليات الانسحاب وتناول مسألة نزع سلاح المجموعات المسلحة، وتسريح أفرادها أو ادماجهم في الجيش والقوات المسلحة او في قطاعات الخدمات العامة والمدنية’.
وتتعهد المعارضة بـ ‘ضمان استمرار المؤسسات الحكومية والموظفين من ذوي الكفاءات، بهدف المحافظة على خدمات المؤسسات العامة واعادة تقييم دورها ووضع خطط للرقي بها، على أن يشمل ذلك الجيش والقوات المسلحة وهيئات وافرع الاستخبارات ودوائر الأمن’.
وقالت الوثيقة المكونة من خمس صفحات ‘هيئة الحكم الانتقالي سوف تنفذ وتوجه وتشرف على اتفاق وقف العنف بكافة اشكاله وذلك من خلال اتخاذ خطوات فورية لايقاف العنف المسلح بهدف حماية المدنيين وتحقيق استقرار البلاد وبوجود مراقبين دوليين من قبل الأمم المتحدة.’
وتدعو الوثيقة كل الاطراف إلى أن ‘تتعاون مع هيئة الحكم الانتقالي في وقف أعمال العنف بصورة دائمة ويشمل ذلك اكمال عملية الانسحاب وتناول مسألة نزع سلاح المجموعات المسلحة وتسريح افرادها او ادماجهم في الجيش والقوات المسلحة او في قطاعات الخدمات العامة والمدنية.’
وعن موقع بشار الأسد في الهيئة رفضت المعارضة بتاتا وجوده فيها لا هو ولا اي أحد من معاونيه.
وقال أنس العبدة عضو وفد المعارضة لـ’القدس العربي’ إن ‘بشار الأسد لا مكان له في الهيئة الانتقالية، ومعاونوه لا مكان لهم أيضاً وسنضع فيتو عليهم جميعا’.
وأضاف العبدة ‘الهيئة ستكون فيها شخصيات وطنية تحظى بالموافقة من الطرفين، ولن نقبل أولئك الذين تلطخت أيديهم بالدماء’. وقال العضو في الوفد المعارض لؤي صافي في مؤتمر صحافي عقده اثر الجلسة ان الهيئة ‘ستتحمل مسؤولية وقف العنف، وتكون ممثلة بشخصيات يتم الاتفاق عليها من الطرفين، النظام والمعارضة’.
وقال المتحدث باسم الوفد المعارض منذر آقبيق ردا على سؤال ‘نعتبر ان لا حاجة لذكر ان الاسد ومعاونيه ليسوا جزءا من الهيئة الحاكمة الانتقالية، لأن هذه الهيئة تتمتع بكامل الصلاحيات التنفيذية التي هي الآن في يد الرئاسة’.
واضاف ‘هذا يعني انه لن يكون رئيسا بعد ذلك. سيكون تحت المحاسبة بدلا من ان يكون جزءا من المرحلة الانتقالية’. ودعا صافي الفريق الآخر الى ‘التعامل مع هذا الاقتراح تعاملا جديا’. ويرفض النظام البحث في هيئة الحكم الانتقالي قبل البت ببند ‘مكافحة الارهاب’.
وذكرت الوكالة الفرنسية للأنباء ان الوفد الحكومي المشارك في مفاوضات جنيف-2، ‘لم يصغ’ الى الورقة التي قدمتها المعارضة اليوم الثلاثاء حول هيئة الحكم الانتقالي في سوريا، خلال الجلسة المشتركة بإشراف الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي.
واشارت في المقابل الى ان الوفد الحكومي قدم تقريرا عن ‘المجازر’ التي ارتكبها مقاتلو المعارضة.
وقال فيصل المقداد، نائب وزير الخارجية السورية ان ‘المعارضة قد القت بهذا البيان الذي لم نصغ اليه لأنه اتى خارج جدول الاعمال الذي كنا نعتقد انه يجب ان يناقش ويقر كما هو في ورقة جنيف’.
كما ذكرت رويترز ان المقداد قال امس الأربعاء إن الحكومة السورية مستعدة في محادثات السلام لمناقشة اقتراح المعارضة بطرد المقاتلين الأجانب من البلاد في إشارة الى توافق نادر بين الجانبين.
واعطت السلطات السعودية تعليماتها لسفارتيها في عمان وبيروت وقنصليتها في اسطنبول، لتقديم كل التسهيلات الممكنة لأي سعودي يرغب بترك التنظيمات المسلحة في سوريا، وصرح السفير السعودي الجديد لدى الاردن الدكتور سامي الصالح ‘انه تنفيذا للتوجيهات فإن جميع امكانات السفارة معدة لاستقبال أي سعودي مغرر به ويقاتل في سوريا ويريد العودة الى بلده’. واشار في تصريح صحافي ‘ان السفارة السعودية مستعدة لاستقبال أي سعودي يعود من سوريا وتؤمن له الاقامة الى حين استصدار الوثائق الرسمية له وتذاكر السفر وانهاء اجراءات سفره وتأمين عودته سالما للمملكة’.
كما اكد السفير السعودي لدى لبنان علي عسيري ان سفارة بلاده تلقت التوجيهات نفسها، وانها تبذل جهودها لمساعدة أي عائلة سعودية تريد استعادة أي من ابنائها من سوريا، ‘واوضح لصحيفة ‘مكة’ ان ‘الاجراءات الاخرى بعد وصولهم ـ السعوديين العائدين ـ ليست من مهامنا بل هي من اختصاص السلطات السعودية’، ونفى السفير السعودي ان يكون لدى سلطات بلاده اعداد دقيقة حول عدد السعوديين ‘المغرر بهم ويقاتلون في سوريا’.
وعلم ان السلطات السعودية تسعى لدى التنظيمات الاسلامية وغير الاسلامية التي تدعمها ماليا وعسكريا من اجل اعادة أي مقاتلين سعوديين يحاربون الى جانبها، كما تحثها على تسليم أي سعودي يتم اسره خلال القتال مع تنظيم ‘داعش’.
الا ان مصادر سعودية تقدر عددهم بأنه يتراوح بين 1500 و2000 سعودي معظمهم انضم الى ‘جبهة النصرة’ وبعضهم يقاتل مع ‘داعش’ الاكثر تطرفا.
وتأمل السلطات السعودية ان يعود المئات من مواطنيها الذين يقاتلون في سوريا استجابة لفتاوى رجال دين سعوديين مثل الشيخ محمد العريفي، وغير سعوديين مثل الشيخ عدنان العرعور، وشن الاعلام السعودي هجوما على هؤلاء متهما اياهم بالتغرير بالشباب السعودي، واصدر العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز قبل نحو اسبوع أمرا ملكيا يعاقب بموجبه بالسجن مدة تبدأ من 3 سنوات ولا تزيد على عشرين عاما كل من شارك في أعمال قتالية خارج المملكة أو الانتماء للتيارات أو الجماعات الدينية والفكرية المتطرفة.
وبوجب الامر الملكي يعاقب كل من ينتمي ‘للتيارات أو الجماعات – وما في حكمها – الدينية أو الفكرية المتطرفة أو المصنفة كمنظمات إرهابية داخلياً أو إقليمياً أو دولياً، أو تأييدها أو تبني فكرها أو منهجها بأي صورة كانت، أو الإفصاح عن التعاطف معها بأي وسيلة كانت، أو تقديم أي من أشكال الدعم المادي أو المعنوي لها، أو التحريض على شيء من ذلك أو التشجيع عليه أو الترويج له بالقول أو الكتابة بأي طريقة’.
وواكبت تلك الاوامر صدور قانون مكافحة الارهاب الذي يخول الاجهزة الامنية السعودية ملاحقة أي شخص يعمل او يدعو لتغيير نظام الحكم في السعودية ويروج لاي افكار تدعو لذلك. ويعتقد متابعون وخبراء امنيون ان السعودية تريد ابعاد مواطنيها عن المنظمات الاسلامية المقاتلة خصوصا التابعه لتنظيم القاعدة، وملاحقة أي معارضين سعوديين في الخارج.
وقد لاقى قانون مكافحة الارهاب اعتراضات عديدة من منظمات حقوق الانسان. ويلاحظ ان الاوامر الملكية التي صدرت قبل نحو اسبوع بسجن أي سعودي يقاتل مع تنظيمات خارجية ـ وهي لاشك تلقى ترحيبا دوليا ـ ترافقت مع قانون مكافحة الارهاب حتى يمر دون اعتراضات انسانية دولية.
عباس يناور مع المعارضة السورية وأوفد الرجوب وفرج لإيران لتسليم ملفات ‘أمنية’ ويبحث عن ‘مظلة’ سعودية بلا تجاوب
بسام البدارين
عمان ـ ‘القدس العربي’ اللقاءات والإتصالات التي أجراها في عمان الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع شخصيات في المعارضة السورية أولا ولاحقا مع دوائر في طهران تهدف تكتيكيا لإعادة ترسيم دور جديد في المنطقة خارج المظلة السعودية والمصرية والأردنية التي بدأت تفرض إيقاعها على نحو أو آخر على الموقف التكتيكي لسلطة رام الله والرئيس عباس.
بعد لقاء جمعه برئيس الإئتلاف السوري المعارض أحمد الجربا في العاصمة الأردنية وآخر بمعارضين مستقلين بترتيب ‘أمني’ خاص أوفد الرئيس عباس اللواء جبريل الرجوب إلى طهران مع مدير المخابرات الفلسطيني ماجد فرج.
التواصل الفلسطيني مع إيران التي لا توجد بينها وبين السلطة علاقة رسمية من أي نوع إكتسب شرعية رسمية من خلال وضع زيارة الرجوب على جدول أعمال النقاش في الإجتماع الأخير للجنة المركزية لحركة فتح مما يعني أن الرئيس عباس يحاول التنويع في خياراته التكتيكية… السؤال لماذا يفعل عباس ذلك؟.
من جهة يحاول الإيحاء بإمكانية وجود ‘دور فلسطيني’ في إطار الجهد الجماعي لمكافحة الإرهاب وتحديدا بسوريا مما يفسر تركيز مبعوثي عباس لطهران على تسليم الإيرانيين ملفا أمنيا يتضمن معلومات ‘فلسطينية’ هذه المرة عن الجماعات الأصولية في سوريا.
الملف الأمني سلم فعلا لكن طهران تعاملت معه ببرود مما كرس الإنطباع سياسيا بأن الخطوة تكتيكية تماما وتسعى لإعادة التموضع في ظل الإفتقار للحماس العربي لخطة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري.
السعودية لم تعجبها الخطوة الفلسطينية وعمان رأت فيها محاولة من وراء الظهر للمزاحمة على حصة تكتيكية في قضايا المنطقة لكن أوساط مقربة من عباس فأشارت إلى أن الإستعانة بإيران محاولة للتقارب مع حزب الله الذي يحاول بدوره لبنانيا ‘الإتصال’ بخصوم شرسين لعباس داخل الأطر الحركية لفتح.
الملفات الأمنية أصبحت من عناوين التقارب والتحالف السياسي بين الدول وسلطة عباس تحاول التقدم بحصتها في هذا السياق كغيرها تحت يافطة التواصل مع إيران والمشاركة عبر لقاءات مع المعارضة السورية رتبها مدير المخابرات ماجد فرج في إيجاد الحلول السياسية أو حتى الظهور إلى جانب الطاولة الدولية التي تبحث في مستقبل سوريا الآن وليس فيما يجري فيها.
عباس زكي مبعوث الرئيس عباس الأول والأبرز لنظام دمشق حتى اللحظة تحدث عن قدرات فلسطينية على التواصل ميدانيا مع بعض الأطراف المسلحة لأغراض إغلاق ملف مخيم اليرموك الذي يتظاهر بعد حالات الموت جوعا الأخيرة ضد ثلاثة أطراف هي المتطرفين الأصوليين والنظام السوري وسلطة رام الله.
لكن دائرة تنويع الخيارات الفلسطينية لا تبرز على هذا الأساس فقط فإتصالات عباس مع طهران تحاول تحريك الجمود في العلاقات بين السلطة والسعودية التي طلبها عباس بالإسم من جون كيري مع الأردن كغطاء عربي فعال لأي تسوية يمكن أن تفرض على دول المنطقة.
جون كيري وعندما زار إحدى عواصم الخليج مؤخرا أبلغ أنه شخصيا سيتولى مساعدة عباس في تدبير الغطاء العربي لإتفاقية الإطار التي يسعى لتوقيعها ملوحا بأن كيري يستطيع وينبغي أن يستطيع التوقيع على الإتفاق الجديد المقترح وأن على الدول العربية أن تساعده بذلك مشيرا لإنه شخصيا يعتبر هذه مهمته المركزية.
في الواقع ألمح مستشار عباس عزام الأحمد على هامش إحدى الجلسات في العاصمة الأردنية إلى أن عباس لم يحصل على أي مساعدة ‘سعودية’ والسلطة حتى اللحظة لا تعرف ما إذا كانت السعودية ستساهم في توفير الغطاء المطلوب لأن ردة الفعل لم تصدر عنها وأبواب الحوار معها فلسطينيا ليست مفتوحة تماما للتفاهم الإستراتيجي على أي نقطة.
الإنطباع يتزايد بأن دولة مثل الإمارات ترفض استقبال عباس ولديها مشكلة مع حليفه الخليجي الأبرز دولة قطر تمتنع هي الأخرى عن تغذية الحاجة لغطاء عربي رغم أن كيري طلب ذلك شخصيا من أبو ظبي في لقائه مع الشيخ محمد بن زايد.
وعلى هذا الأساس خطط عباس لمناقشات مفصلة تحدد سقف الغطاء العربي عبر لجنة المتابعة العربية التي تعتبر السعودية عضوا فيها مع مصر والأردن لكن اللجنة تميل إلى الصمت المطبق عندما يتعلق الأمر بخطة كيري المزعومة التي كانت وبقيت غامضة.
الأردن رفع في وجه عباس شعار ‘مصالحنا أولا’ عندما يتعلق الأمر بخطة كيري، الأمر الذي قلص من هوامش التحالف الإعلامي والسياسي بين رام الله وعمان ودفع العلاقات الثنائية لإختبار قاس عنوانه السؤال الذي طرحه علنا رئيس الوزراء الأردني الأسبق معروف البخيت عن ‘القنوات السرية ‘ محذرا من خديعة أوسلو2.
شعار ‘مصالحنا أولا’ يعني أردنيا ببساطة ووضوح أن عمان ستلعب وحدها في مضمار كيري وستوفر الغطاء لعباس بقدر ما تتطلبه مصالحها الأساسية والحيوية خصوصا وأن الوسط السياسي الأردني ‘غير مرتاح’ للمجريات وهي مسألة يفترض أن تخضع للإستكشاف في الزيارة الهامة التي بدأها العاهل الأردني الملك عبدلله الثاني أمس الأول لواشنطن.
أما مصر فلا تأتي على ذكر إتفاقية كيري ولا تبدي إهتماما رغم أن كيري طلب من وزير خارجيتها نبيل فهمي مباشرة توفير المساعدة والغطاء للرئيس عباس فيما تجاهلت القاهرة بقرار من مكتب الجنرال عبد الفتاح السيسي الأمر.
تراث سوريا الحضاري بين تدمير ‘داعش’ ونهب المافيات متعددة الجنسيات
إبراهيم درويش
لندن ـ ‘القدس العربي’ في مقال لماكس بوت وجين كيركباتريك من مجلس العلاقات الخارجية نشر على موقع المجلس تساءلا عن سياسة الرئيس باراك أوباما وقالا إنها ‘خطأ مميت’.
وواصل الكاتبان النقاش الدائر في الولايات المتحدة والذي أشعلته تصريحات وزير الخارجية جون كيري، حول فشل السياسة الحالية نحو سوريا.
ونقل التصريحات عنه كل من النائبين جون ماكين وليندزي غراهام، ثم جاءت تصريحات جيمس كلابر، مدير الأمن القومي أمام لجنة في الكونغرس وملخصها تحول سوريا لنقطة انطلاق للقاعدة ضد الولايات المتحدة.
ويعلق الكاتبان هنا أنه مهما كان الحديث عن سياسة أوباما نحو سورية فمصيرها هو الفشل. وذكر الكاتبان بضحايا الحرب، أكثر من 130 ألف سوريا و 9 ملايين مهجّر مما يجعل من سوريا الأسوأ منذ حرب الإبادة في رواندا، ويواصل نظام بشار الأسد برمي البراميل المتفجرة على المدنيين في حلب وغيرها من المجتمعات، فيما نشر محققون دوليون صورا عن انتهاكات النظام للسجناء في سجون النظام والتي تكشف عن مصير 11.000 سجين ماتوا بسبب التعذيب والتجويع. ويشيران لتحوّل سوريا لساحة يستغلها المتطرفون السنة والشيعة لتحقيق منافع وإنجازات فيما يتم تهميش الجماعات المعتدلة.
وبسبب الفوضى حققت الجماعات التابعة للقاعدة مثل جبهة النصرة، والدولة الإسلامية في العراق والشام ‘داعش’ والتي كانت حتى الأسبوع الماضي تابعة للقاعدة تقدما على حساب الفصائل الأخرى في شمال سوريا.
وبحسب التقديرات الأمريكية فهناك أكثر من 26 ألف جهادي متطرف في سوريا يرغبون في توجيه ضربات للولايات المتحدة. وعلى الجانب المؤيد للنظام هناك فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني ومقاتلي حزب الله.
وبالإضافة للفوضى داخل سوريا فقد انتقلت الحرب السورية لدول الجوار من خلال تدفق مئات الألوف من اللاجئين لسوريا ولبنان والأردن، وتحول مقاتلو داعش للعب دور في المشاكل الأخيرة في العراق فيما أصبحت التفجيرات التي يقوم بها المقاتلون السنة جزءا من الحياة اليومية في لبنان.
وفي ضوء كل هذه الأحداث فلم ينجح مؤتمر جنيف-2 الذي عقد برعاية روسية وأمريكية في تحقيق أي شيء، فكل ما حققه جون كيري هو أنه جمع أطراف النزاع في مكان واحد، ولا يزال مع ذلك النظام السوري متعنتا في مواقفه، ويرفض فك الحصار عن أكثر من 250 ألف مدني في أكثر من منطقة. وفي المجال الكيميائي لم تنجح سوريا حتى الآن بالوفاء بتعهداتها حيث كان من المقرر أن تنهي تسليم ترسانتها في شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي.
وفي الوقت الذي يتعلل فيه النظام السوري بالمشاكل الأمنية يقول روبرت ميكولاك، ممثل الولايات المتحدة في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إنها مبررات لا قيمة لها وتعبر ‘عن عقلية تحب المقايضة’.
وفي المحصلة فلا يلومن أوباما إلا نفسه، فإصراره على نقل الموضوع للكونغرس للحصول على موافقة منه على ضرب سوريا أدى لتخفيف الضغط عن النظام السوري كي يواجه مسؤولياته بما يمليها عليه القانون الدولي.
وقد أدى فشل الولايات المتحدة لتقديم السلاح والتدريب للمعارضة السورية لتقدم النظام في الوقت الذي اشتغلت المعارضة بنفسها. ومن هنا ‘حان الوقت كي يعترف أوباما بفشل سياسته’ في سوريا.
ولا أحد كما يقول الكاتبان يقترح عليه إرسال قوات برية ، ولكن هناك خيارات أخرى تتراوح بين تسليح المعارضة، وإعلان مناطق حظر جوي، والقيام بهجمات على القاعدة باستخدام طائرات الدرون. كما ويمكن استخدام القصف الجوي لخلق معابر إنسانية قرب الحدود الأردنية والتركية، كما ويمكن أن تقود أمريكا الجهود لتقديم الأسد وأركان نظامه لمحكمة جرائم الحرب الدولية.
ويعترف الكاتبان أن مجلس الأمن قد لا يؤيد هذه الخطوات، ولكن يجب أن لا تتحرك الولايات المتحدة وحدها بل عبر تحالف، مع حلفاء مثل فرنسا والسعودية اللتان تدعوان لمثل هذا وعبرتا عن رغبة في التعاون، لكنهما لن تعملا الكثير ما دام أوباما لا يتحرك، ومن أجل أن يتحرك أوباما عليه الإعتراف لنفسه أنه كان مخطئا في سياسته السورية خلال الأعوام الثلاثة الماضية.
تدخل إنساني
ولا تختلف دعوة الكاتبين هنا إلا في المجال مع دعوة أخرى وجهها باحثان في مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة دنفر، وهما داني بوستل ونادر هاشمي، حيث تحدثا عن الموقف في مجلس الأمن والمقترح الذي ستتقدم به فرنسا لقرار حول الوضع الإنساني في سوريا. ويقول الكاتبان إنه في حالة رفض روسيا القرار واستخدام الفيتو فيجب كسر الحصار على حمص والمدن الأخرى بأي وسيلة ممكنة.
ودعا هاشمي وبوستيل لاستخدام قانون ‘الحق في الحماية’ كمبرر لتوفير الحماية للمواطنين حالة فشل الدولة بتوفيرها لأبنائها. وهناك سوابق كما حدث في الصومال عندما أرسلت الولايات المتحدة قواتها ‘لإعادة الأمل’ لهذا البلد قبل أن تنسحب منها عام 1993 بعد سقوط طائرة بلاكهوك.
ويقول الكاتبان هنا إن التدخل الإنساني يحدث عندما تتداخل المبادئ الأخلاقية والمصالح السياسية ‘كما تقترب الذكرى الثالثة للإنتفاضة السورية، فهذا التداخل يأخذ شكله، فتزايد الغضب الدولي على الكابوس الإنساني في سورياـ الذي يزخر بتدفق اللاجئين واستخدام غاز السارين والبراميل المتفجرة والقتل والتعذيب كما كشف الشهر الماضي قد سببت الرعب للعالم.
ويختم الكاتبان مقالهما في صفحة الرأي بصحيفة ‘نيويورك تايمز′ أن ‘استخدام القوة لمنع التجويع لن يحل الأزمة السورية مباشرة، ولكنه مع ذلك سيؤدي إلى تغيير كمي في حياة مئات الألوف من المدنيين السورين. كما وسيرسل رسالة واضحة للنظام السوري والميليشيات المتطرفة أن المجتمع الدولي وبعد ثلاثة أعوام من مراقبة هذه الكارثة الإنسانية والأخلاقية تتكشف أمامه الحقائق ويجب أن يكون مستعد أخيرا للتحرك’.
وللكارثة الإنسانية في سوريا وهي الوجه الأهم وجه آخر. فطالما تم الحديث عن المسؤولية الدولية تجاه التراث الحضاري السوري، صحيح أن البشر أهم من الحجر ولكن الحجر مهم لذاكرة الأجيال التي ستخرج من هذه الازمة وهذا ما يركز عليه تقرير ‘اندبندنت’ ‘تحطيم الأصنام’.
تحطيم الأصنام
فقد كتب باتريك كوكبيرن عن حجم الدمار الذي أصاب التراث الثقافي السوري، البيزنطي والمسيحي والإسلامي منه، وقال إن الكنوز الأثرية للبلاد تتعرض لتهديد سواء من الجهاديين الذي يرون في التراث القديم ‘عبادة للاصنام’ وتجار الآثار الذين وجدوا في الفوضى فرصة سانحة لسرق وتهريب ما يمكنهم تهريبه من تراث سوريا الغني للخارج. ويقول كوكبيرن إن الجهاديين في سوريا بدأوا بتدمير الآثار القديمة مثل الفسيسفاء البيزنطي والثماثيل اليونانية والرومانية لأنها تمثل صورا بشرية يرون فيها شركا وبدعة. ويضيف إن التدمير المنظم للآثار السورية قد يكون أسوأ كارثة منذ قامت حركة طالبان بتفجير تماثيل بوذا في أفغانستان في وادي باميان بالديناميت عام 2001. وبشكل مماثل قامت داعش بتفجير فسيفساء بيزنطي يعود للقرن السادس الميلادي قرب مدينة الرقة التي تسيطر عليها الدولة. ونقل عن رئيس دائرة الآثار في الرقة والذي هرب منها لدمشق قوله ‘حدث (التفجير) قبل 12-15 يوما عندما حضر رجل أعمال تركي للرقة لشراء لوح الفسيفساء مما أثار انتباههم لوجوده وحضروا وفجروه، وضاع بالكامل’.
ومن المواقع الأخرى التي دمرها الجهاديون موقع شاش حمدان، وهو مقبرة رومانية قرب مدينة حلب.
وتمثال في وادي القطارة حيث تم التصويب عليه وتهشيمه إلى قطع. وبحسب البرفيسور مأمون عبد الكريم مدير دائرة الأثار والمتاحف في وزارة الثقافة السورية إن موقف الجهاديين والإسلاميين المتطرفين من التماثيل يعرض الكثير من الآثار السورية للخطر. وقال وهو الخبير في المرحلة الرومانية والفترة الأولى من المسيحية في سوريا ‘ في حال استمرار الحرب فأنا متأكد أنه سيتم تدمير كل الصلبان من الفترة المسيحية الأولى والفسيفساء وكل الرموز الميثولوجية التي تعود للعصر الإغريقي والروماني ‘.
وبالنسبة لفسيفساء الرقة فقد اكتشف عام 2007 ويعلق عبد الكريم على أهميته بالقول ‘إنه مهم لأنه لم يتعرض للضرر ويعود للفترة البيزنطية ويستخدم الأساليب الرومانية’.
أكبر تراث في العالم
وتحتوي سوريا على مواقع أثرية حية تعود للعصور القديمة أكثر من أي بلد في العالم وتتراوح هذه من الجامع الأموي في دمشق إلى آثار إيبلا في منطقة إدلب والتي تعود للعصر البرونزي، وهي الحضارة التي ازدهرت في الألفية الثانية قبل الميلاد، وفيها اكتشف 20 ألف لوحة مسمارية.
وفي شرق سوريا ومناطق أعالي الفرات بقايا دورا- أوربوس، قرب صالحية الفرات وهي مدينة تعود للعصر اليهنليستي وتعرف بـ ‘بومبي الصحراء السورية’ حيث عثرت على بقايا كنيس يهودي.
وليس بعيدا عن الحدود مع العراق هناك بقايا ماري أو تل الحريري اليوم والتي تحتوي على قصر يعود للألفية الثالثة قبل الميلاد. وللأسف فالكثير من المناطق الأثرية المهمة في سوريا تقع اليوم في يد الجهاديين وعليه فهي في حالة من الخطر.
وينقل عن البروفسور عبد الكريم قوله إن من يقوم بالتدمير ليس ‘داعش فقط بل وجبهة النصرة وبقية الجماعات المتطرفة التي لا تختلف عنهما’.
ويؤكد أنه يتعامل في محاولاته لحماية الآثار السورية من وجهة نظر سياسية محايدة، فقد تركت الحرب الأهلية أضرارا بالغة على مدينة حلب وتراثه الحضاري العريق خاصة منارة الجامع الأموي التي دمرت إلى جانب السوق القديم الذي يعود للقرن السادس عشر، حيث احترقت فيه 1000 دكان.
أما حمص القديمة فقدعانت من أضرار شديدة ولا تزال بيد المقاتلين، فيما لم تسلم قلعة الحصن التاريخية التي تعود للعصور الصليبية والتي تعرضت لقصف من القوات السورية، وتم تحويل الكنيسة المعروفة باسم القديس سيمون إلى مركز للتدريب. في الوقت الذي تعرضت فيه المعالم الأثرية للقصف، الهدم، الحرق أو التهشيم فإن المتاحف السورية بشكل عام تم تأمين مقتناياتها وتم نقلها لأماكن آمنة.
ويقول الموظفون في المتاحف إنهم شاهدوا ما حدث في العراق بعد الغزو عام 2003 وقاموا بنقل المقتنيات وبسرعة. ويقول كوكبيرن إن متحفا للتراث الشعبي في دير عطية الواقعة بين حمص ودمشق سيطر عليه المقاتلون ولكنهم كانوا يبحثون عن المسدسات والبنادق القديمة كي يستخدمونها في الحرب.
النهب والسرقة
وبعيدا عن أثر الحرب والتدمير الذي قامت به الجماعات المقاتلة فأكثر الأضرار على التراث الحضاري السوري جاءت من السرقة والنهب، وقام بعمليات النهب هذه سكان محليون يعيشون قرب المعالم الأثرية ويبحثون عن الكنوز، وفي بعض الأحيان تم مسح السجل الأثري من خلال استخدام الجرافات، وقتل عدد من الباحثين عن الكنوز أثناء محاولتهم الحفر في مغارة في إيبلا حيث انهار سقفها.
ومن هنا فما يثير مخاوف عبدالكريم والعاملين معه هو توسع دائرة النهب وبشكل كبير، حيث يتحدث عن ‘مافيا من تركيا والعراق ولبنان ومئات الأشخاص من كل الألوان والدول’، والذين يبحثون في المدن المعروفة بمدن الموتى في منطقة إدلب، شمال سوريا والتي تعتبر من أكثر المناطق غنى وتم تركها قبل ألف عام.
وهناك علامات عن قيام اللصوص بجلب خبراء في الآثار كي يقدموا لهم النصح حول كيفية الحفر أو طريقة التنقيب بطريقة جيدة. ويشير التقرير إن وضع الآثار في شرق سوريا سيء بعد قيام فصائل المسلحين وعددها 500 بالسيطرة على تل الحريري.
وبحسب تقرير رسمي فقد ركز المهربون وعصابات النهب على ‘القصر الملكي’ والبوابة الجنوبية، والحمامات العامة، معبد عشتار ومعبد آلهة الربيع. والوضع أسوأ في بلدة دورا أوروبوس (صالحية الفرات) حيث يقوم 300 شخص بالبحث عن الآثار.
ويقول تقرير لمديرة الآثار العامة والمتاحف فقد فشلت المحاولات لوقف نشاطات الآلات الثقيلة التي تستخدم في الحفر. ويضيف التقرير إن الحفر غير القانوني ‘قد أدى إلى تدمير نسبة 80 بالمئة من الموقع حيث يقوم الفعلة بحفر ثقوب تصل إلى 3 أمتار’. وبالنسبة للكثير من السوريين ففي المناطق الفقيرة والتي دمرتها الحرب تحول النهب كوظيفة عمل كامل. وفي المناطق الشاسعة والتي خرجت عن سيطرة الحكومة وتعيش حالة من الفوضى وتعمل فيها الجماعات المسلحة وتلك التي تمارس الإختطاف، فلن يكون لدى قادة المعارضة المسلحة الوقت الكافي لحماية الآثار حتى لو أرادوا هذا.
ومن هنا يشكو البروفسور عبد الكريم أنه لم يتلق سوى القليل من الدعم الدولي لمنع نهب التراث الدولي الغني.
وعليه فالإستهداف المبرمج من داعش والجماعات المتطرفة للمعالم الأثرية باعتبارها تخالف الدين وقد تؤدي لتسريع عمليات تدمير التراث السوري، والمعالم التراثية التي عاشت ونجت من حروب ومجاعات، وقساوة الطبيعة ولأكثر من 5000عام قد تصبح وفي وقت قريب أنقاضا، كما يقولا.
المعارضة تقدم آليات تطبيق جنيف 1
دينا أبي صعب
حراك دبلوماسي حثيث قد يضخ بعض المصل الحي في عروق مفاوضات تلفظ أنفاسها، ثقل الدب الروسي الذي حضر في يوم جنيف الطويل، رفع عن المبعوث العربي والدولي إلى سوريا، الاخضر الابراهيمي، بعض الأعباء الملقاة على كاهله، جراء مراوحة المفاوضات في مكانها منذ الاثنين الماضي، دون إحراز أي تقدم يذكر.
بند التزامن بين هيئة الاحكم الانتقالي ومحاربة الارهاب الذي طرحه الابراهيمي، تكرر رفضه الأربعاء أيضاً من قبل وفد الحكومة السورية، باعتبار أن الأولوية لديه هي إيجاد حل لإرهاب “الجماهات المسلحة” الممولة من الخارج، فيما يقول أعضاء الوفد المعارض إنهم لا يعترضون على هذا البند، لكن الإرهاب حسب تفسيرهم هو “إرهاب النظام لا أحد سواه“.
تفسيرات مختلفة، ومماحكات أبردت همة المتفاوضين كما الصحافيين المتابعين داخل المقر الدولي، وسرت إشاعات صباحاً بأن الجلسة الصباحية لن تعقد، لكن ضغوطاً روسية وربما أميركية، أعادت الفريقين إلى الطاولة، إلا أنها لم تدفع بالعجلة إلى الأمام.
خرج الوفدان بعد الجلسة، كل على سلاحه، وسط تبادل الاتهامات بالتعطيل والإرهاب والمماطلة وتشويه الحقائق، ما دفع الإبراهيمي إلى الامتناع عن عقد مؤتمر صحافي، ما يعني أن الخلافات مستمرة، وأن الغد قد يكون أفضل، ولا سيما بعد لقائه صباح الأربعاء مع نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، وتقريب موعد الاجتماع المرتقب بين الاثنين ونائبة وزير الخارجية الأميركي، ويندي تشيرمان، إلى بعد ظهر الخميس.
وعلمت “المدن” أن المسؤول الروسي سيجتمع بعد نهاية اللقاء مع الإبراهيمي وتشيرمان، مع وزير الخارجية السورية، وليد المعلم، على أن يلتقي رئيس الائتلاف السوري لقوى المعارضة، أحمد الجربا، لدى عودته من اسطنبول.
ورغم هذه المراوحة، قدم وفد المعارضة في جلسة المفاوضات، ورقة مفصلة، تطرح آليات العمل المقترحة للتوصل إلى تطبيق بنود “جنيف 1″، المتعلقة بهيئة الحكم الانتقالية كاملة الصلاحيات.
المتحدث الرسمي باسم وفد المعارضة، لؤي صافي، قال إن الوفد قدم “وثيقة من 22 بنداً نأمل أن يتعامل معها الطرف الآخر بجدية، الهيئة الانتقالية يجب أن تضم شخصيات تحظى برضى الطرفين“.
وأكدت الورقة، التي حصلت “المدن” على نسخة منها أن “عملية السلام لن تتقدم فقط بمشاركة الطرفين في مؤتمر جنيف، إنما أيضا عبر تنفيذ الالتزامات القانونية المترتبة وفق قرارات الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن والتنفيذ الصادق والأمين للالتزامات القانونية والعامية في القانون الدولي الإنساني مما يسمح برفع المعاناة عن كافة المدنيين السورين دون أي تمييز، ومعالجة الظروف الانسانية الصعبة على الأرض“.
وأشارت الورقة إلى أن “الغاية الرئيسية من مؤتمر جنيف 2 للسلام، هي تنفيذ بيان جنيف 1، الصادر في 30 حزيران/يونيو 2012، كاملاً بدءً بتشكيل هيئة حكم انتقالية تمارس كامل السلطات التنفيذية على كافة وزارات وهيئات ومؤسسات الدولة، بما فيها هيئات وأجهزة وفروع المخابرات، والجيش والقوات المسلحة، وقوات وأجهزة الأمن والشرطة وذلك بالتراضي التام (وفق ما جاء في مجلس الأمن التابع للأم المتحدة رقم 2118 الصادر في العام 2013 في المادتين 16 و 17 منه) “.
وفندت الورقة، آليات عمل هيئة الحكم الانتقالي وتسلم السلطة وفرض السيطرة على كامل الأراضي السورية ومقومات الدولة العسكرية والمدنية والسياسية. تعليقاً على هذا الموضوع، قالت عضو وفد المعارضة، ريما فليحان، في حديث لـ”المدن” إن هذه الهيئة “ستوفر بيئة عمل جديدة مناسبة لمستقبل سوريا، وبيان جنيف1 يقول بالبدء بالهيئة ونحن لا نخرج عنه“.
وردأ على سؤال “المدن” حول تصريح المتحدثة باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، مليسا فليمينغ، عن اعتقال نحو 300 من المحاصرين الذين تم إجلاؤهم من أحياء حمص القديمة، قالت فليحان إن وفد المعارضة سيقدم، الأربعاء، مذكرة خطية “تفند الانتهاكات التي قام بها النظام خلال فك الحصار عن حمص، يتناول القصف الموجه والاعتقالات وغيرها من التجاوزات“.
من جهة ثانية، علمت “المدن” من مصادر مقربة من وفد الحكومة السورية، إنه وعقب تقديم ورقة الائتلاف، تقدم بورقة لدحض ورقة الائتلاف. وقال نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، في حديث للصحافيين إن وفد الحكومة تناول مسألة “الإرهاب، وأي نقاش خارج هذا الإطار سيكون لصالح إطالة أمد الأزمة“.
وأضاف “لم نصغ إلى بيان المعارضة، لأنه جاء خارج سياق جدول الأعمال الذي حدد وفق بيان جنيف 1″، واعتبر أن أعضاء وفد المعارضة “لا يمثلون أحداً على الأرض”، متمنياً التوصل إلى اتفاق، على كيفية وقف الإرهاب، لاعتقاده أن هذا البند “سيأخذ المزيد من الوقت“.
وحول الاجتماع الثلاثي المشترك بين الابراهيمي ونائبي وزيري الخارجيتين، الأميركية والروسية، قال المقداد “لن نحكم على الاجتماع الروسي الأميركي لأنه يخص الأفرقاء المجتمعين، ولا سيما أن مواقف الطرفين معروفة“.
«مسودة حلول» المعارضة توتر أجواء مفاوضات جنيف وترجئها للغد
قال عضو وفد المعارضة المشارك في مفاوضات «جنيف 2» أحمد جقل إن المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الابراهيمي لم يبلغ وفدي الحكومة والمعارضة بموعد لجلسة مفاوضات جديدة اليوم، مرجحاً أن المفاوضات ستعلق اليوم ولن تعقد جلسة. من جهته، أكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، أنه لا يرى مبرراً لجدول أعمال «مفصل في أذهان» المعارضة التي قال إن عليها «الانتظار طويلاً» للحصول على رد الوفد الحكومي على التصور الذي قدمته بشأن هيئة الحكم الانتقالي.
رجّح عضو وفد المعارضة المشارك في مفاوضات «جنيف 2» أحمد جقل في تصريح صحفي أن المفاوضات بين وفدي الحكومة والمعارضة ستعلق اليوم ولن تعقد جلسة، مشيراً إلى أن الطرفين ينتظران نتائج اجتماع الإبراهيمي، في وقت لاحق اليوم، مع كل من نائب وزير الخارجية الروسي غينادي جاتيلوف ونائبة وزير الخارجية الأمريكي ويندي تشيرمان اللذين حضرا إلى جنيف لدفع مسار المفاوضات المتعثرة.
يذكر أن الجولة الثانية من مفاوضات «جنيف 2» كانت قد بدأت الاثنين، ومن المقرر أن تختتم غداً الجمعة، ما لم يطرأ جديد على خلفية اجتماع الإبراهيمي مع الطرفين الروسي والأمريكي.
ويأتي «تعليق المفاوضات» اليوم، بحسب جقل، بعد تقديم وفد المعارضة، أمس، ما سماها «مسودة بيان المبادئ الأساسية لاتفاق التسوية السياسية لمؤتمر جنيف الثاني»، ضمّن فيها تصوّره للحل السياسي في سوريا، ورؤيته لمرحلة ما بعد الحرب من خلال تشكيل هيئة الحكم الانتقالي كاملة الصلاحيات التي ستكلف بتسيير شؤون البلاد في المرحلة الانتقالية وتنحل فور انتهائها.
وقابل وفد الحكومة السورية تلك الوثيقة بالتجاهل، معتبراً أنها «جاءت خارج جدول أعمال المفاوضات»، حسب ما أعلن فيصل المقداد نائب وزير خارجية النظام وعضو وفده المفاوض في «جنيف 2»، بمؤتمر صحفي عقده أمس بعد ختام الجلسة التي قدمت فيها المعارضة وثيقتها.
من جهته، أكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، أنه لا يرى مبرراً لجدول أعمال «مفصل في أذهان» المعارضة التي قال إن عليها «الانتظار طويلاً» للحصول على رد الوفد الحكومي على التصور الذي قدمته بشأن هيئة الحكم الانتقالي.
وأكد المقداد أن موسكو تعمل على «دفع» المفاوضات قدماً من خلال زيارة نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف لجنيف، وعقده لقاءات مع الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي ومسؤولة أميركية والوفد الحكومي.
وقال المقداد في حديث صحفي مساء أمس: «لا مبرر على الإطلاق أمام وفد الائتلاف للإصرار بهذه الطريقة غير المقبولة على جدول أعمال يفصلونه في أذهانهم، أو يفصله لهم من يقف خلفهم».
وتعليقاً على انتظار المعارضة ردّ الوفد الحكومي، قال: «فلينتظروا طويلاً لأننا نؤكد أننا نحترم ورقة جنيف، ونحترم تسلسل القضايا المطروحة في ورقة جنيف».
وتابع: «إذا كان الطرف الآخر جاداً في التعامل مع جنيف، يجب أن يلتزم التزاماً مطلقاً بالأولويات التي حددتها».
وتأتي هذه التصريحات بعد ساعات من طرح المعارضة خلال جلسة مشتركة أمس بإشراف الإبراهيمي، تصورها لـ«عملية انتقال سياسي».
وتلحظ الورقة التي قدمتها المعارضة تشكيل هيئة حكم انتقالية للحكم «تشرف على اتفاق لوقف كامل لإطلاق النار وتكون مخولة بطرد المقاتلين الأجانب المشاركين مع طرفي الصراع» في الحرب السورية. ولم تتطرق الخطة إلى مصير الرئيس السوري بشار الأسد، لكن قوى المعارضة قالت إن ذلك كان متعمداً لتوضيح أنّه لن يكون له دور.
كذلك، قال المقداد: «هنالك حرص روسي دائم على عملية دفع هذه المفاوضات وإنجاح هذه المفاوضات، وكان هذا هو الموضوع الرئيسي الذي تحدثنا عنه خلال هذا اللقاء المطول بين السيد الوزير المعلم والسيد غاتيلوف».
وعن احتمال عقد اجتماع موسع بين الوفدين والإبراهيمي والمسؤولين الروس والأميركيين، قال المقداد إنه «لم يتم طرح» هذا الموضوع.
وأضاف أن «الأصدقاء الروس يعرفون جيداً أننا نمارس كل المرونة ونمارس كل الفهم والالتزام بوثيقة جنيف، ونعتقد أن كل الضغط يجب أن يكون على الطرف الآخر الذي لم يعترف بوجود إرهاب في سوريا، والذي يصر دائماً على مناقشة بند واحد».
وكانت وسائل إعلام روسية قد نقلت عن غاتيلوف قوله بعيد وصوله إلى جنيف، أمس، أن موسكو ستتقدم إلى مجلس الأمن بمشروع قرار حول «الإرهاب» في سوريا.
ورأى المقداد أن هذا المشروع «هام جداً»، ويطرح «للمرة الأولى»، آملاً أن يحظى بموافقة الدول «التي كانت تدعي أنها رائدة مكافحة الإرهاب في العالم».
واعتبر أن الأميركيين «سيكونون حمقى ويخالفون كل ما قاموا بعمله وبالدعوة إليه من ضرورة مكافحة الإرهاب»، في حال استخدامهم حق النقض (الفيتو) ضد المشروع.
(الأخبار، أ ف ب)
حراك دبلوماسي لدعم جنيف- 2 والمعارضة السورية تدعو للجدية
فيما تتواصل الاجتماعات في الجولة الثانية من جنيف-2، دعا وفد المعارضة السورية، روسيا والولايات المتحدة، إلى التعاطي الجدي مع المفاوضات. ويبدو أن الهدنة الانسانية المعمول بها في حمص قد مددت ثلاثة أيام، كما أعلن محافظ المدينة.
بيروت: دعا وفد المعارضة السورية المشارك في الجولة الثانية من مفاوضات جنيف-2، موسكو وواشنطن الى “التعاطي الجدي” مع المفاوضات، في وقت تشهد المدينة السويسرية حراكًا من دبلوماسيي البلدين للدفع بالمفاوضات قدماً. ودعت المعارضة الى رفع القضية الى مجلس الامن، في حال لم تحقق المفاوضات تقدماً.
وقال كبير المفاوضين في الوفد المعارض هادي البحرة لوكالة الصحافة الفرنسية في وقت متأخر مساء الاربعاء: “نحن على قناعة بأنه من الواجب على الراعيين الاساسيين لهذا المؤتمر التعاطي الجدي مع عملية التفاوض (..) وأنها ستخرج بنتائج لما فيها مصلحة الشعب السوري بشكل كامل“.وأضاف “حضورهما الآن حضور في الوقت المناسب لأننا في حاجة أن نقيّم ماذا حدث في الجولة الاولى، وماذا حدث في الايام الاولى من الجولة الثانية، ونقيّم أي عملية سلبية في هذا الموضوع، وندفع باتجاه الحل السلمي المتكامل لوقف المأساة السورية”. وقال “أتأمل ان يتحملا مسؤوليتهما بشكل كامل، لانه اثناء التفاوض بينهما واثناء جلوسنا هنا، يتساقط عشرات الشهداء في سوريا، وشعبنا يدفع الثمن بدمائه وتضحياته“.
ويعقد بعد ظهر الخميس لقاء بين نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف ومساعدة وزير الخارجية الاميركية ويندي شيرمان والموفد الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي الذي يتولى الاشراف على المفاوضات.
وأكد البحرة أن غاتيلوف الذي التقى الاربعاء كلاً من الابراهيمي ورئيس الوفد السوري وليد المعلم، دعا رئيس الوفد المعارض احمد الجربا، غير الموجود في جنيف، الى لقاء مماثل. وقال “إن استطاع رئيس الائتلاف أن يحضر الى جنيف للقائه فبالتأكيد سيفعل ذلك”، مؤكدًا أن المعارضة “ترحب بهذا اللقاء طبعًا”. ولم يؤكد البحرة ما اذا كان الوفد المعارض سيلتقي غاتيلوف.
وقال البحرة “هناك راعيان رئيسيان للمؤتمر هما روسيا والولايات المتحدة الاميركية، كما تدير التفاوض الامم المتحدة عبر المبعوث المشترك لها وللجامعة العربية، فإن كان المؤتمر لا يؤدي الى حلول ايجابية أو الى توجه ايجابي، فهنا تقع المسؤولية على الوسيط الدولي السيد الاخضر الابراهيمي لارسال تقريره الدولي الى مجلس الامن والراعيين الأساسيين موضحًا فيه اسباب عدم التوصل الى بداية تفاوضية ناجحة“.
ودعا البحرة الابراهيمي، في حال عدم وجود “النية السياسية الجادة” للتفاوض، الى أن “يقف امام العالم جمعاً ويقول الحقيقة بأن هذا النظام ليس جاهزًا لحل سياسي ناجح وجدي وما زال مقتنعًا أن بامكانه أن يحسم المأساة السورية بحل عسكري لا جدوى منه“.
ويتباين طرفا النزاع حول اولوية البحث المرتكز على اتفاق جنيف-1 الذي اقر في حزيران (يونيو) 2012، وينص على بنود عدة ابرزها تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات واسعة، ووقف العنف.
تمديد الهدنة الانسانية في حمص
قال طلال البرازي، محافظ حمص، إن الهدنة الانسانية المعمول بها في مدينة حمص قد مددت ثلاثة ايام اضافية. وأضاف المحافظ لـ “رويترز” أن 1400 شخص تم اجلاؤهم من المدينة القديمة المحاصرة منذ يوم الجمعة الماضي، وهو اليوم الذي دخلت فيه الهدنة حيز التنفيذ. وقال إن 220 من هؤلاء المدنيين ما زالوا يخضعون للتدقيق.
وتقوم السلطات السورية باحتجاز الذكور الذين تتراوح اعمارهم ما بين 15 و55 سنة ممن يقوون على حمل السلاح، والتحقيق معهم. وقال البرازي إن 70 من هؤلاء سيطلق سراحهم الخميس.
وقال ناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية إن الحكومة السورية قد تعهدت باطلاق سراح المدنيين المحتجزين بعد التحقق من هوياتهم، مضيفاً “نتوقع أن تلتزم الحكومة السورية بما تعهدت به، ولكن نظرًا لسجل النظام لا يمكن للمجتمع الدولي الاطمئنان لذلك، وعليه متابعة مصير هؤلاء الرجال“.
الائتلاف السوري يعرض وثيقة انتقالية تبقي مؤسسات الدولة
مشاورات مكثفة في جنيف قبل اجتماع دولي ثلاثي
جنيف: مينا العريبي بيروت: نذير رضا
قدم الائتلاف السوري المعارض وثيقة لـ«الانتقال السياسي» تبقي مؤسسات الدولة كما هي من دون المساس بها, لكن وفد دمشق رفض الوثيقة وعدها متناقضة.
وعقد مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي أمس جلسة تفاوض مع وفدي المعارضة والنظام استمرت نحو ساعتين من دون إحراز تقدم بين الطرفين.
وقالت عضو الوفد المعارض ريما فليحان لـ«الشرق الأوسط» إن الإبراهيمي تسلم وثيقة «بيان المبادئ الأساسية لاتفاق التسوية السياسية لمؤتمر جنيف للسلام، ولكن لم نستمع إلى أي رد من النظام السوري».
وتوضح الوثيقة المكونة من أربع صفحات و24 نقطة, رؤية الائتلاف السوري للمستقبل السياسي للبلاد، وتعد بمثابة «إعلان دستوري مؤقت»، وتشدد على حماية مؤسسات الدولة السورية، واستمرار أفراد الجيش والقوات المسلحة وهيئات وأفرع الاستخبارات ودوائر الأمن في عملهم «تحت سيادة القانون».
في غضون ذلك, تتجه الأنظار اليوم إلى الجهود الدبلوماسية الغربية لدفع عملية التفاوض في جنيف بين نظام الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة لإنهاء الصراع الدامي في البلاد الذي شارف عامه الثالث.
ويجتمع اليوم الإبراهيمي مع وكيل وزارة الخارجية الروسية غينادي غاتيلوف ووكيلة وزارة الخارجية الأميركية ويندي شيرمان. وكان هذا اللقاء الثلاثي مجدولا ليوم غد (الجمعة)، لكنه قدم إلى اليوم بهدف الاتفاق على بعض النقاط الأساسية والضغط على وفد النظام للتفاوض الجدي قبل انتهاء الجولة الحالية من مفاوضات «جنيف2» السبت.
القوات النظامية مدعومة بحزب الله تهاجم يبرود آخر معاقل المعارضة في القلمون
المرصد السوري: أعلى معدلات القتل سُجلت خلال محادثات جنيف
بيروت: نذير رضا
رجح ناشطون سوريون، أمس، أن تكون قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد، أطلقت معركة السيطرة على يبرود، كبرى مدن القلمون، بريف دمشق الشمالي، بعدما سيطرت على بلدة جراجير المحاذية للحدود اللبنانية الشرقية، في حين كثفت قصفها على منطقة مزارع ريما التي تبعد كيلومترين عن يبرود، ونفذت 15 غارة جوية استهدفت حي القاعة وسط المدينة. وتزامن ذلك مع إعلان المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن أعداد القتلى الذين يسقطون في سوريا «بلغت أعلى معدل منذ بدء الصراع في عام 2011»، بينما تجري الحكومة السورية والمعارضة محادثات للسلام في جنيف. وقال المرصد، إن 4959 شخصا على الأقل قتلوا في الفترة ما بين 22 يناير (كانون الثاني) عندما عقدت أولى جلسات محادثات جنيف 2 و11 فبراير (شباط) الحالي. وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد، إن عدد من يقتلون يوميا في سوريا في هذه الفترة بلغ نحو 236 شخصا. ويقدر المرصد، بحسب وكالة «رويترز»، أن ثلث من قتلوا في هذه الفترة مدنيون بينهم 515 طفلا وامرأة قتلوا في غارات جوية وقصف بالمدفعية.
في هذا الوقت، أفاد المرصد السوري بأن الغارات الجوية على يبرود، ترافقت مع تجدد القصف من القوات النظامية على المدينة، واشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله اللبناني من جهة، ومقاتلين معارضين من جهة أخرى، في منطقة ريما قرب يبرود. وتأتي هذه المعركة بموازاة توقيف الجيش اللبناني متهمين بنقل السيارات المفخخة إلى الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، الذي يقول إنها تفخخ في يبرود السورية، وتمر عبر بلدة عرسال الحدودية إلى عمق الأراضي اللبنانية. ويعد الهجوم أحدث خطوة في حملة النظام السوري وحزب الله لتأمين المنطقة الحدودية بين لبنان وسوريا. ووصفت قناة «الميادين» التلفزيونية الهجمات بأنها «بداية هجوم أكبر».
وقال القائد الميداني في يبرود أبو النور اليبرودي لـ«الشرق الأوسط»، إن قصف القوات النظامية «تركز على حي القاعة الواقع وسط يبرود، وقصف حي الصالحية بغارة جوية»، مشيرا إلى أن القوات النظامية «حاصرت المدينة بإقفال نقوط العبور إليها، وتحديدا عند مدخلها الجنوبي، بينما دفعت القوات النظامية بحشودها من المحور الشمالي، من ناحية النبك، حيث تمكن المقاتلون المعارضون من تدمير ثلاث دبابات، لافتا إلى أن الحشود الأخرى «تقدمت من محور سحل ومعمل الكيمياء، وشرعت بالقصف التمهيدي لاقتحام المدينة».
وأوضح أبو النور، أن دبابات حديثة من طراز «ط 72» و«ط 82»، وهي قاذفة مدفعية حديثة، «تصدرت الحشود العسكرية»، نافيا في الوقت نفسه سيطرة القوات النظامية على مزارع ريما «التي تشهد قصفا عنيفا». وإذ أكد أن قوات المعارضة «على جهوزية لصد الحشود العسكرية إلى يبرود»، رفض الكشف عن الخطط، قائلا إنها «سرية وأنجزت بالتواصل مع الكتائب المقاتلة». وأكد مصدر أمني سوري لوكالة الصحافة الفرنسية، أن العمليات العسكرية في يبرود تدخل في إطار «العمل الروتيني الذي يستهدف العصابات الإرهابية المسلحة». ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» عن مصدر عسكري، أن وحدات من الجيش «أحكمت سيطرتها الكاملة على بلدة الجراجير والمزارع المحيطة بها المتاخمة لبلدة عرسال اللبنانية بعد القضاء على آخر تجمعات الإرهابيين فيها». وتعد يبرود آخر مدينة كبرى يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في منطقة القلمون الجبلية. وتقع على الطريق الاستراتيجي الذي يصل دمشق بمدينة حمص في وسط البلاد. وكانت القوات النظامية سيطرت في نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول) الماضيين، على بلدات قارة والنبك ودير عطية وغيرها من البلدات الصغيرة في القلمون وطردت مقاتلي المعارضة منها. وشككت المعارضة السورية بتقدم القوات النظامية باتجاه يبرود، كما اتهمت النظام بأنه يريد تسجيل انتصارا إعلاميا على المعارضة بالقول إنه سيطر على الجراجير. وفي حين تقول مصادر معارضة، إن جراجير «لا يوجد فيها أي انتشار للجيش الحر»، قال عضو مجلس قيادة الثورة بريف دمشق إسماعيل الداراني لـ«الشرق الأوسط»، إن هذه البلدة الحدودية مع لبنان «كان النظام قادرا على السيطرة عليها بأي لحظة، لكنه أرجأ ذلك إلى الآن لرفع معنويات جيشه». ونفى الداراني أن تكون السيطرة على جراجير «ستقطع خطوط التواصل مع عرسال اللبنانية»، مشيرا إلى أن خط التواصل الأساس «يمتد من يبرود إلى فليطا والمشيرفة، ومنها إلى الأراضي اللبنانية».
إجلاء أكثر من 200 مدني في حمص القديمة ومساع لتمديد الهدنة
28 عائلة معظمها من المسيحيين لا تجد مخرجاً منها
بيروت: «الشرق الأوسط»
تواصلت عمليات إدخال المساعدات وإجلاء المدنيين من أحياء حمص القديمة أمس، بعد يوم من تعليقها بسبب «الصعوبات اللوجيستية». وتمكنت شاحنات المساعدات الغذائية من الدخول إلى المناطق المحاصرة على أن تُخرج الشاحنات نفسها عددا من المدنيين، وفق ما أعلن محافظ حمص طلال البرازي.
وقال البرازي إن بين المدنيين الذين كان مقررا إجلاؤهم «20 مسيحيا خرجوا مشيا على الأقدام من بستان الديوان إلى جورة الشياح»، في حين أعلن الهلال الأحمر السوري، فرع حمص، في صفحته الرسمية على موقع «فيسبوك» تخطي عدد المدنيين الخارجين من حمص القديمة الـ200 شخص حتى الساعة الرابعة من بعد ظهر أمس، مشيرا إلى أن «العدد مرشح للارتفاع».
وجدد البرازي إبداء استعداد السلطات النظامية لتمديد الهدنة التي كان مفترضا أن تنتهي مساء أمس بعد تمديدها ثلاثة أيام، موضحا أثناء اجتماعه مع ممثل الأمم المتحدة في سوريا يعقوب الحلو لبحث وضع خطة لكيفية استخدام المعابر، أنه «قد يمدد وقف إطلاق النار في حمص إذا كان هناك المزيد من الناس الراغبين في مغادرة المدينة القديمة المحاصرة».
وقال البرازي: «إذا رأينا أنه من المناسب أو هناك ضرورة للتمديد فسوف ندرس الموضوع مع الأمم المتحدة ونطلب تمديده لفترة إضافية»، مشددا على أن «الحكومة السورية ليست متأكدة مما إذا كان هناك أشخاص يريدون الخروج، وإذا ما تأكد لنا ذلك فلا يوجد شيء يمنع أن نظل مستمرين لحين إجلاء آخر مدني يرغب في الخروج من المدينة القديمة وتأمين خروج آمن وسليم لهم».
وعلقت أول من أمس عمليات إجلاء المدنيين وإدخال المساعدات الإنسانية إلى مدينة حمص بسبب صعوبات «لوجيستية وفنية» بحسب ما أفاد البرازي نفسه، موضحا لـوكالة الصحافة الفرنسية أن من أبرز أسباب تعليق العمليات الإنسانية أن «الأحياء الخمسة التي يوجد فيها المدنيون الذين يجهزون أنفسهم للخروج ليست متقاربة».
وأظهر شريط فيديو نشره ناشطون معارضون على مواقع الإنترنت مجموعات أسرية وهي تندفع نحو المتاريس باتجاه مركبات الأمم المتحدة البيضاء وسط أزيز القذائف المتساقطة.
وتجري هذه العملية الإنسانية التي أخذت حيزا واسعا من البحث خلال الجولة الأولى من التفاوض بين وفدي النظام والمعارضة السوريين في جنيف في نهاية يناير (كانون الثاني)، بموجب اتفاق بين السلطات السورية ومقاتلي المعارضة بإشراف الأمم المتحدة. وبدأ تطبيق هدنة بين الطرفين المتقاتلين لهذا الغرض منذ الجمعة، لكنها خرقت مرات كثيرة ما أسفر عن مقتل 14 شخصا. وكان يفترض أن تنتهي الهدنة مساء الأحد الماضي، لكن مددت حتى مساء أمس بحسب الأمم المتحدة.
من جهتها، أبدت منظمة الهلال الأحمر السوري استعدادها لاستئناف إجلاء المدنيين من الأحياء المحاصرة وسط مدينة حمص، وقال مدير العمليات في المنظمة خالد عرقسوسي إن أعضاء فريق المنظمة ينتظرون ما سيتوصل إليه الاجتماع اليومي بين الأمم المتحدة ومحافظ حمص. وأضاف: «نأمل الحصول على بعض المواد الغذائية والتمكن من إجلاء أشخاص إضافيين». وأوضح أن بين الذين أجلوا من المدينة «أطفالا، وهذا أمر محزن جدا». وقال: «هذه هي المرة الأولى التي يرون فيها الموز»، مؤكدا وجود «فرق تهتم بالدعم النفسي هناك في محاولة للتعامل مع الحالات لدى خروجها». وأشار إلى أن فريق المنظمة «يحتاج كذلك إلى رعاية نفسية لأن الوضع عاطفي جدا ومؤثر».
ونبه عرقسوسي إلى وجود «صعوبات تتعلق بإيجاد طريق آمن لخروج مجموعة من العائلات في حي بستان الديوان في المدينة»، موضحا أنه «ما يزال هناك نحو 28 عائلة، معظمها من المسيحيين، يريدون الخروج ولكن لا يوجد طريق مؤدٍّ من مكان وجودهم إلى نقطة الخروج، لذلك نحن نضغط على الأمم المتحدة للحث على توفير معبر يمكنهم من الوصول إلى نقطة الخروج».
كما لفت إلى أن «الوضع الأمني أسوأ بكثير مما كان عليه في العمليات الإنسانية الأخرى التي نفذتها منظمة الهلال الأحمر، بالإشارة إلى حوادث إطلاق النار المتعددة التي أصابت نقطة الخروج من المنطقة». ورأى أن «نقطة الخروج من الحميدية هي مشكلة خاصة. فهناك مجموعات، سواء من هذا الجانب أو الآخر، ممن لا يريدون أن تجري العملية بسلاسة».
وتعد حمص موقعا استراتيجيا على تقاطع يقع بين الطريق السريع الذي يربط دمشق وحلب، والطريق الواقع غرب المعاقل الساحلية للنظام، وكانت حمص معقلا مبكرا للانتفاضة ضد الرئيس بشار الأسد، وأعادت القوات النظامية الهدوء فيها بشكل كبير في منتصف عام 2012، لكن المعارضين ما زالوا يتحصنون في المدينة القديمة والمناطق المجاورة مع وجود عدد من المدنيين.
اجتماع بين الإبراهيمي والأميركيين والروس اليوم لدفع مفاوضات جنيف
الائتلاف يطرح رؤيته السياسية في وثيقة لا تشير لمصير الأسد أو البعث
جنيف: مينا العريبي
بعد أن تعثرت المفاوضات بين وفدي النظام والمعارضة السورية في اليوم الثالث من الجولة الثانية، تتجه الأنظار إلى الجهود الدبلوماسية لدفع عملية التفاوض للتعامل مع الواقع السياسي والأمني في سوريا. ويجتمع ممثل الأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي مع وكيل وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف ووكيلة وزير الخارجية الأميركية ويندي شيرمان اليوم، بعد أن اجتمع الإبراهيمي بغاتيلوف صباح أمس. ومنذ وصول وكيل وزير الخارجية الروسي إلى جنيف الليلة قبل الماضية، أجرى مشاورات مكثفة مع وفد الحكومة السورية والإبراهيمي ودبلوماسيين في جنيف، بينما كانت المعارضة تتطلع إلى اجتماع مع غاتيلوف ولكن حتى مساء أمس لم يحدد موعد لذلك. وعقد الإبراهيمي جلسة تفاوض صباح أمس استمرت حوالي ساعتين مع وفدي النظام والمعارضة من دون إحراز تقدم بين الطرفين، إذ كان هدف جلسة أمس بحث آلية العمل على هيئة الحكم الانتقالي وهي القضية الجوهرية التي ذكرت في دعوة الأمم المتحدة للطرفين للتفاوض، مع العمل على وقف العنف في البلاد. إلا أن وكيل وزير الخارجية السوري فيصل مقداد كرر رفض حكومته بحث قضية هيئة الحكم الانتقالي في الوقت الراهن. وقال مقداد: «العمل على وضع حد للإرهاب سيستغرق المزيد من الوقت»، مضيفا في تصريحات للصحافيين بعد إنهاء جلسة أمس أن «عدم الالتزام بتسلسل بنود بيان جنيف سيشكل كارثة»، في إشارة إلى أن بيان جنيف يذكر هيئة الحكم الانتقالي في الفقرة السابعة من بيان جنيف، على الرغم من أن الدعوة لمفاوضات جنيف تشير إلى «اتخاذ خطوات أساسية بدءا بهيئة الحكم الانتقالي» لإنهاء الصراع في البلاد. واعتبر المقداد أن التفاوض بالتوازي حول مكافحة الإرهاب وهيئة الحكم الانتقالي «فكرة وهمية ولا يمكن أن تقود إلى أي تفاهم أو حل، الحل هو بالتسلسل في بيان جنيف وأي ابتعاد عن هذا التسلسل هو وصفة لقتل محادثات جنيف». ولكن الإبراهيمي كان قد طرح آلية التفاوض بالتوازي بدلا من الالتزام بقضية واحدة للتفاوض.
وعبر المقداد عن موقف الحكومة السورية الرافض للتفاوض حول هيئة الحكم الانتقالي مما يعثر المفاوضات، بينما قدم الائتلاف الوطني السوري وثيقة توضح رؤيته السياسية لهيئة الحكم الانتقالي في سوريا في جلسة التفاوض مع الإبراهيمي ووفد النظام أمس. ولم تقدم الحكومة السورية رؤيتها على الرغم من أن ذلك كان مطلب الإبراهيمي لاجتماع اليوم. وأفادت عضوة الوفد المعارض ريما فليحان لـ«الشرق الأوسط» أن الإبراهيمي تسلم وثيقة «بيان المبادئ الأساسية لاتفاق التسوية السياسية لمؤتمر جنيف للسلام وقبلها ولكن لم نستمع إلى أي رد من النظام السوري». وأضافت أن «النظام أصر على مواصلة الحديث عن الإرهاب ولم يطرح أي وثائق». وكان رئيس الوفد السوري بشار الجعفري منفعلا خلال الجلسة واتهم المعارضة بـ«الكذب» في الوثيقة التي قدمها قبل يومين وعددت المجازر التي ارتكبتها قوات تابعة للحكومة السورية ودونت من قبل منظمات دولية منها الأمم المتحدة.
ووصف مصدر دبلوماسي غربي مطلع على سير المفاوضات الوضع بأنه «مسدود، ولكن التحركات الدبلوماسية هدفها الآن فتحها من جديد». وبعد أن كان اللقاء الثلاثي بين الإبراهيمي وشيرمان وغاتيلوف مجدولا ليوم غد (الجمعة)، قدم إلى اليوم (الخميس) بهدف الاتفاق على بعض النقاط الأساسية والضغط على وفد النظام للتفاوض الجدي قبل انتهاء الجولة الحالية من المفاوضات السبت. كما أن روسيا حريصة على دفع المفاوضات قبل بدء مشاورات مجلس الأمن اليوم حول قرار ملزم للحكومة السورية للسماح بدخول المساعدات الإنسانية. وكرر غاتيلوف موقف بلاده أمس بـ«رفض أي قرار» حول فرض قرار دولي لإدخال المساعدات الإنسانية. وتقدم وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة فاليري أموس تقييمها للوضع الإنساني لمجلس الأمن اليوم مما يتوقع أن يضمن انتقادا للحكومة السورية والجماعات المسلحة لمنع دخول المساعدات.
ومن جهة أخرى، طرح الائتلاف السوري أمس وثيقة متكاملة لتصوره لمبادئ الحل السياسي في سورية. وطالب وفد المعارضة باعتبار «اتفاق التسوية السياسية المتوافق عليه بين الطرفين السوريين المشاركين في مؤتمر جنيف الثاني للسلام، يعد بمثابة إعلان دستوري مؤقت» وهي النقطة الأولى من بيان المبادئ الأساسية التي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها.
وتشدد الوثيقة على ضرورة حماية مؤسسات الدولة السورية، إذ تشير إلى أن «هيئة الحكم الانتقالي ستحافظ على سيادة واستقلال الدولة السورية ووحدة، وسلامة الأراضي السورية بشكل كامل.. واتخاذ ما يلزم من قرارات وإجراءات تفضي إلى انسحاب كافة الجهات العسكرية الخارجية والمقاتلين الأجانب من كافة الأراضي السورية». وتضيف الوثيقة «أهمية استمرار المؤسسات الحكومية والموظفين من ذوي الكفاءات، فمن الواجب المحافظة على خدمات المؤسسات العامة وإعادة تقييم دورها ووضع خطط للرقي بها وفق المعايير المهنية العالمية والمعايير الدولية لحقوق الإنسان وقوانين العمل والعمال، وعبر دراسة وإصلاح بناها التنظيمية ومهامها ويشمل ذلك الجيش والقوات المسلحة وهيئات وأفرع الاستخبارات ودوائر الأمن وكمبدأ عام يحتفظ بكافة موظفي الدولة والقطاع العام وإعادة التقييم المهني لهم وتأمين برامج التدريب وإعادة التأهيل للرقي بإمكاناتهم أن لزم». وكان من اللافت الإشارة إلى دوائر الأمن والاستخبارات في الوثيقة، من دون الإشارة إلى محاسبة من تلطخت أيديهم بالدم أو ثبتت الجرائم عليهم. ولكن تفيد الوثيقة بأنه «على كافة المؤسسات الحكومية بما فيها الجيش والقوات المسلحة والاستخبارات ودوائر الأمن أن تؤدي عملها تحت سيادة القانون وبما يتماشى مع معايير حقوق الإنسان والمعايير المهنية العالمية، وأن تعمل تحت قيادة عليا تكون محل ثقة الشعب وتخضع كاملا لسلطة هيئة الحكم الانتقالي».
يذكر أن المذكرة لا تشير إلى مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد أو حزب البعث، ولم يذكرا في الوثيقة، سعيا من المعارضة إلى عدم استفزاز وفد النظام أو مؤيديه وبحثا عن أرضية مشتركة لدفع العملية السياسية. وتشير الوثيقة إلى أن «هيئة الحكم الانتقالي هي الهيئة الشرعية الوحيدة المعبرة عن سيادة واستقلال الدولة السورية وهي المخولة فقط بتمثيل الدولة»، مضيفة أن «المهمة الرئيسة لهيئة الحكم الانتقالي هي خلق بيئة محايدة يمكن لعملية الانتقال السياسي التي تلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري».
* لقطات من جنيف
* الإبراهيمي لم يعقد مؤتمرا صحافيا أمس، ليكون اليوم الثاني الذي لا يعقد فيه مؤتمرا صحافيا خلال الجولة الثانية من المفاوضات، بعد أن كان يعقد مؤتمرا صحافيا يوميا خلال الجولة الأولى من المفاوضات. وأوضح المبعوث الدولي أنه لن يعقد مؤتمرات صحافية إذا لم يكن لديه من جديد ليعلن عنه.
* من المتوقع أن تنتهي الجولة الثانية من المفاوضات السورية السبت المقبل، وقال أعضاء من وفد المعارضة إنهم يتوقعون المغادرة في ذلك اليوم، بينما أفاد أعضاء من وفد الحكومة أنهم ينون المغادرة الأحد. وحتى مساء أمس، لم يحدد الإبراهيمي موعدا لانتهاء الجولة الثانية من المفاوضات.
* عضو من وفد المعارضة السورية وصف جلسات المفاوضات بـ«جلسات وثائق»؛ إذ يطرح الطرفان وثائق من دون أن يناقشها أحد.
* بعد انتهاء جلسة التفاوض ظهر أمس، توجه أعضاء من وفدي الحكومة والمعارضة السورية لموقع تجمع الإعلاميين، وتحدثا مع الإعلاميين في مواقع مختلفة من الحديقة الخلفية لمقر الأمم المتحدة. وعادة ما يفضل الوفدان الالتقاء بالصحافيين على حدة، ولكن هذه المرة كانت مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان ووزير الإعلام السوري عمران الزعبي يتحدثان مع إعلاميين، غالبيتهم أجانب.. بينما أعضاء الائتلاف الوطني السوري أنس العبدة وأحمد الجقل وغيرهما تحدثا مع إعلاميين على الطرف الآخر من الحديقة.
* لوحظ زيادة عدد رجال الشرطة المحيطين بنائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد خلال مؤتمره الصحافي أمس، وهو الوحيد الذي يكون بالقرب منه رجال شرطة من قوات الأمم المتحدة خلال التحدث مع الصحافيين، بينما باقي أعضاء الوفد السوري الذين يتحدثون للإعلام عادة ما يكون معهم مرافقون سوريون ضمن الوفد الرسمي.
طرد المستأجرين الجدد والنازحين من محيط المقرات الأمنية في دمشق
إجراءات جديدة لتفريغ العاصمة منهم
لندن: «الشرق الأوسط»
فوجئ أبو خالد بعناصر الأمن يطرقون باب منزله القريب من أحد المقرات الأمنية في دمشق، وطلبوا منه إبراز عقد الإيجار، وعندما تبين لهم أن العقد لم يمض عليه أكثر من ثلاثة أشهر، طلبوا منه إخلاء المنزل خلال أقل من أسبوع.
أبو خالد نزح من ريف شرق العاصمة منذ عدة أشهر وتنقل مع عائلته، المؤلفة من أبنائه السبعة وزوجته ووالديه المسنين، في منازل أقاربه، قبل أن يستقر في منزل استأجره من أحد أقربائه غادر البلد. ويقول: «يوم سكنت في هذا البيت أعلمت الأمن بوجودي، وسجلت أسماء كل أفراد عائلتي ورقم سيارتي ومن يزوروني من أقاربي، وظننت أن الأمور بخير. ولكن فوجئت الآن بطردي من البيت بزعم أن عقد الإيجار الذي يقل عن عام لن يُعترف به».
ويتابع أبو خالد: «يوم جاءوا وقالوا: عليك المغادرة خلال أسبوع. لم أنم. إلى أين أذهب، وأنا لا أريد مغادرة سوريا، وليس باستطاعتي ذلك.. ولا يوجد مكان آمن».
الأمر ذاته تكرر مع ماجد ع. ويعمل كاتبا، ويسكن في منطقة أخرى قريبة من مركز المدينة، ومع أن عقد إيجاره عمره سنتان، وينتهي بعد سنتين أخريين، فإنهم طلبوا منه المغادرة «لأن تولده مدينة درعا»، مهد الانتفاضة السورية، حسبما يظن.
ويقول ماجد إن عناصر الأمن لم يقولوا له ذلك، بل استُدعي إلى فرع الأمن وحقق معه حول علاقته ببعض الأشخاص الذين يحملون الكنية ذاتها، ومن ثم طلبوا منه مغادرة الحي. ويوضح: «فهمت من سياق التحقيق أنني غير مرغوب بي، وسأبقى تحت الشبهات، وفي أي لحظة قد اعتقل، فقررت مغادرة سوريا بشكل نهائي». حادثة ثالثة وقعت مع عائلة تتحدر من أصول حلبية لكنها تعيش في دمشق منذ جيلين، وقد اضطرت العائلة إلى ترك منزلها الذي تقطنه في ضواحي دمشق والسكن في بيت مستأجر وسط العاصمة. وعندما شارف عقد الإيجار على انتهاء مدته ذهب رب الأسرة لتجديد العقد في المحافظة، كما تجري العادة، إلا أنه أبلغ بأن المعاملة لا بد أن ترسل أولا إلى الجهات الأمنية لنيل الموافقة. وبعد أسبوع، جاء الرد بالرفض دون أي سبب واضح.
ويقول ناشطون إن الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري تسعى لتشديد قبضتها على الساكنين في محيط مقراتها، ويصفون تلك الإجراءات بأنها «عملية تفريغ العاصمة من المستأجرين الجدد والنازحين من الريف والتضييق على سكانها الأصليين من الطائفة السنية». كما تمنع الإجراءات الجديدة بشكل أو بآخر إيواء أي من السكان أقارب من مناطق أخرى، أيا كانت دواعي ذلك، كالإقامة لحراسة المنزل في غياب أصحابه، أو استقبال نازحين فقدوا منازلهم في المناطق الساخنة.
ويقول نازحون إن كل مستأجر ينتمي للريف الدمشقي الساخن تجبره قوات الأمن على إخلاء منزله في العاصمة، كما تقيد حركة المستأجرين وحتى أصحاب المنازل الأصليين، إذ يحظر على الجميع استقدام أي عامل لإصلاح أي عطل في المنزل، دون أخذ موافقة الجهات الأمنية في المنطقة.
ويعتقد سوريون أن محيط المقرات الأمنية وعلى مساحة دائرة قطرها كيلومتر باتت مناطق أمنية تقبع تحت الحراسة المشددة، ويخضع سكانها للرقابة والرصد والتفتيش، وأي حركة قد تثير الريبة تعرضهم للطرد من المنطقة، التي راحت تعج بالجنود المدججين بالسلاح وعناصر الأمن واللجان الشعبية والمخبرين.
ويتخوف سكان دمشق من تلك الإجراءات، ويخشون أن تكون مقدمة للاستيلاء على منازلهم وسط العاصمة، إذ سبق لنظام الرئيس الراحل حافظ الأسد أن استولى على عشرات المنازل في بداية عقد الثمانينات في أوج معركته مع الإسلاميين، وتحولت تلك المنازل إلى مقرات أمنية أو مساكن للمسؤولين في الحزب الحاكم والأمن وأبنائهم. ولا تزال تلك العقارات تحت تصرف الأجهزة الأمنية تهبها لمن تشاء وتطرد منها من تشاء.
ويُشار إلى أن المقرات الأمنية تنتشر في جميع الأحياء السكنية الدمشقية، أكبرها في المزة والمهاجرين والصالحية والخطيب وشارع بغداد والعباسيين.
وتحولت منذ ثلاث سنوات، أي مع اندلاع الثورة السورية، إلى قلاع حصينة مسوّرة بالمتاريس والدشم والحواجز والمدرعات.
ويعرف الدمشقيون أن هذه الإجراءات كانت مطبقة منذ سنوات في منطقة القصر الجمهوري في المهاجرين، ومنزل الرئيس في المالكي، حيث يحظر على سكان الأحياء القريبة حتى استضافة أقارب لهم أو النوم لديهم دون إخطار السلطات الأمنية، في حين كان يُسأل الزوار المقبلون لزيارة أصدقائهم في تلك المناطق عن وجهتهم واسم صاحب البيت الذي يقصدونه. كما يحظر نقل أثاث من وإلى تلك البيوت أو استقدام ورشات إصلاح المنازل أو طلاء جدرانها، من دون أخذ موافقات أمنية تتضمن تسجيل أسماء عمال تلك الورش وصور هوياتهم، الأمر الذي أدى إلى انخفاض أسعار تلك البيوت على الرغم من وجودها في مناطق راقية جدا.
وراحت هذه الإجراءات تُعمّم مؤخرا لتشمل كل أحياء العاصمة في محيط المقرات الأمنية، لتصبح كل منطقة قريبة من فرع أمن ضمن المربع الأمني.
غارات مكثفة على يبرود ووثيقة الائتلاف إلى جنيف تتجاوز الأسد
المعارضة: النظام غرس «داعش» في جسد الثورة
أكدت المعارضة السورية ارتباط نظام بشار الأسد بتنظيم «داعش»، الذي قال الائتلاف الوطني السوري إن الجيش الحر يسعى لاستئصاله وبعض الجماعات الإرهابية التي غرسها النظام في جسد الثورة، مع استمرار نظام دمشق بإمطار مدينة حلب ببراميل المتفجرات ومدينة يبرود في القلمون من ريف دمشق بالغارات الجوية المكثفة.
وفي السياسة، دعت المعارضة السورية أمس إلى طرد المقاتلين الأجانب وتشكيل هيئة حكم انتقالي تشرف على وقف كامل لإطلاق النار تراقبه الأمم المتحدة، في وثيقة سياسية قدمتها إلى مؤتمر جنيف2 تجنبت أي ذكر للأسد.
فقد أكد الناطق الرسمي للائتلاف الوطني السوري لؤي صافي أمس، أن «إصرار نظام الأسد على عرقلة تشكيل هيئة حكم انتقالية يكشف نيته الحقيقية بعدم رغبته في محاربة الإرهاب، حيث لم يعد يخفى على عاقل أن بقاء نظام الأسد متعلّق بشكل عضوي بإبقاء الإرهاب».
وقال صافي في تصريح خاص لمكتب الائتلاف الإعلامي: «لن يكون هناك أي تقدّم بعملية التفاوض مع نظام الأسد إلا في حال تشكيل هيئة حكم انتقالية يتمّ تكليفها بالتعاطي مع بنود جنيف1، للعمل على تنفيذها بندا بندا وبشكل فوري»، وأضاف الناطق الرسمي للائتلاف إن «كلام النظام عن محاربة الإرهاب لا يعدو كونه فقاعات إعلامية يحاول من خلالها تضليل الرأي العام العالمي، لأنه من الواضح للعيان أن أقواله تتناقض بشكل كبير مع أفعاله التي يسعى من خلالها لدعم داعش وغيرها من ميليشيا حزب الله الإرهابي وأبو الفضل العباس، التي برر وزير خارجية النظام قتلها لما وصفهم بالإرهابيين السوريين، بأنها ضربات استباقية تحاول من خلالها الدفاع عن وجودها، في الوقت الذي ما زال فيه الجيش السوري الحر يسعى لاستئصال داعش وبعض الجماعات الإرهابية التي غرسها النظام في جسد الثورة».
وتابع صافي « أنه حتى في حال جدية النظام في محاربة بعض الجماعات المتطرفة التي صنعها تطرفه، فإنه من غير المنطق أن تكلف سلطة نظام الأسد باستئصالها، لأن العنف الممارس من قبلها هو المسؤول أصلا عن وجودها في المنطقة، فمن اللامنطق معالجة العرض والإبقاء على المرض».
وختم الناطق الرسمي للائتلاف تصريحه تعليقا على محاولة ما وصفه بـ« إقحام نظام الأسد مصطلح الإرهاب في ملفات جنيف، بأن العنف هو المصطلح الذي نصت عليه وثيقة جنيف1 وليس الإرهاب، حيث لم يكن في ذلك الوقت أي بوادر للإرهاب في سوريا، بل كان موضوع الوثيقة هو العنف الممارس من قبل نظام الأسد على المدنيين. إلا أن الأسد سعى إلى صناعة الإرهاب بعد الاتفاق على جنيف1، آملا من خلال ذلك، حرف الوثيقة عن مسارها الحقيقي، وإيصال رسالة للمجتمع الدولي مفادها، إما أنا أو أحرق المنطقة».
ودعت المعارضة السورية أمس إلى تشكيل هيئة حكم انتقالي تشرف على وقف كامل لإطلاق النار تراقبه الأمم المتحدة وطرد المقاتلين الأجانب في وثيقة تجنبت أي ذكر لبشار الأسد.
وتعرض الوثيقة السرية تصوراً للوضع في سوريا بعد انتهاء الحرب حيث تشارك كل الجماعات العرقية في عملية انتقالية تهدف إلى إعادة السلام والاستقرار. وقالت مصادر من المعارضة ومصادر دبلوماسية إن الوثيقة لم تشر إلى الأسد عمداً تماشياً مع نص اتفقت عليه القوى الكبرى في حزيران 2012 يدعو إلى تشكيل هيئة انتقالية تتمتع بالصلاحيات التنفيذية الكاملة بما في ذلك السيطرة على جهاز الأمن والجيش لكنه لم يذكر شيئاً عن مصير الأسد.
وقال دبلوماسي من الشرق الأوسط «اعتقد أن المعارضة توصلت إلى النتيجة الواضحة أن أفضل وسيلة للتعامل مع الأسد هي تجنب الإشارة إليه.»
وقدمت الوثيقة إلى المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي ووفد الحكومة السورية خلال جلسة مشتركة في محادثات السلام في جنيف. وقالت إن هيئة الحكم الانتقالي هي الهيئة الشرعية الوحيدة التي تمثل سيادة الدولة السورية واستقلالها وهي الهيئة الوحيدة التي تمثل الدولة السورية على المستوى الدولي.
وسئل كبير المفاوضين في وفد المعارضة هادي البحرة عن سبب عدم تطرق الوثيقة لمصير الأسد فقال إنه لم يعد ممكنا الحديث عن فرد باعتباره التجسيد الأوحد لسوريا. وأضاف أن المعارضة قدمت عن عمد ورقة قانونية يدرك من يقرأها أن الانتقال السياسي سيكون الأساس لمستقبل ديمقراطي جديد.
وقال وفد الحكومة السورية أمس إن المفاوضات يجب أن تركز أولاً على محاربة الإرهاب ورفض إجراء محادثات موازية لمناقشة تشكيل حكومة انتقالية باعتبارها فكرة «غير مثمرة».
وتقول وثيقة المعارضة إن هيئة الحكم الانتقالي «سوف تنفذ وتوجه وتشرف على اتفاق وقف العنف بكافة اشكاله وذلك من خلال اتخاذ خطوات فورية لايقاف العنف المسلح بهدف حماية المدنيين وتحقيق استقرار البلاد وبوجود مراقبين دوليين من الأمم المتحدة.»
وتدعو كل الأطراف إلى أن تتعاون مع هيئة الحكم الانتقالي في وقف أعمال العنف بصورة دائمة ويشمل ذلك إكمال عملية الانسحاب وتناول مسألة نزع سلاح الجماعات المسلحة وتسريح افرادها أو دمجهم في الجيش والقوات المسلحة أو في قطاعات الخدمات المدنية العامة.
وأضافت الوثيقة أن الهيئة ستعمل على وقف العنف من قبل كل الجماعات المسلحة من الطرفين بما في ذلك تلك الجماعات التي تتبنى نهجا أيديولوجيا سياسيا أو دينيا أو طائفيا.
وستسعى الهيئة لضمان حماية كل الجماعات السورية ومشاركتها بما في ذلك العرب والأكراد والتركمان والشركس والآشوريين وغيرهم في المرحلة الانتقالية.
وقال لؤي صافي المتحدث باسم المعارضة إن وفد الحكومة لم يرد مباشرة على الاقتراح.
وأشار نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في وقت لاحق إلى أن دمشق مستعدة لبحث اقتراح وفد المعارضة الخاص بطرد المقاتلين الأجانب في علامة نادرة على وجود أرضية مشتركة.
وتابع عند سؤاله عن اقتراح المعارضة إن وفد الحكومة منفتح لمناقشة أي موضوع لكن ينبغي مناقشة الموضوعات واحدا واحدا. وقال المقداد للصحفيين إن محادثات السلام لا بد أن تتبع ترتيب الموضوعات الوارد في إعلان جنيف لعام 2012 الذي يدعو إلى وقف العنف وتشكيل هيئة حكم انتقالية بموافقة الطرفين.
ميدانياً، نفذ الطيران الحربي السوري أمس، 15 غارة على مدينة يبرود في منطقة القلمون شمال دمشق، بحسب ما افاد المرصد السوري، في ما اعتبره ناشطون بداية هجوم للسيطرة على المدينة الواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة.
وقال المرصد السوري في بريد الكتروني ان الطيران الحربي السوري نفذ اليوم 15 غارة على يبرود ومحيطها، وترافقت الغارات مع «تجدد القصف من القوات النظامية على المدينة»، و«اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله اللبناني من جهة» ومقاتلين معارضين من جهة اخرى في منطقة ريما قرب يبرود.
واشار الى ان بين الكتائب المقاتلة المعارضة جماعة «الدولة الاسلامية في العراق والشام» و«جبهة النصرة».
وقال المرصد ان المعارك تسببت بمقتل ستة مقاتلين معارضين، والقصف تسبب بمقتل رجل في يبرود.
وقال المرصد ان القوات النظامية سيطرت على بلدة الجراجير قرب الحدود السورية اللبنانية والقريبة من يبرود.
وقال ناشط على الارض يقدم نفسه باسم عامر لوكالة فرانس برس عبر الانترنت «بدأ هجوم الجيش للسيطرة على يبرود»، مشيرا الى ان الغارات تترافق مع «هجوم بري». الا ان مصدرا امنيا سوريا قال لفرانس برس ان العمليات العسكرية في يبرود تدخل في اطار «العمل الروتيني الذي يستهدف العصابات الارهابية المسلحة». وقالت المسؤولة الاعلامية في المفوضية العليا للاجئين في لبنان دانا سليمان عبر موقع «تويتر» ان اعمال العنف دفعت عائلات سورية الى النزوح من يبرود وفليطا وجراجير الى بلدة عرسال اللبنانية. ومنذ بداية كانون الاول تحتجز مجموعة مسلحة اثنتي عشرة راهبة سورية ولبنانية تم خطفهن من بلدة معلولا المسيحية في القلمون واقتيادهن الى يبرود.
في حلب (شمال)، ارتفع عدد القتلى الذين سقطوا الثلاثاء في غارات بالبراميل المتفجرة على حي الصاخور الواقع تحت سيطرة مقاتلي المعارضة الى 27 وبينهم اطفال، بحسب المرصد السوري.
ا ف ب، رويترز، الائتلاف الوطني السوري، «المستقبل»
عرسال في قلب.. الحرب على يبرود
فاطمة حوحو
على ما يبدو أن معركة القلمون المتوقعة اندلعت أمس وهذا ما دلّت عليه قوافل النازحين السوريين التي بدأت بالتوافد الى بلدة عرسال لا سيما من مناطق يبرود والسحل والجراجير، في وقت روّجت وسائل إعلام لاحتمال دخول قوات النظام السوري وشبيحته الى عرسال، فيما أكد الأهالي أن هناك إطباقا على عرسال من جهات عدة والحصار يشتد في وقت تخوّف الأهالي من ضرب عرسال بعد أن تعرّضت لغارات طيران أول من أمس من قِبَل قوات الأسد، وفي ظل تخوّف من إقفال الطرق الجبلية ومنع النازحين من العبور على الحواجز التي قد تقام لهذه الغاية بضغط من «حزب الله» الذي ينشر حواجزه ساعة يريد أمام أعين الجميع ويضيّق على أهالي البلدة والداخلين والخارجين منها، لا بل يعمل على أكثر من ذلك، إذ يسمح للعصابات بالانتشار للتشليح والسرقة والاختطاف مما يزيد الطين بلّة.
والسؤال، الى ماذا ستؤدي معركة يبرود وما هو حال عرسال ولبنان بعد هذه المعركة؟
بتقدير الخبير الاستراتيجي نزار عبدالقادر أن الاعتداءات السورية على الحدود «ستستمر طالما الثورة السورية مستمرة ضد النظام القائم، وكون نظام الأسد يعتبر أن الأراضي اللبنانية سواء في عكار أم في عرسال محفّزة وداعمة للثوار في الداخل، ولذلك لا بد بين الحين والآخر من القيام بأعمال عسكرية (اعتداءات) ضد قرى عكار وضد عرسال، ولكن الخيار الأخطر هو السؤال عما إذا جرى استكمال معركة القلمون هل تنتهي هذه المعركة بوصل ريف حمص بريف دمشق الشمالي، وإذا كان ذلك ضمن المخطط المرسوم من قِبَل الجيش النظامي السوري و»حزب الله» هل سيؤدي ذلك الى اجتياح عرسال أو حصارها بالنتيجة للاقتصاص منها بشكل جماعي؟ أي أهلها واللاجئين السوريين إليها؟ هنا علامة الاستفهام الكبرى والتي هي من الخطورة بمكان أنها يمكن أن تؤسس لتعميم الفتنة في لبنان والتي يجري التحذير من إمكانية وقوعها منذ ثلاث سنوات، أي منذ بداية الأزمة السورية».
ويؤكد أنه «لا بد من أن ينتبه اللبنانيون، خصوصاً حلفاء سوريا، الى خطورة الوضع الذي يمكن أن يؤدي في الواقع الى اندلاع فتنة واسعة سنية شيعية في لبنان، خصوصاً في عرسال».
وعما إذا كان «حزب الله» قادراً على خوض معركة القلمون والتي تردد أنها تستلزم تنظيف جيوب في الأراضي اللبنانية، يشير الى أن لدى «حزب الله» قوات تكفي ولديه احتياط أيضاً، وبالنتيجة معركة القلمون معركة تخصه بقدر ما يهتم بها النظام السوري على أساس أنها تخفف الضغط والمخاطر الناتجة حول إمكانية تسلل بعض المجموعات المعارضة السورية الى القرى المجاورة في السلسلة الشرقية في جبال لبنان والتي هي حاضنة لـ»حزب الله» إجمالاً، كما أنها تزيد أمن الطرق في منطقة البقاع الشمالي بحيث يصبح بمقدور «حزب الله» التحكم بكل المداخل غير الشرعية من سوريا الى لبنان والتي تسبب له حالة الأرق من إمكانية تسلل انتحاريين أو سيارات مفخخة، هناك مصلحة جامعة ما بين «حزب الله» والنظام السوري الذي يعتبر أن إيجاد منطقة آمنة كلياً في البقاع الشمالي فيه حسنة استراتيجية، بحيث يسمح له بمعبر بديل وآمن باتجاه ريف حمص الجنوبي والساحل السوري عبر القاع في حال حصل طارئ وانقطع الطريق السريع الذي يصل دمشق بحمص».
ويرى عبدالقادر أن من «واجب الدولة اللبنانية أولاً أن تحمي جميع اللبنانيين بما فيها مناطق «حزب الله» من السيارات المفخخة، ومن جهة ثانية على الدولة أن تتخذ كل الاحتياطات اللازمة لتخفيف ارتدادات الأزمة السورية على لبنان سواء في عكار أم في عرسال ام في موضوع أمن الضاحية والمناطق التي تستهدفها السيارات المفخخة وعلى الدولة بالنتيجة أن تدرك في حال حصلت التطورات التي تحدثنا عنها في القلمون مدى المخاطر على عرسال وعلى كل الوضع اللبناني في حال جرى حصارها أم اجتياحها، على الدولة حماية عرسال».
وباعتقاده أن قرار «حزب الله» الخروج من سوريا لا يمكن أن يأخذه منفرداً، «فإن كان لا بد من اتخاذ مثل هذا القرار يجب أن يأتي نتيجة تطور إقليمي ما، مثل توصّل إيران الى توافق مع المجتمع الدولي، للمشاركة مثلاً في مؤتمر جنيف كمساهم أساسي بالبحث عن حل سياسي للأزمة السورية ويمكن أن يطلب عندئذ من إيران الإيعاز لـ»حزب الله» الخروج من المستنقع السوري وهذا ما يزال مبكراً، لأن مؤتمر جنيف سيستمر لسنوات وليس أسابيع».
من جهته، يقول نائب رئيس بلدية عرسال أحمد الفليطي إنه «منذ أن نشر حزب الله حواجزه حول عرسال بدت الصورة واضحة أمام الأهالي، بأن نشر هذه الحواجز مرتبط بالتطورات التي ستحدث في سوريا، لأن النظام السوري لا يستطيع أن يحقق في يبرود أي تقدم ما لم يقطع طريق عرسال عن لبنان وأحد وجوه معركته كانت في حصار عرسال اقتصادياً، فحركات التشليح ليست مجرد عمليات سرقة بريئة وليست من أجل الكسب المادي وإنما من أجل مضايقة أهل عرسال، إذ كيف يتم اختيار ابن عرسال من اصل 50 ابن بلدة في المنطقة من أجل سلبه أمواله أو ما يملك عبر عصابات تنتشر بقرار ومعرفة من «حزب الله»؟ فالنظام الذي يحاصر يبرود لاسقاطها، يريد من «حزب الله» ان يحاصر عرسال من أجل ليّ ذراع أهلها، وهذا النظام نفسه الذي بدأ معركة يبرود، كان يفاوض منذ أيام أهالي يبرود على أن يدخلها فقط عبر الاعلام، اي تدخل وسائل الاعلام وتصور أن يبرود سقطت بيد الجيش النظامي، فيما يجري الاتفاق على تسليم ما يسمى لجان شعبية من أجل تسلم المنطقة، بعد أن يتم نسف وتفجير عدد من المنازل أمام أعين اعلام الممانعة، ثم يتم الخروج منها، كما جرى في قارا بعد المواجهات التي حصلت، حاليا هناك منطقة اسمها ريما اذا سقطت تسقط يبرود حكماً، هناك تهديد بقصف يبرود حكماً، هناك تهديد بقصفها بالبراميل المتفجرة وفي الوقت نفسه هناك من يفاوض».
ويوضح ان «هناك ألوية كثيرة موجودة في مناطق لا تريد التفاوض مع النظام وهي ألوية فاعلة ولها وجود على الارض، النظام يهز العصا ليبرود في بلدتي السحل والجراجير وكانت حركة النزوح قد بدأت منهما منذ ايام قليلة وهناك التفاف عسكري حول يبرود على ثلاثة طرق، طريق عرسال يشمل الجراجير وهي سقطت وهناك محاولة للدخول عن طريق عرسال المعرة يبرود أو عرسال فليطا يبرود وأنا شخصياً أجد أن معركة يبرود لن تكون بحجم معركة القصير، فمعركة القصير لن تتكرر فلا النظام قادر على تحمل هذا النوع لأنه عددياً غير قادر على الاحتفاظ بأي بلدة، لذلك يلجأ الى ما يسمى اللجان الشعبية ويرسل مغريات الى أهل قارا في عرسال من أجل العودة إلى بلدتهم وقد عادت بعض العائلات وعلقت هناك، إذ اخذوا الشباب وشكلوا منهم جيشاً شعبياً يشبح في البلدة وغيرها واصبحوا مطلوبين للكتائب المقاتلة في القلمون ويعيش الأهالي تحت ضغط النظام».
وعن اللاجئين يوضح ان كل المؤسسات الدولية تعرف أن اعداد اللاجئين من القلمون الى عرسال ترتفع ساعة بعد ساعة وقد استقبلنا اكثر من 170 عائلة أول من أمس، وأمس استقبلنا مئات العائلات ايضاً. ومن المتوقع ازدياد الوتيرة وهم يلجأون الى مخيمات وراء حواجز الجيش على حدود عرسال في مسافة لا تتعدى الخمسة عشر كيلومتراً ما بين حواجز الجيش ومنازل العرساليين ويتم استقبالهم في مخيمات لا تصريح فيها لا من مفوضية الأمم المتحدة ولا من وزارة الشؤون الاجتماعية والحكومة اللبنانية، هي مخيمات امر واقع».
وتوجه بالشكر الى حملة «لبنانيون من أجل اللاجئين السوريين» وبلدية عرسال حيث نعمل معا على اقامة مخيم امتلأ باللاجئين خلال اليومين الماضيين ونحن بصدد انشاء مخيم ثان وهذه المخيمات جرى تجهيزها بشكل جيد».
وعن مضايقات «حزب الله» يقول: «ليس هناك من تدبير يقوم به «حزب الله» في المنطقة يكون بريئا كل اجراء يقوم به الحزب هو مدروس وله هدف معين ومرتبط بمعركة القلمون». وتوقع عدم قدرة النظام على الاحتفاظ بيبرود الا انه سيضيق الحصار على القلمون من عرسال، لأن هذه المنطقة محاصرة اقتصادياً منذ 3 اشهر لا يصل اليها رغيف خبز سوري، اي ان هناك حرب تجويع مقصودة«.
وعن دور العشائر يوضح «هناك مَن يحرك هذه العشائر، فعندما كان آل المقداد يقومون بالخطف، لم يكن آل المقداد هم الخاطفون بل كان هناك مَن يخطف باسم آل المقداد وكذلك الأمر مع آل جعفر، نحن في المنطقة نعرف بعضنا البعض، نحن لا نقول ان الشيعة غير جيدين ولا آل المقداد أو آل جعفر ايضاً، هناك طرف سياسي وعسكري متنفذ وقادر على تحقيق ما يريده، وإذا استطاع أهل عرسال الصمود وتحمل الاستفزازات التي تحصل ونحن نرمي الكرة في ملعب الدولة، واذا اردنا التواصل مع الاراضي اللبنانية على الجيش حمايتنا وتحمل مسؤولياته تجاه ابناء البلدة، الذين يرفضون وجود حواجز لـ«حزب الله» على بعد 500 متر من حاجز للجيش وآخر لمخابراته، فالعرسالي يرفض ان يمر على حاجزين واحد للجيش وآخر لـ«حزب الله».
الإبراهيمي: الطرفان الروسي والأميركي أكّدا المساعدة من أجل إحداث انفراج في جنيف2
بيروت – أشار الموفد الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي إلى أنّ “الطرفين الروسي والأميركي أكّدا المساعدة من أجل إحداث انفراج في محادثات جنيف2، بعد عدم حصول أي تقدّم”، مؤكّداً أنّ “الطرف الروسي لا يعارض مناقشة الإرهاب والهيئة الانتقالية“.
الإبراهيمي، وفي مؤتمر صحافي من جنيف، قال “الأطراف كلّها في جنيف تدعم حلّاً سياسيّاً للأزمة، لكن لن نتمكّن من البتّ في وقف العنف والهيئة الانتقالية حاليّاً، كما لن نتمكّن من حلّ قضية الهيئة الانتقالية خلال أسبوع“.
وأضاف: “لم نترك شيئاً إلّا وجربناه من أجل المضي قدماً في المحادثات بين النظام والمعارضة السورية، وما زلنا نبحث عن نقطة الاتفاق لإخراج سوريا من النفق المظلم، لكن لم نبحث لغاية الآن إجراءات جديدة لبناء الثقة بين الطرفين“.
وتابع: “الورقة التي قدّمها الائتلاف المعارض مطروحة على طاولة المفاوضات، لكن لا يمكن تحديد مصيرها اليوم“.
إلى ذلك، أوضح الإبراهيمي أنّه سيذهب في المستقبل القريب إلى نيويورك ويقدّم تقريره للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ولمجلس الأمن”، مضيفاً “لكن لم أحدّد بعد موعد التوجّه إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة“.
كما لفت الإبراهيمي إلى أنّ “أموراً إيجابيةً حصلت في حمص، ونحن سعداء بذلك”، مشيراً إلى قضايا مقلقة تحصل في المدينة.
وقال “وفد الأمم المتحدة تعرّض مرّات عدة إلى استهداف بالرصاص والقذائف في حمص”، معتبراً “أننا نحتاج إلى معجزة ليخرج السوريّون من الأماكن المحاصرة في المستقبل، بعد ما لمسناه من تجربة“.
وختم قائلاً “لم نبحث بعد إجراءات جديدة لبناء الثقة في سوريا التي تواجه نفقاً مظلماً للأسف“.
تمديد وقف إطلاق النار لمواصلة إجلاء محاصري حمص
كشف محافظ حمص طلال البرازي عن تمديد وقف إطلاق النار في المدينة لمدة ثلاثة أيام أخرى بداية من اليوم الخميس، وهو ما سيسمح بمواصلة إجلاء المحاصرين من حمص القديمة وإدخال المساعدات إليها.
وقال البرازي لرويترز إنه تم إجلاء 1400 شخص منذ يوم الجمعة الماضي حين بدأ سريان وقف إطلاق النار برعاية من الأمم المتحدة، وأوضح أن 220 شخصا من بين الذين تم إجلاؤهم لا يزالون ينتظرون تسوية وضعيتهم، مؤكدا أن 70 شخصا تمت تسوية وضعيتهم اليوم.
وتسمح السلطات للنساء والأطفال بحرية المغادرة، في حين يخضع الرجال بين سن 15 و55 عاما لتدقيق قوات الأمن لأنها تعتبرهم في سن القتال.
من جانبه قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إدغار فاسكيز إن الحكومة السورية تعهدت بإطلاق سراح الرجال بعد فحص أوضاعهم، وقال في بيان نشر مساء أمس “بالنظر للتصرفات السابقة للنظام لا يمكن للمجتمع الدولي أن يأخذ ذلك كأمر مسلم به وينبغي متابعة مصير هؤلاء الرجال”. وتحدث عن مواصلة النظام احتجاز عدد كبير من المعتقلين “في ظروف مروعة“.
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت في وقت سابق أنها أدخلت مساعدات إنسانية إلى حمص القديمة تكفي لألف شخص مدة شهر، وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نسيركي إن مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين تنتظر مع شركائها استقبال المواطنين الذين يجري إجلاؤهم من حمص عند نقطة الاستقبال على أطراف المدينة القديمة.
وأوضح نسيركي أنه تم تخصيص مركز في منطقة الوعر من قبل السلطات السورية كمكان يتجه إليه الأشخاص الذين تم إجلاؤهم بغرض الإيواء إذا ما اختاروا القيام بذلك.
وقال إن مائتين فقط اختاروا الذهاب إلى هناك، في حين طلب الباقون أن يتم نقلهم إلى ضواحي حمص حيث لديهم صلات، أو قد يشعرون بأنهم أكثر أمناً.
وفيما يتعلق بالمدرسة التي يجري فيها استجواب الرجال، قال نسيركي إن وكالة اللاجئين تتمتع بوجود منتظم فيها إلى جانب موظفين من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) وصندوق الأمم المتحدة للسكان.
يذكر أن عمليات الإجلاء بدأت بعد ظهر الجمعة الماضي بعد أن توصل محافظ حمص الخميس إلى اتفاق مع الممثل المقيم للأمم المتحدة في سوريا يعقوب الحلو يسمح بخروج المدنيين من المدينة القديمة وإدخال مساعدات إنسانية للمدنيين الذين اختاروا البقاء داخلها.
تواصل الحملة على يبرود وبراميل متفجرة بدرعا
ناشطون وثقوا مقتل 156 شخصا أمس
تواصل قوات النظام السوري منذ أيام حملتها العسكرية المكثفة على مدينة يبرود القريبة من الحدود اللبنانية، مما أدى إلى نزوح العائلات، في حين يستمر استهداف درعا وحلب وحماة بالقصف المدفعي والبراميل المتفجرة التي أوقعت قتلى وجرحى.
وقد وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 156 شخصا في مختلف المدن السورية أمس الأربعاء، بينهم 34 طفلا وعشر سيدات، وسقط العدد الأكبر من القتلى في حلب التي قتل فيها 85 شخصا جراء البراميل المتفجرة.
وقال ناشطون سوريون إن قوات النظام تقصف اليوم الخميس بالمدفعية الثقيلة مدينة يبرود والبلدات المحيطة بها في القلمون بريف دمشق بدعم من عناصر من حزب الله.
وأفادت شبكة شام بأن منطقة القلمون تشهد حملة عسكرية كبيرة من قبل قوات النظام وعناصر حزب الله بغية عزلها عن لبنان وإغلاق المنفذ الوحيد عبر الجبال إلى لبنان والذي تشكل فيه مدينة يبرود حجر الزاوية.
من جهته، قال مراسل الجزيرة في لبنان إن عددا من العائلات السورية بدأت بالنزوح من مناطقها باتجاه بلدة عرسال اللبنانية القريبة من الحدود السورية. وتواترت أنباء عن سيطرة قوات النظام بشكل كامل على بلدة الجراجير المتاخمة ليبرود.
وفي ريف دمشق أيضا، ذكر ناشطون أن الطيران المروحي ألقى برميلين متفجرين على مدينة داريا، ولم يتحدثوا عن وقوع قتلى أو جرحى.
حملة بدرعا
أما في ريف درعا فقال ناشطون إن أربعة أشخاص قتلوا اليوم الخميس وجرح آخرون في غارة جوية على بلدة النعيمة.
وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن قوات النظام أعقبت الغارة الجوية بقصف بالرشاشات الثقيلة على بلدة النعيمة، في حين قالت مسار برس إن البراميل المتفجرة على البلدة أوقعت ثلاثة قتلى.
كما واصلت القوات الحكومية أيضا قصفها على بلدة صيدا في ريف درعا. وأشارت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إلى أن نحو ثلاثين شخصا قتلوا أمس بنيران قوات النظام في درعا وريفها.
وفي وسط البلاد تحدث مركز حماة الإعلامي عن سيطرة كتائب المعارضة في ساعات الصباح الأولى لحاجز الغربال بصوران في ريف حماة الشمالي عقب اشتباكات وصفت بالعنيفة مع قوات النظام.
وشهدت المنطقة الواقعة بين بلدتي مورك وصوران على الطريق الدولي -الذي يربط حماة بحلب- اشتباكات بين قوات النظام والمعارضة التي صدت رتلا عسكريا، مما أوقع قتلى وجرحى في صفوف القوات النظامية.
جبهات أخرى
كما شنت طائرات النظام غارات على كل من كفر زيتا وقبر فضة بريف حماة، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين.
وتحدث ناشطون عن اشتباكات جرت بين قوات النظام والجيش السوري الحر عند حاجز مكاتب صوران بريف حماة، وسقوط قتلى وجرحى من الطرفين.
وفي محافظة حلب ذكرت شبكة شام أن طائرات النظام ألقت براميل متفجرة على المنطقة الصناعية بحي الشيخ نجار وحي مساكن هنانو، مما أسفر عن سقوط ثلاثة قتلى وعدد من الجرحى.
روسيا تعرض مشروع قرار إنساني بشأن سوريا
هددت بإسقاط مشروع يلزم دمشق بتأمين الإغاثة
عرضت روسيا مساء الأربعاء مشروع قرار بشأن إغاثة المدنيين في سوريا بعدما هددت باستخدام الفيتو لإحباط مشروع قرار غربي عربي بمجلس الأمن يهدد دمشق بعقوبات في حال عرقلت وصول المساعدات الإنسانية إلى مناطق محاصرة.
وقال مصدر دبلوماسي إن سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين قدم نص المشروع إلى الدول الأربع الأخرى دائمة العضوية في مجلس الأمن (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا الصين) خلال اجتماع خاص.
وأضاف أن المشروع الروسي يضم أجزاء من المشروع الذي تقدمت به نهاية الأسبوع الماضي أستراليا ولوكسمبورغ والأردن.
ويطالب مشروع القرار -الذي قدمته الدول الثلاث- بوصول حر وآمن إلى السكان المحتاجين للمساعدات، وبرفع فوري للحصار عن مناطق سورية، بينها حمص القديمة ونبل والزهراء في محافظة حلب (شمال)، ومخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق.
ويلوح المشروع الغربي العربي بعقوبات غير عسكرية خلال 15 يوما من صدور قرار من مجلس الأمن في حال لم تسمح سوريا بوصول المساعدات إلى المدنيين في المناطق المحاصرة, وكذلك عند الحدود بين كل من تركيا والعراق.
وشرع مجلس الأمن أمس في مناقشة مشروع القرار الغربي العربي, لكن السفير الروسي لدى الأمم المتحدة أعلن قبل ذلك أن بلاده ستستخدم الفيتو في حال عرض المشروع للتصويت بتلك الصيغة التي وصفها بـ”السياسية“.
كما أن غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي وصف أمس المشروع بغير المقبول, وقال إن روسيا لن تدعه يمر. وفي الوقت نفسه, قال مسؤولون روس إن المشروع الغربي العربي يفتح الباب لتدخل عسكري في سوريا. ودعا تشوركين إلى اجتماع لسفراء الدول الخمس دائمة العضوية اليوم الخميس لمناقشة مشروعي القرارين المعروضين على مجلس الأمن.
دمج المشروعين
وقال مصدر دبلوماسي إن من المتوقع عقد محادثات لبحث ما إذا كان يمكن دمج المشروعين المتضادين في مشروع قرار واحد متوافق عليه داخل مجلس الأمن.
وفي وقت سابق, قال دبلوماسيون غربيون إنهم يهدفون إلى تحقيق توافق بين الدول الخمس عشرة الأعضاء في مجلس الأمن على الصيغة التي تدعو إلى وصول حر وآمن للمساعدات إلى السكان المحتاجين للمساعدات.
يشار إلى أن روسيا والصين استخدمتا منذ بداية الثورة السورية حق النقض (الفيتو) ثلاث مرات متتالية لمنع صدور قرارات بمجلس الأمن تندد بنظام الرئيس بشار الأسد، وتهدده بفرض عقوبات عليه.
وقال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة جيرار أرو أمس الأربعاء إن نظيره الروسي فيتالي تشوركين أبلغ مجلس الأمن أن موسكو مستعدة للتعاون بشأن قرار يتعلق بالمساعدات، ولكن ليس المشروع الحالي. ووصف أرو مشروع القرار الغربي العربي بالمتوازن, وقال إنه يمكن تحسينه, نافيا أن يكون مسيسا مثلما قالت روسيا.
وفي نيويورك أيضا, استبعد دبلوماسيون التصويت على مشروع القرار قبل الأسبوع القادم بسبب معارضة روسيا له، ولتفادي التأثير سلبا في المفاوضات الجارية بجنيف بين وفدي النظام والمعارضة السوريين.
تأييد أميركي
من جهتها، قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سامانثا باور إن بلادها تؤيد بشدة فكرة مشروع القرار الغربي العربي، مضيفة أن تجاهل نظام الأسد لما يعانيه الشعب السوري واضح.
وتابعت أن إزالة العقبات -التي تعترض وصول المساعدات الإنسانية- مسألة “أكثر من ملحة”. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد حذر روسيا من أنها تتحمل مسؤولية منع المساعدات عن المدنيين السوريين المحتاجين إليها بشدة، في حال عرقلت صدور هذا القرار.
وتجاوز عدد القتلى منذ اندلاع الثورة السورية قبل نحو ثلاث سنوات حاجز الـ130 ألف قتيل، بينما تقول منظمات الأمم المتحدة إن نحو 9.3 ملايين سوري محتاجون لمساعدات إنسانية عاجلة.
وسبق لمنسقة شؤون الإغاثة الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري أموس أن دعت مجلس الأمن الدولي مرارا إلى استخدام سلطته لتحسين الوضع الإنساني المتردي في سوريا، لكن دون أن تصل إلى حد المطالبة بإصدار قرار ملزم قانونا.
لقاء ثلاثي للضغط على وفدي سوريا بجنيف
يلتقي المبعوث الأممي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي اليوم الخميس بمسؤولين أميركيين وروس للضغط على وفدي المعارضة والحكومة السورية في جنيف بعد أن قدمت المعارضة وثيقة لحكم انتقالي، وتمسكت الحكومة بنص واحد فقط منها يتعلق بإخراج المقاتلين الأجانب من الأراضي السورية.
فقد دفع القلق من انهيار محادثات جنيف2 الوسيط الدولي إلى تقديم اجتماعه مع مسؤولين أميركيين وروس رفيعي المستوى يوما واحدا عن موعده المقرر، وذلك في محاولة لإقناع البلدين بالضغط على الطرفين السوريين.
وكان الإبراهيمي قد التقى أمس الأربعاء بوفد روسي برئاسة غينادي غاتيلوف وكيل وزارة الخارجية, ومن المقرر أن يلتقي أيضا وفد المعارضة السورية في وقت لاحق، في محاولة لإنقاذ المفاوضات.
أما الولايات المتحدة فقد أكدت أن التفاوض بين طرفي النزاع في سوريا هو الطريق الوحيد للخروج من الأزمة السورية.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن الولايات المتحدة تقوم أكثر من أي بلد آخر بالمساعدة على جلوس طرفي النزاع معا بغية حل هذا الصراع بالطريقة الوحيدة التي يمكن حله بها، وهي التسوية السياسية التي تقوم على التفاوض وإنشاء سلطة حاكمة انتقالية، على حد تعبيره.
استبعاد ذكر الأسد
وكان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية قدم في اليوم الثالث من الجولة الثانية لمفاوضات جنيف2 مع الوفد الرسمي السوري تصوره لـ”عملية انتقال سياسي” تنص على تشكيل “هيئة حكم انتقالي بصلاحيات تنفيذية كاملة”، من دون ذكر مصير الرئيس بشار الأسد.
وقالت مصادر من المعارضة ومصادر دبلوماسية إن الوثيقة لم تشر إلى الأسد عمدا تماشيا مع نص اتفقت عليه القوى الكبرى في يونيو حزيران 2012 ضمن بيان جنيف1 يدعو الى تشكيل هيئة انتقالية تتمتع بالصلاحيات التنفيذية الكاملة بما في ذلك السيطرة على جهاز الأمن والجيش، لكنه لم يذكر شيئا عن مصير الأسد، وهو أمر أصرت عليه روسيا.
وعزا كبير المفاوضين في وفد المعارضة هادي البحرة ذلك إلى أنه لم يعد ممكنا الحديث عن فرد باعتباره التجسيد الأوحد لسوريا، وقال لرويترز إن المعارضة قدمت عن عمد ورقة قانونية يدرك من يقرأها أن الانتقال السياسي سيكون الأساس لمستقبل ديمقراطي جديد.
يشار إلى أن البند الأول في وثيقة جنيف1 يدعو جميع الأطراف للالتزام بوقف دائم للعنف المسلح بكافة أشكاله وتنفيذ خطة النقاط الست فورا ومن دون انتظار إجراءات من الأطراف الأخرى.
نص الوثيقة
وبحسب النص الكامل للوثيقة -الذي حصلت الجزيرة نت على نسخة منه- فإن هيئة الحكم الانتقالي “ستحافظ على سيادة واستقلال الدولة السورية ووحدة وسلامة الأراضي السورية بشكل كامل، مما يقتضي اتخاذ ما يلزم من قرارات وإجراءات تفضي إلى انسحاب كافة الجهات العسكرية الخارجية والمقاتلين الأجانب من كافة الأراضي السورية“.
كما تنص الوثيقة -التي تتضمن 22 بندا- على أن هيئة الحكم الانتقالي “هي الهيئة الشرعية الوحيدة المعبرة عن سيادة واستقلال الدولة السورية، وهي المخولة فقط بتمثيل الدولة في المحافل الدولية وفي كل ما يتعلق بالشؤون الخارجية، وهي تلتزم بكافة المواثيق والمعاهدات الدولية الموقعة من قبل الدولة السورية“.
لكن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد رفض اعتبار تشكيل هيئة الحكم الانتقالي أولوية في المفاوضات، مطالبا بالبدء بعملية وقف العنف و”الإرهاب” حسب تسلسل بنود اتفاق جنيف1، على حد قوله.
وبحسب المتحدث باسم الائتلاف لؤي صافي، فإن مسؤوليات هذه الهيئة الانتقالية ستشمل الإشراف على اتفاق وقف العنف بكافة أشكاله، وتأسيس آلية لمساءلة المسؤولين عن جميع انتهاكات حقوق الإنسان، مع حق الهيئة في الحصول على قوائم بأسماء كافة المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي والحراك السلمي، وكذلك التزام الهيئة بضمان حق المواطنة لجميع السوريين دون أي تمييز.
وقال صافي إن الهيئة “ستضم شخصيات برضا الطرفين تكون وطنية ولم ترتكب جرائم”، داعيا إلى التعامل مع الوثيقة بجدية “لوقف حمام الدم وإعادة بناء البلاد”، محذرا من مراوغة النظام في هذا الشأن.
اجتماع روسي أميركي لكسر جليد مفاوضات جنيف 2
دبي – قناة العربية
يجتمع الإبراهيمي بالروس والأميركيين قبل أن يبت في إمكانية استئناف المفاوضات بين الفرقاء السوريين.
وقالت موفدة “العربية” إلى جنيف، ريما مكتبي، إن الأجواء بين الروس والأميركيين ليست واضحة حتى الآن، وإن ظلت الأمور على ما هي عليه دون تغيير فسيكون اليومان القادمان هادئين تماماً.
وجدد سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، التزام بلاده بما تضمنته وثيقة “جنيف 1″، لكنه أشار إلى أن وفد المعارضة يسعى إلى تهميش بنود “جنيف 2” التي تتضمن وقف العنف وإيصال المساعدة الإنسانية، موضحاً أن المعارضة تركز على تشكيل حكومة انتقالية فقط.
وتعليقاً على تصريحات لافروف قالت مكتبي إنه في حال بقيت هذه التصريحات للإعلام فقط فإنه من الممكن أن تكون الأجواء أكثر إيجابية.
وأشارت إلى أنه من المتوقع أن يتمخض الاجتماع الثلاثي عن اختراقات، حيث من المفترض أن يضغط الروس على وفد النظام، وبالمقابل يضغط الأميركيون على وفد الممعارضة لتقديم بعض التنازلات.
وبحسب مصدر غربي، فإن الروس لن يسمحوا بانهيار المفاوضات، ولن يقبلوا أن ينسحب وفد النظام ويتحمل نتيجة الفشل، لذا من المحتمل أن يقدم الروس شيئاً ولو بسيطاً.
واعتبر وفد النظام أن الائتلاف خالف القواعد الإجرائية بإصراره على بحث الهيئة الانتقالية أولاً، مضيفاً أن مناقشة الإرهاب يجب أن تتم قبل بحث أي قضية أخرى.
في يوم واحد البراميل المتفجرة تقتل 36 طفلاً بسوريا
العربية.نت
جريمة جديدة تضاف إلى سلسلة جرائم النظام السوري تم ارتكابها في حق 36 طفلا سوريا بريئا قتلوا يوم أمس جراء إلقاء النظام لبراميله المتفجرة التي عمد ولا زال يعمد إلى استخدامها بشكل متواصل على المدنيين في كافة أنحاء سوريا ليرتفع عدد الأطفال السوريين الذين قتلوا بالحرب الدائرة في سوريا منذ نحو ثلاث سنوات أكثر من 11 ألف طفل حسب تقرير أصدرته مجموعة “أوكسفورد للأبحاث” في لندن.
وذكرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أن أطفالاً سوريين في السنوات الأولى من أعمارهم وقعوا أيضاَ ضحايا الإعدام والتعذيب، غير أن معظم الأطفال قتلوا جراء القنابل أو القذائف في الأحياء التي يقيمون فيها.
وسجلت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ما يزيد عن 1.1 مليون طفل سوري حول العالم كلاجئين، وما يقرب من 75% من هذا العدد هم دون سن 12.
ويشكل الأطفال 52% من إجمالي تعداد اللاجئين السوريين، الذي يتجاوز الآن 2.2 مليون شخص. وتعيش الغالبية في البلدان المجاورة لسوريا، ويستضيف كلٌ من الأردن ولبنان معاً أكثر من 60% من إجمالي عدد الأطفال السوريين اللاجئين.
وأسفر الصراع في سوريا عن معاناة بالغة للأطفال السوريين من جميع الأعمار، سواء جسدياً أو نفسياً وهناك أطفال تعرضوا للإصابة أو القتل على يد طلقات القناصة أو الصواريخ أو القذائف أو تساقط الحطام عليهم.
وفي عام 2013، وصلت وكالات الأمم المتحدة وشركاؤها حتى الآن إلى أكثر من 250 ألف طفل في أنحاء الأردن ولبنان وقدمت لهم أشكالاً مختلفة من أشكال الدعم النفسي ولا توجد هناك أي أرقام أو إحصاءات مؤكدة حول ذات الوضع في تركيا.
آلة القتل السورية تحصد 230 يومياً أثناء مؤتمر جنيف
دبي – قناة العربية، بيروت- رويترز
أكد نشطاء أن معدل سقوط القتلى بين السوريين زاد كثيراً منذ بدء محادثات السلام قبل ثلاثة أسابيع، مقارنة بأي وقت مضى خلال الحرب الأهلية، بينما قصفت القوات الحكومية بعض البلدات الخاضعة لسيطرة المعارضة على الحدود اللبنانية وتعثرت المفاوضات في جنيف.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، الأربعاء، إن ما يزيد على 230 شخصاً يقتلون يومياً منذ 22 من يناير الماضي، وهو اليوم الذي بدأت فيه محادثات السلام في جنيف. ويزيد هذا عن معدل سقوط القتلى في أي ثلاثة أسابيع منذ بدء الحرب في عام 2011.
ويبلغ العدد الإجمالي لقتلى الأسابيع الثلاثة، حسب إحصاءات المرصد السوري لحقوق الإنسان، 4959 قتيلاً من بينهم 515 امرأة وطفلاً. وتفيد تقديرات المرصد بأن ثلث كل القتلى مدنيون.
وقال مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، إن هذا أعلى معدل يسجله المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي دعا إلى تعليق المفاوضات ما لم ينفذ وقف فوري لإطلاق النار.
ويسعى كل من الجانبين لتحسين مركزه التفاوضي بالسيطرة على مزيد من الأرض، وربما يكون هذا عاملاً في ازدياد عدد الضحايا.
وقصفت القوات السورية ومقاتلو حزب الله مدينة يبرود ذات الموقع الاستراتيجي على حدود لبنان الأربعاء، بينما استعد مقاتلو المعارضة لصد هجوم بري.
وتقول الأمم المتحدة إن ما يربو على 130 ألف سوري قتلوا في سنوات الحرب الثلاث.
الإبراهيمي: سوريا في نفق مظلم
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
أكد المبعوث الدولي إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، أن سوريا تعيش في نفق مظلم، مشيرا إلى أن مباحثات “جنيف 2” تهدف إلى إيجاد نقطة نور في ذلك النفق.
وأوضح أن موضوع الهيئة الانتقالية في سوريا لن يبحث في الأسبوع المقبل وربما لن يبحث في الأسابيع القليلة القادمة أيضا.
وتجنب الإبراهيمي إعطاء أي جواب عندما سأله مراسل “سكاي نيوز عربية” فيما إذا كانت هناك جلسة مباحثات ستعقد الجمعة بين وفد المعارضة السورية والوفد الحكومي.
وقال الإبراهيمي عقب انتهاء اجتماعه مع الوفدين الروسي والأميركي في جنيف إن الولايات المتحدة وروسيا أكدتا دعمهما للمحادثات ووعدتا بالمساعدة على تحريكها.
وأوضح الإبراهيمي أنه لم يحدد حتى الآن أي موعد للذهاب إلى مجلس الأمن الدولي لتقديم تقريره.
ولم تحقق الجولة الثانية من محادثات السلام أي تقدم يذكر، ومنذ الاثنين شكا دبلوماسيون غربيون وأعضاء في وفد المعارضة السورية من أن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد ترفض بحث المقترحات الدولية لهيئة حكم انتقالية.
وقال أحد قيادات وفد المعارضة، أنس العبدة: “ما شهدناه حتى الآن أن النظام ليس جادا. من الأفضل أن يسارع الروس لفرض ضغوط كافية على جانب النظام السوري. وهم في وضع يؤهلهم لذلك.”
كما ذكر دبلوماسيون غربيون أنهم يأملون أن تتمكن موسكو من الضغط على حكومة دمشق ويخشى البعض ألا تجرى جولة ثالثة من المحادثات في وقت قريب بعد استكمال محادثات الأسبوع الجاري.
من جانب آخر، قال ناشطو المعارضة إن معدل سقوط القتلى ازداد في الأسابيع الثلاثة التي مرت منذ بدء مفاوضات السلام ليبلغ أكثر من 230 قتيلا يوميا في المتوسط وهو مستوى قياسي مع سعي الجانبين لتعزيز مواقفهما في المفاوضات بالسيطرة على مساحات إضافية على الأرض.
تمديد الهدنة بحمص.. ونزوح كبير من يبرود
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قال محافظ حمص، طلال البرازي، إنه تم تمديد وقف إطلاق النار لـ 3 أيام، اعتبارا من الخميس، لإفساح المجال أمام خروج باقي المدنيين المحاصرين منذ أشهر في هذه المدينة السورية، بينما تصاعدت وتيرة النزوح من مدينة يبرود بريف دمشق.
وأضاف البرازي أنه تم إجلاء 1400 شخص منذ بدء وقف إطلاق النار.
ومن جهة أخرى، نزح نحو 10 آلاف شخص من منازلهم، مع تصعيد القوات الحكومية حملتها العسكرية على المدينة وشنها نحو 20 غارة جوية، بينما تعرضت حلب ومناطق في درعا لقصف عنيف بالبراميل المتفجرة، وفقا لناشطين.
وفي اتصال مع “سكاي نيوز عربية” قالت الناشطة أمل القلمونية إن وتيرة النزوح من المدينة إلى المناطق الأكثر أمنا تصاعدت مع توارد الأنباء عن نية القوات الحكومية شن هجوم بري قريب على المدينة.
وأضافت أن سلاح الجو السوري شن 18 غارة جوية على أحياء القامعية والقاع وريما في يبرود، ما أسفر عن “مقتل 6 أشخاص وإصابة العشرات“.
وأوضحت أن بعض هؤلاء المصابين نقلوا إلى بلدة عرسال اللبنانية الحدودية القريبة، بينما يعالج الآخرون في المشافي الميدانية.
وقال الناشط تيم القلموني لـ”سكاي نيوز عربية”، إن نحو 10 آلاف شخص تركوا منازلهم هربا من القصف الذي طال أحياء سكنية.
وهذا الهجوم على يبرود هو أحدث خطوة في حملة للجيش السوري مدعوما بمقاتلين من حزب الله لتأمين المنطقة الحدودية بين لبنان وسوريا، وتحصين سيطرة الحكومة على وسط سوريا من العاصمة دمشق إلى معقل النظام على الساحل.
كما بثت المعارضة السورية صورا لما قالت إنه قصف عنيف، تعرضت له مدينة داريا في ريف دمشق. وقالت المعارضة إن القصف، نتج عن إلقاء الطيران السوري براميل متفجرة.
كما تجدد القصف على أحياء مدينة حلب ومدينة درعا وريفها.
من جهة أخرى، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن وتيرة أعداد القتلى ارتفعت في الوقت الذي تجري الحكومة السورية والمعارضة محادثات السلام في جنيف.
وقال إن حوالي 230 شخصا يقتلون يوميا منذ انطلقت مفاوضات جنيف 2 في سويسرا في 22 يناير الماضي.
ولا يمكن التحقق من المعلومات الواردة من سوريا نظرا لصعوبة الأوضاع الأمنية على الأرض.
تمديد “هدنة” حمص.. وغموض مصير 370 سلموا أنفسهم للنظام
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– فيما أعلن محافظ “حمص”، طلال البرازي، تمديد “الهدنة الإنسانية” لإجلاء المزيد من المدنيين، دعت جماعة حقوقية معارضة إلى الكشف عن مصير 370 شاباً، سلموا أنفسهم طواعيةً إلى القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد.
ونقلت وكالة الأنباء السورية “سانا” عن محافظ حمص قوله الخميس، إنه “تم تمديد عملية إجلاء المدنيين المحاصرين في أحياء المدينة القديمة، وإدخال المساعدات الإنسانية للمدنيين الذين يرغبون بالبقاء في الداخل.”
وأشارت الوكالة الرسمية إلى أنه تمت تسوية أوضاع 70 شخصاً، تتراوح أعمارهم بين 15 و55 عاماً، تم إجلاؤهم من حمص القديمة.
في المقابل، ذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أن عدد الذين تم تهجيرهم من أحياء حمص المحاصرة، حتى مساء أمس، بلغ 1390 مواطناً، بينهم 370 شاباً ورجلاً، و21 مواطناً من أتباع الديانة المسيحية.
ولفت المرصد الحقوقي، الذي يتخذ من لندن مقراً له، إلى أنه سيتم تهجير أكثر من ألف آخرين من أحياء حمص المحاصرة، من ضمنهم 32 من أتباع الديانة المسيحية، بعد تمديد وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام أخرى.
ودعا المرصد محافظ حمص إلى “الالتزام بالوعود التي أطلقها، بالإفراج تباعاً عن 370 شاباً ورجلاً، من أحياء حمص المحاصرة، والذين سلموا أنفسهم للنظام السوري.”
وأشار إلى أنه من المنتظر الإفراج عن 111 منهم خلال الساعات المقبلة، فيما جرى تحويل عشرات الشبان، الذين خرجوا، بناءً على وعود المحافظ، إلى فرع الأمن العسكري في حمص، ولا يزال مصيرهم مجهولاً حتى الآن.
سورية: خروج 1356شخصاً من حمص المحاصرة واعتقال ربعهم
روما (12 شباط/فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
قال ناشط سوري من مدينة حمص أن عدد الذين خرجوا من مدينة حمص القديمة التي تحاصرها قوات النظام السوري بلغ حتى اليوم 1356شخصاً من المحاصرين جميعهم من النساء والأطفال وكبار السن، كما أكّدت مصادر من داخل المدينة احتجاز قوات النظام لأكثر من ثلاثمائة منهم ولم تُطلق سراحهم
وأوضح خالد التلاوي من حمص أن ستة وسبعين شخصاً خرجوا في اليوم الأول السابع من الشهر الجاري ضمن اتفاق بين الكتائب الثورية المسلحة في المدينة وقوات النظام برعاية أممية (وفق إحصائية الشيخ أبو الحارث الخالدي)، فيما لم يخرج أحداً من المدينة المحاصرة في اليوم الثاني، أما في اليوم الثالث فخرج 607أشخاص (وفق إحصائية الأمم المتحدة)، وفي اليوم الرابع خرج 473شخصاً (وفق إحصائية الهلال الأحمر)، وفي اليوم الخامس لم يخرج أحد، وفي اليوم السادس والأخير خرج 200شخص
إلى ذلك أكّدت مصادر من الناشطين في داخل المدينة القديمة اعتقال قوات النظام والسلطات السورية أكثر من 336شخصاً ممن خرج من الحصار، دون أن تُطلق سراحهم تذرعا بتهمة الإرهاب
وكانت الأمم المتحدة قد رعت اتفاقاً بين السلطات السورية وكتائب المعارضة يقضي بخروج المدنيين المحاصرين في حمص القديمة وإدخال مساعدات إنسانية، وتخلله خروقات وقصف مدفعي على أماكن تمركز اللاجئين أدى لمقتل عدد منهم، فيما اختار نحو ألفي شخص البقاء في حمص وعدم الخروج منها
يبرود آخر معاقل المعارضة المسلحة بجبال القلمون تتعرض لقصف متزايد من الجيش السوري
قال نشطاء إن قوات الحكومة السورية استأنفت قصف يبرود، آخر معاقل المعارضة المسلحة في جبال القلمون.
وتشن الطائرات الحربية غارات جوية، كما تمطر المدفعية البلدة الاستراتيجية بالقذائف منذ الأربعاء.
ويفر السكان من يبرود إلى الأراضي اللبنانية القريبة خشية وقوع هجوم شامل على البلدة.
وتشهد مناطق سوريا المختلفة تصعيدا في القتال، إذ يحاول طرفا الصراع على ما يبدو كسب الأراضي لتعزيز موقفه في مباحثات السلام.
وبعد إخفاق وفدي الحكومة والمعارضة، خلال مباحثات جنيف الأربعاء، في الاتفاق حتى على أجندة للمباحثات، قدم ائتلاف المعارضة السورية ورقة تتضمن رؤيته لانتقال سياسي في سوريا.
وتدعو خطة المعارضة لطرد كل المقاتلين الأجانب من سوريا ووقف إطلاق نار تراقبه الأمم المتحدة . غير أن فيصل المقداد، نائب وزير الخارجية السوري رفض المقترح، ووصفه بأنه “مجرد استعراض”، وامتنع عن مناقشته.
المعارضة تسيطر على يبرود معظم الوقت منذ بدء الصراع في سوريا.
وكانت القوات مدعومة بميليشيات موالية للحكومة وعناصر من مقاتلي حزب الله اللبناني الشيعي قد شنت هجوما في منتصف نوفمبر تشرين الأول الماضي لطرد مقاتلي المعارضة من جبال القلمون وقطع خطوط إمداداتها عبر الحدود.
“مستشفيات تعج بالجرحى“
وسيطر الجيش السوري بالفعل على بلدات قارة وديرعطية والنبك، الواقعة جميعا إلى الشمال الشرقي من يبرود على طول الطريق السريع الذي يربط العاصمة دمشق، بمدينة حمص.
وطوال مدة الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات وحتى الأسبوع الحالي كانت يبرود معظم الوقت تحت سيطرة المعارضة المسلحة، ولم تتعرض لهجوم كبير.
غير أن الطائرات الحربية والمدفعية بدأت الأربعاء قصف البلدة بشراسة.
وقال لؤي الغربا، المتحدث باسم أحد ألوية المعارضة المسلحة المحلية، إن مقاتلي حزب الله وجنود الحكومة يحاولون التمركز على التلال الجبلية القريبة.
وقالت تقارير إن إن قوات حزب الله والجيش السوري تحشد قواتها للزحف إلى يبرود، ويصد مقاتلو المعارضة الهجوم.
ونقل عن أحد المتحدثين المحليين باسم المعارضة قوله “المستشفيات تعج بالجرحى“.
ونقلت وكالة أسوشيتدبرس عن أحد اللاجئين الفارين من يبرود ويدعى أحمد قوله إنه رأى جثث خمسة أشخاص قتلوا في قصف يبرود.
وقالت دينا سليمان، المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة للاجئين، الخميس إن حوالى 400 عائلة وصلت من يبرود إلى شمال شرق بلدة عرسال اللبنانية خلال الايام الاربعة الماضية.
الإبراهيمي: أمريكا وروسيا أكدتا دعم المحادثات ووعدتا بالمساعدة على تحريكها
جنيف (رويترز) – قال الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي يوم الخميس إن الولايات المتحدة وروسيا وعدتا بالمساعدة على تحريك محادثات السلام المتعثرة بين الجانبين المتحاربين في سوريا.
وقال الإبراهيمي في مؤتمر صحفي بعد اجتماعه لمدة ساعتين مع مسؤولين أمريكيين وروس كبار في جنيف “أكدا من جديد دعمهما لما نحاول انجازه ووعدا بأنهما سيساعدان هنا وفي عاصمتيهما وغيرها في تحريك الموقف بالنسبة لنا لاننا حتى الان لا نحرز تقدما يذكر في هذه العملية.”
وأضاف أن الفشل احتمال قائم وانه سيبذل كل الجهود الممكنة لاحراز تقدم.
(إعداد منير البويطي)
تعثر المحادثات السورية انعكاس للخلاف بين الغرب وروسيا
جنيف (رويترز) – انعكس خلاف في وجهات النظر بين روسيا والقوى الغربية على الطرفين السوريين في محادثات السلام الجارية في جنيف يوم الخميس مما أدى إلى تعثرها في الوقت الذي استمر فيه القتال وظل عشرات الالاف تحت الحصار على أمل وصول امدادات إغاثة من الخارج.
وقالت روسيا إنها قدمت مشروع قرار في الامم المتحدة بشأن مكافحة الارهاب في سوريا وخطة لتحسين توصيل المساعدات وذلك في خطوة تمثل تحديا للدول الغربية في مجلس الامن التي اقترحت صياغة أخرى رأت موسكو إنها ستفتح الباب أمام التدخل العسكري الغربي.
وفي جنيف حيث استمرت الجولة الثانية من محادثات السلام دون أي تقدم يذكر منذ يوم الاثنين شكا دبلوماسيون غربيون وأعضاء في وفد المعارضة السورية من ان حكومة الرئيس السوري بشار الاسد ترفض بحث المقترحات الدولية لهيئة حكم انتقالية وظلوا يأملون أن تضغط موسكو على دمشق لتحقيق هذا الهدف.
ويتضمن برنامج المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي يوم الخميس لقاءات في جنيف مع دبلوماسيين من روسيا والولايات المتحدة الدولتين الراعيتين للمحادثات على أن أن تتمكنا من انقاذ المفاوضات التي قال بعض الدبلوماسيين الغربيين إنها عرضة للانهيار.
ومن المتوقع أيضا أن تلتقي ويندي شيرمان وكيلة وزارة الخارجية الامريكية وجينادي جاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي مع المفاوضين السوريين خلال وجودهما في جنيف.
وقال أنس العبدة أحد قيادات وفد المعارضة “ما شهدناه حتى الان ان النظام ليس جادا. من الأفضل أن يسارع الروس لفرض ضغوط كافية على جانب النظام السوري. وهم في وضع يؤهلهم لذلك.”
كما قال دبلوماسيون غربيون إنهم يأملون أن تتمكن موسكو من الضغط على حكومة دمشق ويخشى البعض ألا تجرى جولة ثالثة من المحادثات في وقت قريب بعد استكمال محادثات الاسبوع الجاري.
ويقول نشطاء المعارضة إن معدل سقوط القتلى ازداد في الاسابيع الثلاثة التي مرت منذ بدء مفاوضات السلام ليبلغ أكثر من 230 قتيلا يوميا في المتوسط وهو مستوى قياسي مع سعي الجانبين لتعزيز مواقفهما في المفاوضات بالسيطرة على مساحات اضافية على الارض.
ويوم الخميس قال النشطاء إن القوات الحكومية أسقطت براميل متفجرة من الجو على المناطق الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة حول دمشق وحلب وكذلك بلدة الزارة قرب حمص. ووقعت اشتباكات في محافظة حماة قرب طريق سريع يحاول مقاتلو المعارضة قطعه لقطع خطوط الامداد للقوات الحكومية.
وانتقد الرئيس الامريكي باراك أوباما المواقف الروسية الداعمة للحكومة السورية وموقفها من المساعي الاخيرة في الامم المتحدة لدفع مساعدات الاغاثة. وردت وزارة الخارجية الروسية يوم الاربعاء فوصفت ذلك بأنه تشويه للحقائق.
وتتفق مساعي موسكو الجديدة لاصدار قرار من الامم المتحدة يدين أعمال الارهاب مع التصريحات الصادرة من دمشق والتي تصف كل من يقاتل للاطاحة بالاسد بالارهاب في الحرب التي سقط فيها أكثر من 130 ألف قتيل.
وقاوم وفد الحكومة السورية كل الجهود الرامية لبحث نقل السلطة في جنيف هذا الاسبوع مصرا على ضرورة بحث قضية مكافحة الارهاب أولا.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم الخميس في مؤتمر صحفي بعد محادثات مع نظيره المصري نبيل فهمي “الإرهاب بالتأكيد ليس مشكلة اقل حدة” من الازمة الإنسانية.
وأضاف أن “الجماعات الارهابية” التي تقاتل في سوريا تمثل خطرا متزايدا.
واتهم لافروف القوى الغربية التي أيدت المعارضة والجماعات ببذل محاولات لتبرير الارهاب بالمجادلة أنه لا يمكنها القضاء على الارهاب مادام الاسد في السلطة.
ويتهم الائتلاف الوطني للمعارضة الذي يدعمه الغرب الاسد بدعم الارهابيين في سوريا.
وفي مدينة حمص وهي ساحة قتال رئيسية في الحرب استمر اجلاء المدنيين الذين يعانون الجوع ومقاتلي المعارضة من الحي القديم المحاصر ليوم سابع وقال المحافظ إنه تم تمديد هدنة إلى يوم السبت.
ومنذ يوم الجمعة الماضي بلغ عدد من تم اجلاؤهم 1400 شخص في الهدنة التي تمت بوساطة الامم المتحدة في الجولة الاولى من محادثات جنيف التي بدأت في 22 يناير كانون الثاني.
ومازال 220 من هؤلاء محتجزين لاستجوابهم.
ويسمح للنساء والاطفال بالخروج من المنطقة لكن قوى الامن تفحص حالات الرجال والشباب من سن 15 إلى 55 عاما.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية يوم الاربعاء إن الحكومة تعهدت بالافراج عنهم بعد فحص حالاتهم.
وفي نقطة تجميع كان يجري فيها تسجيل النازحين وجد الصحفيون أن مقاتلي المعارضة المستسلمين وأفراد الامن السوريين يبدون درجات متفاوتة من العداوة والارتياب والخوف بل والاستعداد للمصالحة.
وأثناء وصول حافلة تقل النازحين شكل رجال الهلال الاحمر السوري ممرا بشريا حتى يمكن للنازلين من الحافلة السير دون عائق إلى مبنى يتم تفتيشهم فيه قبل ان يحصلوا على وجبة.
وحثت منظمة العفو الدولية مجلس الامن على التغلب على خلافاته والعمل على مساعدة نحو ربع مليون مدني سوري تحت الحصار.
من ستيفاني نيباهي
(إعداد منير البويطي للنشرةالعربية – تحرير أحمد حسن)
محافظ حمص يعلن تمديد وقف اطلاق النار في المدينة
بيروت (رويترز) – قال محافظ حمص لرويترز ان وقف اطلاق النار في المدينة السورية للاغراض الانسانية مدد يوم الخميس ثلاثة ايام اخرى.
وقال طلال البرازي في اتصال هاتفي “تم تمديد وقف اطلاق النار لثلاثة ايام اعتبارا من اليوم لافساح المجال امام خروج باقي المدنيين.”
وأضاف انه تم اجلاء 1400 شخص من المدينة القديمة المحاصرة منذ يوم الجمعة الماضي حين بدأ سريان وقف اطلاق النار بوساطة من الامم المتحدة.
وقال “تم اجلاء 1400 شخص حتى الان منهم 220 شخصا ما زالوا ينتظرون تسوية اوضاعهم.” ويعني ذلك احتجازهم للاستجواب.
ويسمح للنساء والاطفال بحرية المغادرة في حين يخضع الرجال بين سن 15 عاما و55 عاما لتدقيق قوات الامن اذ تعتبرهم السلطات السورية في سن القتال. وقال البرازي “لقد تمت تسوية اوضاع 70 شخصا اليوم.”
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية في بيان في وقت متأخر يوم الاربعاء ان الحكومة تعهدت باطلاق سراح الرجال بعد فحص اوضاعهم. واضاف المتحدث ادجار فاسكيز “نتوقع ان يفوا بتعهدهم.”
وقال “بالنظر للتصرفات السابقة للنظام لا يمكن للمجتمع الدولي ان يأخذ ذلك كأمر مسلم به وينبغي متابعة مصير هؤلاء الرجال.” وتابع “يواصل النظام احتجاز عدد كبير من المعتقلين في ظروف مروعة.”
(إعداد عماد عمر للنشرة العربية – تحرير أميرة فهمي)
وفد المعارضة السورية يدعو موسكو وواشنطن الى “التعاطي الجدي” مع مفاوضات جنيف
جنيف (أ ف ب)
دعا وفد المعارضة السورية المشارك في الجولة الثانية من مفاوضات جنيف-2، موسكو وواشنطن الى “التعاطي الجدي” مع المفاوضات، في وقت تشهد المدينة السويسرية حراكا من دبلوماسيي البلدين للدفع بالمفاوضات قدما.
ودعت المعارضة الى رفع القضية الى مجلس الامن، في حال لم تحقق المفاوضات تقدما.
وقال كبير المفاوضين في الوفد المعارض هادي البحرة لوكالة فرانس برس في وقت متأخر مساء الاربعاء “نحن على قناعة بانه من الواجب على الراعيين الاساسيين لهذا المؤتمر التعاطي الجدي مع عملية التفاوض (..) وانها ستخرج بنتائج لما فيها مصلحة الشعب السوري بشكل كامل“.
اضاف “حضورهما الآن حضور في الوقت المناسب لاننا في حاجة ان نقيم ماذا حدث في الجولة الاولى وماذا حدث في الايام الاولى من الجولة الثانية، ونقوّم اي عملية سلبية في هذا الموضوع، وندفع باتجاه الحل السلمي المتكامل لوقف المأساة السورية“.
اضاف “أتأمل ان يتحملا مسؤوليتهما بشكل كامل، لانه اثناء التفاوض بينهم واثناء جلوسنا هنا، يتساقط عشرات الشهداء في سوريا، وشعبنا يدفع الثمن بدمائه وتضحياته“.
ويعقد بعد ظهر الخميس لقاء بين نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف ومساعدة وزير الخارجية الاميركية ويندي شيرمان والموفد الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي الذي يتولى الاشراف على المفاوضات.
واكد البحرة ان غاتيلوف الذي التقى الاربعاء كلا من الابراهيمي ورئيس الوفد السوري وليد المعلم، دعا رئيس الوفد المعارض احمد الجربا، غير الموجود في جنيف، الى لقاء مماثل.
وقال “ان استطاع رئيس الائتلاف ان يحضر الى جنيف للقائه فبالتأكيد سيفعل ذلك”، مؤكدا ان المعارضة “ترحب بهذا اللقاء طبعا”. ولم يؤكد البحرة ما اذا كان الوفد المعارض سيلتقي غاتيلوف.
وعقد الوفدان السوريان جولة اولى من المفاوضات في كانون الثاني/يناير الماضي، في مؤتمر بادرت موسكو حليفة النظام، وواشنطن الداعمة للمعارضة، للدعوة اليه قبل اشهر. ولم تؤد الجولة الى نتائج تذكر. واعلن الابراهيمي الثلاثاء غداة انطلاق الجولة الثانية، انها “شاقة” ولم تحقق تقدما.
وقال البحرة “هناك راعيان رئيسيان للمؤتمر هما روسيا والولايات المتحدة الاميركية، كما يدير التفاوض الامم المتحدة عبر المبعوث المشترك لها وللجامعة العربية، فان كان المؤتمر لا يؤدي الى حلول ايجابية او الى توجه ايجابي، فهنا تقع المسؤولية على الوسيط الدولي السيد الاخضر الابراهيمي لارسال تقريره الدولي الى مجلس الامن والراعبيين الاساسيين موضحا فيه اسباب عدم التوصل الى بداية تفاوضية ناجحة“.
ودعا البحرة الابراهيمي، في حال عدم وجود “النية السياسية الجادة” للتفاوض، الى ان “يقف امام العالم جمعا ويقول الحقيقة بان هذا النظام ليس جاهزا لحل سياسي ناجح وجدي وما زال مقتنعا ان بامكانه ان يحسم المأساة السورية بحل عسكري لا جدوى منه“.
ويتباين طرفا النزاع حول اولوية البحث المرتكز الى اتفاق جنيف-1 الذي اقر في حزيران/يونيو 2012، وينص على بنود عدة ابرزها تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات واسعة، و”وقف العنف“.
ويريد الوفد الحكومي الاتفاق على “مكافحة الارهاب” قبل بحث البنود الاخرى، بينما تشدد المعارضة على اولوية “هيئة الحكم الانتقالي” التي قدمت تصورا لها الاربعاء، لا يأتي على ذكر الرئيس بشار الاسد.
وقال البحرة “تقدمنا بمبادرة جدية وايجابية، والآن على وفد النظام ان يقدم رؤيته السياسية المتكاملة ويرد على الوثيقة التي تقدمنا بها، فالوقت في سوريا من دم”، مطالبا بعدم “اضاعة الوقت بالنقاش غير المجدي حول اي بند يأتي اولا“.
وكان نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد قال لفرانس برس انه لا يرى مبررا لجدول اعمال “مفصل في اذهان” المعارضة، قائلا ان على الاخيرة “الانتظار طويلا” للحصول على رد الوفد الحكومي على التصور الذي قدمته.