أحداث السبت، 28 كانون الثاني 2012
«حرب مدن» في سورية و84 قتيلاً … واحتجاجات واسعة في حلب
دمشق، نيقوسيا -»الحياة»، أ ف ب، رويترز – أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية مقتل نحو 84 شخصاً أمس برصاص الأمن، أغلبهم في حمص وحماة وحلب وريف دمشق، في تصعيد جديد للجيش السوري، الذي قال ناشطون وسكان إنه يشن هجمات واسعة ومكثفة على غالبية المدن السورية بهدف إنهاء الحركة الاحتجاجية. وتحدث ناشطون عن «حرب مدن»، تتمثل في محاصرة مدن وأحياء بأكملها من قبل قوى الامن وقطع الاتصالات والكهرباء والمياة عنها، وقصفها بالمدفعية الثقيلة مع حملات اعتقالات واسعة. وجاء التصعيد الأمني أمس عشية سقوط أكثر من 60 قتيلاً ليلة أول من أمس، نصفهم في حمص، التي شهدت مقتل 29 فرداً من عائلة واحدة، بينهم ثمانية أطفال تتراوح أعمارهم بين ثمانية أشهر وتسع سنوات، ليرتفع بذلك عدد القتلى خلال ثمان واربعين ساعة الى أكثر من 148. لكن برغم الانتشار الأمني الكثيف، والذي بلغ مستوى غير مسبوق كما يقول الناشطون، شهدت عدة مدن وبلدات سورية تظاهرات منذ فجر أمس في جمعة «الدفاع عن النفس».
وعن تطورات أمس، قالت الهيئة العامة للثورة السورية، إن 84 قتيلاً سقطوا امس، معظمهم في حمص وحماة وحلب وريف دمشق ودرعا، فيما تم العثور على 14 جثة في مواقع متفرقة من مدينة حماة في وقت سابق.
وقال ناشطون سوريون إن الجيش السوري «ارتكب مجزرة» في مناطق مختلفة في حمص، حيث قصف بالمدفعية عدداً من المنازل فانهارت على ساكنيها، كما حدث قبل أيام.
وسمع دوي انفجارات متعددة بشكل متواصل مع إطلاق رصاص مستمر من الحواجز التابعة للجيش والأمن السوري المنتشرة في أحياء متفرقة من حمص، وبينها بابا عمرو والغوطة وجب الجندلي والقصور وكرم الزيتون وباب السباع ودير بعلبه والبياضة وباب هود. وأعلن ناشطون مقتل اربعة مدنيين بنيران رجال الامن في حمص، حيث سمع إطلاق نار كثيف ودوي انفجارات عدة صباح امس.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان: «استشهد بعد منتصف ليل الخميس الجمعة أربعة مواطنين بإطلاق رصاص عشوائي من قبل قوات الامن السورية منهم ثلاثة في حمص وآخر في قرية الغنطو» في ريف حمص.
وأفادت لجان التنسيق المحلية عن «استمرار دوي انفجارات ضخمة في حي كرم الزيتون»، مؤكدة ان «الوضع الإنساني في الحي كارثي». كما أشار البيان الى «قصف بقذائف الهاون والـ آر بي جي في حي باب السباع»، وسماع «دوي انفجارات ضخمة وإطلاق نار كثيف بالرشاشات الثقيلة» في حي بابا عمرو و»انفجار كبير وتواصل اطلاق النار بشكل كثيف» في حي الميدان. وقال نشطاء وسكان إن رجال ميليشيا قتلوا 29 من أفراد أسرة سنية بحمص الخميس.
وأضافوا أن ثمانية أطفال تتراوح أعمارهم بين ثمانية أشهر وتسع سنوات كانوا بين 14 من أفراد أسرة بهادر الذين أطلق عليهم الرصاص أو قطعت أشلاؤهم حتى الموت في مبنى بحي كرم الزيتون المختلط في مدينة حمص على بعد 140 كيلومتراً الى الشمال من دمشق.
وقال السكان والنشطاء في المدينة لرويترز عبر الهاتف، إن رجال الميليشيا المعروفين باسم الشبيحة دخلوا الحي بعد ان اطلقت قوات الامن قذائف مورتر ثقيلة على المنطقة فقتلوا 16 شخصاً آخرين.
وأظهرت لقطات فيديو على موقع يوتيوب لتبادل ملفات الفيديو التقطها النشطاء ولم يمكن التحقق منها من مصدر مستقل جثث خمسة اطفال مصابين بجروح في الرأس والرقبة في منزل. وعرضت اللقطات ايضا جثث ثلاث نساء ورجل.
ولم يرد تعقيب من السلطات السورية التي تقيد بشدة دخول وسائل الاعلام المستقلة إلى البلاد.
وقال طبيب في الحي: «العلويون الذين بقوا في كرم الزيتون رحلوا في ظروف غامضة قبل أربعة أيام وترددت شائعات بأنهم فعلوا ذلك بأوامر من السلطات. واليوم نعرف السبب». وأضاف قوله: «لدينا أيضا 70 جريحاً. والمستشفيات الميدانية نفسها تتعرض لنيران المورتر».
وقال حمزة، وهو ناشط في حمص، إن الهجوم كان «مجرد انتقام» لمقتل أفراد من الشبيحة على أيدي منشقين عن الجيش ينتظمون تحت راية ما يسمى «الجيش السوري الحر». وقال إن العائلات السنية تهرب من كرم الزيتون إلى أحياء أخرى في المدينة، وإن عدة أحياء سنية مثل باب السباع تعرضت أيضاً لإطلاق النار.
أما في مدينة تلبيسة بمحافظة حمص، وبعد خروج مظاهرة حاشدة ليلاً، قامت قوات الأمن والجيش السوري بإطلاق نار من الأسلحة الثقيلة والخفيفة لإرهاب الأهالي ومنعهم من التجمع، حسبما ذكرته لجان التنسيق المحلية.
وشهدت مدينة حلب، ثاني كبرى المدن السورية، سقوط 12 قتيلاً في تظاهرة بحي المرجة، في تطور لافت بهذه المدينة التي لم تشهد من قبل تحركات احتجاجية. وقال ناشطون ان تظاهرات امس في حلب هى الاكبر التي تشهدها المدينة منذ بدء التظاهرات.
وأفادت لجان التنسيق المحلية، أن متظاهرين أصيبوا بجروح جراء إطلاق قوات الأمن النار في حي الفردوس بمدينة حلب، فيما انتشر نحو 150 عنصراً من مكافحة الإرهاب في المدينة الجامعية بحلب.
وفي دمشق وريفها، قالت لجان التنسيق المحلية إن قوات الأمن أطلقت النار على تظاهرة عند مسجد التقوى في القابون بضواحي العاصمة دمشق، وعلى متظاهرين في حي الميدان بدمشق. ودارت اشتباكات بين الجيش النظامي وعناصر من الجيش الحر المنشق في عدد من مناطق المحافظة، خاصة حرستا وعربين، كما ذكرت تنسيقيات الثورة أن دوي انفجارات وقذائف وإطلاق رصاص يتواصل في دوما. وأفاد ناشطون بخروج تظاهرات مسائية في عدد من البلدات، وبثوا صوراً لتظاهرة في زملكا جدد فيها المتظاهرون مطالبتهم بإسقاط النظام، كما هتف المتظاهرون للحرية ولمدينة حمص التي تتعرض أحياؤها لحملات أمنية.
وأعلنت «تنسيقية دوما» أن الجيش السوري اقتحم المدينة بعد وصول تعزيزات عسكرية كبيرة، فيما حاصرت قواته مدينتي حرستا والقابون في ريف دمشق. وقالت لجان تنسيق الثورة إن القوات السورية اجتاحت بلدة رنكوس في ريف دمشق وسط قصف عشوائي من المدافع والدبابات.
كما وصلت تعزيزات من الجيش السوري إلى درعا جنوب البلاد بعد حدوث اشتباك بين الأمن السوري ومنشقين، وشنت حملة اعتقالات.
وفي حماة، داهمت الفرقة الرابعة في الحرس الجمهوري مصحوبة بعدد كبير من قوات الأمن حي الحميدية. وذكرت لجان التنسيق المحلية في بيان أنه عثر في حي باب القبلي على «23 جثة حتى اللحظة معظمها مكبلة وعليها آثار التعذيب وطلقات في الرأس»، مشيرة الى انه «يتوالى اكتشاف الجرائم التي ارتكبتها قوات جيش وأمن النظام أمس (الخميس) بعد اقتحامها» للحي. وقالت اللجان: «عرفت هوية ثمانية من الشهداء ولا تزال هوية 15 شهيداً آخر منهم مجهولة حتى اللحظة».
وسمع في المدينة مع بدء تظاهرات امس أصوات انفجارات وإطلاق نار كثيف في مناطق جسر المزارب، ومؤسسة المياه المحتلة، وحي الحميدية، وحي الشرقية، وحي القصور، ودوار الجب، وجسر الحديد.
وأفاد المرصد السوري في بيان أمس، أن 62 شخصاً قتلوا الخميس في مدن سورية عدة، بينهم 43 مدنياً وسبعة منشقين و12 عسكرياً بينهم ضابط.
وأوضح بيان المرصد، أن «43 مدنياً قتلوا الخميس بينهم 24 مدنياً وتسعة أطفال في مدينة حمص وأربعة مواطنين بينهم سيدة في حماة وشاب في تفتنار الواقعة في ريف إدلب وفتى في نوى التابعة لريف درعا وأربعة في ريف دمشق».
وأضاف: «كما استشهد سبعة جنود منشقين في عدة محافظات سورية وقتل 12 من عناصر الجيش والأمن بينهم ضابط برتبة عقيد». وكانت حصيلة سابقة للمرصد أفادت عن مقتل 34 مدنياً بينهم 10 أطفال برصاص قوات الامن في عدة مدن ومناطق سورية، وخصوصاً في حمص.
وقال المرصد إن «قوات الامن والجيش شنت هجوماً عنيفاً على حي كرم الزيتون في حمص، مستخدمة قذائف الهاون ما تسبب بسقوط 26 قتيلاً بينهم تسعة أطفال وعشرات الجرحى». وبالإضافة الى ذلك، قال المرصد ان 7 جنود منشقين عن الجيش قتلوا في عدة مناطق ومدن سورية خلال اشتباكات مع الجيش النظامي، كما قتل 8 عسكريين من الجيش النظامي، بينهم عقيد قتل في حمص، و4 جنود في درعا، في اشتباكات مع جنود منشقين.
في موازاة ذلك، قتل 12 عنصراً من قوات الامن في هجومين منفصلين استهدف أولهما بسيارة مفخخة حاجزاً امنياً في شمال البلاد، ما أسفر عن مقتل ستة عناصر، في حين استهدف الآخر بقذائف صاروخية حافلتين لقوات الأمن، مسفراً عن مقتل ستة عناصر ايضاً.
وقال المرصد السوري: «انفجرت سيارة مفخخة بحاجز امني على مدخل مدينة إدلب، ما ادى الى مقتل عناصر الحاجز أجمعين، وعددهم ستة»، في حين قتل ستة عناصر آخرين في هجوم بقذائف صاروخية استهدف حافلتين للأمن في بلدة المزيريب في محافظة درعا. من ناحيتها، اعلنت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) سقوط طفل واصابة عدد من المدنيين وقوات حفظ النظام «نتيجة انفجار عبوة ناسفة واطلاق نار من قبل مجموعة ارهابية مسلحة» في حي القاعة في منطقة الميدان في دمشق.
وتابعت الوكالة ان «المجموعة المسلحة، قامت بتفجير العبوة الناسفة من بعد وأطلقت النار بشكل عشوائي، ما أدى إلى استشهاد الطفل إبراهيم مبروك (10 سنوات) وإصابة 11 من المدنيين وعناصر حفظ النظام». كما اشارت الى اصابة عدد من المدنيين وقوات النظام في منطقة قطنا جنوبي العاصمة السورية «اثر انفجار عبوتين ناسفتين زرعتهما مجموعة إرهابية مسلحة في احد شوارع المدينة»، وإلى سقوط عنصر من قوات حفظ النظام بــ «نيران مجموعة إرهابية مسلحة أطلقت النار عليه» في حي الميدان في حمص وسط سورية.
وفي مدينة البوكمال قرب الحدود السورية-العراقية، أفادت «سانا» ان ستة من المدنيين وعناصر حفظ النظام «اصيبوا بانفجار عبوة ناسفة زرعتها مجموعة إرهابية مسلحة في شارع بغداد» في المدينة.من ناحية اخرى، قالت وكالة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) امس، ان ما لا يقل عن 384 طفلاً قتلوا خلال الانتفاضة السورية المستمرة منذ عشرة اشهر، وإن عدداً مماثلاً من الاطفال سجنوا بالفعل.
وقالت الناطقة باسم اليونيسيف ماريكسي ميركادو لرويترز، إن هذه الأعداد تستند إلى تقارير منظمات لحقوق الانسان صنفت بانها ذات مصداقية.
وقالت ريما صلاح القائمة بأعمال نائبة المدير التنفيذي لليونيسيف للصحفيين في جنيف: «حتى السابع من يناير قتل 384 طفلاً غالبيتهم من الذكور واعتقل حوالى 380 بعضهم تحت 14 عاماً».
التصعيد في سوريا يسابق مجلس الأمن
موسكو ترفض الدعوة إلى تنحي الأسد
ناشطون تحدثوا عن مقتل 56 شخصاً برصاص قوى الأمن في أنحاء سوريا
“التايمس”: السعودية وقطر اتفقتا على تمويل تسليح المعارضة السورية
دخلت الازمة السورية مواجهة ديبلوماسية داخل مجلس الامن مع توزيع مشروع قرار اوروبي – عربي امس يتبنى المبادرة العربية التي تدعو الرئيس السوري بشار الاسد الى التنحي واعلان موسكو رفضها مشروعا كهذا. وفي موازاة ذلك كانت المواجهة الميدانية تتصاعد مع محاولة القوات السورية استعادة مناطق خرجت عن سيطرتها في الايام الاخيرة في درعا وحماه وريف دمشق وحمص وادلب، الامر الذي تسبب بتصعيد أمني كبير، كما أعلن رئيس بعثة المراقبين العرب في سوريا الفريق أول الركن محمد احمد مصطفى الدابي. ومع دخول المواجهتين الديبلوماسية والعسكرية في سباق، برز تطور لافت مع نشر صحيفة “التايمس” البريطانية خبراً مفاده ان المملكة العربية السعودية وقطر اتفقتا على تمويل المعارضة السورية المسلحة.
ويتوجه الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ورئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الى نيويورك اليوم حاملين المبادرة العربية لعرضها على اعضاء مجلس الامن الثلثاء المقبل. وميدانياً تحدث ناشطون سوريون عن مقتل 56 شخصاً برصاص قوى الامن السورية لدى قمع تظاهرات “جمعة الدفاع عن النفس”، بينما أوردت وكالات للأنباء ان مقاتلين من “الجيش السوري الحر” المنشق لا يزالون يسيطرون على بلدات بكاملها قرب دمشق.
مجلس الأمن
وقدم الاوروبيون ودول عربية خلال جلسة مشاورات لمجلس الامن مشروع قرار جديداً عن سوريا يستند الى خطة التسوية التي اعدتها الجامعة العربية والتي تدعو الى تنحي الأسد.
ورأى المندوب الالماني لدى الامم المتحدة السفير بيتر فيتيغ ان “لدينا فرصة اليوم لفتح فصل جديد حول سوريا”، مشيراً بذلك الى تعثر القرارات السابقة في مجلس الامن منذ بداية الأزمة في سوريا.
وأمل المندوب الفرنسي الدائم السفير جيرار آرو ان يجري التصويت على مشروع القرار الاسبوع المقبل. وقال: “لقد انتظرنا طويلاً… قدمنا نصا يستند الى مطالب الجامعة العربية… نريد فقط تحويل مطالب الجامعة العربية مطالب لمجلس الامن… من أجل بعثة مراقبة وكذلك في ما يتعلق بالحل السياسي… خطة الجامعة العربية هي السبيل الوحيد المعروض امامنا لتجنب الأسوأ”.
وأفاد ديبلوماسيون حضروا الاجتماع وطلبوا عدم ذكر أسمائهم ان المندوب الروسي الدائم السفير فيتالي تشوركين ابلغ المجلس أنه يختلف مع الجامعة العربية لمحاولتها “فرض حل خارجي” على الصراع في سوريا، كما رفض فكرة فرض حظر على السلاح واستخدام القوة. لكنه لم يهدد صراحة باستخدام حق النقض “الفيتو” على مشروع القرار.
وقال الديبلوماسيون ان تشوركين والمندوب الصيني الدائم السفير لي باودونغ حذرا أعضاء المجلس من فرض حظر على السلاح او تأييد استخدام القوة ضد سوريا والتي أفاد آرو والمندوب البريطاني الدائم السير مارك ليال غرانت انهما ليسا مدرجين في مشروع القرار الاوروبي – العربي.
أما المندوب الافريقي الجنوبي السفير باسو سانكو فقال ان من المهم لمؤيدي مشروع القرار ان يطمئنوا الدول الاخرى ومنها بلاده الى ان المشروع ليس عبارة عن خطة لتغيير النظام.
وينص مشروع القرار الذي لا يزال في حاجة الى أيام من المحادثات، على ان المجلس “يدعم بقوة” خطة الجامعة العربية التي تتضمن بندا يتعلق بنقل صلاحيات الاسد الى نائب الرئيس السوري تمهيدا لتنظيم انتخابات جديدة. و”يشجع” مشروع القرار كل الدول على تطبيق العقوبات التي فرضتها الجامعة العربية على سوريا في تشرين الثاني.
الموقف الروسي
بيد ان من المرجح ان يصطدم هذا المشروع بمعارضة روسية، إذ أعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف ان “أي قرار عن تسوية سياسية مستقبلية في سوريا يجب ان يتخذ خلال العملية السياسية من دون شروط تمهيدية”. وأضاف: “لا يمكن ان نؤيد دعوة تؤيد تنحي الاسد في أي قرار لمجلس الامن”.
وحذر الاعضاء الغربيين في مجلس الامن من الضغط في اتجاه طرح مشروع القرار للتصويت قريباً، قائلا: “سيكون ذلك محكوماً عليه بالفشل، لأننا عبرنا عن رأينا بوضوح، كما فعل شركاؤنا الصينيون”.
ولمح إلى استياء روسيا من عدم استبعاد مشروع القرار التدخل العسكري، ومن اشارته الى عقوبات فرضتها فعلاً جامعة الدول العربية على سوريا.
وأبدى قلق موسكو من فقرة تقول ان مجلس الامن سينظر في مدى تطبيق سوريا القرار بعد 15 يوماً “ويتبنى اجراءات اخرى” اذا لم تكن التزمته. واضاف: “ما هي تلك الاجراءات؟ هذا هو السؤال”.
“التايمس”
وفي لندن نسبت صحيفة “التايمس” البريطانية الى معارض سوري ان السعودية وقطر اللتين تتزعمان مناهضة النظام السوري، توصلتا الى اتفاق على تقديم مساعدات مالية الى المعارضة السورية لشراء الاسلحة التي تحتاج اليها. وقال ان اجتماعاً سرياً ضم زعماء معارضين سوريين ومسؤولين قطريين وسعوديين لمناقشة تمويل الامدادات المتضائلة للاسلحة. واضاف ان “الاتفاق مهم جداً”. وأشار الى ان “الجيش السوري الحر” كان تلقى دعماً مالياً من مانحين مستقلين فحسب، وأن “السعوديين يقدمون دعمهم بأي شكل من الاشكال”.
وكانت صحيفة “الرأي” الكويتية نشرت ان الرياض تنوي الاعتراف بـ”المجلس الوطني السوري” المعارض ممثلاً وحيداً للشعب السوري.
خلفيات رسالة “المجلس الوطني السوري” وأسباب احتفاء 14 آذار
التّعهد بترسيم حدود مزارع شبعا ينزع ذريعة سلاح “حزب الله”
لم تأتِ الأفكار الواردة في الرسالة المفتوحة التي وجهها “المجلس الوطني السوري” إلى الشعب اللبناني بنت ساعتها. فهذه الرسالة استندت إلى وثيقة مشتركة وقّعها مثقفون سوريون ولبنانيون وكانت ثمرة لحوار مشترك بينهم استمر شهرين، ونُشرت في الصحف اللبنانية والعربية يوم 14 أيلول 2011 بعنوان “وثيقة من أجل مستقبل لبناني سوري أفضل”. وبعض موقعيها من السوريين أصبحوا قياديين في المجلس الوطني الذي لم يكن قد تشكّل بعد، مثل رئيسه لاحقاً برهان غليون، وياسين الحاج صالح وبسمة قضماني، وغيرهم.
يؤكد مثقفون لبنانيون على اتصال بطرق مختلفة بـ”المجلس الوطني السوري” أنه وضع الرسالة المفتوحة بإجماع قيادته من دون سؤال “الأصدقاء” في لبنان، وأن المجلس لم يفكر بها إلا قبل أيام قليلة وتحديداً بعدما أوغلت الحكومة اللبنانية في انحيازها إلى النظام السوري ودفاعها عنه في اجتماع مجلس وزراء خارجية الدول العربية الأحد الماضي متجاهلة حتى شعارها “النأي بالنفس”. فذلك اليوم في القاهرة، كان الوزير عدنان منصور وزيراً لخارجية الرئيس بشار الأسد وإن كان لا يحمل اسم وليد المعلم. وفي ذلك الجو وُلدت فكرة توجيه رسالة لا تخاطب الحكومة اللبنانية المتحالفة مع النظام السوري بل قطاعاً واسعاً من الشعب اللبناني يتعاطف مع الانتفاضة السورية.
كالعادة في مناسبات كهذه يتصدى سياسيون للقول في المجالس المغلقة إن الرسالة السورية هي نتيجة للقاءات جمعتهم بغليون أو رفاق له سواء في باريس أم اسطنبول، علماً أن أياً منهم لم يُعلن اجتماعه برئيس المجلس السوري، باستثناء النائبين السابقين سمير فرنجية وفارس سعيد اللذين التقياه لساعات في العاصمة الفرنسية منتصف كانون الأول الماضي.
ويعود احتفاء قوى 14 آذار” فوق العادي” بالرسالة السورية – في ردود فعل “تيار المستقبل” ورئيس حزب”القوات اللبنانية” سمير جعجع وقبلهما الأمانة العامة لهذه القوى – إلى تضمنها خصوصاً نقطة بالغة الأهمية وردت في الشكل الآتي:” ترسيم الحدود السورية – اللبنانية المشتركة لا سيما في مزارع شبعا”. بما يعني وفق تعبير أحد قياديي تحالف المعارضة ” نزع مبرر المقاومة لحمل السلاح واقتنائه، وإنهاء هذه الكذبة الكبيرة والمستمرة منذ عام 2000، لا بل منذ عام 1973 إذا تذكرنا أن سياسة نظام الأسد قامت منذ ذلك التاريخ على معادلة أن تدفعوا أنتم أيها اللبنانيون من حياتكم ودمائكم وأرزاقكم، كي أحسّن أنا شروط تفاوضي لاحقاً مع إسرائيل. في حين أن جبهة الجولان يجب أن تبقى هادئة لا مقاومة فيها ولا من يُقاومون”. يضيف: “إلى من يقولون انزعوا الذرائع كي نطالب بنزع سلاح المسماة مقاومة، هذه عملية نزع للذرائع والمبررات. ولو كنت محلّ المسؤولين في “حزب الله” لانتابني القلق. فهؤلاء الذين كانوا يظنون أن مشكلتهم محصورة مع السُنّة في لبنان – باعتبار أنهم في سلوكهم لا يعيرون أهمية لمعارضيهم من المسيحيين – وجدوا أنفسهم فجأة أمام مشكلة مع 20 مليون سوري أيضاً”.
وهناك نقطة أخرى لافتة في الرسالة المفتوحة هي التأكيد على التنوع في البلدين وعلى دور لبناني – سوري مشترك في العالم العربي لنشر ثقافة الديموقراطية والحرية، بما يعني مواجهة مشتركة للقوى والأفكار النقيضة التي تحاول السيطرة على هذا العالم العربي. كما أن التعهدات الواردة فيها باحترام سيادة لبنان واستقلاله متقدمة بكثير ليس على نظام “البعث” وحده بل على كل الأنظمة التي حكمت سوريا قبله. وهي نتيجة وتلاقٍ وحوار واقتناعات مشتركة . والأهم أنها أول “إعلان نيات” يصدر عن أول مؤسسة سياسية سورية بعد انتهاء مرحلة النظام طال الزمن أم قصر.
أما القائلون بأن “الربيع العربي” يصنعه مثقفون ناشطون ويوصل في النهاية متشددين إسلاميين إلى السلطة في صناديق الاقتراع، فيرد عليهم المثقفون اللبنانيون بالإقرار بوجود فجوة فعلاً ما بين العامة وأفكار النخبة التي تصنع الثورات. “لكن التخلص من الأنظمة الديكتاتورية يتيح على الأقل الأمل في ردمها. الربيع يفتح باباً للتغيير وليس هو التغيير. فلا نذهب إلى النوم بعد سقوط الأسد وأمثاله من كبار وصغار”.
الدابي يرى تصاعداً للعنف في سوريا… ومشروع قرار في نيويورك يتبنى خطة الجامعة
موسكو تستبق المعركة الدبلوماسية بالتلويح بالـ «فيتو»
حسمت موسكو موقفها أمس، مؤكدة رفضها مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي، قدمته دول عربية وغربية، يشير إلى تنحي الرئيس السوري بشار الأسد، وذلك عشية وصول الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ورئيس الحكومة وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني إلى نيويورك اليوم، تمهيدا لعقد اجتماع مع مجلس الأمن الثلاثاء المقبل لطلب «دعمه للخطة العربية».
وقدم الأوروبيون ودول عربية إلى مجلس الأمن مشروع قرار حول سوريا يستند على «الخطة» التي أعدتها الجامعة العربية وتطلب خصوصا تسليم الأسد صلاحياته لنائبه وتشكيل حكومة وحدة وطنية خلال شهرين وإجراء انتخابات. واعتبر المندوب الألماني لدى الأمم المتحدة بيتر فيتيغ أن «لدينا فرصة اليوم لفتح فصل جديد حول سوريا».
وعلى الرغم من اعلان المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، بعد الاجتماع، أن موسكو مستعدة لإجراء نقاش حول مشروع القرار العربي ـ الأوروبي، فإنه أكد أن أجزاء من مسودة القرار بشأن سوريا غير مقبول.
وقال دبلوماسيون إن تشوركين أبلغ اجتماعاً مغلقاً لمجلس الأمن بأنه «يشعر بخيبة أمل كبيرة» تجاه مشروع قرار أوروبي ـ عربي يؤيد خطة جامعة الدول العربية بشأن سوريا.
ونقل دبلوماسيون عن تشوركين قوله إنه يختلف مع الجامعة العربية لمحاولتها «فرض حل خارجي» على الصراع في سوريا كما رفض فكرة فرض حظر للسلاح واستخدام القوة.
في هذا الوقت، تصاعدت وتيرة العنف في سوريا «بشكل كبير» بحسب رئيس بعثة المراقبين العرب إلى سوريا الفريق محمد أحمد مصطفى الدابي، فيما أعلن معارضون سقوط عشرات القتلى من المدنيين والعسكريين.
وقبيل ساعات من عقد مجلس الأمن جلسته التشاورية، حث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مجلس الأمن «على الحديث بصوت موحد بشأن سوريا»، داعيا «دمشق للإصغاء إلى تطلعات شعبها».
لكن موسكو، التي انضمت إلى الصين في استخدام حق النقض (الفيتو) ضد مسودة قرار غربي في تشرين الأول الماضي يهدد دمشق بعقوبات وقدمت مسودة خاصة بها، أكدت إن النسخة الغربية ـ العربية غير مقبولة، ملمحة إلى استخدام الفيتو مجددا ضد أي قرار يدعو إلى تنحي الأسد.
ونقلت وكالة «انترفاكس» الروسية عن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف قوله إن «أية قرارات تخص مستقبل التسوية السياسية في سوريا يجب أن تتخذ في إطار العملية السياسية، ومن دون فرض شروط مسبقة. أما المطلب باستقالة الأسد فإنه يعتبر احد الشروط المسبقة. ولذلك لن نؤيد الدعوة إلى تنحي الأسد عن منصبه إذا تضمنها أي قرار صادر عن مجلس الأمن».
وأضاف غاتيلوف «قام الفرنسيون أولا بإعداد مشروع القرار هذا. وإنهم يسلمون الآن المبادرة إلى الدول العربية وبصورة خاصة إلى المغرب الذي سيطرحه على مجلس الأمن. ويشير مشروع القرار الى خطة التسوية في سوريا التي قامت جامعة الدول العربية بإعدادها. ويتضمن مشروع القرار الدعوة إلى تأييد تلك الخطة».
وتنص خطة جامعة الدول العربية على ضرورة تسليم الأسد صلاحياته لنائبه، وتأليف حكومة وحدة وطنية خلال شهرين وإجراء انتخابات. وأعلن غاتيلوف أن التصويت على مشروع القرار الخاص بسوريا في مجلس الأمن الدولي محكوم عليه بالفشل. وقال إن «روسيا لا ترى أي مغزى في أن يطرح القرار الذي أعدته الدول الغربية والعربية والذي يتضمن دعوة الى استقالة الرئيس بشار الأسد وفرض عقوبات على سوريا للتصويت في مجلس الأمن الدولي».
وألمح غاتيلوف إلى أن موسكو ستستخدم حق النقض ضد المسودة العربية ـ الغربية. وقال «قد يحصل كل شيء. وقد يطالبون بإجراء التصويت العاجل، تجاهلا لرأي شركائهم. إلا أن هذا المشروع سيكون مشروعا فاشلا مسبقا، آخذا بعين الاعتبار وجهة نظرنا ورأي الشركاء الصينيين».
كما ألمح إلى استياء روسيا من عدم استبعاد مسودة القرار للتدخل العسكري ومن أنها تشير إلى عقوبات فرضتها جامعة الدول العربية على سوريا. وقال إن «روسيا قلقة من فقرة تقول إن مجلس الأمن سينظر في مدى تطبيق سوريا للقرار بعد 15 يوما ويتبنى إجراءات أخرى إذا لم تكن التزمت به». وتساءل «ما هي تلك الإجراءات؟ هذا هو السؤال».
وكرر غاتيلوف أن مسودة القرار الروسي ما زالت على الطاولة، موضحا أن المشروع الروسي على عكس المشروع الغربي «يركز على وجوب بدء مفاوضات سياسية بين الحكومة والمعارضة في سوريا والدعوة إلى وقف العنف فوراً من قبل كافة أطراف النزاع». وقال إن موسكو «تفترض أن مشروعنا ما زال مطروحاً على طاولة مجلس الأمن الدولي ونحن مستعدون لمواصلة العمل عليه. فنحن جاهزون بالطبع، لإدخال إضافات مناسبة في نصنا، وبالتحديد، تلك التي تتجاوب مع مهمة إطلاق العملية السياسية، والتي تتضمن دعماً لمواصلة بعثة مراقبي الجامعة العربية نشاطها».
وقال دبلوماسيون في مجلس الأمن إن الوفد المغربي التقى مع دبلوماسيين روس وصينيين أول أمس ليقدم إليهم احدث نسخة من مشروع القرار العربي الغربي.
سلطنة عمان
وقال وزير خارجية سلطنة عمان يوسف بن علوي، في مقابلة مع قناة «العربية» بثت أمس، إن «الجامعة العربية لن تسمح بالتدخل العسكري الأجنبي في سوريا، وإن هذا الأمر ليس مطروحا للنقاش». وأضاف إن «الجامعة العربية هي القناة الوحيدة التي يمكنها ان تجمع الطرفين من اجل انهاء هذه الازمة على اساس قرار يتفق عليه الجانبان، وإن هدف الجامعة العربية هو إخراج سوريا من هذه الأزمة من خلال خطة وآلية عربية».
وقال بن علوي إن الخطة العربية تشبه المبادرة الخليجية بخصوص اليمن، لكنه أشار إلى أن المبادرتين لن تكونا متشابهتين بسبب الاختلاف في المشكلة بين سوريا واليمن. وأضاف ان «مجلس التعاون الخليجي يعتقد ان مبادرته نجحت في إنهاء الأزمة اليمنية لكن المشكلة في سوريا ليست مشابهة لمشكلة اليمن». وأضاف ان «المعارضة الشرعية في اليمن تعمل مع الحكومة على إيجاد حل لكن المعارضة في سوريا منقسمة ولا تبحث عن حلول». ورأى ان «الحكومة السورية على الرغم من تعاونها مع الجامعة العربية لا تقبل كثيرا من قرارات الجامعة العربية».
وأعلن رئيس بعثة المراقبين العرب في سوريا محمد الدابي أن معدلات العنف في سوريا «تصاعدت بشكل كبير» خلال الأيام الثلاثة الأخيرة.
وقال، في بيان صدر في مقر الجامعة العربية في القاهرة، إن «معدلات العنف في سوريا تصاعدت بشكل كبير في الفترة من 24 إلى 27 كانون الثاني الحالي وخاصة في مناطق حمص وحماه وإدلب».
وأضاف إن «الوضع بما هو عليه الآن من عنف لا يساعد على تهيئة الظروف أمام القرارات التي اتخذها المجلس الوزاري العربي في اجتماعه الأخير والتي تهدف إلى دفع كافة الأطراف للجلوس إلى طاولة الحوار». وطالب «بوقف العنف فورا حفاظا على أرواح أبناء الشعب السوري وإفساح المجال أمام الحلول السلمية»، مشيرا الى ان بعثة المراقبين «ستواصل مهامها حتى الآن برغم هذه الظروف».
أعلن «المرصد السوري لحقوق الانسان»، في بيان، «مقتل 56 شخصا في جمعة الدفاع عن النفس». وقال «قتل 44 مدنيا برصاص قوات الامن السورية خلال تفريقها بالرصاص الحي تظاهرات احتجاجية في محافظات درعا وحلب وحمص وحماه ودوما وحمورية قرب دمشق».
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «كذلك تصاعدت وتيرة الهجمات التي تستهدف قوات الأمن السورية حيث قتل 12 عنصر أمن في هجومين منفصلين، استهدف اولهما بسيارة حاجزا أمنيا في إدلب، واستهدف الآخر بقذائف صاروخية حافلتين لقوات الامن في درعا».
من جهتها، أعلنت وكالة الانباء السورية (سانا) «مقتل طفل وإصابة 11 شخصا بين مدني وعنصر أمن في انفجار عبوة في حي الميدان في دمشق تلاه اطلاق نار من قبل مجموعة ارهابية». كما اعلنت اصابة «عدد من المدنيين وقوات حفظ النظام بمنطقة قطنا بريف دمشق إثر انفجار عبوتين زرعتهما مجموعة ارهابية مسلحة في احد شوارع المدينة».
وفي القاهرة، اقتحم عشرات من المتظاهرين المعارضين مبنى السفارة السورية في القاهرة قبل أن تتمكن قوات الامن المصرية من صدهم، وحمّل السفير السوري السلطات المصرية مسؤولية هذا «التقصير». (تفاصيل صفحة 13)
وذكر موقع «آراب ديجيست» على الانترنت انه «علم من مصادر متعدد ان السفارة الأميركية (في دمشق) ستغلق أبوابها نهائيا في نهاية الشهر الحالي». وأضاف «تم إبلاغ الموظفين السوريين في السفارة الاميركية بالقرار، وبدأوا البحث عن عمل لهم في بيروت. كما تم إبلاغهم ان وزارة الخارجية ستواصل دفع رواتبهم لشهرين إضافيين بالرغم من إغلاق السفارة».
(«السفير»، سانا، أ ف ب، أ ب، رويترز)
بلدان الخليج وتركيا تحث سوريا على قبول خطة الجامعة العربية
حثت بلدان الخليج وتركيا، التي تصدرت الادانات الاقليمية للنظام السوري لحملته الدامية، دمشق السبت على قبول خطة الجامعة العربية لوقف اراقة الدماء “دون ارجاء”.
وصرح وزراء خارجية بلدان الخليج الستة وتركيا في اعلان نهائي انه لم يتم احراز تقدم يذكر على صعيد خطة السلام العربية “في الاغلب بسبب الاتجاه المتعنت الذي اظهرته الادارة السورية”.
وحث الوزراء “بشدة الادارة السورية على الوفاء دون ارجاء بكافة التزاماتها بموجب مبادرة السلام التي طرحتها الجامعة العربية”.
وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو عقب الاجتماع “نأمل ان تقيم سوريا بجدية قرارات الجامعة العربية وتضع حدا للقمع ضد شعبها وتبدأ عملية اصلاح تماشيا مع مطالب الشعب”.
وفي الاعلان الاخير اتفق الوزراء ايضا على ضرورة ان تنصب الجهود الدولية على وقف سفك الدماء في سوريا “على الفور” وتمهيد السبيل لبدء عملية نقل سياسية تماشيا مع “المطالب المشروعة للشعب”.
(ا ف ب)
الدابي: قلق من تحول النزاع السوري إلى صراع طائفي
أعرب رئيس بعثة المراقبين العرب في سوريا محمد الدابي عن قلقه من إمكانية تدهور الأوضاع في سوريا إلى صراع طائفي، متوقعا قيام دول عربية بسد النقص الناتج عن انسحاب دول الخليج من بعثة المراقبة.
وقال الدابي، في مقابلة مع”CNN”، “بعد عودتنا من القاهرة، تزايدت وتيرة العنف بين الجانبين، وكل طرف كان يلقي بمسؤولية التسبب بالتصعيد على الطرف الآخر، ووقعت أحداث مؤسفة في حماه حيث قتل أحد الرهبان، كما وقعت أحداث مؤسفة في ثلاثة من أحياء حمص، وجرت أحداث مؤخراً في محافظة دمشق، وفي الرستن ومناطق أخرى”.
وتابع الدابي “هذا التصعيد لم يكن موجوداً قبل التقرير، ولكن يبدو أن الإشارات الموجودة في التقرير مقابل الأوضاع على الأرض جعلت هذه الأمور تظهر بوضوح خلال الأيام القليلة الماضية، وهذا ناجم عن فهم كل جانب لما يحصل، فالمعارضة تعتقد أنها نهاية النظام، والحكومة ترى أن البروتوكول الموقع مع الجامعة العربية يعطيها حق العمل لإيقاف العنف بصرف النظر عن مصدره، ولهذا أصدرنا البيان الذي يحض جميع الأطراف على وقف العنف”.
واعتبر الدابي أنه ليس من مهمة بعثته على الإطلاق إجراء حوار أو تواصل بين الجانبين في سوريا مضيفاً “مهمتنا واضحة بموجب البروتوكول وهي المراقبة وتدوين كل ما نراه أو نسمعه من الجانبين، ولكنني أعتقد أن الحوار هو الحل الأمثل لمثل هذه القضايا”.
وحول انسحاب أكثر من 50 مراقباً بعد إنهاء دول الخليج لمشاركتها في البعثة قال الدابي “انسحاب المراقبين الخليجيين هو حق من حقوقهم، ولكن الجامعة العربية ستنسق مع سائر الدول العربية لتعويض النقص، ولكنني أقول أن المهم هو النتائج وليس الأعداد ووجود جو سليم يسمح لنا بمواصلة مهمتنا مع الجانبين”.
أما بالنسبة للتحديات الأكبر التي تواجهها البعثة حالياً وقدرتها على التواصل مع كلا الطرفين قال الدابي “ليس بوسعنا التواصل مع كافة أطراف المعارضة، خاصة وأن القيادة الأساسية للمعارضة، والتي لديها القدرة على التأثير والتواصل معنا حول الكثير من القضايا ليست موجودة على الأرض ولم نتواصل معها، لذلك نتواصل مع بعض الأخوة في المعارضة على المستوى الشخصي ونتعامل مع كل واحد منهم في منطقته دون وجود إطار شامل لهم على مستوى البلاد، ونأمل أن يتحسن ذلك مع مرور الوقت وأن تزداد ثقتهم بالبعثة ودورها”.
وحول التقارير المتزايدة عن أعمال عنف طائفية خصوصا في مناطق كمدينة حمص، ومدى إمكانية توجه البلاد إلى حرب أهلية أو طائفية قال الدابي “قلقنا الأساسي هو تحول النزاع الحالي إلى صراع طائفي بمعنى حصول مواجهات بين الطوائف، هناك مجموعات تؤيد المعارضة وأخرى تؤيد الحكومة، وأعتقد أنه في حمص مثلاً فإن للمعارضة نفوذ أكبر من الحكومة، ونخشى أن تتطور هذه الصراعات إلى مواجهات طائفية في المنطقة، ونأمل ألا يحصل هذا الأمر لأنه إذا وقع ذلك فسيغلق الأبواب أمام التوصل إلى حل للأزمة السورية”.
واتهم الدابي بعض وسائل الإعلام بالتسبب بتصعيد الوضع على الأرض عبر إعطاء تفسيرات لفقرات في تقارير البعثة تتعارض مع حقيقتها.
وقال إنه كان على استعداد لتوضيح الأمور وتقديم الأجوبة الكافية لوسائل الإعلام لو أنها اتصلت به، وأشار إلى أن إحدى المحطات قامت بإجراء مقابلة معه في القاهرة ولكنها لم تنشرها.
وحذر الدابي من التحريض ضد البعثة وأفرادها باعتبار أن ذلك “يعرقل عملها في بعض المناطق”، وذكر بأن البعثة لا يمكنها التحرك في بعض الأحيان بسبب فقدان الأمن، معتبراً أن هناك “حرب نفسية” ضد المراقبين.
(CNN)
مقتل سبعة عسكريين سوريين والعثور على جثث 17 سجينا
دمشق- عمان- (أ ف ب)- (رويترز): افادت وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان “مجموعة ارهابية مسلحة” استهدفت حافلة تقل جنودا في ريف دمشق ما اسفر عن مقتل سبعة عسكريين بينهم ضابط.
وذكرت الوكالة “ان المجموعة الارهابية المسلحة استهدفت صباح اليوم مبيتا يقل عناصر من ادارة الاشارة بريف دمشق ما أدى الى استشهاد 7 بينهم ضابط”.
واوضحت الوكالة “ان المجموعة الارهابية المسلحة استهدفت المبيت المذكور بين عدرا ودوما” في ريف دمشق.
وتصاعدت وتيرة الهجمات التي تستهدف قوات الامن السورية حيث قتل 12 عنصرا امن يوم الجمعة في هجومين منفصلين استهدف اولهما بسيارة مفخخة حاجزا امنيا في شمال البلاد ما اسفر عن مقتل ستة عناصر، في حين استهدف الاخر بقذائف صاروخية حافلتين لقوات الامن اسفرت عن مقتل ستة عناصر ايضا، كما افاد مصدر حقوقي.
ومن جهة اخرى، قال نشطاء السبت إنه تم العثور على جثث 17 رجلا ملقاة في الشوارع في مدينة حماة السورية تحمل آثار طلق ناري في الرأس.
وكانت قوات الرئيس السوري بشار الأسد اعتقلت هؤلاء الرجال خلال هجوم الأسبوع الماضي على المدينة.
ويمثل ذلك تصعيدا في الحملة العسكرية المستمرة منذ خمسة شهور على حماة الواقعة على بعد 240 كيلومترا شمالي دمشق حيث يدعم جنود منشقون عن الجيش الآن محتجين بعد أن داهمت دبابات المدينة التي تقطنها أغلبية سنية في أغسطس آب.
وقال النشط أبو الوليد في المدينة لرويترز عبر الهاتف إنهم أعدموا “أغلبهم برصاصة واحدة في الرأس. وتركت السلاسل الحديدية التي جرى تكبيل سيقانهم بها كرسالة للناس للتوقف عن المقاومة”.
وذكر نشط آخر أن الجثث ألقيت في شوارع خمسة أحياء سكنية في حماة مساء يوم الخميس.
وقال أبو الوليد “أعمارهم (أصحاب الجثث) مختلفة. أحدهم في الستينات من عمره وآخر في الأربعينات من عمره وكثيرون في العشرينات” مضيفا أنه جرى التعرف على ثلاثة فقط أحدهم منشق عن الشرطة.
وتابع “يبدو أنها (قوات الأسد) ألقت جثث ناس من منطقة سكنية واحدة في منطقة مختلفة تماما حتى يصعب التعرف عليها”.
وأجاب النشط ردا على سؤال عما إذا كان يمكن أن تكون الجثث لموالين للأسد قتلهم منشقون قائلا إن ذلك مستحيل.
واستطرد “حماة منطقة عسكرية مليئة بمركبات مدرعة وقوات… عزلت متاريس ودبابات المناطق عن بعضها البعض. الشوارع خالية ولا يجرؤ أحد على قيادة سيارة إلا إذا كان يريد أن يضرب بالرصاص فما بالكم بالتنقل بين أحياء مختلفة والقاء جثث”.
ولم يرد تعليق من السلطات السورية. وأوضح تسجيل فيديو على اليوتيوب لم يتسن التأكد مه بشكل مستقل ست جثث أغلبها لشبان في أحد الشوارع قيل إنه في حي باب قبلي في حماة. وكانت الجثث مقيدة الأيدي والسيقان. وبدا أنهم لقوا حتفهم نتيجة اصابتهم بأعيرة نارية في الرأس أو الرقبة.
وقال نشطاء إنه تم العثور على جثث أخرى في أحياء البساتين والحميدية والأربعين ومصباح.
واعتقل المئات معظمهم من منطقتي باب قبلي والحميدية على جانبي نهر العاصي منذ أن شنت قوات الأمن هجوما على مدينة حماة التي يقطنها 600 ألف شخص يوم الأربعاء.
وقال أحد سكان منطقة الحميدية “تتحدث العائلات التي فرت من الحميدية إلى مناطق أخرى في المدينة الليلة الماضية عن رؤية جثث في الشوارع. ليست لدينا أسماء ولكن قتل 15 شخصا على الأقل جراء القصف في الحميدية أمس”.
وأضاف أنه أصيب بشظية في كتفه وظهره من قذيفة مورتر سقطت على منزله مضيفا أن وحدات الحرس الجمهوري تقود الهجوم.
وهذا هو ثالث هجوم كبير على حماة منذ أغسطس عندما دخلت دبابات المدينة التي شهدت بعضا من أكبر الاحتجاجات ضد الأسد منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية ضد حكمه في مارس آذار.
وقال نشطاء إن 30 شخصا على الأقل قتلوا في حماة خلال الأيام الثلاثة المنصرمة بقذائف ونيران مدافع رشاسة في الوقت الذي تحاول فيه قوات الأمن طرد المسلحين من أجزاء من المدينة.
وفي عام 1982 سحق الرئيس الراحل حافظ الأسد والد بشار انتفاضة مسلحة للاخوان المسلحين في حماة مما أسفر عن مقتل الآلاف وتدمير الجزء القديم من المدينة.
العربي: وقف عمل بعثة المراقبين العرب في سوريا بسبب تصاعد العنف
القاهرة- (ا ف ب): اعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي السبت انه قرر “وقف عمل بعثة المراقبين العرب في سوريا بشكل فوري” بسبب “لجوء الحكومة السورية إلى تصعيد الخيار الأمني” ما أدى الى ارتفاع عدد الضحايا.
وقال العربي في بيان رسمي انه قرر بعد مشاورات مع عدد من وزراء الخارجية العرب “وقف عمل بعثة المراقبين العرب في سوريا بشكل فوري”.
واوضح انه هذا القرار اتخذ “بالنظر الى تدهور الاوضاع بشكل خطير في سوريا والى استمرار استخدام العنف وتبادل القضف واطلاق النار الذي يذهب ضحيته المواطنون الابرياء وبعد ان لجأت الحكومة السورية إلى تصعيد الخيار الامني (..) ما ادى إلى ارتفاع عدد الضحايا”.
واكد العربي بذلك تصريحات صدرت عن مسؤول في الجامعة في وقت سابق السبت بشأن تجميد عمل بعثة المراقبين العرب في سوريا.
وكان رئيس بعثة المراقبين العرب في سوريا محمد الدابي اعلن الجمعة ان معدلات العنف في سوريا “تصاعدت بشكل كبير” خلال الايام الثلاثة الاخيرة.
وقال الدابي في بيان صدر في مقر الجامعة في القاهرة ان “معدلات العنف في سوريا تصاعدت بشكل كبير في الفترة من 24 إلى 27 كانون الثاني/ يناير الجاري وخاصة في مناطق حمص وحماه وإدلب”.
وطالب الدابي “بوقف العنف فورا حفاظا على ارواح ابناء الشعب السوري وإفساح المجال أمام الحلول السلمية”، مشيرا الى ان بعثة المراقبين “ستواصل مهامها حتى الآن رغم هذه الظروف”.
وقتل 56 شخضا في سوريا الجمعة من بينهم 44 قضوا برصاص قوات الامن السورية خلال تفريقها بالرصاص الحي تظاهرات احتجاجية، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، و12 من رجال الامن في هجومين منفصلين.
وقتل مدنيان السبت احدهما طفل، واقتحمت قوات عسكرية وامنية بلدات في ريف دمشق فيما شهدت مدينة الرستن في ريف حمص (وسط) السبت اشتباكات جديدة بين الجيش ومجموعات منشقة عنه على ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الذي اكد كذلك أن اشتباكات عنيفة جرت في ريف حمص (وسط) بين القوات السورية ومنشقين اسفرت عن مقتل خمسة من عناصر الجيش والامن في منطقة الحولة و ثلاثة منشقين في مدينة الرستن.
وبالتزامن مع ذلك افادت وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان “ان مجموعة ارهابية مسلحة استهدفت صباح اليوم مبيتا (حافلة) يقل عناصر من ادارة الاشارة بريف دمشق ما أدى الى استشهاد 7 بينهم ضابط”.
سورية تشهد يوما دمويا: قرابة مئة قتيل بينهم اطفال وهجوم طائفي يهز حمص وروسيا ترفض تنحي الاسد
جثث منتشرة بشوارع حماة .. وقذائف ار بي جي وسيارات مفخخة في هجمات ضد الجيش
بيروت ـ دمشق ـ نيقوسيا ـ وكالات: شهدت سورية الجمعة يوما دمويا لم تشهده البلاد منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية منذ عشرة اشهر، حيث بلغ عدد القتلى بين مدني وعسكري ومنشق حوالي مئة قتيل من بينهم عائلة سنية مكونة من 14 شخصا قتلت في حمص في واحدة من أبشع الهجمات الطائفية في البلد، في حين اكدت روسيا انها ستحبط اي محاولة في مجلس الامن، الذي سيبحث الوضع السوري، لدعوة الرئيس السوري بشار الاسد الى التنحي.
وبلغت حصيلة الضحايا في ‘جمعة الدفاع عن النفس’ 46 قتيلا، بينهم 34 مدنيا برصاص قوات الامن، كما قال نشطاء ان دبابات الجيش السوري اقتحمت الجمعة مدينة حماة، محور مظاهرات المعارضة ضد الحكومة، مما اسفر عن مقتل ما لا يقل عن 44 شخصا بينهم نساء وأطفال.
وقال ناشط سوري يقيم على اطراف حماة، يدعى أبوعمر وهو اسم مستعار، لوكالة الأنباء الألمانية عبر الهاتف، إن الدبابات تهاجم المدينة من أربعة اتجاهات وتطلق نيران آلياتها الثقيلة بشكل عشوائي.
وأضاف الناشط الذي يقطن في ريف حماة إن قذائف الدبابات تسقط بمعدل ست قذائف في الدقيقة داخل وحول منطقة شمالي حماة. وقال إن عشرات الأشخاص أصيبوا أيضا وأن معظم مستشفيات المحافظة تعاني من نقص أكياس الدم والمستلزمات الطبية الاخرى. وأشار الى’أن الجثث منتشرة بالشوارع دون أن تجد من يرفعها وتوقع أن تزيد حصيلة القتلى.
وقبيل ساعات من انعقاد جلسة مجلس الامن التشاورية حول سورية كثفت قوات الامن السورية هجماتها على العديد من مدن البلاد للقضاء على الحركة الاحتجاجية، فيما طالبت المعارضة بصدور قرار دولي يدين ‘جرائم النظام’.
وأعلنت هيئة الثورة السورية مساء الجمعة وصول حصيلة القتلى برصاص الأمن إلى 96 قتيلاً، أغلبهم في حماة، في تصعيد جديد للجيش السوري.
كذلك تصاعدت وتيرة الهجمات التي تستهدف قوات الامن السورية حيث قتل 12 عنصر امن في هجومين منفصلين استهدف اولهما بسيارة مفخخة حاجزا امنيا في شمال البلاد ما اسفر عن مقتل ستة عناصر، في حين استهدف الاخر بقذائف صاروخية حافلتين لقوات الامن مسفرا عن مقتل ستة عناصر ايضا، كما افاد مصدر حقوقي.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لفرانس برس ‘انفجرت سيارة مفخخة بحاجز امني على مدخل مدينة ادلب (شمال) مما ادى الى مقتل عناصر الحاجز اجمعين وعددهم ستة’.
وفي جنوب البلاد في بلدة المزيريب ‘قتل ستة عناصر امن واصيب خمسة آخرون بجروح عندما استهدف منشقون عن الجيش السوري بواسطة قذائف ار بي جي حافلتين كانتا تقلهم امام قسم شرطة البلدة’ الواقعة في محافظة درعا، مهد الحركة الاحتجاجية.
وتأكيدا على تزايد وتيرة العنف اعلن رئيس بعثة المراقبين العرب في سورية محمد الدابي الجمعة ان معدلات العنف في سورية ‘تصاعدت بشكل كبير’ خلال الايام الثلاثة الاخيرة.
وقال الدابي في بيان صدر في مقر الجامعة في القاهرة ان ‘معدلات العنف في سوريا تصاعدت بشكل كبير في الفترة من 24 إلى 27 كانون الثاني/يناير الجاري وخاصة في مناطق حمص وحماة وإدلب’.
وطالب الدابي ‘بوقف العنف فورا حفاظا على ارواح ابناء الشعب السوري وإفساح المجال أمام الحلول السلمية’، مشيرا الى ان بعثة المراقبين ‘ستواصل مهامها حتى الآن رغم هذه الظروف’.
ومن المتوقع ان يتوجه الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي ورئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني السبت الى الامم المتحدة لعرض الخطة العربية على مجلس الامن.
وحث الامين العام للامم المتحدة بان كي مون مجلس الامن الجمعة على الحديث بصوت موحد بشأن سورية، داعيا دمشق للاصغاء الى تطلعات شعبها. ولكن روسيا توعدت بإحباط المسعى العربي ـ الاوروبي.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف الجمعة ان موسكو لن تدعم اي مشروع قرار في مجلس الامن الدولي يدعو الاسد الى التنحي، بحسب ما نقلت عنه وكالة انباء انترفاكس.
وفي هذا السياق دعا المجلس الوطني السوري، الذي يجمع غالبية اطياف المعارضة السورية، في بيان الجمعة الى ‘التحرك الفوري والجاد على مستوى مجلس الأمن لاصدار قرار دولي يدين جرائم النظام ويتعهد بمعاقبة القتلة والمجرمين من أركانه’.
وفي خطوة ستحمل دلالات كبيرة اذا ما تحققت، نقلت صحيفة ‘الرأي’ الكويتية الجمعة عن احمد رمضان العضو في المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري ان وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل ابلغ وفد المجلس الذي التقاه في القاهرة الاسبوع الماضي وكان هو في عداده ‘ان المملكة ستعترف بالمجلس الوطني السوري كممثل رسمي للشعب السوري’.
ولم يوضح رمضان متى ستقوم السعودية بهذه الخطوة ولا اذا كان الاعضاء الخمسة الاخرون في مجلس التعاون الخليجي سيحذون حذوها في الاعتراف بهذا المجلس الذي بدأت في العاصمة الفرنسية الاستعدادات لانتخاب قيادة جديدة له.
عشرات المتظاهرين يقتحمون السفارة السورية في القاهرة
القاهرة ـ ا ف ب: هاجم عشرات من المتظاهرين المعارضين لنظام الرئيس السوري بشار الاسد الجمعة مبنى السفارة السورية في القاهرة قبل ان تتمكن قوات الامن المصرية من صدهم، كما افاد مراسل وكالة فرانس برس.
واوضح المراسل ان 200 متظاهر على الاقل اقتحموا عنوة مبنى السفارة الكائن في حي غاردن سيتي في القاهرة وحطموا عددا من نوافذه وابوابه قبل ان تتدخل قوات الامن وتخرجهم من المبنى الذي كان خاليا من الموظفين بسبب عطلة الجمعة الاسبوعية. ولم يعلن عن اي اعتقالات.
وعقب الحادث توجه السفير السوري يوسف احمد الى المبنى واعلن انه سيتقدم بشكوى الى السلطات المصرية.
وقال السفير لفرانس برس ‘السفارة السورية مستهدفة. وسنبعث رسالة تطالب بحمايتها لان الحماية الان ضعيفة جدا’.
واضاف ان المتظاهرين ‘دخلوا المبنى ووصلوا الى طابق مكتب السفير وللاسف لم يجدوا اي مقاومة’، مضيفا ‘هذا تطور خطير’.
واكد ان مقر سكنه تعرض ايضا لهجوم في الاسابيع الاخيرة لكنه ايضا كان خاليا وقت الحادث. وقال ‘انهم نفس الاشخاص. وقد اعطينا قائمة بأسمائهم الى السلطات دون ان يتخذ اي اجراء’.
الجامعة العربية توقف عمل بعثة المراقبين في سوريا
أفاد بيان صادر عن جامعة الدول العربية، اليوم السبت، أنه تقرر وقف عمل بعثة المراقبين العرب في سوريا بسبب «تصاعد العنف في البلاد». وقال البيان أنه «أجرى الأمين العام لجامعة الدول العربية مشاورات مع عدد من وزراء خارجية الدول العربية وقرر على ضوئها وقف عمل بعثة الجامعة العربية في سوريا بشكل فوري وإلى حين عرض الموضوع على مجلس الجامعة».
وأعلن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أن «مهمة المراقبين في سوريا أوقفت خوفاً على حياتهم ولم يتم تجميدها»، وذلك في حديث إلى قناة الـ«بي بي سي» البريطانية.
وكان مصدر في الجامعة قد أبلغ وكالة «رويترز» في وقت سابق ان البعثة ستبقى في سوريا، ولكن سيجري تجميد عملها بشكل مؤقت.
وارجأ العربي سفره الى نيويورك، الذي كان مقرراً اليوم السبت الى الاحد، بعد تأجيل جلسة مجلس الامن حول الاوضاع في سوريا الى الثلاثاء المقبل، بحسب ما اعلنت الجامعة العربية.
وكان العربي قد اعلن، يوم الخميس الفائت، انه سيغادر مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم السبت الى نيويورك لحضور اجتماع لمجلس الامن الاثنين لعرض الخطة العربية الجديدة حول انهاء الازمة السورية وطلب «مصادقة» المجلس عليها.
من جهته، أعرب رئيس بعثة المراقبين العرب في سوريا، الفريق محمد الدابي عن قلقه من إمكانية انزلاق الأوضاع في سوريا إلى صراع طائفي، واعتبر أن تزايد العنف في الأيام الماضية ناتج عن تفسير كل طرف من أطراف الصراع لطبيعة الأحداث بطريقته الخاصة.
وقال الدابي، في مقابلة مع شبكة «سي أن أن»، حول التقارير المتزايدة عن أعمال عنف طائفية خصوصاً في مناطق كمدينة حمص، إن «قلقنا الأساسي هو من تحول النزاع الحالي إلى صراع طائفي بمعنى حصول مواجهات بين الطوائف. هناك مجموعات تؤيد المعارضة وأخرى تؤيد الحكومة، وأعتقد أنه في حمص مثلاً فإن للمعارضة نفوذاً أكبر من الحكومة».
واتهم الدابي بعض وسائل الإعلام بالتسبب بتصعيد الوضع على الأرض عبر إعطاء تفسيرات لفقرات في تقارير البعثة تتعارض مع حقيقتها. وقال إنه كان على استعداد لتوضيح الأمور وتقديم الأجوبة الكافية لوسائل الإعلام لو أنها اتصلت به، وأشار إلى أن إحدى المحطات قامت بإجراء مقابلة معه في القاهرة ولكنها لم تنشرها.
من ناحية أخرى، طالب زعيم اقليم كردستان العراق، مسعود برزاني، خلال مؤتمر نظّمه أكراد سوريون، عقد اليوم السبت في اربيل، اكراد سوريا بوحدة الصفّ، معرباً عن امله بتجاوز الازمة التي تعيشها سوريا منذ اكثر من عشرة اشهر. ولفت بارزاني في كلمته خلال المؤتمر، ان «الوضع السوري مهم بالنسبة لنا لكونها دولة جارة ولدينا معها حدود طويلة وهناك اكثر من مليوني كردي يعيشون فيها ومن المهم ان نعرف ماذا سيكون مصيرهم». وخاطب الحضور قائلا «لا نريد التدخل في شؤون اكراد سوريا ولكن نريد مساعدتكم ودعمكم في أي قرار تتخذونه». واضاف، «شرطنا لدعمكم توحيد صفوفكم في هذه الفترة الحساسة والابتعاد عن الخلافات الداخلية» في هذه المرحلة. واشار رئيس الاقليم الى ان «الهدف من المؤتمر هو دراسة الاوضاع في المنطقة واتخاذ القرارات المناسبة والاستعداد لأي تغيير يمكن أن يحدث في سوريا». وشارك في المؤتمر اكثر من 210 شخصيات كردية جاؤوا من 25 دولة اجنبية. من جانبه، قال نوري بريمو، احد الاكراد السوريين المسؤولين عن تنظيم المؤتمر، أن «شعار مؤتمرنا هو تقرير المصير وبناء سوريا ديمقراطية ودولة علمانية برلمانية في ظل دستور جديد ودعم الثورة السورية».
أمنياً، تعرض خطّ لنقل النفط قرب بلدة القورية شرق مدينة دير الزور السورية لعملية تفجير بعبوة ناسفة ما تسبب باندلاع حريق كبير في المكان. وذكر مصدر مسؤول في وزارة النفط السورية لوكالة الأنباء السورية (سانا) أن «خط النفط المستهدف من المجموعة الإرهابية المسلحة ينقل النفط الخام من حقل العمر التابع لشركة الفرات للنفط إلى المحطة الثانية «T2» وهو بقطر 24 إنشاً».
إلى ذلك، أفادت وكالة «سانا» عن «استهداف مجموعة إرهابية مسلحة صباح اليوم مبيتاً يقل عناصر من إدارة الإشارة بريف دمشق ما أدى الى استشهاد 7 بينهم ضابط برتبة ملازم أول». كما نقلت الوكالة عن
مصدر رسمي «أن مجموعة إرهابية استهدفت اليوم بنيران أسلحتها الرشاشة ميكروباصاً يقلّ ركاباً مدنيين بالقرب من دوار المطاحن ما أدى إلى استشهاد السائق منير حمود 40 عاما واصابة اثنين من الركاب تم اسعافهما إلى المستشفى الوطني». وذكرت الوكالة انّ «الجهات المختصة أحبطت محاولة تسلل مجموعة إرهابية مسلحة إلى الأراضي السورية عبر الحدود التركية في موقع الجانودية التابعة لجسر الشغور بمحافظة إدلب».
وذكر مصدر رسمي لمراسل «سانا»، في المحافظة، أن أحد عناصر الجهات المختصة جرح خلال تصديها للمجموعة المتسللة، بينما تم قتل وجرح عدد من أفراد المجموعة وفرّ الباقون باتجاه الأراضي التركية.
وشهدت مدينة الرستن في ريف حمص، اليوم السبت، اشتباكات جديدة بين الجيش ومجموعات منشقة عنه، على ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وذكر المرصد أنه «استشهد مواطن في ريف درعا اثر اطلاق الرصاص عليه خلال كمين نصبته له قوات الامن السورية». واوضح المرصد ان القتيل كان متوارياً عن الانظار.
كما اشار المرصد الى ان «النيران اشتعلت بانبوب للنفط يمر بمدينة القورية»، دون ان يحدد سبب الاشتعال او الاضرار التي نتجت عنه.
وفي ريف دمشق، افاد المرصد عن «اقتحام قوات عسكرية امنية مشتركة بلدات كفربطنا وسقبا وحمورية وجسرين ومشارف مدينة عربين». واوضح البيان الى ان «القوات النظامية تضم 6 دبابات و 8 ناقلات جند مدرعة وعشرات السيارات»، مشيرا الى أنّ «اشتباكات عنيفة دارت بين القوات وبين المجموعات المنشقة».
(سانا، ا ف ب، رويترز، يو بي آي)
موسكو تعارض في مجلس الأمن دعوة الأسد للتنحي
عشرات القتلى في سوريا… والدابي يؤكّد «تصاعد العنف»
أكدت بعثة المراقبين العرب، أمس، تصاعد وتيرة العنف في سوريا «بشكل كبير»، في وقت سقط فيه عشرات القتلى والجرحى، بينهم 40 مدنياً. وفي تنامٍ لظاهرة خطف الأجانب، ارتفع عدد الإيرانيين المختطفين في سوريا إلى 18، بعد إعلان اختطاف 11 أمس. وفي ساعة متأخرة من ليل أمس، انعقدت جلسة مجلس الأمن التشاورية بشأن سوريا لإجراء مشاورات تتناول مشروع القرار الجديد الذي أعدته دول أوروبية وعربية، فيما أكدت روسيا أنها ستحبط أي محاولة في مجلس الأمن لدعوة الرئيس السوري إلى التنحي، وحذرت من أنها لن تسمح بإمرار أي قرار في مجلس الأمن يجيز التدخل العسكري، وقالت أيضاً إنها لن تؤيد بأثر رجعي عقوبات غربية وعربية فرضت بالفعل على سوريا
عشية وصول الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، ورئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني إلى الأمم المتحدة اليوم لبحث الملف السوري، قدّم الأوروبيون ودول عربية إلى مجلس الأمن مساء أمس مشروع قرار جديد بشأن سوريا، يستند إلى خطة التسوية التي أعدتها الجامعة العربية، وتطلب خصوصاً تنحي الرئيس بشار الأسد.
وأوضح المندوب الفرنسي جيرار ارو، قائلاً: «لقد قدمنا نصاً يستند إلى مطالب الجامعة العربية». وأضاف «نريد فقط تحويل مطالب الجامعة العربية الى مطالب لمجلس الأمن.. من أجل إرسال بعثة مراقبة، وكذلك في ما يتعلق بالحل السياسي».
اما مندوب روسيا فيتالي تشوركين، فقد عبّر عن «خيبة أمل كبيرة» تجاه مشروع القرار. وقال دبلوماسيون حضروا الاجتماع لوكالة «رويترز»، إن تشوركين أبلغ المجلس بأنه يختلف مع الجامعة العربية لمحاولتها «فرض حل خارجي» على الصراع في سوريا كما رفض فكرة فرض حظر للسلاح واستخدام القوة.
والنص الجديد الذي أعدته باريس ولندن وبرلين مع عدد من الدول العربية، وطرحه المغرب رسمياً على طاولة مجلس الأمن، لا يزال بحاجة الى أيام من المباحثات.
وينص مشروع القرار على أن المجلس «يدعم بقوة» خطة وضعتها الجامعة العربية نهاية الأسبوع الماضي، تتضمن بنداً يتعلق بنقل صلاحيات الى نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، تمهيداً لتنظيم انتخابات جديدة.
وكان نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، كرّر موقف موسكو بعدم نيتها دعم أي مشروع قرار في مجلس الأمن يدعو الأسد إلى التنحي. وحذّر من الضغط في اتجاه طرح مشروع القرار للتصويت قريباً. وقال: «سيكون ذلك محكوماً عليه بالفشل؛ لأننا عبّرنا عن رأينا بوضوح كما فعل شركاؤنا الصينيون».
في هذا السياق، دعا المجلس الوطني السوري، إلى «التحرك الفوري والجاد على مستوى مجلس الأمن لإصدار قرار دولي يدين جرائم النظام». وفي خطوة ستحمل دلالات كبيرة إذا ما تحققت، نقلت صحيفة «الرأي» الكويتية عن أحمد رمضان، العضو في المكتب التنفيذي للمجلس، أن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، أبلغ وفد المجلس الذي التقاه في القاهرة الأسبوع الماضي، «أن المملكة ستعترف بالمجلس الوطني السوري ممثلاً رسمياً للشعب السوري».
في هذا الوقت، تجددت أعمال العنف في حمص أمس بعد ظهور تقارير عن وقوع مذبحة طائفية. وقال نشطاء وسكان إن «رجال ميليشيا علوية قتلوا 14 من أفراد أسرة سُنية»، أول من أمس. وأضافوا أن «ثمانية أطفال تراوح أعمارهم بين ثمانية أشهر وتسع سنوات كانوا بين أفراد الأسرة التي قتلت في مبنى بحي كرم الزيتون المختلط في المدينة». وفي ردّ فعل على الحادثة، اقتحمت مجموعة من المعارضين السوريين، مبنى سفارة بلادهم في القاهرة. وحطّموا محتويات الغرف والسيارات الموجودة في مرأب المبنى.
وقتل العشرات في سوريا، أمس، بينهم ما لا يقل عن أربعين مدنياً، بحسب لجان التنسيق المحلية. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 12 من القتلى سقطوا في بلدة نوى في محافظة درعا. وأضاف أن قوات الأمن «عمدت إلى استخدام الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين»، الذين خرجوا في عدة مدن سورية تلبية لدعوة أطلقها ناشطون للتظاهر في «جمعة الدفاع عن النفس».
كذلك تصاعدت وتيرة الهجمات التي تستهدف قوات الأمن، حيث شهدت سوريا، أمس، عدة تفجيرات بعبوات ناسفة نفذتها مجموعات مسلّحة في مناطق متفرقة.
وقال مصدر أمني سوري إن انتحارياً فجّر سيارته المفخخة بحاجز لقوات حفظ النظام في مدينة بنّش في محافظ إدلب (شمال غرب)، ما أدى إلى مقتله وإصابة 4 عناصر من قوات حفظ النظام بجروح متفاوتة، بينهم مساعد أول. وأشار المصدر إلى «استشهاد طفل وإصابة 10 مدنيين آخرين بانفجار عبوة ناسفة في حيّ القاعة في منطقة الميدان في دمشق»، فيما أصيب عدد من المدنيين في قطنا بريف دمشق، بانفجار عبوتين ناسفتين. وأفاد بمقتل شخصين وإصابة عدد آخر جرّاء اشتباك مسلّح بين أفراد عشيرة العساسنة في حي المرجة في حلب. وقال إن 3 مدنيين و3 من عناصر حفظ النظام أصيبوا بانفجار عبوة ناسفة زرعتها «مجموعة إرهابية مسلحة» في شارع بغداد بمدينة البوكمال في دير الزور. وأشار المصدر الأمني إلى «استشهاد عنصر من قوات حفظ النظام بنيران مجموعة مسلحة أطلقت النار عليه بالقرب من المركز الثقافي في حي الميدان في حمص». وقال مصدر محلي في مدينة حمص إن «4 مدنيين قتلوا وأصيب أكثر من 20 بجروح، ليل أمس، بقذائف أطلقتها مجموعات مسلحة على بعض أحياء المدينة. وقصفت بنحو مكثف البساتين المحيطة بالبلدة وطاولت القذائف بعض منازل البلدة».
وتأكيداً لتزايد وتيرة العنف، أعلن رئيس بعثة المراقبين العرب في سوريا محمد الدابي أن معدلات العنف في سوريا «تصاعدت بنحو كبير» خلال الأيام الثلاثة الأخيرة.
وفي تطور لافت، ارتفعت أمس حصيلة المختطفين الإيرانيين في سوريا إلى 18، بعدما أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست أن مجموعة مجهولة خطفت أحد عشر من الحجاج الإيرانيين على طريق دمشق. كذلك خطف خمسة مهندسين في 20 كانون الأول في منطقة حمص. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية عن خطف مهندسين آخرين توجها في 21 كانون الأول إلى المكان في محاولة للعثور على زملائهما. وأوضحت الوكالة أن المهندسين كانوا يعملون في مشروع بناء محطة كهرباء قرب حمص. وبعد تبني منظمة سورية تطلق على نفسها اسم «حركة مناهضة المد الشيعي في سوريا» أعمال الخطف في حمص، أعلنت كتيبة الفاروق التابعة لـ«الجيش السوري الحر»، في بيان، أنها تحتجز الإيرانيين السبعة، وقالت إنها ستفرج عن اثنين منهم بشرط إقرار المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي بوجود عناصر عسكريين إيرانيين في سوريا وسحبهم مباشرة من البلاد. بحسب ما جاء في البيان.
(الأخبار، سانا، رويترز، يو بي آي، أ ف ب)
من سيخلف غليون؟
بدأت في العاصمة الفرنسية الاستعدادات لانتخاب قيادة جديدة للمجلس الوطني السوري. وتنتهي ولاية الرئيس الحالي للمجلس برهان غليون في الخامس عشر من شباط، ويعاد انتخاب قيادة جديدة لمدة ثلاثة أشهر بموجب النظام الداخلي للمجلس.
وبرز برهان غليون، كشخص قادر على التوفيق بين الاتجاهات المتباينة للقوى التي يتألف منها المجلس، بين الإسلاميين والقوميين واليساريين والليبراليين والمستقلين، ويمثّل الإسلاميون القوة الأكبر وزناً داخل المجلس. وكان مقرراً أن يجري اختيار قيادة جديدة للمجلس في منتصف كانون الثاني الحالي، إلا أن تعثر التوافق أدى إلى تأجيل هذا الاستحقاق. وبالتزامن مع اقتراب هذا الاستحقاق، وصل إلى باريس كل من جورج صبرا وسهير الأتاسي، وهما من الوجوه البارزة في داخل سوريا لوقت طويل قبل مغادرتها أخيراً. وقد أعلن صبرا مرات عدة أنه مكلف من حزب الشعب السوري العمل في المجلس الوطني وترتيب أموره. ورغم أنه لم يعلن صراحة نيته الترشح لرئاسة المجلس، إلا أنه وجه انتقادات صريحة إلى طريقة أداء غليون. ويرى الباحث فابريس بالانش، الخبير في الشأن السوري، أن «قطر التي تدير مع تركيا دفة المجلس الوطني، هي من سيختار لرئاسة المجلس شخصية تظهر وحدة المعارضة».
(أ ف ب، رويترز)
سورية… جمعة المجازر
أكثر من 100 قتيل… وموسكو ترفض «المبادرة العربية»
في خطوة رأى فيها المراقبون محاولة أخيرة للقضاء على الانتفاضة الشعبية، صعّد النظام السوري العمليات العسكرية في أنحاء البلاد أمس، وقتل أكثر من 100 شخص بينهم نساء وأطفال.
مع مواصلة القوات السورية الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد تصعيدها الميداني تحت عنوان “الحسم العسكري”، عاشت سورية أمس يوم جمعة دامياً ابتدأ بمجزرة شنيعة ليل الخميس – الجمعة في حي كرم الزيتون في مدينة حمص راح ضحيتها 30 شخصاً بينهم تسعة أطفال تتراوح أعمارهم بين عدة أشهر و14 عاماً، وانتهى بسقوط حوالي 100 قتيل في عموم أنحاء البلاد.
ورغم استمرار آلة القتل، خرج آلاف السوريين إلى الشوارع في تظاهرات حاشدة في “جمعة حق الدفاع عن النفس” في محافظات حمص ودرعا وإدلب وريف دمشق. وكان ملحوظاً المشاركة الأكبر لمدينة حلب في التظاهرات منذ اندلاع الانتفاضة في مارس الماضي، وقد دفعت المدينة ضريبة الدم بمقتل 12 من أبنائها في حي المرجة، فيما خرجت تظاهرات في أحياء الصاخور والأشرفية وسيف الدولة.
وإلى جانب مجزرتي كرم الزيتون وحلب، قُتل 11 شخصا في بلدة نوى بمحافظة درعا، عندما حاصرت قوات الأمن الموالية للنظام مشيعي أحد الضحايا في مقبرة البلدة وفتحت النار باتجاههم بشكل عشوائي. كما أفيد عن العثور على 23 جثة في حي قبلي في حماة بعد أن اقتحمته قوات الأمن الموالية للنظام أمس الأول. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أعلن، في بيان أصدره أمس، سقوط 62 قتيلاً أمس الأول بينهم ضحايا مجزرة كرم الزيتون.
في المقابل، خاضت مجموعات الجيش السوري الحر الموالية للانتفاضة الشعبية معارك عنيفة مع الجيش النظامي في مناطق عدة، خصوصا في ريف دمشق، في حين قُتل ستة من قوات الأمن النظامية بانفجار سيارة مفخخة عند حاجز في إدلب، كما قُتل ستة آخرون خلال استهداف حافلتهم بقذائف صاروخية من قبل عناصر “الجيش الحر” في بلدة المزيريب في درعا. وأعلنت المتحدثة باسم المجلس الوطني السوري المعارض بسمة قضماني أمس أن المجلس مستعد لتقديم المال والمعدات لـ”الجيش الحر”، في وقت وقفت روسيا مجدداً ضد إصدار قرار أممي يضغط على الأسد، ورفضت المبادرة العربية الجديدة التي توجه أمين عام الجامعة نبيل العربي ورئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم إلى نيويورك لطلب تبنيها من قبل مجلس الأمن.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف: “لا يمكن أن نؤيد دعوة لتنحي الأسد في أي قرار لمجلس الأمن”، دون أن يذكر هل ستستخدم بلاده حق النقض (الفيتو) أو ستمتنع عن التصويت.
إيقاف عمل بعثة المراقبين العرب في سوريا
أ. ف. ب.
القاهرة: اعلن الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي السبت انه قرر “وقف عمل بعثة المراقبين العرب في سوريا بشكل فوري” بسبب “لجوء الحكومة السورية الى تصعيد الخيار الامني” ما ادى الى ارتفاع عدد الضحايا.
وقال العربي في بيان رسمي انه قرر بعد مشاورات مع عدد من وزراء الخارجية العرب “وقف عمل بعثة المراقبين العرب في سوريا بشكل فوري”.
واوضح انه هذا القرار اتخذ “بالنظر الى تدهور الاوضاع بشكل خطير في سوريا والى استمرار استخدام العنف وتبادل القضف واطلاق النار الذي يذهب ضحيته المواطنون الابرياء وبعد ان لجأت الحكومة السورية الى تصعيد الخيار الامني (..) ما ادى الى ارتفاع عدد الضحايا”.
واكد العربي بذلك تصريحات صدرت عن مسؤول في الجامعة في وقت سابق السبت بشأن تجميد عمل بعثة المراقبين العرب في سوريا.
وكان رئيس بعثة المراقبين العرب في سوريا محمد الدابي اعلن الجمعة ان معدلات العنف في سوريا “تصاعدت بشكل كبير” خلال الايام الثلاثة الاخيرة.
وقال الدابي في بيان صدر في مقر الجامعة في القاهرة ان “معدلات العنف في سوريا تصاعدت بشكل كبير في الفترة من 24 إلى 27 كانون الثاني/يناير الجاري وخاصة في مناطق حمص وحماه وإدلب”.
وطالب الدابي “بوقف العنف فورا حفاظا على ارواح ابناء الشعب السوري وإفساح المجال أمام الحلول السلمية”، مشيرا الى ان بعثة المراقبين “ستواصل مهامها حتى الآن رغم هذه الظروف”.
وقتل 56 شخضا في سوريا الجمعة من بينهم 44 قضوا برصاص قوات الامن السورية خلال تفريقها بالرصاص الحي تظاهرات احتجاجية، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، و12 من رجال الامن في هجومين منفصلين.
وقتل مدنيان السبت احدهما طفل، واقتحمت قوات عسكرية وامنية بلدات في ريف دمشق فيما شهدت مدينة الرستن في ريف حمص (وسط) السبت اشتباكات جديدة بين الجيش ومجموعات منشقة عنه على ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الذي اكد كذلك أن اشتباكات عنيفة جرت في ريف حمص (وسط) بين القوات السورية ومنشقين اسفرت عن مقتل خمسة من عناصر الجيش والامن في منطقة الحولة و ثلاثة منشقين في مدينة الرستن.
وبالتزامن مع ذلك افادت وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان “ان مجموعة ارهابية مسلحة استهدفت صباح اليوم مبيتا (حافلة) يقل عناصر من ادارة الاشارة بريف دمشق ما أدى الى استشهاد 7 بينهم ضابط”.
المعارضة السورية تدعو الى تجمعات احتجاجية الاحد امام السفارات الروسية في العالم
هذا فيما دعا المجلس الوطني السوري المعارض السبت في بيان المواطنين السوريين في كافة انحاء العالم الى التظاهر امام السفارات والقنصليات الروسية تعبيرا عن احتجاجهم على الموقف الروسي في مجلس الامن من الازمة في سوريا.
وقال عضو المجلس الوطني سمير نشار في بيان تلاه باسم المجلس في اسطنبول “ندعو جميع المواطنين السوريين في جميع بلدان الاغتراب الى التضامن مع شعبهم بالداخل احتجاجا على الموقف الروسي عبر الاعتصام امام سفارات وقنصليات روسيا الاتحادية وامام مراكز الامم المتحدة غدا الاحد الساعة الثانية بعد الظهر في اماكن تواجدهم”.
المعارضة السورية ستطلب من مجلس الامن ضمان الحماية
من جهة ثانية، اعلن المجلس الوطني السوري المعارض السبت ان وفدا برئاسة رئيسه برهان غليون سيكون الاحد في نيويورك لمطالبة مجلس الامن الدولي بتأمين “حماية دولية” للمدنيين السوريين، كما اتهم ايران ب”المساهمة في قتل” السوريين، ودعا الى التظاهر امام السفارات الروسية في العالم.
وقال المجلس في بيان تلاه سمير نشار عضو المجلس الوطني السوري امام الصحافيين انه “قرر التوجه الى مجلس الامن الدولي غدا الاحد من خلال وفد برئاسة الدكتور (برهان) غليون لعرض قضية الشعب السوري على مجلس الامن ومطالبته بتأمين الحماية الدولية للمدنيين”.
وفي اعنف موقف له ضد نظام الجمهورية الاسلامية في ايران اعلن المجلس الوطني انه “يستنكر مساهمة النظام الايراني في قتل المواطنين السوريين المطالبين بالحرية ويدعوه الى التوقف عن المشاركة في قمع الثورة السورية حرصا على مستقبل العلاقات بين الشعبين”.
وفي موقف مرتبط برفض روسيا المتواصل للموافقة على مشروع قرار في مجلس الامن يندد بعنف النظام ضد الحركة الاحتجاجية المناهضة له دعا المجلس الوطني “جميع المواطنين السوريين في جميع بلدان الاغتراب الى التضامن مع شعبهم بالداخل احتجاجا على الموقف الروسي عبر الاعتصام امام سفارات قنصليات روسيا الاتحادية وامام مراكز الامم المتحدة غدا الاحد الساعة الثانية بعد الظهر في اماكن تواجدهم”.
ومقابل الهجوم على ايران وروسيا اعلن المجلس الوطني انه “يتوجه بجزيل الشكر الى السعودية وقطر وسائر دول مجلس التعاون الخليجي والمغرب وباقي الدول العربية الشقيقة التي تسعى من خلال مواقفها الى مساعدة الشعب السوري ووقف سفك الدماء”.
كما دعا المجلس الوطني مؤسسات الامم المتحدة الى تقديم المساعدة الى المدن السورية التي تشهد اعمال عنف دامية ارتفعت حدتها كثيرا خلال الايام القليلة الماضية.
وتوجه البيان بالشكر “الى كافة اطراف المجتمع الدولي التي تسعى الى مناصرة قضايا الحرية والديموقرطية وحقوق الانسان في سوريا مطالبين جميع مؤسسات الامم المتحدة بالعمل على تقديم المساعدات الانسانية والاغاثية للمدن السورية المنكوبة حمص وحماه وادلب وريف دمشق ودرعا ودير الزور”.
وتفيد ارقام الامم المتحدة ان اكثر من 5400 شخص قتلوا منذ اندلاع الحركة المعارضة لحكم الرئيس بشار الاسد في اذار/مارس الماضي.
وكانت بلدان الخليج وتركيا حثت دمشق على قبول مبادرة الجامعة العربية لوقف اراقة الدماء “دون ارجاء”، وهي تنطوي على نقل للسلطة من الاسد الى نائبه في غضون شهرين.
ورفضت سوريا الخطة معتبرة اياها تدخلا سافرا في شؤونها الداخلية.
ومن المقرر ان يعقد مجلس الامن اجتماعا خاصا لمناقشة الوضع في سوريا يوم الثلاثاء المقبل.
ويتوجه الامين الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي الاحد الى نيويورك مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بتفويض من الجامعة العربية لابلاغ الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بالمبادرة العربية الاخيرة لحل الازمة في سوريا وطلب دعمه لها.
الفيصل: مسألة الاعتراف بالمجلس الوطني السوري غير واردة الآن
وكالات
اسطنبول: أكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أن السعودية تعمل على تقييم الموقف من القضايا العربية من دون أي تدخل خارجي، موضحاً أنه لا أحد يستطيع الحديث عن الاعتراف أو عدم الاعتراف بالمجلس الوطني السوري حالياً, كاشفاً أن التعاون الخليجي التركي ليس موجهاً ضد أحد، ومبيناً أن دول الخليج تقدر دور تركيا في المنطقة.
ونقلت صحيفة الديار اللبنانية نقلا عن الفيصل خلال المؤتمر الصحفي مع نظيره التركي أحمد داوود أوغلو اليوم تشديده على “أهمية الحوار الإستراتيجي بين مجلس التعاون الخليجي وتركيا”.
ورداً على سؤال حول اعتراف محتمل للسعودية بالمجلس الوطني السوري، قال الفيصل: “نحن التقينا فعلاً في القاهرة مع المجلس الوطني السوري بعد اجتماعهم بأمين عام جامعة الدول العربي نبيل العربي، لكن مسألة الاعتراف تكون بين دول، وهذا لا يعني تجاهل المجلس ووجوده، إلا أن الاعتراف كلمة قانونية ولا يمكن أن أتكلّم عن اعتراف أو عدم اعتراف في هذه الفترة”.
وبشأن استعداد السعودية لتعويض نقص السوق النفطية بسبب الحظر على النفط الإيراني، ردّ الفيصل: “المملكة العربية السعودية يهمّها توازن السوق، ونتفق في هذا الأمر مع دول الخليج كافة”.
يأتي ذلك في الوقت الذي ناقشت فيه بلدان عربية خليجية وتركيا الوضع في سوريا في اجتماع عقد اليوم السبت في اسطنبول.
وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو لدى افتتاح الاجتماع “نحن عازمون على ان نجعل من الشرق الاوسط منطقة سلام واستقرار وازدهار”.
واضح مصدر دبلوماسي لوكالة فرانس برس ان الوضع في سوريا سيذكر في البيان الختامي لهذا الاجتماع الذي يعقده وزراء الخارجية.
ورأى وزير الخارجية التركي الجمعة ان عدد الضحايا المدنيين في سوريا بلغ “حدا مقلقا”.
واضاف ان “من الملح الان ان يتخذ جميع اعضاء المجموعة الدولية وخصوصا مجلس الامن التدابير الضرورية بطريقة حازمة وملحة” حول الوضع في سوريا.
وبعد اكثر من عشرة اشهر من الاحتجاجات والاف القتلى كما تقول الامم المتحدة، قدمت الامم المتحدة وباريس ولندن وبرلين وبضعة بلدان عربية الجمعة في مجلس الامن مشروع قرار يستعيد الخطوط الكبرى لخطة اعلنتها الجامعة العربية في نهاية الاسبوع.
الا ان الخطة التي تنص على نقل سلطات الرئيس السوري بشار الاسد الى نائب الرئيس، تعارضها موسكو. ويضم مجلس التعاون الخليجي ستة بلدان عربية خليجية منها السعودية وقطر.
وطالبت تركيا التي تستضيف المعارضة السياسية ومسؤولي المعارضة المسلحة للنظام السوري، بتنحي الرئيس الاسد الحليف السابق لأنقرة.
بلدان الخليج وتركيا تحث سوريا على قبول خطة الجامعة العربية
وحثت بلدان الخليج وتركيا، التي تصدرت الادانات الاقليمية للنظام السوري لحملته الدامية، دمشق السبت على قبول خطة الجامعة العربية لوقف اراقة الدماء “دون ارجاء”.
وتنطوي الخطة العربية على نقل الرئيس بشار الاسد السلطة الى نائب له وتشكيل حكومة وحدة وطنية في غضون شهرين، وهي الخطة التي رفضتها سوريا.
وصرح وزراء خارجية بلدان الخليج الستة وتركيا في اعلان نهائي انه لم يتم احراز تقدم يذكر على صعيد خطة السلام العربية “في الاغلب بسبب الاتجاه المتعنت الذي اظهرته الادارة السورية”.
وحث الوزراء “بشدة الادارة السورية على الوفاء دون ارجاء بكافة التزاماتها بموجب مبادرة السلام التي طرحتها الجامعة العربية”.
وتعد السعودية اكبر بلدان مجلس التعاون الخليجي الذي يضم الى جانبها البحرين والكويت وعمان وقطر والامارات.
وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو عقب الاجتماع “نأمل ان تقيم سوريا بجدية قرارات الجامعة العربية وتضع حدا للقمع ضد شعبها وتبدأ عملية اصلاح تماشيا مع مطالب الشعب”.
يذكر ان تركيا، التي كانت يوما حليفا وثيقا لسوريا، في طليعة الانتقادات الدولية بسبب الحملة التي ينفذها نظام دمشق على الاحتجاجات كما اصبحت ايضا ملاذا للنشطاء المعارضين السوريين.
ويأتي اجتماع اسطنبول وسط مسعى عربي واوروبي جديد لحث الامم المتحدة على التحرك بشأن القمع السوري، وهو المسعى الذي تعارضه روسيا.
ولم يتمكن مجلس الامن من الخروج بقرار منذ اشهر بشأن الموقف السوري، فقد اجهضت روسيا والصين مسودة قرار اوروبي سابقة في تشرين الاول/اكتوبر متهمتين الغرب بالسعي لتغيير النظام.
وفي الاعلان الاخير اتفق الوزراء ايضا على ضرورة ان تنصب الجهود الدولية على وقف سفك الدماء في سوريا “على الفور” وتمهيد السبيل لبدء عملية نقل سياسية تماشيا مع “المطالب المشروعة للشعب”.
ويتصاعد الضغط الدولي على النظام السوري حيث تقول الامم المتحدة ان اكثر من 5400 شخص قتلوا منذ اندلاع الاحتجاجات المعادية للحكومة في اذار/مارس الماضي.
وسوف يتجه الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني الى بروكسل الاثنين لمحادثات مع الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندريس فوغ راسموسن. كما سيلتقي الثلاثاء بمسؤولة السياسات الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون.
البلاد تعيش في حالة يرثى لها مع تزايد العقوبات
الأزمة السياسية في سوريا تلقي بظلالها على الوضع الاقتصادي
أشرف أبو جلالة من القاهرة
يعيش الاقتصاد السوري حالة يرثى لها على خلفية الأوضاع التي تعيشها البلاد منذ عدة أشهر، مع تزايد العقوبات المفروضة على الحكومة، وفي ظل إتباع سياسات مالية يثار حولها كثير من التساؤلات. ورغم الدور الذي تلعبه كل هذه العوامل، إلا أن تأثيرها على إحكام الرئيس بشار الأسد على السلطة لا يزال أمراً غير واضح المعالم.
القاهرة: أبرزت اليوم صحيفة لوس أنغلوس تايمز الأميركية حالة الكساد التي تشهدها المحلات المنتشرة في مدينة دمشق القديمة، نتيجة لغياب المشترين والزبائن الذين كانوا يترددون على المحلات التي تبيع المنتجات اليدوية والملابس والتوابل.
وأوردت الصحيفة عن شخص يدعى أبو عدنان، يعمل في إحدى المتاجر التي تبيع الأقمشة، قوله :” ترتكز هذه السوق على السياح”. وهو ما جعل الصحيفة تقول إن السياح توقفوا عن القدوم حين اندلعت الاحتجاجات المناهضة للحكومة في مختلف أنحاء سوريا خلال شهر آذار ( مارس ) الماضي، ما أدى إلى نشوب حملة قمعية عنيفة.
وقال أيضاً شخص يدعى أبو محمد وهو من أصحاب المتاجر :” كل ما يهتم به الناس الآن هو الحصول على مستلزماتهم الغذائية، ولا يقومون بشراء أي إضافات”. ولفتت الصحيفة هنا إلى حدوث تزاحم من قبل المواطنين في بعض مناطق بالعاصمة لشراء زيت الطهي والتدفئة، الذي يندر وجوده، في الوقت الذي تندلع فيه مشاجرات بين الحين والآخر نتيجة تدافع الأشخاص فيما بينهم للحصول على حصتهم.
ونتيجة لتلك الأوضاع الصعبة، بدأت تظهر مخاوف من احتمالية مضي البلاد صوب حرب أهلية صريحة، وهو الواقع الذي بدأ يلقي بظلاله الثقيلة على الاقتصاد. لكن مازال من غير الواضح مدى تأثير تلك الأحداث على السلطة التي يحتفظ بها الرئيس الأسد.
ثم تحدثت الصحيفة عن تنامي مشاعر الإحباط بين النخبة المكونة من رجال أعمال وطبقة التجار – الذين يدعمون الرئيس الأسد بشكل كبير منذ أن وصل إلى السلطة عام 2000 – وبخاصة في دمشق وحلب، التي تعتبر ثاني أكبر المدن السورية. في حين بدأ يقدم البعض تبرعات مالية في الخفاء لجماعات المعارضة من أجل شراء احتياجاتهم من الأدوية والأغذية والبطاطين داخل الأحياء المحاصرة من جانب قوات الأمن.
ويرى مسؤولون غربيون أن المتاعب المالية التي تواجهها سوريا الآن قد تؤدي لانهيار الحكومة التي تحكم الشعب بأداة الخوف على مدار أربعة عقود تحت قيادة الأسد ومن قبله والده حافظ. بينما ينظر كثير من السوريين بطريقة أكثر استهجاناً للمستقبل.
وقال جهاد يازجي، ناشر ورئيس تحرير موقع سيريا ريبورت الإخباري باللغة الإنكليزية، وهي عبارة عن نشرة إخبارية يوجد مقرها بدمشق :” أعتقد أن مجتمع رجال الأعمال سيتصرف مثل أي شخص تتعرض مصالحه للخطر”. وبدأ يتحدث آخرون عن نموذج دولة الجوار العراق، حيث كان يعيش الرئيس صدام حسين وحاشيته الحاكمة ببذخ خلال السنوات التي سبقت الغزو عام 2003، رغم ويلات السنوات التي فُرِضت فيها على البلاد عقوبات اقتصادية وتم فيها خوض الحرب مع ايران.
ثم نوهت الصحيفة إلى أن صندوق النقد الدولي سبق له أن تكهن في نيسان ( أبريل ) الماضي بأن ينمو الاقتصاد السوري بنسبة قدرها 3 % عام 2011. وبحلول أيلول ( سبتمبر ) الماضي، قال الصندوق إن الاقتصاد سينكمش بنسبة قدرها 2%.
وأشارت أنغلوس تايمز بعدها إلى أن الاستثمارات الأجنبية بدأت تشهد أيضاً حالة من النضوب، كما فقدت عملة الليرة المحلية حوالي ثلث قيمتها في السوق السوداء، حيث تم تداولها بحوالي 70 ليرة في مقابل الدولار. وانخفض أيضاً سعر الصرف الرسمي، من 47 ليرة إلى 57.9 ليرة. وفي مطلع شهر تشرين الأول ( أكتوبر ) الماضي، كان يقول مسؤولون سوريون إن البلاد تمتلك احتياطات نقد أجنبية قيمتها 18 مليار دولار، وهو المبلغ الذي يكفي لتأمين الواردات على مدار عامين. لكن اقتصاديين أوضحوا أن مليارات الدولارات ربما يتم إنفاقها في محاولة لدعم الليرة.
وأشارت الصحيفة أيضاً إلى أن ضعف قيمة العملة المحلية وتعطل خطوط الإمداد كانا من الأسباب التي وقفت وراء ارتفاع أسعار كافة السلع بدءً من البيض وغاز الطهي وانتهاءً بالثلاجات وأجهزة التلفاز.
سوريا: نحو مائة قتيل.. و«الجيش الحر» يعتقل 7 إيرانيين
مناقشات في مجلس الأمن.. ومسؤول بريطاني لـ «الشرق الأوسط»: روسيا تقود حملة لرفض أي عبارة تطالب الأسد بالتنحي * عماد غليون لـ«الشرق الأوسط»: تصرفات النظام تؤكد العد العكسي لنهايته
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: يوسف دياب واشنطن: محمد علي صالح وهبة القدسي لندن: نادية التركي
بلغت الحصيلة الأولية لضحايا جمعة «حق الدفاع عن النفس» في سوريا نحو مائة قتيل، حسب مصادر الثورة السورية. وأكد العقيد مالك الكردي، نائب قائد «الجيش السوري الحر»، أن «كتيبة الفاروق» تمكنت منذ نحو 5 أيام من اعتقال 7 إيرانيين مسلحين في مدينة حمص، 5 منهم خبراء عسكريون ينتمون إلى الحرس الثوري الإيراني، والآخران مدنيان.
وقال الكردي لـ«الشرق الأوسط» إن «عملية اعتقال هذه المجموعة تمت بعدما قامت مجموعة استطلاع تابعة للجيش الحر برصد مجموعة أخرى تابعة للجيش النظامي تقوم بعملية استطلاع محاطة بعناصر حماية، في حي باب السباع في حمص».
إلى ذلك, بدأ مجلس الأمن مشاورات تمهيدية حول مسودتي المشروعين العربي والغربي، بالإضافة إلى مسودة المشروع الذي كانت روسيا أعلنته الشهر الماضي. وقال مصدر في الأمم المتحدة إن المغرب (الدولة العربية الوحيدة في مجلس الأمن) يقوم بتنسيق مسودة مشروع عربي مع المشروع الأوروبي الذي يعده سفيرا بريطانيا وفرنسا الدائمان في مجلس الأمن، بالتعاون مع سفير ألمانيا، وسفراء دول أوروبية أخرى. وهذه المشاورات التمهيدية هي استعداد لجلسة رسمية ستعقد الأسبوع المقبل، لمناقشة مشروع عربي غربي مكتمل. وفي الوقت نفسه، كرر فيتالي شيركن، السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، موقف بلاده بالاعتماد على مسودة مشروع قدمه الشهر الماضي يرفض إقالة الرئيس السوري بشار الأسد، ويرفض فرض عقوبات عليه من قبل مجلس الأمن.
وقال مسؤول بريطاني، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، إن المندوب الروسي أبدى قلقه من عبارة تقول «إن مجلس الأمن سينظر في تطبيق سوريا لقرارات المجلس بالتشاور مع الجامعة العربية، وسيتبنى إجراءات أخرى بعد أسبوعين» . ولمح إلى أن روسيا تقود حملة لرفض أي عبارة تطالب الأسد بالتنحي. وأكد أنه من المستبعد إجراء أي تصويت على مشروع القرار العربي – الغربي حول الوضع في سوريا حتى الأسبوع المقبل. وأوضح المسؤول البريطاني أن كلا من البعثة البريطانية والفرنسية والألمانية تعقد اجتماعات دبلوماسية متواصلة مع الدبلوماسيين العرب، خاصة الدبلوماسيين من الجامعة العربية وقطر والمغرب. من جهته أكد عماد غليون، البرلماني السوري المنشق عن النظام السوري، أن النظام في سوريا يقوم بحملة عنيفة يستخدم فيها أقصى درجات القوة في محاولة أخيرة لقمع الانتفاضة. وأضاف «هي بداية النهاية، تصرفاته تقول إن العد العكسي لنهايته قد بدأ، ونرى الصمود موجودا، والنصر يقترب، رغم العنف المفرط. لذلك ندعو الشعب السوري للصمود حتى يصل لتحقيق أهدافه».
وأعلن رئيس بعثة المراقبين العرب في سوريا، محمد الدابي، أمس، أن معدلات العنف في سوريا «تصاعدت بشكل كبير» خلال الأيام الثلاثة الأخيرة. وطالب الدابي «بوقف العنف فورا حفاظا على أرواح أبناء الشعب السوري، وإفساح المجال أمام الحلول السلمية».
تصعيد في مواجهة المحتجين منذ الإعلان عن المبادرة العربية يسقط أكثر من 250 قتيلا.. و نحو 100 حصيلة «جمعة حق الدفاع عن النفس»
استنفار أمني في دمشق والأمن يطلق الرصاص الحي على المحتجين ويهدم البيوت على رؤوس ساكنيها
جريدة الشرق الاوسط
لندن: «الشرق الأوسط» بيروت: يوسف دياب
صعد النظام السوري من وتيرة القتل في مواجهة المحتجين في الأيام الأخيرة وخاصة منذ إعلان المبادرة العربية الأخيرة في الـ22 من شهر يناير (كانون الثاني) الجاري، ووصل عدد القتلى الذين سقطوا بسلاح النظام السوري إلى 251 شخصا منذ إطلاق المبادرة إلى مساء أمس حسب المكتب الإعلامي للمجلس الوطني السوري بالقاهرة الذي مد «الشرق الأوسط» بقائمة تضم عدد وأسماء ضحايا النظام السوري وتواريخ «استشهادهم». ومن أكثر المناطق التي تعرض مواطنوها للقتل من جنود النظام السوري ريف دمشق، وإدلب، وحماه، ودرعا، وحمص، ودوما.
ونام السوريون ليلة أول من أمس على نبأ مجزرة كرم الزيتون في مدينة حمص التي راح ضحيتها خمسة أطفال تتراوح أعمارهم بين الثمانية أشهر والتسع سنوات وأربع نساء ورجلان، وتدمير منزلين على رؤوس سكانهما واستيقظوا صباح الجمعة على نبأ مقتل 19 شخصا في منطقة عسال الورد في ريف دمشق، و18 شخصا في حي باب قبلي في حماه قال ناشطون إنه تم إعدامهم مقيدي الأيدي ليلة الخميس.
وفي تصعيد عنيف روج له وزير الخارجية السوري وليد المعلم منذ عدة أيام بالقول إن «الحل الأمني مطلب شعبي» وأتبع بمسيرات موالية للنظام يوم الخميس للمطالبة بالحسم العسكري، قالت لجان التنسيق المحلية إن الحصيلة الأولية لضحايا يومي أمس وأول من أمس بلغ «119 شهيدا بينهم 12 طفلا و9 نساء توزعوا على مختلف المدن السورية، حمص، حماه، إدلب، درعا، ريف دمشق، دمشق، حلب» في حين قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن «الحصيلة الأولية لنهار يوم أمس الجمعة قرابة 100 شهيدا».
وشهد الأسبوع الماضي جدلا حادا أثاره الناشطون من العلمانيين الذين رأوا أن اسم الجمعة يجب أن يكون «جمعة الدولة المدنية» كخطوة لتصويب اتجاه الثورة لتحقيق هدف الدولة المدنية وليس فقط إسقاط النظام، وللحد من سيطرة التيارات الدينية على تسميات أيام الجمع، الذين اقترحوا أن يكون اسم الجمعة «إعلان الجهاد» ضد نظام الأسد. كما أفاد الناشطون أنه ظهر يوم أمس وبعد التطورات التي حصلت قامت دبابات تابعة للفرقة الرابعة باقتحام بلدة رنكوس وجرى قصف عدد من منازل المدنيين وتسويتها في الأرض، وذلك بعد أنباء عن تمكن الجيش الحر من تدمير أربع مدرعات للجيش النظامي. دفعت إلى إرسال مزيد من التعزيزات العسكرية تتضمن رتلا من سبع دبابات ومدرعتين. مع الإشارة إلى منطقة رنكوس بلا كهرباء منذ عدة أيام مع وجود عاصفة ثلجية قاسية ويعاني السكان هناك من ظروف سيئة للغاية فعدا النقص الحاد في المواد الغذائية والطبية ومواد التدفئة، يصعب الوصول إلى البيوت المدمرة.
كما تجددت الاشتباكات في مدينة دوما في ريف دمشق – الغوطة الشرقية. وسمعت أصوات انفجار في منطقة جسر مسرابا والشفونية.
وفي السياق ذاته شوهدت أعداد من الشبيحة الملثمين منتشرين عند تقاطع: بيت سوى. النشابية. دمشق. دوما. مسرابا.
وفي مدينة دمشق ومع التهاب محافظة ريف دمشق التي تطوق العاصمة، تزايدت مظاهر الاستنفار الأمني في غالبية الأحياء، لا سيما في مناطق وجود مقرات عسكرية وأمنية، حيث انتشرت في كافة شوارع العاصمة أكياس الرمل والدشم البيتونية، وأغلقت العديد من الشوارع بشكل دائم، أما في المناطق الساخنة والتي تشهد مظاهرات بشكل دائم فتزداد يوما بعد آخر أعداد الجنود وعناصر الأمن والشبيحة المنتشرين في محيط الجوامع التي تخرج منها المظاهرات، وفي محيط الساحات لمنع الوصول إليها وبالأخص أيام الجمع، وجرى يوم أمس نشر كثيف لقوات الأمن في محيط جامع السلام في حي برزة، مع نشر للقناصة على أسطح المباني المرتفعة، ونصب حواجز في مداخل الحي، وفرض حالة منع تجول على السكان بشكل غير معلن عند الشارع العام، ومع ذلك خرجت مظاهرة في الأحياء الداخلية هتفت لنصرة حمص وحماه ورنكوس بعد صلاة الجمعة.
وأعلن ناشط سوري من داخل مدينة حماه لـ«الشرق الأوسط» أن «الجيش النظامي يحاول منذ الصباح (أمس) اقتحام حي الحميدية الذي يقع تحت حماية الجيش السوري الحر، وعندما عجز عن ذلك استخدم الدبابات والمدرعات ومضادات الطائرات في قصفه». مؤكدا أن «القوات السورية ارتكبت مجازر في حماه خلال الساعات الـ24 الماضية ذهب ضحيتها 23 قتيلا 15 منهم مجهولو الهوية، و8 أسماؤهم معروفة». لافتا إلى أن «كل المخابز أصبحت متوقفة والخبز يصل إلى بعض أحياء حماه عبر التهريب من مدن الريف». مشيرا إلى أن «الهاتف والانترنت والكهرباء كلّها مقطوعة عن حماه، والسبب هو محاولة كسر إرادة الناس، ولكن رغم هذه الأوضاع ما زالت المظاهرات على زخمها».
أما الوضع في حمص فيبدو أشدّ مأساوية، إذ أعلن الناشط خالد سليمان الذي يقيم في حي الإنشاءات في حمص أن «الأحياء الثائرة داخل المدينة تتعرض لقصف عنيف بكل أنواع الأسلحة الثقيلة، وخصوصا أحياء باب عمرو، الإنشاءات كرم الزيتون، باب السباع المحاصرة من كل الاتجاهات». وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن «أكثر من 42 قتيلا جرى إحصاؤهم سقطوا خلال الـ24 ساعة الماضية (ما بين ليل الخميس وليل الجمعة) عدا عن الشهداء الذين ما زالوا في تحت الأنقاض». وقال «لقد استهدف مبنى في حي كرم الزيتون بوابل من القذائف المسمارية والهاون مما أدى إلى سقوطه فوق رؤوس أصحابه وإبادة عائلة بكاملها بينها 5 نساء وعدد من الأطفال، وجثث هؤلاء لا تزال تحت الأنقاض ويصعب على الجميع الاقتراب منهم بسبب القصف والقنص». وأعلن أن «الجيش النظامي ألقى صباحا (أمس) جثث 5 شبان على طريق البرازيل وأيديهم مكبلة إلى الخلف، جرت تصفيتهم وهم في الاعتقال، ولا أحد يستطيع الاقتراب منهم وسحبهم لأن القناصة تصطاد كل من يتحرك على الأرض». وأعلن أنه «لدى نقل جريح إلى المشفى استهدفت قذيفة مسمارية مدخل المشفى مما أدى إلى استشهاد ثلاثة أشخاص بينهم القائد البارز في مجلس ثوار حمص أسامة إدريس، وجرح العشرات».
إلى ذلك أعلن أمس «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «مواطنين سوريين قتلا وجرح أربعة آخرون إثر إطلاق رصاص عشوائي من قبل قوات الأمن السورية في حي المرجة في حلب، فيما استشهد طفل من مدينة حمورية في ريف دمشق يبلغ من العمر 11 عاما إثر إطلاق رصاص عشوائي من حاجز مسرابا، بينما حاصرت عشرات الآليات العسكرية من دبابات وناقلات جند مدرعة بلدة رنكوس في ريف دمشق، وقصفت بشكل كثيف ومركز البساتين المحيطة في البلدة وطالت القذائف بعض منازل البلدة، أما في محافظة درعا وتحديدا في مدينتي نوى فقد دارت اشتباكات بين الجيش النظامي السوري ومجموعات منشقة، في حين جرح ثلاثة مواطنين في مدينة انخل نتيجة استمرار إطلاق الرصاص لتفريق متظاهرين». متحدثا عن «مظاهرات خرجت في أحياء الميدان وبرزة والقابون في دمشق، واستخدمت قوات الأمن الرصاص الحي في الهواء والقنابل المسيلة للدموع لتفريق مظاهرة حي الميدان كما أطلقت النار لتفريق المظاهرة التي خرجت في حي القابون»، مشيرا إلى «خروج مظاهرة حاشدة من معظم مساجد مدينة معرة النعمان بمحافظة إدلب في (جمعة حق الدفاع عن النفس) تطالب بإسقاط النظام وتؤكد أن حق الدفاع عن النفس تكفله كل الشرائع السماوية وقوانين الأرض كما خرجت مظاهرات في عدة بلدان وقرى بريف إدلب».
واستهدف هجوم بسيارة مفخخة الجمعة حاجزا لقوات الأمن السورية عند مدخل مدينة إدلب في شمال البلاد مما أدى إلى «مقتل وجرح عناصر الحاجز»، كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال المرصد في بيان تلقت وكالة الصحافة الفرنسية نسخة منه «انفجرت سيارة مفخخة بحاجز أمني على مدخل مدينة إدلب مما أدى إلى مقتل وجرح عناصر الحاجز»، من دون أن يحدد عددهم.
من جهته أكد مجلس ثوار محافظة حماه في بيان أصدره أمس، أن «حماه أصبحت مدينة للقهر والظلم، تحت القصف والقذف والتدمير، وأصبحت اليوم أسيرة أحالتها يد الطغيان إلى معسكر للآلاف من عناصر الجيش والأمن أتى بهم النظام إلى هذه المدينة الباسلة»، وقال البيان «منذ خمسة أيام وحتى الآن، تتعرض مدينة حماه لأعتى أنواع العسف والتدمير.
مشاورات تمهيدية في مجلس الأمن حول المشروعين العربي والغربي بشأن سوريا
مسؤول بريطاني بمجلس الأمن: مناقشات ساخنة تقودها روسيا لرفض أي عبارة تطالب الأسد بالتنحي
جريدة الشرق الاوسط
واشنطن: محمد علي صالح وهبة القدسي باريس: ميشال أبو نجم
مع توقع وصول نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية، والشيخ حمد بن جاسم رئيس وزراء ووزير خارجية قطر، إلى نيويورك للاشتراك في مشاورات مجلس الأمن حول سوريا، قال مصدر في الأمم المتحدة إن المغرب (الدولة العربية الوحيدة في مجلس الأمن) يقوم بتنسيق مسودة مشروع عربي مع المشروع الأوروبي الذي يعده سفيرا بريطانيا وفرنسا الدائمان في مجلس الأمن، بالتعاون مع سفير ألمانيا، وسفراء دول أوروبية أخرى.
وأمس، بدأ مجلس الأمن مشاورات تمهيدية حول مسودتي المشروعين العربي والغربي، بالإضافة إلى مسودة المشروع الذي كانت روسيا أعلنته الشهر الماضي. وهذه المشاورات التمهيدية هي استعداد لجلسة رسمية ستعقد الأسبوع المقبل، لمناقشة مشروع عربي غربي مكتمل.
وفي الوقت نفسه، كرر فيتالي شيركن، السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، موقف بلاده بالاعتماد على مسودة مشروع قدمه الشهر الماضي يرفض إقالة الرئيس السوري بشار الأسد، ويرفض فرض عقوبات عليه من قبل مجلس الأمن. وأشار شيركن إلى تصريحات أدلى بها غينادي غاتيلوف، نائب وزير الخارجية الروسي، قال فيها إن مشروع القرار العربي الغربي المتوقع مرفوض، خاصة لأنه، كما قال، لا يعارض احتمال التدخل العسكري، ويدعو لرحيل الرئيس السوري بشار الأسد. وكان شيركن قال «علينا أن نعالج الوضع في سوريا. ونحن نشارك أعضاء مجلس الأمن في نقطتين.. أولا: قلقنا بخصوص الأزمة المتزايدة في سوريا.. وثانيا: شعورنا بأن مجلس الأمن يمكن أن يلعب دورا مفيدا في محاولة حل هذه الأزمة».
وأشار مصدر مسؤول بالبعثة البريطانية في مجلس الأمن الدولي إلى أن جلسة مناقشة الملف السوري التي قرر مجلس الأمن عقدها في الثالثة بعد ظهر أمس (الجمعة)، قد سبقها عدة مناقشات بين الجانب العربي ومندوب روسيا الذي أصر على حذف أي جملة تنادي بتنحي الرئيس بشار الأسد أو أي عبارة تجيز التدخل العسكري في سوريا، مفضلا أن تقتصر صياغة مشروع القرار على دعم السوريين وانتقال السلطة من خلال إجراء انتخابات حرة وشفافة.
وقال المصدر البريطاني في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، إن المندوب الروسي أبدى قلقه من عبارة تقول «إن مجلس الأمن سينظر في تطبيق سوريا لقرارات المجلس بالتشاور مع الجامعة العربية وسيتبنى إجراءات أخرى بعد أسبوعين». وأكد أنه من المستبعد إجراء أي تصويت على مشروع القرار العربي – الغربي حول الوضع في سوريا حتى الأسبوع المقبل.
وأوضح المصدر البريطاني أن كلا من البعثة البريطانية والفرنسية والألمانية تعقد اجتماعات دبلوماسية متواصلة مع الدبلوماسيين العرب، خاصة الدبلوماسيين من الجامعة العربية وقطر والمغرب.
ومن جهتها، اعتبرت باريس أنه «سيكون من الصعب» على روسيا الاستمرار في موقف المعارض ونسف أي إمكانية مفتوحة أمام مجلس الأمن للتعبير عن موقف إزاء التطورات الحاصلة في سوريا. وقالت مصادر فرنسية إن ثمة عاملين من شأنهما إحداث تغيير في مواقف دول «الممانعة» في مجلس الأمن، الأول يتمثل في طلب الجامعة العربية من مجلس الأمن دعم المبادرة العربية وتبنيها، والثاني استمرار القمع لا بل وصوله إلى درجة «الوحشية»، طبقا لوصف الخارجية الفرنسية أمس، في إشارة إلى سقوط ما يزيد على ستين ضحية يوم الخميس وحده.
وترى باريس أن طلب الجامعة «خلط الأوراق»، ونقل الملف السوري إلى مجلس الأمن الدولي أدخل تغييرا «نوعيا» على شكل التعاطي معه في الأمم المتحدة. وبعد أن كانت موسكو تدافع عن مبدأ إتاحة الفرصة للجامعة العربية لإيجاد مخرج من «الطريق المسدود» الذي وصلت إليه الأزمة السورية، فإن روسيا «لا يمكنها اليوم أن تكون عربية أكثر من العرب» الذين يقولون أنفسهم إنهم بحاجة لمجلس الأمن.
وثمة عامل آخر تتوقف عنده المصادر الفرنسية وهو يتمثل في بداية التغير في مواقف الدول الناشئة في المجلس، وتحديدا البرازيل والهند وجنوب أفريقيا، التي وقفت في الأشهر العشرة الماضية إلى جانب المقاربة الروسية – الصينية رافضة تدخل مجلس الأمن ومتخوفة من تكرار التجربة الليبية، حيث ترى أن الدول الغربية «تجاوزت» الانتداب الذي أعطاه قرارا مجلس الأمن رقما 1970 و1973، فاستغلتاه لإسقاط نظام العقيد معمر القذافي. ولذا، فإذا أثبتت المشاورات التي بدأت أمس في نيويورك أن لهذه الدول اليوم «مقاربة مختلفة» فإن موسكو ستبدو «معزولة» للغاية. ورغم أن لها الحق في استخدام الفيتو وتعطيل صدور أي قرار لا تكون راضية عنه، فإنها من الناحية السياسية ستكون في وضع «حرج للغاية».
من هذا المنطلق، ترى المصادر الفرنسية أن الكلام المنسوب لنائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أمس وفيه أن موسكو ترفض أي قرار ينص على تنحي الرئيس الأسد أو يفرض عقوبات على سوريا «ليس نهاية المطاف»، وأنه ستكون هناك فرصة «للتفاهم» مع روسيا، أي «للمساومة». ولذا، فإن السؤال اليوم الذي تطرحه الدبلوماسيات الغربية يدور حول «الثمن» الذي تريده روسيا للسير بالمشروع العربي – الأوروبي، وبالتالي التخلي عن نظام الأسد، وحول «الضمانات» التي تريدها بالنظر لما تمثله سوريا لها على المستويين الاستراتيجي والسياسي.
وبالنظر لكل هذه العناصر، ترى الدبلوماسية الفرنسية والأوروبية أنه «لا شيء نهائيا» اليوم بخصوص ما سيصدر عن مجلس الأمن الدولي وتحديدا مضمون القرار العتيد، ولا بشأن المهلة اللازمة للاتفاق على نص إما يحظى بقبول روسيا أو على الأقل لا يحرجها وبالتالي تغض الطرف عنه بالامتناع عن التصويت.
وتستمر باريس في الحوار مع موسكو بالقنوات الدبلوماسية العادية وفي مجلس الأمن. وقالت الخارجية الفرنسية أمس إنها تريد «قرار سريعا» من مجلس الأمن يضع حدا للصمت الطويل الذي التزمه منذ البداية، والذي وصفه وزير الخارجية آلان جوبيه أكثر من مرة بأنه «فضيحة».
وبأي حال، ترى باريس أن الملف السوري «دخل حلقة جديدة»، وسيكون هناك سباق بين التصعيد الميداني وتقدم المشاورات في مجلس الأمن.
مصادر: حماس تدعم «سرا» الثورة السورية وتمنع التضامن معها في «العلن»
فضت بالقوة فعالية داعمة للثورة قبل يومين من زيارة هنية لطهران
جريدة الشرق الاوسط
رام الله: كفاح زبون
قبل يومين من زيارة منتظرة يقوم بها إسماعيل هنية، رئيس الحكومة المقالة في غزة، إلى إيران، فضت الأجهزة الأمنية التابعة للحركة تجمعا مناهضا للنظام السوري ويدعم ثورة الشعب السوري، في غزة، وعممت بعدم تنظيم فعاليات من هذا القبيل أمام وسائل الإعلام.
وأكدت مصادر فلسطينية مطلعة، لـ«الشرق الأوسط»، أن أجهزة حماس اقتحمت بالقوة فعالية للسلفية الدعوية في محافظة الوسطى في غزة، أقيمت دعما للثورة السورية، قبل أن تقوم بفضها بالقوة، بعدما قامت بتمزيق اللافتات في المكان، وصادرت جميع الكاميرات والأجهزة الأخرى، واعتقلت الشيخ ياسر أبو هولي، مدير جمعية «ابن باز» السلفية في المنطقة، وهي الجهة التي كانت منظمة للفعالية.
وكانت الجمعية السلفية أطلقت حملة كبيرة في غزة لنصرة الشعب السوري وجمع التبرعات له تحت عنوان «نصرة أهل فلسطين لأهل سوريا المستضعفين»، غير أن الحملة جوبهت بموقف صارم من حماس.
وقالت المصادر إن حماس عممت على ناشطين ومشايخ وسلفيين أن يتجنبوا تنظيم فعاليات ضد النظام السوري أمام وسائل الإعلام، حفاظا على موقفها «الوسطي» المعلن من المسألة السورية، مؤكدة أن لا ضير من فعاليات بدون إعلام.
وبحسب المصادر، فإن حماس وقيادتها تدعم الثورة السورية لكن في «السر» ولا تريد لهذا الموقف أن يكون علنيا، ولذلك تجد من بينهم من يدعو للثورة السورية من على منابر المساجد فقط. ويدلل على تأييد حماس سرا للثورة السورية ما تسرب بداية هذا الشهر من فيديو لهنية نفسه، يتحدث فيه إلى أحد السوريين في تركيا كما يبدو أو الخرطوم، قائلا له «قلوبنا معكم»، على الرغم من أنه وغيره لا يعلقون رسميا على الأحداث. وحسب الفيديو الذي لم تنفه حماس أو هنية، ونشرته المعارضة السورية على موقع «فيس بوك»، فقد تفاجأ هنية بأحد المواطنين السوريين يقول له «والله، الشعب عم يتقتل ولا يريد منكم إلا كلمة واحدة»، ليرد هنية قائلا: «قلوبنا معكم، مشاعرنا معكم وموقفنا الجوهري معكم».
ويضيف «أملنا بالله كبير إن شاء لله ربنا سبحانه وتعالى، يجعل لكم من أمركم رشدا». ومن المنتظر أن يبدأ هنية نهاية الشهر الحالي زيارة لطهران، الموالية للنظام السوري، بعد دعوة من الرئيس أحمدي نجاد، على أن يذهب بعد ذلك إلى الكويت ودول أخرى. ومن غير المعروف ما إذا كان نجاد سيبحث موقف حماس من نظام الأسد مع هنية.
وكانت حماس أصدرت بيانا واحدا منذ بداية أحداث سوريا دعت فيه إلى حل سياسي ينقل البلاد إلى مرحلة جديدة. وقالت الحركة في بيان صحافي الشهر الماضي «بادرنا وما زلنا نبادر بجهود كبيرة متواصلة من أجل المساعدة في خروج سوريا العزيزة من هذه الأزمة الصعبة، من خلال حل سياسي يحقن الدم السوري، ويحقق للشعب السوري تطلعاته في الإصلاح والديمقراطية، ويحفظ لسوريا أمنها واستقرارها، ويعزز جبهتها الداخلية، ويجعلها أقدر على مواجهة التحديات والمخاطر الخارجية». ورغم صمت حماس فإن العلاقة بين حماس ونظام الأسد متوترة، منذ رفضت الحركة تأييده بشكل واضح وعلني، وهو الموقف الذي لم يعجب النظام السوري.
وزاد التوتر بين دمشق وحماس، منذ اتخذ نظام «الإخوان» الذي تنتمي إليه حماس موقفا معاديا ومناهضا للنظام السوري. وغادر عشرات من نشطاء حماس وعائلاتهم سوريا، بينما يتعمد قادة الحركة البقاء في دول الجوار مثل مصر وقطر وتركيا والسودان والأردن، في وقت حافظت فيه حماس على تمثيل بسيط في العاصمة السورية.
مسودة قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن سوريا
جريدة الشرق الاوسط
ص1 – التذكير بالبيان الرئاسي الأول بتاريخ الثالث من أغسطس (آب) عام 2011.
ص2 – التذكير بقرار الجمعية العامة رقم 66 /176 بتاريخ 19 ديسمبر (كانون الأول)، وكذلك بقرارات مجلس حقوق الإنسان رقم 16 – 1و 17 – 1 و18 – 1.
ص3 – اتخاذ موقف بناء على طلب جامعة الدول العربية في بلاغها الصادر بتاريخ 22 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2011.
ص4 – التعبير عن القلق الشديد من تدهور الوضع في سوريا والأسف العميق لموت الآلاف ودعوة إلى وقف فوري للعنف.
ص5 – الترحيب بخطة عمل جامعة الدول العربية بتاريخ 2 نوفمبر 2011 وما يتبعها من قرارات منها بلاغها بتاريخ 22 يناير (كانون الثاني) عام 2012 ودعم التنفيذ الكامل لها بهدف حل الأزمة سلميا.
ص6 – ملاحظة نشر بعثة مراقبي جامعة الدول العربية، والتأكيد على الجهود الجديرة بالثناء التي يبذلها المراقبون والترحيب بقرار جامعة الدول العربية بتعزيز وتمديد البعثة وحثّ السلطات السورية على التعاون الكامل مع هذه البعثة من خلال الالتزام بتنفيذ كل الشروط المنصوص عليها في البروتوكول الصادر بتاريخ 19 ديسمبر عام 2011 وخطة العمل الصادرة بتاريخ 2 نوفمبر عام 2011، والتذكير بمسؤولية السلطات السورية عن حماية المراقبين.
ص7 – تسليط الضوء على أهمية ضمان عودة الذين نزحوا جرّاء العنف، ومنهم السوريين الذين هربوا إلى دول الجوار، طوعًا إلى منازلهم بأمان وسلام.
ص8 – التعبير عن القلق البالغ إزاء تدفق الأسلحة المستمر على سوريا وهو ما من شأنه زيادة وتيرة العنف، ودعوة الدول الأعضاء إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تدفق الأسلحة.
ص9 – الانتباه إلى أن الاستقرار في سوريا ضروري من أجل سلام واستقرار المنطقة.
ص10 – إعادة التأكيد على الالتزام بسيادة واستقلال ووحدة الأراضي السورية وكذلك بميثاق الأمم المتحدة.
ص11 – التأكيد على الحاجة إلى حل الأزمة الحالية في سوريا بطريقة سلمية.
ص12 – الترحيب بمشاركة الأمين العام وبكافة الجهود الدبلوماسية الرامية إلى معالجة الموقف.
1 – إدانة الانتهاكات السافرة المستمرة واسعة النطاق لحقوق الإنسان والحريات الأساسية من قبل السلطات السورية مثل استخدام القوة ضد المدنيين والإعدام التعسفي وقتل المتظاهرين والعاملين في مجال الإعلام وعمليات الاعتقال العشوائي والخطف والتدخل في العلاج الطبي والتعذيب والاعتداء الجنسي وسوء المعاملة بما في ذلك ما يحدث بحق الأطفال.
2 – مطالبة النظام السوري بالوقف الفوري لكافة انتهاكات حقوق الإنسان ومهاجمة كل من يمارس حقه في التعبير والتجمهر السلمي والاجتماع وبحماية الناس والالتزام التام بكافة بنود القانون الدولي ويتضمن ذلك قرارات مجلس حقوق الإنسان رقم 16-1 و17-1 و18-1 وقرار الجمعية العامة رقم 66-176.
3 – المطالبة بالوقف الفوري من قبل جميع الأطراف في سوريا، بما فيها الجماعات المسلحة، لأي أعمال عنف أو أعمال انتقامية من بينها شن هجمات على مؤسسات حكومية، بصرف النظر عن مصدرها، بما يتوافق ومبادرة جامعة الدول العربية.
4 – التذكير بضرورة مساءلة جميع الأطراف المسؤولة عن أعمال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان والمطالبة بضمان احترام جميع الأطراف القانون الدولي المعمول به، والتصرف بموجبه.
تنفيذ خطة عمل جامعة الدول العربية 5 – المطالبة بأن تتخذ الحكومة السورية، طبقا لخطة عمل جامعة الدول العربية وبلاغها الرسمي الصادر في 22 يناير، الإجراءات التالية دون أي تأخير:
(أ) وقف جميع أعمال العنف (ب) إطلاق سراح جميع المحتجزين في الأحداث الأخيرة (ج) سحب جميع القوات العسكرية وقوات الأمن السورية من المدن وعودتها لثكناتها.
(د) ضمان حرية تنظيم المظاهرات السلمية (هـ) السماح بدخول وتنقل جميع المؤسسات وثيقة الصلة بجامعة الدول العربية ووسائل الإعلام العربية والدولية بحرية ودون أي عوائق داخل جميع أنحاء سوريا لتقصي الحقائق حول الوضع على الأرض ومراقبة الأحداث الجارية.
(و) السماح بدخول بعثة مراقبي جامعة الدول العربية بحرية ودون أي عوائق.
خارطة الطريق السياسية 6 – المطالبة بإجراء عملية سياسية شاملة بقيادة سوريا في بيئة خالية من العنف والخوف والترويع والتطرف وتهدف إلى مخاطبة مطامح الشعب السوري المشروعة ومخاوفه بفاعلية وتشجيع الدول الأعضاء على التعاون مع المعارضة السورية وجميع قطاعات المجتمع السوري بهدف المساهمة في هذه العملية، وتشجيع الحكومة السورية على التعجيل بالإصلاحات.
– تدعيم، في هذا الصدد، مبادرة جامعة الدول العربية المذكورة في بلاغها الرسمي الصادر في 22 يناير لتيسير تحول سياسي يقود إلى نظام ديمقراطي سياسي شامل، ينعم فيه جميع المواطنين بالمساواة بصرف النظر عن انتماءاتهم أو أصولهم أو معتقداتهم، بما في ذلك من خلال نقل السلطة من الرئيس وإجراء انتخابات تتسم بالشفافية والنزاهة تخضع لمراقبة عربية ودولية، بما يتوافق مع الجدول الزمني الذي حددته جامعة الدول العربية، وتشجيع جامعة الدول العربية على مواصلة جهودها في التعاون مع جميع الأطراف الفاعلة في سوريا.
بعثة المراقبين 7 – مطالبة السلطات السورية، بما يتوافق وبروتوكول جامعة الدول العربية الصادر في 19 ديسمبر 2011، باتخاذ الإجراءات التالية على الفور:
أ) تيسير والسماح بدخول المعدات التقنية اللازمة للبعثة حتى يمكنها القيام بمهامها بنجاح، وتوفير مقر للبعثة في العاصمة السورية وغيرها من المواقع المهمة التي تراها البعثة ضرورية.
ب) وصول آمن وحرية التنقل الآمن لجميع أعضاء البعثة في جميع أنحاء سوريا كلما رأت البعثة ضرورة لذلك.
ج) تمكين البعثة من زيارة السجون والمعتقلات ومراكز الشرطة والمستشفيات كلما رأت البعثة ضرورة لذلك.
د) ضمان حق البعثة في إجراء مقابلات، بحرية أو بشكل خاص، مع أي فرد في أي منطقة من سوريا، وتلقي البلاغات من أي فرد أو مجموعة من الأفراد أو هيئة في سوريا، فضلا عن حقها في عقد اجتماعات.
هـ) ضمان عدم معاقبة أو مضايقة أو الثأر من أي شخص، أو أقاربه أو رفقائه، ممن يتواصلون مع البعثة أو يدلون بشهادات أو معلومات للبعثة.
8. التشديد على ضرورة قيام الجميع بتقديم كافة المساعدات اللازمة للبعثة، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة بأن يقدم مثل هذه المساعدات على النحو المطلوب.
الدعم والتعاون الدوليان 9. الطلب من السلطات السورية أن تتعاون بشكل كامل مع مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان ومع لجنة التحقيق التابعة لمجلس حقوق الإنسان، بما في ذلك منحهم حق دخول البلاد بشكل كامل ودون أي عراقيل.
10. دعوة جميع الأطراف للسماح بدخول موظفي الإغاثة الإنسانية بشكل كامل ودون أي عوائق من أجل ضمان تسليم المساعدات الإنسانية إلى الأشخاص الذين يحتاجون المساعدة في الوقت المناسب.
11. الطلب من الأمين العام أن يتخذ كافة التدابير اللازمة لتوفير الدعم للجهود التي تبذلها جامعة الدول العربية في التوصل إلى حل سلمي للأزمة السورية، بما في ذلك تعيين مبعوث خاص.
12. الإحاطة علما بالتدابير التي فرضتها جامعة الدول العربية على السلطات السورية في السابع والعشرين من شهر نوفمبر عام 2011، وتشجع كافة الدول على اتخاذ خطوات مماثلة، وعلى التعاون الكامل مع جامعة الدول العربية في تنفيذ التدابير التي أقرتها.
المتابعة 13. الطلب من الأمين العام أن يقدم تقريرا عن تنفيذ هذا القرار في غضون 15 يوما بعد اعتماده وتقديم تقرير كل 15 يوما بعد ذلك.
14. قرار باستعراض تنفيذ سوريا لهذا القرار في غضون 15 يوما، وفي حال لم تمتثل سوريا، فسيتم فرض مزيد من التدابير.
15. قرار أن تبقى المسألة قيد النظر.
روسيا “مستعدة لمناقشة أجزاء غير مقبولة” من مشروع القرار الغربي ـ العربي في مجلس الأمن
سقبا وعربين بيد “السوري الحر” وحلب ودمشق في خضمّ الاحتجاج
بعد الزبداني ودوما وقبلهما جسر الشغور وجبل الزاوية، جاء دور سقبا وعربين القريبتين من العاصمة السورية لتعلن البلدتان “تحررهما” حيث سيطر عليهما بشكل شبه كامل “الجيش السوري الحر” من يد كتائب الرئيس السوري بشار الأسد الذي صعّد قمعه للسوريين المطالبين برحيله وارتكب شبيحته وقواته النظامية مجازر دموية في حمص ودرعا وحماه وإدلب وغيرها حيث وقعت مجازر شملت نساء وأطفالاً اضطرت رئيس بعثة المراقبين العرب الموفدين من جامعة الدول العربية مصطفى الدابي إلى الإقرار رسمياً بأن “معدلات العنف في سوريا تصاعدت بشكل كبير في الفترة من الرابع والعشرين إلى السابع والعشرين من كانون الثاني (يناير) الجاري وبالذات في مناطق حمص وحماه وإدلب”.
وأبدت روسيا استعدادها لمناقشة “أجزاء غير مقبولة” من مشروع قرار جديد قدمه الأوروبيون ودول عربية الى مجلس الأمن الدولي أمس حول سوريا يستند على خطة التسوية التي أعدتها جامعة الدول العربية وتطلب خصوصاً تنحي الرئيس السوري.
فقد تصاعدت وتيرة العنف في سوريا أمس “بشكل كبير” بحسب بعثة المراقبين العرب وبلغت حصيلة الضحايا في “جمعة الدفاع عن النفس” أكثر من 100 قتيل سقطوا برصاص قوات الأمن.
وقبيل ساعات من انعقاد جلسة مجلس الأمن التشاورية حول سوريا، كثفت قوات الأمن السورية هجماتها على العديد من مدن البلاد للقضاء على الحركة الاحتجاجية المستمرة ضد نظام الأسد منذ منتصف آذار (مارس) الماضي، فيما طالبت المعارضة بصدور قرار دولي يدين “جرائم النظام”.
وكان لافتاً أمس توسع رقعة المناطق المحررة من قبضة شبيحة الأسد ولا سيما حول العاصمة السورية دمشق، حيث أعلنت عربين في موقع تنسيقيتها أن البلدة “هي الآن بقبضة الجيش الحر باستثناء مخفر الشرطة ومبنيي الناحية والبلدية”، وكذلك سقبا القريبة هي الأخرى من دمشق التي كان لافتاً إعلان موقع “روسيا اليوم” أنها باتت بيد “الجيش الحر” الذي هو من يسيطر بالفعل على شوارع المدينة من خلال دوريات عسكرية يقوم بها في أنحائها فيما ينتشر الجيش السوري على مشارفها.
وفي “جمعة حق الدفاع عن النفس”، شملت التظاهرات مختلف أرجاء سوريا وبلغت أكبر مدن البلاد حلب التي شهدت تظاهرات عدة اعتدى الشبيحة عليها وأوقعوا قتلى وجرحى في صفوف المتظاهرين، وكذلك في دمشق التي شهد خصوصاً حيا كفرسوسة والميدان فيها تظاهرات مناهضة للنظام.
فعلى غرار ما يحصل كل جمعة منذ آذار (مارس) الماضي دعا الناشطون السوريين الى التظاهر بكثافة ضد النظام.
وفي دمشق، جرت تظاهرات في أحياء الميدان والقابون وبرزة على رغم إطلاق النار من قبل قوات الأمن في الحيين الأولين، كما ذكر المرصد.
كذلك تصاعدت وتيرة الهجمات التي تستهدف قوات الأمن السورية حيث قتل 12 عنصر أمن في هجومين منفصلين استهدف أولهما بسيارة مفخخة حاجزاً أمنيا في شمال البلاد، ما أسفر عن مقتل ستة عناصر، في حين استهدف الآخر بقذائف صاروخية حافلتين لقوات الأمن، ما أسفر عن مقتل ستة عناصر أيضاً، كما أفاد مصدر حقوقي.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن “انفجرت سيارة مفخخة بحاجز أمني على مدخل مدينة إدلب (شمال)، ما أدى الى مقتل عناصر الحاجز أجمعين وعددهم ستة”.
وفي جنوب البلاد في بلدة المزيريب “قتل ستة عناصر أمن وأصيب خمسة آخرون بجروح عندما استهدف منشقون عن الجيش السوري بواسطة قذائف “ار بي جي” حافلتين كانتا تقلهم أمام قسم شرطة البلدة” الواقعة في محافظة درعا مهد الحركة الاحتجاجية.
وتأكيداً لتزايد وتيرة العنف، أعلن رئيس بعثة المراقبين العرب في سوريا محمد الدابي أمس أن معدلات العنف في سوريا “تصاعدت بشكل كبير” خلال الأيام الثلاثة الأخيرة.
وقال الدابي في بيان صدر في مقر الجامعة في القاهرة إن “معدلات العنف في سوريا تصاعدت بشكل كبير في الفترة من 24 إلى 27 كانون الثاني (يناير) الجاري وبخاصة في مناطق حمص وحماه وإدلب”. وطالب الدابي “بوقف العنف فوراً حفاظاً على أرواح أبناء الشعب السوري وإفساح المجال أمام الحلول السلمية”، مشيراً الى أن بعثة المراقبين “ستواصل مهامها حتى الآن رغم هذه الظروف”.
وفي القاهرة، هاجم عشرات المتظاهرين المعارضين لنظام الأسد مبنى السفارة السورية أمس قبل أن تتمكن قوات الأمن المصرية من صدهم، وحمل السفير السوري السلطات المصرية مسؤولية هذا “التقصير”.
وأوضح مراسل صحافي أن 200 متظاهر على الأقل اقتحموا عنوة مبنى السفارة الكائن في حي غاردن سيتي في القاهرة وحطموا عدداً من نوافذه وأبوابه قبل أن تتدخل قوات الأمن وتخرجهم من المبنى الذي كان خالياً من الموظفين بسبب عطلة الجمعة الأسبوعية.
وقدم الأوروبيون ودول عربية الى مجلس الأمن الدولي أمس مشروع قرار جديداً حول سوريا يستند على خطة التسوية التي أعدتها الجامعة العربية وتطلب خصوصاً تنحي الرئيس بشار الأسد.
وقال السفير الألماني بيتر فيتيغ لدى دخوله الى المجلس “أعتقد أن لدينا فرصة اليوم لفتح فصل جديد حول سوريا”، مشيراً بذلك ضمناً الى تعثر القرارات السابقة في مجلس الأمن منذ بداية الأزمة في سوريا. كما أوضح السفير الفرنسي جيرار ارو “لقد قدمنا نصاً يستند الى مطالب الجامعة العربية”. وأضاف “نريد فقط تحويل مطالب الجامعة العربية الى مطالب لمجلس الأمن(..) من أجل بعثة مراقبة، وكذلك في ما يتعلق بالحل السياسي”. وتابع ارو “لقد انتظرنا فترة طويلة جداً(..)، خطة الجامعة العربية هي السبيل الوحيد المعروض أمامنا بهدف تجنب الأسوأ”.
والنص الجديد الذي أعدته باريس ولندن وبرلين مع عدد من الدول العربية، طرحه المغرب رسمياً على طاولة مجلس الأمن. والمشروع الذي لا يزال بحاجة الى أيام من المباحثات ينص على أن المجلس “يدعم بقوة” خطة وضعتها الجامعة العربية نهاية الأسبوع الماضي وتتضمن بنداً يتعلق بنقل صلاحيات الى نائب الرئيس السوري تمهيداً لتنظيم انتخابات جديدة.
ومشروع القرار “يشجع” كل الدول على تطبيق العقوبات التي فرضتها الجامعة العربية على سوريا في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.
وقال ديبلوماسيون إن سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أبلغ اجتماعاً مغلقاً لمجلس الأمن أمس بأنه “يشعر بخيبة أمل كبيرة” تجاه مشروع قرار أوروبي عربي يؤيد خطة جامعة الدول العربية بشأن سوريا.
وأوضح ديبلوماسيون حضروا الاجتماع طلبوا عدم نشر أسمائهم، أن تشوركين أبلغ المجلس المؤلف من 15 دولة بأنه يختلف مع الجامعة العربية لمحاولتها “فرض حل خارجي” على الصراع في سوريا، كما رفض فكرة فرض حظر للسلاح واستخدام القوة، غير أنه لم يهدد صراحة باستخدام الفيتو ضد مشروع القرار.
وكان نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أعلن في وقت سابق أمس في موسكو أن بلاده لن تدعم أي مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدعو الأسد الى التنحي حسبما نقلت عنه وكالة أنباء “انترفاكس”. وقال غاتيلوف إن “القرارات حول التسوية السياسية في سوريا يجب أن تقر بدون أي شرط مسبق. لا يمكننا أن ندعم أي قرار في مجلس الأمن الدولي يدعو الى رحيل الأسد”.
وحث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مجلس الأمن أمس على التحدث بصوت موحد بشأن سوريا، داعياً دمشق للإصغاء الى تطلعات شعبها. وقال “آمل أن يتمكن مجلس الأمن من التحرك” مشيراً الى اجتماع ينعقد في الأمم المتحدة ليتناول الأزمة السورية، حيث ينفذ نظام بشار الأسد حملة على انتفاضة شعبية.
ومن المتوقع أن يتوجه الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ورئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني اليوم الى الأمم المتحدة لعرض الخطة العربية بخصوص الأزمة في سوريا على مجلس الأمن.
وفي باريس أكدت وزارة الخارجية الفرنسية أن مقترحات الجامعة العربية تشكّل أساساً جدياً” لوقف القتل “الذي يتعرّض له الشعب السوري”.
وأشار بيان للخارجية إلى أن فرنسا تعتقد أن مقترحات الجامعة العربية “توفّر للمجتمع الدولي أساساً سليماً لوضع حد للمجزرة التي يتعرّض لها الشعب السوري وتفتح مرحلة جديدة لهذا البلد”. وقالت إنها “تثمّن عالياً أن الجامعة العربية هي التي طلبت التحدث أمام لجنة مجلس الأمن لتقديم خطتها لاستعادة السلم الأهلي وتحقيق التحول السياسي”.
ولفتت الخارجية الفرنسية إلى أن باريس تعمل مع الجامعة العربية لكي يكون اجتماع مجلس الأمن مناسبة “لكسر صمته الفاضح الذي استمر لفترة طويلة جداً”. وعبّرت عن الأمل في اعتماد مجلس الأمن في أقرب وقت ممكن قراراً يدعم الجامعة العربية.
وفي هذا السياق دعا “المجلس الوطني السوري” الذي يجمع غالبية أطياف المعارضة السورية، في بيان أمس الى “التحرك الفوري والجاد على مستوى مجلس الأمن لإصدار قرار دولي يدين جرائم النظام ويتعهد بمعاقبة القتلة والمجرمين من أركانه”.
وأوضح المجلس أنه أجرى في هذا الصدد “سلسلة واسعة من الاتصالات خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية مع الدول الأعضاء في مجلس الأمن والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، وتركيا والسعودية وقطر ودول عربية أخرى لحثها” على التوجه الى مجلس الأمن.
وفي خطوة ستحمل دلالات كبيرة إذا تحققت، نقلت صحيفة “الراي” الكويتية أمس عن أحمد رمضان العضو في المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري أن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أبلغ وفد المجلس الذي التقاه في القاهرة الأسبوع الماضي وكان هو في عداده “إن المملكة ستعترف بالمجلس الوطني السوري كممثل رسمي للشعب السوري”.
ولم يوضح رمضان متى ستقوم السعودية بهذه الخطوة وما إذا كان الأعضاء الخمسة الآخرون في مجلس التعاون الخليجي سيحذون حذوها في الاعتراف بهذا المجلس الذي بدأت في العاصمة الفرنسية الاستعدادات لانتخاب قيادة جديدة له.
وبدأت في العاصمة الفرنسية الاستعدادات لانتخاب قيادة جديدة للمجلس الوطني السوري الذي يضم غالبية أطياف المعارضة السورية. وتنتهي ولاية الرئيس الحالي للمجلس برهان غليون في الخامس عشر من شباط (فبراير) المقبل، ويُعاد انتخاب قيادة جديدة لمدة ثلاثة أشهر بموجب النظام الداخلي للمجلس.
ميدانياً، أفادت أنباء نشرها ناشطون معارضون لنظام الأسد سقوط أكثر من 100 شهيد أمس برصاص النظام.
وقال نشطاء وسكان إن أفراد ميليشيا موالين للأسد قتلوا 14 من أفراد أسرة سنية أمس في حمص. وأضافوا أن ثمانية أطفال تراوح أعمارهم بين ثمانية أشهر وتسع سنوات كانوا بين 14 من أفراد أسرة بهادر الذين أطلق عليهم الرصاص أو قطعت أشلاؤهم حتى الموت في مبنى بحي كرم الزيتون المختلط في المدينة.
وأظهرت لقطات فيديو على موقع “يوتيوب” لتبادل ملفات الفيديو التقطها النشطاء جثث خمسة أطفال مصابين بجروح في الرأس والرقبة في منزل. وعرضت اللقطات أيضاً جثث ثلاث نساء ورجل في منزل.
وفي بلدة نوى في محافظة درعا، قالت “لجان التنسيق المحلية” أمس “استشهد أحد عشر شخصاً بينهم طفل وثلاثة نساء وجرح العشرات برصاص الجيش والأمن العسكري أثناء تشييع أحد الشهداء اليوم (أمس) الجمعة”. أضافت: “وكان حشد كبير من أهالي البلدة قد شارك بتشييع الشهيد علي المذيب، الطالب الثانوي، الذي استشهد (أول من) أمس برصاص الأمن، وذلك رغم استمرار الحصار الأمني والعسكري على المدينة، فما كان من قوات الجيش والأمن العسكري إلا أن حاصرت المتظاهرين وبدأت بإطلاق نار كثيف جداً، ما أدى إلى استشهاد أحد عشر شخصاً من بينهم الشاب الناشط بشار أبو السل، المعروف بقاشوش نوى، لدوره في الهتاف أثناء التظاهرات. وقامت قوات الأمن والجيش في وقت لاحق بمداهمة المشفى الخاص في البلدة ومحاولة خطف الجرحى”.
وفي حماه (210 كم شمال العاصمة السورية)، أشار “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الى أن “حي الحميدية تعرض منذ ساعات الفجر الأولى لحملة عسكرية شرسة تترافق مع إطلاق نار كثيف من رشاشات ثقيلة”، كما ذكرت “لجان التنسيق المحلية” في بيان ليل الخميس ـ الجمعة” أنه عثر في حي باب القبلي على “23 جثة حتى اللحظة معظمها مكبلة وعليها آثار التعذيب وطلقات في الرأس” مشيرة الى أنه “يتوالى اكتشاف الجرائم التي ارتكبتها قوات جيش وأمن النظام (أول من) أمس (الخميس) بعد اقتحامها” للحي.
وفي حلب قتل خمسة متظاهرين برصاص قوات الأمن السورية أمس خلال تفريقها بالرصاص الحي مسيرة احتجاجية خرجت في حي المرجة في حلب، في تطور لافت في هذه المدينة الشمالية التي لم تشهد قبلاً تحركات احتجاجية، كما أفاد مصدر حقوقي.
وقال المرصد السوري “استشهد خمسة مواطنين وجرح آخرون إثر إطلاق رصاص عشوائي من قبل قوات الأمن السورية في حي المرجة بحلب”.
وسجلت منطقة السيدة زينب في مدينة دمشق “سقوط العديد من الجرحى إثر محاصرة قوات الأمن والشبيحة للمنطقة واقتحامها وإطلاق النار عشوائياً على تظاهرة لأهالي الجولان المحتل مناهضة للنظام”، وفق “لجان التنسيق” التي لفتت الى خروج تظاهرات في كفرسوسة والميدان وبرزة وركن الدين في قلب مدينة دمشق.
وأشارت “لجان التنسيق” إلى “سقوط العشرات بين قتيل وجريح إثر استهداف الجيش الحر لموكب باصات محمّلة بالشبيحة والأمن أثناء مداهمتها لحي الوعر” أمس. أضافت أنه تم “استهداف حاجز مفرق الجحار بين تدمر والتيفور من قبل الجيش الحر ومقتل جميع عناصره”. كما لفت الى “اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام في حي عشيرة وجب الجندلي وضرب الحواجز الأمنية في باب الدريب وبعض الحواجز في حي الحميدية” في حماه.
وفي ريف دمشق، دارت “اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام في كل من عين ترما وحرملة ومسرابا”، وفق صفحة “لجان التنسيق المحلية” على موقع “فيسبوك”.
(أ ف ب، رويترز، “المستقبل”)
أعلن صندوق الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف”، أمس، أن ما لا يقل عن 384 طفلاً قتلوا خلال الأحداث المستمرة في سوريا منذ عشرة أشهر، وأن عدداً مماثلاً من الأطفال سجنوا بالفعل .
وقالت ريما صلاح القائمة بأعمال نائبة المدير التنفيذي ل”اليونيسيف” للصحافيين في جنيف، “حتى السابع من يناير/كانون الثاني قتل 384 طفلاً أغلبيتهم من الذكور، واعتقل نحو 380 بعضهم تحت 14 عاماً” . وأضافت أن “يونيسف” يشعر بالقلق إزاء الوضع في سوريا التي يقع عليها التزام قانوني بحماية الأطفال والحفاظ على حقوقهم .
وتابعت صلاح “مكتبنا هناك يعمل على ما يرام، لدينا حوار متواصل مع الحكومة والمجتمع المدني طول الوقت” . (رويترز)
تظاهرات واشتباكات في مناطق سورية مختلفة.. وحصيلة القتلى برصاص الأمن 47
واصل الأمن والجيش السوري اليوم السبت حملة قمع دموية ضد المتظاهرين المطالبين بإسقاط النظام، وأعلنت الهيئة العامة للثورة السورية مقتل 47 شخصاً برصاص الأمن اليوم، في حين أفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أن “اشتباكات عنيفة جرت في ريف حمص بين القوات السورية ومنشقين أسفرت عن مقتل 5 من عناصر الجيش والأمن في منطقة الحولة و3 منشقين في مدينة الرستن”.
وأضاف المرصد في بيان: “استشهد مواطن في ريف درعا إثر إطلاق الرصاص عليه خلال كمين نصبته له قوات الأمن السورية”، موضحاً أن “القتيل كان متوارياً عن الأنظار”. وأضاف المرصد أن “طفلاً قتل عندما سقطت قذيفة على منزله في بلدة القورية في ريف دير الزور التي تعرضت لإطلاق نار من رشاشات ثقيلة بعد منتصف ليل الجمعة السبت”، مشيراً إلى أن “النيران اشتعلت بأنبوب للنفط يمر بمدينة القورية، من دون أن يحدد سبب الإشتعال أو الأضرار التي نتجت عنه”.
وفي بيان منفصل، أضاف المرصد: “تدور اشتباكات عنيفة في مدينة الرستن بين الجيش والأمن النظامي ومجموعات منشقة تستخدم فيها القوات النظامية الرشاشات الثقيلة”، مشيراً الى سماع أصوات الانفجارات في المدينة ومحيطها. وفي ريف دمشق، أفاد المرصد عن “اقتحام قوات عسكرية أمنية مشتركة بلدات كفربطنا وسقبا وحمورية وجسرين ومشارف مدينة عربين”، موضحاً أن “القوات النظامية تضم 6 دبابات و8 ناقلات جند مدرعة وعشرات السيارات”، كما أشار إلى حصول “اشتباكات عنيفة بين القوات وبين المجموعات المنشقة”.
وفي حلب، ذكرت “الهيئة العامة للثورة السورية” في بيان أن “الآلاف خرجوا في حي المرجة خرج الآلاف في مظاهرة حاشده تهتف لشهداء حلب وشهداء سوريا وتطالب بالإفراج عن جثامين الشهداء الذين لم يدفنوا بعد، وانضم إليهم أعداد كبيرة من أبناء حي الصاخور وتجمعوا أمام مبنى جامع مقر الأنبياء”.
وعند مدخل بلدة سقبا بريف دمشق، ذكرت وكالة “رويترز” أن “العلم السوري القديم بألوانه الخضراء والبيضاء والسوداء يرفرف عند مدخل البلدة ما يوضح انها لم تعد تحت سيطرة قوات النظام”. وقال مقاتل ملثّم: “بلطجية الاسد ليسوا هنا… طردناهم قبل ثلاثة ايام”، مضيفاً إن زملاءه في “الجيش السوري الحر” هم القوات الوحيدة في البلدة التي يقطنها 95 الف شخص وتقع بالقرب من ضواحي حرستا وحمورية وكفربطنا وعين ترما.
وذكرت الوكالة أن “العشرات من المقاتلين الملثمين يتمركزون عند زاوية كل شارع حاملين البنادق الآلية والقذائف الصاروخية في دلالة قوية على التحدي لوجودهم على مسافة تبعد بضعة كيلومترات فقط عن قلب العاصمة السورية”. وقال العقيد أسامة الذي قدّم نفسه على أنه قائد “الجيش الحر” في المنطقة: “نحن هنا لحماية المحتجين. الناس يجب أن تتظاهر بحرية ولن نسمح لقوات الأسد باطلاق النار عليهم. سنصدّهم عندما يصلون الى هنا.”
من جهة أخرى، لفت أحد السكان إلى إن قوات الأمن لا تزال تحتجز جثث معارضين ولم يسلّموها الى ذويهم، وقال: “قتلوا جمال قوتلي الذي كان عمره 48 عاما وما زالوا يحتفظون بجثته منذ أربعة أشهر. يطلبون 200 ألف ليرة (نحو 3000 دولار) مقابل تسليم الجثة”.
(وكالات)
وزير الداخلية السوري: مصرون على تطهير البلاد من المارقين
أعلن وزير الداخلية السوري محمد الشعار أن اجهزة وزارته ماضية في “تطهير” البلاد من “رجس المارقين والخارجين عن القانون”، مشددا على ان سوريا “ستبقى قوية بعزيمة ابنائها ودماء شهدائها”. كلام الشعار جاء خلال احتفال أُقيم لتكريم أسر قتلى قوات الأمن الداخلي السورية، أكد فيه “حرص قوى الامن الداخلي على المضي في مسيرة الكفاح والنضال لتطهير التراب السوري من رجس المارقين والخارجين على القانون لإحقاق الحق وإعادة الأمن والأمان الذي كانت تعيشه سوريا”.
وحمل الشعار على من قال إنهم “مجموعات تعمل على إرهاب وقتل المواطنين الأبرياء وسلبهم ممتلكاتهم وزعزعة أمنهم”، وأضاف: “هذا الاجرام لن يثني أفراد قوى الامن الداخلي عن التفاني بأداء واجبهم المقدس بالتصدي لهذه المجموعات وارساء مناخ الامن والامان، وإن قدَر سوريا أن تواجه المؤامرة تلو الأخرى من قبل أعداء الأمة العربية المتمثلة بالولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل وعملائهم”. ووصف الشعار “كل من يحرض على اثارة الفتن الطائفية والعرقية في سوريا” بأنه “شريك لإسرائيل”.
وفي هذا السياق، ذكرت وكالة “سانا” السورية التي أوردت كلام الشعار أنه تم تشييع جثامين 28 عنصراً من عناصر الجيش وحفظ النظام “استهدفتهم المجموعات الارهابية المسلحة اثناء تأديتهم لواجبهم الوطني في حمص وحماة ودرعا ودير الزور وريف دمشق”.
(أ.ف.ب.)
وزراء الخارجية العرب يجتمعون بعد أسبوع لبحث مصير بعثة المراقبين بسوريا
أعلن مسؤول في جامعة الدول العربية أنّه من المتوقّع أن يجتمع وزراء الخارجية العرب في أوائل شباط المقبل لبحث امكانية سحب بعثة المراقبين العرب من سوريا، وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه لوكالة “رويترز” إن الوزراء قد يجتمعون في الأسبوع الذي يبدأ في الخامس من شباط لكن “يوم الاجتماع بالضبط لم يتم تحديده”.
في هذا الوقت قال مسؤول سوري إن حكومة بلاده لن تصدر تعليقا على بيان الجامعة الذي قرر وقف عمل المراقبين حتى تتلقى تأكيداً بذلك.
(موقع رويترز)
العثور على 17 جثة في حماه
أعلن نشطاء سوريون أنّه تم العثور على جثث 17 رجلاً ملقاة في شوارع مدينة حماة السورية تحمل أثار طلق ناري في الرأس. وأوضح الناشط أبو الوليد من حماة السورية أنّ الذين عثر عليهم واضح أنهم أُعدموا “أغلبهم” برصاصة واحدة في الرأس “وتُركت السلاسل الحديدية التي جرى تكبيل سيقانهم بها كرسالة للناس للتوقف عن الثورة”. وقال أبو الويد لوكالة “رويترز” إنّ “أعمار أصحاب الجثث مختلفة، أحدهم في الستينات من عمره، وآخر في الأربعينات من عمره، وكثيرون في العشرينات”، مشيراً إلى أنه جرى التعرف على ثلاثة فقط وأحدُهم منشق عن الشرطة.
وتابع أبو الوليد: “يبدو أن قوات (الرئيس السوري بشار) الأسد ألقت جثث هؤلاء من منطقة سكنية مختلفة عن منطقتهم تمامًا حتى يصعب التعرف عليهم”، نافيًا إمكانية أن يكون أصحاب الجثث تابعين للنظام السوري وقتلهم منشقّون، واستطرد بالقول: “حماة منطقة عسكرية مليئة بمركبات مدرعة وقوات، وقد عزلت المتاريس والدبابات المناطق عن بعضها البعض، والشوارع خالية ولا يجرؤ أحد على قيادة سيارة إلا إذا كان يريد أن يضرب بالرصاص، فما بالكم بالتنقل بين أحياء مختلفة وإلقاء جثث”. من جهته، ذكر ناشط آخر أن “الجثث ألقيت في شوارع خمسة أحياء سكنية في حماة مساء يوم الخميس”.
(موقع رويترز)
مجلس الأمن يواصل التباحث بشأن سوريا
قرر مجلس الأمن الدولي مواصلة المباحثات حول مسودة قرار عربي أوروبي قدمه المغرب بشأن سوريا بعد اعتراضات روسية على بعض مواده. وفي هذه الأثناء رفضت دمشق تقديم أي قرار إلى المنظمة الدولية دون التنسيق معها.
فقد أكد المندوب السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري أن دمشق تعارض أي مشروع قرار يقدم بشأن بلاده إلى مجلس الأمن دون التشاور معها بعيدا عن خطة العمل العربية المتعلقة بتوقيع البرتوكول.
وقال الجعفري في تصريح من نيويورك إن بعض الدول العربية تنفذ ما سماه خططا خارجية للتدخل في شؤون سوريا، مكررا الحديث عما اعتادت دمشق تسميته “المؤامرة” من قبل أطراف دولية وإقليمية، ومشيرا إلى أن بعض الدول العربية تتلقى تعليمات خارجية لتهديد استقرار بلاده.
ومشروع القرار -الذي لا يزال بحاجة إلى أيام من المباحثات- وزعه المغرب في مجلس الأمن وشاركت في إعداده ست دول أعضاء في المجلس بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا.
مشروع القرار
ويطرح مشروع القرار تشكيل حكومة وحدة وطنية ونقل سلطات الرئيس السوري بشار الأسد إلى نائبه طيلة الفترة الانتقالية قبل إجراء انتخابات بإشراف عربي ودولي. كما يدعو المشروع السلطات السورية إلى التعامل بشكل كامل مع بعثة المراقبين العرب ومختلف الجهات الإقليمية والدولية التي تُحقّق في انتهاكات حقوق الإنسان.
وتدين مسودة القرار ما تسميه الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والحريات الأساسية التي ترتكبها السلطات السورية بشكل واسع النطاق، كما تدعو دمشق إلى وقف جميع أشكال العنف والالتزام بتعهّداتها الدولية بحماية المدنييّن وعدم المسّ بحقّ التعبير والتظاهر.
ويحثّ المشروع جميع الأطراف في سوريا، بما في ذلك الجماعات المسلّحة، على وقف العنف والعمليات الانتقامية، مع التذكير بضرورة محاسبة المتورّطين في انتهاكات حقوق الإنسان.
ويطالب المشروعُ السلطاتِ السورية بتنفيذ قرارات المبادرة العربية، وفي مقدّمتها سحب قوات الأمن والجيش من المدن والبلدات.
وفي المناقشات الأولى، قال سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين في اجتماع مغلق لمجلس الأمن أمس الجمعة إنه “يشعر بخيبة أمل كبيرة” تجاه مشروع القرار الأوروبي العربي الذي يؤيد خطة جامعة الدول العربية بشأن سوريا.
وقال تشوركين بعد انتهاء اجتماع المجلس “قلت بوضوح إن روسيا لا تعتبر مشروع القرار هذا قاعدة للاتفاق”، مضيفا “هذا لا يعني أننا نرفض الحوار”. وتابع “أوضحنا ما هي الخطوط الحُمْر بالنسبة إلينا”، متحدثا عن معارضة موسكو “أي إشارة إلى عقوبات (…) وفرض أي نوع من الحظر على الأسلحة” المتجهة إلى سوريا. كما أكد أنه من غير الوارد لدى روسيا “الحكم مسبقا على نتيجة أي حوار سياسي في سوريا” عبر طلب تنحي الرئيس الأسد.
“حل خارجي”
وقال دبلوماسيون حضروا الاجتماع إن تشوركين أبلغ المجلس المؤلف من 15 دولة أنه يختلف مع الجامعة العربية في محاولتها “فرض حل خارجي” على الصراع في سوريا كما رفض فكرة فرض حظر للسلاح واستخدام القوة. غير أن المندوب الروسي لم يهدد صراحة باستخدام حق النقض (الفيتو) لرفض مشروع القرار.
وقال دبلوماسيون إن تشوركين وسفير الصين حذرا أعضاء المجلس من فرض حظر على السلاح أو تأييد استخدام القوة ضد سوريا.
من جهته قال المندوب الفرنسي في الأمم المتحدة جيرار آرو إن “ثمة ثلاثة أو أربعة اعتراضات رئيسية”. وأكد أن “النص لا يتضمن حظرا على الأسلحة” وأن القرار يستند إلى الخطة الصادرة عن الجامعة العربية في مسألة العقوبات و”تغيير النظام”.
وتابع آرو “لقد انتظرنا فترة طويلة جدا (…) خطة الجامعة العربية هي السبيل الوحيد المعروض أمامنا بهدف تجنب الأسوأ”. وأبلغ آرو الصحفيين أن مفاوضات بشأن تعديل النص ستبدأ أوائل الأسبوع، أي انطلاقا من يوم الاثنين.
مصير الأسد
وقال السفير الألماني بيتر فيتيغ “نحن في بداية عملية تفاوضية شاقة للغاية”، مضيفا أن مسألة تنحي الرئيس الأسد “هي نقطة ستشغلنا كثيرا خلال الأيام المقبلة”.
من جانبه قال السفير البريطاني مارل ليال “نريد، كما يرغب العرب، قرارا يتم تبنيه بالإجماع”. ورفض التحفظات الروسية مؤكدا أنه “ما من شيء من هذا كله في النص”، في إشارة إلى عدم وجود نص بشأن فرض حظر على السلاح أو استخدام القوة ضد سوريا.
وكان مراسل الجزيرة في نيويورك مراد هاشم قد أفاد سابقا بأن المعلومات تفيد بأن معظم أعضاء مجلس الأمن يؤيدون مسودة القرار العربي الغربي التي تطالب مجلس الأمن بدعم التحرك العربي بشأن سوريا، لكن بعض الأعضاء طالب بمزيد من التفاصيل عن القرار، مشيرا إلى أن القرار أحيل إلى المناقشة على مستوى الخبراء بعد الجلسة التي استغرقت أكثر من ساعتين.
ومن المقرر أن يصل الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي برفقة رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني إلى نيويورك اليوم السبت من أجل طلب إقرار المبادرة العربية لإنهاء الأزمة السورية.
وكانت روسيا والصين قد صوتتا ضد مشروع قرار صاغته أوروبا في أكتوبر/ تشرين الأول يندد بسوريا ويهددها بعقوبات بسبب حملتها المستمرة منذ عشرة أشهر على المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية، ولم يتضح كون روسيا مستعدة لاستخدام حق النقض مجددا لعرقلة أي إجراء في مجلس الأمن ضد سوريا.
لكن عددا من المبعوثين الغربيين ذكروا لوكالة رويترز أن روسيا قد تجد صعوبة حاليا في استخدام الفيتو لإحباط قرار يهدف إلى تقديم الدعم للجامعة العربية فحسب.
قتلى بقصف مدفعي على مدن سورية
قال ناشطون إن أحد عشر شخصا قتلوا منذ فجر اليوم في ريف دمشق وحمص ودير الزور. يأتي ذلك بعد يوم دام في سورية قتل فيه أكثر من مائة شخص بينهم ستة أطفال وأربع نساء. وفي الأثناء تواصلت المظاهرات المطالبة بإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن بلدة مسرابا في ريف دمشق تعرضت لأكثر من ثلاث ساعات إلى قصف مدفعي عنيف جدا من قبل قوات الجيش السوري سقط ضحيته 8 شهداء وأكثر من 35 مصابا بعضهم في حالة حرجة جدا، كما أن البلدة تعاني من حصار كامل وانقطاع شامل للكهرباء وكافة أنواع الاتصالات.
من جهة أخرى، قال مجلس ثوار دير الزور إن عددا من القتلى والجرحى سقطوا في قصف نفذته دبابات الجيش النظامي على بلدتي القورية والطيانة. كما بث ناشطون صورا قالوا إنها لتفجير أنبوب نفط بالبلدة تسبب فيه قصف عشوائي على البلدة.
وحمّلت الهيئة العامة للثورة النظام السوري مسؤولية الدماء المسفوكة في مدينة القورية “وعلى رأسها الطفل هلال محمد هلال الذي قتلته قذائف الجيش السوري وهو في داخل منزله إضافة إلى العشرات من الجرحى والمصابين”.
قصف وانشقاقات
وتعرض حي كرم الزيتون بمدينة حمص إلى قصف مدفعي نفذته قوات الجيش السوري مما تسبب في سقوط قتيل. وفي البوكمال بدير الزور استخدمت قوات الأمن 3 سيارات إسعاف وجابت شوارع وأحياء المدينة وأطلقت النار على البيوت حوالي الساعة الثالثة فجرا، وفق الهيئة العامة. أما في وادي العرب بحمص فقد أدى سقوط إحدى القذائف على إحدى المحلات إلى احتراقه بالكامل.
وتحدثت الهيئة العامة للثورة عن انشقاق 10 عساكر من صفوف الجيش السوري عند حاجز الخيمة الكائن في الطرف الجنوبي من معرة النعمان في إدلب، كما ذكرت الهيئة أن انشقاقا جماعيا حدث على أكثر من حاجز محيط بمدينة الرستن بحمص، وجرت اشتباكات واسعة بين الجنود المنشقين وبين الجيش السوري وسمعت أصوات الرشاشات والقذائف.
وشهد ريف حماة مظاهرات حاشدة، حيث بث ناشطون صورا لمظاهرات في كل من حلفايا واللطامنة وخطاب وكفر زيتا وصوران، كرر فيها المتظاهرون مطالبتهم بإسقاط الرئيس بشار الأسد ونظامه، ونددوا ببعثة المراقبين العرب ورئيسها الفريق محمد أحمد مصطفى الدابي، كما عبر المتظاهرون عن تضامنهم مع مدينتي حماة وحمص ومن سموهم شهداء الثورة في حلب.
وقالت مصادر الثورة السورية -في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه- إن الثوار في سوريا خرجوا أمس في جمعة الدفاع عن النفس “بالرغم من ارتكاب النظام السوري خمسة مجازر في كل من حماة ونوى في درعا وحلب وريف دمشق وأخيرا كرم الزيتون في حمص، وبالرغم من البرد القارص”.
وقال البيان إن عدد المظاهرات بلغ 585 مظاهرة، وكانت في أكثر من 482 نقطة تظاهر، وتميزت العديد منها بالحشود الكبيرة.
تواصل المظاهرات
وتواصلت المظاهرات اليوم السبت، ففي حي المرجة بحلب خرج الآلاف في مظاهرة حاشده تهتف لشهداء حلب و شهداء سوريا و تطالب بالإفراج عن جثامين الشهداء الذين لم يدفنوا بعد، وانضم إليهم أعداد كبيرة من أبناء حي الصاخور وتجمعوا أمام مبنى جامع مقر الأنبياء، وفق ما قالت الهيئة في بيان.
وقال الدابي في بيان لبعثة المراقبين إن معدلات العنف تصاعدت بشكل كبير في الفترة بين 24 و27 يناير/كانون الثاني الجاري، خاصة في مناطق حمص وحماة وإدلب.
يذكر أن المغرب قرر سحب مراقبيه من بعثة المراقبين العرب في سوريا، وأشارت مصادر للجزيرة إلى أن مصر وموريتانيا والسودان ستغطي النقص الذي سينتج عن ذلك بإضافة ستة مراقبين من كل دولة.
ثلاثة مخيمات للاجئين السوريين بالأردن
محمد النجار-عمّان
كشفت مصادر إغاثية للجزيرة نت عن ثلاثة مخيمات في شمال الأردن يتم تجهيزها حاليا لاستقبال اللاجئين السوريين، وذلك بعد نزوح عشرات الآلاف منهم منذ بداية الثورة المطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد في مارس/آذار الماضي.
فإضافة لمخيم في منطقة ربوع السرحان على الحدود الشمالية الشرقية مع سوريا الذي تنتظر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تسلمه من الحكومة، أكدت المصادر أن جمعية الكتاب والسنة بالتعاون مع الهيئة الخيرية الهاشمية وجهات خيرية سعودية تعمل على تجهيز مخيمين آخرين.
من جانبه صرح ممثل مفوضية اللاجئين في الأردن عرفات جمال بأن المفوضية تنتظر موافقة الحكومة الأردنية على استلام المخيم، لافتا إلى أن اللجنة جاهزة على الفور لاستقبال ألف لاجئ كمرحلة أولى.
ورفض -في حديثه للجزيرة نت- الحديث عن سعة المخيم المتوقعة، موضحا أن نحو 3 آلاف لاجئ سوري مسجلين بشكل رسمي في سجلات المفوضية التي لن تمانع -أيضا- في استقبال لاجئين سوريين غير مسجلين في سجلاتها.
وأكد أن المفوضية جهزت مخزونا من البطانيات والأدوية والأطعمة لإغاثة اللاجئين في المخيم حال بدء العمل به.
مخيمان
من جهته أكد رئيس جمعية الكتاب والسنة زايد حماد أن جمعيته تعمل حاليا بالتعاون مع الهيئة الخيرية الهاشمية ومحسنين سعوديين على تجهيز مخيمين سعة كل واحد منهما خمسون دونما.
وأضاف -للجزيرة نت- “نجهز حاليا مخيمين الأول في مدينة الحجاج بمدينة الرمثا المتاخمة للحدود مع مدينة درعا، والثاني في منطقة سما السرحان حيث بدأنا بإنجاز الأمور الهندسية التي نتوقع أن تنتهي خلال عشرة أيام”.
ولفت رئيس الجمعية إلى أن كل مخيم يتسع لألف أسرة سورية، حيث يتم العمل على إنشاء ألف خيمة تحتوي كل منها على حمام ومطبخ للعائلة الواحدة.
وفي سياق متصل ذكر مصدر مطلع للجزيرة نت، شدد على عدم ذكر اسمه، أن عدد السوريين الذين دخلوا الأردن منذ اندلاع الثورة السورية بلغ أكثر من 80 ألفا، وتقول جمعيات أهلية وإغاثية إن ما بين ستة إلى عشرة آلاف لاجئ يحتاجون لمساعدات دائمة تتعلق بتأمين المسكن والإعاشة.
مبادرة
وفي الإطار ذاته، قررت وزارة التربية والتعليم الأردنية مؤخرا قبول الطلبة السوريين في المدارس الحكومية وإعفاءهم من المصروفات المدرسية، بينما تعمل جهات رسمية وأهلية على تسهيل دخول السوريين ومنحهم تصاريح للعمل في الأردن خاصة أن غالبيتهم يعملون في قطاع الإنشاءات.
في غضون ذلك، أوضح حماد أن عدد اللاجئين السوريين المسجلين لدى جمعيته -وهي أكبر جمعية أهلية أردنية في مجال إغاثة اللاجئين السوريين- بلغ 1500، موزعين على مدن الرمثا والمفرق وعمّان وجرش والكرك.
ولفت إلى حدوث انفراجة تدريجية بعد الأزمة، حيث تعهدت هيئة الإغاثة الإسلامية بتبني 550 عائلة سورية، وبدأت بتقديم طرد غذائي شهري بقيمة مائة دينار (141 دولار)، إضافة لتقديم مبلغ مماثل لكل عائلة شهريا.
ولفت إلى أن هذا الجهد -إضافة لما توفره جمعيات خليجية- ساهم بشكل كبير في استقرار أوضاع العديد من اللاجئين السوريين.
وحاولت الجزيرة نت الحصول على توضيح من الحكومة الأردنية عبر الاتصال بوزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال راكان المجالي حول إقامة مخيمات اللاجئين السوريين، وإن كان ذلك يأتي في سياق أي تقديرات سياسية وميدانية لحالات نزوح كبرى من سوريا قريبا دون جدوى.
السعودية تستبعد الاعتراف بالمجلس الوطني الآن
أوغلو: ندعم المبادرة العربية بسوريا
أكد وزير الخارجية التركي داود أوغلو دعم بلاده لمواقف الجامعة العربية تجاه الأزمة السورية داعيا النظام السوري لدراسة المواقف المطروحة والمبادرات المقدمة إليه من جميع الأطراف، وذلك خلال ختام الجلسة الافتتاحية للاجتماع الوزاري الرابع بين تركيا ودول مجلس التعاون الخليجي في إسطنبول.
وأوضح أوغلو -خلال المؤتمر الصحفي الذي جمعه بوزير الخارجية السعودي سعود الفيصل والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني- أن بلاده تدعم المبادره العربية تجاه سوريا وتطالب بالوقف الفوري لسفك الدماء، وأشار إلى أن الوضع الإقليمي برمته حظي بنقاش موسع خلال الاجتماع.
ولفت إلى أن القضايا الفلسطينية والعراقية ستحظى بنقاش مستفيض، مشيرا إلى أن بلاده تدعم انضمام فلسطين لمنظمة الأمم المتحدة وتبارك لها الانضمام لليونسكو.
وشدد على أن بلاده وضعت خطة عمل مشتركة مع دول الخليج لعامي 2013/2014 وتم تكليف الدبلوماسيين الأتراك بتعزيز التعاون ومتابعة تنفيذ الخطة.
من جانبه قال وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل -الذي تترأس بلاده مجلس التعاون الخليجي في دورته الحالية- إنه لا يمكن الحديث حاليا عن الاعتراف بالمجلس الوطني السوري، مشددا على أن عدم الاعتراف بالمجلس لا يعني تجاهله.
وأكد الفيصل أن الوزراء سيتحدثون حول قضايا مهمة أبرزها التطورات التي تشهدها المنطقة العربية، والملف النووي الإيراني و”التهديدات الإيرانية للمنطقة”، مشيرا إلى الدور التركي الإيجابي والمهم في تثبيت الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة.
وأكد الفيصل أن الاجتماع منتدى سلام ولا يحمل أي عناوين أو رسائل أخرى بخلاف هذا المبدأ، وأشار إلى أهمية الدور التركي في تثبيت الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة.
لبنان ينفي وصول إيرانيين خُطفوا بسوريا
نفى لبنان أن يكون لديه معلومات عن نقل مهندسين إيرانيين اختطفوا في سوريا. يأتي ذلك ردا على تصريح إيراني قال إن خمسة إيرانيين مختطفين في الأراضي السورية تم نقلهم إلى شمال لبنان، وهم الذين اتهمهم الجيش السوري الحر بأنهم جنود إيرانيون ينتمون إلى الحرس الثوري الإيراني.
وأعلن وزير الداخلية اللبناني مروان شربل أن لا معلومات لدى وزارته عن نقل المهندسين الإيرانيين الخمسة الذين اختطفوا في سوريا إلى لبنان.
وقال الوزير شربل ردا على سؤاله هل لديه معلومات حول نقل المهندسين الخمسة إلى شمال لبنان، إنه لا معلومات لدى أجهزة وزارته عن هذا الأمر.
وكان تلفزيون “برس تي في” الإيراني قد نقل عن مصدر وصفه بأنه مطّلع في لبنان أنه تمّ نقل المهندسين الإيرانيين الخمسة الذين اختطفوا في سوريا في ديسمبر/كانون الأول الماضي إلى شمال لبنان. وقال إنه نقل ذلك عن شخصية عشائرية رفضت الكشف عن اسمها.
وكان هؤلاء المهندسون قد اختطفوا في 21 ديسمبر/ كانون الأول الماضي أثناء توجههم إلى معمل للطاقة قرب مدينة حمص السورية.
كما اختفى لاحقًا إيرانيان حاولا الحصول على معلومات عن المختطفين ولم يعرف عنهما شيء حتى الآن.
الحرس الثوري
وكان الجيش السوري الحر قد اتهم المهندسين الخمسة بأنهم من الحرس الثوري الإيراني وهو ما نفته السفارة الإيرانية في دمشق. وأعلنت طهران الخميس أن 11 زائرًا إيرانيا خطفوا عندما كانوا في طريقهم إلى دمشق.
لكن “كتيبة الفاروق في الجيش السوري الحر” أكدت أن خمسة من هؤلاء الأحد عشر ينتمون إلى الحرس الثوري الإيراني وأن أحدهم ضابط، وقد ألقي القبض عليهم مسلحين وكانوا يعملون قناصة تحت إمرة فرع الأمن الجوي بحمص. وهناك آخران قالت إنهما مدنيان يعملان في محطة جندر الكهربائية وسيُطلق سراحهما.
وردا على ذلك، أدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست اختطاف 11 زائرا إيرانيا بسوريا. ودعا المتحدث السلطات السورية إلى استخدام كل إمكانياتها للإفراج عنهم على وجه السرعة.
وكان مدير مكتب منظمة الحج والزيارة الإيرانية في سوريا مسعود إخوان قد أعلن عن اختطاف الإيرانيين.
وقال إخوان في تصريح للوكالة الإيرانية في دمشق، إن الحافلة التي كانت تقلهم كانت في طريقها من مدينة حلب شمال سوريا إلى دمشق حيث اعترضتهم عناصر مسلحة وسط البلاد، وجرى اختطاف 11 من ركاب الحافلة.
وكان من المقرر حسب المصادر الإيرانية أن يقوم هؤلاء الزوار بعد زيارة مواقع مقدسة لدى الشيعة في سوريا بزيارة العراق أيضا.
يشار إلى أن الحادث هو ثاني عملية اختطاف يتعرض لها إيرانيون في سوريا، حيث اختطف خمسة إيرانيين الشهر الماضي.
المجلس الوطني يطلب الحماية الدولية
تجميد مراقبي سوريا وتوجه لمجلس الأمن
قررت جامعة الدول العربية تجميد نشاط بعثة مراقبيها في سوريا التي تشهد منذ أكثر من عشرة أشهر ثورة شعبية تطالب بإسقاط النظام، فيما قالت المعارضة إنها ستطلب حماية المدنيين من مجلس الأمن الدولي الذي يواصل المشاورات بشأن الأزمة السورية.
وقد أصدرت الجامعة العربية اليوم بيانا أعلنت فيه وقف عمل بعثة المراقبين العرب في سوريا وبررت قرارها بتدهور الأوضاع الأمنية في سوريا وخاصة في الأيام الثلاثة الأخيرة.
وقال أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة في حديث للجزيرة إن هذا القرار فرضته الأوضاع الأمنية المتردية وإن الأحداث في سوريا اتخذت منحى خطيرا باتت معه مهمة المراقبين صعبة لأن هناك مناطق خطيرة يتعذر الوصول إليها.
وأضاف بن حلي أن الجامعة قررت التجميد بعد أن أجرى أمينها العام نبيل العربي سلسلة اتصالات مع عدد من وزراء الخارجية العرب بينهم وزير الخارجية السوري وليد المعلم.
وأوضح بن حلي أن قرار التجميد يقضي بتجميع المراقبين في دمشق حفاظا على سلامتهم وذلك إلى حين الاجتماع المقبل لوزراء الخارجية العرب بشأن الأزمة السورية حيث سيصدر قرار نهائي بشأن مصير البعثة.
وقبل إعلان الجامعة تجميد عمل بعثة المراقبين في سوريا قرر المغرب سحب مراقبيه المشاركين في البعثة وذلك على غرار القرار الذي اتخذته في وقت سابق السعودية.
حماية دولية
وتزامنا مع قرار التجميد قال المجلس الوطني السوري المعارض إنه سيطلب غدا الأحد رسمياً من مجلس الأمن الدولي حماية المدنيين.
وقال عضو المكتب التنفيذي للمجلس سمير نشار -في مؤتمر صحفي عقد اليوم في إسطنبول- إن وفدا من المجلس برئاسة برهان غليون سيتوجه الأحد إلى الأمم المتحدة لعرض القضية السورية أمام مجلس الأمن الدولي.
وفي اليوم نفسه يتوجه نبيل العربي ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني إلى نيويورك لعرض المبادرة العربية على مجلس الأمن.
ويواصل المجلس مشاوراته بشأن سوريا على مستوى الخبراء وذلك قبل جلسة ممثلي الدول الأعضاء يوم الثلاثاء.
وكان المجلس قد عقد جلسة مغلقة مساء أمس بشأن مسودة قرار عربي أوروبي قدمه المغرب بشأن سوريا بعد اعتراضات روسية على بعض مواده.
ويطرح مشروع القرار تشكيل حكومة وحدة وطنية ونقل سلطات الرئيس السوري بشار الأسد إلى نائبه طيلة الفترة الانتقالية قبل إجراء انتخابات بإشراف عربي ودولي.
كما يدعو المشروع السلطات السورية إلى التعامل بشكل كامل مع بعثة المراقبين العرب ومختلف الجهات الإقليمية والدولية التي تُحقّق في انتهاكات حقوق الإنسان.
وتدين مسودة القرار ما تسميه الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والحريات الأساسية التي ترتكبها السلطات السورية بشكل واسع النطاق، كما تدعو دمشق إلى وقف جميع أشكال العنف والالتزام بتعهّداتها الدولية بحماية المدنييّن وعدم المسّ بحقّ التعبير والتظاهر.
ويحثّ المشروع جميع الأطراف في سوريا، بما في ذلك الجماعات المسلّحة، على وقف العنف والعمليات الانتقامية، مع التذكير بضرورة محاسبة المتورّطين في انتهاكات حقوق الإنسان.
ويطالب المشروعُ السلطاتِ السورية بتنفيذ قرارات المبادرة العربية، وفي مقدّمتها سحب قوات الأمن والجيش من المدن والبلدات.
رفض سوري وروسي
وقد رفضت دمشق تقديم أي قرار إلى المنظمة الدولية دون التنسيق معها. وقال المندوب السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري إن بلاده تعارض أي مشروع قرار يقدم بشأن بلاده إلى مجلس الأمن دون التشاور معها.
وقال الجعفري في تصريح من نيويورك إن بعض الدول العربية تنفذ ما سماه خططا خارجية للتدخل في شؤون سوريا، مكررا الحديث عن ما اعتادت دمشق تسميته “المؤامرة” من قبل أطراف دولية وإقليمية، ومشيرا إلى أن بعض الدول العربية تتلقى تعليمات خارجية لتهديد استقرار بلاده.
ومن جانبه قال سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين في اجتماع أمس إنه “يشعر بخيبة أمل كبيرة” تجاه مشروع القرار وقال إن بلاده “لا تعتبر مشروع القرار هذا قاعدة للاتفاق”.
وأبلغ مجلس الأمن المؤلف من 15 دولة أنه يختلف مع الجامعة العربية في محاولتها “فرض حل خارجي” على الصراع في سوريا، كما رفض فكرة فرض حظر للسلاح واستخدام القوة. غير أن المندوب الروسي لم يهدد صراحة باستخدام حق النقض (الفيتو) لرفض مشروع القرار.
وقال دبلوماسيون إن تشوركين وسفير الصين حذرا أعضاء المجلس من فرض حظر على السلاح أو تأييد استخدام القوة ضد سوريا.
وردا على موقف موسكو دعا عضو المجلس الوطني السوري سمير نشار السوريين في الخارج للاعتصام أمام السفارات والقنصليات الروسية عبر العالم احتجاجاً على الدعم الروسي لنظام الأسد.
وأوضح نشار أن الاعتصام سيكون “سلميا أمام سفارات وقنصليات النظام والسفارات الروسية ومراكز الأمم المتحدة غدا الأحد الساعة الثانية بتوقيت أماكن تواجدهم”.
30 قتيلا بسوريا وانشقاق مئات الجنود
قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن ثلاثين شخصا قتلوا اليوم السبت برصاص قوات الأمن والجيش، بينهم طفلان وخمسة جنود منشقين. وذكرت لجان التنسيق المحلية أن اشتباكات عنيفة دارت بين الجيش النظامي ومنشقين في كل من الغوطة الشرقية بريف دمشق والرستن بحمص. بينما أعلنت اللجان عن انشقاق ضابط برتبة عميد مع 300 من عناصره.
وذكرت الهيئة العامة أن من بين قتلى اليوم تسعة سقطوا في بلدة مسرابا بريف دمشق، وسبعة في حمص وأربعة في درعا ومثلهم في حماة واثنين في دير الزور ودمشق.
وفي حلب فرقت قوات الأمن متظاهرين خرجوا لتشييع عدد من القتلى في حي المرجة. كما أوضح نشطاء أن قصفا مدفعيا عنيفا استهدف المنازل في رنكوس بريف دمشق مع أنباء عن قتلى وجرحى.
وفي تلبيسة بريف حمص قصف الجيش السوري المدينة من أغلب الحواجز المحاصرة للبلدة، وتركز على وسط مدينة تلبيسة، وطال الأحياء الداخلية فيها، وفق ما ذكرته الهيئة.
جثث
من جهة أخرى قال نشطاء اليوم السبت لوكالة رويترز إنه تم العثور على جثث 17 رجلا ملقاة في الشوارع في مدينة حماة تحمل آثار طلق ناري في الرأس. وكانت قوات الرئيس السوري بشار الأسد اعتقلت هؤلاء خلال هجوم الأسبوع الماضي على المدينة.
وقال أحد النشطاء للوكالة عبر الهاتف من حماة إن “أغلبهم أعدموا برصاصة واحدة في الرأس، وتركت السلاسل الحديدية التي جرى تكبيل سيقانهم بها كرسالة للناس للتوقف عن المقاومة”.
وذكر ناشط آخر أن الجثث ألقيت في شوارع خمسة أحياء سكنية في حماة مساء يوم الخميس، وأضاف أن “أعمار أصحاب الجثث مختلفة أحدهم في الستينيات من عمره وآخر في الأربعينيات وكثيرون في العشرينيات”، مضيفا أنه جرى التعرف على ثلاثة فقط أحدهم منشق عن الشرطة.
وقد كانت لجان التنسيق قد أعلنت ارتفاع عدد الجثث المكتشفة لضحايا مجزرة الخميس الماضي إلى 30 عُثر عليها في إحدى مزارع بلدة عسال الورد بريف دمشق.
انشقاق واشتباكات
من جهة أخرى، أعلنت لجان التنسيق المحلية انشقاق ضابط بريف دمشق برتبة عميد مع 300 من عناصره وانضمامهم إلى الجيش الحر.
وقالت اللجان إن اشتباكات عنيفة بين الجيش الحرّ وجيش النظام وقعت عند مداخل مدينة كفر بطنا وقدوم تعزيزات عسكرية مدعومة بالدبابات.
وشهدت مدينة الرستن بمحافظة حمص اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وجيش النظام الذي رد باستهداف حيي كرم الزيتون وبابا عمرو بحمص المدينة.
بدوره أوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية أن “اشتباكات عنيفة جرت اليوم في الحولة أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن خمسة عناصر من الأمن والجيش، فيما أسفرت الاشتباكات التي جرت في الرستن بحمص عن مقتل ثلاثة منشقين”.
وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن “مجموعة إرهابية مسلحة” استهدفت حافلة تقل جنودا في ريف دمشق مما أسفر عن مقتل سبعة عسكريين بينهم ضابط.
من جهة أخرى أعلنت وسائل الإعلام السورية عن انفجار تعرض له خط أنابيب للغاز في دير الزور (450 كلم شرق دمشق)، غير أن نشطاء قالوا إن الانفجار يرجع إلى إصابة الأنبوب بقذيفة طائشة أطلقتها دبابات الجيش.
دعوة للاعتصام
وفي سياق متصل دعا عضو المجلس الوطني السوري سمير نشار في مؤتمر صحفي عقد اليوم في إسطنبول؛ السوريين في الخارج للاعتصام أمام السفارات والقنصليات الروسية عبر العالم احتجاجاً على الدعم الروسي لنظام الأسد.
وأوضح نشار أن الاعتصام سيكون “سلميا أمام سفارات وقنصليات النظام والسفارات الروسية ومراكز الأمم المتحدة غدا الأحد الساعة الثانية بتوقيت أماكن تواجدهم”.
وأوضح نشار أن ممثلين عن المجلس الوطني السوري سيتوجهون غداً الأحد إلى مجلس الأمن ليطالبوا المجلس بحماية المدنيين.
وقد اجتمع المجلس الوطني السوري اليوم في إسطنبول بتركيا لبحث آخر تطورات الأوضاع في سوريا.
البارزاني يدعو أكراد سوريا للوحدة
دعا رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني أكراد سوريا إلى توحيد موقفهم بشأن الأزمة التي تمر بها البلاد على خلفية المظاهرات التي تشهدها البلاد منذ أكثر من عشرة أشهر ورد النظام عليها بقوة ممأ أدى إلى مقتل الآلاف.
وقال البارزاني -في كلمة افتتاحية في كردستان لمؤتمر الأكراد السوريين الذي ينظمه المجلس الوطني الكردي السوري- إنه يدعم أي قرار يتخذه المجلس بشرط أن يكون بعيدا عن العنف.
كما دعا البارزاني الأكراد السوريين إلى الاستعداد لأي تغيير، وحث الأحزاب الكردية هناك على توحيد موقفها.
أما سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي السوري عبد الحميد درويش فقال للجزيرة إنّ الأكراد في سوريا يناضلون من أجل حقوقهم القومية في إطار الدولة الديمقراطية.
يشار إلى أن الأقلية الكردية -التي تمثل ثاني أكبر مجموعة عرقية في سوريا بعد العرب- تساند الثورة والمطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد لأن ذلك يؤذن بدخول البلاد مرحلة جديدة.
ولا تطالب الأحزاب والمجموعات الكردية في الوقت الحالي بالانفصال عن سوريا، بل أقصى ما تصل إليه المطالب الكردية هو الحصول على حكم ذاتي للأقاليم التي يشكلون أغلبية السكان فيها، كما تطالب تلك القوى بالمساواة السياسية، وإلغاء القوانين الاستثنائية ومن أهمها قانون الطوارئ.
تجميد عمل المراقبين العرب في سوريا بسبب “العنف“
العربية.نت
قررت جامعة الدول العربية، اليوم السبت، وقف عمل بعثة مراقبيها في سوريا بشكل فوري إلى حين عرض الموضوع على مجلس جامعة الدول العربية، وذلك بسبب تصاعد أعمال العنف وإطلاق النار من قبل النظام السورى.
وقال الأمين العام للجامعة العربية، الدكتور نبيل العربي، في بيان صدر عن الأمانة العامة للجامعة، اليوم السبت، إنه أعطى توجيهاته لرئيس البعثة الفريق أول محمد الدابي لاتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لضمان أمن وسلامة أفراد البعثة.
وأضاف الأمين العام في بيانه أن هذا القرار تم اتخاذه “بالنظر لتدهور الأوضاع بشكل خطير في سوريا واستمرار استخدام العنف وتبادل القصف، وإطلاق النار الذي يذهب ضحيته المواطنون الأبرياء بعد أن لجأت الحكومة السورية إلى تصعيد الخيار الأمني في تعارض كامل مع الالتزامات المنصوص عليها في خطة العمل العربية وبروتوكول مهمة بعثة مراقبي جامعة الدول العربية، ما زاد من تدهور الأوضاع الأمنية بشكل خطير وارتفاع عدد الضحايا واتجاه الأحداث نحو منحى يبتعد تماماً عن طبيعة مهمة بعثة الجامعة التي كانت كلفت بالتحقق من التزام الحكومة السورية بتعهداتها”.
وأكد العربي أنه أجرى مشاورات مع عدد من وزراء الخارجية العرب انتهت إلى اتخاذ قرار وقف عمل بعثة الجامعة العربية في سوريا بشكل فوري إلى حين عرض الموضوع على مجلس الجامعة العربية.
تقييم الأوضاع في سوريا
ومن جانبه، قال السفير أحمد بن حلي، نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن هذا القرار اتخذ “لإعطاء فرصة للمراقبين لإعادة تقييم الوضع؛ لأنه أصبح هناك مناطق يصعب على البعثة أن تواصل مهمتها بها”.
وأضاف أن المراقبين سوف يتجمعون في دمشق، وهناك بعض المراقبين طلبوا إجازة لفترة معينة، وخلال هذه الفنرة سيتم تقييم مهمة البعثة، والخريطة الجديدة التي سوف ينتشرون عليها، وفي انتظار ما سيقرره الأمين العام بالنسبة لدعم البعثة من ناحية العدد والدعم اللوجستي وتعزيز كل ما يتصل لإنجاح مهمتها.
ورداً على سؤال حول هل هذا القرار مقدمة لسحب البعثة، قال بن حلي “إن هذا فرضته الظروف، والتعقيدات على الساحة السورية، فهناك تصعيد في العنف وتبادل للقصف، ولانريد أن نعرض البعثة لأي أخطار، فمهمة البعثة ليس وقف إطلاق النار، لكن التحقق من التزام سوريا بقرارات اللجنة الوزارية العربية المعنية بسوريا ومجلس وزراء الخارجية العرب، والبنود التي نص عليها البروتوكول الموقع بين الجامعة العربية ودمشق”.
وحول الإجراءات التي تم اتخاذها لحماية البعثة، قال بن حلي إن “رئيس البعثة مكلف بتوفير الحماية اللازمة لأعضاء البعثة”.
مشروع قرار دولي
وأمس الجمعة، قدم الأوروبيون ودول عربية إلى مجلس الأمن الدولي مشروع قرار جديد حول سوريا يستند إلى خطة التسوية التي أعدتها الجامعة العربية، إلا أنه اصطدم فوراً بـ”خطوط حمراء” وضعتها روسيا.
وقال السفير الروسي فيتالي تشوركين بعد انتهاء اجتماع المجلس: “قلت بوضوح إن روسيا لا تعتبر مشروع القرار هذا قاعدة للاتفاق، هذا لا يعني أننا نرفض الحوار”, مضيفاً: “لقد أوضحنا ما هي الخطوط الحمراء بالنسبة إلينا”.
وأشار السفير الروسي إلى معارضة موسكو “أي إشارة إلى عقوبات، وفرض أي نوع من الحظر على الأسلحة (المتجهة إلى سوريا)”.
كما أكّد تشوركين أنه من غير الوارد لدى روسيا “الحكم مسبقاً على نتيجة أي حوار سياسي في سوريا” عبر طلب تنحي الرئيس الأسد.
وكانت الخطة العربية، التي أعاد مشروع القرار التأكيد عليها، تنص على نقل للسلطة من الرئيس الأسد إلى نائبه.
دعم فرنسي بريطاني ألماني
ومن ناحيته، أوضح السفير الفرنسي جيرار أرو، أن مشروع القرار واجه “ثلاثة أو أربعة اعتراضات رئيسية”، مشيراً إلى أن “النص لا يتضمن حظرا على الأسلحة”.
وأعاد السفير الفرنسي التأكيد على أن مشروع القرار يستند إلى الخطة الصادرة عن الجامعة العربية في مسألة العقوبات و”تغيير النظام”.
وتابع أرو: “لقد انتظرنا فترة طويلة جداً، خطة الجامعة العربية هي السبيل الوحيد المعروض أمامنا بهدف تجنب الأسوأ”.
ويذكر أن باريس ولندن وبرلين كانت قد شاركت عدد من الدول العربية في إعداد النص الجديد الذي طرحه المغرب رسميا على طاولة مجلس الأمن.
وقال السفير الألماني بيتر فيتيغ: “نحن في بداية عملية تفاوضية شاقة للغاية”، مضيفا أن مسألة تنحي الرئيس الأسد “هي نقطة ستشغلنا كثيرا خلال الأيام المقبلة”.
ومن جانبه، صرح السفير البريطاني مارل ليال: “إننا نريد، كما يرغب العرب، قراراً يتم تبنيه بالإجماع”. ورفض ليال التحفظات الروسية مؤكداً أن “ما من شيء من هذا كله في النص”.
مشروع القرار
وكانت روسيا والصين استخدمتا في أكتوبر/تشرين الأول الماضي حقهما في النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار سابق يدين القمع الدامي في سوريا.
ومشروع القرار الجديد الذي لا يزال بحاجة إلى أيام من المباحثات ينص على أن مجلس الأمن “يدعم بقوة” خطة وضعتها الجامعة العربية نهاية الأسبوع الماضي وتتضمن بندا يتعلق بنقل صلاحيات إلى نائب الرئيس السوري تمهيدا لتنظيم انتخابات جديدة.
ويطالب النص “بأن تضع الحكومة السورية فورا حدا لكل الهجمات والانتهاكات لحقوق الإنسان” ضد السكان المدنيين.
ويقول مشروع القرار إن “على كل الأطراف في سوريا وبينها المجموعات المسلحة أن توقف فورا أي عمل عنف”.
ويشير أيضا إلى العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الجامعة العربية على سوريا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي و”يشجع” كل الدول على تبني “إجراءات مماثلة”.
ويذكر أنه من المتوقع أن يتوجه الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ورئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني اليوم السبت إلى الأمم المتحدة لعرض الخطة العربية على مجلس الأمن.
المجلس السوري يتجه لنيويورك طلباً للحماية الدولية
العربية.نت
أعلن المجلس الوطني السوري المعارض، اليوم السبت، أن وفداً برئاسة رئيسه برهان غليون، سيكون غداً الأحد في نيويورك لمطالبة مجلس الأمن الدولي بتأمين “حماية دولية” للمدنيين السوريين، كما اتهم إيران بـ”المساهمة في قتل” السوريين، ودعا الى التظاهر أمام السفارات الروسية في العالم، نقلاً عن تقرير لوكالة “فرانس برس”.
وقال المجلس في بيان تلاه سمير نشار، عضو المجلس الوطني السوري، أمام الصحافيين إنه “قرر التوجه الى مجلس الأمن الدولي غداً الأحد من خلال وفد برئاسة الدكتور (برهان) غليون لعرض قضية الشعب السوري على مجلس الأمن ومطالبته بتأمين الحماية الدولية للمدنيين”.
كما دعا المجلس الوطني السوري “جميع المواطنين السوريين في جميع بلدان الاغتراب الى التضامن مع شعبهم بالداخل احتجاجاً على الموقف الروسي عبر الاعتصام أمام سفارات قنصليات روسيا الاتحادية وأمام مراكز الأمم المتحدة غداً الاحد الساعة الثانية بعد الظهر في أماكن تواجدهم”، وذلك رداً على رفض روسيا المتواصل للموافقة على مشروع قرار في مجلس الأمن يندد بعنف النظام ضد الحركة الاحتجاجية المناهضة له.
وفي أعنف موقف له ضد نظام الجمهورية الإسلامية في إيران، أكد المجلس الوطني أنه “يستنكر مساهمة النظام الإيراني في قتل المواطنين السوريين المطالبين بالحرية ويدعوه الى التوقف عن المشاركة في قمع الثورة السورية حرصاً على مستقبل العلاقات بين الشعبين”.
وحثّ المجلس الوطني مؤسسات الأمم المتحدة على تقديم المساعدة الى المدن السورية التي تشهد أعمال عنف دامية ارتفعت حدتها كثيراً خلال الايام القليلة الماضية.
وتفيد أرقام الأمم المتحدة بأن أكثر من 5400 شخص قتلوا منذ اندلاع الحركة المعارضة لحكم الرئيس بشار الاسد في مارس/آذار الماضي.
ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن اجتماعاً خاصاً لمناقشة الوضع في سوريا الثلاثاء المقبل.
ويتوجه الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي غداً الأحد الى نيويورك مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بتفويض من الجامعة العربية لإبلاغ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالمبادرة العربية الاخيرة لحل الأزمة في سوريا وطلب دعمه لها.
الأمن السوري يواصل حملة قمع دموية ضد المتظاهرين
العربية.نت
يواصل الأمن والجيش السوري، اليوم السبت، حملة قمع دموية يشنها على المتظاهرين منذ 3 أيام. وأعلنت الهيئة العامة للثورة السورية مقتل 27 شخصاً اليوم.
ومن المقرر أن يتوجّه وفد من المجلس الوطني السوري، أكبر تنظيم معارض للرئيس بشار الأسد، إلى مجلس الأمن الدولي غداً الأحد لطلب الحماية.
وأفاد ناشط حقوقي السبت أن اشتباكات عنيفة جرت في ريف حمص (وسط) بين القوات السورية ومنشقين أسفرت عن مقتل 5 من عناصر الجيش والامن في منطقة الحولة و3 منشقين في مدينة الرستن.
كما اقتحمت قوات عسكرية وأمنية بلدات في ريف دمشق، فيما شهدت مدينة الرستن اشتباكات جديدة بين الجيش ومجموعات منشقة عنه، على ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وذكر المرصد في بيان له: “استشهد مواطن في ريف درعا إثر إطلاق الرصاص عليه خلال كمين نصبته له قوات الأمن السورية”، موضحاً أن “القتيل كان متوارياً عن الأنظار”.
وأضاف المرصد أن “طفلاً قتل عندما سقطت قذيفة على منزله في بلدة القورية في ريف دير الزور التي تعرضت لإطلاق نار من رشاشات ثقيلة بعد منتصف ليل الجمعة السبت”.
كما أشار المرصد الى أن النيران اشتعلت بأنبوب للنفط يمر بمدينة القورية، دون أن يحدد سبب الاشتعال او الأضرار التي نتجت عنه.
وفي ريف دمشق، أفاد المرصد باقتحام “قوات عسكرية أمنية مشتركة” بلدات كفربطنا وسقبا وحمورية وجسرين ومشارف مدينة عربين، موضحاً أن “القوات النظامية تضم 6 دبابات و8 ناقلات جند مدرعة وعشرات السيارات”، كما أشار الى حصول “اشتباكات عنيفة بين القوات وبين المجموعات المنشقة”.
اشتباكات عنيفة
وفي بيان منفصل، أضاف المرصد: “تدور اشتباكات عنيفة في مدينة الرستن بين الجيش والأمن النظامي ومجموعات منشقة تستخدم فيها القوات النظامية الرشاشات الثقيلة”، مشيراً الى سماع أصوات الانفجارات في المدينة ومحيطها.
وكانت مدينة الرستن، التي تبعد 160 كلم شمال دمشق، شهدت نهاية سبتمبر/أيلول الماضي اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش السوري مدعومة بأكثر من 250 دبابة وآلية عسكرية مدرعة ومنشقين عنه دامت أربعة أيام أسفرت عن مقتل عشرات الأشخاص وتدمير منازل عدة، بحسب المنظمة الحقوقية.
وكان ضباط منشقون عن الجيش قد أعلنوا في 30 سبتمبر في بيان الانسحاب من الرستن بسبب “التعزيزات الكبيرة والأسلحة التي تستخدمها عصابات الاسد، فقررنا الانسحاب كي نواصل الكفاح من أجل الحرية”.
ومن جهتها، قالت وكالة الانباء السورية (سانا) في حينها إن “الأمن والهدوء عادا الى الرستن وبدأت المدينة باستعادة عافيتها ودورة حياتها الطبيعية بعد دخول وحدات من قوات حفظ النظام مدعومة بوحدات من الجيش اليها وتصديها للمجموعات الإرهابية المسلحة”.
102 قتيل بمجازر النظام السوري في حماة وحمص وحلب
العربية.نت
أعلنت هيئة الثورة السورية ارتفاع حصيلة القتلى برصاص الأمن إلى 102 قتيل، أغلبهم في حماة، في تصعيد جديد للجيش السوري بالتزامن مع تظاهرات احتجاج جديدة ضد النظام في جمعة “الدفاع عن النفس”.
وشهدت مدينة حلب، ثاني كبرى المدن السورية، سقوط 12 قتيلاً في تظاهرة بحي المرجة، في تطور لافت بهذه المدينة التي لم تشهد من قبل تحركات احتجاجية.
واستهدف هجوم بسيارة مفخخة، اليوم الجمعة، حاجزاً لقوات الأمن السورية عند مدخل مدينة إدلب في شمال البلاد، ما أدى إلى “مقتل وجرح عناصر الحاجز”، كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وذكرت تنسيقيات الثورة أن دوي انفجارات وقذائف وإطلاق رصاص يتواصل في دوما.
وداهمت الفرقة الرابعة في الحرس الجمهوري مصحوبة بعدد كبير من قوات الأمن حي الحميدية في وسط حماة.
فيما حاصرت عناصر من الشبيحة الحي، الذي شهد قبل ذلك قصفاً عشوائياً للمنازل.
وأفادت الهيئة العامة للثورة بسماع انفجارات وإطلاق نار كثيف في منطقة جسر المزارب، وحي القصور، ودوار الجب، وجسر الحديد، وشارع العلمين، والمجمع الطبي.
وأشارت الهيئة العامة للثورة أيضاً إلى انتشار القناصة فوق الأبنية المرتفعة في حي البارودية.
وقالت لجان تنسيق الثورة إن القوات السورية اجتاحت بلدة رنكوس في ريف دمشق وسط قصف عشوائي من المدافع والدبابات.
هذا وقد شهدت عدة مدن وبلدات سورية تظاهرات احتجاج منذ ساعات الفجر الأولى في جمعة “الدفاع عن النفس”.
مجزرة واعتقالات
وقد تعرضت مدينة حمص السورية الليلة الماضية لما وصفته المعارضة بـ”مجزرة” راح ضحيتها العشرات، من بينهم عدد كبير من الأطفال، كما تعرضت أحياء في المدينة لقصف عنيف.
واتهمت الهيئة العامة للثورة السورية قوات الجيش والأمن بارتكاب مجزرة في حمص لم توفر حتى الأطفال، إضافة إلى شنها حملة اعتقالات عشوائية هي الأعنف منذ بدء الاحتجاجات أفضت إلى اعتقال 600 شخص في حماة وحدها. وأضافت الهيئة أن عدد القتلى ارتفع اليوم الى 63 شخصاً.
كما شنت السلطات حملة اعتقالات عشوائية هي الأعنف منذ بدء الاحتجاجات، أفضت إلى اعتقال 600 شخص في حماة وحدها، وأضافت الهيئة أن الجيش بدأ أيضاً عمليات واسعة منذ صباح اليوم في مدن عدة بريف دمشق.
وأعلنت “تنسيقية دوما” أن الجيش السوري اقتحم المدينة بعد وصول تعزيزات عسكرية كبيرة، فيما حاصرت قواته مدينتي حرستا والقابون في ريف دمشق.
وفي مقابلة مع “العربية” عبر الهاتف من لندن قال وحيد صقر أمين عام التكتل السوري الموحد إن هناك أحياء تم إبادتها بالكامل في العديد من المدن، خاصة حمص التي قال إنها تتعرض لقصف مدفعي عنيف، وطالب بتدخل دولي عسكري واستخدام الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، مشدداً على أن الشعب السوري لن يتنازل عن مطالبه وإنه يجب أن يعي الغرب والعالم كله أن الدم السوري ليس رخيصاً.
وقال إن هناك مجازر حقيقية بمعنى الكلمة ترتكب في سوريا، وحول احتمال معارضة روسيا لتحرك عسكري من مجلس الأمن، قال إن علينا النظر لما حدث في كوسوفو، وإنه في النهاية تم التدخل الدولي رغم المعارضة الروسية.
وفي وقت سابق، قال وزير الزراعة السوري السابق أسعد مصطفى لـ”العربية” إنه تسلم تقارير من سوريا تؤكد أن الرئيس بشار الأسد أصدر تعليمات لضباط الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري بسحق التظاهرات في معظم المحافظات.
وكالة سانا: تعليق عمل بعثة المراقبين خطوة تصعيدية ضد سورية
دمشق (28 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
وصفت وكالة الأنباء السورية الرسمية، سانا، السبت بـ”الخطوة التصعيدية” قرار الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي وقف عمل بعثة المراقبين بشكل فوري إلى حين عرض الموضوع على مجلس الجامعة
كما اعتبرت القرار أنه “يعكس استمرار بعض الدول الأعضاء في الجامعة بدعم أعمال المجموعات الإرهابية المسلحة” في البلاد
وانتقدت وكالة الانباء السورية الرسمية وصف العربي في بيانه حكومة دمشق بأنها “لجأت إلى ما سماه تصعيد الخيار الامني”، ملفتة إلى أن البيان المعني “تجاهل الجرائم والاعمال الارهابية التي ترتكبها المجموعات الإرهابية المسلحة والتي تم توثيق أفعالها الإجرامية والإرهابية في تقرير بعثة مراقبي الجامعة” العربية
المعارض السوري فايز سارة: تعليق عمل المراقبين تصرف مناسب والبعثة استنفذت دورها
روما (28 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أعرب معارض سوري بارز عن قناعته بأن قرار الجامعة العربية تجميد عمل بعثة المراقبة المكلفة بالتحقق من تنفيذ السلطات السورية لبنود المبادرة العربية بأنه تصرف “مناسب جداً”، وشدد على أن بعثة المراقبين العرب “استنفذت من حيث المبدأ كل دورها في سورية”، على حد وصفه
وقال المعارض السياسي والكاتب السوري فايز سارة لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “قرار سحب المراقبين العرب من سورية قرار مناسب في هذا الظرف، من حيث أنه شك بالمقترحات المقدمة والتنفيذية للمبادرة العربية من جهة، ومن جهة ثانية أنه تجاوب مع قرار بعض الدول العربية بسحب مراقبيها والتي بدأها الجانب السعودي وتلتها دول مجلس التعاون الخليجي”. وأضاف “بهذا المعنى يأتي هذا القرار كتتمة لتلك الإجراءات، لأنه كان من الصعب أن يستمر جزء من المراقبين العرب في عملهم وسط الموقف الذي اتخذته دول مجلس التعاون الخليجي” وفق قوله
وأضاف سارة “فضلاً عن ذلك أعتقد أن بعثة المراقبين العرب استنفذت من حيث المبدأ كل دورها، وبالتالي ما يمكن أن تقوم به في سورية هو عملياً مجرد تتمات أو ممارسات ليس لها نهايات مختلفة عن النهايات السابقة” على حد تعبيره
وكانت جامعة الدول العربية قد قررت في وقت سابق السبت وقف عمل بعثة المراقبين العرب في سورية “بسبب تصاعد العنف في البلاد”، وأوضح بيان للجامعة أن الأمين العام للجامعة نبيل العربي أجرى مشاورات مع عدد من وزراء الخارجية العربي وقرر على ضوئها وقف عمل بعثة المراقبين في سورية بشكل فوري وإلى حين عرض الموضوع على مجلس الجامعة
وعن تأثير القرار عربيا، قال سارة “أعتقد أن هذا القرار أغلق بوابات التواصل بين الجامعة العربية والنظام السوري، لأن المراقبين العرب واقعياً كانوا صلة الوصل بين الواقع السوري اليوم والجامعة العربية من خلال التقارير التي يمكن أن ترفعها بعثة المراقبين العرب” حسب رأيه.
أما عن تأثيره داخليا، قال “ستستمر التظاهرات بكثافة في كافة المدن والبلدات والقرى السورية، إلا أنها هذه المرة ستكون بالفعل خارج أي رقابة، وهذا قد يشكّل خسارة بالفعل للحراك الشعبي في سورية لأنه لم يعد هناك أحد يشهد على ما يجري، بغض النظر عن قيمة هذه الشهادات، إن كانت شهادات صادقة كلياً أم جزئياً، وبوابة الشهادات هذه حول ما يجري، البوابات الشرعية والعلنية التي تتم تحت سمع وبصر الحكومة لن تكون موجودة وسيخسرها الحراك الشعبي السوري”، حسب تقديره
سوريا: أمين عام الجامعة العربية يقول إن مهمة المراقبين قد علقت ولم تجمد
قال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، في اتصال مع بي بي سي، إن مهمة المراقبين قد أوقفت ولم تجمد خوفا على حياتهم، وأشار إلى أن الجامعة لن تسحب المراقبين وأن بعضهم ما زالوا داخل سوريا وبعضهم مازالوا خارجها.
وقال أحمد بن حلي الأمين العام المساعد للجامعة في مقابلة مع إذاعة بي بي سي، إن وقف عمل بعثة المراقبين وتجميع أعضاءها في دمشق سيستمر لحين اجتماع مجلس وزراء الجامعة واتخاذ القرار بشأن مستقبل مهمتهم.
وكانت وكالة رويترز قد ذكرت أن مهمة بعثة المراقبين قد جمدت وهو ما نفاه الأمين العام.
في غضون ذلك، يجتمع مجلس الامن الدولي السبت لمناقشة مسودة مشروع قرار حول الاوضاع في سوريا يدين الحكومة السورية بسبب العنف الدائر هناك.
ودعا ناشطون سوريون بتأييد من الجامعة العربية الامم المتحدة الى اتخاذ موقف اكثر تشددا من تزايد وتيرة العنف في سوريا، حيث تتحدث الانباء عن سقوط عشرات القتلى يوميا في انحاء مختلفة من البلاد.
ووضعت مسودة مشروع القرار بريطانيا وفرنسا والمانيا مع دول عربية لدعم مطالبة الجامعة العربية الرئيس بشار الاسد بالتخلي عن السلطة لنائبه، الا ان روسيا، حليف الاسد، قالت انها لن تدعم نص مشروع القرار بصيغته الحالية.
اذ قال مندوب روسيا لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين عقب اجتماع في مقر الامم المتحدة بنيويورك ان مسودة مشروع القرار بصيغتها الحالي “غير مقبولة”، لكن موسكو مستعدة للاستمرار في المزيد من المحادثات.
ونقل عن تشوركين قوله ان المسودة “ليست فقط تتجاهل خطوطنا الحمراء، بل تضيف عناصر جديدة نراها غير مقبولة من حيث المبدأ”.
وقال ان “مجلس الامن لا يستطيع الاستمرار في فرض حلول لحالات الازمات في بلدان العالم المختلفة”.
وتقول مراسلة بي بي سي في الامم المتحدة باربرا بليت ان روسيا لا تريد ان تدعم اي اجراء او مسعى ينتهي الى تغيير النظام الحاكم في سوريا.
وتشير مراسلتنا الى ان موسكو تعبر عن قلقها من تحذيرات بتعريض سوريا الى مزيد من الاجراءات اذا لم تلتزم دمشق بالقرار، خشية ان يفتح ذلك الباب امام تدخلات خارجية.
وكانت روسيا والصين قد استخدمتا حق النقض (الفيتو) ضد مشروع حول سوريا طرح العام الماضي، لكن القوى الغربية تأمل في ان يخفف دعم الجامعة العربية لمشروع القرار من التشدد في موقف موسكو.
وينص مشروع القرار، الذي قدمه المغرب، الرئيس الدوري لمجلس الامن، في مجمله على دعم خطة طرحتها الجامعة العربية في وقت لاحق من الاسبوع الماضي تطلب من الاسد تسليم السلطة الى نائبه، ويفوض تشكيل حكومة وحدة وطنية مع المعارضة خلال شهرين.
ويتضمن مشروع القرار الدولي فرض مزيد من الاجراءات العقابية في حال رفضت دمشق الالتزام بالنقل السلمي للسلطة.
ومن المقرر ان يصوت المجلس على مشروع القرار الاسبوع المقبل.
وقال وزير الخارجية الالماني غيدو فيسترفيله ان “امام مجلس الامن الآن فرصة ليقف موقفا واضحا امام ما يحدث في سوريا، وهو موقف طال انتظاره”.
اما السفير الفرنسي في المنظمة الدولية جيرارد ارود فقد وصف الاوضاع في سوريا بأنها “ازمة كبيرة، فالبلد ينزلق نحو حرب اهلية، ونحن نحاول بكل جهد ايجاد حل سياسي”.
واضاف: “امامنا الآن الجامعة العربية التي ترغب في طرح حل، وردنا هو ببساطة دعمه، لكن وببساطة ايضا، لا يوجد امامنا حل آخر”.
استياء حكومي سوري
الا ان السفير السوري لدى الامم المتحدة بشار الجعفري اعرب عن استياء حكومته من الدول التي اسهمت في وضع مسودة مشروع القرار.
وقال: “يتحدثون عن بلدي من دون استشارتنا، ومن بدون اشراكنا فيما يقلقهم، او ملاحظاتهم، انهم يتعاملون معنا كأننا مستعمرة سابقة، وان علينا ان نكون مطيعين لارادتهم، وهم في هذا مخطئون وستصيبهم الخيبة”.
وتأتي هذه التحركات السياسية في وقت ازداد فيه العنف في سوريا، اذ قال ناشطون ان نحو 135 شخصا قتلوا خلال اليومين الاخيرين.
وقال رئيس بعثة مراقبي الجامعة العربية مصطفى الدابي ان العنف في سوريا تصاعد “بدرجة كبيرة، في الايام الاخيرة”.
وسبق ان ذكر الدابي قبل ايام ان بعثة الجامعة العربية اسهمت في خفض درجة العنف في سوريا.
وتتردد انباء عن اقامة قوات المعارضة نقاط تفتيش في بعض ضواحي دمشق، ويقول مراسلون ان القوات الموالية للاسد باتت عاجزة عن السيطرة على تلك المناطق.
وقد اعترفت الامم المتحدة انها لم تعد قادرة على متابعة ومراقبة اعداد القتلى المتزايدة، التي تقدر باكثر من 5400 قتيل منذ بدء الاحتجاجات في مارس/آذار من العام الماضي.
وتقول الحكومة السورية انها تقاتل “ارهابيين وعصابات مسلحة”، وان نحو ألفي عنصر من قواتها الامنية قتلوا خلال تلك الفترة.
مواجهات الرستن
على الصعيد الميداني قال المرصد السوري لحقوق الانسان، ومقره لندن، السبت ان مواجهات مسلحة جرت بين قوات حكومية سورية واخرى منشقة في مدينة الرستن.
واضاف المرصد ان القوات الحكومية استخدمت الاسلحة الثقيلة، لكن المرصد لم يذكر شيئا عن وقوع خسائر بشرية.
كما نقلت وكالات الانباء عن سكان من مدينة حماة قولهم ان جثث 17 رجلا اعتقلتهم القوات الحكومية السورية خلال الهجوم الذي شنته قبل ايام على المدينة، وجدت ملقاة في الشوارع وعليها اثار اطلاق نار بالرأس.
وفي مصر اتهم السفير السوري لدى القاهرة ناشطين من المعارضة مدعومين من دول نفطية خليجية، حسب قوله، باقتحام السفارة.
وقال السفير يوسف احمد في بيان ان دولا خليجية، لم يذكرها بالاسم، تدعم وتمول المجلس الوطني السوري، الذي قام ناشطوه بكسر بوابة السفارة واقتحامها والاستيلاء على وثائق يوم الجمعة، وان السلطات المصرية “عجزت عن حماية السفارة”.
المزيد من بي بي سيBBC © 2012
الجامعة العربية تعلق مهمة بعثة مراقبيها في سوريا بسبب تصاعد العنف
بيروت (رويترز) – قالت جامعة الدول العربية يوم السبت انها اوقفت عمل بعثة المراقبين العرب في سوريا بسبب ما وصفته بالتدهور الحرج في الموقف حيث اشتبكت قوات الامن مع متمردين يسيطرون على ثلاث ضواح خارج العاصمة دمشق.
وكانت الجامعة العربية قد دعت الاسبوع الماضي الى تنحي الرئيس السوري بشار الاسد بعد عشرة اشهر من الانتفاضة ضد حكمه وقالت انها ستحمل مقترحاتها بشأن خطة للسلام الى مجلس الامن الدولي التابعة للامم المتحدة الاسبوع القادم.
وقالت الجامعة في بيان “بالنظر الى تدهور الاوضاع بشكل خطير في سوريا والى استمرار استخدم العنف … أجرى أمين عام جامعة الدول العربية مشاورات مع عدد من وزراء خارجية الدول العربية قرر على ضوئها وقف عمل بعثة الجامعة في سوريا بشكل فوري وإلى حين عرض الموضوع على مجلس الجامعة.”
وقال مسؤول بالجامعة العربية ان من المتوقع أن يجتمع وزراء الخارجية العرب في أوائل فبراير لبحث امكانية سحب بعثة المراقبين من سوريا.
وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه لرويترز ان من المتوقع أن يجتمع الوزراء في الاسبوع الذي يبدأ في الخامس من فبراير شباط لكنه اضاف “اليوم بالضبط لم يتم تحديده”.
بينما قال مسؤول سوري ان الحكومة لن تصدر تعليقا على بيان الجامعة حتى تتلقى تأكيدا بتعليق مهمة البعثة.
وكانت مهمة البعثة هي مراقبة تنفيذ خطة السلام التي قدمتها الجامعة العربية وجرى تمديدها لشهر ثان.
وقال نشطاء ان القتال تصاعد في ثلاث ضواح يسيطر عليها متمردون في دمشق يوم السبت واعربوا عن قلقهم لقيام الجيش بمنع المتمردين من تعزيز موقع لهم على مسافة 15 دقيقة من العاصمة.
وقال نشطاء لرويترز عبر الهاتف ان بعض قوات الجيش كانت تطلق نيران الدبابات وقذائف المورتر والمدافع المضادة للطائرات. وقالوا ان القتال تراجع بعد الظهر ليتحول الى تبادل لاطلاق النار بين الجيش والمتمردين الذين يسيطرون على بلدات سقبا وجسرين وكفربطنا.
ولم ينجح الضغط الدبلوماسي حتى الان في انهاء الحملة الامنية العنيفة التي تشنها سوريا ضد ما تصفهم بجماعات مسلحة مدعومة من الخارج.
وتحولت الانتفاضة التي بدأت باحتجاجات سلمية في مارس اذار الماضي ضد اربعة عقود من حكم اسرة الاسد الى العنف حيث بدأ المعارضون ومن بينهم منشقون على الجيش حمل السلاح ضد قوات الامن.
ووافق المسلحون الذين يطلقون على انفسهم اسم الجيش السوري الحر الاسبوع الماضي على هدنة لانسحاب قوات الامن من بلدة الزبداني التي يسيطر عليها معارضون والتي تبعد 30 دقيقة عن العاصمة.
وفي تصوير بالفيديو نشر على الانترنت ويعتقد انه من ضاحية يسيطر عليها المعارضون المسلحون ظهر دخان يتصاعد من وراء مسجد وسمع صوت اطلاق نار في الخلفية بينما هتف مقيمون “الله اكبر”.
ولم يستن التحقق من التصوير ومن معظم روايات النشطاء حيث تحظر السلطات السورية دخول الصحفيين الاجانب.
وقال ابو اسحق عبر موقع سكايب من بلدة سقبا “اعتقد انهم يريدون محاولة تفادي تكرار الموقف في الزبداني هنا لذلك يأملون في سحق هذا. لكن انشقاقات عديدة وقعت في صفوف الجيش ونأمل ان يجبرهم ذلك على التفاوض.”
وقالت الامم المتحدة في ديسمبر كانون الاول ان اكثر من 5000 شخص قتلوا على ايدي قوات الامن السورية. وتقول سوريا ان اكثر من 2000 من قوات الشرطة والجيش قتلوا على ايدي مسلحين.
وقالت وكالة الانباء العربية السورية ان “جماعات ارهابية” قتلت سبعة جنود من بينهم ضابط يوم السبت.
وقال نشطاء يوم السبت انه عثر على جثث 17 رجلا كانت تحتجزهم قوات الامن السوري ملقاة في الشوارع في مدينة حماة وقد اصيبوا بالرصاص في رؤوسهم. وقالوا ان القتل وقع خلال هجوم للجيش على البلدة هذا الاسبوع.
وتسعى الجامعة العربية ودول غربية الى استصدار قرار من مجلس الامن الدولي بخصوص سوريا.
وناقش مجلس الامن التابع للامم المتحدة يوم الجمعة مسودة قرار اوروبي-عربي جديد يهدف الى وقف اراقة الدماء.
وقالت روسيا التي انضمت الى الصين في استخدام حق النقض (الفيتو) ضد مسودة قرار غربي سابق في أكتوبر تشرين الاول ان المسودة الاوروبية العربية في شكلها الحالي غير مقبولة ولكنها اضافت انها مستعدة “للتعامل” بشأنه.
من اريكا سولومون واليستير ليون
سوريا: سحب المراقبين العرب يستهدف التأثير على الامم المتحدة
بيروت (رويترز) – قال التلفزيون السوري يوم السبت ان سوريا تعتبر تعليق عمل بعثة المراقبين التابعة للجامعة العربية في البلاد محاولة للتأثير على مجلس الامن التابع للامم المتحدة وتكثيف الضغط من أجل تدخل خارجي.
وأضاف التلفزيون في خبر عاجل ان هذا الامر سيكون له تاثير سلبي ويشكل ضغطا على مجلس الامن بهدف الدعوة للتدخل الاجنبي وتشجيع الجماعات المسلحة على زيادة العنف.
وقالت الجامعة العربية يوم السبت انها علقت عمل بعثة المراقبة بسبب تصاعد حدة العنف في سوريا التي تشهد تمردا منذ عشرة أشهر ضد حكم الرئيس بشار الاسد.
وكانت الجامعة قد دعت الاسبوع الماضي الاسد للتنحي وسوف تجتمع مع مجلس الامن في غضون الايام القليلة القادمة لبحث خطة السلام العربية.
وقال التلفزيون السوري ان سوريا ما زالت ملتزمة بنجاح بعثة المراقبة العربية وبحماية المراقبين.
معارضون سوريون يبدون التحدي في ضواحي دمشق
سقبا (سوريا) (رويترز) – عند مدخل بلدة سقبا بريف دمشق يرفرف العلم السوري القديم بألوانه الخضراء والبيضاء والسوداء مما يوضح انها لم تعد تحت سيطرة قوات الرئيس بشار الاسد.
وقال مقاتل ملثم “بلطجية الاسد ليسوا هنا. طردناهم قبل ثلاثة ايام.”
وأضاف ان زملاءه في الجيش السوري الحر هم القوات الوحيدة في البلدة التي يقطنها 95 الف شخص وتقع بالقرب من ضواحي هاراستا وحمورية وكفربطنا وعين ترما.
ويتمركز العشرات من المقاتلين الملثمين عند زاوية كل شارع حاملين البنادق الالية والقذائف الصاروخية في دلالة قوية على التحدي لوجودهم على مسافة تبعد بضعة كيلومترات فقط عن قلب العاصمة السورية.
ويكافح الاسد انتفاضة مستمرة منذ عشرة اشهر اصبحت مسلحة على نحو متزايد مع تحول معارضين ومنشقين على الجيش ضد قواته واستيلائهم -غالبا لفترات وجيزة- على بلدات ومناطق أو قطاعات من الاراضي.
وأصبحت شوارع سقبا مهجورة ولم تفتح سوى بضعة محال تجارية ابوابها يوم الجمعة وهو يوم عطلة في سوريا واليوم الرئيسي للمظاهرات المناهضة للاسد.
وقال العقيد اسامة الذي قدم نفسه على انه قائد الجيش الحر “نحن هنا لحماية المحتجين. الناس يجب ان تتظاهر بحرية ولن نسمح لقوات الاسد باطلاق النار عليهم. سنصدهم عندما يصلون الى هنا.”
وقال رجل يحمل قذيفة صاروخية ان جميع المقاتلين من المنشقين على الجيش الذين اخذوا اسلحتهم معهم عندما انشقوا. ويواجه هؤلاء الاشخاص قوات الامن التي يقولون انها تستخدم قذائف المورتر ضد البلدة.
وقال مقاتل ملثم اخر وهو يتحدث بفخر واضح “حاولوا احتلال المدينة. كان كابوسا عندما كانوا هنا..سرقوا منازلنا ومتاجرنا. ارهبونا وارهبوا نساءنا. اضطررنا لقتالهم.”
وعندما دخل المقاتلون ميدان الشهداء الذي اعيد تسميته حديثا ترافقهم مجموعة صغيرة من الصحفيين الاجانب استقبلهم الناس بحرارة وحملوهم على اكتافهم ولوحوا بالعلم القديم الذي يعود الى حقبة ما قبل استيلاء حزب البعث الذي ينتمي اليه الاسد على السلطة قبل نحو 50 عاما.
ونظرت نساء من شرفات منازل عليها اثار الطلقات النارية على مئات الاشخاص الذين كانوا يهتفون في الميدان. وصفقت بعض النساء المنتقبات من فوق الاسطح وانضم الاطفال الى المظاهرة.
ويتزايد الغضب ضد بشار الاسد البالغ من العمر 46 عاما. ولدى الكثير من الاشخاص روايات عن اشقاء او ابناء عمومة قتلوا او اعتقلوا على ايدي قوات الامن.
ورددت المتظاهرات هتافات تطالب باسقاط بشار. وقال أحد المتظاهرين “انا هنا لاقول يسقط بشار. لا نريده . انا لا أريده …لانه يقتل الناس.”
وبدا ان قوات المعارضة تبسط سيطرتها الكاملة على البلدة ويكيل الناس الثناء عليهم. وردد المتظاهرون هتافات يدعون فيها الله الى حماية الجيش الحر ويصفون جيش الحكومة السورية بالخائن وطالبوا بحظر جوي على غرار الحظر الذي فرض فوق ليبيا.
وشكا الناس من انقطاع الكهرباء وقال البعض ان هناك نقصا في الامدادات.
وقال ساكن في الخمسينات من عمره “كلنا هنا يد واحده. طعامي لكل البلدة. نتقاسم كل شيء.”
ويتوق الناس لسرد قصصهم لكن البعض كان يشعر بالانزعاج لرؤية الصحفيين. وصاح أحد الاشخاص قائلا “الان وبعد ان ترحلوا سياتون ويذبحوننا جميعا. لماذا اتيتم ..”
وصاحت مجموعة من الشبان الغاضبين “هل ترون السلفيين ..” في اشارة الى اسلاميين مدعومين من الخارج تنحي عليهم السلطات باللائمة في قتل 2000 من الجنود والشرطة. وقال “هل ترون الارهابي…..ابلغوا العالم اننا نعاني.”
وهتف الناس قائلين “الشعب يريد اعدام الرئيس.”
ولم تكن هناك اي دلالة على وجود قوات امن في انحاء البلدة التي تدل شوارعها ومتاجرها وجدرانها ونوافذها التي عليها اثار الاعيرة النارية على القتال الذي جرى هناك.
وقال سكان ان الانشطة التجارية توقفت في سقبا المشهورة بانتاج الاثاث الخشبي خلال الشهرين الماضيين. وقال أحد الاشخاص “نتظاهر كل يوم.”
ووصف الناس ما قالوا انها مشاهد رعب عندما كانت قوات الامن السورية في البلدة حيث وصلوا من دون سابق انذار وبدأوا في اطلاق النار على الناس.
وقال شخص اسمه محمد قاسم “قتلوا الناس بدون تمييز . قتل شقيقي سالم ريحان الذي كان عمره 52 عاما وله خمسة ابناء قبل اربعة اشهر مع اصدقائه. لم يفعل شيا.”
وأضاف “كانت زوجته على وشك الولادة في المستشفى عندما سمعت نبأ موته.”
وقال مقاتل ملثم من الجيش الحر ان 12 دبابة حاولت دخول البلدة قبل ثلاثة ايام. وقال “منعناهم. حاربناهم ولقناهم درسا.”
واضاف “ربما يحاولون اجتياح البلدة في اي لحظة الان.نحن مستعدون لهم ولن ندعهم يدخلون هنا. سنقاتل حتى اخر رجل وطفل.”
ويقول السكان بفخر ان بلدتهم هي ثاني بلدة تثور بعد اندلاع الانتفاضة ضد الاسد في بلدة درعا الجنوبية في مارس اذار العام الماضي.
وقال ساكن اخر “نريد سقوط النظام وحظر للطيران وسنتمكن بعد ذلك باسبوع واحد من السيطرة على سوريا.”
وقال رجل ان قوات الامن لا تزال تحتجز جثث معارضين ولم يسلموها الى ذويهم.
وقال “قتلوا جمال قوتلي الذي كان عمره 48 عاما وما زالوا يحتفظون بجثته منذ اربعة اشهر. يطلبون 200 الف جنيه (نحو 3000 دولار) مقابل تسليم الجثة.”
وجابت جنازة الناشط مازن ابو الدهب (23 عاما) الذي قتله قناص يوم الخميس انحاء الميدان وسط هتافات التأييد للجيش الحر.
وأمسك الحشد فجأة برجلين وبدأوا في ضربهما واتهموهما بانهما “عملاء امنيين”. ولم يتضح ما الذي حدث لهما.
ولدى مغادرة الصحفيين البلدة قام مقاتلو الجيش الحر باعادتهم عدة مرات قائلين ان القناصة ينتشرون في المنطقة.
وبعد ساعات قليلة من مغادرتهم قال ناشطون ان قتالا اندلع في ضاحيتي زملكا وعين ترما.
من مريم قرعوني
يدلين: الأسد لا يزال يتمتع ببعض الظروف التي تمنع سقوطه
في وقت أعلن الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي عاموس يدلين، ان «نظام (الرئيس السوري بشار) الاسد في طريقه الى الانهيار، لكن ذلك لن يحدث غدا كما يبدو»، معتبرا أن «سقوط نظام الأسد سيكون في مصلحة إسرائيل لأنها لن تنسحب من هضبة الجولان»، اعتبر ضابط رفيع المستوى في الجيش الإسرائيلي أيضا، ان «نظام الأسد سيسقط،» من دون أن يشير متى، مشيراً إلى أن «الجيش يستعد لاحتمال أن تسود حال فوضى في أعقاب ذلك»، ونصح من ناحية أخرى بألا يختبر أحد، خصوصاً «حزب الله»، قوة جيشه وأنه في الحرب المقبلة لن يتم تبادل إطلاق نار وإنما ستوجه إسرائيل ضربة ساحقة بالغة الشدة.
وقال يدلين، رئيس «معهد ابحاث الأمن القومي» في تل ابيب، بان «نظام الاسد في طريقه الى الانهيار، لكن ذلك لن يحدث غدا كما يبدو، فالاسد لا يزال يتمتع ببعض الظروف المعيقة لسقوطه، خلافاً للظروف التي سبقت سقوط نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك مبارك وعلى رأسها ولاء الجيش له، وولاء القطاع التجاري في دمشق وحلب له، اضافة الى الظروف الدولية وفي مقدمتها الرفض الروسي لأي تدخل دولي ضد سورية وتردد الدول الغربية حيال مثل هذا التدخل».
وعلى هذا الاساس، يعتقد يدلين بان «ما قد يسقط نظام الاسد هو، اصرار الشعب السوري على الاستمرار في التظاهر والاحتجاج السلمي ضده، وانهيار الاقتصاد، خصوصا أن سورية تشهد منذ انطلاق موجة الاحتجاجات منذ اكثر من 10 اشهر ازمة اقتصادية خانقة تتمثل بوقف السياحة والاستثمارات. واذا لم يتلق نظام الاسد مساعدات مالية بمليارات الدولارات، والدولة الوحيدة المتوقع منها ان تقدم له مثل هذه المساعدات هي ايران. فالاقتصاد السوري سينهار».
ويؤكد رئيس «معهد ابحاث الأمن القومي» أن «من العوامل التي قد تكون حاسمة بالنسبة لمصير النظام السوري هو سيناريو انشقاق ضباط رفيعي المستوى عن الجيش مع وحداتهم».
من ناحيته، قال الضابط الإسرائيلي لـ «يونايتد برس انترناشونال»، طالبا عدم كشف هويته، ان «نظام الأسد سيسقط، لكن لا يمكن القول، الآن، متى سيحدث ذلك، والوضع في سورية يحتم علينا أن نكون يقظين».
وتابع ان «سقوط نظام الأسد قد يؤدي إلى أن تسود حال فوضى في سورية بسبب عدم وجود شخصية مركزية في المعارضة السورية يمكنها السيطرة على الوضع». وأضاف: «علينا أن نكون مستعدين لحال فوضى في سورية»، موضحا أنه «عندما يكون عدوك واضحا ومستقرا فإنك تضعه في إطار سلوكي معين على ضوء تصرفاته في الماضي والحاضر، لكن عندما يتفكك هذا العدو فإن الوضع يصبح خطيرا».
وقال الضابط ان «سورية دولة آخذة بالتفكك أمام أعيننا، ولا توجد شخصية مركزية بارزة واحدة في المعارضة بإمكانك أن تشير إليها على أنها الزعيم المقبل لسورية… توجد هنا ظاهرة شعبية مثيرة للاهتمام وتوجد أسماء ووجوه (لقادة المعارضة) لكن لا توجد شخصية مركزية».
وردا على سؤال حول تصريحات رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بيني غانتس، عن استعدادات إسرائيلية لاستقبال لاجئين سوريين من الطائفة العلوية في هضبة الجولان، قال الضابط إن «الجيش الإسرائيلي يستعد لمواجهة أي احتمال».
واعتبر أن «بالإمكان أن تصل مع لاجئين من سورية عناصر مسلحة، فعندما تسود الفوضى سيكون الوضع غير واضح، ورغم ذلك فإن إسرائيل هي دولة تعرف كيف تتعامل بإنسانية عندما تواجه حالات إنسانية».
وفي موضوع آخر، قال الضابط «(…) لا أنصح أحداً في هذه الفترة بأن يجرب قوة الجيش الإسرائيلي، فهذا جيش قوي ومدرب ويمتلك خبرات. أعتقد أن لدى دولة إسرائيل قوة عسكرية قوية جدا والقوى من حولنا تعرف ذلك وتعترف به، لكن رغم ذلك فهناك جهات تحاول مهاجمة أهداف إسرائيلية ورأينا ذلك في تايلند»، في إشارة إلى اعتقال مشتبهين بالانتماء الى خلية قيل انها تابعة لـ «حزب الله» كانت تنوي تنفيذ هجوم ضد إسرائيليين.
وقال الضابط: «لا أنصح اللبنانيين بامتحان قوة الجيش الإسرائيلي، والقدرات التي أظهرها جيشنا في حرب لبنان الثانية لم تكن متدنية وإنما أهداف الحرب لم تكن محددة، ولو كانت محددة لنفذها الجيش، ورغم ذلك كانت هناك مشاكل داخله».
وحول توقعات إسرائيلية بشأن قصف صاروخي مكثف يشنه «حزب الله» ضد بلاده في حال اندلاع حرب بين الجانبين في المستقبل قال الضابط إن «الحرب المقبلة لن تكون على شكل بينغ بونغ ( كرة الطاولة )، أي أنه لن يطلقوا النار ونحن نرد عليها، وإذا بدأ حزب الله حربا ضد دولة إسرائيل ( أي هجوم ضد هدف إسرائيلي ) فسيتلقى ضربة شديدة، وأقول بكل وضوح أنه في هذه الحالة سنهاجم في داخل لبنان ».
وأضاف: «لن نهاجم بنى تحتية، لكن إذا تم إطلاق النار من مواقع بنى تحتية فإنها ستتحول إلى أهداف حربية».
وكرر الضابط الإسرائيلي «نحن لا نننوي خوض قتال بينغ بونغ في الحرب المقبلة، نحن ننوي الانتصار في الحرب المقبلة. ولا توجد أي نية بأن تنتهي من دون انتصار واضح، وكيف سيبدو الانتصار؟ سنوجه ضربة مؤلمة للغاية ضد كل من يشن حربا ضدنا، ولا توجد أي نية لدينا بالتردد».
ورأى أن «القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان الـ (يونيفيل) هي قوة إيجابية، وأن علاقات الجيش الإسرائيلي معها جيدة» لكنه دعا «إلى توسيع صلاحياتها، إذ لا يمكنها الدخول إلى القرى والبلدات في جنوب لبنان، وهناك ينشط حزب الله في شكل كبير طوال الوقت لكن في شكل خفي ولدينا أدلة مثبّتة على ذلك».
ترجمة صحيفة الراي الكويتية
تحليل: ريف دمشق والمُنازلة الآتية.. “خنق النظام“
أفادت تقارير إخبارية لمراسلي محطات عالمية كالـ «سي. ان. ان» والـ «بي. بي سي»، ومشاهد بثها موقع «يوتيوب» أنّ مجموعات مسلّحة خارجة عن سيطرة الحكومة السورية تسيطر على مدينتي»الزبداني» و»مضايا» ومناطق مجاورة وصولاً الى انحاء من مدينة «دوما» مقر محافظة ريف دمشق، وتمّ تصوير أفلام ونشرها عبر الانترنت تظهر المئات من أبناء الزبداني يحتفلون بـ»تحرير» مدينتهم ويهلّلون لعشرات السيارات الرباعية الدفع والباصات الصغيرة المحمّلة مئات المسلّحين بمختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وقاذفات صواريخ «آر.بي.جي»! كذلك أظهرت الأفلام الموزّعة عبر الانترنت تدمير عدد من دبابات الجيش السوري وشوهدت تحترق في السهل المواجه للمنطقة، التي تبعد عشرات الكيلومترات عن دمشق، والمسلّحون يلتفّون كاللسان حولها وصولاً الى الحدود مع لبنان في البقاع، وخصوصاً دير العشاير وليس بعيداً عن مرتفعات جبل الشيخ تحت السيطرة الاسرائيلية، وحسب خبراء يُسهِّل هذا الامتداد الجغرافي من وصول الامدادات على انواعها الى المسلّحين المنضوين تحت لواء «الجيش السوري الحر» وهو مجموعة من الضباط والجنود والمجنّدين الذين انشقوا عن الجيش السوري أخيراً.
كذلك تساهم وعورة المناطق في ريف دمشق وطبيعتها الجبلية في مساندة أسلوب حرب العصابات التي تشنّها مجموعات مسلّحة ضد آليات الجيوش النـظامية وتحركاتها. ومن الظواهر الفريدة والمستجدّة على الأزمة في سوريا تصوير بيان وتوزيعه عبر الانترنت تلاه الشيخ محمود الدالاتي بصفته أحد وجهاء مدينة الزبداني ويتضمن بنود «الاتفاق بين السلطات السورية وابناء الزبداني» وينصّ على: «إنهاء جميع المظاهر المسلّحة من شوارع المدينة وما حولها، وعدم إقامة الحواجز، ووقف المداهمات التي تقوم بها أجهزة أمن السلطة، وإطلاق سراح جميع المعتقلين من أبناء المدينة».
وذكرت مواقع الكترونية وتقارير إعلامية أنّ تطوّراً قتالياً ملفتاً تم تسجيله لدى مجموعات من «الجيش السوري الحر» المنتشرة في انحاء متعددة من ريف دمشق، فوحداته مزوّدة صواريخ مضادة للدروع تمكنت من تدمير بضعة دبابات من طراز «ت ـ 72» الروسية، كذلك في حوزتها قناصات متطوّرة الرؤية وأجهزة اتصال لاسلكي وهي تعمل ميدانياً وفق تكتيكات وخطط تستند على الإغارة المتعددة الجهات على الهدف لتدميره نهائياً. وبحسب مختصّين يُعتبر هذا الخرق الأمني والعسكري مفاجئاً، وفي حال تعزيزه قد يخلق عاملاً مستجداً في موازين القوى حول دمشق خصوصا وأنّ تقارير متطابقة أكدت أن معظم مياه الشفة الواردة للعاصمة أصبحت في قبضة الثوار، إضافة الى عدد كبير من أعمدة التوتر العالي الكهربائية وحتى «مساكن قرى الأسد» التي تشكّل أهم تجمّع سكاني لأسر العسكريين وعائلاتهم، أصبحت في مدى نيران المجموعات المسلّحة، وهي أوراق ضغط استُعملت أو قد تُستعمل مستقبلاً.
وقد جاء دخول الصحافة الأجنبية وتصويرها المسلّحين والمناطق «المحرّرة» قبيل وضع اللمسات الأخيرة على تقرير المراقبين العرب الذي تمّ تقديمه الى جامعة الدول العربية قبل أقل من أسبوع، والذي أكد وجود المسلّحين ومبادرتهم الى إطلاق النار، فهل يدخل كل ذلك ضمن استراتيجية السلطات لتأكيد مقولتها بوجود مسلّحين خارجين عن السلطة؟ وبالتالي يجب استخدام القبضة الحديدية لقمعهم وإعادة المناطق القربية من العاصمة الى سيطرة الدولة ونفوذها؟ أم أن دعماً خارجياً ساهم في تنظيم وتسليح المئات وربما الالاف من الجنود والمجندين المنشقين للقتال في مناطقهم التي يعرفون تضاريسها تمام المعرفة ما ساهم في ايجاد توازن مستجدّ للقوى على أرض الريف الدمشقي؟
الإجابات عن هذه الأسئلة ستحملها ثنايا الأيام المقبلة، فلا السلطة ستسمح ببقاء مناطق واسعة ومتاخمة للعاصمة خارجة عن سيطرتها، ولا فصائل «الجيش الحر» إن نجحت فعلاً في السيطرة على أجزاء من الريف، قد تُبقي العاصمة وضواحيها في منأى عن حضورها بأسلحتها على تنوّعها.
فهل بدأت نيران المعارك تزحف في اتجاه دمشق؟ ولمن ستكون الغلبة في النزاع المفتوح للسيطرة على عاصمة الأمويين منذ نحو ستة واربعين أسبوعاً!
وكالات – الجمهورية
الثورة السورية وصراع المال
نشب حريق في أحد مصانع مجموعة “العلبي تكس” مرتين خلال أسبوع واحد. ويعد هذا المصنع من أكبر مصانع النسيج في سورية ويقع في محافظة حلب. وإتهم بعض المقربين من خالد العلبي، مدير “علبي تكس”، شبيحة النظام السوري بهذا الفعل معتبرين أن السبب وراء ذلك عدم دفع خالد العلبي مستحقات شهرية إلى الشبيحة التي يطالب النظام بها رجال أعمال سوريين. وأصبح هذا الحريق حديث الكثيرين من التجار والصناعيين في سورية وأثار الخوف والقلق في أوساط رجال الأعمال. ويتحدث البعض عن تهديدات يتلقونها بإستهداف مصالحهم وأموالهم كوسيلة ضغط للوقوف مع النظام، إضافة إلى تهديد بعض التجار بقتل وخطف أبنائهم.
ولكن الصورة عن طبيعة علاقة التجار السوريين بنظام الرئيس بشار الأسد في الأزمة الحالية تبقى غير واضحة المعالم. أحد أعضاء غرفة تجارة دمشق رفض ذكر إسمه يقول: “للأسف العديد من رجال الأعمال والتجار السوريين المخضرمين تجمعهم مصالح مشتركة مع الأسرة الحاكمة في سورية. البعض يتعامل مع النظام بإرادته، آخرون يتعاملون معه رغماً عنهم وبعد التضييق عليهم. وحسب تقديري فإن 60 % من تجار دمشق مرتبطين بهذا النظام بطرق شتى، إما مشاركة بمشروع ما، أو محاصصة على الأرباح بهدف تسهيل الأعمال. وهذا ما يجعل الأمر بالنسبة إلى التجار معقداً”.
ويعتبر أحد التجار المؤيدين للنظام أن الأغلبية العظمى من التجار الكبار في المحافظتين حلب ودمشق تدعم النظام مالياً وبشكل كبير ويرى أن عمليات تمويل أجور الشبيحة ودعم الليرة السورية من طرف التجار هو رد للجميل. فالتجار وخلال العقود الماضية كانوا المستفيدين من هذا النظام، حسب رأي هذا التاجر. فالحكومات المتتالية أعطت التاجر السوري الأولوية في معاملاته وأعماله: “الكثير من القرارات الحكومية تصدر لتسيير معاملاتهم، وأغلب القوانين التي صدرت في السنوات الأخيرة مناصرة للتاجر والصناعي. فكيف لا نقف مع هذا النظام في الوقت الحالي؟” ويقصد هذا التاجر على سبيل المثال التخفيض الجمركي لعدد من البضائع المستوردة وتعديل قانون الشركات والضرائب بناء على طلب التجار.
ولكن في المقابل يقوم تجار آخرون بتقديم مساعدات مالية وعينية إلى مجموعات معارضة، حسب قول أحد المعارضين. ويرى التاجر يوسف أن تقديم هذه المساعدات ودعم المعارضة طبيعية جداً وبأنها ردة فعل على نظام الفساد الذي تتميز به علاقة التجار بمؤسسات السلطة وممثليها: “نحن نعامل كالدجاجة التي تبيض ذهباً. فندفع أموالاً طائلة للرشاوي والإكراميات ولوساطات ضباط الأمن والجمارك وموظفي المالية. وهذا كله يؤثر على أرباحنا ويؤدي إلى إرتفاع أسعار السلع في الأسواق. وبالنهاية تأتي الحكومة ووزارة الإقتصاد والتجارة لإتهامنا بالغش. فوصل معنا الأمر لحدود القرف من هذا النظام العفن والذي نخر الفساد عظامه!”.
هناك تقديرات تشير إلى أن ما يحصل عليه الشبيحة من التجار المؤيدين يقدر بملياري ليرة سورية شهرياً من دمشق وحلب فقط، بينما تحصل المجموعات المعارضة من التجار المناهضين للنظام من كافة أنحاء سورية نحو مليار و700 مليون ليرة سورية. ويشّبه البعض الدعم المالي الذي يقدمه تجار إلى طرفي النزاع بوجه آخر للصراع القائم حالياً بين الأجهزة الأمنية من طرف والمحتجين من طرف آخر.
وقررت وزارة الإقتصاد والتجارة تأجيل إجتماعات الهيئة العامة لغرف التجارة حتى إشعار آخر دون توضيح الأسباب. ويسلط أحد أعضاء غرف التجارة البارزين على هذه الخطوة بالقول: “إن تأجيل هذا الإجتماعات أتى بناء على توجيهات من القيادة الأمنية والقصر الجمهوري”. ومن المعروف أن غرف التجارة في سورية ليست مؤسسات مستقلة تمثل مصالح أعضائها، بل على علاقة وثيقة بالسلطة. ولكن من الظاهر أن ثمة حالات من التململ بدأت تصيب بعض أعضائها. ومثال على ذلك بسام الملك، العضو السابق في غرفة تجارة دمشق الذي صرح بمعارضته للنظام الحاكم، فصدر قرار شفهي بفصله من عضوية غرفة التجارة. وعلق عضو في الغرفة على هذا الإجراء قائلاً: “غرفة التجارة ألعوبة واضحة بيد ضباط الأمن وأعضاؤها أحجار شطرنج بأيدهم”.
ورغم توجيه إنتقادات حادة إلى التجار في حلب ودمشق منذ إندلاع الإحتجاجات الشعبية في سوريا في منتصف مارس/آذار الماضي بسبب عدم إعلان معارضتهم العلنية للنظام الحاكم، إلا أن تصريحات من مجموعات معارضة تقول إن التجار يقومون بواجبهم في الوقت الحالي. وتشير مجموعات معارضة إلى أنها لا تريد منهم التظاهر أو التفاوض مع السلطة، وإنما دعم المعارضة مادياً ومعنوياً من خلال المشاركة في الإضرابات أو العصيان المدني الذي سيؤدي أخيراً إلى سقوط النظام، حسب إقتناع هذه المجموعات.