أحداث الخميس 20 شباط 2014
تصدّع في «الجيش الحر» بعد رفض إدريس إقالته
نيويورك، لندن – «الحياة»
طفت إلى السطح أمس التصدعات في «الجيش السوري الحر» بإعلان اللواء سليم إدريس رفضه قبول قرار إقالته من رئاسة الأركان، وهو الموقف الذي حظي أيضاً بتأييد قادة ميدانيين أكدوا التزامهم بقيادته. ولم يكن واضحاً فوراً كيف سيؤثر خلط الأوراق هذا في تماسك «الجيش الحر» تحت قيادته الجديدة برئاسة العميد عبدالإله البشير والذي يحظى بتأييد رئيس «الائتلاف الوطني السوري» أحمد الجربا.
وفي الوقت الذي احتدمت فيه المعارك في محافظة حلب والمناطق المحيطة بها، خصوصاً في ريفها الشرقي وسط محاولات تقدم تقوم بها القوات النظامية، سُجّل قيام الثوار بتفجير نفق حفروه تحت مقر للجيش السوري قرب قلعة حلب، ما أدى إلى مقتل عشرات من جنوده. وهو التفجير الثالث من نوعه -من خلال تكتيك حفر الأنفاق- الذي يحصل ضد مواقع النظام في حلب. وفي المقابل، سُجّل قيام طائرات النظام بإلقاء مناشير فوق مدينة يبرود في القلمون تدعو المسلحين المتحصنين فيها إلى تسليم أنفسهم إلى «الجيش العربي السوري» قبل وصوله إليهم.
وفي نيويورك، بلغت مفاوضات مجلس الأمن على مشروع القرار العربي- الغربي لمعالجة الوضع الإنساني في سورية مرحلة «في منتهى الحساسية» في أجواء «تسوية جدية وحقيقية»، إذ «يبدو أن الروس هذه المرة يحاولون التوصل إلى اتفاق مع الجانب الآخر»، بحسب قول أحد المفاوضين على مشروع القرار الذي يؤمل التصويت عليه الجمعة أو السبت قبل انتهاء الألعاب الأولمبية في روسيا الأحد المقبل.
وأكد المسؤول الذي اشترط عدم ذكر اسمه، أن «هناك خلافاً على نقاط عدة نحاول حلّها تدريجاً بهدف الخروج بقرار مع نهاية الأسبوع». وقال إن المساعدات عبر الحدود هي «جوهر المشروع» وإن المحاولات جارية «لإيجاد لغة» توافقية تسمح للهيئات المختصة والإغاثية بالوصول إلى الأماكن المعزولة وتتعاطى مع إصرار روسيا على موافقة مسبقة من الحكومة السورية احتراماً لسيادتها. وقال مصدر معني: «نحاول إيجاد التوازن الصحيح والأرضية الوسطى لنحصل على دعم الروس للقرار». ولاحظ أن «هذا أول مشروع قرار حول المسألة السورية -باستثناء القرار الكيماوي- يمكن أن يفتح الباب أمام التغيير». لكنه اعتبر «أن ما نناقشه هو وضع إنساني خطير ولا نريد مجرد قرار تجميلي. نريد قراراً واضحاً يحسّن الوضع داخل سورية».
وترافق المفاوضات في مجلس الأمن مشاورات تهدف إلى تأجيل التحرك في الجمعية العامة الذي دعت إليه السعودية حول الوضع الإنساني في سورية، وذلك ريثما يتضح مصير مشروع القرار في مجلس الأمن. واقترحت الأرجنتين أن يتضمن القرار فقرة تطالب بوقف إمداد الطرفين بالأسلحة لكن الاقتراح لم يلق موافقة.
وبالعودة إلى خلافات «الجيش الحر»، أصدر اللواء سليم إدريس بياناً أمس أعلن فيه رفضه قرار المجلس العسكري الأعلى بإقالته من رئاسة الأركان وتعيين العميد عبدالإله البشير. وأعلن إدريس، في بيان تلاه أمام الكاميرا بحضور عدد من قادة الجبهات والمجالس العسكرية للمعارضة السورية، «فك الارتباط مع مجلس الثلاثين، ووزير الدفاع بالحكومة الموقتة»، واصفاً قراراتهم بأنها «ارتجالية وفردية وباطلة شرعاً وقانوناً». وقال إنه سيعيد هيكلة رئاسة الأركان ويضم إليها قوى ثورية تعمل داخل سورية.
إلى ذلك، نقل «المرصد السوري لحقوق الإنسان» من محافظة دير الزور بياناً لـ «الهيئة الشرعية القضائية» أعلنت فيه أنها «تلتزم بما فرضه الله عز وجل على النساء من الحجاب الشرعي وتلزم الأخوات المسلمات بهذا الحجاب بدءاً من يوم السبت 22 / 2 / 2014، وكل أخت لا تلتزم بالحجاب الشرعي فإنها تعرّض نفسها وولي أمرها للمساءلة الشرعية». وعزا البيان سبب قراره هذا بأنه «بما أن الذنوب هي السبب الرئيسي لتأخر النصر، فإن الهيئة الشرعية في مدينة دير الزور توجّب عليها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر».
وترددت معلومات أمس عن أن «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) نفّذت حكم الإعدام في محافظة الرقة بفتاة سورية تدعى فطوم الجاسم رجماً حتى الموت بتهمة حيازتها حساباً على «فايسبوك»، معتبرة أن «استعمال الفايسبوك فعل مشابه للزنى ويجب تطبيق عقابه، أي الرجم حتى الموت».
مجموعات من المعارضة ترفض إقالة إدريس / التصويت على مشروع القرار الإنساني في أيام
نيويورك – علي بردى العواصم – الوكالات
توقع ديبلوماسيون غربيون أن يصوّت مجلس الأمن في نهاية الأسبوع الجاري على مشروع قرار يتعلق بتيسير ايصال المساعدات الإنسانية في سوريا، مع إجلاء دفعة جديدة من المدنيين المحاصرين في حمص القديمة في عملية شابها اطلاق نار وعقبات استنادا الى السلطات السورية. ورفضت مجموعات من المعارضة السورية المسلحة قرار اقالة رئيس هيئة الاركان في “الجيش السوري الحر” اللواء سليم ادريس، معتبرة انه لا يعبر عن آراء القوى على الارض.
ويجري مندوبو الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن مشاورات شبه يومية سعيا الى صيغة توفق بين مشروع القرار الذي اقترحته اللوكسمبور وأوستراليا والأردن بدعم من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ودول أخرى، ومشروع قرار مضاد قدمته روسيا بدعم من الصين.
وأكد ديبلوماسي غربي طلب عدم ذكر اسمه أن المشاورات تجري على أساس المشروع الغربي – العربي، موضحاً أن “المساعي جارية لتلبية بعض ما في المشروع الروسي”، مع العلم أن موسكو “تريد شطب العبارات التي تشير الى امكان فرض عقوبات عبر مجلس الأمن على من يعرقلون ايصال المساعدات الإنسانية”. غير أن الدول المتماثلة التفكير في المجلس “ترفض افراغ المشروع من العناصر التي يمكن أن تجعل الأطراف المعنيين يتحسبون لعواقب الانتهاكات المتفاقمة للقوانين الإنسانية” في النزاع السوري.
وقال ديبلوماسي غربي آخر إن الدول الغربية والعربية “تعتزم طلب التصويت على مشروع القرار هذا الأسبوع ولن تسمح بالجرجرة”، لأنه “ينبغي عدم السماح بتغيير الوضع على الأرض قبل اصدار القرار”.
وعبّر المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير فيتالي تشوركين عن اعتقاده أنه “يجب عدم التسرع في اصدار قرار هذا الأسبوع”.
الوضع الميداني
في غضون ذلك، افاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له أن 11 عنصراً من القوات النظامية على الأقل قتلوا وأن أكثر من عشرة آخرين جرحوا “في تفجير نفق أسفل مبان في حلب القديمة بالقرب من مبنى الكارلتون ومنطقة السفاحية، مما أدى الى انهيار ودمار في عدد من المباني المجاورة”. واشار الى انها المرة الثالثة خلال شهر واحد التي يتم فيها تفجير بواسطة حفر أنفاق.
وتبنت “الجبهة الاسلامية” العملية في شريط فيديو نشر في موقع “يوتيوب”. وتدور اشتباكات بين مقاتلي عدد من الكتائب بينها “جبهة النصرة” والقوات النظامية في حلب القديمة.
واتهمت منظمة “هيومان رايتس ووتش” الاربعاء القوات النظامية السورية باستخدام نوع جديد من الصواريخ يمكن تزويده قنابل عنقودية.
روسيا والخليج
¶ في الكويت، عبرت دول مجلس التعاون الخليجي وروسيا عن “وجهات نظر مختلفة” في الازمة السورية وذلك خلال حوار استراتيجي بين الطرفين .
وصرح وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الصباح في مؤتمر صحافي: “بالنسبة الى الوضع في سوريا، وجهات نظر الطرفين كانت مختلفة، الا ان الطرفين اتفقا على متابعة التواصل للوصول الى تفاهم مشترك حول الامور”.
روحاني
¶ في طهران، ناقش الرئيس الإيراني حسن روحاني ورئيس مجلس الشعب السوري محمد جهاد اللحام التطورات الإقليمية وقضايا ذات اهتمام مشترك، معربا عن أمله في أن تستعيد سوريا الأمن والاستقرار ومن ثم تجري انتخابات حرة ونزيهة.
أبو عيسى الشيخ قائد الجبهة الإسلامية في سوريا لـ’القدس العربي’: ‘داعش’ نفذت في أسابيع ما عجز النظام عن تحقيقه في ثلاث سنوات
أحمد اسماعيل عاصي
ادلب ـ ‘القدس العربي’ في حديث خاص لـ’القدس العربي’ قال أبوعيسى الشيخ قائد الجبهة الإسلامية التي تضم كبرى قوى المعارضة الإسلامية المسلحة في سوريا إن فصيله سيثأر من الدولة الإسلامية في العراق والشام ‘داعش’ لقتلها القائد العسكري لألوية صقور الشام محمد الديك الذي اختطفته ‘داعش’ ليومين ثم سلمت جثته بعد تعذيبه حتى الموت.
وقال إن ‘داعش’ نقضت الصلح الذي وقعه فصيله صقور الشام قبل أيام والذي اعتبر بمثابة هدنة مؤقتة، مضيفا لـ’القدس العربي’ إن ‘داعش’ نفذت ما عجز النظام عنه على مدى الثلاث السنوات الماضية ، كما حذر من أن ‘داعش’ تهدف لضرب المشروع الجهادي في سوريا كما أجهضته في العراق.
وكانت ألوية صقور الشام التي يترأس قائدها أبوعيسى الشيخ الجبهة الإسلامية قد استلمت جثة قائدها العسكري محمد الديك (أبو حسين)، الذي خطف ثم قتل في كمين نصبته له داعش أثناء توجهه على رأس رتل عسكري إلى شاعر في بادية حماة، وقبل تسلم جثته كانت قيادة الجبهة الإسلامية قد أعلنت أنه لا يزال في قبضة داعش وأن مصيره لا يزال مجهولا قبل استلامه.
وفي حديث مع عبد الناصر عاصي أحد القادة العسكريين في ألوية ‘صقور الشام’ روى خفايا الكمين الذي تعرض له القائد العسكري الديك قائلا ‘في مطلع الشهر الجاري تم توجه رتل من صقور الشام إلى بادية شاعر، حيث يوجد لدينا كتيبة عسكرية في المنطقة هناك، ونتيجة الضغط الذي مورس عليها من قبل النظام من جهة وفصيل الدولة من جهة أخرى اضطررنا إلى إرسال قوة لمؤازرتها، وكان على رأس هذه القوة محمد الديك القائد العسكري، وقبل وصولهم إلى شاعر تعرضوا لكمين من قبل فصيل الدولة أدى إلى مقتل اثنين من القادة العسكريين في الصقور وعدد من العناصر وكان بينهم محمد الديك الذي بقي مصيره مجهولا حتى تاريخ تسليم جثته وقد تعرضت للتعذيب’.
وكانت الجبهة الإسلامية قد فقدت عددا من أهم قادتها في عمليات خطف واغتيال وكمائن وهجمات بسيارات مفخخة على أيدي جماعة الدولة الإسلامية ‘ داعش ‘ والتي لا زالت تشتبك مع فصائل الجبهة كأحرار الشام والتوحيد وصقور الشام في العديد من المواقع كريف حلب ووريف إدلب ودير الزور.
وفي حديث خاص مع رئيس مجلس شورى الجبهة الإسلامية التي تضم أكبر الفصائل الإسلامية المعارضة في سوريا وهي ‘صقور الشام’ و’لواء التوحيد’ و’أحرار الشام’ و’لواء الإسلام’ وهذا أبرز ما جاء فيه :
– كيف تلقيتم خبر اغتيال القائد العسكري أبو حسين الديك على يد ‘داعش’؟
– كان خبر مقتل محمد الديك كالصاعقة، لأنه من كبار مؤسسي ‘صقور الشام’ وله دور الداعي والمربي فيها، وكان محمد الديك من القادة البارزين الذين أوجعوا النظام وقادوا ضده العديد من المعارك الأمر الذي جعله هدفا للنظام على مدار الثلاث أعوام المنصرمة، وما عجز عنه النظام خلال تلك السنوات قدمته ‘داعش’ هدية له، ولكن لن يهدأ لنا بال ولن تقر لنا عين حتى نأخذ بالثأر له، سواء قتل على يد النظام أم على يد أذرعه التي تسترت واختبأت وراء الدين، ومقتل أبو حسين وتصفيته بهذه الطريقة الوحشية التي ما علمنا إلا النظام يستخدمها مع الثوار والمجاهدين، يدل على حقيقة هؤلاء الذين ادعوا أنهم أصحاب مشروع إسلامي، ففاقوا بغدرهم وخيانتهم كل الطغاة والمجرمين.
– ماهي حقيقة توقيعكم للصلح العام مع ‘داعش’، وانفرادكم بهذا القرار عن الجبهة الإسلامية وعدم صدوره بشكل رسمي والذي أثار جدلا واسعا؟
– بعد الكمين الذي تعرض له القائد العسكري أبو حسين الديك، وقع المجلس العسكري لصقور الشام صلح مع ‘داعش’ بمشورة مجلس شورى الجبهة الإسلامية بحيث يكون هذا الصلح خاص بزمان ومكان محددين وأقرينا بهذا الصلح فالمسلمون عند شروطهم ويجير أدناهم على أعلاهم ولكنهم نقضوه حيث كان من بنود الصلح انسحاب بكامل السلاح والعتاد ولكنهم غدروا وأخذوا السلاح الثقيل وأبوا أن يعيدوه.
– تعتبر ‘داعش’ كل من يخالفها من الكتائب والتشكيلات العسكرية عدوا لها، وهي لا تكاد تستثنى منهم أحدا في سوريا، فما السبب الأساسي في حربها بشكل قوي للجبهة الإسلامية على وجه الخصوص واستهدافها لقيادتها كما حصل في الصقور ولواء التوحيد وغيرهم من قيادات الجبهة؟
– ‘داعش’ تستهدف الجبهة الإسلامية لأن الجبهة من أهم التشكيلات الفاعلة على الأرض، ولأن مشروعها مشروع نهضة حقيقية تستهدف بناء الدولة الإسلامية بشكلها الصحيح ليس كما تسوق له ‘داعش’، كما وتعتبر ‘داعش’ أن الجبهة الإسلامية هي الجهة الوحيدة التي يمكن لها أن تجهض مشروعها الذي تدعيه في إقامة دولة إسلامية، هذا من جانب ومن جانب آخر مشروع ‘داعش’ مشروع إجهاض للعمل الجهادي في بلاد الشام كما أجهضته في العراق من قبل، من خلال استهداف القادة والرموز بتهمة الردة والصحوات وغيرها وفي ذلك قضاء لمشروع الجهاد بشكل كامل.
– ماردكم على اتهام ‘داعش’ لكم بالكفر بدعوى تعاملكم مع ‘الأنظمة الكافرة’ كتركيا وقطر وغيرها كما تصفها ‘داعش’؟
-هذا جهل مركب وإن كان الجلوس واللقاء مع الدول المجاورة كفر لما بقي حركة إسلامية على وجه الأرض ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهو قدوتنا راعى مصالح المسلمين في لقاءاته واجتماعاته مع الآخرين والحركات الإسلامية في معظم مراحلها أقامت علاقات مع كل الدول على اختلاف ألوانها وأشكالها، فطالبان أقامت علاقات مع دول مجاورة وتفاوضت مع أمريكا وغيرها، ونذكر أيضا كيف كان الشيخ عبد الله عزام يزورعامة البلدان العربية ويتحاور مع حكوماتها.
ثوار سوريون يوجهون نصائحهم وخبراتهم لـ”ثوار” أوكرانيا
علاء وليد- الأناضول: دشن نشطاء سوريون معارضون صفحة على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، بعنوان (وجِّه نصيحة لثوار أوكرانيا)، يلخصون فيها خلاصة تجاربهم في الثورة المندلعة في بلادهم منذ نحو ثلاثة أعوام وتقديمها لنظرائهم الأوكرانيين.
واندلعت أعمال عنف في أوكرانيا، الثلاثاء الماضي، بعد اختراق أنصار المعارضة طوقاً أمنياً للشرطة خارج البرلمان، ما أدى إلى مقتل 26 شخصا، وإصابة المئات، ويطالب المتظاهرون باصلاحات دستورية لتقليص سلطات الرئيس فيكتور يانوكوفيتش.
وتعاني أوكرانيا من أزمة سياسية منذ نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي بعد تراجع يانوكوفيتش عن توقيع اتفاقية شراكة مع الاتحاد الأوروبي واستبدلها باتفاقية قرض مع روسيا بقيمة 15 مليار دولار.
وحفلت الصفحة الجديدة بمتابعة كبيرة، وتداول النشطاء السوريون رابطها على صفحاتهم الشخصية على (فيسبوك)، في حين شارك البعض بتوجيه نصائحهم بطريقة ساخرة، في الوقت الذي أكد فيه البعض الآخر أنها جدية ونابعة من “خبرة وتجربة شخصية” في ثورة يعتبر عمرها الأطول في ثورات الربيع العربي التي اندلعت مطلع العام 2011 في عدد من الدول العربية.
وقال الناشط الإعلامي “سيران حاج علي” في مشاركته على الصفحة “لو مات ثلاث أرباع الشعب الأوكراني لا تحمل سلاح وخلي (اجعل) الثورة سلمية”، في إشارة إلى ما يعتبره خطأ بعسكرة الثورة في سوريا، الذي أدى الصراع بين قوات النظام والمعارضة خلال نحو 3 أعوام إلى مقتل أكثر من 140 ألف شخص، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهو منظمة حقوقية تعرف نفسها على أنها مستقلة.
من جهته، قال عامر العاني، ناشط إعلامي “لا أعرف ماذا أقول لكم، ولكم حدود مباشرة مع روسيا، ولا يوجد بجوار حدودكم (أورفة) تلجؤون إليها”، وتعد روسيا الداعم الأكبر لنظام بشار الأسد إلى جانب إيران، ويعد تدخلها في أوكرانيا أحد أسباب الأزمة فيها.
وأورفة هي مدينة تركية حدودية مع سوريا ولجأ إليها وعبر عن طريقها آلاف اللاجئين السوريين إلى الجارة الشمالية، حيث وصل عددهم إلى أكثر من 700 ألف، بحسب إحصاءات رسمية تركية.
ليرد عليه زميله أبو ترفة العكيدي، “إذا أردتم اللجوء لمكان، تجنبوا الأردن ولبنان”، في إشارة إلى الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعانيها مئات اللاجئين السوريين في الدولتين المجاورتين لبلادهم.
وقال أيهم الحسن “مو (ليس) كل أربعة أشخاص يعملون كتيبة ولا أحد يرد على الثاني”، في إشارة إلى حالة التشتت بين فصائل المعارضة، وكثرة التشكيلات التي تأسست خلال سنوات الصراع في سوريا.
واقترح “ناصر السوري” على الأوكرانيين العمل على شراء مولدات كهربائية وتخزين المازوت في حال انقطاع التيار الكهربائي نتيجة الحصار، الذي افترض أنه سيحصل في حال طول عمر الأزمة، في إشارة إلى الظروف الإنسانية التي يعاني منها السورييين في عدد من المناطق نتيجة الحصار المفروض من قبل قوات النظام السوري.
ونصحت آية الخوش الثوار الأوكرانيين بالقيام بالتحضير للنزوح عن مدنهم وبلدانهم في حال التصعيد من قبل السلطات، مثلما حدث في سوريا، حيث قالت “ضبضبوا (احزموا) أوراقكم الثبوتية والشخصية، والحاجات الضرورية بحقيبة صغيرة، لأنه في وقت النزوح لن تلحقوا القيام بشيء”.
وقال فايز حسين “احذروا من شعور بان كي مون (الأمين العام للأمم المتحدة) بالقلق، لأنكم ستلعنون الساعة التي تظاهرتم فيها”، في إشارة إلى عجز المجتمع الدولي عن إيجاد حل للصراع في سوريا منذ 3 سنوات، والبيانات المتكررة لكي مون بشعوره بالقلق مما يحدث في سوريا، الأمر الذي أثار حفيظة الثوار السوريين وجعلهم يشعرون بالإحباط واليأس من دور المجتمع الدولي في التخفيف من معاناتهم.
ولم يقتصر توجيه نصائح الثوار السوريين لنظرائهم الأوكرانيين على الصفحة الجديدة فقط، حيث حفلت الصفحات الشخصية لهم (الثوار السوريين) بتوجيه مثل هذه النصائح.
ومنذ مارس/ آذار عام 2011، اندلعت ثورة شعبية في سوريا ضد نظام بشار الأسد، وواجهها الأخير بالقمع، ما أدى إلى عسكرتها ونشوب صراع مسلح أدى لسقوط أكثر من 140 ألف شخص، ونزوح نحو 10 ملايين سوري داخل بلادهم وخارجها هرباً من العمليات العسكرية والاشتباكات في المناطق التي يقطنون فيها.
أوباما: أوكرانيا وسوريا ليستا رقعة شطرنج للحرب الباردة
واشنطن- الأناضول: قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما، معلقًا على الأحداث التي تشهدها كل من أوكرانيا وسوريا، إنه لا يعتبر البلدين “رقعة شطرنج للحرب الباردة، تتنافس فيها الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا.
جاء ذلك في تصريح أدلى به أوباما في مؤتمر صحفي مشترك عقد بعد لقاء جمعه بالرئيس المكسيكي أنريكه بينا نيتو، ورئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر، على هامش قمة زعماء أمريكا الشمالية، المنعقدة في مدينة تولوكا المكسيكية.
وتطرق الرئيس الأمريكي إلى الأحداث في أوكرانيا وفنزويلا، فأعرب عن استنكاره الشديد لأحداث العنف في شوارع كييف وكركاس، وأكد أن العنف في كلا البلدين غير مقبول.
وأفاد أنه يجب على الحكومة الفنزويلية التركيز بشكل أكبر على مطالب الشعب المشروعة عوضًا عن اتهام الدبلوماسيين الأميركيين سعيًا إلى تشتيت الانتباه عن الأحداث الدائرة في البلاد.
وبشأن أوكرانيا شدد أوباما على ضرورة بدء المفاوضات من أجل تحقيق المصالحة، موضحًا أنه سيواصل التأكيد على أن المسؤولية الرئيسية في الحد من العنف في العاصمة كييف تعود إلى الرئيس فيكتور يانوكوفيتش والحكومة الأوكرانية.
وأضاف أن هدف بلاده هو التأكد من أن الشعب الأوكراني قادر على اتخاذ قراراته بشأن المستقبل، وأن الشعب في سوريا بمقدوره اتخاذ قراراته دون انفجار القنابل ومقتل النساء والأطفال واستخدام السلاح الكيميائي ودون تجويع المدن لكي يتمكن حاكم ظالم من التمسك بالسلطة.
إدريس يرفض قرار عزله من رئاسة أركان الجيش السوري الحر
علاء وليد- الأناضول: رفض اللواء سليم إدريس، الرئيس السابق لهيئة أركان الجيش السوري الحر، قرار عزله الذي أصدره المجلس العسكري الأعلى منذ يومين.
وفي تسجيل مصور بث على شبكة الإنترنت الأربعاء، اعتبر إدريس في بيان تلاه أن “بعض أطراف المعارضة السياسية والعسكرية تقوم باتخاذ تدابير ينبع أغلبها من مصالح فردية وشخصية”، في إشارة إلى قرار عزله.
وقال إدريس بحضور عدد من قادة المجالس العسكرية والثورية في مختلف الجبهات، بأن هيئة الأركان برئاسته قررت “فك الارتباط مع مجلس الثلاثين (قيادة المجلس العسكري الأعلى) ووزير الدفاع في الحكومة المؤقتة أسعد مصطفى كون قراراتهم ارتجالية وفردية وباطلة شرعا وقانونا وكل ما يصدر عنهم لا يعني هيئة الأركان”.
كما قررت الهيئة الطلب من إدريس “إعادة هيكلة شاملة للأركان تشمل القوى العسكرية والثورية المعتدلة العاملة على الأرض والاستفادة من جميع الكوادر، وأيضاً دعوة جميع القوى الثورة والعسكرية للانضمام إلى هيئة الأركان والعمل على إسقاط نظام بشار الأسد”.
وأعلن المجلس العسكري الأعلى، الأحد، إقالة إدريس، وتعيين العميد الركن عبد الإله البشير مكانه، وهو ما رحبت به رئاسة الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية في بيان أصدرته.
وبرر المجلس العسكري القرار الذي تلاه في تسجيل مصور العقيد قاسم سعد الدين عضو المجلس والناطق باسمه بـ”حالة عدم الفاعلية التي مرت بها الأركان على مدى الشهور الماضية، ونظرا للأوضاع الصعبة التي تواجه الثورة السورية ولاعادة هيكلة قيادة الاركان”.
وأنشئت هيئة الأركان العامة للجيش الحر في كانون الأول/ ديسمبر 2012 وعين إدريس قائدا لها آنذاك.
نتنياهو يزورهم في المستشفى الميداني ويتهم إيران بمسؤولية تسليح الأسد
أكثر من 700 جريح سوري تلقوا العلاج في إسرائيل منذ اذار الفائت
الناصرة ـ ‘القدس العربي’ ـ من زهير أندراوس قام رئيس الوزراء الإسرائيلي، يُرافقه وزير الأمن، موشيه يعلون، وقائد هيئة الأركان العامة في جيش الاحتلال، الجنرال بيني غانتس، بزيارة إلى جرحى سوريين يتم علاجهم في المستشفى الميداني الذي أقيم في القاعدة العسكرية شمالي إسرائيل، بالقرب من الحدود مع سوريا.
وقال موقع (WALLA) الإخباري العبري إن نتنياهو كتب على صفحته الشخصية على الفيسبوك، باللغتين العبرية والإنكليزية: زرت اليوم القاعدة التي يتم فيها علاج الجرحى من المعارك في سوريا، وتابع رئيس الوزراء قائلاً: إنه من المهم أن يرى العالم هذه الصور من هذا المكان: مكان يفصل بين الطيب والسيئ في العالم.
الجانب الطيب، بحسب نتنياهو، هي إسرائيل ‘التي تنقذ حياة المصابين في المجازر اليومية في سوريا’. مقابل ذلك، الجانب السيئ هي إيران التي تسلح من يقومون بهذه المجازر، هذا هو الوجه الحقيقي لإيران.
‘كل الأطفال الجرحى، بالإضافة إلى القتلى، أصيبوا نتيجة قيام إيران بتسليح وتمويل وإرشاد نظام الرئيس السوري د. بشار الأسد في المجزرة الجماعية التي يقوم بها’.
يُشار إلى أن مئات المصابين السوريين نقلوا من الحدود الإسرائيلية السورية منذ اندلاع الأحداث في سوريا، ومستشفى صفد، على سبيل المثال لا الحصر، يتحمل أعباء فوق طاقته بهذا الشأن، بحسب ما صرحت به إدارة المستشفى.
وأوضح الموقع أنه صباح أمس تم تحرير طفلين سوريين من المستشفى في طريقهما إلى الحدود بعد المكوث فترة طويلة في المستشفى للعلاج، وعلم أن الطفلين يبلغان من العمر 6 و 10 أعوام وكانت ترافقهما جدتهما. وأصيب الطفلان بحسب ما قالت الجدة في قصف أصاب بيت العائلة الذي دمر بشكل تام، واستطاعت الوصول إلى الحدود الإسرائيلية برفقة الحفيدين وهما ينزفان اثر قطع أطرافهم السفلية، بعد صعاب جمة حيث كانت تسقط الثلوج في الطريق إضافة للبرد القارس الذي ساد الأجواء.
وبعد العلاج في صفد قطعت رجلا أحد الأطفال (10 أعوام) أما الطفل الآخر (6 أعوام) فقطعت له رجل واحدة. والسؤال إلى أين يذهب الجرحى السوريون بعد شفائهم؟! وكيف يدخلون الأراضي السورية؟ المتحدث الرسمي للصليب الأحمر في إسرائيل ران غولدشتاين قال لموقع (بكرا) في الداخل الفلسطيني: ليس لي علم بهذا الموضوع ولا علاقة للصليب الأحمر في موضوع نقل المصابين السوريين من والى الحدود، وجل عملنا في الجولان من خلال معبر القنيطرة وليس من معابر أخرى يدخلها الجرحى السوريون في طريقهم إلى البلاد.
وكانت قد كشفت صحيفة (هآرتس) النقاب عن حجم المساعدة الطبية والإنسانية، بحسب وصفها، التي تقدمها إسرائيل للاجئين والجرحى السوريين الذين يصلون إليها، بعد تعرضهم إلى إصابات حادة في الحرب الأهلية القاسية التي تدور رحاها في سوريا منذ بضع سنوات. ووفقًا للتقرير، تمت معالجة نحو سبعمائة مواطن سوري في إسرائيل حتى الآن، أصيب معظمهم في الحرب الأهلية، أما القليل منهم فقد أصيب في ظروف أخرى. تمت معالجة نحو 490 جريحا ولا يزال جزء منهم يحصل على العلاج في المراكز الطبية في شمالي البلاد – المركز الطبي زيف (233)، المركز الطبي نهاريا (200)، المركز الطبي رمبام في حيفا (نحو 20) والمركز الطبي بوريا المجاور لطبريا (38). كافة الجرحى، نحو 210 جريحا، تمت معالجتهم على الحدود ميدانيا، في هضبة الجولان العربية السورية المحتلة، في مستشفى ميداني في أحد مواقع الجيش الإسرائيلي.
وقال التقرير إن المراكز الطبية تقدم العلاج، غير أن الجيش الإسرائيلي هو المسؤول عن نقل الجرحى للحصول على العلاج وإعادتهم إلى سوريا عند انتهائه، موضحةً أنه خلافا للحالات الأخرى المتعلقة بدخول شخص إلى داخل حدود الدولة، وزارة الداخلية ليست طرفا، ولا تسجل القادمين والمغادرين ولا تمنحهم أية مكانة.
الائتلاف المعارض يتهم نتنياهو باستغلال جرحى سوريين لتحسين صورته
علاء وليد- الأناضول: اعتبر الائتلاف السوري المعارض، أن زيارة رئيس وزراء “الاحتلال الاسرائيلي” بنيامين نتنياهو لإحدى المشافي الطبية، التي تعالج بعض الجرحى السوريين، “لاتعدو كونها ضربا من أساليب العلاقات العامة، وخطوة مدروسة من جانبه للتلميح بوجود علاقةٍ معينة، ما بين الثورة السورية والكيان الصهيوني”.
وفي بيان أصدره الائتلاف الأربعاء، قال خالد الصالح رئيس المكتب الإعلامي، إن نتنياهو أراد من خلال زيارته للمشفى، تحقيق هدفين أساسيين في آن واحد، الأول هو استثمار صورته الذهنية (…) في عقول الشعوب العربية، وربطها بالانتفاضة الشعبية السورية، بطريقة غير مباشرة من خلال مسرحية زيارته للجرحى السوريين.
أما الأمر الآخر فهو محاولته إصلاح تلك الصورة (…) في عقول الشعوب العربية والإسلامية”.
وزار نتنياهو، الثلاثاء، مشفى ميداني يعالج فيه جرحى سوريون بمرتفعات الجولان التي تحتل إسرائيل ثلثي مساحتها منذ عام 1967.
ونشرت وسائل الإعلام المختلفة صوراً لنتنياهو وهو يصافح الجرحى السوريين ويطمأن على أوضاعهم.
واستهجن الصالح “استثمار الاحتلال لمصائب الجرحى من السوريين، واستخدامهم كأدوات لتجميل صورته، ودعم نظام الأسد بطريقة لم تعد تخفى على أصغر مواطن سوري”.
وأضاف “ذاكرتنا السياسية لم تنس وقوف الكيان الإسرائيلي بوجه الانتفاضة السورية منذ بدايتها، وتحذيره على لسان مسؤوليه من خطورة وقوع الأسلحة في يد ما وصفتهم بالإرهابيين، والتي تقصد بهم، هؤلاء الجرحى المدنيين الذي أسعفوا مجبرين لمشافيه الطبية”.
وكان مسؤولون إسرائيليون حذروا منذ اندلاع الثورة السورية مارس/آذار 2011، من وصول أسلحة إلى يد من وصفتهم بـ”الإرهابيين” وتقصد قوات المعارضة، وتباينت تصريحات هؤلاء المسؤولين ما بين مؤيد لبقاء بشار الأسد في الحكم لما له من مصلحة لحفظ أمن إسرائيل، ومؤيد لرحيله كون الصراع في سوريا بدأ يمتد إليها.
وبرر رئيس المكتب علاج جرحى سوريين في مشفى لـ”الاحتلال”، بأنهم أجبروا على ذلك نتيجة “الحصار الخانق الذي يفرضه نظام الأسد، في ظلّ الصمت الدولي الغريب”.
ويعالج العشرات من الجرحى السوريين في مشاف إسرائيلية نقلوا إليها نتيجة حصار بعض المناطق التي يقطنون فيها من قبل قوات النظام السوري وخاصة في محافظتي درعا والقنيطرة الجنوبيتين القريبتين من الحدود الإسرائيلية.
وكانت وكالة الأنباء السورية للأنباء (سانا)، نشرت خبر زيارة نتنياهو، الثلاثاء، لما أسمته “مرتزقته الإرهابيين الذين يقاتلون في سوريا”.
واعتبرت الوكالة أن هذه الزيارة تعد “دليلا جديدا على الدعم اللامحدود المقدم من قبل كيان الاحتلال الإسرائيلي للمجموعات الإرهابية المسلحة في سورية”.
وحدات بالجيش الحر ترفض عزل إدريس… و200 قتيل من قوات النظام خلال أسبوع في معارك ‘يبرود’
قائد الجبهة الإسلامية في سوريا لـ’القدس العربي’: ‘داعش’ نفذت ما عجز النظام عن تحقيقه في ثلاث سنوات
عواصم ـ وكالات ـ ادلب ـ ‘القدس العربي’ من أحمد اسماعيل عاصي: في حديث خاص لـ’القدس العربي’ قال أبوعيسى الشيخ قائد الجبهة الإسلامية التي تضم كبرى قوى المعارضة الإسلامية المسلحة في سوريا إن فصيله سيثأر من الدولة الإسلامية في العراق والشام ‘داعش’ لقتلها القائد العسكري لألوية صقور الشام محمد الديك، الذي اختطفته ‘داعش’ ليومين ثم سلمت جثته بعد تعذيبه حتى الموت.
وقال أبوعيسى الشيخ إن ‘داعش’ نقضت الصلح الذي وقعه فصيله صقور الشام قبل أيام، والذي اعتبر بمثابة هدنة مؤقتة، مضيفا لـ’القدس العربي’ إن ‘داعش’ نفذت ما عجز النظام عنه على مدى الثلاث سنوات الماضية ، كما حذر من أن ‘داعش’ تهدف لضرب المشروع الجهادي في سوريا كما أجهضته في العراق.
وكانت ألوية صقور الشام التي يترأس قائدها أبوعيسى الشيخ الجبهة الإسلامية قد استلمت جثة قائدها العسكري محمد الديك (أبو حسين)، الذي خطف ثم قتل في كمين نصبته له داعش أثناء توجهه على رأس رتل عسكري إلى شاعر في بادية حماة، وقبل تسلم جثته كانت قيادة الجبهة الإسلامية قد أعلنت أنه لا يزال في قبضة داعش وأن مصيره لا يزال مجهولا قبل استلامه.
الى ذلك أعلن القادة الميدانيون لبعض وحدات الجيش السوري الحر في المحافظات السورية رفضهم لقرار المجلس العسكري الاعلى عزل رئيس الاركان اللواء سليم ادريس وتعهدوا بمواصلة القتال تحت قيادته.
ويمثل عزل إدريس دليلا جديدا على الانقسام في صفوف المعارضة التي يدعمها الغرب، وهو انقسام أفضى الى اضعاف الانتفاضة المناهضة للرئيس بشار الاسد.
وأدى التنافس على النفوذ بين السعودية وقطر – وهما داعمان أساسيان لمعارضي الأسد المدنيين والعسكريين – الى تعميق الانقسام في صفوف المعارضة وتعزيز مركز الاسد في محادثات السلام في جنيف التي انتهت دون تحقيق اي تقدم يذكر.
وكان المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر أعلن يوم الاثنين عزل ادريس الذي شهدت فترة قيادته عدة انتكاسات للجيش السوري الحر، كما شهدت توترا متصاعدا بينه وبين رئيس الائتلاف الوطني السوري احمد الجربا الذي يحظى بدعم السعودية ،حسبما ذكرت مصادر بالمعارضة.
وأفاد بيان وقعه 22 من اعضاء المجلس العسكري الثلاثين بأن القرار اتخذ ‘من أجل توفير قيادة للاركان تقوم بإدارة العمليات الحربية ضد النظام المجرم وحلفائه من المنظمات الارهابية وبسبب العطالة التي مرت بها الاركان على مدى الشهور الماضية ونظرا للاوضاع الصعبة التي تواجه الثورة السورية’.
لكن قادة يمثلون وحدات بالجيش السوري الحر في مناطق القتال الرئيسية الخمس نددوا بالقرار في تسجيل مصور بث على الانترنت في وقت متأخر الثلاثاء، واتهموا مسؤولين في الائتلاف الوطني بتعميق الانقسامات بين المقاتلين.
وقال فاتح حسين قائد الجيش السوري الحر في منطقة وسط سوريا في التسجيل المصور ان القادة يعتبرون قرار عزل ادريس باطلا وغير مشروع، مضيفا ان انصار ادريس سيواصلون القتال تحت قيادته.
واضاف قارئا من بيان انه ليس من حق أي مجموعة غير موجودة على التراب السوري ان تتخذ قرارا حاسما لا يمثل وجهات نظر القوات المقاتلة في الميدان.
ولم يتسن على الفور تحديد شخصيات كل الأشخاص الذين ظهروا في التسجيل مرتدين زيا عسكريا وأشاروا إلى انفسهم على أنهم قادة الجبهات والمجالس العسكرية في سوريا.
وكانت مصادر في المعارضة قالت ان علاقة ادريس مع السعودية تدهورت بعد ان فتح قنوات اتصال مع قطر. وعين مكانه هذا الاسبوع العميد عبد الإله البشير قائد عمليات الجيش السوري الحر في محافظة القنيطرة الواقعة في جنوب غرب سوريا على حدود مرتفعات الجولان التي تحتلها اسرائيل.
ونفى منذر أقبيق مستشار الشؤون الرئاسية في الائتلاف الوطني السوري ان يكون قرار عزل ادريس قد اتخذ لأسباب سياسية، قائلا ان القرار انما اتخذ كي يتولى القيادة شخص يقاتل داخل سوريا.
سوريا: عائلة حلبية نجا أفرادها من براميل الموت في السكري لتلاحقهم وتدفنهم تحت أنقاض بيت نزحوا إليه
وائل عادل
حلب ـ ‘القدس العربي’ في صباح كل يوم يستيقظ أبو محمود مكانسي الذي يقطن في حي السكري على أصوات انفجارات البراميل، براميل الموت كما يسميها الحلبيون، والتي اقتربت من بيته قبل أسبوع من قراره بالنزوح منه تحت ضغط زوجته أم محمود والتي قالت له بأن معظم جاراتها نزحن بعد البرميل الثالث على حي السكري بقولها ‘شو عم تستنى نموت يعني؟’.
أبو محمود يعمل في مكتب للإغاثة، لم يكن يملك مالاً ليرسل زوجته وأطفاله الى تركيا كما فعل أصدقاؤه.
معبر كراج الحجز الذي يصل المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية مع المناطق الخارجة عن سيطرتها كان مغلقاً من جهة القوات الحكومية حتى إشعار آخر دون قرار واضح من جهتهم، ويومها غادرت آخر جارات أم محمود فلم تستطع أن تبقى في بيتها، وقررت المبيت في بيت أختها في منطقة الكلاسة التي تعتبر أكثر أماناً حيث لم ترم فيها الطائرات الحربية سوى صاروخاً واحداً بالمقارنة مع أحياء قصفتها بعشرات البراميل خلال الشهرين الأخيرين.
قام أبو محمود بعد أن انتهى من عمله باصطحاب زوجته و أطفاله الثلاثة محمود 13 عاما و إسراء 12 عاماً و سارة 8 أعوام إلى بيت خالتهم يوم الثلاثاء وذهب إلى عمله في الثامنة و النصف صباح اليوم التالي. كان الغبار كثيفاً يقول أبو محمود، ثم يتابع وصوته يرتجف: أخبرني أحدهم بأن الصاروخ استهدف البناء المجاور لمركز الحياة الطبي، لقد سمعت صوت انفجار قوي بالفعل لكنني لم أتوقع أن يكون قريباً من البيت الذي نزحنا إليه البارحة، ركضت كما المجنون و لم أصدق ما رأيته بعد أن زال الغبار، الطوابق الثلاثة الأخيرة من المبنى الذي كان فيه زوجتي وأطفالي صار تراباً. إستمر أبومحمود بالنحيب و التساؤل ما ذنبهم هؤلاء، كيف سأعيش بدونهم، ثم لملم دموعه وقال الحمد لله هذا قدرهم.
هكذا يعيش السوريون أو من بقي منهم، ينتظرون أقدارهم دون أن يجدوا طريقاً للهروب من الموت، انتشلت جثث الأم والطفلتين كما أخبرني خالهم زهير بينما انتشلت أشلاء جثة الطفل محمود بعد يومين .
تحالف أمريكي ـ سعودي في سوريا والرياض تسيطر على المعارضة السياسية والعسكرية
إبراهيم درويش
لندن ـ ‘القدس العربي’ تساءلت صحيفة ‘نيويورك تايمز′ عن الخطوة التالية في المسألة السورية بعد انهيار المحادثات التي رعتها الأمم المتحدة في جنيف، حيث تجد الولايات المتحدة وحلفاؤها في ‘نقطة صعبة’ و’في غياب الخيار الدبلوماسي والسياسي، ماذا بوسع العالم أن يعمل في الحرب الأهلية التي قتلت حتى الآن أكثر من 136 ألف مدني سوري، وأدت إلى تهجير 9 ملايين سوري منهم 4.25 أصبحوا مشردين في وطنهم، وتهدد هذه الحرب بزعزعة الإستقرار في كل المنطقة. وتقول الصحيفة إن باراك أوباما يجب أن يشعر بالإحباط بسبب فشل المفاوضات التي انتهت جولتها الثانية والعبثية في جنيف. ورغم كل هذا تعترف الصحيفة أن لا حلا عسكريا للأزمة. وفيما حاول أوباما جاهدا عقد المفاوضات، فالمعارضة السورية الضعيفة اقترحت حكومة إنتقالية، أما نظام بشار الأسد فلم يقترح شيئا ولم يقدم تنازلات وكل ما فعله هو تصعيد الهجمات وقتل أكثر من 5.000 شخص منذ بدء المفاوضات.
وهناك بين المسؤولين الأمريكيين من يتحدث عن زيادة في قوة بشار الأسد، وهذه القوة لم تكن لتحدث لولا الدعم المستمر من إيران وروسيا. وقد ساعدت موسكو، على الرغم من نقد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لها، فقد ضاعف الأسد من جرائمه فيما أعطى المجتمع الدولي روسيا وإيران بطاقة المرور.
وهذا ما يثير الدهشة. ويقول الخبراء إن النظام السوري يقوم باستخدام الإمدادات الروسية لضرب مدينة حمص، وهناك احتمالات عن قيام الروس بتزويد النظام بالآلات وأجهزة الإتصال وقطع الغيار. أما إيران، فقد شحنت الأسلحة ونشرت ميليشيات لواء القدس لدعم الأسد، وشجعت حزب الله للقتال نيابة عنه.
فشل المسار
وفي ظل هذا الوضع الذي لم تعد فيه المفاوصات ناجعة طلب أوباما من مستشاريه إعادة النظر في الخيارات المتوفرة القديمة والجديدة من أجل تعزيز قوة المعارضة وتخفيف المعاناة الإنسانية.
وترى أن هذه الجهود تواجه صعوبات كبيرة بعد تحول سوريا لمنطقة ‘تفريخ’ لجيل جديد من الإرهابيين، فيما تهدد موجات اللجوء الكبيرة استقرار المنطقة. وقد تحتاج هذه التهديدات الجديدة خطوات جريئة حسب الصحيفة، ولكن حتى الآن لم يأت أحد بالعلاج الشافي ولا حتى بأفكار جديدة لا تؤدي لتورط الولايات المتحدة وجرها للحرب.
وتحدثت الصحيفة عن الخيارات التي ينظر المسؤولون فيها حاليا، وهي تقديم المال ووسائل النقل والمعلومات الأمنية للمعارضة المسلحة، ولكن تحركات كهذه لن تؤدي إلى تغيير في مسار الحرب ولا ميزان الصراع.
وعلى ما يبدو لا تنظر الإدارة في استراتيجيات رفضتها في السابق، مثل توجيه ضربات جوية مباشرة أو تقديم الدعم العسكري مباشرة للمقاتلين أكثر من الدعم العسكري المحدود أو تدريب المقاتلين بناء على البرنامج الذي تشرف عليه وكالة الإستخبارات المركزية ‘سي آي إيه. ولا يعرف إن كانت الولايات المتحدة قد تخلت عن معارضتها لتوفير السلاح الثقيل للمعارضة ووافقت على طلب سعودي لتقديم الأسلحة هذه لجماعات في المعارضة بعد التأكد من هويتها واعتدالها.
وتختتم الصحيفة بالقول إن الرئيس أوباما قاوم الدعوات التي نادى بها نقاده وطالبوه بشن حرب لاعتقادهم أن القوة هي دليل القيادة. ولكن القيادة قد تظهر من خلال عدم شن حرب ‘وتعني في هذه الحالة، استمرار البحث المثير للإحباط عن حل سلمي، وغيابه يعني البحث عن وسائل لتخفيف بؤس الشعب السوري’.
أسلحة جديدة
ويأتي بحث صحيفة ‘نيويورك تايمز′ عن موقف الإدارة الأمريكية من المسألة السورية في مرحلة ما بعد جنيف، في ظل تصريحات وتقارير وتسريبات عن قرب وصول أسلحة نوعية للمعارضة التي أعلن رئىس ائتلافها أحمد الجربا عن وعود بأسلحة في زيارة له إلى شمال سوريا حيث اجتمع مع قائد جبهة ثوار سوريا، جمال معروف.
وفي تقرير لصحيفة ‘واشنطن بوست’ كتبت ليز سلي أن المعارضة السورية تحاول دفع إدارة أوباما لدعمها بالأسلحة الثقيلة، مشيرين إلى عناد الأسد الذي أبداه في أثناء المفاوضات في دمشق وأنه لا ينفع معه إلا الضغط. وتقول الصحيفة إن داعمي المعارضة الغربيين والعرب وعدوا الجيش الحر بإمدادات جديدة ونوعية بعد ترنح المفاوضات.
وأشارت إلى أن أسعد مصطفى، وزير الدفاع في الحكومة المؤقتة التابعة للمعارضة يتحدث عن وعود جادة أن المقاتلين وعدوا في السابق لكنها لم تنفذ ولم يقتنع المقاتلون بها. ونقلت عن قوله ‘حصلنا على الكثير من الوعود من قبل ولكنها لم تنفذ، والآن هناك وعود أكثر جدية’. وكان مصطفى يتحدث بعد اجتماع استمر لثلاثة أيام مع القادة الميدانيين في بلدة غازي عيتناب في جنوب تركيا، وقال مصطفى إن العالم اكتشف بعد فشل محادثات جنيف ‘حقيقة النظام ولهذا فالعالم يريد مساعدتنا’.
وتضيف الصحيفة أن وزير الخارجية كيري حمل الأسد مسؤولية فشل المحادثات، وألمح في الأيام الأخيرة إلى أن الولايات المتحدة تقوم بإعادة النظر بسياساتها السورية. وتتفق الصحيفة مع بقية الصحف الأمريكية من أن الإدارة لا تزال وبشكل عميق مترددة وغير راغبة بالتورط في الحرب الأهلية السورية المعقدة.
حلقة مفرغة
وتذكر بأن خطة في الصيف الماضي لتسليح المعارضة تم تخفيضها وبشكل سريع لكميات صغيرة من الأسلحة الخفيفة شحنت للمقاتلين في جنوب سوريا مما أدى لحالة من الإحباط بين المقاتلين الذين يفتقدون الدعم الغربي.
وتضيف أن الولايات المتحدة عادة ما دفعت تجاه تشكيل قيادة للتنسيق بين قوات المعارضة كي يتم من خلالها إيصال الدعم، لكن قادة المعارضة يقولون إن الجهود غالبا ما قوضت بسبب الفشل بتقديم دعم نوعي وكاف، وهو ما وضع المعارضة في حلقة مفرغة، فالمعارضة تقول إن قلة الدعم أدت إلى تدعيم المعارضة المتطرفة وهو ما منع الولايات المتحدة لتقديم الدعم.
وكان حلفاء المعارضة من السعوديين والقطريين قد شحنوا الكثير من الأسلحة لها خلال العامين الماضيين ولكن بدون التنسيق مع الولايات المتحدة، وغالبا ما دعمت جماعات بعينها مفضلة لهذا الجانب أو ذاك. وعبر مصطفى عن أمله من أن يؤدي التغيير في بنية الجيش الحر حيث أصبح مسؤولا عن إمدادات السلاح.
ويشير مصطفى الذي عمل وزيرا للزراعة في حكومة النظام وتقاعد في الكويت قبل أن يعين في حكومة المعارضة أن الهدف هو إنشاء جيش موحد للمعارضة بقيادة واحدة تقود القتال ضد نظام الأسد وتواجه التهديد الذي تمثله الحركات الجهادية خاصة الدولة الإسلامية في العراق والشام. ومن التغييرات التي حدثت في بنية قيادة الجيش الحر استبدال رئيس هيئة الأركان اللواء سليم إدريس بالعميد عبد الإله البشير.
ويقول أعضاء في الائتلاف تحدثوا على هامش اللقاء إن الخلافات الشخصية بين مصطفى المدعوم من السعودية وإدريس المدعوم من قطر كانت وراء الإطاحة بالأخير. لكن مصطفى يقول إن فشل إدريس في تنفيذ وعوده بإحضار أسلحة وإمدادات كانت وراء استبداله. ويقول مصطفى إنه يخطط لإعادة تنظيم عمل وزارة الدفاع التي يترأسها حيث ستتولى شراء وشحن الأسلحة للمجلس العسكري الأعلى للثورة السورية الذي سيكون تركيزه على المعركة. وقال ‘سيكون المجلس العسكري واحدا من الأجهزة التي تعمل تحت وزارة الدفاع′ ‘مثل أوروبا’.
ويعترف مصطفى بصعوبة قيادة المعارضة المنقسمة والمتعددة الفصائل والتي تراجعت إمداداتها العسكرية بسبب المعارك ضد الجهاديين وحملة النظام التي يستخدم فيها البراميل المتفجرة مما يعني أن هناك حاجة ماسة لصواريخ مضادة للمقاتلات وكذا الدبابات. وناشد في هذا السياق أوباما تحقيق وعوده وتقديم الدعم اللازم للمعارضة.
تحالف أمني
وفي السياق نفسه تحدث ديفيد إغناطيوس الكاتب في صحيفة ‘واشنطن بوست’ عن التغييرات في بنية المجلس العسكري واستبدال إدريس الذي قال إن علاقته مع الغرب ربما كانت عائقا في قيادته، كما أنه لم يكن يسيطر بما فيه الكفاية على الساحة القتالية. ويرى إغناطيوس إن السعودية تسيطر الآن على جناحي المعارضة، السياسي الذي يقوده أحمد الجربا المدعوم من الرياض والعسكري الذي يقوده البشير إضافة لنائبه الذي يعمل في الشمال هيثم الفيسة.
ويرى أن تمركز البشير في القنيطرة جنوب سوريا مفيد للتنسيق بين الجبهات السورية. ويعتقد الكاتب أن أهم ملمح في مجريات الأحداث السورية هو عودة التحالف الأمريكي- السعودي بعد عام من الخلافات المرة حول الملف السوري.
ويعترف إغناطيوس أن هذا التحالف لن يؤدي للإطاحة بالرئيس الأسد في القريب العاجل ولكنه سيخفف من حدة الخلاف.
وفي مقالته كشف عن اجتماع جرى في واشنطن واستمر ليومين حضره عدد من مسؤولي الإستخبارات العرب والدول الجارة لسوريا، وممن حضروه مدير الإستخبارات القطري والأردني والتركي ومدراء استخبارات دول اقليمية أخرى تلعب دورا في دعم المعارضة السورية، وكذا وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف الذي يقول إغناطيوس إنه الذي يتولى الملف السوري بدلا من الأمير بندر بن سلطان بسبب آلام في الظهر وبسبب فشله لحد ما في إدارة الأزمة. ويضيف الكاتب أن هدف الإجتماع كان تسريع العمل على الملف السوري وكيفية دعم المعارضة السورية.
والتقت مسؤولة الأمن القومي سوزان رايس الأمير محمد بن نايف لمناقشة استراتيجية سوريا، مع أن بعض المصادر قالت إن الرئيس أوباما لا يزال مترددا وقلقا من تصعيد كبير يفضي لتدخل عسكري مباشر ويورط الجيش الأمريكي، فالولايات المتحدة تعارض فكرة مناطق حظر جوي، رغم أنها تدعو إلى معابر إنسانية لتقديم الدعم للمحتاجين السوريين.
الأمير محمد بن نايف
ويتابع الكاتب هنا قائلا إن دور الأمير محمد وتسلمه للملف يعكس حالة القلق السعودي والدول الجارة لسوريا من تزايد قوة القاعدة داخل المعارضة السورية، مشيرا إلى أن عمل الأمير كوزير للداخلية وإشرافه على تنفيذ سياسة مكافحة الإرهاب التي تقودها بلاده، يجعله قريبا من الإستخبارات الأمريكية ـ سي أي إيه والمؤسسات الأمنية الأخرى.
تنسيق الدعم
وبحسب مصادر فقد اتفق المجتمعون على أهمية تنسيق الدعم الذي يجب أن يذهب مباشرة للمعارضة المعتدلة بدلا من جبهة النصرة أو الدولة الإسلامية في العراق والشام.
وفي تقييمه لهذه الجهود يقول إن الوقت باكر للحكم عليها وإن كانت جهودا عرضية أم أنها تعكس تحولا مهما، لكنها في النهاية تظل محاولة لتعزيز المعارضة التي تعاني من ضعف مزمن وخسرت في الآونة الأخيرة مناطق كثيرة لكل من نظام الرئيس بشار الأسد وللتنظيمات الجهادية المقربة من القاعدة.
ويعتقد إغناطيوس والحالة هذه أن تنسيق المساعدات بين مختلف الدول المانحة بمثابة خطوة مهمة، خاصة أن التنافس بين قطر وتركيا من جهة والسعودية والأردن من جهة أخرى كان يعوق عمليات الدعم، وهو ما كان واضحا بشكل عام في شمال سوريا، حيث استفادت الجماعات المتطرفة من حالة الفوضى هناك وعززت من مواقعها.
ومن الخطوات الأخرى التي تمت مناقتشتها في اجتماعات مسؤولي المخابرات تلك المتعلقة بإمداد المعارضة بالسلاح وإن كانت هذه ستشمل الأسلحة ثقيلة مثل الصواريخ المحمولة على الكتف والمضادة للطائرات ‘مانباد’.
ويقول الكاتب إن لدى السعودية كميات كبيرة منها ومستعدة لشحنها للمعارضة ولكن المسؤولين السعوديين ينتظرون موافقة أمريكية رسمية، ولا تزال إدارة أوباما مترددة في منح السعوديين الإذن.
برامج تدريب
وفي سياق متصل قال الكاتب إن ‘سي أي إيه’ تقوم بتنظيم برامج لتدريب المعارضة في معسكرات في الأردن، ويتم تدريب 250 مقاتلا في الشهر. وبلغ مجموع الذين تلقوا تدريبات ضمن برنامج سي أي إيه حوالي 1000.
وحثت دول عربية الولايات المتحدة على مضاعفة جهودها في التدريب، ولكن الأمريكيين يتعللون ويقولون إنهم يريدون التأكد من قدرة المعارضة المسلحة على استيعاب المقاتلين الإضافيين من هذا البرنامج.
وفي الوقت نفسه يرى الكاتب أن تعديل قيادة المعارضة وشكل المجلس العسكري الأعلى ستتناسب مع التحالف الأمني الجديد. خاصة أن القائد السابق اللواء إدريس كان مدعوما من الولايات المتحدة نظرا لقدرته على التواصل معها بسهولة ولكنه لم يكن يملك ذلك التأثير الكبير على الساحة والمقاتلين معه كما يقول.
وقال إن القائد الجديد، العميد عبد الإله البشير الذي انشق عن الجيش النظامي ويتمركز في القنيطرة، جنوب سوريا، في وضع جيد حيث يقوم بالتنسيق مع نائبة هيثم الفيسة من منطقة إدلب في الشمال والذي حظي بمديح الأمريكيين بسبب جهوده في قتال الدولة الإسلامية في العراق والشام.
ونقل الكاتب عن مصادر قولها إن القيادة الجديدة للجيش الحر تعمل وبشكل قريب مع جبهة ثوار سوريا وهي جماعة معتدلة يقودها جمال معروف والذي التقى الأسبوع الماضي مع أحمد الجربا رئيس الإئتلاف المدعوم من السعودية.
ويقول المراقبون العرب إن دعم السعودية للقيادة السياسية في المعارضة والعسكرية علامة جيدة بعد الخلافات التي جرت بينهما. وينهي بالقول إن ما يهم في التطورات الجديدة هو التحالف الجديد بين الولايات المتحدة والسعودية في الملف السوري بعد عام من الخلافات المرة.
تزايد اللاجئين السوريين والفلسطينيين الفارين لأوروبا
أشرف الهور
غزة ـ ‘القدس العربي’: كشفت معلومات قدمها تقرير حقوقي عن مؤسسة تنشط في أوروبا عن وجود موجة نزوج جديدة للاجئين سوريين وآخرين فلسطينيين، فروا إلى دول أوروبية عبر البحر، رغم المخاطر التي تحدق بهم، خاصة وأن العشرات منهم قضوا في غرق سابق لقوارب كانت تنقلهم من سواحل دول عربية، قبل وصولهم إلى إيطاليا.
وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن هناك أعداداً جديدة من اللاجئين وطالبي اللجوء، لا سيما السوريين والفلسطينيين الفارين من سوريا بدأت بالخروج باتجاه أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط.
وأكد المرصد في بيان له تلقت ‘القدس العربي’ نسخة منه أن الهجرة هذه ‘تشهد تصاعداً ملحوظاً خلال الأسابيع القليلة الماضية’، وأرجع السبب إلى ‘ازدياد الضغط والقهر الذي يعانون منه حيث يقيمون، والتحسن النسبي الذي طرأ على الجو وانخفاض منسوب أمواج البحر’.
وحذر المرصد من حدوث حالات جديدة لغرق القوارب كالتي شهدها اللاجئون في العام الماضي.
وكانت عدة قوارب تقل لاجئين سوريين وفلسطينيين من الذين كانوا يقيمون في مخيمات في سوريا، قضوا في مياه المتوسط، عقب غرق مراكبهم، خلال عمليات هجرة غير شرعية.
وركب هؤلاء اللاجئون البحر على متن سفن أبحرت من مصر وأخرى من ليبيا بطرق غير شرعية، وأظهرت صور التطقت لعمليات إنقاذهم حجم المأساة، خاصة وأن من بين الجثث كان هناك أطفال ونساء.
وفر هؤلاء جميعا بعد اندلاع موجة القتل العنيف بين قوات النظام السوري وأخرى من المعارضة، في شتى أنحاء البلاد.
هذا وقال المرصد، الذي يتخذ من جنيف مقرا رئيسا له، إن هناك مئات من اللاجئين السوريين والفلسطينيين من سوريا وصلوا إلى أوروبا عبر بوابتها الجنوبية (إيطاليا) خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة.
وأضاف الأورومتوسطي أن العدد الأكبر من اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين الذين يصلون إلى أوروبا عبر البحر المتوسط هم من المدنيين السوريين الفارين من النزاع الدائر في بلادهم، والفلسطينيين القادمين من مخيمات اللاجئين في سوريا التي تعاني حصاراً شديداً وخانقا منذ عدة أشهر’، محذراً مما أسماه ‘القصور الذي شهدته حالات سابقة في التعامل مع قوارب اللاجئين ما أدى إلى غرقها بصورة مأساوية.
ولفت المركز الحقوقي الأوروبي النظر إلى أن اللاجئين الذين يأتون عبر البحر من خلال مهربين وفي قوارب متهالكة تُحمل بأضعاف حمولتها، ومع جو البحر المتوسط الذي ما زال متقلبا يجعلهم في ‘دائرة أكبر من الخطر’، داعياً دول الإتحاد الأوروبي، إلى أخذ الإحتياطات اللازمة لمنع تكرار الكوارث.
ودعا المرصد في بيانه إلى قيام الإتحاد الأوروبي بـ ‘توفير طرق وصول آمنة للاجئين الفارين من جحيم الصراع في سوريا’
الأمم المتحدة تتصل بجبهة النصرة سرًا
لتنسيق وصول المساعدات الانسانية إلى مناطقها
تجري الأمم المتحدة اتصالات سرية مع جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة في سوريا، لاقناعها بالسماح لموظفي منظمات الاغاثة بإيصال المساعدات الانسانية إلى المدنيين، في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.
قال مسؤولون أمميون لمجلة فورين بولسي إن اتصالات تجري مع قادة جبهة النصرة بصورة غير رسمية، واحيانًا لا تكون إلا أحاديث قصيرة بين موظفي منظمات الأمم المتحدة ومقاتلي جبهة النصرة على احد الحواجز.
وفي حالات أخرى، تنقل الأمم المتحدة طلباتها عن طريق فصائل معتدلة في المعارضة السورية المسلحة. ولكن هناك اتصالات مباشرة تبقى سرًا. وأوضح مسؤول رفيع في الأمم المتحدة أن هذه الاتصالات لا تجري وجهًا لوجه، بل تجري عادة عن طريق الهاتف أو سكايب.
وتتسم هذه الاتصالات بقدر كبير من الحساسية في الأمم المتحدة وبين المنظمات الانسانية الدولية. ويخشى مسؤولو الأمم المتحدة أن الكشف عن أي شكل من اشكال التعامل مع جماعات ارهابية، مهما كان عابرًا، يمكن أن يعرض المنظمة الدولية إلى تهمة اضفاء شرعية سياسية على هذه الجماعات.
لا خيار
لكنّ مسؤولين في الأمم المتحدة يؤكدون أن لا خيار أمامهم سوى التعامل مع هذه الجماعات المتطرفة، لأن المنظمة الدولية في سباق مع الزمن لإيصال المواد الغذائية والمساعدات الانسانية إلى مئات آلاف المدنيين المهددين بخطر المجاعة في حمص وحلب ومدن وبلدات سورية أخرى محاصرة.
وتطالب الأمم المتحدة النظام السوري بتمكين موظفي المنظمات الانسانية من المرور عبر مناطق تسيطر عليها قواته، لكنّ مسؤولين كبارًا في المنظمة الدولية أوضحوا أن مثل هذه الموافقات حتى إذا منحها النظام، وهو أمر ليس مؤكدًا، لن تكون كافية إذا لم تقدم جبهة النصرة وفصائل مسلحة أخرى في المعارضة ضمانات مماثلة.
وهناك مؤشرات إلى أن هذه الجهود اخذت تعطي ثمارها. فإن مقاتلي جبهة النصرة امتنعوا عمومًا حتى الآن عن استهداف موظفي المنظمات الانسانية في سوريا، وقدموا تأكيدات بأن قواتهم لن تهاجم قوافل الأمم المتحدة على النقيض من موقف الدولة الاسلامية في العراق والشام ، التي خطفت أجانب يعملون في منظمات انسانية وصادرت تموينات وامدادات وشنّت هجمات ضد مستشفيات وقاتلت فصائل معارضة أخرى.
لا يحبونها
وقال آرون زلين، الباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، لمجلة فورين بولسي عن جبهة النصرة: “إنهم لا يحبون الأمم المتحدة ولا يثقون بها ويعدِّونها أداة بيد الولايات المتحدة، ولكنهم تنظيم برغماتي، وهم يفهمون أن المساعدات الانسانية من الخارج توفر اغاثة أكثر من أي شيء يمكن أن يفعلوه”.
ويبدو توجه الأمم المتحدة إلى مد جسور مع فرع تنظيم القاعدة في سوريا عملية محفوفة بالأخطار، لكن المنظمة الدولية ومنظمات انسانية مستقلة أُجبرت خلال السنوات الأخيرة على التعايش مع فروع القاعدة، بعد أن مدّ التنظيم شبكته إلى العديد من مناطق النزاع في الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث تعمل الأمم المتحدة من خلال وكالاتها المتخصصة.
إدريس يتمرد على قرار عزله ويدعو لـ«هيكلة الأركان»
إجلاء 11 مدنيا من حمص.. والمحافظ يتهم «مجموعات مسلحة» بالإعاقة
بيروت: ليال أبو رحال لندن: «الشرق الأوسط»
أعلن رئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر السابق اللواء سليم إدريس أمس، «فك الارتباط» مع المجلس العسكري ووزير الدفاع في الحكومة المؤقتة أسعد مصطفى، واصفا قراراتهم بأنها «ارتجالية وفردية وباطلة شرعا وقانونا». وجاء ذلك بالتزامن مع إعلان مجموعة من القادة الميدانيين رفضهم إقالة إدريس، واعتبارهم أن قرار المجلس العسكري «لا يعبر عن آراء القوى على الأرض».
ويضم المجلس العسكري، المعروف باسم «مجلس الثلاثين» أعضاء المجلس العسكري الأعلى للجيش الحر الذي اتخذ قبل أيام قرار عزل إدريس من منصبه وتعيين رئيس المجلس العسكري في مدينة القنيطرة عبد الإله البشير خلفا له.
وبرفضه قرار المجلس العسكري الذي لقي دعما من الائتلاف الوطني المعارض يكون إدريس قد حسم أمره بالانشقاق عن هيئة الأركان الجديدة ومتابعة مهامه في الهيئة السابقة لا سيما أنه طلب في تسجيل مصور على موقع «يوتيوب» من قادة الجبهات والمجالس العسكرية «إعادة هيكلة الأركان، ودعوة جميع القوى الثورية والعسكرية للانضمام إلى هذه الهيكلة».
وظهر إدريس في التسجيل وهو محاط بعدد من قادة المجالس العسكرية بينهم العميد الركن زياد فهد، قائد الجبهة الجنوبية بشار الزعبي، العقيد الركن عبد الباسط الطويل، قائد الجبهة الشمالية العقيد مصطفى هاشم، قائد الجهة الغربية الوسطى فاتح حسون، قائد جبهة حمص محمد العبود، وقائد الجبهة الشرقية العقيد الركن أحمد بري وقائد المجلس العسكري في حماه العقيد بكور السليم وقائد المجلس العسكري في دمشق وريفها العقيد عفيف سليمان وقائد المجلس العسكري في إدلب العقيد محمد عواد وقائد المجلس العسكري في الساحل العقيد أحمد النعمة وقائد المجلس العسكري في درعا العقيد محمد معتز رسلان وقائد المجلس العسكري في الرقة العقيد بشار سعد الدين وقائد المجلس العسكري في حمص المقدم مهند الطلاع وقائد المجلس العسكري في دير الزور المقدم عبد المجيد سلطان.
وفي سياق متصل، اعتبر عدد من «قادة الجبهات والمجالس العسكرية» في تسجيل مصور على موقع «يوتيوب» قرار إقالة إدريس «لاغيا وغير شرعي». وأكد القادة الذين بلغ عددهم في الشريط تسعة باللباس العسكري، الاستمرار «بقتال النظام وأزلامه صفا واحدا بقيادة سليم إدريس»، بوصفه «المفوض من قبلنا أمام الداخل والخارج». وقالوا إنه «لا يحق لأي جهة غير موجودة على تراب الوطن اتخاذ قرار مصيري لا يعبر عن آراء القوى الثورية العاملة على الأرض».
ووصف القادة قرارات المجلس العسكري بـ«الأحادية» والتي «لا تتناسب مع ظروف الثورة السورية» والتي «أدت وما تزال تؤدي إلى إحداث خلافات بين الأركان وعدد من القوى الثورية العاملة على الأرض».
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول سابق في هيئة الأركان رفض الكشف عن هويته قوله إن قادة الجبهات والكثير من التشكيلات العسكرية على الأرض «يعتبرون إقالة اللواء إدريس انقلابا»، مشيرا إلى أن أكثر من «مائة قائد تشكيل زاروا اللواء إدريس.. وأبرزهم من (جيش المجاهدين) وأبدوا دعمهم له».
وبينما حمل المصدر على رئيس الائتلاف أحمد الجربا مسؤولية قرار المجلس العسكري الأعلى، شدد على أن «إدريس عمل كل ما في إمكانه لتكون الأركان مؤسسة ولتشريع العمل العسكري، لكن المشكلة بالوعود الدولية والإمكانات». وأوضح أن المبلغ الذي تسلمته هيئة الأركان منذ تأسيسها قبل سنة حتى اليوم لم يتجاوز الثلاثة ملايين دولار، «أي مائتا ألف دولار شهريا يجب صرفها على كل سوريا والجبهات، إضافة إلى مساعدة من إحدى الدول الغربية تقدم شهريا للجبهات بشكل مباشر».
ميدانيا، استؤنفت عملية إجلاء المدنيين من أحياء حمص المحاصرة، وبعد توقف دام أربعة أيام، حيث خرج أحد عشر مدنيا من حيي بستان الديوان والحميدية، وفق ما أعلنه محافظ حمص طلال البرازي، لكنه أشار إلى أن عملية الإجلاء توقفت بعد ذلك «بسبب إعاقتها من قبل المجموعات المسلحة التي قامت بإطلاق أعيرة نارية نحو المعبر الذي من المفترض أن يخرج منه المدنيون لإخافتهم».
وبينما يقع المعبر بالقرب من مقر الشرطة في المدينة، كان لافتا إعلان البرازي أن «العملية جرت من دون التنسيق مع الأمم المتحدة وإنما مع وجهاء ورجال دين». وكانت الهدنة الأخيرة التي مددت لمرتين بموجب اتفاق بين النظام والمعارضة بإشراف الأمم المتحدة، انتهت مساء السبت الماضي، من دون أي إعلان جديد في شأنها، علما أن المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أفادت منتصف الشهر الحالي بأن 2500 شخص لا يزالون يرغبون بالخروج من حمص.
وأفاد المرصد السوري بأن عملية الإجلاء ترافقت مع «إدخال عدة شاحنات محملة بالمواد الطبية والغذائية والوقود إلى حي الوعر»، في حين قصف الطيران الحربي مناطق في قرية الزارة ودارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني من جهة ومقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة من جهة أخرى في محيط قرية الخالدية.
وفي يبرود، استمرت الحملة العسكرية التي تشنها القوات النظامية مدعومة بعناصر حزب الله اللبناني لليوم الثامن على التوالي. وذكر ناشطون أن عناصر «الكتائب الإسلامية المقاتلة والجيش الحر» تصدت لهجمات من قوات النظام وحزب الله على المدينة بعد ليلة اشتباكات عنيفة، تجددت صباح أمس، بالتزامن مع قصف تركز على محور قرية السحل ومزارع ريما. وأفاد معارضون عن خسائر كبيرة في صفوف القوات النظامية، إذ استقبل مشفى النبك العسكري نحو 200 جندي ما بين قتيل وجريح منذ بدء الحملة العسكرية، في وقت يتدهور فيه الوضع الإنساني في يبرود، بعد انقطاع التيار الكهربائي عن المدينة منذ أسبوع ونزوح غالبية المدنيين العزل باتجاه عرسال والمناطق الآمنة. وقدر عدد العائلات الفارة إلى عرسال بثمانية آلاف عائلة.
وتمتلك منطقة يبرود القلمون أهمية كبيرة كونها تعتبر طريق الإمداد الوحيدة للمنطقة الوسطى ودمشق. وكانت الأمم المتحدة قد حذرت من أزمة إنسانية في يبرود بعد حصار عشرات الآلاف من أهلها وفرار آلاف آخرين إلى الحدود اللبنانية والأردن.
من جانبه، أكد مصدر عسكري سوري مقتل أكثر من 50 «إرهابيا» في يبرود، منذ بدء الحملة العسكرية على القلمون بينهم قياديون ميدانيون، لافتا إلى أن القوات النظامية تستعد لصد هجوم قد يشنه مقاتلو المعارضة المسلحة على دمشق من جهة الجنوب. وأنه «تم رصد نشاط يدل على تحضير المسلحين لمثل هذا الهجوم».
مجلس الأمن يبحث مشروع قرار بشأن سوريا وكي مون مقتنع بأن «جنيف2» الحل الأمثل
السياسة الأميركية على مفترق طرق تجاه الأزمة
نيويورك – لندن: «الشرق الأوسط»
عقد سفراء الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، مساء أول من أمس، اجتماعا جديدا في محاولة لبحث مشروع قرار حول الوضع الإنساني في سوريا، ولكن لا تزال هناك خلافات بين الغربيين والروس حول عدة نقاط.
وعبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن اقتناعه بأن محادثات السلام في جنيف تشكل السبيل المثلى لحل النزاع السوري وحث كل الأطراف على العودة إلى طاولة المفاوضات، كما أعلن الناطق باسمه.
وقال السفير الأردني الأمير زيد الحسين، إن «المفاوضات مستمرة»، معربا عن الأمل في التوصل إلى تصويت قبل نهاية الأسبوع.
وردا على سؤال حول احتمال حصول تصويت نهاية الأسبوع، قالت سفيرة ليتوانيا ريموندا مورموكايتي التي تترأس مجلس الأمن في هذا الشهر، إنه «من المبكر جدا». ورفض نظيرها الروسي فيتالي تشوريكين تحديد أي مهلة للتصويت. وقال دبلوماسيون، إن المحادثات تتعثر خصوصا حول احتمال فرض عقوبات على الذين يعرقلون وصول المساعدات الإنسانية. وترفض روسيا مثل هذا التهديد ضد حليفها السوري في حين أن الغربيين يعدون أن القرار يجب أن يتضمن عنصرا ملزما كي يكون له ثقل.
لكن وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء نقلت أمس عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله، إن قرار الأمم المتحدة بخصوص دخول المساعدات الإنسانية سوريا يمكن الاتفاق عليه خلال أيام إذا لم يسع أعضاء مجلس الأمن «لتسييس» القضية.
ومنذ اندلاع الأزمة السورية في مارس (آذار) 2011 استخدمت روسيا حق النقض ثلاث مرات لوقف مشاريع قرارات تهدف إلى زيادة الضغط على نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وبعد أسابيع من حصول أول مفاوضات بين النظام والمعارضة في جنيف سعيا للتوصل إلى حل سياسي للنزاع، انتهت الجولة الثانية في نهاية الأسبوع إلى فشل.
وأعلن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة مارتن نسيركي، أنه رغم فشل الجولة الثانية من المفاوضات، فإن بان كي مون «يظل مقتنعا بأن (جنيف2) هو السبيل السليمة ويأمل في أن يفكر الجانبان مليا ويعودا سريعا»، إلى طاولة التفاوض.
وبدا أن المتحدث يقلل من أهمية الإخفاق الذي منيت به المفاوضات، قائلا إنها «عملية تتطلب وقتا»، ومؤكدا أن بان «يبقى عازما على المضي قدما، تماما كـ(الموفد الأممي الأخضر) الإبراهيمي».
وأوضح نسيركي، أن «الإبراهيمي سيحضر إلى نيويورك» ليبلغ بان كي مون ومجلس الأمن الدولي بنتائج مهمته، لكنه لم يحدد موعدا لهذه الزيارة. وجاء ذلك وسط تقارير عن مراجعة أميركية وشيكة لخيارات التعامل مع الأزمة السورية، إذ يبدو أن السياسة الأميركية إزاء سوريا تقترب من مفترق طرق مع فشل محادثات «جنيف2» وعزوف روسيا عن الضغط على حليفها الأسد للتخلي عن السلطة أو عدم قدرتها على ذلك.
وصرح مسؤولون أميركيون بأن البيت الأبيض سيشرع في إلقاء نظرة جديدة على الخيارات في سوريا وهي عملية قد تستغرق أسابيع. لكن جاي كارني، المتحدث باسم البيت الأبيض، أشار إلى أن أوباما متشكك في أي خطوة مقترحة تورط الولايات المتحدة في الحرب الأهلية السورية وهي نتيجة يحرص على تجنبها.
وقال كارني في إفادة صحافية أوردتها وكالة «رويترز»: «علينا دراسة البدائل التي قد يطرحها البعض وما إذا كانت في مصلحة أمننا القومي وما إذا كانت الرغبة في القيام بشيء حيال ذلك قد تقودنا وتقود الولايات المتحدة إلى اتخاذ إجراء يمكن أن يتسبب في تلك العواقب غير المدروسة التي شهدناها من قبل».
من جهته، قال مسؤول في البيت الأبيض لـ«الشرق الأوسط» إن عملية مناقشة الخيارات أو إعادة النظر في بعض الخيارات، «عملية مستمرة»، وإن اتخاذ أي قرار يستغرق عدة أسابيع. وأشار إلى عمل مجلس الأمن من أجل التوصل إلى قرار حول الوضع الإنساني في سوريا وقال: «إننا بحاجة إلى قرار قوي، ولا تعني كلمة (قوي) بالضرورة التهديد بفرض عقوبات أو التهديد باستخدام القوة، لكن تعني قرارا قويا من حيث الالتزامات على النظام السوري لتحسين وصول المساعدات الإنسانية».
بدوره، كشف المتحدث باسم الجيش الأميركي، الكولونيل ستيف وارن، عن مناقشات داخل وزارة الدفاع حول تلك الخيارات، رافضا الحديث عن فحواها. وقال: «إنها وظيفتنا (في البنتاغون) أن نوفر الخيارات للرئيس، وهذا ما نقوم به بخصوص سوريا خلال السنوات الماضية، ومستمرون في تحديث تلك الخيارات والخطط وتقديم الخيارات والمشورة التي يحتاجها الرئيس ليتخذ القرار».
توجه بمجلس الأمن لإصدار قرار إنساني عن سوريا
وزّعت الدول الراعية لمشروع القرار الإنساني بشأن الوضع في سوريا مسودة قرار معدلة للمشروع على الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي, هي الثالثة منذ بدء المفاوضات بشأن مشروع القرار الذي يتوقع أن يتم التصويت عليه غدا الجمعة.
ووضعت المسودة تحت اللون الأزرق وهو إجراء يسبق مرحلة التصويت على القرارات وذلك في إشارة إلى توصل إلى توافق بشأنه. وقد ألغيت من المسودة الجديدة مواد كانت تدين النظام السوري عارضتها روسيا والصين, كما خففت اللغة التي صيغ بها مشروع القرار لا سيما عند الإشارة إلى الحكومة السورية.
كما ألغيت من المسودة الجديدة مادة كانت تهدد بعقوبات ضمن المادة الرابعة عشرة من الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. وتوقعت مصادر دبلوماسية التصويت على المشروع غدا الجمعة في حال لم تطرأ اعتراضات على صيغته الأخيرة.
وقدمت المشروع أستراليا ولوكمسبورغ والأردن ويحظى بدعم لندن وواشنطن وباريس. ويدعو النص “جميع الأطراف كي ترفع فورا الحصار عن المناطق السكنية” مع تسمية سلسلة من المناطق المحاصرة من بينها حمص ومخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بالقرب من العاصمة دمشق والغوطة على تخوم دمشق.
ويطلب النص أيضا “وقف جميع الهجمات على المدنيين (…) بما في ذلك القصف الجوي خصوصا استعمال البراميل المتفجرة”.
ممر إنساني
كما يطلب من جميع الأطراف “السماح وبدون تأخير بممر إنساني سريع وآمن وبدون عوائق لوكالات الأمم المتحدة وشركائها بما في ذلك عبر خطوط الجبهة وعبر الحدود”. ويندد مشروع القرار بـ”زيادة الاعتداءات الإرهابية” في سوريا وهو أحد مطالب روسيا ودمشق.
ولا ينص القرار على عقوبات فورية في حال عدم احترام بنوده، وبطلب من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون رفع تقرير خلال مهلة ثلاثين يوما لـ”اتخاذ إجراءات إضافية في حال عدم تطبيق القرار”.
ومن أجل فرض عقوبات على النظام السوري في حال عدم التزامه بالقرار، يتعين الحصول على قرار جديد من مجلس الأمن، ومن المتوقع أن تقف روسيا أمام إصدار هذا القرار.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال يوم الاثنين إن بلاده ستعرقل أي قرار يسمح بدخول قوافل المساعدات إلى سوريا دون موافقة حكومة دمشق.
وحثت منسقة الأمم المتحدة لشؤون الإغاثة الإنسانية فاليري آموس مجلس الأمن الأسبوع الماضي على التحرك لزيادة المساعدات الإنسانية التي تدخل سوريا، وعبرت آموس أكثر من مرة عن خيبة أملها من تقلص تسليم المساعدات بشدة بسبب العنف والإجراءات الروتينية.
وتقول الأمم المتحدة إن نحو 9.3 ملايين شخص أو نحو نصف عدد السكان بسوريا يحتاجون المساعدة.
خداع النظام
من جانب آخر أكد رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في سوريا أحمد الجربا أن المعارضة السورية تمكنت بمشاركتها في مؤتمر جنيف2 من “فضح خداع النظام ومراوغته وعدم جديته في الحل السياسي وحقن دماء السوريين”.
وقال الجربا -في بيان للائتلاف أمس الأربعاء- “لقد كان على المعارضة أن تثبت للمجتمع الدولي أن الشعب السوري نادى بحريته منذ بداية الثورة بسلمية كاملة. ثم أجبر على الدفاع عن أرضه وعرضه، وسيعمل بكل السبل لنيلها”.
وأكد أن المعارضة السورية لن تدخر أي وسيلة دبلوماسية أو سياسية وحتى عسكرية، إلا واستغلتها لإنهاء مأساة الشعب السوري.
قتلى بقصف على حلب وتصعيد في يبرود
قال ناشطون سوريون إن 25 شخصا قتلوا، بينهم عائلة مؤلفة من أم وخمسة أطفال، جراء قصف ببراميل متفجرة ألقتها مروحيات القوات النظامية على بلدة الأتارب في ريف حلب الغربي.
وأفادت شبكة مسار برس بأن كتائب الثوار تمكنت مساء الأربعاء من تفجير مبنى “العلم”، حيث تردد دوي انفجار بأرجاء مدينة حلب موقعا أكثر من 25 قتيلا من عناصر قوات النظام التي كانت تتحصن بالمبنى.
وتحدث ناشطون عن سقوط قتلى وجرحى جراء قصف قوات النظام بالصواريخ والبراميل المتفجرة أحياء الصاخور والشيخ خضر ومساكن هنانو وحلب القديمة وباب الحديد وحي السكري والأنصاري.
من جهتها، قالت شهبا برس إن اشتباكات عنيفة دارت بين الجيشين الحر والنظامي في محيط مطاري النيرب العسكري وحلب الدولي وفي محيط السجن المركزي الذي استهدفته الطائرات الحربية بالرشاشات الثقيلة.
وفي حلب أيضا تبنت الجبهة الإسلامية في تسجيل مصور ما قالت إنها عملية تفجير أحد المباني الذي يرفع عليه النظام علمَه وتتمركز فيه قواته أمام قلعة حلب القديمة, وقالت الجبهة الإسلامية إن ذلك يأتي استكمالا لعملية زلزال حلب.
دمشق وريفها
وضمن الحملة التي تشنها قوات النظام على منطقة القلمون بريف دمشق، تحدثت مسار برس عن سقوط عدد من الجرحى جراء غارات جوية على رأس المعرة والسحل.
وذكرت الشبكة أن كتائب الثوار قتلت عنصرين من حزب الله اللبناني خلال المعارك الدائرة في محيط مدينة يبرود التي تعد معقلا إستراتيجيا للمعارضة وممرا للأسلحة.
وفي وقت سابق، أفادت لجان التنسيق المحلية بأن ثمانية أشخاص بينهم سيدة قتلوا في القصف على يبرود، دون أن توضح ما إذا كان بينهم مقاتلون من المعارضة.
وقالت شبكة شام إن الجبهة الإسلامية فجرت حافلة تابعة لقوات النظام، وقتلت جميع من فيها في مدينة عدرا بريف دمشق.
وفي العاصمة دمشق أعلن اتحاد التنسيقيات عن سقوط جرحى جراء قصف قوات الأسد بالمدفعية حي جوبر الدمشقي، وسط حملة دهم واعتقال في منطقة الوادي بدمر البلد وكذلك في شارع الشركسية في حي الصالحية بالعاصمة.
محاور أخرى
وعلى جبهة الريف الحمصي، قالت مسار برس إن النظام قصف بالمدفعية قرى وبلدات الرستن وتلبيسة والغنطو والدار الكبيرة والحولة، وسط اشتباكات عنيفة دارت بين كتائب المعارضة وجيش النظام خلفت قتلى وجرحى.
أما في ريف درعا، فذكرت شبكة شام أن الثوار سيطروا على حقل الرامي وحاجز الدلي بمدينة نوى، كما أسفرت العملية التي نفذها الثوار عن تدمير آليات ومقتل أكثر من 25 عنصرا من قوات النظام السوري والاستحواذ على كل ذخائرهم.
وفي تطور آخر، قال ناشطون إن كتائب الثوار سيطروا أمس الأربعاء على حاجز المية قرب ناحية السعن في ريف حماة الشرقي، واستولت على دبابتين وقتلت عددا من عناصر قوات النظام والشبيحة خلال المعارك.
وفي مدينة حماة أيضا، ذكرت المؤسسة الإعلامية أن الطيران الحربي شن عدة غارات جوية على قرية المصاصنة وناحية العقيربات قرب ريف حماة الشرقي وسط اشتباكات في محيط بلدة صوران شمال المدينة.
الانتهاء من إدخال المساعدات لمخيم اليرموك
وقال عضو منظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني -وفق وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)- إنه تم مساء الأربعاء الانتهاء من إدخال وتوزيع 400 طرد غذائي داخل المخيم، إضافة إلى إخراج 300 حالة إنسانية وأشخاص ذوي احتياجات خاصة، بينهم 45 طالباً جامعياً.
وأكد المسؤول الفلسطيني أن عملية انسحاب مسلحي المعارضة السورية من المخيم لا تزال مستمرة.
وكان مجدلاني أعلن الثلاثاء استئناف عملية إدخال المساعدات الإنسانية إلى مخيم اليرموك، بعد توقف دخولها الخميس الماضي وتوقف خروج اللاجئين من المخيم يوم الجمعة الماضي، وذلك نتيجة حؤول مسلحي المعارضة دون ذلك.
يشار إلى أن قادة الكتائب الفلسطينية بالمخيم وممثلين عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة قد توصلوا الأحد الماضي لاتفاق على تحييد المخيم بحضور وفد المصالحة الفلسطينية، وقال عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أسامة حمدان إن الاتفاق جاء نتيجة سلسلة من الجهود استمرت شهرين لحل الأزمة الإنسانية بمخيم اليرموك.
وتنفيذا للاتفاق بدأ مقاتلو جبهة النصرة الأسبوع الماضي الانسحاب من مخيم اليرموك, وبدأ في الوقت نفسه انتشار مسلحين فلسطينيين.
ظروف المخيم
ويقيم نحو عشرين ألف شخص داخل المخيم وسط ظروف مأساوية منذ يونيو/حزيران 2013 بسبب الحصار الذي فرضته قوات النظام السوري إثر استيلاء فصائل من المعارضة على غالبية أحيائه.
وأفادت حصيلة أصدرها المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن نقص الغذاء والأدوية تسبب في وفاة 88 شخصا خلال الشهور التي تلت بدء الحصار.
وكان عدد اللاجئين الفلسطينيين المقيمين باليرموك قد بلغ نحو 150 ألفا قبل اندلاع الثورة السورية، ومع انتقال المعارك إلى الداخل ساءت أوضاع السكان بشكل كبير، خاصة مع فرض الحصار ومنع دخول الغذاء والدواء.
وقد تمكنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الشهر الماضي من إدخال 6500 سلة غذائية إلى نحو 18 ألف شخص بعد رفع وقتي للحصار الذي تفرضه القوات النظامية السورية على المخيم.
ووتش: دمشق تتوسع باستخدام القنابل العنقودية
اتهمت هيومن رايتس ووتشالنظام السوري باستخدام صواريخ جديدة لم يستخدمها من قبل قادرة على حمل ذخائر عنقودية أكبر بكثير مما كان لديه. وحذرت من الآثار الكارثية لذلك على المدنيين.
وأكدت المنظمة الحقوقية البارزة أن صورا من بلدة كفر زيتا في محافظة حماة أظهرت استخدام صاروخ روسي الصنع يحمل عشرات القنابل العنقودية.
وذكر التقرير أن الصاروخ استُخدم يومي الثاني عشر والثالث عشر من الشهر الجاري وراح ضحيته عدد من المدنيين.
وأشارت المنظمة إلى أن الصاروخ الروسي أكبر بثلاثة أضعاف من الأنواع الأخرى الموجودة لدى جيش النظام.
وتنبثق من القنابل العنقودية ذخائر صغيرة تنتشر عشوائيا في مساحة واسعة وينفجر كثير من هذه الذخائر عند سقوطه لكن بعضها لا تنفجر وتصبح ألغاما تهدد السكان لسنوات.
وقال مدير إدارة الأسلحة في هيومن رايتس ووتش -ستيف جوز- إن “من المروع أن القوات الحكومية السورية ما زالت تستخدم الذخائر العنقودية المحرمة ضد شعبها”. وأضاف “القنابل العنقودية تقتل المدنيين السوريين الآن وتهدد السوريين لأجيال قادمة”.
ولم تتمكن المنظمة من التحقق من مصدر إطلاق الذخائر لكنها استبعدت “بدرجة كبيرة” أن تكون أطلقت من جانب المعارضة. ونقلت عن ناشط محلي من كفر زيتا قوله إن الصواريخ أطلقت من مطار حماة الذي تسيطر عليه القوات الحكومية السورية، وقال إن المنطقة التي تعرضت للقصف ليس بها أهداف تخص الجيش السوري الحر.
تفاؤل دانماركي حذر إزاء تدمير كيميائي سوريا بموعده
قالت رئيس وزراء الدانمارك هيلي ثروننغ شميديت خلال لقائها رئيس قبرص نيكوس أناستاسياديس على متن فرقاطة دانمركية، إنها ما زالت متفائلة بحذر بشأن الإيفاء بموعد تدمير الترسانة الكيميائية السورية، ودعت إلى ممارسة المزيد من الضغط على دمشق للالتزام بالاتفاق.
وأضافت رئيسة حكومة الدانمارك -التي تلعب دورا أساسيا في عملية التدمير إلى جانب النرويج- “لدينا مهمة ولدينا السفينة والأدوات اللازمة لتنفيذها، ولهذا نحن هنا”.
وكانت سوريا قد وافقت على التخلي عن أسلحتها الكيميائية بموجب اتفاق بين الولايات المتحدة وروسيا أقرته الأمم المتحدة وسمح بتفادي ضربة عسكرية بعد هجوم بالأسلحة الكيميائية في أغسطس/آب الماضي على ريف دمشق أدى إلى مقتل المئات، وألقى بالمسؤولية عنه على قوات الحكومة السورية، لكن دمشق نفت الاتهامات.
ومن المنتظر وصول ستين حاوية إلى الميناء الإيطالي تحمل 560 طنا من المكونات الكيميائية قادمة من سوريا، على أن تنقل إلى سفينة كايب راي الأميركية التي سيتم إتلاف المواد داخلها وهي وسط البحر الأبيض.
إخراج 11%
وكانت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية -التي تشرف مع الأمم المتحدة على تدمير الترسانة السورية- قد أعلنت أنه تم إخراج 11% فقط من الترسانة الكيميائية السورية عبر ميناء اللاذقية.
ودعت في وقت سابق دمشق إلى تعجيل نقل المواد الكيميائية خارج البلاد، خاصة بعد أن أخفقت في الإيفاء بمهلة 31 ديسمبر/كانون الأول لإزالة أخطر العناصر الكيميائية، وبمهلة الخامس من الشهر الجاري لإخراج كافة مخزونها الكيميائي.
ورغم أن مصادر بالمنظمة رجحت أن دمشق لن تتمكن من الإيفاء بتعهداتها بتسليم مخزونها من السلاح الكيميائي لتدميره بحلول نهاية يونيو/حزيران المقبل، فإن رئيسة البعثة المشتركة لعملية التدمير سيغريد كاغ قالت في وقت سابق إنها على ثقة باحترام الموعد النهائي، مشيدة بـ”التعاون البناء” الذي تبديه دمشق في هذا الصدد.
وكان نظام الرئيس السوري بشار الأسد قد عزا تأخر تسليم المواد الكيميائية إلى الوضع الأمني الناجم عن الصراع الذي تفجر منذ ما يقرب من ثلاث سنوات وتسبب في سقوط أكثر من 130 ألف قتيل حتى الآن ونزوح الملايين عن ديارهم.
براميل متفجرة على محيط سجن حلب
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
ذكر ناشطون أن مدينة يبرود السورية تعرضت للقصف مجدداً من قبل القوات الحكومية، الخميس، في وقت تفجرت من جديد المعارك العنيفة في محيط سجن حلب المركزي.
وقال ناشطون إن الطيران الحربي ألقى 16 برميلاً متفجراً على محيط سجن حلب المركزي قرب بلدة المسلمية بريف حلب، تزامناً مع اشتباكات عنيفة منذ فجر الخميس في المنطقة، والقصف العنيف بالمدفعية.
ويشهد محيط سجن حلب المركزي اشتباكات عنيفة بين عناصر جبهة النصرة والجبهة الإسلامية، والقوات الحكومية المتمركزة في السجن، وسط قصف عنيف يستهدف محيط السجن.
وقال ناشطون معارضون إن 8 عناصر من القوات الحكومية قتلوا وجرح 20 آخرون في انفجار استهدف المدخل الرئيسي للسجن.
كذلك قامت القوات الحكومية بقصف محيط السجن بالمدفعية الثقيلة وفقاً للناشطين.
وألقى الطيران المروحي للقوات السورية براميل متفجرة على بلدة الأتارب في ريف حلب، وشن قصفاً جوياً على بلدات في الريف الشرقي، بينما دارت في مدينة حلب اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المعارضة والقوات الحكومية في حي بستان القصر.
قصف على يبرود
وفي مدينة يبرود في القلمون بريف دمشق الشمالي، قال ناشطون إن المدينة شهدت انفجارات قوية ناجمة عن قصف بصواريخ أرض أرض، وتزامن ذلك مع استمرار نزوح السكان عن المدينة.
وفي الريف الشرقي، قتل عشرات الجنود الحكوميين، إثر تفجير حافلتهم المتوجهة الى مدينة عدرا، فيما شنت القوات الحكومية قصفاً مدفعياً على دوما.
ريف حماة تحت القصف
وفي حماه قال ناشطون إن انفجارا قوياً دوى في حي الحاضر، تزامناً مع استهداف الجيش الحر لأحد مقار القوات الحكومية في الحي، ما أدى الى مقتل عدد من الجنود الحكوميين.
وفي ريف حماة، يستمر الجيش الحكومي في إلقاء البراميل المتفجرة والقنابل العنقودية والفراغية على مناطق في الريفين الشمالي والشرقي.
في هذه الاثناء تستمر الاشتباكات بين الجيشين الحكومي والحر على الطريق الدولي بين مورك وصوران في ريف حماه الشمالي.
قصف بنوع جيد من القنابل العنقودية
من جهة أخرى قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” إن الجيش السوري استخدم نوعاً جديداً من القنابل العنقودية أكبر وأقوى من غيره من هذا النوع من الأسلحة في ترسانته.
وفي بيان لها، أوضحت المنظمة أن القوات الحكومية هاجمت بلدة كفر زيتا، شمالي مدينة حماة، بصواريخ محملة بهذا النوع الجديد من الذخائر العنقودية يومي 12 و13 فبراير الجاري.
ونشرت المنظمة صوراً وإفادات شهود عيان في موقعها على الإنترنت قائلة إنها تشير إلى أن الجيش السوري هاجم بلدة كفر زيتا بما لا يقل عن 4 صواريخ عيار 300 ملليمتر محملة بذخائر عنقودية.
وأضافت المنظمة أن كلاً من الصواريخ التي استخدمت هذا الشهر كان يحتوي على 72 قنبلة صغيرة مضادة للأفراد “أثقل وأشد انفجاراً” من الأنواع التي استخدمت من قبل في الحرب السورية.
روسيا تطرح مبادرة لـ”تطبيع” سعودي إيراني حول سوريا
الكويت (CNN)– طرح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، مبادرة لـ”تطبيع العلاقات” بين إيران ودول الخليج العربية، وخصوصاً المملكة العربية السعودية، على خلفية التوترات المتصاعدة بين الرياض وطهران، خاصةً فيما يتعلق بالحرب الأهلية التي تشهدها سوريا.
وأعلن الوزير الروسي، في تصريحات بالعاصمة الكويتية الأربعاء، استعداد بلاده للمساهمة في الوصول إلى ما وصفه بـ”حوار مستدام” بين إيران من جانب، ودول الخليج العربية من جانب آخر، وأكد أن “ضعف الثقة المتبادلة بين الجانبين، يسيء لمصالح دول المنطقة.”
جاءت تصريحات لافروف في مؤتمر صحفي مشترك، مع وزير الخارجية الكويتي، الشيخ صباح الخالد الصباح، والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، عبداللطيف الزياني، في ختام الاجتماع الوزاري الثالث للحوار الاستراتيجي بين دول مجلس التعاون الخليجي وروسيا الاتحادية.
واقترح الوزير الروسي إطلاق عملية من شأنها أن تسمح ببدء حوار بين الطرفين، مضيفاً أن “على الهيئات الدولية دعم هذه العملية إذا لزم الأمر”، وقال إنه “في حال استجابة دول الخليج لهذه الفكرة، ستكون موسكو مستعدة للقيام بدورها في تطبيع الوضع، وتحسين الأجواء في المنطقة.”
وبينما وصف لافروف “الاختلافات بين وجهتي النظر الخليجية والروسية” بأنها “كنت طفيفة”، فقد اعتبر الصباح أن وجهتي نظر الجانبين “مختلفة في الأولويات، إزاء الوضع في سوريا”، مشيراً إلى أنه جرى الاتفاق على مواصلة الاتصالات والمشاورات، للوصول إلى فهم مشترك ، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية.