أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء، 26 أيلول، 2012


أوباما يلتزم منع قنبلة نووية إيرانية وإنهاء نظام الأسد

نيويورك – راغدة درغام ورندة تقي الدين

أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس أن «نظام بشار الأسد يجب أن ينتهي لتتوقف معاناة الشعب السوري ويبدأ فجر جديد». وطالب الحكومة الإيرانية بالكف عن «مساندة ديكتاتور دمشق ودعم الجماعات الإرهابية في الخارج»، كما جدد موقف بلاده وعزمها وتعهدها منع ايران من الحصول على قنبلة نووية.

وقال أوباما، في خطاب امام الجمعية العامة للامم المتحدة التي بدأت دورتها السنوية امس: «في سورية، المستقبل ليس لديكتاتور يرتكب المجازر ضد شعبه يجب أن نقف سوية مع أولئك السوريين المؤمنين برؤية مختلفة». وأنذر بـ»عقوبات وعواقب على الذين يمارسون الاضطهاد» متعهداً «المساعدة والدعم للذين يعملون للصالح العام». وأعلن أنه «في اعتقادنا إن السوريين الذين يعتنقون تلك الرؤية هم الذين ستكون لهم القوة والشرعية للقيادة». وشدد على أنه إن كان من «قضية تدعو للاحتجاج في العالم اليوم فهي وجود نظام يعذب الأطفال ويطلق الصواريخ على الأبنية السكنية».

وأكد أوباما ضرورة أن «نبقى منخرطين للتأكد بأن ما بدأ مع مواطنين يطالبون بحقوقهم لا ينتهي في دورة من العنف الطائفي». وقال: «يجب أن نقف جميعاً مع السوريين المؤمنين بنسخة مختلفة لسورية موحدة حيث لكل السوريين رأي في كيفية حكمهم، من سنة وعلويين وأكراد ومسيحيين، وهو ما ستعمل لأجله أميركا، بفرض عقوبات وعواقب على أولئك الذين يمارسون الإضطهاد، وبدعم من يعمل للصالح العام لأن سورية التي تمثل هذه الرؤية هي التي ستمتلك القوة والشرعية للقيادة».

وأبلغ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الجمعية العامة إن الوضع في سورية يزداد سوءاً يوماً بعد يوم وأن «الأزمة لم تعد محصورة في سورية وحسب بل أصبحت كارثة إقليمية بتشعبات عالمية».

وقال ان، في كلمة افتتح بها الدورة الـ ٦٧ للجمعية العامة إن الأزمة السورية «تهديد جدي ومتنام للأمن والسلم الدوليين ما يتطلب تحركاً من مجلس الأمن»، داعياً المجتمع الدولي «خصوصاً أعضاء مجلس الأمن ودول المنطقة الى دعم جهود الممثل الخاص المشترك الأخضر الإبراهيمي بحزم وبإجراءات ملموسة». وأكد ضرورة «وقف العنف وتدفق السلاح الى كلا الجانبين وتطبيق عملية انتقال للسلطة يقودها السوريون في أقرب وقت».

وحذر من أن «الحاجات الإنسانية تتفاقم في سورية وما بعدها» وان «المجتمع الدولي يجب أن لا يدير وجهه فيما العنف يخرج عن السيطرة» مشيراً الى أن «انتهاكات حقوق الإنسان الوحشية تتواصل خصوصاً من الحكومة ولكن أيضاً من المجموعات المعارضة».

وشدد بان على ان «هذه الجرائم لا ينبغي أن تستمر من دون عقاب ومن واجب جيلنا أن ينهي الحصانة عن الجرائم الدولية في سورية وسواها»، مشيراً الى انه من «واجبنا أن نعطي معنى فعليا للمسؤولية في الحماية». واعتبر إن «رياح التغيير في العالم العربي وسواه ستتواصل».

وفي شأن الملف النووي الإيراني، قال أوباما إن الولايات المتحدة تريد حل القضية عبر الديبلوماسية «ولا يزال ثمة وقت ومساحة لذلك لكن الوقت غير مفتوح الأفق». وحذر من أن «إيران بسلاح نووي ليس تحدياً يمكن احتواءه» لأنها «ستهدد بإزالة إسرائيل وأمن دول الخليج واستقرار الاقتصاد العالمي وتنذر بسباق تسلح نووي في المنطقة وانهيار معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية». وأكد أن «الولايات المتحدة ستفعل ما يجب لتجنب امتلاك إيران سلاحاً نووياً».

وكان أوباما استهل خطابه بتوجيه تحية الى السفير الأميركي في ليبيا كريستوفر ستيفنز الذي قتل في بنغازي في محاولة لإصلاح ما أفسدته تصريحاته واستغلها الجمهوريون.

وقال إن «الوجهة واضحة للتوصل الى إسرائيل دولة يهودية والى فلسطين مستقلة مزدهرة من خلال التوصل الى اتفاقية عادلة بين الطرفين وأن أميركا مستعدة للسير الى جانب أولئك الجاهزين لهذا الطريق».

وشدد الأمين العام للأمم المتحدة على «حق الفلسطينيين بالتمتع بحقهم في دولة لهم قابلة للحياة بعد عقود من الاحتلال القاسي وقيود الذل في كل جانب من حياتهم». وشدد على أن حل الدولتين هو الخيار الوحيد القابل للاستدامة، مشيراً الى أن «استمرار نمو المستوطنات الإسرائيلية يقوض بجدية الجهود نحو السلام ويجب كسر الحلقة المفرغة الخطيرة».

ودعا أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الى تدخل عربي في سورية على غرار التدخل في لبنان منتصف السبعينات «حين أرسلت قوات الردع العربية لوقف الاقتتال هناك وكانت خطوة أثبتت فاعليتها». وأضاف أنه أمام فشل مجلس الأمن في الاتفاق على موقف فاعل «فإنني أرى من الأولى والأجدر أن تتدخل الدول العربية نفسها انطلاقاً من واجبها القومي والإنساني سياسياً وعسكرياً والقيام بما يفرض ويكفل وقف نزيف الدم السوري وقتل الأبرياء وتشريدهم وضمان الانتقال السلمي للسلطة في سورية». وحض «جميع الدول المؤمنة بقضية الشعب السوري على المساهمة في تقديم الدعم الى هذا الشعب حتى تتحقق مطالبه المشروعة».

وقال إن القضية الفلسطينية واستمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية تبقى الأساسية، مشيراً ًالى أن «عملية السلام توقفت بسبب المواقف الإسرائيلية الحالية التي تصر على المضي بسياسة الاستيطان» داعياً مجلس الأمن الى «إصدار قرار تحت الفصل السابع يلزم إسرائيل فك الحصار عن غزة ووقف الاستيطان إعادة عملية السلام الى مسارها».

وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند امس انه «متاكد من ان النظام السوري لن يستعيد مكانته في المجتمع الدولي وان ليس له مستقبل وسط بلادنا لذا فرنسا ستعترف بالحكومة الموقتة التي ستمثل سورية الجديدة الحرة عندما ستشكل».

وقال ان فرنسا ستطلب من هذه الحكومة كل الضمانات كي تحترم جميع الطوائف لتعيش في امن في سورية الغد».

وتابع في كلمة امام الجمعية العامة «ادعو من دون انتظار الامم المتحدة ان تقدم كل الدعم للشعب السوري الذي يطلبه منا وان تحمي المناطق المحررة وتضمن مساعدة انسانية للاجئين».

وأكد نائب وزير الخارجية السعودي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله «التزام المملكة بسيادة القانون، بالشكل الذي يتلاءم مع ما حدده ميثاق الأمم المتحدة».

وقال في كلمته امام الجمعية العامة: «إننا نؤكد على أهمية أن يبقى هذا الميثاق الذي نص على أهمية الحرية، والسيادة، والعدالة للجميع نصب أعيننا خلال جهودنا لخلق مستقبل مشرق لأبنائنا الذين سيرثون عالمنا بمشكلاته وتحدياته».

وشدد على أن السعودية «تؤكد أهمية مبدأ السيادة، وحق كل دولة في أن تمارس حريتها السياسية المستقلة على أراضيها من دون تهديدات خارجية باستخدام القوة، ولكننا في الوقت ذاته لا نتهاون في أن من حق كل شعب أن يعيش من دون اضطهاد على أراضيه، وفي أن ينعم بثرواته وموارده الطبيعية ليحظى بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية اللازمتين للاستقرار».

إنفجارات في دمشق وقذائف في الجولان

دمشق، بيروت، عمان – «الحياة»، ا ف ب، رويترز، ا ب

تواصلت عمليات القتل في سورية امس، وسقط 147 قتيلاً على الاقل حتى السادسة مساء، كما ذكرت «الشبكة السورية»، في مختلف المناطق خصوصاً في حلب حيث أعلنت القوات النظامية السيطرة على احد الأحياء المهمة شرق المدينة. ووقعت سلسلة انفجارات في دمشق استهدفت «هيئة مدارس أبناء الشهداء قرب دوار البيطرة في مدينة دمشق»، كما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. وللمرة الاولى امتدت الاشتباكات الى قرى مرتفعات الجولان المحتل.

وأوضح المرصد أن المكان المستهدف، وهو مقر إدارة المدارس يستقبل أبناء شهداء الجيش السوري، يقع على الطريق التي تؤدي إلى مطار دمشق. وقال إن: «الانفجارات كانت قوية إلى درجة أن أسواراً محيطة بالمقر انهارت».

ونقلت محطات تلفزة فضائية عربية أن انفجاراً عنيفاً استهدف مركزاً امنياً قرب فرع فلسطين في العاصمة، ما تسبب بمقتل العشرات بينهم ضباط، موضحة ان «ألوية أحفاد الرسول»، وهي جماعة إسلامية منضوية تحت لواء الجيش السوري الحر، تبنت هذه العملية.

وذكرت وكالة الانباء السورية «سانا» أن «عبوتين ناسفتين زرعتهما مجموعة مسلحة في المبنى» تسببتا بإصابة سبعة أشخاص بجروح. وقال ناشطون ومقاتلون إن قنابل زرعها مقاتلو المعارضة انفجرت في مدرسة تستخدمها قوات الأمن وميليشيات موالية للحكومة في دمشق.

إلى ذلك، أعلنت القوات السورية استعادتها السيطرة على حي العرقوب الكبير شرق حلب. وقال مصدر عسكري على الأرض لمراسل وكالة «فرانس برس» إن «العمليات انتهت في منطقة العرقوب، وإن عناصر القوات المسلحة يقومون بتفتيش الأبنية». وأضاف «انهم يقومون بمداهمات ويفتشون شقة وراء شقة للتحقق من عدم وجود متمردين». وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» من جهتها نقلاً عن مصدر عسكري تأكيده «الانتهاء من تطهير منطقة العرقوب في حلب من الإرهابيين وإعلانها منطقة آمنة، والاستمرار بتطهير منطقة سليمان الحلبي (المجاورة) من الإرهابيين».

لكن المرصد السوري قال إن «المعارك مستمرة في المنطقة»، و»لا يمكن الحديث عن سيطرة، طالما المعارك مستمرة».

وفي محافظة حمص، أفاد المرصد بتعرض الرستن والقصير وتلبيسة لقصف عنيف من القوات النظامية ادى الى سقوط أربعة قتلى وتهدم عدد من المنازل.

وفي محافظة ادلب، قتل مدني في قصف مدينة معرة النعمان فيما انقطعت الكهرباء في غالبية البلدات والقرى المحيطة منذ يومين، بحسب المرصد.

يأتي ذلك فيما سقطت قذائف هاون سورية أطلقت كما يبدو خلال القتال بين القوات السورية الحكومية ومسلحي المعارضة، في هضبة الجولان السورية التي تحتلها إسرائيل صباحا من دون وقوع إصابات، وفق ما أعلن الجيش الإسرائيلي الذي اوضح ان «القذائف كانت تستهدف قرى داخل سورية في إطار النزاع الدائر حالياً».

وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي قدم شكوى لقوات الأمم المتحدة المكلفة مراقبة الحدود مفادها «أن تسرب النيران من سورية إلى إسرائيل لن يكون مقبولاً».

من جانب آخر، أفاد المرصد السوري بأن خمسة جنود على الأقل وعنصرين من المعارضة المسلحة قتلوا إثر هجوم شنه المعارضون على حواجز للقوات النظامية في قريتي الحميدية والحرية في الجولان السوري بمحافظة القنيطرة.

على الصعيد الانساني، حذرت منظمة «سيف ذا تشيلدرن» الدولية ومقرها لندن التي تعنى بالاطفال من ان الكثير من الاطفال السوريين الذين يشهدون اعمال القتل والتعذيب وغيرها من الفظائع «مصدومون» جراء النزاع الذي يهز بلادهم منذ قرابة 18 شهرا.

وجمعت المنظمة شهادات من مخيمات اللاجئين على الحدود السورية اظهرت ان «الاطفال تعرضوا لهجمات وحشية وشاهدوا اهلهم واشقاءهم وشقيقاتهم واطفالا اخرين يموتون او شهدوا حالات تعذيب او كانوا هم انفسهم ضحاياها».

أوباما دعا العالم إلى “إنهاء” نظام الأسد

وحذّر إيران من أن الديبلوماسية “ليست مفتوحة”

    نيويورك – علي بردى

أمير قطر طالب بتدخل عسكري عربي في سوريا

كلينتون والابرهيمي ناقشا استراتيجيات جديدة حيال سوريا

هيمنت أشباح الأزمات المتعددة الوجه وتطلعات الشعوب العربية الى التغيير في الشرق الأوسط على ما عداها من القضايا العالمية في افتتاح الدورة السنوية الـ67 للجمعية العمومية للأمم المتحدة أمس في نيويورك، وسط قلق متزايد من امكان امتداد الحرب الأهلية في سوريا الى الدول المجاورة، وخوف من اشتعال حرب جديدة على خلفية الأزمة النووية مع ايران، من غير أن تظهر حتى الآن تباشير مستقبل الأوضاع في مصر وليبيا وتونس واليمن، أو ما يبعث الأمل في ايجاد تسوية قريبة للنزاع بين العرب، وخصوصاً الفلسطينيين، والإسرائيليين.

وألقى الرئيس الاميركي باراك أوباما خطاباً قوياً موجهاً بصورة رئيسية الى الرأي العام الأميركي، حدد من خلاله ملامح السياسة الخارجية التي سيعتمدها في ولايته الثانية في حال إعادة انتخابه في المواجهة مع منافسه الجمهوري ميت رومني بعد 40 يوماً فقط في الإنتخابات الرئاسية بالولايات المتحدة. غير أن أوباما انطلق من حادث قتل السفير الأميركي جون كريستوفر ستيفنس في مدينة بنغازي الليبية ليوجه رسائل عدة من بلاده الى الخارج، مجادلاً بأن قيّم الحرية والديموقراطية ليست أميركية بل عالمية وتتقاسمها الشعوب، كما أن التطرف والعنف ليسا من تقاليد العرب والمسلمين. وأوضح أن الحكومة الأميركية “لا علاقة لها” بفيديو “براءة المسلمين” المسيء الى النبي محمد والذي “يهين أميركا”.

وإذ أكد أن “أميركا لن تنسحب من العالم”، رأى  أنه “يجب ألا يكون المستقبل لديكتاتور يذبح شعبه” في سوريا، مضيفاً أنه “إذا كانت ثمة قضية تستدعي الاحتجاج في العالم اليوم، فانها قضية نظام يعذب الأطفال ويطلق الصواريخ على المباني السكنية”. وأعلن أن “نظام بشار الأسد يجب أن ينتهي حتى تتوقف معاناة الشعب السوري، ويبزغ فجر جديد”.

وفي كلامه عن ايران، قال إن “الحكومة الايرانية تدعم ديكتاتوراً في دمشق وتساند منظمات ارهابية في الخارج”. واعتبر أن الجمهورية الإسلامية “أخفقت في اقتناص الفرصة لتثبت أن برنامجها النووي سلمي، وفي أن تفي بواجباتها أمام الأمم المتحدة. دعوني أكن واضحاً: أميركا تريد أن تحل هذا الموضوع من طريق الديبلوماسية، ونحن نعتقد أنه لا يزال ثمة متسع من الوقت والمجال للقيام بذلك. لكن ذلك الوقت ليس مفتوحاً”.

كذلك اتهم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ايران بتقديم دعم مادي لنظام الأسد. وقال إنه “من الواضح أن لدينا جميعاً الدليل على أن ايران تتدخل بوسائل بشرية ومادية في سوريا، وهذا غير مقبول”. وطالب الأمم المتحدة بأن “تمنح الآن الشعب السوري كل الدعم والمساندة التي يطلبها، وبالأخص حماية المناطق المحررة وضمان تقديم المساعدات الإنسانية للاجئين”. وأكد أن فرنسا ستعترف بحكومة للمعارضة فور تشكيلها، وأن حكومة الرئيس بشار الأسد لا يوجد مستقبل لها على الساحة الدولية.

واسترعت الانتباه مطالبة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني بتدخل عسكري عربي في سوريا إذ قال إن “الأولى والأجدر أن تتدخل الدول العربية نفسها انطلاقاً من واجبها القومي والإنساني سياسياً وعسكرياً والقيام بما يفرض ويكفل وقف نزف الدم السوري وقتل الأبرياء وتشريدهم وضمان الإنتقال السلمي للسلطة في سوريا”. وذكر بـ”سابقة مماثلة حين تدخلت قوات الردع العربية في لبنان منتصف السبعينات من القرن الماضي لوقف الإقتتال هناك وكانت تلك خطوة أثبتت فاعليتها وجدواها”.

ووصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون الوضع في سوريا بأنه “خطير” ويشكل “تهديداً متزايداً للسلم والأمن الدوليين بما يوجب عملاً من مجلس الأمن”. وينذر بـ”كارثة اقليمية”. ومن دون أن يسميهم بالإسم، أعرب رفضه للغة نزع الشرعية التي يستخدمها الزعماء الايرانيون، وتهديدات الإسرائيليين باحتمال شن هجمات عسكرية من دولة على أخرى. وقال إن مثل هذه الهجمات ستكون مدمرة.

هيلاري التقت الابرهيمي

وعلى هامش اعمال الجمعية العمومية، التقت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي.

وأفاد مسؤول أميكي بارز ان كلينتون والابرهيمي ناقشا وسائل توحيد المعارضة السورية وتعزيز الانتقال السياسي في هذا البلد. وقال إنهما ناقشا ايضا استراتيجيات جديدة للتعامل مع نظام الاسد والانتفاضة في سورياز وأشار الى أن الممثل الاممي قد يحافظ على بعض العناصر التي كانت واردة في خطة سلفه كوفي أنان. لكنه اضاف ان الابرهيمي وكلينتون لن يتسرعا في تقديم خطة بديلة.

وبعد اللقاء، كشف ديبلوماسي اميركي ان الولايات المتحدة سوف تعلن في نهاية الاسبوع عن مساعدة اضافية للمسلحين السوريين الذين يقاتلون النظام كي يتمكنوا من “الدفاع عن انفسهم” مع استبعاده تقديم أسلحة للمعارضة. واضاف: “أعتقد انكم سوف تسمعونها (كلينتون) تعلن عن تقديم تمويل للمعارضة”، مؤكدا انه لن يكون هناك “اي تغيير في الطبيعة الاساسية” لهذا الدعم للمتمردين السوريين.

واشنطن: استقالة فريدريك هوف

الأكثر اطلاعاً على الملف السوري

    واشنطن – هشام ملحم

علمت “النهار” من مصادر أميركية رسمية موثوق بها ان السفير فريدريك هوف مستشار وزارة الخارجية لشؤون العملية الانتقالية في سوريا قدم استقالته من منصبه لاسباب شخصية.

وقالت ان هوف، الذي قام بنشاطات مكثفة منذ نشوب الانتفاضة السورية لتوحيد قوى المعارضة وتنسيق المواقف مع تركيا حيال سوريا، كان يعتزم التقاعد منذ فترة لانه وعد المبعوث الخاص السابق لعملية السلام جورج ميتشل، كما وعد عائلته أن يخدم سنتين فقط، لكن الانتفاضة السورية اضطرته الى تأجيل تقاعده فترة طويلة.

ويرى هوف، استناداً الى المصادر، ان زميله السفير روبرت فورد الذي يكرس كل وقته للصراع في سوريا، ومساعدة وزيرة الخاريجة اليزابيت جونز التي تكرس الكثير من وقتها لسوريا، جعلا تقاعده من الخدمة امرا ممكنا.

ويعتبر هوف، الذي رفعت رتبته قبل اشهر الى منصب سفير، لتسهيل اتصالاته مع المسؤولين البارزين في الدول المعنية بالازمة السورية، من أكثر المسؤولين الاميركيين خبرة واطلاعا على الشؤون السورية واللبنانية، إذ تعود علاقاته بسوريا الى شبابه حين زار دمشق طالباً واقام مع عائلة سورية، كما عمل في السفارة الاميركية في لبنان. ولفرد هوف دراسات عدة عن عملية السلام العربية – الاسرائيلية، وكان المؤلف الرئيسي لما يعرف بتقرير ميتشل قبل اكثر من عقد من الزمن، كما انه نشر دراسة جيدة عن المشاكل الحدودية بين اسرائيل وسوريا، وتقريرا عن طبيعة السلام بين سوريا واسرائيل ومتطلباته.

دمشق تحتضن اليوم مؤتمراً جديداً للمعارضة يضم 30 تياراً وحزباً

طارق العبد

دمشق ـ طارق العبد لم تمض أيام على انتهاء «مؤتمر الإنقاذ الوطني في سوريا»، حتى أعلنت عدة قوى وتيارات معارضة استعدادها لعقد مؤتمر، أطلقت عليه اسم «مؤتمر المعارضة الوطنية».وهكذا ستحتضن دمشق اليوم اللقاء الثاني للتيارات السياسية المعارضة في البلاد، والذي يجمع أكثر من 30 تياراً وحزباً، بين أحزاب خرجت إلى العلن بموجب قانون الأحزاب الجديد وقوى لها وجود تاريخي في البلاد، مثل الشيوعيين والقوميين السوريين، بالإضافة إلى قوى أخرى تطالب بالتغيير السلمي.على أن اللافت في المؤتمر هو أن عدداً من القوى المشاركة فيه أعلنت عنه اثر استبعادها من مؤتمر «الإنقاذ» الذي اعتبرت فيه «هيئة التنسيق الوطنية» أن هذه القوى ليست معارضة بقدر ما هي تمثل فريق السلطة، وبالتالي لا مكان لها في فريق المعارضة، وهو الأمر الذي دفعها إلى عقد مؤتمر آخر بغية طرح مبادرة لبدء الحل السياسي في البلاد، ومحاولة التغيير السلمي، بما يجنب البلاد مزيداً من الموت والدمار والمزيد من الخسائر الاقتصادية والبشرية، كما تشير مختلف بيانات هذه التيارات.ويشير عضو «التيار الثالث» في سوريا سامي بيتنجانة، في حديث لـ«السفير»، إلى أن «هيئة التنسيق من أقرب أطراف المعارضة لنا. التقينا بهم عدة مرات كتيار وكائتلاف والآن كلجنة لإعداد المؤتمر، لكننا جوبهنا بالرفض والإقصاء، وعرضنا عليهم الدخول في ائتلافنا الذي يضم عدة قوى معارضة، وشخصيات مثل فاتح جاموس وعادل نعيسة اللذين سجنا لسنوات طويلة، فرفضوا، لأننا لسنا معارضة بحسب تصنيفهم. وهذا كان قبل دخول الوزراء للوزارة، وحتى قبل ترشحهم لمجلس الشعب. نحن نتبنى التغيير الجذري، ولكن هم رأوا أن شعاراتنا تخدم النظام، ونحن وجدناها تحمي الدولة من السقوط».وأضاف «عندما تمت الدعوة لمؤتمر الإنقاذ الوطني وجدنا أن في أطروحاته العديد من الإيجابيات، منها قبول الحوار مع النظام والاعتراف بأن سوريا تمر بأزمة مستعصية وضرورة وقف السلاح، وهي جزء من أطروحاتنا، لكننا لم ندعَ له، لا كتيار ثالث ولا كائتلاف قوى التغيير السلمي».وتابع بيتنجانة «ذهبنا بوفد إلى مكتب (المنسق العام لهيئة التنسيق) حسن عبد العظيم لمناقشة الموضوع، لكننا جوبهنا بالرفض. وقيل لنا إننا إن دعينا فعلينا قبول ورقة المؤتمر كما هي من دون نقاش. وهذا الأمر حصل مع عدة قوى أخرى. هنا نقول إن من يرفض الإقصاء لا يقصي أحدا، ومن يرفض الاستبداد لا يستبد، فمن فترة قريبة صدر بيان للجنة الإعلامية في المؤتمر مليء بالأخطاء حيث قالوا في بدايته: أعلن نائب رئيس الوزراء قدري جميل عن الدعوة لمؤتمر يضم الوزير علي حيدر وقوى أخرى، والحقيقة أن الإعلان تم من 22 حزبا وتيارا، بينهم جبهة التغيير والتحرير. ثم قالوا: إن المؤتمر الذي تداعينا للمشاركة فيه هو لقوى معارضة غير مشاركة في السلطة الحاكمة. فإذا قلنا إن حزبين قد شاركا في الحكومة فلماذا لم تدعَ باقي القوى وعددها 22؟ مع العلم أن مجموعة من هذه القوى والأحزاب أرسلت رسالة خطية استلمها حسن عبد العظيم تتساءل عن سبب الإقصاء، وقد تم تجاهل هذه الرسالة بسبب عقلية الإقصاء، فتداعينا إلى عقد مؤتمر شامل يضمّ 22 حزبا وتيارا وشخصيات سورية معارضة، من مبدأ دعوة علنية وشخصية لكل أطياف المعارضة، بمن فيهم هيئة التنسيق، وتيار بناء الدولة، يتبنّى رفض العنف والتدخل العسكري الخارجي، حتى أننا سندعو إليه المعارضة التي تدعو إلى إسقاط النظام، شرط أن تقدّم آليات واضحة لإسقاط النظام من دون إسقاط الدولة السورية، أو حلّ الجيش السوري».وقال «مؤتمرنا ليس بديلا من مؤتمر الإنقاذ الوطني، لكننا من خلاله نقول إن الجهات التي شاركت في ذلك المؤتمر هي ليست الممثل الوحيد للمعارضة الداخلية».ويقول القيادي في «التيار الثالث» مازن مغربية «من الواضح أن النظام يريد إعادة إنتاج نفسه وإعادة حكم سوريا بطريقة شبيهة بما قبل 15 آذار، ويتحجج للوصول إلى ذلك بالمسلحين والتكفيريين والجهاديين والإرهابيين، الموجودين فعلاً على أرض سوريا، والمؤامرة وطلب بعض المعارضة التدخل العسكري الخارجي واحتلال أجزاء من سوريا، لكن هؤلاء لا يمثلون سوى أنفسهم، ولا يعبرون عن كل المعارضة السورية التي ترفض التدخل العسكري الخارجي والعنف وتريد تغيير النظام بالوسائل السلمية، والديموقراطية، وهذه الفئة هي من تحرجه وتسحب منه كل الذرائع. كما أنه يستفيد من تشتت المعارضة ليقول إنه لا شريك أتحاور معه، ويريد تسليط الضوء فقط على بعض المعارضين الذين يقبلون أن يكونوا حديقة خلفية له كما حصل في السبعينيات والثمانينيات».وأضاف «يؤسفني القول إن بعض الخارج، الذي يريد حل الأزمة السورية عبر الحوار والمبادرات السياسية، والذي يؤكد ضرورة تقرير كل الشعب السوري مصيره للوصول إلى سوريا دولة الديموقراطية والمواطنة والمؤسسات رغم حرصه على مصالحه في سوريا، أعقل من طرفي الصراع، وكل من يريد أخذ سوريا إلى الخراب». ويوضح رئيس «حزب الشباب الوطني السوري» ماهر مرهج أن «هيئة التنسيق تعاملت مع أطياف المعارضة في الداخل باستبداد واضح، واعتبرت أننا من فريق السلطة الذي ثمة من يحاربنا فيه، ويعتبر أن وجودنا كأحزاب ناشئة موقت، ليكون مصيرنا السجون بعد انتهاء الأزمة. ولكن، في المقابل، من الخطأ اعتبار النظام كتلة واحدة وكذلك المعارضة، فهناك في النهاية فريق مستعد للتحاور وإطلاق مبادرة تسهم في وقف العنف وترفض التدخل الخارجي، وثمة معارضون وطنيون قضى بعضهم 30 عاماً في الاعتقال، ويفضل العودة للسجون بدلاً من تدمير البلاد بتدخل خارجي، وبالتالي هناك فرصة لإطلاق حل سياسي من الداخل، من دون انتظار الحلول الإقليمية أو الدولية التي قد لا تصل بالمطلق».في المقابل، يعتبر عضو المكتب السياسي في الحزب السوري القومي الاجتماعي طارق الأحمد أن «هيئة التنسيق، وهي ذات تجمع أحزاب عريقة سبق أن اجتمعنا معهم لمرات وخاصة مع طرح الهيئة قبل أشهر لهدنة يمكن خلالها إيصال المساعدات الإنسانية، واستمر التواصل لاحقاً، ولكن تم إقصاؤنا، واعتبروا أننا في السلطة، رغم أن كلاً من وزير المصالحة الوطنية علي حيدر ونائب رئيس الحكومة قدري جميل هما الآن معارضان في قلب الحكومة، وهناك من يصوب عليهما من داخل السلطة وما زال خطابنا كما هو». وقال «هم أقصوا تيارات كثيرة، وتعاملوا بمنطق الحزب القائد وحصل هذا عدة مرات في السابق، وحتى قبل دخولنا للسلطة، وهو ما انسحب على ائتلاف التغيير السلمي الذي يضم معارضين لهم تاريخهم في مناهضة النظام. واليوم تداعينا إلى مؤتمر يجمع عدة أطراف، وشكلنا لجنة تحضير مع ائتلاف قوى التغيير السلمي، وأصبح معنا أكثر من 24 حزبا، ولكن في النهاية لا بد من القول إني ضنين على مؤتمرهم، وأتمنى لكل جهد سلمي يهدف الى خلق تغيير حقيقي ان يتواصل، لا كما حصل في مصر أو تونس حيث بقيت العقلية السلطوية كما هي وتبدلت الوجوه لا أكثر، بل تم إعادة إنتاج النظام من جديد، وهو ما نسعى إلى تلافيه في سوريا من خلال تغيير جذري بنيوي».يذكر انه منذ صدور قانون الأحزاب الصيف الماضي أعلن عن تشكيل أكثر من 10 أحزاب سياسية، بهدف المشاركة في الحياة السياسية في سوريا، وبرزت لها مواقف متمايزة في الاستفتاء على الدستور والانتخابات البرلمانية التي قاطعها البعض، ولم ينجح آخرون في الوصول إلى القبة البرلمانية. وتندرج اليوم معظم هذه الأحزاب في مؤتمر المعارضة الوطنية الذي ستحتضنه عاصمة الأمويين اليوم.

انفجارات في دمشق والجيش يستعيد حياً في حلب

وقعت سلسلة انفجارات في دمشق قبل ظهر أمس، استهدفت ادارة مدارس تابعة للجيش السوري النظامي، بحسب ما افاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» الذي اشار الى استمرار العمليات العسكرية والقصف في حلب وحمص، ما أسفر عن مقتل 16 شخصا على الأقل.

وقال المرصد في بيان «انفجرت عبوات ناسفة في مقر هيئة مدارس ابناء الشهداء قرب دوار البيطرة في مدينة دمشق ووردت انباء اولية عن سقوط جرحى». وأوضح مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن أن المكان المستهدف هو مقر ادارة المدارس التي تستقبل ابناء شهداء الجيش السوري، مشيرا الى انه يقع على الطريق التي تؤدي الى مطار دمشق. وقال إن «الانفجارات كانت قوية الى درجة أن أسوارا محيطة بالمقر انهارت».

ونقلت محطات تلفزة فضائية عربية، أن انفجارا عنيفا استهدف مركزا امنيا قرب فرع فلسطين في العاصمة، ما تسبب بمقتل العشرات بينهم ضباط. وقالت هذه المحطات إن «الوية احفاد الرسول»، وهي جماعة اسلامية منضوية تحت لواء «الجيش السوري الحر»، تبنت هذه العملية. ولم يؤكد الناشطون على الارض ومسؤولو «الجيش الحر» هذه العملية.

في مدينة حلب حيث قتلت فتاة في السادسة فجرا بنيران القوات السورية التي استهدفت سيارة على الطريق الدولية بين دمشق وحلب، قال المرصد ان «اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في حيي العرقوب وسليمان الحلبي وسط قصف عنيف من القوات النظامية السورية». وكانت احياء هنانو والميسر والكلاسة في مدينة حلب ومدينة الباب في ريفها تعرضت للقصف من القوات النظامية صباحا.

وقال مصدر عسكري نظامي من حلب إن «العمليات انتهت في منطقة العرقوب، وإن عناصر القوات المسلحة يقومون بتفتيش الابنية». واضاف «أنهم يقومون بمداهمات ويفتشون شقة وراء شقة للتحقق من عدم وجود متمردين».

وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية «سانا» من جهتها نقلا عن مصدر عسكري تأكيده «الانتهاء من تطهير منطقة العرقوب في حلب من الارهابيين واعلانها منطقة آمنة، والاستمرار بتطهير منطقة سليمان الحلبي (المجاورة) من الارهابيين». وقالت الوكالة إن «آليات مجلس مدينة حلب دخلت الى منطقة العرقوب لتنظيفها وتأهيلها».

وفي محافظة القنيطرة قتل مقاتلان معارضان وما لا يقل عن خمسة عناصر من القوات النظامية اثر هجوم نفذه المقاتلون على حواجز للقوات النظامية في قريتي الحميدية والحرية في الجولان السوري، بحسب المرصد.

وفي محافظة حمص، افاد المرصد عن تعرض مدينة الرستن لقصف عنيف من القوات النظامية، وعن سقوط أربعة قتلى جراء القصف على مدينة القصير. كما ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان، أن مدينة تلبيسة في ريف حمص تتعرض ايضا «للقصف بأسلحة الهاون والمدفعية الثقيلة» ما أدى الى تهدم عدد من المنازل. وتعتبر تلبيسة والقصير والرستن معاقل للجيش السوري الحر.

(أ ف ب، رويترز)

افتتاح الجمعية العامة للأمم المتحدة: قطر نحو تدخل عسكري عربي في سوريا أوبامـا: حـان الوقـت لعـزل كارهـي واشـنطن وإسـرائيل والغـرب

افتتح ممثلو وزعماء العالم أمس، الجلسة الأولى للدورة السابعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة في مقرها الرئيسي في مدينة نيويورك، حيث طغت الأزمة السورية والمشروع النووي الإيراني على الخطابات الأساسية في اليوم الأول، فقد دعا الأمير القطري حمد بن خليفة آل ثاني إلى تدخل «عسكري وسياسي عربي» في سوريا، آخذاً من التدخل العربي خلال الحرب الأهلية اللبنانية مثالاً لدعم طرحه. في المقابل، لم يضف الرئيس الأميركي باراك أوباما جديداً على موقف بلاده، إذ أنه عاد وشدّد على ضرورة «الانتهاء» من نظام الرئيس السوري بشار الأسد عبر فرض المزيد من العقوبات، أما إيران التي اتهمها بدعم «الديكتاتور السوري» فأكد سياسة بلاده الديبلوماسية تجاهها، محذراً من أن مرور الوقت ليس في مصلحتها.

بان كي مون

وفي كلمته الافتتاحية، أبدى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تخوّفه من أن «الباب قد يغلق نهائياً» أمام حل الدولتين في الصراع العربي الإسرائيلي. وبعدما حذر من توسّع المستوطنات الإسرائيلية وتأثيره على السلام، أضاف «وأرفض كذلك لغة إنكار الشرعية والتهديد بالعمل العسكري من دولة لأخرى. أي هجوم من هذا النوع سيكون مدمراً»، في إشارة واضحة لتهديد إسرائيل بشن هجوم عسكري يستهدف المنشآت النووية الإيرانية. وأضاف إن «مثل هذه الهجمات ستكون كارثية»، مشيراً إلى أن تلك «التهديدات المتبادلة في الأسابيع الماضية حول شن حرب مقلقة، تذكرنا بضرورة إيجاد حلول سياسية واحترام ميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية بشكل تام». ليعود ويشدّد أن «هدفنا هو عالم خالٍ من الأسلحة النووية… على إيران أن تثبت طبيعة برنامجها النووي السلمي»، وعلى كوريا الشمالية «التقدم نحو نزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية».

وفي الموضوع السوري، اعتبر أن ما يحصل «كارثة إقليمية لها تداعيات عالمية»، مضيفاً إنه يتعين على العالم «وقف العنف وتدفق السلاح على الجانبين وبدء عملية انتقالية يقودها السوريون في أسرع وقت ممكن». وتابع «ينبغي للمجتمع الدولي ألا يشيح بوجهه عن العنف… إن الانتهاكات الوحشية لحقوق الإنسان مستمرة، خصوصاً من قبل الحكومة، ولكن أيضاً من مجموعات المعارضة».

أوباما

بدوره، أكد الرئيس الأميركي، أن نظام الأسد «يجب أن ينتهي»، داعياً إلى فرض العقوبات عليه. وقال في خطابه أمام الجمعية العامة «يجب أن لا يكون هناك مستقبل لديكتاتور يذبح شعبه… وإذا كانت هناك قضية تستدعي الاحتجاج في العالم اليوم، فإنها (قضية) نظام يعذب الأطفال ويطلق الصواريخ على المباني السكنية».

وربطاً بين هجومه على إيران والأزمة السورية، اتهم الرئيس الأميركي طهران بمساعدة «ديكتاتور في السلطة» على حد قوله، مشيراً إلى أنه «حان الوقت لعزل من جعلوا من كره الولايات المتحدة وإسرائيل والغرب مبدأهم السياسي الرئيسي». وأضاف «مثلما يقيّد (الأسد) حقوق شعبه فإن الحكومة الإيرانية تدعم دكتاتوراً في دمشق وتدعم مجموعات إرهابية في الخارج»، ليعيد ويشدّد «نعلن مجدداً أن نظام بشار الأسد يجب أن ينتهي حتى تنتهي معاناة الشعب السوري، ويبدأ فجر جديد».

ولكنه أكد أن على المجتمع الدولي التحرك من أجل الحيلولة من دون أن يتحوّل التمرّد ضد الأسد إلى «دائرة من العنف الطائفي»، مضيفاً أن الولايات المتحدة تريد سوريا «متحدة وجامعة… هذه هي النتيجة التي نعمل من اجل التوصل إليها، من خلال فرض العقوبات ومحاسبة المضطهدين، وتقديم المساعدة والدعم لمن يعملون من أجل المصلحة العامة»، لأن هؤلاء بحسب قوله «ستكون لديهم القوة والشرعية ليقودوا» بلادهم.

أما في ما يتعلق بالمشروع النووي الإيراني، فأكد الرئيس الأميركي على مسعاه إلى حلّ الخلاف بالطرق الديبلوماسية، وأوضح أن إيران فشلت في برهنة أن مشروعها النووي سلمي، كما فشلت في الإيفاء بالتزاماتها للأمم المتحدة. وكرر ما كان أعلن عنه سابقاً أن «الولايات المتحدة ستفعل ما عليها لمنع إيران من الحصول على السلاح النووي» على اعتبار أن «إيران نووية ستهدد بإزالة إسرائيل، والأمن في دول الخليج، واستقرار الاقتصاد العالمي»، مؤكداً أن «الوقت ليس غير محدود» لحل هذا النزاع، في إشارة إلى أن الوقت بدأ «يضيق» أمام إيران.

وفي تعليقه على الاحتجاجات التي شهدتها الدول العربية والإسلامية على خلفية فيلم «براءة المسلمين» والتي أسفرت عن مقتل السفير الاميركي في بنغازي، لفت إلى حدوث «تقدم» منذ اندلاع ثورات «الربيع العربي»، إلا أن الاضطرابات التي شهدها العالم الإسلامي مؤخراً أظهرت أن «السبيل إلى الديموقراطية لا ينتهي بالاقتراع». وشدّد على «أنه لا توجد عبارات تعذر قتل الأبرياء، كما لا يوجد فيديو يبرر هجوماً على سفارة»، لافتاً إلى أنه «لا توجد أي اساءة يمكن ان توفر مبرراً كي يحرق الناس مطعماً في لبنان أو يدمّرون مسجداً في تونس او يتسبّبون بالموت والدمار في باكستان». وأكد أن الفيلم «ليس مهيناً للمسلمين فقط، بل للأميركيين أيضاً»، وأن الاعتداء على المواطنين الأميركيين هو «اعتداء على أميركا».

ومجدداً، أكد أوباما أنه «على الجميع الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود»، مضيفاً أن «الهدف واضح، دولة يهودية مستقلة وآمنة، ودولة فلسطينية مستقلة ومزدهرة، يجب الوصول إلى السلام بين الشعبين».

حمد بن خليفة

من جهته، دعا الأمير القطري حمد بن خليفة آل ثاني إلى تدخل عسكري وسياسي عربي في سوريا في ظل «عجز المجتمع الدولي»، مطالباً بتقديم «كافة أشكال الدعم للشعب السوري حتى تتحقق مطالبه المشروعة».

واعتبر حمد أن «الوضع في سوريا بلغ مراحل لا تحتمل، إذ يسقط مئات السوريين يومياً بنيران نظام لا يتورع عن استخدام كل أنواع السلاح ضد شعبه، في ظل فشل مجلس الأمن من الاتفاق على موقف فاعل»، موضحاً لذلك «نرى أن تدخل الدول العربية سياسياً وعسكرياً وإنسانياً لوقف العنف وضمان انتقال السلطة هو الحل، على غرار ما حصل حين تدخلت قوات الردع العربية في لبنان في سبعينيات القرن الماضي وكانت خطوة ناجحة وأثبتت جدواها».

وأكد أمير قطر أن «القضية الأساسية تظل القضية الفلسطينية واستمرار الاحتلال الإسرائيلي في الضفة العربية ومزارع شبعا إلى جانب الحصار المفروض على قطاع غزة». واعتبر أن «عملية السلام توقفت بسبب سياسة الاستيطان الإسرائيلية»، متسائلاً «لماذا لا يصدر مجلس الأمن قراراً تحت الفصل السابع يلزم إسرائيل بوقف الاستيطان وفك الحصار عن غزة والسير بعملية السلام؟».

هولاند

أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند خلال كلمته أمام الجمعية العامة على ضرورة قيام المجتمع الدولي بتحرك «عاجل» في سوريا، «لأن هناك ضرورة ملحة». واعتبر أن نظام الأسد ليس له مستقبل، داعياً الأمم المتحدة إلى «حماية المناطق التي حررتها» المعارضة السورية. وأضاف «أخــذت قــراراً باسم فرنسا بأن أعترف بالحكومـة الســورية الجديــدة فور تشكيلها».

أما في ما يتعلق بالموضوع الإيراني، أشار هولاند إلى أن «إيران تتجاهل مطالب المجتمع الدولي بخصوص برنامجها النووي»، لافتاً إلى أن «باريس لن تتساهل إزاء مواصلتها الاستخفاف بالالتزامات الدولية وتهديد استقرار المنطقة». وأفاد بأن باريس مستعدّة وشركاءها في الاتحاد الأوروبي، لفرض عقوبات جديدة على إيران. كذلك، تعهد الرئيس الفرنسي «بالسير على طريق المفاوضات في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية للوصول إلى حل الدولتين».

وخلال حديثه عن حرية الشعوب ودور المجتمع الدولي بعد طرح ضرورة دعم قرار مجــلس الأمن الدولي لـ«السماح لمالي باســتعادة أراضيها»، وإنهاء العنف في الكونــغو، قال الرئيــس الفرنسي إن «كل دولة مسؤولة عن حمــاية مدنيــيها وفي حال تخلّفت أي دولة عن ذلــك فيعــود لنا القيــام بذلك بدلاً عنها».

المعلم من بيروت إلى نيويورك

مرّ وزير الخارجية السوري وليد المعلم يرافقه وفد رفيع المستوى يضمّ نائبه فيصل المقداد، وهشام القاضي، وعدنان حموي، من مطار رفيق الحريــري الدولي في بيروت متوجهاً إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة. وكان وصل إليه على متن طائرة خاصة تابعة لشركة «لوفتهانزا» في رحلة عادية متوجهة إلى فرانكفورت، ومنها إلى نيويورك.

وتوقف الوفــد فترة وجيزة في المطار، فيما غــاب عن استقبــاله أي مسؤول لبنــاني لأســباب عزتها مصادر مطلعة لـ«وكالة الأنباء المركــزية» اللبنانية بأن المحطة الســورية غــير رسمية، بل مجرد ترانــزيت. وقد حضر إلى المطار سفــير ســوريا إلى لبنـان علــي عبــد الكــريم علي.

  («السفير»، أ ف ب، أ ب، رويترز)

الجمعية العامة نجماها الإبراهيمي وفيلتمان .. ولا زهور من «الربيع العربي»

نيويورك: أمن وصور تذكارية وحضور عابر لأوباما

مارلين خليفة

آلاف العناصر الأمنية تراقب الشوارع المقطعة الأوصال بسيارات الشرطة في نيويورك.

الأمم المتحدة تغلي بالوفود الديبلوماسية والإعلامية، والجميع ينتظر الرئيس الأميركي باراك أوباما. المركز الإعلامي في الأمم المتحدة الذي يتسع لمئات الصحافيين ضاق بحشد الصحافيين. أما في «لوبي» الجمعية العامة، فقد تزاحم المصوّرون بالمئات لاتخاذ زاوية تمكنهم من التقاط صورة لأوباما وكأنها الصورة الأولى له!

أما الصحافيون، فقد تنافسوا للحصول على بطاقة من أصل 37 بطاقة خصصتها الأمم المتحدة وتخوّل الواحدة منها حاملها حضور أعمال الجمعية، ونال الحظوة من جاء في الصباح الباكر، فيما اكتفى الباقون بمشاهدة الشاشات العملاقة.

وقد طفت الأزمة السورية على وجه المواضيع الدولية التي حملها 120 رئيس دولة إلى منبر الجمعية العامة في نيويورك في دورتها الـ67 التي افتتحت نقاشاتها، أمس، باللغات الخمس الرسمية المعتمدة.

وتركّزت العدسات على أوباما، والرئيس المصري محمد مرسي، والرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد والرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون الذي ظهرت على وجهه علامات الشيخوخة.

ومع تراجع فلسطين عن طلب عضوية الدولة الكاملة في الأمم المتحدة، وهي «الأنشودة» التي أتقنها في العام الماضي الرئيس الفلسطيني محمود عباس، فكان أن أسر انتباه الكون إلى قضيته، فإن الطلب الدولي سيتحوّل هذه السنة إلى دولة مراقبة فحسب (غير عضو في الأمم المتحدة)، ما أفقد عباس الكثير من رونق حضوره، فعاد هذه السنة إلى صورة الرئيس العادي الذي لن ينال هذه السنة حماسة الوفود ولن يحظى بتصفيق حار، والمخزي أنه كرمى عيون الولايات المتحدة، أن طلب فلسطين لن يتم تقديمه للتصويت في الجمعية العامة إلا بعد انتهاء الانتخابات الأميركية في 6 تشرين الثاني المقبل… منعاً لإحراج أوباما.

أما سوريا، فإن مجلس الأمن الدولي عقد اجتماعاً في شأنها أكد فيه مجدداً عجز الدول التي تعج بها نيويورك عن اجتراح حلّ ما، في ظل صمت أميركي واضح في سلوك المندوبة الأميركية سوزان رايس، التي بقيت صامتة على غير عادتها في السنة الماضية حين طرحت عضوية فلسطين الكاملة.

أما «الزعماء» الجدد لدول الربيع العربي: المصري والتونسي والليبي واليمني فلم يحملوا من «ربيعهم» أي أزهار أو عطور جذابة. مروا في أروقة الأمم المتحدة ومنابرها مرور الكرام، مؤكدين واقع بلدانهم العاجزة عن اتخاذ مبادرات، وكيف يمكنها ذلك إذا كانت الولايات المتحدة نفسها عاجزة عن القيام بها بفعل اقتراب موعد انتخاباتها الرئاسية من جهة، وبفعل الأزمة المالية التي تمنعها من التوجيه والتأنيب والتهديد، لكونها عاجزة عن الإقدام على أي شيء من جهة ثانية؟

وسط العجز العام لم يبق إلا بريق عدسات التصوير والصور التي جمعت رؤساء قلما يجتمعون في مكان واحد، بالإضافة إلى اجتماعات دورية مهمة منها اجتماع وزراء الخارجية العرب في نيويورك، الذي يرأسه لبنان هذه السنة بشخص وزير الخارجية عدنان منصور، ووزراء خارجية منظمة المؤتمر الإسلامي إلى كتل دولية أخرى تجتمع على هامش الجمعية كل سنة.

وإذ تميّزت الجمعية العامة هذه السنة بسطوع نجم مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية الخارجية جيفري فيلتمان الحاضر نجمه دوماً إلى جانب الأمين العام بان كي مون في أروقة الأمم المتحدة التي انتهى ترميم مبناها العملاق، فإن فيلتمان لم يشح الأضواء عن أوباما، الذي أبلغ المسؤولين في الأمم المتحدة أن لا وقت لديه للقاء أي زعيم دولي. وكعادته زار أوباما الأمين العام بان كي مون في جلسة بروتوكولية وتوجه من هناك إلى ندوة بيل كلينتون قبل العودة بسرعة إلى واشنطن، بعد انتهائه من إلقاء كلمته تاركاً وراءه الكثير من الزعماء المتشوقين ولو لالتقاط صورة معه.

انسحاب أوباما السريع من الاجتماع الدولي أثار همساً «ساخراً» عن «اكتشاف» السبب الحقيقي وراء امتناع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان عن المجيء إلى نيويورك هذه السنة.

ويبدو بأن الرئيس المصري محمد مرسي تلقى الصدمة ذاتها، لكنّه عوّض عن ذلك بكلمتين، أولى، في الجمعية العامة وثانية، في ندوة بيل كلينتون وأعطى مقابلة لصحيفة «نيويورك تايمز» وأخرى تلفزيونية مع تشارلي روز.

ويقول أحد الديبلوماسيين المصريين في نيويورك إن العلاقات المصرية – الأميركية «تمر في مرحلة صعبة جداً بعد أعمال العنف في جوار السفارة الأميركية في القاهرة والتظاهرات العنيفة التي قادها الإسلاميون بسبب الفيلم المسيء للنبي محمد، ومحاولة إحراق السفارة الأميركية وإنزال العلم الأميركي وإحراقه، إلا أن الإشارة الأخطر من وجهة النظر الأميركية تمثلت في رفع صور أسامة بن لادن وعلم التوحيد بدلاً من العلم المصري».

ويشرح «أكثر ما أزعج الأميركيين، تمثل بردة فعل الرئيس مرسي التي جاءت متأخرة، بعد مرور أكثر من 24 ساعة على تلك الأعمال»، ولم يأت تصريحه الذي اعتبر «فاتراً» إلا بعد مكالمة هاتفية بينه وبين أوباما، وهذا ما دفع الأخير للقول إن مرسي «ليس حليفاً ولا عدوّاً».

ويشير ديبلوماسي غربي تعليقاً على الحوادث الأخيرة بسبب الفيلم المسيء للإسلام إلى أن الأميركيين «استيقظوا من حماستهم لإدارة مرسي وأمثاله من الإسلاميين وبدأوا يستوعبون أن ثمة مزايدات بين الفرق المختلفة للإسلام السياسي، أي بين السلفيين والإخوان».

كل ذلك يشير إلى أن زيارة مرسي الحالية إلى نيويورك ستكون «روتينية» ومناسبة لطمأنة الرأي العام العالمي أن الإسلاميين لا يشكلون خطراً بصعودهم إلى الحكم.

نجم الإبراهيمي

شكل خطاب الموفد الدولي والعربي المخضرم إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، أمام مجلس الأمن، أمس الأول، نوعاً من الأمل للساعين إلى دور دولي يؤدي إلى تسوية ما للأزمة السورية.

سمعة الإبراهيمي في نيويورك ممتازة: مناضل، عمل سفيراً للجزائر في مصر، صلب، لا يقبل استهزاء أحد بمبادراته، قادر على تخريج أي رغبة أميركية – روسية بالتفاهم في الملف السوري، فالرجل ذو علاقات ممتازة مع الدول المؤثرة: هو جزائري لن تخذله بلاده، ساعد الأميركيين في أفغانستان والعراق، وأفاد في مهمتيه إيران بشكل غير مباشر، ما يعني انه فتح باباً خلفياً معها، خطوطه مفتوحة دوماً مع فرنسا وهو مقيم في باريس، وفي الجوار السوري ابنته متزوجة من الأمير علي بن الحسين، وفي لبنان لديه لقب «عراب الطائف»، ولديه في سوريا ذاتها أصدقاء وعلاقات ممتازة مع آل الأسد، ما يؤهله بحسب ديبلوماسي عربي لترتيب أمرين: «ورقة تين لتغطية التسوية العتيدة، وتوفير السلّم للجميع لكي ينزلوا درجاته ويتراجعوا عن مواقفهم المتقدمة والتي أثبتت أنها لا تفيد شيئاً».

الإبراهيمي واجهة ديبلوماسية محترمة إذن لدول تعمل كل واحدة منها لمصالحها الخاصة في سوريا: دول تضغط لإخراج الرئيس السوري بشار الأسد عسكرياً بطرق مباشرة أو غيرٍ مباشرة، ودول أخرى تسعى إلى التسوية السلمية. جميع هذه الدول تبدو منتظرة تطورات الأوضاع متحينة لحظة الالتقاء الأميركي والروسي الذي يعيد الجميع إلى مواقعهم الطبيعية.

ويروي الديبلوماسي العربي أنه حضر السنة الماضية لقاء بالصدفة، حين كان ماراً أمام إحدى قاعات الأمم المتحدة، حيث رأى أوباما جالساً وأمامه رؤساء زهاء ٧٠ دولة، وكان يملي عليهم الدروس وما يجب أن يفعلوه أو لا يفعلوه، وهم ساكنون مطيعون لا ينبسون بكلمة واحدة.

وكانت افتتحت أعمال الجمعية العامة الأسبوع الماضي بصلاة أقامها القاصد الرسولي وترأسها كاردينال نيويورك. وتم في الأسبوع الأول على جاري العادة انتخاب نواب الرئيس ورؤساء اللجان السبعة، ثم افتتحت جلسات النقاش العام التي تستمر أسبوعاً كاملاً يحفل بخطابات رؤساء الدول، وقد طلب الكلام هذه السنة 110 رؤساء. بعد ذلك، تتحول الجمعية العامة إلى لجان وتجتمع بين الحين والآخر لاتخاذ قرارات حول توصيات اللجان. أما المرحلة النهائية، فهي الأهم في أعمال الجمعية العامة لأنها تتضمن الموافقة على الميزانيات المختلفة: الميزانية الرسمية، حيث تتحدد مساهمات كل دولة وما عليها من اشتراك سنوي، ثم تبت ميزانية عمليات حفظ السلام وبعض الدول تدفع المال أو تقدم الجنود، أما الميزانية الثالثة فتتعلق بالتبرعات الطوعية لصناديق التنمية والسكان والأطفال.

الدوحة وباريس تدعوان «لحماية المناطق المحررة» في سوريا وطهران تحذر من التدخل

الإبراهيمي يبلغ كلينتون أنه لا يستعجل خطته .. والجيش يتقدم في حلب

ابلغ المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، في نيويورك أمس، انه غير مستعجل لتقديم خطة جديدة لحل الأزمة السورية، بينما اغتنم قادة دول عربية وغربية انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أمس، لمواصلة هجومهم على النظام السوري. وبينما طالب البعض برحيل الرئيس بشار الأسد، دعا آخرون، وتحديدا قطر وفرنسا، الى اما الى تدخل عسكري عربي او «حماية المناطق» التي يحتلها المسلحون، بينما أكدت طهران انه «لا يحق لأي دولة التدخل في شؤون سوريا الداخلية بحجة دعم الشعب فيها»، مكررة أنها ستدافع عن السيادة والشعب في سوريا باعتبارها محورا للمقاومة أمام إسرائيل.

إلى ذلك، تحتضن دمشق اليوم مؤتمرا جديدا للمعارضة بعد أيام على انتهاء «مؤتمر الإنقاذ الوطني في سوريا». ويجمع «مؤتمر المعارضة الوطنية» أكثر من 30 تياراً وحزباً، بين أحزاب خرجت إلى العلن بموجب قانون الأحزاب الجديد وقوى لها وجود تاريخي في البلاد، مثل الشيوعيين والقوميين السوريين، بالإضافة إلى قوى أخرى تطالب بالتغيير السلمي. (تفاصيل ص 14).

في هذا الوقت، أعلنت القوات النظامية السورية السيطرة على حي العرقوب الكبير في شرق حلب. وقال مصدر عسكري على الأرض لمراسل وكالة «فرانس برس»، إن «العمليات انتهت في منطقة العرقوب، وان عناصر القوات المسلحة يقومون بتفتيش الأبنية». وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان، «سقط 114 قتيلا في مناطق مختلفة من سوريا في أعمال عنف». ووقعت سلسلة انفجارات في دمشق استهدفت «هيئة مدارس أبناء الشهداء قرب دوار البيطرة في مدينة دمشق»، بحسب المرصد. وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن «انفجار عبوتين زرعتهما مجموعة إرهابية مسلحة في المبنى» تسبب بإصابة سبعة أشخاص.

ونقلت وكالة «اسوشييتد برس» عن مسؤول أميركي قوله إن كلينتون والإبراهيمي بحثا، لأكثر من ساعة في نيويورك، سبل توحيد المعارضة السورية ودفع العملية الانتقالية سياسيا. وأوضح أنهما بحثا أيضا «استراتيجيات جديدة للتعامل مع النظام والانتفاضة في سوريا». وأشار إلى أن الإبراهيمي قد يبقي على بعض العناصر التي كانت موجودة في خطة سلفه كوفي انان، موضحا أن «الإبراهيمي ابلغ كلينتون انه غير مستعجل لتقديم خطة جديدة».

وقال مستشار المرشد الأعلى في إيران للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي، خلال لقائه وفدا برلمانيا سوريا في طهران، «لا يحق لأي دولة، سواء كانت إسلامية أو غير إسلامية، عربية أو غير عربية، التدخل في الشأن الداخلي السوري بحجة دعم الشعب هناك، وهذا حق متعارف عليه في العلاقات الدولية».

واعرب ولايتي عن اعتقاده أن «الحكومة والشعب السوري تعرضا خلال العام ونصف العام الأخير لاختبار مهم، ولحسن الحظ انه بفضل همم الشعب السوري فشلت المؤامرات ضد سوريا». وقال إن «الأزمة السورية هي رد فعل من جانب مجموعة الدول الغربية بزعامة أميركا، وبدعم من الصهاينة والرجعيين العرب وعدد من المجموعات غير الواعية في سوريا»، معتبراً أن «هذه المجموعات شاركت في تحالف ضد سوريا اثر خطأ في حساباتها».

من جهته، أكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) علاء الدين بروجردي أن «20 شهرا من المساعي التي بذلتها بعض الدول لتغيير الهيكلية السياسية في سوريا باءت بالفشل، وباتت اليوم كافة الدول تعتقد أن الأزمة السورية يجب أن تحل عبر السبل السياسية». واعلن أن «إيران جادة في الدفاع عن الشعب والسيادة الوطنية في سوريا، باعتبارها محورا للمقاومة أمام الكيان الصهيوني، وستقف دوما إلى جانب الشعب السوري». وأضاف ان «مجلس الشورى الإسلامي يدعم أي خطوة في الدفاع عن سوريا أمام مؤامرات أعدائها». واعتبر أن «أي حل للازمة السورية من دون موافقة الحكومة محكوم بالفشل».

أوباما وحمد

وكرر الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أن النظام السوري «يجب أن ينتهي»، داعياً إلى فرض عقوبات عليه. وأكد أن على المجتمع الدولي التحرك من أجل الحيلولة دون أن يتحول التمرد ضد الأسد إلى «دائرة من العنف الطائفي»، مضيفاً ان الولايات المتحدة تريد سوريا «متحدة وجامعة. هذه هي النتيجة التي نعمل من اجل التوصل إليها، من خلال فرض العقوبات ومحاسبة المضطهدين، وتقديم المساعدة والدعم لمن يعملون من اجل المصلحة العامة»، لأن هؤلاء «ستكون لديهم القوة والشرعية ليقودوا» بلادهم. (تفاصيل ص 16).

ودعا أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني إلى تدخل عسكري وسياسي عربي في سوريا، مشيراً إلى أن «تدخل القوات العربية أواسط السبعينيات لوقف الاقتتال الداخلي في لبنان أثبت جدواه». وحث جميع الدول على «تقديم كل أنواع الدعم للسوريين حتى يحصلوا على حقوقهم المشروعة».

وكان رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني قال، في مقابلة مع قناة «سي ان ان»، «أعتقد أنه يجب أن تكون لدينا خلال أسابيع خطة بديلة. ينبغي قبل كل شيء إقامة مناطق آمنة للناس. وهذا يتطلب منطقة حظر جوي. وإذا أراد السوريون خرق هذا، فهذا موضوع آخر. هذا أيضا يحتاج إلى صاحب بأس يقول لهم: لا تفعلوا هذا لأنه غير مسموح به».

وقاومت قوى غربية الفكرة، لكن حمد أشار إلى أن بعض الدول قد تكون مستعدة لتخطي مجلس الأمن الدولي. وأضاف «كثير من الدول العربية ستشارك، وستشارك كذلك دول أوروبية، وآمل أن تنظر الحكومة الأميركية بعد الانتخابات إلى هذه المسألة بطريقة مختلفة، وأنا لا أقصد تدخلاً عسكرياً»، مشددا على ضرورة «اتخاذ بعض التدابير لإنقاذ الشعب السوري».

واعتبر أن «حدوث مواجهة بين السنة والشيعة سيكون كارثة». وقال «هذا سيناريو خطير للغاية، أخشى إذا وقعت حرب أو تصعيد بين السنة والشيعة، فلن يفوز أحد فيها. ستحرق النار الجميع. يجب أن نتجنب هذا بكل السبل».

وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اعتبر أن ما يحصل «كارثة إقليمية لها تداعيات عالمية»، مضيفاً إنه يتعين على العالم «وقف العنف وتدفق السلاح على الجانبين وبدء عملية انتقالية يقودها السوريون في أسرع وقت ممكن». وتابع «أدعو المجتمع الدولي، خصوصا أعضاء مجلس الأمن ودول المنطقة، إلى دعم جهود الأخضر الإبراهيمي بشكل حازم وملموس».

اما الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند فشدد على ضرورة القيام بتحرك «عاجل» للمجتمع الدولي في سوريا. وقال «النظام السوري ليس له مستقبل بيننا». وأضاف «من دون أي إبطاء أدعو الأمم المتحدة لان توفر على الفور للشعب السوري كل الدعم الذي يطلبه منا وحماية المناطق التي تم تحريرها».

وقال هولاند، في مؤتمر صحافي، «من الواضح أنه لدينا جميعاً عناصر إثبات على أن إيران تتدخل بوسائل بشرية ومعدات في سوريا، وهذا أمر غير مقبول».

وحول إمكانية نقل عدوى النزاع السوري إلى لبنان، أشار هولاند إلى رغبة فرنسا أن «يكون لبنان محمياً قدر الإمكان». وأضاف «قد تكون هناك مصلحة من قبل النظام السوري في زعزعة لبنان». وأوضح «حتى الآن، الأمر ليس كذلك»، مؤكداً دعم «الجهود» التي يبذلها الرئيس اللبناني ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي للحفاظ على استقرار البلاد.

(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

انفجاران قرب هيئة الأركان بدمشق

دمشق- (ا ف ب): وقع انفجاران صباح الاربعاء قرب مقر هيئة أركان القوات السورية في دمشق، على ما افاد التلفزيون الرسمي السوري مشيرا إلى اندلاع حريق في الموقع.

واعلن التلفزيون في خبر عاجل عن “دوي تفجيرين ارهابيين قرب مبنى هيئة الاركان بدمشق ونشوب حريق هناك” بدون ان يورد حصيلة في الوقت الحاضر.

من جهته ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان تلقته وكالة فرانس برس صباحا ان “انفجارين شديدين هزا وسط العاصمة السورية دمشق” موضحا ان “الاول وقع الساعة 6,55 بتوقيت دمشق (3,55 تغ) وبعد 15 دقيقة تبعه الانفجار الثاني”.

وذكر ان “الانفجارين استهدفا مبنى الهيئة العامة للجيش والقوات المسلحة في محيط ساحة الاموييين” التي تخضع لاجراءات امنية مشددة في وسط العاصمة.

واضاف انه “سمعت اثر الانفجارات اصوات اطلاق رصاص كثيف”.

وتحدث المرصد عن “ورود معلومات اولية عن اشتباكات في المنطقة التي اغلقتها القوات النظامية بشكل كامل”.

وافاد ان “اعمدة الدخان تتصاعد من منطقة الانفجارين بالتزامن مع توافد سيارات الاسعاف والاطفاء الى المكان”.

ونقل المرصد عن ناشط قريب من المنطقة ان “زجاج الابنية على بعد نحو 200 متر تحطم” موضحا ان “اطلاق الرصاص من الممكن ان يكون من قبل القوات النظامية من اجل فتح الطريق امام سيارات الاسعاف ومنع الاقتراب من المنطقة وليس اشتباكات”.

وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد لوكالة فرانس برس نقلا عن ناشطين ميدانيين ان “العديد من سيارات الاسعاف تتجه الى موقع الانفجار”.

واوضح ان الانفجار الثاني وقع في المكان ذته، بعد ان كان المرصد افاد في وقت سابق عن انفجار اخر قرب حي كفر سوسة في القطاع الغربي من العاصمة.

واوضح المرصد ان الانفجار الثاني “تبعه اطلاق نار كثيف من رشاشات متوسطة” مشيرا الى عدم ورود اي معلومات عن خسائر واضرار في الوقت الحاضر.

واشنطن ستقدم مساعدة للمسلحين السوريين

نيويورك- (ا ف ب): اعلن دبلوماسي امريكي الثلاثاء ان الولايات المتحدة سوف تعلن نهاية الاسبوع عن مساعدة اضافية للمسلحين السوريين الذين يقاتلون النظام كي يتمكنوا من “الدفاع عن انفسهم” مع استبعاده تقديم اسلحة للمعارضة.

وقال هذا المسؤول في وزارة الخارجية لبعض الصحافيين على هامش اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك “كنا واضحين جدا حول هذا النوع من المساعدة التي نقدمها وهذا الامر سوف يستمر”.

والتقت وزيرة الخارجية الاميرية هيلاري كلينتون الثلاثاء الموفد الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا الاخضر الابراهيمي. وسوف تلتقي الجمعة مجموعة دول “اصدقاء الشعب السوري”.

واضاف المسؤول الاميركي “اعتقد انكم سوف تسمعونها تعلن عن تقديم تمويل للمعارضة” موضحا انه لن يكون هناك “اي تغيير حول الطبيعة الاساسية” لهذا الدعم الى المتمردين السوريين.

ويشار إلى أن الولايات المتحدة التي ترفض تقديم اية مساعدة عسكرية مباشرة واي تدخل عسكري في سوريا، تكتفي حتى الان بتقديم “مساعدة غير حربية” (تجهيزات للاتصالات وتأهيل…) بحوالى 25 مليون دولار للمعارضة السورية على الارض.

ورفعت واشنطن ايضا مطلع ايلول/ سبتمبر إلى 103 مليون دولار مساعداتها الانسانية في سوريا وفي الدول المجاورة لها التي تستضيف لاجئين سوريين.

الرئيس الفرنسي: سنعترف بالحكومة الموقتة السورية الجديدة في حال تشكيلها

نيويورك- (يو بي اي): قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الثلاثاء إنه سيعترف بالحكومة الموقتة السورية الجديدة في حال تشكيلها، مطالباً الأمم المتحدة بحماية “المناطق المحررة” في سوريا.

وقال هولاند أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك “علينا أن نتحرك لأن الوضع طارئ، وأول وضع طارئ هو في سوريا. كم من قتيل آخر يجب أن ننتظر كي نبدأ بالتحرّك؟”، وأضاف “اتخذت قراراً بأن أعترف بالحكومة الموقتة السورية الجديدة في حال تشكيلها، وأعطيها كل المساعدة”.

وطالب الأمم المتحدة بحماية “المناطق المحرّرة” في سوريا، وتقديم الدعم الإنساني هناك.

وقال إن على القادة السوريين أن يعرفوا أن “المجتمع الدولي لن يبقى ساكتاً في حال استخدام الأسلحة الكيميائية”، مضيفاً أن “نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد لن يجد له مكاناً في الأمم المتحدة.. وليس له مستقبل”.

وتحدث عن ثلاث تحديات تواجهها الأمم المتحدة وهي: خطر التطرّف الذي ينشر العنف الذي ظهر في الأيام الماضية، والأزمة الاقتصادية العالمية، وتدهور المناخ الذي يؤثر على حياة كوكبنا.

وقال إن على الأمم المتحدة مواجهة هذه التحديات بشكل عادل وقوي، مضيفاً “إذا أردنا عالماً أكثر أماناً يجب تحمّل مسؤولياتنا، عبر إصلاح الأمم المتحدة”، مشدداً على ضرورة أن يعكس مجلس الأمن واقع عالمنا بشكل أفضل.

وأشار إلى دعم فرنسا لتوسيع دائرة الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، معبراً عن ثقة بلاده الكبيرة بالأمم المتحدة.

وتطرّق إلى قضية النووي الإيراني، وقال إن إيران تتجاهل مطالب المجتمع الدولي، ولا تأخذ قرارات مجلس الأمن بعين الاعتبار.

وقال إن باريس مستعدة “لفرض عقوبات جديدة على إيران”، للضغط على نظامها.

وتحدّث عن مفاوضات السلام في الشرق الأوسط المتوقّفة، وقال إنه يجب الوصول إلى مخرج في هذا الشأن، مضيفاً أن “الحل الوحيد لتحقيق سلام عادل وشامل هي المفاوضات” بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

ولفت إلى استعداد فرنسا لاستقبال مؤتمر للأمم المتحدة خاص بالتغييرات المناخية.

أطفال سوريون يتحدثون عن تعرضهم للضرب والحرق والصعق بالكهرباء

بيروت- (رويترز): قال خالد (15 عاما) انه علق من ذراعيه من سقف مدرسته في سوريا وتعرض للضرب حتى فقد وعيه. وقال وائل انه شاهد طفلا في السادسة من عمره يتضور جوعا ويتعرض للضرب حتى الموت “عذب أكثر من أي شخص آخر في الغرفة”.

وجاءت هذه الروايات المباشرة في مقابلات مع لاجئين فروا من الصراع في سوريا أجرتها معهم منظمة “انقذوا الاطفال” ومقرها بريطانيا ونشرت الثلاثاء.

ولم يذكر التقرير من الذي اعتدى على الاطفال لكن متحدثا باسم المنظمة الانسانية قال ان بعضهم سمعوا أهلهم يلقون باللوم على القوات الحكومية في الاعتداءات.

ويقول محققو الامم المتحدة ان قوات الحكومة السورية ارتكبت انتهاكات لحقوق الانسان “على نطاق يثير الانزعاج” لكنهم سجلوا ايضا حوادث قتل وخطف على أيدي مقاتلي المعارضة الذين يحاولون الاطاحة بالرئيس بشار الاسد.

وقال الاطفال الذين تحدثت اليهم منظمة انقذوا الاطفال في مخيمات اللاجئين في الدول المجاورة انهم شاهدوا مذابح ورأوا افراد أسرهم يقتلون خلال الصراع الذي مضى عليه 18 شهرا.

وقال وائل البالغ من العمر 16 عاما والذي لم يذكر التقرير اسمه بالكامل أو مكانه مثله مثل باقي الاطفال الذين اجريت معهم المقابلات “عرفت صبيا يدعى علاء. كان عمره ست سنوات فحسب. لم يفهم ما يحدث. وقد أبلغ والده بأن هذا الطفل سيموت ما لم يسلم نفسه”.

ونقل عن وائل قوله “في تقديري أن ذلك الصبي البالغ من العمر ست سنوات عذب أكثر من اي شخص آخر في الغرفة. لم يقدم له طعام أو ماء لمدة ثلاثة ايام وكان ضعيفا للغاية حتى انه كان يغشى عليه طوال الوقت”. وأضاف “كان يتعرض للضرب بشكل متواتر. شاهدته وهو يموت. لم يعش سوى ثلاثة ايام ثم مات”.

وقال خالد البالغ من العمر 15 عاما انه اقتيد مع ما يزيد على مئة اخرين الى مدرسته القديمة التي حولت الى مركز للتعذيب وكانت يداه مقيدتين بحبل من البلاستيك.

وقال “علقوني من السقف من معصمي وكانت قدماي بعيدتين عن الارض ثم تعرضت للضرب. كانوا يريدون منا ان نتحدث.. ان نعترف بشيء ما.”

واضاف “اغشي علي من شدة الالم نتيجة للتعليق على هذا النحو ومن الضرب. أنزلوني والقوا ماء باردا على وجهي لكي افيق. ثم تناوبوا اطفاء سجائرهم في جسمي. ها هي ندوب الحروق”.

ووصف عمر البالغ من العمر 11 عاما الحياة تحت القصف.

وقال “في أحد الايام كنت ألعب مع اخوتي وابنة عمي. كنا نغيظها وكانت غاضبة فتركتنا وذهبت الى منزلها. في تلك الليلة دمرت قذيفة منزل ابنة عمي التي كان عمرها تسع سنوات والتي أغضبناها خلال النهار. كم أندم على انها ماتت وهي تشعر بالحزن”.

وقال طفل آخر يدعى منذر (11 عاما) انه وعدة أطفال آخرين كانوا يقفون أمام مدرسته عندما بدأ الرصاص يئز في الهواء مارا قربهم.

وأضاف “كان طفل يدعى أمجد يقف بجواري. اصيب بطلقة في رأسه. لم أدرك في البداية انه مات. سقط الى الامام جاثيا على ركبتيه كأنه يصلي”.

وأضاف مشيرا الى ندبتين “ثم شعرت بألم مروع. لقد اصبت بالرصاص ايضا – في رقبتي”.

وقال جوستين فورساي الرئيس التنفيذي لمنظمة انقذوا الاطفال الذي استمع الى هذه الروايات من أصحابها بنفسه انها “ينبغي ان تسمع وتوثق حتى يمكن محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم المروعة التي ارتكبت ضد الاطفال”.

وحثت المنظمة الانسانية الامم المتحدة على زيادة وجودها على الارض لتتمكن من توثيق كل جريمة.

المعلّم والمقداد وصلا الى مطار بيروت ولم يستقبلهما أي مسؤول لبناني ووهّاب لا يستبعد قصف الطيران السوري مواقع للجيش الحر في لبنان

سعد الياس

بيروت – ‘القدس العربي’ أطلق الخاطفون السوريون امس عوض ابراهيم أحد اللبنانيين الشيعة المحتجزين لديهم في اعزاز، وهو الثاني بعد حسين علي عمر وذلك وسط اتساع دائرة التساؤلات حول الجهات الوسيطة وما اذا كانت وساطة العلماء المسلمين هي التي وفرت اطلاق سراح عوض ابراهيم ام اتصالات المسؤولين الامنيين الاتراك بالخاطفين، مع ترجيح الخيار الاول، في ضوء عدم بروز اي تحرك امني رسمي لبناني في اتجاه تركيا لتسلم المخطوف المفرج عنه. وتوقفت اوساط مراقبة عند الشكر الذي وجّهه المفرج عنه، لكل من هيئة العلماء المسلمين والرئيس سعد الحريري والنائب عقاب صقر ورئيس حكومة تركيا رجب طيب اردوغان لجهودهم في هذه القضية، فاعتبرت ان شكره يشكل اشارة واضحة الى دور بارز للعلماء المسلمين في الافراج عنه بما يحمل هذا الدور من دلالات، في ضوء ما تردد عن صراع اقليمي خفي وتجاذب بين بعض الدول لتحصيل مكاسب على الساحة اللبنانية.

كما توقفت عند الرسالة القديمة المتجددة التي حملها ابراهيم والمتضمنة دعوة الجهة الخاطفة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الى تقديم اعتذار من الشعب السوري، بعدما كان هذا الطلب انكفأ نسبياً مع تسلم المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الملف.

وما لفت اليه المحرر اللبناني أكده خاطف اللبنانيين المدعو ابو ابراهيم الذي قال ‘ان موضوع المخطوفين التسعة الباقين في سورية مقفل ودور الاتراك انتهى في هذا الموضوع’.

واشار الى ‘اننا وعدنا ‘العلماء المسلمين’ بتسليم مخطوفين اثنين وقد وفينا بوعدنا’، لافتاً إلى أنه تلقى إتصالاً من رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري وإتصالات أخرى من عضو كتلة ‘المستقبل’ النائب عقاب صقر، لكنه أوحى بأن الإتصالات وصلت إلى طريق مسدود، وأن الشرط هو إعتذار الأمين العم لحزب الله السيد حسن نصرالله قبل العودة إلى التفاوض على الملف’.

وفي سياق امني متصل، تم امس الافراج عن السوريين الخمسة الذين اوقفوا في راشيا الفخار الاثنين لعدم حيازتهم تراخيص الدخول الى منطقة القرار 1701.

واوضحت مصادر امنية ان اتصالات اجريت بين فاعليات المنطقة والاجهزة الامنية افضت الى اطلاق سراحهم، فيما منحهم الامن العام اللبناني اقامة موقتة لمدة شهرين لتسوية اوضاعهم مراعاة للجانب الانساني من القضية بعدما تبين انهم دخلوا الى لبنان عن طريق أودية قريبة من جبل الشيخ هربا من الحوادث في سورية ووصلوا الى منطقة العرقوب. ولفتت المصادر الى ان التسهيلات التي يقدمها الامن العام لسائر السوريين اللاجئين الى لبنان لاعتبارات محض انسانية، توسعت في ضوء قرار يقضي بتجديد بطاقة اقامة المواطن السوري في لبنان بعد مرور سنة على وجوده على أراضيه لقاء مبلغ 300 الف ليرة لبنانية، علماً ان القانون يقضي بتجديد الاقامة مرة كل ستة اشهر على ان يخرج من لبنان ويعود اليه.

الى ذلك، توقّف في مطار رفيق الحريري الدولي بعد ظهر امس وفد سوري رفيع المستوى برئاسة وزير الخارجية وليد المعلم وعضوية نائبه فيصل المقداد وهشام قاضي وعدنان حموي لفترة وجيزة بعدما وصل اليه على متن طائرة خاصة تابعة لشركة ‘لوفتهانزا’ في رحلة عادية متوجهة الى فرانكفورت ومنها الى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة. واتّخذت للغاية في المطار تدابير امنية مشددة.

وفيما غاب عن استقبال الوفد السوري الرفيع اي مسؤول لبناني كون المحطة السورية غير رسمية والتوقف في المطار للترانزيت لا يشكّل زيارة للبنان لايفاد من يستقبل الوفد، حضر الى المطار سفير سورية في لبنان علي عبد الكريم علي.

وفي المواقف من الازمة السورية اقترح رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب على الرئيس اللبناني ميشال سليمان بصفته القائد العام للجيش والقوات المسلحة ‘أن يدعو الجيش اللبناني الى ضرب كل المسلحين السوريين الموجودين على الاراضي اللبنانية والارهابيين منهم’، معتبراً ان ‘الجيش السوري سيخرق الاراضي اللبنانية وسيدخلها ولا استبعد ان يقصف بالطيران بعض المواقع لان هناك 9000 مسلح من الجيش الحر على اراضينا’.

انفجاران في موقع امني في العاصمة السورية.. واستمرار القصف على حلب

محاولة اغتيال قيادي في الجيش السوري الحر في حماة.. والقوات النظامية تعلن السيطرة على حي العرقوب

بيروت ـ دمشق ـ وكالات: وقعت سلسلة انفجارات في دمشق قبل ظهر الثلاثاء استهدفت ادارة مدارس تابعة للجيش السوري، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الذي اشار الى استمرار العمليات العسكرية والقصف في حلب (شمال) وحمص (وسط)، فيما نجا القيادي في الجيش السوري الحر قاسم سعد الدين من محاولة اغتيال قام بها مسلحون تابعون للقوات النظامية في محافظة حماة في وسط البلاد.

وقال مسؤول الاعلام المركزي في القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل فهد المصري في اتصال هاتفي من سورية ‘تعرض موكب العقيد قاسم سعد الدين بعد منتصف الليلة قبل الماضية لكمين من الشبيحة في السلمية في محافظة حماة’.

وقاسم سعد الدين هو رئيس المجلس العسكري في محافظة حمص، والناطق الرسمي باسم القيادة المشتركة للجيش الحر في الداخل.

واشار المصري الى وقوع ‘معركة كبيرة اثر المحاولة، ما تسبب بمقتل عدد من الشبيحة’.

واوضح ان الحادث حصل لدى عودة سعد الدين من حلب (شمال) بعد اجتماع له مع رئيس المجلس العسكري في محافظة حلب العقيد عبد الجبار العكيدي.

واعلنت قيادة الجيش الحر التي كانت تتخذ من تركيا مقرا السبت نقل قيادتها المركزية الى داخل سورية.

وتحاول المجالس العسكرية في المحافظات السورية المختلفة تعزيز التنسيق في ما بينها لزيادة فاعلية العمليات العسكرية في مواجهة القوات النظامية على الارض.

وقتل 33 شخصا في اعمال عنف في سورية امس، وقال المرصد في بيان ‘انفجرت عبوات ناسفة في مقر هيئة مدارس ابناء الشهداء قرب دوار البيطرة في مدينة دمشق ووردت انباء اولية عن سقوط جرحى’.

واوضح مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن ان المكان المستهدف هو مقر ادارة المدارس التي تستقبل ابناء شهداء الجيش السوري، مشيرا الى انه يقع على الطريق التي تؤدي الى مطار دمشق.

وقال ان ‘الانفجارات كانت قوية الى درجة ان اسوارا محيطة بالمقر انهارت’.

ونقلت محطات تلفزة فضائية عربية ان انفجارا عنيفا استهدف مركزا امنيا قرب فرع فلسطين في العاصمة، ما تسبب بمقتل العشرات بينهم ضباط. وقالت هذه المحطات ان ‘الوية احفاد الرسول’، وهي جماعة اسلامية منضوية تحت لواء الجيش السوري الحر، تبنت هذه العملية.

ولم يؤكد الناشطون على الارض ومسؤولو الجيش الحر هذه العملية.

في مدينة حلب حيث قتلت فتاة في السادسة فجرا بنيران القوات السورية التي استهدفت سيارة على الطريق الدولية بين دمشق وحلب، قال المرصد ان ‘اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في حيي العرقوب وسليمان الحلبي وسط قصف عنيف من القوات النظامية السورية’.

وكانت احياء هنانو والميسر والكلاسة (شرق) في مدينة حلب ومدينة الباب في ريفها تعرضت للقصف من القوات النظامية صباحا.

وقتل 31 شخصا بينهم ثلاثة مقاتلين في قصف ومعارك في محافظة حلب الاثنين.

وبلغت حصيلة القتلى في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سورية امس 116، بينهم 69 مدنيا من ضمنهم 12 طفلا.

في محافظة القنيطرة (جنوب غرب)، قتل مقاتلان معارضان وما لا يقل عن خمسة عناصر من القوات النظامية اثر هجوم نفذه المقاتلون على حواجز للقوات النظامية في قريتي الحميدية والحرية في الجولان السوري، بحسب المرصد.

في محافظة حمص (وسط)، افاد المرصد عن تعرض مدينة الرستن لقصف عنيف من القوات النظامية، وعن سقوط أربعة قتلى جراء القصف على مدينة القصير.

كما ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان ان لمدينة تلبيسة في ريف حمص تتعرض ايضا ‘للقصف بأسلحة الهاون والمدفعية الثقيلة’ ما ادى الى تهدم عدد من المنازل. وتعتبر تلبيسة والقصير والرستن معاقل للجيش السوري الحر.

واعلنت القوات السورية الثلاثاء استعادتها السيطرة على حي العرقوب الكبير في شرق مدينة حلب.

وقال مصدر عسكري على الارض لمراسل وكالة فرانس برس ان ‘العمليات انتهت في منطقة العرقوب، وان عناصر القوات المسلحة يقومون بتفتيش الابنية’.

وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية ‘سانا’ من جهتها نقلا عن مصدر عسكري تأكيده ‘الانتهاء’من’تطهير منطقة العرقوب في حلب من الارهابيين واعلانها منطقة امنة، والاستمرار بتطهير منطقة سليمان الحلبي (المجاورة) من الارهابيين’.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن من جهته لوكالة فرانس برس ان المعارك مستمرة في المنطقة، و’لا يمكن الحديث عن سيطرة، طالما المعارك مستمرة’.

وافاد مراسل فرانس برس الذي قصد المنطقة عن سماع اصوات رشقات متقطعة من العرقوب، وشاهد حواجز للجيش على ثلاثة مداخل للحي. ويمنع الجنود ايا كان من دخول الحي مؤكدين وجود ألغام.

وتمكن المراسل من رؤية آثار الدمار في الشارع الرئيسي للعرقوب، مع واجهات ابنية منهارة وثقوب في ابواب المحال التجارية.

وقال رجل في السابعة والثلاثين رافضا الكشف عن هويته انه يملك محلا في هذا الشارع، مضيفا ‘حاولت الدخول هذا الصباح، لم يسمح لي بذلك’.

واضاف ‘هذا المحل هو كل ما املك في حياتي. اذا تدمر، ساغادر البلاد’.

وتشهد حلب معارك مصيرية منذ العشرين من تموز (يوليو) للسيطرة على المدينة التي تشهد عمليات كر وفر وحرب شوارع قاسية.

حين يستعد المقاتلون المعارضون لمهاجمة ‘القاعدة 46’ في شمال سورية

الاتارب (سورية) ـ ا ف ب: هدير القاذفة السورية يقترب، المقاتلون المعارضون للرئيس بشار الاسد يسرعون للاحتماء، بعضهم يختبىء خلف اشجار الزيتون وآخرون يهرعون الى السيارات او الدراجات النارية.

على المرتفعات الصخرية لبلدة الاتارب، غربي حلب، التي يسيطرون عليها منذ ثلاثة اشهر بعدما نجحوا في طرد القوات النظامية منها، يؤكد مقاتلو الجيش السوري الحر، المؤلف من جنود انشقوا عن نظام الرئيس بشار الاسد ومدنيين حملوا السلاح الى جانبهم، انهم يضيقون الخناق على قاعدة عسكرية كبيرة موالية للنظام.

ويقول المقاتلون لمراسل وكالة فرانس برس الذي التقاهم الاثنين ان المركز العسكري الذي يهاجمونه يدعى ‘القاعدة 46’ وانهم يحاصرونه منذ ثلاثة ايام، وهو لا يبعد عن مكان وجودهم اكثر من كيلومترين وفي داخله حوالى الف جندي من القوات النظامية للاسد.

ويضيف هؤلاء ان هذه القاعدة تشغل مساحة كبيرة وهي احدى آخر العقبات على الطريق المؤدية الى حلب، العاصمة الاقتصادية للبلاد وكبرى مدن الشمال، مشددين في الوقت نفسه على انها ستسقط في ايديهم في غضون ايام.

احدهم يدعى ابو صادق، له لحيه كثة سوداء، يرتدي زيا عسكريا يعرف عن نفسه وجبينه يتصبب عرقا بانه ضابط منشق.

ويقول ‘انهم مسلحون تسليحا جيدا، لديهم داخل القاعدة 13 دبابة والكثير من قاذفات الصواريخ… ولكن نحن اكثر عددا منهم. لقد قطعنا عنهم كل الطرق التي يمكن ان تصلهم منها تعزيزات. حتى وان حاولوا ارسال مدرعات اليهم من حلب فقد فخخنا كل الطرق. زرعنا عبوات ناسفة ضخمة على كل المسالك. لدينا ايضا قاذفات صواريخ. اذا اتوا سندمرهم’.

ويؤكد المعارضون المسلحون انهم حشدوا لهجومهم الحاسم المرتقب اكثر من 1500 مقاتل اتوا من كل انحاء المنطقة بأمر من ‘العميد’ المنشق احمد الفج وهو ابن الاتارب.

وعلى خط الجبهة الامامي يبلغ عدد المقاتلين حوالي 300، يتمركز في مواجهتهم قناصة القاعدة الذين يطلقون عليهم النار من مدفعيتها… وكل ثماني ساعات يعود هؤلاء الى الصفوف الخلفية للاستراحة قبل العودة مجددا الى الخط الامامي.

ويقول ضابط آخر يكتفي بالتعريف عن نفسه باسمه الاول حسين وبانه قائد كتيبة ‘انصار الحق’ ان قوات الاسد ‘لم يعد بوسعها فعل شيء، الامر الوحيد الذي يمكنهم فعله هو استخدام الطيران، وهم يفعلون ذلك، ولكن هذا لن ينقذ القاعدة’.

ويضيف ‘انهم يقصفون ولكنهم لا يصيبون احدا تقريبا’، مشيرا بيده الى حفرة يبلغ قطرها حوالي خمسة امتار قرب الطريق بين شجرتي زيتون.

ويتابع ‘انهم يقصفون الاتارب عشوائيا، يقصفون المنازل، ولا يقتلون الا مدنيين. لانهم لا يعرفون اين نحن ولاننا لا نكف عن التنقل. عندما نسمع صوت الميغ تقترب نختفي. عندما تكون الطائرة مروحية نطلق عليها النيران بكل ما لدينا من سلاح. ولكنها غالبا ما تحلق عاليا جدا’.

ويقود رجال الضابط حسين مراسل فرانس برس الى مكان غارة جوية يقولون انها شنت الليلة قبل الماضية. منزل من طبقتين سوي بالارض وتحول الى كومة ركام بارتفاع ثلاثة امتار.

ويقول ابو صادق ‘هنا كانت تقيم اسرة بأكملها، اب وام واربعة اطفال، قضوا جميعا’، مضيفا ‘انهم يقصفون في الليل خصوصا، يقصفون اي شيء مضيء مهما صغر، حتى اننا اضطررنا الى نزع مصابيح سياراتنا ودراجاتنا النارية’.

ومن اصل 35 الف شخص كانوا يقيمون في الاتارب قبل اندلاع المعارك لم يعد في هذه البلدة الا بضع مئات من السكان. ربما لا يزيد عددهم الى الف شخص، يختبئون في الزوايا ويختفون عند سماع هدير الطائرات.

هؤلاء البقية هم افقر الفقراء، الذين لا يملكون المال حتى لاستئجار شاحنة تنقلهم مثل من سبقهم في الفرار من البلدة، سواء الى مخيمات اللاجئين في تركيا او حتى الى قرب الحدود مع هذا البلد.

شقيق ابو صادق هو ايضا مقاتل، يجلس قرب واجهة بقالة صغيرة بابها مغلق نصفيا بالشبك الحديد. يومئ برأسه مشيرا الى عجوز يجلس في كرسي متحرك وساقاه مشوهتان ويضيف متسائلا ‘وهو، ماذا سيجرى له؟’.

اعتقال ستة جهاديين في الاردن بينهم أبن اخت الزرقاوي كانوا في طريقهم الى سورية

عمان ـ ا ف ب: اعلن محام الثلاثاء ان حرس الحدود الاردني اعتقل ستة سلفيين جهاديين السبت اثناء محاولتهم العبور الى سوريا، مشيرا الى ان بين المعتقلين ابن أخت ابو مصعب الزرقاوي، الزعيم السابق لتنظيم القاعدة في العراق.

وقال محامي التنظيمات الاسلامية موسى العبداللات لوكالة فرانس برس ان ‘قوات حرس الحدود اعتقلت يوم السبت ستة مجاهدين بينهم +أبو أسيد+ ابن اخت الزرقاوي اثناء محاولتهم العبور الى سورية للجهاد’.

وقتل الاردني الزرقاوي في غارة امريكية شمال شرق بغداد عام 2006.

واضاف المحامي انه ‘من المتوقع ان توجه لهؤلاء الستة تهمة القيام بأعمال لم تجزها الحكومة من شأنها التأثير على العلاقات مع دولة اجنبية’، مشيرا الى ان ‘عقوبة هذه التهمة في حال ادانتهم قد تصل الى الاشغال الشاقة ما بين 5 الى 15 عاما’.

واكد ان ‘عدد المجاهدين من التيار السلفي الذين التحقوا بكتائب التوحيد الاسلامية في سورية بلغ حوالي 100 شخص’، مشيرا الى انه ‘تم حتى الآن تسجيل ستة شهداء منهم’.

وكان وزير الدولة الاردني لشؤون الاعلام والاتصال سميح المعايطة صرح السبت بان قوات حرس الحدود اعتقلت فجر السبت مجموعة مسلحة في احدى المناطق الحدودية بعد تبادل لاطلاق النار مع افرادها.

ولكن المعايطة، وهو ايضا المتحدث الرسمي باسم الحكومة، لم يعط المزيد من التفاصيل حول مكان اعتقال هؤلاء المسلحين او عددهم او جنسياتهم.

وكانت الاجهزة الامنية الاردنية القت في حزيران (يونيو) القبض على اردنيين اثنين من التيار السلفي اثناء محاولتهما التسلل داخل الاراضي السورية لقتال قوات نظام الرئيس بشار الاسد. وفي نيسان (ابريل) الماضي، اعلن احد قياديي التيار السلفي الجهادي في الاردن، عن قيام السلطات الاردنية باعتقال ثمانية من عناصر التيار حاولوا التسلل الى سورية ‘للجهاد’ ضد نظام الأسد.

ويقول المقاتلون المعارضون السوريون والمحللون ان جهاديين سنة اجانب يقاتلون جنبا الى جنب ضد قوات الاسد لكن يصعب تقدير أعدادهم التي يمكن ان تكون صغيرة نسبيا.

ونسبت دمشق مرات عدة الاضطرابات التي تعيشها البلاد الى ‘مجموعات ارهابية مسلحة’ مرتبطة بتنظيم القاعدة واتهمتها بالسعي لزرع الفوضى في البلاد في اطار ‘مؤامرة’ يدعمها الخارج.

قطر تقترح خطة بديلة لحل الأزمة السورية تشمل منطقة حظر للطيران

الدوحة ـ يو بي آي: إقترح رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، خطة بديلة لحل الأزمة السورية تتضمن إقامة منطقة حظر للطيران وزيادة حجم المساعدات الإنسانية للشعب السوري داخل البلاد وخارجها.

وقال الشيخ حمد في مقابلة مع شبكة ‘سي أن أن’، ‘نعتقد ونتمنى أنه بمقدورنا حل الأزمة بصورة سلمية’ رغم أن الرئيس السوري بشار الأسد لا يملك سوى حل وحيد للتصدي لهذا الأوضاع يتمثل بـ’قتل شعبه ليتمكن من الفوز بهذه الحرب’.

وأضاف رئيس الوزراء القطري ‘أعتقد أنه خلال أسابيع سيكون لدينا خطة بديلة. ونحن جميعاً نشعر بالمسؤولية ونحن نتحدث عن إنقاذ الشعب السوري’.

ورداً على سؤال عمن سيشارك في الخطة، أجاب آل ثاني ‘أعتقد أن العديد من الدول العربية ستشارك وهناك أيضاً دول أوروبية’.

إلاّ أنه قال أن الخطة تحتاج إلى دعم الولايات المتحدة، مضيفاً ‘أعلم أن هناك انتخابات جارية في الولايات المتحدة، ولكنني آمل أن تنظر الإدارة الأميركية للوضع السوري بمنظور مختلف بعد هذه الانتخابات، وأنا لا أقصد تدخلاً عسكرياً’. مشددا على ضرورة ‘اتخاذ بعض التدابير لإنقاذ الشعب السوري’.

يشار الى ان المبعوث المشترك السابق الى سورية كوفي عنان كان قد اقترح خطة من ست نقاط لحل الأزمة السورية التي مضى عليها نحو عام ونصف العام.

وقال الشيخ حمد أن بلاده لا تزوّد المعارضة السورية بالسلاح ولكنها تعطي المساعدات الإنسانية للاجئين الذين فروا من العنف إلى دول أخرى.

وأعرب الشيخ حمد عن تمنياته بألاّ تتضمن الخطط الخاصة بسورية صراعاً إقليمياً بين السنّة والشيعة، وقال ‘أخشى أنه إن وقعت حرب سنّية شيعية ألاّ ينتصر فيها أحد’.

ووجّه حديثه إلى روسيا والصين معرباً عن أمله بأن ينضم هذان البلدان ‘إلينا لإيجاد حل لا يقوم على ما يريدونه أو ما نريده نحن بل ما يريده الشعب السوري’.

وتصر كل من روسيا والصين على إيجاد حل سياسي داخلي لنزع فتيل الأزمة، وهو الأمر الذي يفسر على أنه موقف ذو دافع تدعم مصالح البلدين وخصوصا على الصعيد التجاري مع سورية.

يشار الى ان روسيا والصين استخدمتا الفيتو ثلاث مرات ضد قرارات في مجلس الأمن بشأن الأزمة السورية.

واشنطن قلقة من التقارب العراقي الايراني.. وتقارير عن تنسيق بين الجهاديين العراقيين والسوريين

في مخيم الزعتري اطفال مصدومون هربوا من التعذيب وحملوا معهم صور الجثث المتعفنة والرؤوس السابحة في بحر الدم

لندن ـ ‘القدس العربي’: تعاني دول الجوار من اثار الحرب الاهلية في سورية، ففي الوقت الذي بدأت فيه اثار الحرب تظهر على تركيا، اقتصاديا وعسكريا وتوترا طائفيا وتململا من الرأي العام الذي يرى في سياسة رئيس الوزراء طيب رجب اردوغان تخبطا في الملف السوري مع ان الحكومة تقول انها مصيبة في موقفها الداعم للثورة السورية.

وتظل تركيا بلدا قويا اقتصاديا وديمقراطية متجذرة، وكل النقد للحكومة جاء من المعارضة وهي دولة سنية في الغالب، وكل ما تعانيه هو حركة انفصالية كردية في الجنوب واقلية علوية ومتعاطفة مع النظام السوري، وعليه فآثار الحرب عليها قد تنبع من الاعباء الاقتصادية والتحديات التي يفرضها تدفق اللاجئين للجنوب التركي. وفي النهاية يشير تحليل في ‘الفايننشال تايمز’ ان تركيا التي انخفضت تجارة تركيا مع سورية من 1.6 مليار دولار الى 200 مليون دولار منذ بداية الازمة.

ومع كل هذا يرى محللون ان سورية قد تكون مفتاح زعامة تركيا في المنطقة خاصة ان سقوط النظام يعني ضربة لايران. ولهذا يبدو السيناريو مختلفا بالنسبة للجار الآخر العراق، الذي منع اولا دخول اللاجئين السوريين ثم قيد حركتهم ووضعهم في مدارس فارغة، مع ان القبائل العراقية والسورية مرتبطة بالنسب والدم خاصة قبائل الانبار.

واراد الكثير من العراقيين رد الجميل الذي قدمه لهم السوريون اثناء الحرب الطائفية في 2005 ـ 2006 حيث فر اكثر من مليون عراقي لسورية، عاشوا هناك ودرسوا في المدارس السورية وحصلوا على العلاج الصحي المجاني.

وفي الوضع الحالي فأهم ما تخشاه الحكومة العراقية هو العامل الجهادي، حيث عبرت عن قلقها من توحد الجماعات الجهادية في العراق بتلك العاملة الآن في سورية، ولهذا السبب امر نوري المالكي، رئيس الحكومة العراقية حرس الحدود من منع اي شاب او رجل، ايا كان ابا او زوجا من دخول الاراضي العراقية هربا من جحيم الحرب. ومثل ايران يخشى العراق من سقوط النظام العلوي في دمشق مما يعني عودة الغالبية للحكم في البلاد، وهذا يفسر التقارب بين ايران والعراق، حيث كشفت تقارير امريكية عن سماح العراق للطائرات الايرانية المحملة بالسلاح التوقف في مطار بغداد.

وتقول صحيفة ‘نيويورك تايمز’ ان العراق يواجه جبهة اخرى في شمال البلاد، حيث صعدت القوات التركية من ملاحقتها لعناصر حزب العمال الكردستاني ‘بي كي كي’ الذي زاد من عملياته مستفيدا من الوضع في سورية، فالطائرات التركية تضرب مواقع المقاتلين الاكراد في مخابئهم في المناطق الجبلية داخل الحدود العراقية مما يشير الى عدم قدرة العراق على حماية اجوائه. وتقول الصحيفة انه على الرغم من التواجد الامريكي في العراق لمدة تسعة اعوام والتعاون الامني والعسكري المستمر (19 مليار دولار لصفقات الاسلحة) الا ان الوضع الامني في العراق لا يزال متقلقلا اضافة لتزايد العلاقات والتقارب مع ايران.

وتقول ان الحكومة ذات الغالبية الشيعية قلقة لحد كبير من قيام حكم غالبية سنية في سورية، ولديها نفس المصلحة والحالة هذه لدعم نظام بشار الاسد مثل ايران. وتشير الصحيفة الى وجود عدد من الدلائل التي تظهر تنسيقا بين المقاتلين السنة في العراق وسورية من اجل ما قال عنه رجال عشائر انه محاولة ‘لاشعال حرب طائفية اقليمية’. فقد قال احد مشائخ قبائل الانبار ان المقاتلين السنة سافروا لتقديم الدعم لطائفتهم السنية. ويقول الشيخ ان المقاتلين العراقيين انشأوا جيش العراق الحر لتقليد الجيش السوري الحر ويقومون بعمليات التجنيد والحشد.

وكرد على التطورات الحالية قامت الولايات المتحدة بالتحرك سريعا لحماية مصالحها في العراق، فقد مارست الضغط على الحكومة العراقية لوقف الرحلات الجوية من ايران عبر الاجواء العراقية. وتضيف الصحيفة الى انه مع مطالبة الكونغرس بوقف المساعدة للعراق ان لم يوقف الطائرات الايرانية الا ان الادارة تعمل سريعا على تسريع صفقات الاسلحة مع العراق للحفاظ عليه كحليف، وذلك نقلا عن الجنرال روبرت كالسين المسؤول عن الجهود هذه.

وقال الجنرال كالسين ان العراقيين مهتمون بالشراكة الاستراتيجية مع امريكا لكنهم يشعرون بالاخطار المحيطة بهم ويبحثون والحالة هذه عن طرق لتعزيز قدراتهم والبحث عن المصدر الذي يزودهم بها في اسرع وقت.

ومن هنا فالعراق يقوم بالتفاوض مع روسيا لشراء منظومات دفاع جوية والتي يمكن ان تصلهم اسرع مما لو طلبوها من امريكا. ويقول كالسين ان العراقيين يشعرون بالحنق كلما خرقت الطائرات التركية اجواءهم لملاحقة المتمردين الاكراد ولكنهم يعترفون بعجزهم عن الدفاع عن مجالهم الجوي. ويضيف كالسين ان امريكا والعراق يتفاوضان من اجل عودة بعض الوحدات العسكرية الامريكية وبطلب عراقي للقيام بمهمات تدريبية. فقد تم نشر وحدة من قوات العمليات الخاصة من اجل تقديم النصح للقوات العراقية في امور تتعلق بمكافحة الارهاب.

وفي الوقت الحالي تستمر موجات اللجوء واللجوء المعاكس، حيث يحمل العراقيون العائدون من سورية نفس القصص التي حملوها معهم عندما هربوا من بغداد، فيقول عائد سني لبغداد من دمشق ان ما يحدث هناك هو نفس ما كان يحدث في العراق، كل واحد يخشى الاخر، وقالت امرأة شيعية ان الجيش الحر يستهدف الشيعة والقصة لا تنتهي. وفي وسط هذه الاحداث يدفع الاطفال السوريون الثمن.

هاربون وحدهم

فقد كشفت تحذيرات منظمة ‘انقذوا الاطفال’ عن تعرض اطفال سورية المشردين في مخيمات اللجوء خاصة مخيم الزعتري في الاردن لعمليات تعذيب وتعرضهم لرضوض نفسية عن الاثر المدمر الذي تركته الحرب الاهلية على جيل يفترض انه جيل المستقبل الواعد.

وفجأة برزت مشكلة الاطفال لتصبح في مركز اهتمام الرصد الاعلامي، حيث حمل المشردون منهم والذين جاءوا لوحدهم او مع عائلاتهم الممتدة قصصا مروعة عن القتل وسياسة الارض المحروقة، ومن بين الصحف التي كرست تغطية واسعة للموضوع صحيفة ‘الغارديان’، فقد اعدت مراسلتها تقريرا من مخيم الزعتري الذي يزدحم كل يوم بالقادمين الجدد ورصدت فيه معاناة الاطفال، وكل طفل يحمل قصة عهود بنت المدرسة كانت جالسة على مقعدها عندما طارت فوق رأسها رصاصة ونجت منها باعجوبة، حسن الذي شاهد الاشلاء حوله والجثث التي كانت تسبح في بحر من الدماء، محمد الذي اصابت الحروق جسده ورأسه عندما انفجرت سيارة قربه، محمد ابن الحادية عشرة يكتب قصيدة شعر عن الموت والحرية. كل هذه القصص يحملها الاطفال الذين يعيشون في مخيم الزعتري القاتم وفي القرى والمدن في شمال الاردن، والبعض منهم ان لم يكونوا كلهم تلاحقهم اشباح موت الاقارب والاصدقاء او الجيران، وهناك من تطن في رأسه اصوات القصف، وهناك اخرون تحولت احياؤهم وبلداتهم الى ركام، وكلهم في المحصلة يدفعون ثمن الحرب التي اثرت على نفسياتهم وسيحملون ذكرياتها القاسية لاعوام قادمة.

وتقول الصحيفة ان عدد الاطفال الذين تدفقوا على مخيم الزعتري في الاسابيع الماضية كبير ومنهم من جاء مع اقاربهم والبقية ممن سافروا لوحدهم وقطعوا الطرق الخطيرة وغير المعبدة.

اكبر مشكلة

وتبلغ نسبة الاطفال في المخيم الثلث. وتنقل عن نادين حداد من انقذوا الاطفال ان اطفال سورية يدفعون الثمن الكبير، حيث يعاني الكثيرون منهم من ضغوط نفسية. وتتراوح اعمار الاولاد ما بين 14- 18 عاما ، وهناك ايضا فتيات يهربن لوحدهن او ترسلهن عائلاتهن بعيدا عن الحرب مع الجيران. وتعتبر مشكلة الاطفال جزءا من مشكلة اكبر وهي اللاجئون حيث بلغ عدد من سجلوا لدى الامم المتحدة او ينتظرون التسجيل حوالي 280 الفا موزعين على تركيا والعراق ولبنان والاردن.

ونقلت الصحيفة قصة عهود (14 عاما) التي هربت مع عائلتها حيث كانت تسكن شرق مدينة درعا في جنوب سورية، وقام مقاتلو الجيش الحر بمرافقتهم حتى نقطة عند الحدود السورية مع الاردن وبعدها واصلت العائلة الرحلة، حيث سارت في الظلام وببطء مدة 3 ساعات، وكانت رحلة صعبة على الاطفال. وقررت عائلتها مغادرة سورية بعد تعرض الحي الذي تسكن فيه لقصف دائم، وتقول عهود انها كانت مع زملائها في حصة اللغة العربية، حيث كان فيها 50 طالبا، واثناء الدرس حصلت مناوشات بين الجيش الحر والاجهزة الامنية حيث ردت قوات بشار الاسد بطريقة جنونية، واخذ الصبيان يجرون من مكان الى مكان لتجنب الرصاص، واستمرت المعركة ساعة من الزمن، وبعدها بايام قررت العائلة ترك سورية.

اما كريم فيقول انه كان يجري في الشارع هربا من القتال الدائر وكان يعتقد ان دبابة دخلت الحي، ولكنه وقع على نيران اشتعلت بفعل الكاز، واخذ بعدها الى مستشفى ميداني حيث عولج من الحروق ولا يزال يشعر بالالم من اثارها.

في رثاء ناظم

والتقت الصحيفة بمحمد (11 عاما) وهو صبي يكتب الشعر، حيث وصل الى مخيم الزعتري قبل شهر، وكتب اول قصيدة في رثاء ‘ناظم’ وهو اول رجل قتل في بلدتهم، حيث خرج للتظاهر وكان يرمي الجنود بالحجارة فاطلقوا النار عليه فاردوه قتيلا. ويصف محمد الذي اختبأ واخوته في خزانة خوفا من الرصاص، فقد اخترقت رصاصة نافذة بيتهم وسقطت في كعكة اعدتها والدته للافطار في رمضان. ويواجه المسؤولون في المخيم مشكلة تتعلق بمعرفة تحركات الاطفال داخله، فعملية وضع علامات تحدد اجزاء المخيم المختلفة لم تبدأ بعد، وحتى لو وضعت فسرعان ما تطمرها الرياح المحملة بالرمال. وفي العادة ما يضيع الاولاد في المخيم واخرون يستطيعون القفز عن السياج المحيط بالمخيم حيث يغافلون الحرس ويختفون.

بدون كرامة

وتشير الصحيفة الى انهم بحثوا ولمدة ساعة عن موسى (15 عاما) والذي يعيش وحده وهو واحد من 200 طفل بدون عائلة مسجلين لدى منظمة ‘انقذوا الاطفال’ ويقول موسى انه قاتل مع الجيش الحر وسجن مدة 22 يوما حيث تعرض للتعذيب. وقال انه شاهد الاطفال يموتون ‘لا تزال اثار التعذيب على قدمي، وكنا بالمئات في زنزانة واسعة، وكان فيها اولاد اعمارهم ما بين 9 ـ 10 عاما، وتعرضت للضرب كل يوم، واستخدموا الكهرباء ايضا’. وقال موسى ان جثثا متعفنة كانت في الزنزانة حيث كانت الرائحة الكريهة تنبعث منها وبدأت تتحلل ومليئة بالديدان. ولا يوجد في خيمة موسى الا بعض الفرش وليس مع الاولاد سوى ملابسهم التي يرتدونها، وبحلول الظلام تنخفض درجة الحرارة وسيحل الشتاء قريبا مما يعني معاناة اكثر.

ويشعر سكان المخيم بالاهانة حيث تصادر جوازاتهم ويمنعون من الخروج من المخيم، ويجبرون على تناول من يقدم لهم من طعام، ويعيشون بلا كرامة حيث طلب بعضهم العودة الى سورية مرة اخرى. يعيش في مخيم الزعتري 31 الفا وهم جزء من عدد كبير ممن يعيشون في اماكن اخرى حيث يقدر عددهم بحوالي 120 الفا، فحسن يعيش مع عائلته عند اقارب لهم في المفرق حيث فرت عائلته من دمشق ووصف ما قال انها مذبحة، حيث قام الجيش السوري باطلاق صواريخ على جنازة احد مقاتلي الجيش الحر وكانت النتيجة قتلى وجثث منتشرة في كل مكان، ويقول انه شاهد رأس احد الضحايا لم يكن يبعد عنه سوى عشرين مترا، ويضيف انه شاهد ارجلا وايد، ودماء كثيرة ‘ولن انسى ما حدث ذلك اليوم’.

ويعاني كل الاولاد من مشاكل الملل حيث لم يستطيعوا الالتحاق بالمدارس اما لانهم ممنوعون من ذلك او لاكتظاظ الحصص الدراسية. وهذا على خلاف ما كانوا يعملونه في سورية حيث كانوا يساعدون الجيش الحر وكانوا يخرجون في المظاهرة فقد حضروا فيها منذ بداية الانتفاضة. ومثل الكبار فقد سجنوا وقلعت اظافرهم وضربوا بالعصي ومنهم من فقد عقله او مات تحت التعذيب.

عدد المختطفين في بلدة ربلة السورية بلغ 218 مزارعاً وعاملاً

دمشق ـ يو بي آي: قال مصدر محلي في بلدة ربلة السورية، الثلاثاء، إن عدد المسيحيين الذين تم اختطافهم على يد المسلّحين في البلدة بلغ 218 مزارعاً وعاملاً.

وأبلغ المصدر يونايتد برس إنترناشونال، أن ‘المسلّحين تابعوا منذ الاثنين عملية عملية اختطاف المسيحيين على الطرقات المؤدية الى ربلة (جنوب غرب مدنية حمص) حتى وصل عدد أبناء البلدة المختطفين الى 218 شخصاً من المزارعين الذين كانو يقومون بقطف التفاح في مزارعهم، إضافة الى العمّال بما فيهم نساء وشيوخ’، موضحاً أنه تم الإفراج عن النساء صباح امس.

ولفت المصدر الى أن المسلّحين يحتجزون الرهائن في مدرسة بلدة جوسيه الرسمية قرب الحدود اللبنانية.

وقال إن المعلومات تشير الى أن ‘الخاطفين سيطالبون بفدية أو بمطالب خاصة مقابل الإفراج عن الرهائن’.

وكان مصدر محلي في ربلة قال الاثنين، ليونايتد برس إنترناشونال، ‘قام مسلّحون سوريون من منطقة جوسيه القريبة من الحدود اللبنانية ـ السورية المشتركة، ومعهم مسلّحون لبنانيون، باختطاف نحو 150 مزارع من بلدة ربلة أثناء قيامهم بقطف التفاح في مزارع البلدة’.

وأضاف أن المسلّحين ‘اقتادوا المزارعين الى جهة مجهولة، ولم يُعرف مصيرهم حتى اللحظة’.

وكالة (فيدس) الفاتيكانية، الثلاثاء، إن المختطفين في قرية ربلة السورية قرب الحدود اللبنانية أمس الإثنين، هم مزارعون من طائفة الروم الملكيين الكاثوليك.

يشار الى أن مسلّحين قاموا منذ نحو شهر بمحاصرة بلدة ربلة التي يقطنها نحو 12 ألف مسيحي، وقطعوا عنها الماء والمازوت والكهرباء قبل أن يتدخّل الجيش السوري ويفك الحصار عنها.

وفيما تتهم المعارضة الحكومة بأنها تقصف البلدات وتقتل من تصفهم بـ’المتظاهرين السلميين’، تقول السلطات السورية إنها تخوض حرباً مع من تصفهم بـ’المجموعات الإرهابية المسلّحة’ التي تقول إنها مدعومة من الخارج، وتتحدث عن إستقدام المعارضة آلاف المقاتلين العرب والأجانب من أصحاب الخلفيات الأصولية للمشاركة في القتال.

الرئيس المصري يعارض اي تدخل عسكري اجنبي في سورية

نيويورك ـ ا ف ب: اعلن الرئيس المصري محمد مرسي الاثنين ان بلاده تعارض تدخل اي قوة اجنبية في سورية ولو انها تؤيد رحيل الرئيس السوري بشار الاسد عن السلطة.

وقال مرسي في مقابلة مع تلفزيون ‘بي بي اس’ الامريكي عشية افتتاح جلسة الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك ان الجهود الدبلوماسية الرباعية لمصر وايران والسعودية وتركيا قد تساهم في وقف الحرب الاهلية الدامية المستمرة في سورية منذ 18 شهرا.

وقال مرسي ‘اعارض اي تدخل اجنبي بالقوة في احداث سورية’.

واضاف ‘لا اؤيد ذلك واعتقد انه سيكون خطأ كبيرا اذا حصل’، مضيفا ان ‘مصر لن توافق على ذلك’.

كما اعتبر الرئيس المدني الاول لمصر الذي انتخب في حزيران (يونيو) انه على الدول العربية ‘دعم الشعب السوري في مسيرته الى الحرية’.

واضاف ‘ليس لدى الرئيس الاسد خيار الا الرحيل (…) لا مكان للاصلاحات السياسية، فالتغيير هو ما يسعى اليه الشعب وينبغي احترام ارادته’، مشددا على ان ‘الاهم هو وقف حمام الدماء الجاري’.

واوضح مرسي انه جمع مسؤولين مصريين وايرانيين واتراك وسعوديين لاقتراح حلول للنزاع لان تلك الدول معنية بدرجات متفاوتة بالازمة السورية.

واضاف ‘لهذا السبب اخترت هذه الدول، فلا يمكن حل هذا النزاع من دون انخراط هذه الدول’، معربا عن امله في جمع قادة الدول الاربع في قمة لمناقشة الملف السوري.

ويخاطب الرئيس المصري الجمعية العامة في الامم المتحدة الاربعاء.

مسؤول إيراني: فشل جميع المساعي لتغيير النظام السياسي في سورية

طهران ـ د ب أ: قال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشوري الإسلامي الإيراني علاء الدين بروغردي الثلاثاء إن 20 شهرا من المساعي التي بذلتها بعض الدول لتغيير النظام السياسي في سورية ‘باءت بالفشل’.

وذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية (إرنا) أن بروجردي صرح بذلك خلال استقباله رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية الإيرانية – الإندونيسية أحمد نظير شهاب الذي يزور إيران على رأس وفد برلماني.

وقال المسؤول البرلماني الإيراني إن ‘المحاولات التي بذلتها بعض الدول لتغيير النظام السياسي في سورية باءت بالفشل وباتت اليوم كافة الدول تعتقد أن الأزمة السورية يجب أن تحل عبر السبل السياسية’.

واعتبر بروجردي الفيلم المسيء للإسلام ‘يعكس العداء الغربي للإسلام’. و قال ‘يتوجب على زعماء الدول الغربية إدانة العمل وإنزال عقاب قاس بحق القائمين على إنتاج وعرض الفيلم المسيء للمقدسات الإسلامية’.

أوباما يطالب برحيل الأسد ويرى حلّ قضية النووي الإيراني دبلــوماسية

أمير قطر لتدخّل عسكري عربي في سوريا

هيمن الملفان السوري والإيران، إضافة إلى الوضع الفلسطيني، على افتتاح الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث خرج أمير قطر، حمد بن خليفة آل ثاني، بدعوة مستجدة خاصة بالأزمة في دمشق، عبر مطالبته بتدخّل عسكري عربي، فيما اكتفى الرئيس الأميركي باراك أوباما بتكرار مطلب بلاده برحيل النظام

افتتحت الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك دورتها السنوية، حيث استحوذت الأزمة السورية على الجزء الأكبر من كلمات قادة العالم. وكانت أبرزها، يوم أمس، لأمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني والرئيس الأميركي باراك أوباما. ودعا أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني إلى تدخّل عسكري عربي في سوريا لوقف النزاع هناك. وقال، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، «من الأفضل للدول العربية نفسها أن تتدخل، انطلاقاً من واجباتها الانسانية والسياسية والعسكرية، وأن تفعل ما هو ضروري لوقف سفك الدماء». واستذكر ارسال قوة الردع العربية إلى لبنان في العام 1976 لمحاولة انهاء الحرب الأهلية في ذلك البلد. وقال إن تلك الخطوة أثبتت فعاليتها وفائدتها. ورأى أنّ العنف المستمرّ في سوريا منذ 18 شهراً «وصل إلى مرحلة غير مقبولة»، مضيفاً أنّ الحكومة السورية لا تتردّد في استخدام كافة أشكال الأسلحة ضدّ شعبها.

وأكّد على ضرورة التدخل لأن جميع الجهود لإخراج سوريا من دائرة القتل لم تنجح، كما أنّ مجلس الأمن أخفق في اتخاذ موقف. وأكّد أن العالم العربي يعيش في هذه الأوقات تجربة شديدة الصعوبة، منذرةً بالمخاطر، ومبشّرة بالآمال في الوقت نفسه، مشيراً إلى أن الوضع في سوريا بلغ اليوم مراحل لا تحتمل.

كما حثّ أمير قطر «جميع الدول المؤمنة بقضية الشعب السوري على المساهمة في تقديم كافة أشكال الدعم لهذا الشعب حتى تتحقق مطالبه المشروعة». وشدّد على أنّه «برغم كل ما تعانيه منطقة الشرق الأوسط، فإن القضية الأساسية تظلّ القضية الفلسطينية واستمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية، في الضفة الغربية، وهضبة الجولان، ومزارع شبعا في جنوب لبنان، إلى جانب الحصار الخانق المفروض على قطاع غزة واستمرار اعتقال آلاف الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية».

وأشار إلى أن عملية السلام توقفت بسبب المواقف الإسرائيلية الحالية، التي تصرّ على المضي بسياسة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية والقدس ورفض التخلي عنها. وتساءل، في كلمته، «لماذا لا يفعل المجتمع الدولي شيئاً لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بقضية الشرق الأوسط؟، ولماذا لا يصدر مجلس الأمن قراراً تحت الفصل السابع يلزم إسرائيل بفك الحصار عن قطاع غزة ووقف الاستيطان وإعادة عملية السلام إلى مسارها الشامل وترك مسار الحلول الجزئية التي لم توصل إلى نتيجة؟. لا أجد لهذا التساؤل جواباً».

من جهته، جدّد الرئيس الأميركي باراك أوباما التأكيد على وجوب أن ينتهي نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وقال إنه ما زال الوقت متاحاً لحلّ قضية «النووي» الإيراني بطريقة دبلوماسية، لكن هذا «الوقت غير محدود».

وقال أوباما، في كلمته، «نجدّد القول إن على نظام بشار الأسد أن ينتهي لتنتهي معاناة الشعب السوري، ويبزغ فجر جديد»، مضيفاً أنه «لا يجب أن يكون المستقبل السوري لصالح ديكتاتور يقتل شعبه. علينا أن نؤكد أنّ ما بدأ بمطالبة المواطنين بحقوقهم لا يجب أن ينتهي بموجة من العنف الطائفي». وأضاف «علينا الوقوف مع السوريين الذين يعتقدون برؤية مختلفة. سوريا موحدة وشاملة، حيث لكلّ السوريين حقّ القول حول كيفية حكمهم من سنّة وعلويين وأكراد ومسيحيين».

كما تطرّق إلى الملف النووي الإيراني، وقال إن «العنف يحكم هناك، كما أن الحكومة الإيرانية تقوّض حقوق شعبها، هي تدعم ديكتاتوراً في دمشق ومجموعات إرهابية في الخارج». وأضاف أن طهران فشلت مجدداً في تأكيد سلمية برنامجها النووي وفي تطبيق التزاماتها في الأمم المتحدة، وقال «فلأكن واضحاً، إن أميركا تريد حلّ هذه القضية عبر الدبلوماسية، ونعتقد بأنه لا يزال هناك الوقت والمساحة للقيام بذلك. لكن هذا الوقت ليس غير محدود. نحن نحترم حقّ الشعوب بالحصول على طاقة نووية سلمية». وأشار إلى أنّ إيران مسلّحة نووياً ليس تحدياً يمكن احتواؤه، «هي ستهدد بإزالة إسرائيل، وأمن دول الخليج، واستقرار الاقتصاد العالمي. إنها خطر سيثير سباق تسلح نووي في المنطقة. ولهذا فإن الولايات المتحدة ستفعل ما عليها القيام به لمنه لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي». كما تطرّق أوباما إلى الفيلم الأميركي المسيء للإسلام والهجمات على السفارات الأميركية التي تبعته في مختلف الدول العربية، ووصفه بالمقزّز الذي أثار الغضب في أرجاء العالم الإسلامي. وقال «أوضحت أن ليس للحكومة الأميركية أية علاقة بهذا الفيديو. إنّه إهانة ليس للمسلمين فقط بل لأميركا أيضاً». وقال إن الهجمات على المدنيين الأميركيين في بنغازي كانت على الولايات المتحدة، مضيفاً «لا شكّ أننا سنواصل ملاحقة المنفذين»، واعتبر أنّه «هجوم على المثاليات التي تقوم عليها الأمم المتحدة». وأضاف «علينا أن نؤكد أن مستقبلنا يحدّده أشخاص مثل (السفير الأميركي في ليبيا) كريس ستيفنز وليس هؤلاء القتلة. فلا يوجد كلام يبرّر قتل الأبرياء. ولا يمكن لأيّ فيديو أن يبرّر الهجوم على سفارة. ولا مبرّر لأناس يحرقون مطعماً في لبنان، أو يدمرون مدرسة في تونس، أو يتسببون في موت ودمار في باكستان».

وأشار أوباما إلى أن واشنطن لم تسع ولن تسعى لإملاء نتائج التحولات الديموقراطية في العالم، وأكّد أن بلاده قدّمت الدعم للتغيير الحاصل في دول «الربيع العربي». وتحدّث عن عملية السلام في الشرق الأوسط، وقال «إن المستقبل بين الإسرائيليين والفلسطينيين، يجب أن لا يكون ملكاً لمن يديرون ظهرهم للسلام. لنترك وراءنا من يتغذى على النزاع ويرفض حق إسرائيل بالوجود»، وأضاف أن الطريق صعبة، لكن الغاية واضحة وهي «دولة يهودية إسرائيلية آمنة، وفلسطين مستقلة ومزدهرة».

من جهته، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في كلمته، أنّ النزاع السوري «كارثة اقليمية لها تداعيات عالمية»، وطالب مجلس الأمن بالعمل على انهائها. وتابع بان «أنّ الوضع في سوريا يزداد خطورة يوماً بعد يوم وعلى المجتمع الدولي عدم تجاهل هذا الوضع، خصوصاً مع افلات العنف من السيطرة». وأضاف أنّ «خروقات وحشية لحقوق الانسان لا تزال ترتكب خصوصاً من قبل الحكومة، ولكن أيضاً من مجموعات المعارضة».

وقال بان «أدعو المجتمع الدولي إلى دعم جهود الأخضر الإبراهيمي بشكل حازم وملموس». وتابع الأمين العام للامم المتحدة «علينا أن نضع حداً لأعمال العنف وتدفّق الأسلحة إلى الطرفين، والعمل على حصول انتقال في أسرع وقت ممكن يقوم به السوريون أنفسهم». في سياق آخر، قال بان إنّ «الباب قد يغلق نهائياً» أمام حلّ الدولتين للصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وحذّر من أنّ استمرار توسّع المستوطنات يقوّض فرص إحلال السلام. وأشار إلى أنّ «حلّ الدولتين هو الخيار الوحيد المستدام، لكن ربما يغلق الباب إلى الأبد». وأضاف «إن النمو المستمر للمستوطنات الإسرائيلية في الأرض الفلسطينية المحتلة يقوض بشدة جهود إحلال السلام. يجب أن نكسر هذا الجمود الخطر». ولفت بان إلى أنّه يرفض تهديد دولة لأخرى بالعمل العسكري، في إشارة على ما يبدو إلى التصريحات الإسرائيلية والإيرانية والأميركية الأخيرة.

(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، قنا)

الابنية المدمرة تتحول مقار عسكرية للجيش السوري الحر

أ. ف. ب.

منازل مهجورة تبدو الحياة قد توقفت فيها، حيث كل ما يملكه الجيش السوري الحر من مقار مؤقتة له، ففيها يتمركز القناصة وهناك أيضا يأخذ المقاتلون استراحة المحارب استعداد لجولة جديدة من القتال.

حلب (سوريا):  في شقق ومنازل مهجورة ومدمرة في احياء من مدينة حلب خلت من اي وجود للقوات النظامية السورية، يتخذ مقاتلو الجيش السوري الحر مقار لهم، للانطلاق في معاركهم ضد قوات الرئيس بشار الاسد.

 وجلس رجل قبالة نافذة، امامه طاولة وخلفه خزانة فيها جهاز تلفزيون مع باقتي زهر اصطناعي، وحمل بندقية دراغونوف مصوبة في اتجاه دشمة للجيش السوري النظامي.

 ويقوم الرجل بمهام قناص من ضمن كتيبة للجيش السوري الحر، وهو مثل غيره من عناصر هذا الجيش المصمم على اسقاط نظام الرئيس بشار الاسد، اتخذ من شقق وابنية مهجورة تبدو الحياة وقد توقفت فيها، مقرا.

 في العديد من احياء العاصمة الاقتصادية للبلاد التي هجرها اهلها تحت وطأة المعارك الحامية، يقع خط الجبهة خلف نوافذ ابنية يطلق منها القناصة النار، او في ازقة تخلو من اي حركة باستثناء بعض ظلال تتحرك في ما ندر، وهي لمدنيين يعودون الى منازلهم لاستعادة بعض الحاجيات قبل ان يسرعوا في الرحيل مجددا.

 وللتقدم الى خط الجبهة من دون حماية، عمد المقاتلون المعارضون الى شق طريق آمن: بقروا جدران الشقق وهم يمرون عبرها من من شقة الى اخرى، محدثين من حولهم المزيد من الغبار الناتج عن الركام. ينتقلون من مطابخ الى حمامات وغرف اطفال تركت فيها على عجل على مكاتب صغيرة اوراق التسجيل للسنة الدراسية الحالية.

                   استراحة المحارب بجوار الأبنية المدمرة أيضا

في المقار العسكرية المستحدثة ايضا، اسرة لم تستخدم منذ اسابيع ويتراكم على اغطيتها الغبار يوما تلو الاخر.

 ويمكن من خلال ثقب في احدى هذه الغرف رؤية جثة مقاتل عند اسفل البناية. الجثة مرمية هنا منذ ثلاثين يوما وبدات بالتحلل. يمكن للمقاتلين رؤيتها، لكن احدا منهم لا يجرؤ على سحبها، كونها تحت مرمى قناصة القوات النظامية.

 قرب بناء آخر، يطل رجل عجوز من باب حديدي يفتحه بحذر. ويقول ردا على سؤال “انا باق في منزلي رغم القصف. لا اريد ان يتم احتلال المنزل”.

 ويضيف “امكث وحدي في المبنى خلال الليل. اسمع القصف واصوات المعارك ليلا ونهارا”.

في المنطقة منازل اخرى تم العبث بها وتخريبها: فرش مقلوبة وزجاج محطم. يؤكد مقاتل معارض ان هذه الاضرار تسبب بها الجيش النظامي، ويشير الى شعار “الكتيبة 47- القوات الخاصة” مطبوع على جدار احدى الغرف، كدليل على ذلك.

 وتقول امرأة قدمت مع والدتها الى مركز المقاتلين لتسأل عن قريب مفقود “كانت حلب جوهرة في العالم، وقد تحولت الى خراب”.

 عند اسفل مبنى آخر اختفت واجهته، توجد تلال من الحجارة التي يستخدمها المقاتلون من اجل اقامة ساتر. بين الركام، ملابس منسية وجرذان وعصافير ميتة.

 العام 2006، سميت حلب، المركز التاريخي للعالم العربي والاسلامي، “عاصمة الثقافة الاسلامية”، تقديرا لتراثها الذي قاوم اجتياحات عدة عبر التاريخ.

 في اسواق حلب اليوم، الابواب الحديدية مليئة بالثقوب وآثار الرصاص، او منفوخة نتيجة انفجارات القذائف. على اللوحة التي تحمل عبارة “حلب، عاصمة الثقافة الاسلامية”، اضيفت عشرات العبارات والرسوم المناهضة لبشار الاسد.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/9/764148.html

حين يستعد المقاتلون المعارضون السوريون لمهاجمة “القاعدة 46

أ. ف. ب.

يقع نحو 1000 جندي من القوات النظامية السورية تحت حصار الجيش السوري الحر، حيث تقترب المعارضة المسلحة من السيطرة على “القاعدة 46” بعد إحكام الحصار عليها ولم تعد تبعد عنها سوى كيلومترين فقط.

الاتارب (سوريا): هدير القاذفة السورية يقترب، المقاتلون المعارضون للرئيس بشار الاسد يسرعون للاحتماء، بعضهم يختبىء خلف اشجار الزيتون وآخرون يهرعون الى السيارات او الدراجات النارية.

على المرتفعات الصخرية لبلدة الاتارب، غربي حلب، التي يسيطرون عليها منذ ثلاثة اشهر بعدما نجحوا في طرد القوات النظامية منها، يؤكد مقاتلو الجيش السوري الحر، المؤلف من جنود انشقوا عن نظام الرئيس بشار الاسد ومدنيين حملوا السلاح الى جانبهم، انهم يضيقون الخناق على قاعدة عسكرية كبيرة موالية للنظام.

 ويقول المقاتلون لمراسل وكالة فرانس برس الذي التقاهم الاثنين ان المركز العسكري الذي يهاجمونه يدعى “القاعدة 46” وانهم يحاصرونه منذ ثلاثة ايام، وهو لا يبعد عن مكان وجودهم اكثر من كيلومترين وفي داخله حوالى الف جندي من القوات النظامية للاسد.

ويضيف هؤلاء ان هذه القاعدة تشغل مساحة كبيرة وهي احدى آخر العقبات على الطريق المؤدية الى حلب، العاصمة الاقتصادية للبلاد وكبرى مدن الشمال، مشددين في الوقت نفسه على انها ستسقط في ايديهم في غضون ايام.

 احدهم يدعى ابو صادق، له لحيه كثة سوداء، يرتدي زيا عسكريا يعرف عن نفسه وجبينه يتصبب عرقا بانه ضابط منشق.

ويقول “انهم مسلحون تسليحا جيدا، لديهم داخل القاعدة 13 دبابة والكثير من قاذفات الصواريخ… ولكن نحن اكثر عددا منهم. لقد قطعنا عنهم كل الطرق التي يمكن ان تصلهم منها تعزيزات. حتى وان حاولوا ارسال مدرعات اليهم من حلب فقد فخخنا كل الطرق. زرعنا عبوات ناسفة ضخمة على كل المسالك. لدينا ايضا قاذفات صواريخ. اذا اتوا سندمرهم”.

 ويؤكد المعارضون المسلحون انهم حشدوا لهجومهم الحاسم المرتقب اكثر من 1500 مقاتل اتوا من كل انحاء المنطقة بأمر من “العميد” المنشق احمد الفج وهو ابن الاتارب.

وعلى خط الجبهة الامامي يبلغ عدد المقاتلين حوالى 300، يتمركز في مواجهتهم قناصة القاعدة الذين يطلقون عليهم النار من مدفعيتها… وكل ثماني ساعات يعود هؤلاء الى الصفوف الخلفية للاستراحة قبل العودة مجددا الى الخط الامامي.

      يراهن المقاتلون على سقوط القاعدة العسكرية في أيديهن خلال 3 أيام

ويقول ضابط آخر يكتفي بالتعريف عن نفسه باسمه الاول حسين وبانه قائد كتيبة “انصار الحق” ان قوات الاسد “لم يعد بوسعها فعل شيء، الامر الوحيد الذي يمكنهم فعله هو استخدام الطيران، وهم يفعلون ذلك، ولكن هذا لن ينقذ القاعدة”.

ويضيف “انهم يقصفون ولكنهم لا يصيبون احدا تقريبا”، مشيرا بيده الى حفرة يبلغ قطرها حوالى خمسة امتار قرب الطريق بين شجرتي زيتون.

 ويتابع “انهم يقصفون الاتارب عشوائيا، يقصفون المنازل، ولا يقتلون الا مدنيين. لانهم لا يعرفون اين نحن ولاننا لا نكف عن التنقل. عندما نسمع صوت الميغ تقترب نختفي. عندما تكون الطائرة مروحية نطلق عليها النيران بكل ما لدينا من سلاح. ولكنها غالبا ما تحلق عاليا جدا”.

ويقود رجال الضابط حسين مراسل فرانس برس الى مكان غارة جوية يقولون انها شنت الليلة الفائتة. منزل من طبقتين سوي بالارض وتحول الى كومة ركام بارتفاع ثلاثة امتار.

 ويقول ابو صادق “هنا كانت تقيم اسرة باكملها، اب وام واربعة اطفال، قضوا جميعا”، مضيفا “انهم يقصفون في الليل خصوصا، يقصفون اي شيء مضيء مهما صغر، حتى اننا اضطررنا الى نزع مصابيح سياراتنا ودراجاتنا النارية”.

ومن اصل 35 الف شخص كانوا يقيمون في الاتارب قبل اندلاع المعارك لم يعد في هذه البلدة الا بضع مئات من السكان. ربما لا يزيد عددهم الى الف شخص، يختبئون في الزوايا ويختفون عند سماع هدير الطائرات.

 هؤلاء البقية هم افقر الفقراء، الذين لا يملكون المال حتى لاستئجار شاحنة تنقلهم مثل من سبقهم في الفرار من البلدة، سواء الى مخيمات اللاجئين في تركيا او حتى الى قرب الحدود مع هذا البلد.

شقيق ابو صادق هو ايضا مقاتل، يجلس قرب واجهة بقالة صغيرة بابها مغلق نصفيا بالشبك الحديد. يومئ برأسه مشيرا الى عجوز يجلس في كرسي متحرك وساقاه مشوهتان ويضيف متسائلا “وهو، ماذا سيجرى له؟”.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/9/764147.html

النظام يواصل غاراته الجوية على أحياء حلب.. ومليون ونصف سوري يواجهون مجاعة

بيروت: ليال أبو رحال

تعرضت مناطق سورية عدة لقصف عنيف من قبل قوات الأمن السورية، أمس، حيث سقط أكثر من مائة قتيل في محصلة أولية مساء أمس وعشرات الجرحى، بينما أعلنت مديرة برنامج الغذاء العالمي إثرين كيزن أن «أعداد السوريين الذين يواجهون شبح الجوع ارتفعت إلى 1.5 مليون شخص»، موضحة أن «أعداد السوريين الذين يحتاجون مساعدات غذائية تضاعفت 5 مرات في الأشهر القليلة الماضية».

وقالت المسؤولة الدولية إن «برنامج الغذاء العالمي لا يستطيع مساعدة سوى نصف هذا العدد، في حين أن العمليات العسكرية لم تمكنه من إيصال الطعام إلى المحتاجين»، مشيرة إلى أن «البرنامج بحاجة إلى 60 مليون دولار لمواجهة الزيادة المطردة في أعداد الجوعى من السوريين»، مطالبة المجتمع الدولي بتقديم المزيد من التبرعات.

وفي موازاة ذلك، تابعت قوات الأمن السورية شن غارات جوية على أحياء عدة في حلب، حيث تدور معارك كر وفر بين «الجيش الحر» والجيش النظامي، الذي أعلن أمس استعادته السيطرة على حي العرقوب الكبير، شرق مدينة حلب.

ونقلت وكالة الأنباء السورية «سانا» عن مصدر عسكري تأكيده «الانتهاء من تطهير منطقة العرقوب في حلب من الإرهابيين وإعلانها منطقة آمنة، والاستمرار بتطهير منطقة سليمان الحلبي (المجاورة)»، بينما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية، نقلا عن مصدر عسكري سوري ميداني، بقوله إن «العمليات انتهت في منطقة العرقوب، وعناصر القوات المسلحة يقومون بتفتيش الأبنية شقة وراء شقة للتحقق من عدم وجود متمردين».

ووفق شهود عيان، فإن الشارع الرئيسي في العرقوب تعرض لدمار كبير، حيث انهارت واجهات الأبنية، كما أقام الجيش النظامي حواجز على 3 مداخل للحي ومنع الدخول إليه، لكن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أشار إلى «معارك مستمرة في المنطقة». وقال: «لا يمكن الحديث عن سيطرة طالما المعارك مستمرة».

وقال أحد الناشطين في حلب لـ«الشرق الأوسط» إن «الطائرات المروحية شنت غارات جوية عنيفة على قرية العبلة وأطراف مدينة الباب الواقعة في ريف حلب، مشيرا إلى «تمركز قناصة النظام في أحياء عدة في مدينة حلب، حيث يستهدفون كل ما يتحرك»، وهو ما أشارت إليه الشبكة السورية لحقوق الإنسان، لافتة إلى أن «جثث عدة لقتلى جراء القنص موجودة في الشوارع ولا يتمكن الأهالي من سحبها بسبب القناصة».

في موازاة ذلك، أعلنت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن «الجيش السوري الحر تمكن من السيطرة على بلدة كفرلاها وكفرجوم وحررهما من قوات النظام»، في حين أدى القصف العنيف بالطيران الحربي على بلدة كفركرمين إلى سقوط عدد كبير من الجرحى.

وفي بيان لقائد ألوية المعتصم بالله، بثه ناشطون على الإنترنت، أكد العميد الركن أحمد الفج محاصرة مقاتلي «الجيش الحر» للفوج 46 المتمركز قرب أورم الكبرى في ريف حلب وأسر 50 جنديا نظاميا.

وقال قائد المجلس العسكري في حلب العقيد عبد الجبار العكيدي لـ«الشرق الأوسط»، إنه «تم القضاء على 3 حواجز متمركزة حول الفوج وعلى الشبيحة التابعين له في القرى المجاورة وتحرير بلدتي أورم الكبرى والشيخ علي»، مؤكدا أن «الفوج محاصر بشكل كامل من قبل الجيش الحر، ونحاول اقتحامه، بعدما دمرنا عددا كبيرا من آلياته وأسرنا عددا من ضباطه وعناصره».

ووصف العكيدي هذا الفوج النظامي بأنه «الأقوى في حلب، وهو يقصف كل قرى الريف الغربي بالمدفعية والصواريخ»، معتبرا أنه «إذا قدرنا الله للقضاء عليه نكون قد قمنا بعملية نوعية هي الأولى للجيش الحر».

وفي ريف دمشق، تعرضت الأحياء السكنية في قدسيا لإطلاق نار كثيف من قبل حاجز للحرس الجمهوري، بينما اقتحمت قوات الأمن السورية منطقة السيدة زينب لليوم الثاني على التوالي بالدبابات والمدرعات وشنت حملة مداهمات واعتقالات طالت عشرات الشبان وسرقة ونهب وحرق المنازل، وفق ما أعلنته لجان التنسيق المحلية. كما تعرضت بلدة عرطوز والبساتين المحيطة بها في ريف دمشق لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة بينما شهدت بلدة الذيابية اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر والجيش النظامي، وفق ما ذكرته شبكة «شام» الإخبارية.

أما في دير الزور، فقد دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية والجيش الحر، وتحديدا في حي الجورة، قبل أن تتمكن قوات الأمن من اقتحامه، وأفادت لجان التنسيق «باستخدامها الأطفال والمدنيين كدروع بشرية».

وكان القصف قد تجدد، أمس، على أحياء البعاجين والعمال في دير الزور، وشهدت أطراف مدينة البوكمال هجمات بالطيران المروحي وقصفت طائرات الـ«ميغ» الحربية حي الجبيلة، مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى.

وفي حماه، أشار المرصد السوري إلى «حملة مداهمات واعتقالات في حي الأربعين، ترافقت مع إحراق عدد من المنازل المقتحمة»، في حين تعرضت قرية سوحا للقصف من قبل القوات النظامية التي استخدمت الطائرات.

وفي درعا، اقتحمت قوات الأمن السورية الحي الشرقي في مدينة داعل، بعد قصف استمر حتى ساعات الصباح الأولى، وطال القصف كذلك بلدتي الكرك الشرقي والنعيمة. واستهدف الطيران الحربي بلدة أبطع بقصف عنيف خلال تشييع عدد من قتلى البلدة، فيما أكد ناشطون معارضون سقوط 9 قتلى أعدموا ميدانيا على يد عناصر من «الشبيحة» في الحي الجنوبي لبلدة أبطع، مشيرين إلى قصف بالمدفعية الثقيلة على بلدات النعيمة وبالمروحيات على مدينتي داعل والشيخ مسكين.

وفي حمص، ذكر المرصد السوري أن «اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة وقعت في قرية النقيرة وجوبر والسلطانية ومنطقة بحيرة قطينة». وأفادت لجان التنسيق المحلية عن «قصف عنيف جدا بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ وتهدم عدد كبير من المنازل في مدينة الرستن، التي تتعرض للقصف اليومي منذ أكثر من 3 أشهر». كما دارت اشتباكات بين قوات الأمن والجيش الحر، إثر محاولة قوات النظام اقتحام المنطقة.

ووجه أهالي قرية جوسية الحدودية مع لبنان نداءات استغاثة لليوم الخامس على التوالي، أمس، بسبب انقطاع الخبز عنهم والدقيق وأي من المواد الأولية لصنع الخبز، وتفتقد مدينة القصير المجاورة للخبز منذ يومين. كما ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أنه «تم العثور على 11 شخصا مقتولين على أوتوستراد حمص – طرطوس كانوا في حافلة تقلهم في منطقة البقيعة».

العقيد المنشق قاسم سعد الدين ينجو من محاولة اغتيال في حماه

بيروت: كارولين عاكوم

بعد ستة أشهر على قيادته المجلس العسكري في حمص، تعرض العقيد قاسم سعد الدين أمس لمحاولة اغتيال بعد عودته من تركيا، حيث بقي ليومين، ومن ثم اجتماعه برئيس المجلس العسكري في حلب العقيد عبد الجبار العكيدي، بحسب ما أعلن مسؤول الإعلام في الجيش السوري الحر فهد المصري، لافتا إلى أن مسلحين تابعين للنظام تعرضوا لموكب سعد الدين في طريق عودته إلى حمص عن طريق حماه، وقال المصري لـ«الشرق الأوسط»: «تعرض موكب سعد الدين بالقرب من منطقة السلمية لكمين مسلح من قبل الشبيحة وعناصر قوات النظام، الأمر الذي أدى إلى وقوع اشتباكات بينهم وبين عناصر الحماية التابعة لسعد الدين استمرت نحو نصف ساعة تقريبا أسفرت عن مقتل نحو 6 من الشبيحة وفرار الآخرين، فيما نجا مرافقو سعد الدين جميعهم». ولفت المصري إلى أن «الاجتماع الذي جميع الاثنين كان في إطار التنسيق المستمر بين كل المجالس العسكرية ولوضع النقاط على الحروف في ما يتعلق بالعمليات العسكرية في المستقبل القريب وتعزيز عملها ووجودها في الداخل».

من جهته، اعتبر المنسق العام للمجلس العسكري في حمص، خالد بكار أن استهداف سعد الدين يعود إلى العمل العسكري الجبار الذي يقوم به منذ تأسيسه المجلس العسكري في 29 مارس (آذار) الماضي. وقال بكار لـ«الشرق الأوسط»: «حاولوا اغتيال سعد الدين لأنه يشكل فوهة بركان الثورة العسكرية في حمص بعدما أسس المجلس العسكري الأول في سوريا الذي أصبح اليوم يضم أكثر من 500 ضابط و18 ألف عنصر موزعين على 8 مراكز في حمص؛ وأهمها القصير وتلكلخ الزعفرانة وتلبيسة والرستن والحولة، ونجح في أن يلوي ذراع النظام من خلال العمليات العسكرية التي نفذها وينفذها في عدد من المناطق، كما سيطر بشكل كامل على ريف حمص الشمالي الغربي، إضافة إلى مناطق عدة». وأشار بكار إلى أن أكثر الخسائر الفادحة التي تكبدها النظام في معركته مع عناصر المجلس العسكري في حمص كانت في تلبيسة والرستن؛ إذ أسفرت معركة الرستن الثانية التي وقعت خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي عن مقتل أكثر من 2000 شبيح وجندي من النظام وتدمير 48 مدرعة، فيما أدت معركة التحرير الأخيرة في تلبيسة إلى مقتل أكثر من ألف جندي من قوات النظام وتدمير 27 مدرعة، وهذا الوضع لم يختلف في مناطق أخرى مثل الحولة والقصير حيث خسائر النظام كانت أيضا فادحة.

وأكد بكار أن الاجتماع الذي جمع كلا من سعد الدين والعكيدي، بعد تحرير ريف حلب، الذي ستتبعه اجتماعات لاحقة، سينعكس إيجابا على وتيرة العمليات العسكرية في حلب وحمص، أكبر المحافظات السورية، لافتا إلى أن جهودا كبيرة تبذل من كل الجهات المعنية بالعمليات العسكرية لتوحيد الصفوف وتعزيز المواقع على أرض المعركة.

بان كي مون يستشعر تهديداً للأمن العالمي وأمير قطر يدعو الى تدخّل عسكري عربي

أوباما: إيران تساعد الديكتاتور والأسد يجب أن ينتهي

                                            صعّد الرئيس الأميركي باراك أوباما لهجته بشأن الوضع في سوريا، فاعتبر أن نظام بشار الاسد يجب ان ينتهي لأن المستقبل ليس لديكتاتور، متهماً إيران بدعمه. وفيما اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة خلال انعقاد الجمعية العمومية للمنظمة الدولية في نيويورك أمس أن الأزمة السورية باتت تهدد النظام العالمي، دعا أمير قطر الشيخ حمد بن جبر آل ثاني الى تدخل عربي بعد فشل مجلس الأمن، مستذكراً ارسال قوات ردع عربية الى لبنان بعد اندلاع الحرب الاهلية فيه في العام 1975.

وافتتحت اعمال الدورة السنوية للجمعية العمومية للامم المتحدة امس، على وقع ما أدلى به المبعوث الخاص للمنظمة الدولية والجامعة العربية الى سوريا الأخضر الإبراهيمي أول من أمس خلال جلسة مغلقة لمجلس الأمن، رسم خلالها صورة قاتمة لما يجري في سوريا واستبعد في إحاطته امكان التوصل حاليا الى حل سياسي بسبب تركيز الأسد على الخيار الأمني.

وقال اوباما ان نظام الاسد “يجب ان ينتهي”، داعياً الى فرض عقوبات عليه اذا ما واصل اعمال العنف الوحشية.

واكد في خطابه امام الجمعية العمومية انه “يجب الا يكون المستقبل لديكتاتور يذبح شعبه .. واذا كانت هناك قضية تستدعي الاحتجاج في العالم اليوم، فانها (قضية) نظام يعذب الاطفال ويطلق الصواريخ على المباني السكنية”. واضاف “اننا نعلن مرة اخرى ونحن نلتقي هنا، ان نظام بشار الاسد يجب ان ينتهي حتى تتوقف معاناة الشعب السوري، ويبزغ فجر جديد”.

ودعا أوباما المجتمع الدولي الى التحرك من أجل الحيلولة دون ان يتحول التمرد ضد الاسد الى “دائرة من العنف الطائفي”. واشار الى ان الولايات المتحدة تريد سوريا “متحدة وجامعة، لا يخاف فيها الاطفال من حكوماتهم، ويكون لكل السوريين سنة وعلويين واكرادا ومسيحيين، رأي في الطريقة التي يحكمون بها”. واضاف “هذه هي النتيجة التي نعمل من اجل التوصل اليها، من خلال فرض العقوبات ومحاسبة من يضطهدون، وتقديم المساعدة والدعم لمن يعملون من اجل المصلحة العامة”. وقال “نحن نؤمن بان السوريين الذين يتبنون هذه الرؤية ستكون لديهم القوة والشرعية ليقودوا” بلادهم.

وفي سياق تطرّقه إلى الملف النووي الإيراني قال إن “العنف يحكم هناك.. وكما أن الحكومة الإيرانية تقوّض حقوق شعبها، هي تدعم ديكتاتوراً في دمشق ومجموعات إرهابية في الخارج”.

اما الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، فقال إنه سيعترف بالحكومة الموقتة السورية الجديدة في حال تشكيلها، مطالباً الأمم المتحدة بحماية “المناطق المحررة” في سوريا.

وقال هولاند: “علينا أن نتحرك لأن الوضع طارئ، وأول وضع طارئ هو في سوريا. كم من قتيل آخر يجب أن ننتظر كي نبدأ بالتحرّك؟”. أضاف “اتخذت قراراً بأن أعترف بالحكومة الموقتة السورية الجديدة في حال تشكيلها، وأعطيها كل المساعدة”، مطالباً الأمم المتحدة بحماية “المناطق المحرّرة”، وتقديم الدعم الإنساني.

وقال إن على القادة السوريين أن يعرفوا أن “المجتمع الدولي لن يبقى ساكتاً في حال استخدام الأسلحة الكيميائية”، مضيفاً أن “نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد لن يجد له مكاناً في الأمم المتحدة.. وليس له مستقبل”.

الأمين العام للأمم المتحدة اعتبر ان النزاع السوري “كارثة اقليمية لها تداعيات عالمية” وطالب مجلس الامن بالعمل لإنهائها. واضاف في الكلمة التي القاها في افتتاح اعمال الدورة السنوية للجمعية العمومية “انها تهديد خطير ومتزايد للسلام والامن الدوليين يتطلب اهتمام مجلس الامن”.

وتابع بان كي مون “ان الوضع في سوريا يزداد خطورة يوما بعد يوم وعلى المجتمع الدولي عدم تجاهل هذا الوضع خصوصا مع افلات العنف من السيطرة”. واضاف ان “خروقاً وحشية لحقوق الانسان لا تزال ترتكب خصوصا من قبل الحكومة، ولكن ايضا من مجموعات المعارضة”.

وقال بان كي مون “ادعو المجتمع الدولي، خصوصا اعضاء مجلس الامن ودول المنطقة، الى دعم جهود الاخضر الابراهيمي بشكل حازم وملموس”.

وتابع الامين العام للامم المتحدة “علينا ان نضع حدا لاعمال العنف وتدفق الاسلحة الى الطرفين، والعمل لحصول انتقال في اسرع وقت ممكن يقوم به السوريون انفسهم”.

ولم يتمكن مجلس الامن من اتخاذ اي قرار بشأن سوريا بسبب استخدام روسيا والصين للفيتو لمنع صدور ثلاثة قرارات تدين النظام السوري لقمعه الحركة الاحتجاجية.

أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني دعا الدول العربية للتدخل في سوريا، وقال في كلمته أمام الجمعية العمومية:

“إن التدخلات الداخلية والخارجية المناهضة لنيل الشعوب حقوقها المشروعة لم تعد تتورع عن بلوغ أهدافها بكل الأساليب ابتداءً من استغلال رواسب الماضي ومواريثه وعقده، وأساليب الاستفزاز ومكامنه الخفية، إلى استخدام قوة السلاح وإذكاء بحور الدم إذا عزّت عليها الوسائل الأخرى، أو تأخر مفعولها، وكل ذلك جعل عملية الانتقال من الماضي إلى المستقبل ومن التخلف إلى التقدم عملية محفوفة بالأخطار مهددة من كل ناحية”.

وتابع “ولقد كنا مع آخرين بين هؤلاء الذين تنبهوا إلى مزالق هذه المرحلة في مسيرة أمتنا، وفي مسيرة العالم العربي، وإذا جاز لنا أن نطلب في هذه الدورة شيئاً فمطلبنا تشجيعٌ متجددٌ يؤكد حق عالمنا العربي في مواصلة تقدمه وتحقيق طموحاته في عالم جديد تحكمه علوم وتقنيات لم تكن في خاطر أولئك الرواد الذين وضعوا المواثيق المعروفة للحقوق والحريات. وفي المقابل فإني أتمنى أن يصدر عن هذا التجمع العالمي موقف متعاطف مع التحولات التاريخية الجارية في العالم العربي يطمئن شعوباً تمضي بهمة وإصرار في اتجاه الموقع الذي يليق بها في التاريخ، وتناضل بجد من أجل نيل حريتها وحفظ كرامتها وصولاً إلى غدٍ أفضل وأكثر إشراقاً أمام الأجيال المقبلة”.

وخاطب رئيس الدورة قائلا “لقد بلغ الوضع في سوريا اليوم مراحل لا تحتمل، إذ يسقط مئات السوريين الأبرياء كل يوم بنيران نظام لا يتورع عن استعمال كل أنواع السلاح ضد أبناء شعبه. وإننا، وقد سلكنا كل السبل من دون جدوى لإخراج سوريا من دائرة القتل، وفشل مجلس الأمن في الاتفاق على موقف فاعل، فإنني أرى أنه من الأولى والأجدر أن تتدخل الدول العربية نفسها انطلاقاً من واجبها القومي والإنساني سياسياً وعسكرياً والقيام بما يفرض ويكفل وقف نزيف الدم السوري وقتل الأبرياء وتشريدهم وضمان الانتقال السلمي للسلطة في سوريا. وإن لنا سابقة مماثلة حين تدخلت قوات الردع العربية في لبنان في منتصف سبعينيات القرن الماضي لوقف الاقتتال هناك وكانت تلك خطوة أثبتت فاعليتها وجدواها. كما نحض جميع الدول المؤمنة بقضية الشعب السوري على المساهمة في تقديم كافة أشكال الدعم لهذا الشعب حتى تتحقق مطالبه المشروعة”.

وكان رئيس الوزراء القطري وزير الداخلية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني قال في حديث إلى شبكة “سي أن أن” التلفزيونية الأميركية إنه يعتقد أن دولاً عربية وأوروبية ستكون مستعدة للمشاركة رغم إحجامها المعلن عن الالتزام بإرسال القوات اللازمة لمثل هذه المهمة.

وقال الشيخ حمد أيضا متحدثا قبل ساعات من افتتاح اعمال الجمعية العمومية إنه يأمل أن تزيد واشنطن التركيز على سوريا بعد انتخابات الرئاسة التي ستجرى بعد ستة أسابيع. وأضاف: “أعتقد أنه يجب أن تكون لدينا خلال أسابيع خطة بديلة. ينبغي قبل كل شيء إقامة مناطق آمنة للناس. وهذا يتطلب منطقة حظر جوي. وإذا أراد السوريون خرق هذا فهذا موضوع آخر. هذا ايضا يحتاج الى صاحب بأس يقول لهم: لا تفعلوا هذا لأنه غير مسموح به”.

الى ذلك، حضت المانيا المجتمع الدولي على اتخاذ موقف موحد لانهاء الحرب في سوريا. ودعا وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي في كلمته الى “ارسال اشارة واضحة ومشتركة” خلال اجتماعات الجمعية العمومية للضغط على نظام الرئيس السوري بشار الاسد ومعارضيه لانهاء النزاع المستمر منذ 18 شهرا. الا انه قال ان الخلاف بشأن المسألة السورية في مجلس الامن الدولي بين الدول الغربية من جهة وروسيا والصين من جهة اخرى ادى الى “شلل المجتمع الدولي”.

في طهران، قال مستشار المرشد الإيراني علي أكبر اثر استقباله وفداً برلمانياً سورياً امس، “لا يحق لأي دولة سواء كانت إسلامية أو غير إسلامية، عربية أو غير عربية، التدخل في الشأن الداخلي السوري بحجة دعم الشعب هناك، وهذا حق متعارف عليه في العلاقات الدولية”.

وقال ان الأزمة السورية هي رد فعل من جانب مجموعة الدول الغربية بزعامة أميركا و”بدعم من الصهاينة والرجعيين العرب وعدد من المجموعات غير الواعية في سوريا”، معتبراً أن هذه المجموعات شاركت في تحالف ضد سوريا بسبب خطأ في حساباتها.

(أ ف ب، رويترز، يو بي أي، قنا)

انفجارات في دمشق وقصف على حلب وقذائف على الجولان المحتل

“المرصد السوري”: ألفا طفل قتلوا منذ بدء الانتفاضة ضد نظام الأسد

شبيحة الأسد يخفقون في اغتيال أحد قياديي “الجيش الحر” في حماة

                                            وقعت سلسلة انفجارات في دمشق امس في مقر إدارة مدارس تابعة لقوات بشار الاسد، بحسب ما افاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي اشار الى استمرار العمليات العسكرية والقصف في حلب (شمال) وحمص (وسط)، فيما سقطت قذائف داخل هضبة الجولان السورية المحتلة خلال اشتباكات بين “الجيش الحر” وقوات الأسد.

دمشق

ففي دمشق، قال المرصد في بيان “انفجرت عبوات ناسفة في مقر هيئة مدارس ابناء الشهداء قرب دوار البيطرة في مدينة دمشق ووردت انباء اولية عن سقوط جرحى”.

واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان المكان المستهدف هو مقر ادارة المدارس التي تستقبل ابناء شهداء الجيش السوري، مشيرا الى انه يقع على الطريق التي تؤدي الى مطار دمشق. وقال ان “الانفجارات كانت قوية الى درجة ان اسوارا محيطة بالمقر انهارت”.

ونقلت محطات تلفزة فضائية عربية ان انفجارا عنيفا استهدف مركزا امنيا قرب فرع فلسطين في العاصمة، ما تسبب بمقتل العشرات بينهم ضباط. وقالت هذه المحطات ان “الوية احفاد الرسول”، وهي جماعة اسلامية منضوية تحت لواء الجيش السوري الحر، تبنت هذه العملية.

حلب

وفي مدينة حلب قتلت فتاة في سن السادسة بنيران القوات السورية التي استهدفت سيارة على الطريق الدولية بين دمشق وحلب، وقال المرصد ان “اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في حيي العرقوب وسليمان الحلبي وسط قصف عنيف من القوات النظامية السورية”.

وكانت احياء هنانو والميسر والكلاسة (شرق) في مدينة حلب ومدينة الباب في ريفها تعرضت للقصف من القوات النظامية صباحا.

وقتل 31 شخصا بينهم ثلاثة مقاتلين في قصف ومعارك في محافظة حلب اول من امس.

ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية “سانا” عن مصدر عسكري زعمه “الانتهاء من تطهير منطقة العرقوب في حلب من الارهابيين واعلانها منطقة امنة، والاستمرار بتطهير منطقة سليمان الحلبي (المجاورة) من الارهابيين”.

لكن عبد الرحمن اكد ان المعارك مستمرة في المنطقة، و”لا يمكن الحديث عن سيطرة، ما دامت المعارك مستمرة”.

وافاد مراسل “فرانس برس” الذي قصد المنطقة عن سماع اصوات رشقات متقطعة من العرقوب، وشاهد حواجز للجيش على ثلاثة مداخل للحي.

وتمكن المراسل من رؤية آثار الدمار في الشارع الرئيسي للعرقوب، مع واجهات ابنية منهارة وثقوب في ابواب المحال التجارية.

وقال رجل في السابعة والثلاثين رافضا الكشف عن هويته انه يملك محلا في هذا الشارع، مضيفا “حاولت الدخول هذا الصباح، لم يسمح لي بذلك”. واضاف “هذا المحل هو كل ما املك في حياتي. اذا تدمر، ساغادر البلاد”.

الجولان

في محافظة القنيطرة (جنوب غرب)، قتل مقاتلان معارضان وما لا يقل عن خمسة عناصر من قوات النظام اثر هجوم نفذه المقاتلون على حواجز لقوات الأسد في قريتي الحميدية والحرية في الجولان السوري، بحسب المرصد.

وكان متحدث باسم الجيش الاسرائيلي اشار الى سقوط قذائف هاون سورية اطلقت كما يبدو خلال المعارك في الجانب السوري، في هضبة الجولان المحتلة من اسرائيل، من دون وقوع اصابات. وقال إن قذائف الهاون “سقطت في إطار القتال الدائر بين المتمردين والجيش (السوري)”. ولم يسفر سقوط هذه القذائف عن إصابات أو أضرار.

ورفع الجيش الإسرائيلي خلال العام الأخير حالة الإستنفار في صفوف قواته عند الحدود في الجولان، وأجرى الأسبوع الماضي تدريباً مفاجئاً يحاكي حرباً مع سوريا، وذلك تحسباً من انتقال القتال داخل سوريا إلى منطقة الحدود في الجولان.

حمص

وفي محافظة حمص (وسط)، افاد المرصد عن تعرض مدينة الرستن لقصف عنيف من القوات النظامية، وعن سقوط أربعة قتلى جراء القصف على مدينة القصير.

كما ذكرت “الهيئة العامة للثورة السورية” في بيان ان مدينة تلبيسة في ريف حمص تتعرض ايضا “للقصف بأسلحة الهاون والمدفعية الثقيلة” ما ادى الى تهدم عدد من المنازل.

وتعتبر تلبيسة والقصير والرستن معاقل لـ”الجيش السوري الحر”.

الأطفال ضحايا العنف

“المرصد السوري لحقوق الانسان” قال أمس إن نحو ألفي طفل تعرضوا لاعمال عنف منذ بدء الانتفاضة ضد نظام الاسد في منتصف آذار 2011.

وقتل اول من امس 12 طفلا في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا.

محاولة اغتيال

ونجا القيادي في “الجيش السوري الحر” قاسم سعد الدين من محاولة اغتيال قام بها مسلحون تابعون للقوات النظامية في محافظة حماة في وسط البلاد، بحسب ما افاد مسؤول الاعلام في “الجيش الحر” في الداخل “فرانس برس” امس.

وقال مسؤول الاعلام المركزي في القيادة المشتركة لـ”الجيش السوري الحر” في الداخل فهد المصري في اتصال هاتفي من سوريا “تعرض موكب العقيد قاسم سعد الدين بعد منتصف الليل الماضي لكمين من الشبيحة في السلمية في محافظة حماة”.

وقاسم سعد الدين هو رئيس المجلس العسكري في محافظة حمص، والناطق الرسمي باسم القيادة المشتركة للجيش الحر في الداخل.

واشار المصري الى وقوع “معركة كبيرة اثر المحاولة، ما تسبب بمقتل عدد من الشبيحة”.

واوضح ان الحادث حصل لدى عودة سعد الدين من حلب (شمال) بعد اجتماع له مع رئيس المجلس العسكري في محافظة حلب العقيد عبد الجبار العكيدي.

الأردن

في عمّان، اعلن محام الثلاثاء ان حرس الحدود الاردني اعتقل ستة سلفيين جهاديين السبت اثناء محاولتهم العبور الى سوريا، مشيرا الى ان بين المعتقلين ابن أخت ابو مصعب الزرقاوي، الزعيم السابق لتنظيم القاعدة في العراق.

وقال محامي التنظيمات الاسلامية موسى العبداللات لـ”فرانس برس” ان “قوات حرس الحدود اعتقلت يوم السبت ستة مجاهدين بينهم أبو أسيد، ابن اخت الزرقاوي اثناء محاولتهم العبور الى سوريا للجهاد”. واضاف انه “من المتوقع ان توجه لهؤلاء الستة تهمة القيام باعمال لم تجزها الحكومة من شأنها التأثير على العلاقات مع دولة اجنبية”، مشيرا الى ان “عقوبة هذه التهمة في حال ادانتهم قد تصل الى الاشغال الشاقة ما بين 5 الى 15 عاما”.

واكد ان “عدد المجاهدين من التيار السلفي الذين التحقوا بكتائب التوحيد الاسلامية في سوريا بلغ نحو 100 شخص”، مشيرا الى انه “تم حتى الان تسجيل ستة شهداء منهم”.

وكان وزير الدولة الاردني لشؤون الاعلام والاتصال سميح المعايطة صرح السبت أن قوات حرس الحدود اعتقلت فجر السبت مجموعة مسلحة في احدى المناطق الحدودية بعد تبادل لاطلاق النار مع افرادها.

ولكن المعايطة، وهو ايضا المتحدث الرسمي باسم الحكومة، لم يعط المزيد من التفاصيل حول مكان اعتقال هؤلاء المسلحين او عددهم او جنسياتهم.

وألقت الاجهزة الامنية الاردنية في حزيران الماضي القبض على اردنيين اثنين من التيار السلفي اثناء محاولتهما التسلل داخل الاراضي السورية لقتال قوات نظام الرئيس بشار الاسد.

وفي نيسان الماضي، اعلن احد قياديي التيار السلفي الجهادي في الاردن، قيام السلطات الاردنية باعتقال ثمانية من عناصر التيار حاولوا التسلل الى سوريا “للجهاد” ضد نظام الأسد.

لاجئون

في سياق اخر، انطلقت امس من السعودية 45 شاحنة محملة بالمواد الإغاثية موجهة للأسر السورية في الأردن.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، أن القافلة الإغاثية الرابعة للحملة الوطنية السعودية “لنصرة الأشقاء في سوريا” تحتوي على مواد إغاثية وايوائية وغذائية مختلفة تلبي حاجة الأسر السورية، سيتم توزيعها على مخيمات السوريين في أماكن تجمعاتهم في المملكة الأردنية الهاشمية.

ونقلت عن مستشار وزير الداخلية، رئيس الحملة ساعد العرابي الحارثي، قوله إن “هذه القافلة تأتي تواصلاً للجهود الإنسانية التي تقدمها المملكة للإسهام في تخفيف معاناة الأشقاء السوريين، وامتداداً لمسيرة البرامج الإغاثية التي باشرت الحملة تنفيذها” واشار الحارثي إلى أن “القافلة تتكون من 45 شاحنة محملة بالمواد الإغاثية والغذائية والإيوائية بتكلفة تقديرية بلغت 11 مليون ريال ستوزع على الأسر السورية في الأردن”.

وأوضح أن الحملة سيرت الثلاثاء الماضي الجسر الإغاثي الجوي الأول المكون من 10 طائرات بحمولة إجمالية 1000 طن، وصلت منها حتى صباح الأمس إلى مطار غازي عنتاب بالقرب من الحدود التركية السورية 8 طائرات محملة بالمواد الغذائية والإيوائية وتم توزيعها في ميدان العمل الإنساني بمخيمات السوريين بالجمهورية التركية.

ويذكر أن الحملة وزعت خلال الأيام القليلة الماضية 4 آلاف سلة غذائية على الأسر، و4 آلاف سلة للأطفال، و4 آلاف حقيبة صحية في منطقة كيليس على الحدود السورية ـ التركية، وتعكف حالياً على تنفيذ البرنامج الطبي لتقديم الخدمات الصحية اللازمة للاجئين السوريين في تركيا.

واعلنت الحكومة العراقية امس انها وافقت على تقديم مساعدات انسانية واطلاق حملة شعبية تشمل جمع تبرعات بهدف اغاثة السوريين المتضررين من العنف “اينما كانوا”.

واوضح بيان صادر عن المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه ان مجلس الوزراء وافق في جلسته الثلاثاء على “تقديم مساعدات انسانية والبدء بحملة شعبية للاغاثة الانسانية للشعب السوري الشقيق عن طريق الهلال الاحمر العراقي”.

وقال علي الموسوي المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء لـ”فرانس برس” ان خطوة الحكومة تشمل “جمع التبرعات لدعم الاسر المتضررة (…) والسعي للوصول الى جميع النازحين والمتضررين السوريين اينما كانوا”.

وتشهد سوريا منذ منتصف اذار 2011 حركة احتجاجية تتعرض للقمع على ايدي النظام تحولت نزاعا داميا قتل فيه الآلاف.

وبحسب المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة، فان عدد اللاجئين السوريين المسجلين في العراق بلغ 25508 أشخاص بينما ينتظر 10914 شخصا آخر اجراءات التسجيل.

وتفيد الامم المتحدة ان نحو 1,2 مليون سوري، اكثر من نصفهم اطفال، نزحوا داخل سوريا، في حين ان 250 الفا اخرين لجأوا الى الدول المجاورة مثل الاردن ولبنان وتركيا والعراق.

(أ ف ب، يو بي أي، أ ش أ، رويترز)

النظام أكد عدم وقوع إصابات

الجيش الحر يتبنى تفجيري دمشق

                      هز انفجاران، وقعا قرب ساحة الأمويين واستهدف أحدهما مبنى هيئة الأركان العامة، العاصمة السورية دمشق صباح اليوم. في المقابل أقر وزير الإعلام السوري عمران الزعبي بوقوع “تفجيرين إرهابيين” لكن دون وقوع قتلى وجرحى. وأصدر الجيش السوري الحر بيانا تبنى فيه العملية.

وحصد قصف القوات النظامية اليوم 25 شخصا على الأقل معظمهم في دمشق، كما قام الشبيحة بإعدام 16 شخصا من عائلة واحدة في حي برزة الدمشقي. وكان أكثر من 180 شخصا قتلوا في سوريا أمس، معظمهم في دمشق ودرعا ودير الزور، وفق الشبكة السورية لحقوق الإنسان.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن انفجارين شديدين هزا وسط دمشق بفارق 15 دقيقة بينهما.

وأوضح أن الانفجارين استهدفا مبنى الهيئة العامة للجيش والقوات المسلحة في محيط ساحة الأمويين التي تخضع لإجراءات أمنية مشددة. وأضاف أنه سمعت إثر الانفجارين أصوات إطلاق رصاص كثيف.

انفجاران دون إصابات

ونقل المرصد عن ناشط قريب من المنطقة أن زجاج الأبنية على بعد نحو مائتي متر تحطم، موضحا أن إطلاق الرصاص من الممكن أن يكون من قبل القوات النظامية من أجل فتح الطريق أمام سيارات الإسعاف ومنع الاقتراب من المنطقة وليس اشتباكات.

وأوضح أن الانفجار الثاني وقع في المكان ذاته، بعدما كان المرصد أفاد في وقت سابق بوقوع انفجار آخر قرب حي كفر سوسة في القطاع الغربي من العاصمة.

 وأشار المرصد إلى أن الانفجار الثاني “تبعه إطلاق نار كثيف من رشاشات متوسطة”، مشيرا إلى عدم ورود أي معلومات عن خسائر وأضرار.

في سياق متصل أفاد ناشطون بأن الانفجار الثاني استهدف قيادة القوات الجوية القريبة من منطقة أبو رمانة الراقية في قلب دمشق، كما أفادت شبكة سوريا مباشر بوقوع انفجار في مبنى رئاسة الوزراء بحي كفر سوسة الدمشقي.

في المقابل تحدث التلفزيون الرسمي السوري عن تفجيرين “إرهابيين” وقعا قرب مقر هيئة أركان القوات المسلحة، مشيرا إلى اندلاع حريق في الموقع.

أما وزير الإعلام السوري عمران الزعبي فأكد أن التفجيرين ناجمان عن عبوتين ناسفتين والأضرار اقتصرت على الماديات، مؤكدا أن “لا صحة لما تروجه بعض المواقع الإلكترونية وبعض القنوات الفضائية، وجميع القادة العسكريين والإعلاميين بخير”.

وأضاف أن القوات الأمنية تلاحق “الإرهابيين” في المنطقة التي استهدفتها التفجيرات، مشيرا إلى أنه سيتم عرض كل الأمور المتعلقة بالحادث فور انتهاء الأجهزة الأمنية من عملها.

إعدامات وذبح

ميدانيا أيضا أشارت شبكة شام إلى أن قوات الأمن والشبيحة أعدموا 16 شخصا من عائلة واحدة بينهم امرأتان في حي برزة الدمشقي.

وأوضح عضو تنسيقيات الثورة السورية أبو عمر القابوني أن القتلى من عائلة السوادي المنحدرة من منطقة التل بريف دمشق، حيث قامت شبيحة من منطقة “عش الوروار” المتاخمة للحي الدمشقي بالهجوم على الحي وإعدامهم بالرصاص وذبحهم بالسيوف مع ترك طفل واحد من العائلة على قيد الحياة الذي روى القصة وأخبر الناشطين عن مكان المجزرة وجثث القتلى.

وعلى الحدود اللبنانية السورية، قتل لبناني وأصيب شقيقه بجروح خطرة بإطلاق النار عليهما من الجانب السوري للحدود في وادي البقاع شرق لبنان.

وقالت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية إن القتيل والجريح أصيبا بإطلاق رصاص من الجانب السوري بعد منتصف الليلة الماضية، أثناء تنقلهما بين بلدتي حام وطفيل الحدوديتين.

وغالباً ما تشهد الحدود مناوشات متكررة بين مسلحين داخل الأراضي اللبنانية وأجهزة الأمن السورية، على خلفية الأحداث الجارية في سوريا. كما أن عدداً من اللبنانيين سقطوا بين قتيل وجريح جرّاء سقوط الرصاص والقذائف من الجانب السوري للحدود المشتركة.

الدولة العلوية وملاذ الأسد الأخير

                                            عبد الرحمن أبو العُلا

سلطت الرسالة التي وجهها المجلس الوطني السوري المعارض إلى العلويين في سوريا الضوء على الطائفة التي ينظر لها على أنها تسيطر على مقاليد الحكم في البلاد، خاصة مع تواتر أنباء عن عزم النظام السوري إقامة دولة علوية كخيار أخير في حال نجاح الثورة المطالبة بإسقاطه والمستمرة منذ نحو ثمانية عشر شهرا.

فقد وجه المجلس الوطني السوري المعارض يوم الاثنين الماضي “رسالة إلى العلويين” -طائفة الرئيس السوري بشار الأسد- دعاهم فيها إلى عدم “القلق من انتصار الثورة والتغيير”، مؤكدا أنهم لن يتعرضوا لأعمال ثأر أو انتقام في حال سقوط النظام.

وجاء في هذه الرسالة “نطمئن أهلنا العلويين وجميع السوريين من كل الاتجاهات والتيارات والأطياف ومن جميع المكونات القومية والدينية والطائفية أن المسؤولية القانونية ستطال المرتكبين أنفسهم فقط”، في إشارة إلى كبار المسؤولين في النظام من سياسيين وأمنيين.

وأضافت الرسالة “ليس لأحد أن يقلق من انتصار الثورة والتغيير إلا من تلطخت أيديهم بدم الشعب وتورطوا بالفساد وسرقة المال العام”.

تاريخ وجغرافيا

ومشروع الدولة العلوية ليس جديدا في سوريا، بل سبق أن أعُلن عن دولة علوية على الساحل السوري إبان الاستعمار الفرنسي.

ويُتداول نص وثيقة رفعها زعماء الطائفة العلوية إلى رئيس الحكومة الفرنسية آنذاك ليون بلوم يؤكدون فيها رفضهم الالتحاق بدولة “سوريا المسلمة” خوفا من “مصير مخيف”، وطالبوا بتأمين دولة للعلويين بعيدا عن سوريا عقب رحيل الاستعمار. واللافت أن من بين الموقعين على الوثيقة سليمان أسد، وهو جد الرئيس بشار الأسد.

وقد مرّت الطائفة العلوية منذ احتلال الفرنسيين لسوريا عام 1920 بمراحل عدة تصدرت فيها المشهد أحيانا وتراجعت في أحيان أخرى إلى أن حسم حافظ الأسد الصراع عام 1970 ليصبح أول علوي يترأس سوريا.

لكن مؤرخين يذكرون أن صراع الطوائف في سوريا في ذلك الوقت لم يكن عقائديا بقدر ما كان سياسيا يستقوي بالطائفة.

ويتكون المجتمع السوري من خمس طوائف وديانات أساسية، وهي وفق آخر إحصائية رسمية عام 1986: المسلمون السنة ويمثلون نحو 76.1% من الشعب، والعلويون 11.5%، والمسيحيون 4.5% والدروز 3% والإسماعيليون 1% والشيعة 0.4%، وهناك تشكيك في هذه الأرقام، إلا أن معظم الإحصاءات لا تبتعد كثيرا عنها.

لكن النقطة الأبرز هي التوزع الجغرافي للطوائف على كامل سوريا، لكن هذا لا يمنع تركز بعض الطوائف في مناطق دون غيرها، كتركز العلويين في المنطقة الساحلية خاصة محافظتي اللاذقية وطرطوس حيث يشكلون نحو 50% من سكانهما. كما أن هناك تجمعا آخر لهم في حمص وحماة يشكل نحو 10% من سكان المدينتين.

ويُشير محللون إلى أن إقامة دولة علوية يبدو مستحيلا من الناحية الجغرافية، إذ إنه يصعب أن تعيش وتحيا دولة ضمن محيط وحدود كلها معادية من الناحية الطائفية، فهناك تركيا السنية في الشمال، وإدلب وحلب السنيتان في الشرق، حماة وحمص من الجنوب الشرقي، وأيضا طرابلس اللبنانية السنية في جنوبها.

ويقول البعض إن المنطقة العلوية ليست قابلة للحياة على المدى البعيد، لكنها تعطي الأسد بوليصة لتأمين انسحابه.

دولة علوية

وفي الآونة الأخيرة حذّر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من أن الرئيس السوري بشار الأسد يخطط لإنشاء دولة علوية على الساحل السوري. وأكد مثل هذا التوجه عبد الحليم خدام، وهو أحد أعمدة نظام الرئيس الأب حافظ الأسد قبل أن يغادر إلى المنفى معارضاً.

كما تحدثت تقارير دولية عن عمليات نقل وتخزين للأسلحة الثقيلة والسلع الإستراتيجية في مناطق الساحل السوري.

من جانبه قال منسق العلاقات الخارجية في أوروبا الغربية بالمجلس الوطني المعارض منذر ماخوس إن النظام السوري قد يلجأ إلى هذا الخيار في محاولة أخيرة منه لأن يبقي لنفسه شيئا.

واستبعد ماخوس في حديثه للجزيرة نت أن ينجح النظام في ذلك، مؤكدا أن أغلبية الطائفة العلوية نفسها لا تقف في صف النظام، لكنها في الوقت ذاته لا تستطيع المشاركة في الثورة السورية خوفا من انتقام مبالغ فيه.

وقال ماخوس إن النظام السوري يقوم بعملية تجييش مفادها أنه هو حامي الأقليات وليس فقط العلويين، ويوهم هذه الأقليات بأن رحيله سيؤدي إلى الاقتصاص منهم وتصفيتهم، مستثمرا في ذلك بعض الممارسات الطائفية الفردية. وأضاف أن النظام السوري لا يدافع عن الطائفة العلوية، لكنه يدافع عن بقائه وعن مصالحه الخاصة.

وعن الضباط العلويين الذين يشكلون, حسب ماخوس, غالبية قيادات الجيش والأجهزة الأمنية، قال إن “أكثرهم متورطون في القمع والفساد، ولا يتوقع من هؤلاء أن يتراجعوا، لأن ذلك سيكون بمثابة انتحار لهم”.

أما الباحث السوري بالمركز العربي للدراسات والأبحاث بالدوحة حمزة المصطفى فيرى أن النظام السوري ليس نظاما طائفيا بقدر ما هو نظام دكتاتوري يلعب على وتر تسييس الهويات.

وقال المصطفى للجزيرة نت إن مشروع الدولة العلوية مشروع افتراضي يصعب تحقيقه في الواقع لأن المناطق التي يتركز فيها العلويون ليست خالصة لهم، بالإضافة إلى مقاومة مكونات الشعب السوري لهذه الفكرة، مشيرا إلى أنه لا يوجد إجماع بين العلويين على هذا الطرح.

24 قتيلا بسوريا و”مجزرة” بريف دمشق

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قتل 24 شخصا الأربعاء في أعمال عنف متفرقة في سوريا بينهم 16 مدنيا قضوا في “مجزرة” قال الناشطون إن قوات الأمن ارتكبتها في ريف دمشق، في حين تبنى الجيش السوري الحر مسؤولية تفجيرين وقعا بالقرب من مقر هيئة الأركان العسكرية بالعاصمة دمشق.

وأفاد ناشطون معارضون أن مقاتلين موالين للرئيس بشار الأسد ارتكبوا مجزرة في حي برزة بريف دمشق راح ضحيتها 16 قتيلا، حيث أعدموا ميدانيا ثلاث عائلات بمن فيها الأطفال والسيدات.

من جهة أخرى، قالت مصادر في المعارضة أن تفجيري دمشق أسفرا عن سقوط عشرات القتلى والمصابين، بينما أكدت وزارة الإعلام السورية أن الأضرار اقتصرت على الماديات.

كما أكد التلفزيون السوري بدوره وقوع انفجارين قرب هيئة قيادة الأركان في ساحة الأمويين بدمشق، مشيرا إلى أن حريقا هائلا نشب بالقرب من المقر، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

ونشر “المجلس العسكري في دمشق وريفها” بيانا على موقعه الإلكتروني قال فيه إن الجيش الحر استهدف مبنى الأركان ما أسفر عن سقوط “عشرات القتلى”، في حين كشف ناشطون عن إصابة عناصر من الحرس الثوري الإيراني بالتفجيرين.

في المقابل، قال وزير الإعلام السوري، عمران الزعبي، إن التفجيرين نجما عن عبوتين ناسفتين، مؤكدا أن الأضرار اقتصرت على الماديات.

وأضاف الزعبي أن القوى الأمنية تلاحق مجموعة مسلحة وصفها في محيط المنطقة التي حصل فيها الانفجارين.

وكان ناشطون معارضون قالوا لـ”سكاي نيوز عربية” في اتصال هاتفي من دمشق، إن السلطات السورية عمدت إلى اقفال الطرق المحيطة بموقع الانفجار وسط سماع أصوات إطلاق نار.

ونقل الناشط أبو يزن عن شهود قولهم إن الانفجارين أسفرا عن وقوع قتلى وجرحى، مشيرا إلى أن سيارات الإسعاق هرعت إلى موقع الحادث.

وأفاد ناشطون بأن الانفجار الأول الذي استهدف المقر العسكري نتج عن سيارة مفخخة وضعت أمام المبنى من جهة ساحة الأمويين، فيما وقع الانفجار الثاني خلف المبنى قرب منطقة أبو رمانة.

واتهم التلفزيون السوري من وصفهم بالـ”إرهابيين” بالوقوف وراء التفجيرين.

ويأتي هذا التصعيد غداة انفجار شحنتين ناسفتين في دمشق أيضا قرب مدرسة “أبناء الشهداء”.

وتبنت مجموعة مسلحة تطلق على نفسها اسم “لواء أحفاد الرسول” التفجير الذي استهدف المدرسة الواقعة قرب فرع فلسطين للمخابرات العسكرية.

معارضون: نتائج “إنقاذ سورية” قد تمنح النظام فرصة للاستمرار بحله الحربي

روما (24 أيلول/سبتمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

انتقدت شخصيات سورية معارضة مؤتمر “إنقاذ سورية” الذي عقدته هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي المعارضة أمس الأحد بمشاركة فصائل المعارضة السورية في الداخل، ورأت أن بعض مقترحات البيان الختامي للمؤتمر “ستمنح النظام السوري المزيد من الوقت وفرصاً جديدة لمواصلة حله العسكري الحربي ضد المدنيين” في البلاد

وأجمعت شخصيات معارضة التي اتخذت موقفاً من المؤتمر قبل انعقاده ولم تشارك به في تعليقات منفصلة لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء على أن “أخطر” ما نتج عن مؤتمر (إنقاذ سورية) الذي عقدته بعض قوى وتيارات المعارضة في الداخل تجلى في أولاً “مطالبة النظام والجيش الحر بإلقاء السلاح، مع أن الجيش الحر يدافع عن المدنيين فقط والنظام هو الوحيد الذي يملك الأسلحة الثقيلة ويدمر القرى والبلدات والمدن، وبالتالي من غير المعقول أن تكون المعارضة السياسية على مسافة واحدة من الطرفين” وفقاً لهذه القوى المعارضة

وأشارت ثانياً إلى أن “المبادئ الأساسية التي قُدمت للمؤتمر تضمنت اعترافاً بالجيش الحر وتبريراً لتشكيله باعتباره مؤلفاً من جنود وضباط منشقين رفضوا قتل المدنيين ومن معارضة مسلحة، بينما لم يتضمن البيان الختامي أية كلمة عن الجيش الحر”

وكانت التوصيات الختامية للمؤتمر قد رأت أن “استراتيجية الحل الأمني العسكري التي انتهجها النظام للرد على ثورة الشعب المطالب بالحرية والكرامة والديمقراطية، تسببت في تعميم العنف وخلقت بيئة ملائمة للعديد من الأجندات الخاصة”. وأضافت “لذلك يدعو المؤتمر إلى وقف العنف فوراً من قبل قوى النظام والتزام المعارضة المسلحة بذلك فوراً تحت رقابة عربية ودولية مناسبة”، لكن مبادئ المؤتمر الأساسية كانت تشير إلى أن الجيش السوري الحر هو “ظاهرة موضوعية نشأت بسبب رفض أفراد من الجيش السوري قتل أبناء شعبهم المتظاهرين سلمياً، ومن هذا المنطلق نعتبر الجيش الحر مكوناً من مكونات الثورة وعليه دعم وتعزيز وحماية الاستراتيجية السلمية للثورة” في البلاد

كما أشار المعارضون السوريون الذين لم يشاركوا في المؤتمر إلى أن البيان الختامي للمؤتمر “تجاهل المرحلة الانتقالية التي استفاضت الأوراق المقدمة إلى المؤتمر بشرحها ولم يتعرض لها بشيء واكتفى بوصف الواقع وبأمور مطلبية مثل إخراج المعتقلين والسماح بالتظاهر، دون أن يتعرض للبنية السياسية الهيكلية للمرحلة الانتقالية وللنظام المقبل” وفق تأكيدهم

وانتقدوا رابعاً دعوة المعارضة الداخلية إلى تبنّي فكرة عقد مؤتمر دولي حول سورية وقالوا “إن عقد مؤتمر دولي حول سورية، سيعطي بطبيعة الحال النظام فرصة جديدة للاستمرار بحله العسكري والحربي قد تمتد لعدة أشهر، كما سيعطي السياسة الروسية مبرراً لمنع صدور أي قرار من مجلس الأمن أو من المنظمات الدولية حول سورية، وبالتالي إدخال أطراف عديدة وتكليفها بحل المشكلة السورية، مما يستحيل معه الوصول إلى حل” حسب رأيهم

وكانت التوصيات الختامية لمؤتمر قوى المعارضة السورية الديموقراطية في الداخل قد طالبت الأخضر الإبراهيمي المبعوث الأممي والعربي إلى “الدعوة لعقد مؤتمر دولي حول سورية تشارك فيه جميع الأطراف المعنية، وتكون مهمته البحث في أفضل السبل السياسية للبدء بمرحلة انتقالية تضمن الانتقال إلى نظام ديمقراطي تعددي” في سورية

الشبكة الآشورية لحقوق الإنسان: جيش النظام يستهدف مجددا كنيسة السيدة أم الزنار بحمص القديمة

روما (25 أيلول/سبتمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قالت الشبكة الآشورية لحقوق الإنسان إنها علمت من مراقبيها في مدينة حمص أن “جيش النظام جدد استهدافه لكنيسة السيدة العذراء” وهي الكنيسة المعروفة باسم “أم الزنار” خلال “عمليات القصف التي طالت منطقة حمص القديمة في المدينة اليوم الثلاثاء

وأفادت بأن الاستهداف جاء في “إطار الحملة العسكرية المتواصلة على حمص منذ أربعة أشهر”، مشيرة إلى أنه “قد نجم عن القصف إلحاق أضرار كبيرة بمبنى الكنيسة ومحتوياتها من الداخل”، حيث “أفاد مراقبونا (وهذا ما أكده ناشطون محليون) أن جيش النظام استخدم المدفعية الثقيلة وقذائف الهاون وبراميل التي ان تي ذات القدرة التدميرية الهائلة في قصفه للمدينة المحاصرة منذ أربعة أشهر”، حسبما جاء في بيان

وقال البيان “إن الشبكة الآشورية لحقوق الإنسان اذ تدين ممارسات النظام السوري في ضرب الحصار على مدينة حمص وتجويع سكانها وحرمانهم من المواد الأساسية والوصول الى المشافي، وأيضا في استهداف دور العبادة المسيحية بشكل متعمد ومتكرر من أجل إثارة الفتن الطائفية بين مكونات الشعب السوري، فإنها تجدد دعوتها للمجتمع الدولي الذي يلتئم اليوم في مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك من أجل التدخل الفوري لوقف جرائم النظام وسوق رموزه الى المحاكم الدولية”، على حد وصفها

سورية: بسبب الأوضاع الأمنية السيئة مدارس افتراضية لإنقاذ العام الدراسي

روما (25 أيلول/سبتمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

بسبب الأوضاع التعليمية والدراسية الصعبة التي تمر بها سورية نتيجة العمليات العسكرية التي يشنها النظام السوري على المدن والبلدات السورية، وحتى لا يضيع العام الدراسي على التلاميذ السوريين غير القادرين على الدراسة بسبب النزوح الداخلي أو التهجير الخارجي، أو بسبب القصف وقطع الطرق بسبب الأوضاع الأمنية السيئة، أنشأ مجموعة من المتطوعين السوريين مدرسة افتراضية مجانية، هدفها إيصال دروس المواد الأساسية وفق المنهج الدراسي السوري لمرحلة التعليم الأساسي (من الصف الأول وحتى التاسع) لأوسع شريحة طلابية ممكنة داخل وخارج سورية

ولأن التعليم المنزلي هو الحل في مثل هذه الظروف، ولارتفاع كلفة الدروس الخصوصية، وعدم إرسال التلاميذ للمدارس خوفاً على أمنهم، قام ناشطون بإحداث (مدرسة أون لاين) عبر الانترنيت، التسجيل فيها مجاناً، تعرض الدروس والمناهج بشكل يومي على صفحة التواصل الاجتماعي الخاصة بكل صف، كالمدرسة النظامية، ويتابع الأهل تطور أبنائهم، فيما يقوم بالتدريس فيها شباب وأساتذة مختصون متطوعون، يتواصل التلاميذ معهم بشكل مباشر

وكان مختصون وأهالي قد أكّدوا أن المدارس ليست جاهزة لاستقبال التلاميذ سوى في مناطق قليلة، وناشدوا الحكومة تأجيل افتتاح المدارس والجامعات، لكن مناشدتهم هذه لم تلق آذاناً صاغية، وأصرّت الحكومة على بدء الدراسة في موعدها المعتاد ككل عام، لتؤكد أن الوضع في سورية طبيعي ولا يوجد ما يدعوا لتأجيل الدراسة

ويؤكد أصحاب المشروع أنه على الرغم من كل الصعوبات والتحديات التي واجهها أصحاب الفكرة والمشاكل التحضيرية والتقنية العديدة، استطاعوا حل العديد من المشاكل، وخاصة المتعلقة بتحضير الدروس اليومية وتحديد البرنامج الدراسي اليومي وأوقات بدء كل درس، لكن مشاكل أخرى مازالت تعرقل عملهم، من أبرزها انقطاع التيار الكهربائي عدة مرات يومياً والبطء الشديد للانترنيت

ولم تقتصر المدرسة الافتراضية على الدروس المباشرة، بل أبقت على هذه الدروس والمعلومات مع الشرح على الصفحات، ودعّمتها بتسجيلات صوتية وصور إيضاحية، ليستطيع الطلاب الذين لا تتناسب أوقاتهم مع أوقات بدء كل درس من متابعته في أي وقت آخر، ولا يفوتهم سوى التفاعل المباشر مع الأساتذة والتواصل مع المدرسين

وكانت منظمة الأمم المتحدة قد أعلنت أن أكثر من ألفي مدرسة في سورية دمّرت أو تضررت حتى الآن من أصل 22 ألف مدرسة، أي ما يوازي 10% من المدارس، وأنّ مئات المدارس الأخرى كان يستعملها لاجئون فروا من العنف، كما تضررت جامعات في عدة محافظات سورية، ويقول ناشطون حقوقيون إن القوات الأمنية السورية اعتقلت الآلاف من طلاب الجامعات والمدارس بسبب مشاركتهم بالتظاهرات المطالبة بإسقاط النظام أو بسبب نشاطهم السياسي المخالف، وقامت القوات الأمنية والعسكرية بتحويل عدد من المدارس إلى ثكنات عسكرية واستخدمتها أحياناً كمعتقلات مؤقتة

وأكد المجلس الأعلى للطفولة في سورية أنه منذ بداية الثورة في سورية إلى اليوم هناك طفل معتقل كل يوم، فيما يؤكد الناشطون على وجود أربعة أطفال قتلى كل يوم ومعتقلين اثنين ومعاق واحد على الأقل بسبب القصف، معظمهم في سن الدراسة

وتؤكد المعارضة السورية على أن نحو 60% من طلاب سورية لم يلتحقوا بمدارسهم بعد، خاصة في المناطق المتوترة، وشددواً على استحالة تأهيل المدارس حالياً أو قبول الأهالي إرسال أبنائهم إليها في ظل القصف المتواصل للمناطق المدنية وخوف المدرّسين من التوجّه للمدارس

الإبراهيمي: سوريا اعتادت التعذيب على يد نظام الأسد

نيويورك – فرانس برس

أعلن المبعوث الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، الاثنين، أمام مجلس الأمن أن الحرب في سوريا تتفاقم وتلوح فيها أزمة غذائية حادة، بحسب ما نقل عنه سفراء.

كما أعلن الإبراهيمي أمام الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن الدولي أن نظام الأسد يقدر بخمسة آلاف عدد الأجانب الذين يقاتلون الى جانب المعارضة في سوريا، وأن دمشق تزداد قناعة بأن الحرب الدائرة في البلاد هي “مؤامرة من الخارج”.

وحسب ما قال لـ”فرانس برس” سفراء حضروا الاجتماع، التعذيب معهود في سوريا والمدنيون يخشون المشافي التي يسيطر عليها النظام، مؤكداً أن الأوضاع في سوريا متدهورة وهناك كارثة إنسانية تلوح بالأفق.

وشدد الإبراهيمي على أن نظام الأسد يعتقد بوجود 5 آلاف مقاتل أجنبي في سوريا يقاتلون ضمن صفوف المعارضة (الجيش الحر) في الاشتباكات مع جيش النظام.

صحيفة اللوموند: دلائل الدعم الايراني للنظام السوري

ترجمة نور النجار _ باريس _ صحيفة اللوموند 24 سبتمبر 2012

أفردت صحيفة اللوموند مقالا حول التورط العسكري الايراني في الازمة السورية، وتصدر المقال صورة كبيرة عن موقع الكتروني ايراني لقبر احد اعضاء الحرس الثوري الايراني كان قد قتل في دمشق في شهر يناير الماضي، كما لاحظت الصحيفة في موقع مدينة طهران صور مراسم تشييع رسمية وتحت رعاية المرشد خامنئي للمدعو محرم تورك، كما تابعت خبر التشييع في مدونة لاحد اتباع النظام الايراني يقول فيه عن محرم ” انه استشهد اثر انفجار قنبلة بيده خلال تدريب للحرس الثوري”، كما اوضحت متابعات اخرى ان المذكور عضو قديم في ميليشيا داخلية وانضم للحرس الثوري عام 1990.

واشارت الصحيفة الى تأكيد رئيس الحرس الثوري الايراني للمساعدات التي تقدمها ايران للنظام السوري في مؤتمر صحفي، بالرغم من اشارته الى دعم “غير عسكري”، وتهديده بتدخل طهران ” في حال الضرورة”، وهو برأي الصحيفة موجه للعربية السعودية وقطر وتركيا التي تدعم المعارضة السورية.

وتشير الصحيفة الى التضارب بين هذه التصريحات وما تلاها من تصريحات وزير الخارجية الايراني الذي يحاول تسويق مبادرة ايرانية في المجموعة الرباعية بإرسال مراقبين من المنطقة ” لايجاد حل سلمي للازمة” و ” وقف الدعم المالي والعسكري للمعارضة السورية”.

وتبع التصريحات زيارة الوزير الايراني لدمشق، فضلا عن الزيارات المستمرة لمسؤولين ايرانيين اخرين للعاصمة السورية.

وتنقل الصحيفة عن الباحث دافيد ريغوليه روز ان الدعم الايراني تركّز في البداية على الدعم اللوجستي والعملي في مجال الالكترونيات والانترنت والاتصالات، ومع تزايد الصعوبات التي يواجهها النظام عسكريا بدأ تزويد النظام بالخبرات والمعدات في قمع المدنيين.

وتنقل الصحيفة عن مصادر ان قائد فيلق القدس قاسم رحماني المكلف بالعمليات الخارجية في الحرس الثوري، زار دمشق وعرض تدريب الجيش السوري واقترح تزويد النظام بقناصين، كما عرض على النظام كميات من الاسلحة منها بنادق دراكونوف الروسية المصنعة في ايران.

وتوضح الصحيفة ان المرحلة الجديدة من الدعم الايراني للنظام السوري بدأت بعد التفجير في دمشق الذي اودى بحياة كبار القادة الامنيين في 18 يوليو الماضي، والذي ترافق مع توغل الجيش السوري الحر في منطقتي دمشق وحلب. وتمثل ذلك بحضور سعيد جليلي الممثل الخاص للمرشد الاعلى خامنئي الى دمشق. وينقل التقرير عن مصادر مطلعة انه قد تم الاتفاق على تفعيل معاهدة الدفاع المشترك بين سوريا وايران الموقعة عام 2006 والمعززة بالبروتوكول السري عام 2008، وتعهدت دمشق بفتح جبهة ثانية على اسرائيل في حال مهاجمتها للمفاعلات النووية الايرانية، وذلك مقابل الدعم اللامحدود لطهران لنظام بشار الاسد لضمان بقائه في السلطة.

ويربط التقرير بين تللك الزيارة وما تلاها من اعتقال الجيش السوري الحر لخمسين من أعضاء الحرس الثوري في منطقة دمشق، وكذلك المعلومات التي اكدتها مصادر استخباراتية غربية عن استخدام الايرانيين الاجواء العراقية من اجل عبور المساعدات العسكرية للنظام السوري.

ويرى محللون للجهود الايرانية العسكرية في سوريا ان الايرانيين يقومون حاليا بتأسيس قوة كبيرة تشبه الحرس الثوري الايراني من خلال توسيع ودعم الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الاسد، اضافة الى تحويل ميليشيات الشبيحة الى قوة منظمة على طريقة ميليشيات الباسيج التي اسست ايام الخميني لتزويد الحرس الثوري الايراني بالمقاتلين اثناء الحرب العراقية الايرانية.

وينقل التقرير عن المعارضة الايرانية في الخارج ان الدعم الايراني يطال الان كل فعاليات الصراع في سوريا بدءا بحرس الحدود ونشاط طائرات المراقبة بدون طيار، ومرورا بحماية كبار المسؤولين في النظام والاشراف التقني على قوات المدفعية، وقد عرف من كبار ضباط الاتصال الايرانيين الجنرال حسين حمداني والجنرال عابد الدين خورام من بين 48 ضابطا اعتقلهم الجيش السوري الحر في ضواحي دمشق، وذلك حسب المعلومات التي سرّبها تنظيم مجاهدي خلق الايراني المعارض، وأكده تنظيم ” الحركة الخضراء” الايراني المعارض,

ويضيف التقرير ان هذا الدعم الايراني يعززه دعم حزب الله اللبناني وميليشيات بدر العراقية ، ويتزامن مع دعم روسي وخاصة في الطيران والرادار وتأمين الاتصالات التي سمحت مؤخرا بتنفيذ القصف المنظم لأحياء حلب ومناطق من شمال سوريا تحت سيطرة المعارضة.

تأثير الجمود الأميركي في سوريا

أهدر كثير من الحبر، في الآونة الأخيرة، على الخطر المتزايد لمقاتلي تنظيم القاعدة على نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وإحدى الحجج العديدة التي جرى التقدم بها حول وجوب عدم تزويد أميركا للثوار السوريين بمزيد من المساعدة المباشرة، هي إمكانية أن يؤدي انتصار الثوار إلى وصول القاعدة والمتعاطفين معها إلى السلطة، في مرحلة ما بعد الأسد.

لكن وجهة النظر تلك، وللمفارقة، تجعل من تنظيم القاعدة الورقة الثمينة الأكثر فاعلية التي يملكها الأسد. وإذا كان وجود القاعدة يردع واضعي السياسات الأميركيين عن المزيد من التورط في الأزمة السورية، فإن هذا الوجود بالنسبة لنظام الأسد يستحق الحفاظ عليه.

والمشكلة الأخرى في ما يتعلق بالتركيز كثيرا على احتمال صعود القاعدة، هي أن كلفة عدم التحرك في سوريا غير ممثلة كما يفترض للأسف في السجالات الأميركية حول السياسات. وحتى إذا انتصر الثوار، فإن أميركا باستمرارها في الجلوس متفرجة فيما تزداد الخسائر البشرية، تواجه احتمال قيام حكومة معادية لها قطعا في دمشق، بغض النظر عن تولي المتشددين السلطة من عدمه.

وبالنسبة لنظام الأسد، لا يخدم وجود القاعدة في سوريا درء التهديدات الخارجية، مثل التدخل الأميركي، فحسب، وإنما يخفف أيضا من أثر أحد التهديدات الداخلية العديدة للأسد، لا سيما انشقاق الأقليات السورية إلى جانب الثوار. وكلما زادت الانتفاضة في اتخاذها للطابع الإسلامي، قل احتمال انقلاب الأقليات السورية على الأسد.

وطبعاً، فإن احتمال وصول القاعدة أو غيرها من التنظيمات المتشددة إلى السلطة، أو كسبها تأثيراً في مرحلة ما بعد الأسد، سيكون كابوساً أيضاً لمصالح أميركا الإقليمية. لذا يجب أن يأخذ مثل هذا السيناريو الحسابات السياسية في الاعتبار، حتى إذا لم يكن مرجحاً في مثل هذا الوقت. وبالتركيز على إمكانية استغلال القاعدة للصراع السوري، فإنه يجري صرف الانتباه عن التكاليف المتصاعدة سريعاً لكلفة عدم التحرك الأميركي. وفيما واشنطن تتردد في مواقفها، فإن مشاعر الاستياء ضدها تزداد بين أبناء الشعب السوري وشعوب الشرق الأوسط بشكل أوسع، وهذه ليست تكلفة محتملة، بل تكلفة في تزايد مستمر.

والمشاعر المعادية لأميركا تضعف الحلفاء الإقليميين لها وتعزز قوة أعدائهم، مثل تنظيم القاعدة. ويتراجع تأثير أميركا على القضية العربية الإسرائيلية، وعلى الإصلاحات السياسية العربية حديثة الولادة، وحتى على مستقبل العراق. ومن دون ارتباط أميركي أكثر وضوحاً في سوريا، فإن الصراع فيها على الأرجح سيطول.

واحتمال تسليح أميركي للمعارضة السورية وتدريبها، وتقوية القاعدة بشكل من الأشكال، يعد أمراً مخيفاً، لكن المخيف أيضاً هو القيام بتأسيس نظام معاد للمصالح الأميركية في مرحلة ما بعد الأسد.

وإذا سمح صانعو السياسيات الأميركيون للخوف من القاعدة بأن يمنعهم من تزويد الثوار السوريين بمزيد من الدعم المكثف، فإنهم بذلك ربما يساهمون في إيجاد الظروف نفسها التي يحاولون تجنبها.

“كريستيان ساينس مونيتور” الأميركية

البيان

على المسار الخاطئ :افتتاحية نيويورك تايمز الامريكية

افتتاحية نيويورك تايمز الامريكية

ترجمة حسين خاني الجاف

نصح قادة حكومة العراق التي يقودها الشيعة، كثيرا، الولايات المتحدة بعدم القلق حول علاقاته مع إيران حيث أن الشيعة يمثلون أيضا الغالبية فيها. ولكن هناك تأكيدات من الصعب التغاضي عنها، حيث تظهر بغداد استعدادها المقلق لتأخذ جانب أكثر أنظمة المنطقة قمعا، ليس فقط إيران ولكن أيضا حليف إيران الرئيس، الرئيس السوري “الوحشي” بشار الأسد.

في الأشهر الأخيرة، اتهمت الولايات المتحدة العراق بالسماح لإيران بنقل الأسلحة عبر مجالها الجوي إلى سوريا، حيث يقصف الرئيس الأسد شعبه بالقوة الجوية في محاولة لسحق التمرد المستمر الذي بدأ منذ 18 شهرا والذي راح ضحيته 25،000 شخص.

في الأسبوع الماضي، كشفت وكالة رويترز تقريرا للاستخبارات الغربية أكد على أن عملية التجهيز كانت أكبر بكثير وأكثر انتظاما مما كان يعتقد، والتي تتضمن نقل “عشرات الاطنان” من الأسلحة والأفراد العسكريين بواسطة الطائرات المدنية بشكل شبه يومي. وأشار التقرير ايضا الى ان الشاحنات الإيرانية كانت تتحرك برا عبر العراق إلى سورية.

من جهتهم ينفي مسؤولون عراقيون هذه الاتهامات. كما ويمنع مجلس الأمن في قرار للأمم المتحدة إيران من تصدير الأسلحة إلى سوريا. وإن الدول الأعضاء، مثل العراق، ملزمة بحظر شراء هذه الأصناف. وهذا يعني بان بغداد مطالبة بمنع تحليق الطائرات الإيرانية المتجهة إلى سوريا أو تفتيش البضائع للتحقق من المواد التي يجري شحنها.

ووفقا لروبرت بيكروفت، السفير الجديد لدى بغداد الذي اشار الى ان إدارة أوباما تقول انه بعد فترة توقف، سمحت بغداد باستنئناف الرحلات في تموز. منذ ذلك الحين، فان كل مسؤول اميركي يزور بغداد يطلب من الحكومة العراقية إيقاف شحنات الأسلحة. وفي يوم الجمعة، صعد نائب الرئيس جوزيف بايدن من الضغط باتصاله هاتفيا برئيس الوزراء نوري كامل المالكي. ونظرا لتعنت العراق، كان السيناتور جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية محقا في تحذيره الاسبوع الماضي حول امكانية إعادة النظر بالمعونة الأمريكية إذا فشل العراق من تغيير مساره.

وربما لأجل معالجة الانتقادات المتزايدة، فقد بدأ المسؤولون العراقيون يغيرون من مواقفهم حيث ذكرت وكالة رويترز يوم الجمعة أن العراق رفض السماح لطائرة من كوريا الشمالية متجهة الى سوريا باستخدام مجاله الجوي. وفي السياق ذاته قال متحدث باسم الحكومة العراقية السبت ان السلطات العراقية ستبدأ بتفتيش الطائرات الايرانية المتجهة الى سوريا إذا كان هناك سبب يثير الشبهات.

لدى العراقيون فرصة لبناء نظام جديد ديمقراطي يقوم على قاعدة سيادة القانون واحترام جميع المواطنين، وسيكون من الخطأ أخلاقيا ومبعث للنفاق إذا ما استمر القادة العراقيون، الذين عانوا من الاضطهاد طويلا على يد صدام حسين، بالعمل ضد السوريين في نضالهم من أجل إسقاط طاغيتهم.

مهمة المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا الأخضر الإبراهيميهل سينجح الإبراهيمي في تحقيق ما فشل فيه عنان؟

يبذل المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، جهودا كبيرة من أجل وضع حد للعنف المستمر هناك، ولكن تبقى الشكوك كبيرة حول نجاح مهمته، خاصة أنه اعترف مؤخرا بأنه ليس لديه خطة محددة بعد. بيتر شتاينباخ من دمشق والمزيد من التفاصيل.

اعتصام صغير أمام السفارة الأمريكية في دمشق، كان ذلك هو المظهر الوحيد للاحتجاج على الفيلم الهجائي الجديد المسيء للنبي محمد، والذي أدى إلى احتجاجات عنيفة في بلدان أخرى؛ أما في سوريا فلم يكن ذلك قضية كبيرة، كما يقول مواطن سوري يملك فندقا في العاصمة السورية: “الناس مشغولون بأشياء أكثر أهمية”.

منذ أكثر من 18 شهرا والأوضاع غير مستقرة في هذا البلد العربي، حتى بلغت حد الحرب الأهلية، والتي ضربت أطنابها في كل مكان في دمشق، حتى وإن بدت معظم أحياء المدينة تعيش حياة طبيعية. سحب كثيفة من الدخان الأسود تهيم فوق المدينة. وفي الليل تسمع انفجارات القنابل من دون توقف. وفي الضواحي الجنوبية تقاتل قوات نظام الرئيس بشار الأسد المواقع الأخيرة للجيش السوري الحر، بعد أن بدأ هذا الأخير، في منتصف يونيو/ حزيران، هجومه في دمشق. هذا القصف المستمر سيتحاشاه أيضا الأخضر الإبراهيمي، المبعوث الخاص الجديد للأمم المتحدة إلى سوريا. وهو الذي استلم الراية من كوفي عنان، الذي استقال من منصبه في أغسطس/ آب الماضي.

مهمة السلام في نزعها الأخير؟

د ب ا

ليس هناك من انفراج في الأفق السياسي: بعد لقائه مع الرئيس السوري بشار الأسد، في 15 سبتمبر/ أيلول، أوضح المبعوث الدولي إلى سوريا، الإبراهيمي، بأنه ليس سرا أن الفجوة بين الطرفين واسعة جدا. وأنه لا يزال يعتقد أن هناك أرضية مشتركة تجعل حل الأزمة أمرا ممكنا. “عملية السلام مستحيلة في ضوء زيادة العسكرة وعدم وجود توافق في الآراء داخل المجتمع الدولي”، هذا ما صرح به عنان عند استقالته آنذاك. لا الحكومة السورية ولا الجيش السوري الحر التزموا بوقف إطلاق النار، الذي كان سيكون الخطوة الأساسية الضرورية لتنفيذ خطة عنان. إضافة إلى مواصلة تركيا والمملكة العربية السعودية وقطر دعم الثوار ماليا أو عسكريا. واستمرار إيران وروسيا والصين بالوقوف بقوة إلى جانب النظام السوري.

“ليس لدي خطة” هذا ما أكده الإبراهيمي أكثر من مرة في دمشق. وعلى عكس سلفه عنان، سيقوم الدبلوماسي الجزائري بالاستماع أولا لجميع الأطراف، قبل أن يطرح مشروعه للحل. وعبّر بهذا عن أمله في أن هذا الاقتراح سيفتح قنوات لإنهاء لأزمة.

ومنذ بداية الانتفاضة ضد نظام الأسد في مارس/ آذار 2011، قتل ما لا يقل عن 23000 شخص. وقد جرى إرسال بعثة للمراقبين الدوليين مؤلفة من 300 مراقب، بموجب قرار من مجلس الأمن الدولي، ثم تم سحبها في الشهر الماضي دون أن تحقق أي نجاح، حالها كحال البعثة التي سبقتها، والتي أرسلتها الجامعة العربية. لا يمكن لأحد وقف القتال. وأكد الرئيس الأسد للمبعوث الأممي الجديد الإبراهيمي “التعاون الكامل” لإنهاء الأزمة. بشرط أن تكون الجهود “محايدة ومستقلة”. هذا الوعد سبق وأن أعطي خلال النزاع عدة مرات، ولكن لم يتم الوفاء به أبدا.

مقاومة مسلحة بدون أمل: كفاح الجيش السوري الحر ضد النظام أدى، وفقا لأعضاء في هيئة التنسيق الوطنية المعارضة، إلى الدخول في طريق مسدود، ويمكن أن يستمر على هذا الشكل لأشهر وأن يكلف عدة آلاف أخرى من الأرواح. كما التقى الإبراهيمي في دمشق مع ممثلي هيئة التنسيق الوطنية للتغيير الديمقراطي، وهي ائتلاف معارض مكون من 13 حركة يسارية وثلاثة أحزاب كردية وحزب إسلامي إضافة لنشطاء سياسيين مستقلين. هيئة التنسيق التي تدعو إلى التغيير السلمي وتنأى بنفسها عن الثورة العنيفة، يجري التساهل معها من قبل الدولة. ولذلك ينظر المجلس الوطني السوري والجيش السوري الحر إلى هذا التكتل من الأحزاب على أنهم “عملاء للأسد”.

“الإبراهيمي يحاول بجدية كبيرة أن ينجح في مهمته”، كما يرى حسن عبد العظيم، المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية، بعد لقائه مع مبعوث الأمم المتحدة. وكان عبد العظيم في حالة معنوية جيدة، قبيل سفره من دمشق إلى بكين، لإجراء مباحثات مع المسؤولين الصينيين حول الأزمة السورية. ثم قال عبد العظيم: “يبدو أن النظام السوري قد فقد البصيرة قليلا”، ثم أضاف “اعتقد الأسد أنه يمكنه قمع الثورة بالقوة، لكنه يعرف الآن أن هذا لن يكون ممكنا أبدا”.

أعضاء آخرون من هيئة التنسيق الوطنية لاتختلف نظرتهم عن ذلك. تفاؤل كبير يسود في مكتب الهيئة المعارضة، الواقع بالقرب من مبنى القصر العدلي في مركز مدينة دمشق. ويعتقدون أن كفاح الجيش السوري الحر ضد النظام أدى إلى الدخول في طريق مسدود، ويمكن أن يستمر على هذا الشكل لأشهر وأن يكلف عدة آلاف أخرى من الأرواح.

“في 23 سبتمبر/ أيلول لدينا اجتماع لكل أعضائنا”، كما يقول ادمون دحوش، “حيث سنناقش فيه كيفية إيجاد حل لإنهاء الصراع”. وهو اجتماع سيعقد دون أي عوائق من قبل الحكومة السورية. “لقد حصل الروس على ضمان لذلك من قبل السلطات السورية”. ويبدو أن موسكو مهتمة بدعم المعارضة السلمية، كبديل للجيش الحر الذي يتبنى الخيار المسلح.

في زنزانات النظام

أحمد العسراوي، عضو المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق الوطنية: “يجب على الحكومة وقف جميع عملياتها العسكرية وإعادة القوات إلى ثكناتها”. “لدينا مبادئ”، كما يقول أحمد العسراوي، وهو عضو في المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق، المكون من 25 عضوا، وهي “رفض العنف، والتسامح الديني الكامل، والرفض التام للتدخل من الخارج”. وأطلق سراح العسراوي قبل شهر، بعد أكثر من ستة أسابيع قضاها معتقلا في سجون النظام، “للاشتباه بتقديمه الدعم للجيش الحر”. “كنا حوالي 150 سجينا في زنزانة مساحتها 32 مترا مربعا”، يروي لنا الرجل الذي زاد عمره على الستين عاما. لم يتعرض للضرب هناك لأنه كبير في السن ولأنه شخصية معروفة من المعارضة. “كما جرى اعتقال ابني مرة واحدة وابنتي ثلاث مرات، لأنهما شاركا في المظاهرات الاحتجاجية”، كما يقول ضاحكا.

العسراوي راضي تماما عن الاجتماع مع الإبراهيمي. أبلغنا مبعوث الأمم المتحدة بمطالب هيئة التنسيق الوطنية، في اللقاء الذي استمر لمدة 45 دقيقة. “يجب على الحكومة وقف جميع عملياتها العسكرية وإعادة القوات إلى ثكناتها”، يبدأ العسراوي بتعداد تلك المطالب. “يجب الإفراج عن جميع السجناء السياسيين وأن تسود حرية تعبير كاملة في وسائل الإعلام وفي الشارع”. عندها وفقط عندها سوف سيكون هناك استعداد للتفاوض مع الحكومة السورية حول مستقبل البلاد السياسي.

هذه المرة سوف يلتزم الجيش الحر أيضا بوقف إطلاق النار، كما يؤكد العسراوي. لقد تم الاتفاق على ذلك. ولكن الجيش الحر “ليس مجموعة متجانسة”، كما يعقب ادمون دحوش. “فهناك تنظيمات عديدة ومختلفة، وكل واحدة منها تصنع ما تريد.

الفشل المسبق

الثوار الذين يقاتلون ضد نظام الأسد في حلب خرجوا بتصريح حول زيارة الإبراهيمي إلى دمشق. “إننا واثقون من أن مبعوث الأمم المتحدة سيفشل كما فشل الجميع من قبله”، كما قال العقيد عبد الجبار العكيدي، قائد المجلس العسكري في حلب. ثم يضيف العقيدي، “ومع ذلك، فإننا لا نرغب في أن نكون سبب فشله”. أجرى العقيدي إضافة لضابطين آخرين من قادة الجيش الحر مؤتمرا بالفيديو، عبر سكايب، مع الإبراهيمي. الممثلان الآخران للجيش الحر هما العقيد قاسم سعد الدين، المتحدث باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل، و العقيد خالد الحبوس، قائد المجلس العسكري في دمشق وريفها.

ليس هناك آمال كبيرة بسلام قريب في سوريا، فحتى الآن، لم يبدي لا الجيش الحر ولا النظام السوري اهتماما بالتوصل إلى حل سلمي. ولكنهما ليسا الوحيدين الذين يقرران بمفردهما مسألة الحرب والسلام. إذ يجب على الإبراهيمي أن يضمن مواقف روسيا والصين وإيران من جهة، ولكن أيضا مواقف تركيا والمملكة العربية السعودية وقطر من جهة أخرى. ويجب أن لا ننسى الولايات المتحدة الأمريكية، التي كان دورها الفعال والمباشر في الأزمة السورية ضعيفا نسبيا حتى الآن.

“إن الأزمة خطيرة وتتفاقم باستمرار”، كما قال الإبراهيمي في دمشق. “إنه تهديد للشعب السوري وللمنطقة والعالم بأسره”. وبالفعل، إذا لم ينجح الدبلوماسي الجزائري في مهمته، فيمكن لهذه التهديدات أن تتحول، خلال وقت قريب جدا، لتصبح واقعا.

بيتر شتاينباخ

ترجمة: فلاح آل ياس

مراجعة: هشام العدم

حقوق النشر: قنطرة 2012

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى