أحداث السبت، 11 آب 2012
في إدلب القرى محررة والطرق للنظام وقناصة الجيش لم يُغادروا مهاجعهم
سراقب (شمال سورية) – حازم الأمين
حواجز «الجيش السوري الحر» في قرى ريف ادلب كانت خالية عندما عبرنا من بلدة أطما على الحدود مع تركيا الى بلدة بنش. أكثر من سبع قرى عبرناها من دون ان نعثر على مقاتل واحد من هذا الجيش. قال مُصطحبنا السوري ان الحواجز تعمل في الليل. استغرقت الرحلة نحو ساعتين، ذاك أننا سلكنا طرقاً زراعية، وأخرى داخلية متجنبين سلوك الطرق الرئيسة التي غالباً ما تسلكها قوافل الجيش النظامي المتوجهة الى مدينة حلب للمشاركة في القتال هناك، ثم ان لجيش النظام قواعد على هذه الطرق يسميها السكان «مستعمرات»، وهي قواعد استحدثت بعد الثورة وفي أعقاب جلاء الجيش عن القرى والبلدات في ريف ادلب.
القرى يقول الأهالي انها محررة، والطرق التي تصل بينها مقطعة إما بحواجز الجيش أو برصاص قناصة متمركزين على أبراج في قواعدهم المستحدثة. على بعد نحو ثلاثة كيلومترات من بلدة بنش يقع مطار عسكري تُقلع منه المروحيات المتوجهة الى حلب، بينما البلدة تحت السيطرة الكاملة للجيش الحر. ثم ان مدينة سراقب المحررة أيضاً لا تبعد عن المطار نفسه أكثر من 4 كيلومترات، وعلى رغم ذلك فإن المقاتلين ترددوا في مهاجمة المطار، تجنباً لمواجهة عسكرية يقولون ان أسلحتهم لا تلبيهم في خوضها.
السكان بكل شرائحهم الإجتماعية والجنسية والعمرية منخرطون في أعمال الثورة، العسكرية منها والمدنية. الإنطباع الأول هو ان لا مستقبل للنظام السوري، وانه زائل لا محالة… وما بدأه السكان فعل من نوع لا يمكن الرجوع عنه. لكن وعلى رغم هذه الحقيقة الناصعة، ثمة هدنة وصمت في قلب هذه الحرب. وحدات الجيش السوري تعبر الطريق المحاذي لقرى ريف أدلب متوجهة الى حلب، ومقاتلو «الجيش الحر» يعبرون الطرق الداخلية متوجهين أيضاً الى المدينة. أحياناً يستهدف الثوار قوافل الجيش بعبوات ناسفة حولت الدبابات الروسية قطعاً معدنية محترقة وخائرة على جوانب الطرق، واحياناً تقصف المروحيات القرى، لكن كل هذا يجري من دون ضجيج حرب طاحنة كتلك التي تشهدها حلب.
يفصل هنا بين القذيفة والقذيفة صمت يطول، ولا يصاحب اطلاق الرصاص هلع وذعر. الجيش يُطلق الرصاص والقذائف مدركاً انه يقتل أناساً كانوا الى الأمس القريب ناسه، والسكان يتعقبون قوافل الجيش الذين خدموا جميعهم في وحداته. من المرجح ان ذلك ما يتسبب في جدار الصمت المضروب حول هذه الحرب.
ثمة حرب بين الجيش وبين السكان. كل السكان من دون استثناء. لكن القرى ما زالت تتزود الكهرباء من محطات النظام. القرى التي طردت المتعاونين معه من أهله، وتنظيمات حزب البعث فيها والتي أعلنت نفسها قرى وبلدات ومدن حرة، ينعم أهلها بكهرباء النظام على نحو يفوق ما ينعم فيه سكان بيروت بكهرباء نظامهم، وسكان بغداد أيضاً.
القرى الصامتة، ولكن الثائرة في ريف ادلب، علقت جميعها لافتات على مداخلها أعلنت فيها أنها حرة، وهي فعلت ذلك مستعجلة الحرية قبل ان تبلغها، ذاك ان مواقع الجيش النظامي القريبة ما زالت تنغص حريتها. حول بلدة بنش مثلاً ثلاثة مواقع للجيش النظامي. أما مدينة سراقب التي وصلنا اليها ليلاً سالكين جزءاً من اوتوستراد حلب – دمشق المقفر، فالقناص الجالس على برج الإذاعة فيها يُطلق كل عشر دقائق صلية من بندقيته غليظة الصوت فيصيب الناس في نومهم والليل في صمته، الى ان أنشدت له طفلة أغنية فيها قدر من التضرع، تقول: «يا قناص الإذاعة تركنا ننام شي ساعة».
نعم، الحرب بين السكان والجيش في ريف ادلب أمر غير معهود في انماط الحروب التي شهدتها المنطقة. ليست حرباً بين جيشين، كما أنها ليست حرباً أهلية، فهي بين سكان وبين جيش نظامي… الناس هنا يعرفون الوحدات والقطع العسكرية معرفتهم بدوائر النفوس وادارات الدولة المختلفة. انه جيشهم الذي قتل من كل قرية العشرات من أهلها. من بنش قُتل 45، ومن سراقب قتل نحو مئتين ومن أفس قُتل لمجرد تظاهرة صغيرة نحو ثلاثين.
لا جبهات قتال هنا، لكن قصفاً دائماً على القرى وعلى البلدات الكبرى يجعل صمتها حرباً. فالقرى جميعها محررة على ما يقول السكان، اما الطرق فهي للجيش النظامي، ثم ان هذا الأخير لم يُخل مواقعه القديمة، لا بل قام بتوسيع مراكزه، لكنه أحجم عن الدخول الى التجمعات السكانية.
انها الحرية المطلقة، لكن المقيدة بالكثير من القناصة، وباحتمالات القصف والموت. فقبل ثلاثة أيام قُصفت سراقب، وأُصيبت عائلة بأكملها، جرى ذلك من دون الضجيج الذي يرافق الموت، والدليل أننا في الليلة التي وصلنا فيها الى المدينة، بتنا ليلتنا بالقرب من منزل تلك العائلة. شعرنا في تلك الليلة ان الجيش الحر خائف قليلاً.
حرب شوارع في حلب وقوات النظام تصد هجوماً استهدف المطار الدولي
دمشق – «الحياة»، رويترز، أ ب، أ ف ب
لا تزال مدينة حلب تشهد معارك كثيفة وحرب شوارع بين قوات النظام ومجموعات من «الجيش السوري الحر» وميليشيات محلية في وقت شهد مطار حلب الدولي هجوماً قالت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» إن القوات النظامية صدته و «قتلت معظم المهاجمين» في وقت أدى قصف على مخبز في طريق الباب شرق حلب إلى سقوط نحو عشرة قتلى، بينهم ثلاثة أطفال على الأقل، وأصيب عشرون شخصاً بجروح. وشهدت المدن السورية والريف أمس تظاهرات حاشدة دُعيت «جمعة سلحونا بمضادات الطائرات» تصدى لها الشبيحة والقوات النظامية.
وتوعد مقاتلو المعارضة في حلب بشن هجوم مضاد بعدما خسروا أرضاً في وقت سابق بينما فر السكان في سيارات خلال فترة هدوء نسبي في القتال صباحاً في حين ذكر المجلس الوطني السوري أن قوات السلطة قصفت قلعة حلب التاريخية.
وكانت القوات السورية أخرجت مقاتلي المعارضة من حي صلاح الدين الخميس في محاولة لاستعادة زمام سيطرتها على أكبر مدينة سورية وأهم مركز تجاري في البلاد. وتمثل حلب ساحة حرب حاسمة. وقالت الأمم المتحدة إن الصراع الناشب في البلاد لن يخرج منه طرف منتصر.
وقال أبو جميل أحد قادة المعارضة: «لدي نحو 60 رجلاً يرابطون على نقاط استراتيجية على خط الجبهة ونحن نعد العدة لهجوم جديد، إن نيران القناصة في حي صلاح الدين حالت دون أن نستعيد جثة رفيق قتل قبل يومين».
وشاهد مراسلون لوكالة «رويترز» السكان وهم يتدفقون فارين من حلب منتهزين فترة هدوء في القتال ليحزموا حاجياتهم على عربات فيما كانت طائرتان حربيتان على الأقل تحومان في أجواء المنطقة.
ودوت أصوات القصف العشوائي داخل حي صلاح الدين الذي يسيطر على مداخل حلب الجنوبية بينما سمع أزيز طائرة من دون طيار فوق المنطقة مباشرة.
وانسل بعض السكان عائدين إلى الحي المدمر في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من متعلقاتهم على رغم قناصة الجيش الذين كانوا يتربصون بالمنطقة. وأصيب مدنيان بالنيران في شوارع قريبة، أحدهم في مؤخرته على ما يبدو وقام مقاتلو المعارضة بسحبه بعيداً وعالجه مسعفون قبل نقله إلى عيادة ميدانية. وأصيب آخر في الظهر والساعد فيما كان الدم يتدفق من كم سترته الصفراء وهو يتلوى ألماً فيما هرول رجال الإنقاذ ليضعوه في مركبة.
وركز النظام هجومه العسكري المضاد على المدينتين الرئيسيتين (دمشق وحلب) وأعاد تأكيد سيطرته على معظم دمشق قبل أن ينتقل القتل إلى العاصمة التجارية بشمال البلاد. وتستخدم القوات النظامية المدفعية الثقيلة والقوات الجوية لإسكات مناطق ينشط بها مقاتلو المعارضة. وشاهد مراسلون لـ «رويترز» في تل رفعت، على بعد 35 كيلومتراً شمال حلب، طائرة تابعة للقوات الجوية السورية تحلق على ارتفاع منخفض وتطلق الصواريخ ما دفع القرويين إلى الفرار مذعورين.
وتتعرض حلب لقصف مدفعي منذ أيام وقال قائد ميداني للمعارضة طلب عدم نشر اسمه إن 250 شخصاً قتلوا في صلاح الدين في الأيام الثلاثة الماضية معظمهم نتيجة للقصف والهجمات الجوية.
إلا أنه لم تظهر مؤشرات حتى الآن على تقدم لقوات المشاة وهو ما يحتاجه الأسد لاستعادة سيطرته الكاملة على حلب.
وأفادت وكالة «فرانس برس» عن مقتل شاب جامعي وجرح ثلاثة آخرين برصاص الأمن خلال تفريق تظاهرة في حلب الجديدة التي يسيطر عليها النظام، في يوم شهد تظاهرات في مختلف أنحاء سورية في «جمعة سلحونا بمضادات الطائرات»، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ولفت المرصد إلى أنه في مدينة حلب «استشهد شاب متأثراً بجروح أصيب بها اثر إطلاق الرصاص لتفريق تظاهرة في حي حلب الجديدة»، لافتاً إلى أن ثلاثة متظاهرين آخرين أصيبوا بجروح اثر تفريق التظاهرة ذاتها.
وأضاف المرصد أن حيي السبيل والفرقان في حلب شهدا خروج تظاهرات اليوم، بينما سجلت في ريف حلب تظاهرات نصرة للمدينة في كل من عفرين والأتارب وباتبو وابين.
وقال الناشط حسين لـ «فرانس برس» عبر «سكايب» من حي السكري إن التظاهرات خرجت على رغم المعارك والقصف، لكنه لفت إلى أن التظاهرات «في حلب صارت أقل عدداً بسبب العنف».
وفي دمشق، خرجت تظاهرات عدة بعد صلاة الجمعة في برزة طالبت بإسقاط النظام، بينما شهد ريف العاصمة تظاهرات مناهضة للنظام في دوما وحرستا وبلدات أخرى.
وفي محافظة درعا جنوباً، لفت المرصد إلى تظاهرات حاشدة في «قرى وبلدات محافظة درعا»، موضحاً أن القوات النظامية انتشرت «بشكل كثيف في بعض الأحياء وطوقت المساجد ونفذت حملات اعتقال ومداهمات لمنع خروج التظاهرات».
وأظهر شريط فيديو بثه ناشطون على الإنترنت عشرات المتظاهرين في نصيب بدرعا وهم يحملون «أعلام الثورة» يهتفون «ثورة سورية، إسلام ومسيحية»، فيما أظهر شريط فيديو آخر من خربة غزالة العشرات يهتفون دعماً لمدينة حلب.
وفي حماة خرجت تظاهرات عدة في أحياء البياض والحميدية بمدينة حماة فيما شهدت أحياء أخرى انتشاراً أمنياً كثيفاً، بحسب المرصد الذي أشار إلى انفجار عبوة ناسفة في حي النصر.
وفي ريف حماة خرجت تظاهرات في بلدات خطاب وحمادي عمر وكفرزيتا، فيما تعرضت قرى جبل شحشبو لقصف من قبل القوات النظامية.
وقال «المجلس الوطني السوري» في بيان إن قلعة حلب، التي تعد من أهم الآثار المعمارية العسكرية الإسلامية في القرون الوسطى، أصيبت بقذيفة أطلقها الجيش السوري.
وقال البيان الذي أرفق بصور، إن القلعة «أصيبت بقذيفة مدفع وهو من الأسلحة التي لا يملكها في سورية عموماً وفي مدينة حلب على وجه التحديد إلا الفرق التي لا تزال تابعة للنظام السوري».
وأضاف إن «الطريقة التي سقطت فيها القذيفة على المدخل الرئيسي للقلعة بالضبط حيث كسرت اللوحة الرخامية التي تحمل اسم القلعة، ترجح استهداف النظام السوري المجرم لهذا الأثر ذي الأهمية والقيمة التاريخية الفائقة».
وعبر المجلس الوطني عن «بالغ غضبه من هذا العدوان على ذاكرة وتاريخ الشعب السوري والإنسانية جمعاء»، مطالباً منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) «بالتدخل العاجل والفاعل لحماية هذا الأثر الذي صنف تراثاً عالمياً محمياً».
الأخضر الإبراهيمي.. رجل المهمات الصعبة
نيويورك- أف ب – بات اسم الاخضر الابراهيمي والمهمات الأممية الشائكة في العالم متلازمين، مع اختيار المنظمة الدولية وزير الخارجية الجزائري الأسبق لخلافة كوفي أنان كمبعوث الى سورية.
ويوصف الدبلوماسي الجزائري صاحب الباع الطويل في المهمات المعقدة من لبنان وهايتي وجنوب افريقيا وصولا الى افغانستان والعراق، شخصا حازما يعرف ماذا يريد.
ويعد اختيار الابراهيمي لخلافة انان في سورية، مهمة اضافية شديدة التعقيد للديبلوماسي المخضرم البالغ من العمر 78 عاماً والذي يعود الى الساحة الدولية كلما ساد الإعتقاد أنه تقاعد.
واستقال انان من مهمته كمبعوث للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سورية، منتقدا عدم تمتع مهمته بدعم دولي كاف.
وبدأ الابراهيمي عمله رسمياً مع الأمم المتحدة عام 1993 مع تعيينه ممثلاً خاصاً الى جنوب افريقيا (حتى حزيران(يونيو) 1994) مسؤولا عن بعثة المراقبين التي اشرفت على أول انتخابات ديموقراطية بعد القضاء على نظام التمييز العنصري والتي افضت الى تولي نلسون مانديلا الحكم.
وبعد جنوب افريقيا اختير الابراهيمي مبعوثاً خاصا الى هايتي (1994-1996).
كما تولى مهمات خاصة حملته الى جمهورية الكونغو الديموقراطية (زائير سابقاً) واليمن وليبيريا ونيجيريا والسودان.
خبر الابراهيمي افغانستان على مرحلتين، الاولى بين تموز/يوليو 1997 وتشرين الاول/اكتوبر 1999 حين كان مبعوثا خاصا للامين العام للامم المتحدة. اما المرحلة الثانية الاكثر تعقيدا فتلت اجتياح البلاد بعد احداث 11 ايلول(سبتمبر) 2001 وسقوط نظام حركة طالبان الإسلامية.
وتمتع الابراهيمي بين تشرين الاول(أكتوبر) 2001 وكانون الأول(ديسمبر) 2004 بسلطة تامة على الجهود السياسية والانسانية وإعادة الإعمار التي قامت بها الأمم المتحدة في هذا البلد.
وخلال الإجتماعات التي عقدها مجلس الأمن حول أفغانستان، شرح الإبراهيمي وبشكل حازم، محدودية تحرك الأمم المتحدة.
وبين مهمتيه الأفغانيتين، أوكلت الى الإبراهيمي مراجعة عمليات حفظ السلام في العالم انطلاقاً من كونه مساعد الأمين العام للمهمات الخاصة.
وترأس الديبلوماسي الجزائري لجنة مستقلة أعدت عام 2000 “تقرير الابراهيمي” الذي فند نقاط ضعف نظام حفظ السلام في العالم ورفع توصيات لتطويره على المستويات السياسية والعملية والتنظيمية.
وبعد تعيينه مطلع 2004 مستشاراً خاصاً للأمين العام للأمم المتحدة مكلفاً خصوصاً تفادي النزاعات والعمل على حلها، اختير مبعوثاً خاصاً لأنان الى العراق في الفترة الإنتقالية التي تلت اجتياح عام 2003.
ونسب اليه خلال مهمته العراقية انتقاده التعامل الاميركي مع مرحلة ما بعد الرئيس السابق صدام حسين، ولا سيما ما عرف بقانون “اجتثاث البعث”.
أما المهمة الأحدث التي أوكلتها اليه الأمم المتحدة فكانت رئاسة فريق للخبراء عام 2008، كلف اصدار توصيات لتحسين أمن موظفي المنظمة الدولية في العالم.
وتعود إتصالات الإبراهيمي مع الأمم المتحدة الى فترة ما بين العامين 1956 و1961 عندما كان مقيماً في جاكرتا كممثل لجبهة التحرير الوطني الجزائرية في جنوب شرق آسيا.
وشغل الإبراهيمي منصب وزير الخارجية في بلاده بين العامين 1991 و1993.
وبين العامين 1984 و1991، كان الأمين العام المساعد للجامعة العربية، وهو الدور الذي حمله بين 1989 و1991 الى لبنان كمبعوث خاص للجنة الثلاثية التي سعت الى وضع حد للحرب الأهلية.
كما كان سفير بلاده لدى القاهرة والخرطوم بين عامي 1963 و1970 ولدى بريطانيا بين عامي 1971 و1979، وسفيراً دائما في جامعة الدول العربية بين العامين 1963 و1970.
وعمل الإبراهيمي مستشاراً ديبلوماسياً للرئيس الجزائري الأسبق الشاذلي بن جديد بين عامي 1982 و1984.
ويتقن الابراهيمي العربية والفرنسية والانكليزية ويعيش في باريس عندما لا يكون في جولة لحساب الأمم المتحدة.
وهو متزوج واب لثلاثة أولاد، بينهم ريم زوجة الأمير علي بن الحسين الأخ غير الشقيق للعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.
أزمة سورية تنعكس «مواجهة عسكرية» بين بغداد وأربيل
كردستان – رويترز
قرب سارية علم كردستان بألوانه الأخضر والأبيض والأحمر، تراقب قوات البشمركة الكردية من وراء حواجز ترابية بُنيت على عجل، جنودَ الجيش الوطني العراقي الذين تحصنوا على بعد اقل من كيلومتر واحد على جزء مهجور من الطريق. ولوهلة اقترب الوضع الاسبوع الماضي من مواجهة في أوضح مظاهر الخلاف المتزايد بين بغداد ومنطقة كردستان شبه المستقلة في شمال العراق.
وتفاقمت الخلافات بشأن عائدات النفط الآن بسبب تضارب وجهات النظر المتعلقة بحركة المعارضة السورية المسلحة والخلافات الإقليمية التي تطرح تساؤلات في شأن وحدة العراق. وعلى مدى بضعة ايام في الاسبوع الماضي، دفع مسؤولو بغداد ومسؤولون أكراد كل على حدة، بقواته الى الحدود السورية بهدف تأمينها من الاضطرابات في الدولة المجاورة، لكن ذلك وضع جنوداً عراقيين من العرب والأكراد وجهاً لوجه على امتداد الحدود الداخلية المتنازع عليها.
وتدخلت واشنطن وتم تجنب اشتباك محتمل. لكن المواجهة فتحت جبهة جديدة في العلاقات الهشة بين بغداد والأكراد في اطار مسعاهم للحصول على مزيد من الحكم الذاتي من الحكومة المركزية.
وقال اسماعيل مراد قاضي وهو من البشمركة وكان جالسا تحت سقيفة من القش للاحتماء من الشمس وقد وجه رشاشه صوب ابناء بلده الذين يحرسون موقع الجيش العراقي وليس نحو الحدود الخارجية: «لا نريد أن نقاتل، كلنا عراقيون لكن اذا اندلعت الحرب فنحن لا نهرب».
وتظهر خنادق وخيم الجيش العراقي وراء جزء خال من طريق أصبح ارضاً محايدة بحكم الأمر الواقع في هذا الخط الأمامي الصغير. على مقربة تثير سيارات محلية الغبار فيما تحاول سلوك طرق جانبية لتفادي الموقعين.
خلف البشمركة بطارية مدفعية هاوتزر من عيار 122 مللي توجه فوهاتها صوب الخط العراقي. إنها جزء من تعزيزات تسلحية ثقيلة أرسلتها كردستان والعراق الى المنطقة المتنازع عليها على بعد كيلومتر من الحدود السورية.
والمنطقة الحدودية هي دائما نقطة ساخنة محتملة وتصاعد التوتر بين بغداد وكردستان عقب انسحاب القوات الاميركية في كانون الاول (ديسمبر) الذي أزال عازلاً بين الحكومة المركزية التي يهيمن عليها العرب والأكراد الذين يديرون منطقتهم شبه المستقلة منذ عام 1991. وحدثت مواجهات بين وحدات الجيش الوطني العراقي والبشمركة من قبل لتنسحب قبل اندلاع اشتباكات مباشرة، اذ اختبر كل جانب أعصاب الطرف الآخر من دون اي رغبة في المواجهة.
وازدادت الخلافات بين رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ورئيس كردستان مسعود بارزاني حدة منذ الانسحاب الاميركي. ومن أبرز نقاط الخلاف الاراضي المتنازع عليها التي يزعم كل من العرب والأكراد أحقيتهم بها واحتياطات خام النفط التي تستقطب الآن عمالقة الصناعة مثل «أكسون» و «شيفرون» الى كردستان ما يزعج بغداد التي تقول إنها تملك حقوق التنمية النفطية.
وعلى رغم أن منطقة كردستان شبه مستقلة، فإنها لا تزال تعتمد على بغداد في حصتها من عائدات النفط الوطنية.
وتزداد كردستان تقارباً مع تركيا المجاورة، اذ تتحدث عن سبل لتصدير نفطها من دون الاعتماد على بغداد. وتتهم حكومة المالكي كردستان بمخالفة القانون بتوقيع صفقات مع كبريات شركات النفط.
وأدت حركة المعارضة المسلحة ضد الرئيس السوري بشار الاسد الى ارتفاع هوة الخلاف بين بغداد واربيل، اللتين وجدتا نفسيهما على طرفي النقيض في صراع إقليمي. ويقاوم العراق وايران حليفة سوريا الدعوات الى رحيل الأسد. وتجري كردستان محادثات مع المعارضة الكردية في سورية وتزداد تقارباً مع تركيا التي ترعى خصوم الاسد.
وقال جوست هيلترمان من «المجموعة الدولية لمعالجة الازمات»، «الى جانب البعد المحلي هناك بعد سوري… وبالتالي تصبح للسيطرة على الحدود وما يمر منها أهمية كبيرة».
كانت هذه الخصومات واضحة حين بدأت القوات العراقية الانتشار على الحدود السورية للمساعدة في السيطرة على اللاجئين وتداعيات الأزمة ورفض جنود البشمركة إعطاءها الإذن بالدخول الى ما اعتبروه جزءاً كردياً من المناطق المتنازع عليها. وقالت مصادر حكومية كردية إنه بعد دعوات من واشنطن وافق الجانبان الاحد على التعاون تفادياً لاشتعال الموقف وسحب القوات متى تنتهي الأزمة السورية.
لم تكن هذه المرة الاولى التي يتدخل فيها مسؤولون أميركيون في الخلافات السياسية العراقية.
وفي العام الماضي أرسل البشمركة عشرة آلاف مقاتل الى مدينة كركوك النفطية المتنازع عليها رسمياً لحماية المواطنين هناك. وأدى وجودهم الى بذل الولايات المتحدة جهوداً كبيرة لتهدئة التوتر. ولم تسحب قوات البشمركة مقاتليها الا بعد شهر، وقال محللون إن الخطوة جزئياً كانت اختباراً كردياً لعزيمة المالكي متى ترحل القوات الاميركية.
ويقول مسؤولون اكراد إن قوات البشمركة سيطرت على المنطقة القريبة من الحدود السورية في اجزاء متنازع عليها من محافظة نينوى لفترة طويلة ولا ترى حاجة لانتشار الجيش العراقي. وتعمل شرطة الحدود الوطنية العراقية هناك بالفعل. ويرى بعض المسؤولين الأكراد أن الانتشار العسكري لبغداد على الحدود يأتي في إطار محاولات للسيطرة على اراض.
وقال جبار ياور قائد قوات البشمركة: «هذه القوة جاءت من دون تنسيق او اتفاق وبالتالي قررت قوات البشمركة منعها».
وردت بغداد بأنه يجب أن يكون الجيش العراقي مسؤولاً عن حدود البلاد، خصوصاً في ظل الاضطرابات في سورية، واتهمت السلطات الكردية بإعاقة الجيش. وتم نشر القوات بمجرد أن أعلنت كردستان عقد صفقات نفطية مع شركتي «توتال» الفرنسية و «غازبروم» الروسية، وهما أحدث شركتين كبيرتين تتجاهلان تحذيرات بغداد من احتمال خسارة العقود مع الحكومة المركزية اذا وافقتا على تطوير حقول كردية.
وقال ديبلوماسي: «القضية الاكبر هي أن هذا يكشف مدى صعوبة العلاقات بين الجانبين… الوضع في سورية أثار خلافات موجودة منذ فترة طويلة».
وفي تحرك لإبداء حسن النية، قالت كردستان الثلثاء إنها استأنفت تصدير 100 الف برميل نفط يومياً في محاولة لإنهاء خلاف على السداد مع الحكومة المركزية بعد أن اوقفت الشحنات في ابريل نيسان. وبالنسبة الى بغداد، تعتبر المسألة السورية حساسة. ويخشى زعماء العراق الشيعة من أن يؤدي إنهيار فوضوي لسورية الى صعود نظام سني، وان يؤدي ذلك الى إثارة المحافظات العراقية السنية على الحدود التي تشعر بأن المالكي يهمشها.
على النقيض، استضافت حكومة البارزاني نشطاء من المعارضين الاكراد السوريين وحضتهم على توحيد صفوفهم لتشكيل جبهة للإعداد لأي نظام بعد الاسد.
ولا يخجل المسؤولون الاكراد من الاعتراف بأن لديهم هدفاً بعيد المدى هو إقامة دولة كردستان المستقلة، وهم يرون فرصة ليحصل اكراد سورية على قدر من الحكم الذاتي بعد سنوات من القمع.
وتنجر تركيا القوة الإقليمية الى النزاع بشكل متزايد، فتشجع كردستان العراق لكنها في الوقت نفسه تخشى بشدة إذكاء نزعة انفصالية كردية اوسع نطاقاً في جنوبها الشرقي.
وتريد أنقرة من كردستان أن تساعد في ضمان ألا تصبح المناطق الكردية من سورية ملاذاً لمتمردي حزب العمال الكردستاني الذين يقاتلون حكومة أنقرة للحصول على مزيد من الحكم الذاتي في جنوب شرق تركيا. وتدهورت العلاقات بين انقرة وبغداد بشدة.
وزار وزير خارجية تركيا أحمد داود اوغلو كركوك الاسبوع الماضي، ما دفع بغداد الى اتهام انقرة بالتدخل. والسيطرة على كركوك محل نزاع بين العرب والاكراد في العراق. وتبادل مسؤولون اتراك وعراقيون تصريحات شديدة اللهجة علناً.
ولم تغب المنافسة السياسية بين بغداد واربيل عن جبهتهما الجديدة في شمال العراق، حيث تعزز قوات البشمركة خنادقها وتجري تدريبات وتنتظر انتهاء الأزمة.
150 ألف لاجئ سوري مستقبلهم مجهول و15 مليون رُحلوا في الداخل
جنيف – رويترز
أعلنت الأمم المتحدة امس أن أعداداً متزايدة من المدنيين السوريين تفر من القتال، لاسيما في حلب، ما رفع إجمالي حجم اللاجئين المسجلين في اربع دول مجاورة منذ بدء الصراع إلى 150 ألفاً تقريباً.
وقالت المنظمة الدولية إن الإجمالي يضم 50227 لاجئاً في تركيا حيث وصل أكثر من ستة آلاف لاجئ هذا الأسبوع وحده.
وقال ادريان إدواردز المتحدث باسم مفوض الأمم المتحدة السامي للاجئين في بيان صحافي «طرأت بالقطع في الأسبوع الماضي زيادة حادة في أعداد القادمين إلى تركيا وهناك كثيرون يأتون من حلب والقرى المجاورة».
وأضاف «والآن إذا نظرت إلى المناطق الأخرى اعتقد أن الوضع ينطوي على زيادة مطردة ومستمرة لكن حيث يقع القتال نرى التداعيات».
ودفعت القوات السورية قوات المعارضة إلى الانسحاب من منطقة استراتيجية في حلب إلا أن المناوشات استمرت وقالت الأمم المتحدة إنه لن يخرج أي منتصر من الصراع الذي يجتاح سورية.
وقالت مفوضية الأمم المتحدة العليا للاجئين ومقرها جنيف إنه بدءاً من ليل الخميس تم تسجيل 45869 لاجئاً سورياً في الأردن و36841 لاجئاً في لبنان و13587 لاجئاً في العراق الذي شهد أيضاً عودة 23228 عراقياً من سورية منذ 18 تموز (يوليو) الماضي.
وقال إدواردز «في دول عدة نعلم بوجود أعداد لا بأس بها من اللاجئين لم يتم تسجيلها».
وأضاف أن بعض اللاجئين السوريين توجهوا إلى دول أخرى منها الجزائر ومصر والمغرب ومنطقة إيفروس اليونانية المتاخمة لتركيا وإن هذه الأعداد محدودة للغاية إذا ما قورنت بعدد اللاجئين السوريين الفارين إلى دول مجاورة.
وأكد شالوكا بياني المقرر الخاص للأمم المتحدة حول حقوق النازحين داخل بلدانهم في بيان أن انتهاكات حقوق الإنسان والقوانين الإنسانية أدت إلى «نزوح كبير للسكان في سورية».
وقال إن «عدداً متزايداً من الأشخاص يجبرون كل يوم على الفرار من منازلهم جراء تصاعد العنف واللجوء لدى عائلات أخرى أو مدارس أو ملاجئ».
ودعا بياني «السلطات السورية والأطراف المعنيين بالنزاع إلى احترام القوانين الدولية خصوصاً تلك المتصلة بحقوق الإنسان والحق الإنساني وتفادي نشوء ظروف يمكن أن تفضي إلى نزوح أشخاص».
وبحسب الأمم المتحدة فإن مليوناً ونصف مليون سوري نزحوا داخل بلادهم بينهم مئتا ألف غادروا مدينة حلب جراء المواجهات العنيفة منذ 20 تموز(يوليو) الماضي.
وأضاف البيان «من واجب جميع الأطراف المعنيين بالنزاع أن يحترموا القوانين الدولية الإنسانية خصوصاً الحق في الحياة واحترام السلامة الجسدية وحماية النازحين والمدنيين».
وحض بياني السلطات السورية على أن تسهل مهمة «الطواقم الإنسانية من دون معوقات بحيث تتمكن من التواصل مع من يحتاجون إليها».
واعتبر أن «عدم تلبية الحاجات وتأمين الملاجئ والمياه والمواد الغذائية والخدمات الأساسية يقترن بالوضع الصعب الذي يعانيه النازحون».
وفي أنقرة قال مسؤول تركي لوكالة «فرانس برس» إن اكثر من 2500 سوري فروا إلى تركيا ليل الخميس – الجمعة في وقت تشتد فيه حدة المعارك في بلادهم.
وبذلك يصل عدد اللاجئين السوريين إلى تركيا إلى 53 ألفاً كما اعلن المسؤول في الجهاز التركي للحالات الطارئة والكوارث الطبيعية. ولا يزال اللاجئون يتدفقون إلى الحدود على رغم الإجراءات الأمنية التي تبطئ دخولهم إلى تركيا.
وقالت وسائل الإعلام التركية إن ثلاثة آلاف لاجئ ينتظرون عند الحدود بسبب عدم توافر أماكن في المخيمات التركية لكن المسؤول التركي نفى هذه المعلومات وأكد أن مخيمين آخرين في محافظتي سانليورفا وغزيانتيب القريبتين من الحدود التركية على استعداد لاستقبال اللاجئين.
وقال المسؤول «لدينا مخيمات في مدينتي اقجاكالي وكركميس قرب الحدود قادرة على استيعاب 10 آلاف سوري».
وفي عمان أعربت الحكومة عن القلق العميق لتسارع الأحداث في سورية وتزايد عدد الضحايا، وأكد مسؤول رفيع أن أي خطوات تتعلق بالأزمة هناك تتطلب «دراسة وتقويم الآثار الإقليمية».
وأعرب وزير الخارجية ناصر جودة عن «قلق عميق من تسارع الأحداث وتزايد أعداد الضحايا وارتفاع مستويات العنف وطبيعته الذي قد يهدد التجانس المجتمعي للنسيج الوطني السوري».
وأضاف في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية (بترا) إن «الأردن هو اكثر دول المنطقة تأثراً بالتطورات في سوريا وأي خطوات مستقبلية تتعلق بالأزمة السورية تستدعي دراسة وتقييم الآثار الإقليمية لهذه الخطوات أياً كانت».
وأشار إلى أن «استمرار التردي في الأوضاع الإنسانية والمعيشية هناك (في سورية) انعكس على الأردن من خلال تدفق اكثر من 150 ألف لاجئ سوري إلى الأردن بحثاً عن الأمن والملاذ الدافئ».
واشنطن تربط “حزب الله” بالقمع في سوريا
تدريب وتوفير مساعدات لوجستية مكثفة للنظام
واشنطن – هشام ملحم / نيويورك – علي بردى / العواصم الاخرى – الوكالات
“حرب شوارع حقيقية” في حلب وسقوط عشرات القتلى في قصف حمص
الابرهيمي يشترط توفير “دعم قوي وموحد” من مجلس الأمن لخلافة انان
بعدما استكملت القوات السورية النظامية السيطرة على حي صلاح الدين في مدينة حلب، انتقلت المعارك العنيفة الى حي السكري في المدينة التي تعتبر العاصمة الاقتصادية للبلاد، فيما قال مقاتلو المعارضة انهم يستعدون لشن هجوم مضاد لاستعادة ما خسروه في الايام الاخيرة. ومع تصاعد القتال في سوريا، اتهمت الادارة الاميركية للمرة الاولى “حزب الله” اللبناني بالمشاركة الفعلية والميدانية في قمع الشعب السوري من طريق توفير الدعم “التدريبي والمشورة، وتوفير المساعدات اللوجستية المكثفة للحكومة السورية في جهودها التي تزداد وحشية في القتال ضد المعارضة”. واضافت الحزب الى قائمة المنظمات الخاضعة للعقوبات لارتباطها بالنظام السوري. وفرضت عقوبات على شركة سورية لتصديرها البنزين الى ايران.
وبعد ايام من طلب المبعوث الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي انان عدم تمديد مهمته، ابلغ ديبلوماسيون في نيويورك “النهار” ان الديبلوماسي الجزائري المخضرم الأخضر الابرهيمي (78 سنة) يشترط الحصول على “دعم قوي وموحد” من مجلس الأمن ليقبل بتعيينه خلفاً لأنان.
ميدانياً، أحصى “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له 118 قتيلاً في أعمال العنف أمس. وأفاد ناشطون أن حلب تشهد حرب شوارع حقيقية ومن مسافات قريبة. وأقر “الجيش السوري الحر” بأنه لا يسيطر على أي جزء من حي صلاح الدين. لكنه “يشن عمليات استنزاف وكر وفر في الحي”.
وتحدث المرصد عن سقوط عشرات القتلى والجرحى نتيجة قصف عنيف من الجيش النظامي لحي الخالدية بمدينة حمص، من “بينهم خمسة تم توثيقهم”. مشيراً الى ان “القوات النظامية السورية تستخدم طائرة مروحية والهاون والمدفعية في القصف”. ورأى ان هذا القصف العنيف تلا محاولة للقوات النظامية لاقتحام هذا الحي، لكنها تراجعت بعدما “جبهت بمقاومة شرسة” من المقاتلين المدافعين عنه.
ومع تزايد الاشتباكات وتدفق أكثر من 50 ألف نازح سوري إلى الأراضي التركية، أوردت صحيفة “جمهوريت” التركية أن الحكومة التركية تستعد لإقامة خمس مناطق عازلة داخل الأراضي السورية على عمق 20 كيلومتراً.
وتصل وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الى انقرة اليوم للبحث في الوضع السوري، وعشية زيارتها، صرحت بأن الولايات المتحدة ستعمل بشكل وثيق مع المعارضة السورية في معركتها لإجبار الرئيس السوري بشار الأسد على تسليم السلطة. وقالت انه نظراً الى عدم تمكن واشنطن من استصدار قرار في مجلس الأمن عن سوريا، ستعمل خارج المجلس لتوجيه “رسالة دعم واضحة للمعارضة” السورية.
التحقيق مع سماحة يُبتّ ظهر اليوم
طلائع مأزق في العلاقة مع دمشق
أمضى الوزير والنائب السابق ميشال سماحة امس يومه الثاني موقوفاً لدى فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي وسط طغيان هذه القضية على باقي الملفات والقضايا الداخلية وترقب الخطوة القضائية اللاحقة بعد استكمال التحقيق معه.
ومع ان المشهد الناشئ عن توقيف سماحة لم يخل من ردود فعل وخصوصا الاعتراض الحاد لبطريرك الروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام على طريقة توقيفه وتحذير الديوان البطريركي من “تسييس القضاء وتسخيره لخلق فتنة اضافية”، فان اي جديد لم يطرأ من حيث مواكبة المسؤولين لمجريات التحقيق.
وقالت مصادر مطلعة لـ”النهار”، ان المعطيات التي تبلغتها المراجع الرسمية تؤكد متانة الادلة التي امتلكها فرع المعلومات مما ادى الى تكوين ملف التوقيف.
واشارت الى ان رئيس مجلس النواب نبيه بري تبلغ شأن المسؤولين الكبار المعلومات الاساسية عن الأمر فضلا عن “حزب الله” الذي برز تطور في موقفه أمس اذ ابلغ من يعنيهم الامر انه لم يتبن الموقف الذي اعلنه رئيس “كتلة الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد أول من أمس من توقيف سماحة.
وذكر في هذا السياق ان أحد المسؤولين حرص على انتداب موفد للاطلاع على مجريات التحقيق فتبلغ هذا الموفد معطيات جعلت المسؤول المشار اليه يتأكد من الوقائع المتعلقة بما رشح عن التحقيق.
في غضون ذلك تابع النائب العام التمييزي بالوكالة القاضي سمير حمود التحقيق الجاري مع سماحة. وابلغ مصدر قضائي مسؤول “النهار” ان هذا التحقيق الذي يجريه فرع المعلومات بات في المرحلة الاخيرة تمهيدا لاحالة المحاضر على القاضي حمود خلال الساعات الـ24 المقبلة للاطلاع على مضمونها واتخاذ القرار القانوني المناسب في صددها. وعلمت “النهار” ان التحقيق الذي استمر طوال نهار أمس سيستكمل ظهر اليوم، على أن يسلم سماحة في ما بعد الى القضاء العسكري. وقد ثبتت خلال التحقيق كل المعطيات والادلة التي توافرت وأدت الى توقيف الوزير والنائب السابق صباح الخميس.
واذ افاد زوار قصر بيت الدين أمس ان رئيس الجمهورية ميشال سليمان لم يتلق أي اتصال من الرئيس السوري بشار الاسد عن قضية سماحة، علما ان الاسد قد يكون اتصل ببعض المرجعيات السياسية في البلاد، طلب رئيس الوزراء نجيب ميقاتي من وزير العدل شكيب قرطباوي الايعاز الى النيابة العامة التمييزية باستمرار الاشراف على التحقيق مع سماحة والعمل على انجازه واحالته فور انهائه على القضاء المختص بحسب الاصول. كما استرعى الانتباه ثناء ميقاتي على عمل قوى الامن الداخلي لدى استقباله امس المدير العام لهذه القوى اللواء اشرف ريفي معتبرا ان “المرحلة الراهنة تتطلب تكثيف جهود القوى الامنية لحفظ الامن وحماية الاستقرار”.
وكرر الوزير قرطباوي امس اعتراضه على طريقة توقيف سماحة قائلا انها “لم تراع الاصول الشكلية”، مؤكدا انه لا يعلم شيئا عن مجريات التحقيق وتمنى على الجميع “ترك القضاء يعمل ووقف المحاكمات التلفزيونية”.
وفي أول رد فعل خارجي على توقيف سماحة، صرح الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية فنسان فلوراني بان “ما تشير اليه الصحف من الوقائع المنسوبة الى توقيف الوزير السابق ميشال سماحة، اذا تأكدت، خطيرة على نحو استثنائي”، مضيفاً “ان ليس من شأن فرنسا التعليق خلال العملية القضائية”، آملا ان “يتمكن القضاء اللبناني من اظهار الوقائع”.
وفي سياق آخر كشفت مصادر مواكبة لقضية توقيف سماحة لـ”النهار” ان الجهات الرسمية اللبنانية المعنية بدأت مشاورات مكتومة مع وزير الخارجية عدنان منصور استعداداً لمرحلة ما بعد اعلان النتائج الرسمية للتحقيق. وقالت إن هذه المشاورات نتجت من شعور الجهات الرسمية بامكان نشوء مأزق جدي في التعامل مع الدولة السورية في ضوء ما يمكن ان تثيره هذه القضية من تداعيات.
الحوار وقانون الانتخاب
اما على الصعيد السياسي، فعلمت “النهار” ان موضوعي الحوار في جلسته المحددة في 16 آب الجاري ومشروع قانون الانتخابات النيابية الذي اقرته الحكومة كانا محور اللقاء الذي جمع مساء أمس الرئيس سليمان ورئيس “جبهة النضال الوطني” النائب وليد جنبلاط في حضور وزراء الجبهة. وكان سليمان لبى دعوة جنبلاط الى عشاء في قصر المختارة واستمرت زيارته اكثر من ساعتين.
من جهة اخرى، يزور الرئيس فؤاد السنيورة مطلع الاسبوع المقبل الرئيس سليمان ليسلمه مذكرة قوى 14 آذار التي تحدد موقف هذه القوى من المشاركة في جلسة الحوار في 16 آب الجاري.
وعلمت “النهار” ان الرئيس سليمان سيعرض ورقة العمل التي اعدها عن الاستراتيجية الدفاعية في حال مشاركة جميع اطراف هيئة الحوار في الجلسة. اما اذا قاطعها اركان 14 آذار فان الجلسة ستعقد بمن حضر ولكن من دون عرض الرئيس سليمان ورقته.
في المقابل، اثار وفد من “تكتل التغيير والاصلاح” مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في بكركي أمس، مشروع قانون الانتخاب. وعلم ان الوفد الذي ضم الوزير جبران باسيل والنائب ابرهيم كنعان تحدث عن “حسن تمثيل المسيحيين في هذا المشروع باعتبار انه يحقق وصول 14 نائبا جديدا بأصوات مسيحيين الى مجلس النواب يضافون الى 34 نائباً وصلوا بهذه الاصوات عام 2009 ليرتفع عدد النواب المسيحيين الذين يصلون بأصوات المسيحيين الى 48 نائبا مع مشاركة مسيحية في عدد من الدوائر الاخرى”.
حلب: معركة صلاح الدين مستمرة ومسلحون يهاجمون المطار
«الجهاديون» الأجانب غير منضبطين ويُقلقون مقاتلي المعارضة
لم يكسر تقدم الجيش السوري في حي صلاح الدين الحلبي أمس الاول، التوقعات بـ«معركة طويلة» في عاصمة البلاد الاقتصادية. فالحي الاستراتيجي عند المدخل الجنوبي الغربي للمدينة، شهد أمس، هجوماً مضاداً من مقاتلي «الجيش الحر» الذين تصلهم باستمرار تعزيزات بشرية من خارج حلب وأيضا من خارج سوريا.
ويسيطر الطرفان على اجزاء مختلفة من الحي، فيما تشهد أجزاء أخرى عمليات كر وفر مستمرة. لكن هذا لم يثن «الجيش الحر» عن شن هجمات في مواقع أخرى من المدينة مثل المطار الدولي، حيث «صدته» القوات النظامية.
وتواصلت المعارك بشكل عنيف في شوارع مدينة حلب. ووصف قائد كتيبة «درع الشهباء» في «الجيش السوري الحر» النقيب حسام ابو محمد ما يدور في هذا الحي في مدينة حلب بانه «حرب شوارع حقيقية»، مشيرا الى ان الحي «يشهد معارك حقيقية وعن مسافات قريبة». وقال «ان نصف اجزاء حي صلاح الدين تقريبا وتحديدا شارع الشرعية يشهد عمليات كر وفر بيننا (الجيش الحر) والجيش النظامي».
واشار ابو محمد الى ان «الجيش الحر ينتشر ويعزز قواته على طول محور جديد حول صلاح الدين يمتد من دوار الكرة الارضية ـ المشهد ـ العامرية ـ الراموسة بطول بين 3 الى 3,5 كيلومتر». واوضح النقيب المنشق ان الجيش النظامي «يسيطر وينتشر في 25 في المئة من الحي لجهة الملعب البلدي شمال حلب وفي الغرب لجهة استاد الحمدانية وهو ينشر قناصة» بينما «يسيطر الجيش الحر وينتشر على 25 في المئة من صلاح الدين من جهة جامع بلال وحتى دوار صلاح الدين».
وقال ان «الجيش الحر» استعاد دوار صلاح الدين بعد وقت الافطار امس الأول حيث «دمرنا ثلاث دبابات». واضاف ان «لا محاولات تقدم» اليوم (أمس) من قبل الجيش النظامي «لكن هناك قصفا بالطيران والمدفعية وطائرة استطلاع تجوب سماء المنطقة».
من جهتها، صدت القوات النظامية السورية هجوما للمقاتلين المعارضين على مطار حلب الدولي جنوب شرق المدينة، بحسب وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا). وذكرت الوكالة ان «وحدة من جيشنا الباسل تصدت لمجموعة من الارهابيين المرتزقة حاولوا الهجوم على مطار حلب الدولي»، مشيرة الى ان القوات النظامية «قتلت معظم» المهاجمين.
واكد قائد ميداني في الجيش السوري الحر في حلب لوكالة وقوع الهجوم، مشيرا الى ان «هناك مجموعات من الجيش الحر شنت هجوما على مطار حلب (الدولي)» لافتا الى ان «لا معلومات لدي عما اسفر عنه الهجوم».
الى ذلك، ادى قصف على مخبز في طريق الباب شرق حلب الى سقوط نحو عشرة قتلى، كما ذكر صحافيون واوضحوا ان القنبلة سقطت عندما كان مئات من السكان يقومون بمشترياتهم مع تشكل صف طويل امام هذا المخبز الواقع في حي يسيطر عليه الجيش السوري الحر.
من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان «ما لا يقل عن سبعة مواطنين قتلوا إثر القصف الذي استهدف تجمعا للمواطنين امام فرن للخبز في حي طريق الباب بمدينة حلب».
وعلى الرغم من تواصل عمليات القصف والاشتباكات، احيا سكان حلب «جمعة سلحونا بمضادات الطائرات» حيث خرجت تظاهرات في السبيل والفرقان والسكري، بالاضافة الى حلب الجديدة الخاضعة للنظام والتي شهدت قتل شاب جامعي في 19 من عمره وجرح ثلاثة برصاص الامن خلال تفريق التظاهرة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطين.
إلى ذلك، أبدى مقاتلون قلقهم ازاء مستقبل العلاقات مع مقاتلين إسلاميين من خارج البلاد، يشارك بعضهم في المعارك. وقال القيادي في إحدى الكتائب المقاتلة ويدعى أبو بكر: «دعني أكون واضحا. أنا إسلامي ومقاتلي إسلاميون. لكن هناك اكثر من نوع من الإسلاميين», وأضاف «هؤلاء الرجال الذين يأتون قاتلوا في حركات تمرد مثل العراق. إنهم شديدو التطرف ويريدون تفجير اي رمز للدولة حتى المدارس».
وقال ابو بكر «هدفنا هو أن نصنع مستقبلا جديدا لا أن ندمر كل شيء». وأضاف «على الرغم من دمويتها فإن هذه المرحلة بسيطة. جميعنا لدينا نفس القضية وهي إسقاط النظام. حين يسقط بشار قد نجد جبهة قتال جديدة ضد حلفائنا السابقين». ويقول ابو بكر ورفاقه إن رؤيتهم هي أن تصبح سوريا نسخة محافظة من الحكم الإسلامي المعتدل في تركيا وليست دولة دينية شمولية.
ولا تعمل كل الجماعات المعارضة مع اجانب ولا يعمل جميع مقاتلي المعارضة السورية مع بعضهم البعـض. في حلب على سـبيل المثـال اكبر مجموعة هي لواء التوحيد البالغ قوامه 2000 فرد. ويقول إنه يقبل مقاتلين اجانب شريطة أن يمتثلوا لقواعده. وقال مقاتل من لواء التوحيـد «هناك بعض الكتائب المتطرفة التي لا تتعاون جيدا معنا. تظل بمفردها». وأضاف «نحاول دمج الجهاديين داخل جماعتنا حتى يتراجعوا عن أساليبهم الاكثر حدة. هذا لا يعني أننا لسنا قلقين. مازال من الممكن أن ينقلبوا ويتمردوا علينا».
وبدأ التقدم الذي احرزه «لواء التوحيد» في توحيد معركة السيطرة على حلب الممتدة منذ ثلاثة اسابيع يتداعى حين اشتكت مجموعات اصغر من أنها لا تحصل على حصة ملائمة من الأسلحة التي تسرق من مراكز الشرطة. بل انسحبت بعض وحدات الى الريف بسبب خلافات. وتوترت الأعصاب وفقد الجميع اخوة واقارب واصدقاء. ومعظم المقاتلين من صغار السن وتتراوح اعمارهم بين 15 و28 عاما ويواجهون واحدا من اكثر الصراعات دموية في المنطقة.
وقال عمرو وهو مقاتل معارض عمره 20 عاما «نحن نقاتل النظام بالفعل والآن نكافح الجريمة. ليس لدينا وقت للتعامل مع هؤلاء المتطرفين… لكن لا تقلقوا سيأتي يومهم».
(أ ف ب، رويترز)
حروب طائفية إقليمية… أنقرة متورطة بلا بدائل… واشنطن مهدّدة وتدعم «الإخوان»
محاكاة أميركية لأزمة سوريا: انهيار الدولة وتدخل تركيّ في نيسان
مازن السيد
المأساة الإنسانية في سوريا لن تحرّك التدخل العسكري، بل وحدها التبعات الاستراتيجية للأزمة هي التي قد تؤدي بتهديدها مصالح المحور الغربي – التركي – الخليجي إلى إطلاق مسار عسكري سياسي واقتصادي، تلعب تركيا الدور المركزي فيه، مع رفض أميركا تحمّل عبء فاتورة التدخل أو إعادة الإعمار، وضعف تأثير السعودية التي تقتصر أجندتها الإقليمية بشكل عام على ضرب النفوذ الايراني، ولو كان الثمن زعزعة الاستقرار في سوريا ولبنان والعراق.هذه هي الملامح الأساسية لخلاصة محاكاة حول سوريا أجراها معهد «اميركان انتربرايز»، مع «معهد دراسة الحرب»، و«مركز صابان لسياسة الشرق الأوسط» التابع لمؤسسة «بروكينغز» للدراسات.المحاكاة التي شملت ثلاثة فرق، أميركية، تركية وسعودية، هدفت إلى تفحّص التفاعلات بين الحكومة الأميركية وحليفيها الأساسيين في المنطقة حول تبعات تعمّق «الحرب الأهلية» في سوريا، بين آب 2012 ونيسان 2013، حيث تتوقع المحاكاة أن تتدخل تركيا عسكرياً في سوريا بعد انهيار الدولة واشتعال المواجهة الطائفية في العراق ولبنان.كينيث بولاك من «بروكينغز»، فردريك كاغان من «اميركان انتربرايز»، كيمبرلي كاغان وماريسا سوليفان من «معهد دراسة الحرب»، قاموا بإعداد تقرير يستخلص دروس المحاكاة ويحلّل مجرياتها.لكن قبل الدخول في تفاصيل المحاكاة ومجرياتها، من الجدير بالذكر أن الدور القطري في المعادلة السورية، لم يحظ بالأهمية الكافية لإدراجه ضمن موازنة المحاكاة، بما يشير إلى ضآلة الثقل الاستراتيجي للإمارة ضمن المحور الدولي الذي تنتمي إليه عملياً. ويلفت مراقبو المحاكاة من جهة ثانية، إلى أن تغييب العنصر الروسي في الأخيرة، جاء نتيجة قراءة موقف موسكو على أنه «حياديّ» ولن يصل إلى حدّ المواجهة في حال التدخل العسكري في سوريا. لكن المراكز البحثية الأميركية التي أعدّت المحاكاة، تجاهلت في الوقت نفسه الدور الإيراني، وذلك على الأرجح لأنها ركزت على احتمالات التدخل وتوازناته أكثر مما تدارست السيناريوهات العسكرية والأمنية في مرحلة ما بعد التدخل.التدخل ليس «إنسانياً»تضمّن سيناريو المحاكاة أولاً، مأساة إنسانية متدهورة في سوريا. وأظهرت ردود فعل الفرق المشاركة أن الحالة الإنسانية وحدها لن تكفي لدفعها نحو التدخل في سوريا، لكن تهديد التبعات الاستراتيجية لتفاقم الأزمة هو الذي يقنعها بذلك: الإرهاب، تدفق اللاجئين، القتال عبر الحدود، المشاكل الاقتصادية، وتشدّد الشعوب المجاورة. كل تلك العناصر، أصبحت راسخة بدرجات متفاوتة في الواقع السوري المحلي والإقليمي.الدرس الثاني المستخلص من «التمرين»، كان دور تركيا المركزي في المعادلة: كلما بدأت الفرق في النظر في خياراتها، وتبعات كل منها والطرق المثلى لتطبيقها، كان واضحاً أن المصلحة التركية تتخذ موقعاً أولوياً، لأن أياً من الخيارات لا يمكن تطبيقه من دون الانخراط التركي. وبدا في المقابل، أن أميركا تتفوّق كما هو متوقع، على السعودية، في ميزان فرض الرؤية والمصالح.فقد أبدى الفريق السعودي مثلاً، اهتماماً بالمعارك على سكك نقل السلاح إلى سوريا عبر لبنان، التي وصفها السيناريو بأنها تتصاعد، وبالوضع اللبناني بشكل عام. لكن السعوديين وجدوا أنفسهم عاجزين عن تكريس هذا الاهتمام عملياً، من دون دعم الفريق الأميركي. كما حاول السعوديون اقتراح الأردن بديلاً عن الدور التركي، لكن الفريق الأميركي لم يبد اهتماماً بهذا الخيار.وعندما تجاوزت مجريات المحاكاة الانتخابات الرئاسية الأميركية، ودخلت في مطلع العام 2013، تصاعد تركيز الفريق الأميركي على حسم الصراع في سوريا. لكن أميركا، لا تريد تحمل كل التكاليف المالية، السياسية، الدبلوماسية والعسكرية لالتزام عسكري أميركي ضخم. ولذلك تصاعد تركيزها على إقناع الأتراك بالتدخل بدلاً منها.تباين الأجنداتتركيا تريد تأمين دعم من حلف «الناتو» لأي تحرك عسكري لها في سوريا، وفي الوقت نفسه أن تتمكن من التحكم بالعمليات العسكرية، خوفاً من ذهاب الأميركيين أو الاوروبيين أبعد مما تستطيع تركيا تحمل تكاليفه.في المقابل، أميركا تريد العكس: تقليص دورها ودور «الناتو» والإصرار على التحكم بالعمليات العسكرية، خوفاً من ذهاب تركيا بعيداً عن الاهداف الأميركية. أما السعودية، فـ «خيبة أملها كبيرة» في الجمود الناتج عن هذا التضارب، الذي أسفر عن «تفويت فرص عديدة» للاتفاق على التدخل العسكري، مع العلم بالاستعداد السعودي المتواصل للتمويل.كما أن الخلاف يمتدّ إلى مرحلة «ما بعد إطاحة النظام». تركيا لا تريد تحمل تكاليف «ما بعد الحرب» وحدها، فيما لا تريد أميركا الاضطلاع بأي إعادة لتجربتي العراق وافغانستان.ومن جانب سياسي، تصرّف الفريق الأميركي على أساس دعم أي مجموعة تبدو على أنها الأكثر قدرة على تشكيل حكومة بإمكانها إعادة الاستقرار، بصرف النظر عن «المصالح» الأميركية الاخرى، كالديموقراطية وحقوق الإنسان. وبطبيعة الحال، افترض الفريق الاميركي أن «الإخوان المسلمين، وعبر المجلس الوطني السوري، سيسيطرون على الغالبية السنّية»، وبذلك فهم المرشح الأبرز لتلقي الدعم الأميركي.أما الفريق الذي يجسّد الرؤية السعودية، فقد خلص بوضوح إلى أن المملكة مستعدة لتقبل مستويات عالية من عدم الاستقرار، وغير مهتمة بطبيعة الحكم الذي يأتي طالما يكون سنيّاً. لكن الفريق أقرّ بأن العنصر الأساسي في تفكيره، واستعداده لقبول أي سيناريو مستقبلي سوري، نابع من قدرة السعودية المحدودة على التأثير في التطورات السورية.التبعاتوصلت المحاكاة إلى سيناريو كارثي: الدولة السورية انهارت، العراق عاد إلى مستويات العنف والحرب الأهلية التي شهدها في العام 2006، ولبنان توجّه نحو حرب أهلية جديدة.الفرق الثلاثة، تفاعلت بشكل متباين تماماً مع هذا السيناريو. السعودية، فضّلت الفوضى العراقية على الوضع الحالي، لأنها ترى مصالحها الإقليمية متلخصة بالمواجهة مع ايران، وبالتالي أي إضعاف للنفوذ الايراني يصبّ لمصلحتها.تركيا، خلصت إلى أن مصالحها في العراق تقتصر على الأحداث في إقليم كردستان الذي تمكّنت من تحويله إلى حاجز حماية لها من الأوضاع داخل العراق. وتجدر الإشارة إلى أن سيناريو المحاكاة تضمن استغلال الأكراد العراقيين للاوضاع وإعلان استقلال إقليمهم، ما لم يحسم الفريق التركي موقفه منه. وبالتالي، فإن الفريق التركي اعتبر أن الأوضاع في سوريا تتغلب في اولويتها على تبعات الفوضى العراقية.أما الفريق الأميركي، فلم يبد اهتماماً حقيقياً بالتطورات لا في العراق ولا في لبنان، بما يعكس الوضع الأميركي السياسي الحالي، الذي ليس مستعداً للتدخل عسكرياً في أي بلد عاشت فيه تجربة سيئة سابقاً.المحصّلةانتهت المحاكاة عند شهر نيسان 2013، بانهيار الدولة السورية وإعداد تركيا لتدخل عسكري زاحف لا يخولها من السيطرة تماماً على الأوضاع في سوريا، فيما العراق ولبنان غارقان في التفتيت الطائفي.السعودية تعتبر ذلك «نجاحاً»، تركيا قلقة جداً من تطور الأوضاع، لكنها لا تملك أي خيار أفضل. أما الفريق الأميركي فكان سعيداً بتحقيق أهدافه في سوريا، متجاهلاً انعكاسات ذلك على باقي مصالحه الإقليمية والدولية. ما اعتبره المراقبون، إشارة إلى نزعة أميركا نحو رؤية مصالحها بشكل مقسّم وغير مندمج. حمل ذلك المراقبين إلى اعتبار أن المصالح الأميركية أصبحت مهددة في نهاية المحاكاة أكثر مما كانت عليه في بدايتها، بعكس السعودية، التي حققت مكاسب في هذا السيناريو، منها على حساب المصلحة الأميركية. إعداد مازن السيّد
فكرة «المناطق العازلة» تعود مع وصول كلينتون إلى أنقرة اليوم
سوريا: تصعيد في الدعم الخارجي للمعارضة
تحلّ وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون اليوم، ضيفة على المسؤولين الأتراك، في توقيت بالغ الحساسية سورياً، مع اشتداد المعارك في حلب المجاورة، واقتصار المشهد السياسي الدولي حول الأزمة على المقاربة الايرانية.
أميركا التي فرضت عقوبات جديدة على شركة نفطية سورية أمس، تسعى إلى إيجاد توافق مع حليفها التركي حول إجرءات محتملة في المرحلة المقبلة، من بينها إقامة خمس مناطق عازلة في شمال سوريا حسبما ذكر تقرير إعلامي تركي، إلى جانب رفع مستوى دعم المعارضة المسلحة في الداخل.
وجاء في بيان صادر عن وزارة الخزانة الاميركية أن الولايات المتحدة تريد «إلقاء الضوء على نشاطات حزب الله في سوريا ودوره المركزي في اعمال العنف المتواصلة التي يقوم بها نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد بحق الشعب السوري»، واتهمت الحزب بـ«تقديم التدريب والمشورة والدعم اللوجستي لمساعدة الحكومة السورية في قمعها للمعارضة الذي يزداد ضراوة يوما بعد يوم».
كما اتهم البيان حزب الله بـ«تسهيل» تدريب قوات الحكومة السورية على ايدي الحرس الثوري الايراني، وبأداء «دور اساسي» في طرد معارضين سوريين من لبنان.
وأعلنت وزارة الخارجية الاميركية تعزيز عقوباتها على سوريا وفرضت عقوبات على شركة تسويق النفط السورية (سيترول) الحكومية بسبب تعاملاتها مع ايران، وذلك في إطار المساعي الأميركية للتضييق على النظامين في طهران ودمشق وتجفيف عائداتهما الضرورية. وقالت وزارة الخارجية الاميركية في بيان إن «هذا النوع من التجارة يسمح لإيران بمواصلة تطوير برنامجها النووي وفي الوقت ذاته تزويد الحكومة السورية بالموارد لقمع شعبها».
من جهته، دعا وزير الخارجية الجزائري السابق الأخضر الإبراهيمي المرشح لخلافة كوفي أنان مبعوثا عربيا ودوليا لسوريا، مجلس الأمن الى توحيد الموقف تجاه الأزمة السورية. وقال الإبراهيمي في بيان أصدرته مجموعة «الحكماء» التي تضم عددا من الشخصيات العالمية إن «على مجلس الأمن الدولي والدول
الإقليمية تبنّي موقف موحد من أجل ضمان إمكانية إجراء عملية انتقال سياسي بالسرعة الممكنة».
وأضاف الإبراهيمي إن «ملايين السوريين يريدون السلام ولا يمكن لقادة العالم أن يظلوا منقسمين لفترة أطول متجاهلين دعواتهم». وأكد أن «على السوريين أن يجتمعوا معا كأمة واحدة من أجل التوصل الى صيغة جديدة. هذا هو السبيل الوحيد ليتمكن جميع السوريين من العيش معا في سلام في مجتمع لا يقوم على الخوف من الانتقام بل على التسامح».
وفي لندن، أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ تكثيف الاتصالات الدبلوماسية لدولته مع المعارضين السوريين الذين ستقدم لهم لندن مساعدة اضافية تبلغ خمسة ملايين جنيه (6,3 ملايين يورو) لا تشمل اسلحة.
وفيما وصل عدد اللاجئين السوريين الى تركيا الى 53 الفا حسب ما اعلن المسؤول في الجهاز التركي للحالات الطارئة والكوارث الطبيعية، وفي كل بلاد الجوار السوري إلى حوالي 150 ألفا، ذكرت صحيفة «جمهورييت» التركية أن أنقرة تستعد لإقامة خمس مناطق عازلة داخل الأراضي السورية على عمق 20 كيلومترا وسط تزايد الاشتباكات بين الجيش السوري النظامي والمعارضة وتحسبا لتدفق أعداد كبيرة من اللاجئين إلى الأراضي التركية.
وقالت «جمهورييت» إن «الحكومة التركية بزعامة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان تناقش إمكانية إصدار قرار بشأن إرسال قوات تركية إلى خارج البلاد، مع إقامة مناطق آمنة داخل الأراضي السورية من دون اللجوء إلى البرلمان التركي».
وتصل اليوم كلينتون إلى تركيا، وستتركز مباحثاتها بحسب مصادر إعلامية حول التطورات في سوريا، وأهمها إقامة منطقة عازلة داخل الأراضي السورية بالإضافة إلى مناقشة «مكافحة الإرهاب».
من جهته، اعتبر إمام جمعة طهران المؤقت حجة الإسلام كاظم صديقي، أن القضية السورية تجسد ازدواجية الغرب في التعاطي مع القضايا الدولية. وقال صديقي «إن القضية السورية أمر مستغرب، وتجسد ازدواجية الغربيين»، موضحا أنه «رغم امتلاك الكيان الإسرائيلي لآلاف الرؤوس النووية والجرائم التي ترتكبها الأنظمة العربية الديكتاتورية، تركّز الدول الاستكبارية على القضية السورية، رغم أن سوريا بدأت الإصلاحات وبدأ البرلمان فيها نشاطه».
وانتقد بشدة منظمة الأمم المتحدة وسائر المنظمات الدولية بسبب «صمتها أمام الجرائم التي ترتكبها الجماعات المسلحة الإرهابية في سوريا»، مشيرا إلى أن «هؤلاء المجرمين مارسوا الكثير من أعمال العنف والجرائم في سوريا».
وميدانيا حصدت اعمال العنف في سوريا الجمعة 84 قتيلا، بينهم 36 مدنيا، بالاضافة الى 17 مقاتلا معارضا ثمانية منهم في كفرنبل. وقتل ما لا يقل عن 31 من القوات النظامية اثر استهداف مبان واليات وحصول اشتباكات في محافظات ريف دمشق وحمص وحلب ودير الزور وادلب.
وأشارت المعلومات الواردة من حلب، إلى أن الجيش السوري لم يتمكن تماماً من السيطرة على حي صلاح الدين، حيث دارت اشتباكات عنيفة مع «الجيش الحر» الذي أعلن أنه شنّ هجوما مضادا لاسترجاع ما خسره أمس الاول من مناطق في الحي.
(«السفير»، أ ف ب، رويترز، أ ش ا)
خليفة كوفي أنان في سوريا سيعين الاثنين أو الثلاثاء
أعلن سفير فرنسا لدى الأمم المتحدة جيرار أرو الجمعة، أن خليفة كوفي أنان في منصب مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا سوف يعين الاثنين أو الثلاثاء.
وقال ارو “بحسب ما فهمت فهو أو هي ستعين أو يعين الاثنين او الثلاثاء”. وأضاف “انه منصب صعب جدا، هناك الكثير من الضغوط ومنها ان يعين من قبل المنظمتين ويجب ايجاد شخص يكون شجاعا لمواجهة هذه المهمة”.
واعتبر ارو انه من المفيد ان “يكون هناك شخص يستطيع ان يحاول إطلاق المفاوضات في حال سنحت الفرصة”.
وأضاف ان الامم المتحدة “هي حتى الان الوسيط الوحيد الذي يقبل به الطرفان”.
وأوضح ارو الذي تترأس بلاده مجلس الأمن لهذا الشهر أن خطة النقاط الست التي تقدم بها كوفي أنان تبقى “النص الوحيد الذي اقره جميع اعضاء مجلس الامن”، مضيفا “حتى الآن، اعتقد انه يتوجب علينا التمسك بها خصوصا بالنقطة الاولى” التي تنص على وقف العنف في سوريا.
(ا ف ب)
واشنطن تفرض عقوبات على “حزب الله”: قام بدور “مركزي” في أعمال القمع التي يرتكبها النظام السوري
اتهمت وزارة الخزانة الاميركية اليوم،”حزب الله” بأداء “دور مركزي” في أعمال القمع التي يرتكبها النظام السوري، وقررت إضافته الى قائمة المنظمات الخاضعة للعقوبات بسبب ارتباطها بالنظام السوري.
وجاء في بيان صادر عن هذه الوزارة، أن الولايات المتحدة تريد “إلقاء الضوء على نشاطات “حزب الله” في سوريا ودوره المركزي في أعمال العنف المتواصلة التي يقوم بها نظام الاسد بحق الشعب السوري”.
واتهم بيان وزارة الخزانة الاميركية “حزب الله” بـ”تقديم التدريب والمشورة والدعم اللوجستي لمساعدة الحكومة السورية في قمعها للمعارضة الذي يزداد ضراوة يوما بعد يوم”.
(ا ف ب)
الإبراهيمي يدعو مجلس الأمن الى الاتفاق على موقف موحد من الأزمة السورية
دعا وزير الخارجية الجزائري السابق المرشح لخلافة كوفي انان في سوريا الأخضر الإبراهيمي، أعضاء مجلس الأمن الدولي الى اتخاذ موقف موحد حول النزاع في سوريا.
وقال الابراهيمي في بيان اصدرته مجموعة “الحكماء” التي تضم عددا من الشخصيات العالمية ان “على مجلس الامن الدولي والدول الاقليمية تبني موقف موحد من اجل ضمان امكانية اجراء عملية انتقال سياسي بالسرعة الممكنة”.
واضاف ان “ملايين السوريين يريدون السلام ولا يمكن لقادة العالم ان يظلوا منقسمين لفترة اطول متجاهلين دعواتهم”.
واكد ان “على السوريين ان يجتمعوا معا كأمة واحدة من أجل التوصل الى صيغة جديدة. هذا هو السبيل الوحيد ليتمكن جميع السوريين من العيش معا في سلام في مجتمع لا يقوم على الخوف من الانتقام بل على التسامح”.
ولم يتطرق البيان الى احتمال ان يخلف الإبراهيمي أنان.
وتضمن بيان لجنة “الحكماء” كذلك تصريحات للرئيس الفنلندي السابق مارتي اهتيساري الذي طرح اسمه كخليفة محتمل لأنان.
وقال اهتيساري:”نريد من المجتمع الدولي ان يمارس القيادة وان يترفع عن المصالح الخاصة والتحالفات الاقليمية وايجاد تسوية حقيقية لمصالح الشعب السوري”.
(ا ف ب)
أنقرة تستعد لإقامة خمس مناطق عازلة في سوريا
ذكرت صحيفة “جمهوريت” التركية اليوم أن أنقرة تستعد لإقامة خمس مناطق عازلة داخل الأراضي السورية على عمق 20 كيلومترا وسط تزايد الاشتباكات بين الجيش السوري النظامي والمعارضة وتحسبا لتدفق أعداد كبيرة من اللاجئين إلى الأراضي التركية.
وقالت “جمهوريت” إن “الحكومة التركية بزعامة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان تناقش إمكانية إصدار قرار بشأن إرسال قوات تركية إلى خارج البلاد مع إقامة مناطق آمنة داخل الأراضي السورية من دون اللجوء إلى البرلمان التركي”.
ونقلت الصحيفة التركية عن مسؤول حكومي قوله إن “جميع الخيارات المرتبطة بالتطورات السورية مطروحة على طاولة المفاوضات من بينها إرسال قوات تركية إلى سوريا من دون اللجوء إلى تصويت البرلمان”.
وأشارت مصادر إعلامية إلى أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ستصل غداً إلى تركيا، وستتركز مباحثاتها حول التطورات في سوريا، وأهمها إقامة منطقة عازلة داخل الأراضي السورية بالإضافة إلى مناقشة مكافحة الإرهاب.
(ا ش ا)
رئيس الوزراء السوري الجديد يؤدي اليمين الدستورية أمام الأسد
دمشق- (يو بي اي): أدى رئيس الوزراء السوري الجديد الدكتور وائل الحلقي السبت اليمين الدستورية أمام الرئيس بشار الأسد.
وكان الأسد أصدر يوم الخميس الماضي مرسوماً عيّن بموجبه الحلقي رئيساً لمجلس الوزراء، بعد إقالة رئيس الوزراء رياض حجاب إثر انشقاقه عن الدولة وتكليف نائبه الأول المهندس عمر غلاونجي بتسيير أعمال الحكومة.
ويشار إلى أن الحلقي هو وزير الصحة في حكومتي عادل سفر ورياض حجاب.
والدكتور الحلقي من مواليد درعا 1964 حاصل على اجازة في الطب البشري من جامعة دمشق عام 1987 وماجستير دراسات عليا في الجراحة النسائية والتوليد جامعة دمشق 1991 شغل منصب مدير الرعاية الصحية الأولية في مدينة جاسم 1997-2000 وأمين فرع درعا لحزب البعث العربي الاشتراكي من 2000-2004 ونقيب لأطباء سورية من 2010 وشغل منصب وزير الصحة في الحكومة الحالية والسابقة وهو متزوج ولديه أربعة أولاد بنت وثلاثة أبناء.
كلينتون ترى أن صلات حزب الله وسوريا وإيران تطيل عمر نظام الأسد
اسطنبول- (ا ف ب): اعتبرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون السبت في اسطنبول انه يوجد “صلات” بين حزب الله اللبناني الشيعي وايران وسوريا “تطيل عمر النظام” السوري.
وقالت كلينتون في مؤتمر صحافي عقدته في اسطنبول مع نظيرها التركي احمد داود اوغلو “نواصل تشديد الضغط من الخارج. واعلنا امس في واشنطن عقوبات هدفها قطع الصلات بين ايران وحزب الله وسوريا التي تطيل عمر نظام الاسد”.
توتر غامض على نقاط التماس بين الأردن وسوريا وإسم فاروق الشرع يتردد
عمان- القدس العربي: توترت نقاط التماس والإحتكاك على الحدود بين الأردن وسوريا بالتزامن مع البيان الأردني القطري المشترك الذي صدر مساء الجمعة ليتحدث عن دعم الإنتقال السلمي والسياسي للسلطة في دمشق.
ووسط سيل جارف من الشائعات والتسريبات التي يطلقها (إعلام الثورة السورية) أوصلت الحكومة الأردنية لعناصر في الجيش السوري الحر رسالة سياسية تطالب بالتوقف عن زج الأردن ونقاطه الحدودية في المعركة الإعلامية والنفسية الدائرة مع نظام دمشق.
حصل ذلك بعدما سهر إعلام العاصمة عمان فجر السبت مع تسريبات تتحدث عن إنشقاق الرجل الثاني في سوريا فاروق الشرع ووجوده بين ثوار الجيش السوري الحر جنوبي سوريا في طريقه للأردن في تكرار جديد لسيناريو رياض حجاب.
طبعا التسريبات التي ألمحت لها فضائية العربية إعتمادا على تصريحات صدرت عن ما يسمى بمركز الإعلام التابع للجيش السوري الحر ألهبت فيما يبدو الوضع الأمني على نقاط التماس بين الأردن وسوريا ودفعتها للتوتر الشديد خصوصا بعدما دخلت على الخط وكالة رويترز للأنباء لكي تتحدث عن إشتباكات بالمدرعات هذه المرة بين الجيشين الأردني والسوري مساء الجمعة وفجر السبت على خلفية (تأمين) إنتقال شخصيات مهمة جديدة يتردد أنها إنشقت عن النظام ودخلت جنوب سوريا.
إعلام الثورة السورية ألمح إلى أنه سيعلن لاحقا عن عملية عسكرية وأمنية معقدة لتأمين منشقين من وزن كبير لم يكشف النقاب عن هويتهم فيما سارعت وكالات أخبار أردنية وعربية إلكترونية لتسليط الضوء على فاروق الشرع بإعتباره الشخص المرشح للإنشقاق الأن.
أما في عمان فسارعت اوساط مناصرة للمعارضة السورية إلى الربط بين إحتمالات إنشقاق فاروق الشرع وإنشقاق إبن عمه فعليا العميد يعرب الشرع الذي وصل فعلا إلى عمان منشقا قبل نحو عشرة أيام.
الأنباء المتعلقة بفاروق الشرع لا يمكن بطييعة الحال التوثق منها ولم يؤكدها أو ينفيها أي مصدر رسمي أردني خصوصا وأن حدثا من هذا النوع لا يمكن إخفائه أردنيا فيما لا زالت السلطات الأردنية تحجب الحقائق الميدانية التي تتحدث عن إحتكاكات تتطور أحيانا لإشتباكات بين الجيشين تحت عنوان تأمين اللاجئين السوريين الهاربين بالمئات إلى الجانب الأردني المصر بدوره على فتح حدوده أمام حركة النزوح.
وبعيدا عن الإفصاحات العسكرية الغائبة نسبيا في عمان ودمشق تبقى روايات إعلام الثورة السورية هي المصدر اليتيم لمعلومات الإنشقاق ولما يحصل فعليا على الحدود إضافة للروايات والشهادات التي يقدمها سكان المنطقة من الأردنيين وعمال الإغاثة خصوصا وان سكان سبع قرى أردنية يشاهدون كل ما يحصل في النهار والليل على بعد عشرات الأمتار فقط من الأرض السورية.
وإستنادا إلى هذه الروايات التي تبقى في كل الأحوال (غير رسمية) يخرج المراقب بإنطباع يفيد بأن إمدادات عسكرية كبيرة من الجيش السوري النظامي وصلت لمنطقة الشريط الحدودي مع الأردن فجر السبت ووفقا للروايات المنقولة في السياق فهدف هذه الإمدادات منع الجيش السوري الحر من تنفيذ واجباته العلنية بنقل المنشقين وتأمينهم مع اللاجئين العاديين بكفاءة إلى الجانب الأردني الذي يتلقفهم ويضعهم في مخيمات إكتست طابعا دوليا قبل أيام فقط.
لكن مصادر متابعة تشير إلى ان الأمر لم يقف عند الإمدادات بل لوحظ تزايدا في معدلات القصف السوري لمجموعات الجيش الحر ولمناطق يسيطر عليها في محيط محافظة درعا حيث تمكن الجيش الحر من بعض الإستحكامات.
لكن إيقاع الضجيج العسكري والتوتر الحدودي تسارع بوضوح مع الساعات الأولى مساء الجمعة بالتزامن مع لقاء القمة القطري الأردني الذي جمع العاهل الأردني بأمير قطر وهو اللقاء الأول بين الزعيمين منذ إندلعت الثورة السورية.
جماعة سورية معارضة تشرف على إرسال أموال للجيش السوري الحر
واشنطن- (رويترز): لجأت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما التي تخشى من تسليح المعارضة السورية بشكل مباشر إلى حل أمريكي نموذجي عندما لا تريد الحكومة أن تتورط: ترك المهمة للشركات الخاصة.
ومن بين خليط من منظمات المعارضة السورية في الولايات المتحدة التي يديرها مغتربون ظهرت مؤخرا جماعة الدعم السورية التي لديها هدف محدد يتمثل في جمع الأموال للجيش السوري الحر المعارض.
وتقول الجماعة إنها أقنعت الحكومة الأمريكية بأن تعطيها ترخيصا بإرسال أموال للمعارضة بعد أن أسست مكتبا في واشنطن واستعانت بمسؤول سياسي سابق في حلف شمال الأطلسي لإدارته. ويمكن للمؤيدين الآن أن يدخلوا إلى موقع الجماعة ويقوموا بتحميل استمارة لتقديم تبرع للمعارضة السورية عن طريق بطاقة الائتمان أو خدمة باي بال.
ولم تعلن جماعة الدعم السورية عن حجم الأموال التي جمعتها ولم تقل إنها لم ترسل أموال بعد. ووفقا للؤي السقا المؤسس المشاركة لجماعة الدعم السورية وهو كندي من أصل سوري يعيش في تورنتو فإن الأعضاء بدأوا بجمع سبعة ملايين دولار شهريا. ويعترف بأن جمع هذه الأموال كان سيكون صعبا بدون قدر من المساعدة “المؤسسية الكبيرة”.
وقد تستخدم المعارضة الأموال لدفع مرتبات لآلاف المقاتلين وكذلك لشراء الأسلحة والذخيرة. ولكن جماعة الدعم السورية لا تزال تضغط على إدارة أوباما لتخصيص أموال حكومية و/أو التدخل عسكريا للمساعدة في الإطاحة بحكم الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال مدير مجموعة الضغط الخاصة بالجماعة في واشنطن برايان سايرز وهو مسؤول سياسي سابق في حلف الأطلسي “لا نستطيع تمويل منطقة لحظر الطيران”. وقال إن منطقة كهذه ضرورية لنجاح المعارضة السورية التي تريد أن تنشيء مناطق آمنة للمدنيين ليفروا من القتال دون خوف من القصف الجوي.
ورفضت إدارة أوباما أن تقوم بتسليح مقاتلي المعارضة السورية مباشرة بالرغم من ضغوط البعض في الكونجرس. وعبر مسؤولون أمريكيون سرا عن استيائهم من اتساع نطاق جماعات المعارضة السورية ومعرفتهم المحدودة عنهم.
ولكن في الشهر الماضي منحت وزارة الخزانة الأمريكية ترخيصا لجماعة الدعم السورية لإرسال أموال للمعارضة. وجاءت الخطوة بعد جهود بذلها أعضاء الجماعة على مدى شهور لتقييم قيادات المعارضة وتقديم تقارير لإدارة أوباما وللكونجرس عنهم.
ولم يتضح بعد ما إذا كانت جماعات أخرى حصلت على تنازلات مماثلة.
ووقع أوباما أمرا سريا يسمح بتقديم دعم أمريكي سري لمعارضي الأسد لا يصل إلى حد تقديم مساعدات عسكرية. وتقول مصادر أمريكية إن الولايات المتحدة تتعاون مع مركز قيادة سري تديره تركيا والسعودية وقطر قرب الحدود السورية للمساعدة في توجيه الدعم الحيوي المباشر العسكري وفي مجال الاتصالات لدعم مقاتلي المعارضة.
ويقول السقا الذي غادر سوريا قبل 15 عاما عبر الهاتف إنه وآخرون أسسوا منظمة المغتربين السوريين في فبراير شباط عام 2011 لدفع التغيير السلمي في بلده. ولكن بعد أن بدأت حكومة الأسد الرد على الاحتجاجات بالذخيرة الحية “بدأنا نرى الناس تتجه للسلاح”.
وفي نوفمبر تشرين الثاني الماضي بدأ مع مجموعة من المغتربين السوريين تحري الوضع العسكري في المحافظات السورية باستخدام اتصالاتهم والإنترنت للاتصال مع قادة المعارضة المحليين والتحقق من التقارير عن الانشقاقات عن الج-يش السوري.
وبحلول مايو أيار كانوا جاهزين للتوجه إلى واشنطن بما لديهم من معلومات عن المجالس العسكرية للمعارضة العاملة في عدد من المحافظات السورية. وجادلوا المسؤولين والمشرعين الأمريكيين بأن استخدام أموال غربية للدفع لمقاتلي المعارضة قد تكون نقطة ثقل موحدة لمتطرفين مثل القاعدة التي انضمت إلى القتال في سوريا.
وقال السقا “إذا كنتم تريدون مكافحة فراغ يتشكل وسيطرة القاعدة وبعض الجماعات المتطرفة الأخرى فلا بد من توحيد” المعارضة. وأضاف “علينا أن نكون قادرين على أن ندفع لهم مرتباتهم”.
وتقول جماعة الدعم السورية إنها تمثل آلاف المقاتلين في تسع محافظات وقعوا إعلان مبادئ يدعو إلى دولة ديمقراطية جميع السوريين بغض النظر عن الطائفة أو الدين أو العرق. وترفض المبادئ كذلك الإرهاب والتطرف والقتل بغرض الانتقام.
ويقول السقا إن جماعة الدعم تريد أن ترسل أموالا إلى هذه المجموعات. وربما تشكل في الوقت الراهن ما يقرب من نصف المقاتلين في الجيش السوري الحر. وتعهدت جماعة الدعم بعدم تمويل قادة المعارضة إلا إذا التزموا بالمبادئ المنشورة على الموقع الإلكتروني للجماعة.
وقال سايرز “لا نريد تخريب هذا”. وجماعة الدعم مطالبة بتقديم تقارير دورية للخارجية الأمريكية.
وتقول الحكومة الأمريكية إنها خصصت ما يصل مجموعه إلى 25 مليون دولار لتقديم مساعدات “غير قتالية” للمعارضة السورية. ويقول مسؤولون أمريكيون إنه يجري تنظيم مساعدة المعارضة بالأسلحةوتمويلها من خلال دول أخرى مثل قطر والسعودية.
وقال سايرز إن جماعة الدعم السورية تضم نحو 60 عضوا والسقا واحد من مجلس إدارة الجماعة المؤلف من 12 عضوا.
وقال أندرو تابلر وهو خبير في الشؤون السورية في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى إنه من الأمور المثيرة أن كثيرا من قادة المعارضة وقعوا إعلان المبادئ. وأضاف تابلر الذي يتحدث تليفونيا من لبنان هذا الأسبوع أن جماعات سورية معارضة أخرى مثل المجلس الوطني السوري ومقره اسطنبول أخدت وقتا طويلا “كي تتفق على أي شيء”.
ويظن أن جماعة الدعم السورية لديها تأثير أكبر من جماعات معارضة أخرى في المنفى لأنها تركز على المقاتلين داخل سوريا. وأمضى تابلر مؤخرا أمسية مع بعض المسلحين من الجيش السوري الحر الذين يرون أن جماعة الدعم السورية “تطور جيد”.
وقال رضوان زيادة وهو زعيم بالمجلس الوطني السوري يقيم في الولايات المتحدة إنه لا توجد صلة مباشرة بين المجلس الوطني السوري وجماعة الدعم السورية ولكن الاثنين يعملان من أجل الهدف ذاته.
وقال زيادة “لا يوجد بديل آخر أمام السوريين سوى الجيش السوري الحر للدفاع عن أنفسهم”.
الإبراهيمي خلفا لعنان.. واشتباكات على الحدود السورية الاردنية
أمريكا تتهم حزب الله بـ’دور مركزي’ في سورية
الاردن وقطر يتفقان على ضرورة حل سياسي للأزمة
حلب ـ دمشق ـ وكالات: في الوقت الذي تشهد فيه مدينة حلب ‘حرب شوارع حقيقية’ بين الجيش السوري الحر والقوات النظامية تخللها قصف ادى الى مقتل عشرة مدنيين كانوا ينتظرون في طابور امام احد افران هذه المدينة، صعدت الولايات المتحدة موقفها من حزب الله واتهمته بالتورط مباشرة في اعمال القمع في سورية الى جانب القوات التابعة لنظام الرئيس السوري بشار الاسد وبلعب ‘دور مركزي’ في هذا المجال.
جاء ذلك فيما أفاد المركز الإعلامي السوري صباح الجمعة بأن اشتباكات تجري بين قوات الأسد والجيش الأردني في تل شهاب على الحدود بين البلدين.
وأضاف أنه لم تحدث أي إصابات في صفوف القوات الأردنية التي عادة ما تقدم العون للاجئين السوريين وتؤمن عبورهم إلى داخل الحدود الأردنية، حيث توجد مخيمات للاجئين السوريين هناك.
وبحث الملك الأردني عبدالله الثاني، وأمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، في الدوحة الجمعة، الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، واتفقا على ضرورة إيجاد حل سياسي سريع للأزمة في سورية.
وقالت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) إن الملك عبدالله الثاني وحمد بن خليفة آل ثاني، أعربا خلال محادثات أجرياها الجمعة في الدوحة عن ‘تضامنهما مع الشعب السوري في محنته’.
وعودة الى بيان وزارة الخزانة الامريكية حيث قال ان الولايات المتحدة تريد ‘القاء الضوء على نشاطات حزب الله في سورية ودوره المركزي في اعمال العنف المتواصلة التي يقوم بها نظام الاسد بحق الشعب السوري’، واتهمت هذا الحزب بـ’تقديم التدريب والمشورة والدعم اللوجستي لمساعدة الحكومة السورية في قمعها للمعارضة الذي يزداد ضراوة يوما بعد يوم’.
كما اتهم البيان حزب الله بـ’تسهيل’ تدريب القوات الحكومة السورية على ايدي الحرس الثوري الايراني، وبأداء ‘دور اساسي’ في طرد معارضين سوريين من لبنان.
كما قررت وزارة الخزانة الامريكية اضافة حزب الله الى قائمة المنظمات الخاضعة للعقوبات بسبب ارتباطها بالنظام السوري.
من جهتها اعلنت وزارة الخارجية الامريكية تعزيز عقوباتها على نظام الاسد وفرضت عقوبات على شركة تسويق النفط السورية (سيترول) الحكومية بسبب تعاملاتها مع ايران، وذلك في اطار المساعي الامريكية للتضييق على النظامين في طهران ودمشق وتجفيف عائداتهما الضرورية.
وقالت وزارة الخارجية الامريكية في بيان ان ‘هذا النوع من التجارة يسمح لايران بمواصلة تطوير برنامجها النووي وفي الوقت ذاته تزويد الحكومة السورية بالموارد لقمع شعبها’.
ودعا وزير الخارجية الجزائري السابق الاخضر الابراهيمي المرشح لخلافة كوفي عنان مبعوثا عربيا ودوليا لسورية، مجلس الامن الى توحيد الموقف تجاه الازمة السورية.
وقال الابراهيمي في بيان اصدرته مجموعة ‘الحكماء’ التي تضم عددا من الشخصيات العالمية ان ‘على مجلس الامن الدولي والدول الاقليمية تبني موقف موحد من اجل ضمان امكانية اجراء عملية انتقال سياسي بالسرعة الممكنة’.
واضاف ان ‘ملايين السوريين يريدون السلام ولا يمكن لقادة العالم ان يظلوا منقسمين لفترة اطول متجاهلين دعواتهم’.
واكد ان ‘على السوريين ان يجتمعوا معا كأمة واحدة من اجل التوصل الى صيغة جديدة. هذا هو السبيل الوحيد ليتمكن جميع السوريين من العيش معا في سلام في مجتمع لا يقوم على الخوف من الانتقام بل على التسامح’.
في لندن، اعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الجمعة تكثيف الاتصالات الدبلوماسية لدولته مع المعارضين السوريين الذين ستقدم لهم لندن مساعدة اضافية تبلغ خمسة ملايين جنيه (6,3 ملايين يورو) لا تشمل اسلحة.
وكتب هيغ في مقال نشرته صحيفة ‘التايمز’ ان ‘شعب سورية لا يستطيع الانتظار (…) سيموت مزيد من الناس بدون مساعدة عاجلة’، مضيفا ‘بناء على توجيهاتي، اتصل ممثلي لدى المعارضة السورية وهو بمستوى سفير، هذا الاسبوع مع اعضاء سياسيين في الجيش السوري الحر، ويلتقيهم حاليا’.
ومع استمرار اعمال العنف وتصاعد وتيرتها، يتواصل تزايد اعداد السوريين الهاربين من بلادهم باتجاه دول الجوار.
وصرح مسؤول تركي لوكالة فرانس برس ان اكثر من 2500 سوري فروا الى تركيا ليل الخميس الجمعة في وقت تشتد فيه حدة المعارك في بلادهم.
وبذلك يصل عدد اللاجئين السوريين الى تركيا الى 53 الفا حسب ما اعلن المسؤول في الجهاز التركي للحالات الطارئة والكوارث الطبيعية.
وفي هذا السياق، اكد المقرر الخاص للامم المتحدة حول حقوق النازحين داخل بلدانهم في بيان ان انتهاكات حقوق الانسان والقوانين الانسانية ادت الى ‘نزوح كبير للسكان في سورية’.
وبحسب الامم المتحدة فإن مليونا ونصف مليون سوري نزحوا داخل بلادهم بينهم مئتا الف غادروا مدينة حلب في الشمال جراء مواجهات عنيفة منذ 20 تموز (يوليو).
ميدانيا حصدت اعمال العنف في سورية الجمعة 84 قتيلا، بينهم 36 مدنيا، بالاضافة الى 17 مقاتلا معارضا ثمانية منهم في كفرنبل.
وقتل ما لا يقل عن 31 من القوات النظامية اثر استهداف مبان وآليات وحصول اشتباكات في محافظات ريف دمشق وحمص (وسط) وحلب (شمال) ودير الزور (شرق) وادلب (شمال غرب).
وتواصلت المعارك بشكل عنيف في شوارع مدينة حلب.
ووصف قائد كتيبة درع الشهباء في الجيش السوري الحر النقيب حسام ابو محمد في اتصال مع وكالة فرانس برس من صلاح الدين ما يدور في هذا الحي في مدينة حلب بانه ‘حرب شوارع حقيقية’، مشيرا الى ان الحي ‘يشهد معارك حقيقية وعن مسافات قريبة’.
وقال ‘ان نصف اجزاء حي صلاح الدين تقريبا وتحديدا شارع الشرعية تشهد عمليات كر وفر بيننا (الجيش الحر) والجيش النظامي’.
وعلى الرغم من تواصل عمليات القصف والاشتباكات، احيا سكان حلب ‘جمعة سلحونا بمضادات الطائرات’ حيث خرجت تظاهرات في السبيل والفرقان والسكري، بالاضافة الى حلب الجديدة الخاضعة للنظام والتي شهدت قتل شاب جامعي في 19 من عمره وجرح ثلاثة برصاص الامن خلال تفريق التظاهرة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطين.
واشار المرصد الى تظاهرات جرت الجمعة في بعض احياء العاصمة بالاضافة الى ريفها خصوصا في مدينتي دوما وحرستا وبلدات اخرى. كما خرجت تظاهرات حاشدة في درعا (جنوب) وحماة (وسط).
السوريون: لا نعلم ما الذي ينتظرنا مستقبلا
صحف عبرية
في مدينة هتاي في جنوب تركيا قرب الحدود السورية حقا يمكن ان نشم الخوف في الهواء. ان السكان عن جانبي الحدود مؤلفون من خليط من الاتراك والعلويين أبناء طائفة بشار الاسد وهو خليط يتبين منذ بدأت الهبة الشعبية في سوريا انه قابل للانفجار بصورة مميزة. في التاسع والعشرين من نيسان 2011 اجتازت الحدود الى تركيا أول مجموعة من اللاجئين السوريين كان عددها 252 انسانا هربوا من الفظائع التي ينفذها الاسد في أبناء شعبه. ومنذ ذلك الحين اجتاز الحدود 78 ألف سوري على الأقل، واليوم بعد ان عاد عدد منهم الى بيوتهم أصبح يوجد في تركيا 50 ألفا منهم يعيشون في 8 معسكرات على طول الحدود.
ينظر المحليون وكثير منهم علويون مؤيدون للاسد الى اللاجئين السوريين في تشكك. وهم يزعمون انه تعمل في المنطقة ايضا معسكرات تدريب لمقاتلين هدفهم اسقاط نظام الحكم في دمشق. ‘السوريون الذين يتدربون في هذه المعسكرات سيذبحون العلويين في سوريا. وهم يتجولون بيننا مع شعور بأن قتل سبعة علويين سيضمن لهم مكانا في الجنة’، يقول ييلديتش غاربي من سكان هتاي، ‘ونتساءل ماذا سيحدث الآن؟ هل تريد الحكومة التركية ان تنفق على قتلهم بمساعدة اموال ضرائبنا؟ ومن ذا يعلم الى أين ينتهي ذلك؟’.
يتحدث اللاجئون، زيادة على عداوة المحليين عن انه كيف استمر موالو الأسد في سوريا على ايجاد طرق للتنكيل بهم حتى بعد ان هربوا. وقد سمع مراسل شبكة ‘سي.بي.اس’ الذي زار مخيم اونكوبينار القريب، سمع من اللاجئين كيف قصف الجيش بيوتهم في سوريا وأُدخلت أسماء الرجال في قوائم النظام السوداء. وقالت لاجئة تدعى فاطمة احمد: ‘أفضل الموت، فقد صار كل شيء صعبا جدا علينا’.
وفضل لاجيء سوري آخر ان يصب غضبه على بشار. ‘لا نريد ان يموت سريعا بل نريد ان يعاني’، قال. ‘نريد ان يذوق المعاناة كالتي جرت علينا ونأمل ان يُذل هو وعائلته كلها كما أذلونا بالضبط’. قضيت نهاية الاسبوع الاخير في هتاي وزرت مخيمين هما: يايلاداجي واونكوبينار القريب من مدينة كِلّس. ولم أُعط تصريحا رسميا بالدخول لكن الناس الذين خرجوا ودخلوا الى المخيمات ومنها تحدثوا عن حياتهم فيها وعن الهرب من سوريا وعن محاربة جيش الاسد.
اطلاق نار طوال الليل
ان الحراسة حول معسكر يايلاداجي سهلة نسبيا. توجد بضعة جدران اسمنتية فقط ومواقع مراقبة تحيط بصفوف الحاويات التي لا تنتهي. والحراسة في مخيم اونكوبينار الذي حظي باسم ‘مدينة الحاويات’ أكثر تشديدا بكثير. فالدخول والخروج يتمان فقط بتعرّف بصمة الاصبع، وتوثق 92 كاميرا حراسة كل حركة 24 ساعة في اليوم ويحيط بالمخيم جدار طوله 4.9 كم على طوله 15 برج حراسة.
بيد انه برغم ما يمكن ان يخطر بالبال من ترتيبات الحراسة، فان المخيمين ليسا سجنا، فهذا هو البيت الجديد بالنسبة لكثير من اللاجئين. ويمكن ان نرى ان سكان المكان يحاولون جعله لهم وان يكسروا شيئا ما تجانس آلاف وحدات السكن المتشابهة. تخفق أعلام المعارضة السورية على الأسطح الى جانب أعلام تركيا. وعلى الجدران كتابات جدارية تدعو الى تحرير سوريا وأسماء المدن التي هربوا منها. ويجوز للاجئين في داخل الجدران الخروج بحرية والتجول في هتاي، وهو ما يثير غضب السكان المحليين.
يوجد كل شيء تقريبا في المخيمات أو في ظاهر الامر على الأقل: من مراكز النشاط الاجتماعي الى غرف التلفاز، بل توجد اماكن لنحت التماثيل ونسج البُسط. ويذهب الاولاد بين الرابعة والثامنة عشرة الى المدارس كل يوم، بل يوجد للاولاد الصغار روضة لهو مع مراجيح وزحاليق، لكن عدم العلم متى يستطيعون العودة الى بيوتهم يجعلهم بلا صبر.
تحاول حكومة تركيا على نحو عام الاهتمام بسد عوز اللاجئين بتوزيع ثلاجات صغيرة، ويمكن ان نرى حتى على أسطح بعض الحاويات أطباق الاقمار الصناعية، لكن هذا لا ينجح دائما. فقبل نحو من اسبوعين في الثاني والعشرين من تموز حدث شجار في مخيم كلّس ورمى اللاجئون المخيم بالحجارة لنقص الماء والطعام واضطر الجنود الاتراك الى تفريقهم بالغاز المدمع.
جئت في ذروة شهر رمضان. ويبدو مخيم يايلاداجي الذي يضم 10.500 لاجيء سوري هادئا جدا في خلال النهار، والجو كئيب. يخرج الناس ويدخلون لكن لا يظهر الكثير من النشاط بين الجدران أو من الخارج على الأقل. تحدث سوريون من سكان المخبم تحدثت معهم عن ان جميع النساء في المخيم يحرصن على صوم رمضان وكذلك 60 في المائة من الرجال تقريبا. وتستعد منظمة الهلال الاحمر التركية بحسب ذلك وتقدم اربع وجبات في اليوم منها وجبات للسحور.
في ساعات المساء المتأخرة من يوم السبت التقيت خارج المخيم اللاجيء السوري محمد عبد الله الذي جاء مع زوجته وزوجة أخيه رامية وأبنائهما الثلاثة. وقد جاءوا الى تركيا قبل نحو من خمسة اشهر بعد ان هربوا من العنف الوحشي لقوات الاسد في مدينة اللاذقية.
‘حينما بدأت الاضطرابات في سوريا خرجت أنا ايضا الى الشارع محاولا ان أناضل من اجل الحرية لكنهم اعتقلوني وزجوا بي في السجن’، يقول محمد. ‘رأيت اشياء كثيرة سيئة جدا. وجرى علي تعذيب وشهدت موت كثيرين. وأنقذتني المعارضة وحررتني’.
صعب على محمد وعائلته مغادرة وطنهم ولم يسارعوا الى المغادرة الى تركيا حينما سُرح من السجن فورا، بل حاول في البداية مثل متمردين سوريين كثيرين ان يجد ملجأ في القرى المجاورة، وحينما شعر هناك ايضا بأن عائلته ليست آمنة غادر. يقول وهو يخفض عينيه: ‘سمعنا اطلاق النار طوال الليل وبدأت أشعر ان المكان غير آمن هناك ايضا ولهذا أخرجت عائلتي الى تركيا’.
ان الاولاد الثلاثة يتركون أباهم يتحدث بلا تشويش حينما أزال محمد فجأة قبعة الأب المخلص الذي يحمي عائلته بكل ثمن واستبدل بها قبعته الثانية قبعة المحارب المتمرد المملوء بالكراهية والعطشان الى الانتقام. يقول انه استأجر بيتا قرب المخيم حيث يسكن مع محاربين متمردين آخرين.
منذ جاء مع عائلته الى تركيا يقول انه يجتاز الحدود الى سوريا مرة بعد اخرى لفترة عشرة ايام كل مرة ليحارب جيش الاسد. ويقول في فخر: ‘قتلت الكثير منهم’. وفي نهاية كل فترة قتال يعود الى تركيا ويقسم وقته بين العائلة في مخيم يايلاداجي و’العائلة’ في البيت المستأجر رفاق السلاح. ويقول: ‘أنا الليلة باقٍ هنا لكنني سأعود غدا الى ميدان المعارك وتبقى النساء هنا’. وحينما يعلم ان عائلته في أمن في تركيا يصبح القتال أسهل عليه.
يُنكر عبد الله بشدة ان يكون الجيش التركي يزود المتمردين بالسلاح والذخيرة. ‘يساعدنا الجنود الاتراك على اجتياز الحدود لكنهم لا يعطوننا سلاحا’، يكشف، ‘هذا الى أننا نحصل على مال من العراق والسعودية ويساعدنا هذا بيقين على الاستمرار على القتال’.
يكفي حياة في خوف
التقيت في حانوت حلوى في منطقة انطاكية وهي منطقة التجارة والاستجمام في قلب هتاي، التقيت دبام كراي وهو جندي من مدينة إدلب انشق عن الجيش السوري وهو في تركيا منذ أكثر من سنة. ‘انشققت قبل زمن طويل حينما أمروني باطلاق النار على عائلتي’، يتذكر في ألم، ‘سرقت خمس بنادق كلاشينكوف من مركز الشرطة ونجحت في ان أنضم الى قوى المعارضة التي فرت الى هنا’.
ان كراي عضو اليوم في جيش سوريا الحر، لكنه ليس في دور قتالي بل يفضل انقاذ الناس من الهلاك. ‘عملي ان أنقل الجرحى من سوريا الى المستشفيات الحكومية هنا، دخلت الى سوريا هذا الصباح في الساعة السادسة ونقلت اربعة من المعارضين الجرحى، وحينما اقتربنا من الحدود بدأ جنود سوريون يطلقون النار علينا وغطانا جندي تركي أطلق النار عليهم.
‘لا تطلبي مني ان أبرهن لك على هذا’، يضيف، ‘لكنني أعلم ان تركيا تزودنا بالسلاح وبوسائل دعم اخرى ايضا’. ويقول انه توجد شبكة كبيرة من الناس يُصرفون سرا اعمالا مع الاستخبارات التركية ومع جهات اخرى لاسقاط نظام الاسد.
أثارت الحرب في نفس كراي شعورا بالرسالة فهو لا يحمل فقط الجرحى الى تركيا للحصول على علاج ولا ينقل فقط معدات طبية الى الجبهة بل هو مليء بالأمل ايضا في سوريا الجديدة التي ستنشأ بعد سقوط الاسد. وقد أخذت تقترب وهو متيقن من هذا. ويقول لي المنشق السوري: ‘هل تعلمين؟ كانوا يقولون لنا طوال الوقت: لا تتحدثوا في السياسة فللحيطان آذان. لكنني لم أعد أريد ان أحيا في خوف.
‘هناك من يزعمون ان الولايات المتحدة أو اسرائيل يقفان وراء الاحداث لكنهم ناس ليس لهم أي علم بمبلغ وحشية نظام الاسد. يوجد الكثير من القتلة يستخدمهم النظام ويجب ان ينتهي هذا العهد، ولا يستطيع الاسد ان يثبت لهذا وقتا طويلا. لن يكون في السلطة بعد شهر أو شهرين ان شاء الله، انتظروا ما سيحدث بعد صوم رمضان’.
وماذا عن اليوم الذي يلي سقوط الاسد؟ ان شيئا واحدا فقط واضح لدبام، فهو يقول: ‘لا أريد ان أرى الاخوان المسلمين يحكمون سوريا الجديدة. فنحن نكرههم ونرفض كل صراع على أساس المذاهب والطوائف’.
لا يسارعون الى الاحتضان
استقر رأي حكومة تركيا في المدة الاخيرة على بناء خمسة مخيمات اخرى تستطيع ان تضم نحوا من 100 ألف لاجيء سوري، هذا الى المخيمات الخمسة الموجودة اليوم ومخيمين آخرين يضمان جنودا انشقوا عن جيش الاسد فقط. لا تكشف السلطات في تركيا عن العدد الدقيق للمنشقين في المعسكرين وعن رتبهم العسكرية، والتقدير انه يوجد فيهما بين 30 35 جنرالا سوريا. في يوم الاحد الاخير فقط انشق جنرالان آخران هما عدنان هتاوة من مدينة حلب كان قائد اللوجستيكا، وتركي القاسم الذي كان في الماضي رئيس شعبة استخبارات الشرطة العسكرية في حلب.
ان استقرار الرأي على استيعاب اللاجئين هو جزء من نهج حازم انتقادي جدا لتركيا في السنة الاخيرة على الاسد. أنفقت تركيا الى الآن أكثر من 220 مليون دولار على السوريين في المخيمات على الحدود، لكن السكان في هتاي بخلاف السلطة في أنقرة لا يسارعون الى احتضان الجيران الجدد، فهم يتهمونهم بجميع مشكلاتهم تقريبا من المس بالنساء والانتماء الى القاعدة الى الركود الاقتصادي الذي أصاب المنطقة بسبب وقف التجارة مع سوريا ويُشعر به في كل مكان. وهي اتهامات يمكن ان تبدو معروفة جدا في اسرائيل خصوصا التي تواجه مشكلة لاجئين.
يسود هدوء محزن كورتولوش، وهو الشارع الرئيس في انطاكية. والحوانيت خالية من المشترين ويقعد الرجال بلا عمل في المقاهي. ولا يكف يوسف موطلو وهو صاحب دكان أسياخ كباب عن الشكوى. ‘انظروا هذا الآن وقت الغداء ويوجد هنا في الحاصل العام اثنان أو ثلاثة فقط’.
يقول بشار وكيل، وهو خياط من انطاكية في حزم: ‘لا نريد سوريين آخرين هنا. وللحقيقة أقول انهم لو عادوا الى بيوتهم لكان أفضل، فهم لا يفعلون أي شيء ايجابي في هذه المخيمات، لكن العمل كله توقف في المدينة بسببهم. قبل أكثر من سنة كانت شوارعنا مليئة بالبشر ونمت التجارة وربحنا جميعا مالا طيبا’.
بل يهدد وكيل بأنهم سيشعرون في القريب في كل أنحاء تركيا بالركود الاقتصادي الذي عرفته هتاي. ‘اعتاد الناس ان يبيعوا سوريا النسيج خاصة واشتروا المواد الخام من اسطنبول بحيث سيكون في القريب تأثير دومينو من طرف تركيا الى طرفها الآخر’، يقول ويضيف مواطن آخر: ‘سنبدأ في القريب نسمع بافلاسات ضخمة بل ان العائلات الحسنة الحال جدا على شفا ان تفقد كل ممتلكاتها’.
في الشوارع توتر يومي بين اللاجئين والسكان القدماء الذين يشكون من ‘السوريين ذوي اللحى الكثة والمنظر المخيف’. ويزعم عدد منهم ان الحديث عن ناس من القاعدة متطرفين خطيرين. ‘لا نستطيع منذ جاءوا الاستمتاع بمتنزهاتنا’، اشتكت إيزيل، وهي ربة بيت محلية، ‘انهم يتعرضون للنساء في الشارع ولا يوجد شيء نستطيع فعله’. وتحدث شرطي محلي عن ان عدد السطو على البيوت زاد في الشهرين الاخيرين بنسبة 50 في المائة.
‘توقعنا ان تكون المنطقة العازلة التي تستوعب السوريين الفارين في داخل سوريا’، يقول محمد علي أديب اوغلو، وهو ضابط من هتاي ينتمي الى أحد احزاب المعارضة في تركيا، ‘لكن الحكومة فضلت جعل منطقتنا منطقة حدودية. ويوجد الآن ناس يزعمون أنهم سوريون لكنهم في الحقيقة من افغانستان وليبيا والشيشان ومن دول مختلفة في افريقيا لها علاقات بالقاعدة، وهم يأتون الى هنا لمحاولة انهاء نظام بشار الاسد. ولا يمكن ان يحدث كل هذا من غير علم تركيا’.
يتحدث أديب اوغلو ايضا عن انه في العشرين من تموز اجتازت قافلة غامضة تبلغ نحوا من 30 حافلة منطقة انطاكية متجهة الى مخيم يايلاداجي قرب الحدود. ‘تحدث الناس الذين رأوا القافلة عن ان الكهرباء قطعت في الاماكن التي مرت بها. يبدو أنها حملت سلاحا وناسا الى الحدود السورية’.
علاج مع الابتسام
لكن ليس الأصل العلوي والاحتكاك اليومي مع الغرباء وحدهما يؤديان بالمنطقة الى شفا الانفجار، بل يقوم فوق كل ذلك شعور عدد من السكان بأن حكومتهم تفضل عليهم اللاجئين السوريين. ‘تلقيت طلبا رسميا ان اعالج صحة أسنان السوريين والتزمت السلطات ان تدفع جميع الحسابات’، قال لي غانم تموساوغلو وهو طبيب اسنان محلي. ‘لا تتفضل الحكومة هذا التفضل على مواطنيها، فمن المؤكد اذا أننا نعارض هذا’.
لا يختلف الوضع في المستشفيات كثيرا. يتحدث سليم مكاف رئيس المكتب الطبي في هتاي عن انه قيل للاطباء في هذا المكان مرارا كثيرة ان يفضلوا المعالجين السوريين وان يحرصوا على التبسم حينما يعالجوهم. منذ بدأت موجة اللاجئين أجرى اطباء اتراك أكثر من 500 عملية جراحية لجرحى سوريين. ‘نبذل أفضل ما نستطيع بصفتنا اطباء’، يقول، ‘وتعتني الدولة بالحسابات. الشيء الوحيد الذي نأسف له هو أننا نسمعهم يقولون احيانا انهم لا يريدون ان يعالجهم طبيب علوي. وتوجد الى ذلك حالات كثيرة من التنكيل بالممرضات. نقلت هذه القضايا الى حاكمنا لكننا لم نسمع ردا على ذلك’. ويتحدث مكاف ايضا عن اشاعة سمعها من شرطي محلي تقول ان اردوغان ينوي ان يمنح اللاجئين بيوتا وعملا.
لا يتعلق الجدل في داخل تركيا وفي هتاي خصوصا باللاجئين فقط. فالسكان العلويون في تركيا غاضبون على اردوغان الذي أدار ظهره للاسد ويخشون التأثيرات التي قد تكون لتأييد دولتهم للمتمردين. وتشعر الطائفة العلوية ايضا باضرار خطابة اردوغان بها الذي يوميء في زعمهم الى ان العقيدة العلوية هي التي أفضت الى سفك الدماء في سوريا. ‘يحاول رئيس الوزراء ان ينشيء كتلة سنية بهذه الخطابة’، يزعم بهشات عمر اوغلو، وهو معلم متقاعد، ‘أنا سني وأقول لك برغم ذلك ان هذه السياسة التي تحاول ان تُقسم الشعب ولا سيما في هتاي بين السنيين والعلويين تتجه الى الاتجاه غير الصحيح. أُكتبي هذا’.
ان محمود سونماز، رئيس منظمة صداقة هتاي سوريا على ثقة بأن كل يوم يمر من غير ان يوجد حل للوضع في سوريا يزيد التوتر في المنطقة وخطر ان ينتقل القتال الى دول جارة ايضا ومنها تركيا. ‘لا يحب الناس مواجهة الفظائع التي نفذها السوريون الذين يسكنون هذه المخيمات’، يقول متهما، ‘لكنهم سيتحولون علينا غدا ويهددون السلام هنا. ولهذا يجب على حكومة اردوغان ان تنهي هذه المخيمات فورا وان تكف عن مساعدة نشاطهم العسكري في سوريا. واذا لم يحدث هذا فلا نستطيع سوى ان ندعو الله ان يأتي بمعجزة تمنع هذه النار من احراق المنطقة’.
يجد سونماز اشارة الى نبوءاته الغاضبة في ارتفاع لهب الصراع الدامي المتواصل بين تركيا وحزب العمل الكردي. ففي الشهرين الاخيرين فقط خسرت تركيا 60 جنديا في المعارك مع الاكراد وتتهم حكومة اردوغان النظام السوري بمساعدة المتمردين الاكراد. ان كثيرين في هتاي ومنهم سونماز ايضا على يقين من ان ازدياد هجمات الاكراد قوة ينبع مباشرة من تشديد النغمة التركية على الاسد.
اسرائيل متهمة مرة اخرى
في حين يتهم سكان هتاي اللاجئين بجميع المشكلات اليومية فانه من الواضح لهم ايضا أي الجهات تتحمل تبعة نشوب الاحداث الدامية وراء الحدود. ‘كانت سوريا هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي قاومت السياسة الاستعمارية والصهيونية’، يقول محمود سونماز، ‘هذا هو السبب الذي يجعلهم يريدون القضاء على سلطة الاسد. لا شك في ان اسرائيل والولايات المتحدة هما اللتان تقفان وراء جميع سخافات الديمقراطية والحرية’.
تهز صبرية بلال، زوجة مسؤول رفيع المستوى في حزب المعارضة رأسها علامة الموافقة. ‘ان الولايات المتحدة واسرائيل تتآمران مرة اخرى وتهيجان المنطقة. وهدفهما زيادة الاختلاف في سوريا’، قالت. ‘تحاولان انشاب حرب بين الكتل وجعل الاخوة والاخوات يقتل بعضهم بعضا. من هو بشار الاسد؟ انه علوي وزوجته سنية. ومجلسه الوزاري المصغر سني في أكثره وكذلك الجيش ايضا. وقد نجحوا في حل المشكلات وفي التعالي فوق الفروق الدينية في سوريا، لكن الولايات المتحدة واسرائيل تستعملان الاسلام المتطرف والغوغاء الجهلة لاثارة حرب بين الفصائل’.
ويوافق حسيب يجيتو اوغلو، وهو صاحب مصنع زيت للآلات في حلب على ان اسرائيل والولايات المتحدة تقفان وراء الحرب الأهلية، بل انه يضيف الباعث على ذلك وهو النفط. ‘لا يوجد شيء يمكن ان نقوله للدفاع عن نظام البعث في سوريا’، يقول ‘لكن من الكذب المطلق ان نقول ان الادارة السورية يحكمها العلويون تماما، بل هو حلف يشمل السنيين والمسيحيين ايضا، وقد استقر رأي اللاعبتين القويتين، الولايات المتحدة واسرائيل، على جعل سوريا دولة فيدرالية. وللحقيقة نقول ان هذه هي صورة الحكم الأنسب لسوريا، لكنهما تفعلان ذلك لأنهما محتاجتان الى جعل النفط من كركوك في العراق يظل يتدفق على اسواق في اوروبا ويوصل في الطريق ايضا بحيفا’.
ليست هذه النظرية ثمرة خيال يجيتو اوغلو فقط بل يؤيدها في واقع الامر كثيرون في هتاي، فهم يقولون ان القوى العظمى ومنها اسرائيل قد استقر رأيها على ربط المحافظات الكردية في العراق بسوريا بأنابيب نفط توصل بها اسرائيل ايضا. ويوجد ايضا جانب امني في الخطة. ‘توشك اسرائيل ان تعزز أمنها بانشاء لبنان أكبر’، يزعم حسان الذي كان يتولى في الماضي وظيفة حكومية رسمية في تركيا. ‘سيتصل لبنان اليوم بالجزء الذي سيحكمه العلويون من سوريا الجديدة في منطقة اللاذقية وبهذا تنتهي سلطة حزب الله وتأثيره في الدولة’.
ان اللاجئين السوريين هم الذين لا يتقبلون تفسيرات سكان هتاي التي تقول ان اسرائيل مسؤولة عن الحرب الدامية في سوريا. فهم لا يرون أية صلة بين القدس وبلدهم النازف. ‘كان هذا هو الزمن الصحيح لنهوضنا وقتالنا عن حقوقنا وحريتنا’، يقول دوران رضا الذي انشق عن الجيش السوري. ‘كانت وحدتي العسكرية في اللاذقية وطلب الينا ان نقمع التمرد وأمرتنا الاوامر العسكرية باطلاق النار على المتظاهرين وانشق نصف جنود وحدتي، لم نستطع فعل ذلك’.
في حين كان رضا يتحدث كان ابن عمه سميل يقف الى جانبه ويهز رأسه. ‘ان ما لا يفهمه الناس هو أننا أملنا في البداية حقا ان يكون بشار الاسد مختلفا عن أبيه’، يقول سميل. ‘وقد كان مختلفا في البداية حقا لكنه لم يظهر ما يكفي من التصميم والقوة لتغيير الجهاز وخيب ذلك آمالنا جميعا. وليس لنا علم الآن ما الذي ينتظرنا نحن السوريين في المستقبل’.
تولين دالوغلو ـ لواء الاسكندرية
يديعوت 10/8/2012
اسرائيل تخشى من الجهاديين على حدودها.. وباحث يقول: البديل عن الاسد هو ‘القاعدة‘
هيغ: نتصل مع الجيش الحر ونوفر الادوية للخارج ونسعى لمنع ‘القاعدة’ من ملء الفراغ
لندن ـ’القدس العربي’: الساعات الاخيرة للمقاتلين المجهدين في حي صلاح الدين قبل ان تقرر مجموعاتهم الانسحاب تحت وطأة تقدم الجيش النظامي، والتأكيد على هوية المقاتلين ذوي التوجه الاسلامي الذين باتوا يشكلون علامة الثورة، ومخاوف اسرائيلية من تواجد مجموعات جهادية على حدودها، وخطط بريطانيا لما بعد الاسد والاهم من ذلك الجريمة التي تغمر سورية ومدنها، عناوين وتوجهات صحف في بريطانيا وامريكا.
جرائم واختطاف
فصحيفة ‘نيويورك تايمز’ تركز على مشاكل الجريمة التي نشأت عن انهيار معظم مؤسسات الدولة بسبب القتال، فمن درعا التي بدأت فيها الثورة الى حمص ودمشق وحتى في الاحياء التي لم تشهد سوى اشتباكات قصيرة اصبح فيها الضعفاء فريسة للصوص، فلم يعد اللصوص يخافون ملاحقة الشرطة بسبب فراغ مراكز الامن التي تركها جنودها وضباطها فارغة. كما وتنتشر عمليات الخطف لرجال الاعمال وتذكر في هذ السياق الصحيفة قصة رجل اعمال من حلب كان في طريقه لسيارته حيث اوقفه ثلاثة تحت تهديد السلاح وطلبوا منه ركوب سيارته ـ وظن رجل الاعمال ان الحكومة هي التي اعتقلته لكن عندما عصبت عينيه وقام خاطفوه بعمل مكالمة هاتفية عرف دوافعهم الحقيقية.
ويكتشف رجل الاعمال ان المكالمة كانت لعائلته، حيث طلبوا منها 15 مليون ليرة سورية اي ما يقارب 200 الف دولار. ومع ان المقاتلين يحاولون ملء الفراغ في المناطق التي يسيطرون عليها، وتنظيم دوريات لحماية المواطنين الا ان استمرار المعارك واهتمامهم بأمنهم يجعل من قدرتهم على السيطرة على الامور المدنية محدودة. وبسبب غياب الحكومة وعجز المقاتلين فقد بدأ المواطنون باتخاذ اجراءاتهم الاحتياطية، فهم عندما يخرجون لا يضعون في جيوبهم المال، ويقوم رجال الاعمال والمواطنين العاديين بوضع الاقفال على بيوتهم لمنع المجرمين واللصوص الانتهازيين من اقتحامها، ويقول مواطنون في حلب وغيرها من المدن انهم الآن يدفنون مجوهراتهم ويخبئون المقتنيات الثمينة، وتقول مواطنة في حلب اسمها ياسمين ان لا احد يرغب بترك بيته لانهم لا يعرفون من سيأتي ويسرق ما فيه، ووصفت الوضع بالفوضى وغياب القانون والخوف بين السكان، فمن كثرة المجرمين في الشوارع لم يعد المواطن يعرف من سيختطفه ويطلب فدية من عائلته. ويقول رجال اعمال ان في حلب التي انزلقت نحو الفوضى ان العصابات الاجرامية انتشرت في الشوارع خارج المدينة الذين كان يأخذون كل ما تقع عليه ايديهم، لدرجة قيام رجل اعمال في مجال استيراد السيارات بنقلها للعراق بسبب غياب الامن.
ويضيف التقرير ان قصص الاختطاف بدأت تنتشر منذ اذار ( مارس) عندما قالت الحكومة انها استعادت المدن الثائرة حيث تبدأ الفدية من 75 الفا ثم تخفض بعد المفاوضات للخمس. ويشير التقرير الى ان خبرات المجرمين تحسنت مع استمرار العنف ولم يعد المواطن يأمن حمل النقود وهو في بيته حيث يقوم اللصوص باقتحامها في وضح النهار.
وتتهم المعارضة النظام السوري بفتح المجال امام الجريمة والتي قالوا انها بدأت بالانتشار منذ العام الماضي حيث ادت المعارك الى هروب جماعي للسكان مما سهل على المجرمين الدخول للاحياء الفارغة وسرقة المحلات والبيوت فيها. ومع السرقة تنتشر عمليات الاغتصاب حيث سجلت منظمة حقوق انسان ‘نساء تحت الحصار’ حوالي 100 حالة منذ بداية الحرب. ويقول الناشطون ان الشبيحة هم جزء من المشكلة ولكن السرقات تحصل امام طوابير الخبز في المناطق التي يقولون انهم يسيطرون عليها.
سلفيون وجهاديون
الجريمة هي وجه تهديد كبير باتت تؤثر على العلاقات الاجتماعية وقد لا يكون مهما الا للسوريين انفسهم ضحايا النظام واللصوص معا، لكن ما يقلق الغرب وامريكا هو التهديد الذي تمثله جماعات المقاتلين الاسلاميين، ففي الوقت الذي تتأكد هوية الثورة الاسلامية تؤكد تقارير دور الجهاديين فيها. ففي تقرير نشرته صحيفة ‘الفايننشال تايمز’ جاء فيه ان المقاتلين السوريين يدفعهم الواجب الديني في حربهم التي مضى عليها اكثر من 17 شهرا ضد نظام الاسد، وقد اكد التيار السلفي وجوده في الانتفاضة لدرجة ان بعض المقاتلين اطلقوا لحاهم بل وقال احد قادة كتائبهم في مدينة حمص انه مستعد لقول انه من القاعدة من اجل ازعاج النظام الذي القى باللائمة على ما يحدث في سورية على القاعدة والجماعات الارهابية الاجرامية المدعومة من دول اجنبية.
وفي البداية لم يكن للانتفاضة اي طابع ديني اسلامي وظل قادة الجيش الحر ينفون وجودهم ثم اخذوا يقللون من وجودهم وبعد ذلك صاروا يتحدثون عن محالاوت احتوائهم او التعاون معهم، واخذت تنتشر القصص ان مقاتلي الجيش الحر او بعضهم يطلقون لحاهم كي يحصلوا على الدعم العسكري ومن الجماعات السلفية التي تحصل على تمويل احسن من الجيش الحر من شيوخ السلفية في السعودية وقطر ودول الخليج الاخرى. ويقول تقرير الصحيفة البريطانية انه وبسبب الاجراءات القمعية التي مارسها النظام ضد الانتفاضة السلمية فانها اصبحت متشددة ولان غالبية المنتفضين فيها من السنة الذين يقاتلون نظاما علويا، فقد اخذت الجماعات السلفية والاسلامية تعتبر انها تقاتل عدوا للاسلام وان ما تقوم به هو جهاد. ويعيد التقرير دخول الجماعات السلفية والجهادية الى طبيعة المقاومة المتشرذمة، مما ادى لدخول عدد وان كان محدودا من مقاتلي القاعدة الذين جاءوا من العراق او من دول عربية حيث شوهدوا عند معبر باب الهوى الذي سيطروا عليه الشهر الماضي.
ونقلت عن متحدث باسم الجيش الحر ان ما مجموعه اربع الى خمس جماعات جهادية اجنبية تعمل في منطقة ادلب في شمال سورية، ويقول التقرير ان العديد منها رحب بها ان لم تستقبل بحرارة لانها تحمل معها النقد والسلاح. وعادة ما يفرق المحللون بين السلفية المحلية السورية التي حمل اتباعها السلاح بسبب ممارسات النظام وبين الجهاديين الاجانب، فالجيش الحر ينظر بالشك لجبهة النصرة التي اعلنت مسؤوليتها عن سلسلة من العمليات الانتحارية فيما يتعاون من جبهة احرار الشام التي تقول انها لا تستهدف الا عناصر الشبيحة ومسؤولي النظام وانها الغت عمليات عدة بعد اكتشافها انها ستؤثر على المدنيين، ويقول باحث ان السلفيين السوريين، هم سلفيون في العقيدة وطنيون في الانتماء ويتمسكون بشعارات الثورة اما القاعدة فايديولوجيتها عالمية وعلمها ‘اسود’.
وكانت تقارير قد اشارت الى قيام جماعات الاخوان المسلمين التي عادت للنشاط بعد عقود من المنع للعمل في سورية حيث يقال انها قامت بانشاء خطط امداداتها الخاص وفرقها العسكرية. ويقلل الكثيرون من اهمية القاعدة في سورية واثرها في الانتفاضة السورية لان السوريين معتدلون في تدينهم بشكل عام وان انتشرت بينهم المظاهر السلفية والجماعات التي تنحو في خطابها منحى طائفيا. وهذا الحديث ليس مقنعا للغرب ولا لامريكا التي رفضت حتى الان تسليح الجيش الحر بشكل علني، خشية ان تقع الاسلحة في يد المقاتلين وارسلت فريقا من الاستخبارات ـ سي اي ايه ـ لمراقبة وصول الاسلحة المشتراة بمال قطري وسعودي، للايدي التي تستحقها.
اسرائيل خائفة
والمخاوف الامريكية هذه تقرن بالمخاوف الاسرائيلية، فقد نشرت صحيفة ‘ديلي تلغراف’ تحليلا نقلته عن ‘ديلي بيست’ الامريكية حللت فيه مخاطر الجماعات الجهادية على حدودها في ضوء هجوم يوم الاحد الذي ادى لمقتل 16 جنديا مصريا، وقد اثار الحادث مخاوف اسرائيل من تزايد وجود الجماعات الجهادية على حدودها مع مصر وغزة وحديثا مع سورية. ونقل التقرير عن ديفيد بوكيه المحاضر في جامعة حيفا قوله ان اسرائيل استفاقت اخيرا على حقيقة ان عدم الاستقرار في سورية ومصر ايضا يسمح بدخول الجهاديين، وقال الباحث ‘على الناس ان يفهموا ان البديل عن بشار الاسد هي القاعدة’. ومع ان القتال لم يصل الى مرتفعات الجولان التي تحتلها اسرائيل منذ عام 1967 الا ان ضعف السلطة المركزية وخطر وقوع الاسلحة الكيماوية في يد الجماعات الجهادية، اثار مخاوف الكثيرين وتقول الصحيفة ان بوكيه واحد من الاصوات الحادة التي تدعو الولايات المتحدة لدعم بشار الاسد بدلا من المقاتلين وانها اخطأت في دعم المقاتلين الاسلاميين في ليبيا حيث يقول ان الحكومة التي حلت محل القذافي تساعد جماعات التمرد الاسلامية في المنطقة. ومع ان المسوؤولين الحكوميين والعسكريين الاسرائيليين يرفضون تقييم بوكيه ويرون انه في سقوط الاسد انهيار للمصالح الايرانية في المنطقة الا انهم يشاركونه المخاوف من ناحية تزايد الجهاديين في المنطقة.
واشار التقرير الى اجتماع مغلق حذر فيه مدير الاستخبارات العسكرية افيف كوتشافي من تحول هضبة الجولان لساحة للجهاد العالمي. ويشيرون الاسرائيليون الى ان مصر مختلفة، فقد جلبت الانتخابات الاسلامي محمد مرسي الذي يقولون انه متردد في التعاون الامني معهم، على الرغم من اصداره امرا بملاحقة المتطرفين في سيناء وقصفهم. ونقلت عن الجنرال الاسرائيلي المتقاعد دان هاريل قوله ان اسرائيل لا تسيطر بشكل كامل على المنطقة ولكن الاصوليين الاسلاميين الذين يفعلون ما يشاءون في سيناء، الذين لا يعرف عنهم الا القليل.
الساعات الاخيرة في حلب
ووصف تقرير خاص لصحيفة ‘اندبندنت’ خروج المقاتلين من حي صلاح الدين في حلب، بانه بدأ بمجموعة من المقاتلين بدأوا بالانسحاب بعد ليلتين من السهر والتعب والخوف من ان قوات الحكومة قد حاصرتهم كي ينتهي بانسحاب كامل، فقد تخلى المقاتلون عن جبهة قاتلوا عنها بتصميم مدة 12 يوما، خلال قصف شديد من الجو ومن المدفعية ولم يتوقف ساعة واحدة، ولم يستطع المقاتلون على الرغم من المحاولات المستمرة لمنع تقدم الدبابات للحي.
ويقول التقرير ان الخرق الذي احدثه النظام في جبهة المقاتلين يعني انه يتقدم، فبامكان الجيش الان جلب تعزيزات للحميدية التي يسيطر عليها وربطها مع قواته قرب القلعة ومع المطار. واضاف ان الجيش الحر اعترف بسقوط الحي حيث نقل عن احد قادته ان الجيش قرر الانسحاب تكتيكيا، مشيرا ان الجيش الحر كان يسيطر عليه بشكل كامل لولا القصف الذي لا يرحم الذي تعرضوا له.
ووصف التقرير الطريقة التي اخلى فيها المقاتلون مقر قيادتهم في مدرسة في بستان القصر حيث نقل عن عبدالله فوزي احد الضباط ان الجيش يحاصرهم من كافة الجهات ومن الخطورة بمكان البقاء فيه، مشيرا انه يحملون معهم ما يمكن حمله، وقال احدهم ان الجيش الحر سيعود مرة اخرى ولكن الان يجب اخذ راحة. وكان اول المقاتلين الذين جاءوا من الارياف حيث زعم الجيش الحر ان عدد المقاتلين في حي صلاح الدين كان 20 الفا الا ان التقرير يقول ان عددهم نصف ذلك.
وكان من بين المنسحبين رجال كتيبة ابو بكر من بلدة الباب حيث طاف قائدها على الحي وطمأن من بقي فيه انهم عائدون، وعلل خروجه وجماعته بانه لا داعي لخسارة ارواح وفي النهاية لم يعد لديه ورجاله ما يكفي من السلاح.
ويقول التقرير ان اول الهاربين كان رجال فرقة اسلامية، حيث قالوا ان الاسد كان سيهزم لو توفر عدد كبير من الجهاديين. وعلق مقاتل قائلا ان الجهاديين ظلوا يتحدثون عن خبراتهم في العراق وصناعة المتفجرات ولم يظهر منهم اي شيء في النهاية. وقال التقرير ان القصف على الحي ادى قتلى مدنيين، وانه دخل اليه وبرفقته رجال المخابرات والشبيحة الذين اخذوا يفتشون بيوته بيتا بيتا.
واشار تقرير ‘الغارديان’ ان قادة الجيش الحر يقولون ان الانسحاب لم يؤثر على معنويات المقاتلين، مشيرا الى ان الجميع متفق من قادته وجنوده على اهمية انشاء منطقة آمنة، حيث قال احد قادتهم لا يريدون ‘بنادق ولا اسلحة فقط القدرة على التخلص من الطائرات التي تقتلنا’.
ضابط إسرائيلي كبير: مؤشرات لتقسيم سورية إلى أربعة كانتونات بعد سقوط الأسد ‘كردية.. علوية.. سنية.. درزية‘
رأى أن إيران وحزب الله في حالة توتر جراء الأوضاع في دمشق
تل أبيب ـ يو بي آي: تحدث ضابط في هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي عن مؤشرات لتقسيم سورية بعد سقوط الرئيس بشار الأسد إلى أربع كانتونات، ورأى أن إيران وحزب الله في حالة توتر جراء الأوضاع في سورية، وشدد على أن الجيش الإسرائيلي أعد الخطط العسكرية لمهاجمة إيران في حال قررت حكومة إسرائيل ذلك.
وقال الضابط، الذي طلب عدم ذكر اسمه، في مقابلة مع يونايتد برس انترناشونال ‘لدينا انطباع بأنه يوجد احتمال جيد لنشوء كانتونات في سورية، وإذا استمر الوضع بشكله الحالي فإنه سيكون هناك إقليم كردي في الشمال وأصبحنا نرى مؤشرات لذلك، وإقليم علوي في منطقة الساحل يشمل مدينتي طرطوس واللاذقية، وإقليم سني، وإقليم درزي في جبل الدروز’.
ونفى الضابط أن يكون تقسيم سورية مصلحة إسرائيلية وقال إن ‘مصلحتنا تكمن في وجود حكم مركزي في سورية، وعندها سيكون هناك حكما متكتلا ويتحمل المسؤولية عن السلاح الكيميائي’.
ورأى الضابط الإسرائيلي أن ‘التأثير الأهم، بنظري، لما يحدث في سورية هو أن محور طهران ـ دمشق ـ بيروت (أي حزب الله) سيتضرر، فهذا هو المحور الذي تمر من خلاله الأسلحة، ولذلك فإننا نرى أن الإيرانيين قلقون للغاية مما يحدث في سورية، لأن السؤال لم يعد إذا كان الأسد سيسقط وإنما متى سيحدث هذا، وأعتقد أن الروس يعرفون أيضا أن هذه مسألة وقت وحسب’.
ووفقا للضابط الإسرائيلي فإن ‘الأسد بدأ يفقد السيطرة على البلاد، وفي الضواحي فقد هذه السيطرة وهناك موجة فرار جنود وضباط كبيرة، وأحيانا تنشق عن الجيش السوري وحدات كاملة’.
لكن الضابط اعترف أن ‘القاعدة الأساسية للجيش السوري ما زالت موالية للأسد’ وأن ‘الأسد ما زال موجودا في دمشق، وكذلك معظم عائلته، ويصعب الإجابة على السؤال إلى متى سيبقى هناك، والأمر الأصعب هو ما إذا كان الأسد سيستخدم سلاحا كيميائيا ضد شعبه’.
وتطرق الضابط إلى المعارضة المسلحة التي تطلق عليها وسائل الإعلام في إسرائيل اسم ‘المتمردين’، وقال إنه ‘يوجد ألوان كثيرة للمتمردين، فهناك المنشقين عن الجيش والفارين منه وهناك الجهاد العالمي والإخوان المسلمين، وجميعهم ينشطون تحت غطاء المتمردين، وهذا الوضع يضع تحديات كبيرة أمامنا إذ لا أحد يعرف ماذا سيحدث بعد سقوط الأسد’.
وأردف أن ‘الأمر الذي يهمنا كثيرا هو ما سيحدث للسلاح الاستراتيجي في سورية، والجيش الإسرائيلي يدرس هذا الأمر بشكل عميق ويتابعه من أجل معرفة ما إذا كان سيسقط بأيدي حزب الله ومنظمات إرهابية أخرى’.
وقال الضابط الإسرائيلي ‘في ظروف معينة، يوجد لدى الجيش الإسرائيلي القدرة على منع تسرب أسلحة، كيميائية، كهذه إلى تنظيمات إرهابية’.
وأشار الضابط إلى أن الجيش الإسرائيلي عزز قواته في هضبة الجولان وحسّن الشريط الحدودي فيها وقام ببناء عقبات واستحكامات في محاولة لضمان الأمن والهدوء في المنطقة الحدودية وقال ‘لا يوجد في هذه الخطوات أية خطوة هجومية وإنما جميعها هي خطوات دفاعية’. وأضاف ‘يوجد تزايد في الأحداث عند الحدود، رغم أنها ما زالت أحداثا صغيرة، فعدد المواطنين (السوريين) الذين يصلون إلى هناك ارتفع، كذلك ازداد عدد العناصر التي تصل إلى الشريط الحدودي ويلقون قنابل نحوه، لكن في هذه المرحلة لا نرى أن هناك لاجئين يأتون باتجاه إسرائيل’.
وحول احتمال تدخل عسكري إسرائيلي في سورية قال الضابط إنه ‘إذا رأينا أن الأحداث في سورية بدأت تتطور نحو عمليات إرهابية موجهة ضدنا فإننا لن نبقى مكتوفي الأيدي، والتخوف هو من وصول عناصر الجهاد العالمي في سورية إلى الحدود في الجولان وهذا تحدي كبير بالنسبة لإسرائيل’.
وتطرق الضابط في هيئة أركان الجيش الإسرائيلي إلى لبنان واعتبر أن أمين عام حزب الله حسن نصر الله ‘موجود في حالة توتر بسبب الوضع في سورية، وقد أخذ يلقي مؤخرا خطابات أكثر من الماضي، كما أن الشريط المصور الذي بثه لعملية الاختطاف (للجنود الإسرائيليين في تموز/يوليو العام 2006) يدل على توتره وأنه يفقد سورية، إضافة إلى أن مكانته أخذت تتقوض’. لكن الضابط استبعد أن يؤثر ذلك على قوة حزب الله العسكرية وأن ‘قوته تتعزز بشكل كبير بالعتاد العسكري والصواريخ’.
وفي ما يتعلق بمصر وخاصة ما يحدث في شمال سيناء حيث قتل مسلحون 16 شرطيا مصريا مساء يوم الأحد الماضي، قال الضابط الإسرائيلي إنه ‘في كل مكان لا يوجد فيه حكم يوجد إرهاب عالمي’ في إشارة إلى تنظيمات الجهاد العالمي.
وأضاف أن الإرهاب في شمال سيناء هو ‘تجارة بالنسبة للعشائر البدوية، مثل الترابين والعزازمة، التي عملت طوال الوقت في مجال التهريب، بدءا من تهريب النساء واللاجئين (الأفارقة إلى إسرائيل) والسجائر والسلاح، والآن يهربون هجمات، وهذا يتم مقابل المال، إذ يتم دفع المال للعشائر مقابل تنفيذ هجمات، وهكذا تحولت سيناء إلى دفيئة للإرهاب’.
ورأى الضابط أن ‘الهجوم الأخير كان بمثابة راية حمراء تجاه مصر وليس لنا ولذلك لم يفاجئنا رد فعل (الرئيس المصري محمد) مرسي، لكن السؤال هو هل رد الفعل هذا جاء بهدف الانتقام لمقتل الشرطيين المصريين أم أنه خطة عمل’.
وأشار إلى أن هناك ‘اتصالات بين الجيش الإسرائيلي والجيش المصري عند الحدود ويوجد تعاون فيما بيننا أيضا، لكن علينا أن نرى ما سيحدث في مصر وما إذا كان هذا هجوم منفرد أم ستتبعه هجمات أخرى’.
وقال الضابط الإسرائيلي إنه ‘توجد خيوط تربط هذا الهجوم بقطاع غزة، وأنا أقول من القطاع وليس حماس ولكن حماس مسؤولة عما يجري في قطاع غزة ولذلك كان رد فعل (رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل) هنية شديدا بهذا الشكل’. وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بيني غانتس هدد مؤخرا بشن عملية عسكرية واسعة ضد قطاع غزة.
وقال الضابط إن ‘قطاع غزة، قياسا بمساحته، هو أكبر مخزن أسلحة في العالم ويتجمع فيه أكبر عدد من التنظيمات الإرهابية ولكل تنظيم يوجد منشقون عنه، ولذلك فإن هنية قلق جدا من شكل رد فعل مرسي تجاه القطاع’.
وأضاف ‘توجد تحذيرات من شن هجمات من غزة ضد إسرائيل ولذلك قال رئيس أركان الجيش إنه في نهاية المطاف سنضطر إلى العمل عسكريا، فنحن كدولة لها سيادة لا يمكننا أن نقبل بتهديد سكان جنوب البلاد بالصواريخ كل شهرين أو ثلاثة ووفقا لمزاج ناشط في تنظيم مسلح في القطاع’.
وتابع أن ‘الجيش الإسرائيلي جاهز لشن عملية عسكرية في غزة ووفقا للخطط فإن هذه ستكون هذه عملية شديدة للغاية’.
وخلافا للوضع في غزة فإن الضفة الغربية، وفقا للضابط الإسرائيلي، هي ‘أهدأ مكان في الشرق الأوسط الآن وأبو مازن (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) وسلام فياض (رئيس الوزراء الفلسطيني) يديران الأمور بحكمة، وهما يناضلان ضد إسرائيل بوسائل ناعمة، من خلال المحكمة الدولية في لاهاي والتظاهرات الشعبية’.
وبدا أن الضابط العضو في أعلى هيئة عسكرية يرغب بالابتعاد عن الحديث حول الموضوع الإيراني، خاصة أن كافة التقارير تجمع على أن قادة الجيش يعارضون هجوما عسكريا منفردا ضد إيران وذلك على عكس موقف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إيهود باراك.
وتهرب الضابط من الإجابة على سؤال حول موقف الجيش الإسرائيلي من مهاجمة إيران وكرر اللازمة الإسرائيلية بأن ‘إيران هي الدولة الوحيدة في العالم التي تطور سلاحا نوويا وفي الوقت نفسه تهدد بالقضاء على دولة’ في إشارة إلى تصريح الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بأنه ‘يجب محو إسرائيل عن الخريطة’.
وأضاف الضابط الإسرائيلي أن ‘الجيش يقول رأيه، ليس من خلال وسائل الإعلام، وإنما في المداولات المغلقة’ وأردف ملمحا إلى الخلاف بين القيادتين السياسية والعسكرية أنه ‘في نهاية المطاف نحن نعيش في دولة ديمقراطية والقيادة السياسية هي التي تقرر والجيش ينفذ’.
وقال الضابط ‘نحن نستعد للخيار العسكري (ضد إيران)، وقد قال رئيس أركان الجيش (غانتس) إن ‘جميع الخيارات على الطاولة، وبالنسبة لي هذه خطة عمل’ وهذا كلام واضح حول استعدادنا لتنفيذ هجوم في حال صدور القرار’.
لكنه اعترف بأن إسرائيل لا تتخوف من هجوم نووي إيراني ضدها، وإنما تتحسب من ثلاثة أمور أساسية، حسبما أوضح الضابط، وهي سباق تسلح نووي بين دول الشرق الأوسط، وتوازن الردع، والأمر الثالث هو احتمال تسرب خبرات ومواد نووية من إيران إلى منظمات ‘إرهابية’ وخاصة الجهاد العالمي.
وخلص الضابط إلى التأكيد على أن إسرائيل تستعد لبناء قوتها العسكرية بشكل يمكنها من مهاجمة إيران لوحدها وأن ‘إسرائيل تعتمد على نفسها قبل أي شيء آخر’.
الدبلوماسي «العتيق» يطلب تفويضاً واسعاً… ودمشق تتحفّظ على تسميته
الأخضر الإبراهيمي: خليفة كوفي أنان؟
هل يقبل الأخضر الإبراهيمي خلافة كوفي أنان مبعوثاً خاصاً للأمم المتحدة والجامعة العربية في سوريا؟ سؤال يبقى جوابه برسم الدبلوماسي الجزائري المخضرم، ومجموعة الدول المؤثرة في الأزمة السورية
عثمان تزغارت, نزار عبود
باريس ــ نيويورك | كشفت مصادر دبلوماسية، في نيويورك، أول من أمس، أن الأمين العام للمنظمة الدولية، بان كي مون، وقع اختياره على الدبلوماسي الجزائري المخضرم الأخضر الإبراهيمي لخلافة كوفي أنان. وإذا وافق هذا الأخير على تولي المهمة، يُرتقب الإعلان رسمياً عن تكليفه في مطلع الأسبوع المقبل.
واعتذر الأخضر الإبراهيمي عن الإدلاء بأي تصريح في هذا الشأن في الوقت الحالي. لكن مقربين منه قالوا لـ«الأخبار» إنه «لا يزال يفكّر في الأمر، ولم يحسم قراره نهائياً». وأضافت المصادر إن الإبراهيمي «يريد تفويضاً قوياً من مجلس الأمن، والتزاماً واضحاً من الدول الأعضاء بدعم مساعي الوساطة الأممية في سوريا، لتفادي الوصول إلى الطريق المسدود الذي انتهى إليه خلفه كوفي أنان».
وكان الأخضر الإبراهيمي قد تقاعد من المنظمة الأممية منذ عام 2005. ورفض في السنوات الأخيرة مقترحات عدة بتولي مناصب وزارية في بلاده، متذرعاً بأسباب صحية. لكن ذلك لم يمنعه من قبول بعض المهمات المؤقتة لحساب المنظمة الأممية، ومن أبرزها تكليفه من قبل الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بالإشراف على تحقيق دولي حول التفجير الذي استهدف مقر المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة في الجزائر، يوم 11 كانون الأول عام 2007. وخلال السنوات الخمس الأخيرة، اقتصرت نشاطات الأخضر الإبراهيمي على عضوية «لجنة الحكماء» الدولية، التي تعنى بمعالجة بؤر التوتر والنزاعات عبر العالم، والتي تضم بين أعضائها الزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا، والرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر، وكان من أعضائها، أيضاً، الرئيس الجزائري الراحل أحمد بن بلة.
وأصدرت اللجنة، أمس، بياناً على لسان الأخضر الإبراهيمي دعا فيه الدول الأعضاء في مجلس الأمن إلى «الإجماع على موقف موحد من الأزمة السورية». لكن البيان لم يشر بصراحة إلى ترشيح الإبراهيمي لخلافة أنان، ولم يتطرق إلى مدى استعداده قبول هذه المهمة الشائكة، وطبيعة الشروط التي سيطرحها على المنظمة الأممية. وجاء في البيان أن «ملايين السوريين يريدون السلام، وليس بإمكان قادة العالم أن يظلوا منقسمين لفترة أطول، متجاهلين دعواتهم». وتابع: «على السوريين أن يجتمعوا معاً كأمة واحدة من أجل التوصل إلى صيغة توافقية جديدة. هذا هو السبيل الوحيد لتمكين جميع السوريين من العيش معاً بسلام في مجتمع لا يقوم على الخوف والانتقام، بل على التسامح». وتضمن بيان لجنة الحكماء تصريحات للرئيس الفنلندي السابق مارتي اهتيساري، الذي طرح اسمه، أيضاً، خليفة محتملاً لأنان.
وبالرغم من تقدمه في العمر (78 سنة )، فإن الأوساط الدبلوماسية الدولية أجمعت على أن الأخضر الإبراهيمي هو «الشخصية الأمثل لخلافة كوفي أنان»، وذلك لخبرته الواسعة في مساعي الوساطة في العديد من النزاعات والحروب عبر العالم. كما أنه ليس غريباً عن سوريا، فأول مهمة وساطة دولية أُسندت له تمثلت في مصالحة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات والرئيس السوري حافظ الأسد، سنة 1982، بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان، وخروج المقاومة الفلسطينية من بيروت. كان الإبراهيمي آنذاك، مستشاراً دبلوماسياً للرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد، وخوّله نجاحه في تلك الوساطة الالتحاق بالجامعة العربية أميناً عاماً مساعداً (1984 ـ 1991). وترأس عام 1989 «اللجنة الثلاثية» التي توّلت نزع فتيل الحرب الأهلية اللبنانية، وتكلّلت جهودها بتوقيع «اتفاق الطائف». وبعدما تولى منصب وزير خارجية الجزائر (1991 ـ 1992)، التحق بمنظمة الأمم المتحدة منسقاً لمؤتمر الأمم المتحدة للبيئة والتنمية، الذي عُقد في ريو دي جانيرو، سنة 1992. وفي السنة التالية، بدأ مشواره الطويل مبعوثاً خاصاً للأمم المتحدة في العديد من الدول التي شهدت نزاعات أو حروباً أهلية. بداية في جنوب أفريقيا الخارجة من «الأبارتهيد» (1993 ـ 1994)، ثم هايتي (1994 ـ 1996). وبعدها عُيِّن مبعوثاً أممياً في أفغانستان مرتين، من 1997 إلى 1999، ثم بعد إطاحة «طالبان» عام 2001، وصولاً إلى العراق التي عُينّ مبعوثاً أممياً فيها بعد الاحتلال الأميركي عام 2003.
بذلك يدرك الأخضر الإبراهيمي، أكثر من غيره، حدود الدبلوماسية الأممية ومواطن الضعف فيها. ما يفسّر، بلا شك، اشتراطه تفويضاً بالإجماع من مجلس الأمن، لمنح وساطته المرتقبة في سوريا ثقلاً فعلياً في مواجهة أطروحات التدخل العسكري، التي تسعى إلى تعطيل أي تسوية سلمية ممكنة للأزمة السورية.
وأعرب دبلوماسيون، طلبوا عدم ذكر اسمهم، عن ثقتهم بأن المبعوث الجديد «سيكون الإبراهيمي»، مؤكدين أنه «خيار الأمين العام للأمم المتحدة» بان كي مون. غير أن هذا الخيار دونه عقبات، فقد ذكرت مصادر لـ«الأخبار» أن هناك تحفظات على الإبراهيمي من عدد من الدول. إذ تتحفظ دمشق، أيضاً على تعيينه، وترى أن الإبراهيمي سيمثل التفافاً على معارضتها لدور تؤديه جامعة الدول العربية في الأزمة السورية. هذا الدور رفضته دمشق بشدة في السابق، ورفضت على مدى ثلاثة أشهر زيارة ناصر القدوة، نائب كوفي أنان، لدمشق بالرغم من كل الانتقادات الدولية لها، بما في ذلك انتقادات مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة.
وفي هذا الإطار، عقد اجتماع بين مندوب سوريا بشار الجعفري ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤن السياسية جيفري فيلتمان تناول موضوع البديل لكوفي أنان وولاية بعثة المراقبة الدولية «أونسميس» في المرحلة المقبلة، لكن من دون تسمية مبعوث دولي بعينه.
الجعفري أخذ على الأمم المتحدة تسريب أسماء قبل التشاور مع دمشق، فردّ فيلتمان بأن كل الأسماء المتداولة تندرج في إطار التكهنات الإعلامية ولا أساس لها، لكن ذلك لا يعني أن الأسماء التي ذكرت مستبعدة.
وأشارت مصادر إلى أن المعارضة السورية لا تعني أن موسكو وطهران لن تمارسا الضغط على دمشق لقبول الإبراهيمي إذا كان الرجل يحمل أفكاراً وتفويضاً مساعداً على الحلّ السياسي للأزمة المستفحلة.
الجدير بالذكر أن اسم الأخضر الإبراهيمي مطروح للتشاور، لكن التحفظ عليه يأتي أيضاً من الولايات المتحدة التي رفضت منحه دوراً في أفغانستان عندما طرحه الجنرال دوغلاس لوت ليكون مبعوثاً دولياً خاصاً فيها. وكانت المعارضة من هيلاري كلينتون شخصياً وفضّلت ريتشارد هولبروك عليه.
من جهة أخرى، رفض متحدث باسم الأمين العام التكهن حول هوية الشخصية الأوفر حظاً للحلول محل أنان. وقال إدواردو ديل بوي، نائب الناطق الرسمي إنه لن يدخل في لعبة التكهنات وإن الأمين العام سيعلن الأمر في بيان رسمي فور اتخاذ قرار بذلك. ولم يحدد موعداً.
إلى ذلك، وضعت مصادر مطلعة الأنباء حول تعيين الإبراهيمي في خانة التكهنات الصحافية. ومن الأسماء الأخرى التي طرحت، وجرى استبعادها، محمد البرادعي الذي أغضب الولايات المتحدة في الموضوع النووي الإيراني، ورفضت التجديد له مديراً للوكالة الدولية للطاقة الذرية. كما ذكر اسم مارتي اهتيساري، الفنلندي الذي لا تقبله موسكو. وهناك غرو هارلم برونتلاند، وساداكو أوغاتا، اللذان كانا مسؤولان دوليان لشؤون الإغاثة في التسعينيات من القرن الماضي.
حلب تعوّض الانشقاق… ولا تحسم النزاع
بعد دمشق، يستعد الرئيس بشّار الأسد لربح حلب كما يشيع. كلتا المدينتين اللتين شكّلتا عصب النظام وقوته، خسرتهما المعارضة عسكرياً وسياسياً، وأعادتاها إلى الريف ومنعتاها من التحوّل مفاوضاً حتمياً يُرغم الرئيس على نقل السلطة
نقولا ناصيف
لم تنتهِ حرب حلب تماماً. إلا أنها توشك على ذلك بالنسبة إلى نظام الرئيس بشّار الأسد. وقد يحتاج استكمال القضاء على الوجود العسكري للمعارضة المسلحة فيها إلى أيام أخرى. عوّضت استعادة الجزء الاستراتيجي من المدينة، وهو حيّ صلاح الدين، وقع الضربة المعنوية التي تلقاها النظام والرئيس بإعلان رئيس الحكومة السابق رياض حجاب انشقاقه وفراره إلى الأردن. وعلى غرار منشقين آخرين كبعض الضبّاط البارزين مثل العميد مناف طلاس وسفراء، خرج هؤلاء من النظام من دون أن تستقبلهم المعارضة، أو يجدوا موطئ قدم لهم فيها، وباتوا على هامش الحدث السوري، وإن بدا أن الرياض وعدت طلاس بدور في مواجهة النظام.
خسر هذا الطراز من المنشقين الدنيا والآخرة معاً، مكتفين بإحداث ضجة إعلامية عابرة واستخدام سياسي لم يعيشا سوى بضعة أيام. كانت هذه أيضاً، خصوصاً حال حجاب الذي فرّ من سوريا بالتزامن مع إعلان انشقاقه. استغلت المعارضة تمردّه، ولم تضمّه إلى صفوفها. ومع أنه أعلى مسؤول سياسي يعصى على الرئيس بشار الأسد، وهو في رئاسة الحكومة، لم يزعزع انشقاقه النظام.
لم يُوحِ حجاب مرة بما كان سيُقدم عليه. عُيّن لشهرين محافظاً للاذقية عند بدء الاضطرابات، وعمل على استيعاب التظاهرات المناوئة للنظام في تلك المحافظة والتحاور مع منظّميها وتجنيبها العنف. في نيسان 2011 أضحى وزيراً للزراعة، وعبّر أمام القيادة أكثر من مرة عن ضرورة عدم استخدام العنف في دير الزور، مسقطه، ومحاولة إيجاد معالجة سياسية للاحتجاجات في منطقة تقطنها عشائر، بما فيها عشيرته. وتخوّف من أن يُولّد العنف الانتقام والثأر، وكلاهما غير بعيد عن تقاليد العشائر تلك وردود فعلها. كان قد أبلغ إلى القيادة أيضاً تقويمه لما كان يدور في دير الزور، مشيراً إلى أن مقاتليها سوريون مع قلة من الأغراب والأجانب، بعضهم عراقيون، منضوون جميعاً في تنظيم «القاعدة»، كان النظام يستخدمهم ـــــ وسواهم ـــــ لدخول العراق كـ«مقاومة سنّية» ضد الجيش الأميركي، ثم يعود بهم. وحضّ تكراراً على تفادي العنف هناك.
قبل أن تقترحه، كما في حالات شتى، القيادة القطرية لحزب البعث مع اسمين آخرين لرئاسة الحكومة، نُظر إليه كوزير دينامي ومحبوب يتحرّك بين المحافظات، ويحاور المزارعين، على طرف نقيض من رئيس الحكومة آنذاك عادل سفر الموصوف بالجمود والنشاط البارد. بدا حجاب شخصية تقبلها المعارضة الداخلية، وتلائم انضمام معارضين للنظام إلى صفوف حكومة يرئسها، هما قدري جميل وعلي حيدر. ولأن رئيس الحكومة بعثي ما دام حزب البعث يمسك بالغالبية في مجلس الشعب، اختير حجاب، البعثي، للمنصب. لم يكن رجل الأسد، ولا مثّل رأس حربة سياسية له كنائب الرئيس فاروق الشرع، أو وزير الخارجية وليد المعلم، وكلاهما ـ كحجاب ـ سنّي. ولا كان من الدائرة اللصيقة بقراراته كرجال الاستخبارات.
منذ أيام الرئيس حافظ الأسد تُطبخ الحكومات السورية عند رجال الاستخبارات، وخصوصاً في فرع الأمن الداخلي، الذي أدّى في عقدي السبعينيات والثمانينيات دوراً مهماً في تأليف حكومات الرئيس.
لكن قطبة مخفية رافقت مصيره عشية انشقاقه. قيل إنه انشق قبل أن يُقال. وقيل إنه أقيل قبل انشقاقه. في المنطقين الدستوري والسياسي يستقيل رئيس الحكومة أو يُقال، لكنه لا ينشق. الأمر الذي حمّل ما حدث في سوريا أهمية مضاعفة لدى الغرب، فتحمّس لتحليلها وتوقع تفكك النظام للفور على أثرها. بيد أنها لم تعنِ الكثير للنظام، حيث السلطة التنفيذية بين يدي رئيس الجمهورية، ولا يعدو رئيس الحكومة كونه وزيراً أول ليس إلا.
عندما كشف انشقاقه، كان لا يزال داخل الأراضي السورية في محافظة درعا. بيد أن الجيش السوري الحرّ نجح في تهريبه إلى الأردن، رغم محاولات الجيش سدّ المنافذ لاعتقاله ومحاكمته. تمكّن من الفرار بفضل اختراق في صفوف الجيش السوري أتاح تسهيل هروبه. اختراق كهذا بات اليوم يمثّل أحد أبرز مؤشرات الإرباك الأمني.
عند هذا الحدّ انتهت المغامرة القصيرة لحجاب، وعادت حلب إلى الواجهة.
وعلى وفرة الانطباعات التي يُشيعها النظام عن إصراره على الحسم العسكري، تعكس الوقائع الميدانية اليومية ملاحظتين على الأقل:
أولاهما، أن النظام يواجه إرباكاً أمنياً طويل المدى يطيل عمر الأزمة السورية بلا آفاق حلّ سياسي. بعد كل هزيمة عسكرية تُمنى بها في المدن، تنتقل المعارضة المسلحة إلى العمليات الأمنية وفق مجموعات وفرق صغيرة، بين الأحياء والأزقة، بغية استنفار الجيش في كل مكان كي تعوّض خسارتها باستنزافه. لم تنجح حتى الآن في تقديم دليل واحد على مقدرتها على البقاء طويلاً في مدينة أو بلدة حيوية أو رئيسية تسيطر عليها.
ورغم تحسّن عتادها وأسلحتها وتطور شبكة اتصالاتها، ومدّها بالمال الوفير وألوف المقاتلين سوريين وعرباً وأجانب، لا تزال المعارضة المسلحة تكتفي بخوض حرب عصابات، عاجزة عن السيطرة على بؤر جغرافية تفرض على الرئيس التفاوض وتنحّيه.
ثانيتهما، أن الأسد لا يزال مطمئناً إلى العصب القوي الذي حمى نظامه، وارتكز على المؤسستين العسكرية والأمنية. من دونهما كان النظام برمته سينهار فوراً. ضَمِن هذا العصب استمرار الرئيس على رأس الدولة وانتظام الإدارات وولاءها ومواجهة المعارضة المسلحة بالعنف. بعد 17 شهراً من حرب داخلية تقترب يوماً بعد آخر من نزاع أهلي، لا تزال مؤسستا الجيش والاستخبارات قويتين ومتماسكتين رغم آلاف حالات الفرار واغتيال ضبّاط كبار في «خلية إدارة الأزمة»، وفقدان عتاد عسكري راح المسلحون يستخدمونه ضد الجيش من دون أن يُخلّ بالضرورة بموازين القدرات العسكرية.
في أقل من شهرين من أحداث مصر حيّد الجيش نفسه عن الصراع بين الرئيس حسني مبارك ومعارضيه، قبل أن يُرغمه على التنحّي ويستولي هو على السلطة. لم يكن الجيش المصري مرة جيش الرئيس، ولا جيش حزب الرئيس، كي يحمي النظام واستمرار رئيسه. في أحداث اليمن وليبيا انقسم الجيش ألوية بين الرئيس ومعارضيه فانهار. بيد أن اضطرابات سوريا ـ وإلى إشعار آخر ـ أبرزت إلى حدّ كبير مغزى التركيبة التي أحاط الأسد الأب نفسه ونظامه بها منذ عام 1971، عندما تقدّمت المؤسسات العسكرية والأمنية على المؤسسات السياسية. وضع هذه بين يدي حزب البعث، وتلك بين يديه هو. هو جيش الرئيس. يسقط بسقوطه.
وقد يكمن هنا إصرار الغرب، والأميركيين خصوصاً، على انتقال سياسي للسلطة يؤول إلى اعتزال الأسد ويحفظ وحدة الجيش واستمراره، تفادياً لتكرار تجربة العراق عام 2003. ذهب الجيش بذهاب رئيسه وإعدامه. صورة الجيش السوري على صورة الجيش العراقي. كلاهما في إمرة رئيس وحزب، لكن الرئيسين آنذاك لم يكونا، بالتأكيد، يتشابهان.
ولأنه جيش عقائدي تسيطر عليه الإمرة المتينة والولاء الأعمى، قاتل الجيش السوري، بغالبيته السنّية، مسلحي الإخوان المسلمين والتيّارات السلفية، وهم من مذهب غالبيته تلك، من غير أن يتفكك أو ينهار.
ولعلّ عبارة ذات دلالة منسوبة إلى نائب وزير الدفاع العماد آصف شوكت، قبل 48 ساعة من مقتله في 18 تموز، باح بها لشخصية لبنانية تتردّد عليه باستمرار، تبرز فحوى المواجهة التي يخوضها الجيش.
قال شوكت لمحدّثه اللبناني: لن نسمح للإخوان المسلمين اليوم بأن يأخذوا ما لم نمكّنهم من أخذه عام 1982.
انفجار واشتباكات عنيفة في مركز العاصمة السورية
روما: قال ناشطون سوريون إن مجموعة من الكتائب الثورية المسلحة قامت بعملية ضد القوات الأمنية السورية في مركز العاصمة دمشق.
ونقلت تنسيقات الثورة السورية عن شهود عيان أن انفجاراً ضخماً حدث بالقرب من ساحة المحافظة القريبة من ساحة المرجة، وهو ناجم من مهاجمة رتل أمني يمر قرب وزارة الداخلية، وتلته اشتباكات مسلحة عنيفة امتدت إلى شارع الحمراء والصالحية وشارع العابد ومنطقة الطلياني وشارع بغداد، التي تعتبر أهم الأسواق التجارية في العاصمة السورية.
وذكر التلفزيون السوري أن مسلحين فجروا عبوتين ناسفتين اليوم في العاصمة دمشق الا أنه لم ترد أنباء عن وقوع ضحايا.
ونقل التلفزيون السوري عن مصدر أمني القول ان مجموعة مسلحة فجرت عبوة ناسفة في منطقة المرجة وسط دمشق وأطلقت النار عشوائيا لاثارة الذعر بين المواطنين مشيرا الى أن الجهات السورية المختصة تلاحق تلك المجموعة.
وأضاف أن انفجارا آخر باستخدام عبوة ناسفة وقع بجانب ملعب تشرين في منطقة البرامكة بدمشق وسط اطلاق النار عشوائي من المسلحين لكن الجهات السورية المختصة تلاحقهم.
ومن الصعب التحقق من دقة المعلومات بسبب قيام الأجهزة الأمنية السورية بإغلاق معظم الطرق الرئيسة والفرعية التي تحيط بالمنطقة، ومنع التحرك نحوها.
ووفق شاهد عيان فإن كل المحال التجارية أغلقت أبوابها فور سماع صوت الانفجار والاشتباكات التي تلته، واستمرت الاشتباكات نحو نصف ساعة.
تأتي هذه الاشتباكات في مركز العاصمة لتبدد الفرضية التي تسوقها السلطات السورية بأن دمشق آمنة، حيث تشهد اشتباكات يومية بين الكتائب الثورية والجيش والأمن السوري، وخاصة خلال الليل.
وكثرت في الأيام الأخيرة حواجز عناصر الأمن المسلحين برشاشات آلية بلباسهم المدني، خاصة بعد غياب الشمس، ويقومون بتفتيش السيارات واعتقال الناشطين والمشتبه فيهم، ولا يمكن لأي عابر الاعتراض أو السؤال عن الجهة التي تتبع لها هذه الحواجز، ويثير تواجدهم الكثيف في مناطق مهمة، كالمزة والميدان وأبو رمانة ومعظم الأحياء الأخرى، سخط المواطنين وخوفهم.
باريس ملتزمة ب”المثابرة في البحث عن حل سياسي” في سوريا
أ. ف. ب.
فارس: أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند السبت في فارس (شرق) ان فرنسا ملتزمة “المثابرة في البحث عن حل سياسي في سوريا” وذلك اثناء تكريم للجندي الثامن والثمانين الذي قتل في افغانستان.
وذكر هولاند بان باريس تقيم في هذه الايام مستشفى ميدانيا في الاردن “في اقرب نقطة من الحدود مع سوريا لمساعدة اللاجئين ولكن ايضا المقاتلين الذين يواجهون قمع نظام لم يعد يحركه سوى الخوف من نهايته”.
والى هذا “الواجب الانساني” يضاف “دعم المعارضة السورية” و”المثابرة في البحث عن انتقال سياسي في سوريا” كما قال.
واضاف الرئيس الفرنسي امام نعش الميجور فرانك بوزيت المغطى بالعلم الفرنسي “في افغانستان كما في مناطق اخرى من العالم يحارب جنودنا من اجل السلام، يحاربون من اجل الاستقرار، يحاربون من اجل حقوق الانسان، وفي كل مرة بتفويض من الامم المتحدة”.
وقد اثار الرئيس السابق نيكولا ساركوزي الذي هزمه هولاند في السادس من ايار/مايو الماضي الجدل هذا الاسبوع بانتقاداته الضمنية لسياسة فرنسا ازاء سوريا.
وفي بيان مشترك مع رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا، اكد ساركوزي على “ضرورة القيام بتحرك سريع من المجتمع الدولي لتجنب مجازر” وتحدث عن “اوجه شبه كبيرة مع الازمة الليبية”، التي شهدت في 2011 تدخلا عسكريا دوليا كانت فرنسا رأس حربته.
وقد قتل الجندي الفرنسي ال88 في افغانستان الثلاثاء في اشتباك مع المتمردين، في وقت بدأت فيه باريس انسحابا كاملا لقواتها “المقاتلة” ينتهي مع نهاية السنة.
لبنان: المكلف بالتفجير هاله المخطط الدموي فكشفه
كشفت مصادر مواكبة للتحقيقات الأولية التي تجريها السلطات اللبنانية المختصة مع الوزير والنائب السابق ميشال سماحة حول ضلوعه في مخطط تفجيرات في منطقة عكار، وتستهدف شخصيات سياسية وغير سياسية، ان شخصاً كان سلمه سماحة بعض العبوات الناسفة التي كانت بحوزته لتفجيرها هو الذي أفشى سر المخطط الذي يتهم سماحة بالضلوع فيه، فأطلع فرع المعلومات على ما كان يجري تحضيره من تفجيرات وسلّم العبوات التي كان تسلمها من سماحة.
وذكرت المصادر أن الشخص الذي أفشى السر تسلّم من سماحة العبوات، بعد أن كان أطلع فرع المعلومات على ما يتم تحضيره من تفجيرات، في مرأب المبنى الذي يقطن فيه سماحة في منطقة الأشرفية في بيروت، فجرى تصوير عملية نقل العبوات من صندوق سيارة سماحة الى سيارة الشخص نفسه، والتي ظهر فيها سماحة مع الشخص المعني وحدهما، إذ لم يكن أي من مرافقي سماحة أو سائقه حاضراً.
وكانت الصدمة التي أحدثها توقيف سماحة أول من أمس لازمت كبار المسؤولين والوسط السياسي، لا سيما حين اطلع بعضهم من النائب التمييزي العام القاضي سمير حمود، الذي اجتمع مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي طلب منه بدوره جلاء ملابسات القضية. كما اجتمع ميقاتي مع المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي واطلع منه على ما توافر من معطيات في التحقيقات الأولية.
وإذ أثنى ميقاتي على عمل قوى الأمن الداخلي، علمت «الحياة» ان رئيس الجمهورية بدوره اطّلع على جانب من التحقيقات، وأكد ضرورة عدم التساهل في متابعة الأمر وتسليم كل شخص للقضاء الذي لن يخضع للضغط في عمله. وكذلك بعض قادة القوى السياسية الحليفة لسماحة، في فريق 8 آذار، فتراجع بعضهم عن الحملة الدفاعية التي بدأها أول من أمس عن سماحة، وبينهم قياديون في «حزب الله».
وفيما انحصرت التسريبات عن التحقيقات ببعض المصادر التي تسنى لها معرفة ما دار فيها، توقعت المصادر المواكبة لها أن يحال ملف القضية من فرع المعلومات الذي يتولى استجواب سماحة خلال ساعات على القاضي حمود الذي سيحيله بدوره على القضاء العسكري لمباشرة التحقيقات القضائية.
وفيما قال وزير العدل شكيب قرطباوي إن التحقيق «سري ولا أحد يعرف ما فيه وأنه إذا كان صحيحاً ما يقال يجب متابعة من يسرب المعلومات من التحقيق»، فإن المصادر التي واكبت بعض ما تبلغت به أفادت بأن الشخص الذي أفشى سر المخطط سلّم مع العبوات التي كان نقلها وسماحة الى سيارته مبلغ 170 ألف دولار أميركي كان أعطاه اياها سماحة لقاء تدبير التفجيرات. واضافت ان فرع المعلومات، بعد استخدام طرق تقنية مخابراتية في تصوير عملية التسلم والتسليم، ضبط المتفجرات قبل ليلة من التوجه الى منزل سماحة في الجوار في المتن الشمالي لتوقيفه، بعد أن جرى اطلاع القاضي حمود على ما توافر من أدلة تبرر توقيف سماحة.
وأشارت المعلومات الى أن سماحة اعترف حين جرت مواجهته بالأدلة الموجودة، وبينها الصور بالعملية التي اتهم بالضلوع فيها. وأكد واقعة اعترافه وزير الداخلية مروان شربل.
وأشارت المصادر المواكبة للتحقيقات الأولية الى ان مفتاح القضية كان الشخص الذي وثق به سماحة وكلفه بالتفجيرات وسلمه المال مقابل التنفيذ، فقد هاله ان يشارك في عمل دموي من النوع الذي كان يتم التخطيط له وأفشى السر. وذكرت المصادر ان سماحة كان تعرف منذ زمن الى هذا الشخص ويلتقيه في مكتب أحد كبار المسؤولين الأمنيين السوريين.
وأوضحت المصادر أن سماحة كان نقل العبوات الـ24 التي كانت معدة للتفجير مع الصواعق واللواصق المغناطيسية في صندوق سيارته الخاصة المصفحة والتي كان يقودها بنفسه من سورية الى بيروت في 7 الشهر الجاري. والسيارة هي من نوع «أودي A8» رمادية اللون. وتم احتجازها من ضمن المقتنيات التي احتجزها فرع المعلومات. وهي هدية كان سماحة تلقاها من القيادة السورية.
وكان فرع المعلومات أخلى ليل أول من أمس سبيل مرافق سماحة علي ملاح، وسائقه فارس بركات وسكرتيرته غلاديس عواضة وتركوا بسند اقامة. ونفى بركات ما نقلته محطات تلفزة عنه يوم الخميس بأنه اعترف بأنه نقل العبوات في سيارة سماحة.
تساؤلات حول إمكانية تعديل السياسة الأميركية اتجاه سوريا
عبدالاله مجيد
يرى أعضاء كبار في لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي أن من الواجب على إدارة الرئيس باراك أوباما تقديم كل الدعم الممكن للمعارضة السورية، باعتبار أن انتصار المعارضة بشكل أسرع يصب في مصلحة الولايات المتحدة.
مع تصاعد الدعوات في الكونغرس الاميركي الى تدخل الولايات المتحدة بشكل مباشر في سوريا تُثار تساؤلات عما إذا كانت السياسة العسكرية الاميركية ستتغير تجاه بلد يغوص اعمق فأعمق في دوامة العنف والفوضى.
وشدد اعضاء كبار في لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ على ضرورة تغيير هذه السياسة لأنه كلما اقتربت المعارضة السورية المسلحة من الانتصار في معركتها ضد نظام الرئيس بشار الأسد ، كان ذلك أفضل لمصالح الولايات المتحدة ، بحسب هؤلاء السياسيين.
وكتب اعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريان جون ماكين ولندسي غراهام والمستقل جوزيف ليبرمان في رسالة مفتوحة “ان الولايات المتحدة يُنظر اليها في عموم الشرق الأوسط على انها قابلة بالمجزرة المستمرة ضد مدنيين عرب ومسلمين لأنها رفضت ان تقدم الى الثوار مساعدة تغير ميزان القوى العسكرية تغييرا حاسما ضد نظام الرئيس بشار الأسد”.
وخلص الثلاثة في رسالتهم الى “ان شبح هذا الاحجام عن القيادة سيلاحق بلدنا لسنوات قادمة ، كما حدث في تخلفنا عن وقف المجزرة التي ارتُكبت بحق الكرد والشيعة في عهد صدام حسين في العراق”.
ولكن اسباب الشيوخ الثلاثة للتدخل تذهب ابعد من الدوافع الخيرية. فان لدى الولايات المتحدة مصالح حيوية تتعلق بأمنها القومي في سوريا ، كما يؤكدون أنفسهم مشيرين الى انها مصالح تفوق بكثير مصالح الولايات المتحدة في ليبيا.
واوضح الشيوخ الثلاثة ان هذه المصالح “تشمل منع استخدام أو نقل مخزونات النظام الضخمة من الأسلحة الكيمياوية والبيولوجية ، التي تشكل خطرا حقيقيا ومتعاظما ، وضمان عدم تمكُّن تنظيم القاعدة واشقائه الدمويين من تأمين موطئ قدم جديد في قلب الشرق الأوسط”.
ولكن قبل البت في التدخل أو عدم التدخل قال جيمس دوبنز مستشار البنتاغون ومدير مركز السياسة الدولية والدفاعية في مؤسسة راند للأبحاث ، ان على صانعي السياسة الاميركيين ان يجيبوا عن سؤالين أساسيين هما: هل بلغ العنف مستوى يبرر التدخل ويوفر تأييدا دوليا واسعا له؟ وهل هناك فرصة معقولة لنجاح هذا التدخل في انهاء القتال بشروط مقبولة؟
وقال دوبنز في افادة قدمها امام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ “ان التدخل العسكري الخارجي مستبعد” قبل الاجابة عن هذين السؤالين.
المعارضة السورية تنتظر المزيد من الدعم
ولاحظ مستشار البنتاغون ان توفر مبرر كاف للتدخل العسكري لا يُترجم تلقائيا الى تطبيق عملي. واضاف دوبنز “ان عمليات فرض السلام في سوريا ستكون شديدة التطلب”. والسبب ، كما نقلت صحيفة كريستيان ساينس مونتر عن دوبنز ، ان لدى النظام السوري “جيشا حسن التسليح وحتى الآن ما زال مواليا من حيث الأساس ، ودفاعات جوية حديثة نسبيا وترسانة كبيرة من الاسلحة الكيمياوية”. وتابع دوبنز ان لدى النظام السوري “حليفا واحدا على الأقل هو ايران ، وقدرا من الدعم من روسيا”.
ونتيجة لذلك قال دوبنز انه لا يعتقد ان “على الولايات المتحدة ان تتقدم الى الصدارة امام المعارضة السورية والجامعة العربية والقوى الاقليمية الكبرى وحلفائها الاوروبيين في التأييد العلني للتدخل”. ولكنه اعرب عن اقتناعه بأن تصاعد العنف المستمر في سوريا “سيدفع الى التفكير تفكيرا اكثر جدية في التدخل الخارجي في كل وسط من هذه الأوساط وعلى الولايات المتحدة ألا تقاوم مثل هذا التوجه بل ان تبدأ بهدوء محاولة توجيهه ، كما فعلت ادارة اوباما في نهاية المطاف بشأن ليبيا”.
وكان تدخل ادارة اوباما في ليبيا اصبح نموذجا يشير حتى اعضاء جمهوريون في الكونغرس اليه بوصفه مثالا على نجاح الولايات المتحدة عسكريا.
وقال الشيوخ الثلاثة في رسالتهم ان علاقات الولايات المتحدة “مع المجموعات المسلحة في سوريا ستكون علاقات لا غنى عنها للتقدم الى الأمام”. ولهذا السبب اقترحوا استراتيجية عسكرية اميركية تتمثل باقامة ملاذات آمنة غير معلنة لمقاتلي المعارضة المسلحة في مناطق من سوريا. وكتب الشيوخ الثلاثة “ان هذا لن يتطلب وجود أي قوات اميركية على الأرض ولكنه يمكن ان ينطوي على استخدام قوتنا الجوية ومعدات اميركية فريدة استخداما محدودا”.
ولكن الشيوخ الثلاثة اعترفوا بأن التدخل الاميركي سيعني القبول بمخاطر عسكرية لا يُستهان بها “في النزاع المعقد والضاري بصورة متزايدة”.
كلينتون تتعهد بتسريع نهاية نظام الأسد
أ. ف. ب.
اسطنبول: تعهدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون السبت في اسطنبول ب”تسريع نهاية اراقة الدماء ونظام الاسد” في سوريا.
وقالت كلينتون في مؤتمر صحافي في اسطنبول مع نظيرها التركي احمد داود اوغلو انها بحثت في خطط عملانية مع الجانب التركي بغية “تسريع نهاية اراقة الدماء ونظام الاسد. هذا هو هدفنا الاستراتيجي”.
واعتبرت كلينتون انه يوجد “صلات” بين حزب الله اللبناني الشيعي وايران وسوريا “تطيل عمر النظام” السوري.
وقالت كلينتون “نواصل تشديد الضغط من الخارج. واعلنا امس في واشنطن عقوبات هدفها قطع الصلات بين ايران وحزب الله وسوريا التي تطيل عمر نظام الاسد”.
كما اعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون انه “يجب ان لا تتحول سوريا الى معقل لارهابيي حزب العمال الكردستاني” الحركة المسلحة التي تكافح تركيا حليفة واشنطن.
وقالت كلينتون امام الصحافيين انها “تشاطر مخاوف” تركيا في هذا الشان معتبرة ان سوريا لا يمكن ان تتحول الى معقل المتمردين الاكراد “سواء الان او بعد رحيل نظام” الرئيس بشار الاسد.
واعربت كلينتون عن قلقها من ان “يغتنم ارهابيو حزب العمال الكردستاني والقاعدة كفاح الشعب السوري للدفع باجندتهم الخاصة”.
واعتبر وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الذي تكافح بلاده الكردستاني منذ 1984 ان “لا مجال لشغور سلطة في سوريا” قد يستفيد منها متمردو حزب العمال الكردستاني مشددا على ان الفترة الانتقالية يبج ان تنتهي في اسرع وقت في سوريا.
واتهم رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان مؤخرا نظام دمشق الذي قطعت انقرة علاقاتها به بانه “سلم” العديد من المناطق في شمال سوريا الى حزب العمال الكردستاني محذرا من ان تركيا قد تمارس حقها في المطاردة في الحين ضد اولائك المتمردين في سوريا.
منظمات حقوقية تتهم المعارضة المسلحة في سوريا بارتكاب جرائم حرب
عبدالاله مجيد
تعتقد منظمات حقوقية أن المعارضة السورية المسلحة انتهكت اتفاقيات جنيف لحماية أسرى الحرب، وقال خبير مختص بالشأن السوري في منظمة العفو الدولية، إن المنظمة شاهدت اشرطة فيديو لأشخاص يُعدمون بنيران المدافع الرشاشة “ومن الواضح ان هذه جريمة حرب”.
اتهمت منظمات حقوقية، المعارضة المسلحة في سوريا بتنفيذ اعدامات جماعية وفرض عدالة اعتباطية على مئات المعتقلين من الموالين للنظام الذين يرزحون في سجون اقامتها المعارضة في مبان عامة.
واشارت المنظمات الى موالين للنظام معصوبي الأعين وعليهم آثار الضرب بعد وقوعهم بقبضة مقاتلي المعارضة المسلحة قائلة انهم يمكن ان يتعرضوا الى معاملة سيئة على ايدي الثوار ابتداء من لحظة اقتيادهم للاستجواب. وإذا لم يُفرج عنهم أو يُقتلوا رميا بالرصاص فانهم يُنقلون الى مراكز اعتقال يواجهون فيها قضاء بدائيا ، بحسب هذه المنظمات.
ويحتج خبراء في حقوق الانسان بأن مقاتلي المعارضة المسلحة انتهكوا مبادئ اتفاقية جنيف لحماية أسرى الحرب. ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن كريستيان بنديكت الخبير المختص بالشؤون السورية في منظمة العفو الدولية ان المنظمة تقول للمعارضة السورية المسلحة “ان اتفاقيات جنيف تشملها ايضا بوصفها فصائل مسلحة ستكون مسؤولة عما تفعله وما تتخلف عن منعه”. واضاف بنديكت ان منظمة العفو الدولية شاهدت اشرطة فيديو لأشخاص يُعدمون بنيران المدافع الرشاشة “ومن الواضح ان هذه جريمة حرب”.
وجاءت هذه الاتهامات في وقت اعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ تقديم 5 ملايين جنيه من المساعدات الاضافية الى المعارضة ومقاتليها. وتتألف المساعدات من اجهزة لاسلكي وامدادات طبية ولكنها لا تشمل السلاح.
واعربت منظمة هيومن رايتس ووتش لحقوق الانسان عن القلق على مصير المعتقلين لدى المعارضة من الموالين للنظام.
وفي اكبر مركز اعتقال موجود شمالي حلب يُحتجز أكثر من 120 رجلا في مدرسة ثانوية للبنات حيث تقول سلطات المعارضة انهم سيُقدمون الى محاكم اسلامية.
وقالت الباحثة آنا نايستات التي قابلت معتقلين ومقاتلين تحولوا الى سجانين ان شكلا جديدا بالكامل من اشكال العدالة ، يستند الى الشريعة الاسلامية حسب اجتهاد من يطبقونها ، أخذ يظهر في المنطقة. واضافت نايستات التي تعمل في مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة المسلحة في شمال سوريا “ان من الواضح ان هؤلاء المقاتلين يطبقون الشريعة وان ممثليهم القانونيين ذكروا ان من يُدان يواجه دفع غرامات أو السجن أو عددا من الجلدات”. ولكنهم يقولون ايضا انها مرحلة انتقالية وان هناك الكثير مما يتطلب معالجته.
واعترف سجينان قابلتهما صحيفة الديلي تلغراف بحضور مدير السجن الذي استخدم اسم “جمبو” في تقديم نفسه بأنهما من شبيحة النظام. وقال علي حسين مواس الذي اشار الى اعتقاله في حي طريق الباب في حلب انه قتل متظاهرا اواخر العام الماضي مقابل مكافأة قدرها 1000 ليرة سورية. واضاف انه استخدم المبلغ لشراء مخدرات “نظفت مخي”. وقال مواس “ارتكبت اخطائي وأنا نادم على اخطائي واقبل بأي نوع من العدالة اواجهه”.
وقال مدير السجن انه لا يسمح للحراس باساءة معاملة السجناء ولكنه اعترف بأن الضرب على القدمين شكل مباح من اشكال العقاب.
وقال جمبو “نحن لا نخطف الأشخاص بل نعتقلهم ونحتجزهم وحتى نسمح لهم بالاتصال هاتفيا بعائلاتهم وان المسألة لا تتعلق بالاقتصاص منهم”.
وتحقق منظمة هيومن رايتس ووتش في قضية شبيح اعتُقل قرب حلب ثم قُتل خلال تشييع مقاتلين من المعارضة. وقالت الباحثة نايستات ان لدى منظمة هيومن رايتس ووتش اسبابا وجيهة للاعتقاد بأن السجين أُعدم وان المنظمة “دانت الاعدام قائلة ان اعمال القتل خارج اطار القانون بحق مقاتلين أسرى محرَّمة بموجب القانون الانساني الدولي”.
ونُشر على الانترنت اشرطة فيديو عن اعدام شبيحة. وقال الجيش السوري الحر الذي يتصدر هجوم المعارضة على قوات النظام في حلب انه سيقدم المقاتلين المسؤولين الى المحاكمة لتجاوزهم على الأوامر.
عودة قصص ظهور (ملائكة) تقاتل الى جانب الجيش السوري الحر
عدنان أبو زيد
في اغلب الحروب الحديثة التي وقعت بين المسلمين وبينهم وبين اعداءهم ، فان هناك قصصا ل(كرامات) تُنقل عن (المجاهدين) تتضمن المساعدة الالهية التي تقدم لهم عبر ارسال الرب لملائكة تقاتل معهم .
إيلاف: تتداول وسائل الا علام لاسيما المواقع ( الجهادية ) بين الحين والاخر ، ظاهرة قتال الملائكة الى جانب طرف معين في حروب يخوضها مسلمون فيما بينهم ، او في قتالهم مع اعدائهم، اذ يسعى وعاظ الجهاد، الى تاكيد وقوعها عبر ادلة وبراهين لحث الشباب المسلم على الالتحاق بالجبهات ، ولتأكيد عدالة قضية معينة تدافع حتى (الملائكة) عنها .
وفي وسائل الميديا ومواقع النت العشرات من مقاطع الفيديو المتضمنة لمشاهد وخطب وشهود عيان تؤكد حصول هذه (المعجزات) الربانية .
ولطالما ردد ( الجهادي ) الفلسطيني المعروف عبدالله عزام ، قصصا تنتشر في المساجد ويتلقفها الرأي العام حول قتال (الملائكة) الى جانب المجاهدين ضد السوفيت ابان احتلالهم لأفغانستان .
وكان الداعية السعودي الشيخ محمد العريفي قد قال بين الناس في احدى خطب الجمعة أن “رجلاً سورياً أخبره عن قصة خيول بيضاء تقاتل إلى جانب ثوار سوريا “.
وبيّن العريفي بين مريديه ” حدثني شيخ كبير عن ولده الذي أصيب يوماً ، فرجع الى البيت للتداوي ، فإذا بمجموعة تلاحقه وتضربه وطارحة السؤال عليه حول الخيالة البيض الذين يقاتلون الى جانب ثوار سوريا ” .
وبحسب العريفي فأن الشيخ السوري قال له ” ما كان معهم رجالا ولا خيولا بيضاء ، إلا أن تكون ملائكة من السماء”.
وفي اغلب الحروب الحديثة التي وقعت بين المسلمين وبينهم وبين اعداءهم ، فان هناك قصصا ل(كرامات) تُنقل عن (المجاهدين) تتضمن المساعدة الالهية التي تقدم لهم عبر ارسال الرب لملائكة تقاتل معهم .
وفي اثناء الحرب العراقية الايرانية (1980 -1988) تداول العراقيون عدة قصص حول رجال بملابس بيض يقاتلون معهم ، وبالمقابل فان الجنود الايرانيين كانوا يتحدثون عن فرسان بملابس بيضاء وخضراء ، ترفع الرايات امام جحافلهم وهم يقاتلون الجنود العراقيين .
وتحدث (مجاهدون) في افغانستان ايضا ، عن تفجير البعض منهم لدبابة روسية بالنفخ في الهواء او بذر التراب، كما زعم البعض الاخر انه اسقط طائرة بحجر .
وتكررت ظاهرة ظهور الملائكة ايضا إبان العمليات (الإرهابية) في المملكة العربية السعودية على يد تنظيم القاعدة، إذ حفلت العديد من إصداراتهم الصوتية والمرئية بهذه القصص، وخصوصاً في جانب الابتسام عند الموت أو عدم تعفن جثة قتلاهم.
وفي حرب تموز العام 2006 في لبنان تداول الراي العام قصص هلع الجنود من الفرسان الذين يرتدون اللباس الأبيض ويحملون السيوف.
كما زعم البعض ان الجنود الاسرائيليين وهم يحاربون مقاتلي حزب الله كانوا يرون اشباحا تطير في السماء تقتلهم وتتجسس عليهم .
وفي هذا الصدد يقول الكاتب الكويتي حمد سالم المري ان “حماس بعض أبناء المسلمين وشعورهم بالغضب اتجاه ما تفعله الالة العسكرية السورية ضد الأطفال والنساء والشيوخ سلك بعضهم مسلك من قبلهم اثناء الحرب الأفغانية السوفيتية عندما استخدم الاعلام لنشر الاشاعات الكاذبة التي ترفع من معنويات المقاتلين الأفغان وتهبط من معنويات الجيش السوفيتي”.
ويزيد المري في مقاله في صحيفة الوطن الكويتيةان “بعض أبناء المسلمين استخدم هذه الحرب النفسية في الحرب الأفغانية السوفيتية بطريقة مخالفة للشريعة الاسلامية مثل نشرهم اشاعات مشاهدة الملائكة تقاتل الى جانب المقاتلين الأفغان، أو اعتراف الأسرى السوفيت بأنهم كانوا يشاهدون رجالا بلباس أبيض ومعهم رماح وسيوف يمتطون خيولا بيضا سرعتها كالبرق ما ان تمر على جندي روسي الا ويقع صريعا”.
وفي موقع يوتيوب نُشر مقطع فيديو يتضمن صورة لشبح ظهر بين الجماهير في ساحة التحرير في القاهرة ، ويشير الفيدو الى ان هذا الشبح لم يكن سوى (المهدي المنتظر) وتحقّقْ الوعد بظهور الراية المصرية .
وبحسب المري فان هذه الحكايات ما هي الا “محض اشاعات تدخل في علم الغيب الذي خصه الله تعالى لنفسه الا ما أطلع عليه رسله عليهم السلام ومنهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم “.
وانتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي (تويتر) و(فيس بوك) و(يوتيوب) ، قصص نزول الملائكة للقتال الى جانب الجيش السوري الحر، بل ان بعض الدعاة ممن يتصدر للإعلام روج لهذه الاشاعة .
ويظهر مقطع فيديو مظاهرة شبابية ضد النظام في سوريا حيث أصيب أحدهم بالرصاص ليظهر له رجل بلباس أبيض حمله بين يديه حيث اخلاه الى مكان آمن .
وبحسب البعض من انصار الجيش السوري الحر فان هذا الرجل لم يكن الا ملك مرسل .
لكن المري يشير الى ان “الملائكة في الدين من الغيبيات ، وان جبريل عليه السلام لم يشاهده الصحابة على هيئته وعندما كان يأتي النبي كان يأتيه بهيئة الصحابي دحية الكلبي لكونه جميل الوجه وحسن المظهر ولا يعلم الصحابة أنه جبريل الا بعد خروجه”.
وفي المعارك التي خاضها المسلمون الاوائل ، لم يرى حتى الصحابة الملائكة ، لكن النبي كان يخبرهم عنها .
.
وحين سار الرسول في جنازة ثعلبة بن عبدالرحمن ، شاهده الصحابة يمشي على أطراف أنامل قدميه فسألوه عن السبب فأخبرهم ان الملائكة تزاحمه في تشييع الجنازة .
وينتقد المري الاشاعات مؤكدا ان “الايمان يجب ان يكون وفق ما جاء في النصوص الشرعية من الكتاب والسنة ومن حاول ان يسخر الايمان بوجود الملائكة كسلاح اعلامي ضد العدو فنقول له استخدمه بالطرق الشرعية الصحيحة وفق قاعدة الحرب خدعة وليس بالكذب المخل بأحكام الشريعة”.
كلينتون تناقش في تركيا “اليوم التالي” لسقوط الاسد
أ. ف. ب.
اسطنبول: وصلت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الى تركيا لاجراء محادثات حول النزاع في سوريا والاعداد “لليوم التالي” لسقوط نظام بشار الاسد الذي فرضت واشنطن عقوبات جديدة عليه شملت حزب الله اللبناني ايضا.
ووصلت الوزيرة الاميركية الى اسطنبول ليل الجمعة السبت قادمة من بنين حيث اختتمت جولة افريقيى استمرت احد عشر يوما، كما ذكر صحافي من وكالة فرانس برس.
وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون مع نظيرها التركي احمد داود اوغلو
وقالت وزارة الخارجية الاميركية ان كلينتون ستجري في اسطنبول محادثات مع الرئيس التركي عبد الله غول ورئيس الحكومة رجب طيب اردوغان ووزير الخارجية احمد داود اوغلو.
وستعقد مع داود اوغلو مع كلينتون مؤتمرا صحافيا في الساعة 10,30 تغ حسب برنامج الزيارة.
كما ستلتقي كلينتون اعضاء في المعارضة السورية في اسطنبول ولاجئين سوريين.
وتطور واشنطن منذ اسابيع استراتيجية من ثلاثة محاور بشأن سوريا. فكلينتون ستبحث مع محاوريها الاتراك في طريقة دعم المعارضة السورية — التي تكتفي واشنطن حاليا بمدها “بمساعدة غير مميتة” –، والمساعدة الانسانية وسيناريو للانتقال السياسي.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية انها ستبحث اولا في “ما نفعله وفي طريقة الحكم على فاعلية ما نفعله لدعم المعارضة”.
واضاف ان “الامر يتعلق بدمج ما نفعله وما يفعله الاتراك في الجهود الدولية لتنسيق دعم حقيقي للمعارضة في سوريا”.
اما المحور الثاني من الاستراتيجية الاميركية فيقضي بتقديم “المساعدة الانسانية” خصوصا لتركيا المجاورة لسوريا والتي تستضيف اكثر من خمسين الف لاجىء.
ويفترض ان تعلن كلينتون عن تقديم 5,5 ملايين دولار اضافية ما يرفع المساعدة الانسانية الاميركية الى 82 مليون دولار منذ بداية الازمة السورية في آذار/مارس 2011.
ويشهد مجلس الامن الدولي انقساما حول سوريا. وقد منعت روسيا والصين تبني قرارين ضد دمشق في المجلس باستخدامهما حق النقض (الفيتو).
وقال المسؤول الاميركي نفسه “بعد الفيتو (الروسي والصيني) قلنا بوضوح اننا ننتقل من نيويورك (مقر الامم المتحدة) الى دعم للمعارضة في جهودها لتسريع يوم سقوط الاسد والبدء في اسرع وقت بوضع البرنامج +لهذا اليوم التالي+” لسقوط النظام السوري.
وتابع انه “المحور الثالث” الذي يشمل خطة للانتقال السياسي ترتكز على “قناعة شديدة” بان ايام الرئيس الاسد معدودة.
وقال المسؤول نفسه “لا نعرف متى سيرحل الاسد (…) لكن على الاسرة الدولية الاستعداد لذلك”، محذرا من “التحديات المقبلة”. واضاف انها “تحديات سياسية واقتصادية وامنية وتحديات مرتبطة بحماية الاسلحة (الكيميائية) حتى لا تقع بايدي سيئة، وتحديات انسانية”.
وبالتزامن مع المحادثات الاميركية التركية، شنت واشنطن حملة دبلوماسية ضد حزب الله اللبناني الشيعي الذي اتهمته بمساعدة النظام السوري في قمع معارضيه وبانه ربما يخطط لشن هجمات وشيكة في اوروبا.
وقال دانيال بنجامين منسق شؤون مكافحة الارهاب في وزارة الخارجية الاميركية الجمعة “نعتقد ان حزب الله قد يشن هجمات في اوروبا او سواها في اي وقت كان (…) وبدون اي سابق انذار”.
واضاف ان حزب الله شرع في “تكثيف حملته الارهابية” حول العالم، معتبرا ان الحزب المسلح المدعوم من ايران “مهتم” ايضا بشن هجمات ارهابية في تايلاند حيث تم احباط هجوم على ما يبدو مطلع 2012.
كما فرضت وزارة الخارجية الاميركية عقوبات على شركة تسويق النفط السورية (سيترول) الحكومية بسبب تعاملاتها مع ايران وذلك في اطار المساعي الاميركية للتضييق على النظامين في طهران ودمشق وتجفيف عائداتهما الضرورية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية باتريك فينتريل في بيان ان “هذا النوع من التجارة يسمح لايران بمواصلة تطوير برنامجها النووي وفي الوقت ذاته بتزويد الحكومة السورية الموارد لقمع شعبها”.
واضاف المتحدث ان دمشق وطهران اجرتا تعاملات في قطاع الطاقة، موضحا ان “سوريا ارسلت 33 الف طن متري من البنزين الى ايران في نيسان/ابريل في صفقة قيل ان قيمتها بلغت 36 مليون دولار”.
واشنطن تتهم ايران بلعب دور “سلبي” في الأزمة السورية
أ. ف. ب.
ترى الولايات المتحدة الأميركية إن حزب الله وإيران تقدمان الدعم المادي واللوجستي للنظام السوري مما يطيل في بقاء الأسد في السلطة.
نيويورك: اتهمت الولايات المتحدة ايران بلعب دور “سلبي” في النزاع السوري من شأنه ان يرسخ موقع الرئيس بشار الاسد للبقاء في السلطة.
وقالت السفيرة الاميركية في الامم المتحدة سوزان رايس ان ايران شكلت مع حزب الله الشيعي اللبناني ودمشق “محور مقاومة”، مؤكدة ان “هذا التحالف مضر ليس فقط بايران بل ايضا بالمنطقة وبمصالحنا”.
سوزان رايس
وكانت رايس تتحدث لتلفزيون ان بي سي بعد ان التقى الاسد مسؤولا ايرانيا كبيرا في دمشق هذا الاسبوع واستضافت طهران مؤتمرا حول النزاع في سوريا.
واضافت رايس انه “اذا كانت ايران تعتبر ان ذلك يشكل محور مقاومة مع حزب الله فلا شك في ان طهران تضطلع بدور سلبي، ليس فقط في سوريا بل في المنطقة، لدعمها الثابت لنظام (الرئيس السوري بشار) الاسد”.
وتابعت ان “احد الاسباب التي تدفعنا الى الاصرار على ان تكون النتيجة النهائية للنزاع رحيل الاسد هو ان هذا التحالف مضر ليس فقط بسوريا بل المنطقة برمتها وبمصالحنا”.
ودعا وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي لدى افتتاحه الخميس اجتماعا “تشاوريا” حول سوريا شارك فيه 29 بلدا، الى بدء حوار وطني في سوريا.
وافتتح الوزير الايراني الذي تعد بلاده حليفا لسوريا، الاجتماع بالدعوة الى “حوار وطني بين المعارضة التي تحظى بدعم شعبي، والحكومة السورية من اجل احلال الاستقرار والامن” في البلاد، بحسب ما اورد التلفزيون الايراني.
وقال صالحي لدبلوماسيين من روسيا وباكستان وافغانستان وكوبا وفنزويلا ان ايران “تعارض اي تدخل خصوصا عسكري في الازمة في سوريا”.
وقالت رايس ان واشنطن حذرة من فرض منطقة حظر جوي فوق سوريا رغم انها ترغب في تقديم دعم اكبر للمعارضة السورية.
وكانت المعارضة السورية ومسؤولون سياسيون اميركيون دعوا الى فرض منطقة حظر جوي فوق سوريا، وقالت رايس انه “لم يتم استبعاد اي من هذه الخيارات”.
ايران عقدت مؤخراً مؤتمراً دولياً لدعم النظام السوري
وردا على سؤال عن امكان اعلان منطقة حظر جوي في سوريا على غرار ما حصل في ليبيا، قالت رايس ان هذا الامر قد يؤدي الى تدخل عسكري بري لافتة الى ان نظام الدفاع الجوي السوري “يعتبر من الاكثر تطورا في العالم”.
والعام الماضي فرضت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا منطقة حظر جوي فوق ليبيا لحماية المدنيين. وتطورت المهمة لاحقا الى حملة قصف جوي نفذها حلف شمال الاطلسي لدعم الثوار في اطاحة الزعيم الليبي معمر القذافي.
وقالت روسيا والصين ودول اخرى في مجلس الامن الدولي انها ارغمت على قبول قرار اعطى الضوء الاخضر لهذه العملية العسكرية.
وعرقلت روسيا والصين ثلاثة قرارات دولية هددت او المحت بفرض عقوبات على حكومة الاسد.
وقالت رايس ان الولايات المتحدة “تبحث عن سبل لتعزيز المعارضة ماديا وسياسيا” عبر تزويدها وسائل اتصال او مساعدة انسانية، وانها “بدأت تحرز نتئاج على الارض”.
واكدت رايس ان الوضع الميداني في سوريا “يتطور بوضوح لمصلحة المعارضة”، وتابعت ان “الانشقاقات تتوالى والضغط الاقتصادي يزداد والعزلة السياسية للاسد تتضاعف”.
تشجيع الانشقاقات وحرب استنزاف مقومات استراتيجية المعارضة لزعزعة النظام السوري
أ. ف. ب.
بيروت: تراهن المعارضة السورية في استراتيجيتها من اجل زعزعة نظام بشار الاسد على توسيع حركة الانشقاقات العسكرية والسياسية وعلى حرب استنزاف مفتوحة على الارض، وذلك بعد وصول المساعي الدبلوماسية الدولية الى طريق مسدود على صعيد حل الأزمة السورية.
ويقول رياض قهوجي، مدير مركز “اينغما” للدراسات العسكرية الذي يتخذ من دبي مقرا، لوكالة فرانس برس ان “استراتيجية الجيش السوري الحر من اجل اسقاط النظام تقوم حاليا على استنزاف الخصم بحرمانه من قياداته عبر تشجيعهم على الانشقاق ومن قوته القتالية بحرب العصابات والكمائن وتدمير الآليات”.
ويؤكد الناطق باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل قاسم سعد الدين ان “من ابرز مقومات الاستراتيجية التي يعتمدها الجيش الحر من اجل تسريع انهيار النظام تسهيل الانشقاقات”.
ويقول “بعد انشقاق رئيس الحكومة رياض حجاب (الاثنين)، تلقينا اتصالات عديدة من ضباط كبار ومسؤولين يرغبون في الانشقاق ويطلبون المساعدة”، مضيفا ان الجيش الحر “يعمل على تأمين طريق آمن للراغبين في الانشقاق ولعائلاتهم لكي يتمكنوا من الوصول الى خارج سوريا عبر إحدى نقاط الحدود مع الدول المجاورة”.
ونسق رئيس الحكومة رياض حجاب خروجه عن النظام مع الجيش الحر، وقال المتحدث باسمه ان العملية استغرقت اشهرا.
وتبين بعد يومين من انشقاقه ان حجاب لم يغادر سوريا في اليوم نفسه الذي اعلن فيه ذلك. فقد ظل في عهدة الجيش الحر في منطقة ما من محافظة درعا الجنوبية الحدودية مع الاردن، وظهر في شريط فيديو بث على شبكة الانترنت برفقة ناشطين وافراد من عائلته جالسا في غرفة على الارض، قبل ان تعلن الحكومة الاردنية وصوله الاربعاء الى الاردن.
ويرفض سعد الدين اعطاء تفاصيل عن تنظيم عمليات الانشقاق، الا ان خبراء يؤكدون ان ذلك يحتاج الى شبكة واسعة من المخبرين والمنفذين، بالاضافة الى حلقة سرية وموثوق بها من الاتصالات.
ويقول الاختصاصي في الشؤون العسكرية للشرق الاوسط جيفري وايت من معهد واشنطن للدراسات “واشنطن اينستيتيوت” “من الطبيعي ان تكون هناك شبكة واسعة لتنفيذ مثل هذا العمل. لا يمكن لمسؤول ان يضع عائلته في سيارة ويقرر الانشقاق”، مضيفا ان “تنظيم فرار العائلات بشكل خاص امر معقد جدا”.
ويؤكد “لا شك ان هناك طريقة للاتصال بالمنشقين المحتملين، عبر شبكة الانترنت لكن ايضا عبر عملاء موثوق بهم. هناك خطة معينة لايصال شخص او مجموعة اشخاص الى الحدود، ولا بد من وجود عناصر لاستقبالهم ومواكبتهم وتمريرهم عبر الحدود”.
ويحض الجيش الحر والمجلس الوطني الذي يضم غالبية اطياف المعارضة السورية باستمرار اركان النظام والدبلوماسيين وضباط وعناصر الجيش والاجهزة الامنية على الانشقاق. ويؤكد مسؤولون في المجلس الوطني انهم على اتصال مع عدد من هؤلاء متوقعين تتالي الانشقاقات قريبا.
ويؤكد دبلوماسي عربي لوكالة فرانس برس رافضا الكشف عن هويته ان ثلاث دول خليجية اتخذت قرارا منذ ايار/مايو بتخصيص مليارات الدولارات لتمويل عمليات انشقاق شخصيات سورية، وذلك سعيا الى اسقاط النظام من الداخل بحلول نهاية العام 2012. وقد لجأ عدد من السياسيين والدبلوماسيين المنشقين الى قطر.
على الارض، تنصب جهود المقاتلين المعارضين على تشتيت القوة العسكرية للنظام الذي يواجه نوعا آخر من الانشقاقات يقوم بها جنود يتركون ساحة القتال للانضمام الى المجموعات المعارضة او الفرار، بالاضافة الى اضطراره لخوض المعارك على جبهات عدة.
ويقول قهوجي “انها حرب عصابات تخوضها قوة ثورية على شكل ميليشيات منتشرة على كل الاراضي السورية ضد قوة نظامية قوية جدا، وكل حرب عصابات هي حرب استنزاف”.
ويوضح “كلما انشقت مجموعة عن الجيش، تضعف قدرته على القتال”، مضيفا ان “زمام المبادرة في المعركة هو الآن بيد الجيش الحر. هو يحدد مكان المعركة وتوقيتها”.
وبادر الجيش الحر اخيرا الى اعلان “معركة تحرير دمشق” حيث خاض مواجهات مع القوات النظامية استمرت حوالى ثلاثة اسابيع. وقبل ان تخمد نار دمشق، كان الجيش الحر اعلن “معركة تحرير حلب” (شمال) حيث تدور معارك ضارية منذ اكثر من عشرين يوما.
في الوقت نفسه، يكثف “الثوار” ضرباتهم في محافظات ادلب (شمال غرب) ودرعا (جنوب) وريف دمشق ودير الزور (شرق) مستهدفين حواجز وقوافل عسكرية ومراكز أمنية. الا انهم يشكون من عدم امتلاك اسلحة نوعية في مواجهة دبابات النظام وطائراته العسكرية.
ويؤكد سعد الدين ان “استهداف الحواجز العسكرية والفروع الامنية التي تدبر عمليات القتل يهدف الى شلّ حركة النظام”، مشيرا الى ان الهدف المقبل سيكون “الثكنات العسكرية”.
وعلى الحدود التركية، شاهد صحافي في وكالة فرانس برس قبل ايام شاحنات تتجه نحو الحدود السورية. وذكر مسؤول سوري معارض لفرانس برس انها محملة بالاسلحة.
واقرت المعارضة السورية اخيرا بانها تحصل على اسلحة من قطر والسعودية وليبيا.
ويرى المحلل واين وايت من معهد الشرق الاوسط للدراسات “ميدل ايست اينستيتيوت” في واشنطن ان “المذكرة السرية” لدعم المعارضين السوريين التي وقع عليها اخيرا الرئيس الاميركي باراك اوباما “تتضمن على الارجح مساعدات تتعلق بالتدريب على الاسلحة وارسال مدربين”.
الا ان المتحدث باسم الجيش الحر في الداخل يؤكد ان “مصدر اسلحتنا الغنائم ومستودعات النظام التي استولينا عليها والسوق السوداء. لو كنا نملك سلاحا نوعيا، لكنا حررنا سوريا منذ زمن”.
ويرى قهوجي ان “الجيش الحر يبني استراتيجيته على الموجود. الاسلحة الفعالة لم تصل. الحل الدبلوماسي معطل. لا وسيلة اخرى لديه لاسقاط النظام”.
الآلاف يخرجون تحت القصف للمطالبة بـ«مضادات للطيران»
الاشتباكات تتجدد في حي صلاح الدين.. والجيش الحر يستعد لـ«هجوم مضاد»
بيروت: بولا أسطيح لندن: «الشرق الأوسط»
عادت المعارك وبقوة يوم أمس الجمعة إلى حي صلاح الدين الذي أكدت وسائل إعلام النظام في وقت سابق أن الجيش النظامي سيطر بالكامل عليه. وأكد قادة ميدانيون في الجيش الحر أن القتال متواصل في الحي، متوعدين بهجوم مضاد وتقدم جديد في صلاح الدين.
ولم تردع المعارك الحاصلة وعملية القصف المتواصل الذي تشنه طائرات النظام الحربية ودباباته آلاف السوريين عن الخروج بالأمس في مظاهرات بعد صلاة الجمعة لمطالبة الدول الكبرى بتسليح الثوار بمضادات للطائرات. ورفع المتظاهرون في جمعة «سلحونا بمضادات للطائرات» لافتات كتب عليها «م – ط» و«م – د» أي مضادات للطيران ومضادات للدبابات، وأطلقوا الهتافات الداعمة للجيش الحر والمناصرة للمدن المنكوبة في ريف دمشق ودير الزور وغيرهما.
ونقل محمد الحلبي، الناطق باسم تنسيقيات الثورة في حلب، المشهد مباشرة من حي صلاح الدين، مؤكدا أن «الجيش الحر لا يزال يسيطر على 75 في المائة منه على الرغم من خرقه من قبل الجيش النظامي بعدد من القناصة الذين تمركزوا على أسطح بعض المباني». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «ما حكي في وقت سابق عن انسحاب تام للجيش الحر من صلاح الدين لم يكن إلا تراجعا تكتيكيا بعد نصب الثوار كمائن للنظام في الأحياء»، لافتا إلى أن «الجيش الحر أمّن مزيدا من الذخيرة وهو يحشد لاستعادة الشوارع التي تراجع منها». وكشف الحلبي أن أهالي مدينة حلب توجهوا لمسجد بلال وسط حي صلاح الدين حيث أدوا صلاة الجمعة وسط انتشار كثيف لعناصر الجيش الحر، متحدثا عن خروج ما يزيد على 25 مظاهرة في مدينة حلب ككل واجهها النظام بالرصاص. وبينما أفاد الحلبي باكتشاف الجيش الحر لـ«50 جثة مجهولة الهوية في حي صلاح الدين يُعتقد أنها لأهالي الحي الذين رفضوا مغادرته»، أشار إلى أن عدد قتلى مدينة حلب فاق الـ400 منذ بدء الحملة الأمنية عليها.
وكانت الاشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي تجددت في بعض أجزاء حي صلاح الدين في مدينة حلب بسيطرة الثوار على ثلاثة من أحيائها بشكل كامل واستعادة السيطرة على دوار صلاح الدين بعد انسحابه أمس من الحي. وأكد حسام أبو محمد، قائد كتيبة درع الشهباء في الجيش الحر، أن القتال متواصل في صلاح الدين «لأننا لن نتخلى عن هذا الحي».
من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الجيش النظامي يقصف عدة أحياء معارضة في حلب من بينها حيا الصاخور والشيخ فارس، ومساكن هنانو. وذكر المجلس الوطني السوري أن القصف على حي هنانو هو الأعنف منذ بدء الحملة العسكرية.
ومن جهته، قال القيادي في الجيش الحر بحلب أبو عمر الحلبي، إن المقاتلين اتخذوا مواقع جديدة في منطقة السكري، حيث يعدون «لهجوم مضاد لقوات النظام». وأوضح الحلبي أن الثوار قتلوا قائد العمليات العسكرية للحكومة في حلب العميد عصام زهر الدين.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن قصفا على مخبز في طريق الباب شرق حلب كبرى مدن شمال سوريا أدى يوم الجمعة إلى سقوط نحو عشرة قتلى. وأفادت الوكالة بأن بين القتلى ثلاثة أطفال على الأقل في القصف المدفعي الذي أدى أيضا إلى إصابة عشرين شخصا بجروح بعد ظهر الجمعة. وسقطت القنبلة عندما كان مئات من السكان يقومون بمشترياتهم مع تشكل صف طويل أمام هذا المخبز الواقع في حي يسيطر عليه الجيش السوري الحر. وأفاد ناشطون من مدينة حلب بأن النظام قصف بالأمس أحياء سيف الدولة والإذاعة وصلاح الدين ومساكن هنانو والشيخ خضر والشعار وبستان القصر، بواسطة قذائف المدفعية ومقاتلات «ميغ» التابعة لسلاح الجو السوري.
وقال الناشط ثائر الموجود في حي بستان الباشا «يخضع حي بستان الباشا إلى سيطرة الجيش الحر، مع العلم بأن معظم سكان الحي لم ينزحوا، لكن لا أحد يعلم ماذا سيحدث لاحقا، هناك حرب حقيقية واشتباكات عنيفة بين الجيشين، وقد أغلقت جميع المحال التجارية أبوابها بالإضافة إلى الصيدليات والأفران، والتزم الناس منازلهم، في وقت لا تزال فيه الكهرباء مقطوعة منذ ما يقارب 20 ساعة، كما أن مادة الغاز شبه مفقودة وإن وجدت فسعرها سيكون أغلى بعشرة أضعاف سعرها الحقيقي، وهذا هو حال مادة البنزين أيضا». وأكد ثائر أن هناك عددا قليلا من الأهالي نزحوا من بستان الباشا باتجاه الريف، وأضاف قائلا «من الأهالي من يفضل الموت تحت القصف على النزوح، خاصة أن ظروف النزوح سواء كان داخليا أو خارجيا، هي ظروف مهينة جدا».
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن شابا جامعيا في الـ19 من عمره قتل، وجرح ثلاثة آخرون أمس الجمعة برصاص الأمن السوري، خلال تفريق مظاهرة في حلب الجديدة التي يسيطر عليها النظام السوري. وأضاف المرصد أن حيي السبيل والفرقان في مدينة حلب شهدا خروج مظاهرات، بينما سُجّلت في ريف حلب مظاهرات نصرة للمدينة في كل من عفرين والأتارب وباتبو وأبين. وأفاد الناشط حسين وكالة الصحافة الفرنسية عبر «سكايب» من حي السكري بخروج مظاهرة بالأمس على الرغم من المعارك والقصف، لكنه لفت إلى أن المظاهرات «في مدينة حلب صارت أقل عددا بسبب العنف».
أما ميدانيا، وبالتزامن مع الحملة العنيفة على حلب، فأفيد بتعرض بلدتي «معربة» و«بصرى الشام» بمحافظة درعا لقصف من قبل القوات النظامية إثر اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي. وذكر المرصد أن «بلدة كفر زيتا بريف حماه تعرضت لقصف عنيف اليوم من قبل القوات النظامية».
وإلى شرق سوريا، فقد دارت اشتباكات عنيفة بين الجيشين الحر والنظامي في أحياء الموظفين والجبيلة والبعاجين وشارع بورسعيد وبالقرب من فرع أمن الدولة في دير الزور، بينما تعرض حي الجبيلة لقصف عنيف من قبل القوات النظامية. وأوضح المرصد أن بلدة حيش في إدلب تعرضت لقصف من قبل القوات النظامية بعد فجر اليوم، فيما دارت اشتباكات عنيفة في بلدة كفرنبل رافقها قصف على البلدة. وأفاد ناشطون بسقوط قتلى وجرحى. وقال ناشطون سوريون إن عناصر الجيش الحر دمروا عددا من الدبابات والآليات العسكرية وسيطروا على معظم الحواجز في المدينة. وفي المقابل، قال التلفزيون السوري إن «الجهات المختصة» أحبطت محاولات تسلل «مجموعات إرهابية مسلحة» من لبنان إلى سوريا.
أما في ما يخص مظاهرات أمس، فأفيد بخروج متظاهرين بعد صلاة الجمعة في برزة في دمشق طالبت بإسقاط النظام، بينما شهد ريف العاصمة مظاهرات مناهضة للنظام في مدينتي دوما وحرستا وبلدات أخرى. وفي محافظة درعا جنوبا، لفت المرصد إلى مظاهرات حاشدة في قرى وبلدات محافظة درعا في جمعة «سلحونا بمضادات الطائرات»، موضحا أن القوات النظامية انتشرت «بشكل كثيف في بعض الأحياء وقامت بتطويق الجوامع ونفذت حملات اعتقال ومداهمات لمنع خروج المظاهرات».
وأظهر شريط فيديو بثه ناشطون على الإنترنت عشرات المتظاهرين في نصيب بدرعا وهم يحملون «أعلام الثورة» يهتفون «ثورة سوريا.. إسلام ومسيحية»، فيما أظهر شريط فيديو آخر من خربة غزالة العشرات يهتفون دعما لمدينة حلب. وفي حماه، خرجت مظاهرات عدة في أحياء البياض والحميدية بمدينة حماه، فيما شهدت أحياء أخرى انتشارا أمنيا كثيفا، بحسب المرصد الذي أشار إلى انفجار عبوة ناسفة في حي النصر. وفي ريف حماه خرجت مظاهرات في بلدات خطاب وحمادي عمر وكفرزيتا، فيما تعرضت قرى جبل شحشبو لقصف من قبل القوات النظامية.
وفي الأردن، أفيد بوقوع اشتباكات محدودة بين الجيشين الأردني والسوري عند الحدود فجر يوم أمس، وذلك بعد استهداف الجيش السوري للاجئين سوريين كانوا يعبرون الحدود إلى بلدة الرمثا الأردنية. وتحدث المركز الإعلامي السوري عن أن اشتباكات تجري بين قوات الأسد والجيش الأردني في تل شهاب على الحدود بين البلدين. وكانت القوات السورية قد أطلقت النار قبل أسبوعين على لاجئين سوريين عبروا من نقطة الحدود عبر الشبك، وتم إطلاق النار عليهم من نقطة حدود تل شهاب، مما أدى إلى وفاة طفل في الرابعة من عمره.
في المقابل، وفي دمشق أفاد مصدر أمني بأن قوات النظام «تتقدم بسرعة من حي صلاح الدين باتجاه سيف الدولة»، مشيرا إلى أن «المعركة الكبيرة المقبلة ستكون في حي السكري». ولفت إلى أن الجيش النظامي «استخدم في معركة صلاح الدين 10 في المائة فقط من التعزيزات التي حشدها في حلب». وصدت القوات النظامية السورية هجوما للمقاتلين المعارضين على مطار حلب الدولي جنوب شرقي المدينة، بحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا). وذكرت الوكالة أن وحدة من الجيش «تصدت لمجموعة من الإرهابيين المرتزقة» حاولوا الهجوم على مطار حلب، وقالت الوكالة إن القوات النظامية «قتلت معظم» المهاجمين.
وبالتزامن، أفاد المجلس الوطني السوري بسقوط قذيفة على قلعة حلب التي تعد من أهم الآثار المعمارية العسكرية الإسلامية في القرون الوسطى. وعبّر المجلس عن «بالغ غضبه من هذا العدوان على ذاكرة وتاريخ الشعب السوري»، مطالبا منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم «بالتدخل العاجل والفاعل لحماية هذا الأثر الذي صنف تراثا عالميا محميا». ومن جهتها، ناشدت السلطات السورية المواطنين السوريين إلقاء السلاح، وذلك من خلال رسائل نصية قصيرة وصلت إلى مشتركي «سيرياتيل» للهاتف الخليوي، تتضمن دعوة «إلى كل من يحمل السلاح ضد الدولة.. سلم سلاحك تضمن حياتك.. مع تحيات الجيش العربي السوري». وخرجت مظاهرات في مختلف أنحاء البلاد تطالب بمد مقاتلي الجيش الحر بسلاح مضاد للطيران، وذلك رغم الاشتباكات والقصف المستمر وتحليق الطيران على غالبية المناطق الساخنة في البلاد.
وفي دير الزور (شرق) دارت اشتباكات عنيفة بين الجيشين الحر والنظامي في أحياء الموظفين والجبيلة والبعاجين وشارع بورسعيد وبالقرب من فرع أمن الدولة، بينما تعرض حي الجبيلة لقصف عنيف من قبل قوات الجيش النظامي. وفي إدلب، تعرضت بلدة حيش لقصف عنيف صباح أمس، فيما دارت اشتباكات عنيفة في بلدة كفرنبل رافقها قصف على البلدة. وأفاد ناشطون بسقوط نحو خمسين شخصا بين قتيل وجريح.
وقال ناشطون سوريون إن الجيش الحر دمر عددا من الدبابات والآليات العسكرية وسيطر على معظم الحواجز في كفرنبل. وأعلن الجيش الحر هناك عن سيطرته التامة على كفرنبل وحاس وكفرومة، وأنه تم أسر عدد من ضباط الجيش النظامي، والاستيلاء على الآليات العسكرية، ولا تزال المنطقة تتعرض للقصف المدفعي الشديد عن بعد.
في المقابل، قال التلفزيون السوري إن «الجهات المختصة» أحبطت محاولات تسلل «مجموعات إرهابية مسلحة» من لبنان إلى سوريا. وفي ريف دمشق، حيث خرجت العديد من المظاهرات، قال ناشطون إن الجيش الحر في قرية شبعا في الغوطة الغربية أعطب أربع دبابات من أصل سبع حاولت اقتحام القرية، إلا أنها اضطرت للانسحاب بعد أن قصفت البلدة بالهاون وتسببت في حرق عدد من المنازل، ونشوب اشتباكات عنيفة استمرت لعدة ساعات. وفي مدينة جديدة عرطوز وقع مساء أمس انفجار ضخم على أوتوستراد القنيطرة أثناء مرور باصات تقل شبيحة تبعه إطلاق كثيف للنار.
وفي حي ركن الدين في العاصمة دمشق، وقع انفجار في محيط جامع سعيد باشا أسفر عن أضرار مادية بالمحلات المجاورة، في وقت استمر فيه تحليق الطيران المروحي فوق عدد من أحياء المدينة. وفي حي الزاهرة، خرجت مظاهرة من جامع المجاهد محمد الأشمر على الرغم من الوجود الأمني الكثيف، كما هاجمت قوات الأمن مظاهرة حاشدة خرجت من جامع حسيبة في مشروع دمر وتم إطلاق النار على المتظاهرين، مع حملة اعتقالات واسعة وضرب وإهانات للمصلين الخارجين من الجامع. وفي حي القدم الذي تعرض لعدة حملات عسكرية شرسة وقصف مدفعي، خرجت يوم أمس عدة مظاهرات حاشدة من مساجد السيد أحمد والقدم الكبير والسيدة عائشة طالبت بتسليح الجيش الحر بمضاد للطيران.
لندن تعلن رغبتها في زيادة دعم الجيش الحر
استعدادا للسقوط الحتمي للأسد
بيروت: يوسف دياب
أعلن وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ «تكثيف الاتصالات البريطانية الدبلوماسية مع المعارضين السوريين الذين ستقدم لهم لندن مساعدة إضافية تبلغ 5 ملايين جنيه (6.3 مليون يورو)، باستثناء الأسلحة». ورأى هيغ في مقال كتبه ونشرته أمس صحيفة «تايمز» أن «شعب سوريا لا يستطيع الانتظار، سيموت مزيد من الناس من دون مساعدة عاجلة، لذلك سنركز الآن جهودنا على مساعدة عملية عاجلة للسوريين على الأرض مع تواصل العمل الدبلوماسي». وقال «سنواصل أولا عملنا مع المعارضة السورية، وخصوصا مع ممثلي الجيش السوري الحر لتأمين استعدادهم للسقوط الحتمي لـ(الرئيس بشار) الأسد». وأضاف «بناء على توجيهاتي، اتصل ممثلي لدى المعارضة السورية، وهو بمستوى سفير، هذا الأسبوع بأعضاء سياسيين في الجيش السوري الحر، ويلتقيهم حاليا»، مؤكدا أن «بريطانيا تنقل إلى المعارضين في هذه الاتصالات رسالة حازمة كي يحترموا حقوق الإنسان أيا كانت الفظائع التي يرتكبها النظام».
وردا على كلام هيغ، أوضح عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري أحمد رمضان، أن المجلس «لم يتلق أي دعم مادي لا من بريطانيا ولا من أي دولة غربية أو أجنبية، كما لم يصل أي شيء من هذا القبيل لا إلى الكتائب الميدانية ولا إلى الجيش السوري الحر». وتوقع رمضان في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «يكون مغزى كلام هيغ هو مجرد بحث أو تفكير في إرسال مساعدات مالية للمعارضة السورية».
الجيش الحر يطور خططه القتالية بعد انسداد أفق الحلول الدبلوماسية
العقيد الحمود لـ«الشرق الأوسط»: نخترق القوات النظامية لتحفيزها على الانشقاق
بيروت: نذير رضا
يزداد إصرار الجيش السوري الحر على المضي في ابتكار استراتيجيات عسكرية جديدة، كلما خفض منسوب الحديث عن حلول دبلوماسية تلوح في الأفق، على الرغم من أن التعويل على تلك الحلول انخفضت الثقة به بعد فشل مهمة البعثة العربية في سوريا.
وأكد نائب رئيس الأركان في الجيش السوري الحر العقيد عارف الحمود أن المعارضة السورية «لن تستثني طريقة إلا ونستخدمها بغية إسقاط نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد»، مشددا في حديث لـ«الشرق الأوسط» على «أننا توصلنا إلى قناعة بأن الحلول الدبلوماسية والسياسية ساهمت في رفع وتيرة القتل ومنح النظام فرصا إضافية لقمع الثورة، وذلك منذ فشل مهمة البعثة العربية في سوريا، ومن بعدها مهمة (المبعوث الدولي والعربي المشترك) كوفي أنان».
وجاء حديث الحمود تعليقا على ما جرى تداوله في الأيام الأخيرة من أن الجيش السوري الحر، في ظل انسداد آفاق الحلول الدبلوماسية، «وضع استراتيجيات جديدة لتحقيق أهداف الثورة وإسقاط النظام». وشعبت تلك المعلومات استراتيجية الجيش الحر إلى «مواصلة القتال في كل المناطق السورية، والعمل على اختراق الجيش النظامي لتحفيز عناصره وجنوده على الانشقاق والالتحاق بكتائب الثورة المسلحة».
وإذ تحفظ الجيش الحر على إعلان استراتيجياته المستقبلية، قال العقيد الحمود إن «القيادة لم تتوقف يوما عن ابتكار أساليب جديدة لتحقيق أهداف الثورة»، مؤكدا: «إننا نستثمر كل الأساليب والوسائل لإسقاط النظام السوري، ولن نتوانى في استخدام أي منها، بعد أن توصلنا إلى قناعة بأن الجهود الدبلوماسية هي بمثابة مسكنات ألم فقط».
وبينما قال: «لم نعول يوما على الجهود الدبلوماسية لإسقاط النظام»، أشار إلى أن «تلك الجهود راعيناها لأننا لم نعارض وسيلة تساعد في تحقيق أهدافنا، لكن تبين أن تلك المبادرات كانت تعطي النظام مهلا تلو الأخرى لزيادة قتله للشعب، ورفع اعتماده على آلة القتل بوجه الثوار». وأضاف: «نحن واقعيون، فما يجري في المكاتب وعلى مستوى أروقة الاجتماعات، يختلف عن الواقع، حيث لا سبيل للخلاص إلا بعسكرة الثورة».
وأكد نائب رئيس الأركان في الجيش الحر: «إننا نستند في استراتيجيتنا إلى واقع الناس ومطالبهم، فوجودنا في الميدان، عرفنا على إرادة الثوار والصامدين الذين يريدون القتال حتى آخر لحظة، ولن يتنازلوا عن حقهم بمحاسبة كل شخص».
وإذ أكد أن ما يسرب من خطط عسكرية للجيش الحر «لا تعدو كونها معلومات متوقعة»، أكد أن «العمل على تحفيز مقاتلي الجيش النظامي على الانشقاق هو هدف أساسي، في لحظة يعيش فيها هذا الجيش حالة تقهقر بسبب انخفاض الروح المعنوية في صفوف العناصر والضباط». وأضاف: «نمارس عدة أساليب لخرق القوات النظامية وإقناعها على الانشقاق، وذلك عبر التواصل مع منشقين سابقين في القطعة نفسها».
وعن الأسباب التي حالت دون انشقاق ألوية أو قطع عسكرية بحالها، على غرار ما حدث في بنغازي في بدايات الثورة الليبية، قال الحمود: «التركيبة الطائفية للجيش السوري تمنع ذلك، لأن قادة الألوية والسرايا والكتائب والفرق ينتمون إلى طائفة مؤيدة للنظام، بينما ينتمي المجندون إلى طائفة معارضة له، فيتحين الأفراد الفرصة للانشقاق كلما سمحت لهم الظروف بذلك». وأضاف: «الآن تتخذ تدابير احترازية في الألوية المقاتلة منعا للانشقاق، أهمها منع الجوال عن العسكريين»، لافتا إلى «أننا نمتلك معلومات عن عدد كبير من العسكريين والضباط في القطع المقاتلة والاحتياطية، يستعدون للانشقاق ويتحينون الفرصة لذلك».
واشنطن تفرض عقوبات على حزب الله وتتهمه بـ «دور مركزي » في قمع الأسد لشعبه
فرضت عقوبات على شركة النفط السورية «سيترول»
واشنطن: محمد علي صالح
اتهمت وزارة الخزانة الأميركية أمس حزب الله اللبناني بأداء «دور مركزي» في أعمال القمع التي يرتكبها النظام السوري برئاسة بشار الأسد في سوريا.
وأعلنت واشنطن أمس فرض عقوبات على حزب الله اللبناني «لتوفيره الدعم لنظام الرئيس السوري بشار الأسد». وقالت مصادر إخبارية أميركية إن هذه الخطوة إضافية، لأن واشنطن كانت فعلا اعتبرت حزب الله منظمة إرهابية.
وفي البيان الذي أصدرته وزارة الخزانة الأميركية عن العقوبات، قالت إن حزب الله يقدم «التدريب، والمشورة، والدعم اللوجستي الواسع النطاق» لنظام الأسد. وإن حزب الله يساعد على تدريب القوات السورية عن طريق فيلق القدس الإيراني، والحرس الثوري الإيراني.
وقال رئيس قسم العقوبات في وزارة الخزانة، ديفيد كوهين، إن مساعدة حزب الله للرئيس الأسد «تكشف عن الطبيعة الحقيقية لهذه المنظمة الإرهابية، وعن دورها المزعزع للاستقرار في المنطقة».
وحسب العقوبات الأخيرة، يمنع الأميركيون من القيام بأعمال تجارية مع حزب الله، ويمنع حزب الله من وضع أي أصول مالية في الولايات المتحدة.
كما فرضت واشنطن أمس عقوبات على شركة تسويق النفط السورية «سيترول» الحكومية بسبب تعاملاتها مع إيران، وذلك في إطار المساعي الأميركية للتضييق على النظامين في طهران ودمشق وتجفيف عائداتهما الضرورية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية باتريك فينتريل، في بيان، إن «هذا النوع من التجارة يسمح لإيران بمواصلة تطوير برنامجها النووي، وفي الوقت ذاته بتزويد الحكومة السورية بالموارد لقمع شعبها».
وأضاف المتحدث أن دمشق وطهران أجرتا تعاملات في قطاع الطاقة «بحيث أرسلت سوريا 33 ألف طن متري من البنزين إلى إيران في أبريل (نيسان) في صفقة قيل إن قيمتها بلغت 36 مليون دولار».
وتابع: «رغم أن هذه العقوبات هي نتيجة مباشرة لتزويد سوريا لإيران بالبنزين، إلا أن الولايات المتحدة تعتبر أن الدعم الأوسع الذي تقدمه إيران لنظام (الرئيس السوري بشار) الأسد غير مبرر مطلقا». وقال أيضا إن «إيران تنشط في تقديم الدعم والإمدادات والمساعدة لقوات الأمن السورية والميليشيات المدعومة من النظام التي ترتكب انتهاكات كبيرة لحقوق الإنسان ضد الشعب السوري».
وجاء إعلان وزارة الخارجية فيما أعلنت وزارة الخزانة إضافة حزب الله الشيعي اللبناني، المرتبط بإيران، إلى قائمة المنظمات المستهدفة بالعقوبات الخاصة بسوريا.
وقال فينتريل إن «المسؤولين الإيرانيين يتفاخرون بالدعم الذي تقدمه إيران للأسد.. إن ما تقوم به إيران في سوريا يؤكد خوفها من فقدان حليفها الوحيد المتبقي في الشرق الأوسط الذي يعتبر قناة مهمة لحزب الله».
وأضاف أن «العقوبات التي فرضت اليوم (أمس) تبعث برسالة واضحة هي أن الولايات المتحدة تعارض بشدة مبيعات منتجات النفط المكررة إلى إيران وستستخدم جميع الإجراءات المتوافرة لوقف ذلك».
وبينما يتوقع أن تصل هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية اليوم إلى تركيا، لإجراء محادثات مع المسؤولين الأتراك، ومع المعارضة السورية، حول تطور الأوضاع في سوريا، قال مسؤول أميركي يرافق الوزيرة، مع نهاية جولتها في عدد من الدول الأفريقية، إن الوزيرة سوف تعلن، مع وصولها إلى تركيا، عقوبات إضافية على نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال جون برينان، مستشار الرئيس أوباما في الحرب ضد الإرهاب، إن كل الخيارات موضوعة على المائدة حول سوريا، وعلى الرغم من أنه لم يشر إلى إعلان منطقة حظر الطيران فوق سوريا، قالت مصادر إخبارية أميركية إنه ربما يقصد ذلك.
من ناحية أخرى، تتوقع هذه المصادر أن تزيد كلينتون المساعدات الأميركية إلى السوريين المتضررين من الحرب بأكثر من خمسة ملايين دولار، لتصل جملة المساعدات، منذ بداية الثورة، إلى أكثر من ثمانين مليون دولار. في نفس الوقت، قال جون برينان، مستشار الرئيس أوباما لمحاربة الإرهاب إن كل الخيارات موضوعة على الطاولة حول سوريا، بما في ذلك إعلان منطقة حظر الطيران فوق سوريا، على الرغم من أنه لم يذكر هذه النقطة مباشرة. غير أنه أضاف: «نحن نريد القيام بأي شيء على شرط ألا تكون فيه مساهمة في مزيد من العنف».
النائبة السورية المنشقة: زملاء سيصلون قريبا لتشكيل كتلة برلمانية في المنفى
قالت لـ «الشرق الأوسط» إنها تعيش من الاستضافة التركية بالحد الأدنى.. ولا أموال قطرية
إسطنبول: ثائر عباس
في أحد فنادق إسطنبول، تحاول النائبة السورية المنشقة إخلاص بدوي الاعتياد على فكرة «الغربة» خارج بلادها التي غادرتها بعد أن فقدت الأمل في إصلاح النظام من الداخل، فاتجهت إلى الخارج على أمل أن تسهم في سقوط النظام.
النائبة بدوي التي تتجول بحراسة تركية، كشفت لـ«الشرق الأوسط» عن اتصالات تجريها مع عدد من زملائها النواب، متوقعة «وصول نائب أو نائبين من سوريا خلال اليومين المقبلين، ونعمل لتوصيل آخرين»، مشيرة إلى وجود نية لتشكيل كتلة برلمانية خارج البلاد، فهي رئيسة اتحاد نسائي، وأحد النواب القادمين كان يشغل منصبا مهما في حلب. فالمرحلة الانتقالية حسب قولها «مهمة جدا، ويجب علينا كمدنيين النظر في المرحلة الانتقالية للتكامل مع عمل الجيش الحر».
وتنفي النائبة بدوي أن تكون تنوي الانضمام إلى المجلس الوطني باعتبارها «نائبة تمثل الأمة السورية في المقلبين»، وتقول «أنا متعاونة مع الجميع من أجل خدمة الثورة.. وقد أديت دوري كاملا خلال الأشهر الثلاثة في مجلس الشعب، ولا أريد أكثر». وأكدت أنها في الفترة الأخيرة وضحت صورة النظام لديها قائلة «ربما أنا فتحت عيني، وربما النظام كشر عن أنيابه. كنت مقتنعة بوهم الإصلاح، وبضرورة إعطاء النظام فرصة، لكني في الفترة الأخيرة رأينا السلطة مختلفة تماما». كيف ذلك؟ تقول «لا يوجد لديها ما تقوم به سوى القمع والاضطهاد وفتح المزيد من المعتقلات ومنع أساسيات العيش عن الناس. بالإضافة إلى التخبط الكبير في معالجة الأمور كأنهم لا يعرفون ماذا يفعلون. بتنا نشعر بأنه لا توجد أي دراسة لأي عمل. أما أمور الدولة فلا أحد يعرف بيد من. كنت أفاجأ عندما أجلس مع الرئيس بشار بأنه إصلاحي، وبأن الأمور سوف تنصلح، وبأنه مع الشعب، ثم يأتي دور الترجمة فنجد العكس، فإما هو قد خرجت السلطة من يده، وإما أنه يضع وجها آخر فوق وجهه».
تشعر بدوي بأن السوريين أصبحوا كرة في ملعب الدول الأخرى تتقاذفهم، لكنها واثقة من سقوط النظام «لأن النظام يبقى في حال واحدة هي إقناع الطفل الصغير بأن بشار ليس هو من يوجه الرصاص والدبابات نحوه. لم يعد أحد يقبل به. الطفل الصغير بات يخافه»، حسبما تقول.
وتدافع النائبة بدوي عن المدة التي استغرقتها لاتخاذ قرار الانشقاق، قائلة إن «مجلسنا عمره 3 أشهر فقط»، في إشارة إلى مجلس الشعب الذي تم انتخابه في مايو (أيار) الماضي. وعن سبب تأخرها في الانشقاق، ودخولها إلى انتخابات لم تعترف بها المعارضة، تقول «أنا من منطقة حلب، ولم تكن لدينا مظاهرات بالشكل الواسع الانتشار. وعندما حل موعد الانتخابات قررت خوضها من منطلق أن ثمة مطالب محقة للشعب السوري ولا بد من تحقيقها. فأحببت المساعدة، مقتنعة تماما بإمكانية التغيير من الداخل وإمكانية الوصول إلى مصالحة وطنية وأن نستطيع التوفيق بين الطرفين بشكل أو بآخر للوصول إلى عام 2014، موعد الانتخابات الرئاسية. أولادي كانوا من أول الناس الذين نزلوا للمشاركة في المظاهرات السلمية، وقد دخلت الانتخابات، وكانت أسهمي جيدة في منطقتي، وأنا كنت رئيسة الاتحاد النسائي في منطقة حلب، ففزت والحمد لله، ودخلت المجلس».
لم تتأخر بدوي عن تلقي «الصدمة الأولى» في الجلسة الأولى لمجلس الشعب، حيث تقول «فوجئت في الجلسة الأولى لمجلس الشعب، حيث دخلنا بوهم دستور جديد وقرارات جديدة، بقرار حزب يفرض علينا أسماء المرشحين للجان، ناهيك عن اسم رئيس المجلس. ونحن تقبلنا أن يكون الرئيس بقرار حزبي كونه بعثيا، لكننا أردنا أن نمارس حريتنا باختيار الأعضاء، فكان الرد أن في سوريا مناطق واسعة ونحن لا نعرف جميع المرشحين، والأفضل أن يتم اختيارهم على هذا الأساس. لم يعجبني الأمر، لكني تجاوزته. وفي الأسبوع التالي كان لنا لقاء مع الرئيس بشار (الأسد) فكانت لي وقفة معه أخبرته فيها عما جرى من إملاء، وقلت له إن الأمر كان أشبه بمسرحية بعثية، وأضفت أنه إذا كان هناك قرار بأن يكون رئيس المجلس حزبيا، فاتركونا ننتخب. وقد استغرب قائلا لي (معقول؟!). وكنت أتوقع أني أنقل إليه وضعا يعرفه، وأننا نريد أن نمارس دورنا، فقال لي (إن شاء الله بوجودكم كمجلس جديد وأعضاء جدد يكون التغيير). ثم أتت الجلسة التشريعية الأولى لمجلس الشعب، حيث فوجئنا بطرح مشروع قانون حول أطباء الأسنان، فاحتججنا على الأمر، قائلين إنه لا يمكن معالجة موضوع كهذا والوضع في بلادنا على ما هو عليه، وإنه لا بد لنا من اتخاذ مبادرات في هذا الاتجاه، فكان رد الرئيس أن هناك فصلا بين السلطات، وأن هذا الأمر من صلاحية السلطة التنفيذية لا البرلمان. طالبنا بحضور وزيري الدفاع والداخلية لمناقشتهما في الوضع، فأتانا الجواب بأن الحكومة الحالية قد أصبحت في حكم المستقيلة، وإن شاء الله يحضر الوزراء الجدد. وفي الجلسة التالية، أحيل إلينا مشروع قانون (الإرهاب) وهو الذي فاجأنا بقوة لوجود عقوبات جسيمة لكل من يعترض أو يشارك في مظاهرة. وطالبت بأن يتم تأجيل صدور القانون على الأقل لإعطاء الناس الفرصة، باعتبار أن هناك أغلبية مع القانون، فكان الرد بأن هذا القانون أتى بصفة المعجل وقد تم إقراره ونشره في اليوم نفسه. هنا أحسست بأنني ارتكبت خطيئة بحق الناس، وفي مقدمهم أولادي الذين كانوا يشاركون في المظاهرات. وعندما بدأ الحراك في منطقتي، فوجئت بأن بعض الأماكن، كمنطقة الأتارب التي أتحدر منها مقطوعة عنها المياه والكهرباء والغاز والخبز. ولما توقعت أن الأمر سببه صعوبة التنقلات، حاولت أن أراجع المحافظ وأمين الفرع (في البعث) لمعرفة السبب، فالمناطق زراعية وقد ماتت هذه الأراضي بسبب نقص المازوت الذي يستعمل لسحب المياه، فأجبت أن هناك أمر من الأمن القومي بقطع كل الإمدادات عن هذه المناطق. ولما فوجئت قيل لي (تركناهم يعيشوا فأرادوا أن يميتونا.. يجب أن يموتوا كلهم..)، وهنا كانت الصدمة».
وتضيف «حاولت التوسط قائلة إنه ليس جميع الناس من المعارضين. فقيل لي اكتبي لائحة بالأسماء وسوف نساعدهم، فصدقت وبدأت في جمع البطاقات العائلية وجرار (عبوات) الغاز لتأمين هذه المادة الحيوية، لأن الناس بدأوا يطبخون على الفحم والحطب. كتبت الأسماء وجمعت دفاتر العائلة من هؤلاء، وذهبت إلى المحافظ، فوعدني بحل الأمر خلال أسبوع، ثم ذهبت إلى أمين الفرع، فوعدني بحل الأمر خلال يومين. ولما بدأت أتأكد من الأمر مجرد مماطلة من قبلهم، أعدت الدفاتر وجرار الغاز إلى أصحابها وأخذت قرار الانشقاق عن النظام لاقتناعي بأني لن أستطيع أن أساعد الشعب من خلال موقعي، فقررت أن أنشق عسى أن أكون مجرد حجر من حائط يستند إليه النظام لإظهار شرعيته، على أسهم في انهياره».
كانت هذه اللحظة الفاصلة؟ تجيب «نعم.. وكانت لحظة صعبة كثيرا، فقد تركت بلدي وبيتي وكل ما أملك واتخذت قراري».
كيف اتخذت القرار؟ تقول «نحو نصف مدينة الأتارب هي من الجيش الحر، تواصلت معهم وشرحت الوضع لأحد معارفي من الجيش الحر، فرحب بالأمر قائلا إنه كان يتوقع إقدامي على ذلك منذ زمن، فخرجت مع أولادي وغادرت إلى المنطقة التي لا يوجد فيها الأمن من دون أن يوقفني أحد باعتباري عضوا في مجلس الشعب، ومن هناك انتقلنا إلى تركيا بمساعدة زملاء أولادي من الجيش الحر، وكان في استقبالي على الأراضي التركية عضو من المجلس الوطني وحاكم ولاية أنطاكيا».
وخلافا لما تردد، فإن النائبة بدوي لا تزال في تركيا منذ لحظة وصولها، ولم تغادر إلى قطر كما تردد، رغم رغبتها في ذلك باعتبارها بلدا عربيا. وعندما سألناها عن صحة ما يقال عن أن قطر قدمت لها «حوافز مالية» للانشقاق، ضحكت قائلة «سمعت بهذا. هذه شائعات. أنا خرجت بدون شيء بعد أن حاولت بيع بيتي للتصرف بأمواله من دون أن أفلح في ذلك. ولما وصلت إلى هنا فوجئت بأنه لا توجد أي مساعدة مادية، فقط الاستضافة من قبل الخارجية التركية التي لم تقصر في هذا، حتى إنني عندما راجعت المجلس الوطني من أجل المستلزمات اليومية من أجل الأولاد كان الجواب بإبداء الأسف.. ولم أقبض قرشا من أي أحد».
ماذا عن مخططاتها المستقبلية؟.. تقول «أنا أسعى الآن لتأمين مساعدات مادية وعينية إلى النازحين السوريين في المخيمات، وإيجاد طريقة لمساعدتهم»، مشيرة إلى أنها تواصلت مع بعض الناس ووجدت طرقا لمساعدتهم.
النائبة بدوي اصطحبت معها عائلتها الصغيرة المؤلفة من زوجها ومنها، ومن 5 أولاد أكبرهم محمد الذي أنهى لتوه دراسته الجامعية في هندسة الميكانيك، أما الباقون ففي المدرسة. ورغم أنها وأولادها في «الأمان» الآن، فإن بقية عائلتها لا تزال في سوريا، في منطقة يسيطر عليها الجيش الحر، وتتعرض للقصف اليومي الممنهج، خصوصا في وقت الإفطار، كما تقول النائبة السورية التي تتمنى ألا تكون قد تسببت لهم في الأذى، راجية من الله أن يحميهم.
الأمم المتحدة تتحدث عن 150 ألف سوري فروا من بلدهم إلى الدول المجاورة
الصليب الأحمر: نواجه صعوبات في إيصال المساعدات لسكان دمشق وحلب
بيروت: بولا أسطيح
تشير الأرقام المتضخمة التي عممتها مؤخرا المنظمات الدولية لجهة أعداد النازحين في الداخل السوري كما في دول الجوار إلى أن الأزمة السورية بلغت نقطة اللاعودة خاصة بعد اشتداد معارك حلب.
وفي هذا الإطار، أعلنت الأمم المتحدة بالأمس أن 150 ألف سوري فروا حتى الساعة من سوريا إلى الدول المجاورة نتيجة القتال الحاصل في الداخل، بينما كشفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا، عن صعوبات تواجه العناصر الميدانيين كما عناصر الهلال الأحمر في إيصال المساعدات لأهالي دمشق وحلب.
ومن بيروت، تحدثت الناطقة الرسمية باسم مفوضية شؤون اللاجئين أريان روماي عن وجود 37386 لاجئا سوريا في لبنان، 35686 منهم مسجلون رسميا لدى المفوضية، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «2.9 في المائة من اللاجئين الموجودين في لبنان أتوا من حلب، بينما العدد الأكبر من النازحين من المدينة يتوجهون إلى تركيا التي بلغ عدد النازحين إليها الأسبوع الماضي 6000».
وكان أدريان إدواردز المتحدث باسم مفوض الأمم المتحدة السامي للاجئين أوضح أن أعدادا متزايدة من المدنيين السوريين تفر من القتال لا سيما في حلب ليصل إجمالي حجم اللاجئين المسجلين في أربع دول مجاورة منذ بدء الصراع إلى 150 ألفا تقريبا. وقال: «طرأت في الأسبوع الماضي زيادة حادة في أعداد المقبلين إلى تركيا، وهناك كثيرون يأتون من حلب والقرى المجاورة. والآن إذا نظرت إلى المناطق الأخرى فأعتقد أن الوضع ينطوي على زيادة مطردة ومستمرة، لكن حيث يقع القتال نرى التداعيات».
وأشارت مفوضية الأمم المتحدة العليا للاجئين ومقرها جنيف إلى أنه بدءا من ليل الخميس الجمعة تم تسجيل 50227 لاجئا في تركيا 45869 لاجئا سوريا في الأردن و36841 لاجئا في لبنان و13587 لاجئا في العراق الذي شهد أيضا عودة 23228 عراقيا من سوريا منذ 18 يوليو (تموز) الماضي.
وقال إدواردز «نعلم بوجود أعداد لا بأس بها من اللاجئين في دول أخرى لم يتم تسجيلها، كما في الجزائر ومصر والمغرب ومنطقة إيفروس اليونانية المتاخمة لتركيا». وأضاف: «إن هذه الأعداد محدودة للغاية إذا ما قورنت بعدد اللاجئين السوريين الفارين إلى دول مجاورة».
وبالتزامن، كشف مسؤول تركي لوكالة الصحافة الفرنسية أن أكثر من 2500 سوري فروا إلى تركيا ليل الخميس – الجمعة بسبب حدة المعارك في بلادهم، ليصل عدد اللاجئين السوريين إلى 53 ألفا حسبما أعلن المسؤول في الجهاز التركي للحالات الطارئة والكوارث الطبيعية.
ونفى المسؤول التركي ما ذكرته بعض وسائل الإعلام التركية عن أن ثلاثة آلاف لاجئ ينتظرون عند الحدود بسبب عدم توفر أماكن في المخيمات التركية، وقال: «لدينا مخيمات في مدينتي أقجاكالي وكركميس قرب الحدود قادرة على استيعاب 10 آلاف سوري».
بدورها، أعلنت رئيسة بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا ماريان غاسر أن اللجنة الدولية والهلال الأحمر العربي السوري قدما خلال الأسابيع الثلاثة الماضية المساعدات إلى أكثر من 125000 شخص يتعرضون للعنف في أنحاء عدة من سوريا.
وقالت «حين بدأ الوضع يتفاقم في دمشق، أصبح من الصعب جدا لموظفينا التنقل داخل المدينة وحولها من أجل تقديم المساعدة إلى السكان المدنيين. وتزايدت الاحتياجات بسرعة كبيرة ما اضطر اللجنة الدولية إلى تكييف طريقة عملها سريعا من أجل التمكن من تلبية هذه الاحتياجات بالشراكة مع الهلال الأحمر العربي السوري».
وأضافت: «تثير حلب قلقا خاصا لدى اللجنة الدولية ليس بسبب موقعها الجغرافي البعيد فحسب، بل لأن الهلال الأحمر العربي السوري اضطر إلى تعليق أغلبية أنشطته بسبب حالة الخطر الشديد على الأرض. ومع ذلك واصل عشرات المتطوعين العمل في ظل ظروف بالغة الصعوبة من أجل تلبية الاحتياجات المتزايدة للسكان المدنيين».
الثوار السوريون يطلقون لحاهم تحديا للنظام.. ويبحثون عن ملاذ في الدين
مقاتلون من دول عربية وإسلامية انضموا للثورة
بيروت: رولا خلف وأبيغايل فيلدينغ سميث*
يبدو الثائر السوري البالغ من العمر 29 عاما مفعما بالحماسة وهو يستعد للعودة إلى ساحة القتال بعد علاج ،إصابة رجله، التي تعتبر ثاني إصابة له هذا العام، في مدينة تقع شمال لبنان.
وكان شابا خفيفا الظل ذا لحية طويلة كثيفة الشعر، يناقش الحرب التي يشنها الثوار الآن، فيما ترنو إحدى عينيه إلى شاشة التلفزيون لمتابعة منافسات رماية السهم في الأولمبياد، مع أنه يقول إن رياضته المفضلة هي التصويب بالبندقية.
وبينما كان يتعقب تقدم الثوار في مدينة حلب الشمالية ويقول إنه يخطط للانضمام إلى المعركة من أجل العاصمة دمشق، قال الرجل، الذي يشير لنفسه باسم أبو بري: «لدينا تفاؤل وإصرار ومعنوياتنا مرتفعة».
ويبدو الثوار السوريون أيضا مدفوعين بالدين في ثورتهم المستمرة منذ 17 شهرا بهدف إسقاط الرئيس بشار الأسد، أولا من خلال المظاهرات السلمية، ولاحقا، عبر نزاع عسكري.
ويقول إن كثيرا من أقرانه ينضمون إلى السلفيين أيضا، حتى هؤلاء الذين لديهم فهم محدود لهذا الاتجاه المتزمت، ويشير عبد الرزاق طلاس، القائد صاحب الشخصية الساحرة لإحدى الفرق العسكرية في مدينة حمص قائلا: «إنهم يطلقون لحاهم كنوع من التحدي للنظام. في واقع الأمر، نحن حتى على استعداد لأن نقول إننا من تنظيم القاعدة لإثارة غضب النظام».
وعادة ما يقلل النشطاء السوريون من أهمية الجانب الديني في الثورة السورية، مؤكدين أنه، في مجتمع محافظ، من الطبيعي أن يبحث من يتجرعون ويلات المعاناة عن ملاذ في الدين. لكن مع زيادة حدة القمع الوحشي من جانب النظام، أصبحت الحركة الثورية أكثر تطرفا. وفي هذه المعركة التي يهيمن عليها السنة ضد النظام المنتمي للأقلية العلوية، يقول السلفيون وغيرهم من الجماعات الإسلامية إنهم يجاهدون ضد عائلة الأسد.
ومما يبث الرعب في أوصال الحكومات الغربية ويبهج الثوار في الوقت نفسه أنه قد انضم للحركة المفككة عدد محدود، ولكنه متزايد بشكل واضح، من المقاتلين من دول عربية وإسلامية أخرى، من بينهم عراقيون ينتمون لتنظيم القاعدة.
لقد أدت تقارير عن مشاهدة علم تنظيم القاعدة الأسود يرفرف في أجزاء من سوريا، إلى جانب حادث الاختطاف الأخير لاثنين من الصحافيين الغربيين بالقرب من الحدود التركية على يد جماعة من الإسلاميين، يبدو أنها قد تضمنت كثيرا من الأجانب، إلى مخاوف مفادها أن سوريا أصبحت موقع جذب بالنسبة للجهاديين في العالم.
ويقول متحدث باسم الجيش السوري الحر إن أربع أو خمس مجموعات من المقاتلين الأجانب يعملون الآن في محافظة إدلب شمال سوريا، التي لم يعد معظم أجزائها خاضعا لسيطرة النظام. وبعضهم مقبولون، إن لم يكن يتم الترحيب بهم بحفاوة، لأنهم يأتون بالأموال والخبرة العسكرية.
ويقول محللون إنه يجب التمييز بين المقاتلين الإسلاميين السوريين والمقاتلين غير السوريين، وحتى بين الأطراف الأجنبية المتعددة.
ويشيرون إلى أنه لا يجب افتراض أن السلفيين السوريين الذين تسلحوا جهاديون على طراز أعضاء تنظيم القاعدة، الذين يتبنون الاعتقاد المتطرف الذي مفاده أن كل هؤلاء الذين ليسوا في صفهم خونة، بصرف النظر عن ديانتهم. ويقول ناشط يعمل مع الجيش السوري الحر في إدلب إن الثوار تحدوهم شكوك في جبهة النصرة، التي قد ادعت مسؤوليتها عن سلسلة من الهجمات الانتحارية بالقنابل. لكنه يقول إن الجيش السوري الحر يتعاون مع جماعات مثل «أحرار الشام»، أحد تحالفات السلفيين الرئيسية في دمشق، التي لها أفرع في محافظات أخرى، و«لواء التوحيد»، وهو عبارة عن تحالف إسلامي من جماعات تقاتل في حلب.
لقد صورت الدعاية الإعلامية التي يروجها النظام جماعة «أحرار الشام» بوصفها أحد أفرع تنظيم القاعدة، وقد انتقد بعض رموز المعارضة الخطاب الطائفي للجماعة. وفي بيان لها، ذكرت جماعة «أحرار الشام» أن قوات الأمن والميليشيا الموالية للنظام فقط هي أهدافها الشرعية فقط، وأنها قد ألغت كثيرا من الهجمات حينما اكتشفت أنها ربما تؤدي إلى سقوط ضحايا من المدنيين.
ويؤكد توماس بييريت، وهو خبير في الشؤون الإسلامية السورية بجامعة أدنبره، على أوجه الاختلاف بين الجماعات السلفية السورية والمتطرفين أصحاب الأجندات الجهادية العالمية. ويقول: «الهوية السياسية التي تظهرها جماعة «أحرار الشام» هي الهوية السلفية القومية. إنهم يزعمون أنهم سلفيون، غير أنهم يستخدمون رموزا وطنية سورية، على عكس الجهاديين الحقيقيين». ويضيف: «كل مقطع فيديو تنشره جماعة (أحرار الشام) يحمل ألوان العلم السوري. إنه فكر مختلف تماما عن الفكر الجهادي العالمي».
وعلى الرغم من أن بعض المقاتلين من العراق يقرون بصراحة بأنهم جزء من تنظيم القاعدة، فإن آخرين من المقاتلين العرب المنضمين إلى السوريين في ثورتهم لا يتبنون بالضرورة آيديولوجيا متطرفة.
في الوقت نفسه، فإن الطبيعة الممزقة للحركة الثورية في سوريا تجعل من الصعب تقييم نيتها المستقبلية، كما تزيد من خطر استمرار الميليشيات المتنافسة في التناحر بعد سقوط النظام.
ويبدو أن الجماعات السلفية قد تلقت دعما في بداية النزاع، على حد قول بعض المراقبين، لأن كثيرا من المغتربين السوريين الأثرياء يعيشون الآن في الخليج. وقد حاول الفرع السوري من جماعة الإخوان المسلمين، الجماعة المحظورة التي تم التنكيل بها في ثمانينات القرن العشرين على يد حافظ الأسد، الهيمنة على جماعات الثوار خلال الستة أشهر الماضية.
غير أن بول سالم، مدير مركز «كارنيغي» لـ«الشرق الأوسط» في بيروت، يقول إنه لا يجب المبالغة في الحديث عن خطر تحول سوريا إلى دولة للمتطرفين.
ويقول: «غالبية الشعب السوري لن يصبح طالبان. هناك مخاوف، لكن تنظيم القاعدة طرف هامشي. سيكون السلفيون وجماعة الإخوان المسلمين طرفين فاعلين رئيسيين، لكنهما يمكن أن يمثلا جزءا من البرلمان. قد لا يروقون لنا، لكنهم ليسوا مختلين عقليا أو من أعضاء تنظيم القاعدة».
* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»
اجتماع وزاري عربي بجدة غدا
كلينتون: نعمل على نهاية النظام السوري
مثلت تطورات الملف السوري محور لقاء اليوم بإسطنبول بين وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون مع المسؤولين الأتراك, فيما أعلن في القاهرة عن اجتماع طارئ غدا الأحد بجدة لوزراء الخارجية العرب لبحث التطورات الأخيرة في سوريا خاصة بعد استقالة كوفي أنان.
وقالت وزيرة الخارجية الأميركية -خلال مؤتمر صحفي مع نظيرها التركي أحمد داود أوغلو- إن الولايات المتحدة تعمل على الوصول إلى نهاية النظام السوري.
وأضافت أن الأولويات الحالية في التعاطي مع الأزمة السورية تتمثل في ثلاثة عناصر أساسية هي دعم المعارضة ووقف أعمال العنف والحث على تحقيق انتقال ديمقراطي للسلطة في سوريا.
وتعهدت كلينتون بأن واشنطن ستقدم مساعدات لوجستية للمعارضة السورية من أجل تحقيق هذه الأهداف على غرار المساعدات المتعلقة بمجال الاتصالات, وكذلك بمزيد الضغط على النظام السوري من خلال تشديد العقوبات.
كما أكدت وزيرة الخارجية الأميركية أن واشنطن وأنقرة ستعززان التنسيق بينهما بشأن الأزمة السورية, وأشارت إلى أن فرض مناطق حظر جوي يمكن أن يكون خيارا متاحا, وهو ما أشار إليه أوغلو خلال المؤتمر الصحفي المشترك.
وقالت كلينتون “نحن بحاجة إلى الخوض في التفاصيل الحقيقية مثل التخطيط العملي ويجب أن يتم ذلك عبر حكومتينا”, وأضافت “أجهزة مخابراتنا وجيشانا أمامهم مسؤوليات مهمة, وأدوار عليهم القيام بها”.
وكانت مصادر في الخارجية الأميركية قالت في وقت سابق إن مباحثات كلينتون مع القادة الأتراك ستتركز حول تقييم مدى نجاح الدعم المقدم حاليا للمعارضة السورية، وسبل مضاعفة المساعدات الإنسانية لتركيا لدعم جهودها في مساعدة اللاجئين السوريين, والتخطيط للمرحلة الانتقالية في سوريا.
اجتماع عربي
عربيا, أعلن السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية أنه سيتم غدا الأحد عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب في جدة بالمملكة العربية السعودية, قبيل عقد قمة التضامن الإسلامية الاستثنائية لدراسة التطورات التي تشهدها سوريا.
وقال بن حلي للجزيرة إن اجتماع جدة الطارئ فرضته التطورات “الخطيرة” للأحداث في سوريا, والتي “تشهد ارتفاعا مطردا لأعمال العنف والقتل, وموجات كبيرة للاجئين والنازحين”.
وأضاف أن الاجتماع سيحاول كذلك تقديم قراءة دقيقة لما جرى في كل من الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بشأن الموضوع السوري, لأخذ هذه المعطيات بعين الاعتبار عن أي تحرك عربي.
وقال إن الاجتماع سيتناول كذلك مسألة الوساطة الجديدة في الأزمة السورية بعد استقالة المبعوث العربي والأممي كوفي أنان, وذلك فيما يتعلق بالشخصية التي ستتولى هذه المهمة, وكذلك المهام التي ستوكل إليها, مضيفا أن الأخضر الإبراهيمي لم يعط موقفا نهائيا من اقتراح قيامه بهذه المهمة.
وكانت تقارير إخبارية قد تحدثت أمس الجمعة عن ترشيح الدبلوماسي الجزائري المخضرم الأخضر الإبراهيمي لمهمة المبعوث العربي والأممي في الأزمة السورية, وقال دبلوماسيون بالأمم المتحدة إن الإبراهيمي أبلغ الأمم المتحدة والجامعة العربية أن شرطه لقبول هذه المهمة هو حصوله على “دعم قوي” من مجلس الأمن الدولي المنقسم على نفسه بحدة بشأن سوريا.
26 قتيلا بسوريا وقصف بحلب وحمص
قال ناشطون سوريون إن 26 قتيلا سقطوا اليوم السبت بنيران الجيش السوري في أنحاء متفرقة من البلاد، في حين تتواصل المعركة بين الجيشين النظامي والحر للسيطرة على حلب في مواقع عدة، بينما تتعرض أحياء حمص ومناطق أخرى لقصف عنيف منذ الصباح.
وأفاد الناشطون أن “لواء التوحيد” التابع للجيش الحر سيطر على مقر الجيش الشعبي في حي الجندول بحلب؛ بينما تحدثت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن تمكن وحدات الجيش النظامي من دخول ساحة حي المشهد في المدينة.
ولقي سبعة أشخاص مقتلهم وجرح عدد آخر صباح اليوم بعد سقوط قذيفة مدفعية على فرن في حي الشيخ سعيد بحلب، وكان أكثر من عشرة أشخاص بينهم أطفال قتلوا أمس الجمعة في قصف استهدف تجمعا لمواطنين قرب أحد المخابز في حي طريق الباب، كما قتل وجرح عدد من الأشخاص في قصف بالمروحيات والمدفعية على حيي بستان القصر والصاخور.
أما وكالة الأنباء السورية (سانا) فقالت إن الجيش تصدى لمحاولة “إرهابيين مرتزقة” الهجوم على مطار حلب الدولي، كما قضى على مسلحين تحصنوا في مدرسة بحي هنانو وطهر ساحتي أقيول وقاضي عسكر من “فلول المجموعات الإرهابية المسلحة”.
وفي دمشق، تحدث ناشطون عن اشتباكات عنيفة في حي التضامن جنوب العاصمة، كما سمع صوت إطلاق نار وانفجارات في حيي جوبر والقابون، بينما أكدت كتائب الصحابة التابعة لتجمع أنصار الإسلام أنها أسقطت مروحية للجيش النظامي في دير العصافير بريف دمشق.
وأضافوا أن أصوات انفجارات وإطلاق نار سمعت في السبع بحرات وشارع بغداد وحي الصالحية، كما وقعت اشتباكات ظهر اليوم في حيي الشعلان والحمرا التجاريين وسط العاصمة.
وقالت شبكة شام الإخبارية إن طائرات القوات النظامية حلقت صباح اليوم للاستطلاع في سماء مدينة التل بريف دمشق بالتزامن مع قصف مدفعي شديد، كما تواصل القصف على بلدة حرستا.
لكن وكالة سانا نقلت عن مصدر رسمي في بلدة تل منين بريف دمشق قوله إن عملية ملاحقة “الإرهابيين” أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات منهم وإلقاء القبض على عدد كبير ومصادرة أسلحتهم.
قصف عنيف
وتجدد القصف صباح اليوم على أحياء حمص القديمة المحاصرة مثل الصفصافة وباب هود وباب الدريب والحميدية وجورة الشياح وباب التركمان، وذكرت شبكة شام أن جيش النظام اقتحم بالدبابات حي الشماس ونصب مدفعا على أحد أبراجه ليبدأ القصف على منازل الحي، كما تواصل القصف على مدينة الرستن بقرب حمص.
وفي الأثناء، تواصل القصف على بلدة قسطون في حماة، بينما أطلقت طائرات “الميغ” الصواريخ على بلدة البوليل في دير الزور مما أسفر عن تدمير عدد من المنازل وسقوط ثلاثة قتلى وعشرات الجرحى.
وذكرت شبكة شام أن جيش النظام اقتحم مدينة طفس في درعا مدعوما بالدبابات وسط اشتباكات عنيفة مع الجيش الحر على مداخل المدينة، كما سقط عدد من القتلى والجرحى جراء القصف على مستشفى المدينة.
من جهتها، قالت الهيئة العامة للثورة إن قتلى وعشرات الجرحى سقطوا في قصف على بلدة البارة في جبل الزاوية بإدلب، وقال ناشطون إن بلدة أريحا تعرضت صباح اليوم لقصف مدفعي بالتزامن مع اشتباكات. وتعاني عشرات القرى بالمنطقة من انقطاع الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء وتموين، فضلا عن حجم الدمار الذي أصابها نتيجة القصف الذي تعرضت له خلال الأشهر الماضية.
نزوح وتوتر
من جانب آخر، نفى مصدر أمني أردني وقوع أي اشتباكات بين الجيشين الأردني والسوري الليلة الماضية على الشريط الحدودي المحاذي لمنطقة الطرة الأردنية، وقال إن أصوات القذائف والأعيرة النارية عائدة إلى اشتباكات بين الجيشين السوري النظامي والحر.
وكانت مصادر أمنية أردنية أفادت حينئذ بوقوع تبادل لإطلاق النار بين دوريات حرس الحدود الأردنية والسورية بعد أن فتحت الأخيرة النار على مجموعة من نحو خمسمائة لاجئ كانوا يحاولون عبور الحدود فردت الدوريات الأردنية بإطلاق النار، مما أدى إلى اندلاع معركة نارية استمرت ثلاثين دقيقة، ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات على الجانب الأردني.
وعلى الحدود الشمالية، تتواصل حركة النزوح الجماعي مع إعلان السلطات التركية اليوم نزوح 1907 سوريين بينهم 51 عسكرياً نحو تركيا.
وذكرت وكالة أنباء الأناضول أن بينهم 15 جريحا نقلوا إلى مستشفى كيليس الحكومي، بينما نقل الآخرون إلى مخيمات اللاجئين السوريين.
أنباء عن انشقاق في بعثة سوريا بالأمم المتحدة
مجزرة في حي الخالدية بحمص نتيجة قصف النظام العنيف وانهيار عدد من المباني
العربية.نت
أفاد ناشطون سوريون اليوم بانشقاق الدبلوماسي داني بعاج مسؤول ملف حقوق الإنسان في بعثة سوريا لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف عن النظام السوري.
وبحسب الموقع الإلكتروني السوري “سيريا نيوز”، فإن بعاج، السكرتير الثالث ومسؤول عن ملف حقوق الإنسان في البعثة السورية، أكد أنه لم يعد راغباً في تمثيل النظام في البعثة بعد الآن وقدم استقالته إلى القائم بالأعمال في البعثة يوم الجمعة.
وشارك داني بعاج في جميع جلسات مجلس حقوق الإنسان الخاصة حول سوريا ويعمل ضمن البعثة السورية في الأمم المتحدة منذ عام 2010.
ميدانياً، أفاد المركز الإعلامي السوري بوقوع مجزرة في حي الخالدية بحمص نتيجة قصف النظام العنيف وانهيار عدد من المباني. كما أفاد المركز بقصف مدينة الرستن في ريف حمص بقذائف تستخدم لأول مرة ويصعب تحديدها.
وكان ناشطون سوريون بثوا صوراً تظهر سيطرة الجيش الحر على بلدة كفر نبل بإدلب، وقالوا إن السيطرة على البلدة جاءت بعد معارك عنيفة دارت بين الجيش الحر وجيش النظام السوري.
وقد ارتفع عدد القتلى في سوريا أمس إلى 180 شخصاً بينهم 75 في مدينة حلب التي تشهد قصفاً عنيفاً من قبل جيش النظام، فيما قال ناشطون إن الجيش الحر أعاد تمركز قواته في أجزاء من حيي صلاح الدين والسكري.
وبحسب ما أفادت لجان التنسيق المحلية فإن من بين القتلى أطفالاً ومدنيين قضوا بعد قصف قوات النظام لمخبز في حي الباب في حلب.
وتحدث اتحاد تنسيقيات الثورة عن سيطرة الجيش الحر على حي صلاح الدين، فيما تم بث تسجيلات مصورة تظهر سيطرة الجيش الحر على مخزن للأسلحة تابع لجيش النظام في حلب.
وفي إدلب قال ناشطون إن الجيش الحر سيطر على قرية كفر نبل بعد اشتباكات عنيفة دارت بينه وبين قوات النظام، كما تحدثت شبكة “شام” الإخبارية عن نزوح الأهالي من كفر زيتا في ريف حماه هرباً من القصف، في حين واصلت قوات النظام قصف مناطق ريف دمشق بالمدفعية الثقيلة.
47 قتيلا بسوريا واشتباكات وسط دمشق
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
تواصلت السبت الاشتباكات العنيفة بين القوات السورية الحكومية والمقاتلين المعارضين في حلب ومدن سورية عدة حيث قتل 47 شخصا وفقا للشبكة السورية لحقوق الإنسان، فيما شهدت دمشق اشتباكات بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة قرب البنك المركزي.
وفي الوقت نفسه، ذكر التلفزيون السوري أن عبوتين ناسفتين انفجرتا وسط العاصمة، من دون أن يأتي على ذكر إصابات.
كما قالت سيدة تقطن في وسط العاصمة لوكالة فرانس برس، طالبة عدم نشر اسمها خشية اعتقالها إن انفجارا وقع وتلته الاشتباكات.
واستطردت: “كان الانفجار مدويا. كانت هناك اشتباكات خلال النصف ساعة المنصرمة في شارع باكستان. أنا قريبة جدا. هل بإمكانك سماع ذلك؟” مشيرة إلى صوت مدو.
ويث ناشطون معارضون شريط فيديو على الأنترنت يظهر فيه “الإنتشار الأمني الكثيف في ساحة المرجة، وإغلاق الطريق أمام وزارة الداخلية بعد انفجار وسط دمشق”، حسب ما أفادت لجان التنسيق المحلية.
يأتي ذلك غداة يوم دام في سوريا قتل خلاله 180 شخصا، معظمهم في حلب حيث سقط 75 قتيلا ودمشق حيث قتل 40 شخصا، حسب اللجان.
وفي حلب، تستمر الاشتباكات العنيفة في حي صلاح الدين (جنوب غرب)، حيث ذكر مقاتلون وناشطون معارضون أن الجيش السوري الحر استعاد “مواقع استراتيجية” في الحي الذي أعلن الانسحاب منه قبل يومين.
وقال قائد العمليات الميدانية في لواء التوحيد التابع للجيش الحر عبد القادر الصالح في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس صباح السبت إن “الجيش الحر تمكن من استعادة مواقع استراتيجية في حي صلاح الدين”، من دون أن يحدد هذه المواقع.
وأضاف “هناك معارك ضارية لم تتوقف لحظة منذ 24 ساعة مع جيش النظام”، مشيرا في الوقت نفسه إلى “قصف على كل أحياء حلب بالطيران”.
في غضون ذلك، ذكر ناشطون معارضون أن اشتباكات عنيفة وقعت السبت في حي التضامن جنوبي دمشق، في وقت أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن أصوات إطلاق نار وانفجارات صباحا في حي القابون شرقي العاصمة، وقصف على مدينة حرستا في ريف دمشق.
وأفاد شهود عيان، الجمعة، بخروج عدد من الدبابات من البوارج الروسية المتواجدة في ميناء طرطوس. ولم يشر الشهود إلى عدد تلك الدبابات أو الوجهة التي اتجهت إليها.
إلى ذلك، قالت شبكة شام الإخبارية إن عائلة كاملة مؤلفة من 6 أفراد قتلت في كفرنبل بريف إدلب، جراء استهداف منزلها بنيران المقاتلات الحربية.
وأظهر شريط فيديو بثه الناشطون على الإنترنت قصفا مدفعيا بالهاون على أحياء حمص القديمة، وخصوصا جورة الشياح.
اشتباك أردني سوري على الحدود
وعلى الحدود السورية الأردنية، أفاد الناشط الذي شاهد الاشتباكات، أن القتال وقع في منطقة تل شهاب-الطرة، بعد محاولة عدد من اللاجئين السوريين العبور إلى الأردن.
من جانبه، أكد مصدر أردني وقوع اشتباك على الحدود مع سوريا، لكنه قال إنه لم يسقط ضحايا أردنيون في الحادث.
وقال المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه،: “الجانب السوري أطلق النار عبر الحدود وتبع ذلك وقوع اشتباك. التقارير الأولية تشير إلى عدم سقوط أي قتيل من الجانب الأردني”.
وأكد ناشطون سوريون أن الجيش أرسل تعزيزات عسكرية إلى منطقة تل شهاب الحدودية مع الأردن، بعد الاشتباكات. وكانت مصادر خاصة قالت لـ”سكاي نيوز عربية” إن الاشتباكات وقعت لدى محاولة عقيدين منشقين من الفرقة الرابعة الهروب إلى الأراضي الأردنية.
لبنان..اتهام لواء سوري بأعمال إرهابية
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
ادعى القضاء اللبناني،السبت، على الوزير السابق ميشال سماحة ومدير الأمن القومي السوري،علي مملوك، بتهمة تأليف عصابة مسلحة لارتكاب أعمال إرهابية على الأراضي اللبنانية.
وذكرت إذاعة صوت لبنان أن القاضي سامي صادر أصدر أيضا مذكرة توقيف وجاهية بحق سماحة، كما ادعى أيضا على العقيد السوري عدنان، مجهول باقي الهوية بالتهم نفسها.
ويأتي هذا بعد أن ذكرت وسائل الإعلام اللبنانية أن سماحة اعترف خلال التحقيق معه بضلوعه في نقل عبوات ناسفة وأسلحة بسيارته من سوريا إلى لبنان بقصد زرعها في مناطق شمالية، وذلك لـ”إثارة قلاقل مذهبية وطائفية تربك الشمال”.
وكانت صحيفة السفير اللبنانية نقلت عن الجهاز الأمني الذي حقق مع سماحة بعد اعتقاله أن الأخير اعترف أنه “ذهب إلى سوريا قبل أيام قليلة، وتوجه مباشرة بسيارته التي كان يقودها بنفسه إلى المبنى الأمني، حيث يقع مكتب اللواء علي المملوك، وهناك اخذت منه سيارته، وتم وضع العبوات الناسفة في صندوقها الخلفي، ومن هناك قادها سماحة من دمشق إلى بيروت”.
جدير بالذكر أنه تم تعيين مملوك في يوليو الماضي مديرا لمكتب الأمن الوطني في سوريا، الذي يشرف على الأجهزة الأمنية في الدولة.
وقال مصدر أمني سوري حينها إن “اللواء علي مملوك الذي كان مديرا لأمن الدولة، أصبح رئيسا لمكتب الأمن الوطني برتبة وزير، وهو يشرف على كل الأجهزة الأمنية، ويتبع مباشرة لرئيس الجمهورية”.
يشار إلى أن الادعاء طالب بانزال عقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة إلى الإعدام بحق سماحة ومملوك.
إلى ذلك، نوه المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللبناني اللواء أشرف ريفي بـ”شعبة المعلومات” التي القت القبض على سماحة.
وقال إن “فرع المعلومات”: “بذلت جهودا مميزة أدت الى كشف مخطط خطير كان يرمي الى تنفيذ أعمال إرهابية عبر زرع متفجرات وتنفيذ اغتيالات في منطقة الشمال”.
وأكد أنها “تمكنت خلال فترة زمنية وجيزة من كشف هوية الرأس المدبر وإقامة الدليل على تورطه وتوقيفه وإحالته أمام القضاء، وضبط كمية كبيرة من المتفجرات والعبوات الناسفة ومبلغ مالي كبير كان مخصصا لمصاريف تنفيذ الأعمال الإرهابية”.
انفجار واشتباكات عنيفة بمركز العاصمة السورية
روما (11 آب/أغسطس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
قال ناشطون سوريون إن مجموعة من الكتائب الثورية المسلحة قامت بعملية ضد القوات الأمنية السورية في مركز العاصمة دمشق
ونلقت تنسيقات الثورة السورية عن شهود عيان أن انفجاراً ضخماً حدث بالقرب من ساحة المحافظة القريبة من ساحة المرجة وهو ناجم عن مهاجمة رتل أمني يمر قرب وزارة الداخلية، وتلته اشتباكات مسلحة عنيفة امتدت إلى شارع الحمراء والصالحية وشارع العابد ومنطقة الطلياني وشارع بغداد التي تعتبر أهم الأسواق التجارية في العاصمة السورية
ونفى التلفزيون السوري وجود إطلاق نار في منطقة الصالحية والحمراء وأكّد على أن الاشتباكات محصورة في منطقة المرجة فقط، مشيراً إلى أن “مجموعة إرهابية مسلحة قامت بتفجير عبوة ناسفة في منطقة المرجة بدمشق وأطلقت النار عشوائياً لإثارة الذعر بين المواطنين والجهات المختصة تلاحق تلك المجموعات الإرهابية”
ومن الصعب التحقق من دقة المعلومات بسبب قيام الأجهزة الأمنية السورية بإغلاق معظم الطرق الرئيسية والفرعية التي تحيط بالمنطقة، ومنع التحرك نحوها
ووفق شاهد عيان فإن جميع المحال التجارية أغلقت أبوابها فور سماع صوت الانفجار والاشتباكات التي تلته، واستمرت الاشتباكات نحو نصف ساعة
وتأتي هذه الاشتباكات في مركز العاصمة لتبدد الفرضية التي تسوقها السلطات السورية بأن دمشق آمنة، حيث تشهد اشتباكات يومية بين الكتائب الثورية والجيش والأمن السوري، وخاصة خلال الليل
وكثرت في الأيام الأخيرة حواجز عناصر الأمن المسلحين برشاشات آلية بلباسهم المدني خاصة بعد غياب الشمس، ويقومون بتفتيش السيارات واعتقال الناشطين والمشتبه بهم، ولا يمكن لأي عابر الاعتراض أو السؤال عن الجهة التي تتبع لها هذه الحواجز، ويثير تواجدهم الكثيف في مناطق هامة كالمزة والميدان وأبو رمانة ومعظم الأحياء الأخرى سخط المواطنين وخوفهم
سورية: اختطاف أربعة إعلاميين بـ”الإخبارية” بريف دمشق
دمشق (11 آب/أغسطس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أعلنت قناة “الإخبارية” التابعة للنظام الحاكم في سورية، “اختطاف” أربعة من إعلامييها في منطقة تل منين بريف دمشق ووجهت اصابع الاتهام إلى “المجموعات الإرهابية المسلحة والدول الداعمة لها” محملة إياهم “المسؤولية الكاملة عن سلامة أعضاء فريقها” الإعلامي
ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية عن مدير القناة عماد سارة قوله “إن مجموعة إرهابية مسلحة قامت باختطاف أعضاء البعثة الاعلامية للقناة المؤلفة من أربعة أشخاص في منطقة التل” مساء الجمعة وذلك “أثناء تأديتهم لواجبهم الإعلامي في تغطية الأحداث في المنطقة”، مشيرا إلى أن “العمل جار على إطلاق سراح أعضاء البعثة المختطفين” بريف العاصمة السورية
كلينتون وداوود أوغلو: سنشكل إطارا رسميا لمواجهة أسوأ الاحتمالات في سوريا
قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ونظيرها التركي أحمد داوود أوغلوا إن بلديهما سيشكلان إطارا رسميا لمواجهة أسوأ الاحتمالات الممكنة في سوريا.
وقالا ان هذا الإطار سيكون عبارة عن مجموعة عمل مهمتها تنسيق ردود الفعل السياسية والعسكرية والاستخبارية في حال استخدام الأسلحة الكيماوية، التي ستؤدي الى حدوث حالة طوارئ صحية وتدفق المزيد من اللاجئين.
وقالت كلينتون: ” التنسيق بين البلدين كان مستمرا طوال الأزمة ولكن هناك حاجة للتعامل مع التفاصيل الحقيقية لتخطيط العمليات”.
وأضافت أن وزارتي الخارجية الأمريكية والتركية كانتا تتعاونان في هذه القضية لكن هناك حاجة لمجموعة عمل جديدة لزيادة الدور الاستخباري والعسكري للبلدين.
وكان المجلس الوطني السوري قد انتقد الولايات المتحدة الأمريكية وشكك في نوايها حيال سوريا، وذلك اثر عدم توجيه دعوة لإعضاء المجلس الوطني السوري لحضور اجتماع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون مع ناشطين سوريين وأفراد من المعارضة.
وقال محمد سرميني مدير المكتب الإعلامي للمجلس الوطني لموفد بي بي سي، عبدالله أبو هلالة، أن هذه الخطوة تعتبر تهميشا لرغبة الشعب السوري، في ظل اصرار المجلس الوطني على مبادئه الاساسية ومطالبه التي تمثل كافة اطياف الشعب السوري حسب قوله، وهي رفض الحوار مع النظام باي شكل من الاشكال، والعمل على ايجاد تحالف دولي من أجل ضمان واحلال السلام في سوريا، واقامة منطقة عازلة وفرض حظر جوي على قوات النظام السوري.
كما انتقد سرميني لجوء الولايات المتحدة إلى مناقشة مرحلة ما بعد النظام السوري في ظل تجاهل الوضع الراهن في الداخل السوري وما يتعرض له الشعب السوري من جرائم وعمليات قمع على يد النظام السوري، على حد تعبيره.
ووصف سرميني هذه الخطوة على أنها تأتي في اطار الجهود الرامية للتخلص من الجيش السوري الحر.
وكانت كلينتون قد وصلت إلى تركيا في وقت مبكر من يوم السبت لإجراء محادثات حول الأزمة المتفاقمة في سوريا.
وتلتقي كلينتون خلال الزيارة بمسؤولين أتراك وناشطين من المعارضة السورية، لمناقشة الاستعدادات “لنقل السلطة” في سوريا في حال “سقوط” حكومة الرئيس بشار الأسد.
وتقول مراسلة بي بي سي في اسطنبول بيثيني بيل إنه يأتي في صدارة جدول محادثات كلينتون في تركيا أفضل السبل لتنسيق الدعم للمعارضة السورية المتشرذمة.
وقال مسؤولون أمريكيون إن وزيرة الخارجية تريد أن تفهم موقف تركيا ومخاوفها من تدهور الأوضاع في سوريا.
ومن المقرر أن تعلن أيضا خلال الزيارة عن المزيد من الدعم الإنساني للفارين من العنف في سوريا.
وتقدم تركيا الدعم حاليا لأكثر من 50 ألف لاجئ سوري، مع استمرار تدفق اللاجئين يوميا.
من ناحية أخرى نقلت وكالة أنباء رويترز عن التلفزيون المصري أن وزراء الخارجية العرب سيجتمعون في مدينة جدة في السعودية الأحد لمناقشة الوضع السوري.
القاعدة
وستركز محادثات كلينتون أيضا على خطط “يوم ما بعد الأسد”، وفقا لما ذكره مسؤولون أمريكيون، وهو ما يعني اتخاذ خطوات باتجاه سوريا في المستقبل تأمل واشنطن بأن تكون تعددية وديمقراطية.
ومن بين المخاوف الأمريكية هو تزايد أعداد المسلحين المرتبطين بالقاعدة بين صفوف المقاتلين المناوئين للأسد في سوريا.
ويخشى مسؤولون أمريكيون من أن يتمكن مسلحو القاعدة من تعزيز وجودهم مثلما هو الحال في العراق، والذين سيصعب هزيمتهم في حال أطاح الجيش السوري الحر الأسد.
وأشار محللون إلى أن ذلك ربما يكون سببا في رفض واشنطن تقديم مساعدات عسكرية للقوات المناهضة للأسد.
فرار جماعي
من جهة أخرى نبهت الأمم المتحدة من أن المدنيين السوريين يواصلون الفرار من مدينة حلب بأعداد كبيرة مع استمرار القتال بين قوات الجيش الحكومي والجيش السوري الحر.
وقالت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إنها سجلت حتى الآن ما يقرب من 150 ألف لاجىء في أربع دول مجاورة لسوريا.
وأضافت مصادر المفوضية أن نحو ستة آلاف لاجىء سوري عبروا الحدود إلى تركيا خلال الأسبوع الماضي.
وقال ادريان ايدواردز المتحدث باسم المفوضية للصحفيين “كان هناك ازدياد حاد من دون شك، خلال الاسبوع الماضي، في أعداد (اللاجئين) الواصلين إلى تركيا”.
وأضاف أن “غالبية اللاجئين قدموا من حلب والقرى المجاورة لها”.
وأكدت المفوضية أن عدد اللاجئين المسجلين بلغ اكثر من 50 الفا في تركيا، و45 الفا في الأردن، و36 ألفا في لبنان و13 ألفا في العراق.
لكن ايدوارد أضاف “نعلم أنه يوجد عدد من اللاجئين المسجلين في العديد من البلدان”.
الابراهيمي
أمام ذلك، حض الأخضر الإبراهيمي، المتوقع أن يحل محل عنان مبعوثا للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية لسوريا، زعماء العالم على التغلب على خلافاتهم بشأن صراع عمره 17 شهرا ينزلق أكثر نحو حرب أهلية شاملة.
وقال الإبراهيمي في بيان نشر على الموقع الإلكتروني للجنة الحكماء وهم مجموعة مستقلة من زعماء العالم الملتزمين بالسلام وحقوق الإنسان “يجب أن يتوحد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والدول الإقليمية لضمان إمكانية حدوث انتقال سياسي في أسرع وقت ممكن.”
وأضاف “ملايين السوريين يتوقون للسلام… لم يعد بوسع زعماء العالم أن يظلو منقسمين بعد الآن إزاء هذه الصرخات.”
وهذا أول بيان للإبراهيمي بخصوص سوريا منذ أن قال دبلوماسيون لرويترز الخميس إنه من المتوقع أن يعين الأمين العام للأمم المتحدة بان غي مون الدبلوماسي الجزائري المخضرم ليحل محل عنان أوائل الأسبوع المقبل.
BBC © 2012
الأمم المتحدة: المدنيون يواصلون الفرار من حلب بأعداد كبيرة
حذرت الأمم المتحدة من أن المدنيين السوريين يواصلون الفرار من مدينة حلب بأعداد كبيرة مع استمرار القتال بين قوات الجيش الحكومي والجيش السوري الحر.
وقالت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إنها سجلت حتى الآن ما يقرب من 150 ألف لاجىء في أربع دول مجاورة لسوريا.
وأضافت مصادر المفوضية أن حوالي ستة آلاف لاجىء سوري عبروا الحدود إلى تركيا خلال الأسبوع الماضي.
وقال ادريان ايدواردس المتحدث باسم المفوضية للصحفيين “كان هناك ازدياد حاد من دون شك، خلال الاسبوع الماضي، في أعداد (اللاجئين) الواصلين إلى تركيا”.
وأضاف أن “غالبية اللاجئين قدموا من حلب والقرى المجاورة لها”.
وأكدت المفوضية أن عدد اللاجئين المسجلين بلغ اكثر من 50 الفا في تركيا، و45 الفا في الأردن، و36 ألفا في لبنان و13 ألفا في العراق.
لكن ايدوارد أضاف “نعلم أنه يوجد عدد من اللاجئين المسجلين في العديد من البلدان”.
تأتي زيادة أعداد اللاجئين مع استمرار القتال في حلب
تأتي تحذيرات الأمم المتحدة، بينما رجحت مصادر دبلوماسية أن يعين وزير الخارجية الجزائري الأسبق الأخضر الابراهيمي مبعوثا جديدا للسلام في سوريا خلفا للمبعوث المستقيل كوفي عنان.
وقد يتم الإعلان عن تعيين الإبراهيمي رسميا الأسبوع المقبل في حال عدم حدوث اعتراضات في اللحظة الأخيرة من جانب حكومات، حسبما ذكرت مصادر دبلوماسية وصحفية.
وكان الإبراهيمي مبعوثا سابقا للأمم المتحدة إلى أفغانستان والعراق واليمن وهايتي وجنوب إفريقيا وزائير، وأوكلت إليه المنظمة الدولية مهمة التوصل إلى حل تفاوضي في العديد من بؤر التوتر، وتكلل العديد منها بالنجاح.
على صعيد متصل، قررت بريطانيا زيادة دعمها المالي للمعارضة السورية بمقدار 5 ملايين جنيه استرليني لشراء معدات اتصال ومواد طبية، وسيذهب معظم هذا المبلغ إلى الجيش السوري الحر.
وستتضمن المساعدات معدات اتصال بالاقمار الاصطناعية ومولدات كهربائية، لكنها لن تشتمل على اسلحة.
وقال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ في مقال كتبه في صحيفة التايمز ان عدم التعاون مع السوريين الذين يرغبون في إقامة نظام حكم ديمقراطي سيسهل تحقيق أهداف تنظيم القاعدة بتحويل مسار النزاع.
وقال هيغ إن هناك خطرا من نشوء فراغ سياسي كبير بحيث يتطلب من بريطانيا أن تكثف اتصالاتها بما سماه “العناصر السياسية للمعارضة”.
وطالبت بريطانيا المعارضة السورية بالالتزام بمعايير حقوق الإنسان.
BBC © 2012
أمريكا وتركيا تدرسان اقامة منطقة حظر طيران في سوريا
اسطنبول (رويترز) – قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون يوم السبت إن الولايات المتحدة وتركيا تدرسان كل الخيارات اللازمة لمساعدة قوات المعارضة السورية التي تقاتل من اجل الاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد بما في ذلك اقامة منطقة حظر جوي مع احتدام الصراع هناك.
واضافت كلينتون للصحفيين بعد اجتماعها مع نظيرها التركي أحمد داود أوغلو انه ينبغي لانقرة وواشنطن الدخول في تفاصيل خطط دعم المعارضة والتوصل إلى سبيل لوقف العنف.
واشتبكت القوات السورية والقوات الاردنية على الحدود خلال الليل في حادث سلط الضوء على المخاوف الدولية من ان الحرب الاهلية في سوريا قد تشعل حربا اقليمية اوسع. كما اكدت الاشتباكات على الحاجة الماسة للتخطيط لمرحلة ما بعد سقوط الاسد.
وقالت كلينتون “أجهزة مخابراتنا وجيشانا أمامهم مسؤوليات مهمة وأدوار عليهم القيام بها ومن ثم سنشكل مجموعة عمل لتحقيق هذا الأمر.”
وسئلت ان كانت مثل هذه المناقشات تشمل خيارات مثل فرض حظر للطيران في اجواء الاراضي التي يعلن المعارضون السوريون السيطرة عليها فاوضحت كلينتون ان ذلك يمثل خيارا ممكنا.
وقالت كلينتون “القضايا التي اثرتموها في سؤالكم هي بالتحديد التي اتفقت انا والوزير انها بحاجة لتحليل عميق” لكنها اوضحت انه ليس بالضرورة ان تكون هناك قرارات وشيكة في هذا الصدد.
وكان فرض مناطق حظر جوي من قبل القوى الاجنبية حاسما في مساعدة المعارضة الليبية للاطاحة بمعمر القذافي العام الماضي. لكن الولايات المتحدة وحلفاءها الاوروبيين كانوا يرفضون حتى وقت قريب القيام بدور عسكري في الصراع الذي مضى عليه 17 شهرا.
ويعتقد ان المعارضة تحصل على الاسلحة من السعودية وقطر لكنها تحصل على مساعدة غير عسكرية من الولايات المتحدة.
وقال داود اوغلو في رده على سؤال مماثل ان الوقت قد حان كي تتخذ القوى الخارجية خطوات حاسمة لحل الازمة الانسانية في مدن مثل حلب التي تتعرض لقصف يومي من جانب قوات الحكومة السورية.
واستمعت كلينتون إلى روايات عن العنف في سوريا من ست لاجئات من بين نحو 55 الف لاجئ سوري في المخيمات التركية على الحدود بين البلدين. ومن بين هؤلاء امرأة (42 عاما) فرت من ادلب بعد ان اخلى جنود الاسد قريتها بالقوى واشعلوا فيها النار.
وقالت كلينتون “سمعنا حكايات رهيبة… فرت امرأة بعد ان احرقت قوات النظام قريتها وجاءت اخرى بعد ان اقتحموا بيتها وضربوها هي واطفالها.”
كما التقت كلينتون ايضا بطلبة سوريين من بينهم من قال لها انه يرغب في ان تتحد المعارضة السورية في جبهة موحدة داخل سوريا وخارجها.
لكن كلينتون قالت ان الولايات المتحدة قلقة بشأن امكانية استغلال جماعات مثل حزب العمال الكردستاني او القاعدة للفوضى في سوريا في كسب موطئ قدم لهم.
وكانت تركيا قد اتهمت الاسد هذا الاسبوع بتقديم السلاح لحزب العمال الكردستاني واثار رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان امكانية التدخل العسكري في سوريا اذا تزايد التهديد الكردي.
(إعداد ابراهيم الجارحي للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)
من أندرو كوين
قوات سورية ومقاتلو المعارضة يشتبكون في وسط دمشق
بيروت (رويترز) – قال سكان العاصمة السورية دمشق وتلفزيون الدولة إن قوات موالية للرئيس السوري بشار الأسد اشتبكت مع مقاتلي المعارضة في قلب العاصمة قرب البنك المركزي يوم السبت.
وقالت احدى السكان طالبة عدم نشر اسمها خشية اعتقالها أن انفجارا وقع وتلته الاشتباكات.
واستطردت “كان الانفجار مدويا. كانت هناك اشتباكات خلال النصف ساعة المنصرمة في شارع باكستان. أنا قريبة جدا. هل بامكانك سماع ذلك؟” مشيرة إلى صوت مدو.
وأذاع تلفزيون الدولة ان “ارهابيين” وهي الكلمة التي يستخدمها لوصف مقاتلي المعارضة فجروا قنبلة في المرجة وهي منطقة قريبة من البنك المركزي.
وأضاف أن المقاتلين اطلقوا النار بشكل عشوائي لبث الفزع بين المواطنين وان السلطات تلاحق “المجموعات الارهابية”.
ولم يشهد وسط دمشق إلى حد كبير اشتباكات خلال الانتفاضة ضد حكم الاسد التي اندلعت قبل 17 شهرا.
(إعداد هالة قنديل للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)
رئيس المخابرات الالمانية يقول ان نهاية الاسد قريبة
برلين (رويترز) – قال رئيس المخابرات الالمانية ان حكومة الرئيس السوري بشار الاسد في مرحلتها الاخيرة على ما يبدو لان جيشها ينضب جراء الخسائر البشرية والفارين من الخدمة او الذين انشقوا وانضموا للمعارضة.
وقال جيرهارد شيندلر رئيس جهاز المخابرات الاتحادي ان جيش الاسد الذي كان يبلغ قوامه يوما ما 320 الف جندي فقد نحو 50 الفا منذ بدء الانتفاضة قبل 17 شهرا.
وأضاف في مقابلة مع صحيفة دي فيلت نشرت يوم السبت ان وحدات اصغر واكثر مرونة للمعارضة تضعف قوة الجيش بأساليب حرب العصابات.
وتابع “هناك دلائل كثيرة على ان لعبة النهاية بالنسبة للنظام قد بدأت.”
وأضاف أن خسائر الجيش “تشمل المصابين والفارين وما بين نحو الفين وثلاثة الاف انشقوا وانضموا للمعارضة العسكرية المسلحة… تآكل الجيش مستمر.”
وفي حين تراخت قبضة الاسد على البلاد مع اكتساب الانتفاضة قوة دافعة تمتلك قواته ميزة القوة النيرانية الطاغية على المعارضين خفيفي التسليح.
غير ان شيندلر قال ان وحدات المعارضة الصغيرة تعوض ذلك باستخدام السرعة والمناورة للضرب بسرعة في كمائن.
واضاف “بسبب حجمهم الصغير فإنهم ليسوا هدفا جيدا لجيش الاسد. الجيش النظامي يواجه بمجموعة من المقاتلين المرنين. انهم يقصمون ظهر الجيش.”
ويقاتل الاسد لسحق انتفاضة تهدف الى انهاء حكم اسرته المستمر منذ اربعة عقود في سوريا.
(اعداد علي خفاجي للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)