أحداث السبت، 15 تشرين الأول 2011
عشرات القتلى في تظاهرات عمّت المدن السورية
دمشق، نيقوسيا – «الحياة»، رويترز، ا ف ب – بينما يستعد مجلس وزراء الخارجية العرب الى عقد اجتمع طاريء غداً الاحد للبحث في الازمة السورية، اتسع امس نطاق الاحتجاجات التي عمت مختلف المدن السورية تلبية للدعوة الى «جمعة احرار الجيش». واحتشد عشرات آلاف السوريين في تظاهرات واسعة، أمتدت الى غالبية المدن السورية مطالبين بإسقاط النظام ووقف العنف ضد المدنيين. وقال ناشطون وشهود إنه رغم العمليات الأمنية الكثيفة في أدلب وحمص وريف دمشق ودير الزور ودرعا، والإنتشار الأمني الواسع والحواجز العسكرية في حماة وحلب واللاذقية وبانياس ودمشق والقامشلي، شارك عشرات الآلاف في التظاهرات التي واجهتها قوى الامن بإطلاق النار ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات، أغلبهم في داعل وأنخل في محافظة درعا.
في موازاة ذلك افاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ان 25 عسكريا بين ضباط وجنود قتلوا خلال الـ 48 ساعة الماضية، هم 15 في بنش بمحافظة ادلب حيث يقوم الجيش بعملية في المدينة، وتسعة في درعا في مواجهات عنيفة بين جنود ومسلحين، فيما سقط احد رجال الامن في حمص خلال اشتباكات مع مسلحين ليصل عدد قتلى مواجهات اول من أمس إلى 36 شخصا بين مدني وعسكري. إلا ان المرصد أعرب في بيان عن «استغرابه من تكتم السلطات السورية على مقتل العشرات من جنود الجيش النظامي… وعدم تسليم جثامينهم الى اسرهم».
وكانت صحيفة «تشرين» الحكومية نقلت عن مصدر عسكري مسؤول ان «عناصر ارهابية مسلحة استهدفت في كمين في بنش (في محافظة ادلب) أول من أمس مجموعة مشتركة من قوات الجيش وحفظ النظام مما اسفر عن استشهاد 10 بينهم ضابط واصابة 19 اخرين بجروح».
وشملت المصادمات بين المتظاهرين وقوات الأمن امس العاصمة دمشق حيث خرجت تظاهرة حاشدة من جامع الثريا وهتفت بنصرة حمص، وخرجت أخرى من جامع الحسن نادت بالحماية الدولية، وتظاهرة أخرى خرجت من جامع الغواص ووردت أنباء عن اشتباكات مع الشبيحة.
وأفاد ناشطون بسقوط 11 قتيلاً برصاص الأمن غالبيتهم في منطقة ريف دمشق، بينما اتهم ناشطون الجيش السوري بارتكاب ما وصفوه بالمجزرة في منطقة داعل في ريف دمشق.
ومن بين القتلى طفلان في حي القدم بدمشق قتلوا على يد قوات الأمن السورية بعد خروج المظاهرة، ووقعت الإصابات وقعت في الرأس والصدر.
وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس أن ثلاثة متظاهرين جرحوا في الكسوة في محافظة ريف دمشق برصاص الامن. وأوضح أن «تظاهرة حاشدة خرجت في مدينة دير الزور، وهي الأكبر منذ خروج الجيش السوري من المدينة في شهر آب (اغسطس) الماضي. وأشار عبد الرحمن الى أن «الأمن قام باقتحام مسجد أبوبكر الصديق في مدينة بانياس غرب سوريا بعد أن لجأ اليه متظاهرون وقام باعتقال خمسة منهم».
وفي منطقة ريف دمشق حاصرت قوات من الأمن والشبيحة المنطقة بين الجمعية والمحطة، وأطلقت النار بشكل كثيف على المتظاهرين.
وفي دوما جابهت قوات الأمن المتظاهرين الذين خرجوا من جامع عبدالرؤوف بإطلاق النار، كما خرجت تظاهرات اخرى من جامع الساعور، وحاصرت قوى الأمن مسجد حوى بعناصر أمنية.
وفي مدينة القامشلي شارك 20 ألف كردي على الأقل في مسيرة بالمدينة الواقعة قرب الحدود التركية تكريماً لذكرى الناشط الكردي مشعل التمو الذي قتل في وقت سابق من الشهر الجاري.
في هذا الوقت حذرت نافي بيلاي مفوضة الامم المتحدة السامية لحقوق الإنسان امس من أن «القمع القاسي» للاحتجاجات المناهضة للحكومة في سورية قد يدفع البلاد الى «حرب أهلية شاملة». ودعت إلى اتخاذ تحرك دولي لحماية المدنيين السوريين. واضافت ان عدد القتلى في التظاهرات التي بدأت في آذار (مارس) الماضي تجاوز 3 آلاف بينهم ما لا يقل عن 187 طفلا. ولقي مئة شخص على الأقل حتفهم في العشرة ايام الاخيرة فقط.
ومن جهته حمل الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين في خطبة الجمعة امس على النظام السوري، مندداً بعمليات القتل الجارية. واعتبر ان النظام السوري فقد اي شرعية. كما رحب بتشكيل المجلس الوطني المعارض واعتبره الممثل الحقيقي للشعب السوري.
واشنطن تتهم دمشق بتأجيج مخاوف الأقليات
ولا ترى غطاء عربياً أو تركياً لعمل عسكري
السفير فورد: المعارضة السورية يجب أن تتوافر لديها رؤية للمستقبل
12 قتيلاً في “جمعة أحرار الجيش” واجتماع لوزراء الخارجية العرب الأحد
واشنطن – هشام ملحم:
اتهم مسؤولون أميركيون بينهم السفير لدى دمشق روبرت فورد، الحكومة السورية بتأجيج مخاوف الاقليات والتلويح بالاقتتال الطائفي لدفعها الى الوقوف الى جانب النظام، وانتقدوا بشدة “خبث” النظام ومزاعمه التي تدعي أنه هو القادر على حماية الطوائف من الاقتتال.
ومع دخول الاحتجاجات المطالبة برحيل نظام الرئيس بشار الاسد شهرها السابع، تظاهر سوريون في مدن عدة في ما أطلقوا عليه “جمعة أحرار الجيش”. وأفاد ناشطون ان 12 شخصا قتلوا برصاص قوى الامن لدى تفريق هذه التظاهرات. وأعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الانسان ان عدد القتلى الذين سقطوا منذ بدء الاحتجاجات في 15 آذار بلغ ثلاثة آلاف قتيل، وحذرت من أن القمع “القاسي” يدفع سوريا نحو حرب أهلية شاملة. ودعا مجلس التعاون الخليجي وزراء الخارجية العرب الى عقد اجتماع طارئ الاحد لمناقشة الاوضاع في سوريا. (راجع العرب والعالم)
وقال فورد في حديث عبر سكايب نظمته “مؤسسة واشنطن لسياسة الشرق الادنى” ان المعارضة السورية والمتظاهرين “يدركون خطر الاقتتال الطائفي ويرفضونه، ولكن في المقابل تلعب الحكومة السورية ورقة النزاع الطائفي”.
الى ذلك، قالت وكيلة وزارة الخارجية للشؤون السياسية ويندي شيرمان، وهي ثالث أعلى مسؤول في الوزارة، في شهادة لها في مجلس النواب: “يجب ألا يكون هناك أي شك في ان النظام هو المسؤول عن دورة العنف والطائفية”. كما رحب المسؤولون بإنشاء “المجلس الوطني السوري” الذي يضم معارضين في الداخل والخارج واعتبروه “خطوة ايجابية… وتطورا مشجعا”.
ولاحظ فورد ان وتيرة العنف من السلطات السورية قد ارتفعت أخيراً، وخصوصاً في حمص وحماه ودير الزور، وتطرق الى ما وصفه بالظواهر الجديدة ومنها الاغتيالات التي تقوم بها الحكومة لشخصيات معارضة مثل الزعيم الكردي مشعل تمو، ونجل المفتي واكاديميين، وتحدث عن ظاهرة ارتفاع عدد الجنود الذين ينشقون عن الجيش وخصوصاً في مناطق مثل الرستن وحمص ودرعا وانضمامهم الى “الجيش السوري الحر”، الامر الذي ادى الى اصطدامات مسلحة بين الطرفين.
واشار الى تقارير عن انشقاق 300 جندي الاسبوع الماضي. وقال ان استمرار سفك الدماء يدفع الكثير من السوريين الى التساؤل : لماذا لا تدعو المعارضة الى استخدام العنف. وكرر التحذير من اخطار اللجوء الى العنف.
وأبدى قلقه العميق من احتمال حصول نزاع طائفي وخصوصاً على خطوط التماس في مناطق مثل حمص، حيث سجلت اعمال عنف ضد العلويين، وتعرض بعض المسيحيين للتهديد، و”انا قلق جدا عندما يتحدث السوريون عن امكان حدوث اقتتال طائفي”. لكنه سارع الى القول إن “هذا لا يعني ان النزاع الطائفي حتمي”. وحض في هذا المجال “المجلس الوطني السوري” على الانتباه الى هذه المسألة ومعالجتها. وقال: “يجب ان تكون للمعارضة رؤية للمستقبل، وهذا لم يتوفر حتى الآن، يجب ان تقنع المعارضة الشعب السوري بان لديها بديلاً افضل، وان التغيير السياسي سيكون افضل لسوريا”.
وذكر ان الكثير من الشباب السوري يتساءل احيانا أين حلف شمال الأطلسي ولماذا فرض الحظر الجوي في ليبيا وليس في سوريا، وان هؤلاء لا يعترضون على التدخل الاجنبي. لكنه اضاف ان القياديين المعارضين مثل رياض سيف الى ميشال كيلو وغيرهما يرفضون التدخل الاجنبي، كما انه لا غطاء عربياً او تركياً لاي عمل عسكري. وخلص الى ان قادة المعارضة يطالبون بنشر مراقبين دوليين لمعاينة التطورات الميدانية واحراج الحكومة ومنعها من استخدام العنف.
ورأى ان الشارع الكردي بعد اغتيال تمو بات أكثر غضبا من اي وقت مضى، وتوقع ان يضطلع الاكراد بدور اكبر في الانتفاضة. وقال ان الاقليات الاخرى مثل المسيحيين يخافون التغيير لانهم “يخشون سيناريو عراقياً” حيث عانى المسيحيون تعصب السلفيين السنة وعنفهم في العراق.
ولاحظ ان “العلويين ليسوا متحدين وراء نظام الاسد، وهناك تيار يقول ان مصلحة الطائفة العلوية تقضي بفك الارتباط بالنظام”. كذلك هناك قياديون معارضون من الطائفة العلوية مثل لؤي حسن وغيره.
وتحدث عن “الاستياء المتزايد في اوساط التجار” السنّة وغيرهم في دمشق وحلب، لان الوضع الاقتصادي يزداد سوءا وحتى المواد الضرورية مثل البيض غير متوافرة في بعض الاسواق. وحض الدول المجاورة على احترام حقوق اللاجئين والمعارضين السوريين الذين يلجأون اليها، وذكّر بأن حكومته فرضت العقوبات على السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي بسبب دوره في قمع المعارضين والهاربين الى لبنان.
اذا سقط الاسد.. معضلة ايرانية
أفادت الامم المتحدة الاسبوع الماضي بان ما لا يقل عن 2.900 شخص قتلوا في الانتفاضة في سورية منذ شهر اذار الماضي. وبينما ركز قسم من الاسرة الدولية على المس الهائل بحياة الانسان، والذي تعرض له السكان المدنيون السوريون، فحص محللون سياسيون في العالم العربي أيضا آثار التمرد في سورية على ميزان القوى في الشرق الاوسط، ولا سيما بالنسبة لمستقبل النفوذ الايراني في سورية وفي لبنان.
فمثلا، في مقال طويل في صحيفة ‘السفير’ اللبنانية، نشر في منتصف شهر ايلول طرحت هذه المسألة بالنسبة لمستقبل حزب الله.
وقد نظر في عدة سيناريوهات في هذا السياق. حسب السيناريو الاول، النظام السوري سيحافظ على مكانته ووقته ولن يضطر الى تقديم تنازلات للغرب في سياق علاقته مع ‘المقاومة’ أي حزب الله وايران. السيناريو الثاني هو ان يضطر النظام السوري الى التنازل عن سياسته الخارجية السابقة التي تضمنت دعما لحزب الله وايران، مقابل دعم الغرب.
حسب السيناريو الثالث، سيسقط نظام بشار الاسد ويستبدل بنظام مؤيد للغرب، يقطع سورية عن حزب الله وعن ايران. الكاتب، لبناني لا يخفي عطفه على حزب الله، لا يزال يؤمن في ايلول في أن السيناريو الاول هو الاكثر واقعية بين كل الخيارات التي على جدول الاعمال.
ولكن ماذا سيحصل اذا ما تبين ان تحليل المحلل في صحيفة ‘السفير’ مغلوط، وايران توشك على أن تفقد النافذة الاستراتيجية لحزب الله في العالم العربي؟ اذا ما اصبح تنظيم الاخوان المسلمين في سورية القوة السائدة في النظام ما بعد الاسد، فمن شأن ايران أن تتعرض لتراجع كبير في نفوذها. صحيح أن الاخوان المسلمين أيدوا حزب الله ضد اسرائيل في 2006 وبالتالي ايضا انسجموا مع ايران الشيعية، الا انه يوجد لهم الان بديل اسلامي سني في صورة تركيا اردوغان. مثلا، تركيا اصبحت المضيفة للقاءات الاخوان المسلمين السوريين في ظل تطوير تأثيرها داخل المعارضة السورية بشكل عام. ويجري الاتراك مناورات عسكرية على الحدود السورية، يلمحون بامكانية الاجتياح، وهكذا يصبحون عنصرا سائدا في الازمة الحالية. اضافة الى ذلك، ففي زمن انتفاضة المدنيين، رأى الشعب السوري كيف أن النظام في دمشق اعتمد على القوى البشرية الايراني وعلى حزب الله في قمع المتظاهرين. يوجد نفور يتجاوز الحدود السياسية في سورية ضد فكرة الحفاظ على التحالف السوري الايراني في المستقبل.
الديمغرافيا تتغير
اذا فقد الايرانيون رأس جسرهم الى العالم العربي، يطرح السؤال هل يوجد لديهم بديل؟ هناك مراقبون يعتقدون بان الايرانيين يفكرون بتحويل الاردن الى مركز النفوذ الجديد لهم في العالم العربي. في الماضي، هذه الامكانية ما كانت حتى لتطرح على جدول الاعمال، كون السكان الاردنيون من ناحية تاريخية هم مسلمون سُنة باستثناء أقلية مسيحية صغيرة. وخلافا لهم، في سورية النخبة العلوية اعترف بها كشيعية منذ السبعينيات.
ومع ذلك، فان الديمغرافيا في الاردن بدأت تتغير كنتيجة للحرب في العراق في 2003. قرابة مليون لاجىء عراقي دخلوا الاردن في السنوات الثماني الاخيرة، منهم مئات الاف اللاجئين الشيعة. معظم العراقيين الشيعة موالون لزعمائهم الدينيين مثل آيات الله السيستاني وليس للزعماء الذين في ايران. ولا يزال، يمكن ان نتوقع أن تحاول ايران استغلال هؤلاء السكان لتحويلهم الى هدف لدعايتها الدينية ولادخالهم تحت نفوذها.
الايرانيون يستثمرون في أحيان قريبة في الاماكن المقدسة للشيعة كوسيلة لخلق مواقع نفوذ، ولا سيما في تلك التي ترتبط بعائلة علي، امامهم الاول. في دمشق وسعوا موقعا على اسم ابنة علي، زينب، تضمن قبرها، وجعلوه مكان حج جماهيري. في الاردن يوجد قبر مشابه موله الايرانيون لشقيق علي، جعفر، قرب مدينة الكرك، على مسافة نحو 150 كم جنوب عمان.
الاف العراقيين والايرانيين يزورون المواقع الشيعية الكثيرة التي توجد في الاردن، وهذه لا تتضمن فقط ابناء عائلة علي بل وايضا ابناء صحابة محمد، ممن يقدرهم الشيعة. توجد تقارير عن شيعة عراقيين يشترون الاراضي قرب هذه الاماكن. في العام 2006 زار الزعيم العراقي الشيعي الراديكالي مقتدى الصدر الاماكن المقدسة في الاردن.
لخيار ايران الاردني لا يزال لا يوجد ذراع عسكري. ليس لحزب الله تواجد في الاردن، مع أنه كان نشطا في العراق المجاورة. اذا ما اصبح العراق دولة قمر تسير في مدار ايران بعد انسحاب الولايات المتحدة، فلا نستبعد امكانية أن تتمكن ايران من استخدام حزب الله في العراق.
المحور المناهض لايران
في هذه الاثناء، الايرانيون يقيمون حلفا استراتيجيا مع حماس. حتى لو تحولت تركيا لتصبح الحليف الخارجي السائد للاخوان المسلمين في سورية، فلن تخفف ايران من قبضتها على فرع آخر للاخوان المسلمين، حماس. حماس في الاردن قد تصبح أداة هامة لايران في مساعيها لخلق تواجد عسكري مستقبلي في الاردن. قوات الامن في الاردن لا بد ستعارض مثل هذه المحاولة، ولكن من شأنها أن تصطدم بمصاعب عديدة في احباط الخطوة تماما.
في هذه الاثناء، انضم الاردن رسميا الى المحور المناهض لايران في الشرق الاوسط. فقد قُبل الاردن هذه السنة كعضو جديد في مجلس التعاون في الخليج بقيادة العربية السعودية، الهيئة التي تضم دول الخليج الست. ليس للاردن نفط ولكن لديه ما يقترحه على دول الخليج من خبرات عسكرية، تحتاجها.
وبالفعل، بعث الاردن هذه السنة الى البحرين نحو الف جندي وشرطي للمساعدة في قمع التمرد الشيعي ضد الملك السني. في كانون الاول 2004 اصبح الملك عبدالله الاردني الزعيم السني الاول الذي حذر الغرب بشكل علني من ‘الهلال الشيعي’ الآخذ في البناء بعد حرب العراق الهلال الذي ستستغله ايران لتعميق نفوذها في ارجاء العالم العربي.
في هذه الايام التي يوجد فيها الشرق الاوسط في حالة انعدام للاستقرار، على اسرائيل أن تتابع بحذر هذه التطورات، ولا سيما اذا حاولت ايران نقل مركز ثقل نفوذها العسكري من الحدود الشمالية الى الجبهة الشرقية.
اسرائيل اليوم 14/10/2011
الرئيس السوري يصدر قرارا بتشكيل لجنة لاعداد مشروع دستور للبلاد
دمشق- (ا ف ب): ذكرت وكالة الانباء الرسمية (سانا) السبت أن الرئيس السوري بشار الأسد اصدر قرار يقضي بتشكيل لجنة مهمتها اعداد دستور جديد للبلاد على أن تنهي مهمتها خلال أربعة اشهر.
وقالت الوكالة إن الأسد “اصدر اليوم (السبت) قرارا جمهوريا ينص على تشكيل اللجنة الوطنية لاعداد مشروع دستور لسوريا تمهيدا لاقراره وفق القواعد الدستورية على ان تنهي اللجنة عملها خلال مدة لا تتجاوز اربعة اشهر اعتبارا من تاريخ صدور هذا القرار”.
وأورد القرار الذي نشرته الوكالة أسماء اعضاء اللجنة التي يرأسها مظهر العنبري وعددهم 29 عضوا بينهم المعارض قدري جميل الذي قام مؤخرا بزيارة موسكو على راس وفد “الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير في سوريا” المعارضة.
وكان الأمين القطري المساعد لحزب البعث محمد سعيد بخيتان تحدث الثلاثاء عن “مشروع قرار رئاسي خلال يومين بتشكيل لجنة لصياغة دستور جديد للبلاد”.
وأوضح بخيتان خلال حضوره الاجتماع الدوري لمجلس اتحاد العام للفلاحين أن هذا الدستور الجديد “سيقره ثلثا مجلس الشعب ويطرح على الاستفتاء العام وهو ما سينظم الحياة السياسية في البلاد خلال المرحلة المقبلة”.
وكان الرئيس السوري بشار الاسد تحدث في حزيران/ يونيو عن امكانية اجراء تعديل يشمل عددا من مواد الدستور او تغييره بالكامل، في اشارة إلى امكانية الغاء المادة الثامنة التي تنص على قيادة حزب البعث للبلاد.
ويأتي ذلك فيما دعت الصين الثلاثاء سوريا الى التحرك بشكل اسرع للوفاء بوعودها بتطبيق اصلاحات وذلك بعدما اعلن الرئيس السوري ان نظامه يحضر لاجراءات سياسية جديدة.
وتشهد سوريا منذ منتصف اذار/ مارس حركة احتجاجية لا سابق لها اسفر قمعها عن سقوط اكثر من ثلاثة آلاف قتيل بينهم 187 طفلا على الاقل منذ 15 اذار/مارس بحسب الامم المتحدة التي حذرت من مخاطر وقوع “حرب اهلية”.
تتهم سوريا “عصابات ارهابية مسلحة” بزعزعة الامن والاستقرار في البلاد.
القرضاوي يطالب الأسد وصالح بالرحيل ويحذر من إشعال نار الفتنة في مصر
الدوحة- (د ب أ): انتقد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي الجمعة الرئيسين السوري بشار الأسد واليمني علي عبد الله صالح وطلب منهما الرحيل، فيما حذر من إشعال نار الفتنة في مصر.
وشن القرضاوي هجوما شديدا على الحكومة السورية، وانتقد تمسك الأسد بالسلطة، قائلا إن على “الطغاة” الرحيل اليوم قبل الغد، حيث أنه “ليس لهم أي مكان في أرض سورية وأن السوريين كلهم والعرب أيضا ضدهم”.
وأبدى القرضاوي تأييده للمجلس الانتقالي السوري برئاسة الدكتور برهان غليون، ودعا الدول العربية والإسلامية إلى تأييده ومبايعته، قائلا: “هؤلاء هم من يمثلون سورية، بينما القتلة والطغاة والذين يسرقون أموالها لا يمثلونها على الإطلاق”.
وتساءل الشيخ عن موقف الدول العربية، قائلا في تعجب: “لماذا لا تقول كلمة لا بصراحة؟”، معربا عن أسفه “لتأييد إيران للنظام السوري في قتل شعبه بواسطة حزبها في لبنان الذي يسمى حزب الله، الذي يدفع بالآلاف من عناصره لمحاربة الشعب السوري”.
وقال القرضاوي، في خطبة الجمعة بالعاصمة القطرية الدوحة، إنه لا يجوز للشعوب أن تقف مع الحكام “الظلمة”.
ووجه القرضاوي كلامه للرئيس السوري قائلا: “يا بشار.. يا طبيب العيون يا من تعلمت في أوروبا.. هل تعلمت هناك أن الناس ليس لهم حرمه، وأنهم يقتلون بغير حق؟”.
وأكد أن حكم الأسر قد انتهى وأن عهد الجمهوريات المؤبدة قد ولى.
وحول أحداث ماسبيرو في مصر، قال القرضاوي: “حدث في مصر حادث ما كنا نحب أن يقع مثله بين المسلمين والأقباط”، محذرا من أن “هناك أناسا يلعبون ويعبثون بالمقدسات ويريدون أن يشعلوا الفتن، يريدون أن يوقدوها نارا حامية”.
وأضاف: “ياقوم .. اصبروا، لا تكلفوا الحكومة الانتقالية ما ليس في وسعها ولا تكلفوا المجلس العسكري ما ليس في وسعه”، واصفا المجلس العسكري بأنه “مجلس توصيل.. يريد أن يوصلنا إلى الحكومة المنتخبة”.
وعن ليبيا، أوضح القرضاوي أن كتائب القذافي ستنتهي لأن القذافي نفسه قد انتهى.
وفيما يتعلق باليمن، أبدى الشيخ تعجبه من تمسك النظام بالسلطة رغم إصرار الشعب الواضح منذ 7 أشهر على رحيله.
واستنكر القرضاوي حديث الرئيس اليمني عن الشرعية الدستورية ، مشيرا إلى أن الشرعية الدستورية صناعة بشرية، وأن الناس هم من يصنعون الدساتير لكي تنظم أمورهم وهم من يخلعونها.
الثورة السورية تستعيد زخمها تحت الرصاص و جمعة أحرار الجيش ترد على أربعاء الموالين
• رجال الأمن و«الشبيحة» يوقعون عشرات القتلى والجرحى • الأمم المتحدة: القمع سيدفع إلى «حرب أهلية شاملة»
• سفير الكويت في جامعة الدول العربية: أوضاع سورية خطيرة وطلبنا عقد اجتماع طارئ الأحد
دحضت تظاهرات حاشدة عمت أمس مدناً سورية عدة، نظرية السلطات التي تؤكد باستمرار انها تسيطر على الأوضاع وأن الأزمة المستمرة منذ سبعة أشهر تمَّ احتواؤها دبلوماسياً وأمنياً.
في مشهد أظهر أن المعارضة السورية استعادت زخمها في الشارع، عقب “أربعاء الموالين” الذي حشدت له السلطات السورية مئات الآلاف في دمشق، لبّى عشرات الآلاف أمس نداء “جمعة أحرار الجيش”، فخرجوا للتظاهر في معظم المدن والبلدات السورية، حيث كان رصاص قوات الأمن والشبيحة لهم بالمرصاد كالعادة، حاصداً العشرات بين قتيل وجريح.
وأحصت المنظمات الحقوقية سقوط نحو 20 قتيلاً في عدد من المناطق، خصوصاً في درعا ودمشق وريف حلب، فضلاً عن سقوط عشرات الجرحى.
ولفت مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن إلى أن “اشتباكات عنيفة وإطلاق رصاص كثيف سجل بين الجيش والأمن السوري النظامي من جهة ومسلحين من جهة ثانية يعتقد أنهم منشقون في مدينة سقبا (ريف دمشق)، فيما أصيب ثلاثة أشخاص بجراح جراء إطلاق الرصاص الكثيف من مبنى بلدية القصير (ريف حمص) بعد انفجار سمع في المدينة”.
وذكرت قناة “العربية” أن تظاهرة حاشدة خرجت في العاصمة دمشق من جامع الثريا، وهتفت بـ”نصرة حمص” و”إعدام الرئيس”.
يأتي ذلك بالتزامن مع إعلان مفوضية الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان أمس أن قمع حركة الاحتجاج في سورية أوقع أكثر من ثلاثة آلاف قتيل بينهم 187 طفلاً على الأقل منذ 15 مارس الماضي.
وحمّلت مفوضة الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين نافي بيلاي المسؤولية لـ”كل أعضاء المجتمع الدولي للقيام بتحرك للحماية بطريقة جماعية قبل أن يدفع القمع القاسي وعمليات القتل البلاد إلى حرب أهلية شاملة”.
وفي تطور آخر، أعلن الرائد ماهر الرحموني النعيمي، المنشق عن الحرس الجمهوري في إدلب، خلال مقابلة مع “العربية”، أن “أكثر من 300 من عناصر الحرس الجمهوري انشقوا عن النظام”.
في غضون ذلك، أعلنت جامعة الدول العربية أنها تسلمت أمس طلباً من مجلس التعاون الخليجي بعقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب غداً، لبحث التطورات الراهنة في سورية.
وصرّح مندوب الكويت الدائم لدى الجامعة العربية السفير جمال محمد الغنيم أمس، أنه بناءً على “اتفاق دول مجلس التعاون الخليجي الست على خطورة الأوضاع في سورية وتفاهم الأمين العام لدول المجلس عبداللطيف الزياني والأمين العام للجامعة الدكتور نبيل العربي، وانطلاقاً من حرص الدول الخليجية على تحقيق الاستقرار، تقدمت دول المجلس لعقد اجتماع عاجل لوزراء الخارجية العرب في القاهرة لبحث تطورات الأوضاع في سورية”.
وأوضح الغنيم أن “الطلب يأتي بعد التصريحات الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة، التي حذرت فيها من تدهور الأوضاع التي تشهدها سورية”، واصفاً الأوضاع بأنها “خطرة للغاية من كل الجوانب الإنسانية والسياسية والميدانية”.
(دمشق ــــــ أ ف ب، يو بي أي، رويترز، أ ب)
قتلى واشتباكات في «جمعة أحرار الجيش»
بيلاي تحذر من اندلاع حرب أهلية شاملة… والوزراء العرب يجتمعون غداً لبحث الوضع السوري
وجهت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، نافي بيلاي، دعوة إلى تحرك دولي لحماية المدنيين السوريين، بعدما حذرت من مخاطر انزلاق البلاد إلى الحرب الأهلية، فيما سجل مقتل 12 شخصاً على الأقل في سوريا في «جمعة أحرار الجيش» وارتفاع حصيلة قتلى أول من أمس إلى 36، معظمهم عسكريون
حذرت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، نافي بيلاي، من أن «القمع القاسي» للاحتجاجات المناهضة للحكومة في سوريا قد يدفع البلاد إلى «حرب أهلية شاملة»، داعيةً إلى تحرك دولي لحماية المدنيين السوريين، بعدما أشارت إلى أن عدد القتلى في سوريا ارتفع منذ بدء الاحتجاجات في آذار الماضي إلى 3000 بينهم ما لا يقل عن 187 طفلاً. وأضافت بيلاي، في بيان أصدرته، أن «أكثر من مئة شخص قتلوا خلال الأيام العشرة الماضية فقط. من جهة أخرى تم توقيف الآلاف واعتقالهم أو اختفوا أو تعرضوا للتعذيب»، لافتةً إلى وجود «قناصة على الأسطح والاستخدام العشوائي للقوة ضد المتظاهرين المسالمين بما في ذلك استخدام الرصاص الحي وقصف الأحياء السكنية».
كذلك تحدثت بيلاي عن أن «افراد عائلات المعارضين والمتظاهرين الذين يعيشون في داخل البلاد وخارجها تعرضوا للمضايقة والتخويف والتهديدات والضرب»، مشيرةً إلى أن «المسؤولية تقع على كل أعضاء المجتمع الدولي للقيام بتحرك للحماية بطريقة جماعية قبل أن يدفع القمع القاسي وعمليات القتل البلاد الى حرب أهلية شاملة». وأضافت «مع رفض المزيد من أفراد الجيش مهاجمة المدنيين وتحول ولائهم، تكشف الأزمة بالفعل عن علامات تدعو إلى القلق من انزلاقها إلى صراع مسلح».
وأحجمت بيلاي عن دعوة مجلس الامن الدولي بشكل محدد إلى السماح باستخدام القوة العسكرية في سوريا لحماية المدنيين، إلاّ أنه في رد على سؤال حول التحرك الدولي الذي ينبغي اتخاذه، قال المتحدث باسم بيلاي، في إفادة صحافية، روبرت كولفيل، «من الواضح أن القرار يرجع إلى الدول. ما تم عمله حتى الان لا يحقق نتائج وما زال الناس يقتلون كل يوم فعلاً». من جهةٍ ثانية، قال كولفيل إن فريق التحقيق المكلف التحقيق في الانتهاكات طلب دخول سوريا لكن دمشق لم تتعاون حتى الآن.
ميدانياً، سجل مقتل ما لا يقل عن 12 شخصاً في «جمعة احرار الجيش»، فيما ارتفعت حصيلة قتلى أول من أمس إلى 36 شخصاً، بينهم 25 عسكرياً.
ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن قوله إن «12 شخصاً قتلوا الجمعة، بينهم سبعة في داعل الواقعة في ريف درعا، وسيدة وفتى في انخل، ومتظاهر في سقبا في ريف دمشق ومتظاهر في حي القدم في دمشق وآخر في عندان الواقعة في ريف حلب».
أما في ما يتعلق بالتظاهرات التي خرجت أمس، فأوضح عبد الرحمن أن «تظاهرة حاشدة خرجت في مدينة دير الزور (شرق) هي الأكبر منذ خروج الجيش السوري من هذه المدينة في شهر آب، وفي عدة احياء في حمص». كذلك خرجت تظاهرات في ريف ادلب في «معرة النعمان وسراقب وسرمين وكفرنبل وبنش وحيش ومعرة حرمة وكفرسجنة وكفرخرمة ومعرمصرين وخان السبل وتفتناز، كما في اللاذقية وفي ريف دمشق». وفي بانياس، قال مدير المرصد إن «الامن قام باقتحام مسجد ابو بكر الصديق في بانياس (غرب) بعدما لجأ اليه متظاهرون وقام باعتقال خمسة منهم».
من جهتها، افادت لجان التنسيق المحلية عن «اطلاق نار كثيف في حي القصور في حماه وفي عندان في ريف حلب». وتحدثت عن ان «السلطات قطعت التيار الكهربائي عن حي الخالدية في حمص رداً على بثهم المباشر للتظاهرة في هذه المدينة». أما في القامشلي، فأشارت وكالة «رويترز» إلى مشاركة 20 ألف كردي على الأقل تكريماً لذكرى مشعل تمو، وهو زعيم كردي قتل في وقت سابق من الشهر. وخرج عدة آلاف من المحتجين في بلدة الحراك في سهل حوران بجنوب سوريا، وكانت هذه هي اول منطقة تقتحمها الدبابات والقوات في بداية الاحتجاجات سعياً لوقفها.
من جهة ثانية، أفادت وكالة الانباء الرسمية «سانا» بأن «أحد عناصر الجيش استشهد بهجوم إرهابي نفذته إحدى المجموعات المسلحة على حاجز للجيش في مدينة داعل بدرعا قامت خلاله بإلقاء قنبلتين على عناصر الحاجز»، موضحةً أن عناصر الحاجز ردوا على المهاجمين وقتلوا اثنين منهم. وأشارت إلى أن «مشاجرة جماعية بين عصابات مسلحة في داعل ادت الى وفاة المدعو محمد قاسم الجاموس وجرح سبعة آخرين»، نافيةً «حدوث اي تظاهرات في المدينة».
كذلك، ذكرت «سانا» أن «عبوة ناسفة زرعتها المجموعات الارهابية المسلحة انفجرت بجانب الطريق الواصل بين مسجد أبو بكر والجامع العمري في درعا، ما أدى إلى وقوع اصابات بين المواطنين»، فيما تمكنت وحدة الهندسة من تفكيك عبوة ثانية. أما في درعا فنقلت الوكالة نفي «فعاليات أهلية وشعبية ما بثته قناة الجزيرة عن وقوع قتلى من أبناء المدينة». كذلك نفى مدير الأوقاف في حماه الشيخ عبد الباسط سليمان «بنحو قطعي ما تناقلته قناة العربية عن إطلاق نار على المصلين في بعض جوامع المحافظة لمنعهم من الصلاة».
من جهتها، نقلت صحيفة تشرين الحكومية الجمعة عن مصدر عسكري مسؤول ان «ناصر ارهابية مسلحة استهدفت في كمين في بنش أول من أمس مجموعة مشتركة من قوات الجيش وحفظ النظام، مما أدّى إلى استشهاد 10 بينهم ضابط واصابة 19 آخرين بجروح»، وفي السياق، شيعت جثامين أربعة عناصر من الجيش وقوى الأمن قضوا في حلب واللاذقية.
في هذه الأثناء، أعلنت جامعة الدول العربية عزمها على عقد اجتماع عاجل لوزراء الخارجية العرب غداً لبحث تطورات الأوضاع في سوريا، وذلك بعد يوم واحد من تقدم دول مجلس الخليج بطلب عقد الاجتماع بسبب ما سمته «الأوضاع البالغة السوء» في سوريا، فيما أعلن رئيس إدارة القانون الدولي في وزارة الخارجية السويسرية فالنتين تسلفيجر، في مؤتمر صحافي، أن «السلطات السويسرية جمدت 45 مليون فرنك سويسري مرتبطة بالرئيس السوري بشار الأسد ونظامه»، عملاً بعقوبات الاتحاد الأوروبي المفروضة على سوريا.
(سانا، أب، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)
مقتل 3 واعتقال 31 شخصا خلال حملة أمنية ينفذها النظام السوري
الرئيس الأسد يشكل لجنة لإعداد مشروع دستور جديد للبلاد
أصدر الرئيس السوري بشار الأسد قراراً يقضي بتشكيل لجنة لدراسة مشروع دستور جديد للبلاد، هذا في وقت قتل 3 متظاهرين واعتقل أكثر من 31 شخصاً في حملة أمنية ينفذها النظام السوري في كفر نبل الواقعة في ريف ادلب.
دمشق: ذكرت وكالة الانباء الرسمية (سانا) السبت ان الرئيس السوري بشار الاسد أصدر قرارًا يقضي بتشكيل لجنة مهمتها إعداد دستور جديد للبلاد على أن تنهي مهمتها خلال اربعة اشهر.
وقالت الوكالة ان الاسد “اصدر اليوم (السبت) قرارا جمهوريا ينص على تشكيل اللجنة الوطنية لإعداد مشروع دستور لسوريا تمهيدا لإقراره وفق القواعد الدستورية على ان تنهي اللجنة عملها خلال مدة لا تتجاوز اربعة اشهر اعتبارا من تاريخ صدور هذا القرار”.
وأورد القرار الذي نشرته الوكالة اسماء اعضاء اللجنة التي يرأسها مظهر العنبري وعددهم 29 عضوا بينهم المعارض قدري جميل الذي قام مؤخرا بزيارة موسكو على رأس وفد “الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير في سوريا” المعارضة.
وكان الامين القطري المساعد لحزب البعث محمد سعيد بخيتان تحدث الثلاثاء عن “مشروع قرار رئاسي خلال يومين بتشكيل لجنة لصياغة دستور جديد للبلاد”.
واوضح بخيتان خلال حضوره الاجتماع الدوري لمجلس اتحاد العام للفلاحين ان هذا الدستور الجديد “سيقره ثلثا مجلس الشعب ويطرح على الاستفتاء العام وهو ما سينظم الحياة السياسية في البلاد خلال المرحلة المقبلة”.
وكان الرئيس السوري بشار الاسد تحدث في حزيران/يونيو عن امكانية اجراء تعديل يشمل عددا من مواد الدستور او تغييره بالكامل، في اشارة الى امكانية إلغاء المادة الثامنة التي تنص على قيادة حزب البعث للبلاد.
ويأتي ذلك فيما دعت الصين الثلاثاء سوريا الى التحرك بشكل اسرع للوفاء بوعودها بتطبيق اصلاحات وذلك بعدما اعلن الرئيس السوري ان نظامه يحضّر لاجراءات سياسية جديدة.
في هذه الأثناء، افاد ناشطون ان ثلاثة اشخاص قتلوا السبت فيما قامت السلطات الامنية السورية بعمليات مداهمة واعتقالات في بلدة كفر نبل الواقعة في ريف ادلب (شمال غرب) اسفرت عن اعتقال 31 شخصا.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له “قتل صباح اليوم (السبت) الناشط في المرصد في مدينة دير الزور زياد رفيق العبيدي خلال ملاحقته من قبل أجهزة الامن في حي الجبيلة” في المدينة.
واشار المرصد إلى ان العبيدي (42 عاما) “كان من ابرز نشطاء المرصد في دير الزور ومن نشطاء الثورة السورية في المدينة” مشيرا الى ان الناشط “توارى عن الانظار منذ شهر اب/اغسطس الفائت بعد دخول القوات العسكرية الى المدينة”.
واضاف ان “حي النازحين في حمص شهد السبت اطلاق رصاص من كل مداخله ما أدى الى استشهاد شاب كان متوجها الى عمله”.
وذكرت لجان التنسيق المحلية ان “شابا قتل في دمشق ظهر السبت إثر إطلاق قوات الأمن النار على جنازة الطفل ابراهيم الشيبان التي شارك فيها أكثر من عشرة آلاف بينهم نساء وأطفال”.
واضافت اللجان في بيان ان “خمسة جرحى من مشيعي الطفل ابراهيم الشيبان سقطوا” مشيرة الى ان “إطلاق النار ما زال مستمرا حتى الآن”.
واضاف المرصد ان “قوات الجيش نشرت حواجز عسكرية جديدة في حي باب السباع وفصلت الحي عن حي الخضر المجاور له” في حمص.
واشار الى ان “قوات الأمن اقتحمت منذ ساعات الصباح الاولى حي كرم الزيتون بالمدرعات ورافق ذلك إطلاق نار كثيف”.
وقال ان “ليلة الجمعة شهدت اقتحاما مكثفا لعدد من الاحياء التي شهدت تظاهرات حاشدة مساء الجمعة ومنها أحياء الخالدية والبياضة وبابا عمرو والانشاءات” في هذه المدينة ايضا.
من جهتها، اكدت اللجان حصول “إطلاق نار كثيف من مختلف أنواع الأسلحة الرشاشة في شارع الوادي” في حمص لافتة الى انه “يترافق مع دخول عربات مدرعة إلى حي باب السباع وحي الخضر والمريجة”.
وفي ريف درعا (جنوب)، لفتت اللجان الى ان “أكثر من 15 ألف شخص شاركوا في تشييع الشهداء في داعل رغم الانتشار الأمني والعسكري الكثيف”.
وكان مدير المرصد رامي عبد الرحمن اكد امس (الجمعة) في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان “12 شخصا قتلوا الجمعة بينهم سبعة في داعل”.
ولفت الى “اصابة اكثر من ثلاثين شخصا بجراح خمسة منهم حالتهم حرجة في داعل وآخرين في ريف دمشق برصاص الامن الذي اطلق النار لتفريق متظاهرين نددوا بالنظام السوري”.
من جهة ثانية، ذكر المرصد ان “اجهزة الامن السورية تنفذ منذ فجر اليوم (السبت) حملة مداهمات وتمشيط واعتقالات في بلدة كفرنبل والاحراش المجاورة لها بحثا عن عنصر مخابرات يعتقد انه فر من الخدمة”.
واشار المرصد الى ان هذه الحملة “اسفرت عن اعتقال 31 شخصا حتى الان” مشيرا الى انها “ترافقت مع ضرب المعتقلين والتنكيل بهم”.
ويأتي ذلك غداة مقتل 12 شخصا بينهم فتى وسيدة وجرح اخرين عندما اطلق رجال الامن النار لتفريق متظاهرين كانوا يشاركون في “جمعة احرار الجيش” في مدن سورية عدة.
وتشهد سوريا منذ منتصف اذار/مارس حركة احتجاجية لا سابق لها اسفر قمعها عن سقوط اكثر من ثلاثة آلاف قتيل بينهم 187 طفلا على الاقل منذ 15 اذار/مارس بحسب الامم المتحدة التي حذرت من مخاطر وقوع “حرب اهلية”.
وتتهم سوريا “عصابات ارهابية مسلحة” بزعزعة الامن والاستقرار في البلاد.
الآلاف يتظاهرون في جمعة «أحرار الجيش».. والأمم المتحدة تحذر من حرب أهلية
اشتباكات عنيفة مع منشقين قرب الحدود اللبنانية.. ووزراء الخارجية العرب يبحثون الأحد الأزمة السورية
جريدة الشرق الاوسط
خرج آلاف السوريين في مظاهرات في أنحاء البلاد أمس، في جمعة «أحرار الجيش»، ليحثوا الجنود على الانشقاق والانضمام إلى ثورتهم، فيما خرج نحو 20 ألف كردي في مظاهرات في القامشلي، تكريما لذكرى مشعل تمو، الزعيم الكردي الذي اغتيل الأسبوع الماضي.
وتصدت القوات الأمنية للمظاهرات التي خرجت في المناطق السورية، بالرصاص الحي، وقتلت 12 شخصا بينهم فتى يبلغ من العمر 11 عاما. وقالت مصادر سورية لـ«الشرق الأوسط» إن مدينة القصير بحمص، «شهدت أمس اشتباكات عنيفة بين منشقين عن الجيش، وقوات الأمن والشبيحة الذين أطلقوا النار عشوائيا».
جاء ذلك في وقت دعت فيه المفوضة العليا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي، أمس، الأسرة الدولية إلى اتخاذ «تدابير عاجلة» لحماية المدنيين في سوريا، وحذرت من أن «القمع القاسي» للاحتجاجات المناهضة للحكومة في سوريا قد يدفع البلاد إلى «حرب أهلية شاملة»، وقالت إن عمليات القمع أسفرت عن سقوط أكثر من 3 آلاف قتيل منهم 187 طفلا.
من جهة أخرى، اتفق وزراء الخارجية العرب على عقد اجتماع طارئ يوم غد الأحد، بناء على طلب دول مجلس التعاون الخليجي لبحث تطورات الأزمة السورية.
بعض أكراد سوريا يريدون حكما ذاتيا بعد إسقاط «النظام البعثي»
رئيس «حركة حرية كردستان» لـ«الشرق الأوسط»: تجربة كردستان العراق فريدة وناجحة
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: سوسن الأبطح
«اغتيال الناشط السوري الكردي مشعل تمو كان القشة التي قصمت ظهر البعير، بعد أن صبر النظام السوري طويلا على مظاهرات الأكراد وتحركاتهم، محاولا تحييدهم عن الثورة»، قال لـ«الشرق الأوسط»، أمس، الناشط السياسي والصحافي الكردي السوري المقيم في لبنان، صالح دمي غر. وأضاف: «بعد اغتيال تمو من قبل النظام ها هي دبابات الجيش كما حشود عسكرية، يسيرها النظام في الوقت الحالي باتجاه مدن كردية وبشكل خاص إلى القامشلي عن طريق الحسكة، مما يجعلنا نعتقد أن الأيام المقبلة لن تكون كالتي سبقتها». ويقول دمي غر: «إن إسقاط تمثال حافظ الأسد في عمودا أغضب النظام بشكل كبير، ويبدو أنه عازم على الانتقام».
ويتحدث ناشطون أكراد فروا إلى لبنان، عن قمع شديد تتعرض له مناطقهم، وعائلاتهم، وتهديدات يتلقونها في لبنان على هواتفهم، مما يضطرهم إلى تغيير أماكن إقامتهم بشكل مستمر. كما أن المداهمات لمنازل عائلاتهم في سوريا باتت أمرا طبيعيا مع تهديد الأقرباء بالسجن، معتبرين أن هذا العنف المستجد الذي يبديه النظام تجاههم، والذي يخشون تصاعده، «دليل على إرباك شديد يعيشه النظام، وتخبط في التعامل مع الثوار الأكراد».
ويقول كادار بيري، وهو رئيس «حركة حرية كردستان»، الهارب إلى لبنان: «مخاوفنا تتزايد لأن الإعلام الرسمي السوري بات يتحدث عن عثوره على سيارات مفخخة، يكتشفها الأمن السوري في اللحظات الأخيرة قبل انفجارها. ويخشى أن يكون هذا تمهيدا من النظام لاستخدام سيارات مفخخة ضد الثوار. وهذه كانت طريقته في العراق». ويضيف كادار بيري: «أنا ابن القامشلي، ونحن سكان المناطق الحدودية مع العراق كنا نرى بأم العين السيارات التي تعبر، ونعرف جيدا أن بعضها كان يأتي سوريا ليعود معبأ بمادة (تي إن تي)، فالحدود لا يمكن لأي أحد ضبطها أو التحكم بها».
كادار بيري أسس مع 3 من النشطاء الأكراد حركة مسلحة إثر انتفاضة القامشلي عام 2004 التي يقول «إن النظام استخدم خلالها القبائل العربية للاعتداء علينا». ويشرح قائلا: «قامت الحركة لحماية الأكراد من اعتداءات النظام السافرة، التي تجلت في نهب وقتل واغتصاب النساء»، كما يقول. ويكمل بيري أن «السلاح كنا نحصل عليه من تجار السلاح في كردستان العراق وما أكثرهم، لكن النظام السوري طاردنا، واعتقل 36 شخصا وفر الباقون وكنت أحدهم حيث أتيت إلى لبنان».
ويضيف: «وحين خرجت المجموعة من السجن بعد العفو الرئاسي، منذ 3 أشهر، استقبلوا استقبال الأبطال. وهو ما يعني أن أكراد سوريا ملتفون حولنا». وعما إذا كان السلاح لا يزال يتدفق على سوريا من كردستان العراق يقول: «في هذه المرحلة لا مصلحة لنا باستخدام السلاح، لأنه سيجعل الثورة دموية جدا». ويشكو الأكراد من اضطهاد مزدوج لهم تحت حكم النظام البعثي، فمن ناحية يعانون ما يعانيه أي سوري من قمع سياسي، ومن ناحية أخرى تم تغيير أسماء مدنهم وقراهم لتصبح عربية الأسماء، كما يحظر عليهم استخدام اللغة الكردية التي يتعلمونها في منازلهم سرا. كما يعاني الأكراد أيضا من تدخل الأمن السوري حتى في تسمية أولادهم، الذين يفرض عليهم أن تكون عربية. هذا عدا اعتبار لغتهم لغة أجنبية في سوريا. ويقول بيري: «أمي وأبي يجهلان العربية تماما، وعلاقتهما بالدوائر الرسمية غير ممكنة، لأن العربية هي اللغة الوحيدة المعترف بها. حين ذهبت إلى المدرسة كنت لا أتكلم غير الكردية. وفوجئت حين قال لي الأستاذ ممنوع استخدام اللغة الأجنبية». هذا الجرح يحز في قلب كل كردي.
ويقدر البعض عدد الأكراد الموجودين في سوريا بمليوني نسمة، إلا أن الأكراد أنفسهم يقولون إن الإحصاءات غير دقيقة ولها أهداف سياسية ويقدرون عددهم بنحو 3 إلى 4 ملايين نسمة، بقي عدد منهم يصل إلى 350 ألفا من دون جنسية. إلا أن النظام السوري كان قد أصدر قرارا مع بداية الثورة بمنحهم الجنسيات، غير أن عدد من حصلوا على الجنسية فعلا لا يزال قليلا ولا يزيد على 8 آلاف، «عدد من أصحاب الطلبات تستمهلهم الدولة بحجة أن المعاملات تحتاج وقتا طويلا، وعدد آخر يرفض تقديم طلب للحصول على هوية مكتوب عليها (عربي سوري)». ويضيف بيري: «أنا لست عربيا، وهوية كهذه لا تعني كثيرين».
يعتبر عدد كبير من الأكراد السوريين أن كردستان العراق الذي تربطهم بأهله صلات رحم وتنسيق دائم وعلاقات سياسية، إذ إن الأحزاب العراقية الكردية لها رديفها في الجانب السوري، هو النموذج الذي يجب أن يحتذى. يقول بيري: «نحن نريد، بعد سقوط النظام، حكما ذاتيا أو اتحادا اختياريا، أو فيدراليا. هذا هو الحل الأنجع. الحركات الكردية متوافقة على هذا الطرح وتطالب بإدارة ذاتية تشمل اللغة والتقاليد والأسماء وتحفظ الخصوصية الكردية».
يتفق بيري مع دمي غر على أن «تجربة كردستان العراق، فريدة وناجحة، خصوصا أن الأكراد باتوا هم من يحلون مشاكل السنة والشيعة ولولاهم لتفتت العراق»، يجمع الاثنان، وهما يؤكدان كناشطين كرديين أن هذا المطلب سيكون قائما بعد سقوط النظام. وعما إذا كان هذا الأمر قد بحث في المجلس الوطني السوري الذي يتمثلون فيه بـ20 عضوا؟ يقول الناشط دمي غر، الذي يعمل مراسلا لتلفزيون كردستان العراق من بيروت: «هناك تباين في الآراء، البعض يقول علينا أن نضع شروطنا من الآن والبعض الآخر، يرى أن علينا انتظار سقوط النظام. نحن نمثل 15 في المائة من الشعب السوري، أي أننا يجب أن نتمثل بعدد أكبر في المجلس الوطني الذي يضم أكثر من 230 عضوا، لكن لا تزال الأمور في بداياتها».
مطالبتكم بالحكم الذاتي سترعب كل المنطقة، ويكون خطوة ثانية بعد كردستان العراق، ويشجع أكراد تركيا وإيران على الانفصال؟ يجيب بيري: «سأكرر ما قاله مسعود بارزاني حين طرح عليه هذا السؤال: هذا حلم الشعب الكردي، لكن هناك واقع لا بد من احترامه». تقدر المساحة التي يعيش عليها الأكراد شمال شرقي سوريا بأكثر من 10 آلاف كيلومتر مربع، أي ما يقارب مساحة لبنان، وهي أرض زراعية خصبة ذات إنتاج عال وتتركز فيها آبار البترول السورية. مما يعني أن إعطاء الحكم الذاتي للأكراد لن يكون أمرا سهلا. جدير بالذكر أن ثمة تباينات بين الأحزاب الكردية التي يعلن غالبيتها عداءه للنظام باستثناء حزب الاتحاد الديمقراطي، الذي لا يزال يمثل عددا لا بأس به من أكراد سوريا، يترأسه صالح مسلم، وهو أحد أجنحة حزب العمال الكردستاني في العراق. ويبدو أن حساسية هذا الحزب من تركيا، وتحديدا أردوغان، تدفع بزعيمه، صالح مسلم، إلى اتباع نهج وسطي مع النظام السوري حيث يطالب بإصلاحات ولا يشترط إسقاط النظام. «لكن الوضع على الأرض هو الذي سيحكم التوازنات المقبلة»، يقول محللون، إذ إن الشباب الكردي الذين شكلوا تنسيقيات خاصة بهم، هم الذين يحكمون الأرض وهؤلاء رغم أن بعضهم ينتمي إلى مختلف الأحزاب الكردية، إلا أنهم يسبقون قياداتهم الهرمة، وما عادوا ينتظرون الأوامر العليا، ولا يتوانون عن حمل شعارات تطالب بـ«إسقاط النظام وإعدام الرئيس».
12 قتيلا بينهم طفل في جمعة «أحرار الجيش».. و20 ألف كردي يخرجون في القامشلي تكريما لذكرى تمو
مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط»: اشتباكات بين الشبيحة والمنشقين في القصير تسبق واحدة من أكبر المظاهرات ضد النظام
جريدة الشرق الاوسط
دعا المتظاهرون السوريون الذين خرجوا في مظاهرات في أنحاء البلاد في جمعة «أحرار الجيش»، الجنود إلى الانشقاق والانضمام إليهم في ثورتهم للإطاحة بنظام بشار الأسد. وتصدت القوات الأمنية للمظاهرات التي خرجت بشكل كبير في المناطق السورية، بالرصاص الحي، وقتلت 12 شخصا بينهم فتى يبلغ من العمر 11 عاما أصيب بطلق ناري في صدره.
وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن 12 شخصا قتلوا أمس، بينهم فتى وسيدة وجرح آخرون عندما أطلق رجال الأمن النار لتفريق متظاهرين كانوا يشاركون المظاهرات في مدن سورية عدة. وأكد عبد الرحمن في اتصال هاتفي أن سبعة قتلى سقطوا في داعل الواقعة في ريف درعا (جنوب)، بينما قتلت سيدة وفتى في انخل (ريف درعا) ومتظاهر في سقبا (ريف دمشق)، ومتظاهر في حي القدم في دمشق وآخر في عندان الواقعة في ريف حلب (شمال).
ولفت عبد الرحمن إلى «إصابة أكثر من ثلاثين شخصا بجراح خمسة منهم حالتهم حرجة في داعل وآخرين في ريف دمشق برصاص الأمن الذي أطلق النار لتفريق متظاهرين نددوا بالنظام السوري». ونقل المرصد عن نشطاء من داعل أن «الأمن يحتجز جثث قتلى داعل في مشفى طفس (ريف درعا) عدا جثة الفتى التي تمكن الأهالي من سحبها قبل أن يأخذها الأمن».
وقال شهود لوكالة «رويترز» إن حوادث إطلاق النار وقعت قرب حلب والعديد من ضواحي دمشق وأضافوا أن 20 ألف كردي على الأقل شاركوا في مسيرة بمدينة القامشلي قرب الحدود التركية تكريما لذكرى مشعل تمو وهو زعيم كردي قتل في وقت سابق من الشهر. ويقول أنصار تمو إن السلطات تقف وراء القتل الذي أثار غضبا في الشوارع حتى بعد سبعة أشهر من بدء الاحتجاجات في سوريا. وقال شاهد يصف المظاهرة «كانت الصفوف الثلاثة الأولى في المظاهرة لشبان وشابات يحملون صورا لتمو. وكانت اللافتات التي تدين النظام كلها سوداء تعبيرا عن الحداد». وذكرت «رويترز» أنه سمعت أصوات المحتجين وهم يرددون هتاف «الشعب يريد إعدام الرئيس» بينما كان الشاهد يتحدث عبر الهاتف.
ورغم استمرار القمع الأمني ومحاصرة عدد كبير من المدن، خرجت «مظاهرات حاشدة في العديد من المدن السورية رغم الانتشار الأمني الكثيف» بحسب المرصد الذي أكد أن «المدن التي لم تشهد مظاهرات كانت تشهد حملات اعتقالات أمنية». وأوضح عبد الرحمن أن «مظاهرة حاشدة خرجت في مدينة دير الزور (شرق) هي الأكبر منذ خروج الجيش السوري من هذه المدينة في شهر أغسطس (آب) وفي عدة أحياء في حمص (وسط) حيث أطلق رجال الأمن النار في أحياء الغوطة وباب السباع».
وخرج عدة آلاف من المحتجين في بلدة الحراك في سهل حوران بجنوب سوريا وكانت هذه هي أول منطقة تقتحمها الدبابات والقوات في بداية الاحتجاجات سعيا لوقفها. وقال محمد العربي وهو ناشط سوري، إن هناك تفاؤلا متزايدا بأن أيام النظام أصبحت معدودة وأن الغرب يمارس الضغط وهناك المزيد من التحرك من جانب الدول العربية. وأشار إلى انشقاق ضابط مخابرات كبير الأسبوع الماضي.
وأضاف أن روسيا والصين أصبحتا أقل تمسكا بدعم الأسد. وأظهرت لقطات فيديو في مدينة حمص بوسط سوريا آلاف الأشخاص يتظاهرون في حي الخالدية.
من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن «مشاجرة جماعية بين عصابات مسلحة في داعل أدت إلى وفاة المدعو محمد قاسم الجاموس وجرح سبعة آخرين». ونفت الوكالة «حدوث أي مظاهرات في المدينة» مؤكدة أن «قوات حفظ النظام والجيش لم تدخل المدينة وهي غير موجودة في المنطقة». إلا أن الوكالة نقلت في الوقت نفسه عن مصدر مطلع في درعا أن «مجموعة مسلحة هاجمت حاجزا للجيش في داعل وقام أفرادها بإلقاء قنبلتين انفجرت إحداهما فقط موضحا أن عناصر الحاجز ردوا على المهاجمين وقتلوا اثنين منهم».
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «اشتباكات عنيفة وإطلاق رصاص كثيف سجل بين الجيش والأمن السوري النظامي من جهة ومسلحين من جهة ثانية يعتقد أنهم منشقون في مدينة سقبا (ريف دمشق)، كما أصيب ثلاثة أشخاص بجراح جراء إطلاق الرصاص الكثيف من مبنى بلدية القصير (ريف حمص) بعد انفجار سمع في المدينة» بحسب المصدر.
وقالت مصادر ميدانية سورية لـ«الشرق الأوسط» إن مدينة القصير على الحدود مع لبنان، «شهدت أمس اشتباكات عنيفة بين منشقين عن الجيش، وقوات الأمن والشبيحة الذين أطلقوا النار عشوائيا»، لافتة إلى أن المنشقين «ضربوا سيارة عسكرية على جسر المشتل الذي يبعد مسافة كيلومتر واحد جنوب القصير، مما أدى إلى وقوع سبعة من الشبيحة بين قتيل وجريح»، مشيرة إلى أن جرحى الشبيحة «نقلوا إلى المشفى الوطني في القصير قبل نقلهم إلى المشفى العسكري في حمص».
وجاءت تلك الاشتباكات بعد يوم على اشتباكات مماثلة قرب المركز الثقافي المقابل لثانوية عمر المختار في القصير، حيث أطلق الشبيحة الذين يقيمون في المركز الثقافي النار باتجاه منشقين عن الجيش، مما أدى إلى وقوع إصابات بين قتيل وجريح في صفوف الطرفين. وشهدت القصير أمس عقب صلاة الجمعة، بحسب مصادر ميدانية، واحدة من أكبر المظاهرات المنددة بالنظام والمطالبة بالحرية ورحيل الرئيس السوري بشار الأسد. وقالت المصادر في اتصال مع «الشرق الأوسط» إن «أربعين ألف متظاهر اجتمعوا في ساحة الفاروق مطالبين بالحرية».
وفي ريف ادلب (شمال غرب)، خرجت مظاهرات في «معرة النعمان وسراقب وسرمين وكفرنبل وبنش وحيش ومعرة حرمة وكفرسجنة وكفرخرمة ومعرمصرين وخان السبل وتفتناز كما في اللاذقية (غرب) وفي ريف دمشق». وفي بانياس، قال مدير المرصد إن «الأمن قام باقتحام مسجد أبو بكر الصديق في بانياس (غرب) بعد أن لجأ إليه متظاهرون وقام باعتقال خمسة منهم».
من جهتها، أفادت لجان التنسيق المحلية عن «إطلاق نار كثيف في حي القصور في حماه (وسط) وفي عندان في ريف حلب (شمال)» مشيرة إلى «أنباء عن سقوط جرحى». وتحدثت عن «إطلاق نار كثيف في كل من حي النازحين وبابا عمرو في مدينة حمص»، مشيرة إلى أن «السلطات قطعت التيار الكهربائي عن حي الخالدية ردا على بثهم المباشر للمظاهرة» في هذه المدينة.
من جهة ثانية، أفادت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن «عبوة ناسفة زرعتها المجموعات الإرهابية المسلحة انفجرت بجانب الطريق الواصل بين مسجد أبو بكر والجامع العمري في درعا (جنوب) مما أدى إلى وقوع إصابات بين المواطنين». وأضافت الوكالة أن «العبوة زرعت إلى الجنوب من الجامع العمري بحدود 200 متر وبعدها بخمسين مترا زرعت عبوة أخرى» مشيرة إلى أن «وحدة الهندسة التي توجهت إلى المكان تمكنت من تفكيك العبوة الثانية وتأمينها قبل أن تنفجر». ولفتت الوكالة إلى أن «مكان زراعة العبوتين عادة ما يشهد كثافة مرورية للمواطنين قبل وبعد صلاة الجمعة».
إلى ذلك، أكدت مصادر ميدانية من شمال لبنان أن جريحين سوريين أصيبا برصاص القوى الأمنية السورية خلال مظاهرة أول من أمس «أدخلا إلى لبنان بغرض المعالجة»، مشيرة إلى أن «حال أحدهما خطرة». وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن الجريحين «عبرا خلسة إلى شمال لبنان فجر أمس، عبر الطرق البرية الوعرة المؤدية إلى وادي خالد، بمساعدة شابين من التنسيقيات السورية، وتم إيصالهما إلى أحد المستشفيات اللبنانية، حيث خضعا لإجراءات طبية، وغادر أحدهما إلى سوريا فيما بقي الآخر ريثما تتحسن حالته».
وأكدت المصادر عينها أنه خلال الأيام العشرة الماضية «عَبَر أكثر من عشرة مصابين سوريين من حمص وتلكلخ والقصير إلى لبنان بغرض العلاج، وعاد قسم منهم إلى بلداتهم، منهم عمار عامر (32 عاما)، فيما يحتاج آخرون إلى الراحة واستكمال العلاج، مثل إبراهيم رعد الذي يحتاج إلى فترة علاج أطول بسبب الكسور في قدميه».
في السياق نفسه، أعلنت مديرية التوجيه في قيادة الجيش اللبناني في بيان أن اللجنة العسكرية المشتركة بين الجيشين اللبناني والسوري «عقدت اجتماعًا أول من أمس في معبر الدبوسية في حضور عدد من ضباط الجانبين، بحثت خلاله الأوضاع على الحدود وآلية ضبطها من مختلف النواحي الأمنية، كما جرى التوافق على تفعيل التنسيق المشترك واتخاذ المزيد من الإجراءات الميدانية لمنع عمليات التهريب والتسلل في الاتجاهين عبر المعابر غير الشرعية».
قتلى في تظاهرات حاشدة في “جمعة أحرار الجيش” واجتماع طارئ للجامعة العربية غداً بطلب خليجي
الأمم المتحدة تدعو العالم الى حماية المدنيين في سوريا
دعت الأمم المتحدة، أمس، المجتمع الدولي الى اتخاذ “تدابير عاجلة” لحماية المدنيين في سوريا، معربة عن تخوفها من اندلاع حرب أهلية جراء القمع الوحشي الذي يمارسه نظام الرئيس بشار الأسد، وأودى منذ منتصف آذار الماضي بحياة أكثر من 3000 شخص بينهم 187 طفلاً على الأقل، وهي حصيلة أكدتها بيلاي وأثارت جدالاً جديداً حول سوريا في مجلس الأمن.
وأحيت الانتفاضة السورية أمس “جمعة أحرار الجيش” بتظاهرات حاشدة في أرجاء البلاد، وسجل سقوط نحو 21 قتيلاً. فيما تلقت الجامعة العربية طلباً من دولة الإمارات العربية المتحدة، باعتبارها الرئيس الحالي لمجلس التعاون الخليجي، لعقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب غداً الأحد للبحث في التطورات الحالية في سوريا.
وقالت المفوضة العليا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي، في بيان: “يتعين على جميع أعضاء المجموعة الدولية اتخاذ تدابير حماية بطريقة جماعية وحاسمة، قبل أن يقود القمع الوحشي وعمليات الاغتيال البلاد الى حرب أهلية فعلية”. أضافت “على غرار ما يحصل دائماً، يرفض عدد متزايد من عناصر الجيش مهاجمة مدنيين” وباتوا يقفون الى جانب المعارضين، “والأزمة تكشف حتى الآن عن مؤشرات مقلقة تفيد أن الوضع يغرق في صراع مسلح”.
وأوضحت بيلاي أن “المجموعة الدولية تستطيع التحدث بصوت واحد والتحرك لحماية الشعب السوري”، مشيرة الى أن “النظام السوري أخفق في مهمته التي تقضي بتأمين الحماية للشعب”.
وقالت بيلاي إن “عدد الأشخاص الذين قتلوا منذ بدء أعمال العنف في آذار (مارس) قد تخطى الآن الثلاثة آلاف بينهم 187 طفلاً على الأقل”. أضافت أن “أكثر من مئة شخص قتلوا خلال الأيام العشرة الأخيرة فقط. من جهة أخرى تم توقيف الآلاف واعتقالهم أو اختفوا أو تعرضوا للتعذيب”.
وأشارت الى أن “أفراد عائلات” المعارضين والمتظاهرين الذين يعيشون “في داخل البلاد وخارجها تعرضوا للمضايقة والتخويف والتهديدات والضرب”.
واعتبرت المفوضية أن العقوبات التي فرضتها المجموعة الدولية على دمشق لم تؤدِ الى تغيير موقف السلطات السورية حتى الآن كما قال الناطق باسمها روبرت كولفيل في تصريح صحافي، أضاف فيه أنه لهذا السبب دعت بيلاي الدول الى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية السوريين الذين يحتجون ضد نظام الرئيس بشار الأسد.
وشددت بيلاي على القول “منذ بداية الانتفاضة في سوريا، استخدمت الحكومة باستمرار القوة المفرطة لسحق الاحتجاجات السلمية”.
وأشارت الى وجود “قناصة على الأسطح والاستخدام العشوائي للقوة ضد المتظاهرين المسالمين بما في ذلك استخدام الرصاص الحي وقصف الأحياء السكنية” الذي أصبح “أمراً مألوفاً في كثير من المدن السورية”.
ورداً على سؤال عن شن عمل عسكري أجنبي مثلما حدث مع ليبيا لإطاحة معمر القذافي، قال كولفيل “هذا قرار يبت فيه مجلس الأمن”.
كلام بيلاي دفع بالخليجيين الى تحريك جامعة الدول العربية. وقال مندوب الكويت الدائم لدى الجامعة السفير جمال محمد الغنيم إن الجامعة تلقت أمس طلباً من الإمارات لعقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب غداً الأحد للبحث في التطورات الحالية في سوريا.
وقال الغنيم في تصريحات صحافية أمس إنه “من حرص دول الخليج لتحقيق الاستقرار في سوريا تقدمت دول مجلس التعاون الخليجي من خلال دولة الإمارات العربية المتحدة الرئيس الدوري للمجلس لعقد اجتماع عاجل لوزراء الخارجية العرب في القاهرة لبحث تطورات الأوضاع في سوريا”.
وأوضح الغنيم أن الاجتماع يأتي بعد التصريحات الصادرة عن الأمم المتحدة والتي حذرت فيها من تدهور الأوضاع في سوريا وتوجهها نحو الحرب الأهلية، مبيناً أن الأوضاع في سوريا خطيرة للغاية وستتم مناقشتها من كافة الجوانب الإنسانية والسياسية والميدانية خلال الاجتماع الوزاري.
وشهد مجلس الأمن صباح أمس جدالاً جديداً حول سوريا بعد الإعلان عن حصيلة جديدة تزيد عن 3000 قتيل منذ 15 آذار (مارس) بسبب قمع نظام الأسد.
وصرح السفير الفرنسي في الأمم المتحدة جيرار ارو في اجتماع مغلق تعليقاً على ارتفاع حصيلة القتلى في سوريا الى ثلاثة آلاف، أن “مؤيدي صمت مجلس الأمن عليهم استخلاص العبر من استمرار القمع”، على ما نقل عنه ديبلوماسيون.
واعتبر المبعوثون الصينيون الجمعة أنه كان يجدر اطلاعهم على الحصيلة الجديدة أثناء المشاورات حول مشروع قرار الغربيين، بحسب ديبلوماسيين.
وقدمت فرنسا وبريطانيا وألمانيا والبرتغال أمس مرة أخرى، مشروع قرارها الذي أسقطه فيتوان روسي وصيني في الرابع من الشهر الحالي، مؤكدة أنها مستعدة لصياغة نسخة جديدة إذا تواصل تفاقم الوضع في سوريا.
أما روسيا فاقترحت من جهتها مشروع قرار يساوي بين النظام والمحتجين في التنديد بالعنف، الأمر الذي رفضته الولايات المتحدة والقوى الأوروبية.
وطالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس السلطات السورية بإيقاف حمام الدم فوراً.
وقال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة مارتن نسيركي، في المؤتمر الصحافي اليومي، إن بان كي مون يعتبر الحكومة السورية أن مسؤولية الحكومة السورية الآن تتمثل فى ضرورة إيقاف العنف وإراقة الدماء.
وفي بروكسل، صدر في الجريدة الرسمية أمس تفاصيل الكيان الجديد المضاف الى لائحة عقوبات دول الاتحاد الأوروبي وهو بنك سوريا التجاري، سبب الإدراج: بنك تملكه الدولة ويوفر الدعم المالي للنظام. (العنوان: فرعا دمشق صندوق بريد 2231 شارع معاوية وصندوق بريد 933 مستديرة يوسف حمزة. فرع حلب شارع قلعة حجارين صندوق بريد 2). إضافة الى جميع مكاتبه حول العالم (سويفت/بيك سي ام اس واي اس واي دي آي).
وتضمنت الجريدة الرسمية أنواع النفط ومشتقاته المحظر استيرادها أو تصديرها الى سوريا، كما تم أيضاً إدخال تفاصيل كانت ناقصة سابقاً على ثلاث شخصيات أدرجت في الثاني من أيلول (سبتمبر) على لائحة العقوبات. وهنا الأسماء مع المعلومات الجديدة:
عماد غريواتي، مواليد آذار (مارس) 1959 في دمشق. سبب إدراجه: رئيس غرفة دمشق للصناعة (أبناء زهير غريواتي) يدعم اقتصادياً النظام السوري.
طريف الأخرس، مواليد عام 1949 في حمص. مؤسس مجموعة الأخرس في حمص (للسلع والتجارة والتصنيع والخدمات اللوجستية). يدعم النظام السوري اقتصادياً.
عصام أنبوبة، مواليد عام 1949 في اللاذقية. رئيس مؤسسة عصام انبوبة للصناعات الزراعية. يدعم اقتصادياً النظام السوري.
(“المستقبل”، ا ف ب، رويترز، واس)
قضماني لـ”إذاعة الشرق”: سنكون نحن واللبنانيون في مستقبل أفضل
استبعدت التدخل العسكري في سوريا “لأنه ليس الحل”
استبعدت المتحدثة باسم المجلس الوطني السوري بسمة قضماني، أمس، أي تدخّل عسكري في سوريا لأنّه ليس الحلّ، وأكدت أنّ المجلس سيسعى بالوسائل الديبلوماسية والسياسية وصولاً الى تجريد النظام من شرعيته وبناء شرعية المجلس والإعتراف به كممثل وحيد للشعب السوري. ورأت ان العلاقات السورية – اللبنانية “ستتغير جذرياً وسنكون معاً في مستقبل أفضل”.
وقالت قضماني في حديث لـ”اذاعة الشرق”، إنّ حماية المدنيين تبقى على رأس الأولويات وأنّه عندما يُذبح الشعب لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي، مشددة على الوسائل الديبلوماسية والسياسية للوصول الى هذا الهدف نافية أي محاولة للتدخل العسكري ومعتبرة هذا الكلام افتراءً.
أضافت: “نحن نعمل على تجميع القوى السياسية التقليدية وكانت مهمة صعبة وقد اكتسب المجلس أهميّته من قوى الشارع التي انضمت الى المجلس وأعتقد أنّ هذه هي قوة المجلس، وهذا يؤثر طبعاً على مستقبل العمل”.
وأكدت أنّه تكوّنت بالمجلس الأمانة العامة والمجلس التنفيذي وأنّه سيتم الاعلان عن ذلك بشكل رسمي خلال اليومين المقبلين.
واعتبرت أنّ التحدّي الحقيقي هو كيفية التعامل مع الحراك الداخلي في سوريا ومع القيادات الميدانية وهذا الأمر سيكون موضع نقاش مهم بالنسبة للمجلس في الأيام المقبلة.
وأشارت الى “وجود وهم هو أنّه لايزال على قمة هذا النظام رأس قادر على القيام بالإصلاح”.
وعن جدول أعمال المرحلة المقبلة، قالت قضماني: “إنّ التحرك المقبل سيكون باتجاه الدول العربية أولاً ولقد فتحنا قنوات مع كل الجهات العربية وبدأنا نتحدث معها ومع القوى الإقليمية ومنها تركيا التي اخذت موقفاً إيجابياً جداً من المعارضة، وأيضاً مع المجتمع الدولي وهناك ترحيب قوي من الدول الأوروبية بشكل أساسي ومن الولايات المتحدة ونحن نرحب به”.
وعن اجتماع وزراء الخارجية العرب قالت: نأمل أن يكون اللقاء بداية اهتمام واقعي بالوضع السوري. هناك استياء عميق عند الدول العربية من تصرفات النظام لا سيما الجرائم التي يرتكبها والكذب الذي يمارسه.. نأمل أن تكون هناك اجراءات وضغط كبير وحقيقي وربما عقوبات على هذا النظام”، داعية الدول العربية الى تحمّل مسؤولياتها في هذه المرحلة التي نشهد فيها هذه الثورات العربية.
العقوبات الأوروبية والأميركية المفروضة على سوريا
قال ديبلوماسيون ان الاتحاد الأوروبي وافق اول من امس على إضافة المصرف التجاري السوري إلى قائمة الكيانات المفروض عليها عقوبات احتجاجا على القمع وانتهاك حقوق الإنسان في سوريا.
وفي ما يلي بعض تفاصيل العقوبات المفروضة على سوريا حتى الآن:
1 – العقوبات الاوروبية:
ـ أدرج الاتحاد الأوروبي 13 مسؤولا سوريا على قائمته الخاصة بالعقوبات في 17 أيار (مايو)، ومن بينهم شقيق للرئيس بشار الأسد. وجاءت الإجراءات العقابية التي شملت تجميد أصول وحظر سفر ضمن مجموعة عقوبات فرضت على سوريا تشمل حظرا للسلاح.
ـ من بين الخاضعين للعقوبات رامي مخلوف ابن خال الأسد الذي يملك شركة “سيريتل موبايل تيليكوم” أكبر شركة للهاتف المحمول في سوريا وشركات كبرى تعمل في مجالي التشييد والنفط.
ـ تشمل العقوبات كذلك ماهر الأسد شقيق الرئيس الذي يتولى قيادة الحرس الجمهوري وثاني أقوى رجل في سوريا فضلا عن علي مملوك رئيس جهاز الاستخبارات العامة وعبد الفتاح قدسية مدير الاستخبارات العسكرية.
ـ وفي اليوم التالي، قالت سويسرا إنها ستفرض حظر سفر على المسؤولين الـ13 وستجمد أي أرصدة لهم في مصارفها. وقالت أمانة الشؤون الاقتصادية في سويسرا إن العقوبات تشمل حظرا للسلاح رغم أن سويسرا لم تصدر أي أسلحة لسوريا منذ عشر سنوات.
ـ في 23 أيار (مايو)، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على الأسد نفسه ومعه تسعة آخرين من كبار المسؤولين السوريين.
ـ في اليوم التالي أيضا، وسعت سويسرا نطاق عقوباتها على سوريا بضم الأسد وتسعة مسؤولين كبار في الحكومة.
ـ أعلن الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة في 24 حزيران (يونيو) شملت ثلاثة من قادة الحرس الثوري الإيراني متهمين بمساندة القمع السوري هم الجنرال قاسم سليماني والبريجادير كوماندر محمد علي جعفري وحسين طيب نائب قائد الحرس الثوري لشؤون الاستخبارات. كما شملت العقوبات كيانات تجارية متهمة بتمويل حكومة الأسد هي “بنا” للعقارات وصندوق المشرق للاستثمار ومجموعة “حمشو” الدولية ومؤسسة الإسكان العسكرية.
ـ أضيفت خمسة أسماء جديدة في الثاني من آب (أغسطس) إلى الخاضعين لعقوبات لتشمل العقوبات وزير الدفاع علي حبيب، واللواء توفيق يونس رئيس جهاز أمن الدولة في مديرية الاستخبارات السورية، ومحمد مفلح رئيس الاستخبارات العسكرية في حماة، وأيمن جابر وهو مسؤول أمني يتولى تنسيق عمل الميليشيا الموالية للأسد، ومحمد مخلوف خال الأسد وأحد أقرب مساعديه.
ـ في 19 آب (اغسطس)، اتفق سفراء الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على إضافة 15 شخصا وخمس مؤسسات إلى قائمة تضم كيانات استهدفها الاتحاد الأوروبي بالفعل بتجميد الأصول وحظر السفر.
ـ اتفقت حكومات الاتحاد الأوروبي في الثاني من أيلول (سبتمبر) على حظر واردات النفط السوري ووسعت العقوبات لتشمل سبعة من الأفراد والكيانات السورية. وبدأ سريان حظر الاتحاد الأوروبي الذي يمنع الشركات الأوروبية من القيام باستثمارات جديدة في قطاع النفط السوري اعتبارا من 24 أيلول (سبتمبر). وتسمح عقوبات الاتحاد الأوروبي باستيراد النفط السوري حتى 15 تشرين الثاني (نوفمبر) بموجب العقود الموقعة قبل الثاني من أيلول (سبتمبر).
ـ فرض الاتحاد الأوروبي في 24 أيلول (سبتمبر) عقوبات جديدة على شركة “سيريتل موبايل تيليكوم” وعلى قناة “الدنيا” التلفزيونية، إضافة إلى ثلاث شركات عاملة في قطاعي التشييد والاستثمار مرتبطة بالجيش السوري.
ـ وافق الاتحاد الأوروبي اول من امس على إضافة المصرف التجاري السوري إلى قائمة الكيانات المفروض عليها عقوبات.
2 – العقوبات الاميركية :
ـ فرضت الولايات المتحدة عقوبات على جهاز الاستخبارات السوري واثنين من أقارب الأسد في 29 نيسان (ابريل)، في أول خطوة ملموسة لواشنطن للرد على حملة القمع.
ـ تتضمن العقوبات تجميدا للأموال وحظرا للتعاملات التجارية الاميركية وجاءت إضافة الى عقوبات أوسع نطاقا تفرضها الولايات المتحدة على سوريا منذ عام 2004.
ـ في 18 أيار (مايو)، اضافت واشنطن الأسد إلى قائمة العقوبات للضغط عليه لينفذ إصلاحات سياسية وعد بها.
ـ استهدفت تلك العقوبات أيضا نائب الرئيس السوري ورئيس الوزراء ووزيري الداخلية والدفاع ومدير الاستخبارات العسكرية ومدير فرع الأمن السياسي.
ـ في 29 حزيران (يونيو)، ذكرت وزارة الخزانة الاميركية أنها ستجمد أي أصول للأفرع الرئيسية الأربعة لقوات الأمن السورية تقع تحت طائلة السلطة القضائية الاميركية، وحظرت على الاميركييين أي تعامل مع تلك الأفرع. كما فرضت الوزارة عقوبات على إسماعيل أحمدي مقدم قائد قوات إنفاذ القانون في إيران، ونائبه أحمد رضا ردان لمساعدة سوريا. وقالت الوزارة إن ردان سافر إلى دمشق في نيسان (ابريل) للمشاركة بخبرته في حملة القمع السورية.
ـ في الرابع من آب (اغسطس)، أضافت الوزارة محمد حمشو وشركته القابضة المسماة مجموعة “حمشو” الدولية إلى قائمة عقوباتها.
ـ وسعت الوزارة نطاق العقوبات ضد حكومة الأسد في العاشر من آب (اغسطس) حيث أضافت المصرف التجاري السوري الذي تملكه الدولة والمصرف التجاري السوري ـ اللبناني التابع له في بيروت إلى قائمة سوداء تضم شركات جمدت أصولها. كما شملت عقوبات الخزانة الاميركية شركة “سيريتل” للهاتف المحمول، وذلك بموجب مرسوم رئاسي منفصل.
ـ في 18 آب (اغسطس)، فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة شملت تجميد كل الأصول السورية الموجودة في الولايات المتحدة أو التي تقع تحت طائلة الاختصاص القضائي للولايات المتحدة. وتحظر العقوبات أيضا على الاميركيين القيام باستثمارات جديدة أو تقديم خدمات لسوريا كما حظرت استيراد المنتجات النفطية السورية. وأضيفت شركات أخرى إلى القائمة السوداء منها شركة تسويق النفط السورية (سيترول) والشركة السورية للنفط.
(رويترز)
الاجتماع العربي حول سوريا غداً وتحذير دولي من “حرب أهلية”
أعلن السفير طلال الأمين مستشار الأمين العام للجامعة العربية أمس، أن وزراء الخارجية العرب سيعقدون اجتماعاً طارئاً بمقر الجامعة مساء غد الأحد، لبحث الشأن السوري وتطوراته، بناء على طلب دول مجلس التعاون الخليجي .
على الأرض، قتل 12 شخصاً بينهم فتى وسيدة وجرح آخرون في “جمعة أحرار الجيش” في مدن سورية عدة، في حين ذكرت الأمم المتحدة أن ثلاثة آلاف شخص قتلوا منذ بدء الحركة الاحتجاجية بينهم 187 طفلاً على الأقل، محذرة من مخاطر وقوع “حرب أهلية”، وقالت إن “المسؤولية تقع على كل أعضاء المجتمع الدولي للقيام بتحرك للحماية (حماية المدنيين) بطريقة جماعية” .
وشهد مجلس الأمن الدولي جدالاً جديداً حول سوريا بعد الإعلان عن حصيلة جديدة من 3000 قتيل .
وأعلن السفير الفرنسي في الأمم المتحدة جيرار ارو في اجتماع مغلق تعليقاً على ارتفاع حصيلة القتلى في سوريا إلى ثلاثة آلاف، أن “مؤيدي صمت مجلس الأمن الدولي عليهم استخلاص العبر من استمرار القمع”، على ما نقل عنه دبلوماسيون .
واعتبر المبعوثون الصينيون أنه كان يجدر إطلاعهم على الحصيلة الجديدة أثناء المشاورات حول مشروع قرار الغربيين .
وقدمت فرنسا وبريطانيا وألمانيا والبرتغال، أمس، مشروع قرارها مرة أخرى، مؤكدة أنها مستعدة لصياغة نسخة جديدة إذا تواصل تفاقم الوضع في سوريا .
أما روسيا فاقترحت من جهتها مشروع قرار يساوي بين النظام والمحتجين في التنديد بالعنف، الأمر الذي رفضته الولايات المتحدة والقوى الأوروبية . (وكالات)
قتلى بدمشق وحمص واعتقالات بإدلب
قتل شخصان على الأقل وأصيب العشرات اليوم في العاصمة دمشق ومدينة حمص، كما قتل جندي سوري في درعا، فيما نفذت قوات الأمن حملة مداهمات وتمشيط بحثا عن منشقين في بلدة كفرنبل الواقعة في ريف إدلب شمال غرب البلاد، أسفرت عن اعتقال 31 شخصا.
وقالت لجان التنسيق المحلية إن شابين على الأقل قتلا في دمشق ظهر السبت إثر إطلاق قوات الأمن النار على جنازة الطفل إبراهيم الشيبان التي شارك فيها أكثر من عشرة آلاف شخص بينهم نساء وأطفال، مشيرة إلى سقوط عشرات الجرحى من مشيعي الشيبان.
من جهته قال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له إن حي النازحين في حمص شهد اليوم إطلاق رصاص من كل مداخله، مما أدى إلى مقتل شاب كان متوجها إلى عمله.
وأضاف المرصد أن قوات الجيش نشرت حواجز عسكرية جديدة في حي باب السباع، وفصلت الحي عن حي الخضر المجاور له في حمص، مشيرا إلى أن قوات الأمن اقتحمت منذ ساعات الصباح الأولى حي كرم الزيتون بالمدرعات ورافق ذلك إطلاق نار كثيف.
وقال إن ليلة أمس شهدت اقتحاما مكثفا لعدد من الأحياء التي شهدت مظاهرات حاشدة مساء الجمعة، ومنها أحياء الخالدية والبياضة وبابا عمرو والإنشاءات في حمص أيضا.
مداهمات وتمشيط
وأكد المرصد أن أجهزة الأمن السورية تنفذ منذ فجر اليوم حملة مداهمات وتمشيط واعتقالات في بلدة كفرنبل والأحراش المجاورة لها بحثا عن عناصر مخابرات يعتقد أنهم فروا من الخدمة.
وأشار المرصد إلى أن هذه الحملة أسفرت عن اعتقال 31 شخصا حتى الآن، مشيرا إلى أنها ترافقت مع ضرب المعتقلين والتنكيل بهم.
من جهتها قالت لجان التنسيق المحلية إن قوات الأمن وجنودا تدعمهما دبابات اقتحموا حي القصير في حمص، وقاموا بحملة مداهمات عشوائية استهدفت عدة منازل في الحي.
وفي محافظة إدلب ذكرت اللجان أن دوي إطلاق نار سمع في عدة بلدات، مشيرة بهذا الصدد إلى تقارير تحدثت عن حدوث انشقاقات في المنطقة وتفريق قوات الأمن مظاهرات ليلية. كما سمع دوي إطلاق نار في معظم أحياء مدينة درعا جنوب سوريا، بحسب المصدر ذاته.
وفي درعا أيضا قتل أحد عناصر الجيش السوري اليوم في هجوم نفذته إحدى المجموعات المسلحة على حاجز للجيش في إنخل قامت خلاله بإلقاء قنبلتين على عناصر الحاجز، بحسب وكالة الأنباء السورية الحكومية “سانا”. ونقلت الوكالة عن مصدر مطلع قوله إن عناصر الحاجز ردوا على المهاجمين وقتلوا اثنين منهم.
أحرار الجيش
تأتي هذه التطورات غداة مقتل 21 شخصا في مناطق متفرقة من سوريا عندما أطلق رجال الأمن النار لتفريق متظاهرين كانوا يشاركون في “جمعة أحرار الجيش”.
21 قتيلا سقطوا أمس بنيران قوات الأمن
في جمعة “أحرار الجيش”
وبث ناشطون صورا على الإنترنت للطفل إبراهيم الشيباني الذي فارق الحياة متأثرا بجروح أصيب بها برصاص الأمن السوري خلال تفريق مظاهرة بعد صلاة الجمعة في حي القدم بدمشق.
كما لقي عشرة أشخاص مصرعهم -وفقا للناشطين- في بلدة داعل، بينما قتل ثمانية آخرون في إنخل. وأفاد الناشطون بمقتل ثلاثة مواطنين في حي القدم بدمشق وسقبا بريف دمشق ومدينة عندان بمحافظة حلب.
وقد عمت المظاهرات المناهضة للنظام مختلف المحافظات السورية لا سيما دمشق وريفها ودرعا وإدلب وحمص وحماة ودير الزور والحسكة وحلب واللاذقية، حيث جوبه المتظاهرون في أغلب المدن والبلدات بهجوم من قبل عناصر الأمن والجيش لتفريقهم، تخلله إطلاق نار أسفر عنه سقوط عدد من الضحايا.
وقد وصفت الاحتجاجات التي شارك فيها الآلاف بأنها الاستعراض الأكبر للقوة من جانب المتظاهرين دعما للمنشقين عن الجيش، حسب ما ذكرته وكالة أسوشيتد برس.
وذكر ناشطون أن نحو عشرين ألف كردي شاركوا في مسيرة بمدينة القامشلي قرب الحدود التركية، تكريما لذكرى زعيم كردي قتل في وقت سابق من الشهر الجاري.
من جهتها، أوردت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن عبوة ناسفة -قالت إنها زرعتها من وصفتها بالمجموعات الإرهابية المسلحة- قد انفجرت قرب الجامع العمري في مدينة درعا وأوقعت إصابات.
وبثت الوكالة خبرا عن إقامة مراسم تشييع جثامين أربعة من عناصر الجيش وقوى الأمن قضوا في مدينة بنّش برصاص المجموعات الإرهابية، حسب وصفها.
خلافات دولية
وفي نيويورك قال دبلوماسيون إن مؤيدي القيام بتحرك للأمم المتحدة ضد سوريا، ومعارضي هذه الخطوة، اختلفوا مجددا ليل الجمعة/السبت بعد إعلان المنظمة الدولية أن عدد قتلى قمع النظام للحركة الاحتجاجية في هذا البلد ارتفع إلى ثلاثة آلاف شخص منذ 15 مارس/آذار.
وفي مشاورات مغلقة، تحدث ممثلون عن ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والبرتغال عما وصفوه بالهجوم الدموي الذي يشنه نظام الرئيس بشار الأسد على المحتجين.
ونقل دبلوماسيون عن السفير الفرنسي في الأمم المتحدة جيرار آرو قوله خلال اجتماع مغلق، إن “المدافعين عن عدم التحرك في مجلس الأمن الدولي عليهم استخلاص العبر من استمرار القمع”.
وأضاف هؤلاء الدبلوماسيون أن تعليقات السفير الفرنسي تشكل انتقادا مبطنا لروسيا والصين لاستخدامهما حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار للبلدان الغربية، يهدد النظام السوري بـ”تدابير محددة الأهداف” لحمله على وقف القمع، وكذلك لجنوب أفريقيا والبرازيل والهند، الدول التي امتنعت عن التصويت ضد القرار.
وأوضح الدبلوماسيون أن ممثلي ألمانيا وبريطانيا والبرتغال أكدوا أن مجلس الأمن الدولي يجب أن يتحرك بشأن سوريا.
تخوفات أممية
وتأتي التعليقات الأوروبية الجديدة بعدما أعربت المفوضية العليا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان الجمعة عن تخوفها من اندلاع “حرب أهلية” في سوريا.
وأشارت في بيان إلى أن عدد القتلى في الاحتجاجات -التي بدأت في مارس/آذار الماضي- تجاوز ثلاثة آلاف، بينهم ما لا يقل عن 187 طفلا. وقد قتل مائة شخص على الأقل في الأيام العشرة الأخيرة فقط.
إلا أن الصين وروسيا أكدتا مجددا أن مجلس الأمن الدولي يجب ألا يتحرك باتجاه عقوبات. وقال مندوب الصين للاجتماع الجمعة إن بيان بيلاي ما كان يجب أن يبحث في مجلس الأمن الدولي، ورفضت روسيا بدورها مناقشة حول سوريا في المجلس.
وقدمت فرنسا وبريطانيا وألمانيا والبرتغال الجمعة مشروع قرارها مرة أخرى، مؤكدة أنها مستعدة لصياغة نسخة جديدة إذا تواصل تفاقم الوضع في سوريا.
أما روسيا فاقترحت من جهتها مشروع قرار يساوي بين النظام والمحتجين في التنديد بالعنف، الأمر الذي رفضته الولايات المتحدة والقوى الأوروبية.
دبابات سورية تخرق الحدود اللبنانية
قالت صحيفة تايمز البريطانية إن سوريا ترسل جنودا ودبابات إلى لبنان بحجة منع تهريب السلاح إلى المعارضة السورية. وقالت الصحيفة إن الاختراقات تمت بشكل واضح في المناطق السنية من لبنان حيث يؤيد سكان هذه المناطق انتفاضة السوريين على الحكم العلوي، وهم بهذا يساعدون في إضرام الشعور الطائفي وتغذية مخاوف ازدياد درجة العنف في سوريا رغم احتمال انتقاله إلى لبنان.
وقالت الصحيفة إن مزارعا قتل الأسبوع الماضي شرقي عرسال في وادي البقاع، حيث قال سكان إن الجنود السوريين المدعومين بالدبابات والمدرعات اجتازوا الحدود مسافة عشرة كيلومترات وأطلقوا الرصاص باتجاه المزارع اللبنانية. وأضافت الصحيفة أن آخر الاختراقات حدث فجر أمس وأجبر معظم المزارعين على إخلاء المكان.
وأوضحت الصحيفة أن سكان عرسال السنة، الذين يدعمون معارضي الأسد في لبنان، يخشون من أن يكون الجيش السوري يستعد لشن حملة بهدف معاقبتهم على تأييدهم الثورة في سوريا، وقال رئيس بلدية عرسال علي الحجيري “نحن شبه متأكدين من أن هذا سيحدث، فقد رأينا متظاهرين مؤيدين للأسد في دمشق يدعون لتدمير عرسال، فهم يعتقدون أننا نهرب الأسلحة لسوريا”.
ونقلت الصحيفة عن بيان حكومي لبناني قوله إن ضباطا سوريين ولبنانيين اجتمعوا أمس على الحدود في شمال لبنان لمناقشة إجراءات الحد من تهريب الأسلحة.
وأكدت الصحيفة أن السياسيين المعارضين لسوريا يتهمون الحكومة بالضعف والفشل في حماية المواطنين اللبنانيين، وقال مسؤول من تحالف 14 آذار هذا الأسبوع “الاختراق السوري انتهاك فاضح لسيادة لبنان”.
وأوضحت الصحيفة أن الاختراقات كانت محصورة حتى وقت قريب في منطقة وادي خالد شمالي لبنان، وهي منطقة يسكنها مسلمون سنة يؤيدون الثورة على نظام الأسد واستقبلوا آلاف اللاجئين السوريين، لكن توجه الجنود السوريين نحو عرسال يبدو أنه مرتبط باتهامات تهريب الأسلحة.
وأكدت الصحيفة أن أسعار الأسلحة في السوق السوداء بلبنان شهدت ارتفاعا في الشهور الأخيرة، ويقول بائعو الأسلحة إن التوتر في سوريا هو سبب هذا الارتفاع، وأضافت الصحيفة أن أغلب عمليات تهريب الأسلحة يبدو أنها شخصية أكثر منها موجهة للمعارضة السورية.
وتحدثت الصحيفة عن بناية تضررت بفعل نيران الدبابات السورية خارج عرسال مؤخرا، وقيل في سوريا إنها مستودع أسلحة. ولعرسال تاريخ من تهريب البضائع التجارية من وإلى سورية، مثل باقي القرى والبلدات الحدودية اللبنانية، لكن سكان عرسال يصرون على أنه لم يتم تهريب أية أسلحة عبر الحدود. وقال أحد أعضاء المجلس البلدي للقرية “لم يتم تهريب ولو بندقية واحدة عبر الحدود من هنا، ونحن لم نستقبل أي عضو من المعارضة السورية”.
وتواجه عرسال -بسكانها البالغ عددهم 40 ألف نسمة، ولها تاريخ في معارضة نظام الأسد- مخاطر عزلة طائفية كونها القرية السنية الوحيد في منطقة ذات أغلبية شيعية تؤيد حزب الله الذي يوالي النظام السوري.
المعارضة السورية تقول إن عدد قتلى الاحتجاجات يفوق تقديرات الأمم المتحدة
قال رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون إن عدد قتلى الاحتجاجات الحالية في بلاده يفوق التقديرات التي أعلنتها الأمم المتحدة، والتي تفيد بمقتل أكثر من ثلاثة آلاف شخص في سورية منذ منتصف مارس/آذار الماضي.
وأشار غليون في تصريحات لـ(بي بي سي) إلى أن استمرار ما وصفه بأعمال العنف من جانب السلطات سيدفع البلاد نحو مشارف الحرب الأهلية.
وقال إن “تجنب الوصول إلى هذه المرحلة يتطلب عملا دوليا سريعا”.
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت في وقت سابق أن 3 آلاف شخص على الأقل قتلوا في سورية منذ بدء الاحتجاجات ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وقالت نافي بيلاي مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الانسان إن بين القتلى 187 طفلا، وإن 100 شخص على الأقل قتلوا في أعمال العنف خلال الأيام الماضية في سورية.
وحذرت بيلاي السلطات السورية من ان ” القمع الوحشي” للاحتجاجات يهدد باندلاع حرب أهلية.
وقالت “يقع على عاتق كل اعضاء المجتمع الدولي اتخاذ اجراءات حماية بشكل جماعي وحاسم قبل ان يتواصل القمع بدون رحمة ويقود البلاد نحو حرب اهلية فعلية”.
واعتبرت المفوضية ان العقوبات التي فرضت على دمشق حتى الآن لم تؤد الى تغيير موقف السلطات السورية حتى الان كما قال الناطق باسم بيلاي روبرت كولفيل.
وقال كولفيل إن مئات السوريين اعتقلوا وعذبوا أو اختفوا ، واتهم السلطات السورية باستهداف عائلات المعارضين داخل وخارج سورية.
واعتبر أن التحركات الدبلوماسية لم تسفر عن شئ حتى الآن وإن القتلى يسقطون يوميا.
مظاهرات
جاء ذلك بينما أفاد ناشطون سوريون ان 10 مدنيين قتلوا الجمعة عندما اطلق رجال الامن النار لتفريق مظاهرات في عدة مدن سورية حملت اسم “أحرار الجيش”.
وذكر المرصد أن سبعة أشخاص قتلوا في داعل بريف درعا بينما سقط الثلاثة الآخرون في القدم وسقبا قرب دمشق وعـَنـَدان قرب حلب.
وكانت مناطق عديدة في سوريو قد شهدت مظاهرات واسعة عبّر المشاركون فيها عن دعمهم لـ”الجيش السوري الحر” وهو تجمّع للضباط والجنود المنشقين عن الجيش السوري. ويقول الناشطون إنهم اختاروا اسم أحرار الجيش تعبيرا عن الشكر للجنود المنشقين ولحث مزيد من الجنود على الانشقاق.
كما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان 36 شخصا بينهم 25 عسكريا قتلوا الخميس في سورية بينما اصيب عشرات بجروح خطيرة.
وقال المرصد في بيان له إن عشرة مدنيين بينهم طفل قتلوا في بنش في محافظة ادلب شمال غربي سورية، بينما سقط مدني آخر في مدينة حمص.
واضاف ان 15 عسكريا بين ضباط وجنود قتلوا في بنش، بينما قتل تسعة آخرون في مواجهات عنيفة بين جنود ومسلحين في محافظة درعا، وسقط احد رجال الامن في مدينة القصير بريف حمص خلال اشتباكات مع مسلحين.
واكد المرصد ان “السلطات السورية اعتقلت امس عشرات من ابناء بنش”.
في المقابل تنحي السلطات السورية باللائمة على من تصفهم “بالعصابات الإرهابية” وتقول ان تلك العصابات قتلت 1100 من قوات الأمن.
قد حظرت السلطات السورية دخول مراسلي معظم وسائل الإعلام الأجنبية مما يجعل التأكد من التقارير صعبا.
وفرضت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي عقوبات على صادرات النفط السورية وبضع شركات وتسعى -بلا جدوى حتى الان- من اجل استصدار قرار من مجلس الأمن بفرض عقوبات على دمشق.
وكانت روسيا والصين قد استخدمتا مؤخرا حق النقض في مجلس الأمن ضد مشروع قرار أوروبي يهدد بإجراءات عقابية ضد سورية إذا لم توقف السلطات”حملة قمع” الاحتجاجات.
إلا أن موسكو وبكين حثتا دمشق على الإسراع بإجراء إصلاحات وهو ما فسره محللون بأن صبر الدول الكبرى تجاه سورية بدأ ينفد.
المزيد من بي بي سيBBC © 2011
القوات السورية تقتل اثنين من مشيعي جنازة في وسط دمشق
عمان (رويترز) – قال شاهد ان قوات سورية فتحت النيران في وسط دمشق وقتلت بالرصاص اثنين من مشيعي جنازة طفل يبلغ من العمر عشرة أعوام قتل خلال احتجاج قبل يوم.
وتابع لرويترز عبر الهاتف من حي ميدان أن المشاعر كانت متأججة وكان الالاف يرددون وراء الجثمان “الشعب يريد اعدام الرئيس” و”أحرار رغم عنك بشار”. وأضاف أن بعض المشيعين بدأوا يرشقون قوات الامن بالحجارة والتي ردت باطلاق الذخيرة الحية.
زوجة هرموش المنشق عن الجيش السوري تتحدث عن اختفائه الغامض
أنقرة: سي ان ان
لا تعرف غفران حجازي ما إذا كانت لا تزال زوجة، أو أنها أرملة، إذ كانت وأطفالها الأربعة في طي النسيان منذ 29 أغسطس/آب، وهو آخر يوم رأت فيه زوجها.
وتقول حجازي “ابني البكر أحيانا يفتح جهاز الكمبيوتر، ويضع صورة والده ويبدأ في البكاء.. لا يمر يوم من دون أن يسألني ابني الأصغر: متى سيعود والدي إلى المنزل؟”
وحتى فقدانه من مخيم للاجئين في تركيا في أغسطس/آب الماضي، كان زوج غفران، العقيد المنشق من الجيش السوري حسين هرموش، قائد ما يسمى “بالجيش السوري الحر،” وهي جماعة عسكرية سورية مناهضة للنظام.
وكانت حساسية قضية هرموش واضحة خلال أول مقابلة صحفية تجريها حجازي منذ اختفاء زوجها، إذ أصرت السلطات التركية على حضور ضابط شرطة بملابس مدنية مع حجازي خلال مقابلة استمرت ساعة مع شبكة CNN.
واجتذب هرموش الاهتمام الدولي في يونيو/حزيران الماضي، عندما ظهر في فيديو على الانترنت يدعو جنود سوريين آخرين إلى والانضمام إلى “الجيش السوري الحر،” إذ كان واحدا من أوائل الضباط السوريين المناهضين علنا للنظام.
وادعى هرموش قيادة هذه الحركة من منفاه في تركيا المجاورة، حيث عاش وزوجته وأربعة أطفال في مستودعات حولتها الحكومة التركية إلى مخيم مؤقت للاجئين في بلدة ألتينوزو على الحدود التركية السورية.
وكان هرموش يجتمع بانتظام مع نشطاء المعارضة والصحفيين هناك، حتى 29 أغسطس/آب، إذ في صباح ذلك اليوم، قالت حجازي إن زوجها خرج من أبواب المخيم، المحمية من قبل الشرطة التركية، وبعد فترة وجيزة اختفى وتوقف هاتفه عن استقبال المكالمات.
وأضافت حجازي لشبكة CNN “منذ تلك اللحظة، وأنا على يقين بأن زوجي تم تسليمه مرة أخرى إلى السوريين.”
وبعد اختفائه لأكثر من أسبوعين، عادت هرموش إلى الظهور فجأة.، ولكن هذه المرة في “اعتراف” بث على التلفزيون الحكومي السوري.
وفي الفقرة التي بثها التلفزيون في 15 سبتمبر/أيلول، تراجع هرموش عن دعمه للمعارضة، ونفى “تلقي أوامر في أي وقت من القيادة لفتح النار على المتظاهرين، واتهم جماعة الإخوان الميلمين بتهريب الأسلحة والإرهابيين إلى سوريا.”
ولم يشاهد العقيد السوري المنشق أو يسمع عنه منذ ذلك الحين، بينما تعتقد زوجته أنه موجود الآن في السجون السورية، وتقول “لا أستطيع أن أعيش في الخيال والتظاهر كما لو انني عمياء أو صماء وأقول إنه ليس مسجونا.”
ورغم ذلك، فإن اختفاء هرموش من أبواب المخيم المحمية من الشرطة التركية، وظهوره على شاشة التلفزيون السوري، لا يزال لغزا محيرا.
وتلقي حجازي وبعض الناشطين في المعارضة اللوم على الحكومة التركية.
وفي 16 سبتمبر/أيلول الماضي، قال الناشط السوري في المنفى عمر مقداد لشبكةCNN إنه تحدث لهرموش في صباح يوم 29 أغسطس، مضيفا “قال لي إن لديه لقاء مع رجل أمن تركي، وعندما أنتهي سأتصل بك.. انتظرت لمدة ثلاثة أيام، ولم أسمع منه.”
وقالت حجازي أيضا إن زوجها غادر المخيم يوم 29 أغسطس/آب وكان يخطط لاجتماع مع رجل غامض يعتقد سكان المخيم انه ضابط في الاستخبارات التركية.”
وأضافت “ربما ليس ضابط مخابرات حسب زعمهم، لكنه واحد من الأتراك.. لا نعرف رتبته أو من هو بالضبط، ولكن عبر الهاتف عرف عن نفسه باسم أبو محمد.”
واتهمت حجازي السلطات التركية بتسليم زوجها إلى السوريين، وقالت “أعتقد أنهم ألقوا القبض عليه كجزء من اتفاق بين البلدين،” غير أن الحكومة التركية نفت مرارا هذه الاتهامات.
كما نفى مسؤولون أتراك أي علم بضابط المخابرات الذي ادعى سكان المخيم أنه عرف عن نفسه باسم “أبو محمد،” وهي الكنية العربية الأكثر شيوعا.
وأعلنت أنقرة موقفها الرسمي مرارا، وهو أنها ترحب بجميع السوريين على الأراضي التركية، وأشار مسؤولون إلى أن أكثر من 7500 لاجئ سوري وفرت لهم السلطات الملبس والمسكن لعدة أشهر في شبكة من المخيمات تديرها الحكومة على طول الحدود.
وقد توترت العلاقات بين الجارتين على نحو متزايد، واستضافت انقرة عدة اجتماعات للمعارضة السورية، ولكن في هاتاي، المقاطعة الحدودية التركية حيث اختفى هرموش، هناك دعم محلي قوي لنظام الرئيس بشار الأسد.
فالمنطقة هي موطن لعدد كبير من العرب من الطائفة العلوية، التي ينتمي إليها الأسد، وأسرته التي تحكم سوريا منذ أكثر من 40 عاما، كما أن صور الرئيس السوري تباع في محلات التذكارات التركية، وليس من غير المألوف أن تسمع السكان المحليين يشتمون المتظاهرين المناهضين للحكومة السورية.
وقالت حجازي إن تمرد زوجها ضد دمشق، كان يتغذى جزئيا على التصور بأن ضباط الجيش السوري العلويين المهيمنين على القيادة، مارسوا التمييز ضد هرموش لأنه كان من الأغلبية السنية في سوريا.
وفي مقابلات مع شبكة CNN، اشتكى عدد من الضباط السنة الذين انضموا الى “الجيش السوري الحر” بمرارة من التمييز الذي تعرضوا له على أيدي كبار قادة الجيش السوري من العلويين.
إلى ذلك، يبدو أن الجهود المبذولة لتعقب زعيم “الجيش السوري الحر” غير مثمرة، إذ تقول حجازي إنها عندما طلب المساعدة من محام، قال لها المسؤولون الأتراك إن عليها أولا أن توفر وثائق تثبت زواجها من هرموش، في حين أنها لا تملكها حاليا.
وتقول “غادرنا البلاد بدون جوازات سفر.. فوفقا لأحكام القانون السوري، فإن ضباط الجيش السوري لا يمكنهم استخراج جوازات سفر لزوجاتهم وأسرهم.. لذا فإننا لا نحمل جوازات سفر.”
ووسط ذهول واضح، ترى حجازي نفسها الآن واقعة في مأزق قانوني بين البلدين، وتقول إنها شعرت أن أطفالها غير آمنين، بالعيش في مخيم بالقرب من الحدود المليئة بالثغرات مع سوريا.
وبعد محادثة استمرت لمدة ساعة، كان من الواضح انها لا تعرف ما إذا كان ينبغي لها أن تبدأ الحداد على زوجها المفقود، وعندما سئلت عما إذا كانت لديها رسالة لزوجها قالت “إذا كان لا يزال على قيد الحياة، أحثه على الصبر.. لكنني لا أعتقد أن أحدا يمكنه أن ينجو من التعذيب وأقبية المخابرات السورية.. وإذا كان ميتا، هذا يعني انه في الجنة.”
رائد في الحرس الجمهوري يؤكد انشقاق المئات من الجنود خلال الأيام الماضية
فيديو للعميد رضوان المدلوش يعلن انشقاقه عن المخابرات الجوية
أعلن ضابط برتبة عميد انشقاقه عن مخابرات القوى الجوية في سورية احتجاجاً على إراقة الدماء. وهو يكون بذلك الضابط الأرفع رتبة بين المنشقين حتى الآن.
وظهر العميد الركن رضوان بن جروح المدلوش من المخابرات الجوية في شريط فيديو نشر على الانترنت وهو يعلن انشقاقه ردًّا على “سياسة القتل والإجرام واستباحة المحرمات التي يتبعها النظام الحاكم”.
ودعا المندوش الضباط وضباط الصف والجنود في سورية للانشقاق عن النظام والانضمام إلى الثورة للدفاع عن الحق في التظاهر السلمي.
وكانت السلطات السورية قد زعمت قبل أيام أن المدلوش عميد متقاعد في الجيش وأنه اختطف في 6 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري على يد “مجموعات ارهابية مسلحة من بيته في كفر هود التابعة لمنطقة محردة (25 كلم شمال حماة) مع سيارته إلى منطقة مجهولة” حسب ما أوردته وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” التي نقلت عن مصدر عسكري قوله إنه “لا يستبعد أن يتم تصوير العميد المختطف وعرضه على قنوات الفتنة والتحريض على أنه منشق عن الجيش بهدف تجييش الشارع والإساءة إلى سمعة جيشنا الوطني”.
وكررت السلطات مزاعم مشابهة في السابق، مثل حالة المحامي العام في حماة عدنان بكور الذي أعلن فيما بعد انشقاقه وكشف معلومات خطيرة تتعلق بقتل المعتقلين، ما يعني أنه كانت لدى النظام السوري معلومات عن التحاق العميد المدلوش بالمنشقين عن الجيش السوري الذين باتوا الآن يشكلون الجيش السوري الحر.
من جهة أخرى، أفاد ناشطون معارضون بأن العميد عبد المجيد المصري قتل الخميس في حماة بعد محاولته -على ما يبدو- القيام بحركة انشقاق.
* انشقاقات في الحرس الجمهوري:
في تطور لافت للأحداث في سورية أكد الرائد المظلي ماهر رحمون النعيمي، أحد المنشقين عن الحرس الجمهوري السوري، أن إجمالي الانشقاقات خلال الأسبوع الأخير فقط لا تقل عن 300 عنصر على عموم البلاد، وأغلبهم من الذين يعملون بالحرس. وأشار النعيمي إلى أن الحرس الجمهوري ينتشر في دمشق لقمع التظاهرات تحت اسم قوات حفظ النظام، لكنهم في الواقع من الحرس الجمهوري يرتدون لباس هذه القوات.
وقال الرائد النعيمي، اليوم الجمعة، في حديثه لتلفزيون العربية إن هذه الانشقاقات تشمل انشقاقات حوران، وانشقاق عدد من العناصر في بلدة الحارة من الفرقة التاسعة بعد اشتباكات كان نتيجتها مقتل أحد المنشقين و7 من عناصر الأسد.
وأضاف أن هناك انشقاقات أخرى كبيرة وبالجملة في القاعدة الجوية بالنعيمية لأكثر من 60 عنصراً، وانشقاق حاجز كامل في حوران (الحاجز الشرقي)، ويدل على ذلك القطع الكامل لشبكة الاتصالات في هذه المنطقة في اليومين الأخيرين.
وتحدث الرائد النعيمي عن انشقاق أكثر من 70 عنصراً في مناطق متفرقة بريف دمشق، وتم تأمينهم من قبل عناصر الجيش السوري الحر إلى مناطق خارج دمشق، حيث نقلوا إلى بلدانهم الأصلية لرغبتهم بذلك، ووصلوا بأمان.
وأشار إلى أنهم أمَّنوا تحرك عدد هائل من القوات الخاصة المنشقة إلى حمص ومناطق أخرى، وتم التنسيق مع التنسيقيات الشعبية، خاصة بباب عمر، لتأمين هؤلاء المنشقين، مؤكداً في ذات الوقت أنه كان من بين العناصر التي تشارك في التصدي للمتظاهرين في بداية الانتفاضة.
وكان النقيب إبراهيم مجبور، وهو أحد الضباط المؤسسين لـ”حركة الضباط الأحرار” و”الجيش السوري الحر”، قد أكد أن عدد المنشقين من الجيش السوري تجاوز 10 آلاف عسكري بين جنود وضباط صف وضباط، دون أن يفصح عن عدد الضباط المنشقين عن الجيش السوري الذين اعتبر أن عددهم “يفوق التوقعات”.
وقال مجبور، في اتصال مع “العربية.نت”، إن حركة الضباط الأحرار التي كان قد أسسها مع المقدم حسين الهرموش في وقت سابق، ثم أسس الجيش السوري الحر رفقة ضباط آخرين بعد تزايد عدد الانشقاقات، انضم ما تبقى منها للجيش السوري الحر، معتبراً أن الانضمام هدف إلى توحيد الاسم وحشد الطاقات في اتجاه واحد لمواجهة النظام السوري، نافياً أن تكون للضباط المنشقين أي أهداف سياسية.
وأكد أن الجنود المنشقين يقومون بعمليات وصفها بـ”النوعية” ضد قوات الأمن والجيش السوري في عدة مدن سورية، معرباً عن أن هذه العمليات تنال كل من يستهدف الشعب والممتلكات العامة والمتظاهرين السلميين ويمارس اعتقالات تعسفية، حسب تعبيره. كما أكد أن الجيش السوري الحر شكَّل كتائب في عدة مدن سورية، وأن لها قادة ميدانيين يتواصلون مع القيادة.