أحداث السبت 20 كلنون الثاني 2018
أردوغان يعلن انطلاق «الهجوم البري عملياً» في عفرين
أنقرة، بيروت، واشنطن، اسطنبول – رويترز، أ ف ب
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم (السبت) أن أنقرة «بدأت عملياً» هجوماً لطرد المقاتلين الأكراد من بلدة عفرين السورية.
وقال اردوغان فى خطاب متلفز فى مدينة كوتاهية ان «عملية عفرين بدأت عملياً على الأرض (…) ومنبج ستكون التالية» في إشارة إلى بلدة سورية اخرى يسيطر عليها الأكراد.
وقصف الجيش التركي اليوم مواقع على «وحدات حماية الشعب» الكردية السورية في منطقة عفرين.
وقال الجيش إنه «شن الضربات في اطار الدفاع الشرعي عن النفس على معسكرات ومخابئ للمقاتلين الاكراد»، الذين تعتبرهم انقرة «ارهابيين»، ردا على اطلاق نار من مدينة عفرين التي يسيطر عليها هؤلاء. واكد شن ضربات مماثلة أمس.
وكان «وحدات حماية الشعب» حذرت في وقت سابق أمس تركيا بشن هجوم «أقوى»، بعدما أكدت أمس أن أنقرة «تقصف المنطقة بكثافة» لطردهم من عفرين.
وكان وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي قال إن «العملية بدأت بحكم الامر الواقع»، في اشارة الى القصف المدفعي التركي المتواصل منذ ايام، لكنه اكد ان القوات التركية لم تعبر الحدود بعد الى سورية.
وقائد الجيش التركي الجنرال خلوصي اكار ورئيس الاستخبارات حقان فيدان موجودان في موسكو منذ الخميس الماضي، لاجراء محادثات مع نظيريهما الروسيين حول سورية.
وكان وزير الدفاع أكد أن عملية تركيا في عفرين، بدأت «فعلياً» بقصف عبر الحدود، لكن لم تتحرك أي قوات إلى المنطقة، فيما أكدت «وحدات حماية الشعب» الكردية أن أنقرة «تقصف المنطقة بكثافة»، مشيرة إلى أنها سترد بـ«أقوى شدة» على الهجوم.
وأوضح جانيكلي في مقابلة مع قناة «الخبر» التلفزيونية إن تركيا تطور أنظمة أسلحة لمواجهة الصواريخ المضادة للدبابات التي تستخدمها وحدات حماية الشعب الكردية السورية.
من جهتها، قالت «وحدات حماية الشعب» إن «القوات التركية أطلقت حوالى 70 قذيفة على قرى كردية في منطقة عفرين (شمال غربي سورية)، في قصف من الأراضي التركية بدأ عند منتصف الليل تقريباً واستمر حتى صباح اليوم».
وقال الناطق باسم الوحدات في عفرين روجهات روج إن ذلك كان أعنف قصف تركي منذ أن صعدت أنقرة تهديداتها بالقيام بعمل عسكري ضد المنطقة الكردية. وأكد أن «وحدات حماية الشعب سترد بأقوى شدة» على أي هجوم على عفرين.
وفي واشنطن، قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية إن التقارير التي تفيد بحدوث قصف مدفعي تركي على منطقة عفرين السورية تقوض، إن صحت، الاستقرار في المنطقة ولن تساهم في حماية أمن الحدود التركية.
وأضاف المسؤول للصحافيين: «لا نعتقد أن عملية عسكرية تخدم الاستقرار الإقليمي، أو استقرار سورية أو في الحقيقة مخاوف تركيا في شأن أمن حدودها». وشدد على أن لديه معلومات محدودة في شأن التحركات العسكرية التركية التي تحدثت عنها التقارير.
وتابع: «لا نعتقد أن التهديدات أو الأنشطة، التي ربما تشير إليها تلك التقارير الأولية، تدعم أياً من تلك القضايا. إنها مزعزعة للاستقرار».
وتعتبر أنقرة، التي تخشى إقامة حكم كردي ذاتي على حدودها، «وحدات حماية الشعب»، وهي الجناح العسكري لحزب «الاتحاد الديموقراطي» في سورية، منظمة «ارهابية».
وينطوي الهجوم التركي المحتمل وفق محللين على مخاطر، لأن روسيا التي كثفت تعاونها مع تركيا في شأن سورية موجودة عسكرياً في عفرين، وتربطها علاقات جيدة مع المقاتلين الأكراد.
كما أن واشنطن لن تنظر بعين الرضا الى التحرك التركي ضد المقاتلين الأكراد الذين أثبتوا فاعلية في مواجهة تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش).
تركيا تباشر «عملية عفرين» بقصف مكثّف وتريث في التوغل
بيروت، إسطنبول، واشنطن – «الحياة»، رويترز، أ ف ب
استهلت أنقرة عمليتها في عفرين شمال سورية أمس، بقصف مدفعي مركز، ترافق مع إعلان وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي انطلاق العملية العسكرية التي تستعد القوات التركية وفصائل من المعارضة السورية لشنّها في المنطقة الخاضعة لسيطرة «وحدات حماية الشعب» الكردية.
وعلى رغم الإعلان التركي، إلا أن وزير الدفاع حرص على توضيح أن العملية بدأت «من دون عبور للحدود»، وسط انتظار للموقف الروسي الذي حافظ على غموضه في ظلّ غياب التصريحات من موسكو وتضارب الأنباء عن انسحاب المراقبين الروس من عفرين تمهيداً لبدء العملية التركية.
في المقابل، كان موقف واشنطن، حليفة الأكراد والتي تتهمها أنقرة بدعمهم بالأسلحة والعتاد، واضحاً بالتحذير من العملية المرتقبة. فبعد ساعات من دعوة أميركية إلى تركيا للتركيز على قتال «داعش» بدل مهاجمة عفرين، رفضتها أنقرة في شكل كامل، رأى مسؤول بارز في وزارة الخارجية الأميركية أن تقارير القصف المدفعي على عفرين تزعزع الاستقرار في المنطقة ولن تساهم في حماية أمن الحدود التركية.
وقال المسؤول للصحافيين أمس: «لا نعتقد أن العملية العسكرية تخدم الاستقرار الإقليمي، أو استقرار سورية أو تساهم في تبديد مخاوف تركيا في شأن أمن حدودها»، مقراً بأن معلوماته عن التحركات العسكرية التركية «محدودة».
ويأتي تكثيف المدفعية التركية قصفها على عفرين بعد أيام من استهدف متقطّع للمنطقة. وأعلنت «وحدات حماية الشعب» الكردية أن القوات التركية أطلقت نحو 70 قذيفة على قرى كردية في قصف من الأراضي التركية، بدأ عند منتصف ليل الخميس- الجمعة واستمر أمس. ووصف الناطق باسم الوحدات في عفرين روجهات روج القصف بأنه «الأعنف» منذ تصعيد أنقرة تهديداتها بالقيام بعمل عسكري ضد المنطقة الكردية، فيما تعهّدت الوحدات الكردية في بيان بـ «مواجهة القوات التركية والجيش السوري الحر» الذي وصفت مقاتليه بـ «الإرهابيين».
وفي الإطار ذاته، توّعد وزير الدفاع التركي الوحدات الكردية بـ «الدمار» وبـ «القضاء عليها بالكامل في شمال سورية»، مؤكداً أن «لا بديل» عن العملية العسكرية. ورأى أن «العملية وسط عفرين قد تستمر لفترة طويلة لكن المنظمة الإرهابية سيقضى عليها بالكامل هناك».
إلى ذلك، كشفت وسائل إعلام تركية إن 20 حافلة تقلّ مقاتلين من «الجيش السوري الحر» عبرت أمس من الحدود التركية إلى منطقة يسيطر عليها الجيش التركي شرق عفرين. وأضافت أن مسلحي «الجيش السوري الحر» سينتشرون قرب بلدة إعزاز التي تعرض فيها مستشفى للقصف من جانب مسلحين أكراد ليل أول من أمس، ما يزيد من احتمالات توسّع المعارك في تلك المنطقة حيث تصاعدت الاشتباكات أخيراً. وذكرت القوات المسلّحة التركية إن عدداً من المدنيين أصيب في الهجوم ونقل إلى تركيا لتلقي العلاج. وأكدت مصادر متابعة لـ «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن فصائل المعارضة ستكون «رأس الحربة» في المعركة المرتقبة، مشيرةً إلى أن العملية ستنفذ على 10 محاور على الأقل بعد حشد تركي كبير، بآليات وعتاد وجنود ومدرعات ودبابات.
وتضاربت الأنباء في شأن انسحاب المراقبين الروس الموجودين في عفرين. وأفادت وكالة «الأناضول» التركية بأن القوات الروسية بدأت الانسحاب من محيط المدينة في اتجاه مناطق سيطرة النظام السوري شمال حلب، فيما نقل «المرصد» عن مصادر مطّلعة قولها أن القوات الروسية لم تنسحب من مناطق انتشارها.
الجيش التركي يعلن شن ضربات جديدة على أهداف كردية في سوريا
أنقرة: أعلن الجيش التركي أنه شن ضربات جديدة السبت على وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا في حين يبدو هجوم بري وشيكا عبر الحدود.
وقال الجيش إنه شن الضربات في اطار “الدفاع الشرعي عن النفس″ على معسكرات ومخابئ للمقاتلين الاكراد الذين تعتبرهم أنقرة “ارهابيين” وذلك ردا على إطلاق نار من مدينة عفرين التي يسيطر عليها هؤلاء.
وأكد شن ضربات مماثلة الجمعة.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هدد مرارا في الأيام الأخيرة بشن عملية برية تشارك فيها فصائل سورية مقاتلة مؤيدة لأنقرة لطرد وحدات حماية الشعب الكردية من عفرين.
وتعتبر أنقرة، التي تخشى اقامة حكم كردي ذاتي على حدودها، وحدات حماية الشعب وهي الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا، منظمة “ارهابية”.
وينطوي الهجوم التركي المحتمل وفق محللين على مخاطر، لأن روسيا التي كثفت تعاونها مع تركيا حول سوريا موجودة عسكرياً في عفرين وتربطها علاقات جيدة مع المقاتلين الأكراد. كما أن واشنطن لن تنظر بعين الرضا إلى التحرك التركي ضد المقاتلين الأكراد الذين أثبتوا فاعلية في مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية.
وقال وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي إن “العملية بدأت بحكم الامر الواقع″ في اشارة الى القصف المدفعي التركي المتواصل منذ ايام لكنه اكد ان القوات التركية لم تعبر الحدود بعد إلى سوريا.
وقائد الجيش التركي الجنرال خلوصي اكار ورئيس الاستخبارات حقان فيدان موجودان في موسكو منذ الخميس لإجراء محادثات مع نظيريهما الروسيين حول سوريا.(أ ف ب)
الناتو يفعل منظومة دفاعه التركية للتصدي لأي تهديد من سوريا وانسحاب الروس من عفرين يؤذن ببدء المعركة
حلب ـ اسطنبول ـ «القدس العربي» من عبد الرزاق النبهان وإسماعيل جمال: قالت مصادر لـ«القدس العربي» إن روسيا بدأت بالفعل سحب قواتها من المدينة، وذلك بعد يوم واحد من مباحثات رئيسي أركان الجيش والاستخبارات التركيين في موسكو، كما ذكرت مصادر أمنية تركية، أمس الجمعة، أن أنظمة الدفاع الجوي التابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، المتمركزة في ولاية «قهرمان مرعش» (جنوب)، وُضعت على أهبة الاستعداد للتصدي للهجمات المحتملة من الأراضي السورية نحو تركيا.
وحسب معلومات حصلت عليها الأناضول من مصادر أمنية، فإنه جرى تفعيل أنظمة الدفاع الجوي، المستقدمة من إيطاليا عام 2016، والمتمركزة في ولاية قهرمان مرعش، في إطار التدابير الأمنية المتخذة على الحدود. وأشارت المصادر، إلى أن أنظمة الناتو التي جرت صيانتها، وضعت على أهبة الاستعداد للتصدي لأي تهديد محتمل من الجانب السوري.
وكشف وزير الدفاع التركي، نور الدين جانيكلي، في تصريحات تلفزيونية عن أن «المسؤولين الروس أعلنوا بشكل رسمي ومن أعلى المستويات، أنهم سيسحبون قواتهم من عفرين»، معلناً أن القوات المسلحة التركية بدأت فعلياً بتنفيذ عملية عفرين عبر القصف بالمدفعية، لكن لم يحدد موعداً لبدء اجتياز الحدود والاقتحام البري. واعتبر الوزير التركي أن التصريحات الأمريكية حول العملية «جوفاء وعديمة المعنى».
وأرسل الجيش التركي مزيداً من التعزيزات العسكرية إلى حدود عفرين، وواصلت المدفعية ضرب مواقع الوحدات الكردية فيها. وأكدت مصادر أن المدفعية أطلقت قذائفها باتجاه مواقع للمسلحين الأكراد في المدينة، وذلك بالتزامن مع إرسال مزيد من الدبابات والمدرعات وعناصر الجيش والقوات الخاصة التي وصل منها الجمعة مئات العناصر في 10 حافلات إلى الشريط الحدودي. ودخلت 20 حافلة تضم قرابة 1000 جندي إلى مدينة أعزاز. كما أقيمت تحصينات جديدة حول المخافر الحدودية التركية في هطاي المقابلة لعفرين، التي يسيطر عليها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي.
وفي تطور لافت، انتقل مئات من عناصر الجيش السوري الحر الذين تلقوا تدريبات مكثفة خلال الأشهر الأخيرة داخل تركيا إلى مناطق في الداخل السوري، لا سيما منطقة أعزاز المتوقع أن تكون منطلقاً رئيسياً للهجوم على عفرين. وفي بلدتي هاصا و»قريق خان» بهطاي، سمع دوي القصف المدفعي التركي على مواقع للأكراد في عفرين.
وذكر ناشطون لـ«القدس العربي» أن القوات الروسية الموجودة في شمالي حلب، بدأت بسحب قواتها من قرية كفرجنة الواقعة على بعد نحو 10 كم شمال شرقي مدينة عفرين في ريف حلب الشمالي.
وقال مدير موقعNSO ، ضرار الخطاب، المختص بتغطية الأحداث في شمالي سوريا، إن القوات الروسية خرجت على دفعتين من نقطتها في كفرجنة الخاضعة لسيطرة «وحدات حماية الشعب «الكردية باتجاه مدينة حلب الخاضعة لسيطرة قوات نظام الأسد.
وفي خطوة يتوقع أن تزيد التوتر المتصاعد بين واشنطن وأنقرة، قالت مصادر تركية إنه وبعد جولة كشف قامت بها قوات أمريكية في مدينة تل أبيض على الحدود السورية مع تركيا، جرى نشر قرابة 1000 عنصر من الوحدات الكردية هناك، في تطبيق على ما يبدو لما قالت واشنطن إنها قوات حرس حدود ستشكلها من «قوات سوريا الديمقراطية» في شمالي سوريا، ووصفتها تركيا بـ»الجيش الإرهابي» ووعد أردوغان بـ»وأدها».
عدة صحف تركية، منها صحيفة «يني شفق» المقربة من الحكومة، كشفت الجمعة عما قالت إنها تفاصيل خطة العملية المرتقبة في عفرين، مشيرة إلى أن الهدف الأساسي لن يكون تطهير المدينة بشكل كامل من الداخل كما جرى في عملية درع الفرات، وإنما يجري التركيز على حصار المدينة بشكل كامل وتنفيذ ضربات جوية محددة حتى إجبار الوحدات الكردية على الاستسلام.
وحسب الصحيفة، سيجري حصار المدينة غرباً من هطاي وشمالاً من كليس، وشرقاً من أعزاز، ومن الجنوب ستتم محاصرتها من تل رفعت وإدلب، وسيقود العملية قائد الجيش الثاني التركي الفريق إسماعيل متين تمل، الذي كان له دور بارز خلال عملية «درع الفرات»، وهو من القادة الذين يحظون بثقة كبيرة لدى الرئيس التركي وقائد أركان الجيش لا سيما وأنه جرى تعيينه عقب محاولة الانقلاب بدلاً من آدم حدودي قائد الجيش الثاني، الذي شارك في هذه المحاولة الفاشلة. وفي السياق ذاته، شدد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم على أنه «لن يتم التسامح إطلاقاً حيال أي كيان يهدد الأمن القومي لتركيا».
خطة وقائد لـ «عملية عفرين»… هل انسحاب الروس من محيط المدينة يؤذن ببدء المعركة؟
دخول الجيش التركي إلى أعزاز وتعزيزات عسكرية وقصف متبادل
عبد الرزاق النبهان وإسماعيل جمال
حلب – إسطنبول – «القدس العربي» : بينما أكد وزير الدفاع التركي أن بلاده سوف تشن عملية عسكرية واسعة في عفرين، قالت مصادر لـ»القدس العربي» إن روسيا بدأت بالفعل بسحب قواتها من المدينة، وذلك بعد يوم واحد من مباحثات رئيسي أركان الجيش والاستخبارات التركيين في موسكو، وتحذير واشنطن لأنقرة من مهاجمة المدينة.
ومع تواصل القصف المدفعي على مواقع للوحدات الكردية في عفرين، أرسل الجيش التركي مزيداً من التعزيزات العسكرية إلى حدود المدينة، وواصلت المدفعية ضرب مواقع الوحدات في عفرين وأكدت مصادر أن المدفعية أطلقت 10 رشقات على الأقل باتجاه مواقع للمسلحين الأكراد في المدينة، وذلك بالتزامن مع إرسال مزيد من الدبابات والمدرعات وعناصر الجيش والقوات الخاصة التي وصل منها الجمعة مئات العناصر في 10 حافلات إلى الشريط الحدودي. ودخلت 20 حافلة تضم قرابة 1000 جندي إلى أعزاز. كما أقيمت تحصينات جديدة حول المخافر الحدودية التركية في هطاي، المقابلة لعفرين ، التي يسيطر عليها «ب ي د/ بي كا كا».
وفي تطور لافت، انتقل مئات من عناصر الجيش السوري الحر الذين تلقوا تدريبات مكثفة خلال الأشهر الأخيرة داخل تركيا إلى مناطق في الداخل السوري لا سيما منطقة أعزاز المتوقع أن تكون منطلقاً رئيسياً للهجوم على عفرين، وفي بلدتي هاصا و»قريق خان» بهطاي، سمع دوي القصف المدفعي التركي على مواقع للأكراد في عفرين.
وتصاعدت ألسنة الدخان من بعض النقاط في ريف عفرين، فيما رفع المواطنون الأتراك علم بلادهم، على منازلهم ومآذن المساجد في قرى حدودية بالمنطقة. بالتزامن مع إدخال مئات من عناصر الجيش السوري الحر من تركيا إلى مدينة أعزاز السورية المتوقع أن تشكل نقطة ارتكاز أساسية في الهجوم المتوقع، حسب تسريبات كشفتها صحيفة تركية مقربة من الحكومة.
انسحاب روسي
وذكر ناشطون لـ «القدس العربي»، أن القوات الروسية المتواجدة في شمالي حلب، بدأت بسحب قواتها من قرية كفرجنة الواقعة على بعد نحو 10 كم شمال شرقي مدينة عفرين في ريف حلب الشمالي.
وكانت مصادر في المعارضة السورية المسلحة قد ذكرت لـ«القدس العربي»، أن 17 ألف مقاتل من الجيش التركي من المفترض أن يشاركوا في عملية عفرين المرتقبة، انطلاقاً من مناطق سيطرة فصائل «درع الفرات» شرق عفرين، ومن مناطق تسيطر عليها «هيئة تحرير الشام» و»حركة نور الدين زنكي» جنوب عفرين.
وقال مدير موقع NSO ضرار الخطاب المختص في تغطية الأحداث في شمالي سوريا، إن القوات الروسية خرجت على دفعتين من نقطتها في كفرجنة الخاضعة لسيطرة «وحدات حماية الشعب» YPG باتجاه مدينة حلب الخاضعة لسيطرة قوات نظام الأسد.
وأوضح لـ«القدس العربي»، أن القوات الروسية تجمعت بجانب مطحنة الفيصل قرب قرية دير جمال جنوب شرقي عفرين، بينما قالت قناة الميادين المقربة من نظام الأسد «إن القوات الروسية أقامت نقطة أمنية جديدة لها في تل عجار شرق عفرين». وأشار إلى أن الدفعة الأولى من القوات الروسية خرجت من كفرجنة باتجاه مدينة حلب صباح أمس، وهي الدفعة الأكبر، حيث ضمت ثلاث سيارات «زيل» تحمل عشرات الجنود، وثلاث آليات ثقيلة إضافة لمعظم المعدات التي كانت لديهم من خزانات مياه ومحروقات ومدافئ وأغطية وأسِرّة، حيث ضم الرتل سيارتين لنقل المحروقات.
وأردف أن الدفعة الثانية خرجت بعد الظهر، حيث تألفت من سيارتين فقط، تحمل إحداهما ما تبقى من عناصر النقطة، بينما تحمل الأخرى ما تبقى من تجهيزات ومعدات، حيث شاهد الأهالي الجنود الروس فوق دبابة وعربة «BMB» وهم يلوحون بأيديهم أثناء مغادرتهم.
يشار إلى أن النقطة الروسية في كفرجنة تعتبر النقطة الوحيدة لها في المنطقة وقد أقامتها منذ نحو ستة أشهر، حيث تقع في «معسكر الطلائع» قرب البلدة وكانت تضم عشرات المقاتلين، ويرفع عليها العلم الروسي، بينما كان الضباط الروس خلال الفترات الماضية يقومون بزيارات إلى مناطق تعرضت لقصف من الجيش التركي.
تصريحات «جوفاء»
والخميس، أجرى رئيسا أركان الجيش والاستخبارات التركيين مباحثات مطولة في موسكو مع رئيس الأركان الروسي ومسؤولين آخرين، تركزت على بحث عملية عفرين، والحصول على «ضوء أخضر» من موسكو التي ينتشر جنودها في المدينة وتسيطر طائراتها وأنظمتها الدفاعية على أجواء المنطقة.
وكشف وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي في تصريحات تلفزيونية عن أن «المسؤولون الروس أعلنوا بشكل رسمي ومن أعلى المستويات، أنهم سيسحبون قواتهم من عفرين»، معلناً أن القوات المسلحة التركية بدأت فعلياً بتنفيذ عملية عفرين عبر القصف بالمدفعية، لكن لم يحدد موعداً لبدء اجتياز الحدود والاقتحام البري. واعتبر الوزير التركي أن التصريحات الأمريكية حول العملية «جوفاء وعديمة المعنى».
وفي خطوة يتوقع أن تزيد التوتر المتصاعد بين واشنطن وأنقرة، قالت مصادر تركية إنه وبعد جولة كشف قامت بها قوات أمريكية في مدينة تل أبيض على الحدود السورية مع تركيا، جرى نشر قرابة 1000 عنصر من الوحدات الكردية هناك، في تطبيق على ما يبدو لما قالت واشنطن إنها قوات حرس حدود ستشكلها من «قوات سوريا الديمقراطية» في شمالي سوريا، ووصفتها تركيا بـ»الجيش الإرهابي» ووعد أردوغان بـ»وأدها».
العديد من الصحف التركية، منها صحيفة «يني شفق» المقربة من الحكومة، كشف الجمعة عن ما قالت إنها تفاصيل خطة العملية المرتقبة في عفرين، لافتاً إلى أن الهدف الأساسي لن يكون تطهير المدينة بشكل كامل من الداخل كما جرى في عملية درع الفرات، وإنما يجري التركيز على حصار المدينة بشكل كامل وتنفيذ ضربات جوية محددة حتى إجبار الوحدات الكردية على الاستسلام.
قائد العملية
وحسب الصحيفة، سيجري حصار المدينة غرباً من هطاي وشمالاً من كليس، وشرقاً من أعزاز، ومن الجنوب ستتم محاصرتها من تل رفعت وإدلب، حيث سينتشر الجيش التركي بشكل مباشر عبر قواته أو بشكل غير مباشر من خلال عناصر الجيش السوري على طول حدود المدينة من ثلاثة اتجاهات.
وسيقود العملية قائد الجيش الثاني التركي الفريق إسماعيل متين تمل، الذي كان له دور بارز خلال عملية «درع الفرات»، وهو من القادة الذين يحظون بثقة كبيرة لدى الرئيس التركي وقائد أركان الجيش لا سيما وأنه جرى تعيينه عقب محاولة الانقلاب بدلاً من آدم حدودي قائد الجيش الثاني الذي شارك في هذه المحاولة الفاشلة. وفي السياق ذاته، شدد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم على أنه «لن يتم التسامح إطلاقاً حيال أي كيان يهدد الأمن القومي لتركيا»، وقال: «هذا حقنا وفقاً للقانون الدولي ولقوانينا، هدفنا القضاء على الإرهاب، والحيلولة دون أن يتعرض شعب المنطقة الذي يتعرض منذ فترة طويلة، للمزيد من المعاناة».
فرار سجناء من محكمة “دار العدل في حوران”…مجدداً
تمكن أكثر من 20 سجيناً في سجن غرز المركزي التابع لمحكمة “دار العدل في حوران” من الهروب، فجر الجمعة، بعدما أحدثوا ثغرة في جدار السجن تسللوا من خلالها، مستغلين الأحوال الجوية العاصفة التي شهدتها محافظة درعا. وتعتبر هذه الحادثة هي الثانية من نوعها خلال أقل من 3 أشهر، بعدما استطاع ذات العدد تقريباً من السجناء الهرب من المحكمة في 29 تشرين الأول/أكتوبر 2017، بحسب مراسل “المدن” قتيبة الحاج علي.
وتنوعت تهم السجناء الهاربين ما بين جرائم القتل وترويج وتعاطي المخدرات والسرقة وقطع الطريق، بالإضافة إلى سجينين متهمين بـ”العقوق” و”خيانة المحكمة”، وذلك بحسب قائمة بالسجناء الفارين أطلعت عليها “المدن”.
رئيس محكمة “دار العدل في حوران” الشيخ عصمت العبسي، قال لـ”المدن”: “الهرب تم في الساعة الـ3 ليلاً، وفي الساعة 5:50 صباحاً تلقيت اتصالاً من أحد أمراء هيئة تحرير الشام يخبرني أن لديهم سجين هارب من السجن المركزي، ولجأ إليهم بعد هروبه”. وأوضح العبسي أنه بادر بالاتصال برئيس الحرس، ليُفاجئ أنه لم يكتشف حادثة الهروب بعد. وبعد إجراء التحقيقات مع السجين الذي استلمته المحكمة من “هيئة تحرير الشام”، لاحقاً، ومع عناصر الحراسة، تبين “هروب 22 سجيناً، استغلوا الأحوال الجوية السيئة وصوت الرياح الشديدة ونقص عدد عناصر الحراسة، وقاموا بخلع أحد قوائم سرير حديدي، وتم إحداث فتحة في جدار السجن والهروب من خلالها باتجاه الجزء المُهدّم من السجن ومنه إلى الخارج”.
ويعتبر سجن غرز المركزي شرقي مدينة درعا المقر الرئيس لمحكمة “دار العدل في حوران”، بعدما استطاعت فصائل المعارضة السيطرة عليه في آذار/مارس 2014، بعد معارك مع قوات النظام انتهت بتحرير المنطقة وإطلاق سراح عشرات الموقوفين داخله. وتعرض المبنى الرئيسي لغارات جوية في أكثر من مناسبة، بالإضافة لقصف مدفعي أسفر عن تدمير أجزاء منه.
العبسي أشار أن أكبر السجون في العالم تقع فيها حوادث هروب واستعصاء، وفي دول تملك تمويل وحراسة مشددة، وليس فقط في “سجن تعرض للتدمير ولم تُجرَ له أي عملية صيانة، وعناصر الحراسة في داخله لا يتجاوز عددهم عناصر حماية أي مقر عسكري، بالإضافة إلى أنهم لم يستلموا رواتبهم منذ عشرة شهور”. وأضاف أن المحكمة جاهزة لتسليم حراسة السجن وحمايته لأي جهاز أمني “مُتّفقٌ عليه ويتبع لقيادة الشرطة، لأن حماية السجن وحراسته ليست من مهمة القضاء”.
وأوضح العبسي أنه بعد ساعات من هروب المساجين تمكنت المحكمة من إلقاء القبض على ثلاثة منهم والبحث جارٍ عن البقية. وبرر العبسي أسباب تقاعس فصائل المعارضة في مساندة المحكمة وحمايتها لأسباب عديدة منها “رغبة البعض أن تبقى الأمور على وضعها الحالي والبعض مرتبط بقرار خارجي وآخرون يرفضون تقديم دعم ما لم يرتبط بامتيازات، والبعض لا يملك القدرة والإمكانيات لتقديمها”.
مليشيات النظام تحاول فصل حرستا عن دوما
سيطرت مليشيات النظام في الأيام الأخيرة على مزارع متعددة شمال شرقي مدينة حرستا من الغوطة الشرقية، بعدما فتحت محوراً جديداً لعملياتها العسكرية بدءاً من تجمع المشافي نحو المزارع التي تفصل حرستا عن مدينة دوما شرقاً، بحسب مراسل “المدن” منتصر أبو زيد.
وتحاول قوات النظام التوغل في المزارع الفاصلة بين المدينتين، متجهةً جنوباً في خط مستقيم، نحو إدارة المركبات، التي تبعد عن نقطة انطلاقها 2.4 كيلومتراً. وتسعى مليشيات النظام خلال هذه العملية، في الدرجة الأولى، إلى إشغال قوات المعارضة عن جبهة إدارة المركبات ومبنى المحافظة غرباً، حيث لا تزال قوات النظام تسعى هناك إلى شقّ طريق للآليات بغية فك الحصار عن عناصرها داخل مباني “الإدارة”.
وبدأت قوات النظام عملياتها على هذا المحور، قبل أسبوع، انطلاقاً من “مساكن أبناء الشهداء” و”كتيبة حفظ النظام” ومشفى البيروني ومشفى الشرطة ومساكن الشرطة، بخط جبهة عرضه 700 متر. وبعد ثلاثة أيام من التمهيد الصاروخي لإنهاك دفاعات المعارضة وفتح ثغرة للتقدم في المزارع المقابلة، تمكنت قوات النظام من السيطرة على مزارع متعددة جنوبي “كتيبة حفظ النظام” من دون أن تُحرِزَ أي تقدم من المحاور المجاورة.
وتحاول مليشيات النظام الابتعاد على الأبنية السكنية والتوغل في المزارع لسهولة تقدم الآليات، والسيطرة على مساحات زراعية أكبر. وتتميز هذه الجبهة بكثافة أشجارها وصعوبة استخدام مضادات الدروع ضد الآليات التي تحاول التقدم فيها. وتعتمد قوات النظام في محاولات تقدمها على القصف بصواريخ الفيل لتدمير نقاط تمركز المعارضة. فيما تلجأ المعارضة في الدفاع إلى الخنادق واستهداف محاور تقدم النظام بقذائف الهاون.
وتعدّ هذه المزارع بوابة حرستا على الغوطة الشرقية، ويُعدّ طريق دوما هو خط الإمداد الرئيسي لحرستا. وتعني سيطرة قوات النظام على هذه المنطقة، إطباق الحصار على حرستا بالكامل، ما قد يؤدي إلى نزوح جميع سكانها وتحولها إلى خطوط جبهات من جميع الجهات، فضلاً عن إمكانية خروج الثوار منها. كما قد يؤدي ذلك إلى فتح جبهات جديدة على مدينة دوما من جهتها الغربية، وهذا ما دفع “جيش الإسلام” لمساندة “أحرار الشام” على هذه الجبهة.
وفضلاً عن قصف قوات النظام لجميع أحياء حرستا تقوم أيضاً بقصف أحياء طريق الملعب وخلف البلدية في مدينة دوما يومياً بعشرات الصواريخ، ما أدى ذلك إلى نزوح جميع سكانها. وتعتبر قوات النظام هذه الأحياء طرق إمداد للمعارضة نحو تلك الجبهة، فتسعى إلى إيقاف الحركة فيها وتدمير منازلها حيث من المفترض أن تصبح خطوط جبهات لاحقاً.
ما هي استعدادات “وحدات الحماية” لمعركة عفرين؟
خالد الخطيب
يبدو أن “وحدات حماية الشعب” الكردية في منطقة عفرين قد قررت المواجهة، حتى وإن بقيت بمفردها، في مواجهة الجيش التركي وفصائل المعارضة المسلحة، في حال تخلى عنها حلفائها.
“الوحدات” عززت جبهاتها في محيط منطقة عفرين خلال الأيام القليلة الماضية، ورفعت الجاهزية لعناصرها المنتشرين في نقاط التماس في محيط المنطقة، ونشرت فرق القناصين وقواعد الصواريخ المضادة للدروع في المحاور التي تتوقع أن يشغلها الهجوم شمالي ناحية بلبل، ومحاور غربي إعزاز، وفي محيط تل رفعت والمطار الزراعي، ومحاور شيخ الحديد المقابلة للأراضي التركية غربي عفرين، ومحاور جنديرس قبالة أطمة في ريف إدلب الشمالي الغربي. جاهزية الوحدات العسكرية شملت أيضاً كامل خطوط التماس مع منطقة دير سمعان والشيخ عقيل في ريف حلب الغربي.
“الوحدات” أعادت انتشار عناصرها في المواقع التي كانت قد شهدت انسحاباً جزئياً لعناصرها خلال الشهور القليلة الماضية لصالح انتشار قوات مراقبة روسية، وبالتحديد في المناطق المواجهة لريف حلب الشمالي التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في “درع الفرات”. ورصدت المعارضة تحركات عسكرية لـ”الوحدات”، خلال الساعات الـ48 الماضية، في جبهات الشيخ عيسى وحربل غربي وجنوب غربي مارع، ومعرين وعين دقنة غربي اعزاز.
عمليات إعادة الانتشار التي قامت بها “الوحدات” شملت تغييراً في تركيبة العناصر المنتشرين في نقاط التماس، وتم توزيع عناصر الفصائل العربية المتحالفة معها على مواقع شمالي عفرين، وهي محاور من المتوقع أن تُشغِلُها القوات التركية في حال نشبت المعركة. كذلك قيّدت “الوحدات” من حركة القيادات العربية في “جيش الثوار”، وقادة الفصائل ذات الغالبية العربية الأخرى، وأبعدتهم عن مناطق التماس مع المعارضة المسلحة في “درع الفرات” وزجت بهم في الجبهات المواجهة للقواعد العسكرية التركية في جبل سمعان والشيخ عقيل في ريف حلب الغربي.
وسلمت “الوحدات” كميات كبيرة من الأسلحة الخفيفة وذخائرها للقوى الحزبية الرديفة التي تنتمي لـ”الاتحاد الديموقراطي” الكردي في عفرين، وأجرت استعراضات عسكرية في المنطقة. وجالت أرتال السيارات رباعية الدفع والمصفحات مدينة عفرين والقرى المحيطة بها. استعراضات القوة كان هدفها تسخين الشارع وجذب المزيد من المقاتلين إلى صفوف “الوحدات”.
وفي موازاة رفع الجاهزية العسكرية والاستعداد للمواجهة، أخرجت “الوحدات” مظاهرات شعبية كبيرة في عفرين والقرى التابعة لها نددت بالعملية العسكرية التركية المرتقبة، وطالبت بوقف القصف المدفعي التركي المستمر منذ أيام. المتظاهرون الذين خرجوا بالآلاف في مدينة عفرين رافعين أعلام “الوحدات” وصور زعيم “العمال الكردستاني” عبدالله أوجلان، دعوا المجتمع الدولي لمنع المعركة وتحمل مسؤولياته اتجاه المنطقة.
وأفرجت “الوحدات” عن كميات كبيرة من المواد الإغاثية التي كانت تحتكرها في مستودعاتها، بالإضافة لكميات من “البيرين” المُصادَرِ من معاصر الزيتون في المنطقة، والمخصص للتدفئة. مواد التدفئة والمواد الإغاثية وزعتها “الوحدات” على الإدارات الفرعية التابعة لها في عفرين ليتم توزيعها شعبياً بهدف استعطاف الشارع، وامتصاص الغضب الشعبي بسبب تكثيف حملات التجنيد الإجباري التي شهدتها المناطق التي تسيطر عليها “الوحدات”.
نائب رئيس هيئة الأركان في “الجيش الوطني” العقيد أحمد العثمان، أكد لـ”المدن”: “وحدات الحماية حضّرت نفسها جيداً لهذه المواجهة، ولديها تحصينات مجهزة لمقاومة الضربات الجوية والصاروخية في حال تعرضت لهجوم. ولدى الوحدات أسلحة متطورة تسلمتها من الولايات المتحدة، ووصلتنا معلومات أنهم أحضروا بعض هذه الأسلحة إلى عفرين مروراً بالمناطق التي يسيطر عليها النظام”. ووفق عثمان، فإن “أهم نقاط القوة لدى الوحدات إذا وقعت المعركة ستكون هذه الأسلحة المتطورة، أما نقاط ضعفهم تتمثل في أن قياداتهم من جبال قنديل وهي عناصر أجنبية لا تعرف المنطقة جيداً. في المقابل ستكون القوة الهجومية الضاربة في عملية عفرين في معظمها من أبناء المناطق التي تحتلها الوحدات في تل رفعت وريفها وهم أصحاب عقيدة قتالية وأصحاب حق مشروع”.
وتمتلك “الوحدات” كميات كبيرة من الصواريخ المضادة للدروع أميركية الصنع تسلمتها من “التحالف الدولي”، وتم نقل قسم كبير منها إلى عفرين خلال العام الماضي، واستخدمت بعضها أكثر من مرة ضد أهداف تابعة للمعارضة المسلحة في “درع الفرات”. ولا يُعرف بعد مدى صحة المعلومات التي تؤكد حصول “الوحدات” على صواريخ مضادة للطائرات حصلت عليها من الولايات المتحدة باتفاق سري خارج إطار الدعم المقدم من “التحالف الدولي” لقتال تنظيم “الدولة الإسلامية”. وإن صحت تلك المعلومات فإن “الوحدات” لديها أهم عوامل القوة في مواجهة العملية العسكرية التركية، التي لن تكون فعالة في حال لم تتمكن من إجراء طلعات جوية في سماء المنطقة، واستهداف مواقع “الوحدات”.
وشهدت مدينة نبل الشيعية في ريف حلب الشمالي مؤخراً اجتماعاً أمنياً موسعاً جمع شخصيات بارزة من “الوحدات” في عفرين مع ضباط مخابرات وقادة مليشيات تابعة للنظام. وبحث الطرفان سبل التعاون في حال وقعت المعركة. ومن المتوقع أن تسهل “الوحدات” مشاركة مليشيات النظام في معركة عفرين.
وتتمتع منطقة عفرين في ريف حلب الشمالي الغربي بمكانة خاصة لدى “وحدات حماية الشعب” الذراع العسكري لحزب “الاتحاد الديموقراطي”، رغم انفصالها جغرافياً عن باقي المناطق الواسعة التي تسيطر عليها “الوحدات” في الشمال والشمال الشرقي من سوريا. وليست وحدها الاعتبارات الجيوسياسية التي أكسبت عفرين أهميتها لدى “الوحدات”، بل الحاضنة الشعبية المميزة فيها جعلت “الوحدات” أكثر تمسكاً بها. نسبة المتعلمين في منطقة عفرين مرتفعة مقارنة بالمناطق الأخرى، وتتمتع بوضع اقتصادي أفضل، ولدى “الوحدات” فيها شعبية لا بأس بها. لذلك يمكن القول إن احتمال المواجهة العسكرية وارد بالنسبة لـ”الوحدات” في حال قررت تركيا شنّ العملية العسكرية المفترضة على عفرين باشتراك فصائل المعارضة المسلحة في ريف حلب.
وتعتبر عفرين بيئة خصبة انتشرت فيها أيديولوجية حزب “العمال الكردستاني”. وعدد كبير من قيادات “العمال الكردستاني” التي يتخذ من جبال قنديل معقلاً لها، تعود أصولها إلى منطقة عفرين. عاد قسم كبير منهم ومعهم قادة آخرين من “العمال الكردستاني” إلى عفرين، أوائل العام 2012، وقادوا المنطقة التي تمتعت بإدارة ذاتية منذ ذلك الحين. وشهدت عفرين تجنيد آلاف الشباب والشابات في صفوف “الوحدات”، عن قناعة، خلال السنوات الأربع الماضية. وفي العامين الماضيين كان التجنيد في صفوف “الوحدات” إجبارياً لحماية المناطق العربية التي استولت عليها “الوحدات” مطلع العام 2016 جنوب شرقي عفرين، والزج بمن تبقى منهم في المواجهات مع تنظيم “الدولة الإسلامية” أعالي الفرات.
ولدى “الوحدات” في عفرين ما يقارب 8 آلاف مقاتل، أكثر من 85 في المائة منهم من الأكراد، والبقية من فصائل عربية أنشأتها ورعتها “الوحدات” خلال الفترة الماضية؛ أهمها “جيش الثوار” وينتمي عناصره إلى عشائر عربية محلية في منطقة عفرين من البوبنا والبوبطوش والعجيل والبوعاصي والعميرات. وعملت “الوحدات” على زيادة عديد عناصرها في عفرين من خلال تجنيد المئات من أبناء المناطق العربية التي استولت عليها في تل رفعت وريفها.
“الوحدات” في عفرين لديها كفاءة قتالية عالية مقارنة ببقية المناطق ذات الغالبية الكردية، واستفادت بشكل كبير من مواجهاتها مع المعارضة المسلحة في أطراف الأحياء التي كانت تسيطر عليها في مدينة حلب. وبحكم تحالفها المعلن مع مليشيات النظام في حلب، فقد تلقت “الوحدات” تدريبات عسكرية متنوعة. وأشرفت قيادات “العمال الكردستاني” على تدريب الدفعات اللاحقة من عناصر “الوحدات” في معسكرات تدريب توزعت على مواقع متعددة في عفرين وريفها؛ كمعسكري كفر جنة وتل طويل.
لدى “الوحدات” في عفرين كتيبتي قناصة، وكميات كبيرة من الأسلحة والذخائر مصدرها النظام كدست قسم كبير منها في عفرين، يضاف إليها الأسلحة التي حصلت عليها من مناطق المعارضة عن طريق التهريب، والأسلحة النوعية التي سلمها لها “التحالف الدولي”. وبدأت “الوحدات” بإنشاء تحصينات دفاعية في عفرين منذ مطلع العام 2014، وكانت متقدمة على المناطق الأخرى ذات الغالبية الكردية في الشمال السوري التي تسيطر عليها “الوحدات” من ناحية التحصين أيضاً. التحصينات الهندسية كانت عبارة عن مستودعات للأسلحة والذخائر، وأبراج مراقبة، وأنفاق، ومخابئ في المناطق الجبلية في سلسلة جبال كرداغ المحاذية للحدود السورية–التركية في ناحيتي بلبل وجنديرس، وهي مبنية من البيتون المسلح. عمليات التحصين التي قامت بها الوحدات امتدت لتشمل المناطق العربية المستولى عليها أوائل العام 2016 في تل رفعت وريفها.
لن تكون العملية العسكرية التركية في عفرين نزهة. الطرفان لم يتواجها بشكل مباشر في معركة مفتوحة في سوريا، حتى الآن. هي المعركة الأولى إذاً، سبقها من الجانب التركي الكثير من المتابعة والرصد الاستخباراتي لتحركات ونشاطات “الوحدات” العسكرية في عفرين. والطبيعة الجبلية ليست غريبة على الجيش التركي الذي لديه سجل حافل بالمواجهات مع “العمال الكردستاني” في جبال قنديل. عناصر القوة الأخرى، هي التي تقلق تركيا.
فيسك: لا أمل للأكراد بإقامة دولة على الحدود السورية التركية
ترجمة منال حميد – الخليج أونلاين
قال الكاتب البريطاني الشهير روبرت فيسك إن ثمة حرباً جديدة تلوح بالأفق في أعقاب إعلان الولايات المتحدة الأمريكية نيتها إنشاء قوة كردية خاصة، مؤلفة من 30 ألف مقاتل؛ لحماية الحدود السورية مع تركيا والعراق.
هذا الإعلان الذي أثار غضب تركيا، دفعها لتحريك قواتها إلى الحدود مع سوريا، معتبرةً خطوة واشنطن بمثابة تهديد لأمنها القومي.
وأكد الكاتب أن كلاً من أنقرة ودمشق يتفقان على عدم السماح بوجود دولة كردية -ولو صغيرة- على حدودهما، رغم الخلافات والقطيعة بين النظامين في تركيا وسوريا.
وأوضح فيسك في مقال له بصحيفة “الإندبندنت” البريطانية، أن إعلان العقيد الأمريكي توماس فييل أن الولايات المتحدة ستنشئ قوة كردية لحماية الحدود مع تركيا، هو بمثابة دعوة لمواصلة الحرب الأهلية.
وذكر الكاتب أن النظام السوري استعان بالأكراد من أجل مقاتلة عناصر تنظيم داعش و”القاعدة” والجماعات السورية المسلحة الأخرى التي ثارت ضد حكم الأسد، كما أن تلك الجماعات الكردية كانت تتحالف مع الغرب وأمريكا وروسيا في مواجهة الجماعات المتشددة، في الوقت الذي كانت فيه أنقرة تضغط، ومعها دول أخرى، من أجل الإطاحة بحكم الأسد.
ولكن مع إعلان واشنطن نيتها تشكيل الجيش الكردي الجديد، ردَّ الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بأن قواته سوف تقبر هذا الجيش بمهده، في حين أعلن النظام السوري أن هذا الأمر يشكل اعتداءً صارخاً على سيادة سوريا، كما حذرت روسيا من خطر التقسيم.
ويرى فيسك أن “تركيا على حق في نظرتها إلى هذه القوة على أنها قوة تهدد أمنها القومي، فهي تعرف جيداً أن حزب العمال الكردستاني هو من يسيطر على هذه القوة، كما أن تصريح نظام الأسد بأن هذه القوة اعتداء صارخ على السيادة، أيضاً صحيح، وحديث روسيا عن أن هذه القوة ما هي إلا محاولة لتقسيم سوريا صحيح، وهي التي تعرف كيف تَجري عمليات تقسيم الدول بحكم تجربتها في أوكرانيا”.
ويتابع القول: “لقد استخدم النظام السوري الأكراد لضرب الجماعات المسلحة، وزوَّد نظام بشار الأسد تلك المليشيات الكردية بالأسلحة؛ بل إن الأسد نفسه أشاد في خطاب له بمقاومة الأكراد ضد جماعات مثل القاعدة وتنظيم داعش.
يحلم الأكراد بإقامة حكم ذاتي لهم -ولو صغيراً- على الحدود الشمالية في سوريا، وهم الذين تلقوا دعماً أمريكياً كبيراً لمقاتلة تنظيم داعش، عندما أنشأت واشنطن مليشيا كردية لمقاتلة تنظيم داعش وأيضاً ضد نظام الأسد.
ورغم ذلك -يقول فيسك- فإن هذه القوة كثيراً ما كانت تتعاون وتنسق هجماتها مع الجيش النظامي السوري المدعوم من روسيا، وخاصة خلال المعارك ضد تنظيم داعش وعملية استعادة الرقة التي كان التنظيم يسيطر عليها”.
ويختم الكاتب البريطاني بالقول: “إن الذي يجب أن يتأكد منه الأكراد قبل غيرهم، هو أنهم سيتعرضون للخيانة، وهذه القوة الجديدة سوف يتم التخلي عنها عندما يشعر الأمريكان بأنها لم تعد ضرورية، وبعد ذلك سيُترك الأكراد تحت رحمة السوريين والأتراك الذين يعتبرونهم تهديداً لهم. فلا يمكن لسوريا أن تقبل بوجود دولة كردية صغيرة على أراضيها، كما أن تركيا لن تتسامح مع دولة كردية صغيرة على طول حدودها الجنوبية مهما كانت علمانية أو ليبرالية”.
أردوغان: عملية عفرين بدأت وستمتد لحدود العراق
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن عملية عفرين (شمالي سوريا) قد بدأت على الأرض، وستتبعها مدينة منبج، وستستمر حتى حدود العراق، وذلك لطرد وحدات حماية الشعب الكردية من تلك المناطق.
وأضاف أردوغان في مؤتمر لحزبه بولاية كوتاهيا غربي تركيا، أن هناك من يحاول خداع تركيا بوضع أسماء مختلفة للمنظمات الموجودة في سوريا، وإن بعضهم يقول إنها جيش حماية حدود؛ في إشارة على ما يبدو إلى ما قالت الولايات المتحدة إنها قوة عسكرية تسعى لتشكيلها على حدود سوريا من المقاتلين الأكراد وغيرهم.
واعتبر الرئيس التركي أن اسم هذه المنظمة هو حزب العمال الكردستاني، “ولا يهمنا ما يقولون”.
وقال أردوغان إنه “لا يحق لأحد أن يقول لنا أي شيء ما دامت الوعود التي قدمت لنا في منبج لم تنفذ”، وأضاف موجها حديثه للولايات المتحدة “سيأتي يوم تفهمون فيه خطأكم في الاعتماد على المنظمات الإرهابية”.
أردوغان قال إن العمليات التركية ستستمر حتى حدود العراق (الأناضول)
وذكر الرئيس التركي أنه “تم تزويد المنظمات في سوريا بـ4900 شاحنة، ومئتي طائرة محملة بالأسلحة، وعثرنا على هذه الأسلحة مع الإرهابيين في تركيا”.
ميدانيا، يواصل الجيش التركي قصف مواقع لوحدات حماية الشعب الكردية في عفرين بالمدفعية، وتقول قيادة الجيش إن ذلك يأتي ردا على قصف من تلك المنطقة، وتواصل القوات التركية أيضا إرسال تعزيزات إلى حدودها مع سوريا في إطار عملية عفرين.
وقال مراسل الجزيرة عمر خشرم من معبر باب الهوى عند الحدود التركية السورية إن هناك أنباء عن تحركات لوحدات خاصة تركية في مناطق الأكراد شمالي سوريا، بغرض الاستطلاع وجمع المعلومات.
استنفار في تركيا
وذكر المراسل أن مصادر في رئاسة الأركان التركية قالت إن وحدة عسكرية أجنبية تابعة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) في منطقة قهرمان مرعش التركية بدأت من الأمس تشغيل منظومات الدفاع الصاروخي، تحسبا لأي هجوم يأتي من الجانب السوري.
من ناحية أخرى، قال مراسل الجزيرة ميلاد فضل من غرب عفرين إن القصف التركي شمل قرى ومواقع تسيطر عليها الوحدات الكردية شمال وشمال شرق عفرين، ومناطق في محيط مدينة إعزاز شمال حلب.
وأضاف المراسل أن الوحدات الكردية واصلت إخلاء قرى الشريط الحدودي من السكان، في ظل القصف المدفعي المتبادل.
المصدر : الجزيرة
مقاتلو الجيش الحر يقتحمون عفرين السورية
العربية.نت
بدأ مقاتلو الجيش الحر، المدعومون من تركيا، السبت، اقتحام مدينة عفرين السورية، وفق الإعلام التركي.
وكان الجيش التركي قد أعلن، في وقت سابق، أنه شن ضربات جديدة، السبت، على وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا، في حين يبدو هجوم بري وشيكاً عبر الحدود.
وقال الجيش إنه شن الضربات في إطار “الدفاع الشرعي عن النفس” على معسكرات ومخابئ للمقاتلين الأكراد الذين تعتبرهم أنقرة “إرهابيين”، وذلك رداً على إطلاق نار من مدينة عفرين التي يسيطر عليها هؤلاء، كما أكد شن ضربات مماثلة الجمعة.
من جهته، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، نقلاً عن مصادر قال إنها موثوقة، أن القصف التركي استهدف مناطق في قرية قره بابا وجسر حشركة وأماكن أخرى في ناحيتي راجو وبلبلة بريف عفرين، بالتزامن مع قصف استهدف مناطق في قرى المالكية وبيلونية ومرعناز في الريف الشمالي لحلب.
وكانت مواقع روسية قد أفادت، في وقت سابق، بظهور منظومة كورال التركية القادرة على تشويش الرادارات على الحدود مع #سوريا قبالة مدينة #عفرين. ورجحت المصادر ذاتها أن يكون الأتراك عازمين على الاستعانة بالمنظومة خلال تنفيذ هجماتهم ضد القوات الكردية.
وبحسب صحف تركية، فقد أدى نشر منظومة كورال إلى وقف تحليق الطائرات الأميركية والروسية ليلاً بسبب قدرة المنظومة على التشويش على الطائرات الحربية وعلى منظومات الدفاع الجوي، بما فيها منظومة إس-400 الروسية، إضافة إلى التشويش على حركة الصواريخ.
من جانبه، كشف مسؤول كردي أن قوات سوريا الديمقراطية، التي تضم وحدات الحماية، ستخرج اليوم أول دفعة من حرس الحدود، وذلك للدفاع عن المنطقة الواقعة بين العراق وتركيا ونهر الفرات التي يسيطر عليها الأكراد.
وكانت المدفعية التركية قد قصفت بكثافة منطقة عفرين شمال سوريا، الجمعة، إيذاناً بانطلاق العملية العسكرية التركية على المنطقة الخاضعة لسيطرة المقاتلين الأكراد.
من جهته، أكد وزير الدفاع التركي، نور الدين جانيكلي، أن العملية بدأت فعلياً بقصف عبر الحدود، مشدداً على أنه لم يتم عبور الحدود بعد، فيما يستمر تدفق التعزيزات العسكرية التركية إلى الحدود مع سوريا.
عفرين.. اتهام أميركي لتركيا بـ”زعزعة الاستقرار“
الجيش التركي يبدأ “عملية عفرين” بقصف مواقع الأكراد
دبي – قناة العربية
تباينت ردود الأفعال على العملية العسكرية التركية في عفرين، فقد جددت واشنطن رفضها للعملية التركية، واعتبرت وزارة الخارجية الأميركية، على لسان مسؤول رفيع، أن الأنشطة العسكرية التركية في شمال سوريا تزعزع الاستقرار.
ويأتي ذك فيما نفى وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الأنباء عن انسحاب الشرطة العسكرية الروسية من مواقعهم في محيط قرية كفر جنة شمال عفرين، باتجاه مدينتي نبل والزهراء.
واعتبر لافروف أن جهود أميركا لتشكيل قوات محلية في شمال سوريا تتناقض مع الالتزام بالحفاظ على وحدة الأراضي السورية.
من جانبها، دعت الأمم المتحدة جميع الأطراف إلى الابتعاد عن الأعمال التي من شأنها زيادة التوتر، لحماية المدنيين في المنطقة.
كما أعلنت الخارجية الألمانية أن حماية الحدود الجنوبية لتركيا أمر مشروع ومهم بالنسبة لأنقرة.
وكانت تركيا قد استهدفت الجمعة مواقع في عفرين بقصف مدفعي من خلف الحدود تمهيداً لعملية عسكرية قال وزير الدفاع التركي نورالدين جانكيلي إن توقيتها متعلق بإنجازها في الوقت الأكثر فاعلية ونجاحاً.
وقصفت الدبابات التركية مواقع للقوات الكردية في الداخل السوري، معلنة بداية العملية العسكرية التي قد تتطور إلى حرب برية داخل التراب السوري.
وبالتوازي مع القصف على عفرين، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن سماع دوي انفجارات في ريف حلب الشمالي الشرقي، ناجمة عن قصف استهدف مناطق على أطراف مدينة الباب.
واتهم أهالي المنطقة قوات سوريا الديمقراطية باستهداف المدينة التي تسيطر عليها قوات درع الفرات المدعومة من تركيا، ما تسبب بوقوع 6 جرحى على الأقل، بينهم أطفال.
“سوريا الديمقراطية”: هجوم عفرين يهدد بإحياء داعش
دبي ـ العربية.نت
قالت قوات “سوريا الديمقراطية”، السبت، إن تهديد تركيا “المفاجئ وغير المبرر” بمهاجمة عفرين يغامر بعودة تنظيم داعش.
وأضافت القوات أن مزاعم شنها هجمات عبر الحدود في تركيا ادعاءات كاذبة تستخدمها أنقرة مبرراً لعملية عسكرية في سوريا، وفق قولها.
وقالت “سوريا الديمقراطية”، وهي تحالف من مقاتلين أكراد وعرب مدعوم أميركياً، إنها لا تجد خياراً أمامها سوى الدفاع عن نفسها إن تعرضت لهجوم.
وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها أكراد على مناطق شاسعة في شمال وشرق سوريا.
وأعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، السبت، أن أنقرة “بدأت عملياً” هجوماً لطرد المقاتلين الأكراد من بلدة عفرين السورية.
وقال أردوغان، في خطاب متلفز بمدينة كوتاهية، إن “عملية عفرين بدأت عملياً على الأرض، ومنبج ستكون التالية”، في إشارة إلى بلدة سورية أخرى يسيطر عليها الأكراد.
وذكر أردوغان في إشارة إلى تطمينات أميركية سابقة بأن وحدات حماية الشعب الكردية ستنسحب من عفرين: “لم يتم الإيفاء بالوعود التي قطعت لنا بشأن منبج، فلا يمكن لأحد أن يعترض على قيامنا بما يلزم”.
إعلام حزب الله: قوات الأسد سيطرت على مطار أبو الضهور
العربية.نت
قالت وحدة الإعلام الحربي التابعة لميليشيا حزب الله إن جيش النظام السوري وحلفاءه سيطروا على قاعدة أبو الظهور الجوية في محافظة إدلب اليوم السبت.
وأضافت أنهم توغلوا في القاعدة الجوية العسكرية قبل ساعات ويواصلون تقدمهم لبسط السيطرة داخل أكبر معقل لقوات المعارضة في سوريا.
وقبل أيام تمكنت قوات النظام في سوريا مع الميليشيات الموالية لها من التموقع على مشارف مطار أبو الظهور العسكري شرق الريف الإدلبي، بعد أكثر من عامين على خسارتها له.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان وقتها بتمكن قوات النظام من تحقيق تقدم، والسيطرة على عدد من القرى والبلدات في طريقها إلى المطار الاستراتيجي، وذلك بعد 3 أشهر من حملة عسكرية شرسة تمكنت #قوات_النظام خلالها من السيطرة على 95 قرية في ريف #إدلب وضواحيه.
وجاء ذلك التقدم على الأرض بالتزامن مع مواصلة طائرات النظام استهدافها لعدد من المناطق في ريفي إدلب الشرقي والجنوبي، ضمن محاولة لفرش سجادة نارية أمام قوات النظام تمهيداً للوصول إلى المطار واستعادته من #قوات_المعارضة.
وأدت قوة المعارك إلى حركة نزوح كبيرة للمدنيين وسط أحوال إنسانية ومناخية صعبة، حيث دفع التدهور الميداني 150 ألف شخص للنزوح من أرياف إدلب وحماة وحلب، قاصدين وسط مدينة إدلب، التي تردى الوضع الإنساني فيها بسبب اكتظاظها بالسكان والنازحين.
ما هي الأبعاد الاستراتيجية والسياسية لعملية عفرين؟
دبي – قناة الحدث
لا تقتصر معركة #عفرين المرتقبة على أبعادها العسكرية والميدانية، بل تتعدى ذلك بما تحمله من جوانب سياسية وملامح مواجهة متعددة الجوانب تخوضها #أنقرة في إطار حربها ضد الأكراد.
ويتزامن توقيت المعركة الذي بدا كردٍّ على الإعلان الأميركي بتأسيس قوة كردية قوامها 30 ألفاً لتأمين الحدود، مع حملات النظام في محافظة #إدلب المتاخمة.
وعلى طرفي المعادلة توجد #موسكو، حليفة النظام، وحليفة #تركيا كذلك، والتي أخذت جانب أنقرة في الاعتراض على القرار الأميركي.
أما منطقة عفرين، فتحمل أهمية كبرى لتركيا لدرء خطر المقاتلين الأكراد عن حدودها، ولكونها تفصل بين مناطق سيطرة قوات درع الفرات ومحافظة إدلب في الغرب. وفي حال أحكمت تركيا السيطرة عليها فذلك سيقضي على إمكانية أي تواصل جغرافي بين الكانتونات الكردية الثلاثة شمال سوريا، وبالتالي حلم الفيدرالية.
ووفقاً لمحللين، فإن تركيا تمكنت، عبر تنسيقها الوثيق مع روسيا وتبادل المصالح معها، من التمهيد لعملية عفرين، حيث تغض موسكو النظر عن التدخل التركي، مقابل إبعاد أنقرة لفصائل المعارضة التي تدعمها عن المشهد في إدلب، وإفساح المجال أمام النظام للتقدم على الأرض فيها.