أحداث السبت، 10 أيلول 2011
مظاهرات جُمعة “الحماية الدولية” عمت سوريا وانشقاقات الجيش في ازدياد
ناشطون يطالبون بدخول مراقبين دوليين ووسائل الإعلام
دبي – العربية.نت
انطلقت عقب صلاة الجمعة اليوم مظاهرات في حمص ودير الزور والبوكمال في ما سميت بـ جمعة “الحماية الدولية”والتي يطالب من خلالها المتظاهرون بحماية المدنيين ودخول مراقبين دوليين ووسائل الإعلام.
وأفاد ناشطون بانشقاقات في صفوف الجيش السوري في زملكا بريف دمشق، فيما قالت هيئة الثورة السوريةأن قوات الأمن تطلق النار لتفريق محتجين في حي القابون بدمشق.
وفي مدينة الحراك خرجت مظاهرة حاشدة بعد صلاة الجمعة من جميع المساجد ليلتحقوا بالمظاهرة المتواجدة في ساحة الجامع الكبير نصرة لحمص وجميع المدن المحاصرة، والمطالبة بحماية دولية وباسقاط النظام، رغم تحليق الطائرات الحربية صباح اليوم في أجواء مدينة الحراك والانتشار العسكري الكثيف المعتاد.
وكان ناشطون قد أكدوا إن قوات الأمن والجيش السوري كثفت من انتشارها مساء الخميس وقامت بعمليات دهم واعتقالات استباقية في مختلف المدن السورية.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من لندن مقراً له، إن قوات الأمن والجيش السوري شنت حملة في جبل الزاوية بمحافظة إدلب، فقتلت ثلاثة من الجنود المنشقين واعتقلت شخصين على الأقل بعد سماع أصوات إطلاق نار كثيف.
وأكد ناشط حقوقي إن عدد الضحايا الذين سقطوا في منطقة حمص ارتفع إلى 31 قتيلاً بعد وفاة 8 أشخاص فجر الخميس متأثرين بجراح أصيبوا بها الأربعاء.
ومن جهتها، ذكرت وكالة الأنباء السورية نقلاً عن مصدر عسكري “أن قوة أمنية نفذت صباح اليوم عملية نوعية في قرية ابلين بجبل الزاوية ألقت خلالها القبض على عدد من أفراد المجموعات الإرهابية المسلحة التي روعت المواطنين وسقط عدد آخر من أفراد تلك المجموعات الإرهابية بين قتيل وجريح، وتم العثور على كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر والبزات العسكرية”.
وأشارت الوكالة إلى أن ثلاثة من القوة الأمنية قتلوا خلال العملية وأصيب ثلاثة آخرون بحسب ما نقلت عن المصدر.
13 قتيلا بجمعة الحماية الدولية بسوريا
أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية ارتفاع عدد قتلى احتجاجات الجمعة الى ثلاثة عشر بينهم قاصر وطفل بنيران قوات الأمن السورية، في وقت عمت فيه المظاهرات الحاشدة العديد من المدن السورية في إطار ما سماه ناشطون جمعة الحماية الدولية لمنع قتل المدنيين. وفي المقابل بث التلفزيون السوري الرسمي صوراً لبعض المدن السورية تشير إلى هدوئها وخلوها من أية احتجاجات.
وقال رئيس المركز السوري للإعلام وحرية التعبير مازن درويش إن ثلاثة أشخاص قتلوا في المواجهات التي شهدتها مدينة حمص وسط البلاد (في مناطق باب سباع وكرم الزيون وباب دريب)، بينما قتل اثنان في محافظة إدلب شمال غرب البلاد، وأضاف أن عددا -لم يحدده من الجرحى- سقط في حمص وإدلب ودرعا وفي ريف دمشق.
من جهته أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن في بيان بأن شابا قتل في مدينة دير الزور شرقي البلاد، كما قتل مواطن آخر في حمص وفتى في قرية الرامة في منطقة جبل الزاوية شمال غرب سوريا.
كما قتل مواطن في قرية خطاب التابعة لمحافظة حماة خلال ملاحقة مطلوبين للأجهزة الأمنية، حسب المصدر ذاته.
وإضافة إلى قتلى الجمعة، توفي شخصان آخران كانت قوات الأمن السورية قد اعتقلتهما الخميس لدى اقتحامها قرية إبلين في جبل الزاوية، كما أفاد المرصد.
وأوضح المرصد أن أحد القتيلين هو الشقيق السبعيني لحسين هرموش أحد أبرز الضباط الذين انشقوا عن الجيش السوري احتجاجا على أعمال القمع.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية إن قوات الأمن “قامت بتسليم جثة محمد هرموش إلى عائلته أثناء الليل بعد ساعات من اعتقاله”.
ومحمد هرموش (74 عاما) هو شقيق المقدم حسين هرموش، أول ضابط سوري يعلن انشقاقه عن الجيش بداية يونيو/حزيران الماضي للاحتجاج على أعمال القمع التي تستهدف المدنيين.
وتمكن حسين هرموش من مغادرة سوريا وهو يرأس ما يسمى بلواء الضباط الأحرار الذي يضم عشرات الضباط الذين انشقوا عن الجيش السوري من بعده.
مظاهرات حاشدة
يأتي ذلك في وقت عمت فيه المظاهرات معظم أنحاء سوريا اليوم الجمعة تحت شعار “الحماية الدولية” التي طالب بها المتظاهرون لمنع قتل المدنيين.
ففي محافظة إدلب أطلق الأمن الرصاص لتفريق مظاهرة خرجت في قرية معرة شورين، كما خرجت مظاهرات حاشدة في مدن سراقب وسرمين وبنش وتفتناز وجرجناز وخان شيخون ومعرة النعمان شارك فيها عشرات الآلاف رغم الحملات الأمنية المستمرة في المحافظة.
وفي حمص وسط البلاد، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن “أكثر من 20 ألف متظاهر هتفوا لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد في حي دير بعلبة”، مشيرا إلى أن وصول التعزيزات الأمنية طوال الليل للمدينة لم تمنع المظاهرات من الخروج في عدة أحياء من المدينة التي تشهد منذ أسابيع عمليات أمنية دامية قتل فيها عشرات المدنيين خلال الأيام الماضية.
كما أشار إلى جرح ستة أشخاص إثر إطلاق الأمن النار لتفريق مظاهرة في حي الخالدية.
وفي ريف حمص، ذكر المرصد أن مظاهرات خرجت في مدن الرستن و تلبيسة والقصير.
وفي شريط فيديو بثه موقع يوتيوب ندد المتظاهرون في حمص بدور الجيش في قمع المظاهرات، وهتفوا “خائن خائن، الجيش خائن، تحيا سوريا حرة”.
من جهتها أشارت لجان التنسيق المحلية إلى “قطع الاتصالات والتيار الكهربائي عن مدينة تلبيسة”.
وفي حماة وسط البلاد هتف المتظاهرون “نريد حماية دولية” ورفعوا لافتات تقول “انتهت اللعبة يا بشار” ، كما هتفوا “الشعب يريد إعدام الرئيس” على ما نقل فيديو نشره الناشطون الجمعة على موقع يوتيوب.
كما امتدت المظاهرات إلى الشرق السوري، حيث تظاهر الآلاف أيضا في دير الزور. وقال ناشطون إن الأمن أطلق النار على متظاهرين في حارتي الشيخ ياسين والحميدية، كما خرجت مظاهرة في البوكمال.
وفي العاصمة دمشق، تظاهر أكثر من 150 شخصا في حي برزة ورددوا هتافات تطالب بالحماية الدولية وإسقاط النظام وتدعم حمص التي تستهدفها منذ أيام عمليات عسكرية عنيفة، بحسب المرصد.
وفي فيديو نشر على يوتيوب رفع المتظاهرون في برزة لافتات تطالب روسيا والصين اللتين تبديان ترددا في الموافقة على فكرة إدانة أو عقوبات في الأمم المتحدة “بتغيير مواقفهما من النظام الزائل”.
كما شهدت العاصمة مظاهرات في أحياء الحجر الأسود وكفرسوسة والميدان.
وفي ريف دمشق، ذكرت لجان التنسيق المحلية أن ستة جرحى بعضهم بحالة خطيرة سقطوا في الكسوة إثر إطلاق قوات الأمن الرصاص على المظاهرات، كما خرجت مظاهرات حاشدة من عدة مساجد في دوما هتفت بإعدام الرئيس وبالحماية الدولية.
وأضافت اللجان أنه رغم إطلاق النار الكثيف في حي القدم، أعاد المتظاهرون تجميع أنفسهم للخروج في مظاهرة جديدة بعد أن فرق الأمن مظاهرتهم الأولى.
وفي جنوب البلاد، ذكرت اللجان أن “حوالي مائة شخص تظاهروا في السويداء حاملين شعارات تؤكد على سلمية الثورة تضامنا مع المعتقلين وحمص والمدن المحاصرة”.
وفي درعا وريفها، أضافت اللجان أن عناصر الأمن والجيش أطلقت النار على مظاهرة في نوى، لافتة إلى أن كافة الاتصالات الأرضية والخليوية قطعت عن المحافظة.
الموقف الرسمي
وفي المقابل بث التلفزيون الرسمي السوري مشاهد من بعض المناطق التي قيل إنها تشهد اشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين، أظهرت خلوها من أي مظاهرات، كما نفى الأنباء التي تحدثت عن إطلاق نار في بعض مناطق حماة وحمص.
وتشهد سوريا منذ 15 مارس/آذار الماضي مظاهرات تطالب بإصلاحات وبإسقاط النظام، تقول منظمات حقوقية إنه سقط فيها أكثر من ألفي قتيل من المحتجين ورجال الأمن، في حين تتهم السلطات مجموعات مسلّحة مدعومة من الخارج بإطلاق النار على المتظاهرين وقوات الأمن.
روسيا تعارض التدخل الخارجي بسوريا
المعارضة دعتها للعب دور أكثر إيجابية
قالت روسيا إنها لن تؤيد التدخل الخارجي في سوريا، فيما حمّلت المعارضة السورية حكومة دمشق مسؤولية الأزمة، ودعت موسكو إلى لعب دور أكثر إيجابية، وتزامن ذلك مع إعلان إيران استعدادها لاحتضان اجتماع إسلامي لمساعدة سوريا على حل مشكلاتها.
وقال رئيس لجنة الشؤون الدولية بالمجلس الفيدرالي الروسي ميخائيل مارغيلوف للصحفيين، بعد اجتماع عقد في موسكو اليوم مع وفد من المعارضة السورية بقيادة رئيس المنظمة الوطنية السورية لحقوق الإنسان عمار القربي، إن الشعب السوري لديه الحق والوسائل لحل المشكلات التي تواجه البلد بنفسه فحسب دون تدخل خارجي من أي نوع، مشددا على أن روسيا تفهم تماما أن تكرار السيناريو الليبي في سوريا سيكون غير مقبول على الإطلاق، وستعمل ما بوسعها لمنع وقوع ذلك.
وأعلن مارغيلوف أن روسيا تريد التباحث مع الطرفين كي تدرك ما يجري حقا في سوريا، مضيفا أن المجلس الفيدرالي (المجلس الأعلى في البرلمان الروسي) مستعد في المستقبل القريب لتشكيل وفد من أعضائه وإرساله إلى سوريا بهدف توضيح الوقائع، وكي يشاهد عن كثب ما يجري حقا في هذا البلد.
غير أنه أوضح أنه ينتظر موافقة السلطات السورية على إرسال الوفد، معربا عن الأمل في الحصول عليها أثناء المباحثات التي ستجريها بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد في موسكو، ومن المتوقع أن تصلها الاثنين القادم.
موقف المعارضة
من جهته قال القربي إن المعارضة السورية ترحب بالمساعدة الروسية، وطالب موسكو بلعب دور أكثر إيجابية في تسوية الوضع الداخلي في بلاده.
وأضاف أن المعارضة تريد أن تروي لوسائل الإعلام الروسية ما يجري حقا في سوريا كي تساعدها وتضغط على السلطات السورية، مشيرا إلى أن المعارضة تدعو دائما إلى الحوار فيما لا تستخدم السلطات السورية إلا أساليب القوة.
وأشار القربي إلى وجود أزمة ثقة بين السلطات السورية والمعارضة تمتد جذورها إلى عدة عقود من الزمن مضت.
وشدد على أنه لا يمكن الآن النظر إلى الإصلاحات الجاري تطبيقها في سوريا أو نداءات السلطات لبدء حوار وطني بجدية، موضحا أن المعارضة السورية مستعدة للجلوس إلى طاولة المفاوضات وبدء الحوار الوطني شريطة وقف إراقة الدماء وسحب جميع القوات من المدن السورية، وكذلك محاكمة كل المسؤولين عن أعمال القمع والتنكيل بحق المدنيين.
وذكر أنه اقترح على المجلس الفيدرالي الروسي إرسال وفد إلى سوريا للتأكد مما يجري في البلاد على أرض الواقع، مشيرا إلى أن محادثات اليوم أسفرت عن وضع ورقة للخطوات المشتركة بهدف تسوية الوضع في سوريا.
يذكر أن وفد المعارضة السورية وصل موسكو بدعوة من عدد من المنظمات المدنية الروسية.
تصريحات ميدفيديف
وصول وفد المعارضة السورية تزامن مع تأكيد الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف على ضرورة إعطاء إشارة قوية، ليس فقط للسلطات السورية بل إلى المعارضة أيضا، بأهمية الجلوس إلى طاولة الحوار من أجل الاتفاق ووقف إراقة الدماء، ورأى أن بعض هؤلاء المعارضين السوريين يمكن وصفهم بالإرهابيين.
وقال ميدفيديف في مقابلة أجرتها معه قناة “يورونيوز” إن البحث سيستمر لإيجاد السبل الممكنة لتسوية الوضع في سوريا، مشددا على أن بلاده ستبذل قصارى جهدها كي لا يتحول الوضع في سوريا إلى ما آل إليه في ليبيا.
وأشار ميدفيديف في تصريحات أخرى نشرت اليوم إلى أن روسيا لا تمانع في مناقشة مشروع قرار محتمل في مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا، لكنها لن تؤيد قرارا يستهدف بالنقد الحكومة وحدها.
ورفض وزير الخارجية سيرغي لافروف الأربعاء دعوات زميله الفرنسي آلان جوبيه الذي زار موسكو، إلى وقف “الجرائم ضد الإنسانية في سوريا”.
وتعارض روسيا أيضا رحيل الأسد كما يطالب الغربيون، وعارضت حظر الاتحاد الأوروبي على استيراد النفط السوري لمعاقبة نظام دمشق.
وتدعو روسيا، كما فعلت منذ اندلاع حركات الاحتجاج في العالم العربي والإسلامي، إلى عدم التدخل في سوريا حيث بدأت التظاهرات منذ مارس/آذار الماضي.
مقترح إيراني
وفي طهران، أعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن بلاده مستعدة لاحتضان اجتماع يضم دولا إسلامية تكون قادرة على مساعدة سوريا على حل مشكلاتها، وفق ما ورد على موقع الرئاسة على الإنترنت.
وأفادت الرئاسة أن أحمدي نجاد قال مساء الخميس لدى استقباله صحافيين كويتيين أن على الدول الإسلامية أن تتفق للمساعدة على حل المشكلات في سوريا بعيدا عن أي تأثير خارجي.
وأضاف أن الشعب والحكومة في سوريا مسلمون، وعلى الأمم الإسلامية الالتزام بتفهم جماعي من أجل المساعدة على حل المشكلة والقيام بإصلاحات في هذا البلد.
وتدعو إيران إلى الحوار، لكنها لم تدن أبدا أعمال العنف التي يقوم بها نظام دمشق، بينما ساندت كافة حركات الاحتجاج في الدول العربية الأخرى منذ بداية العام.
وترى إيران أن إسرائيل والولايات المتحدة عدوتي سوريا التقليديتين تحرضان على
الاضطرابات.
تدخل خارجي
التحركات الدولية تأتي في وقت أقدمت المعارضة السورية على خطوة تعتبر من المحظورات، وطلبت مساعدة أجنبية لوقف قتل المدنيين قبل صلاة الجمعة اليوم.
فقد ناشدت الهيئة العامة للثورة السورية المجتمع الدولي أمس الخميس إرسال مراقبين في مجال حقوق الإنسان للمساعدة في وقف الهجمات العسكرية على المدنيين.
وقالت الهيئة، وهي كتلة تضم عدة مجموعات للنشطاء السوريين، إن زيادة عدد القتلى بين المتظاهرين في الآونة الأخيرة ومنذ بدء الاحتجاجات قبل قرابة ستة أشهر أقنعت العديد من السوريين -الذين كانوا يحجمون عن ذلك من قبل- بالحاجة إلى طلب مساعدة من الخارج.
وقال المتحدث باسم الهيئة أحمد الخطيب لرويترز أمس إن الدعوة لتدخل خارجي قضية حساسة قد يستخدمها النظام لاتهام معارضيه بالخيانة، مشيرا إلى أن المعارضين السوريين يطالبون بإرسال مراقبين دوليين كخطوة أولى.
وأوضح أنه إذا رفض النظام فإنه سيفتح الباب أمام تحركات أخرى، مثل فرض منطقة حظر طيران أو حظر استخدام الدبابات.
مظاهرات تطالب بالحماية الدولية في سوريا
تظاهر عشرات آلاف السوريين اليوم في مدن وبلدات سورية كثيرة في إطار ما سمي جمعة “الحماية الدولية”، بالرغم من إجراءات الأمن المشددة، للمطالبة بمراقبين دوليين. وسقط قتيل على الأقل وجرحى بنيران قوات الأمن خلال تفريقها بعض المظاهرات، وفقا لما قاله ناشطون.
وسجلت مظاهرات كبيرة تطالب بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، وبحماية المدنيين، في مناطق لا تزال تشهد حملات عسكرية وأمنية مثل حمص وحماة (وسط)، وإدلب (شمال).
وبث ناشطون تسجيلات لمظاهرات شاركت فيها حشود كبيرة في حمص، ودرعا، وريف دمشق. وقال الناطق باسم شبكة شام الإخبارية في الداخل علي حسن إن نطاق الاحتجاجات كان اليوم أوسع، لأنه شمل مناطق كثيرة في العاصمة دمشق (أحياء بينها القدم، والميدان، والحجر الأسود)، فضلا عن محافظة السويداء (جنوب).
مظاهرات حاشدة
وفي حمص -التي قتل فيها أول أمس ما لا يقل عن عشرين شخصا أثناء عملية عسكرية كبيرة- شملت المظاهرات أحياء منها بابا عمرو والخالدية. وقال ناشطون إن قوات الأمن أطلقت النار لتفريق متظاهرين في الخالدية، مما أدى إلى جرح شخصين.
وفي المحافظة نفسها، احتشد آلاف المتظاهرين في الرستن، وتلبيسة، والقصير، مرددين هتافات منددة بالنظام، في حين حلق الطيران الحربي فوق بلدة الحولة. وخرجت أيضا مظاهرات في مناطق بحماة، بينها القصور، وجنوب الملعب، وتعرضت لإطلاق نار وفقا للجان التنسيق المحلية.
وفي جبل الزاوية بإدلب، التي شهدت في الأيام الماضية عمليات أمنية واسعة لملاحقة ناشطين ومنشقين، أطلقت قوات الأمن النار على محتجين، مما أدى إلى مقتل طفل وجرح آخرين. ولم يمنع إطلاق النار من تجمع عدد كبير من المتظاهرين وسط البلدة، وأدائهم صلاة الجمعة هناك.
وقالت لجان التنسيق إن الأمن السوري فتح أيضا النار على متظاهرين في حي القابون بدمشق، التي شهدت استنفارا أمنيا لمنع مظاهر الاحتجاج. وفي سياق هذا الاستنفار، حاصرت قوات الأمن مسجدي الحسن وعلي بن أبي طالب بحي الميدان، بينما بث ناشطون تسجيلا لمظاهرة في حي القدم بدمشق أيضا.
وقالت لجان التنسيق إن مظاهرة أخرى جرت في حي قدسيا بدمشق، مطالبة بإسقاط النظام.
وفي ريف دمشق، خرجت مظاهرات في دوما، وحرستا، وسجل إطلاق نار في الكسوة أوقع ستة جرحى، وقطعت الاتصالات الأرضية والخلوية عن مضايا، في حين سقط جرحى في تبادل لإطلاق النار بين جنود منشقين وقوات الأمن في زملكا وفقا لناشطين.
وشملت الاحتجاجات في جمعة “الحماية الدولية” محافظة درعا الجنوبية، فقد تظاهر الآلاف في عدد من مدنها وبلداتها، ومنها الجيزة والصنمين والمسيفرة، كما تظاهر الآلاف في السويداء.
وامتدت المظاهرات إلى الشرق السوري، حيث تظاهر الآلاف أيضا في دير الزور. وقال ناشطون إن الأمن أطلق النار على متظاهرين في حارتي الشيخ ياسين والحميدية، كما خرجت مظاهرة في البوكمال.
مناشدة للمجتمع الدولي
وقبيل مظاهرات اليوم، كانت الهيئة العامة للثورة السورية قد ناشدت -في خطوة غير مسبوقة- المجتمع الدولي توفيرَ حماية دولية للمدنيين.
وقالت الهيئة -وهي مظلة تنضوي تحتها جماعات الناشطين التي تقود المظاهرات- إن سلوك النظام الذي “لم يكتفِ بقتل الأطفال والنساء والشيوخ، بل قام بالتمثيل بالجثث”، و”لم يتوان عن توريط الجيش واستخدام الأسلحة الثقيلة”، خلق واقعا “يفرض على الأشقاء العرب والمسلمين وعلى المجتمع الدولي أن يكونوا على مستوى المسؤولية”، وطالبت المجتمع الدولي بـ”تحمل مسؤولياته واتخاذ كل الإجراءات التي من شأنها فرض حماية للمدنيين”.
ودعت الهيئة -في بيان- إلى إرسال مراقبين دوليين في مجال حقوق الإنسان، منعا للحملات الأمنية التي يشنها نظام بشار الأسد، وشددت على أنها لا تريد تدخلا عسكريا عربيا أو دوليا، “لكننا نحمل النظام المسؤولية المباشرة لأي تدخل، بسبب تعنته وإصراره على القتل بدم بارد وارتكاب المجازر بحق المدنين”.
وتحدثت الهيئة عن مقتل ثلاثة آلاف شخص قتلوا منذ اندلاع الاحتجاجات منتصف مارس/آذار، وهو رقمٌ يتجاوز أرقام لجان التنسيق المحلية والمرصد السوري لحقوق الإنسان والأمم المتحدة التي تتحدث عن 2200 قتيل.
كما تحدثت الهيئة عن عشرات الآلاف من المعتقلين، وآلاف المفقودين في حملات أمنية تواصلت خلال الأيام القليلة الماضية.
اليابان تجمد أصولا سورية
جمدت اليابان اليوم أصول الرئيس السوري بشار الأسد و14 شخصية مرتبطة به، فضلا عن مؤسسات سورية، وذلك إثر العقوبات التي أقرتها الولايات المتحدة وأوروبا لممارسة الضغط الاقتصادي على النظام السوري بسبب قمعه للاحتجاجات المناوئة له.
وقالت وكالة أنباء كيودو اليابانية إن أعضاء حكومة طوكيو صادقوا على تجميد أصول شخصيات سورية، بينهم فاروق الشرع نائب الرئيس السوري، ووزير الداخلية محمد إبراهيم الشعار، وست هيئات حكومية منها المخابرات العسكرية وصندوق المشرق للاستثمار.
وصرح وزير الخارجية الياباني كويشيرو غيمبا، اليوم في اجتماع الحكومة، أن طوكيو بحاجة للمساهمة في الجهود الدولية الهادفة لحل المشكلات في سوريا.
ولا تستورد اليابان أي نفط خام أو مشتقات بترولية من سوريا، وأوضح مسؤول في وزارة المالية اليابانية أن أي أصول مملوكة للشخصيات المشمولة بالتجميد ستكون محدودة باليابان.
عقوبات سابقة
للإشارة فإن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي فرضا منذ أشهر عقوبات تصاعدية على النظام السوري، شملت حظر السفر على رموز هذا النظام، وتجميد أصول شخصيات ومؤسسات وشركات تدعم وتمول قمع المتظاهرين.
وامتدت العقوبات الأميركية لتشمل قطاع الطاقة والغاز، بموجب قرار تنفيذي من الرئيس الأميركي الشهر الماضي، كما أقر الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي حظرا نفطيا على سوريا.
موسكو تحذر من «تكرار السيناريو الليبي» ومعارضون سوريون يطالبونها بدور «أكثر إيجابية»
موسكو – رائد جبر
أكد المبعوث الرئاسي الروسي رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الفيديرالية (الشيوخ) ميخائيل مارغيلوف أن موقف روسيا تجاه الأزمة في سورية «ينطلق من ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية وعدم الانزلاق نحو تكرار السيناريو الليبي». وأضاف أن بلاده سترسل قريباً، وفداً برلمانياً لتقصي الحقائق، معرباً عن أمله في أن تسهل دمشق مهمته.
وأجرى مارغيلوف أمس محادثات مع وفد من المعارضة السورية في موسكو. وكرر في ختام اللقاء عبارات كان أطلقها خلال لقائه وفداً للمعارضة قبل شهرين بينها التأكيد على أن «الصديق الوحيد لروسيا هو الشعب السوري». وقال إن «الشعب هو صاحب الحق في تقرير ما يراه مناسباً، وعليه أن يجد حلولاً للأزمة من دون تدخل خارجي»، معرباً عن القلق بسبب تصاعد العنف وسقوط مزيد من القتلى.
وتطرق إلى المخاوف الروسية من زيادة تدهور الموقف، مؤكداً أنها تنطلق من ضرورة حل الأزمة في سورية عبر السبل السياسية وليس عن طريق استعمال القوة. وأعرب عن استعداد موسكو «لمد يد العون لحض طرفي الأزمة على تحريك العملية السياسية في سورية».
وأشار إلى أن المحادثات مع الوفد تطرقت إلى «ضرورة عدم السماح بانزلاق الوضع وتكرار السيناريو الليبي»، مشيراً إلى «اتفاق وجهات النظر في هذا الموضوع». وقال مارغيلوف إن مجلس الفيديرالية يدرس إرسال وفد من أعضائه «لجمع معلومات ميدانية وزيارة النقاط الساخنة»، مشيراً إلى أن الفكرة «لقيت ترحيب ممثلي المعارضة السورية، وسأناقشها مع المبعوثة الحكومية الاثنين وأرجو أن تحظى أيضا بترحيب وموافقة السلطات السورية»، في اشارة إلى لقائه المنتظر مع مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان التي تبدأ غداً زيارة إلى موسكو.
في المقابل، أكد رئيس وفد المعارضة السورية رئيس «المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان» عمار القربي ارتياحه لنتائج المحادثات، لكنه طالب روسيا بموقف «أكثر إيجابية». ووصف المحادثات بأنها كانت «مفتوحة وإيجابية جداً». وقال لـ «الحياة» إن الطرفين ناقشا الموقف الروسي في مجلس الأمن. وأشار إلى «حوارات جارية للخروج بصيغة نهائية تكون في جوهرها قريبة إلى موقف المجتمع الدولي».
ولفت إلى أن الوفد طرح على الجانب الروسي «أفكاراً تجري بلورتها حالياً من أجل الخروج بخريطة طريق تنظم المرحلة الانتقالية في سورية». وأعرب عن أمله في أن تلعب روسيا دوراً في بلورة وصوغ الخطة. ودعا موسكو إلى «عدم الوقوع في الخطأ ذاته الذي حصل في ليبيا» عندما كانت روسيا آخر المعترفين بالمجلس الانتقالي.
وأضاف: «للأسف أحرقت أعلام روسية في مدن سورية، ما يعد مؤشراً مهماً إلى ضرورة اجراء مراجعة، لأن الشعب السوري بطبيعته صديق لروسيا». وأشار إلى ارتياح الوفد لفكرة ارسال برلمانيين روس إلى سورية خلال الفترة المقبلة. وقال إن المعارضة «مستعدة لتقديم كل التسهيلات اللازمة كي يطلع المبعوثون الروس على الحقيقة كاملة».
وقال إن الوفد المعارض «حصل على بعض الأفكار في شأن رؤية الروس للحدث السوري وهم على الأقل أوضحوا أنهم لا يتبنون وجهة نظر النظام وأنهم ملتزمون بما يقرره الشعب». ورأى أن «على روسيا ان تلعب دورا اكثر ايجابية في تسوية الوضع الداخلي في سورية… نريد أن نروي لوسائل الإعلام الروسية ما يجري حقا في سورية كي تساعدنا وتضغط على السلطات الروسية». وأعرب عن أسفه لأن «الموقف الروسي يتغير ببطء أكثر مما كان متوقعاً».
وتزامنت زيارة وفد المعارضة السورية مع تصريحات للرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف اتهم فيها بعض المشاركين في الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الأسد بأنهم «إرهابيون». وقال إن روسيا لن تؤيد قراراً في مجلس الأمن يستهدف بالنقد الحكومة وحدها. وقال في مقابلة مع تلفزيون «يورونيوز»: «نحن مستعدون لمساندة مفاتحات مختلفة، ولكنها يجب ألا تقوم على إدانات منحازة لأفعال الحكومة والرئيس الأسد… يجب أن ترسل إشارة قاطعة إلى كل الأطراف المتصارعة مؤداها أنه يجب عليهم أن يجلسوا إلى مائدة التفاوض وان يتفقوا وأن يوقفوا إراقة الدماء».
وأشار إلى أن روسيا تشعر بالقلق من «الاستخدام غير المتناسب للقوة والعدد الكبير للضحايا» وانه أوضح ذلك للأسد في مناقشات خاصة، قبل أن يستدرك بقوله: «لكننا نعتقد ان تلك القرارات التي نتبناها لترسل رسالة شديدة اللهجة… إلى القيادة السورية يجب أن توجه إلى الجانبين. من يرفعون شعارات مناهضة للحكومة لا يطالبون بديموقراطية أوروبية منقحة، لكنهم أناس مختلفون. وبعضهم بصراحة متطرفون والبعض قد يمكن تسميتهم ارهابيين».
سورية: تظاهرات في مدن عدة للمطالبة بحماية دولية
دمشق، لندن – «الحياة»، أ ف ب، رويترز – قُتل فتى إثر إطلاق نار من حاجز للجيش في محافظة إدلب فيما خرجت تظاهرات في مدن سورية عدة للمطالبة بالحماية الدولية لمواجهة آلة قمع النظام، للمرة الأولى منذ بدء الاحتجاجات في منتصف آذار (مارس) الماضي ضد الرئيس بشار الأسد. وكرر ناشطون رفضهم أي تدخل عسكري خارجي على غرار ما حصل في ليبيا، منددين في الوقت نفسه «بالصمت» الدولي حيال القمع الدامي لتحركهم.
وانطلقت تظاهرات في مدن وبلدات عدة، ففي محافظة ادلب (شمال غرب) التي قتل فيها فتى (15 سنة) اليوم إثر إطلاق رصاص عليه من حاجز للجيش في قرية الرامة في جبل الزاوية، «أطلق الأمن الرصاص لتفريق تظاهرة خرجت في قرية معرة شورين»، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وأضاف المرصد أن «تظاهرات حاشدة خرجت في مدن سراقب وسرمين وبنش وتفتناز وجرجناز وخان شيخون ومعرة النعمان شارك فيها عشرات الآلاف رغم الحملات الأمنية المستمرة في المحافظة».
وفي حمص، أشار المرصد إلى أن «أكثر من 20 ألف متظاهر هتفوا لإسقاط النظام في حي دير بعلبة». وتابع أن «وصول التعزيزات الأمنية طوال الليل لم يمنع التظاهرات من الخروج في أحياء عدة من المدينة» التي تشهد منذ أسابيع عمليات أمنية دامية قتل فيها عشرات المدنيين خلال الأيام الماضية. ولفت إلى «جرح 6 أشخاص إثر إطلاق الأمن النار لتفريق تظاهرة في حي الخالدية».
وفي شريط مصور بثه موقع «يوتيوب»، ندد المتظاهرون في حمص بدور الجيش في قمع التظاهرات، وهتفوا: «الجيش خائن، تحيا سورية حرة». وذكر المرصد أن تظاهرات خرجت في «مدن الرستن وتلبيسة والقصير» في ريف حمص. وأشارت «لجان التنسيق المحلية» إلى «قطع الاتصالات والتيار الكهربائي عن مدينة تلبيسة».
وفي حماة، هتف المتظاهرون: «نريد حماية دولية»، ورفعوا لافتات تقول: «انتهت اللعبة يا بشار» بالإنكليزية، كما هتفوا: «الشعب يريد إعدام الرئيس»، على ما نقل شريط نشره ناشطون أمس على موقع «يوتيوب». وأفاد المرصد بأن تظاهرات حاشدة انطلقت بعد صلاة الجمعة من مساجد دير الزور (شرق) رغم انتشار كثيف لقوى الأمن.
وفي دمشق، حيث التعبئة أقل من المدن الأخرى، تظاهر أكثر من 150 شخصاً في حي برزة ورفعوا هتافات تطالب بالحماية الدولية وإسقاط النظام وتدعم حمص التي تستهدفها منذ أيام عمليات عسكرية عنيفة. وتظاهر آخرون في أحياء الحجر الأسود وكفرسوسة والميدان. وفي شريط نشر على الإنترنت، رفع متظاهرون في برزة لافتات تطالب روسيا والصين اللتين تبديان تردداً في الموافقة على فكرة إدانة أو عقوبات في الأمم المتحدة «بتغيير مواقفهما من النظام الزائل».
وفي ريف دمشق، ذكرت «لجان التنسيق المحلية» أن «ستة جرحى بعضهم في حال الخطر سقطوا في الكسوة اثر إطلاق قوات الأمن للرصاص على التظاهرات كما خرجت تظاهرات حاشدة من مساجد عدة في دوما هتفت لإعدام الرئيس وحمص والحماية الدولية». وأضافت: «رغم إطلاق النار الكثيف في حي القدم، أعاد المتظاهرون تجميع أنفسهم للخروج بتظاهرة جديدة بعد أن فرق الأمن تظاهرتهم الأولى».
وفي جنوب البلاد، ذكرت اللجان أن «نحو مئة شخص تظاهروا في السويداء حاملين شعارات تؤكد سلمية الثورة تضامناً مع المعتقلين وحمص والمدن المحاصرة». وفي درعا وريفها، أضافت اللجان أن «عناصر الأمن والجيش أطلقت النار على مظاهرة في نوى»، لافتة إلى «قطع الاتصالات الأرضية والخليوية كافة عن المحافظة».
وأعلن المرصد أمس وفاة الشقيق السبعيني لأحد أبرز الضباط الذين انشقوا عن الجيش السوري احتجاجاً على أعمال القمع بينما كان محتجزاً لدى قوات الأمن التي قامت باعتقاله اثر عملية قامت بها في قرية ابلين في منطقة جبل الزاوية شمال غربي البلاد. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن قوات الأمن «قامت بتسليم جثة محمد هرموش إلى عائلته أثناء الليل بعد ساعات من اعتقاله» اثر عمليتها في ابلين.
ومحمد هرموش البالغ من العمر 74 سنة هو شقيق المقدم حسين هرموش، أول ضابط سوري يعلن انشقاقه عن الجيش بداية حزيران (يونيو) الماضي للاحتجاج على أعمال القمع التي تستهدف المدنيين. وتمكن حسين هرموش من مغادرة سورية وهو يترأس ما يسمى بـ «لواء الضباط الأحرار» الذي يضم عشرات الضباط الذين انشقوا عن الجيش السوري من بعده.
المتظاهرون السوريون يهتفون للحماية الدولية
والمعارضة تأمل من موسكو “عدم تكرار الخطأ”
للمرة الاولى منذ بدء الاحتجاجات ضد النظام السوري منتصف آذار، خرج آلاف من السوريين في تظاهرات في مدن عدة مطالبين بـ”الحماية الدولية” و”دخول مراقبين دوليين”. وقالوا في صفحتهم “الثورة السورية” بموقع التواصل الاجتماعي “الفايسبوك” على شبكة الانترنت: “نطالب بدخول وسائل الاعلام، نطالب بحماية المدنيين”. وهتفوا بالانكليزية: “انتهت اللعبة يا بشار” الاسد في التظاهرات التي فضت قوى الامن بعضها بالقوة، مما أدى الى مقتل ثمانية أشخاص. (راجع العرب والعالم)
وتزامن ذلك مع استقبال موسكو لممثلين للمعارضة السورية وجهوا اليها دعوة الى الاضطلاع بدور “اكثر ايجابية” في الازمة، غداة حديث الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف عن وجود “ارهابيين” ومتطرفين في صفوف المعارضة. وصرح رئيس الوفد رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان عمار القربي عقب محادثات مع الممثل الخاص للرئيس الروسي ميخائيل مارغيلوف بأن “موقف السلطات الروسية غير المفهوم والمتناقض في ما يخص أحداث سوريا قد ينعكس سلبا على سمعتها في المستقبل”. واضاف ان “روسيا اعترفت متأخرة بالسلطات الليبية الجديدة، وكان ذلك خطأها الثاني بعدما كان الخطأ الاول في العراق، ونأمل الا يتكرر هذا الخطأ للمرة الثالثة مع سوريا”.
وستستقبل موسكو الاثنين المستشارة الرئاسية السورية بثينة شعبان.
وقال مارغيلوف ان روسيا تريد ان تتحادث مع الطرفين “كي تدرك ما يجري حقا في سوريا”.
وأبدى الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد استعداد بلاده لاستضافة اجتماع يضم دولا اسلامية تكون قادرة على مساعدة سوريا على حل “مشاكلها” .
وفي المقابل أفاد ديبلوماسيون ان الاتحاد الاوروبي تحرك في اتجاه فرض حظر على الاستثمار في قطاع النفط السوري مع سعيه الى زيادة الضغوط الاقتصادية على الرئيس الاسد وحكومته.
واشنطن
¶ في واشنطن، صرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند بأن الولايات المتحدة تريد “الاسراع في العمل الاسبوع المقبل” في الامم المتحدة حيث تحاول الدول الغربية من دون جدوى استصدار ادانة أشد قوة للنظام السوري.
ومعلوم أن موسكو وبيجينغ تعارضان حتى الآن صدور أي قرار عن مجلس الامن يفرض عقوبات على سوريا.
مقتل خمسة مدنيين بينهم صبي خلال تظاهرات للمطالبة بحماية دولية
ايران تقترح استضافة قمة اسلامية لحل ‘مشاكل’ سورية وتدعو الاسد للتحاور مع المعارضة لأن ‘القمع ليس الحل’
طهران ـ دمشق ـ نيقوسيا ‘القدس العربي’ ـ وكالات: اعلن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ان بلاده مستعدة لاحتضان اجتماع يضم دولا اسلامية تكون قادرة على مساعدة سورية على حل ‘مشاكلها’، وفق ما ورد على موقع الرئاسة على الانترنت.
وافاد الموقع ان احمدي نجاد قال مساء الخميس لدى استقباله صحافيين كويتيين ‘على الدول الاسلامية ان تتفق للمساعدة على حل المشاكل في سورية بعيدا عن اي تأثير خارجي’.
واضاف ان ‘الشعب والحكومة في سورية مسلمون، وعلى الامم الاسلامية الالتزام بتفهم جماعي من اجل المساعدة على حل المشكلة والقيام باصلاحات’ في سورية.
وتدعو ايران القلقة من تداعيات حركة الاحتجاج في سورية، بانتظام الى الحوار لكنها لم تدن ابدا اعمال العنف التي يقوم بها نظام دمشق بينما ساندت كافة حركات الاحتجاج في الدول العربية الاخرى منذ بداية السنة.
وترى طهران ان اسرائيل والولايات المتحدة عدوتا سورية التقليديتان تحرضان على الاضطرابات.
كما حث الرئيس الإيراني سورية على الدخول في محادثات مع حركة معارضة تطالب بانهاء حكم الرئيس بشار الأسد.
ونقلت وكالة انباء فارس شبه الرسمية عن أحمدي نجاد قوله في مقابلة مع هيئة الاذاعة والتلفزيون البرتغالية (ار تي بي) ان الاجراءات القمعية ‘ليست الحل المناسب ابدا’.
ونسب إلى نجاد قوله لهيئة الاذاعة البرتغالية يوم الاربعاء ‘يحب على الحكومات ان تحترم وتعترف بحقوق اوطانها في الحرية والعدالة…المشكلات يجب حلها من خلال الحوار’.
وطالب المسؤولون الإيرانيون مرارا سورية باحترام مطالب المعارضة المنادية بالاصلاح.
وقال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي الشهر الماضي انه يتعين على الرئيس بشار الأسد الاستجابة لمطالب الشعب السوري، لكنه خلافا للقوى الاقليمية الاخرى لم ينتقد استخدام الأسد للقوة لسحق الاحتجاجات. وقال نجاد ‘الدول الاقليمية يمكنها مساعدة سورية في حل المشكلة’.
وسحقت الجمهورية الإسلامية الإيرانية احتجاجات حاشدة مناهضة للحكومة في عام 2009 بعد الانتخابات التي فاز فيها أحمدي نجاد بفترة ولاية ثانية واثير جدال حول نتائجها.
ويصف مسؤولون ايرانيون الانتفاضات التي اطاحت ببعض انظمة الحكم المطلق في العالم العربي هذا العام بأنها ‘الصحوة الاسلامية’ التي ستضع نهاية للنخبة المدعومة من الولايات المتحدة في المنطقة، رغم ان أغلب المحللين يقولون ان طبيعة الانتفاضات تبدو علمانية الى حد كبير اكثر منها دينية.
وقال المحلل حسين حشمتي ‘سورية هي الحليف الاستراتيجي لايران وانهيار نظام الاسد سيضعف موقف ايران في الشرق الاوسط مقابل منافسيها السنة مثل السعودية’.
وعلى الصعيد الميداني السوري، قتل خمسة مدنيين بنيران قوات الامن السورية الجمعة حيث شهدت عدة مدن سورية تظاهرات حاشدة تحت شعار المطالبة بحماية دولية في مواجهة آلة قمع النظام، حسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وافاد المرصد ومقره لندن في بيان ان شابا قتل في مدينة دير الزور شرقي البلاد، كما قتل مواطن اخر في حمص وفتى في قرية الرامة في منطقة جبل الزاوية شمال غرب سورية.
كما قتل مواطن في قرية خطاب التابعة لمحافظة حماة ‘خلال ملاحقة مطلوبين للاجهزة الامنية’، حسب المصدر ذاته.
واضافة الى قتلى الجمعة توفي شخصان اخران كانت قوات الامن السورية قد اعتقلتهما الخميس لدى اقتحامها قرية ابلين في جبل الزاوية، كما افاد المرصد.
واوضح المرصد ان احد القتيلين هو الشقيق السبعيني لحسين هرموش احد ابرز الضباط الذين انشقوا عن الجيش السوري احتجاجا على اعمال القمع.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان قوات الامن ‘قامت بتسليم جثة محمد هرموش الى عائلته اثناء الليل بعد ساعات من اعتقاله’.
ومحمد هرموش البالغ من العمر 74 عاما هو شقيق المقدم حسين هرموش، اول ضابط سوري يعلن انشقاقه عن الجيش بداية حزيران (يونيو) الماضي للاحتجاج على اعمال القمع التي تستهدف المدنيين.
وتمكن حسين الهرموش من مغادرة سورية وهو يرأس ما يسمى بـ ‘لواء الضباط الاحرار’ الذي يضم عشرات الضباط الذين انشقوا عن الجيش السوري من بعده.
حمص تتحدى القمع.. ومظاهرات حاشدة في المدن السورية
السويداء عاصمة جبل الدروز تخرق الحظر الأمني.. ومطالبات بحماية دولية تحت البند السابع.. وعتب على المعارضة * إعلان تشكيل كتيبتين لـ «ضرب» عصابات الأمن والشبيحة * نجاد يعرض استضافة مؤتمر يضم دولا إسلامية لمساعدة دمشق
لندن ـ دمشق: «الشرق الأوسط»
خرجت مظاهرات حاشدة في أنحاء سوريا أمس تطالب بـ«الحماية الدولية» تحت البند السابع. ورغم العملية العسكرية الشرسة التي تشنها القوات الأمنية ضد أهالي حمص منذ يوم الأربعاء الماضي، خرج نحو 20 ألف شخص في أنحاء حمص. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «وصول التعزيزات الأمنية طوال الليل للمدينة لم يمنع المظاهرات من الخروج في عدة أحياء». وبينما سقط عدد جديد من القتلى في أنحاء البلاد برصاص الأمن, وجهت المظاهرات «عتبا» على المعارضة السورية ودعتها إلى أن تتفق وتتوحد.
وفي تطور جديد، انضمت مدينة السويداء, عاصمة جبل الدروز, أمس إلى بؤر التظاهر، وتعتبر المظاهرة التي شارك فيها العشرات خرقا كبيرا لسياسة النظام المتبعة لمنع التحرك في السويداء. من جهة أخرى, أعلن «الجيش السوري الحر» بقيادة العقيد رياض الأسعد، القائد المنشق في القوات الجوية، عن تشكيل كتيبتين جديدتين في دمشق وفي ريفها، لـ «توجيه الضربات ضد عصابات الأمن و(الشبيحة)».
وفي موسكو، دعا الناشط السوري عمار القربي، روسيا إلى لعب «دور إيجابي» في حل الأزمة، وقال القربي الذي ترأس وفد المعارضة الذي التقى بميخائيل مارغيلوف، ممثل الرئيس الروسي لمنطقة الشرق الأوسط، ان «لا مفاوضات إلا على تغيير السلطة». إلى ذلك, عبر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد عن استعداده لاستضافة اجتماع إقليمي في طهران يضم دولا إسلامية لمساعدة دمشق على حل «مشكلاتها».
المتظاهرون يطالبون بحماية دولية تحت البند السابع ويدعون المعارضة للتوحد
هتافات تصف الجيش السوري بالخائن.. وأخرى تدعو تركيا للكشف عن مصير المقدم حسين هرموش المنشق
جريدة الشرق الاوسط
دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»
رغم استمرار الجدل في أوساط المعارضة السورية حول طلب التدخل الدولي، بمعنى الحماية الدولية للمدنيين العزل، فإن المظاهرات التي خرجت يوم أمس كانت تحت عنوان «الحماية الدولية»، مع توجيه نداءات للمعارضة السورية كي تتفق وتتوحد.
ففي بلدة عربين في ريف دمشق حملت اللافتات عبارات مختزلة «الشعب السوري يستغيث أنقذونا ساعدونا»، كما وجهت نداءات للمعارضة السورية «خلافكم يقتلنا»، مع رسائل عتب إلى المعارض برهان غليون.. «عتبنا عليكم عتب محبة.. نريد معارضة موحدة».
وطغى على غالبية اللافتات في كل المظاهرات التي خرجت يوم أمس في مختلف أنحاء البلاد «الحماية الدولية للشعب الأعزل»، وبدرجة أقل طلب «فرض حظر جوي»، بينما طالب متظاهرون بحماية دولية تحت البند السابع، وكتبوا ما يشبه الرسالة إلى المجتمع الدولي «أن سلطة تطلق الرصاص على شعبها تفقد مشروعيتها نهائيا وتُعامل معاملة المحتمل و(…)يُعامَل جيشها معاملة الجيش المحتل.. من جديد نطالب بدخول مراقبين دوليين تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وليس الفصل السادس».
وفي مدينة عامودا ذات الأكثرية الكردية، في شمال شرقي البلاد، طالب المتظاهرون بـ«حماية دولية وحظر للطيران والسلاح». وفي سهل الغاب في ريف محافظة حماه وسط البلاد، رفع المتظاهرون لافتات كتبوا عليها «يا أحرار العالم نريد حماية دولية»، وهم يهتفون: «والله لنأخذ بالتار من ماهر ومن بشار». كما رفعت لافتات تسخر بمرارة من الاعتقالات وقد وجهت إلى اتحاد الكرة العالمي (الفيفا): «نداء استغاثة إلى الفيفا.. الملاعب السورية تحوّلت إلى سجون.. نطالب بالتدخل الكروي».
وفي حمص، كتب المتظاهرون «حمص تطالب بالحماية الدولية». وفي رسالة وجهت إلى حكام العرب والمسلمين كتب المتظاهرون في منطقة تير معلة في حمص على لافتة: «يا حكام العرب والمسلمين كفى تخاذلا.. أليس فيكم رجل رشيد.. صمتكم يقتلنا.. نطالب بالحماية الدولية». وعلى لافتة أخرى وجهوا رسالة للنظام السوري: «قاعدين على قلوبكم مثل الحجر.. ها هو رصاصكم وهاهو دمنا.. لنرى.. لنرى.. لنرى.. من ينتهي صبره أولا»، وفي جملة فيها الكثير من التحدي والإصرار كتبوا: «وطن في قلبه حمص وطن لا يموت».
إلا أن الشعارات والهتافات الأقوى، التي تؤشر إلى احتمال تحول خطير في مسار الثورة في سوريا، تلك التي سمعت في مناطق جبل الزاوية خلال تشييع القتلى يوم أمس، حيث هتفت الجموع: «ما عاد بدنا سلمية.. ما عاد بدنا حرية.. بدنا حماية دولية.. وبدنا نشيل الأسدية.. بدنا حماية دولية.. من الشبيحة الأسدية.. وبدنا نشيل الأسدية من الأراضي السورية»، مع هتاف «خاين الجيش السوري.. خاين»، كما طالب المتظاهرون الحكومة التركية بالكشف عن مصير المقدم المنشق حسين هرموش، الذي يقال إنه على الأراضي التركية، وإنه قتل هناك. وتوعد المتظاهرون بحرق الأرض تحت أقدام من يقتل أبنائهم.
وفي مدينة كفر نبل، رفعت لافتة كتب عليها: «نطالب بدخول العصابات المسلحة لحمايتنا من الجيش»، ولافتة أخرى رسم عليها خريطة سوريا وكتب على الرسم: «منطقة عسكرية ممنوع الاقتراب أو التصوير»، حيث عبر المتظاهرون في جبل الزاوية في محافظة إدلب، شمال البلاد، والمنطقة التي تتعرض لقمع عسكري شرس عن زهد في مطالب الثورة بالحرية، بمعنى أن الحرية، نتيجة للقمع الدموي الشديد، لم تعد المطلب الأول، وإنما الثأر من آل الأسد والتخلص منهم، وهو شعار سبقه تقدم شعار «الشعب يريد إعدام الرئيس» على شعار «الشعب يريد إسقاط النظام»، الذي بالكاد يسمع في المظاهرات السورية اليوم، بعد ستة أشهر من القتل والاعتقال التعسفيين.
من جانب آخر، عبر المتظاهرون من خلال لافتات رفعت في أكثر من مكان، عن موقفهم الرافض لمرسوم أصدره الرئيس السوري بشار الأسد، أول من أمس، يتعلق بحالة التعبئة العامة، الذي يعني «تحويل البلاد بشكل عام والقوات المسلحة بشكل خاص من زمن السلم إلى زمن الحرب، استعدادا للدفاع عن سيادة الوطن ومواجهة الأخطار الداخلية والخارجية، بما فيها الكوارث الطبيعية وغير الطبيعية، ووضع جميع مواد البلاد البشرية والمادية في خدمة المجهود الحربي، وفقا لمقتضيات مصلحة البلاد». وحملت اللافتات عبارات مثل «لا للتعبئة التي يدعو لها بشار لقتلنا ثم حرقنا»، و«لا للتعبئة الأسدية أو الذهاب للاحتياط»، و«لن نطيع الأوامر بالتعبئة لقتل الأبرياء»، و«فقط في سورية: غرامة التظاهر = أضعاف راتبك الشهري وسجن سنة».
وفي مدينة قارة في ريف دمشق، هتف المتظاهرون: «دق كفك هز هز.. دين محمد كله عز» و«الموت ولا المذلة». وفي الكسوة، استنكر المتظاهرون إطلاق النار على الجرحى وكتبوا: «حتى في إسرائيل لا يطلق النار على الجثث»، وهم يهتفون: «مكتوب على أعلامنا.. الله يلعن إعلامنا» و«مكتوب على علمنا بشار خاين وطننا»، و«مكتوب على الروسية.. بشار الأسد خاين سورية». إلا أن أكثر الأغاني تأثيرا من بين التي رددها المتظاهرون يوم أمس، كانت الأغنية الشعبية: «سكابا يا دموع العين سكابا.. على شهداء سوريا وشبابها».
«الجيش السوري الحر» يعلن تشكيل كتيبتين جديدتين في دمشق وريفها
توعد بتوجيه ضربات ضد «عصابات» الأمن و«الشبيحة».. وبمصير للنظام شبيه بنهاية القذافي
جريدة الشرق الاوسط
لندن: «الشرق الأوسط»
أعلنت قيادة ما يسمى بـ«الجيش السوري الحر» بقيادة العقيد رياض الأسعد تشكيل كتيبتين جديدتين وهما كتيبة «معاوية بن أبي سفيان» في دمشق وكتيبة «أبو عبيدة بن الجراح» في ريف دمشق، وذلك بالإضافة إلى كتيبة «خالد بن الوليد» في حمص، التي أعلن عن تشكيلها في أغسطس (آب) الماضي.
وقال العقيد رياض الأسعد، قائد سابق منشق في القوات الجوية، في فيديو بث مساء أمس على موقع «يوتيوب»: «أعلن تشكيل كتيبتين جديدتين في الجيش السوري الحر وهما كتيبة (معاوية بن أبي سفيان) في دمشق، وكتيبة (أبي عبيدة بن الجراح) في ريف دمشق»، ودعا الشعب السوري إلى الثبات والاستمرار في المظاهرات السلمية، وقال: «يا شعبنا البطل أقدر تضحياتكم وأشد على أياديكم وأدعوكم إلى الثبات والاستمرار في المظاهرات السلمية»، معلنا استعداد الجيش السوري الحر وجاهزيته للدفاع عن الشعب السوري وحمايته من «عصابات النظام المجرم الفاقد للشرعية».
وبشر الشعب السوري بأن قوات الجيش السوري الحر «توجه الضربات ضد عصابات الأمن و(الشبيحة) على كافة الأراضي السورية»، مؤكدا «سقوط النظام بإذن الله بأسرع مما تتوقعون»، وقال إن «مصيره سيكون كمصير القذافي»، ودعا باسم الجيش السوري الحر المعارضة السورية في الداخل والخارج إلى التوحد، وذلك من منطلق أنه جيش وطني، ليس له أي أهداف سياسية أو حزبية وإنما هو جيش الشعب السوري بكافة طوائفه وأعراقه.
وكان العقيد رياض موسى الأسعد (50 عاما) من القوات الجوية الفرقة 22 اللواء 14، أعلن انشقاقه عن الجيش في يوليو (تموز) الماضي، وقال إن انشقاقه جاء «بسبب الممارسات القمعية للجيش العربي السوي تجاه المدنيين من الشعب السوري»، وأعلن انضمامه إلى «حركة الضباط الأحرار» التي أطلقها المقدم حسين هرموش في جسر الشغور في حزيران الماضي، ولكن بعد نحو أسبوعين عاد العقيد رياض الأسعد ليعلن تشكيل الجيش السوري الحر، وكتيبة «خالد بن الوليد» التي تقوم بعمليات في المنطقة الوسطى بحسب ما يقوله ناشطون. وفي بداية أغسطس (آب) الماضي أعلن البيان رقم واحد للجيش السوري الحر.
مقتل الشقيق السبعيني لرئيس «لواء الضباط الأحرار».. أثناء اعتقاله
التلفزيون السوري يعرض مقابلات مع مسؤولين في حزب البعث أعلنا انشقاقهما قبل أيام يزعمان فيها أنهما اختطفا
جريدة الشرق الاوسط
لندن: «الشرق الأوسط»
قتل أمس الشقيق السبعيني لأحد أبرز الضباط الذين انشقوا عن الجيش السوري احتجاجا على أعمال القمع، بينما كان محتجزا لدى قوات الأمن التي قامت باعتقاله في شمال غربي سوريا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن قوات الأمن «قامت بتسليم جثة محمد هرموش إلى عائلته أثناء الليل بعد ساعات من اعتقاله» إثر عملية قامت بها في قرية ابلين في منطقة جبل الزاوية شمال غربي سوريا.
ومحمد هرموش البالغ من العمر 74 عاما هو شقيق المقدم حسين هرموش، أول ضابط سوري يعلن انشقاقه عن الجيش بداية يونيو (حزيران) الماضي احتجاجا على أعمال القمع التي تستهدف المدنيين.
وتمكن حسين هرموش من مغادرة سوريا وهو يرأس ما يسمى بـ«لواء الضباط الأحرار» الذي يضم عشرات الضباط الذين انشقوا عن الجيش السوري من بعده. وكان ثلاثة جنود منشقين قتلوا أول من أمس أثناء العملية التي شنتها قوات الأمن السورية في قرية ابلين، بحسب ناشطين حقوقيين.
من جهة أخرى، وبعد يومين على ظهور مسؤولين كبيرين في حزب البعث السوري في شريط مصور بث على موقع «يوتيوب»، يعلنان فيه انشقاقهما عن الحزب «القاتل»، بث التلفزيون الرسمي السوري أمس مقابلات معهما ادعيا فيها أن عصابة إرهابية اختطفتهما وأجبرتهما على الإدلاء بتصريحاتهما السابقة.
وبث على موقع «يوتيوب» يوم الأربعاء الماضي، شريط يبدو فيه عزب الدين عبيد أمين شعبة حزب البعث في الرستن بحمص، وأمين سر شعبة الحزب عبد الرزاق الدالي، يقرآن فيه بيانا من ورقة يعلنان فيه انشقاقهما. وقال البيان إن الرجلين يعلنان انشقاقهما عن «حزب البعث القاتل الذي ارتكب أفظع الجرائم في سوريا عامة وفي الرستن خاصة.. من قتل الأبرياء وخاصة الأطفال والنساء وقتل الجنود الذين يرفضون إطلاق النار على المدنيين». وختم يقول: «عاشت سوريا حرة أبية ويسقط بشار الخائن».
وبالأمس، نشرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) خبرا ذكرت فيه أن عبيد والدالي أدليا بتصريحات للتلفزيون السوري الرسمي أكدا فيها أنهما «اختطفا من قبل مجموعة إرهابية مسلحة في مدينة الرستن بمحافظة حمص وأجبرا بعد تعرضهما للضرب والتهديد على تسجيل مقطع فيديو لصالح قنوات العدوان على سوريا يقولان فيه إنهما انشقا عن الحزب».
ونقلت عن عبيد قوله: «بعد تدمير مقر شعبة الحزب في الرستن على أيدي المجموعات الإرهابية تم نقل مقر الشعبة إلى مقر الرابطة الفلاحية، وفي صباح يوم الأربعاء الساعة العاشرة صباحا تمت مداهمتنا في مكتب الرابطة من قبل مجموعة إرهابية مسلحة تضم نحو 20 مسلحا حيث قاموا بالاعتداء عليّ بالضرب ثم اقتادوني أنا والرفيق أمين سر الشعبة والمستخدم إلى مكان مجهول». وذكرت الوكالة أن «آثار التعذيب بدت واضحة على جسم عبيد»، ونقلت عنه «إن المسلحين أخذوا سيارة الرابطة الفلاحية وتم عصب أعيننا وربط أيدينا إلى الخلف ووضعونا داخل السيارة واقتادونا إلى مكان مجهول وبعد ذلك قاموا بضربنا مرة أخرى وأجبرونا على التصريح بانشقاقنا عن حزب البعث».
هيومان رايتس ووتش: قوات الأمن السورية تعتقل مصابين من داخل المستشفيات وغرف العمليات
نقلت شهادات عن أطباء ومسعفين في الهلال الأحمر لما حصل في اليوم الأول من العملية العسكرية في حمص
جريدة الشرق الاوسط
لندن: «الشرق الأوسط»
اتهمت منظمة هيومان رايتس ووتش، المعنية بحقوق الإنسان، قوات الأمن السورية بإخراج المصابين «بالقوة» من المستشفيات في مدينة حمص المضطربة. وقالت المنظمة التي تتخذ من نيويورك مقرا لها في بيان نشر في بيروت أمس: «أخرجت القوات الأمنية السورية 18 مصابا من مستشفى البر في مدينة حمص الواقعة وسط البلاد في السابع من سبتمبر (أيلول) الماضي، بما في ذلك خمسة من غرفة العمليات»، وذلك بناء على شهادات شهود عيان من بينهم أطباء في المستشفى. وأضافت أن القوات الأمنية أيضا حالت دون وصول الأطقم الطبية إلى المصابين في عدد من ضواحي المدينة في هذا اليوم.
وقالت سارة ليه ويتسون مديرة قسم الشرق الأوسط بمنظمة هيومان رايتس ووتش: إن «انتزاع المصابين من غرف العمليات عمل غير إنساني وغير قانوني، ناهيك عن كونه يشكل تهديدا لحياتهم».
وأضافت: «منع الأفراد من الحصول على الرعاية الطبية الضرورية يتسبب في معاناة خطيرة وربما ضرر لا يمكن إصلاحه».
وأجرت المنظمة مقابلات مع طبيبين في مستشفى البر، إضافة إلى متطوعين في الهلال الأحمر. وذكر تقرير المنظمة أن طبيبا توجه إلى منطقة باب دريب في حمص حيث بدأت القوات الأمنية عملية عسكرية يوم الأربعاء الماضي، بعد أن وصله أن هناك حاجة لأطباء في المكان بصورة عاجلة. ونقلت هيومان رايتس ووتش عن الطبيب قوله: «وصلت إلى باب دريب في نحو الثامنة والنصف صباحا، وكان هناك 3 قتلى و8 جرحى. الوضع كان مأساويا جدا. 5 من الجرحى كانوا مصابين برصاصات في معدتهم وبحاجة إلى مستشفى، ولكن لم يكن باستطاعتي نقلهم إلى المستشفى». وأضاف: «كان قناصو النظام يطلقون النار على أي سيارة تغادر الحي وكانت المركبات المدرعة متمركزة حول الشارع، تطلق النار بشكل عشوائي. كان علي أن أطببهم في مستشفى ميداني داخل جامع».
وأكد أن أعداد الجرحى ظلت ترتفع مع مرور اليوم «وفي نقطة معينة وصل عددهم إلى 18 جريحا». وأضاف: «تمكنت أخيرا من إرسال 8 منهم إلى مستشفى البر، ولكن إيصالهم كان أشبه بمهمة انتحارية. شبان وضعوهم في سيارات من نوع بيك أب وقادوا بهم بأكبر سرعة ممكنة لتفادي طلقات القناصة وطلقات أخرى عشوائية من الآليات المدرعة».
ونقلت المنظمة عن طبيب آخر قوله إن القوات الأمنية دخلت مستشفى البر واعتقلت عددا من الجرحى، وقال الطبيب: «وصلت إلى المستشفى في نحو الساعة الواحدة بعد الظهر، وكان هناك نحو 50 رجل أمن يحيطون بالمستشفى. أطلقوا النار في الهواء وذهبوا لرؤية المدير. كانوا يبحثون عن شخص محدد يدعى بلال. قال لهم المدير إنه كان هناك بلال في المستشفى ولكن توفي متأثرا بجراحه وإن عائلته أخذت جثته». وأضاف: «ثم سألت رجال الأمن عن لائحة للجرحى الذين وصلوا في ذلك اليوم، ومن ثم رأيتهم يفتشون في غرف المستشفى ويأخذون أي شخص مصاب بطلق ناري، بغض النظر عن متى وصلوا. كان هناك 18 شخصا مصابا في المستشفى. 5 منهم أخذوا من داخل غرف العمليات، من بينهم اثنان كانا لا يزالان فاقدي الوعي».
وشكا الطبيب من أنه عندما حاول عدد من الأطباء «مساعدة الجرحى الذين كانوا بحاجة لعناية طبية ماسة»، دفعهم رجال الأمن وقالوا لهم إن هؤلاء «مجرمون ومغتصبون». وقال: «لقد ضربوا الجرحى وهم يخرجونهم من المستشفى. كانت هناك امرأة، لا بد أنها أم أو شقيقة أحد المصابين، ترجوهم لكي يعطوا قريبها الأدوية التي يحتاج إليها، فدفعوها. ثم وضع رجال الأمن الجرحى في سيارات إسعاف وأخذوهم». وأضاف: «كان بإمكاننا رؤيتهم وهم يضربونهم داخل سيارة الإسعاف.. لا أدري إلى أين أخذوهم». وأشار الطبيب إلى أن أخذ الجرحى بالقوة من داخل المستشفى، أثار حالة ذعر بين العائلات ودفع الكثيرين إلى سحب مرضاهم من المستشفى خوفا من أن يتم اعتقالهم.
وقال متطوعون في الهلال الأحمر للمنظمة إن القوات الأمنية منعتهم من الوصول إلى الجرحى لإسعافهم. ونقلت عن أحد المتطوعين قوله إن مركزه «تلقى اتصالا نحو الساعة السابعة صباحا ليبلغهم أن 4 جرحى بحاجة إلى مستشفى، موجودين في مستوصف في محيط باب تدمر. فأرسل الهلال الأحمر سيارات إسعاف، إلا أن قوات أمنية أوقفتهم وهم على بعد 800 متر من المستوصف، وطلبت من الطاقم نقل رجلي أمن، أحدهم مجروح والآخر مقتول». وأضاف أن «الهلال الأحمر تجاوب وأرسل سيارة إسعاف أخرى لنقل الجرحى الأربعة الآخرين. ولكن رجال الأمن على نقطة التفتيش نفسها، منعوهم من المرور».
وأكد متطوع آخر في الهلال الأحمر لـ«هيومان رايتس ووتش»، أن «رجال الأمن حضروا إلى مركز العمليات صباحا وقالوا لهم إنهم تلقوا تعليمات بإدارة العمليات لذلك اليوم. وبقي رجل الأمن في المركز حتى الساعة الثانية بعد الظهر، وأعطى أوامر للمتطوعين في الهلال الأحمر لمساعدة جرحى الأمن ولكن لا أحد من المتورطين في تحركات ضد الحكومة».
وكانت منظمة هيومان رايتس ووتش قد جمعت في السابق تقارير عن منع رجال الأمن من وصول مساعدات طبية إلى الجرحى، ودفع الأطباء إلى علاجهم في الجوامع والبيوت الخاصة. وزار رئيس الصليب الأحمر الدولي جاكوب كيلينبرغر سوريا في مطلع الشهر الحالي، ودعا عقب زيارته إلى السماح للطاقم الطبي بالوصول إلى الجرحى لإنقاذهم.
تيار المستقبل الكردي: تعرض الناطق باسم التيار مشعل تمو لمحاولة اغتيال
أكد الاستمرار في نهج المطالبة بإسقاط النظام والعمل على بناء دولة تعددية
جريدة الشرق الاوسط
لندن: «الشرق الأوسط»
قال تيار المستقبل الكردي في سوريا، إن المعارض الكردي السوري البارز مشعل تمو، الناطق باسم الحزب، تعرض لمحاولة اغتيال يوم أول من أمس، وقال بيان صادر عن مكتب العلاقات العامة في التيار إن المعارض مشعل تمو كان في حي الكورنيش في مدينة القامشلي يوم أول من أمس، الساعة الرابعة بعد الظهر «عندما تعرض لمحاولة اغتيال من قبل (مجموعة من الشبيحة) حيث قاموا بسد الطريق أمام سيارته من قبل أشخاص كانوا يركبون دراجة نارية، ومعهم مجموعة أخرى كانت تستقل سيارة مدنية والتي تولت مهمة تنفيذ العملية»، بحسب البيان الذي قال إن تمو «نجا منها بحسن الحظ».
وقال البيان الذي لم يوضح أي تفاصيل أخرى، «إننا ومنذ انطلاقة الثورة السورية ومن ضمنها ثورة الشباب الكرد، نعتبر إسقاط النظام وبناء دولة مدنية تعددية تشاركية تداولية، هدفا رئيسيا لنا». وأكد على أنه لن يحدو عن هذا الهدف «مهما كانت التضحيات التي هي جزء يسير من تضحيات الشعب السوري في إطار ثورة الحرية والكرامة». ورأى البيان محاولة الاغتيال «تأتي في سياق محاولة السلطة القمعية وأتباعها حرف مسارنا النضالي المتجسد في إسقاط النظام من جهة، ورفضنا لتكريد الصراع من جهة ثانية».
وتم التأكيد على الموقف السياسي والميداني للتيار من «أننا جزء من الثورة الوطنية السورية، لن تثنينا هذه السياسات والممارسات الإجرامية عن رؤيتنا وموقفنا في العمل مع كل الفعاليات الوطنية السورية والكردية، الشبابية والسياسية، على إنجاز هدف الثورة السورية في إسقاط النظام وتفكيك الدولة الأمنية وإيجاد ركائز دولة مدنية، دولة الحق والقانون، دولة كل السوريين، يكون فيها الشعب الكردي شريكا كامل الشراكة في وطن حر وديمقراطي».
وكان عدد من المعارضين السوريين تلقوا في الفترة الأخيرة تهديدات غير مباشرة بالتصفية، عبر رسائل عن نية النظام بتصفية أي معارض بارز يتواصل مع الشارع، وأن النظام لم يعد يفكر كثيرا في اعتقالهم وإنما بقتل فورا، وكان اغتيال المهندس معن العودات شقيق هيثم المناع الشهر الماضي أثناء مشاركته في تشييع أحد الشهداء في درعا رسالة أولى للمعارضين.
فشل محاولات لتشكيل مجلس انتقالي سوري جديد في مؤتمر الدوحة
بهية مارديني لـ«الشرق الأوسط»: المعارضة السورية تتخبط وتضر بمسار الثورة
جريدة الشرق الاوسط
القاهرة: هيثم التابعي
علمت «الشرق الأوسط» أن مؤتمر الدوحة، الذي حاول من خلاله معارضون سوريون تشكيل مجلس انتقالي جديد في العاصمة القطرية، قد فشل وانتهى دون وصول أطرافه إلى أي نتيجة توافقية. وصرح مصدر في المعارضة السورية لـ«الشرق الأوسط» بأن لقاء الدوحة، الذي عقده معارضون سوريون على مدار اليومين الماضيين، فشل في تكوين نواة مجلس انتقالي جديد، بعد انسحاب التيار الإسلامي المستقل ومجموعة العمل الوطني.
وأضاف المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته، أن «بعض المعارضين السوريين حاولوا تمرير مؤتمر الدوحة – بغض النظر عن المضمون – لمصالحهم الشخصية»، قائلا إن «تلك الخطوة سببت خلافات كبيرة في المجلس الانتقالي الذي أعلن من أنقرة». وكشف عن حشد المعارضين لتنصيب المعارض السوري رياض سيف بدلا من برهان غليون في رئاسة المجلس الانتقالي، مضيفا أن تصرفات غليون ورفضه التعامل مع شخصيات عدة من المجلس الانتقالي أثارت غضب المعارضة السورية، خاصة بعد تصرفه الأخير لإعلان مجلس جديد من الدوحة.
وقال المصدر: «إن فشل مؤتمر الدوحة يفسح المجال أمام اعتراف أوسع وأشمل بالمجلس الوطني الانتقالي، الذي ضم 94 معارضا سوريا من مختلف الطوائف والعرقيات السورية، كان المجلس الانتقالي السوري قد أعلن عنه أواخر شهر أغسطس (آب) الماضي من العاصمة التركية أنقرة.. وشهد حضورا قويا للأقليات السورية؛ حيث شمل 10 من أبناء الطائفة العلوية و3 من الطائفة الشيعية و3 من الطائفة الدرزية و17 إسلاميا، بينهم 5 من جماعة الإخوان المسلمين، و6 من ممثلي العشائر و9 من السيدات، إضافة إلى 9 من الأكراد، من أصل 94 شخصية معارضة وناشطة، بينهم 42 شخصية من الداخل».
ويقول مراقبون: إن المجلس الانتقالي الذي أعلن من أنقرة يعبر عن عدالة في التمثيل في العمق الجغرافي والثقافي والسياسي السوري، وإنه ضم الكفاءات الوطنية المهمة لمستقبل الثورة، ومن الكفاءات التي تنشق عن النظام والقادرة على المساهمة في بناء الوطن.
من جانبها، اعتبرت بهية مارديني، رئيسة اللجنة العربية للدفاع عن الرأي والتعبير، أن المعارضة السورية تتخبط وتضر بمسار الثورة السورية؛ حيث قالت لـ«الشرق الأوسط»: «تعدد المؤتمرات والمجالس ليس في صالح الثورة السورية، والتأخير في التوافق ليس في صالح المعارضة. هذا التخبط يضر بمسار الثورة، ويضر بمصداقية المعارضة أمام الشعب السوري». وأضافت مارديني: «لكن بالنهاية، ليس هناك بديل سوى الاتفاق؛ فاتفاق المعارضة واجب وطني في هذا التوقيت الدقيق».
ويعتقد المعارض السوري أشرف المقداد، رئيس إعلان دمشق في أستراليا، أن المؤتمر يعد خطوة «خائنة» من حضوره، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «المؤتمر فشل لأنه حاول التذاكي على الثورة السورية ودماء الشهداء بتبني المبادرة العربية والموافقة على إبقاء بشار في الحكم ورفض التدخل الدولي الذي أصبح يطالب به شعبنا»، وأضاف المقداد: «الخطوة ليست مفاجئة بالنسبة لي، فمن لا يسمع للشعب حتما سيفشل».
بينما علمت «الشرق الأوسط» أن السبب الرئيسي لفشل مؤتمر الدوحة كان إصرار منظميه على تبني المبادرة العربية بشروطها الحالية، وعلى رأسها الإبقاء على النظام السوري حتى عام 2014، وهو ما اعترض عليه المشاركون بشكل قاطع، وعلى رأسهم التيار الإسلامي وممثلون عن إعلان دمشق.
كان أبرز المعترضين الذين أعلنوا انسحابهم: أعضاء هيئة التنسيق، وهم: رجاء الناصر، وعبد المجيد منجونة، من التيار اليساري. وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط»: «ليس من المنطقي أن يرفع الشارع شعارات تدعو لإسقاط النظام، بينما المعارضة تتفاوض للإبقاء عليه».
الهوّة تتسع بين الغرب وروسيا بشأن سوريا
العربي بدمشق لعرض المبادرة العربية
يصل الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي اليوم السبت إلى دمشق حاملا مبادرة عربية لتسوية الأزمة السورية وسط شكوك في نجاح المهمة في ظل استمرار الحملات الأمنية على المحتجين, وتباعد المواقف بين النظام والمعارضة السوريين.
ومن المقرر أن يلتقي العربي الرئيس السوري بشار الأسد ليعرض عليه المبادرة التي صاغها وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الطارئ بالقاهرة في الثامن والعشرين من الشهر الماضي.
وتتكون المبادرة من ثلاثة عشر بندا، وتهدف إلى وضع حد لإراقة الدماء في سوريا. ومن بين بنود المبادرة تبني التعددية السياسية، وإجراء انتخابات حرة وشفافة في 2014، وهو العام الذي من المقرر أن تنتهي فيه ولاية بشار الأسد الحالية.
حظوظ المبادرة
وأثيرت شكوك بشأن المبادرة منذ أن أبدت دمشق تحفظها على بيان الاجتماع الوزاري العربي الأخير الذي دعا إلى “وقف إراقة الدماء، وتحكيم العقل قبل فوات الأوان”, وعدّت المبادرة تدخلا في شؤونها الداخلية.
وكان مقررا في الأصل أن يزور العربي سوريا الأربعاء الماضي, إلا أن السلطات السورية أرجأت الزيارة, وعزت ذلك إلى ما سمته أسبابا موضوعية.
وقبل عرض المبادرة العربية على دمشق، استبعد المراقب العام للإخوان المسلمين في سوريا محمد رياض الشقفة أي اتفاق لتقاسم السلطة مع الأسد، الذي قال إنه يدير نظاما “إجراميا يقتل شعبه”.
وقال قياديون في المعارضة السورية إن المبادرة العربية تنطوي على بعض العناصر الإيجابية. لكن محتجين سوريين حملوا في الأيام الأخيرة لافتات تنتقد المبادرة التي يقولون إنها تضفي شرعية على نظام الرئيس الأسد وتسمح له بالبقاء في الحكم حتى 2014.
وفي تصريحات له أمس في موسكو عقب لقاء مع رئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الفدرالي الروسي ميخائيل مارغيلوف, قال رئيس وفد المعارضة السورية عمار القربي (رئيس المنظمة الوطنية السورية لحقوق الإنسان) إنه لا يمكن الآن النظر إلى الإصلاحات الجاري تطبيقها في سوريا أو نداءات السلطات لبدء حوار وطني بجدية.
وأوضح القربي أن المعارضة مستعدة للتفاوض بشرط وقف إراقة الدماء, وسحب جميع القوات من المدن السورية، ومحاكمة كل المسؤولين عن أعمال القمع بحق المدنيين.
هوّة دبلوماسية
وتأتي الوساطة العربية لتسوية الأزمة السورية بينما يتسع الخلاف بين الغرب الساعي إلى عزل النظام السوري, ودول أخرى تتزعمها روسيا والصين ترفض أي تدخل خارجي في سوريا.
وقالت الخارجية الأميركية أمس إن واشنطن تريد “تسريع العمل الأسبوع الحالي في الأمم المتحدة حيث تحاول الدول الغربية استصدار إدانة أكثر قوة للنظام السوري”.
وكانت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قد فرضا عقوبات دبلوماسية على دمشق تشمل منع سفر بعض المسؤولين إلى تلك الدول, وتجميد أصول مالية, وفرض حظر على واردات النفط السوري، في محاولة لحملها على وقف حملاتها الأمنية ضد المحتجين المطالبين بالديمقراطية.
ويستعد الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات إضافية تشمل حظر الاستثمار في قطاع النفط السوري, ومعاقبة محطات إعلامية سورية.
لكن روسيا -العضو الدائم في مجلس الأمن- تقاوم بشدة قرارا دوليا يدين ممارسات الأمن السوري ويفرض عقوبات اقتصادية، متذرعة بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول, كما ترفض موسكو الدعوة إلى تنحي الأسد.
وقال رئيس لجنة الشؤون الدولية بالمجلس الفدرالي الروسي ميخائيل مارغيلوف أمس بعيد اجتماع في موسكو مع وفد من المعارضة السورية إن الشعب السوري لديه الحق والوسائل لحل المشكلات التي تواجه البلد بنفسه دون تدخل خارجي من أي نوع.
وقال إن روسيا ترى أن تكرار السيناريو الليبي في سوريا سيكون غير مقبول على الإطلاق، وستعمل ما بوسعها لمنع وقوع ذلك.
وقبل هذا, كان الرئيس الروسي ديمتري مدفيدف قد رفض أي إدانة دولية تستهدف السلطة السورية دون المعارضة التي قال إنه يمكن وصف بعض أعضائها بـ”الإرهابيين”, متحدثا عن شعارات “متطرفة” تُردد خلال المظاهرات.
وكانت روسيا قد تقدمت إلى مجلس الأمن بمشروع قرار ينافس مشروعا غربيا يتضمن عقوبات على نظام الأسد. من جهتها, تبنت أمس كتلة التحالف البوليفاري التي تضم فنزويلا, وكوبا, وبوليفيا, ونيكاراغوا, والإكوادور, وبعض الدول الصغيرة في الكاريبي, موقفا مماثلا للموقف الروسي, محذرة من تكرار السيناريو الليبي في سوريا.
نصائح إيرانية
وفي وقت سابق, حث الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد سوريا, وهي أقرب حليف له, على محاورة المعارضة.
وقال في تصريحات منفصلة إن الإجراءات القمعية ليست الحل, ويجب على الحكومات أن تحترم وتعترف بحقوق مواطنيها في الحرية والعدالة, مبديا استعداد بلاده لاحتضان اجتماع يضم دولا إسلامية تكون قادرة على مساعدة سوريا على حل مشكلاتها.
أميركا تسعى لإدانة سوريا دوليا
تعتزم الولايات المتحدة تسريع العمل لاستصدار إدانة دولية للنظام السوري الذي رفضت روسيا التدخل الخارجي منعا لتكرار السيناريو الليبي، في حين دعت المعارضة السورية موسكو إلى لعب دور أكثر إيجابية في الأزمة السورية.
وأعلنت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند أمس أن واشنطن تريد “تسريع العمل الأسبوع الحالي في الأمم المتحدة حيث تحاول الدول الغربية استصدار إدانة أكثر قوة للنظام السوري”.
وفرضت إدارة باراك أوباما والعديد من حلفائها الأوروبيين، وخصوصا فرنسا وألمانيا، عقوبات على نظام الرئيس بشار الأسد على خلفية القمع الدامي للمظاهرات في سوريا منذ منتصف مارس/آذار الماضي. وتسعى هذه الدول إلى إصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يدين هذا القمع.
رفض روسي
لكن روسيا -العضو الدائم في مجلس الأمن- ترفض منذ أشهر مثل هذه الخطوة، متذرعة بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول. كذلك، ترفض موسكو تنحي الرئيس السوري وتقدمت في الأمم المتحدة بمشروع قرار مضاد لمشروع قرار الأوروبيين والأميركيين.
وقال رئيس لجنة الشؤون الدولية بالمجلس الفدرالي الروسي ميخائيل مارغيلوف للصحفيين، بعد اجتماع عقد في موسكو أمس مع وفد من المعارضة السورية بقيادة رئيس المنظمة الوطنية السورية لحقوق الإنسان عمار القربي، إن الشعب السوري لديه الحق والوسائل لحل المشكلات التي تواجه البلد بنفسه فحسب دون تدخل خارجي من أي نوع، مشددا على أن روسيا تفهم تماما أن تكرار السيناريو الليبي في سوريا سيكون غير مقبول على الإطلاق، وستعمل ما بوسعها لمنع وقوع ذلك.
وأعلن مارغيلوف أن روسيا تريد التباحث مع الطرفين كي تدرك ما يجري حقا في سوريا، مضيفا أن المجلس الفدرالي (المجلس الأعلى في البرلمان الروسي) مستعد في المستقبل القريب لتشكيل وفد من أعضائه وإرساله إلى سوريا بهدف توضيح الوقائع، وكي يشاهد عن كثب ما يجري حقا في هذا البلد.
غير أنه أوضح أنه ينتظر موافقة السلطات السورية على إرسال الوفد، معربا عن الأمل في الحصول عليها أثناء المباحثات التي ستجريها بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري في موسكو، ومن المتوقع أن تصلها الاثنين القادم.
من جهته قال القربي إن المعارضة السورية ترحب بالمساعدة الروسية، وطالب موسكو بلعب دور أكثر إيجابية في تسوية الوضع الداخلي في بلاده.
وشدد على أنه لا يمكن الآن النظر إلى الإصلاحات الجاري تطبيقها في سوريا أو نداءات السلطات لبدء حوار وطني بجدية، موضحا أن المعارضة السورية مستعدة للجلوس إلى طاولة المفاوضات وبدء الحوار الوطني شريطة وقف إراقة الدماء وسحب جميع القوات من المدن السورية، وكذلك محاكمة كل المسؤولين عن أعمال القمع والتنكيل بحق المدنيين.
نصائح نجاد
أما الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد فحث سوريا -أقرب حليف له- على الدخول في محادثات مع المعارضة، وقال في مقابلة مع هيئة الإذاعة والتلفزيون البرتغالية “إن الإجراءات القمعية ليست الحل المناسب أبدا ويجب على الحكومات أن تحترم وتعترف بحقوق مواطنيها في الحرية والعدالة، المشكلات يجب حلها من خلال الحوار”.
وأعلن نجاد استعداد بلاده لاحتضان اجتماع يضم دولا إسلامية تكون قادرة على مساعدة سوريا على حل مشكلاتها، وفق ما ورد على موقع الرئاسة على الإنترنت.
وأفادت الرئاسة أن أحمدي نجاد قال مساء الخميس لدى استقباله صحافيين كويتيين أن على الدول الإسلامية أن تتفق للمساعدة على حل المشكلات في سوريا بعيدا عن أي تأثير خارجي.
نشطاء سوريون: مقتل 12 شخصاً في قصف للجيش على أحياء في حمص
أمين عام الجامعة العربية يزور دمشق
دبي – العربية
أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية عن مقتل 12 شخصاً في قصف على حيي باب السباع وبابا عمرو في حمص، كما أفاد ناشطون سوريون بمواصلة الجيش السوري عملياته العسكرية في مدن مختلفة، حيث سمع إطلاق نار كثيف في بلدة سراقب بمحافظة أدلب أسفر عن مقتل مواطنة، فيما تتمركز حشود عسكرية على أطراف المدينة.
من جانب آخر، ذكر مراسل قناة “العربية” في دمشق أن الرئيس السوري اجتمع بالأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي.
وكان العربي توجه إلى سوريا اليوم السبت في زيارة تتمحور حول المخاوف من حملة القمع الدموية للانتفاضة الشعبية مما أسفر عن مقتل المئات.
وكان من المتوقع أن يسافر العربي إلى دمشق يوم الأربعاء، لكن دبلوماسيين عربا قالوا إن الزيارة تأجلت بناء على طلب سوريا. وذكر مصدر أن الرحلة ستستغرق بضع ساعات.
وتشهد الأزمة السورية حراكا دبلوماسيا نشطا اليوم على أكثر من جبهة، إذ تعقد مستشارة الرئيس السوري، بثينة شعبان، مباحثات في موسكو حول أفكار روسية تتضمن نواة لخريطة طريق للخروج من الازمة الراهنة.
وتتضمن أفكار موسكو، حسبما قال مبعوث الرئيس الروسي ميخائيل مارغيلوف،ارسال فريق روسي لتقصي الحقائق على الارض.
وتسعى الجهود الدبلوماسية العربية والروسية إلى طرح أفكار تعتمد في جزء منها على بدء نوع من الحوار بين دمشق والمعارضة، وهو ما ترفضه دمشق حتى الآن.
بينما تنقسم المعارضة بين رافض للحوار، ومن يشترط له سحب الجيش من الشوارع والإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين.
قائد “الجيش السوري الحر”: مصيرالأسد كالقذافي.. والنظام ساقط بأسرع مما تتوقعون
أعلن عن تشكيل كتيبتين في منطقة ريف دمشق
دبي – العربية.نت
أعلن قائدُ الجيش السوري الحر رياض الأسعد في بيان خاص لـ”العربية” عن تشكيل كتيبةِ أبي عبيدة عامر بن الجراح في ريف دمشق، وكتيبة معاوية بن أبي سفيان في دمشق في إطار جهود لمقاومة قوات الأمن السورية، لوقف قتل المتظاهرين.
وتوعد الرئيس السوري بشار الأسد بأن يَلقى مصير القذافي، مؤكدا “سقوط النظام بأسرع مما تتوقعون”، وأعلن ان الجيش السوري الحر ليست له اهداف سياسية سوى تحريرِ سوريا من نظام الاسد، ودعا المعارضة السورية في الداخل والخارج لتوحيد الصف وحث الشعب السوري الى الاستمرار بالمظاهرات السلمية .
وبشر الشعب السوري بأن قوات الجيش السوري الحر “توجه الضربات ضد عصابات الأمن و(الشبيحة) على كافة الأراضي السورية”.
وكان العقيد رياض موسى الأسعد (50 عاما) من القوات الجوية الفرقة 22 اللواء 14، أعلن انشقاقه عن الجيش في يوليو (تموز) الماضي، وقال إن انشقاقه جاء «بسبب الممارسات القمعية للجيش العربي السوي تجاه المدنيين من الشعب السوري»، وأعلن انضمامه إلى “حركة الضباط الأحرار” التي أطلقها المقدم حسين هرموش في جسر الشغور في يوليو/حزيران الماضي، ولكن بعد نحو من أسبوعين عاد العقيد رياض الأسعد ليعلن تشكيل الجيش السوري الحر، وكتيبة “خالد بن الوليد” التي تقوم بعمليات في المنطقة الوسطى بحسب ما يقوله ناشطون.
وفي بداية أغسطس/ آب الماضي أعلن البيان رقم واحد للجيش السوري الحر.
المتظاهرون السوريون يطالبون بحماية دولية
عمان (رويترز) – قال نشطاء ان القوات السورية قتلت ستة من المحتجين المؤيدين للديمقراطية يوم الجمعة بعد تظاهرات تطالب بمساعدة خارجية واشارت تركيا الى ان صبرها بدأ ينفد من القمع الدموي.
وخرج المحتجون الى الشوارع بالالاف بعد صلاة الجمعة كما يفعلون كل اسبوع منذ ستة اشهر. لكن قبل زيارة الامين العام للجامعة العربية لدمشق يوم السبت قال سكان ونشطاء ان هناك تخفيفا في استخدام الذخيرة الحية من قبل القوات السورية والشرطة العسكرية.
وفي تغيير لخطابهم طالب متظاهرون بحماية دولية لوقف قتل المدنيين فيما اصبح واحدة من اعنف الردود على احتجاج في انتفاضات “الربيع العربي” التي تجتاح الشرق الاوسط وشمال افريقيا.
وصاح محتجون في ضاحية قدسيا في دمشق اين المجتمع الدولي..
ذوفي منطقة الحجر الاسود على الطرف الجنوبي لدمشق حمل المحتجون العلم السوري القديم ذي الالوان الاخضر والابيض والاحمر والذي يعود الى حقبة ما قبل سيطرة حزب البعث الذي ينتمي له الاسد على سوريا قبل نصف قرن.
ورفع المتظاهرون لافتة تطالب بالحماية الدولية ضد عمليات القتل والهجمات ورددوا هتافات تطالب باعدام الرئيس.
ورد الاسد على اضطرابات استلهمت ثورات شعبية عربية أطاحت بثلاثة حكام في شمال افريقيا هذا العام بشن هجمات عسكرية تقول الامم المتحدة انها اسفرت عن مقتل 2200 شخص. وتقول منظمة شعبية سورية ان قوات الامن قتلت 3000 مدني.
ووقعت حالات القتل يوم الجمعة في مدينة حمص على بعد 165 كيلومترا شمالي دمشق وفي دير الزور وفي محافظة أدلب الشمالية الغربية والقريبة من الحدود مع تركيا وهي مناطق شهدت غارات في الاسابيع العديدة الماضية قامت بها قوات تدعمها دبابات ومليشيات موالية للاسد.
وكان عدد القتلى اقل من ايام الجمع العديدة السابقة.
وقال نشط في مدينة حماة التي شهدت اعنف هجمات عسكرية ان النظام خفف على ما يبدو هجماته قليلا يوم الجمعة بعدما سمع كلمات تركيا ولكي يبدو افضل قبيل زيارة الجامعة العربية.
واضاف النشط الذي طلب عدم ذكر اسمه خوفا من الاعتقال ان هذا للاستهلاك العام وانهم يرون تزايد حالات اغتيال زعماء الشوارع والاعتقالات والتعذيب والموت في السجن.
ولم تعلق السلطات السورية على الاعتقالات او التعذيب المحتمل لكن قالت في الماضي ان اي اعتقالات تتم تتطابق مع الدستور.
وقالت الجامعة العربية ان امينها العام نبيل العربي سيزور سوريا يوم السبت وسيجتمع وزراء الخارجية العرب هذاالاسبوع للابلاغ عن قلقهم. وطالبت الدول العربية تتزعهما السعودية الاسد بوقف العنف.
وأشارت تركيا جارة سوريا القوية الى ان صبرها بدأ ينفد مع عدم احراز تقدم في اقناع الاسد بوقف الحملات العسكرية.
وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في مقابلة مع قناة الجزيرة يوم الخميس موجها حديثه الى الرئيس السوري “السيد الاسد كيف تقول انك تقتل الارهابيين بينما انت في الواقع تقصف اللاذقية من البحر وتصيب أهدافا مدنية.”
وأضاف “نحن نتحرك بصبر الان. لكن بعد التشاور سنعطي كلمتنا النهائية التي تشير الى مخرج من النفق لاننا لم نكن نحن من وضعنا الاسد على هذا الطريق المسدود. لقد كان هو ومن حوله هم الذين ادخلوه الى هذا الطريق المسدود.”
وفرضت الدول الغربية عقوبات اقتصادية محدودة على سوريا لكنها لم تبحث بجدية التدخل المباشر على غرار حملة حلف شمال الاطلسي الجوية في ليبيا والتي ساعدت في الاطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي.
ورفع المتظاهرون في ادلب لافتة جاء فيها ان الشعب السوري يطالب بالحماية الدولية للمدنيين.
ويوم الخميس اصدرت المعارضة السورية اول طلب مباشر للتدخل الخارجي. وناشدت اللجنةالعامة للثورة السورية وهي كتلة نشطاء مظلية بارسال مراقبين في مجال حقوق الانسان.
واعتقلت القوات السورية عشرات الاشخاص خلال مداهمات من منزل الى منزل في حمص يوم الخميس بعد عمليات عسكرية قتلت ما لا يقل عن 27 مدنيا يوم الاربعاء. وتحدث ناشطون وسكان ايضا عن حدوث المزيد من الانشقاقات بين جنود الجيش السوري.
وقالت منظمة هيومان رايتس ووتش المعنية بحقوق الانسان ان قوات الامن “أخرجت بالقوة 18 مصابا” من مستشفى في حمص يوم الاربعاء ومنعت ايضا الطواقم الطبية من الوصول الى المصابين.
وقال دبلوماسيون بالاتحاد الاوروبي يوم الجمعة ان الاتحاد الذي فرض حظرا على واردات النفط السورية يقترب من حظر الاستثمار في صناعة النفط. وسوريا منتج صغير للنفط لكن جميع صادراتها تقريبا العام الماضي اشترها اوروبا ولشركات نفط اوروبية استثمارات هناك.
ولكن ليس هناك اي اشارة في الغرب على وجود رغبة للعمل العسكري على غرار ما حدث في ليبيا. وتعداد سكان سوريا يبلغ ثلاثة اضعاف تعداد ليبيا وخلافا لليبيا المعزولة فهي محاطة بجيران على خطوط الصدع في صراعات الشرق الاوسط.
واقامت سوريا تحالفا اقليميا قويا مع ايران ولكن في بادرة غير معتادة على عدم الارتياح حث الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد الاسد على الدخول في محادثات مع المعارضة قائلا ان الاجراءات القمعية “ليست الحل المناسب ابدا”.
وسحقت ايران احتجاجات حاشدة مناهضة للحكومة في عام 2009 بعد الانتخابات التي فاز فيها أحمدي نجاد بفترة ولاية ثانية.
وشن الجيش السوري الشهر الماضي حملات على مدن منها حلب ودير الزور واللاذقية. وتقول السلطات انها تحارب مؤامرة اجنبية لتقسيم سوريا وتلقي باللائمة على “جماعات متشددة مسلحة” في اراقة الدماء وتقول ان 500 شرطي وجندي من الجيش قتلوا.
قال نشطاء محليون انه في محافظة ادلب قرب الحدود مع تركيا قتل الجيش ما لا يقل عن ثلاثة منشقين من افراده اثناء غارة على منطقة جبل الزاوية لملاحقة الفارين من الجيش. واشار نشطاء الى وقوع عملية مماثلة في القصير بالقرب من الحدود اللبنانية ضد منشقين يوم الجمعة.
وينتمي الاسد والنخبة الحاكمة واغلب ضباط الجيش الى الاقلية العلوية المنبثقة عن المذهب الشيعي. وتنتمي اغلبية السوريين بما فيهم اغلب الجنود العاديين في الجيش الى السنة.
واشارت روسيا التي اعاقت اجراء للامم المتحدة للوم سوريا الى انها مستعدة لبحث قرار محتمل من مجلس الامن الدولي لكنها ستدعم الوثيقة فقط اذا ما استهدفت المعارضة بالاضافة الى السلطات باللوم.
والتقت شخصيات من المعارضة السورية مع مسؤولين في موسكو يوم الجمعة وحثوا روسيا على القيام بالمزيد لدعم المحتجين.
وقال عمار القربي رئيس وفد المعارضة السورية “الموقف غير المفهوم والمتناقض للقيادة الروسية بشأن ما يحدث في سوريا قد يضر بصورة روسيا في المستقبل.”
من خالد يعقوب عويس
أمين عام الجامعة العربية يصل الى سوريا لاجراء محادثات مع الاسد
بيروت (رويترز) – وصل الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي الى سوريا يوم السبت لاجراء محادثات مع الرئيس بشار الاسد والتي من المتوقع ان ينقل خلالها القلق ازاء حملة القمع الدموية للاحتجاجات التي قتل فيها اكثر من الفي شخص.
واوردت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية المصرية نبأ وصول العربي الى سوريا وقالت انه سيعقد اجتماعات مغلقة مع الاسد ووزير خارجيته وليد المعلم.
ويرد الاسد على احتجاجات الشوارع المستمرة منذ نحو ستة اشهر بموجة من القمع والتي تقول الامم المتحدة انها اودت بحياة 2200 شخص.
وتنحي السلطات في دمشق باللائمة في أعمال العنف على مجموعات مسلحة وتقول ان 500 من قوات الجيش والشرطة قتلوا منذ اندلاع الاضطرابات في مدينة درعا في منتصف مارس اذار.
وفرضت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي عقوبات على سوريا ويزداد انتقاد قوى اقليمية للاسد لكن لم تقترح اي دولة تدخلا مثل الذي قام به حلف شمال الاطلسي في ليبيا واسقط العقيد معمر القذافي.
وكان من المتوقع أن يسافر العربي الى دمشق يوم الاربعاء لكن دبلوماسيين عربا قالوا ان الزيارة تأجلت بناء على طلب سوريا.