أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 14 أيلول 2013

الأسد يعلن شروطه لتنفيذ المبادرة الروسية

جنيف – نورالدين الفريضي؛ موسكو – رائد جبر؛ واشنطن – جويس كرم

لندن، نيويورك – «الحياة، رويترز، أ ف ب – في الوقت الذي بدأ وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف في جنيف أمس محادثات حول خطة روسية لوضع الترسانة الكيماوية السورية تحت الرقابة الدولية تمهيداً لتدميرها، أعلن الرئيس بشار الأسد أنه لن ينفذ مبادرة موسكو ما لم تتوقف واشنطن عن «تهديداتها» ضد نظامه ودعمها «الإرهابيين»، في إشارة إلى المعارضة السورية، في حين قالت الامم المتحدة انها تلقت رسالة سورية رسمية تطلب الانضمام الى اتفاقية حظر الاسلحة الكيماوية. فيما اعتبرت واشنطن ان تقديم الطلب ليس بديلاً لنزع الاسلحة.

وكان كيري ولافروف بدآ بحث خطة روسية حول ترسانة سورية الكيماوية المقدرة بنحو ألف طن من الغازات السامة، وسط تساؤلات حول نجاعتها في بلد يشهد حرباً أهلية وفَقَدَ النظام فيه السيطرة على جزء كبير من ترابه الوطني. ورافقت الوزيرين مجموعتان كبيرتان من الخبراء والعسكريين في المحادثات التي تستمر اليوم أيضاً وقد تمدد إلى السبت.

وفي مؤشر إلى أهمية البعد السياسي والديبلوماسي للمحادثات، عقد كيري لقاء ثنائياً مع الموفد الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي قبل بدء محادثاته مع لافروف.

وادلى كل من كيري ولافروف ببيان صحافي بعد اول جلسة من المحادثات بينهما مساء امس. وقال وزير الخارجية الروسي ان بلاده ملتزمة المبادئ التي عبرت عنها لحل الازمة وستلتزم ان تعمل سورية للانضمام الى معاهدة حظر السلاح الكيماوي، لافتا الى ان هذه المحادثات تمهد الطريق لمؤتمر «جنيف -2» بحضور جميع الاطراف السورية على اساس «جنيف-1» للوصول الى حكومة انتقالية.

من جهته، قال كيري ان العالم يتساءل اذا كان الاسد سينفذ التزاماته للتخلي عن ترسانته الكيماوية، قائلا ان كلمات النظام السورية «ليست كافية». واكد ان التوقعات الاميركية عالية من روسيا للوفاء بالتزاماتها. وقال: «هذه ليس لعبة، ويجب ان تكون واقعية ويمكن التحقق منها»، لافتا الى ان الرئيس باراك اوباما ابقى على الخيار العسكري في حال فشلت الديبلوماسية. وفي رفض لمقترح الأسد تسليم معلومات عن الترسانة الكيماوية خلال 30 يوماً بعد الانضمام الى اتفاق حظر الاسلحة الكيماوية، قال كيري انه ليس معيار محدد للعملية محذراً من «عواقب» اذا لم تلتزم دمشق.

واشار كيري الى وجود المبعوث الدولي – العربي الاخضر الابراهيمي في جنيف ومواصلة العمل للوصول الى حل سياسي سريعا للحرب الاهلية التي تهدد الاستقرار في المنطقة وامننا القومي ومصالحنا وتدفعنا للتحرك.

وقال مسؤول أميركي بارز في وفد كيري إن بلاده تريد الكشف في أسرع وقت ممكن عن حجم الترسانة السورية وخصائصها، وأضاف أن هدف المحادثات «التأكد من وجود طريق إلى الأمام هنا، وأن الروس يعنون ما يقولونه وأنهم لا يسعون إلى إضاعة الوقت. والأهم معرفة ما إذا كان الأسد يعني ما يقول».

وكشفت صحيفة «كومرسانت» الروسية أمس، تفاصيل الخطة الروسية. ووفق المعلومات، فإن الخطة تتضمن في المرحلة الأولى انضمام دمشق إلى منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، على أن يتبع ذلك إفصاح دمشق عن مواقع تخزين الأسلحة الكيماوية وصنعها، وأن يتاح لمفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيماوية التحقق من ذلك. وتقضي المرحلة الأخيرة من الخطة تحديد كيفية تدمير الأسلحة بالتعاون مع المفتشين.

وكان لافروف صرح امس بأنه لا تزال هناك فرصة للسلام في سورية وأن العالم يجب ألا يسمح بتفويتها. ورحب الوزير الذي كان يتحدث إلى طلبة في كازاخستان بقبول الحكومة السورية الاقتراح الروسي. وحذر من أي عمل عسكري قائلاً: «اليوم، روسيا تتخذ تدابير ديبلوماسية بشكل فاعل لتفادي تدخل عسكري خارجي من شأنه أن يقود إلى مزيد من زعزعة الوضع في هذا البلد وفي المنطقة برمتها».

وأعرب الرئيس الأميركي باراك اوباما عن أمله في أن تثمر المحادثات بين المسؤولين الروس والأميركيين، وقال: «آمل في أن تؤدي المناقشات بين وزيري الخارجية إلى نتائج ملموسة».

وأوضح أنه سيركز على الأولويات المحلية بعد فترة متوترة سعى خلالها للحصول على موافقة الكونغرس على استخدام القوة العسكرية ضد سورية. وأضاف قبل اجتماع لحكومته في البيت الأبيض: «حتى ونحن ننفق الكثير من الوقت على القضية السورية ونسعى لضمان أن يكون الاهتمام الدولي منصبّاً على المأساة المروعة التي حدثت هناك… من المهم أن نقر بأن أمامنا الكثير من الأمور التي يتعين علينا القيام بها هنا في هذه الحكومة».

من جهته، قال الرئيس السوري بشار الأسد إن قراره التخلي عن السيطرة عن أسلحته الكيماوية جاء نتيجة قبول الاقتراح الروسي وليس التهديدات بتدخل عسكري أميركي. وأضاف في حديث لقناة «روسيا 24» أمس: «سورية ستضع أسلحتها الكيماوية تحت السيطرة الدولية بسبب روسيا. التهديدات الأميركية لم يكن لها تأثير لدى اتخاذ القرار». لكنه اكد أن بلاده لن تنفذ شروط المبادرة الروسية حول الأسلحة الكيماوية إلا إذا أوقفت الولايات المتحدة دعمها «للإرهابيين» وتوقفت عن «تهديد» سورية. وأوضح، وفق ترجمة لتصريحاته، «أنها عملية ثنائية»، مؤكداً أنه «حين نرى أن الولايات المتحدة تريد فعلاً استقرار المنطقة وتتوقف عن التهديد والسعي للهجوم وتسليم أسلحة للإرهابيين، حينها سنعتبر أنه بإمكاننا المضي في العملية حتى النهاية وأنها مقبولة بالنسبة إلى سورية».

في هذا الوقت، أعلنت الأمم المتحدة أن الحكومة السورية سلمتها رسالة رسمية تعلن فيها رغبتها في الانضمام الى الاتفاقية الدولية لحظر الأسلحة الكيماوية. وقال الناطق باسم المنظمة الدولية فرحان حق إن «الأمانة العامة تسلمت رسالة من الحكومة السورية تتضمن قبول سورية الانضمام الى المعاهدة وأن الرسالة ستعتمد من ضمن وثائق الأمم المتحدة فور ترجمتها». وأوضحت مصادر في الأمم المتحدة إن الرسالة السورية أعلنت انضمام سورية رسمياً الى «اتفاقية حظر تطوير وصنع وتخزين واستخدام الأسلحة الكيماوية وتدميرها» الصادرة العام 1993.

من جهة أخرى، أعرب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس، عن شكوكه في التزام الأسد، معتبراً أنه يحاول كسب الوقت لتنفيذ «مذابح» جديدة. وقال في كلمة بإسطنبول: «نظام الأسد لم يف بأي من تعهداته. إنه يكسب الوقت لارتكاب مذابح جديدة ويستمر في القيام بذلك». وأضاف: «نحن نشكك في التزامه التعهدات المتعلقة بالأسلحة الكيماوية».

في المقابل، أعلن «الجيش السوري الحر» رفضه المبادرة الروسية. وشكك «الائتلاف الوطني السوري» فيها.

بن كي مون: تقرير المحققين سيؤكد استخدام الكيماوي في سورية

نييورك – أ ف ب، رويترز

توقع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن يؤكد تقرير المحققين أن الأسلحة الكيماوية استخدمت في سورية.

واتهم بان كي مون الرئيس السوري بشار الأسد أنه “ارتكب جرائم كثيرة ضد الإنسانية”، وقال إنه “يتوقع أن يؤكد تقرير المحققين الدوليين استخدام أسلحة كيماوية في سورية”.

الأمم المتحدة تطالب دمشق بمعلومات حول انضمامها لاتفاقية حظر الكيماوي

نيويورك – أ ف ب

طالبت الأمم المتحدة النظام السوري بتزويدها مزيداً من المعلومات حول طلب انضمامه إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية، وفق ما أعلن متحدث الجمعة.

وتقدمت دمشق، أمس الخميس، بطلب لدى الأمم المتحدة للانضمام إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية، في إطار الخطوات التي تتخذها لتجنب توجيه ضربة عسكرية غربية إليها، على خلفية اتهامها بشن هجوم كيماوي في 21 آب/أغسطس قرب دمشق.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق: “نحن على اتصال مع الحكومة السورية في شأن طلبها. نحاول الحصول على مزيد من المعلومات، لتستكمل آلية الانضمام إلى الاتفاق”، من دون أن يحدد طبيعة هذه المعلومات.

وكانت سورية واحدة من 7 دول أعضاء في الأمم المتحدة، رفضت عام 1993 توقيع اتفاق حظر إنتاج وتخزين الأسلحة الكيماوية.

المقداد يطلب مساعدة منظمة “حظر الأسلحة الكيماوية

امستردام – رويترز

قالت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، إن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد اتصل بها، وطلب الحصول على مساعدة فنية.

وقال المندوب السوري لدى الأمم المتحدة، إن “سورية أصبحت عضواً كامل العضوية في المنظمة العالمية لحظر الأسلحة الكيماوية”، أمس الخميس، وهي خطوة وعدت بها حكومة الرئيس بشار الأسد في إطار خطة روسية لتجنب ضربات أميركية.

السويد للاجئين السوريين: مجيئكم إلى سفاراتنا لا يفيد

ستوكهولم – ا ف ب

أعلنت السويد انها تسعى الى ثني السوريين عن التدفق بلا جدوى الى سفاراتها لطلب اللجوء الذي لا تمنحه الا لمن يصل الى اراضيها.

وصرحت المتحدثة باسم الخارجية السويدية كاميلا اكيسون ليندبلوم “هناك عدد متزايد من السوريين الذين توجهوا الى سفارات السويد في المنطقة المحيطة بسورية لطلب اللجوء”، واضافت “لكن لا يمكن طلب اللجوء في السفارات”.

وفيما تدفقت اعداد كبرى من الفارين من النزاع لم تحصهم الوزارة الى سفاراتها، لم يسجل اي حادث يذكر.

وتابعت الوزارة انها سترسل تعزيزات من اجل التعامل مع جميع الحالات الفردية في اسرع وقت ممكن.

وقررت وكالة الهجرة السويدية في مطلع ايلول/سبتمبر منح اللجوء السياسي لجميع طالبيه من السوريين في قرار كانت السويد اول دولة في الاتحاد الاوروبي تتخذه. وذكرت المتحدثة باسم الوكالة صوفيا اوفال ليندبرغ بان “طلبات اللجوء لا يمكن تقديمها الا بعد الوصول الى اراضي البلاد”.

واضافت “بين 4 و11 ايلول/سبتمبر تم تقديم حوالى الفي طلب، وهذا كثير فعلاً، من بينهم 700 طلب لسوريين”، اي اكثر بكثير من معدل 600 الى 800 طلب تقدم اسبوعيا من كافة الجنسيات.

واعتبرت انه “ما زال مبكراً القول ان كان ذلك نتيجة مباشرة لقرار الاسبوع الفائت”.

وفي اب/اغسطس طلب 4804 لاجئا من جميع الجنسيات اللجوء الى السويد في ارتفاع 17% مقارنة بالشهر الفائت، ما يعكس ارتفاع الطلبات عالمياً، ومنذ مطلع 2012 تلقت السويد حوالى 14700 طلب لجوء من سوريين.

والممثليات الدبلوماسية السويدية مخولة فقط تلقي طلبات تاشيرات دخول وجمع شمل وهو حق يمكن ان تطلبه عائلة لاجئ تلقى حق اللجوء السياسي اولا.

واشنطن يد على الزناد وعين على جنيف تقرير المفتشين قد يُلمّح إلى مُستخدم الكيميائي

العواصم – الوكالات

نيويورك – علي بردى

بدأ وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف محادثات في جنيف امس في شأن إزالة برامج الأسلحة الكيميائية السورية، لكن الخلافات برزت في بداية الاجتماعات التي من المتوقع أن تستمر يومين، فيما تعهد الرئيس السوري بشار الاسد وضع ترسانة الاسلحة الكيميائية لنظامه تحت اشراف دولي شرط وقف واشنطن “تهديداتها” ودعمها “الارهابيين”. وأكد أن قرار سوريا جاء نتيجة قبول الاقتراح الروسي لا التهديدات بتدخل عسكري أميركي. ص11 وصرح المندوب السوري لدى الامم المتحدة بشار الجعفري بأن بلاده باتت عضوا كامل العضوية في معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية.

وقال الرئيس الاميركي باراك اوباما خلال اجتماع لادارته في البيت الابيض: “آمل في ان تؤدي المناقشات بين وزير الخارجية كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف الى نتائج ملموسة”. واشار الى ان كيري غائب عن هذا الاجتماع “لانه في الخارج لعقد اجتماعات في شأن موضوع امضينا وقتا طويلا في بحثه في الاسابيع الاخيرة، الوضع في سوريا والطريقة التي يمكننا ان نضمن من خلالها عدم استخدام الاسلحة الكيميائية مجددا ضد ابرياء”.

وفي جنيف، كرر كيري في مؤتمر صحافي مشترك قبيل بدء الجولة الاولى من المحادثات مع لافروف، موقف الولايات المتحدة القائل بأن القوة قد تكون مطلوبة ضد سوريا إذا أخفقت الجهود الديبلوماسية المبذولة في شأن مخزون الأسد من الأسلحة الكيميائية.

وقال الوزير الاميركي فيما لافروف ينظر اليه: “الرئيس أوباما أوضح انه إذا فشلت الديبلوماسية قد تكون القوة ضرورية لردع الأسد والحد من قدرته على استخدام هذه الأسلحة”. وأضاف ان واشنطن لا تزال متشككة على رغم انها تدرس الاقتراح الروسي. ورفض ما تردد عن عرض الحكومة السورية تقديم معلومات عن ترسانتها الكيميائية خلال 30 يوما من الانضمام الى معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية وهو الإجراء الاعتيادي المتبع في حالات الانضمام. وأعرب عن اعتقاده “انه ليس هناك شيء اعتيادي في ما يتعلق بهذه العملية في الوقت الحاضر نظرا الى الطريقة التي تصرف بها النظام ليس فقط لوجود هذه الأسلحة ولكن لاستخدامها”. ولاحظ ان “التوقعات كبيرة. كبيرة بالنسبة للولايات المتحدة وربما أكبر بالنسبة الى روسيا ان تفيا بالوعد في هذه اللحظة… هذه ليست لعبة وقد قلت ذلك لصديقي سيرغي عندما تحدثنا في هذا الشأن مبدئياً. لابد أن تكون (عملية) حقيقية. لابد أن تكون شاملة. لابد أن يكون في الامكان التحقق منها. لابد أن يكون لها جدول زمني وتنفذ بشكل منضبط وأخيراً لابد أن تكون هناك عواقب إذا لم تتم”.

أما لافروف، فرد بأن روسيا تريد أن تتوقف أميركا في الوقت الحاضر عن تهديداتها العسكرية. وقال ” نحن ننطلق من حقيقة ان حل هذه المشكلة سيجعل من غير الضروري توجيه أي ضربة الى الجمهورية العربية السورية… أنا مقتنع بأن زملاءنا الأميركيين – كما قال الرئيس أوباما – مقتنعون تماما بان علينا أن نسلك طريقا سلميا لحل الصراع في سوريا”. لذا “سنعمل للتوصل الى اتفاق مبدئي من أجل حل كل مشكلة الاسلحة الكيميائية في سوريا مرة واحدة من طريق انضمام سوريا الى معاهدة حظر الاسلحة الكيميائية ومنظمة حظر الاسلحة الكيميائية”.

وتتناول محادثات جنيف، التي يشارك فيها خبراء في نزع الاسلحة، طريقة وضع الترسانة الكيميائية السورية تحت مراقبة دولية، في مبادرة اطلقتها الاثنين موسكو وأبعدت على ما يبدو التهديد بتوجيه ضربات غربية الى نظام دمشق.

وفي مقال افتتاحي نشرته صحيفة “النيويورك تايمس” وقت كان كيري على متن طائرة تنقله الى سويسرا، اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مقاتلي المعارضة السورية وليس القوات السورية النظامية باستخدام الغاز السام في الهجوم الذي حصل في 21 آب في ريف دمشق من أجل حمل الولايات المتحدة على “التدخل”.

غير ان الناطق باسم وزارة الدفاع الاميركية “البنتاغون” جورج ليتل رأى ان روسيا هي الطرف “الوحيد الذي يتهم” المعارضة بالضلوع في استخدام السلاح الكيميائي.

ولم يستغرب الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني ان يكون بوتين “معزولاً ووحيداً” في اتهام المعارضة السورية بالهجوم. وقال إن حتى دولاً مثل ايران أقرت بمسؤولية حكومة الاسد عن الهجوم.

ويشارك الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الإبرهيمي في المحادثات الجارية في جنيف. وأمل عقب لقاء مع كيري في معاودة المحادثات في شأن تنظيم مؤتمر السلام “جنيف 2” ، وخصوصا بعد اتفاق كل من روسيا والولايات المتحدة على الاسلحة الكيميائية السورية. وشدد على إلتزامه تنظيم المؤتمر، معلنا في الوقت عينه أنه سيعقد لقاء مع لافروف اليوم.

الانضمام الى المعاهدة

وفي نيويورك، أعلنت سوريا انضمامها الى معاهدة حظر تطوير وصنع وتخزين واستخدام الأسلحة الكيميائية وتدميرها لـ29 نيسان 1993، بموجب مرسوم تشريعي وقعه الرئيس بشار الأسد، عشية صدور تقرير مهمة تقصي الحقائق في الإدعاءات ذات الصلة باستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا الذي يثبت من الناحية العلمية أن هذا السلاح المحرم دولياً كان سبب سقوط المئات من القتلى والآلاف من الجرحى في 21 آب الماضي قرب دمشق، ويرجح أن يشير بصورة غير مباشرة الى الجهة المسؤولة عن ذلك.

وحصلت “النهار” على نص “المذكرة الرسمية” التي وجهتها الحكومة السورية عبر مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة السفير بشار الجعفري الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون بصفته الجهة المودعة لديها معاهدة حظر تطوير وصنع وتخزين واستخدام الأسلحة الكيميائية وتدميرها، تطلب منه طبقاً للمادة 23 من المعاهدة ايداع أداة الإنضمام وابلاغ الدول الأعضاء أن سوريا انضمت الى المعاهدة “بموجب المرسوم التشريعي الرقم 61 بتاريخ 12/9/2013 الموقع من السيد الرئيس بشار الأسد”.

ورداً على سؤال لـ”النهار”، قال الجعفري إن السلطات السورية تجري تحليلاً لعينات في حادث الغوطتين، وهي تعد تقريراً موازياً لتقرير رئيس المهمة آكي سالستروم. وأكد أن سوريا صارت عضواً في معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية وأن مسألة المصادقة عليها في مجلس الشعب “اجرائية”. وشكك ديبلوماسيون غربيون في قدرة سوريا على اجراء اختبارات متقدمة على نتائج استخدام الأسلحة الكيميائية.

وصرح الناطق بإسم الأمم المتحدة فرحان حق بأن الامين العام تسلم المذكرة السورية، وأن هذه “الخطوة الأولى” لانضمام سوريا الى المعاهدة. وقال إن سالستروم يحاول “التعجيل في التحليل” للعينات التي جمعها المفتشون الدوليون الشهر الماضي من ريف دمشق، كاشفاً أن “أربعة مختبرات في أوروبا، عوض إثنين، تحلل العينات ونأمل في التعجيل في العملية مع المحافظة على المعايير العلمية”.

وأفاد المندوب الفرنسي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير جيرار آرو أن تقرير سالستروم سيقدم الإثنين المقبل الى الأمين العام للمنظمة الدولية، الذي سيحيله فوراً على مجلس الأمن مرفقاً باقتراحات للتعامل مع هذا التطور.

وأكد مسؤول رفيع في الأمانة العامة للأمم المتحدة لـ”النهار” أن بان سيقدم احاطة الى أعضاء المجلس الإثنين في شأن سوريا، رافضاً الإفصاح عما إذا كان الأمر يتعلق بتقرير سالستروم. بيد أنه لم يستبعد أن يطلب من أعضاء المجلس الإتفاق على موقف موحد.

وفي موازاة المحادثات الجارية في جنيف وبين واشنطن وموسكو وبقية العواصم المعنية، عقد المندوبون الدائمون الأميركية سامانتا باور والبريطاني السير مارك ليال غرانت وآرو اجتماعاً اتفقوا خلاله على صيغة معدلة لمشروع القرار الفرنسي، إذ أدخلت عليه عناصر تتعلق بالوضعين السياسي والإنساني فضلاً عن العنصر المتعلق بالأسلحة الكيميائية. ثم توجهوا لاحقاً الى البعثة الروسية حيث انضموا الى نظيريهما الروسي فيتالي تشوركين والصيني ليو جيي في لقاء استمر نصف ساعة فقط، وعبر خلاله تشوركين عن اصرار بلاده على الإكتفاء ببيان رئاسي.

سوريا تنضم إلى المعاهدة الكيميائية .. وتشترط وقف التسليح

واشنطن ودمشق تتسلّحان بـ«ضمانات روسيا»

كادت كلمة «الحرب» تغيب تماماً عن الخطاب الاميركي امس. أجواء جنيف في اليوم الاول للتفاوض الأميركي – الروسي، لم تعد تسمح بلغة التصعيد. الكلام عن التسوية كان غالباً. الوزير الاميركي جون كيري اضطر بلباقة ديبلوماسية الى مسايرة «صديقه» الروسي سيرغي لافروف لكثرة ما أحرجه بالحديث عن الخيار السلمي، قائلا بمزاح في ختام مؤتمرهما الصحافي الاول: «تريد مني أن أثق بكل كلمة تقولها؟ إن الوقت مبكر جداً لذلك».

وفي الوقت ذاته، كان الرئيس الاميركي باراك اوباما يخاطب وزراء حكومته خلال اجتماع في واشنطن قائلا إنه سيعود الآن الى التركيز على الاولويات الداخلية للمواطنين الاميركيين. الخطاب الحربي الذي استمر أسبوعين، كاد يتلاشى. الرئيس السوري بشار الاسد في المقابل، منح الضوء الاخضر لديبلوماسييه لتسليم الامم المتحدة «رسمياً» اوراق انضمام سوريا الى معاهدة حظر الاسلحة الكيميائية.

كيري في هذه الاثناء، لم يعد يرى عائقا أمام المسيرة التي انطلقت في جنيف وتستمر حتى الغد. المشكلة بنظره قابلة للحل من خلال امرين: التزام النظام السوري بالحل الكيميائي، ونجاح الخبراء الروس والاميركيين في صياغة البنود التقنية لتطبيق التفاهم الاميركي – الروسي بشأن الترسانة الكيميائية السورية.

وكلما كان الوزير الاميركي يلمح الى ان الخيار العسكري لم يُرفع عن الطاولة، كان نظيره الروسي يسارع الى تذكيره بأن تفاهمهما الكيميائي يقضي بانتهاج طريق المفاوضات الذي لا طريق غيره، وان اوباما نفسه يقول ذلك. لافروف رأى ان الاولوية هي «لتنظيم مؤتمر جنيف 2، لإخراج التطورات من مجرى المواجهة العسكرية، والقضاء على الخطر الإرهابي الذي لا يزال يتصاعد. هذا هو هدفنا المشترك».

واكتمل المشهد: لافروف ارتدى عباءة الوساطة بين الاميركيين والسوريين. كان كيري يقول إنه لا يثق بتعهدات الاسد ويريد «ضمانات روسية». وكان الاسد يقول في مقابلة تلفزيونية إنه لا يثق بالاميركيين، وإنه لولا «الضمانات الروسية»، ما كانت مبادرة الحل الديبلوماسي لتولد.

لافروف وكيري اتفقا على أن الحل السياسي للمشكلة أفضل من استخدام القوة. وقال الوزير الروسي «نعتقد أن تطور الوضع يمنحنا فرصة جديدة كي نحاول تنظيم مؤتمر جنيف 2، هذا هو هدفنا المشترك».

ويبدو أن اجتماع المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي مع كيري، ومن ثم مع لافروف، يهدف لإعادة الزخم للطريق الى مؤتمر جنيف، اذ أعرب الإبراهيمي عن أمله في استئناف المحادثات حول تنظيم «جنيف 2»، مشدداً «على التزامه بتنظيم المؤتمر»، مضيفا أنه سيلتقي لافروف اليوم.

وفي مؤتمر صحافي مشترك مع كيري قبيل انطلاق اجتماعاتهما المكثفة والتي ينضم إليها خبراء في الأسلحة الكيميائية من البلدين، قال لافروف «ننطلق من مبدأ أن تسوية هذه المشكلة تجعل من غير المجدي توجيه أي ضربة ضد سوريا. نحن مقتنعون بأن شركاءنا الأميركيين، وكما قال أوباما، يفضلون بقوة حلاً سلمياً لهذه المشكلة»، وفي هذا الإطار «سنعمل للتوصل إلى اتفاق مبدئي بهدف حل كل مشكلة الأسلحة الكيميائية في سوريا مرة واحدة عبر انضمام سوريا إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية»، مشددا على أن العملية يجب «ألا تطول».

وأضاف لافروف «نعتقد أن تطور الوضع يمنحنا فرصة جديدة كي نحاول تنظيم مؤتمر جنيف 2، لإخراج التطورات من مجرى المواجهة العسكرية، والقضاء على الخطر الإرهابي الذي لا يزال يتصاعد. هذا هو هدفنا المشترك». وشدد على أن موسكو تسعى إلى تحقيق موقف مشترك مع واشنطن حول سوريا وتتوقع أن تسعى واشنطن إلى ذلك أيضا. وقال «إذا كنا نتمسك بهذه القاعدة، فسنحقق نجاحاً».

وأعلن كيري أن الولايات المتحدة وروسيا «مصممتان» على إجراء «محادثات مهمة» في جنيف حول وسائل توفير امن ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية، ولن تكتفي واشنطن بتصريحات سوريا حول هذا الموضوع.

وقال كيري إن «تصريحات النظام السوري غير كافية في نظرنا، ولهذا السبب نحن هنا للعمل مع الروس وسيرغي لافروف للتأكد من أن بالإمكان تحقيق ذلك». وأضاف إن «التوقعات كبيرة. الأمر ليس لعبة، وقلت ذلك لصديقي عندما بدأنا الحديث. يجب أن يكون ذلك واقعيا، يجب أن يكون كاملا، يجب أن يكون قابلا للتحقق منه، يجب أن يكون ذا مصداقية»، مشيرا إلى انه لا «يوجد شيء محضر مسبقاً» في هذه العملية لان هذه الأسلحة الكيميائية استخدمت.

وتابع «نحن مصممون، بقدر ما انتم مصممون، على أن نبدأ محادثات مهمة وذات مغزى، حتى ولو أن عسكريينا يحافظون على مواقعهم الحالية لإبقاء الضغط على نظام الأسد». وقال «على الرغم من ان الأمر صعب للغاية، فإننا نعتقد ان هناك وسيلة للقيام بذلك، مع تعاون خبرائنا والتزام نظام الاسد فقط».

وأعلن كيري انه يرفض اقتراح الرئيس السوري بشار الأسد تقديم معلومات حول الأسلحة الكيميائية بعد 30 يوماً من توقيع معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية. وقال «لا يوجد معيار بشأن هذه العملية» لان الأسد استخدم أسلحة كيميائية. واضاف «كلمات النظام السوري، برأينا، لا تكفي»، مضيفا أن «أمام سوريا 10 أيام فقط لتقديم مقترحاتها حول وضع سلاحها الكيميائي تحت رقابة دولية».

وذكر بأن بين واشنطن وموسكو اختلافات كثيرة حيال الوضع في سوريا، بما في ذلك حول المسؤولين عن الهجوم الكيميائي في غوطة دمشق في 21 آب الماضي. وتابع «الرئيس (باراك) أوباما أوضح انه إذا فشلت الديبلوماسية فقد تكون القوة ضرورية لردع الأسد والحد من قدرته على استخدام هذه الأسلحة»، لكنه أشار إلى أن «حلا سلميا يبقى أفضل من العمل العسكري، على غرار ما أعلن مرارا وتكرارا» أوباما.

وقال لافروف لكيري «أنا على ثقة من ان شركاءنا الأميركيين يؤيدون طريقا سلميا لمراقبة الاسلحة الكيميائية في سوريا». وأضاف «آمل أننا سننجح». فرد عليه كيري وهو يصافحه «تريد مني ان اثق بكل كلمة تقولها. إن الوقت مبكر جدا لذلك».

واعتبرت وزارة الخارجية الأميركية أن وثيقة الانضمام إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية التي قدمتها سوريا إلى الأمم المتحدة لا يمكن أن تكون بديلا عن نزع الأسلحة أو وسيلة للمماطلة. وقالت نائب المتحدث باسم الوزارة ماري هارف إن «خيار الولايات المتحدة استخدام القوة العسكرية ما زال مطروحا على الطاولة».

وقال أوباما، خلال اجتماع للحكومة الأميركية، «آمل أن تؤدي المناقشات بين وزير الخارجية كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف إلى نتائج ملموسة»، مشيرا إلى أن تركيزه سيتحول الآن إلى الأمور الداخلية.

الأمم المتحدة والأسد

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق «قبل بضع ساعات، تسلمنا وثيقة انضمام من جانب الحكومة السورية تتعلق بالاتفاقية حول الأسلحة الكيميائية ونقوم بدرسها. وهي قيد الترجمة». وأعلن أن الانضمام إلى معاهدة موقعة من دول أخرى يتطلب «بعض الإجراءات» التي تستلزم «بضعة أيام»، موضحا انه «يستدعي الأمر مهلة من بضعة أيام قبل أن تتمكن دولة ما من الانضمام رسميا» إلى اتفاقية. والانضمام «هو مرحلة أولى».

وقالت البعثة السورية في نيويورك «بعثنا برسالة رسمية إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أعلمناه فيها بانضمام سوريا إلى اتفاقية الحظر والتزامنا بجميع ما ورد في أحكام الاتفاقية».

وكان الرئيس السوري بشار الأسد قال، في مقابلة مع قناة «روسيا 24»، إن دمشق سترسل رسالة إلى الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية وستتضمن الوثائق التقنية الضرورية لتوقيع الاتفاق.

لكن الأسد حذر من أن بلاده لن تنفذ شروط المبادرة الروسية حول الأسلحة الكيميائية إلا إذا أوقفت الولايات المتحدة دعمها «للإرهابيين» وتوقفت عن «تهديد» سوريا. وقال «أريد أن يكون ذلك واضحاً للجميع بان هذه الالتزامات لن ننفذها بشكل منفرد، هذا لا يعني أن سوريا ستوقع على الوثائق وتلتزم بالشروط ونتوقف هنا». وأوضح «انها عملية ثنائية» مؤكدا انه «حين نرى ان الولايات المتحدة تريد فعلا استقرار المنطقة وتتوقف عن التهديد والسعي للهجوم وتسليم اسلحة للارهابيين، حينها سنعتبر انه بامكاننا المضي في العملية حتى النهاية وانها مقبولة بالنسبة الى سوريا». وأعلن أن «الدور الأساسي في هذه العملية سيكون لروسيا، لأنه لا يوجد أي ثقة أو اتصالات بيننا وبين الأميركيين». (لقراءة المقابلة كاملة على موقع «السفير» على الانترنت)

من جهة أخرى، أعلنت الرئاسة الفرنسية أن الرئيس فرنسوا هولاند سيستقبل في باريس اليوم وزراء خارجية السعودية والأردن ودولة الإمارات.

(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا)

إسرائيل وخيبتها السورية: القلق من إيران .. وروسيا!

حلمي موسى

تتزايد التقديرات في إسرائيل بأن أداء الولايات المتحدة إزاء سوريا يحشر إسرائيل في زاوية السعي للعمل المنفرد تجاه إيران. وإذا كان المبعوث الأميركي السابق دينيس روس قد عبر عن ذلك تحليلاً، فإن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه موشي يعلون يتحدثان عن ذلك تقريراً. فقد أعلن نتنياهو أن القاعدة التي توجه عمله كرئيس حكومة هي: «إن لم أكن لنفسي، فمن لي. إن لم نكن لأنفسنا، فلا أحد لنا».

ونقلت صحيفة «إسرائيل اليوم» المقربة من حكومة نتنياهو أنه منذ فاجأ الرئيس الأميركي باراك اوباما العالم بطلب إذن الكونغرس لمهاجمة سوريا، تفاقمت في القيادة السياسية الإسرائيلية مخاوف من المساس بمكانة الولايات المتحدة في الشرق الاوسط، ومن آثار السلوك حيال روسيا وسوريا في كل ما يتعلق بالمشروع النووي الايراني. وبقيت هذه المخاوف طي الكتمان إلى أن ألمح نتنياهو بشكل شبه صريح إلى استياء إسرائيل من التردد الأميركي إزاء سوريا.

وأشارت «معاريف» في خبرها الرئيسي إلى أن إسرائيل عادت من جديد لوضع أمر الهجوم العسكري المنفرد على إيران على رأس جدول أعمالها. وشددت على أن خطاب نتنياهو أمام البحارة أمس الأول على خلفية التراجع الأميركي عن مهاجمة سوريا كان أبرز تلميح إلى ذلك. فقد أعلن نتنياهو أنه «خصوصاً في هذه الأيام تسري أكثر من أي وقت مضى القاعدة التي توجهني أساساً في عملي كرئيس للحكومة، وأحرص جداً عليها: إن لم أكن لنفسي فمن لي؟ وإن لم نكن لأنفسنا، فلا أحد لنا». وأضاف في إشارة لافتة إلى أن «الرسالة التي تتلقاها سوريا تستوعب جيداً في إيران»، وأن «علينا الاعتماد على أنفسنا، على قوتنا وعلى قدرتنا الردعية».

ووجد كلام نتنياهو الدعم من موشي يعلون، الذي وسع الإطار ولم يحصره بالجبهة السورية والإيرانية فقط، بل أدرج فيه الوضع في مصر أيضاً. وبعدما انتقد «العالم

الحر» على طريقة معالجته للشأن الكيميائي في سوريا، قال «نحن نتابع المجريات والتطورات بمسؤولية وتفكر، وانطلاقاً من الاعتراف بأنه في نهاية اليوم علينا أن نعتمد على أنفسنا، على قوتنا وعلى قدرتنا الردعية». وأضاف أن «كل ما هو معروف لنا هو أننا نعيش في واقع بات انعدام الاستقرار فيه هو الأمر المستقر الوحيد، وعلينا أن نحرص على مواصلة توجيه السفينة بأياد مستقرة وواثقة في المياه العاصفة للشرق الاوسط».

ولا يعود القلق الإسرائيلي فقط إلى الأداء الأميركي، وإنما أيضاً إلى التصرفات الروسية في مواجهة أميركا، والتي وصلت مؤخراً حد الحديث عن إعادة التداول في صفقة عسكرية كانت قد جمدت. والحديث يدور، وفق الصحف الروسية عن صفقة بيع صواريخ «إس 300» كانت قد وقعت في العام 2007، وجمدت بضغط أميركي وإسرائيلي. ويبدو أن روسيا معنية اليوم ببيع إيران صواريخ أقل تقدماً، وأقصر مدى من صواريخ «إس 300»، لكنها في كل الأحوال صواريخ فعالة وتخدم الأمن والدفاع الإيراني جيداً.

وقد تعاظم القلق الإسرائيلي من روسيا أيضاً بسبب استمرار الدعم التقني الروسي للمشروع النووي الإيراني والغطاء السياسي الذي توفره روسيا لإيران في المحافل الدولية. ولا يقل أهمية عن ذلك التنسيق الذي بدا بين مواقف الدولتين بشأن المبادرة الروسية لنزع السلاح الكيميائي السوري، والذي ربما لولاه ما كان لمثل هذه المبادرة أن تظهر. وزاد الطين بلة لدى إسرائيل خطاب أوباما التصالحي نوعاً ما تجاه إيران وتقليص العقوبات في بعض الجوانب الصحية والطارئة على إيران.

ومن الجائز أن التعبير الأفضل عن استياء إسرائيل من أداء أوباما إزاء سوريا ذاك الذي عبر عنه الخبير في الشؤون الأميركية البروفيسور أبراهام بن تسفي في «إسرائيل اليوم». وبعدما عدد مثالب أوباما، أشار إلى خطابه الأخير قائلاً إنه «على هذه الخلفية بدت أقوال اوباما الحازمة جوفاء بصورة خاصة، وكشفت مرة أخرى عن الافلاس المطلق للسياسة الخارجية الأميركية تحت إمرته، لأن الخيار العسكري قد جُمد الآن. ويحدث عندنا انطباع أن البيت الابيض لم ينجح في ردم الهوة بين مكانة الولايات المتحدة المهيمنة (والمسؤولية المشتقة من هذه المكانة بالنسبة لأمن المجتمع الدولي ورفاهه، ولا سيما في مواجهة الفظاعة الكيميائية في دمشق التي وصفها بتفصيل يثير القشعريرة)، وبين طموحه الأساسي الذي عبر عنه في خطبته في ألا يكون شرطي العالم».

وكتب آرييه شافيت في «هآرتس» أن «سوريا ليست من ورائنا حتى الآن، ولسنا نعلم ماذا سيحدث في دمشق، وماذا سيحدث في واشنطن، وماذا سيحدث في الأمم المتحدة. ولكن ايران هي التي تقف أمامنا، فإذا تعلم اوباما وبوتين والمجتمع الدولي الدرس من مواجهة الشيطان السوري الأصغر، فإنهم يستطيعون مواجهة الشيطان الايراني الأكبر أيضاً. ولكن يُحتاج لأجل ذلك أن يكف بوتين عن التحدي، ويجب على أوباما أن يسلك سلوك كينيدي (الرئيس الأسبق جون كينيدي) لا كارتر (الرئيس الأسبق جيمي كارتر) لأن الجمع فقط بين الضغط العسكري والمبادرة السياسية يمكن أن يجعل (المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي) خامنئي يتخلى عن حلم سلاح الإبادة الجماعية. ومهما تكن المعضلة السورية صعبة، فإن المعضلة الايرانية أصعب بأضعاف، فمن الواجب مواجهة هذين الجانبين بصورة خلاقة وشجاعة وموزونة».

الائتلاف السوري المعارض يعتبر انضمام دمشق إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية تضليلاً

بيروت- (يو بي اي): اعتبر “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة” السورية الجمعة، قرار سوريا الانضمام إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية “تضليلاً” للمجتمع الدولي، داعياً إلى إصدار قرار من مجلس الأمن تحت البند السابع ملزم لسوريا ويضمن استخدام القوة في حال عدم تعاون النظام.

وقال الائتلاف في بيان إنه ينظر “بعين الشك والريبة إلى رغبة نظام السوري المعلنة بالتوقيع على معاهدة منع انتشار الأسلحة الكيميائية”، مضيفاً أن “المزاعم والوعود التي يقدمها النظام ليست سوى محاولة جديدة لتضليل المجتمع الدولي ومنعه من القيام برد فعل يضمن العقوبة والمحاسبة أمام الشعب السوري”.

واعتبر أنه من غير الممكن الثقة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد، “لذلك فإن من الضروري أن يظل التهديد باستخدام القوة حاضراً على الطاولة، ولكي لا يتحول قرار مجلس الأمن المرتقب إلى شهادة حسن سير وسلوك وبراءة للنظام؛ فإنه يجب أن يعزز من خلال إصداره تحت البند السابع من الميثاق”.

وقال إنه لا ينبغي “يترك النظام ليستغل من جديد دهاليز العمل الدبلوماسي مستمراً إلى ما لا نهاية في تضليل المجتمع الدولي، ومتابعاً على الأرض سياسة القتل التي ينتهجها ضد المدنيين”.

وشدد على أنه “لا يمكن إنجاز أي تقدم ما لم يقم المجتمع الدولي وبشكل واضح وصريح بإلزام النظام بتنفيذ بنود القرار في غضون مدة محددة يضبطها جدول زمني واضح، مع التأكيد على أن العمل العسكري الدولي سيكون حاضراً في حال عدم تعاون النظام”.

وكان السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، قال أمس إنه وجّه رسالة للأمين العام للأمم المتحدة أبلغه فيها بانضمام سوريا إلى معاهدة حظر استخدام وتخزين الأسلحة الكيميائية.

كما أرسل وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، خطاباً إلى مدير عام منظمة حظر الأسلحة الكيميائية يخطره فيه بقرار الحكومة الإنضمام الى “المعاهدة”.

الأردن يرحل 25 سورية على نفس الطائرة بعد منعهم من الدخول

القاهرة ـ  (د ب أ)- قامت السلطات الأردنية بمطار عمان اليوم الجمعة بترحيل 25 سوريا على نفس الطائرة التى نقلتهم من القاهرة بعد منعهم من الدخول طبقا للإجراءات التى إتخذتها ضد السوريين منذ عدة أيام حيث أعادت العشرات خلال الأيام الماضية .

صرحت مصادر مسئولة بمطار القاهرة بانه أثناء إنهاء إجراءات جوازات ركاب الطائرة الأردنية القادمة من عمان تبين وجود 25 سوريا مرحلين على نفس الطائرة بعد منعهم من الدخول إليها وذلك فى إطار إجراءات أردنية جديدة لمنع السوريين من الدخول إليها .

وتم التحفظ على المرحلين بصالة الترانزيت وجارى حاليا ترحيلهم إلى تركيا ولبنان ودمشق حسب رغبة المرحلين بينما رفضت سلطات مطار القاهرة دخولهم إلى مصر رغم سفرهم منها إلى الأردن .

قمة منظمة شنغهاي تدعو لعدم التدخل العسكري بشؤون الشرق الأوسط من دون قرار لمجلس الأمن

بشكيك- (يو بي اي): دعت قمة بلدان منظمة “شنغهاي” للتعاون إلى إحلال الاستقرار والسلام في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وعدم التدخل العسكري في شؤونها من دون قرار من مجلس الأمن.

ونقلت وسائل إعلام روسية عن البيان الختامي الصادر عن قمة المنظمة التي عقدت في العاصمة القرغيزية بيشكيك أن بلدان المنظمة “تعبر عن قلقها العميق بصدد الوضع في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وخاصة في سوريا، وتدعو إلى إحلال السلام والاستقرار وتحقيق الازدهار والتقدم في تلك المنطقة في ظل استبعاد أي تدخل خارجي، بما في ذلك العسكري، في شؤونها من دون صدور قرار من مجلس الأمن الدولي”.

وأعربت بلدان منظمة شنغهاي عن وقوفها إلى جانب قيام السوريين أنفسهم بالتغلب على الأزمة في اقرب وقت في ظل الحفاظ على سيادة الجمهورية ووقف العنف في البلاد وإطلاق حوار سياسي واسع بين السلطات والمعارضة بدون شروط مسبقة وعلى أساس بيان جنيف.

وأكدت على دعمها للجهود من اجل عقد مؤتمر دولي سيكون من شأنه تهيئة أساس للمصالحة وتطبيع الوضع في سوريا واتخاذ خطوات تهدف الى عدم تكريس عسكرة الأزمة الداخلية في سوريا.

وأعربت بلدان منظمة شنغهاي عن تأييدها للمبادرة الروسية حول وضع الأسلحة الكيميائية السورية تحت الرقابة الدولية وإتلافها لاحقا وانضمام سوريا إلى معاهدة حظر السلاح الكيميائي.

كيري ولافروف يتفقان على لقاء جديد نهاية سبتمبر سعياً لتحديد موعد انعقاد مؤتمر جنيف 2 حول سوريا

جنيف- (يو بي اي): اتفق وزيرا الخارجية الأمريكي جون كيري، والروسي سيرغي لافروف، والمبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، على التخطيط لخارطة طريق تساعد على إنهاء الأزمة السورية، وعقد لقاء جديد بين الوزيرين في نيويورك نهاية أيلول/ سبتمبر الجاري للعمل على تحديد موعد لمؤتمر (جنيف 2) حول سوريا.

وقال لافروف في مؤتمر صحافي مشترك مع كيري والإبراهيمي، عقب لقاء جمعهم في جنيف، اليوم الجمعة، “اتفقنا مع الأمم المتحدة على التخطيط لخارطة طريق تساعد على إنهاء الأزمة السورية”.

ووصف الوزير الروسي اللقاء بالمثمر، مضيفاً أن الإبراهيمي دعا خلاله لبحث الأفق البعيدة للتسوية السورية، التي سبق أن رسمها البيان الصادر عن مؤتمر (جنيف 1).

وأضاف أن “(الوزير) كيري أبدى تفهمه لضرورة إحراز تقدم في التسوية السورية.. واتفقنا على عقد لقاء في نيويورك”.

وبدوره أشار كيري، الى ضرورة العمل على إنجاح عملية وضع الأسلحة الكيميائية السورية تحت الرقابة الدولية و”وضع حد للأزمة التي تزداد دموية يوما بعد يوم”.

وقال إن “هدفنا يكمن في إنجاح عملية وضع الأسلحة الكيميائية السورية تحت الرقابة الدولية”، مضيفاً

“نحتاج للمزيد من المباحثات للتوصل الى أرضية مشتركة بشأن سوريا”.

ولفت إلى الاتفاق مع لافروف على لقاء آخر في نيويورك نهاية الشهر الجاري، مضيفاً “اتفقنا.. على الاجتماع مجدداً في نيويورك في وقت انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة قرابة 28 سبتمبر من أجل النظر في إمكانية تحديد موعد لانعقاد ذاك المؤتمر (جنيف 2)”.

ومن جانبه، قال الإبراهيمي إن “اجتماعاتنا كانت مفيدة جداً”، مشدداً على العمل على تحديد موعد لعقد مؤتمر جنيف 2 “ناجح”.

روسيا تكشف عن تعزيز وجودها البحري في البحر المتوسط

موسكو- (د ب أ): كشف القائد العام للبحرية الروسية الجمعة النقاب عن تعزيز القوة البحرية في البحر المتوسط من سبع سفن الى عشر.

وقال فيكتور تشيركوف ان الطراد (موسكفا) الذي يحمل صواريخ موجهة والمدمرة (سمتليفي) وسفينة الإنزال الكبيرة (نيقولاي فيلتشينكوف) في طريقها للانضمام الى قوة المهام البحرية الروسية المنتشرة بالفعل في البحر المتوسط، بحسب وكالة ريا نوفوستي الروسية.

واضاف “المهام واضحة للغاية وهى تجنب ادني تهديد للحدود والامن القومي .. مهمة كل الاساطيل البحرية في العالم هى الانتشار في الاماكن التي يزداد فيها مستوى التوتر”.

وكانت روسيا قد بدات تعزيزها العسكري في البحر المتوسط في عام2012.

وتأتي هذه الخطوة  وسط استعدادات امريكية لتوجيه ضربة لدمشق على خلفية ماتردد عن قيام القوات النظامية السورية باستخدام اسلحة كيماوية في ريف دمشق الشهر الماضي مااسفر عن مقتل عدة مئات من الاشخاص.

وتنفي الحكومة السورية مسؤوليتها عن الهجوم وتلقي باللوم على قوات المعارضة.

منّاع: المبادرة الروسية جزء من خارطة طريق لإنهاء الأزمة بسوريا وستنتهي مهام الائتلاف مع انطلاق جنيف2

بروكسل- (يو بي اي): أعلن رئيس فرع المهجر بهيئة التنسيق الوطنية السورية لقوى التغيير الديمقراطي، هيثم منّاع، أن المبادرة الروسية بشأن الأسلحة الكيميائية في بلاده هي جزء من خارطة طريق لانهاء الأزمة، وتوقع انتهاء مهمة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية عندما تبدأ اجتماعات جنيف.

وقال منّاع لـ يونايتد برس انترناشونال، على هامش المؤتمر الدولي لتحالف القوى المدنية والسياسية ضد الديكتاتورية والتدخل العسكري في بروكسل الجمعة، إن المبادرة الروسية “نقلتنا من الاحتمال العسكري الوحيد إلى احتمالات عديدة أخرى وتمثل فرصة حقيقية هامة للحل السلمي في سوريا، ومن واجبنا التعبئة لانجاح الاحتمالات غير العسكرية لأن الرأي العام العالمي أصبح أكثر رفضاً للخيار العسكري، واستثمار الفرصة لدعم الحل السياسي”.

واضاف “المبادرة الروسية لديها حظ واسع من النجاح لسبب أساسي ومن معرفتي من خلال النقاشات التي جرت مع المسؤولين الروس أنهم جادون بشأن هذه المبادرة وفي كل ما قطعوا على أنفسهم من وعود، وتمثل بالنسبة للرئيس، فلاديمير بوتين، الرد الأساس على ما جرى خلال شهر من استلام الإدارة الامريكية للملف السوري بفكرة التدخل العسكري”.

واعرب منّاع عن اعتقاده بأن الأساس اليوم “ليس وجود صفقة بل قبول الدول التي تؤثّر مباشرة في الوضع السوري بأن سوريا المستقبل لن تكون لهذا أو ذاك وستقيم علاقة جيدة مع دول الجوار من جهة وعلاقة متزنة بين الشرق والغرب من جهة أخرى، وهذا المبادرة بالنسبة إلى روسيا لا يمكن أن تنجح إلا إذا فتحت الباب أمام عقد مؤتمر (جنيف 2)، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وحل الميليشيات المسلحة، واخراج المقاتلين الأجانب من سوريا”.

وقال “هناك قناعة اليوم لمسناها حتى لدى العديد من الأوروبيين عندما نتحدث معهم في الأروقة الخاصة ترى أن سوريا لن تتخلص من القاعدة والمتطرفين إلا إذا تحالفت ثلاثة أطراف لاعادة هيكلة الجيش من شرفاء المنشقين والجيش السوري ولجان الوحدات الشعبية الكردية، ويتداول الروس والامريكيون خارطة طريق تشمل تشكيل حكومة وحدة وطنية وابعاد كافة العناصر المتطرفة والمتطيفة واعادة تشكيل الجيش السوري”.

وسُئل عن وضع الائتلاف السوري المعارض على ضوء خارطة الطريق المقترحة للحل السياسي في سوريا، فأجاب منّاع “أظن، وكما اعلن أحد اعضائه، أن الائتلاف ستنتهي مهمته عندما تبدأ اجتماعات جنيف”.

وحول مؤتمر (جنيف 2)، قال منّاع “طُلب من الخارجية السويسرية رسمياً قبل المأساة الكيميائية بأربعة أيام، اعداد كل ما هو لوجستي للمؤتمر بحدود يوم الاثنين الرابع عشر من تشرين الأول/ اكتوبر المقبل بعد الاتفاق على الأمور الأساسية على أن تجلس أطراف المعارضة، الائتلاف الوطني السوري وهيئة التنسيق والهيئة الكردية العليا، قبل هذا الموعد باسبوعين لتشكيل وفد مشترك، لكن تغير كل شيء بعد وقوع هذه المأساة”.

واضاف أنه “سمع كلمة قاسية من المسؤولين الامريكيين مفادها أنهم ما زالوا مع عملية جنيف ولكن على المدى الطويل، وهناك نوع من التروي في الأيام الأخيرة ومنذ المبادرة الروسية في هذا التوجه، ومحاولة لفتح الأبواب لأكثر من سبيل من الجانبين السياسي والعسكري”.

ولفت إلى “أن قرار (جنيف 2) أصبح امريكياً وسيُعقد بالتأكيد قبل كانون الأول/ ديسمبر المقبل إذا قررت الولايات المتحدة أن تكون جدية في هذا المسعى، ولا تتردد بسبب ما يمكن تسميته صقور التحالف المناهض للنظام السوري في الإدارة الامريكية وحلفائها، مثل فرنسا ودول الخليج العربية وتركيا”.

واشار إلى أن هذه الدول “لا تريد حلاً سياسياً وتعتبر أن الشجاعة صبر ساعة وأن ليس لديها ما تخسره في حال وقعت الضربة العسكرية ضد سوريا، وهذا الاتجاه غير جدي وقائم على معلومات غير صحيحة وغير دقيقة، لأن النصر العسكري في سوريا إذا تكلم به النظام فهو في حالة فصام مع الواقع، وإذا تكلمت به المعارضة فإنها تحاول من وراء ذلك أن تكسب دعماً ماديا أو عسكرياً، لكن ذلك لن يغيّر في الأمر شيئاً”.

وقال منّاع “ستتضح الأمور في غضون الأيام القليلة المقبلة، فإما أن يتفق وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، مع نظيره الامريكي، جون كيري، على ربط المبادرة التي طرحتها بلاده بعقد (جنيف 2) خلال أسابيع، وإما أن يختلفا على ذلك ويتم تأجيله، وهناك آمال بانعقاده قبل نهاية العام الحالي في حال كان الأمريكيون جادين في ذلك، وهذا سيتطلب انجاح عقد جلسة لكسر حاجز الجليد الذي وقف بوجه عقد هذا المؤتمر منذ 7 أيار/ مايو الماضي”.

واضاف أن الجانب الامريكي “لم يعد يعارض مشاركة هيئة التنسيق في (جنيف 2) كما فعل من قبل، وناقش في آخر لقاء مع روبرت فورد (مسؤول الملف السوري في الإدارة الامريكية) الشهر الماضي آليات تشكيل وفد مشترك باسم وفد المعارضة الوطنية السورية”.

مسؤولون أمريكيون: الأسد يوزع أسلحته الكيماوية على 50 موقعا

واشنطن- (د ب أ): ذكرت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية الجمعة نقلا عن مسؤولين أمريكيين وشرق أوسطيين أن الرئيس السوري بشار الأسد قام بتوزيع أسلحته الكيماوية على عشرات المواقع.

ووقال المسؤولون ان وحدة عسكرية سرية سورية منوطة ببرنامج الأسد الخاص بالاسلحة الكماوية تقوم بنقل مخزونات من الغازات السامة والذخيرة إلى 50 موقعا حتى تجعل من الصعب على الولايات المتحدة تتبعها.

ونقلت الصحيفة عن المسؤولين قولهم إن قيام (الوحدة 450) السورية الخاصة بنقل الاسلحة الكيماوية يمكن ان يجعل شن حملة قصف امريكية في سورية امرا معقدا على خلفية مايتردد بشأن وجود أسلحة كيمائية.

وأضافوا أن نقل الاسلحة الكيماوية يثير ايضا تساؤلات حول تطبيق المقترح الروسي الذي يدعو النظام السوري الى وضع مخزونه من هذه الاسلحة تحت إشراف دولي.

وقال مسؤولون أمريكيون أن وكالات الاستخبارات الامريكية والاسرائيلية مازالت تعتقد أنها تعرف معظم الاماكن التي يتم فيها تخزين الاسلحة الكيماوية السورية، ولكن بثقة أقل عما كانت قبل ستة أشهر.

وكانت سورية وافقت على اقتراح روسي بوضع اسلحتها الكيماوية تحت اشراف دولي تمهيدا لتدميرها .

وجاءت موافقة سورية  وسط استعدادات امريكية لتوجيه ضربة لدمشق على خلفية ماتردد عن قيام القوات النظامية السورية باستخدام اسلحة كيماوية في ريف دمشق الشهر الماضي ما اسفر عن مقتل أكثر من 1400 شخص.

وتنفي الحكومة السورية مسؤوليتها عن الهجوم وتلقي باللوم على قوات المعارضة.

روحاني: مبادرة روسيا من شأنها إنقاذ العالم من خطر حرب في الشرق الأوسط

بشكيك- (يو بي اي): قال الرئيس الإيراني حسن روحاني الجمعة، إن مبادرة روسيا الخاصة بالأسلحة الكيميائية السورية من شأنها أن تنقذ العالم من خطر نشوب حرب جديدة في الشرق الأوسط.

ونقلت سائل إعلام روسية عن روحاني قوله خلال لقاء مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة منظمة شانغهاي للتعاون في العاصمة القرغيزية بشكيك، إن “المبادرة الروسية وخطوات القيادة السورية في هذا المجال، تبعث على الأمل في أن نتمكن من تفادي حرب جديدة في المنطقة”.

وأشار إلى أن روسيا قد تتخذ خطوات جديدة باتجاه تسوية وضع البرنامج النووي الإيراني.

وقد أشاد الرئيس الإيراني الجمعة بانضمام سوريا لمعاهدة حظر الأسلحة الكيميائية، معبراً عن دعم بلاده للمبادرة الروسية الخاصة بوضع السلاح الكيميائي السوري تحت مراقبة دولية.

ونقلت وسائل الإعلام الروسية عن روحاني، قوله في قمة منظمة شنغهاي للتعاون المنعقدة بالعاصمة القرغيزية بيشكيك، إن “إيران كونها الضحية الأكبر لاستخدام السلاح الكيميائي، تعارض إنتاج وتخزين واستخدام هذا السلاح وتدعم التخلص من كل أنواع أسلحة الدمار الشامل”.

وأضاف أنه لهذا السبب “نرى مبادرة روسيا وإعلان سوريا الإنضمام لمعاهدة حظر الأسلحة الكيميائية بداية جيدة لتحقيق هذا الهدف”.

وشدّد على أن طهران تعارض التهديدات بشن هجوم عسكري على سوريا.

وكان وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف دعا الولايات المتحدة الأمريكية الى التخلي عن سياستها التي وصفها بـ(العدائية) تجاه المنطقة، معتبراً أن اللجوء الى العمل العسكري ضد سوريا “يعد خرقاً للقوانين الدولية”.

ونقلت وكالة (مهر) الإيرانية للأنباء الجمعة، عن ظريف، قوله في مقابلة تلفزيونية “إن اللجوء الى التهديد والقوة في التعامل مع الدول جريمة بحسب القانون الدولي”.

وحذر ظريف الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، “من أن بعض الأطراف في داخل أمريكا وخارجها يحاولون استدراجه للحرب حيث نصبوا له فخاً بهذا الشأن”.

وأضاف “أن بعض الأطراف تسعى الى استدراج الرئيس الأميركي وحمله للرد على مسئلة افتراضية ألا وهي استخدام الحكومة السورية الأسلحة الكيماوية حيث انه لم يثبت قطعا استخدام دمشق لتلك الاسلحة”.

وأدان ظريف استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا معتبرا أن استخدامها “محرم دولياً وجريمة ضد الانسانية”.

وكان السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، قال الخميس إنه وجه رسالة للأمين العام للأمم المتحدة أبلغه فيها بانضمام سوريا إلى معاهدة حظر استخدام وتخزين الأسلحة الكيميائية.

كما أرسل وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، خطاباً إلى مدير عام منظمة حظر الأسلحة الكيميائية يخطره فيه بقرار الحكومة الإنضمام الى “المعاهدة”.

وانطلقت الجمعة في العاصمة القيرغيزية قمة قادة الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون، وتضم المنظمة في عضويتها الصين، وروسيا، وكازاخستان، وقيرغيرستان، وطاجيكستان، وأوزبكستان، وتحظى منغوليا، والهند، وإيران، وباكستان، وأفغانستان، بصفة مراقب، فيما تحظى تركيا، وبيلاروسيا، وسريلانكا، على صفة شريك في الحوار.

سورية سلمت الامم المتحدة طلب الانضمام لمعاهدة حظر ‘الكيمياوي

الاسد: لن ننفذ المبادرة الروسية قبل وقف واشنطن دعمها ‘للارهابيين’

كيري ببداية محادثاته مع لافروف: قد نحتاج للقوة إذا أخفقت الدبلوماسية

جنيف ـ موسكو ـ واشنطن ـ دمشق ـ بيروت ـ ‘القدس العربي’ ـ وكالات: حذر الرئيس السوري بشار الاسد من ان تنفيذ موافقته على المبادرة الروسية بوضع السلاح الكيميائي تحت تصرف الامم المتحدة متوقف على تخلي واشنطن عن تهديداتها لسورية ووقف ارسال السلاح لـ’الارهابيين’، فيما كرر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري امس الخميس موقف الولايات المتحدة من أن القوة قد تكون مطلوبة ضد سورية إذا أخفقت الجهود الدبلوماسية المبذولة بشأن مخزون الرئيس بشار الأسد من الأسلحة الكيمياوية.

وقال كيري في جنيف في بداية محادثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف ‘الرئيس أوباما أوضح انه إذا فشلت الدبلوماسية ققد تكون القوة ضرورية لردع الأسد والحد من قدرته على استخدام هذه الأسلحة’.

واعلن كيري ان الولايات المتحدة وروسيا ‘مصممتان’ على اجراء ‘محادثات مهمة’ في جنيف حول وسائل توفير امن ترسانة الاسلحة الكيمياوية السورية، ولن تكتفي واشنطن بتصريحات سورية حول هذا الموضوع.

واشار كيري في بداية لقائه مع نظيره الروسي سيرغي لافروف الى ان ‘تصريحات النظام السوري غير كافية في نظرنا ولهذا السبب نحن هنا للعمل مع الروس وسيرغي لافروف للتأكد ان بالامكان تحقيق ذلك’.

واعلن الرئيس السوري بشار الاسد في مقابلة الخميس مع تلفزيون روسي ان بلاده لن تنفذ شروط المبادرة الروسية حول الاسلحة الكيميائية الا اذا اوقفت الولايات المتحدة دعمها ‘للارهابيين’ وتوقفت عن ‘تهديد’ سورية.

وقال الاسد في مقابلته مع قناة ‘روسيا 24′ الحكومية الروسية ‘يجب ان يكون واضحا للجميع بأن تلك الاجراءات بالنسبة لنا ليست من طرف واحد.. فهي ليست ان تقوم سورية بالتوقيع وانتهى الأمر أو بالتطبيق وينتهي الأمر’. واضاف الاسد ‘هذا الموضوع موضوع باتجاهين يعتمد بالدرجة الأولى على تخلي الولايات المتحدة عن سياساتها العدوانية تجاه سورية وعلى استجابتها للمبادرة الروسية (…). عندما نرى أن الولايات المتحدة صادقة في توجهاتها تجاه الاستقرار في هذه المنطقة والتوقف عن التهديد والعمل من أجل العدوان أو حتى إرسال سلاح للإرهابيين، عندها نعتبر أن السير بهذه الإجراءات إلى المراحل النهائية لكي تصبح نافذة يمكن أن يكون قابلا للتحقيق’. واشار الرئيس السوري الى ان سورية سترسل ‘خلال الايام القليلة المقبلة’ الوثائق التقنية المطلوبة لتوقيع الاتفاق على حظر الاسلحة الكيميائية.

الا ان الامم المتحدة اعلنت امس الخميس انها تسلمت طلب انضمام سورية الى اتفاقية العام 1993 حول حظر الاسلحة الكيميائية.

وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية فرحان حق ‘قبل بضع ساعات، تسلمنا وثيقة انضمام من جانب الحكومة السورية تتعلق بالاتفاقية حول الاسلحة الكيميائية ونقوم بدرسها. وهي قيد الترجمة’.

واوضح المتحدث ان الانضمام الى معاهدة موقعة من دول اخرى يتطلب ‘بعض الاجراءات’ التي تستلزم ‘بضعة ايام’. واوضح انه ‘يستدعي الامر مهلة من بضعة ايام قبل ان تتمكن دولة ما من الانضمام رسميا’ الى اتفاقية. والانضمام ‘هو مرحلة اولى’.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية امس الخميس ان وثيقة الانضمام الى اتفاقية حظر الاسلحة الكيمياوية التي قدمتها سورية الى الامم المتحدة في إطار اتفاق لتجنب ضربات جوية أمريكية لا يمكن أن تكون بديلا عن نزع الأسلحة أو وسيلة للمماطلة.

وقالت نائب المتحدث باسم الوزارة ماري هارف ان خيار الولايات المتحدة استخدام القوة العسكرية ما زال مطروحا على الطاولة بينما تستمر المناقشات مع روسيا بشأن كيفية إزالة مخزون الأسلحة الكيمياوية السورية.

اما الرئيس الامريكي باراك اوباما فاعرب الخميس عن امله في ان تؤدي المحادثات الرفيعة المستوى بين المسؤولين الروس والامريكيين الى وضع خطة قابلة للتطبيق لنزع اسلحة سورية الكيمياوية. وقال اوباما ‘امل في ان تؤدي المناقشات بين وزير الخارجية (جون) كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف .. الى نتائج ملموسة’. وقبل ذلك بساعات، دعت الولايات المتحدة النظام السوري الى الكشف في اسرع وقت ممكن عن حجم وخصائص ترسانته الكيميائية، بحسب مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الامريكية يرافق كيري الى جنيف.

وفي جنيف أعرب المبعوث الأممي والعربي الى سورية، الأخضر الابراهيمي، عن أمله بأن تستأنف المحادثات حول تنظيم مؤتمر ‘جنيف 2′ حول سورية، بعد اتفاق روسيا والولايات المتحدة حول السلاح الكيمياوي السوري.

وقال الابراهيمي للصحافيين، بعد لقائه وزير الخارجية الامريكي، جون كيري، في جنيف ‘لقد التقيت الوزير (جون كيري)، وكان لطيفاً جداً، وقد تحدثتا عن سورية وعن (مؤتمر) جنيف’، مشيراً إلى أن ‘كيري ما زال ملتزماً به’.

من جهته قال مسؤول غربي ان مفتشي الامم المتحدة جمعوا”ثروة ‘ من الادلة بشأن استخدام غازات اعصاب”تشير الى ان الرئيس السوري بشار الاسد استخدم اسلحة كيمياوية ضد شعبه.

ومن جهة اخرى’قال ثلاثة”دبلوماسيين”بالامم المتحدة”مطلعين على”التحقيق ان طاقم التفتيش، الذي من المتوقع ان يقدم الاثنين المقبل للامين العام للامم المتحدة بان كي مون”تقريرا طال انتظاره”بشأن هجوم بغاز اعصاب في الحادي والعشرين من الشهر الماضي في ريف دمشق،’لن يتهم’على نحو مباشر النظام السوري’باستخدام الغاز ضد شعبه، بحسب مجلة ‘فورين بوليسي’ الامريكية.

تنظيم ‘الدولة الإسلامية في العراق والشام’ يبدأ حملة عسكرية على كتائب ‘الحر’ في ريف حلب

دمشق ـ د ب أ: أعلن تنظيم ‘الدولة الإسلامية في العراق والشام’ عن بدء حملة عسكرية تستهدف كتائب الجيش السوري الحر في ريف محافظة حلب الشرقي.

وذكر بيان صادر عن المكتب الإعلامي للتنظيم، تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه، أنه أطلق حملة عسكرية بعنوان ‘نفي الخبيث’ تستهدف ‘عملاء النظام (السوري) ومن قام بالاعتداء السافر على الدولة الإسلامية في العراق والشام’ وفي مقدمتهم كتيبتا ‘الفاروق’ و’النصر’.

واتهم البيان من وصفهم بأتباع النظام السوري ‘بمحاولة اقتحام مقر الدولة (في مدينة الباب بريف حلب) عبر مظاهرة مسلحة خرجت أمام المقر ثم قيام هؤلاء بالاعتداء على جنودنا من أنصار ومهاجرين بالسب والشتم والضرب وإطلاق النار ورمي القنابل وتحطيم المركبات’.

وأشار البيان إلى أن هذه المظاهرة تلت قصفا جويا من قبل النظام السوري على مقر ‘الدولة الإسلامية’ التي تعرف اختصارا ‘داعش’ والأحرف الاولى من الاسم الكامل للتنظيم الإسلامي المتطرف .

وهذا اول إعلان صريح للاقتتال بين كتائب اسلامية تحسب على خط تنظيم القاعدة وكتائب من الجيش الحر اسلامية لكنها تقدم نفسها انها معتدلة نسبيا .

 ضرب سورية مستبعد.. والوطن العربي يتساقط

هيكل: الاخوان انتحروا باللجوء الى العنف والاستقواء بالخارج بعد صدمتهم من الثورة

لندن ـ ‘القدس العربي’:قال الصحافي الكبير محمد حسنين هيكل ان جماعة الاخوان شعروا بالصدمة من حجم الثورة في الثلاثين من يونيو، وفوجئوا بالدعم الامريكي بشكل عام لهم، ما دفعهم الى الاستقواء بالخارج واللجوء الى العنف في مواجهة النظام الجديد متناسين قوة الارادة الشعبية التي تقف وراءه.

واشار الى ان الاخوان يعمدون الى عمل انتحاري، رغم انه كان يمكن لهم ان يقبلوا باستفتاء رئاسي مبكر مقابل ضمان بان يدخلوا الانتخابات الرئاسية مجددا، لكنهم رفضوا لانهم كانوا يعرفون مسبقا انهم سيهزمون فيها. لكنه اعتبر ان ركون الاخوان حاليا الى العنف يعد تطورا فكريا طبيعيا، بعد تولي المدرسة القطبية (متمثلة في المرشد محمد بديع) القيادة وهي مدرسة تكفيرية حسب تعبيره.

واشار هيكل الى ان الوطن العربي يتساقط تباعا، ويجب على الناس ان تتنبه الى ما يحدث في سورية، الا انه استبعد ان تحدث ضربة امريكية لسورية بسبب ان المخاطر كبيرة للغاية، خاصة ما سيجري بعد سقوط النظام.

واعتبر هيكل في حديث لقناة سي بي سي المصرية امس ان قائد الجيش الفريق عبد الفتاح السيسي حاول اعطاء فرصة كاملة لمحمد مرسي، حتى انه تعرض لاتهامات في وقت ما بالتآمر مع الاخوان، وانه قد اضطر لطلب التفويض الشعبي لاحقا لاستعادة الامن بعد الفشل الاخواني الكامل في الحكم، ولجوئهم للعنف.

واشار الى ان الرئيس المعزول محمد مرسي كانت لديه شكوك كبيرة في اعضاء مكتب ارشاد جماعة الاخوان، حتى انه ذكرهم علنا بانه القائد الاعلى للجيش، بعد ان اصر على حضور السيسي وقيادات الجيش لخطابه الشهير في قاعة المؤتمرات، ليبين لهم انه يسيطر على السلطة بشكل كامل.

وقال هيكل انه اجتمع مع الدكتور محمد البرادعي في اول يوليو الماضي، واقترح ان يجري استفتاء شعبي مبكر على الرئاسة، الا ان الاخير اخبره انه لا يستطيع ان يخبر الجماهير بهذا الاقتراح، فرد عليه بانهم ‘ليسوا جماهيرك اصلا ولست مضطرا الى اخبارهم اي شيء’.

واكد ان البرادعي وافق على الخطة الاصلية للحكم المتمثلة في خريطة المستقبل، ما يعني تأييده لخطة فض الاعتصام التي تم تنفيذها بعد فترة من التأخير بسبب الرغبة في التفاوض مع الاخوان حتى اتضح انه لا طائل من ورائه.

وقال: البرادعي تسرع في الاستقالة، وكان عليه ان يدرك ان بقاء الاعتصام في رابعة امر في منتهى الخطورة، ، وان بعض القوى الدولية اراد ان تنقسم مصر الى فريقين مثل سورية، وكان من الخطأ اننا سمحنا لهم بالتدخل في شؤوننا.

واعتبر ان سيناء ما زالت رهينة ومكشوفة مع تدفق كميات كبيرة من الاسلحة من الحدود الليبية، ووجود عدد كبير من المسلحين يتراوح بين 18 و 24 الف مسلح سواء من الداخل او الخارج.

وحول شخصية الفريق السيسي، قال هيكل انه التقاه اول مرة في مارس 2011 حينما كان ما زال يحمل رتبة اللواء، واخبره انه قرأ كل ماكتبه. واكد انه عرف ان السيسي كان من طرح لاول مرة ان الجيش لا يمكن ان يوجه سلاحه ضد الشعب تحت اي ظرف.

وقال ‘وجدته اكثر شبابا وحيوية مما توقعته، وهو يعرف ما يحدث في العالم بسبب دراسته في الولايات االمتحدة، وعنده رغبة في الاصغاء والفهم. وقارئ جيد للتاريخ المصري الحديث’.

واعتبر هيكل انه لا بد من وضع دستور جديد حيث انه من غير الممكن بناء عهد جديد على تعديل دستور صدر في عهد تم الغاؤه.

واشار الى ان مصر في مأزق كبير، لكنها تعودت وتعلمت كيف تتغلب على كل الازمات، وهو ما سيحدث في النهاية، معتبرا ان الناس يصبرون لانهم يدركون الصعاب التي تمر بها البلاد.

وبالنسبة الى الهجوم الذي ادى الى حرق مكتبته التاريخية، قال ان امر الهجوم صدر من ميدان رابعة في نفس اليوم الذي تم فيه فض الاعتصام. واضاف: هناك مكتبتان تعرضتا للحريق الكامل إحداهما تحمل في طياتها أمورا مهمة، منها كتاب وصف مصر في عام 1807-1808 وقد طبع منه فقط 800 نسخة وكنت حريصاً جداً عليه.

وواحد تحت رقم 25 يحمل خرائط وجميعها يحمل صوراً، الى جانب عدد هائل من الوثائق التاريخية التي تعود الى عهود الخديوي والى مصطفى كامل وجمال عبد الناصر، بالاضافة الى عدد كبير جدا من اللوحات الفنية النادرة.

يوجد طريق آخر غير القصف

صحف عبرية

أنقذت الأم روسيا (من دون الأب ستالين هذه المرة) العالم من حرب لا حاجة إليها. فلولا مشاركتها لكانت صواريخ توما هوك قد أصبحت في طريقها، وكان سُيسفك دم آخر عبثا. وبعد القصف، بسلاح امريكي بالطبع، يأتي التورط؛ وبعد الدمار يأتي التعمير الذي تقوم به ايضا شركات امريكية، بالطبع. وستنزف سورية، التي يهتم الجميع بسلامتها اهتماما صادقا ومؤثرا في القلب، أكثر وسيبقى السلاح الكيميائي الفظيع في المستودعات.

إن العالم القديم الذي كانت الولايات المتحدة تفعل فيه ما تشاء وتُنشب الحروب عبثا على العراق وافغانستان، يقترب من نهايته. فاستعدوا للعالم التالي وأهلا وسهلا بكم (عائدين) الى العالم المتعدد القوى الكبرى. لن يكون عالما كله خير لكنه قد يكون أفضل. وقد برهن على نفسه في سورية، وربما يفعل ذلك بعدها في ايران ايضا. ليس الحديث عن عودة الى ايام الحرب الباردة في عالم ثنائي القطب فروسيا ضعيفة جدا ومتعفنة من الداخل لكن الروس رفعوا رؤوسهم والصينيين في الطريق، وقد يأتي الهنود بعدهم واحتكار امريكا للقوة يوشك أن يتصدع. في جنوب آسيا بل في امريكا الجنوبية ايضا يوجد عالم وهو يستيقظ، وهذه أنباء طيبة.

قالوا لنا دائما إن ‘الدب الروسي’، كما كنا نحب أن نسميه هو أب آباء كل الخطايا في الشرق الاوسط. وإن الاتحاد السوفييتي يهيج الحروب والولايات المتحدة تبحث عن السلام، لكن من العجب أنه بعد عشرين سنة هيمنة امريكية وعجز روسي في المنطقة لم يُحرز أدنى قدر من السلام، بل حروب بعد حروب من تلك التي أهاجتها الولايات المتحدة أو أهاجتها اسرائيل بدعم وتسليح منها. وقد وُلد السلام بين اسرائيل ومصر خاصة في ايام الحرب الباردة؛ وتمت المحاولة الوحيدة لانشاء سلام مع الفلسطينيين من وراء ظهر امريكا، ولهذا يجب أن نقول ما يلي: إن امريكا لم تفعل شيئا كي تدفع قدما حقا بالسلام في المنطقة، ولو أنها أرادت لأصبح موجودا هنا، ولو أنها أرادت لانقضى الاحتلال الاسرائيلي منذ وقت.

وحتى الآن حينما عرضت روسيا تسوية لمشكلة السلاح الكيميائي في سورية وأرادت امريكا أن تقصف، فان امريكا هي التي تُرى باحثة عن السلام وروسيا هي التي تُرى هائجة للحرب وهذا صدى واهٍ لايام دعاية الحرب الباردة بين الشيوعيين الأشرار والامريكيين الأخيار.

إن عودة روسيا لا تبشر بالخير فقط لأنه من المؤكد أنها لن تكون منارة للغير مع نظام مريب جدا واقتصاد فاسد وحقوق انسان مُداسة. فالدولة التي تحارب المثليين وتعتقل الصحافيين وتقضي على معارضي النظام وتسجن المطربات هي دولة مريضة. لكن عودتها تبشر بأنه سيوجد مرة اخرى ما يُعادل ولو قليلا قوة الولايات المتحدة ويقف في طريقها التي هي بعيدة عن أن تكون دائما طريق السلام والعدل.

خُذوا مثلا سورية، لنفرض أن روسيا لم تكن حليفتها، ولنفرض أن روسيا لم تقف في وجه امريكا، ولنفرض أن امريكا كانت القوة الكبرى الوحيدة في المنطقة أفكانت النتيجة تكون أفضل أم اسوأ؟ إن الحل الذي اقترحته روسيا لم يُنفذ الى الآن وقد بُثت فيه الألغام، لكنه اذا نجح يجب أن يُتخذ درسا لما يأتي بعد. ليس كل شيء يمكن أن يُحل بالقصف مهما يكن ‘ذكيا’، ويحسن فينة بعد اخرى أن تُجرب الدبلوماسية ايضا. إن الدور البناء الذي تؤديه روسيا في سورية قد تؤديه في ايران ايضا، فيجب تشجيع مشاركتها وألا توضع عليها مسبقا علامة العدو.

يجب على اوباما الآن أن يرسل باقة أزهار الى فلاديمير بوتين، الرجل الذي أنزله عن شجرة القصف؛ ويجب على العالم أن يشكر موسكو لأنها خلصته من ورطة اخرى؛ بل إن اسرائيل مدعوة الى الكف عن التجهم في كل مرة تُمنع فيها حرب أو قصف للعرب في المنطقة، وأن تقول لروسيا شكرا. شكرا لأنك بيّنت لنا ولو لحظة واحدة أنه .

جدعون ليفي

هآرتس 12/9/2013

مشروع قرار فرنسي يمهل سورية 15 يوما للكشف عن جميع مخزونات السلاح الكيماوي

نيويورك ـ د ب أ: قدمت فرنسا مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي يمنح السلطات السورية 15 يوما للإعلان عن جميع مخزوناتها من الأسلحة الكيماوية وتدميرها في أسرع وقت ممكن، بحسب نسخة من مسودة مشروع القرار حصلت عليها وكالة الأنباء الألمانية.

وينص مشروع القرار على أن ‘مجلس الأمن يقرر أنه ينبغي على السلطات السورية أن تدمر وتنقل جميع الأسلحة الكيماوية والبيولوجية أو جعلها غير ضارة’.

وقبل تدمير تلك الأسلحة،يطالب مشروع القرار أن تسمح السلطات السورية للأمم المتحدة بالتحقق من جميع الأسلحة الكيماوية المعلنة والقيام بتحقيقات إضافية في الاستخدامات المفترضة السابقة للغاز السام.

وينص مشروع القرار، الذي يدين الهجوم الذي نفذ في 21 آب (أغسطس) الماضي ويلقي باللائمة فيه على الحكومة السورية، على أنه إذا لم تمتثل سورية، يتبنى المجلس إجراءات ضرورية أخرى تحت الفصل السابع.

محللون: الفرصة الممنوحة للجهود الدبلوماسية بشأن سورية تلائم ايران

طهران ـ ا ف ب: اعتبر خبراء ان من شأن الفرصة التي منحتها الولايات المتحدة الى النظام السوري من اجل افساح المجال امام الجهود الدبلوماسية، ان تلائم ايران في موقفها بعد تشبثها في الدفاع عن نظام بشار الاسد ومواصلتها برنامجهها النووي.

واغتنمت الصحافة الايرانية المحافظة موقف الرئيس الامريكي باراك اوباما باعطاء فرصة للاقتراح الروسي القاضي بوضع ترسانة الاسلحة الكيميائية السورية تحت اشراف دولي لتصويب سهام انتقاداتها عليه، اذ وصفت مواقفه بانها ‘تراجعية’ او بـ’الضربة القاسية والمذلة’ لامريكا ‘المعزولة’. واكدت صحيفة ‘كيهان’ المحافظة من جانبها ان ‘الهجوم على سورية اصبح غير وارد’.

واعتبر المحلل السياسي المحافظ امير محبيان المقيم في طهران ان القرار باستبعاد الخيار العسكري في الوقت الراهن ‘يقوي بطبيعة الحال’ طهران، احد ابرز حلفاء نظام الاسد.

وقال محبيان لوكالة فرانس برس ‘ربما سيفهم الاميركيون ان حل الازمة السورية بمساعدة ايران اقل كلفة وسيكون لذلك تأثيرات على الملفات الاخرى مثل النووي’.

من جانبه، اشار رضا مراشي المحلل في المجلس الوطني الايراني الامريكي الى ان اي هجوم امريكي على سورية ‘سيقوي المتشددين في الولايات المتحدة وايران وروسيا’ و’سيقلص هامش المناورة الذي يحتاجه (الرئيس الايراني حسن) روحاني واوباما لاعادة العلاقات’ بين البلدين.

واوضح المحلل المقيم في واشنطن لفرانس برس ان واشنطن تقوم من خلال اخذها المبادرة الروسية على محمل الجد ‘بارسال اشارة الى طهران بانها مستعدة للقيام بمجازفة وتسويات لصنع السلام. هذا ما كان ناقصا خلال السنوات الاربع الماضية’. مع ذلك كررت الولايات المتحدة وفرنسا واسرائيل ان اي تحرك ضد سورية سيوجه رسالة الى ايران التي تخوض مواجهة مع القوى الكبرى بشأن برنامجها النووي المثير للجدل.

واكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الاربعاء ان ‘على العالم ان يضمن ان الذين يستخدمون اسلحة دمار شامل سيدفعون الثمن’.

والثلاثاء، اكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان الضربات على سورية من شأنها ردع القادة الايرانيين عن ‘الذهاب في اتجاه السلاح النووي’.

اما وزير الخارجية الاميركي جون كيري فحذر من ان ‘وقوف العالم متفرجا’ في وجه الهجمات بالاسلحة الكيميائية سيعطي ايران ‘حتما الفرصة في افضل الحالات لان تنخدع بشأن نوايانا ان لم نقل ان تضعنا تحت الاختبار’. الا ان ايران لم تكف عن دعها لحليفها النظام السوري متهمة مسلحي المعارضة بالوقوف وراء هجوم 21 اب (اغسطس) الكيميائي في ريف دمشق.

واجرى وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف اتصالات باكثر من عشرين من نظرائه في الدول العربية والاوروبية والاسيوية والامريكية اللاتينية، اضافة الى المبعوث الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية الى سورية الاخضر الابراهيمي والامين العام للامم المتحدة بان كي مون. كما نشر على صفحته على موقع فيسبوك مقطعا منشورا في صحيفة ايرانية صادرة بالانكليزية اكد فيها ‘عدم قانونية’ اي تحرك عسكري في سورية من دون موافقة الامم المتحدة. وفي موازاة ذلك، بقي الرئيس روحاني حازما في رغبته مواصلة البرنامج النووي الايراني الذي تشتبه القوى الكبرى بانطوائه على ابعاد عسكرية.

واكد روحاني الثلاثاء ان بلاده لن تتخلى ‘قيد انملة’ عن حقوقها النووية، مشيرا في الوقت عينه الى رغبة طهران في ‘التعاون’ من احل التوصل الى ‘حل يرضي الجميع′ في المفاوضات. حتى انه زاد من الضغوط على القوى الكبرى في مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة، روسيا، الصين، بريطانيا، فرنسا والمانيا) مؤكدا ان الوقت المخصص للتفاوض ‘ليس بلا حدود’.

ويرى دبلوماسي غربي في طهران ان الاقتراح الروسي يمثل ‘مصدر ارتياح لطهران’ التي كانت تخشى تصعيدا عسكريا في المنطقة. واشار الى ان هذا الامر ‘سيمنح القليل من الوقت والطمأنينة’ لايران للقيام باعادة نظر محتملة في دعمها للنظام السوري.

وقال الدبلوماسي الغربي ان الايرانيين فوجئوا بالهجوم الكيميائي ‘وسيطرحون اسئلة على انفسهم بشأن مدى اهلية الاسد للثقة’، مضيفا ‘اما بالنسبة الى النووي، فالحكومة ليس لديها مصلحة في تأجيج الازمة لانها منخرطة في دينامية تعاون وشفافية’ مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ومن المرتقب استئناف المفاوضات بين الوكالة الذرية وطهران المتوقفة منذ ايار (مايو)، في 27 ايلول (سبتمبر) في فيينا.

بان كي مون: الأسد ارتكب العديد من الجرائم ضد الإنسانية

أ. ف. ب.

اتهم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الرئيس السوري بشار الأسد بارتكاب العديد من الجرائم ضد الإنسانية معلنًا أن تقرير خبراء الأمم المتحدة سيؤكد استخدام السلاح الكيميائي في سوريا.

نيويورك: أعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الجمعة ان تقرير خبراء الامم المتحدة المنتظر صدوره الاثنين سيخلص “بشكل دامغ الى ان السلاح الكيميائي استخدم” في سوريا.

ومن دون ان يحمل الرئيس السوري بشار الاسد مباشرة مسؤولية استخدام السلاح الكيميائي بالتحديد، اتهمه بانه “ارتكب الكثير من الجرائم ضد الانسانية” مبديا “اقتناعه بان المسؤولين سيحاسبون ما ان ينتهي كل ذلك”.

وهذه المرة الاولى التي يوجه فيها مسؤول كبير في الامم المتحدة اتهامات بهذه الخطورة الى الرئيس السوري. وهذه الجرائم تعاقب بالمثول امام المحكمة الجنائية الدولية. لكن تعذر حتى الان احالة الملف السوري الى تلك المحكمة بسبب اعتراض روسيا حليفة دمشق التاريخية.

وتوقع دبلوماسيون ان يصدر الاثنين تقرير خبراء الامم المتحدة الذين اجروا تحقيقا ميدانيا حول الهجوم الكيميائي المفترض في 21 اب/اغسطس قرب دمشق. ولا يشمل التفويض الممنوح للخبراء تحديد الجهة المسؤولة عن استخدام السلاح الكيميائي. لكن عليهم فحسب التحديد ان كانت استخدمت وفي اي ظروف، استنادا الى مؤشرات مادية (عينات بيولوجية ام من التربة، شظايا قذائف) وشهادات ضحايا او اطباء.

وتوقع بان ان يرفع هذا التقرير الى مجلس الامن قبل ظهر الاثنين بتوقيت نيويورك.

لكن الامين العام للامم المتحدة الذي كان يتحدث الى الصحافيين اوضح انه لم يتلق بعد هذا التقرير وقال “اعتقد ان التقرير سيخلص بشكل دامغ الى انه تم استخدام اسلحة كيميائية، رغم انني لا استطيع اعلان هذا الامر حتى الان قبل تلقي هذا التقرير”.

منذ عودة محققي الامم المتحدة في اواخر اب/اغسطس الى سوريا التقى بان برئيس البعثة السويدي اكي سيلستروم والمفوضة العليا في الامم المتحدة لنزع السلاح انجيلا كين اللذين قدما له تقريرا اوليا.

ونقلت العينات التي جمعها المحققون لتحليلها في اربعة مختبرات في المانيا والسويد وفنلندا وسويسرا.

وافاد دبلوماسيون في الامم المتحدة انه ولو ان التقرير التقني الطابع لا يحدد الجهات المسؤولة فان الدلالات الكثيرة المجموعة في الميدان ستسمح بتشكيل صورة عنها ولا سيما استنادا الى شظايا صواريخ حملت الشحنات والتركيب المحدد لمزيج المواد الكيميائية الاولية، وهي المواد السامة التي تخلط للاستخدام في سلاح كيميائي.

وتتهم الولايات المتحدة وحلفاؤها، ولا سيما فرنسا، النظام السوري بارتكاب المجزرة بواسطة السلاح الكيميائي في 21 اب/اغسطس خلفت مئات القتلى. لكن دمشق تنفي هذا الامر بشدة فيما اتهمت موسكو مقاتلي المعارضة السورية باستخدام غازات سامة بهدف اتهام النظام والتسبب بضربة عسكرية غربية لسوريا.

كما كرر بان في تصريحاته رقم 1400 قتيل الذي قدمته الاستخبارات الاميركية لمجزرة 21 اب/اغسطس مضيفا ان 5000 شخص “تعرضوا لمواد كيميائية”.

كما كرر اخيرا التاكيد على ضرورة “اعطاء الدبلوماسية فرصة، اعطاء السلام فرصة” منددا “بالوضع غير المعقول” لشلل مجلس الامن الدولي المنقسم بشكل حاد بخصوص سوريا، بين الغربيين من جهة وروسيا والصين من الجهة الاخرى.

وفيما يعمل الروس والاميركيون في جنيف على خطة لازالة خطر الترسانة الكيميائية السورية الضخمة كفيلة بازالة خطر توجيه ضربات غربية اكدت الامم المتحدة الجمعة انها طلبت توضيحات اضافية من الحكومة السورية حول طلبها الانضمام الى معاهدة حظر الاسلحة الكيميائية لعام 1993، ما سيؤخر سريان الانضمام.

باريس تطالب بقرار ملزم

من جانبها، اعتبرت فرنسا الجمعة ان اعلان دمشق انها ستنضم الى اتفاقية حظر الاسلحة الكيميائية “غير كاف”، مشددة على ضرورة صدور قرار “ملزم” من مجلس الامن الدولي في هذا الصدد. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية فيليب لاليو ان “ما اعلنه النظام السوري هو بالتاكيد مفيد جدا لكنه بالتاكيد ايضا غير كاف”.

وقال لاليو “لا يمكننا الاكتفاء باعلان نيات من جانب النظام السوري. عليه ان يعلن تعهدات وان يتم تحديد هذه التعهدات ومراقبتها والتاكد منها”. وجرت مفاوضات في جنيف بين الاميركيين والروس في هذا الصدد من دون مشاركة فرنسية.

واضاف المتحدث الفرنسي “ينبغي صدور قرار لان هذا القرار بطبيعته ملزم. اي نص اخر داخل مجلس (الامن) لن يكون كافيا، وخصوصا بيان رئاسي على غرار ما يود الروس اصداره”.

وعرضت فرنسا مشروع قرار في الامم المتحدة حول الاسلحة الكيميائية السورية تحت الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة الذي يجيز استخدام القوة ضد دمشق في حال لم تف بتعهداتها. لكن موسكو رفضت المشروع. وشدد لاليو ايضا على ضرورة تحديد جدول زمني قصير لاخضاع الترسانة الكيميائية السورية للرقابة، مع وجوب معاقبة منفذي الهجوم الكيميائي الذي وقع  قرب دمشق.

رصد الهجوم الكيميائي يوم حدوثه

وأكد وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان الجمعة ان الهجوم الكيميائي الذي وقع في ضاحية دمشق وحملت باريس مسؤوليته الى النظام السوري، رصدته اجهزة الاستخبارات الفرنسية في اليوم نفسه.

وتحدث الوزير في ختام زيارة الى مديرية الاستخبارات العسكرية في قاعدة كراي في شمال باريس مؤكدا أن “الاستخبارات في قلب استقلالية التقييم والقرار في فرنسا”. ونشرت الحكومة في 2 ايلول (سبتمبر) وثائق نزعت عنها السرية من اجل اثبات ضلوع النظام السوري في الهجوم الكيميائي الفتاك على مدنيين سوريين.

وشكلت الوثائق متابعة لمذكرة خلاصات صادرة عن اجهزة الاستخبارات وتتعلق بشكل اساسي بمخزون الف طن من المواد الكيميائية من بينها مئات الاطنان من غازي الخردل والسارين، يملكه النظام السوري.

وصرح لودريان “بفضل اجهزة استخباراتنا نحن نملك وسائل فرنسية مئة في المئة لتقييم الوضع في سوريا وتقرير سياستنا”. وافادت الولايات المتحدة ان 1429 شخصا قتلوا في الهجوم قرب دمشق نسبه حيز كبير من المجتمع الدولي الى النظام السوري.

لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صرح في مقالة نشرتها صحيفة نيويورك تايمز الاربعاء ان المعارضة السورية هي من نفذ الهجوم من اجل الدفع الى تدخل اجنبي.

كمال اللبواني: نظام الأسد سلّم حزب الله طنًا من غاز الأعصاب

لوانا خوري

ايلاف

يبدو أن دمشق تحاول التملص من الالتزام بالمبادرة الروسية بشأن السلاح الكيميائي. وكثرت التقارير التي تتحدث عن نقل المخزون السوري إلى مواقع جديدة كان آخرها أن الأسد سلّم حزب الله طنًا من غاز “في أكس” عالي السمية، حسب ما صرح المعارض كمال اللبواني.

بيروت: تحت سقف المبادرة الروسية التي وضعت السلاح الكيميائي السوري في يد الأمم المتحدة، إشرافًا وتفتيشًا، ترشح الأخبار عن قيام النظام السوري سرًا بالتملص من الالتزام ببنود المبادرة، من خلال تهريب أجزاء من المخزون الكيميائي السوري إلى دول مجاورة، كالعراق ولبنان.

فقد أخبر المعارض السوري كمال اللبواني، عضو الهيئة التأسيسية للائتلاف السوري، صحيفة الوطن السعودية عن تسليم النظام في دمشق لحزب الله اللبناني قرابة طن من مادة “في أكس” السامة، التي تعتبر ضمن مكونات الأسلحة الكيميائية المحظورة دوليًا، والتي يتهم النظام باستخدامها في قتل المدنيين مرات عدة، آخرها كان في ريف دمشق في 21 آب (أغسطس) الماضي، ما أدى إلى مقتل نحو 1400 سوري، جلهم من النساء والأطفال.

معلومات منشق

وكشف اللبواني عن حصوله على وثيقة سلمها لسفارة الولايات المتحدة الأميركية في الأردن، “بالإضافة إلى جهاز الاستخبارات البريطاني أم آي-6 في مقره بالدوحة، تحوي شهادة ومعلومات من قبل أحد المنشقين عن نظام الأسد، من العاملين سابقًا في أحد معامل البحوث التابعة للنظام السوري والتي تستخدمها دمشق في تصنيع وتخزين المواد الكيميائية، أكد فيها “نقل نظام الأسد قرابة طن من الغازات السامة إلى حزب الله، الذي وضع نفسه ذراعاً لنظام الأسد، في قتل شعبه الباحث عن الحرية”.

وأضاف اللبواني: “تعتبر مادة في أكس من أخطر أنواع السموم التي تم اكتشافها، ويتم استخدامها في الأسلحة الحديثة، للتسبب في أكبر عدد ممكن من الخسائر ليس في الأرواح فقط، بل يؤثر هذا الغاز السام على الحيوانات وحتى النباتات، ويعرف باسم غاز الأعصاب، وهو عبارة عن سائل زيتي أخضر اللون ليست له رائحة، وله مفعول دائم، ويعتبر من بين أكثر المواد سمية، ويتحول إلى غاز بعد الانفجار وينتقل بالهواء، ويمكن أن يقتل في دائرةٍ نصف قطرها 15 كيلومترًا، في غضون دقائق قليلة”.

يذكر أن صحيفة وول ستريت جورنال كشفت الجمعة أن سوريا وزّعت مخزونها من الاسلحة الكيميائية على خمسين موقعًا مختلفًا في محاولة لتعقيد مهمة رصدها واعاقة الجهود الرامية الى ضبطها.

واكدت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين اميركيين وشرق اوسطيين لم تكشف اسماءَهم أن وحدة عسكرية متخصصة هي “الوحدة 450” تقوم بنقل الاسلحة الكيميائية منذ اشهر، ما يثير تساؤلات حول جدوى الخطة الروسية لضبط هذه الاسلحة.

وبحسب الصحيفة، فان الوحدة 450 قامت مجددًا الاسبوع الماضي بنقل المخزون الذي يتجاوز حجمه الف طن، بحسب خبراء. وبدأ نقل هذه الاسلحة الكيميائية قبل حوالي عام من غرب سوريا، حيث يتم تخزينها عادة الى ما يزيد عن عشرين موقعًا رئيسيًا في انحاء مختلفة من البلاد.

إلى العراق أيضًا

وكان لؤي المقداد، المنسق السياسي والإعلامي لقيادة أركان الجيش السوري الحر، كشف أمس الخميس لصحيفة الوطن نفسها عن قيام النظام الحاكم في دمشق بالتحضير لنقل كميات من مخزونه الكيميائي إلى العراق، تحت إشراف فيلق القدس الإيراني، وبعلم نوري المالكي، رئيس الحكومة العراقي، من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من هذا السلاح الفتاك من قبضة التفتيش الأممي، الذي طرحته المبادرة الروسية لتجنيب نظام الرئيس السوري بشار الأسد ضربة عسكرية، ما زالت احتمالات توجيهها قائمة، بالرغم من المساعي الدبلوماسية الحثيثة لإلغائها.

وأضاف المقداد أن خطوة نقل الأسلحة الكيميائية إلى العراق لم تتم إلا بعد اطمئنان الأسد بأن تدمير هذه الأسلحة أو الرقابة عليه يحتاج إلى ثلاث سنوات على الأقل.

ويقول مراقبون دوليون إن هذه المزاعم لم يتم التأكد منها بعد، لكن إن صحت فهي عامل إضافي لعودة التوتر في المنطقة، لأنها دليل على عدم جدية الروس في مبادرتهم، ولا السوريين في موافقتهم وتوقيعهم على المعاهدة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية، ما قد يعيد المسألة إلى نقطة الصفر.

زوجات مقاتلين سعوديين في سوريا: أخلفه غازياً… فيصبح معدداً!

زايد السريع-ايلاف

حوارات طويلة وسريعة، بين ثلة من نساء ورجال تابعين لتنظيم القاعدة فكراً أو عملاً، أحدها ما سنعرضه اليوم حول من يذهب للقتال ثم يتصل بزوجته طالباً الإذن بالزواج من أخرى على أرض “الجهاد”، لأنه لم يستطع الصبر.

الرياض: “فلان اتصل بزوجته يستأذنها في الزواج، فغضبت وقلت لماذا يخبرها ويمزق قلبها، إن لم يستطع الصبر، فلا يخبرها، لماذا يعذبها مرتين؟!، فهمتم؟”.

هذه رسالة من سمّى نفسه بالمشرقي، على صفحات “تويتر”، فهمها المتابعون من النساء، ومن ثم عامة المتابعين، إذ تتلخص القصة في مقاتل سعودي ترك زوجته وأولاده و”نفر” إلى بلاد الشام يريد “الجهاد”، كما يسمونه، ولكنه لم يستطع الصبر فاتصل بزوجته يطلب منها الإذن بالزواج من أخرى هناك.

في “تويتر” باتت التفاصيل الصغيرة في الأزمة السورية وانعكاساتها الاجتماعية مغيبة لصالح وقعها السياسي أو الاقتصادي، ومن هنا يمكن النفاذ لبعض القصص التي يمكن أن تعكس صورة اجتماعية بانورامية لما يحدث، وهذه القصة إحداها.

 نصيحة “المشرقي” أثارت كوامن النفوس في نساء المقاتلين السعوديين، فحفل الموضوع بشد وجذب انتهى كما فضلت بعض النساء بأن يُسكت عنه لكي لا يُتخذ ذريعة للطعن من “المجاهدين”.

تقول من رمزت لنفسها باسم (اللهم شهادة) :” كلام الاخ وطرحه موفق ومسدد وهو الصواب الله اعلم وإن كان مؤلماً، لكن في كل حال الامر صعب وايضًا النساء يختلفن فيه من ناحية اخباره لها”. في تأييد صريح لوجوب إخفاء الأمر عن الزوجة الأولى، وهو ما استدعى أن ترد فتاة عازبة اسمها بثينة بأن تقول: ” صدق من قال (ما يحس بالجمرة إلا واطيها)، والله لو شعرتِ بنصف ما يشعرن به لما قلتِ قولك! أحب لأخيك كما تحب لنفسك”.

رد بثينة حرك كوامن الحديث بين المتحاورين فتداخل رجال ونساء، إذ عادت (اللهم فاشهد) لتبين وجهة نظرها بأنها تحس بتلك النساء، وقالت أنها تطأ الجمر وتبتلعه أيضاً (…)، وتكمل بأنها قالت ذلك لكي “لا يُسب المجاهدون”، وأكدت على أنها ترى أن الحل يكمن في “هجرتها” معه.

 أما (آلاء القرشي) فكانت موافقة لما جاء في تغريدة المشرقي، وأرجعت الأمر إلى أن فطرة النساء تغلبهن، أما من ركز لنفسه باسم (يوميات أسير) فقال معاتباً :” الله يهديه  … يكفي أن فقده مزق قلبها وأقض مضجعها … وهي صابرة محتسبه .. ثم يجازيها بهذا الخبر .. الذي كسر قلبها .. الله يسامحه”.

  الأمر لم ينتهِ عند ذلك، بل إن كان هذا المقاتل قد طلب إذناً من زوجته فلربما كان غيره ممن فعلها دون أن يخبرها، كما نصح (المشرقي) في مطلع القصة، ولذلك يمكن القول إن تلخيص ذلك مناسب في تغريدة  من أسمت نفسها (عقارب الساعة) حين قالت: ” القضية شائكة وقد تفتح أبواباً لا داعي لها، الآن زوجات المجاهدين سيساورهن الشك والحيرة”.

هذه الحوارات وغيرها تأتي وكأنها في زوايا خلفية، فلا يدخل فيها غالباً سوى من انخرطوا بشكل أو بآخر في ما يعرف بالثورة السورية، الكثير من قصصهم تدور بينهم من دون أن تأخذ لها طريقاً للتعاطي الشعبي السعودي في ما يخص الأزمة السورية، ومن دون أن تكون أيضاً ثمة توضيحات لها من مفتي تنظيم القاعدة، الذين تعج بياناتهم بصورة شبه يومية حول التكفير والقتال والأسر وغيرها من مصطلحات القتل والقتال.

ومن جانب آخر وذي صلة، فلم تتطرق تلك النسوة لنوع ذاك الزواج إن كان يدخل في ما عُرف حديثاً بزواج المناكحة الذي يرفض أتباع القاعدة أن يوصموا به، رغم أن تقارير صحافية تحدثت عن ذلك وخصوصاً في تونس وتجنيد بعض الفتيات لهذا الغرض.

وزير خارجية روسيا: تسوية مشكلة الكيماوي تجعل توجيه أي ضربة إلى سوريا بلا جدوى

كيري يصطحب فريق خبراء شاركوا في التفتيش عن أسلحة ليبيا والعراق إلى جنيف للقاء لافروف

واشنطن: هبة القدسي

صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس أن تسوية مشكلة الأسلحة الكيماوية السورية «تجعل من غير المجدي توجيه أي ضربة ضد سوريا».

وقال لافروف في مؤتمر صحافي في جنيف قبل بدء مفاوضاته مع نظيره الأميركي جون كيري «ننطلق من مبدأ أن تسوية هذه المشكلة تجعل من غير المجدي توجيه أي ضربة ضد سوريا. ونحن مقتنعون بأن شركاءنا الأميركيين يفضلون بقوة حلا سلميا لهذه المشكلة».

من جهته دعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري النظام السوري إلى الكشف عن ترسانته من الأسلحة الكيماوية ووضعها قيد الإشراف الدولي للتخلص منها لاحقا. وناقش كيري مع نظيره الروسي سيرغي لافروف تفاصيل المبادرة الروسية في جنيف أمس، وقد اصطحب كيري في مباحثاته مع لافروف فريقا من خبراء الأسلحة الكيماوية الأميركيين حيث يعقدون اجتماعات مفصلة حول المبادرة الروسية لنزع أسلحة الأسلحة الكيماوية مع نظرائهم من الخبراء الروس على مدى يومي الخميس والجمعة.

ويضم الفريق خبراء عملوا على تفتيش وإزالة الأسلحة غير التقليدية من ليبيا عام 2003 وفي العراق بعد حرب الخليج الأولى. ورفضت مصادر كشف أسماء الفريق أو عددهم خوفا على أمنهم الشخصي. ومن المتوقع أن يصدر الخبراء الأميركيون والروس تقريرا بالخطوط العريضة لخطة القيام بمهمة جرد وتأمين وتدمير مخزونات الأسلحة الكيماوية السورية.

وأبدى بعض المسؤولين في الإدارة الأميركية شكوكا في مدى جدية المبادرة الروسية وصعوبة وتعقيد عملية تأمين وتدمير الأسلحة الكيماوية لدى سوريا. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جين بساكي «لدينا بالتأكيد تاريخ طويل من الشكوك مع الروس لكننا نذهب إلى جنيف وأعيننا مفتوحة على مصراعيها، وقد أوضح وزير الخارجية الأميركي جون كيري في حديثه لوزير خارجية روسيا أنه لن يذهب لممارسة لعبة».

وقال مسؤول بالخارجية الأميركية «إن وزير الخارجية كيري يبحث عن اتفاق سريع بشأن المعايير لكيفية المضي قدما مع الروس، الذين قدموا حتى الآن بعض الأفكار المبدئية والتي تحتاج إلى الكثير من العمل عليها والإضافات والمقترحات من الخبراء الفنيين». وشدد على رغبة الإدارة الأميركية في معرفة ما إذا كان الروس يحاولون المماطلة، والتأكد من انضمام سوريا لاتفاقية حظر الأسلحة والإعلان الفوري عن مواقع تخزين تلك الأسلحة. وأوضح المصدر بالخارجية الأميركية أن كيري ولافروف تحدثا تليفونيا أكثر من تسع مرات خلال الأسبوع الماضي. وقد تحدث الرئيس الأميركي باراك أوباما صباح الخميس بإيجاز عن المحادثات التي تجريها الولايات المتحدة وروسيا في جنيف في بداية اجتماعه بأعضاء حكومته صباح الخميس معربا عن أمله أن تخرج بنتائج ملموسة، وقال أوباما «كيري في الخارج لمناقشة الوضع في سوريا وهو الموضوع الذي قضينا فيه الكثير من الوقت على مدى الأسابيع القليلة الماضية وكيف يمكن أن نتأكد من عدم استخدام الأسلحة الكيماوية مرة أخرى ضد الأبرياء» وأضاف أوباما «آمل أن المناقشات التي يجريها كيري مع وزير الخارجية الروسي لافروف ولاعبين آخرين يمكن أن تسفر عن نتيجة ملموسة وأنا أعلم أنه سيعمل بجد خلال الأيام القادمة على تلك الاحتمالات».

وتأمل الولايات المتحدة في التوصل إلى اتفاق مقبول مع الجانب الروسي بحيث يكون إخضاع الأسلحة الكيماوية السورية للإشراف الدولية جزءا من قرار ملزم يتم استصداره من مجلس الأمن الدولي بعد أن عرقلت روسيا ثلاثة قرارات سابقة من مجلس الأمن ومنعت إدانات بعبارات أكثر حدة ضد النظام السوري. وتتوقع مصادر دبلوماسية بالأمم المتحدة أن يتم الإعلان عن نتائج تقرير فريق التفتيش الأممي بقيادة أيك سالسيتروم في سوريا يوم الاثنين القادم.

ويأتي اجتماع كيري ولافروف في الوقت الذي تحاول فيه الأمم المتحدة صياغة خطة دولية لإخضاع الأسلحة الكيماوية للأشراف الدولي وتدميرها. وأشارت مصادر دبلوماسية بالأمم المتحدة أن مشروع القرار الذي تقدمت به فرنسا يتضمن أحكام تنفيذ استنادا إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة وهو ما يجعل قبول سوريا لإخضاع ترسانتها الكيماوية للإشراف الدولي وتدميرها إلزاميا.

وقال مسؤول دبلوماسي لـ«الشرق الأوسط» إن مشروع القرار يتضمن تنفيذ كل التدابير العسكرية وغير العسكرية لكنه لا يحتوي على إذن صريح باستخدام القوة العسكرية حيث اعترضت روسيا على مقترح الإلزام بالتنفيذ. وأوضح أن مشروع القرار يتضمن إدانة الهجوم الكيماوي على الغوطة الشرقية الشهر الماضي ويلزم سوريا بالإعلان عن مخازن الأسلحة الكيماوية وتفكيكها ووضعها قيد المراقبة الدولية مع التحذير بمواجهة «عواقب وخيمة» إذا أخلت بالتنفيذ. وأوضح المسؤول الدبلوماسي أن كلا من مندوبي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا يصرون على أن يصدر مجلس الأمن قرارا له صفة الإلزام بينما تفضل روسيا إصدار قرار رئاسي ليس له صفة الإلزام.

وتأتي اجتماعات كيري ولافروف في جنيف فيما تواصل وكالة المخابرات المركزية الأميركية خططها لتقديم المدافع الرشاشة الخفيفة والأسلحة الصغيرة إلى المعارضة السورية وأشار مسؤولون سابقون في الاستخبارات الأميركية لصحيفة «واشنطن بوست» أن الاستخبارات الأميركية رتبت لإيصال أسلحة مضادة للدبابات وقذائف صاروخية وصواريخ محمولة على الكتف مضادة للطائرات، للمعارضة السورية من خلال طرف ثالث. وقال المسؤولون إنه من المرجح أن تعمل تلك الأسلحة التي تقوم الولايات المتحدة بتزويدها للمعارضة على تحقيق التوازن في الصراع مع الجيش السوري مؤكدين وصولها للمعارضة السورية منذ أكثر من شهر من خلال طرف ثالث أشاروا أنه من الدول الخليجية. ويعد برنامج المساعدات الأميركية للمعارضة السورية التابع للاستخبارات المركزية الأميركية برنامجا سريا حيث تطلع عليه لجنتا الاستخبارات في الكونغرس فقط وليس لجان القوات المسلحة.

وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي برناديت ميهان «إن الإدارة الأميركية لا يمكن أن تقدم تفصيلا لكل أنواع الدعم الذي تقدمه للمعارضة أو مناقشة الجدول الزمني للتسليم، لكن المهم التأكد أن المعارضة السورية سواء السياسية أو العسكرية تتلقى تلك المساعدات».

وكانت صحيفة «كومرسانت» الروسية الصادرة عن مصادر دبلوماسية في روسيا نقلت أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يعتزم التفاوض مع نظيره الأميركي جون كيري حول خطة من أربع مراحل لتدمير ترسانة الأسلحة الكيماوية في سوريا.

وتنص المرحلة الأولى في المقترح، بحسب الصحيفة، على انضمام سوريا لمعاهدة حظر الأسلحة الكيماوية، وتتمثل المرحلة الثانية في الكشف عن مقار تخزين وإنتاج هذه الأسلحة، أما الثالثة فتقضي بفحص ترسانة الأسلحة الكيماوية، وفي المرحلة الرابعة يجري تدميرها. وأشار تقرير الصحيفة إلى أنه سيتعين على لافروف وكيري الاتفاق على كيفية تنفيذ خطط تدمير الأسلحة الكيماوية لسوريا.

وذكرت الصحيفة أنه من المحتمل تجديد ما يعرف باسم برنامج «نان – لوجار» لنزع أسلحة الدمار الشامل، والذي سيمكن واشنطن وموسكو من التعاون في تدمير الأسلحة الكيماوية السورية. وأشارت الصحيفة إلى أن تمويل عمل هذه الخطة لا يمثل مشكلة.

مقال الرئيس الروسي في «نيويورك تايمز» يثير انتقادات أعضاء الكونغرس الأميركي

نواب الكونغرس يشككون في جدية روسيا لحل الأزمة السورية.. وسيناتور يعلق أنه كاد يتقيأ بعد قراءته

واشنطن: هبة القدسي

أثار المقال الذي نشره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في صحيفة «نيويورك تايمز» جدلا وانتقادا كبيرا داخل البيت الأبيض والكونغرس الأميركي، وخرجت تعليقات شديدة الانتقاد تعكس شكوكا متزايدة لدى الدوائر السياسية الأميركية في جدية روسيا للبحث عن مخرج للأزمة السورية.

وقد فاجأ الرئيس الروسي المراقبين السياسيين، مساء الأربعاء، بنشر افتتاحية تحت عنوان «نداء من أجل سوريا»، روج خلالها للحل الدبلوماسي للأزمة في سوريا، ناصحا الولايات المتحدة بعدم تجاوز مجلس الأمن. وانتقد توجهات الولايات المتحدة لشن ضربة عسكرية ضد سوريا قائلا «إن توجيه ضربة محتملة من قبل الولايات المتحدة ضد سوريا سوف يؤدي إلى مزيد من الضحايا الأبرياء والتصعيد، وربما ينتشر الصراع إلى ما هو أبعد من الحدود السورية». ونفى حمايته للحكومة السورية، منتقدا تدخل الولايات المتحدة في شؤون الدول الأخرى، وقال من دون أن يشير إلى العراق وأفغانستان «من المقلق أن التدخل العسكري في النزاعات الداخلية في الدول الأجنبية قد يصبح أمرا مألوفا بالنسبة للولايات المتحدة»، وتساءل «هل هذا في مصلحة أميركا على المدى الطويل؟ أشك في ذلك».

وأضاف بوتين «الضربة ستؤدي إلى زيادة العنف وإطلاق العنان لموجة جديدة من الإرهاب». واعترض على إصرار أوباما على أن الأسد كان وراء الهجوم الكيماوي على المدنيين الذي أدى لقتل أكثر من 1400 سوري، وقال «هناك الكثير مما يدعو للاعتقاد بأن الأسلحة الكيماوية لم تستخدم من قبل الجيش السوري وإنما من قبل قوات المعارضة». وأضاف «هناك عدد قليل جدا من مشجعي الديمقراطية في سوريا، لكن الكثير من مقاتلي (القاعدة) والمتطرفين يقاتلون الحكومة».

وعرض الرئيس الروسي مساعدة أوباما في التوسط لاتفاق لدفع الأسد لوضع أسلحته الكيماوية تحت الرقابة الدولية، وأنهى مقاله بقوله إنه لدية «ثقة متنامية» في الرئيس باراك أوباما.

وخرجت الانتقادات فور صدور الجريدة، حيث انتقد السيناتور الديمقراطي بوب مينديز، الذي يرأس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، عبارات بوتين بشدة ولهجته في توجيه النصيحة للولايات المتحدة. وقال مينديز لشبكة «سي إن إن» مساء الأربعاء «لقد رغبت في التقيؤ بعد قراءة الافتتاحية»، مشيرا إلى أنه تلقى رسالة بالبريد الإلكتروني تضمنت افتتاحية بوتين بينما كان يتناول طعام العشاء. وأضاف «أنا قلق عندما يأتي شخص من المخابرات الروسية (كيه جي بي) ليخبرنا ما هو في مصلحتنا الوطنية وهو ليس كذلك، وهذا يثير أسئلة عن مدى جدية الاقتراح الروسي». ويعد السيناتور مينديز من المؤيدين لتوجيه ضربة عسكرية ضد سوريا.

واعتبر السيناتور جون ماكين افتتاحية بوتين إهانة للولايات المتحدة، وقال عبر «تويتر»: «افتتاحية بوتين في (نيويورك تايمز) هي إهانة لذكاء كل أميركي».

وقال السيناتور الجمهوري جون كورنين – الذي كان معارضا لاستخدام القوة العسكرية في سوريا «أود أن أحذر كل واحد من الشعب الأميركي وجميع زملائنا، أن يأخذوا بحذر وتشكك هذا الاقتراح الذي ألقاه الرئيس بوتين في وجه الإدارة الأميركية». وأضاف «لدينا سبب وجيه للتشكك في أن موسكو شريك دبلوماسي موثوق فيه، وهي جزء من المشكلة في سوريا وليست جزءا من الحل».

وأبدى السيناتور الجمهوري جيمس انهوف لشبكة «سي إن إن» اعتراضه على أسلوب وعبارات بوتين، مشيرا إلى محاولات الرئيس الأسبق رونالد ريغان التقرب من الروس. وقال «إنني أشعر بالرئيس ريغان يتقلب في قبره».

وانتقدت السيناتورة الديمقراطية تامي بالدوين عبارات بوتين في الافتتاحية، مشيرة إلى أنها تحتوي على الكثير من التهديد والوعيد. وأشارت إلى أن هناك فرصة لكي ينجح العمل الدبلوماسي في سوريا. وشددت على أنها لا تدعم القيام بعمل عسكري أحادي إذا فشلت الدبلوماسية. وقالت بالدوين «قد لا تكون عباراته جيدة، لكني أعتقد أن لدينا فرصة كبيرة ويجب أن يتم استثمارها في تأمين وتدمير مخزونات الأسلحة الكيماوية في سوريا». بينما أثارت الافتتاحية أيضا تعليقات وآراء ساخرة على موقع صحيفة «نيويورك تايمز» الإلكتروني وعبر التغريدات على «تويتر»، حيث قال الصحافي حون بودهوريتز «إن الرجل الذي شن عمليات عسكرية في جورجيا والشيشان، من دون تفويض من الأمم المتحدة، يقول الآن إن شن حرب من دون مجلس الأمن هو غير قانوني». وتندر البعض على افتتاحية بوتين السابقة التي نشرها عام 1999 في صحيفة «نيويورك تايمز» حول النزاع في الشيشان وسعى خلالها لشرح العمليات العسكرية الروسية وقال فيها «لا تستطيع الحكومة أن تقف مكتوفة الأيدي عندما يضرب الإرهاب، ومن الواجب الرسمي لجميع الحكومات حماية مواطنيها من الخطر».

وأوضحت إيلين مورفي، المتحدثة باسم صحيفة «نيويورك تايمز»، أن شركة «كيتشوم» للعلاقات العامة هي الشركة التي استعان بها الرئيس الروسي لصياغة ونشر الافتتاحية، وأنها مرت بالإجراءات المتبعة نفسها لنشر أي افتتاحية. وتعد شركة «كيتشوم» هي الشركة التي تستعين بها روسيا في الترويج لآرائها داخل الولايات المتحدة، وقد سبق للشركة نشر مقالات للرأي مؤيدة لوجهة النظر الروسية في صحيفة «هافينغتون بوست» وفي شبكة «سي إن بي سي» الأميركية. وتعد هذه الافتتاحية هي الثانية للرئيس الروسي بعد نشره افتتاحية أخرى في عام 1999 بالجريدة نفسها.

وأوضح جيمس جيفري، الباحث السياسي بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، أنه يمكن لواشنطن استعادة مصداقيتها وشن هجمات عسكرية على الفور إذا تبين أن نظام الأسد استخدم الأسلحة الكيماوية مرة أخرى، من دون الحصول على تفويض من الكونغرس أو إجراء مفاوضات في مجلس الأمن، حيث سيكون أوباما قادرا على الزعم أن قيام الأسد باستخدام الأسلحة الكيماوية مرة أخرى يضع قوات الولايات المتحدة وحلفاءها في خطر. شدد على إبقاء الحل الدبلوماسي هو الهدف الأساسي لواشنطن خاصة أن مصالح الولايات المتحدة وحلفائها لا تتطلب تحقيق نصر عسكري وإنما التوصل إلى حل دبلوماسي يدل على مصداقية الولايات المتحدة.

وطالب جيفري ببقاء الخيار العسكري على طاولة المفاوضات مع الاستمرار في التفاوض على قرار في مجلس الأمن بشأن سوريا والتفاوض مع الجانب الروسي لتنفيذ المبادرة بإخضاع الأسلحة الكيماوية السورية للإشراف الدولي. وقال جيفري «كان تزايد الاحتمال بحدوث عملية عسكرية أميركية ضد سوريا هو ما دفع موسكو ودمشق لتقديم اقتراحاتهما لإخضاع الأسلحة الكيماوية للتفتيش، وهذه المبادرة لم تكن لتخرج إلى النور لو لم تصر إدارة أوباما على استخدام القوة». وأشار الباحث الأميركي «كانت هناك شكوك ومخاوف من استعداد أوباما للتدخل في سوريا بعد انتهاك الخط الأحمر الذي حده، وقد أضر هذا التقاعس بمصداقية الولايات المتحدة في الخارج، وهو أمر حيوي في التعامل مع القضايا الإقليمية العديدة، وقد لا تكون الولايات المتحدة هي شرطي العالم لكن قراراتها بشأن الانخراط أو عدم الانخراط لها تداعيات واسعة على الصعيد العالمي وضرورية للحفاظ على المصالح الأميركية والأمن والاستقرار الدوليين».

من جهتها، قالت صحيفة «الغارديان» البريطانية إن المادة كانت بحاجة إلى عمل أكثر على صياغتها التحريرية، ونشرت بعد وقت قصير من تلقي المقال. لكن ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئيس الروسي، أكد أن المادة التي أتت في المقال كانت تعبر تماما عن أفكار بوتين، وأن «المضمون الأساسي من المقال كتبه بوتين ثم عمل مساعدوه على توسيع النص».

وزير خارجية فرنسا: لا نسير وراء أميركا في سوريا بل إلى جانبها

باريس ترفض تهميش دورها في الملف السوري

باريس: ميشال أبو نجم

استبقت باريس اجتماع وزيري خارجية الولايات المتحدة الأميركية وروسيا في جنيف أمس بطرح «رؤيتها» لما يتوجب القيام به في موضوع الأسلحة الكيماوية السورية، فيما يواجه مشروع القرار الذي تقدمت به فرنسا بصورة غير رسمية إلى بعض أعضاء مجلس الأمن صعوبات تجعله يراوح مكانه.

ويستشف من «الرؤية» الفرنسية التي عبرت عنها تصريحات وزير الخارجية المتلاحقة رغبة باريس التي لم تدع إلى اجتماعات جنيف الثنائية في «إسماع صوتها»، لا بل سعيها لأن تلعب دور «المحفز». وتبدى ذلك بوضوح أمس في قول الوزير لوران فابيوس إن نظيره الأميركي جون كيري اتصل به الاثنين «لمناقشة كيفية حصول المحادثات». واستمرت باريس على خطها المتشدد بالنسبة للمبادرة الروسية متمسكة بالشروط الثلاثة التي وضعتها منذ يوم الاثنين وهي: إدانة النظام السوري وتحميله مسؤولية استخدام السلاح الكيماوي صبيحة 21 أغسطس (آب) الماضي، والمطالبة بآليات دقيقة وسريعة للسيطرة على الترسانة الكيماوية وتدميرها بموجب قرار تحت الفصل يصدر من مجلس الأمن الدولي ويهدد بـ«تدابير» في حال لم تلتزم دمشق بتعهداتها، وأخيرا إحالة المسؤولين عن «المجزرة الكيماوية» إلى العدالة الدولية.

وتوقع فابيوس أن ينشر تقرير المحققين الدوليين يوم الاثنين المقبل. ورغم أن مهمة هؤلاء ليست تحديد المسؤوليات، فإن الوزير الفرنسي توقع أن يتضمن «مؤشرات» تصب كلها في خانة تحميل النظام السوري المسؤولية لأنه هو من يملك الترسانة الكيماوية ومن يملك القدرات «من صواريخ وقنابل وطائرات» لإيصالها واستخدامها كسلاح قاتل، وهو الجهة التي لها مصلحة في ضرب المنطقة التي ضربت «ضاحيتي الغوطة الشرقية والغربية». وبناء عليه، فإن باريس تطالب سوريا بتعهدات قوية وجادة رصد منها فابيوس ثلاثة ملامح أساسية وهي أن تكون سريعة بحيث لا تسعى دمشق للمماطلة وكسب الوقت، وذات صدقية بمعنى أن تؤدي فعلا إلى حرمان النظام من هذه الترسانة، وأخيرا أن تتيح التحقق منها عبر عمليات رقابة وتفتيش صارمة.

وردت فرنسا على الرئيس الروسي بوتين الذي اتهم المعارضة باستخدام الكيماوي لاستجلاب التدخل العسكري الخارجي بقوله إن ما جاء به الرئيس بوتين «لا أساس له ولا يتمتع بأي صدقية». وطالب فابيوس باستمرار الحزم في التعاطي مع الملف الكيماوي لأن «الحزم فتح الباب للدبلوماسية والضعف سيقفله». بيد أن التشدد، في نظره «لا يعني عدم اقتناص الفرصة» المتمثلة في الاقتراح الروسي، إذ من المهم التنبه و«عدم التغرير بنا». كذلك رد فابيوس على بعض التهم التي تساق بحق الرئيس فرنسوا هولاند والحكومة الفرنسية بخصوص السياسة المتبعة في إزاء سوريا. وقال فابيوس لمن يدعي أن الحكومة الفرنسية مربوطة بالعربة الأميركية مما يعني أنها لا حول لها في اتخاذ القرارات أو التأثير على اتخاذها، إن فرنسا «لا تسير وراء أميركا بل إلى جانبها وذلك من أجل الدفاع عن قضية محقة». وأضاف الوزير الفرنسي أن «أحدا لا ينكر أن حزم فرنسا وحزم الآخرين هو الذي جعل الأمور تتحرك» وتفتح الباب أمام الدبلوماسية.

أما بشأن التهمة الثانية، فإن قائليها يدعون أن «الهدف الأول» من انغماس فرنسا في الموضوع السوري إلباس الرئيس هولاند ثوب القائد العسكري والتغطية على المشاكل الاقتصادية والاجتماعية الداخلية. غير أن فابيوس نفى بشدة هذا القول، مؤكدا أن رغبة هولاند ليست أبدا من هذا القبيل، بل إن تحرك فرنسا سببه أنها عضو دائم في مجلس الأمن ودورها محاولة رسم طرق السلام، كما أن مجزرة من هذا النوع لا يمكن التفرج عليها عن بعد فضلا عن الحاجة لحماية أمن فرنسا والفرنسيين.

وفي أي حال، فإن باريس حريصة على إعادة وضع الأمور السورية في نصابها، إذ رغم الأهمية الكبرى التي يرتديها الملف الكيماوي «فإن المهم العودة إلى البحث عن الحل السياسي» بحيث لا تخفي الشجرة على ضخامتها «المجزرة الكيماوية» وغابة «الحرب الدائرة في سوريا». وفي محاضرة ألقاها في معهد العلوم السياسية، شدد فابيوس على ضرورة أن يفضي التفاهم على الملف الكيماوي السوري إلى تسهيل الوصل إلى حل سياسي يجسده مشروع «جنيف 2» المجهض حتى الآن والذي تريد باريس إعادته إلى الواجهة إلى جانب الاهتمام بالمقترح الروسي الذي تتخوف من أن يكون بمثابة فقاعات صابون أن بالونات اختبار تخبئ أكثر مما تظهر.

وفي سياق مواز، وعدت باريس بالإسراع في البت بطلبات اللجوء التي يتقدم بها السوريون إلى فرنسا. ورغم وجودها في الصفوف الأولى، فإن فرنسا تستقبل من اللاجئين السوريين أقل مما تستقبله الدنمارك أو السويد. ووعد وزير الخارجية بأن تفتح فرنسا أبوابها أمام عدد أكبر من السوريين الذين لهم علاقات عائلية على الأراضي الفرنسية.

ومن جانبه، قال الرئيس هولاند عقب لقائه رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، في قصر الإليزيه، إن البحث الجاري بشأن الكيماوي السوري «يستهدف الوصول إلى حل سياسي»، مضيفا أن بلاده «مستمرة في الضغوط» العسكرية للخروج من الأزمة.

وبحسب هولاند، فإن البحث اليوم يتم «بجدية» حول سبل فرض رقابة دولية على الترسانة الكيماوية السورية ومن أجل التخلص منها وهو هدف المباحثات الجارية حاليا. واعتبر الرئيس الفرنسي أنه إذا كان الجميع «واعين لمسؤولياتهم»، فإن الجهود المبذولة «يمكن أن تفضي إلى الحل السياسي» الذي لا يمنع باريس من الاستمرار في التزام موقف حازم والتهديد بالضربة العسكرية إذا لم تتعاون دمشق. وتندرج هذه السياسة فيما يسمى «المقاربة المزدوجة»؛ أي التفاوض والتهديد باللجوء إلى القوة في حال فشلت المفاوضات.

الأسد ينفي رضوخه للضغوط الأميركية في ملف السلاح الكيماوي

«الحر» يجدد رفض المبادرة الروسية

بيروت: «الشرق الأوسط»

نفى الرئيس السوري بشار الأسد أن تكون بلاده قبلت بوضع ترسانتها الكيماوية تحت الرقابة الدولية خوفا من الضربة الأميركية، مؤكدا أن من أهم الأسباب التي دفعت سوريا للقبول بوضع الأسلحة الكيماوية تحت الرقابة الدولية هو المبادرة الروسية التي لولاها لما قبلت سوريا النقاش بهذا الموضوع مع أي دولة أخرى، مشددا على أن سوريا تعاطت مع هذه القضية انطلاقا من حرصها الجدي كدولة على تجنيب نفسها وتجنيب دول المنطقة بشكل عام حربا أخرى مجنونة يسعى البعض من أنصار الحرب في الولايات المتحدة لإشعالها في منطقتنا.

وشدد الأسد على أن السير في المبادرة «يعتمد بالدرجة الأولى على تخلي الولايات المتحدة عن سياساتها العدوانية تجاه سوريا وعندما ترى سوريا أن الولايات المتحدة صادقة في توجهاتها تجاه الاستقرار والتوقف عن التهديد والعمل من أجل العدوان وإرسال السلاح للإرهابيين». وقال: «عندها يمكن السير بهذه الإجراءات إلى المراحل النهائية لكي تصبح نافذة وسيكون الدور الأساسي في هذه العملية للدولة الروسية لأنه لا يوجد أي ثقة أو اتصالات بيننا وبين الأميركيين» واصفا العلاقة بين روسيا وسوريا بأنها «علاقة ثقة تمتنت بشكل خاص خلال الأزمة حيث أثبتت روسيا مصداقيتها كدولة كبرى يمكن الاعتماد عليها».

وقال الأسد في حديث مع قناة «روسيا 24» أمس إن سوريا قدمت مقترحا للأمم المتحدة منذ أكثر من عشر سنوات من أجل إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل.. لأن هذه المنطقة مضطربة وهي منطقة حروب منذ عقود وربما منذ قرون.. فإخلاؤها من الأسلحة غير التقليدية يساهم في تحقيق الاستقرار في هذه المنطقة وكانت العقبة في وجه هذا المقترح السوري هي الولايات المتحدة في ذلك الوقت. وأضاف: «نحن كمبدأ لا نعتقد بأن وجود أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط هو شيء إيجابي.. بالعكس تماما نحن دائما نفكر بالاستقرار ونسعى من أجل السلام». وتابع: «نحن ما زلنا اليوم ندفع ثمن الحروب التي شنتها الولايات المتحدة سواء في أفغانستان.. وهي بعيدة عن سوريا.. أو في العراق وهي دولة مجاورة لنا.. ونعتقد بأن أي حرب تشن على سوريا ستكون حربا مدمرة للمنطقة وتدخل المنطقة في سلسلة من المشاكل وعدم الاستقرار ربما لعقود أو لأجيال مقبلة» مشددا على أنه «لولا المبادرة الروسية لما كان يمكن على الإطلاق أن نناقش هذا الموضوع مع أي دولة أخرى.. هذا نوع من البروباغندا الأميركية لأن كيري وإدارته.. وربما أوباما معه.. يريدون أن يظهروا دائما بمظهر المنتصر الذي هدد وحصل على النتيجة. هذه الأشياء لا تهمنا.. القضية الأساسية هي قناعات سوريا.. والدور الروسي في هذه القضية».

وأشار الأسد إلى أنه بعد شهر من توقيع سوريا اتفاقية حظر انتشار الأسلحة الكيماوية ستقوم بتقديم البيانات المطلوبة عن المخزون الكيماوي للمنظمة. وقال: «هذه الإجراءات الروتينية تتم، لكن يجب أن يكون واضحا للجميع بأن تلك الإجراءات بالنسبة لنا ليست من طرف واحد (…) التطبيق يعتمد بالدرجة الأولى على تخلي الولايات المتحدة عن سياساتها العدوانية تجاه سوريا وعلى استجابتها للمبادرة الروسية.. عندما نرى أن الولايات المتحدة صادقة في توجهاتها تجاه الاستقرار في هذه المنطقة والتوقف عن التهديد والعمل من أجل العدوان أو حتى إرسال سلاح للإرهابيين». لأنه لا يوجد أي ثقة بيننا وبين الأميركيين.. ولا توجد اتصالات بيننا وبينهم.. فروسيا هي الدولة الوحيدة القادرة الآن على القيام بهذا الدور.

ونفى الأسد التقارير التي تحدثت عن أن أن ضباط الجيش طلبوا منه مرات كثيرة أن يسمح لهم باستعمال السلاح الكيماوي لمواجهة مقاتلي المعارضة المسلحة.. ولكنه لم يوافق.. ولكنهم قاموا باستعمال هذه المواد السامة بشكل مستقل ومنفرد. وقال: «هذا جزء من البروباغندا الأميركية.. (…) هذا الموضوع لم يطرح على الإطلاق في سوريا ولا من قبل أي جهة هذا أولا. ثانيا.. هذا النوع من الأسلحة يكون استخدامه في الدول وفي الجيوش المختلفة مركزيا.. ولا يكون مع القوات.. أي لا توجد قوات لديها هذا النوع من الأسلحة عندما تكون قوات مشاة أو دبابات أو غيرها.. هذا النوع من الأسلحة هو نوع خاص.. ويستخدم من قبل وحدات مختصة في التعامل معها. لذلك حتى هذه الأكذوبة هي غير منطقية وغير قابلة للتصديق».

من جهته, جدد «الجيش السوري الحر» أمس، رفضه الاقتراح الروسي المتعلق بوضع أسلحة النظام السوري الكيماوية تحت الرقابة الدولية، وطالب بمحاسبة مرتكبي الجرائم ومحاكمتهم. فيما اعتبر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية «أن غياب الرد الفعال على استخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي سيشجع دولا مثل كوريا الشمالية وإيران على استخدامه».

وأكد رئيس هيئة أركان «الجيش الحر» اللواء سليم إدريس في بيان مصور بث على موقع «يوتيوب» رفض رئاسة الأركان القاطع للمبادرة الروسية لوضع السلاح الكيماوي تحت الوصاية الدولية. وأضاف أن «رئاسة أركان الجيش السوري الحر المعارض تطلب من المجتمع الدولي عدم الاكتفاء بسحب السلاح الكيماوي والبحث فورا في محاسبة مرتكب الجريمة ومحاكمته».

ودعا إدريس الدول «الداعمة والصديقة إلى زيادة كمية السلاح النوعي والذخائر التي ترسلها إلى كتائب الجيش الحر». كما حث مقاتلي المعارضة على «المتابعة في تحرير البلاد من النظام».

وفي هذا السياق، أشار المتحدث باسم مجلس القيادة العسكرية في «الجيش الحر»، العقيد قاسم سعد الدين لـ«الشرق الأوسط» إلى «أن السلاح الكيماوي ليس ملك بشار الأسد (الرئيس السوري) كي يقوم بتسليمه بهذه الطريقة المذلة»، موضحا أن هذا السلاح تم تصنيعه من مال الشعب السوري وهو الأحق بتحديد وجهته.

وفي حين، شدد سعد الدين على أن «بشار الأسد (الرئيس السوري) سيحاكم بالخيانة فيما لو أقدم على هذا الفعل». لفت إلى أن المبادرة الروسية هي مناورة هدفها إخراج الأسد من مأزقه بعد استخدام الكيماوي. وتهدف المبادرة الروسية التي طرحت يوم الاثنين الفائت، إلى وضع ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية تحت إشراف دولي لتدميرها في مرحلة لاحقة. وقد سارع النظام السوري إلى إعلان موافقته عليها.

وتزامن موقف «الجيش الحر» الرافض للمبادرة الروسية مع تحذيرات أطلقها «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» من أن الرد على استخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي «إذا لم يكن فعالا ومعبرا عن جدية ومصداقية المجتمع الدولي فإن إيران وكوريا كدول وحزب الله كمنظمة إرهابية ستعتبر هذا ضوءا أخضر لتهريب وتصنيع، واستخدام هذا السلاح». وشكك الائتلاف في بيان له أمس، في «المبادرة الروسية» التي تقترح وضع السلاح الكيماوي السوري الذي يمتلكه النظام تحت الرقابة الدولية، واعتبرها «مناورة سياسية تهدف لكسب الوقت وإعطاء المهل لنظام أوغل بشراكة حلفائه في سفك دماء الشعب السوري».

وأضاف أن «هذه المبادرة تتطلب الثقة ببشار الأسد (الرئيس السوري) الذي قتل عشرات الألوف وأنكر امتلاكه للسلاح الكيماوي منذ أقل من أسبوع كما تتطلب الثقة بالحكومة الروسية التي تواصل دعمها للأسد بالسلاح والمال ليقتل أبناء الشعب السوري».

وربط الائتلاف بين أي «مبادرة تكون مقبولة للشعب السوري بمحاسبة كل المسؤولين عن ارتكاب الجرائم ضد الشعب السوري وصدرت من الأمم المتحدة تحت البند السابع».

في المقابل، طالب نائب رئيس الوزراء في الحكومة السورية للشؤون الاقتصادية، قدري جميل بتوفير ضمانات بعدم تعرض دمشق لاعتداء في حال تجريدها من السلاح الكيماوي.

ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن جميل قوله: إنه على «الرغم من موافقة دمشق المبدئية على المبادرة الروسية الخاصة بالسلاح الكيميائي، فإنها يجب أن تحصل على ضمانات بعدم تعرضها لاعتداء خارجي في حال تجريدها من هذا النوع من السلاح». وأضاف: «عليهم أن يتقدموا بتعهد علني بعدم الاعتداء على سوريا بالسلاح الكيماوي، إذا كان موجودا في سوريا فهو موجود من أجل الدفاع عن الذات ضد أي عدوان خارجي». واعتبر جميل أن «هذا موقف القيادة السورية يظهر أن دمشق تسعى إلى نزع فتيل النزاع في المنطقة، وهو الأمر الذي يجب أن يفهمه الأميركيون».

وفي الإطار ذاته، أشادت مجموعة من الأحزاب السورية المنضوية تحت إطار «ائتلاف التغيير السلمي» بالمبادرة الروسية. ودعت خلال مؤتمر صحافي بدمشق أمس، إلى أن «تكون مساعي الدول الصديقة والمحبة للسلام باتجاه منع الولايات المتحدة من توجيه أي ضربة عدوانية على سوريا». كما أشادت القوى بالدور الروسي الذي وصفته بالإيجابي من أجل تجنيب المنطقة شر الحروب.

إسرائيل تؤيد المقترح الروسي شرط تنظيف سوريا تماما

قالت إنها ستتدخل ضد إيران أو سوريا إذا لم ترد واشنطن على الكيماوي السوري

رام الله: كفاح زبون

أيدت إسرائيل، أمس بشكل حذر ومشروط، الخطة الروسية لوضع الأسلحة الكيماوية في سوريا تحت وصاية دولية، في الوقت الذي هددت فيه بالتدخل مباشرة إذا كان مصير مثل هذه الأسلحة في يد منظمات مثل حزب الله اللبناني، أو إذا فشلت الخطة برمتها، ولم تتدخل الولايات المتحدة.

وقال وزير الشؤون الاستراتيجية يوفال شتاينتز، المقرب جدا من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو: «لا يمكنني أن أقول إن لدينا ثقة كاملة في المقترح الروسي، لكن إذا كان سيؤدي فعلا إلى تفكيك وإزالة الأسلحة الكيماوية من سوريا، فذلك بالنسبة لنا وسيلة لإنهاء هذه المأساة والتخلص من هذا التهديد».

وأضاف شتاينتز للإذاعة الإسرائيلية: «المسألة معقدة، إن تنفيذ الخطة بدقة يتطلب أن تضمن موسكو تطهير سوريا من الأسلحة الكيماوية نهائيا».

ويعتبر هذا أول تصريح إسرائيلي مسؤول يمكن تفسيره على أنه تأييد حذر للخطة الروسية. وعلى الرغم من ذلك تبقي إسرائيل كل خياراتها الأخرى مفتوحة بما فيها مهاجمة سوريا وإيران.

وحذر مصدر مسؤول في إسرائيل من أن فشل المسار الدبلوماسي لإنهاء أزمة السلاح الكيماوي في سوريا يجب أن يفضي إلى عملية عسكرية أميركية ضد النظام السوري، «إذ إن أي عجز أميركي في هذه المسألة من شأنه نقل رسالة خاطئة إلى إيران، الأمر الذي قد يجبر إسرائيل على التحرك عسكريا بمفردها لضرب المنشآت النووية الإيرانية». وقال وزير الطاقة الإسرائيلي، سيلفان شالوم، أمس: «إذا لم ترد واشنطن على استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا ستفسر إيران ذلك على أنه بإمكانها مواصلة تطوير مشروعها النووي دون عراقيل». وأضاف للإذاعة الإسرائيلية: «إيران تنظر الآن إلى عجز المجتمع الدولي عن التعامل مع قضية الأسلحة الكيماوية في سوريا وتتوصل في أعقاب ذلك إلى استنتاج بأن التهديد بتنفيذ عملية عسكرية ضد مشروعها النووي غير حقيقي».

ولا تتأهب إسرائيل تجاه إيران وحسب، بل سوريا كذلك. وثمة خشية من نقل بعض الأسلحة الكيماوية إلى حزب الله اللبناني. وقال شالوم: «نحن نراقب، وإسرائيل تعتمد على نفسها فقط، وقد سبق لها أن أوضحت أنها لن تسمح بنقل أسلحة خطيرة من سوريا إلى جهات أخرى».

وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أمس إنه في الوقت الذي يحاول فيه المجتمع الدولي التوصل إلى تفاهمات حول تفكيك السلاح الكيماوي السوري، تراقب إسرائيل عن كثب تحركات القيادة السورية والرئيس السوري بشار الأسد وما هو مصير أسلحته الكيماوية. وقالت مصادر إسرائيلية مسؤولة: «إسرائيل لن تتراجع عن الخطوط الحمراء التي وضعتها للأسد، إن نقل أي سلاح كيماوي أو مخل بالتوازن إلى حزب يعني أننا سنتدخل فورا عن طريق القوة».

وأضافت المصادر: «هذه الخطوط الحمر لم ولن تتغير، الأسد يدرك جيدا أنه من الأفضل له عدم اللعب في مسألة كهذه.. نحن بغض النظر عن التحركات الدبلوماسية سنعالج مباشرة كل ما نراه شاذا ويشكل تهديدا بالنسبة لنا». وتقول إسرائيل إن من حقها الرد على «كل محاولة لتسليح حزب الله بأسلحة مخلة بالتوازن».

وكان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أكد أول من أمس أن إسرائيل «لا يمكنها التعويل إلا على نفسها»، وستضرب «عمق العدو» إذا ما أقدم على الاعتداء عليها أو استوجب ذلك.

ورأى نتنياهو أن الوقت قد حان لنزع الأسلحة الكيماوية في سوريا، وكذلك الأمر بالنسبة لأسلحة الدمار الشامل في إيران. وقال وزير الدفاع موشيه يعالون في المناسبة ذاتها إن إسرائيل تتابع مجريات الأحداث في سوريا من منطلق الاعتماد على نفسها وعلى قوتها الرادعة، ولكن في نفس الوقت فإن إسرائيل سترفض أي دعوة لها من أجل خطوة مشابهة لما يجري في سوريا.

وقالت صحيفة «هآرتس» أمس إن المسؤولين الإسرائيليين يدركون احتمال تشكيل سيناريو تطلب فيه جهات دولية أن تحذو إسرائيل حذو سوريا في تفكيك ترسانتها الكيماوية. وثمة قلق في إسرائيل من ربط أجراه مسؤولون روس مؤخرا بين الأسلحة الكيماوية السورية والإسرائيلية. وقال الناطق بلسان الخارجية الإسرائيلية يغئال بالمور: «إن إسرائيل لن تصادق على معاهدة حظر انتشار الأسلحة الكيماوية، ما دامت هناك دول في المنطقة تملك أسلحة كيماوية ولا تعترف بوجود إسرائيل، وتهددنا بالإبادة».

وأضاف بالمور: «من شأن تلك الدول أو منظمات إرهابية تنشط بتوجيه من تلك الدول أن تشكل تهديدا بهذه الأسلحة ضد إسرائيل».

وكانت إسرائيل وقعت مبدئيا على اتفاقية حظر انتشار الأسلحة الكيماوية عام 1993، لكن الكنيست لم تصادف عليها نهائيا، ورفضت إسرائيل دائما خضوعها لنظام التفتيش والمراقبة الدولي.

وأوضح بالمور: «لقد وقعت إسرائيل على المعاهدة، ولكن وللأسف هناك دول في المنطقة استخدمت الأسلحة الكيماوية مؤخرا، أو في الماضي، ونعلم أن بعضها يسعى إلى زيادة قدراته الكيميائية، لم توقع، وأوضحت أن موقفها هو ذاته سواء وقعت إسرائيل على المعاهدة أم لا». وتابع: «إن التهديد باستخدام السلاح الكيماوي ضد السكان المدنيين في إسرائيل ليس تهديدا نظريا أو مستبعدا. لا يمكن لإسرائيل أن تتجاهل هذا التهديد وتفكر في المصادقة على المعاهدة».

الائتلاف السوري يسمي اليوم الطعمة رئيسا للحكومة المؤقتة

الهيئة السياسية صوتت لصالح انضمام «المجلس الوطني الكردي»

بيروت: ثائر عباس

يسمى «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة» في سوريا اليوم أحمد الطعمة رئيسا للحكومة السورية المؤقتة التي ستدير الأوضاع في الداخل السوري الخاضع لسيطرة قوى المعارضة المناوئة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وتعقد الهيئة العامة للائتلاف المكونة من 115 عضوا اجتماعا ليومين يبدأ اليوم بهدف «مناقشة وتداول الاستحقاقات الهامة والمستعجلة على الصعد السياسية والعسكرية، وتدارس الخطط المتعلقة بملفات داخلية باتت هامة وملحة في الفترة الراهنة». كما أفاد بيان صادر عن الائتلاف أمس. وتؤشر الفقرة الأخيرة في البيان إلى موضوع الحكومة الانتقالية التي يفترض أن يسمى رئيس جديد لها بعد استقالة أول من كلف بتشكيلها غسان هيتو في يوليو (تموز) الماضي بعد أشهر من المراوحة وعجزه عن تأليف الحكومة.

وكان الائتلاف الذي تعرض لانتقادات لتأخره في تأليف هذه الحكومة التي كان يفترض بها أن تشكل السلطة الأساسية على الأرض في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، قد استمع الشهر الماضي إلى المرشح الوحيد لرئاسة هذه الحكومة أحمد الطعمة الذي قدم لأعضاء الائتلاف تصوره لهذه الحكومة. ومن المقرر أن يتم اليوم التصويت على تسميته في ختام اليوم الأول من الاجتماع حيث لا يوجد من ينافسه على هذا الموقع. وقال مصدر في الائتلاف لـ«الشرق الأوسط» إن الطعمة بات يمتلك «تصورا كاملا» لحكومته وشكلها، مشيرا إلى أنه سوف يعمد فور تسميته إلى القيام بمشاورات واتصالات يعلن بعدها حكومته، إذ إنه رفض القيام بأي اتصالات ومشاورات قبل تسميته رسميا.

ويخصص اليوم الثاني والأخير لاجتماع الائتلاف لمناقشة انضمام المجلس الوطني الكردي إلى الائتلاف، بناء على اتفاق جرى بين المجلس والائتلاف في وقت سابق يدخل المكون الكردي الأكبر لأول مرة تحت سقف الكيان الجامع للمعارضة السورية، خصوصا بعد الخلافات التي طبعت الاجتماعات السابقة حيث كان يحضر وفد المجلس كل اجتماعات المعارضة ثم ما يلبث أن يعلن انسحابه لعدم موافقة الأعضاء على الاعتراف بـ«خصوصية» لأكراد سوريا.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن أعضاء الهيئة السياسية للائتلاف التي اجتمعت أمس وقبله في إسطنبول، قد وافقت على انضمام المجلس الكردي إلى الائتلاف بغالبية 18 صوتا مقابل صوت واحد للمعارض كمال اللبواني الذي صوت منفردا ضده.

واتهم اللبواني أعضاء الائتلاف ورئيسه أحمد الجربا، بالخضوع للإملاءات الأميركية في ما يخص مسألة الاتفاق على انضمام المجلس الوطني الكردي إلى الائتلاف المعارض. وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن المجلس الوطني الكردي يطالب بحق الاعتراف الدستوري بوجود الشعب الكردي كشعب، أي مجموعة سكان تقطن على مساحة جغرافية محددة لها حق تقرير المصير، مما سيمهد لسيناريو الانفصال عن الوطن الأم سوريا. وقال اللبواني إن «الإدارة الأميركية تسعى إلى فرض النظام الفيدرالي على سوريا ومحاولة تقسيم البلاد كما حصل في العراق»، وتحدث عن عدة اتصالات تلقاها من الخارجية الأميركية لدفعه إلى التوقيع على الاتفاقية مع الأكراد.

وبينما أشار اللبواني إلى أن «الاعتراف بالقومية الكردية يختلف عن الاعتراف بالأكراد كشعب له حق تقرير المصير، الأمر الذي قد يؤسس لحرب أهلية بين العرب والأكراد»، لفت إلى أن الائتلاف الوطني «هو هيئة معينة وليست منتخبة، مما يعني أنه غير مخول بالتوقيع على اتفاق من هذا الحجم سيؤثر على مستقبل سوريا».

 مواقف متباعدة حول سوريا تسبق اجتماع لافروف ـ كيري في جنيف

تقرير المفتشين الدوليين الإثنين يؤكد استخدام “الكيميائي”

باريس ولندن تطالبان موسكو بمهل زمنية لتنفيذ مبادرتها

بوتين يحذر: ضربة عسكرية قد تقضي على النظام الدولي

                                            بدت المواقف متباعدة بين الولايات المتحدة وروسيا قبل لقاء بين وزيري خارجية البلدين جون كيري وسيرغي لافروف في جنيف لمناقشة المبادرة الروسية بشأن السيطرة الدولية على سلاح نظام بشار الأسد الكيميائي تمهيداً لإزالته، إذ دعت الولايات المتحدة النظام السوري الى الكشف في اسرع وقت ممكن عن حجم وخصائص ترسانته الكيميائية، ووجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحذيرا شديد اللهجة الى الولايات المتحدة بأن اي تحرك عسكري احادي ضد سوريا قد يقضي على النظام العالمي.

وأوروبيا، توقعت فرنسا امس ان تقرير محققي الامم المتحدة بشأن مجزرة ريف دمشق سينشر يوم الاثنين المقبل وانه سيتضمن تأكيدا على استخدام الاسلحة الكيميائية في الهجوم وقد يحمل نظام بشار الأسد مسؤولية الجريمة. جاءت هذه التوقعات في تصريح صحافي امس لوزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي طرحت بلاده منذ يومين مسودة قرار في مجلس الامن الدولي التابع للامم المتحدة يؤكد ارتكاب نظام الاسد المجزرة الكيميائية ويطالب بإحالة جميع الجرائم التي ارتكبت في سوريا منذ اندلاع الثورة الى المحكمة الجنائية الدولية. هذا فيما صعدت بريطانيا امس من لهجتها وشددت مجددا على وجوب عدم الثقة ببشار الأسد او تصديقه محذرة من لعبة اضاعة وقت جديدة تديرها موسكو مع دمشق

الولايات المتحدة

في واشنطن قال مسؤول اميركي بارز ان الهدف من المحادثات مع روسيا “التأكد من وجود طريق إلى الأمام هنا، وان الروس يعنون ما يقولونه.. والاهم معرفة ما اذا كان الاسد يعني ما يقول”. وصرح المسؤول الذي رافق كيري إلى جنيف للصحافيين “سنتحدث مع الروس عن حجم المشكلة. وسنتحدث مع الروس عن مختلف طرق التخلص من الاسلحة وتدمير منشآت الانتاج ومنشآت المواد الكيميائية”.

وابقى البيت الابيض على الغموض بخصوص الاستحقاقات المقبلة في الملف السوري بعدما ارجأ الرئيس الاميركي باراك اوباما احتمالات الضربة العسكرية عبر اعطاء فرصة للمبادرة الدبلوماسية التي عرضتها روسيا.

وقال جيمس غولدغاير عميد كلية الدبلوماسية في الجامعة الاميركية في واشنطن ان اوباما “لم يشأ” في خطابه الثلاثاء الماضي “ان يقحم نفسه في التزامات”.

ورفض الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني الاربعاء هو ايضا الحديث عن استحقاقات تعتبر الولايات المتحدة بعدها ان سوريا اخلت بوعودها. وقال “ليس لدي جدول زمني لاعلنه لكم” مضيفا “ما يمكنني قوله هو انه بالتاكيد سيستغرق هذا الامر بعض الوقت (…) لكننا لسنا مهتمين بمناورات تهدف الى المماطلة”.

وقال البيت الابيض إنه ألغى النزهة الصيفية لاعضاء الكونغرس وعائلاتهم وهي فرصة سنوية للرئيس والمشرعين لتنحية الخلافات الحزبية جانبا والاستمتاع بالموسيقى والطعام.

واتخذ هذا القرار بهدوء في الاسبوع الماضي فيما كانت الادارة تبحث الكيفية التي سترد بها على هجوم بالاسلحة الكيماوية في سوريا. وفي ذلك الوقت كان الكونغرس يبدو مشغولا بمناقشة ما إذا كان سيوافق على خطة الرئيس باراك اباما بتوجيه ضربة عسكرية.

وكانت النزهة تجري عادة في حزيران من كل عام كوسيلة لتوجيه الشكر للمشرعين على الخدمة العامة التي يقدمونها لكن هذا العام تم تأجيلها إلى أيلول بسبب ازدحام جدول مواعيد اوباما برحلاته الى قمة مجموعة الثماني في ايرلندا الشمالية وزيارة لمدة اسبوع الى أفريقيا.

وقال مساعد بالبيت الابيض “الرئيس والسيدة ميشيل أوباما يتطلعان للترحيب بأعضاء الكونغرس واسرهم في عطلة الكونغرس في كانون الاول”.

وخلال الاسبوعين الماضيين عقد اوباما وكبار مسؤوليه عشرات الاجتماعات مع المشرعين بشأن الرد على الازمة السورية في البيت الابيض وفي مبنى الكونغرس.

روسيا

الموقف الأكثر تشددا جاء من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي وجه أمس تحذيرا شديد اللهجة الى الولايات المتحدة بأن اي تحرك عسكري احادي ضد سوريا قد يقضي على النظام العالمي.

واتهم بوتين مقاتلي المعارضة السورية وليس قوات بشار الاسد باستخدام الاسلحة الكيميائية في المجزرة التي ارتكبت في 21 اب في ريف دمشق بهدف حمل الولايات المتحدة على “التدخل”.

وحذر بوتين، اقرب حلفاء دمشق، من ان اي استخدام للقوة خارج اطار مجلس الامن الدولي “غير مقبول” و”سيشكل عملا عدوانيا”.

كما حذر من ان ضرب سوريا “سيزيد العنف وسيطلق موجة ارهاب جديدة”، مشددا على ارتباط العديد من المقاتلين المناهضين للاسد بتنظيم القاعدة.

وتابع ان توجيه ضربة عسكرية “سيقوض الجهود المتعددة الاطراف لتسوية المشكلة النووية الايرانية والنزاع الاسرائيلي الفلسطيني وسيزيد من زعزعة الاستقرار في الشرق الاوسط وشمال افريقيا .. وقد يقوض نظام القانون الدولي برمته”.

وكتب بويتن انه “يجدر بالولايات المتحدة وروسيا وجميع اعضاء الاسرة الدولية اغتنام فرصة استعداد الحكومة السورية لوضع ترسانتها الكيميائية تحت رقابة دولية من اجل تدميرها”.

وختم بوتين تحذيره بلهجة تصالحية مرحبا بـ”اهتمام الرئيس (الاميركي) بمواصلة الحوار مع روسيا حول سوريا” ومشيدا بـ”الثقة المتنامية” بينهما واكد “علينا ان نعمل معا لابقاء هذا الامل حيا”.

لكن في مؤشر يدل على ان بوتين يرى في الازمة السورية فرصة لاعادة تأكيد نفوذ موسكو بعد عقدين من انتهاء الحرب الباردة، وجه انتقادات اوسع نطاقا الى واشنطن.

وعلق على الكلمة التي وجهها اوباما مساء الثلاثاء الى مواطنيه وقال فيها ان الولايات المتحدة لديها دور “استثنائي” ينبغي ان تضطلع به فقال بوتين انه من الخطأ لاي قوة ان تفترض بأن لديها دور زعامة فريدا.

وكتب “من الخطورة الى حد بعيد ان نشجع الناس على ان يعتبروا انفسهم استثنائيين ايا كان الدافع”. وتابع “جميعنا مختلفون، لكن حين نطلب بركة الله، علينا الا ننسى ان الله خلقنا متساوين”.

وقبل لقائه كيري، اكد لافروف ضرورة عدم تفويت “فرصة للسلام” في سوريا، وقال خلال زيارة الى كازاخستان “ثمة فرصة للسلام في سوريا ويجب عدم تفويتها”، وفق تصريحات نقلتها وكالات الانباء الروسية. واضاف انه يعتزم اجراء محادثات مع نظيره الاميركي تتناول هذه المسألة.

وقال مساعد الرئيس الروسي، يوري أوشاكوف، إن المبادرة الروسية الخاصة بالسلاح الكيميائي السوري نجحت في تجنيب دمشق الضربة لفترة معينة. ونقلت وسائل إعلام روسية، امس، عن أوشاكوف، قوله في مؤتمر صحافي في موسكو إنه “في الأيام والساعات الأخيرة تم تجنيب سوريا الضربة لفترة معينة.. لقد كانت لتهدد الاستقرار الإقليمي والدولي”. وأضاف انه “لا بد من الآن أن نعمل كل ما بوسعنا، كي لا تضيع هذه الفرصة سدى”.

وكانت روسيا سلمت الولايات المتحدة خطة على اربع مراحل لتنفيذ مبادرتها القاضية بوضع ترسانة الاسلحة الكيميائية السورية تحت اشراف دولي لتدميرها، تبدأ بانضمام دمشق الى منظمة حظر الاسلحة الكيميائية، بحسب تقرير صحافي نشر امس.

وتهدف الخطة التي اعلنت عنها موسكو هذا الاسبوع الى تفادي ضربة عسكرية هددت الولايات المتحدة بتوجيهها الى سوريا ردا على مجزرة الكيميائي في ريف دمشق.

وكشفت صحيفة “كومرسانت” الروسية لاول مرة تفاصيل الخطة الروسية مشيرة الى انه تم تسليمها الثلاثاء الى الطرف الاميركي، رغم ان روسيا لم تعلن تسليم الخطة الى الاميركيين سوى الاربعاء.

وتنص الخطة في المرحلة الاولى على انضمام دمشق الى منظمة حظر الاسلحة الكيميائية، ثم يفصح نظام الأسد عن مواقع تخزين وصنع الاسلحة الكيميائية، على ان يسمح في المرحلة الثالثة لمفتشي منظمة حظر الاسلحة الكيميائية بالتحقيق بشأنها. وتقضي المرحلة الاخيرة من الخطة بتحديد كيفية تدمير الاسلحة، وذلك بالتعاون مع المفتشين.

نظام الأسد

في مواقف النظام، دعا نائب رئيس حكومة الأسد للشؤون الاقتصادية قدري جميل الى توفير ضمانات بعدم توجيه ضربة في حال تجريدها من السلاح الكيميائي.

وقال جميل لقناة “روسيا اليوم” أمس إنه على الرغم من موافقة نظامه المبدئية على المبادرة الروسية الخاصة بالسلاح الكيميائي، إلا أنه يجب أن يحصل على ضمانات بعدم تعرضه “لاعتداء خارجي” في حال تجريده من هذا النوع من السلاح. وأضاف “عليهم أن يتقدموا بتعهد علني بعدم الاعتداء على سوريا.. السلاح الكيميائي إذا كان موجوداً في سوريا فهو موجود من أجل الدفاع عن الذات ضد أي عدوان خارجي. وإذا كان هذا السلاح ستجرد منه سوريا أو سيجمّد فيجب إعطاؤها ضمانات بأن أي اعتداء خارجي عليها لن يقع على الأقل من الجهة الأخيرة التي هددتها” .

“الحر” يرفض

في المقابل، اعلن “الجيش السوري الحر” أمس رفضه الاقتراح الروسي المتعلق بوضع ترسانة الاسلحة الكيميائية تحت رقابة دولية وذلك في بيان تلاه رئيس هيئة اركانه سليم ادريس، مطالبا بتعدي ذلك الى “محاسبة مرتكبي الجريمة”.

وقال ادريس في البيان المصور في شريط فيديو بث على موقع “يوتيوب” على شبكة الانترنت “تعلن رئاسة الاركان رفضها القاطع للمبادرة الروسية لوضع السلاح الكيميائي تحت الوصاية الدولية”. واضاف ان رئاسة اركان الجيش السوري الحر المعارض “تطلب من المجتمع الدولي عدم الاكتفاء بسحب السلاح الكيميائي… وتعدي ذلك الى محاسبة مرتكب الجريمة ومحاكمته”.

وجدد الائتلاف السوري المعارض في بيان صدر عنه الليلة قبل الماضية وصف المبادرة الروسية بالـ”مناورة سياسية”.

وجاء في بيان صدر عنه ان الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية “يشكك في المبادرة الروسية (…) معتبراً إياها مناورة سياسية تهدف لكسب الوقت وإعطاء المهل لنظام أوغل بشراكة حلفائه في سفك دماء الشعب السوري”.

واعتبر الائتلاف ان “هذه المبادرة تتطلب الثقة ببشار الأسد الذي قتل عشرات الألوف وأنكر امتلاكه للسلاح الكيميائي منذ أقل من أسبوع، كما تتطلب الثقة بالحكومة الروسية التي تواصل دعمها للأسد بالسلاح والمال ليقتل أبناء الشعب السوري”.

واكد الائتلاف ان “أي مبادرة ستكون مقبولة للشعب السوري إذا ما حاسبت كل المسؤولين عن ارتكاب الجرائم ضد الشعب السوري وصدرت من الأمم المتحدة تحت البند السابع” الذي يتيح استخدام القوة في تنفيذ القرارات الدولية.

وتابع بيان الائتلاف ان “ما يحصل في سوريا ليس حرباً أهلية شكلا ومضمونا”، بل “ثورة شعب على سلطة استبداد أجبرته على رفع السلاح ليدافع عن تطلعاته في الحرية والعدالة والديموقراطية”.

واعتبر ان “ترك المجتمع الدولي الشعب السوري وحيداً في مواجهة آلة القتل العشوائية العصبوية العمياء، هو التعبير الأوضح عن الحالة المؤسفة التي وصل إليها من ضعف في المصداقية وتراجع في الأداء واستعداد لتقديم المصلحة المؤقتة على تطبيق العدالة الإنسانية”.

وستجتمع الهيئة العامة للائتلاف الوطني يومي 13 و14 من شهر أيلول الجاري “لمناقشة وتداول الاستحقاقات الهامة والمستعجلة على الصعد السياسية والعسكرية”، و”ملفات داخلية باتت هامة وملحة في الفترة الراهنة”.

فرنسا

في باريس، توقع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان تنشر الامم المتحدة تقرير محققيها بشأن مجزرة 21 آب يوم الاثنين المقبل. ورجح فابيوس أن يحدد القرار الاممي مسؤولية من قام بهذا الاعتداء، وقال فابيوس “من المؤكد انه سيتضمن اشارة الى الجناة. من الواضح ان نظام الاسد هو الوحيد الذي يسيطر على الاسلحة الكيميائية وهو الوحيد الذي يملك الاسلحة التي تزود المواد الكيميائية بها اذا الجميع يعرف من هم الجناة”. وسخر فابيوس من صدقية ما كتبه بوتين في مقاله في “نيويورك تايمز”، وحمل فيه الثوار مسؤولية الاعتداء الكيميائي، قائلا “ان بوتين يلعب لعبته. ان روسيا تحاول منذ فترة الترويج لهذه الدعاية وتحاول ان تظهر الثوار السوريين بمظهر الارهابيين لتبرئة الاسد ونظامه. لكن الحقائق عكس ذلك وكلنا نعرف هذا”.

واعتبر فابيوس ان “بوتين ولافروف لم يقوما بهذه المبادرة بتسليم الاسد لترسانته الكيميائية لولا لم تقم واشنطن وباريس بالتهديد العسكري”. وذكر فابيوس بأن “موسكو ونظام الاسد لم يعترفا حتى الامس القريب بوجود ترسانة كيميائية في سوريا ثم ما لبثوا ان اعترفوا ان هجوما كيميائيا وقع وحملا الثوار المسؤولية والآن يعترفون بامتلاك النظام ترسانة كيميائية ضخمة ويبدون استعدادهما لوضعها تحت الرقابة الدولية واتلافه”.

وفند فابيوس الخطوات الرئيسية الثلاث التي تنتظرها الازمة السورية: “اولا اجتماع كيري ـ لافروف وما سينتج عنه؛ ثانيا صدور تقرير المحققين الدوليين مطلع الاسبوع المقبل؛ وثالثا العودة الى مجلس الامن الدولي للاتفاق على نص قرار دولي تحت ضوء مضمون تقرير المفتشين الدوليين”.

وفي ختام حديثه شدد فابيوس على انه “بغض النظر عما ستؤول اليه الامور بشأن الكيميائية اصدقت المبادرة الروسية ونفذت ام لا خاصة وان عملية اتلاف الكيميائي تستغرق وقتا طويلا بما يوجب في الوقت عينه العمل على انتاج حل سياسي في جنيف 2 ينهي مأساة الشعب السوري التي لا تقتصر على المجازر الكيميائية فقط حيث لا يزال المئات يقتلون يوميا بالاسلحة الاعتيادية”.

بريطانيا

ويبدو ان بريطانيا تعول الكثير ايضا على مضمون تقرير محققي الامم المتحدة، فأمام مجلس العموم امس في لندن اشار وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ الى ان “بريطانيا ستواصل مع الدول الاخرى في مجلس الامن الدولي مناقشة نص قرار دولي خاصة على ضوء التقرير الذي سيقدمه محققو الامم المتحدة مطلع الاسبوع المقبل”.

وقال “ان أي اتفاق لوضع الاسلحة الكيماوية السورية تحت السيطرة الدولية يجب ان يكون قابلا للتنفيذ وان يضمن عدم سقوط هذه الترسانة في الايدي الخطأ”.

وأكد هيغ للبرلمان “ستبذل المملكة المتحدة كل ما في وسعها من جهد للتفاوض على اتفاق واجب التنفيذ لوضع مخزون أسلحة النظام الكيماوية بمصداقية وثقة وسرعة تحت السيطرة الدولية لتدميرها”. واضاف “نحتاج لان تكون هناك ثقة في ان كل الاسلحة الكيماوية قد تم التعرف عليها وتأمينها وانها لن تسقط في الايدي الخطأ”.

وقال هيغ إن بريطانيا تؤيد الفكرة من حيث المبدأ، لكنه حذر من “مصاعب عملية بالغة” في تنفيذ هذه المبادرة بشكل سليم. وأضاف أن “قرار الولايات المتحدة بحث عمل عسكري ضد سوريا وتزايد الأدلة على أن الأسد مسؤول عن هجوم بأسلحة كيماوية، ساعدا في إقناع روسيا بتغيير موقفها من سوريا حليفتها في الشرق الأوسط”.

أوروبا

وفي ستراسبورغ، صادق البرلمان الأوروبي امس على قرار قالوا فيه “إن استخدام السلاح الكيميائي في سوريا هو جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية تتطلّب رداً واضحاً وقوياً ومستهدفاً وموحداً، من دون استبعاد الإجراءات الرادعة في النهاية”.

ودان أعضاء البرلمان الأوروبي “القتل الجماعي للمدنيين بالسلاح الكيميائي في 21 آب الماضي في ضواحي ريف دمشق” وقال البيان إن “على مجلس الأمن الدولي تلقي تقرير المحققين الامميين في أقرب وقت ممكن”، داعياً إلى “دعم اقتراح تسليم السلاح الكيميائي السوري للمجتمع الدولي لتدميره في أقرب وقت ممكن”.

واضاف أن “إنذار المجتمع الدولي يجب أن يترافق مع قرار ملزم من مجلس الأمن، الذي في حال لم يحترم يمكن فرضه على أساس كل الوسائل المتاحة في ميثاق الامم المتحدة”.

وقال “إن على روسيا والصين تحمل مسؤوليتهما كعضوين دائمين في مجلس الأمن للوصول إلى موقف مشترك وحل ديبلوماسي للأزمة السورية”.

وأكد أعضاء البرلمان الأوروبي على أنه “في حال وجود معارضة مستمرة في مجلس الأمن، فإنه بالإمكان إحالة المسألة للجمعية العامة للأمم المتحدة”.

وقال البيان “إن حلاً دائماً للأزمة الراهنة في سوريا يمكن تحقيقه فقط عبر عملية سياسية شاملة بدعم من المجتمع الدولي” ، داعياً الرئيس السوري بشار الاسد ونظامه للتنحي جانباً.

الدول الخمس

وقد ناقش سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن اثناء اجتماع في نيويورك مساء الاربعاء خططا لوضع اسلحة سوريا الكيماوية تحت رقابة دولية من اجل تفادي ضربة عسكرية أميركية.

واجتمع سفراء الصين وبريطانيا والولايات المتحدة وروسيا وفرنسا لنحو نصف ساعة في مقر البعثة الروسية بالامم المتحدة. وامتنعوا عن الادلاء بتعليقات اثناء مغادرتهم الاجتماع.

ودعت مسودة قرار قدمتها فرنسا في مجلس الامن الى توجيه إنذار الى حكومة الرئيس السوري بشار الاسد للتخلي عن اسلحتها الكيماوية او مواجهة اجراءات عقابية. ووصفت روسيا المسودة بانها غير مقبولة.

وقال ديبلوماسيون ان هناك مسودات اخرى قيد النقاش وانه يجري بذل محاولة للتوصل الى صيغة مشتركة تحظى بقبول بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة التي عقد مبعوثوها اجتماعا منفصلا لبحث المسألة.

تركيا

وفي اسطنبول، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان امس إنه يشك في ان يلتزم الاسد بتعهده بوضع الاسلحة الكيماوية السورية تحت السيطرة الدولية وقال إنه يحاول كسب الوقت لتنفيذ “مذابح” جديدة.

وقال اردوغان في كلمة ألقاها “نظام الاسد لم يف بأي من تعهداته. إنه يكسب الوقت لارتكاب مذابح جديدة ويستمر في القيام بذلك”. وتابع “نحن نشكك في التزامه بالتعهدات المتعلقة بالاسلحة الكيماوية”.

وقال بولنت أرينتش، نائب رئيس الوزراء التركي، في مقابلة مع تلفزيون “إن.تي.في” “مع الاسف تصريحات وزير الخارجية الاميركي كيري بشأن تسليم الاسلحة الكيماوية تنهي احتمال التدخل. اننا لا ندق طبول الحرب. لكن يجب عمل شيء ضد ادارة طاغية مسؤولة عن موت أكثر من 100 الف شخص استخدمت صواريخ متعددة المراحل وتستخدم الان اسلحة كيميائية”. واضاف “تصريحات كيري خدمت روسيا والاسد. الولايات المتحدة لا يمكنها التراجع عن ذلك وبالنسبة لي كان زلة كبيرة”.

الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي دعا، أمس، جميع الأطراف السورية للجلوس إلى طاولة المفاوضات للتوصّل إلى حل سياسي للأزمة السورية. وقال في كلمة ألقاها بافتتاح الدورة 92 للمجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي في مقر الجامعة العربية في القاهرة، “إن حل المعضلة السورية يظل مرهوناً بمدى توفر الإرادة والاستعداد الكامل من قبل الأطراف السورية نظاماً ومعارضة للجلوس إلى طاولة الحوار لإنقاذ بلادهم وشعبهم من آتون الحرب المشتعلة وويلاتها”. وأضاف “يجب أن تجلس الأطراف السورية إلى طاولة المفاوضات لوضع حد لمسلسل العنف الذي يحصد كل يوم عشرات الضحايا ويزيد من عدد المشردين والنازحين الذي بلغ أرقاماً مخيفة والخروج بحل يكفل تحقيق تطعالت الشعب السوري المنتفض من أجل الحرية ومن أجل الديمقراطية ومن أجل العدالة الاجتماعية والتداول على السلطة ويعيد لسوريا وضعها الطبيعي كدولة عربية كدولة مؤسس في الجامعة العربية”.

وحمَّل العربي، “المجتمع الدولي ممثلاً في مجلس الأمن الدولي مسؤوليات استمرار هذه المأساة المدِّمرة لسوريا والتي أصبحت تهدِّد الأمن والاستقرار في المنطقة وتُلقي بظلالها وتأثيراتها الكارثية على دول الجوار من حولها”.

وأعرب الأمين العام لجامة الدول العربية عن أمل الجامعة في أن تتيح المبادرة الروسية بشأن الأزمة السورية الفرصة لتحقيق التوافق الدولى المطلوب للإسراع فى وقف القتال وعقد مؤتمر جنيف 2 والتوصّل إلى الحل السياسي المنشود للأزمة السورية.

باريس ـ مراد مراد، ووكالات

“السوري الحر” يطلق “سلسلة معارك نوى الكبرى”

ضحـى حسـن

نفّذ “الجيش السوري الحر” عمليةً عسكرية أطلق عليها اسم “سلسلة معارك نوى الكبرى”، وذلك لفتح طريق إمداد عسكري للمدينة الواقعة في محافظة درعا الجنوبية في سوريا. وقام عناصر “الحر” بالهجوم على قوات نظام بشار الأسد في مدن عدة في درعا، بالتوازي مع بدء عملية تحرير عدد من القرى في ريف القنيطرة.

وأفاد عضو المكتب الإعلامي في نوى “أبو أنس” موقع “NOW” أن “معركة نوى الكبرى بدأت بتاريخ 16-7-2013 بعد احتلالٍ دام أكثر من عامين، واستطاع “الحر” تحرير 14 حاجزاً في يوم واحد، كما قام بالسيطرة على كتيبتي الشيلكة والطبية”. وتقع مدينة نوى في ريف درعا الغربي، وهي من كبرى مدن المحافظة، وتبعد 80 كلم عن مدينة دمشق، و35 كلم عن مدينة درعا، و10 كلم عن الجولان المحتل، ويتمركز فيها اللواءان 61 و112.

وأوضح أبو أنس أن “جيش النظام حاصر مدينة نوى وقام بقصفها بشكل مستمر، ما استدعى من الكتائب الأخرى التدخل لفك الحصار عن المدينة، وفتح خط إمداد من نوى حتى وادي اليرموك”، وأضاف: “بدأت عملية الإمداد من خلال تنفيذ هجوم عسكري مباغت على عناصر النظام الذين يحتلون قرية الشيخ سعد وقرية عدوان، كما فتح “الحر” محوراً آخر على قرى أم اللوقس والبكار والصفرة، وذلك ضمن معركة أطلق عليها “سلسلة معارك نوى الكبرى”، وردّت قوات النظام بقصف قرى وادي اليرموك مدفعياً وصاروخياً”.

وقرية الشيخ سعد تابعة إدارياً لمدينة نوى، ولا تبعد سوى 3 كلم عن المدينة وعدد سكانها 5000 نسمة، وقد دخلها “الجيش السوري الحر” وفق “خطة منظمة واستراتيجة، إذ فتح 3 جبهات في لحظة واحدة ما أربك النظام وشتت قواته”، قال أبو أنس، وأضاف: “حالياً “الحر” يحقق انتصارات مهمة، منها تحرير مفرزة الأمن العسكري في قرية المعلقة، والاستيلاء على كتيبة الدبابات بشكل كامل في قرية الشيخ سعد”.

من جهة أخرى “بدأت معركة من محور آخر من خلال هجوم قوات “الحر” على قرية ام اللوقس والبكار والصفرة، وشهدت تلك المنطقة اشتباكات عنيفة بالأسلحة المتوسطة والثقيلة، تمكّن فيها عناصر “الحر” من تحرير قرية أم اللوقس وكتيبة الدرعيات في ريف القنيطرة المحاذي لريف درعا الغربي، وتم تمشيط قرية المعلقة بعد تحرير مفرزة الأمن العسكري بحثاً عن الشبيحة”، بحسب أبو أنس، “في حين دكّ عناصر الحر تل الجموع العسكري بقذائف الهاون والدبابات وتم تحقيق إصابات مباشرة، وردّ النظام بقصف مدفعي وصاروخي بشتى أنواع القذائف والراجمات على قرى الشيخ مسكين ونوى وجلين وعدوان وتسيل وصيصون والمسريتية والشبرق، ومختلف الأماكن التي تقع على تماس مباشر مع تلك الاشتباكات، وتسمع أصوات انفجارات قوية تهز كافة أنحاء قرى وبلدات منطقة وادي اليرموك”.

فرنسا: رصدنا الهجوم بالسلاح الكيميائي في دمشق يوم حدوثه

أكد أن الاستخبارات الفرنسية علمت بالأمر

24 ـ وكالات

أكد وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان الجمعة أن الهجوم الكيميائي الذي وقع في 21 أغسطس (آب) في ضاحية دمشق وحملت باريس مسؤوليته إلى النظام السوري، رصدته أجهزة الاستخبارات الفرنسية في اليوم نفسه.

وتحدث الوزير في ختام زيارة إلى مديرية الاستخبارات العسكرية في قاعدة كراي في شمال باريس، مؤكداً أن “الاستخبارات في قلب استقلالية التقييم والقرار في فرنسا”.

ونشرت الحكومة في 2 سبتمبر (أيلول) وثائق نزعت عنها السرية من أجل إثبات ضلوع النظام السوري في الهجوم الكيميائي الفتاك في 21 أغسطس على مدنيين سوريين.

وشكلت الوثائق متابعة لمذكرة خلاصات صادرة عن أجهزة الاستخبارات، وتتعلق بشكل أساسي بمخزون ألف طن من المواد الكيميائية من بينها مئات الأطنان من غازي الخردل والسارين، يملكه النظام السوري.

وصرح لودريان: “بفضل أجهزة استخباراتنا نحن نملك وسائل فرنسية مئة في المئة لتقييم الوضع في سوريا وتقرير سياستنا”.

وأفادت الولايات المتحدة أن 1429 شخصاً قتلوا في هجوم بأسلحة كيميائية في 21 أغسطس (آب) قرب دمشق، نسبه حيز كبير من المجتمع الدولي إلى النظام السوري.

لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صرح في مقالة نشرتها صحيفة نيويورك تايمز الأربعاء، أن المعارضة السورية هي من نفذ الهجوم من أجل الدفع إلى تدخل أجنبي.

قصف وقتلى ومظاهرات بأنحاء سوريا

                                            واصل النظام السوري قصفه الجوي والمدفعي وبالبراميل المتفجرة لمناطق عدة في سوريا، بينما انطلقت في أنحاء سوريا مظاهرات منددة بالخطة الروسية لنزع سلاح النظام الكيميائي، ومطالبة بمحاسبة الرئيس السوري بشار الأسد.

ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان اليوم الجمعة مقتل ما لا يقل عن خمسين شخصا في محافظات سورية مختلفة، معظمهم في درعا ودمشق وريفها، وبينهم أطفال وسيدات وإعلامي.

وشن الطيران الحربي غارات على حي برزة في شمال دمشق. كما قصفت قوات النظام بالطائرات والمدفعية مدن داريا ودوما ومعضمية الشام بريف دمشق، مما أدى إلى احتراق وتدميرعدد من المنازل وجرح عشرات الأشخاص.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن اشتباكات وقعت بين قوات المعارضة وقوات النظام في حيي  برزة وجوبر بضواحي دمشق وفي مدينتي معضمية الشام وزملكا بريف دمشق، مضيفا أن قوات المعارضة استهدفت تجمعات لقوات النظام السوري في ضواحي دمشق.

وتحدث المرصد عن خسائر بشرية بين صفوف الطرفين، مشيرا إلى تعرض مناطق في مخيم اليرموك وحي العسالي بدمشق لقصف من قبل القوات النظامية مما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى وتضرر في بعض المنازل.

قصف وبراميل

وفي حلب قال ناشطون إن الجيش الحر قصف معاقل للجيش النظامي والشبيحة في حي الأشرفية ومعامل الدفاع في حي الخالدية بمدافع محلية الصنع وقذائف هاون.

كما استهدف قصف مدفعي حي الزبدية، في حين قصف الطيران الحربي بالرشاشات الثقيلة عدة مدن وبلدات في ريف حلب.

وأشار اتحاد تنسيقيات الثورة إلى اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي في ريف حلب أسفرت عن تدمير عدد من الدبابات والمدرعات التابعة للنظام.

وقال ناشطون إن جيش النظام واصل استقدام التعزيزات والأرتال العسكرية في ريف حلب الجنوبي، في محاولة -وفق ناشطين- لاستعادة طريق الإمداد العسكري بين حماة وحلب.

وناشدت كتائب الثوار المرابطين على جبهة مدينة السفيرة الثوار مؤازرتها وإمدادها بالذخائر والعتاد لإيقاف تقدم قوّات النظام في المنطقة.

وفي ريف إدلب قالت لجان التنسيق المحلية إن قوات النظام قصفت بالبراميل المتفجرة بلدة كفرلاته. وتظهر الصور التي بثها ناشطون لحظة نزول البراميل على منازل المدنيين في البلدة.  كما أفادت اللجان بأن القصف بالطائرات استهدف أيضا مدنا وبلدات أخرى.

كما قصفت قوّات الأسد مدينة سراقب في ريف إدلب بصاروخ أرض-أرض، وشهدت قرى وبلدات جبل الزاوية قصفا عنيفا بالمدفعية.

وسجل ناشطون انسحابا مفاجئا لمعظم قوات جيش الأسد من أريحا وحواجز قريبة بالتزامن مع انفجار هائل في جبل التركمان.

ووفق هؤلاء فإن أكثر من 200 آلية بين مدرعة وناقلة انسحبت من أريحا ومن الحواجز المحيطة بجبل الزاوية التي تعرضت عدة مناطق فيه للقصف بالبراميل المتفجرة من الطائرات المروحية.

وجنوبا في درعا قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات المعارضة سجلت تقدماً في قرى ريف درعا الغربي بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام، وسيطرت على سريتين عسكريتين، بينما استهدف قصف من الطيران الحربي عدة مدن وبلدات في المحافظة.

وفي محافظة حمص استهدف قصف بقذائف الهاون والمدفعية والرشاشات الثقيلة حي الوعر وأحياء حمص القديمة، وسط تجدد الاشتباكات في محيط أحياء حمص القديمة، بينما شهد الريف قصفا عنيفا بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون على مدن الحولة والرستن.

وفي  دير الزور شمال شرق البلاد قصفت قوات الأسد المتمركزة فوق “الجبل” بالمدفعيّة الثقيلة أحياء الحويقة والصناعة، وشنّ الطيران الحربي غارة جوية على حيّ العرضي.

وفي محافظة القنيطرة دارت اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام في قرية الزعرورة وعلى عدة محاور أخرى بريف القنيطرة الجنوبي. كما تحتدم المعارك بعد سيطرة الجيش الحر على “مفرزة الأمن العسكري” وعدة نقاط.

مظاهرات

وخرجت اليوم مظاهرات عدة في أنحاء سوريا تحت شعار مظاهرات “جمعة القاتل بحماية المجتمع الدولي”.

ففي بلدة المليحة في الغوطة الشرقية خرجت مظاهرة نادت بالحرية وإسقاط النظام، وأكدت على الاستمرار في الثورة حتى إسقاط النظام المجرم رغم التأمر العالمي على الشعب السوري.

وحث المتظاهرون في مظاهرت متفرقة في ريف إدلب المحرر على الانخراط في الثورة والجهاد في سبيل الله.

كما خرجت مظاهرات في كل من كفرنبل وحاس وحيش ومعرة مصرين وبنش وسرمدا وسلقين.

وفي حماة وعربين بريف دمشق ودرعا وداعل وحي الوعر بحمص، خرجت مظاهرات في “جمعة القاتل بحماية المجتمع الدولي”.

كما خرجت في حي بستان القصر بحلب مظاهرة تحت شعار “بدنا ندوس الحرمية”، وفي كفرنبل حملت المظاهرة شعار “مستمرون وماضون”.

بان: الأسد ارتكب جرائم ضد الإنسانية

                                            اتهم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الرئيس السوري بشار الأسد بارتكاب جرائم عديدة ضد الإنسانية، مؤكدا استخدام غاز سام في سوريا، بينما أكدت فرنسا أن استخباراتها رصدت الهجوم الكيميائي بريف دمشق يوم وقوعه.

وتوقع “بان” أن يؤكد تقرير المحققين الدوليين برئاسة السويدي أكي سيلستروم المرتقب الأسبوع المقبل استخدام أسلحة كيميائية في الغوطة بريف دمشق بالـ21 من أغسطس/آب الماضي.

ومن دون أن يحمل الرئيس السوري بشار الأسد مباشرة مسؤولية استخدام السلاح الكيميائي بالتحديد، فإن أمين الأمم المتحدة اتهمه بأنه “ارتكب الكثير من الجرائم ضد الإنسانية”.

وأضاف “بان” أن التقرير “سيؤكد بدرجة كبيرة أن أسلحة كيميائية استخدمت رغم أنه لا يمكنني أن أقول ذلك علنا في الوقت الحالي قبل أن أتسلم التقرير”.

وقال مراسل الجزيرة في نيويورك عباس ناصر إن تصريحات بان جاءت في اجتماع خاص وانتشرت عن طريق الخطأ عبر بث خاص للأمم المتحدة حيث التقطها الصحفيون.

رصد استخباري

ومن جهته، أكد وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان الجمعة أن الهجوم الكيميائي رصدته أجهزة الاستخبارات الفرنسية في اليوم نفسه.

وتحدث الوزير في ختام زيارة إلى مديرية الاستخبارات العسكرية بقاعدة كراي بشمال باريس مؤكدا أن “الاستخبارات في قلب استقلالية التقييم والقرار في فرنسا”.

ونشرت الحكومة الفرنسية في الثاني من الشهر الحالي وثائق نزعت عنها السرية من أجل إثبات ضلوع النظام السوري في الهجوم الكيميائي “الفتاك” على مدنيين سوريين.

وشكلت الوثائق متابعة لمذكرة خلاصات صادرة عن أجهزة الاستخبارات، وتتعلق بشكل أساسي بمخزون ألف طن من المواد الكيميائية من بينها مئات الأطنان من غازي الخردل والسارين، يملكه النظام السوري.

وأفادت الولايات المتحدة أن 1429 شخصا قتلوا في هجوم بأسلحة كيميائية قرب دمشق نسبه حيز كبير من المجتمع الدولي إلى النظام السوري.

لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صرح في مقالة نشرتها صحيفة نيويورك تايمز الأربعاء أن المعارضة السورية هي من نفذ الهجوم من أجل الدفع إلى تدخل أجنبي.

وفي سياق متصل، طالبت الأمم المتحدة النظام السوري بتزويدها بمزيد من المعلومات حول طلب انضمامه إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، وفق ما أعلن متحدث الجمعة.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق إنهم على اتصال مع الحكومة السورية بشأن طلبها، ويحاولون الحصول على مزيد من المعلومات بحيث تستكمل آلية الانضمام إلى الاتفاق، من دون أن يحدد طبيعة هذه المعلومات.

وكانت سوريا واحدة من سبع دول أعضاء بالأمم المتحدة رفضت عام 1993 توقيع اتفاق حظر إنتاج وتخزين الأسلحة الكيميائية.

وتعهد الأسد في مقابلة بثتها الخميس قناة “روسيا 24” الحكومية بتسليم بلاده الوثائق اللازمة لتوقيع معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية، إلا أنه طلب بالمقابل من واشنطن وقف “التهديدات” بضربة عسكرية ووقف “تسليم أسلحة” إلى مقاتلي المعارضة.

اتصال سوري

في سياق متصل، قالت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إن فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري اتصل بها وطلب الحصول على مساعدة فنية.

وذكر بيان نشر على موقع المنظمة الإلكتروني أن المدير العام، السفير أحمد أوزمشو، تلقى رسالة في 12 من سبتمبر/أيلول الجاري من وزير خارجية سوريا وليد المعلم، يبلغه بقرار حكومته الانضمام لمعاهدة حظر الأسلحة الكيميائية، ونقل مرسوم تشريعي بهذا الصدد لأمين عام الأمم المتحدة.

وأشار إلى أن المدير العام أبلغ نائب وزير الخارجية بأن طلب سوريا بتطبيق المعاهدة بشكل مؤقت قبل دخولها رسمياً حيز التنفيذ تم إرساله إلى الدول الأعضاء بمعاهدة حظر الأسلحة الكيميائية لدراسته.

كيري ولافروف يأملان بإحياء جنيف2

                                            يلتقيان مجددا أواخر الشهر الجاري

أعرب وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف عن أملهما في إحياء مؤتمر جنيف2 للسلام في سوريا، وأعلنا استمرار المشاورات بشأن نزع أسلحة سوريا الكيميائية. في غضون ذلك توالت ردود الأفعال الداخلية والدولية إزاء انضمام سوريا لاتفاقية حظر انتشار الأسلحة الكيميائية.

وعبر المسؤولان الروسي والأميركي اللذين عقدا لقاء مشتركا مع المبعوث الدولي لسوريا الأخضر الإبراهيمي الجمعة عن أملهما في أن تحيي المحادثات المتعلقة بالأسلحة الكيميائية في سوريا خطة دولية لعقد مؤتمر “جنيف2” لإنهاء الحرب في البلاد.

ووصف كيري في مؤتمر صحفي مشترك في جنيف المحادثات الجارية بشأن الأسلحة الكيميائية بأنها “بناءة”. وأعلن أنه ولافروف يعتزمان الاجتماع في نيويورك يوم 28 سبتمبر/ أيلول أو نحو ذلك للعمل على اتفاق على موعد لعقد ذلك المؤتمر.

تباين واضح

من جهته قال مراسل الجزيرة في جنيف نور الدين بوزيان إن الجهود تنصب على إخراج مفاوضات تنظيم جنيف 2 من المأزق الدبلوماسي.

وأشار إلى تباين في الموقفين، موضحا أن كيري لم يقل بصريح العبارة إنه سيلتقي لافروف من أجل “تحديد” موعد جنيف 2 بل “للتفاهم” على تحديد موعده ومن يشارك فيه، إذ أن المسألة لم تحسم بين الطرفين.

 وخلافا للغة كيري –يضيف المراسل- فإن لافروف تحدث عن التفاصيل ومن سيشارك في جنيف2 وكيفية تشكيل الحكومة الانتقالية.

 ورغم أنه ينقل عن الإبراهيمي قوله إن حل الكيميائي سينعش الفرص لعقد جنيف 2، يوضح مراسل الجزيرة أن التساؤل الأهم هو هل سيبقي الأميركيون على التهديد بضربة للضغط على النظام  السوري؟ وهو ما لا تريده موسكو.

وتبادل لافروف وكيري خلال لقائهما مساء الخميس التقييمات المبدئية لتطورات الأحداث في سوريا، وبدأ الخبراء الروس والأميركيون العمل على توضيح مسائل معينة.

وكان الإبراهيمي المكلف بالتحضير لمؤتمر دولي باسم “جنيف 2” سعيا للتوصل لحل سياسي للنزاع السوري اجتمع مع كيري بمفرده أمس، إلا أنه لم يتضح إن كان سيجري مباحثات منفردة مع لافروف اليوم.

الانضمام ومآلاته

وتواصلت ردود الأفعال المحلية الدولية على انضمام سوريا للمعاهدة الخاصة بالأسلحة الكيميائية.

واعتبرت المعارضة السورية اليوم أن تقديم دمشق طلبا للانضمام لمعاهدة حظر الأسلحة الكيميائية “تضليل” للمجتمع الدولي، داعية إلى قرار من مجلس الأمن الدولي يضمن استخدام القوة في حال امتناع النظام عن الوفاء بالتزاماته.

وقال الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في بيان له إنه ينظر بعين الشك والريبة إلى رغبة النظام السوري المعلنة بالتوقيع على معاهدة منع انتشار الأسلحة الكيميائية، مطالبا بأن يظل التهديد باستخدام القوة حاضرا على الطاولة.

أما الرئيس الإيراني حسن روحاني فرحب اليوم الجمعة بإخضاع ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية للرقابة الدولية، وقرار دمشق الانضمام إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية.

كما كرر الرئيس الصيني شي جينبينغ المشارك في قمة منظمة شانغهاي للتعاون دعم بلاده للمبادرة التي قدمتها روسيا، مضيفا أن “بكين تدعم الجهود الدولية من أجل تسوية سياسية بالسبل السلمية”.

وفي وقت سابق أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ذات القمة بقرار سوريا.

تحذيرات

وفي المقابل، حذرت واشنطن دمشق من أن تكون تلك الخطوة مجرد “مماطلة” لتفادي ضربة عسكرية دولية على خلفية استخدام أسلحة كيميائية في الغوطة الشرقية بريف دمشق قبل أسابيع سقط فيها مئات القتلى.

وقالت المتحدثة باسم البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة إيرين بيلتون إن إعلان سوريا نيتها الانضمام إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية مجرد خطوة أولى.

وأضافت “هذه الخطوة المتأخرة جدا لا تلبي الحاجة الماسة والفورية لآلية التحديد والتحقق والتأمين، وفي نهاية المطاف تدمير مخزون الأسد من الأسلحة الكيميائية حتى لا يمكن استخدامها مطلقا مرة أخرى، إنها لا تشمل أيضا عواقب فورية لعدم التقيد”.

وكانت الخارجية الأميركية قد قالت إن وثيقة الانضمام إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية التي قدمتها سوريا إلى الأمم المتحدة لا يمكن أن تكون بديلا عن نزع الأسلحة أو وسيلة للمماطلة.

وقالت ماري هارف نائبة المتحدث باسم الوزارة إن خيار الولايات المتحدة استخدام القوة العسكرية ما زال مطروحا على الطاولة.

وقال مسؤولون أمميون إنه ليس من الواضح حتى الآن إن كانت سوريا أوفت بكل الشروط اللازمة للانضمام بشكل قانوني للمعاهدة.

ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية عن المسؤولين اليوم الجمعة قولهم إن وحدة النخبة السورية 450 تعمل على نشر مخزون الأسلحة الكيميائية في ما لا يقل عن خمسين موقعاً، مما قد يعقد أية ضربة أميركية لسوريا بسبب هجمات النظام السوري الكيميائية المزعومة.

يُشار إلى أن اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية الموقعة يوم 13 يناير/كانون الثاني 1993 في باريس والتي دخلت حيز التطبيق يوم 29 أبريل/نيسان 1997، تحظر صنع وتخزين واستخدام أسلحة كيميائية وتحظر على الموقعين عليها مساعدة أي دولة أخرى على صنع أو استخدام هذه الأسلحة.

فرنسا تعتبر تعهدات الأسد بنزع الكيماوي “غير كافية

شددت على ضرورة صدور قرار “ملزم” من مجلس الأمن الدولي في هذا الصدد

باريس – فرانس برس

اعتبرت فرنسا أن إعلان دمشق أنها ستنضم إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية “غير كاف”، مشددة على قرار “ملزم” من مجلس الأمن الدولي في هذا الصدد.

وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، فيليب لاليو، إن “ما أعلنه النظام السوري هو بالتأكيد مفيد جدا، لكنه بالتأكيد ايضا غير كاف”.

وأعلن الرئيس السوري بشار الأسد الخميس أن بلاده توافق على وضع ترسانتها الكيماوية تحت رقابة دولية، ولكن شرط أن “تكف” الولايات المتحدة وفرنسا عن “تهديد” النظام .

وقال لاليو “لا يمكننا الاكتفاء بإعلان نيات من جانب النظام السوري، وعليه أن يعلن تعهدات، وأن يتم تحديد هذه التعهدات ومراقبتها والتأكد منها”.

وجرت مفاوضات في جنيف بين الأميركيين والروس في هذا الصدد من دون مشاركة فرنسية.

وأضاف المتحدث الفرنسي “ينبغي صدور قرار، لأن هذا القرار بطبيعته ملزم. أي نص آخر داخل مجلس (الأمن) لن يكون كافيا، وخصوصا بيان رئاسي على غرار ما يود الروس إصداره”.

وعرضت فرنسا مشروع قرار في الأمم المتحدة حول الأسلحة الكيماوية السورية تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، الذي يجيز استخدام القوة ضد دمشق في حال لم تفِ بتعهداتها، لكن موسكو رفضت المشروع.

شدد لاليو أيضا على ضرورة تحديد جدول زمني قصير لإخضاع الترسانة الكيماوية السورية للرقابة، مع وجوب معاقبة منفذي الهجوم الكيماوي الذي وقع في 21 أغسطس/آب قرب دمشق.

وتحمل واشنطن وباريس النظام السوري مسؤولية هذا الهجوم، في حين تنسبه دمشق وموسكو إلى مقاتلي المعارضة السورية.

المعارضة السورية تطالب روسيا بوقف إمداد الأسد بالسلاح

المتحدث باسم الائتلاف الوطني السوري اتهم موسكو بشراء الوقت لحليفها ليقتل المدنيين

العربية.نت

دعا المتحدث باسم الائتلاف الوطني السوري، خالد صالح، روسيا إلى وقف إرسال شحنات الأسلحة الأسبوعية إلى نظام الأسد, متهماً موسكو بأنها تشتري الوقت لحليفها ليقتل المدنيين.

وقال صالح: لطالما قلنا إننا منفتحون على التفاوض على الحل السياسي، لكن نتمنى لو أن السيد لافروف يدفع بحليفه ليجلس معنا على طاولة المفاوضات، حيث يبدو أن السيد لافروف مهتم بشراء الوقت لحليفه ليقتل المزيد من المدنيين أكثر من اهتمامه بإيجاد حل.

وأضاف: إذا كانت روسيا مهتمة فعلاً بإيجاد حل سياسي عليها إيقاف شحنات الأسلحة التي ترسلها أسبوعياً لنظام الأسد ليقتل السوريين.

وقبل ذلك أوضح الائتلاف الوطني السوري في بيان له أن تقديم النظام السوري طلبَ الانضمام لمعاهدة حظر الأسلحة الكيماوية إنما يصب في باب الدعاية الإعلامية والتضليل.

كما طالب الائتلاف مجلس الأمن باستخدام القوة ضد نظام الأسد في حال امتنع عن الوفاء بالتزاماته، فيما طالب أيضا بإبقاء خِيار استخدام القوة مطروحا على الطولة خوفاً من تمادي النظام الذي يسعى إلى تضليل العالم عما يقوم به ضد السوريين.

اجتماع روسي أميركي بالأمم المتحدة لتحديد موعد جنيف2

الإبراهيمي يؤكد أن السيطرة على الكيماوي السوري تمهد للمسار السياسي

جنيف – فرانس برس

التقى وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف اليوم الجمعة، بمبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا لخضر الإبراهيمي في جنيف في إطار جهود التوصل لاتفاق حول أسلحة الأسد الكيماوية.

وأعلن كيري أنه يحتاج إلى المزيد من المباحثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف للتوصل إلى حل بشأن الملف الكيماوي السوري، وأن اجتماعا روسيا أميركيا سيعقد في الأمم المتحدة لتحديد موعد عقد اجتماع جنيف 2.

وقال كيري “نحن متفقون على أننا عقدنا مباحثات مثمرة بشأن الأزمة السورية كما أننا مهتمون بشكل كبير للتوصل إلى حل للأزمة ونعمل بشكل كبير على ذلك، كما تفقنا على أن نلتقي على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة نهاية الشهر الجاري، وأعتقد أن علينا التباحث أكثر للتوصل إلى حل بشأن الملف الكيماوي السوري”.

ومن جانبه أكد لبراهيمي أن التوصل إلى حل حول الكيماوي يمهد الطريق إلى عقد مؤتمر جنيف 2 ولبراهيمي مكلف بالتحضير للمؤتمر سعيا للتوصل الى حل سياسي للنزاع السوري.

سوريا تنقل أسلحتها الكيماوية إلى 50 موقعاً جديداً

صحيفة أميركية تنقل عن مسؤولين صعوبة رصد الأسلحة المحظورة

واشنطن – فرانس برس

أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال”، الجمعة، أن سوريا وزعت مخزونها من الأسلحة الكيماوية على 50 موقعاً مختلفاً في محاولة لتعقيد مهمة رصدها وإعاقة الجهود الرامية إلى ضبطها.

وأكدت الصحيفة، نقلاً عن مسؤولين أميركيين وشرق أوسطيين، لم تكشف أسماءهم، أن وحدة عسكرية متخصصة هي “الوحدة 450” تقوم بنقل الأسلحة الكيماوية منذ أشهر، ما يثير تساؤلات حول جدوى الخطة الروسية لضبط هذه الأسلحة.

وبحسب الصحيفة، فإن الوحدة 450 قامت مجدداً الأسبوع الماضي بنقل المخزون الذي يتجاوز حجمه ألف طن بحسب خبراء.

وبدأ نقل هذه الأسلحة الكيماوية قبل حوالي عام من غرب سوريا، حيث يتم تخزينها عادة، إلى ما يزيد على 20 موقعاً رئيسياً في أنحاء مختلفة من البلاد.

كما بدأت الوحدة 450 تستخدم عشرات المواقع الأصغر، إلى أن باتت هذه الأسلحة موزعة حالياً على 50 موقعاً في غرب البلاد وشمالها وجنوبها، فضلاً عن مواقع جديدة في الشرق، على حد اعتقاد واشنطن.

وقال المسؤولون للصحيفة إن الوضع قد يجعل من الصعب على القوات الأميركية شن ضربة عسكرية على نظام دمشق المتهم باستخدام أسلحة كيماوية في هجوم أوقع مئات القتلى في 21 أغسطس/آب في ريف دمشق.

وعلى الرغم من هذه الاستراتيجية، فإن أجهزة الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية لا تزال تعتقد أنها تعرف مكان وجود القسم الأكبر من هذا المخزون، وفقاً للصحيفة.

لكن أحد هؤلاء المسؤولين أقر للصحيفة “إننا نعرف أقل بكثير مما كنا نفعل قبل 6 أشهر بالنسبة لمواقع هذه الأسلحة الكيماوية”.

وتستخدم واشنطن الأقمار الصناعية لتعقب الآليات التي تستخدمها هذه الوحدة، لكن الصور لا تكشف على الدوام عن حمولتها، وفق ما ذكرت الصحيفة.

وبدأ الأميركيون والروس، الخميس، في جنيف محادثات جوهرية تستمر ما لا يقل عن يومين، ويشارك فيها خبراء في نزع الأسلحة، لبحث سبل وضع مخزون الأسلحة الكيماوية السورية تحت إشراف دولي، وفق المبادرة التي أطلقتها موسكو، الاثنين، وأدت إلى إرجاء ضربة عسكرية أميركية لنظام دمشق كانت تبدو وشيكة.

اتفاق فرنسي عربي على دعم معارضة سوريا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أعلنت فرنسا، الجمعة، عن توصلها إلى اتفاق مشترك مع كل من السعودية والأردن والإمارات يرمي إلى “تعزيز” دعمها للمعارضة السورية، وذلك قبل اجتماع مزمع عقده في باريس بين وزراء خارجية فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا لبحث الأزمة السورية.

وقالت الرئاسة الفرنسية إن الرئيس فرنسوا هولاند ووزراء الخارجية السعودي والأردني والإماراتي “توافقوا على ضرورة تعزيز الدعم الدولي للمعارضة الديموقراطية” في سوريا “للسماح لها بمواجهة هجمات النظام”.

وأضافت الرئاسة في بيان في أعقاب لقاء جمع هولاند والوزراء العرب الثلاثة أن “تعنت” دمشق “يصب في مصلحة الحركات المتطرفة ويهدد الأمن الإقليمي والدولي”.

ويأتي الإعلان عن هذا الاتفاق بعد أن قال متحدث باسم ائتلاف جماعات المعارضة المسلحة السورية إن الولايات المتحدة بدأت توزيع بعض الأسلحة على المقاتلين الساعين للإطاحة بالرئيس بشار الأسد.

وفي يونيو الماضي، أشار مسؤولون بالبيت الأبيض إلى أن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، قرر تقديم مساعدات عسكرية لمقاتلي المعارضة السورية، لكن منذ ذلك الحين قال مشرعون أميركيون وقادة لمقاتلي المعارضة أنه لم تصل أي أسلحة فتاكة.

من جهة أخرى، أعلنت الرئاسة الفرنسية أن باريس ستشهد الاثنين المقبل اجتماعا ثلاثيا يضم وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، ونظيراه الأميركي، جون كيري، والبريطاني، وليام هيغ، لـ”مواصلة المناقشات بخصوص سوريا”.

وكانت روسيا والولايات المتحدة اتفقتا الجمعة على مسعى جديد للتفاوض لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا، بعد أن ناقشتا خطة لتدمير الأسلحة الكيماوية السورية لتفادي ضربات جوية أميركية.

إلا أن النزاع المستمر منذ أكثر من عامين في سوريا الذي تسبب في مقتل أكثر من 100 ألف شخص وأجبر نحو ثلث السكان على النزوح عن ديارهم، لا يشير إلى إمكانية التوصل إلى حل وسط خاصة مع تفاقم العداء الطائفي والعرقي.

بان: تقرير المفتشين سيؤكد استخدام الكيماوي

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

اتهم الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الرئيس السوري بشار الأسد بارتكاب “الكثير من الجرائم ضد الإنسانية”، معلنا بالوقت نفسه أن تقرير خبراء الأمم المتحدة سيخلص “بشكل صارخ إلى أن السلاح الكيمياوي استخدم” في سوريا.

وعلى الرغم هذه الاتهامات، إلا أن الأمين العام للأمم المتحدة لم يحمل الرئيس السوري بشكل مباشر مسؤولية استخدام السلاح الكيماوي في البلاد، لاسيما في هجوم كبير بالغاز السام في غوطة دمشق أدى إلى سقوط مئات من القتلى الشهر الماضي.

وتوقع دبلوماسيون أن يصدر الاثنين تقرير خبراء الأمم المتحدة الذين أجروا تحقيقا ميدانيا حول الهجوم الكيمياوي، علما أن التفويض الممنوح للخبراء لا يشمل تحديد الجهة المسؤولة عن استخدام السلاح الكيماوي.

وتوقع بان أن يرفع هذا التقرير إلى مجلس الأمن قبل ظهر الاثنين بتوقيت نيويورك، لكنه أوضح أنه لم يتلق بعد هذا التقرير، وقال “اعتقد أن التقرير سيخلص في شكل صارخ إلى أنه تم استخدام أسلحة كيماوية، رغم أنني لا أستطيع إعلان هذا الأمر حتى الآن قبل تلقي هذا التقرير”.

وكان وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، قال، الخميس، إن “تقرير مفتشي الأمم المتحدة حول استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية سينشر الاثنين”، مشيرا إلى أنه سيؤكد وقوع “مجزرة كيمياوية” في 21 أغسطس الماضي بريف دمشق.

كما كشف أن التقرير سيتضمن مؤشرات” إلى مصدر هذه المجزرة”، مضيفا “بما أن النظام وحده كان لديه المخزون والصواريخ ومصلحة في ذلك، فمن الممكن لنا استخلاص النتيجة”.

يشار إلى أن مزاعم استخدام القوات الحكومية السورية للسلاح الكيماوي كادت أن تتسبب بضرية أميركية على سوريا، قبل أن تتدارك دمشق هذه الخطوة بإعلان موافقتها على التخلص من ترسانة الأسلحة الكيماوية بناء على مبادرة من حليفتها موسكو.

والجمعة، اعتبرت باريس أن إعلان الحكومة السورية نيتها الانضمام إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيمياوية “غير كاف”، مشددة على ضرورة صدور قرار “ملزم” من مجلس الأمن الدولي في هذا الصدد.

وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، فيليب لاليو، إن “ما أعلنه النظام السوري هو بالتأكيد مفيد جدا لكنه بالتأكيد أيضا غير كاف”.

بعد الكيماوي ضغوط لكشف “نووي” سوريا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

استغلت الولايات المتحدة وإسرائيل اجتماعا للوكالة الدولية للطاقة الذرية للضغط على دمشق من أجل فتح تحقيق في أنشطتها النووية في الوقت الذي يركز فيه المجتمع الدولي على عرض يقضي بتخلي سوريا عن ترسانتها الكيماوية.

وقال دبلوماسيون إنه رغم اعتبار قضية مخزونات سوريا من الأسلحة الكيماوية أكثر إلحاحا إلا أن مبعوثي الولايات المتحدة وإسرائيل أشارا أثناء اجتماع مغلق لمجلس محافظي الوكالة في فيينا إلى عدم تعاون دمشق مع مفتشي الأسلحة النووية التابعين للأمم المتحدة.

وتسعى الوكالة التابعة للأمم المتحدة منذ وقت طويل إلى تفقد موقع في منطقة صحراوية في سوريا تقول تقارير مخابرات أميركية إنه كان مفاعلا نوويا تحت الإنشاء من تصميم كوريا الشمالية لتصنيع البلوتونيوم اللازم لصنع قنابل نووية. وقصفت إسرائيل الموقع عام 2007.

وقال السفير الإسرائيلي في الوكالة إيهود أزولاي لمجلس المحافظين المكون من 35 دولة أمس الخميس طبقا لنسخة من كلمته حصلت عليها رويترز بعد الاجتماع “مستوى الثقة في سوريا في المجال النووي مماثل للثقة بها في المجال الكيماوي.”

وقال دبلوماسي أميركي كبير إن سوريا يجب أن تسمح للوكالة بدخول كل المواقع والحصول على المواد ذات الصلة والاتصال بالأشخاص المعنيين لخدمة تحقيقها الذي بدأ قبل خمس سنوات.

وقال سفير الولايات المتحدة في الوكالة جوزيف ماكمانوس “إلى أن تتمكن الوكالة من الإجابة على كل الأسئلة العالقة بشأن الطبيعة السلمية البحتة للبرنامج النووي السوري فإن عدم التزام سوريا سيظل مبعث قلق جدي.” ولم يتسن الوصول إلى تعليق مبعوث سوريا في الوكالة.

وقالت سوريا إن الموقع في دير الزور عبارة عن قاعدة عسكرية تقليدية لكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلصت في عام 2011 إلى أنه “من المرجح كثيرا” أنه مفاعل كان يجب إبلاغها به.

وفحص مفتشون من الوكالة الموقع في حزيران 2008 لكن السلطات السورية منعتهم منذ ذلك الحين من دخول الموقع. وفي فبراير قالت مصادر من المعارضة في شرق سوريا إن مقاتلي المعارضة سيطروا على الموقع المدمر قرب نهر الفرات.

وتطلب الوكالة أيضا معلومات عن ثلاثة مواقع أخرى قد تكون لها صلة بدير الزور.

وذكر معهد العلوم والأمن الدولي وهو مؤسسة بحثية أميركية أنه لا يعتقد أن سوريا تملك برنامجا نوويا نشطا وسريا في الوقت الحالي. لكنه أضاف في تقرير نشر في وقت متأخر أمس الخميس “يعتقد أن سوريا تعمل بنشاط على إخفاء أشياء تتصل بالجهود السرية السابقة لبناء مفاعل نووي.”

وقال خبراء أمنيون إسرائيليون وغربيون في وقت سابق هذا العام إنهم يشتبهون بأن سوريا ربما تملك أطنانا من مخزونات اليورانيوم غير المخصب وإن أي مخزونات من هذا النوع قد تكون محل اهتمام حليفتها إيران.

محكمة أوروبية تؤكد حكما ضد قريب للأسد

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أكدت محكمة عليا في الاتحاد الأوروبي حكماً صدر ضد سوريين فيما يتعلق بعلاقات وثيقة بالنظام وتضمن الحكم تجميد أصول ابن خال للرئيس بشار الأسد.

ورفضت المحكمة العامة للاتحاد الأوروبي في لكسمبورج الجمعة دعوى الاستئناف التي تقدم بها السوريان ضد عقوبات اقتصادية فرضها التكتل المؤلف من 28 دولة قبل عامين.

وقالت المحكمة إن المقدم اياد مخلوف، شقيق رامي مخلوف الثري وصاحب النفوذ وابن خال بشار الأسد، على قائمة العقوبات بسبب ضلوعه في أعمال عنف ضد مدنيين.

وقالت إن عصام انبوبا شملته العقوبات بسبب تقديمه الدعم الاقتصادي للنظام السوري لدوره كرئيس شركة صناعية زراعية كبيرة.

وتقول المحكمة إن الاتحاد الأوروبي اتبع الإجراءات الواجبة في قرارها، مشيرة إلى أن الادعاء قدم أدلة لدحض المزاعم.

“لم يبق أحد”.. نظام الأسد أعدم المئات ببانياس

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– اتهمت منظمة حقوقية دولية نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، بإعدام المئات من معارضيه، في وقت ينصب فيه اهتمام المجتمع الدولي على تجريد نظام دمشق من ترسانته من الأسلحة الكيميائية، لتجنب استخدامها ضد المدنيين.

وقالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” إن القوات النظامية، والمليشيات الموالية لها، قامت بإعدام ما لا يقل عن 248 شخصاً في بلدتي “البيضا” و”بانياس” يومي 2 و3 مايو/ أيار الماضي، في واحدة من عمليات الإعدام الجماعي الميداني الأكثر دموية، منذ بداية النزاع في سوريا.

الأمم المتحدة: أزمة اللاجئين في سوريا الأسوأ منذ الإبادة في رواندا

واستندت المنظمة، في تقرير لها بعنوان “لم يبق أحد: الإعدامات الميدانية على يد القوات السورية في البيضا وبانياس”، إلى مقابلات مع 15 من سكان البيضا، و5 من سكان بانياس، بمن فيهم شهود شاهدوا أو سمعوا القوات النظامية، وتلك الموالية لها، وهي تعتقل أقاربهم، قبل أن تقوم بإعدامهم.

وأكدت هيومن رايتس، بحسب التقرير الذي أصدرته الجمعة، وحصلت CNN بالعربية على نسخة منه، أنها تمكنت من جمع قائمة بأسماء 167 شخصاً من الذين تم إعدامهم في البيضا، و81 في بانياس، بالتعاون مع عدد من الناجين، ومع نشطاء محليين.

الفيصل: سوريا دولة محتلة بـ”غزو” إيراني

وأفادت المنظمة بأنه “استناداً إلى شهادات الشهود والأدلة المستمدة من مقاطع الفيديو”، فقد توصلت إلى أن “الأغلبية العظمى قد جرى إعدامهم بعد انتهاء الاشتباكات العسكرية، وانسحاب مقاتلي المعارضة”، ورجحت أن يكون العدد الفعلي للضحايا أعلى، خاصةً في بانياس، بالنظر إلى صعوبة الوصول إلى المنطقة لإحصاء القتلى.

ونقل التقرير عن جو ستورك، القائم بأعمال المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قوله: “بينما ينصب تركيز العالم على ضمان عدم تمكن الحكومة السورية، من الآن فصاعداً، من استخدام الأسلحة الكيماوية ضد مواطنيها، يجب ألا ننسى أن القوات النظامية السورية استخدمت الوسائل التقليدية في قتل المدنيين.”

وتابع مسؤول المنظمة بقوله: “لقد حكى لنا الناجون قصصاً مريعة عن إعدام أقاربهم العزل أمام أعينهم، من قبل القوات النظامية، وتلك الموالية لها”، داعياُ مجلس الأمن الدولي إلى “ضمان المحاسبة على هذه الجرائم”، من خلال إحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية.

مصدر أوروبي: إن لم تكن المبادرة الروسية جزءاً من خطة واسعة فلن تحل الأزمة السورية

باريس (13 أيلول/سبتمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أعرب مصدر دبلوماسي أوروبي رفيع المستوى عن قناعته بأن المبادرة الروسية الرامية لنزاع الأسلحة الكيماوية السورية ستفشل في حل الأزمة السورية ما لم يكن هناك خطوات سريعة تتبعها، وأشار إلى وجود معلومات غير رسمية بأن الاتفاق الروسي الأمريكي بشأن نزع السلاح الكيماوي هو كجبل الجليد الذي يظهر رأسه فوق الماء ويختفي القسم الأكبر منه تحته

وقال المصدر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “لم تصلنا معلومات رسمية مؤكدة من روسيا أو الولايات المتحدة، لكن ما يُنقل لنا بشكل غير رسمي أن هناك شبه اتفاق روسي أمريكي بدايته نزع الأسلحة الكيماوية من يد النظام السوري، وينتهي بنظام ديمقراطي جديد معتدل في سورية، وهذه المعلومات تصلنا من الأمريكيين والروس على حد سواء” حسب قوله

وأوضح المصدر أن “الخطوات التي تتم الآن على الأرض، وأولها نزع الأسلحة الكيماوية، هي كرأس جبل جليد، ويشمل خطوات متتالية تبدأ بإقناع الأطراف حضور مؤتمر جنيف، وتخفيض النظام لحملته الحربية إلى حدها الأدنى، ثم تشكيل حكومة انتقالية توافقية كاملة الصلاحيات، ويبقى الأسد حتى نهاية العام، وبحد أقصى حتى نهاية ولايته منتصف2014، ويتم خلال الفترة الانتقالية إعادة هيكلة الجيش والأمن وفرض الأمن على الأرض، وإعادة تشكيل المؤسسات الدستورية والتشريعية والتنفيذية بما يتناسب ومقاييس الدول الطبيعية” حسب توضيحه

وشدد المصدر “إن لم تتبع خطوة نزع السلاح الكيماوي خطوات أخرى لتقويض النظام ودفعه للقبول بالمرحلة الانتقالية التي لا صلاحيات فيها للأسد، فإن هذه الخطوة الوحيدة ستكون بلا معنى، ولن تساعد في حل الأزمة السورية، فالسوريون المعارضون للنظام لم يضحوا بمئات الآلاف من أجل تسليم السلاح الكيماوي للغرب فقط، ولن يقبل بأي تسوية لا تحقق المعايير التي يؤيدها المجتمع الدولي” وفق قوله

وخلص إلى القول “ليس أمامنا سوى الانتظار لأيام، وسيتبين لنا إن كانت الخطة شاملة أم محدودة، وبالحالة الأخيرة فإننا نستطيع الجزم بأن نزع السلاح الكيماوي خطوة منفرة لا معنى لها على صعيد حل الأزمة السورية” على حد تعبيره

أسقف سوري: لا إشارة تطمئن المسيحيين من جانب الثوار

الفاتيكان (13 أيلول/سبتمبر) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء

قال أسقف سوري إن “من بين الجماعات العديدة التي تشكل ميليشيات الثوات، ولا حتى من تلك الأصولية الإسلامية، أو غيرها من المجموعات لم تصل أية علامة من شأنها طمأنة المسيحيين” وفق تعبيره

وفي تصريحات لوكالة أنباء (فيدس) الفاتيكانية، أضاف رئيس أساقفة حلب للأرمن الكاثوليك المطران بطرس مراياتي “لهذا السبب فإن كانت هناك ثمة هدنة الآن، فإن المسيحيين يسغلونها للتفكير بالهرب من البلاد فقط”، ورأى أن “الهجوم على قرية معلولا يمتلك جانبا رمزيا أيضا وهناك سؤال يطرح نفسه حول الأسباب التي لم تدفع الثوار إلى الإقدام على هذه الخطوة من قبل” وفق ذكره

وحذّر الأسقف الأرمني من أن “احتمال حدوث هجوم عسكري بقيادة الولايات المتحدة عمل على تغذية كل الأسباب الأخرى للخوف، فالأفكار تدور عما يمكنه أن يحدث إن ضرب صاروخ ما مستودعا للأسلحة الكيميائية”، وأردف “يبدو أن هذه الفرضية (الهجوم العسكري) قد توقف تنفيذها الآن، لكن العتمة تخيم على كل شيء”، مذكرا بأن “هذه الحرب لم تدمر فقط الحجارة والمباني في سورية، بل القلوب أيضا”، فـ”لم يعد هناك أي أمل بالعودة للعيش في سلام، كما كان الأمر في السابق” حسب قوله

وأشار الأسقف الكاثوليكي إلى أن “كنائس حلب انضم لنداء الصلاة من أجل السلام الذي أطلقه البابا فرانسيس السبت الماضي”، وقال “لقد تحدث البابا بصوت عال وواضح مطلقا الكلمات التي كان يجب قولها”، لكن “أولئك الذين يمتلكون زمام الحرب بأيديهم يفضلون عدم سماعه”، وإختتم بالقول إن “الشعور السائد هو أننا عالقون جميعا في لعبة اكبر منا، نتخبط في الظلمة ولا يمكننا أن نتصور ما ستؤول اليه الأمور، لكننا نواصل الصلاة” على حد تعبيره

كيري يصف محادثات الاسلحة الكيمياوية بسوريا بأنها “بناءة

وصف وزير الخارجية الامريكي جون كيري محادثاته مع نظيره الروسي سيرجي لافروف بشأن تأمين الاسلحة الكيمياوية السورية بأنها “بناءة”.

وبدأ الوزيران اليوم الثاني من المحادثات في جنيف بلقاء الاخضر الابراهيمي مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا.

وقال كيري إنهم يعملون جاهدين للتوصل إلى “أرضية مشتركة”.

وقال بول آدمز مراسل بي بي سي في جنيف إنها الجهود الدبلوماسية بشأن سوريا تشهد زخما لم تشهده منذ عامين وإن الطرفين يريدان استخدامه بأفضل السبل الممكنة.

وقال الرئيس الروسي فلادمير بوتين الجمعة إن قرار دمشق الانضمام الى اتفاقية منع انتشار الاسلحة الكيمياوية “خطوة هامة تجاه حل الأزمة السورية” وقال إنه يظهر “نوايا جدية” من قبل الرئيس السوري بشار الاسد بــ “السير على الدرب”.

ورحب زعماء الصين وايران، الدولتين الرئيسيتين الحليفتين لسوريا، بقرار الاسد.

ولكن المعارضة السورية المسلحة قالت إن ذلك لن يوقف القتل. وقال لؤي مقداد المتحدث باسم الجيش السوري الحر لبي بي سي إن الأسد ما زال في حوزته الكثير من الاسلحة التقليدية وإنه يحاول “كسب بعض الوقت” بمساعدة الروس.

“ملتزمتان للغاية”

والتقى كيري ولافروف مع الابراهيمي في مقر الامم المتحدة في جنيف لمناقشة محاولة ابقاء العملية السلمية مطروحة.

وقال كيري في مؤتمر صحفي اعقب الاجتماع انهم يعتزمون اللقاء مجددا على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة في وقت لاحق من هذا الشهر لمحاولة تحديد تاريخ لمؤتمر السلام الذي جرى تأجيله لأمد طويل والمعروف باسم جنيف 2.

وقال كيري إن المحادثات مع لافروف حتى الآن “بناءة” ولكن التقدم الحادث في نيويورك سيعتمد على”القدرة على احراز نجاح هنا في الساعات والايام المقبلة فيما يتعلق بالاسلحة الكيمياوية”.

وقال إن الولايات المتحدة وروسيا “ملتزمتان للغاية بحل تفاوضي” للصراع في سوريا وإنه ولافروف “يعملان جاهدين للتوصل لأرضية مشتركة لتحقيف ذلك”.

وقال لافروف إنه يرحب بفرصة مناقشة “الهدف الطويل الامد” الخاص بالسلام في سوريا، وانه بعد انضمام سوريا لمعاهدة الحد من انتشار الاسلحة الكيمياوية، من الضروري “وضع الطريق الذي سيضمن حل هذه القضية بسرعة وحرفية في أسرع وقت عملي”.

وأرسلت الولايات المتحدة وروسيا فرقا كبيرة الى جنيف تضم خبراء اسلحة ودبلوماسيين.

وإذا نجحت المحادثات، تأمل واشنطن أن تتفق على عملية نزع الاسلحة في قرار لمجلس الأمن الدولي.

ولكن روسيا ترفض اي قرار يتضمن قوة عسكرية أو قرار يتهم الحكومة السورية بهجمات كيمياوية.

واعترضت موسكو بالفعل على مشروع قرار يطبق عن طريق البند السابع في ميثاق الامم المتحدة، والذي سيسمح باستخدام القوة إذا لم تف سوريا بالتزاماتها.

وكانت روسيا قد أعلنت عن مقترحها للتعامل مع أزمة الأسلحة الكيمياوية المتفاقمة الاثنين، فيما كان الكونغرس الأمريكي يستعد لمناقشة طلب البيت الأبيض بالموافقة على إجراء عسكري ضد دمشق.

وقال الرئيس الأسد أن البيانات الخاصة بالأسلحة الكيمياوية ستقدم إلى الأمم المتحدة بعد 30 يوما.

لكن كيري رفض ذلك، وقال إن الإجراءات المتعارف عليها لا تطبق إذا كانت الأسلحة الكيمياوية استخدمت بالفعل.

وتتهم واشنطن دمشق بقتل المئات من المواطنين في هجوم كيمياوي بضواحي العاصمة دمشق في 21 أغسطس/آب.

لكن الحكومة السورية تنفي الاتهامات الأمريكية، وتوجه أصابع الاتهام لمسلحي المعارضة.

وكان الرئيس السوري قد صرح في مقابلة مع قناة “روسيا اليوم” بأن المبادرة الروسية “ليست أحادية الجانب”، مضيفا أن “سوريا ستلتزم بها شريطة أن توقف أمريكا تهديداتها العسكرية وأن تلتزم بها أيضا الدول الاخرى التي تزود المسلحين المعارضين بالأسلحة الكيمياوية.”

BBC © 2013

أمريكا وروسيا: اتفاق الأسلحة الكيماوية مع سوريا يدعم محادثات السلام لحل الأزمة

جنيف/بيروت (رويترز) – اتفقت روسيا والولايات المتحدة يوم الجمعة على مسعى جديد للتفاوض لانهاء الحرب الأهلية في سوريا في الوقت الذي ناقشتا فيه خطة لتدمير الاسلحة الكيماوية السورية لتفادي ضربات جوية امريكية.

وبعد اجتماعات جديدة في جنيف بين وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري لبحث خطة موسكو لنزع الأسلحة الكيماوية السورية ما زالت الولايات المتحدة متشككة في الموقف السوري وقال كيري ان الضربة العسكرية الامريكية ما زالت محتملة عقابا للاسد على هجوم بالغاز السام في منطقة تسيطر عليها المعارضة الشهر الماضي.

وقال الأمين العام للامم المتحدة بان جي مون إن تقرير خبراء الأسلحة الكيماوية سيؤكد على الأرجح استخدام غاز سام في هجوم 21 اغسطس اب في ضواحي دمشق الذي أدى لمقتل مئات الأشخاص.

وقال بان في اجتماع للأمم المتحدة “أعتقد أن التقرير سيؤكد بدرجة كبيرة أن اسلحة كيماوية استخدمت رغم أنه لا يمكنني ان أقول ذلك علنا في الوقت الحالي قبل ان اتسلم التقرير.”

وقال بان أيضا إن الرئيس السوري بشار الأسد “ارتكب جرائم كثيرة ضد الانسانية” لكنه لم يحدد ما إذا كانت قوات الأسد أم قوات المعارضة هي التي استخدمت الغازات السامة في ذلك الهجوم.

لكن بعد اجتماعهما مع مبعوث الامم المتحدة الخاص بسوريا قال كيري ولافروف ان التقدم في مسألة الاسلحة الكيماوية في محادثاتهما يمكن ان يساعد على استئناف جهودهما لجمع الطرفين المتحاربين في سوريا على مائدة المفاوضات لانهاء الصراع الذي أجج الاضطراب في منطقة الشرق الاوسط وقسم القوى الدولية منذ بدايته في عام 2011.

ولا توجد علامة تذكر على حل وسط في سوريا حيث تفاقم العداء الطائفي والعرقي بسبب الحرب التي تسببت في مقتل أكثر من 100 الف شخص واجبرت نحو ثلث السكان على النزوح عن ديارهم.

وشن الجيش السوري هجمات جوية وقصفا مدفعيا على ضواح تسيطر عليها المعارضة في العاصمة السورية يوم الجمعة بعد تصريحات تنم عن التحدي من جانب الاسد يوم الخميس بعد موافقته بضغط من روسيا على انضمام بلاده إلى معاهدة حظر انتشار الاسلحة الكيماوية.

وقال كيري في مؤتمر صحفي مشترك “نحن ملتزمون بمحاولة العمل معا بدءا بهذه المبادرة الخاصة بالاسلحة الكيماوية على أمل ان تؤتي هذه الجهود ثمارها وتحقق السلام والاستقرار في جزء من العالم مزقته الحرب.”

واعرب كيري عن امله في تحديد موعد لمحادثات السلام لكنه اضاف “الكثير … سيعتمد على امكانية تحقيق النجاح هنا في الساعات والأيام القادمة في موضوع الاسلحة الكيماوية.”

ومن المتوقع ان تستمر المحادثات مع لافروف التي شارك فيها أيضا خبراء أسلحة روس وامريكيون حتى يوم السبت في جنيف.

وبعد اجتماع لافروف وكيري مع الاخضر الابراهيمي قالا انهما يأملان في الاجتماع في نيويورك خلال نحو اسبوعين قرب اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة في 28 سبتمبر ايلول لبحث امكانية ترتيب مؤتمر سلام دولي جديد بخصوص سوريا.

وقال لافروف معبرا عن أسفه لفشل اتفاق دولي تم التوصل اليه العام الماضي في جنيف انه يأمل ان يؤدي اجتماع ثان في جنيف إلى تسوية سياسية بخصوص سوريا.

وعارضت روسيا دعوات من المعارضة السورية وزعماء الغرب بأن يفسح الاسد الطريق لحكومة انتقالية. ويقول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محذرا مما وصفه بالتدخل الغربي في شؤون دول ذات سيادة دون دعم من الامم المتحدة ان الاطراف الخارجية يجب الا تفرض تسوية على سوريا.

ويقول معارضون سوريون للاسد انهم لا يرون أي دور له بعد الحرب.

ومع استمرار الجهود الدبلوماسية في سويسرا قال نشطاء وسكان ان قوات الاسد تهاجم مناطق في دمشق. وقصفت الطائرات والمدفعية احياء لاسيما حي برزه حيث قال نشطاء ان اشتباكات وقعت على الارض أيضا.

وقالت إحدى سكان وسط دمشق وهي من معارضي الاسد “يبدو أن الحكومة عادت لعادتها القديمة بعد ان كانت تتخذ موقف الدفاع في الاسبوعين الماضيين تحسبا لهجوم امريكي.”

وتقدمت دمشق رسميا بطلب للانضمام لمعاهدة حظر انتشار السلاح الكيماوي في خطوة رحب بها بوتين يوم الجمعة ووصفها بأنها “خطوة مهمة” نحو حل الأزمة في سوريا.

واضاف “هذا يؤكد جدية نوايا شركائنا السوريين في انتهاج هذا المسار.”

واشادت الصين أيضا بقرار الاسد وكذلك إيران. لكن كيري اكد أن واشنطن مازال بامكانها شن هجوم قائلا يوم الخميس “هذه ليست لعبة”.

وتأتي المحادثات في إطار مساع دبلوماسية دفعت الرئيس الأمريكي باراك اوباما لتعليق خطط لتوجيه ضربة جوية ردا على استخدام الاسلحة الكيماوية في هجوم 21 أغسطس آب.

وجنب اقتراح موسكو كذلك اوباما تصويتا في الكونجرس على عمل عسكري بدا مرجحا بشكل متزايد انه سيخسره في هذه المرحلة.

وتقول الولايات المتحدة وحلفاؤها ان قوات الاسد شنت الهجوم بغاز الأعصاب الذي ادى الى مقتل اكثر من 1400 شخص. والقى بوتين والاسد باللائمة في هذا الهجوم على قوات المعارضة المسلحة.

ودعت المعارضة السورية حلفاءها إلى زيادة دعمهم خاصة بالسلاح للمساعدة في الاطاحة بالاسد. ويقول معارضون إن عدم إقدام اوباما على الهجوم شجع الأسد.

وقالت الامم المتحدة يوم الخميس انها تسلمت وثيقة من سوريا بشأن الانضمام لمعاهدة حظر انتشار الاسلحة الكيماوية في خطوة وعد بها الاسد في إطار اتفاق لتجنب عمل عسكري أمريكي.

لكن الاسد قال في حديث للتلفزيون الروسي يوم الخميس إنه لن يستكمل خطط التخلي عن ترسانة السلاح الكيماوي إلا إذا توقفت الولايات المتحدة عن تهديده.

وقال لافروف ان موسكو تعتقد أن الهجوم الامريكي لم يعد ضروريا الان لكن المسؤولين الامريكيين يقولون ان التهديد باستخدام القوة هو الذي دفع الاسد إلى الانصياع وقال كيري ان واشنطن يمكن أن تتحرك اذا لم ترضها النتائج.

وقال ان اي اتفاق بخصوص الاسلحة الكيماوية يجب ان يكون شاملا ويمكن التحقق منه وينفذ على وجه السرعة.

وقالت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية يوم الجمعة ان نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد اتصل بها وطلب الحصول على مساعدة فنية.

ويقول خبراء ان التخلص من مئات الاطنان من الاسلحة الكيماوية الموزعة في منشأت سرية سيواجه تحديات فنية في افضل الظروف ناهيك عن ان الامر يتم وسط حرب اهلية او في ظل عدم تعاون السلطات.

من توم ميلز واوليفر هولمز

(إعداد ابراهيم الجارحي للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

اوباما يقول ان الاتفاق بشأن سوريا يجب ان يكون قابلا للتحقق والالزام

واشنطن (رويترز) – قال الرئيس الامريكي باراك اوباما يوم الجمعة انه يأمل ان تنجح المحادثات الخاصة بخطة تفكيك ترسانة سوريا من الاسلحة الكيماوية لكنه قال انه مصر على ان يكون اي اتفاق “ملزما وقابلا للتحقق منه”.

وادلى اوباما بتصريحاته بعد اجتماعه في المكتب البيضاوي بالبيت الابيض مع امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح.

وقال اوباما “اتفقت مع الامير على املي في ان تؤتي المحادثات الجارية حاليا بين وزير الخارجية (جون) كيري ووزير الخارجية (الروسي سيرجي) لافروف ثمارها.”

وقال “لكنني أكدت ما قلته علنا من قبل وهو ان اي اتفاق يجب ان يكون قابلا للتحقق منه وقابلا للتنفيذ بشكل ملزم.”

(إعداد ابراهيم الجارحي للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

متحدثة: روسيا وأمريكا تبحثان عن اتفاق بشأن أسلحة سوريا الكيماوية

جنيف (رويترز) – قالت المتحدثة باسم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ان المفاوضات بين المسؤولين الامريكيين والروس سعيا للتوصل إلى اتفاق لوضع الأسلحة الكيماوية السورية تحت سيطرة دولية ستستمر خلال ليل يوم الجمعة.

وقالت للصحفيين في جنيف حيث اجتمع لافروف مع نظيره الامريكي جون كيري “نحن باقون .. ربما يضعون اللمسات النهائية عليه خلال الليل.

“لست متأكدة بشأن الغد (السبت) لكنهم سيواصلون خلال الليل.”

وقالت “إنها علامة على أننا مستمرون واننا نتقدم في المحادثات والمفاوضات. الأمر الآن أصبح كعملية مفاوضات حقيقية وهم يعملون على بعض الأمور الجوهرية.”

(إعداد ابراهيم الجارحي للنشرة العربية – تحرير)

الحكومة السورية تواجه صعوبات متزايدة في توفير الغذاء

بيروت/أبوظبي (رويترز) – في ظل حصار مقاتلي المعارضة السورية والعقوبات الدولية لحكومة الرئيس بشار الأسد لم يظهر على الحكومة أنها فقدت الثقة في قدرتها على توفير الغذاء لشعبها.

ولكن في حين تنشر وسائل الإعلام الرسمية تقارير تثني فيها على مخابز جديدة تقدم خبزا مدعما طيب المذاق ويطمئن الوزراء الشعب السوري بأن هناك مخزونات وفيرة في صوامع الدولة يعطي فشل مناقصات استيراد القمح وبعض السلع الرئيسية الأخرى انطباعا مختلفا كالذي تعطيه الشوارع التي يظهر فيها نقص السلع الغذائية وارتفاع أسعارها.

وبسبب أسوأ موسم حصاد شهدته سوريا منذ عقود في ظل اشتعال الحرب الأهلية تزايدت الضغوط على الحكومة لاستيراد الأغذية في ظل تضاؤل احتياطياتها النقدية حتى وإن كان الدعم الذي تقدمه إيران حليفة الأسد وتضاؤل عدد السكان المراد دعمهم – بسبب فرار السوريين من البلاد وسقوط بعض المحافظات في قبضة مقاتلي المعارضة – يخفف من العبء الواقع على الحكومة ويكسبها بعض الوقت.

وصارت عبارة “للضرورة القصوى” تظهر في الرسائل المتكررة والمتزايدة التي ترسلها الهيئة الحكومية المعنية باستيراد السلع الغذائية في سوريا عبر البريد الإلكتروني والفاكس إلى الشركات العاملة في تجارة الحبوب بالأسواق العالمية لتدعوها إلى المشاركة في مناقصات لشراء شحنات من القمح والأرز والسكر.

ويقول تجار في أوروبا وآسيا إن مثل هذه الدعوات ترد كل أسبوعين بدلا من كل شهرين في الأوقات العادية. ورغم كل هذا التأكيد على الضرورة الملحة في الرسائل التي تبعثها دمشق تفشل المناقصات واحدة تلو الأخرى في جلب السلع المطلوبة ويقول بعض التجار إن ذلك يرجع في الأساس إلى تمسك سوريا بشروط غير واقعية تتجاهل تأثير العقوبات المالية التي تحد من قدرتها على الدفع.

وقال أحد التجار في الإمارات طالما وردت شركته سلعا إلى سوريا خاصة الأرز ولكنها رفضت المشاركة في مناقصات تبدو فيها فرص الدفع ضعيفة “الحكومة في حالة إنكار شديد لتراجع مخزوناتها من الغذاء”.

وأضاف “أوقفنا التعامل مع دمشق.”

وطلب التاجر عدم ذكر اسمه مثل غيره من التجار المطلعين على المناقصات السورية.

ومن المستحيل تحديد حجم مخزونات الحبوب السورية بشكل مؤكد. فالمؤسسة العامة لتجارة وتصنيع الحبوب (حبوب) تشدد على أن لديها ثلاثة ملايين طن من القمح في مخازنها وهو ما يكفي احتياجات سكان البلاد بالكامل والبالغ عددهم 22 مليون نسمة لمدة عام.

غير أن الكثير ممن شاركوا في تجارة الحبوب داخل سوريا وخارجها يشككون في ذلك. وتشير تقديرات جمعتها رويترز من أكثر من عشرة مسؤولين عن الحبوب وتجار محليين في أواخر يوليو تموز بعد الحصاد إلى أن سوريا ستحتاج لاستيراد مليوني طن من القمح في العام المقبل لتلبية الاحتياجات العادية بعد حصاد محصول بلغ 1.5 مليون طن أي ما يقل عن نصف المحصول المعتاد قبل الحرب.

واستنكر رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي الأسبوع الماضي ما وصفه بالحرب النفسية الأمريكية التي تهدف إلى تقويض الاقتصاد وقال لوسائل إعلام رسمية إن الحكومة لديها الإمدادات الضرورية.

وفي نفس الأسبوع نشرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) تقريرا يهدف على ما يبدو إلى تهدئة مخاوف سكان العاصمة حيال نقص الإمدادات.

ففي تقريرها عن افتتاح مخبز جديد تابع للدولة لإنتاج 13 طنا من الخبز يوميا نقلت الوكالة عن بعض الزبائن إشادتهم بجودة الخبز كما نقلت عن وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك سمير قاضي قوله إن القمح متوافر وبكميات كبيرة في المخازن.

وتشير بيانات الأمم المتحدة إلى أنه حتى في الأحوال العادية يساهم الخبز بنحو 40 بالمئة من إجمالي السعرات الحرارية التي يستهلكها السوريون يوميا وربما تزيد الحرب والفقر من الاعتماد على هذه السلعة.

وذكر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في دراسة نشرت نتائجها في أوائل يوليو تموز أن السوريين اضطروا إلى زيادة إنفاقهم على الغذاء بنحو 50 بالمئة على الأقل مقارنة بعام مضى وتقول بعض الأسر إنها تنفق حاليا ما بين 40 و80 بالمئة من دخولها على الطعام.

وتقول الأمم المتحدة إن حوالي أربعة ملايين سوري يحتاجون لمساعدات غذائية.

ومازال الخبز المدعم – الذي تبلغ تكلفته 15 ليرة سورية فقط أو بضعة سنتات أمريكية للحزمة الواحدة – متوافرا في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة غير أن السكان قد ينتظرون ساعات في طوابير للحصول عليه وهو ما يرفع أسعار الخبز المصنوع في مخابز القطاع الخاص أو المهرب من مخازن الحكومة إلى عشرة أمثال سعر الخبز المدعم.

ويتحدث سكان دمشق عن وسطاء يشترون الخبز من مخابز العاصمة ثم يبيعونه بسعر أعلى لمن لا يرغبون في قضاء ساعات في الطوابير للحصول عليه. ويقول بعض أصحاب المتاجر إنهم يدفعون رشاوى لمفتشي الحكومة بصفة منتظمة كي يغضوا الطرف عن الإجراءات التي تفرضها الدولة لضبط الأسعار والتي تزداد صعوبة تحقيقها على أرض الواقع.

ويقول بعض سكان العاصمة إن ارتفاع الأسعار دفع الناس إلى تخزين بعض المواد الغذائية. ويعتقد البعض أن هذه المخاوف يمكن أن تقوض التأييد الشعبي للأسد.

وقال محاسب في دمشق عرف نفسه باسم أبو يحيى “الأمر يبدو لي وكأن الناس يستعدون للقيام بثورة أخرى… وهذه المرة ستكون ثورة الخبز.”

ويرى فيصل عيتاني الزميل لدى المجلس الأطلسي – وهو مركز بحثي مقره واشنطن – أن تضاؤل الاحتياطيات النقدية وانخفاض قيمة العملة المحلية بنسبة 75 بالمئة – وهو ما يضاعف تكاليف الواردات – يضع الحكومة السورية في موقف صعب للغاية.

وقال عيتاني “يمكن الجزم بأنه (وضع) مروع.”

وأضاف “يمكن للحكومة في الأساس إما الاعتماد على الدعم الخارجي وإيران هي المرشح الأرجح لتقديمه أو طباعة النقود. وقد فعلت كلا الأمرين. لم يعد هناك سبيل آخر يمكنها من خلاله تمويل الإنفاق.”

ولم يتسن الحصول على تعقيب من مسؤولين سوريين على ذلك غير أن التلفزيون الرسمي قال يوم الثلاثاء إن دمشق وقعت عقودا كبيرة مع إيران ستغطي احتياجاتها من الإمدادات الغذائية والطبية وغيرها.

وقد يساهم الدعم الذي تقدمه طهران الحليف الرئيسي للأسد في تفسير اللا مبالاة التي تبدو على سوريا تجاه سلسلة المناقصات الدولية الفاشلة التي أجرتها.

وأشار تجار أجانب من شركات كبرى وصغرى تعمل على شحن القمح الفائض في أمريكا الشمالية وأوروبا إلى المشترين في أنحاء العالم إلى حالة من الحيرة تجاه الشروط التي تضعها دمشق والتي تتسبب في نفور جميع البائعين.

ومن أبرز هذه الشروط إلقاء العبء على الموردين في الحصول على الأموال السورية المجمدة بموجب العقوبات ومطالبة الموردين بإعطاء الحكومة السورية نقودا قبل البيع لضمان أنهم سيسلمونها السلع المطلوبة.

وقال أحد تجار السلع الأساسية في ألمانيا “لم تنجح محاولات سوريا لشراء القمح والأرز وغيرهما من المواد الغذائية… فالحكومة السورية مازالت تفرض نفس الشروط التي كانت تفرضها في الأحوال العادية على عمليات الشراء فضلا عن غرامات كبيرة في حال عدم الالتزام بتلك الشروط.”

وأضاف “المخاطرة كبيرة للغاية على الشركات التجارية.”

وطلبت سوريا من المشاركين في مناقصات الحبوب أن يضعوا مليون يورو نقدا في حساب سوري قبل البيع على سبيل التأمين.

وهذا الشرط معتاد من المشترين الذين تحظى تجارتهم بإقبال كبير إذ يردع التجار المشكوك في قيامهم بتسليم الإمدادات ويعاقبهم في حال عدم تسليمها.

وفي أوقات أفضل فرضت سوريا مبالغ تأمينية على الموردين. ولكن قدرة الحكومة على الدفع باتت محل شك الآن وهو ما ساهم في إبعاد الكثير من الشركات عن المناقصات.

ودافع مصدر في المؤسسة العامة لتجارة وتصنيع الحبوب عن هذا الشرط في اتصال مع رويترز قائلا “التأمين المطلوب يجب ألا يتغير فهذا شرط عادي لأي مناقصة.

“إذا كان التجار يشعرون أن هناك خطورة متزايدة في التعامل مع سوريا فينبغي أن ينعكس ذلك في أسعارهم وليس في تغيير شروط المناقصات كليا.”

ولكن التاجر المقيم في الإمارات يرى أنه لا يوجد سعر يمكن أن يعوض عن المخاطر التي تحف توصيل الأرز أو القمح للموانئ السورية وعدم القدرة على تحصيل ثمنها.

وقال “لا جدوى من عرض أسعار أعلى.”

من يارا بيومي ومها الدهان

(إعداد عبد المنعم درار للنشرة العربية – تحرير عبد المنعم هيكل)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى