أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء، 26 حزيران، 2012

قصف مستمر على حمص وحشد 100 دبابة استعداداً لعملية اقتحام ضخمة

لندن، بيروت، عمان – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

حصد العنف في بداية الأسبوع في سورية 41 قتيلاً غالبيتهم من المدنيين، في وقت يتواصل القصف والعمليات العسكرية في حمص ومناطق أخرى، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وتحدثت مصادر من المعارضة عن حشد 100 دبابة في منطقة مثلث يحيط بحمص ويمتد إلى طرطوس في ما وصفه الجيش السوري الحر أنه «التمهيد لارتكاب أكبر مجزرة في التاريخ» في حين قالت مصادر إن قوات النظام تحاول تنفيذ فرز سكاني على أساس طائفي.

وجاء في بيان للمرصد: «لا يزال حي الخالدية في حمص يتعرض لقصف من القوات النظامية السورية التي تحاول منذ أيام اقتحامه»، مشيراً إلى «الوضع الإنساني الصعب» الذي يعيشه الحي «في ظل الحصار المفروض عليه».

وذكر بأن هذا الحصار يحول دون «معالجة عشرات الجرحى ودخول المواد الأساسية»، فيما «تنعدم مقومات الحياة في الحي وفي أحياء أخرى محاصرة» في المدينة.

كما أشار المرصد إلى تعرض مدينة الرستن في ريف حمص الخارجة عن سيطرة قوات النظام منذ أشهر لقصف من القوات النظامية السورية.

وكان الجيش السوري الحر حذر في بيان من أن «النظام المجرم يحضر حشوداً تقدر بمئة دبابة في اتجاه القصير- حمص وفي اتجاه طريق طرطوس – حمص وفي اتجاه شنشار- حمص، ما يدل بوضوح على نية النظام ارتكاب أعظم مجزرة يشهدها التاريخ». ونقل المجلس الوطني السوري المعارض «نداء استغاثة» جديداً وجهه أهالي حمص إلى العالم، واصفاً ما يجري في حمص بأنه «حملة إبادة جماعية» و»جريمة إبادة وتطهير طائفي بأبشع الأدوات والطرق الهمجية».

وأعلن المرصد مقتل خمسة مواطنين في مدينة حمص (وسط) بينهم رجل وامرأة قضيا قنصاً في حيي الميدان والقرابيص، وثلاثة مواطنين قتلوا جراء القصف على الخالدية وجورة الشياح.

وفي محافظة دير الزور (شرق)، قتل ثمانية أشخاص بينهم فتاة جراء القصف وإطلاق النار الذي تشهده أحياء المدينة، ومقاتل قتل خلال اشتباكات في مدينة دير الزور.

في ريف دمشق، ارتفع إلى سبعة عدد قتلى اليوم من المدنيين بينهم شابة في بلدة مديرا في إطلاق نار تعرضت له البلدة، وستة نتيجة عمليات عسكرية تنفذها القوات النظامية في مدينة دوما ومحيطها. كما تعرضت بلدة مسرابا لقصف من القوات النظامية السورية.

وفي درعا (جنوب)، قتل مواطنان هما سيدة بعد إصابتها برصاص قناص في بلدة مجدة، ومواطن اثر القصف الذي تعرضت لها بلدة بصرى الشام وقرية جمرين المجاورة لها.

وشهدت بلدة بصرى الشام أيضاً مقتل ما لا يقل عن ثلاثة عناصر من القوات النظامية اثر تفجير عبوة ناسفة بشاحنة عسكرية.

وتتعرض بلدات جمرين ومعربة وكفر شمس في درعا لقصف من القوات النظامية «التي تحاول استعادة السيطرة على عدد من المناطق».

في محافظة إدلب (شمال غرب)، قتل ثلاثة أشخاص في اشتباكات وقصف على بلدة كفرنبل بينهم مقاتل معارض. كما قتل مواطنان في بلدة معرة النعمان في قصف تعرضت له البلدة، ومقاتل معارض «اثر استهداف سيارته بقذيفة من القوات النظامية في قرية معرة شورين»، بحسب ما ذكر المرصد.

وقتل شخص في بلدة الهبيط في ريف إدلب جراء إصابته برصاص قناص. كما قتل مواطن إثر القصف الذي تتعرض له بلدة أريحا من القوات النظامية. كما وقعت اشتباكات بين القوات النظامية في مدينة سراقب في إدلب ترافقت مع قصف على المدينة وتسببت بإصابة ثمانية أشخاص بجروح بينهم مقاتلان معارضان. وقتل ما لا يقل عن خمسة جنود نظاميين اثر تفجير عبوات ناسفة بناقلة جند مدرعة وشاحنة عسكرية قرب سراقب، بحسب المرصد.

في محافظة حماة (وسط)، قتل مواطن اثر إطلاق رصاص عشوائي في بلدة حلفايا. كما قتل جندي منشق في اشتباكات في محافظة حماه.

في محافظة اللاذقية (غرب)، قتل مواطن جراء القصف الذي تتعرض له منطقة جبل الأكراد.

وفي محافظة حلب (شمال)، أفاد المرصد عن مشاهدة «رتل دبابات وآليات عسكرية ثقيلة قدر عددها بأكثر من 100 آلية متوجهة إلى مدينة حلب على طريق حلب دمشق الدولي».

وشهدت محافظة حلب تظاهرات حاشدة في مناطق عدة في المدينة وريفها في الفترة الأخيرة، وأصبحت بلدات وقرى عدة في ريفها الشمالي والغربي خارجة عن سيطرة النظام، بحسب المرصد السوري.

الطائرة التركية التي اسقطتها دمشق “كانت تختبر المضادات الجوية السورية لحساب الناتو

ا ف ب

اعتبر خبراء روس متخصصون ان طائرة ال”اف-4 فانتوم” التركية التي اسقطتها سورية الجمعة كانت تختبر المضادات الجوية السورية لحساب حلف شمال الاطلسي واسقاطها اظهر فاعلية الانظمة الروسية التي تم تجهيز سورية بها كما نقلت عنهم وكالة ريا نوفوستي.

والحادث الذي وقع فيما كانت الطائرة تقوم بمهمة تدريب فوق المياه الدولية كما تقول انقرة او فيما انتهكت الطائرة المجال الجوي السوري كما تقول دمشق، يتوقع ان يكون محور اجتماع لحلف شمال الاطلسي الذي تنتمي تركيا اليه، الثلاثاء.

وقالت وكالة ريا نوفوستي من جهتها نقلا عن الخبير سعيد امينوف ان الطائرة كانت “على الارجح تختبر انظمة المضادات الجوية السورية بهدف تحديد عناصرها”.

واضافت ريا نوفوستي نقلا عن امينوف الذي يرئس موقع “فيستنيك بي في او” المتخصص (اخبار المضادات الجوية) ان “الطائرة كانت تحلق على علو منخفض، وهو احد العناصر الاساسية في انتهاك اي نظام دفاعي مضاد للطيران”.

وشاطره هذا الرأي الخبير ايغور كوروتشنكو من مركز تحاليل مبيعات الاسلحة الدولية. وقال كوروتشنكو كما نقلت عنه وكالة ريا نوفوستي ان الهدف المرجح للمهمة هو “ارغام بطاريات المضادات السورية على التدخل وتشغيل محطات الرادار او حتى التسبب بايصالها الى وضعية قتالية”.

واضاف الخبير الروسي ان “تركيا عضو في حلف شمال الاطلسي حيث تتم مبادلة معلومات الاستطلاع مع الاعضاء الاخرين في الحلف، وتقوم بانشطة استخبارات الكترونية وعبر اللاسلكي ناشطة بخصوص سورية”.

ونقلت الوكالة من جانب اخر عن سعيد امينوف قوله ان الحادث “يدل على فاعلية المضادات الجوية السورية والمؤلفة خصوصا من بطاريات متوسطة المدى من انتاج روسي هي بوك-ام 2 اي وبيتشورا-2 ام وانظمة المضادات بانتسير-اس 1”.

وروسيا حليفة دمشق منذ فترة طويلة، اكدت الاسبوع الماضي انها لا تزال تسلمها، الى جانب المروحيات القتالية بعد اصلاحها، مضادات جوية. واكدت موسكو ان هذه الاسلحة لا يمكن ان تستخدم الا لصد “عدوان خارجي”.

اشتباكات عنيفة حول مقرات الحرس الجمهوري في ضواحي دمشق

تدور اشتباكات عنيفة في ضواحي دمشق الاثنين حول مقرات الحرس الجمهوري المكلف حماية دمشق وريفها، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان “الاشتباكات في قدسيا والهامة بريف دمشق تدور حول مراكز الحرس الجمهوري ومنازل ضباط الحرس وعوائلهم، على بعد نحو 8 كيلومترات عن ساحة الامويين في قلب العاصمة السورية”.

أنقرة: اسقاط سورية لطائرة حربية تركية “عمل عدواني الى اقصى درجة

ا ف ب

وصف نائب رئيس الوزراء التركي والمتحدث باسم الحكومة بولند ارينج الاثنين اسقاط سورية الجمعة لطائرة حربية تركية قبالة سواحلها بانه “عمل عدواني الى اقصى درجة”.

وقال ارينج خلال مؤتمر صحافي في ختام اجتماع لمجلس الوزراء ان “استهداف طائرة بهذه الطريقة من دون انذار مسبق هو عمل عدواني الى اقصى درجة”.

لواء سوري يفر من الجيش ويلجأ الى تركيا

ا ف ب

انشق لواء سوري وعقيدان ووصلوا الى تركيا ليل الاحد الاثنين كما اعلن مصدر دبلوماسي تركي ما يرفع الى 13 عدد كبار ضباط الجيش السوري الذين لجأوا الى تركيا.

ودخل اللواء الذي لم تحدد هويته او مهامه، الى تركيا عبر محافظة هاتاي (جنوب) برفقة عقيدين وخمسة ضباط اخرين وكذلك 24 من افراد عائلاتهم.

وهذه الحصيلة تعدل الحصيلة السابقة التي اوردتها وكالة انباء الاناضول سابقا واشارت الى لواء وعقيدين و30 جنديا انشقوا.

وكانت وكالة الاناضول ذكرت ان العسكريين دخلوا الى تركيا ضمن مجموعة تضم 196 شخصا بينهم العديد من النساء والاطفال.

وقالت الاناضول ان مجموعة اخرى من 28 مدنيا غالبيتهم من النساء والاطفال دخلت الى تركيا ووصلت الى مخيم سانليورفا قرب الحدود.

والمنشقون وعائلاتهم يتم استقبالهم في مخيم ابايدين في محافظة هاتاي المخصص للعسكريين المنشقين. ويحظر دخول الاعلاميين الى هذا المخيم.

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية سلجوق اونال قدر الجمعة ان 12 ضابطا سوريا لجأوا الى تركيا.

وهي تستقبل في جنوب البلاد قيادة الجيش السوري الحر الذي شكله المنشقون عن الجيش النظامي اضافة الى اجتماعات المجلس الوطني السوري، الهيئة الرئيسية للمعارضة السورية.

وياتي انشقاق هؤلاء الضباط السوريين في وقت تصاعدت فيه حدة التوتر الجمعة بين تركيا وسوريا على خلفية اسقاط سوريا لطائرة عسكرية تركية.

فقد اتهمت انقرة الجيش السوري باسقاط الطائرة في المياه الدولية وطالبت باجتماع طارىء لحلفائها في حلف شمال الاطلسي سيعقد الثلاثاء.

                      دمشق تحذّر الأطلسي من إجراء “عدواني”

أنقرة: إسقاط المقاتلة لن يمر بلا عقاب

اعتبرت أنقرة ان اسقاط المضادات الارضية السورية المقاتلة التركية “عملا عدوانيا الى أقصى درجة”، لافتة الى ان طائرة تركية ثانية تعرضت لنيران سورية فيما كانت تبحث عن طياري المقاتلة التي أسقطت. وقالت ان الحادث لن يمر “من دون عقاب”. وهددت بوقف تصدير الكهرباء الى سوريا.

ويعقد حلف شمال الاطلسي اجتماعاً طارئاً اليوم في بروكسيل للبحث في اسقاط المقاتلة التركية. وعشية هذا الاجتماع دعا وزراء الخارجية لدول الاتحاد الاوروبي انقرة الى ضبط النفس وقالوا انهم سيزيدون ضغط العقوبات على الرئيس السوري بشار الاسد.

أما دمشق فوصفت حادث الطائرة التركية بأنه “انتهاك صريح للسيادة السورية”. وحذرت حلف شمال الاطلسي من اتخاذ أي اجراء “عدواني” في حق سوريا.

واشنطن

في واشنطن (هشام ملحم) قالت وزارتا الخارجية والدفاع الأميركيتان ان الدفاعات الجوية السورية أسقطت الطائرة الحربية التركية عمدا من دون أي انذار مسبق، وصرح الناطق باسم وزارة الدفاع الكابتن جون كوربي بأن وزارته لم تر أي شيء ييبن ان اسقاط الطائرة لم يكن متعمدا، بينما صرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نيولاند بأنه لم يكن هناك أي تحذير سوري مسبق قبل اسقاط الطائرة” وهذا يتنافى مع الاعراف الدولية المتعلقة بمثل هذه الحوادث”.

وتعامل المسؤولون الاميركيون باهتمام بالغ مع الحادث، واتصل رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي بنظيره التركي الجنرال نجدت اوزيلتو وناقش معه الحادث.

وعن اجتماع اليوم لحلف شمال الاطلسي قالت نيولاند: “سوف نستمع الى ما ستقوله حليفتنا” تركيا التي طلبت عقد الاجتماع بموجب المادة الرابعة من ميثاق الحلف والمتعلقة باجراء المشاورات، وهذه المادة تختلف عن المادة الخامسة التي يتصرف بموجبها الحلف على أساس أنه تعرض للاعتداء كحلف في حال تعرض أحد أعضائه لاعتداء عسكري.

وتحدثت الناطقة عن زيادة ما وصفته “بوتيرة الانشقاقات” من القوات السورية المسلحة، بما في ذلك انشقاق 38 عسكريا اخيرا ولجوؤهم مع عائلاتهم الى تركيا، وبينهم ضباط.

وأكدت واشنطن تواصل اتصالاتها مع فريق المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي أنان لترتيب المؤتمر الدولي المتعلق بسوريا، وشددت على ضرورة تحضير الارضية للمؤتمر “وتحديدا مسألة الانتقال الديموقراطي وايضا وقف النار بحيث يعاود المراقبون الدوليون مهماتهم”. وأضافت: “واذا لم نصل الى هذه النقطة فعلينا ان نعيد النظر في انتداب بعثة المراقبين بحلول موعد نهاية هذا الانتداب” منتصف الشهر المقبل.

عقوبات أوروبية جديدة على سوريا «في انتظار» التسوية: لا بديل من أنان إلا «المزيد» منه… وروسيا غائبة حاضرة

وسيم ابراهيم

إقرار حزمة جديدة من العقوبات، أمر صار روتينيا في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي. يجتمعون، ويقولون: نشدد الضغوط على النظام السوري. هذا ما فعلوه أيضا في لوكسمبورغ أمس.

نبرة الادانة المصاحبة صارت روتينية بدورها. تغييرها صار يحتاج أحداثاً من خارج مسرى العنف «الطبيعي» في الداخل الجغرافي للأزمة. لذلك، كان حدث إسقاط الطائرة التركية مناسبة لتنويع لهجة الادانة، لا غير.

الوزراء الاوروبيون أقروا حزمة العقوبات الـ16 على النظام السوري. أضافوا ست مؤسسات وشخصية واحدة، ما رفع حجم قائمتهم السوداء، لحظر السفر وتجميد الاصول، إلى 129 شخصية، و49 مؤسسة.

ودانوا في بيان مشترك «الاعتداء السوري غير المقبول» على الطائرة التركية التي أسقطت الجمعة الماضية قبالة السواحل السورية، مؤكدين ضرورة إجراء تحقيق «معمق وعاجل» بشأن هذا الحادث.

وقبل أن يلتقي نظراءه الاوروبيين، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، ردا على سؤال لـ«السفير» حول القضية نفسها: «ندين بأشد العبارات تصرفات النظام السوري، وأيضا سنناقش فرض عقوبات جديدة ضد هذا النظام». لهجة التنديد هذه دمج معها فابيوس سياقا آخر، إذ أضاف «لا شك بأنكم تعرفون أن هناك اجتماعا في السادس من تموز المقبل في باريس، لمجموعة أصدقاء سوريا، وسيكون هناك أكثر من 100 دولة حاضرة».

وردا على سؤال لـ«السفير»، حول تصاعد التوتر بين سوريا وتركيا، قال وزير الخارجية الهولندي أوري روزنتال: «بطبيعة الحال هناك توتر شديد مع تركيا، وسيكون لدينا مشاورات سياسية (اليوم)، في إطار منظمة حلف شمال الأطلسي»، لكنه حدد «أبعاد» اجتماع الناتو عندما أضاف «سيكون لهذه المشاورات السياسية بالتأكيد بعد سياسي».

وبين مؤتمر «أصدقاء سوريا» ومؤتمر جنيف، تحضر التسوية مع روسيا. جون أسلبورن، وزير خارجية لوكسمبورغ، قال لـ«السفير» معلقا على جهود التسوية «فعلا من الضروري أن يعقد اجتماع مجموعة الوساطات المقرر في جنيف في 30 حزيران الحالي، وسنبذل كل جهودنا للمساعدة». وما يستوجب بذل الجهود والمساعدة ليس قليلا، كما يكمل أسلبورن: «يجب أن يجتمع الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن وجامعة الدول العربية، وأيضا إيران». يتوقف عند آخر كلمة، ويعلق أن وجود ايران «نعم أم لا، هذا السؤال الكبير»، لكنه يستدرك «يجب ان يجتمعوا حول الطاولة ويتفاوضوا من أجل ممارسة أقصى قدر من الضغط على سوريا».

الخلاف مع روسيا لم يتم جسره، كما قال وليم هيغ، وزير الخارجية البريطاني، ردا على سؤال «السفير». إذ علق بالقول: «نستمر في مناقشة الوضع في سوريا مع روسيا ومع الأعضاء الآخرين في مجلس الأمن. لقد تم أيضا إجراء مناقشات على مدى الأيام القليلة الماضية، ولكننا لم نتفق حتى الآن على طريق للمضي قدما»، قبل أن يضيف «بالطبع، روسيا، مثلنا، تؤيد خطة كوفي أنان، ولكن السؤال هو كيف سنفرض تنفيذ خطة أنان؟ وبالنسبة لهذا الامر لم نصل بعد الى اتفاق مع روسيا، لكننا سنواصل العمل على ذلك».

هناك من يتحدث عن محاولة غير واضحة النتائج مع روسيا. وردا على سؤال لـ«السفير»، قال وزير الخارجية البلجيكي ديديه ريندرز: «ننتظر الآن التوصل الى اتفاق، ليس فقط بين الأعضاء الفعليين لأصدقاء شعب سوريا، ولكن أيضا مع روسيا والصين. حتى الآن، ليس لدي أي تأكيد قاطع على ذلك، رغم أن هناك بعض التقدم». وحول ما إذا كان الخلاف مع روسيا، فعلا، حول بقاء الرئيس السوري أو رحيله لبدء العملية الانتقالية، رد ريندرز أن مصير الاسد «ليس هو الهدف الرئيس، ولكن المضي قدما من سابع المستحيلات ما لم يحدث تغيير في الأمم المتحدة، لذلك نحن بحاجة إلى (عملية) انتقال لإنشاء حكومة من أي نوع كان».

الحديث عن مجلس الامن كمدخل أساسي لأي تحرك، ورد على لسان آخرين. «سابع المستحيلات» التي استعارها الوزير البلجيكي، قابلها نظيره الهولندي بالحديث عن عدم الرغبة في الذهاب إلى «مقبرة» سياسية. وردا على سؤال لـ«السفير» قال أوري روزنتال: «لا نزال نأمل ألا تُدفن خطة أنــان، وأننا سنرى خطوة إلى الأمام في إطار الأمم المتحدة. ما زلنا نأمل أن تكون بعثة المراقبة فعالة، ولا شيء أبعد من ذلك».

وحول المبادئ المؤسسة لأي تسوية مع روسيا، رد بأن حكومته «طوال أشهر، قالت ان شيئين يجب أن يحدثا. أولا: العنف يجب أن يتوقف. وثانيا: تنبغي مغادرة الأسد»، وتابع بلهجة حاسمة: «في النهاية، يجب أن يغادر الأسد. وبالنسبة للحكومة الهولندية جميع الخيارات في هذا الشأن مفتوحة، بما في ذلك ما نسميه الخيار اليمني».

وكما يبدو من تصريحات الاوروبيين، فلا خيار آخر بدلا من مهمة أنان إلا «المزيد من أنان». كاثرين آشتون، المنسقة العليا للسياسة الخارجية الاوروبية، قالت لـ«السفير» حول هذه القضية: «لقد عيّنت الأمم المتحدة كوفي أنان، وعلينا دعمه في ما هي مهمة صعبة للغاية، ولقد أوضحت له أننا نؤيده بالفعل». وأضافت «تحديد أفضل السبل لمحاولة المضي قدماً هو أمر يعود له، ولقد كانت لديه مناقشات مع عدد من أعضاء مجلس الأمن الدولي، وبالطبع روسيا من ضمنها … علينا أن نرى أين (نتخذ) الخطوات المقبلة حسب شعور كوفي أنان، ولكن لديه دعمي في هذا الدور».

وعلقت اشتون على «أهمية لقاء أطراف من المعارضة في بروكسل باعتباره جزءا من مساهمتنا في محاولة منحهم فرصة للقاء بعضهم البعض، والتوصل إلى خطة سياسية معا».

ويرفض البعض الحديث عن النقاش مع روسيا باعتباره بحثا عن تسوية، على أساس أنه جزء من آلية الانتقال السياسي. وزير خارجية السويد كارل بيلدت، قال في مقابلة مع «السفير» معلقا على ما يحدث مع روسيا: «لا أعتقد أنها مسألة تسوية، بل أعتقد انها مسألة انتقال سياسي، والجميع يفهم أنه ضروري»، وأضاف أن «المسألة تدور حول إيجاد آلية مقبولة للجميع من أجل الانتقال والتحول في الوضع السوري: تجنب زيادة تسليح للصراع، والحصول على المسار السياسي الفعال، ويجب ان يكون لدى الجميع مصلحة في ذلك، وبالتأكيد روسيا كذلك الامر».

كلام لطيف، لكن كيف يمكن فعل ذلك؟ يجيب بيلد: «هذا سؤال جيد. السؤال الرئيسي هو بطبيعة الحال التوصل الى أن تقبل دمشق ذلك، لأن النظام حاليا يشعر بثقة أكثر مما يتراءى لنا، وفي ما يتعلق بهذا أعتقد ان موقف روسيا سيكون ذا أهمية حاسمة، لأن لديها نفوذاً، لا أعرف بالضبط كم من النفوذ، ولكن لديها قوة أكثر منا. هذا أكيد».

لكن هل الخلاف حول مستقبل سوريا متعين بمصير الاسد؟ هل يدور كل الامر حول «معه أو بدونه»؟ يرد الوزير السويدي أن حسم مصير الاسد هو: «مسألة واحدة، ولكن هناك عددا معتبرا من القضايا الأخرى. مسألة هيكل الدولة السورية الكامل. إنها (الدولة السورية) كانت ولا تزال تعمل وفقا لمبادئ معينة، ويجب تحويلها في دولة تعمل وفقا مبادئ ديموقراطية وتحصل على الشرعية من كل مجموعة من المجموعات السكانية الكبرى. إنها مسألة توفير الحماية للأقليات المختلفة، والتي، كما أعتقد، ستكون مسألة حاسمة على نحو متزايد، وسوريا هي مجتمع من الفسيفساء، وإذا بدأ هذا الفسيفساء يتكسر، فستكون له في الواقع نتائج وخيمة جدا».

وحول أسبابه للحديث عن هذا القلق قال بيلد: «هناك مشاكل في جميع أنحاء المنطقة في هذا الجانب بالذات. ننظر إلى العراق، وما حدث هناك. رأينا هناك نوعا من الانقسامات الطائفية تتلاعب بشدة، وتم طرد الكثير من المسيحيين من المناطق التي كانوا فيها منذ آلاف السنين، وبطبيعة الحال، كلما استمر الصراع المسلح أكثر، كلما زادت المخاطر على هذا الفسيفساء الموجود في بلاد الشام كلها».

إسرائيل تحتفي بـ «القيصر» الروسي بحذر

بوتين متمسّك بموقفه من سوريا وإيران

حلمي موسى

في خطوة ذات دلالة مهمة، اختار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن تكون أولى زياراته الخارجية بعد إعادة انتخابه لإسرائيل. وبالرغم من أنه استغلها أيضاً للمرور على السلطة الفلسطينية والأردن، إلا أن ذلك لا يخفي حقيقة أن إسرائيل كانت هدفه المركزي. ومع أن الزيارة كادت تخلو من التصريحات السياسية المدوّية، حيث جرى التركيز على الجانبين الديني والثقافي، على الأقل من الجانب الروسي، إلا أنه من الواضح أنها كانت سياسية بامتياز.

فقد خرجت إسرائيل الرسمية  للاحتفاء بـ«القيصر» الروسي القادم لافتتاح النصب التذكاري للجنود اليهود في الجيش الأحمر والذي أقيم على شاطئ مدينة نتانيا. ورافقه الرئيس الإسرائيلي المسن، شمعون بيريز، طوال النهار تقريباً، فيما كان وزير الخارجية، المهاجر الروسي، أفيغدور ليبرمان مرافق الشرف.

وجرى التركيز خلال زيارة بوتين على أن إسرائيل التي تحوي ما لا يقل عن مليون مهاجر روسي تمثل امتداداً لتاريخ مشترك ولعلاقات تسعى الدولتان لتطويرها. واجتهد كل من بيريز ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في محاولة إظهار صلتهما بالثقافة واللغة الروسيتين، فضلاً عن أن وزير الخارجية أراد أن تكون الزيارة مناسبة لصبغ إسرائيل بالطابع الروسي.

وبدا واضحاً، على الأقل من خلال حفل افتتاح النصب التذكاري، أن واجهة المشهد الإسرائيلي في التعاطي مع زيارة بوتين هي المهاجرون الروس، سواء من يحتلون مناصب سياسية عالية في الحكومة والكنيست والأحزاب أو من كبار رجال الأعمال. وأحاط هؤلاء بالرئيس الروسي لإشعاره وكأنه في بيته في الوقت الذي يعاني فيه بوتين من مشاكل ليس فقط في روسيا بل أيضاً في علاقاته مع الغرب عموماً ومع الإدارة الأميركية خصوصاً.

ولوحظ أن الأداء الإسرائيلي مع بوتين، برغم الحفاوة، كان متحفظاً، خشية إثارة غضب الأميركيين أو حتى أن يفهم الروس أن لا خلاف قائما بين الطرفين. فالقضايا موضع الاهتمام والخلاف بين إسرائيل وروسيا تعتبر قضايا بالغة الجوهرية، وفي مقدمتها المشروع النووي الإيراني والعلاقة الروسية – السورية. وأثير هذان الموضوعان تقريباً، ليس فقط في الاجتماعات المغلقة التي جرت بل أيضاً أمام الصحافيين. فروسيا، عدا كونها عضواً في فريق «5 + 1» الذي يفاوض إيران حول مشروعها النووي، فإنها تتخذ موقفاً مغايراً عن الموقف الغربي.

وبحسب ما نقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية فإن الرئيس الروسي أبلغ مستضيفيه أن موقف بلاده «محايد» في الشأن الإيراني.

أما على الصعيد السوري، فإن مسألة تسليح دمشق كانت على الدوام مشكلة قائمة في العلاقات بين الدولتين، وقد باتت اليوم أخطر في نظر إسرائيل. وقد أثار كل من بيريز ونتنياهو مع بوتين خطورة المضي قدماً في هذا الأمر في ظل احتمالات تسرب هذا السلاح إلى قوى أخرى قد تستخدمه في نهاية المطاف ضد تل أبيب.

وبحسب الإعلام الإسرائيلي، فإن الرد الروسي حول الموضوع السوري كان واضحاً، حيث أكد أن موسكو لا تقف إلى جانب النظام السوري بل إلى جانب سوريا التي لها فيها مصالح قديمة ومعها علاقات تاريخية.

وبالرغم من الحديث عن استمرار الخلاف بين الجانبين في هاتين المسألتين وأيضاً في ما يتعلق بالتسوية مع الفلسطينيين، إلا أن مصادر إسرائيلية تحدثت عن «تغيير ما» في الموقف الروسي. ورفضت المصادر توضيح ماهية التغيير بالرغم من أن هناك من يعتقد أن روسيا تشارك إسرائيل شعورها بالخطر من وصول الإســلاميين إلى الحكم في الدول العربية، وخصوصاً في مصر.

ومهما يكن، فإن زيارة بوتين إلى إسرائيل كانت تهدف علناً إلى تحقيق غايات دينية وثقافية واقتصادية. وهناك في إسرائيل من يتحدث عن مشاريع تريد روسيا عرضها على تل أبيب في مجالات الغاز والتعاون المشترك مع كل من اليونــان وقبرص. كما أن هناك من يشــير إلى مشاريع للصناعات العسكرية في الدولتين، وخصوصاً في ميادين الطائرات من دون طيار، وطائرات الإنذار المبكر، والتجسس.

دمشق تحتوي الأزمة .. مع الشعب التركي وحلفـاء أنقـرة يطالبونها بضبـط النفـس

أكدت دمشق امس أنها تصرفت ضمن حقها المشروع في الدفاع النفس عندما أسقطت الطائرة الحربية التركية بعد أن اخترقت مجالها الجوي، وشددت على أنها ستتخذ الإجراءات الضرورية لحماية سيادتها، لكنها أبدت حرصاً على علاقات حسن الجوار مع الشعب التركي، في الوقت الذي كانت فيه الحكومة التركية ترفع مستوى التوتر مع سوريا وتتحدث عن اعتداء متعمد على الطائرة التي أسقطت خارج المجال الجوي السوري، وتلوّح بالرد، فيما كان حلف شمالي الاطلسي الذي يعقد اليوم اجتماعا طارئا في بروكسل يؤكد أن الحادث لن يدفعه الى التدخل في سوريا، ويدعو تركيا الى التحلي بضبط النفس.

وذكرت انقرة أن الدفاعات الجوية السورية، استهدفت طائرة تركية ثانية خلال عملية البحث والإنقاذ بعد سقوط الطائرة الاولى، من دون أن تتمكن من إسقاطها. كما أضاف انشقاق عسكري سوري بارز إلى تركيا، عاملا آخر إلى الأزمة المتفاقمة بين الدولتين، مع إعلان أنقرة عن وصول لواء سوري وعقيدين إلى تركيا مع عائلاتهم، فيما فرض الاتحاد الاوروبي رزمة جديدة من العقوبات على سوريا.

من جانبه، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني «نحن في تواصل حثيث مع المسؤولين الأتراك»، مضيفا «سنعمل مع تركيا وشركاء آخرين لنتمكن من محاسبة نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد».

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي إن «الطائرة العسكرية التركية انتهكت صراحة السيادة السورية وفق الوقائع والمعلومات والاعتراف التركي الأولي». وأضاف «ان الرد السوري كان تصرفا دفاعيا سياديا من قبل رشاش أرضي مضاد للطائرات مداه الأقصى كيلومتران ونصف كيلومتر فقط».

واتهم مقدسي وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو بتجنب الحقائق بقوله إنه «روى رواية مخالفة ومغايرة لحقيقة إسقاط الطائرة العسكرية التركية»، مضيفا أنه عقد المؤتمر لـ«تفنيد الأكاذيب» المتداولة حول الحادثة. وأكد «أن سوريا متمسكة بعلاقات حسن الجوار مع تركيا، ومن أساء إلى العلاقات الثنائية ليس سوريا.. ونحن طبقنا مبدأ المعاملة بالمثل ولا نحمل أي عدوانية تجاه الشعب التركي»، مضيفا أن «الهدف من تصريحات الحكومة التركية حشد الشعب التركي وراء تصرفاتها تجاه سوريا والتي لا تخدم تركيا نفسها».

من جهته، وصف نائب رئيس الوزراء التركي بولنت أرينتش حادث إسقاط الطائرة التركية بالـ«عمل العدواني»، مشيرا إلى أن بلاده ستفعل ما ينبغي عليها فعله ولن تتردد في اتخاذ الخطوات اللازمة في إطار القوانين الدولية وداخل الحدود المشروعة.

وفي تصريح له بعد اجتماع لمجلس الوزراء التركي في المقر الرئيسي لرئاسة الوزراء بأنقرة استمر 7 ساعات برئاسة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، ذكر أرينتش أن  أردوغان سيتحدث اليوم أمام الكتلة البرلمانية لحزبه وسيوضح «لتركيا وللعالم أجمع آراء الحكومة وأفكارها بخصوص الطائرة التركية».

وأكد أرينتش أن «هناك كثيراً من المساعي التي ترمي إلى تضليل الرأي العام من خلال القول ان الطائرة العسكرية التركية ضُربت داخل الأجواء الإقليمية السورية»، موضحا أن «ادعاء الجانب السوري بأنه لم يستطع تحديد هوية الطائرة ما هو إلا ادعاء كاذب وعار تماما من الصحة».

ولفت أرينتش إلى أن «القانون الدولي يسمح للدول باستخدام المجال الجوي فوق البحار المفتوحة بكل حرية». وذكر أرينتش أن بلاده رجعت إلى حلف شمال الأطلسي «الناتو» بموجب المادتين 4 و5 من اتفاقية الحلف، مشددا على أن بلاده «لن تدخر أي جهد في هذا الموضوع حتى يهدأ بال الرأي العام التركي».

ونفى أرينتش ما أثير حول تمرير مقترح إلى البرلمان التركي يقضي بالقيام بعملية عسكرية وراء الحدود، وأكد أنه «لا حاجة إلى شيء كهذا الآن».

وأكد أرينتش قيام قوات سورية بفتح النار على طائرة تركية من طراز «كازا» كانت تشارك في أعمال البحث والإنقاذ الخاصة بطائرة الاستطلاع العسكرية «إف-4» التي أسقطتها القوات السورية يوم الجمعة الماضي. ونقلت هيئة الإذاعة البريطـانية (بي

 بي سي) عن أرينتش قوله «إنه تم فتح النار على الطائرة، إلا انه لم يتم إسقاطها»، متعهدا في الوقت ذاته بألا تمر هذه «التصرفات العدائية» من قبل القوات السورية «دون عقاب».

وقال ارينتش ان تركيا ستقرر في الايام  المقبلة ما اذا كانت ستوقف صادراتها من الكهرباء الى سوريا.

وانشق لواء سوري وعقيدان ووصلوا الى تركيا ليل الاحد الاثنين، حسبما أعلن مصدر ديبلوماسي تركي.  ودخل اللواء الذي لم تحدد هويته أو مهماته، الى تركيا عبر محافظة هاتاي (جنوب) برفقة عقيدين وخمسة ضباط آخرين وكذلك 24 من أفراد عائلاتهم.  وهذه الحصيلة تعدل الحصيلة السابقة التي أوردتها وكالة أنباء «الاناضول» وأشارت الى لواء وعقيدين و30 جنديا انشقوا.   وكانت وكالة «الاناضول» قد ذكرت أن العسكريين دخلوا الى تركيا ضمن مجموعة تضم 196 شخصا بينهم العديد من النساء والأطفال.

في المقابل، أعربت روسيا عن أملها ألا يتخذ «الناتو» في اجتماعه اليوم اية خطوات تؤدي إلى تفاقم الوضع في سوريا وإفشال التسوية السياسية للأزمة السورية، وقال نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو، إن «توجه تركيا إلى مجلس الناتو بشأن إسقاط الطائرة التركية يوم الجمعة الماضي هو إشارة مقلقة جدا إلى احتمال تصعيد عسكري في سوريا».

واعتبر خبراء روس متخصصون ان طائرة «اف-4 فانتوم» التركية التي أسقطتها سوريا كانت تختبر المضادات الجوية السورية لحساب حلف شمال الاطلسي وإسقاطها أظهر فاعلية الانظمة الروسية التي تم تجهيز سوريا بها كما نقلت عنهم وكالة «ريا نوفوستي».

من جانبهم، دعا وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي إلى رد هادئ على «الاعتداء السوري غير المقبول» على الطائرة التركية. وقالت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون «نشعر بقلق بالغ إزاء ما حدث وبتعاطف شديد مع أسرتي الطيارين المفقودين… وننتظر من تركيا بالطبع التحلي بضبط النفس في ردها».

الوزراء الاوروبيون أقروا حزمة العقوبات الـ16 على النظام السوري. وأضافوا ست مؤسسات وشخصية واحدة، ما رفع حجم قائمتهم السوداء، لحظر السفر وتجميد الاصول، إلى 129 شخصية، و49 مؤسسة.

 («السفير»، أ ف ب، رويترز، أ ب، أ ش ا)

سوريا تحذر من محاولة «التأزيم» التركية: الطائرة سقطت في مياهنا التي سنستمر في حمايتها

استبقت دمشق شهوة التصعيد التركية تجاهها بإعلانها أن الطائرة العسكرية التركية من طراز «اف ـ 4» سقطت بفعل نيران مضادات أرضية يدوية على بعد كيلومترين تقريباً من الشواطئ السورية، مخاطبة في ذات الوقت الشعب التركي بأن ما جرى حادث كان ليجري مع أية جهة، لتترك بذلك المسافة مفتوحة بين علاقة سوريا بالشعب التركي، وبين ما هي عليه مع حكومة رجب طيب أردوغان.

واتهم المتحدث باسم وزارة الخارجية والمغتربين جهاد مقدسي وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو بمنافاة الحقيقة بكلامه عن سقوط الطائرة التركية في المياه الدولية، و«محاولة تأزيم الوضع»، مؤكداً أن الوقائع التي انتهى إليها البحث حتى يوم أمس تؤكد سقوط الطائرة العسكرية التركية أثناء تحليقها على ارتفاع 100 متر فوق شواطئ اللاذقية وبمسافة عنها لا تتجاوز الكيلومترين.

وقال مقدسي في مؤتمر صحافي أمس إن «الطائرة العسكرية التركية انتهكت بشكل صريح السيادة السورية وفق الوقائع والمعلومات والاعتراف التركي الأولي»، في إشارة إلى تصريحات الرئيس التركي عبدالله غول يوم السبت الماضي بأن الطائرة كانت دخلت الأجواء السورية.

وقال مقدسي «إن الرد السوري كان تصرفاً دفاعياً سيادياً من قبل رشاش أرضي مضاد للطائرات مداه الأقصى كيلومتران ونصف فقط».

واتهم مقدسي داود أوغلو بتجنب الحقائق بقوله إنه «روى رواية مخالفة ومغايرة لحقيقة إسقاط الطائرة العسكرية التركية»، مضيفاً أنه عقد المؤتمر لـ«تفنيد الأكاذيب» المتداولة حول الحادثة.

وشرح مقدسي أن تحليق الطائرة وفقاً للرصد السوري كان منذ الحادية عشرة صباحاً يوم الجمعة الماضي، وأنها قامت بعــدة دورات في المنطقة المجاورة لشاطئ ريف اللاذقية قبل أن تنزل لارتفاع 100 متر وبسرعة تقارب 800 كيلومتر في الساعة. وأضاف مقدسي أنه «كان يمكن رؤية الطائرة بالعين المجردة وأن إطــلاق النار عليــها بدأ بعدما بدأت بالتحلــيق في اتجاه الشاطئ،» وذلك باستخدام مضادات أرضية للطائرات هي عبــارة عن رشاشــات منصوبة على التلال، قديمة العهد، وتستخدم للاشتباك القريب وقدرتها القصوى هي كيلومتران ونصف.

وكشف مقدسي أنه تم العثور على بعض حطام الطائرة الذي سلم للأتـراك لاحقاً، ومن بينها الذنب الذي بدت عليه آثار طلقات الرشاش المضاد للطائرات.

وأضاف مقدسي «أن عمليات البحث والإنقاذ عن حطام الطائرة جارية بتعاون بين الجانبين السوري والتركي، وطلبنا من الجانب التركي تشكيل لجنة عسكرية تأتي إلى مكان الحادث لكنه لم يرد على هذا الطلب». كما ذكر مقدسي أن كلاً من قائدي سلاحي الجو والبحرية سبق وتحدثا مع نظرائهما في الجانب التركي، وأنه بناءً عليه سمحت سوريا للحوامات التركية بمواكبة الزوارق السورية في بحثها عن الحطام والطيارين.

وأكد «أن سوريا متمسكة بعلاقات حسن الجوار مع تركيا، ومن أساء إلى العلاقات الثنائية ليس سوريا.. ونحن طبقنا مبدأ المعاملة بالمثل ولا نحمل أي عدوانية تجاه الشعب التركي»، مضيفاً أن «الهدف من تصريحات الحكومة التركية حشد الشعب التركي وراء تصرفاتها تجاه سوريا والتــي لا تخدم تركيا نفسها».

وكانت أنقرة أرسلت رسالة عبر قنصلية سوريا في اسطنبول، القناة الديبلوماسية الوحيدة القائمة بين البلدين، مستندة لتقييم الخارجية التركية باعتبار الحادثة «اعتداء»، الأمر الذي ردت عليه دمشق بالنفي، مستندة لنتائج التحقيق العسكري في القضية. وكان ملحوظا منذ البداية عدم رغبة الجانب السوري تأكيد الموضوع أو نفيه، وانتظار إعلان الجيش التركي عن الحادثة منتصف ليل الجمعة ليصدر بعده بدقائق البيان العسكري السوري.

وكانت الخارجية السورية أمس تلمست ملامح «تصعيد» لدى الجانب التركي، ولا سيما في محاولة حزب العدالة والتنمية تحويل القضية إلى «مسألة شرف» و«اقتياد المعارضة وبالتالي الشعب التركي خلفه» في سياسته الحالية تجاه سوريا، وفقاً لما قالته مصادر لـ«السفير» إلا أنها تريثت في الرد بانتظار «جلاء بعض الأمور» خصوصاً أن اتصالات دبلوماسية مكثفة كانت تجري بين دمشق وحلفائها في المنطقة حول الحادثة وانعكاساتها.

وفي هذا السياق سئل مقدسي عن اجتماع الناتو العاجل حول الحادثة فأجاب «يجب أن يكون اجتماع حلف الناتو لتثبيت الأمن والاستقرار، ولكن إذا كان عدواني الطابع فنحن نقول إن الأراضي والمياه والأجواء السورية مقدسة بالنسبة للجيش السوري».

صحيفة سورية: الغرب يدفع حكومة أردوغان لارتكاب حماقات سياسية خطيرة

دمشق- (د ب أ): رأت صحيفة سورية تابعة للسلطات أن “الغرب وأمريكا” يدفع بأنقرة إلى مزيد من التصعيد بعد أيام على إسقاط القوات السورية لطائرة عسكرية تركية تؤكد دمشق أنها حلقت فوق مياهها الإقليمية على الساحل السوري بينما تنفي أنقرة تلك الاتهامات.

وذكرت صحيفة (الثورة) الحكومية في افتتاحيتها الثلاثاء أن الغرب والولايات المتحدة يدفعان بالحكومة التركية إلى “تبني مواقف مغالية في معاداتها وإلى حماقات سياسية خطيرة لها تداعياتها على المنطقة والعالم”.

وأوضحت الصحيفة أن الغرب والولايات المتحدة مارسا “الكذب مرارا وتكرارا بذريعة ومن دون ذريعة بقرينة ومن دون قرينة وما كذبوا به كان حجة للكثيرين وأحياناً أدلة على تفريخ أزمة أخرى تضاف إلى أزمات المنطقة”.

وتابعت الصحيفة :”لكن الكذب هذه المرة لم يكن بحاجة لكثير من الجهد حتى تتضح حدوده في الموقف التركي خصوصاً حين لفه التناقض والارتباك،وحين تناوب المسؤولون الأتراك على تدوير الزوايا،بدءاً من انسحابهم من تصريحاتهم الأولى وليس انتهاءً بما خلصت إليه استنتاجاتهم المغلوطة”.

وأضافت الصحيفة أن تصريحات المسئولين الغربين بدت “بمنزلة تعليمات صارمة لحكومة (رئيس الوزراء التركي رجب طيب) أردوغان صدرت تباعا وقد لاحظ الجميع كيف انعكس ذلك في وتيرة العدائية التي تصاعدت بالتدريج”.

انقرة في رسالة إلى الأمم المتحدة: دمشق ارتكبت عملا عدائيا

نيويورك- (ا ف ب): نددت تركيا الاثنين بـ”عمل عدائي” قامت به دمشق في رسالة وجهتها إلى مجلس الأمن والامين العام للامم المتحدة بان كي مون اثر اسقاط سوريا الجمعة مقاتلة تركية من طراز (اف 4).

وأوردت الرسالة التي حصلت فرانس برس على نسخة منها أن “هذا الهجوم في الاجواء الدولية الذي قد يكون ادى الى مقتل طيارين تركيين، يشكل عملا عدائيا من جانب السلطات السورية ضد الامن الوطني لتركيا”.

واعتبرت انقرة أن هذا الحادث “يشكل تهديدا خطيرا للسلام والامن في المنطقة”.

واضافت الرسالة ان “تركيا تحتفظ بامكان الدفاع عن حقوقها استنادا الى القوانين الدولية”.

وتابعت ان “تركيا تركز حاليا على مهمة البحث (عن الطيارين). حين يتم تحديد الوقائع في شكل تام، سنقرر طبيعة الاجراءات التي سنتخذها ردا على هذا العمل”.

واثر اسقاط المقاتلة، طلبت تركيا عقد اجتماع عاجل للحلف الاطلسي الذي يلتئم الثلاثاء في بروكسل.

واكدت الرسالة ان “تسجيلات الرادار والتسجيلات الصوتية التركية تؤكد ان طائرتنا اسقطت في المجال الجوي الدولي”، موضحة أن المقاتلة لم تقم بأي مناورة عدائية وان “اطلاق النار لم يسبقه أي تحذير” وان اتصالات صوتية تم اعتراضها تظهر ان الوحدات العسكرية السورية المسؤولة “كانت على علم تماما بالظروف وبان الطائرة تنتمي إلى تركيا”.

واشارت انقرة في رسالتها الى حادث اخر تعرضت فيه طائرة تركية اخرى لنيران سورية فيما كانت تقوم باعمال بحث لانقاذ الطيارين.

واضافت انه خلال هذا الحادث الذي وقع ايضا الجمعة الفائت، فان بطارية مضادة للطائرات على الساحل السوري استهدفت طائرة من طراز كازا “رغم التنسيق مع السلطات السورية في عمليات الانقاذ”.

اشتباكات عنيفة حول مقرات الحرس الجمهوري في ضواحي دمشق

بيروت- (ا ف ب): تدور اشتباكات عنيفة منذ فجر الثلاثاء في ضواحي دمشق حول مقرات الحرس الجمهوري المكلف حماية دمشق وريفها، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن “الاشتباكات في قدسيا والهامة بريف دمشق تدور حول مراكز الحرس الجمهوري ومنازل ضباط الحرس وعوائلهم، على بعد نحو 8 كيلومترات عن ساحة الامويين في قلب العاصمة السورية”.

واضاف انه “تم تفجير دبابة للقوات النظامية عند مدخل قدسيا”، لافتا إلى ان “هذه هي المرة الاولى التي تستخدم فيها القوات النظامية المدفعية في مناطق قريبة إلى هذا الحد من قلب العاصمة ما يدل على عنف الاشتباكات”.

ولفت عبد الرحمن إلى أن “هذه الاشتباكات هي الاعنف وتختلف عما كان عليه الامر في كفر سوسة والمزة، كونها تشهد استخدام القصف من قبل القوات الحكومية على مسافات قريبة في ضواحي دمشق”.

واكد مدير المرصد أن “وصول الاشتباكات إلى دمر يعني انها اقتربت من قلب العاصمة دمشق”.

واضاف ان القصف والاشتباكات في قدسيا ودمر والهامة بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين “مستمر منذ ساعات ما يعني ان ما يحصل ليس عملية كر وفر”، مؤكدا ان “اصوات الانفجارات تسمع في كل من دمر والقدسية والهامة ومدينة قطنة”.

دمشق تعتبر الحادث ‘انتهاكا للسيادة’.. وانشقاق ضباط سوريين بينهم لواء وعقيدان

تركيا تعلن استهداف طائرة ثانية وتهدد بوقف الكهرباء عن سورية

دمشق ـ انقرة ـ نيويورك ـ جنيف ـ وكالات: قال التلفزيون الرسمي التركي الإثنين إن لواء سوريا و38 جنديا فروا إلى تركيا الليلة قبل الماضية بعد أيام من قيام سورية بإسقاط طائرة حربية تركية الأمر الذي صعد التوتر بين الدولتين الجارتين.

ودعت تركيا إلى اجتماع لحلف شمال الأطلسي اليوم الثلاثاء للاتفاق بشأن رد على إسقاط طائرة استطلاع حربية تابعة لها في حادث وصفته بأنه هجوم بدون تحذير في المجال الجوي الدولي.

واعتبرت دمشق ان حادث الطائرة التركية الجمعة هو ‘انتهاك صريح للسيادة السورية’، الا ان المتحدث باسم حكومة تركيا قال إن بلاده ستحمي نفسها في اطار القانون الدولي وان اسقاط سورية لطائرة تركية لن يمر دون عقاب.

واكد نائب رئيس الوزراء التركي بولند ارينج الاثنين ان طائرة انقاذ بحري تركية تعرضت لنيران سورية فيما كانت تقوم بعمليات بحث في محاولة للعثور على طياري المقاتلة التركية التي اسقطتها دمشق الجمعة.

وصرح ارينج للصحافيين ‘اقلعت احدى طائراتنا من طراز كازا مع فريق مساعدة. ويا للاسف، فان نيرانا مصدرها البر استهدفت طائرتنا. لقد اتصلت وزارة الخارجية (التركية) وهيئة اركان جيشنا بالسلطات السورية لتوقف هذا الترهيب فورا’.

وهددت انقرة دمشق بوقف صادراتها من الكهرباء الى سورية، وقال نائب رئيس الوزراء التركي ان تركيا ستحمي نفسها في اطار القانون الدولي ضد ما وصفه ‘بالعمل العدائي’ من سورية بإسقاط طائرتها الجمعة الماضي.

وقال في ختام اجتماع للحكومة استمر سبع ساعات بشأن الحادث ان اسقاط سورية لطائرة الاستطلاع ‘لن يمر دون عقاب’.

جاء ذلك فيما ارتفعت حصيلة قتلى امس الى 53 غالبيتهم من المدنيين وسط تواصل القصف العنيف على حمص وتحذير جديد للمعارضة من ‘مجزرة’ في حال اقتحمتها قوات النظام.

في الوقت نفسه، تبنى وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي دفعة جديدة من العقوبات على سورية.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي في مؤتمر صحافي ان حادث الطائرة التركية التي اسقطتها الدفاعات الجوية السورية ‘انتهاك صريح للسيادة السورية مثبت بالوقائع وبالتصريحات التركية نفسها التي قالت انه تم انتهاك الاجواء السورية’.

واشار الى ان وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ‘روى رواية مغايرة تماما لوقائع هذا الاعتداء على السيادة السورية’، واصفا ما قاله بانه ‘عار عن الصحة وغير دقيق’.

وكان اوغلو اتهم الاحد سورية باسقاط المقاتلة التركية اثناء وجودها في المجال الجوي الدولي، موضحا ان الطائرة كانت تقوم بطلعة تدريبية من دون اسلحة وبهدف اختبار نظام رادار.

ودعت تركيا على خلفية هذا الحادث حلف شمال الاطلسي التي هي عضو فيه الى الاجتماع، الامر الذي استجاب له الحلف معلنا عقد الاجتماع الثلاثاء في بروكسل.

وقال مقدسي انه اذا دعم هذا الاجتماع الاستقرار ‘نتمنى له التوفيق… اما اذا كان عدواني الطابع، فأطمئنهم بأن الاجواء السورية والاراضي السورية والمياه السورية مقدسة بالنسبة الى الجيش السوري، كما الاجواء التركية والاراضي التركية والمياه التركية مقدسة للجيش التركي’.

ووصف دور الاتحاد الاوروبي في الأزمة السورية بأنه ‘سلبي’.

وبعدما اجمعت الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي على وصف اسقاط دمشق مقاتلة تركية بانه عمل ‘غير مقبول’ عززت الاثنين ضغوطها على دمشق لكنها تفادت اي تصعيد عسكري عشية انعقاد اجتماع للحلف الاطلسي مخصص للحادث.

وتبنى وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي المجتمعون في لوكسمبورغ مجموعة عقوبات جديدة بحق سورية هي السادسة عشرة منذ بدء الاحتجاجات الشعبية وقمع النظام الدامي لها قبل اكثر من عام، وتستهدف شركات ووزارات جديدة وتوسع نطاق الحظر على شراء الاسلحة.

ميدانيا، اورد المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان ان ‘حي الخالدية في حمص لا يزال يتعرض لقصف من القوات النظامية السورية التي تحاول منذ ايام اقتحامه’، مشيرا الى ‘الوضع الانساني الصعب’ الذي يعيشه الحي ‘في ظل الحصار المفروض عليه’.

وذكر بان هذا الحصار يحول دون ‘معالجة عشرات الجرحى ودخول المواد الاساسية’، فيما ‘تنعدم مقومات الحياة في الحي وفي احياء اخرى محاصرة’ في المدينة.

واظهر شريط فيديو وزعه المرصد اطرافا من حي الخالدية تبدو فيها الابنية شبه مهجورة والحي مدمرا بشكل شبه كامل.

ونقل المجلس الوطني السوري المعارض ‘نداء استغاثة’ جديدا وجهه اهالي حمص الى العالم، واصفا ما يجري في حمص بأنه ‘حملة ابادة جماعية’ و’جريمة ابادة وتطهير طائفي بأبشع الادوات والطرق الهمجية’.

من جهة اخرى، ذكرت وكالة انباء الاناضول ان ضابطا سوريا برتبة لواء فر من الجيش ووصل الى تركيا ليل الاحد الاثنين، ما يرفع الى 13 عدد كبار ضباط الجيش السوري الذين لجاوا الى تركيا.

ودخل اللواء الذي لم تحدد الوكالة هويته او مهامه، الى تركيا عبر محافظة هاتاي (جنوب) برفقة عقيدين و30 جنديا آخرين مع 24 من افراد اسرهم، ضمن مجموعة تضم 196 شخصا بينهم العديد من النساء والاطفال وفقا للاناضول.

وافاد مصدر دبلوماسي اوروبي وكالة فرانس برس الاثنين عن حادث جوي جديد كاد يقع فوق المتوسط بين تركيا وسورية، عندما رصدت الرادات السورية طائرة تركية كانت تشارك في اعمال البحث عن الطيارين التركيين اللذين فقدا بعد اسقاط سورية المقاتلة التركية من طراز ‘اف ـ 4’ الجمعة فوق المتوسط.

واوضح المصدر ان نظام الدفاعات الجوية السورية حدد الطائرة هدفا محتملا، وهي المرحلة الاخيرة قبل فتح النار.

واعلن مقدسي الاثنين ان عمليات البحث عن الطيارين مستمرة بالتنسيق مع السلطات التركية، وانه تم تسليم حطام الطائرة المقاتلة الاحد الى انقرة.

من جهته طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مجلس الأمن الدولي الاثنين باتخاذ إجراء لوقف تنفيذ أحكام الإعدام المتعجلة وانتهاكات حقوق الإنسان وخطف المدنيين وتعذيبهم في سورية.

ولقي مطلب بان كي مون باتخاذ إجراء في هذا الصدد دعما من جانب منسقة الشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة فاليري أموس، ومسؤول يمثل مفوضة الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي خلال مباحثات حول سبل حماية المدنيين في النزاع المسلح.

الى ذلك قالت مصادر من الأمم المتحدة ومصادر دبلوماسية الإثنين إن باولو بينيرو وهو من كبار محققي الامم المتحدة لحقوق الانسان يجري محادثات في دمشق مع مسؤولين سوريين كبار لتمهيد السبيل للتحقيق في المذابح والفظائع الاخرى التي ارتكبت في البلاد.

وهذه هي المرة الأولى التي يمنح فيها الخبير البرازيلي بينيرو الموافقة على دخول سورية منذ أن شكل مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة فريقه في أيلول (سبتمبر) الماضي.

سفينة الشحن المحملة مروحيات لسورية ترفع العلم الروسي

موسكو ـ ا ف ب: ذكرت وكالة انباء انترفاكس ان سفينة الشحن التي حاولت تسليم مروحيات عسكرية لسورية باتت ترفع العلم الروسي بعد ان كانت ترفع علم جزيرة من جزر الانتيل فيما تنتظر تعليمات جديدة في ميناء روسي.

وكانت سفينة الشحن ‘ام في الايد’ رست الاحد في ميناء مورمانسك شمال غرب روسيا حيث بدلت العلم.

والاسبوع الماضي اضطرت السفينة الى العودة ادراجها قبالة سواحل اسكتلندا من دون ان تتمكن من تسليم المروحيات العسكرية الروسية بعد كشف معلومات عن مهمتها. وكانت شركة تأمين بريطانية اعلنت الاسبوع الماضي انها الغت تأمين سفينة الشحن الروسية بسبب هذه المعلومات ما يمنعها من الرسو في اي مرفأ خلال رحلتها.

وكانت وقتها ترفع علم جزيرة كوراثاو (الانتيل الهولندية).

وبحسب الشركة الروسية المشغلة للسفينة فإن السفينة رست في ميناء مورمانسك لتلقي حمولة اضافية قبل الابحار الى وجهتها النهائية ميناء فلاديفوستوك في اقصى شرق روسيا.

لكن مصدرا دبلوماسيا روسيا ذكر في وقت سابق لوكالة انترفاكس ان السفينة ستحاول مجددا الابحار الى سورية مع حمولتها رافعة هذه المرة العلم الروسي وبمواكبة سفينة مدنية.

واقر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الخميس بان السفينة كانت تنقل مضادات ارضية وثلاث مروحيات ام-اي 25 كانت ارسلتها سورية الى روسيا لعمليات صيانة وتصليح.

ومروحية ام ـ اي 25 نسخة لام – اي 24 الهجومية المخصصة للتصدير استخدمت خصوصا في افغانستان (1979 ـ 1989) وخلال الحربين مع الشيشان. وفي الاشهر الماضية استخدم نظام دمشق هذه المروحيات لقمع حركة الاحتجاج في سورية.

وتؤكد موسكو انها لا تسلم دمشق اي معدات يمكن ان تستخدم في قمع التظاهرات ولا تنتهك اي قواعد او حظر دولي.

 أنقرة تعدّ «خريطة طريق» للردّ

تحاول أنقرة أن ترسم خريطة طريق لها من أجل جعل سوريا تدفع ثمن إسقاط الطائرة العسكرية التركية، وتضع في ذهنها عملية عسكرية محدودة كأحد الخيارات المطروحة أمامها للردّ

فاطمة كايابال

أنقرة ـ اجتمعت الحكومة التركية، أمس، مع قادة القوة الجوية من أجل وضع خريطة طريق للرد على إسقاط سوريا طائرتها العسكرية، بعدما أجرت جهوداً دبلوماسية مع العديد من الدول المجاورة والبعيدة، ومن ضمنها منظمة حلف شمالي الأطلسي. ومنذ إسقاط الطائرة، تحاول تركيا أن تمارس ضبط النفس، وتضع في أولوياتها البحث عن الطيارين المفقودين.

      وبحسب اعتراضات الاستخبارات التركية للاتصالات اللاسلكية بين المسؤولين العسكريين السوريين، فإن الأمر السياسي بإسقاط الطائرة جاء مباشرة من دمشق. وتظهر هذه الاتصالات أيضاً أن المسؤولين السوريين عرفوا جيداً أن الطائرة تحمل العلم التركي. ويرى المراقبون، أنه في ظل هذه الأوضاع، يتوقع أن تأخذ تركيا إجراءات حازمة ضد سوريا، وهناك العديد من الخيارات على الطاولة، بينها الخيار العسكري.

ويقول رئيس تحرير جريدة «ميليت» اليومية، فكرت بيلا، إن أنقرة سوف تحافظ على رباطة جأشها. ويضيف إنه «أولاً، سوف تدفع المنظمات الدولية وبينها حلف شمالي الأطلسي والأمم المتحدة لأن تعتبر الفعل السوري موقفاً عدائياً متعمداً. لأنه في المبدأ، تريد أنقرة أن تتصرف ضمن حدود القانون الدولي. لكن في غضون ذلك، ستقرر بشأن خريطة الطريق الخاصة بها. وهذه الخريطة سوف تتضمن عدة خيارات لظروف مختلفة. ولن يكون هناك صعوبة في جعل سوريا تدفع تعويضاً وتقدم اعتذاراً. لكن على الأرجح، فإن ذلك لن يكون كافياً لتركيا».

ويشير الخبير التركي الى أنّ «خريطة الطريق التركية قد تتضمن إقامة مناطق آمنة على الحدود، من أجل معاقبة أي انتهاك بسيط للحدود من قبل سوريا. لكن طبعاً في ظل الجو الدولي الحالي، فإن أنقرة سوف تحافظ على رباطة جأشها». ويضيف إن تركيا يمكن أن توقف أيضاً صادرات الكهرباء الى سوريا.

ووقف صادرات الكهرباء هو أحد المواضيع المطروحة للنقاش خلال الاجتماع الحكومي. وتحرص أنقرة دوماً على الفصل بين الشعب والنظام في سوريا، وهو ما عبر عنه وزير الخارجية، أحمد داوود أوغلو، في معرض تناوله لحادثة إسقاط الطائرة، مؤكّداً أنه مهما جرى، فإن أنقرة سوف تُبقي على دعمها للشعب السوري. لكن وزير الطاقة، تانر يلديز، قال إن رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان سوف يقرر بهذا الشأن.

من جهته، قال النائب جميل طيار، عن حزب «العدالة والتنمية»، إن سوريا لم تسقط الطائرة التركية فقط، لكنها استهدفت صورة القوة الإقليمية لتركيا. وأشار الى أنه «إذا لم ترد تركيا، فإن المجتمع سيقع في صدمة جديدة، وتركيا ستخسر هيبتها».

الجنرال المتقاعد أرمان كولولو قال إن أنقرة تملك خيارين: «سوف تتحدث الى روسيا والصين وإيران وتستخدم قنواتها الدبلوماسية في الغرب، وبينها الأطلسي، لتجبر سوريا على تقديم الاعتذار والتعويض. الخيار الثاني هو تعمد انتهاك المجال الجوي السوري لرؤية رد الفعل السوري. إذا كان سلبياً، فسوف تستهدف عندها نظام الدفاع الجوي السوري».

وفي جميع الأحوال، فإن كل الخيارات تبقى قائمة على الطاولة. وقد أعلمت الحكومة الأحزاب المعارضة يوم الأحد بذلك. ودعا أردوغان قادة المعارضة إلى اجتماعات منفصلة، وهو إجراء نادراً ما يجري ويعتبر مؤشراً قوياً على أن أنقرة لا تستبعد أي خيار.

بدوره، قال زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض، كمال كليجدار أوغلو، عقب لقائه أردوغان، إن الحكومة لم تطلعهم على تفاصيل خريطة الطريق، لكن من الواضح أن إسقاط الطائرة كان متعمداً وهذا غير مقبول، فيما أشار رئيس حزب «الحركة الوطنية» المعارض، ديفلت باشلي، إلى أن هناك بعض الدول في الغرب تحاول أن تدفع تركيا نحو الحرب مع سوريا.

محقق دولي في دمشق

حادث جوي جديد بين تركيا وسوريا ودمشق تحذّر من أن يكون اجتماع الأطلسي «عدوانياً» وأنقرة تحتمي بالقانون الدولي

عشية اجتماع حلف شماليّ الأطلسي، قالت تركيا إنها لا نية لديها للدخول في حرب مع سوريا، رداً على إسقاط دمشق لطائرة تركية، في وقت عزز فيه الاتحاد الأوروبي الضغوط على دمشق، لكنه تفادى التصعيد العسكري

قال نائب رئيس الوزراء التركي، بولنت أرينج، أمس، إنه ليس لدى تركيا أي نية للدخول في حرب مع سوريا، رداً على إسقاط دمشق لطائرة عسكرية تركية الجمعة الماضي. إلا أنه أكد أنها ستحمي نفسها ضمن القانون الدولي، مشدداً على أن إسقاط الطائرة لن يمر بلا عقاب.

ونقلت وسائل إعلام تركية عن أرينج قوله إن تركيا ستقرر في الأيام المقبلة ما إذا كانت ستوقف صادراتها من الكهرباء إلى سوريا، رداً على إسقاط الطائرة.

وكان رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، قد قال في وقت سابق في اجتماع مع المعارضة، إنه عُثر على حذاءي الطيارَين التركيين اللذين فقدا بعد إسقاط القوات السورية طائرتهما يوم الجمعة، قائلاً إنه لا تتوافر أدلة على أن الطيارَين استخدما المظلة أو مقعدي القذف للخروج من الطائرة. وعرض أردوغان صور الحذاءين على قادة المعارضة.

ويعقد حلف شماليّ الأطلسي «الناتو» اجتماعاً اليوم تلبية لطلب تركيا، للبحث في الحادثة.

من جهة ثانية، أكد أرينج أن طائرة إنقاذ بحري تركية تعرضت لنيران سورية، فيما كانت تقوم بعمليات بحث في محاولة للعثور على طيارَي المقاتلة التركية.

وقال أرينج للصحافيين: «اتصلت وزارة الخارجية (التركية) وهيئة أركان جيشنا بالسلطات السورية، فتوقف هذا الترهيب فوراً».

بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية، جهاد مقدسي، أمس، إن الدفاعات الجوية السورية تحتم عليها التعامل على الفور مع طائرة تركية تحلق على ارتفاع 100 متر داخل الأجواء السورية، في انتهاك «صريح للسيادة السورية». وقال مقدسي إن الطائرة أُسقطت بنيران «رشاش أرضي مضاد للطائرات مداه الأقصى 2.5 كيلومتر فقط»، لا بواسطة صاروخ موجه بالرادار.

وقال مقدسي «إن وزير الخارجية التركي روى رواية مخالفة ومغايرة لحقيقة إسقاط الطائرة العسكرية التركية»، مضيفاً أنهم زادوا من تعقيد الموقف. وأضاف أنه رغم الحادث، إن «سوريا متمسكة بعلاقات حسن الجوار مع تركيا».

وأنهى مقدسي حديثه بتحذير من أي عمل من جانب حلف شماليّ الأطلسي، وقال: «يجب أن يكون اجتماع حلف الناتو (حلف شماليّ الأطلسي) لتثبيت الأمن والاستقرار، لكن إذا كان عدوانياً، بالطبع فنحن نقول إن الأراضي والمياه والأجواء السورية مقدسة بالنسبة إلى الجيش السوري».

ورأى خبراء روس متخصصون أن طائرة الـ«أف ــ 4 فانتوم» التركية التي أسقطتها سوريا كانت تختبر المضادات الجوية السورية لحساب حلف شماليّ الأطلسي، وإسقاطها أظهر فاعلية الأنظمة الروسية التي جُهِّزت سوريا بها، كما نقلت عنهم وكالة ريا نوفوستي.

وقال مصدر أردني إن المملكة ستسلم اليوم الطائرة الحربية السورية «ميغ 21» التي فرّ بها الطيار المنشق حسن الحمادة إلى الأردن الخميس الماضي.

وفي جنيف، قالت مصادر من الأمم المتحدة ومصادر دبلوماسية أمس إن باولو بينيرو، وهو من كبار محققي الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، يجري محادثات في دمشق مع مسؤولين سوريين كبار لتمهيد السبيل للتحقيق في المذابح والفظائع الأخرى التي ارتكبت في البلاد.

وهذه هي المرة الأولى التي يمنح فيها الخبير البرازيلي بينيرو الموافقة على دخول سوريا منذ أن شكل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة فريقه في أيلول الماضي.

وقال مصدر من الأمم المتحدة في جنيف «إنه يحاول تمهيد الطريق لنا كي نتمكن من دخول البلاد… نحن بحاجة إلى الذهاب قبل أيلول، وهو الموعد المقرر لتقديم تقريرنا النهائي».

وقالت مصادر دبلوماسية إن بينيرو وصل إلى دمشق في وقت متأخر السبت، في زيارة لم يسبق إعلانها بعد الحصول على تأشيرة من البعثة الدبلوماسية السورية في جنيف.

وأضافت المصادر أنه التقى بنائب وزير الخارجية فيصل المقداد، وأن من المقرر أن يعود إلى جنيف اليوم عشية تقديم أحدث تقرير للفريق إلى مجلس حقوق الإنسان.

أمنياً، انشق لواء سوري وعقيدان ووصلوا إلى تركيا ليل الأحد ــ الاثنين، كما أعلن مصدر دبلوماسي تركي، ما يرفع إلى 13 عدد كبار ضباط الجيش السوري الذين لجأوا إلى تركيا.

ودخل اللواء الذي لم تحدد هويته أو مهامه، إلى تركيا عبر محافظة هاتاي برفقة عقيدين وخمسة ضباط آخرين، وكذلك 24 من أفراد عائلاتهم.

وهذه الحصيلة تعدل الحصيلة السابقة التي أوردتها وكالة أنباء الأناضول سابقاً، وأشارت إلى لواء وعقيدين و30 جندياً انشقوا. وكانت وكالة الأناضول قد ذكرت أن العسكريين دخلوا إلى تركيا ضمن مجموعة تضم 196 شخصاً، بينهم العديد من النساء والأطفال.

ودعت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، كاثرين آشتون، أمس، إلى تحرّك موحّد من مجلس الأمن، بما في ذلك عقوبات شاملة تحت الفصل السابع.

وقالت آشتون في مؤتمر صحافي تلا اجتماع وزراء خارجية الاتحاد في لوكسمبورغ، الذي تمخّضت عنه حزمة عقوبات جديدة على سوريا: «نريد عقوبات شاملة تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة».

ورحّب وزير الخارجية البريطانية، وليام هيغ، بتكثيف الاتحاد الأوروبي الضغوط على سوريا، وحظره تأمين شحنات الأسلحة إليها.

وقال هيغ: «قررنا أيضاً تقوية حظر الأسلحة، بحيث يصبح تأمين وإعادة تأمين شحنات الأسلحة محظور بنحو صريح».

وأعلنت أوستراليا فرض مزيد من العقوبات على سوريا، فيما شجع وزير خارجيتها روسيا على الاضطلاع بدور أكبر لفسح المجال أمام تغيير النظام في سوريا.

ميدانياً، حاولت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مجدداً أمس دخول مدينة حمص السورية لإجلاء المدنيين والمصابين المحاصرين هناك. إلا أنها ما زالت تنتظر موافقة «لا لبس فيها» من طرفي الصراع.

وحصد العنف أمس عشرات القتلى في سوريا، غالبيتهم من المدنيين، فيما يتواصل القصف والعمليات العسكرية في حمص ومناطق أخرى، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

(رويترز، أ ف ب، يو بي آي)

واشنطن: الامم المتحدة منيت ب”فشل ذريع” في سوريا

نددت السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة سوزان رايس الاثنين ب”فشل ذريع” للامم المتحدة في سوريا مجددة الدعوة الى فرض عقوبات لممارسة ضغط على دمشق، وذلك خلال نقاش في الامم المتحدة حول حماية المدنيين في النزاعات.

وقالت “منذ اكثر من عام اظهر هذا المجلس انه عاجز عن حماية الشعب السوري من الاعمال الوحشية التي تقوم بها حكومته” مشيرة الى ان القمع الذي تقوم به دمشق “اصبح اكثر خطورة على السلام والامن الدوليين”.

واضافت “يجب ان نتخذ اجراءات فاعلة بما في ذلك فرض عقوبات بموجب الفصل السابع (من ميثاق الامم المتحدة) لممارسة ضغط” على دمشق. واوضحت “انه لمعيب ان نرى هذا المجلس غير مبال بدل ان يتحرك”.

من ناحيته، طالب نظيرها البريطاني مارك ليال غرانت بالقيام “بعمل حازم لارغام النظام السوري” على وضع حد لاعمال العنف وتطبيق خطة السلام التي قدمها الوسيط كوفي انان. وقال “نحن نقوم بجهد كبير من اجل احياء خطة انان”.

اما السفير الفرنسي جيرار ارو فقال ان “الاسرة الدولية لم تنجح حتى الان في حماية المدنيين” في سوريا. واضاف “يجب ان يوجه المجلس الان واكثر من اي وقت رسالة حازمة الى السلطات السورية”.

وسيستمع اعضاء مجلس الامن صباح الثلاثاء لتقرير عن الوضع في سوريا سيرفعه ناصر القدوة، احد مساعدي انان.

وستكون المداخلة الاولى للقدوة امام مجلس الامن الذي استمع مرات عدة لانان او لمساعده الاخر جان ماري غيهينو.

الناتو يجمتع للرد على سوريا وواشنطن تتعهد بمحاسبة نظام الأسد

وكالات

يعقد حلف “الناتو” الثلاثاء اجتماعًا لبحث الرد على سوريا بعد حادث إسقاط المقاتلة التركية. وكانت الولايات المتحدة قد تعهدت أمس بالتعاون مع تركيا على ما وصفته بـ”محاسبة سوريا”، فيما اعتبر خبراء روس أن الطائرة كانت تختبر المضادات الجوية السورية لحساب حلف شمال الأطلسي، وأن إسقاطها “أظهر فاعلية الأنظمة الروسية” التي تم تزويد سوريا بها.

بروكسل: بدأ حلف شمال الاطلسي صباح الثلاثاء في بروكسل اجتماعا طارئا بطلب من تركيا مخصصا للبحث في إسقاط الدفاعات السورية مقاتلة تركية، كما افاد مصدر في الحلف.

وبعيد الساعة الساعة 10:00 (08:00 تغ) بدأ الاجتماع في مقر الحلف في بروكسل على مستوى سفراء الدول ال28 الاعضاء، ومن المقرر ان يعقد الامين العام للحلف اندرس فوغ راسموسن مؤتمرا صحافيا قرابة الساعة 11:30 (09:30 تغ).

ويعقد الاجتماع بطلب من انقرة بموجب البند الرابع من معاهدة الحلف التي تنص على انه بامكان اي بلد عضو في الحلف الاطلسي ان يرفع الى مجلس الحلف مسألة لمناقشتها مع باقي الاعضاء عندما يعتبر ان ثمة تهديدا لوحدة اراضيه او استقلاله السياسي او امنه.

وهي المرة الثانية فقط في تاريخ الاطلسي الذي تأسس في 1949 التي يعقد فيها اجتماع بناء على البند الرابع، وكانت المرة الاولى في 2003 حين عقد اجتماع بطلب من تركيا ايضا لبحث الحرب على العراق.

ومن غير المتوقع صدور اي قرار عن هذا الاجتماع الذي سيقوم فيه خصوصا المندوب التركي بتقديم عرض لملابسات اسقاط المقاتلة التركية، كما افاد مصدر دبلوماسي. وكان وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو اعلن الاثنين ان الخيار العسكري ليس مطروحا حاليا.

هذا، وأكد نائب رئيس الوزراء التركي بولند ارينج أمس الاثنين ان طائرة انقاذ بحري تركية تعرضت لنيران سورية فيما كانت تقوم بعمليات بحث في محاولة للعثور على طياري المقاتلة التركية التي اسقطتها دمشق الجمعة.

وصرح ارينج للصحافيين “اقلعت احدى طائراتنا من طراز كازا مع فريق مساعدة. ويا للاسف، فان نيرانا مصدرها البر استهدفت طائرتنا. لقد اتصلت وزارة الخارجية (التركية) وهيئة اركان جيشنا بالسلطات السورية فتوقف هذا الترهيب فورا”.

وبعدما اجمعت الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي على وصف اسقاط دمشق مقاتلة تركية بانه عمل “غير مقبول” عززت الاثنين ضغوطها على دمشق لكنها تفادت اي تصعيد عسكري عشية انعقاد اجتماع الاطلسي.

وتبنى وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي المجتمعون في لوكسمبورغ مجموعة عقوبات جديدة بحق سوريا هي السادسة عشرة منذ بدء الاحتجاجات الشعبية وقمع النظام الدامي لها قبل اكثر من عام، وتستهدف شركات ووزارات جديدة وتوسع نطاق الحظر على شراء الاسلحة.

إلى ذلك، تعهدت الولايات المتحدة بالتعاون مع تركيا على ما وصفته بـ”محاسبة سوريا” بعد حادث إسقاط المقاتلة التركية. وقال جاي كارني، المتحدث باسم البيت الابيض مساء الإثنين، إن الولايات المتحدة تتضامن مع تركيا وهي تحقق في حادث اسقاط الطائرة الذي وقع يوم الجمعة وتحدد ردها.

ويعتقد المسؤولون الأميركيون إن إسقاط سوريا للطائرة كان متعمدا. غير أن كارني لم يحدد طبيعة الرد المتوقع على الحادث ، الذي ادى الى زيادة التوتر بين تركيا وسوريا. واضاف في تصريحات على متن طائرة الرئيس باراك اوباما في طريقه الى نيوهامبشير “سنعمل مع تركيا وشركائنا الاخرين على محاسبة نظام الاسد”.

من جانبها، أبلغت تركيا مجلس الأمن الدولي بأن إسقاط سوريا الطائرة الحربية التركية تهديد للسلم. وكانت الحكومة التركية قد أعلنت في وقت سابق إنها لا تنوي خوض حرب مع سوريا بسبب إسقاط طائراتها.

ووصفت الحكومة السورية اسقاط الطائرة بأنه دفاع عن النفس وحذرت تركيا وحلفاءها في حلف شمال الاطلسي” ناتو” من أي اجراءات انتقامية. وقال كارني “نحن على اتصال وثيق مع المسؤولين الاتراك وهم يحققون”.

وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قد قالت الاحد إن اسقاط الطائرة بأنه عمل “وقح وغير مقبول”. من ناحية أخرى ، قال مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الاثنين انهم يعتقدون ان اسقاط الطائرة كان متعمدا.

وقال المتحدث باسم الوزارة جون كيربي “لا نعرف تفاصيل وآليات عملية اتخاذ القرار التي أدت الى اسقاط هذه الطائرة. الحقيقة هي أنها اسقطت. ونحن نعتقد ان ذلك كان عملا متعمدا”. واضاف المتحدث “ينبغي ان يحاسب النظام السوري عليه.” وقال”هذا يبين من جديد عدم شرعية نظام الاسد وما يفعله كما انه يبعث على اشد القلق”.

من جانب آخر، اعتبر خبراء روس متخصصون أن الطائرة كانت تختبر المضادات الجوية السورية لحساب حلف شمال الأطلسي، وأن إسقاطها “أظهر فاعلية الأنظمة الروسية” التي تم تزويد سوريا بها.

والحادث الذي وقع فيما كانت الطائرة تقوم بمهمة تدريب فوق المياه الدولية كما تقول أنقرة، أو حين انتهكت الطائرة المجال الجوي السوري كما تقول دمشق، يتوقع أن يكون محور اجتماع لحلف شمال الأطلسي الذي تنتمي تركيا إليه، اليوم.

وقالت وكالة “ريا نوفوستي” الروسية نقلا عن الخبير سعيد أمينوف إن الطائرة كانت “على الأرجح تختبر أنظمة المضادات الجوية السورية بهدف تحديد عناصرها”، وأضافت “ريا نوفوستي” نقلا عن أمينوف الذي يرأس موقع “فيستنيك بي في أو” المتخصص في أخبار المضادات الجوية، أن “الطائرة كانت تحلق على علو منخفض، وهو أحد العناصر الأساسية في انتهاك أي نظام دفاعي مضاد للطيران”.

وشاطره هذا الرأي الخبير إيغور كوروتشنكو من “مركز تحاليل مبيعات الأسلحة الدولية”. وقال كوروتشنكو، كما نقلت عنه وكالة “ريا نوفوستي”، إن الهدف المرجح للمهمة هو “إرغام بطاريات المضادات السورية على التدخل وتشغيل محطات الرادار أو حتى التسبب في إيصالها إلى وضعية قتالية”.

وأضاف الخبير الروسي أن “تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي حيث تتم مبادلة معلومات الاستطلاع مع الأعضاء الآخرين في الحلف، وتقوم بأنشطة استخبارات إلكترونية وعبر اللاسلكي، ناشطة بخصوص سوريا”.

ونقلت الوكالة من جانب آخر عن سعيد أمينوف قوله إن الحادث “يدل على فاعلية المضادات الجوية السورية المؤلفة، خصوصا، من بطاريات متوسطة المدى من إنتاج روسي هي (بوك -إم 2 أي” و”بيتشورا – 2 إم) وأنظمة المضادات “بانتسير – إس 1″، حسب ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

تركيا تتحدث عن استهداف طائرة ثانية.. وتؤكد: الحادث لن يمر دون عقاب

كبير مستشاري الرئيس التركي لـ«الشرق الأوسط»: النظام السوري يرتكب خطأ فوق خطأ

بيروت: ثائر عباس

واصلت تركيا تطوير موقفها تصاعديا حيال نظام الرئيس السوري بشار الأسد، في ظل الأزمة الناشئة مع سوريا التي أسقطت يوم الجمعة الماضي طائرة استطلاع تركية، رافعة مستوى التوتر بين البلدين إلى أقصى حدوده منذ نهاية التسعينيات. وكشفت أنقرة أمس عن تعرض طائرة ثانية إلى إطلاق نار خلال عمليات البحث عن الطائرة الأولى، وهددت بأن الحادث «لن يمر دون عقاب».

وكشفت تركيا عن أن القوات السورية أطلقت النار على طائرة تركية ثانية كانت في مهمة للبحث عن طائرة الاستطلاع إف – 4 التي أسقطتها سوريا الأسبوع الماضي لكن الطائرة الثانية لم تسقط. وقال نائب رئيس الوزراء التركي بولنت ارينج في مؤتمر صحافي إن تركيا ستحمي نفسها في إطار القانون الدولي ضد ما وصفه «بالعمل العدائي» من سوريا. وقال في ختام اجتماع للحكومة استمر سبع ساعات بشأن الحادث إن إسقاط سوريا لطائرة الاستطلاع «لن يمر دون عقاب».

وكان مصدر دبلوماسي أوروبي أفاد في وقت سابق أمس أن حادثا جويا جديدا وقع فوق المتوسط بين تركيا وسوريا دون أن يؤدي إلى ضحايا أو أضرار. وأوضح المصدر أن نظام الدفاعات الجوية السورية رصد طائرة «كازا سي إن – 235» للبحث والإنقاذ تابعة للجيش التركي وحددها هدفا محتملا، وهي المرحلة الأخيرة قبل فتح النار. وأوضح المصدر «عندما يحدد نظام الدفاع مقاتلة هدفا فإن أجهزة المقاتلة تنذر الطيار وهذا ما حصل».

واجتمعت الحكومة التركية أمس لمناقشة تداعيات الأزمة، ويأتي ذلك في وقت تتجه فيه الأنظار اليوم إلى حدثين بارزين، أولهما الكلمة المنتظرة لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمام البرلمان، وثانيهما اجتماع حلف شمال الأطلسي (الناتو) المقرر اليوم في بروكسل تضامنا مع أنقرة بصفتها عضوا في ها الحلف.

وتوقعت مصادر دبلوماسية تركية أن يدين ممثلو دول «الأطلسي» «الاعتداء السوري» في «بيان شديد اللهجة» وأن يعربوا عن تضامنهم مع تركيا. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن الجانب التركي لم يطلب إجراءات محددة من «الأطلسي» حتى الآن، لكنها أشارت إلى أن «الاجتماع قد يخرج بتحذير شديد اللهجة من تكرار مثل هذه الاعتداءات» وأن أي اعتداء مستقبلي «لن يمر من دون عقاب». وفي الإطار نفسه قال مسؤولون أتراك إن اجتماع الأطلسي اليوم على مستوى السفراء «سوف يفتح الباب أمام دخول الحلف على خط الأزمة السورية». وأشارت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الاجتماع، وإن لم يخرج بقرارات محددة، إلا أنه سوف يرسم خارطة طريق في التعاطي مع ملف الأزمة السورية.

وقالت مصادر تركية إن الأزمة لن تصل إلى حد الحرب مع سوريا، لكن هذا لا يعني أن الحادث سيمر من دون عقاب، مشيرة إلى أن نوعية العقاب تحدده أنقرة وفقا للقوانين الدولية. وأشارت المصادر إلى أن تركيا «تفكر جديا» في تقديم نصيحة إلى السوريين بعدم اقتراب طلعاتهم الجوية من الحدود التركية لأن من شأن ذلك أن يخلق التباسا يؤدي إلى نتائج غير مرغوب فيها. وقالت إنه قد لا يكون بإمكان الطيران السوري تنفيذ المزيد من الطلعات الجوية على مقربة من الحدود التركية لقصف تجمعات المعارضين.

وقال كبير مستشاري الرئيس التركي إرشاد هورموزلو إن سوريا «ترتكب خطأ فوق خطأ» مشيرا إلى أن بلاده لن تقوم برد «انفعالي وغير مدروس»، موضحا أن «اجتماع الناتو اليوم هو بناء على المادة الرابعة من ميثاق الحلف ويهدف إلى اطلاع الدول الأعضاء على حقيقة الوضع». وقال هورموزلو إن بلاده «تمارس الدبلوماسية الضاغطة» معتبرا أن «النظام السوري يرتكب أخطاء متكررة ومتسلسلة»، وعما إذا كان إسقاط الطائرة هو رسالة إلى الأتراك والناتو، قال هورموزلو إن الرسالة الوحيدة التي يجب أن يوجهها النظام هي إلى شعبه، ومفادها أنه سيحقق مطالبهم بالحرية والعدالة وتداول السلطة، وسيعترف بحقهم في اختيار من يحكمهم عبر صندوق الاقتراع لا بفوهات البنادق.

وسلمت سوريا تركيا جزءا من حطام الطائرة عثرت عليه بحريتها. وقالت مصادر تركية إن جزءا من ذيل الطائرة سلم للسلطات التركية وقد ظهر عليه آثار واضحة لطلقات رصاص. وأكدت مصادر تركية لـ«الشرق الأوسط» أن أنقرة رفضت اقتراحا سوريا بتأليف لجنة تحقيق مشتركة للبحث في حقيقة ما جرى.

وأوضح مصدر تركي رسمي لـ«الشرق الأوسط» أن أنقرة أعدت ملفا متكاملا عن «الاعتداء السوري» سلمته إلى كافة السفراء في الخارج والملحقين العسكريين في سفاراتها حول العالم لشرح حقيقة ما جرى للرأي العام العالمي. وقال المصدر إن «تسجيلات الاتصالات اللاسلكية تؤشر بوضوح إلى أن الطائرة أسقطت فوق المياه الدولية لا في الأجواء السورية» مشيرا إلى أن من حذر طاقم الطائرة من أنه دخل الأجواء السورية كانت السلطات التركية التي أمرتها بالابتعاد، فانصاع طاقم الطائرة، لكن جرى استهدافها في وقت لاحق. وأوضح المصدر أن الطائرة التركية كانت تشغل الإشارة التي تعرف عن هويتها، مما يجعل الكلام السوري عن «هدف مجهول» غير صحيح تماما.

إلى ذلك، أعلن الناطق باسم الخارجية السورية جهاد المقدسي أنّ ما جرى في موضوع الطائرة التركية يعتبر انتهاكا صريحا للسيادة السورية، مؤكدا أنّ سوريا تصرفت مع الموضوع بشكل دفاعي سيادي، مشدّدا على أنّ سوريا متمسكة بعلاقات حسن الجوار مع تركيا ولا تحمل نوايا عدوانية تجاهها، واصفا ما حصل بأنه حادث وليس اعتداء. ونفى مقدسي أن تكون الطائرة التركية قد أسقطت من خلال صاروخ، موضحا أنها أسقطت برشاش أرضي، موضحا أنّ الثقوب الظاهرة على الطائرة تبيّن أنها استهدفت من رشاش أرضي. وأشار المقدسي إلى أنّ القوات السورية رصدت يوم الجمعة جسما فوق الأراضي السورية وظهر على ارتفاع 100 متر عن الأراضي السورية «وتبين أنه طائرة متجهة نحو الأراضي السورية مما أدى إلى التصدي لها عبر مدفعية مضادة للطائرات وتمت إصابتها بشكل مباشر وسقوطها في المياه الإقليمية السورية». وفيما تحدّث المقدسي عن وجود حملة لـ«شيطنة» سوريا، أكد تعاون السلطات السورية التام مع الجانب التركي، كاشفا عن عرض قدّمته سوريا للأتراك لتشكيل لجنة عسكرية تأتي إلى مكان الحادث دون أن تتلقى إجابة حتى الآن. وشدّد على أنّ من أساء للعلاقات السورية التركية ليس سوريا، لافتا إلى أنّها طبقت مبدأ المعاملة بالمثل، معربا عن اعتقاده بأنّ الهدف من تصريحات الحكومة التركية حشد الشعب التركي وراء تصرفاتها تجاه سوريا والتي لا تخدم تركيا نفسها.

وردا على سؤال آخر، شدّد المقدسي على وجوب أن يكون اجتماع حلف الناتو لتثبيت الأمن والاستقرار «ولكن إذا كان عدواني الطابع فنحن نقول إن الأراضي والمياه والأجواء السورية مقدسة بالنسبة للجيش السوري».

وفي واشنطن، قال ناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط»: «بالطبع هذه قضية تثير القلق لدينا.. الناتو ينظر بما حدث ونحن مستعدون لمساعدة الأتراك في جهود البحث عن الطيارين». ولكنه أكد أن الولايات المتحدة لم ترسل حتى الآن أي مساعدات للأتراك في جهودها للبحث عن حطام الطيارة والطيارين المفقودين. ومن الجانب السياسي، قال المسؤول الأميركي: «هذه الحادثة تشكل دليلا آخر على ضعف النظام السوري وانفجاره داخليا»، إذ إنه تورط في «إجراء ضد قوات مسلحة لدولة مجاورة في وقت يشهد جيشه انشقاقات متتالية».

خبراء روس: إسقاط الطائرة التركية أظهر فاعلية الأنظمة الروسية

قالوا إنها كانت تختبر المضادات الجوية السورية

موسكو – لندن: «الشرق الأوسط»

بينما كثر الجدل حول الطائرة التركية «إف – 4 فانتوم» التي أسقطتها سوريا الجمعة الماضي، وأسباب استهدافها وإن كان ذلك تم داخل الأجواء السورية أم الدولية، اعتبر خبراء روس متخصصون أن الطائرة كانت تختبر المضادات الجوية السورية لحساب حلف شمال الأطلسي، وأن إسقاطها «أظهر فاعلية الأنظمة الروسية» التي تم تزويد سوريا بها.

والحادث الذي وقع فيما كانت الطائرة تقوم بمهمة تدريب فوق المياه الدولية كما تقول أنقرة، أو حين انتهكت الطائرة المجال الجوي السوري كما تقول دمشق، يتوقع أن يكون محور اجتماع لحلف شمال الأطلسي الذي تنتمي تركيا إليه، اليوم.

وقالت وكالة «ريا نوفوستي» الروسية نقلا عن الخبير سعيد أمينوف إن الطائرة كانت «على الأرجح تختبر أنظمة المضادات الجوية السورية بهدف تحديد عناصرها»، وأضافت «ريا نوفوستي» نقلا عن أمينوف الذي يرأس موقع «فيستنيك بي في أو» المتخصص في أخبار المضادات الجوية، أن «الطائرة كانت تحلق على علو منخفض، وهو أحد العناصر الأساسية في انتهاك أي نظام دفاعي مضاد للطيران».

وشاطره هذا الرأي الخبير إيغور كوروتشنكو من «مركز تحاليل مبيعات الأسلحة الدولية». وقال كوروتشنكو، كما نقلت عنه وكالة «ريا نوفوستي»، إن الهدف المرجح للمهمة هو «إرغام بطاريات المضادات السورية على التدخل وتشغيل محطات الرادار أو حتى التسبب في إيصالها إلى وضعية قتالية».

وأضاف الخبير الروسي أن «تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي حيث تتم مبادلة معلومات الاستطلاع مع الأعضاء الآخرين في الحلف، وتقوم بأنشطة استخبارات إلكترونية وعبر اللاسلكي، ناشطة بخصوص سوريا».

ونقلت الوكالة من جانب آخر عن سعيد أمينوف قوله إن الحادث «يدل على فاعلية المضادات الجوية السورية المؤلفة، خصوصا، من بطاريات متوسطة المدى من إنتاج روسي هي (بوك -إم 2 أي» و«بيتشورا – 2 إم) وأنظمة المضادات «بانتسير – إس 1»، حسب ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

وروسيا، حليفة دمشق منذ فترة طويلة، أكدت الأسبوع الماضي أنها لا تزال تسلمها، إلى جانب المروحيات القتالية بعد إصلاحها، مضادات جوية. وأكدت موسكو أن هذه الأسلحة لا يمكن أن تستخدم إلا لصد «عدوان خارجي».

الاتحاد الأوروبي يوسع عقوباته ضد سوريا ويدين إسقاط الطائرة التركية

أشتون لـ «الشرق الأوسط»: ندعم أنان في مهمته الصعبة.. وهو سيقرر بأي طريقة يستأنف بها مهمته

بائعان يتجاذبان أطراف الحديث في سوق الحميدية بدمشق، أمس، وتشهد الأسواق السورية كسادا جراء العقوبات والاضطرابات التي تعم البلاد منذ 15 شهرا (إ.ب.أ)

بروكسل: عبد الله مصطفى

بعدما أجمعت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على وصف إسقاط دمشق مقاتلة تركية بأنه عمل «غير مقبول»، عززت تلك الدول ضغوطها، أمس، على دمشق عبر فرض حزمة جديدة من العقوبات، لكنها تفادت أي تصعيد عسكري عشية انعقاد اجتماع لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مخصص للحادث.

وأصدر الاتحاد الأوروبي إدانة «شديدة اللهجة» حول إسقاط سوريا مقاتلة تركية، الجمعة، قالت أنقرة إنها كانت في المجال الجوي الدولي، وأكد تضامنه التام مع تركيا ووعد بتقديم الدعم لأنقرة خلال مناقشات ستجرى اليوم في مقر (الناتو) ببروكسل.

وخلال اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ، أمس، لم يستطع أي منهم أن يخفي درجة القلق من تطورات الوضع في سوريا، وخصوصا في ما يتعلق بتطورات إسقاط الطائرة التركية.

وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» قال جان اسيلبورن، وزير خارجية لوكسمبورغ: «نحن ندد بما حدث مع تركيا، إنه يتنافى مع القوانين الإنسانية، ولا يمكن أن يأتي هذا الفعل إلا من ديكتاتور لا يحترم حقوق الإنسان، ونحن نساند تركيا، وأيضا سنعمل في اجتماع جنيف المقبل (الذي تعقده مجموعة الاتصال حول سوريا)، على إنجاح اللقاء سواء حضرت إيران أو لم تحضر»، في إشارة إلى رفض الكثير من الدول المقترح الروسي بإشراك طهران في تلك المحادثات.

وبينما لا يؤيد عدد من دول الاتحاد الأوروبي التي تحمل عضوية «الناتو» تحركا عسكريا ضد سوريا، فإن استمرار قتل المدنيين السوريين يثير غضب الدول الأوروبية، مما يجعل السؤال عن مستقبل مهمة كوفي أنان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية لدى سوريا مطروحا.

وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» قالت كاثرين أشتون، منسقة السياسة الخارجية: «يجب أن نستمر في تقديم الدعم لكوفي أنان في مهمته الصعبة، وهو الوحيد الذي سيقرر بأي طريقة يمكن أن يستأنف مهمته، ويتشاور الآن مع مجلس الأمن، ونحن ننتظر ذلك كما ننتظر ما سوف تسفر عنه اجتماعات المعارضة السورية التي عقدت اجتماعات في بروكسل خلال اليومين الأخيرين لإعداد برنامج عمل متفق عليه».

وحول إسقاط الطائرة التركية، قالت أشتون في تصريحات منفصلة نقلتها وكالة «رويترز» «نشعر بقلق بالغ إزاء ما حدث وبتعاطف شديد مع أسرتي الطيارين المفقودين.. وننتظر من تركيا بالطبع التحلي بضبط النفس في ردها».

وبدوره دعا وزير الخارجية البريطاني، ويليام هيغ، إلى زيادة الضغوط لكنه قال إن حادث الطائرة لم يغير بالأساس الوضع في سوريا، حيث يقمع الأسد الانتفاضة المستمرة منذ 16 شهرا ضد حكمه.

وقال هيغ: «لا أعتقد أن الحادث يبرز مرحلة مختلفة.. من المهم للغاية أن نزيد الضغوط بعقوبات إضافية. وستعمل دول أخرى بقوة لاستصدار قرار جديد من مجلس الأمن».

ودفع استمرار العنف والقتل ضد المدنيين إلى توسيع العقوبات الأوروبية ضد النظام السوري، ومن المقرر أن ينشر قرار العقوبات الجديدة في الصحيفة الرسمية للاتحاد الأوروبي، اليوم. وترفع هذه العقوبات إلى «120» عدد الأشخاص الذي يستهدفهم حظر الأموال وتأشيرات الدخول، وإلى «50» عدد الشركات والهيئات المعنية.

وأشار دبلوماسيون أوروبيون عدة إلى أن العقوبات الجديدة ستشمل أصولا يمكن أن تملكها في أوروبا كل من وزارتي الدفاع والداخلية السوريتين، كما ستتضمن العقوبات شمول التأمينات على شحنات الأسلحة إلى سوريا في الحظر المفروض على بيع الأسلحة لسوريا.

وأثيرت مسألة التأمين على شحنات الأسلحة إلى سوريا من قبل بريطانيا التي منعت سلطاتها الأسبوع الماضي سفينة شحن تنقل طوافات قتالية من روسيا من إكمال طريقها إلى سوريا بعدما ألغت شركة التأمين البريطانية «ستاندارد كلوب» تأمينها للشحنة.

إلا أن وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، أعرب عن أمله في «الذهاب أبعد من ذلك» من خلال فرض عقوبات على الشركة التي تؤمن نقل الاتصالات، ويمكن أن تكون على علاقة مع «إريكسون» (السويدية)، ومن خلال حظر استيراد الفوسفات من سوريا.

واصطدم حظر استيراد الفوسفات الذي يعتبر مصدر تمويل مهم بالنسبة إلى سوريا حتى الآن بمعارضة بعض الدول الأوروبية التي تحتاج إلى هذه المادة الأولية، مثل اليونان.

انشقاق رئيس أركان إدارة الحرب الكيماوية السوري السابق

قائد «الجيش الحر» لـ «الشرق الأوسط»: ضباط من الفرقة الرابعة يلتزمون بيوتهم ويرفضون تنفيذ الأوامر

بيروت: كارولين عاكوم

أكد قائد «الجيش السوري الحر» العقيد رياض الأسعد، المعلومات التي أعلنتها وكالة أنباء الأناضول بأن اللواء المتقاعد ورئيس أركان إدارة الحرب الكيماوية السابق، عدنان سلو، وصل إلى تركيا، معلنا انضمامه إلى «الجيش السوري الحر»، ليكون أول لواء ينضم لصفوفه، لافتا إلى أن اللواء سلو وصل مع 8 ضباط آخرين، وهم عميد واثنان برتبة عقيد واثنان برتبة مقدم و3 برتبة رائد. وقال لـ«الشرق الأوسط» «ليست المرة الأولى التي ينشق فيها ضباط، إذ في الفترة الأخيرة ارتفعت نسبة الانشقاقات بشكل ملحوظ، وأصبح يصل إلى تركيا، حيث مركز (الجيش الحر)، يوميا، ما بين 20 و30 ضابطا».

وفي حين اعتبر أن النظام يترنح ووصل إلى أيامه الأخيرة، عزا الأسعد أسباب تزايد نسبة الانشقاقات إلى معنويات العناصر المنهارة، لا سيما أن عمليات «الجيش الحر» الهجومية ترتكز على الحواجز العسكرية ردا على مصادر النيران التي تقصف المدن وتقتل المدنيين، وكان آخرها أول من أمس، حين نجحت عناصرنا في الاستيلاء على «مركز رادار» و«سرية مدفعية» في منطقة دارة غزة في ريف حلب، مضيفا: «بسبب الهجوم المركز على الحواجز والاستيلاء عليها على أيدي عناصرنا، وصل النظام إلى مرحلة الهروب يعتمد سياسة سحب حواجزه من المناطق بعدما أصبح عناصره يخافون المواجهة، وإن واجهوا يدافعون بخوف ورعب شديد، وهذا ما يمنح عناصرنا دفعا معنويا كبيرا، حتى الدبابات التي نستهدفها لا يتم الرد علينا منها، وتقتصر مقاومتهم وعملياتهم على سلاح الجوي والمدفعية والصواريخ على بعد 30 أو 40 كيلومترا.

وكانت وكالة أنباء الأناضول قد أعلنت أن «ضابطا سوريا برتبة لواء فر من الجيش ووصل إلى تركيا ليل الأحد/ الاثنين، مما يرفع إلى 13، عدد كبار ضباط الجيش السوري الذين لجأوا إلى تركيا»، موضحة أن اللواء الذي لم تحدد هويته أو مهامه، دخل إلى تركيا عبر محافظة هاتاي (جنوب) برفقة عقيدين و30 جنديا آخرين مع أسرهم في مجموعة تضم 196 شخصا بينهم الكثير من النساء والأطفال».

وفي حين أكد ضابط قيادي في «الجيش الحر» لـ«الشرق الأوسط» أن اللواء سلو ومعظم الضباط الذين يعلنون انشقاقهم كانوا على تواصل مع «الجيش الحر» الذي أمن لهم عملية الهروب، كما أن سلو كان يعمل مع «الجيش الحر» خلال وجوده في سوريا نظرا إلى علاقاته مع القادة العسكريين والسياسيين، لفت الأسعد إلى أن التواصل مع الضباط قبل انشقاقهم ليس بالأمر السهل، لكن أي شخص يرى أهله يقتلون أمامه ويملك حسا إنسانيا، يرفض الانصياع إلى أوامر القتل، مضيفا: «لدينا معلومات مؤكدة تشير إلى أن عددا من ضباط الفرقة الرابعة في الجيش النظامي التزموا بيوتهم ويمتنعون عن تنفيذ العمليات والأوامر المعطاة لهم»، لافتا إلى أن «(الجيش الحر) كان قد نفذ في وقت سابق هجوما استهدف قادة ما تعرف بـ(خلية الأزمة) في سوريا، ورغم نجاح العملية فإن المعلومات لدينا عن مقتل بعضهم لا تزال غير مؤكدة».

من جهة أخرى، أشار الأسعد إلى امتلاك «الجيش الحر» معلومات وأدلة تؤكد مشاركة عناصر من حزب الله وإيران إلى جانب النظام في قمع الثورة السورية، بالإضافة إلى مشاركة روسية جديدة تتمثل في قيادة عناصر «كوماندوز» روسية للطائرات الحديثة التي قدمتها روسيا للنظام السوري لقصف المدن السورية، مؤكدا في المقابل، عدم وجود لعناصر «الجيش الحر» في لبنان، وبالتالي عدم مشاركتهم في أي أحداث تقع فيه، موضحا أن «السوريين الموجودين في لبنان هم لاجئون لا يقومون بأي عمليات أو يشاركون في أي معارك».

وفي ما يتعلق بتمويل «الجيش الحر»، أكد الأسعد أن «ما يتم التداول به لجهة تقديم المجلس الوطني، رواتب عناصر (الجيش الحر)، لا يعدو كونه وعودا لم يتم تنفيذها حتى الآن، والأمر نفسه بشأن تسليح (الجيش الحر) الذي لا تزال أسلحته مقتصرة على الغنائم، وتلك الأسلحة التي يتم الاستيلاء عليها من الحواجز والمراكز العسكرية، وهي عبارة عن الأسلحة الخفيفة والمتوسطة مثل رشاشات (14.5 و23) التي نحصل عليها من الثكنات».

ونفى الأسعد أن يكون تزايد عدد الانشقاقات في صفوف الضباط، لا سيما من هم برتب مرتفعة، إلى توسيع رقعة الانقسام في صفوف «الجيش الحر»، لا سيما مع قائد المجلس العسكري، العميد مصطفى الشيخ، وقال: «رغم الاختلاف في وجهات النظر بين أفرقاء المعارضة، فإن أهدافنا تبقى موحدة ونعمل على توحيد الصفوف».

لكنه في الوقت عينه أكد أنه ليس هناك أي تنسيق بين كتائب «الجيش الحر» التي تجاوز عددها الـ100 والمنتشرة في مختلف المناطق السورية، والمجلس العسكري التابع للعميد مصطفى الشيخ، قائد المجلس العسكري، معتبرا إياها لا تمثل القوة العسكرية الأساسية على الأرض، وما يحكى عنها ليس إلا تضخيما لحجمها الفعلي. ونفى الأسعد، مشاركة «الجيش الحر» أي عناصر من دول عربية أو أي كتائب إسلامية أو عناصر تعمل انطلاقا من فكر جهادي إسلامي متشدد، مضيفا: «الشعب السوري في معظمه ينتمي إلى الطائفة الإسلامية، وهناك مجموعات متطوعة منهم ليست من عناصر (الجيش الحر) تعمل على خط الثورة العسكرية، لكن بعيدا عن التشدد الديني الجهادي الذي نرفضه ونرفض أن نكون حاضنة له في ثورة هي لكل الشعب السوري».

الجيش السوري الحر يفعل سيطرته قرب الحدود اللبنانية

دعا حزب الله إلى الكف عن دعم النظام

بيروت: يوسف دياب

بدا لافتا غياب الحوادث الأمنية على الحدود اللبنانية السورية طيلة الأسبوعين الأخيرين، وهو ما طرح أسئلة عمّا إذا كان تأثير الجيش السوري النظامي قد تقلّص على هذه الحدود لصالح الجيش السوري الحرّ، في ظلّ ما يحكى عن إمساك الأخير بمعظم المراكز العسكرية التي كانت تحت سيطرة الجيش النظامي.

وفي هذا الإطار كشف قائد «تجمّع الضباط الأحرار» في الجيش السوري الحر العميد حسام العواك، أن «فصائل الجيش الحر باتت ممسكة بكثير من المراكز المنتشرة على تخوم الحدود السورية مع لبنان». وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أن «وجود الجيش الحر في المناطق الحدودية لم يقتصر المواقع العسكرية فحسب، بل باتت لديه مراكز تجمّع للتدريب ومصانع للأسلحة قرب هذه الحدود». وقال العواك «نحن نخوض معركة شرسة في الداخل ونريد أن نحمي ظهرنا (من جهة لبنان)، ليست لدينا مشكلة مع الشرعية اللبنانية ولا مع الجيش اللبناني، إنما مشكلتنا مع حزب الله الذي نشاهد دورياته المدنية، ونحن نحذره من الاستمرار في تسيير دورياته التي تتوغل داخل الحدود السورية باللباس المدني، للتحري وجمع المعلومات عن مراكزنا ويستخدمون المناظير لرصدها، لأننا عندها سنعتقلهم ونحقق معهم ونتأكد ما إذا كانت لديهم مهمات قتالية أو أمنية أو مطاردة للاجئين وعائلاتهم ونتعامل معهم وفق الأصول». وأضاف «نحن لا نطالب الإخوة اللبنانيين بأن يحمونا، إنما نطالب حزب الله بأن يسحب دورياته عن الحدود كي لا يقع اشتباك بيننا وبينه، نحن نحترم السيادة اللبنانية، لكننا لا نعترف بأي قوة عسكرية لبنانية إلا بالجيش اللبناني والقوى الشرعية، وبالتأكيد لن نشتبك مع هذا الجيش اللبناني الذي يعلم بأماكن عدد كبير من مراكزنا». وشدد على أن «الجيش السوري الحر بات الأقوى في المناطق الحدودية القريبة من لبنان، سبق لكتائب (الرئيس السوري بشار) الأسد أن حفرت خنادق من أجل أن تتحصن فيها، فقمنا بتحريرها والسيطرة عليها». مؤكدا أن «معركة الحسم مع النظام السوري باتت قريبة، ونحتاج إلى جهد مضاعف لنجاح الحسم، بما فيه الدور الذي يمكن أن تلعبه دول الجوار ودول العالم في دعم الجيش الحر الذي سيتولى هذه المهمة بكل ثبات وإيمان».

أما نائب قائد الجيش السوري الحر العقيد مالك الكردي، فاعتبر أن «وجود الجيش الحر سواء في المناطق الحدودية مع لبنان أم في الداخل السوري، هو دليل على تزايد ناشط ومطرد لقوة هذا الجيش التي تتوسع في كل المدن السورية».

وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «أكثر من 80 في المائة من مساحة سوريا فيها وجود للجيش الحر، وهذا الوجود ليس مقتصرا على الحدود القريبة من لبنان إنما أيضا على حدود كل الدول المحيطة بسوريا».

قصف مستمر على حمص ودير الزور.. والعثور على مقبرة جماعية في حماه

سقوط عشرات القتلى غالبيتهم من المدنيين.. واشتباكات وتحليق طيران حربي في دمشق

بيروت: كارولين عاكوم

في وقت استمر فيه القصف العشوائي على معظم المناطق السورية، ولا سيما حمص وإدلب وحماه ودير الزور التي وصفتها لجان التنسيق بالمنطقة المنكوبة، وصل عدد قتلى أمس كحصيلة أولية بحسب لجان التنسيق المحلية إلى 55 قتيلا، منهم 12 قتيلا في دير الزور و8 في إدلب و4 في حمص و4 في ريف دمشق و3 في درعا وقتيلان في اللاذقية وقتيل في دمشق إضافة إلى 15 جثة وجدت في حماه. وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن ثلاثة قتلى بينهم طفلان سقطوا في حي القصر في حمص، كما سقط ثلاثة قتلى وعدد من الجرحى في معرة النعمان بإدلب نتيجة القصف العنيف على المدينة منذ ساعات الصباح الأولى.

وقالت الهيئة العامة للثورة إنّ قصفا عنيفا تعرض له حي الحميدية في حمص بالصواريخ والمدفعية، مشيرة إلى أن «الانفجارات هزت الحي وتصاعدت أعمدة الدخان جراء القصف». كما أشارت إلى تجدد القصف على حي جورة الشياح في المدينة، وعلى مدينة تلبيسة في محافظة حمص.

وذكرت لجان التنسيق أنّ منطقة تلبيسة تعرضت إلى قصف عنيف بالهاون والمدفعية الثقيلة الذي استهدف أيضا وسط المدينة وحي المشجر الجنوبي والمشجر الشمالي. كما أكّد أحد الناشطين لـ«الشرق الأوسط» استمرار القصف على الرستن والتلبيسة والقصير التي تعرضت إلى قصف عنيف بالطيران المروحي وقذائف الهاون والدبابات. وسجّل أيضا تحليق كثيف للطيران وإطلاق رصاص من الرشاشات الثقيلة وإطلاق الصواريخ من المدفعية.

وتعرضت مدينة دير الزور إلى قصف كثيف وإطلاق نار متواصل بقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة في أغلب أحياء المدينة، حسب ناشطين أفادوا أنها تعيش منذ يومين تحت وابل من القذائف لا يستثني أحدا.

ووصفت لجان التنسيق مدينة دير الزور بأنها منكوبة وبحاجة للإعانة الطبية ودخول مسعفين إليها بعد معارك عنيفة بين قوات النظام والجيش السوري الحر، وقال ناشطون إن القوات الحكومية استخدمت الدبابات والمدفعية والمروحيات في الهجوم على المدينة.

وقال أحد الناشطين في دير الزور ويدعى الحسن الديري لـ«الشرق الأوسط» إن «القصف استمر أمس متواصلا على المدينة منذ الثامنة صباحا من دون أن يتوقف، في ظل عدم توفر الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء وخدمة إنترنت»، مشيرا إلى أن «القصف طال المدينة من محاور عدة من مدفعية الدبابات والطيران الذي يحلق في سماء المدينة».

ولفت إلى «انتشار لعناصر القناصة الذين يعمدون إلى إطلاق النار على كل ما يتحرك في المدينة».

وأوضح أن «السكان يستغيثون ويطلبون المساعدة لأنهم يعانون من قلة المواد الغذائية ومن انعدام الأدوية خصوصا في الأحياء الساخنة في المدينة»، لافتا إلى أن «أهالي المدينة ينزحون بشكل كبير عنها إلى المحافظات المجاورة بعدما تهدم عدد كبير من المنازل».

وفي إدلب قصفت قوات النظام منطقة أريحا بالطيران المروحي والدبابات كما سقط قتيلان في كفرنبل، إثر استهداف قوات الجيش النظامي لسيارتهم بقذيفة.

كما ذكرت لجان التنسيق المحلية، أنّ القصف المدفعي والصاروخي الذي تعرضت له معرّة النعمان أدى إلى هدم عدد من المنازل على رؤوس قاطنيها وسقوط العديد من الجرحى وعدد من القتلى، فيما اقتحمت الدبابات كفرشمس حيث وقعت اشتباكات بين الجيش النظامي والجيش الحر. وبدروها تعرضت سراقب إلى قصف مدفعي عشوائي وإطلاق نار كثيف وسجل تحليق للطيران الحربي في سماء المدينة.

كما وثقت الشبكة السورية ومركز دمشق لحقوق الإنسان في تقريرها اليومي خمسة عشر قتيلا دفنوا في مقبرة جماعية بمدينة حماه. فيما ذكر اتحاد تنسيقيات الثورة أنّ حملة التفتيش والمداهمات والاعتقالات استمرت طوال اليوم في المدينة إضافة إلى دخول نحو خمسين سيارة ومصفحة لإغلاق جميع المداخل والطرق المؤدية إلى الحي. وفي حلفايا، سقط العديد من الجرحى أثناء اقتحام قوات الأمن للمدينة وإطلاقها النار عشوائيا. كذلك، شهدت بعض أحياء مدينة حماه حملة مداهمات وتمت محاصرة حي جنوب الملعب ومداهمته من قبل جيش النظام، وهو الحي الذي كان قد شهد خلال الأسبوع الماضي حملة مداهمات شملت معظم المنازل واعتقال عشرات الشباب وسرقة الممتلكات، كما تم اقتحام حي جنوب الثكنة ومداهمة بعض المنازل وتفتيشها.

وجرت بحسب اتحاد التنسيقيات، مداهمة بناء سكني في حي القصور قرب شارع الثلاثين الساعة السادسة صباحا وتفتيش جميع المنازل في المبنى من قبل عناصر الأمن والشبيحة مسلحين ومستقلين.

أما في ريف حماه، فقد قتل شاب واصبب العديد من الأشخاص بجروح مختلفة بعد إطلاق النار عليهم من قبل إحدى سيارات عصابات الأمن والشبيحة التي اقتحمت المدينة بشكل مفاجئ وأطلقت النار عشوائيا على المارة.

وفي العاصمة دمشق سمع صوت إطلاق رصاص كثيف بعد ظهر يوم أمس في محيط كلية الاقتصاد في منطقة البرامكة وسط المدينة، كما جرت اشتباكات عنيفة في منطقة البساتين في حي المزة وشوهد تحليق طيران حربي. فيما أعلنت «كتيبة سعد بن أبي وقاص» عن نصب كمين لموكب أمني وإصابته إصابة مباشرة و«تكبيده خسائر مادية وبشرية فادحة». كما سمع دوي انفجارات في حي الميدان قريبا من ساحة الأشمر، وشوهدت سيارات إسعاف تتجه إلى المنطقة.

وفي ريف دمشق، قال ناشطون إن أعدادا من المدنيين فروا أمس من ريف دمشق بسبب القصف الكثيف الذي يستهدف مناطق قريبة من العاصمة. ونشر ناشطون صورا على الإنترنت تظهر حافلات صغيرة تقل مدنيين وأمتعتهم يغادرون بلدة دوما التي تتعرض لقصف من القوات الحكومية منذ الأسبوع الماضي.

كما ذكرت لجان التنسيق أن تعزيزات عسكرية ضخمة وصلت إلى منطقة عربين في ريف دمشق فيما يبدي الأهالي تخوفهم من حملات دهم واعتقال.

وفي دوما استهدف حي الحميرة السكني في المدينة بقذائف الهاون وسقط أكثر من اثنتي عشرة قذيفة على المنازل، فيما سقط عدد من الجرحى في مسرابا جراء القصف العنيف بمدافع الهاون على المدينة التي سقط فيها أكثر من 50 جريحا جراء القصف العشوائي الذي تتعرّض له.

كما ذكر مجلس قيادة الثورة أن اشتباكات عنيفة وقعت في عين ترما التي سمع فيها أصوات انفجارات على وقع استقدام الدبابات.

وفي حلب أفادت لجان التنسيق عن وقوع اشتباكات عنيفة وسماع أصوات انفجارات في حلب الجديدة وتوجه مروحيات من فرع المخابرات الجوية إلى المنطقة، فيما تعرضت منطقة الأتارب إلى قصف منذ ساعات الصباح الأولى.

لأول مرة.. كبير محققي الأمم المتحدة في حقوق الإنسان يجري محادثات بدمشق

الصليب الأحمر يسعى لدخول حمص وينتظر موافقة «طرفي النزاع»

بيروت: ليال أبو رحال

أجرى كبير محققي مجلس حقوق الإنسان باولو بينيرو محادثات في دمشق مع مسؤولين سوريين كبار لتمهيد الطريق أمام تحقيق للأمم المتحدة حول الانتهاكات في البلاد، وهذه هي المرة الأولى التي يمنح فيها البرازيلي بينيرو تصريحا بدخول سوريا منذ أن شكل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة فريقه في سبتمبر (أيلول) الماضي.. جاء ذلك، بينما حاولت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مجددا أمس دخول مدينة حمص السورية لإجلاء المدنيين والمصابين المحاصرين هناك، إلا أنها ما زالت تنتظر موافقة «لا لبس فيها» من طرفي الصراع.

وقالت مصادر من الأمم المتحدة ومصادر دبلوماسية أمس إن بينيرو يجري محادثات في دمشق مع مسؤولين سوريين كبار لتمهيد الطريق أمام تحقيق للأمم المتحدة حول الانتهاكات في البلاد.

ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدر في جنيف أن بينيرو «يحاول تمهيد الطريق لنا لكي نتمكن من دخول البلاد.. نحن بحاجة إلى الذهاب قبل سبتمبر (أيلول) المقبل، وهو الموعد المقرر لنقدم فيه تقريرنا النهائي».

في غضون ذلك، حاولت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مجددا أمس دخول مدينة حمص السورية لإجلاء المدنيين والمصابين المحاصرين هناك. ويحاول عمال الإغاثة دخول المدينة التي شهدت معارك طاحنة بعد أن وافقت الحكومة السورية وقوات المعارضة على فكرة وقف القتال لفترة من أجل أعمال الإغاثة الإنسانية الأسبوع الماضي. لكن الفريق المكون من اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري، اضطر إلى العودة أدراجه يوم الخميس الماضي بعد أن سمع إطلاق نار وهو يدخل المدينة القديمة.

وقال جاكوب كيلينبرغر رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر: «قمنا الآن بمحاولة ثانية اليوم (أمس) حتى يمكننا العودة إلى الأماكن المعنية في حمص، وكان معنا الهلال الأحمر العربي السوري»، وأضاف في مؤتمر صحافي في جنيف: «موافقة طرفي الصراع ضرورية للقيام بالمهمة. هناك أيضا مخاوف أمنية حقيقية.. ألغام وأشياء أخرى».

وقالت اللجنة الدولية إن القتال حاصر مئات المدنيين في المدينة القديمة بحمص، وإن المصابين بحاجة إلى رعاية طبية عاجلة. وقال كيلينبرغر: «ما زالت الرغبة في الدخول (إلى حمص) قوية جدا. وإذا كنا نريد الدخول، فمن الواضح أننا نعتقد أن هناك احتياجات إنسانية هائلة».

وحول إجراء اتصالات مع المعارضة، قال كيلينبرغر: «نحن على اتصال مع المعارضة. وليس من السهل إقامة حوار منظم مع المعارضة لأنها تتألف من مجموعات عدة»، وأضاف: «في الوقت الحالي، لا وصول لنا إلى معسكرات الاعتقال التابعة للمعارضة»، مشيرا إلى «أهمية» التمكن من ذلك.

وصرح بأن اللجنة الدولية تعتزم أيضا تسليم مساعدات إلى حلب واللاذقية وطرطوس هذا الأسبوع.

وقال كيلينبرغر إن اللجنة الدولية للصليب الأحمر هي لجنة الإغاثة الدولية الوحيدة العاملة في سوريا، وإنها تنشر الآن في سوريا 30 عاملا أجنبيا، وإنهم جميعها يتحركون دون مرافقة مسلحة. وأوضح: «ما زالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر هي الوكالة الإنسانية الوحيدة العاملة في سوريا في هذا المناخ الخطير للغاية».

وكثف النظام السوري في الأيام الأخيرة أعمال القمع من خلال الهجمات والقصف المتواصل لمعاقل المعارضة في حمص (وسط) ودير الزور (شرق) وإدلب (شمالي غرب) ودرعا (جنوب) وعلى مشارف دمشق، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وكان كيلينبرغر توجه شخصيا مرات عدة إلى سوريا منذ بدء الاحتجاجات الشعبية في مارس (آذار) من العام الماضي؛ حيث أجرى محادثات مع الرئيس السوري بشار الأسد.

ومن المقرر أن يتسلم السويسري بيتر مورير وزير الدولة السابق للشؤون الخارجية رئاسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في 1 يوليو (تموز) المقبل خلفا لكيلينبرغر الذي أمضى 12 عاما على رأس هذه الهيئة. وعينت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مورير رئيسا لولاية من أربع سنوات قابلة للتجديد. إلى ذلك، انتقد عضو لجان التنسيق المحلية في حمص، سليم قباني، لـ«الشرق الأوسط»، مواقف رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في دعوته للمعارضة بالتعاون وحديثه عن فصائل متعددة من المعارضة، مذكرا بأنه سبق له أن «تحدث عن توافق مع قادة الجيش الحر في المدينة؛ فكيف يتحدث اليوم عن مجموعات عدة تشكل المعارضة؟». وأكد أن «المدينة تتعرض لقصف عنيف لا يتوقف ولحصار خانق على أحيائها كافة»، لافتا إلى أن الوضع الإنساني بغاية السوء حيث يسجل نقصا كبيرا في الكوادر والمعدات والمعونات الطبية والمواد الغذائية»، مشيرا إلى قصف عنيف يستهدف أحياء حمص القديمة خصوصا أحياء جورة الشياح والقرابص، والحميدية الذي «تقطنه غالبية من الإخوة المسيحيين وتضررت فيه كنيسة قديمة جراء القصف».

قصف متواصل على حمص وانشقاق 33 عسكرياً بينهم لواء وعقيدان ولجوؤهم إلى تركيا

حادث جديد من دون أضرار ودمشق تتهم أنقرة بانتهاك مجالها الجوي

                                            افاد مصدر دبلوماسي اوروبي امس ان حادثا جويا جديدا وقع فوق المتوسط بين تركيا وسوريا دون ان يؤدي الى ضحايا او اضرار، وذلك بعد اسقاط سوريا لمقاتلة تركية من طراز “اف 4 فانتوم” الجمعة، فيما كررت دمشق أمس اتهامها تركيا بخرق مجالها الجوي.

وقال المصدر الديبلوماسي الأوروبي لوكالة “فرانس برس” ان نظام الدفاعات الجوية السورية رصد طائرة “كازا سي ان 235” للبحث والانقاذ تابعة للجيش التركي وحددها هدفا محتملا، وهي المرحلة الاخيرة قبل فتح النار.

وكانت الطائرة تشارك في اعمال البحث عن طياري المقاتلة التي تم اسقاطها الجمعة الماضي.

ويتضمن نظام الدفاعات الجوية اجهزة رادار وصواريخ.

واوضح المصدر “عندما يحدد نظام الدفاع مقاتلة هدفا فان اجهزة المقاتلة تنذر الطيار وهذا ما حصل”.

اتهامات سورية لتركيا

وفي سياق متصل، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي أمس إن الدفاعات الجوية السورية تحتم عليها التعامل على الفور مع الطائرة التركية التي انتهكت “بشكل صريح للسيادة السورية”. وأضاف في مؤتمر صحافي عن الحادث ان الطائرة اختفت ثم ظهرت مجددا في المجال الجوي السوري وكانت تحلق على ارتفاع 100 متر ومسافة نحو واحد الى اثنين كيلومتر من الساحل السوري.

واشار مقدسي الى ان الطائرة تتبع القوات الجوية التركية اسقطت بنيران “رشاش ارضي مضاد للطائرات مداه الاقصى 2,5 كيلومتران فقط” وليس بواسطة صاروخ موجه بالرادار.

ولم يكن مقدسي واضحا بشأن كيف يمكن أن تؤثر الواقعة على العلاقات مع جارها الذي كان صديقا في وقت من الاوقات وانقلب على الرئيس بشار الاسد في العام الماضي مع تزايد العنف في سوريا وفرار الاف اللاجئين الى مكان آمن في جنوب تركيا. وقال “إن وزير الخارجية التركي روى رواية مخالفة ومغايرة لحقيقة اسقاط الطائرة العسكرية التركية” مضيفا انهم زادوا من تعقيد الموقف. وأضاف انه رغم الحادث فان “سوريا متمسكة بعلاقات حسن الجوار مع تركيا” وانهم يعيشون في وضع يسوده التوتر مع تركيا إلا أنه أضاف أن سوريا لا تحمل “أي عدوانية تجاه الشعب التركي”.

وأنهى مقدسي حديثه بتحذير من أي عمل من جانب حلف شمال الاطلسي الذي ساعد المعارضين في ليبيا على الاطاحة بمعمر القذافي العام الماضي. وقال “يجب ان يكون اجتماع حلف الناتو (حلف شمال الاطلسي) لتثبيت الامن والاستقرار ولكن اذا كان عدوانيا بالطبع فنحن نقول ان الاراضي والمياه والاجواء السورية مقدسة بالنسبة للجيش السوري”.

خبراء روس

لكن خبراء روس متخصصون قالوا ان طائرة الـ”اف 4 فانتوم” التركية التي اسقطتها سوريا كانت تختبر المضادات الجوية السورية لحساب حلف شمال الاطلسي واسقاطها اظهر فاعلية الانظمة الروسية التي تم تجهيز سوريا بها.

ونقلت وكالة “ريا نوفوستي” عن الخبير سعيد امينوف ان الطائرة كانت “على الارجح تختبر انظمة المضادات الجوية السورية بهدف تحديد عناصرها”. واضافت نقلا عن امينوف الذي يرئس موقع “فيستنيك بي في او” المتخصص (اخبار المضادات الجوية) ان “الطائرة كانت تحلق على علو منخفض، وهو احد العناصر الاساسية في انتهاك اي نظام دفاعي مضاد للطيران”.

وشاطره هذا الرأي الخبير ايغور كوروتشنكو من مركز تحاليل مبيعات الاسلحة الدولية. وقال كما نقلت عنه وكالة ريا نوفوستي ان الهدف المرجح للمهمة هو “ارغام بطاريات المضادات السورية على التدخل وتشغيل محطات الرادار او حتى التسبب بايصالها الى وضعية قتالية”. واضاف الخبير الروسي ان “تركيا عضو في حلف شمال الاطلسي حيث تتم مبادلة معلومات الاستطلاع مع الاعضاء الاخرين في الحلف، وتقوم بانشطة استخبارات الكترونية وعبر اللاسلكي ناشطة بخصوص سوريا”.

ونقلت الوكالة من جانب اخر عن سعيد امينوف قوله ان الحادث “يدل على فاعلية المضادات الجوية السورية والمؤلفة خصوصا من بطاريات متوسطة المدى من انتاج روسي هي “بوك ام 2 اي” وبيتشورا 2 ام” وانظمة المضادات “بانتسيراس 1”.

أردوغان

رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، قال امس، إنه تم العثور على حذاءي الطيارَين التركيين لكنه قال ان لا إشارت على أنهما استخدما المظلة أو قذفا نفسيهما منها.

ونقل الموقع الإلكتروني لصحيفة “حرييت” التركية عن أردوغان، قوله في اجتماع مع المعارضة لبحث قضية اسقاط الطائرة العسكرية، إنه تم العثور على حذاءين اثنين للطيارين، عارضاً صور الحذاءين على القياديين بالمعارضة.

وقال إنه لا تتوفر أدلة على أن الطيارَين استخدما المظلة أو مقعديّ القذف للخروج من الطائرة. وكانت تركيا أعلنت أن القوات السورية اسقطت طائرة من نوع “اف 4” تابعة لها قد تكون دخلت المجال الجوي السوري.

باريس

في باريس، اعتبر وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس امس ان اسقاط سوريا لمقاتلة تركية في المجال الجوي الدولي “غير مقبول”.

وصرح فابيوس عند وصوله للمشاركة في اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي في لوكسمبورغ ان “زميلي التركي اتصل بي السبت ليشرح لي الملابسات. تلك المقاتلة كانت غير مسلحة وتقوم بطلعة روتينية. لقد اسقطت … دون تحذير مسبق وهذا غير مقبول”.

واضاف فابيوس “هناك عدة تفسيرات ممكنة لكن ما هو مؤكد هو ان هذا غير مقبول”، مذكرا بان الحلف الاطلسي سيعقد اجتماعا حول الحادث الثلاثاء.

التعاون الاسلامي

في جدة، حذرت الامانة العامة لمنظمة التعاون الاسلامي من ان الاوضاع في سوريا تنذر بنشوب حرب اهلية، مؤكدة ان “طبيعة الممارسات القمعية” كانت احد عوامل تدويل الازمة في هذا البلد.

وقال اكمل الدين احسان اوغلو امام اجتماع استثنائي للجنة التنفيذية على المستوى الوزاري في مقر المنظمة بجدة في وقت متأخر من مساء الاحد ان الاوضاع في سوريا “تنذر بنشوب حرب اهلية قد تطحن المزيد من آلاف الضحايا الأبرياء، وقد يتجاوز أثرها إلى كل دول المنطقة”.

والاجتماع مخصص للجنة التنفيذية لكنه مفتوح العضوية على المستوى الوزاري لبحث الاوضاع في سوريا والسودان والقضية الفلسطينية ومنطقة الساحل.

واضاف احسان اوغلو ان المنظمة “حرصت على عدم التدخل في الشؤون الداخلية لدولة عضو، ورفض تدويل ازمتها (…) لكن تفاقم الوضع الامني، وطبيعة الممارسات القمعية، وقتل اعداد كبيرة من الأطفال والنساء، كان عاملا ادى الى تدويل هذه الازمة”.

ودعا الى ان “يتوافر لدى العمل الدولي في مجال النزاعات التعاون البناء بدلا من التنافس واتباع أساليب الحرب الباردة التي لا تؤدي الى نتائج ايجابية”.

انشقاق لواء وعقيدين

السلطات التركية اعلنت ان 33 منشقاً من الجيش السوري بينهم لواء وعقيدان فرّوا من سوريا ودخلوا إلى تركيا. ونقلت وكالة أنباء “الأناضول” عن السلطات التركية، قولها ان المنشقين وأفراد عائلاتهم أرسلوا إلى مخيم في بلدة أبايدين بإقليم هاتاي جنوب تركيا.

ويشار إلى ان ما يزيد عن 33 ألف سوري حتى الآن دخلوا إلى تركيا هرباً من أعمال العنف في بلادهم، وحصلوا على مأوى في مخيمات على طول الحدود التركية ـ السورية.

قصف متواصل على حمص

ميدانيا، تواصل القصف العنيف من قوات بشار الاسد على احياء في مدينة حمص (وسط)، وقال “المرصد السوري لحقوق الانسان” في بيان ان “احياء عدة في مدينة حمص لا تزال تتعرض للقصف من القوات النظامية السورية التي تحاول اقتحام حي جورة الشياح وتشتبك مع مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة”.

وحذر الجيش السوري الحر في بيان ليلا من ان “النظام المجرم يحضر حشودا تقدر بمئة دبابة في اتجاه القصير – حمص وفي اتجاه طريق طرطوس-حمص وفي اتجاه شنشار- حمص، ما يدل بوضوح على نية النظام ارتكاب اعظم مجزرة يشهدها التاريخ”.

ونقل المجلس الوطني السوري المعارض “نداء استغاثة” جديدا وجهه اهالي حمص الى العالم لانقاذهم “قبل فوات الاوان”.

ووصف نداء الاستغاثة ما يجري في حمص بانه “حملة ابادة جماعية” مستمرة “منذ عشرين يوما”.

واعلن رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر جاكوب كيلنبرغر الاثنين انه يريد اتفاقا “لا التباس فيه” من جانب الاطراف المعنيين في سوريا قبل محاولة الدخول مجددا الى حمص لاجلاء المرضى والجرحى.

وصرح كيلنبرغر ان الصليب الاحمر يقوم بـ”مبادرة جديدة اليوم” للحصول على موافقة الاطراف المعنيين من اجل “الدخول الى حمص”.

في محافظة دير الزور (شرق)، قتل مواطنان جراء القصف واطلاق النار الذي تشهده احياء المدينة، كما تتعرض بلدتا الشحيل وموحسن لقصف عنيف.

في ريف دمشق، قتلت شابة في بلدة مديرا اثر اطلاق نار من القوات النظامية.

في درعا (جنوب)، قتل مواطن اثر قصف تعرضت له بلدة بصرى الشام وقرية جمرين المجاورة لها بشكل متواصل لاكثر من ست ساعات.

في محافظة ادلب (شمال غرب)، قتل ثلاثة اشخاص في اشتباكات وقصف على بلدة كفرنبل بينهم مقاتل معارض. كما قتل مواطنان في بلدة معرة النعمان في قصف تعرضت له البلدة، ومقاتل معارض “اثر استهداف سيارته بقذيفة من القوات النظامية في قرية معرة شورين”، بحسب ما ذكر المرصد.

وقتل شخص في بلدة الهبيط في ريف ادلب جراء اصابته برصاص قناص.

مسؤول اممي الى دمشق

مصادر من الأمم المتحدة ومصادر ديبلوماسية قالت امس إن باولو بينيرو كبير محققي المنظمة الدولية لحقوق الانسان يجري محادثات في دمشق مع مسؤولين سوريين كبار لتمهيد الطريق أمام تحقيق للأمم المتحدة حول الانتهاكات في البلاد.

وهذه هي المرة الأولى التي يمنح فيها البرازيلي بينيرو تصريحا بدخول سوريا منذ أن شكل مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة فريقه في أيلول الماضي.

وقال مصدر من الأمم المتحدة لوكالة “رويترز” في جنيف “يحاول تمهيد الطريق لنا لكي نتمكن من دخول البلاد… نحن بحاجة إلى الذهاب قبل سبتمبر وهو الموعد المقرر أن نقدم فيه تقريرنا النهائي”.

(أ ف ب، يو بي أي، رويترز)

الناتو يبحث إسقاط سوريا للطائرة التركية

                                            يعقد حلف شمال الأطلسي (ناتو) اجتماعا اليوم تلبية لطلب تركيا بحث إسقاط الجيش السوري طائرة عسكرية تركية، فيما اعتبرت أنقرة -في رسالة بعثت بها إلى مجلس الأمن- أن الهجوم السوري على طائرتها عمل عدائي ويهدد الأمن في المنطقة، وفي السياق ذاته أعلنت الولايات المتحدة أنها ستعمل مع تركيا على محاسبة سوريا على إسقاطها الطائرة التركية.

 وتقدمت تركيا بطلبها للناتو بموجب المادة الربعة في المعاهدة المؤسسة للحلف التي تخول أي دولة عضو طلب مشاورات عاجلة، إذا “تعرضت وحدة أراضيها أو استقلالها السياسي أو أمنها للتهديد”.

كما تنص المادة الخامسة من معاهدة الحلف على أن كل دولة عضو فيه يجب أن تعتبر تعرض أي بلد منه لهجوم كعمل موجه ضد الأعضاء كافة, وتتخذ التدابير اللازمة لمساعدة الدولة التي تعرضت لهذا الهجوم.

رسالة

ورفعت تركيا رسالة لمجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة اعتبرت فيها أن “الهجوم (السوري على طائرتها) في الأجواء الدولية الذي قد يكون أدى إلى مقتل طيارين تركيين، يشكل عملا عدائيا من جانب السلطات السورية ضد الأمن الوطني لتركيا”.

وأضافت أن “تركيا تحتفظ بإمكان الدفاع عن حقوقها استنادا إلى القوانين الدولية”، معتبرة أن الحادث “يشكل تهديدا خطيرا للسلام والأمن في المنطقة”.

وأكدت الرسالة أن تسجيلات الرادارات والتسجيلات الصوتية التركية “تؤكد أن طائرتنا أسقطت في المجال الجوي الدولي” وأوضحت أن الطائرة لم تقم بأي مناورة عدائية وأن “إطلاق النار لم يسبقه أي تحذير”.

كما أعلن بولنت أرينج -نائب رئيس الوزراء التركي، في مؤتمر صحفي- أن طائرة ثانية تعرضت لإطلاق نار من قبل الجيش السوري، وكانت الطائرة في مهمة بحث عن الطيارين الاثنين اللذين أسقطت طائرتهما.

وأضاف أن الطائرة عادت إلى المجال الجوي التركي على الفور بعد إطلاق النار عليها، وأن عملية البحث والإنقاذ استؤنفت في أعقاب اتصالات “عن طريق قنوات عسكرية ودبلوماسية” موضحا أن أحدا لم يصب بسوء ممن كان على متن الطائرة.

وأكد أرينج أن تركيا ستحمي نفسها في إطار القانون الدولي مما سماه “العمل العدائي” من قبل سوريا، مؤكدا أن “على الجميع أن يعرفوا أن هذا النوع من العمل لن يظل دون عقاب”.

الموقف الدولي

وفي سياق التعاطي الدولي مع الموضوع قال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن بلاده ستعمل مع تركيا وشركائها الآخرين على “محاسبة نظام الأسد”.

وأضاف -من على متن طائرة الرئيس باراك أوباما في طريقه إلى نيوهامبشير- أن الولايات المتحدة تتضامن مع تركيا وهي تحقق في حادث إسقاط الطائرة الذي وقع يوم الجمعة وتحدد ردها.

كما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) على لسان المتحدث باسمها النقيب جون كيربي أنها تعتقد أن إسقاط الطائرة كان عملا متعمدا وأكدت على ضرورة أن “يحاسب النظام السوري” معتبرة أن هذا العمل “يبين من جديد عدم شرعية نظام الأسد وما يفعله”.

وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قد وصفت الحادث بأنه عمل “وقح وغير مقبول” في حين تحدث نظيرها البريطاني وليام هيغ عن فعل “شائن”، وأبدى استعداد بلاده لدعم عمل قوي ضد سوريا في الأمم المتحدة.

ووصفت إيطاليا ما حدث بإنه “غير مقبول” كما دعا وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في اجتماع لهم إلى رد هادئ من جانب تركيا وقالوا إن دولهم ستزيد الضغط على الأسد لكن لم يظهر أي إقبال كبير على توجيه أي رد عسكري ضد سوريا.

الرواية السورية

في المقابل حذرت سوريا من أي عمل قد يستهدف سوريا يخرج به اجتماع الناتو، وقال الناطق باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي “إذا كان اجتماعهم لأهداف عدائية فإن الأراضي والمياه السورية مقدسة”.

وأكدت دمشق مجددا أن إسقاطها طائرة الاستطلاع التركية “عمل سيادي”، وحذرت من أي هجوم يستهدفها.

وتحدث مقدسي عن “انتهاك صريح” للسيادة السورية قامت به الطائرة التي كانت تحلق -كما قال- على علو مائة متر فقط، وعلى بعد كيلومتر إلى كيلومترين عن الساحل السوري.

وأضاف أن سوريا عثرت على بعض حطام الطائرة وأعادته إلى تركيا، منتقدا الرواية التركية لما حدث لأنها “تخالف الوقائع”. واتهم مقدسي أنقرة بتعقيد الأمور.

يشار إلى أن تركيا من أشد منتقدي النظام السوري بعد أن كانت من أشد حلفائه، وهي تحتضن عشرات آلاف اللاجئين السوريين، إضافة إلى معسكرات الجيش السوري الحر، لكنها تنفي تسليح المعارضة السورية.

دعوات لعقوبات تحت الفصل السابع

واشنطن: فشل ذريع لمجلس الأمن بسوريا

                                            اعتبرت الولايات المتحدة أن مجلس الأمن فشل “فشلا ذريعا” في التعاطي مع الأزمة السورية، في وقت دعا فيه الاتحاد الأوروبي وقطر لعقوبات تحت الفصل السابع، وشددت أوروبا إجراءاتها الردعية ضد نظام بشار الأسد.

وقالت المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة سوزان رايس متحدثة في نيويورك “الوضع في سوريا يمثل فشلا ذريعا لمجلس الأمن في حماية المدنيين”، وتحدثت عن حملات حكومية ضد المعارضة “تستحق شجبا أكبر، وتشكل خطرا أكبر على السلام والأمن الدوليين”، داعية لخطوات عملية بينها فرض عقوبات تحت الفصل السابع، لحمل دمشق على التعاون مع خطة المبعوث الأممي والعربي كوفي أنان.

العقوبات تحت الفصل السابع دعا إليها أيضا الاتحاد الأوروبي وقطر، التي حث رئيس وزرائها وزير خارجيتها حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني مجلس الأمن على توحيد رؤاه للأزمة السورية، لكنه قال إنه “للأسف لم يصل بعد إلى هذه المرحلة”.

وقال حمد بن جاسم -وهو أيضا رئيس اللجنة الوزارية العربية الخاصة بسوريا- متحدثا للجزيرة “النظام السوري أمعن في قتل الأبرياء، ولا بد من اتخاذ إجراء عاجل لوقف ذلك”، محذرا من تداعيات الأزمة على سوريا والمنطقة كلها.

عقوبات أوروبية

وشدد الاتحاد الأوروبي عقوباته على النظام السوري بعد لقاء لوزراء خارجيته أمس في لوكسمبورغ، ورفع إلى 120 عدد الشخصيات التي يستهدفها حظر الأموال والتأشيرات إضافة إلى خمسين شركة وهيئة معنية، وتوسيعٍ لحظر بيع الأسلحة.

وقال البيان النهائي للاجتماع إنه “لا مستقبل للأسد في سوريا الغد”، وهي فقرة لم تكررها في مؤتمرها الصحفي مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد كاثرين آشتون، لكنها رحبت بالمقابل بانشقاق المرتبطين بالنظام، وشجعتهم على ذلك إن كانوا يريدون تفادي ملاحقتهم قضائيا عن انتهاكات محتملة.

وباستثناء قرارين أمميين سمحا بنشر مراقبين أمميين ونظما عملهما، تصدت روسيا والصين لكل مشاريع القرارات الهادفة لفرض عقوبات على نظام الأسد، الذي يواجه احتجاجات شعبية دخلت شهرها السادس عشر، وقتل فيها أكثر من 15 ألف شخص حسب المعارضة وجماعات حقوقية.

قرار جديد

وقال دبلوماسيون إن بريطانيا وفرنسا ودولا أوروبية أخرى تحاول استصدار قرار جديد في مجلس الأمن يجعل خطة أنان ملزمة للنظام والمعارضة، لكن ذلك من شأنه فتح باب للعقوبات ترفضها روسيا والصين.

وتصاعد العنف الأشهر الأخيرة رغم انتشار بعثة مراقبة أممية انتهى بها الأمر إلى تعليق عملها هذا الشهر بسبب المخاطر التي تحيق بأفرادها.

ولم يستبعد دبلوماسيون أمميون أن تضطر البعثة إلى تقليص أفرادها البالغ عددهم حاليا 300.

وتحدث هؤلاء الدبلوماسيون عن خيارات أخرى تبحث بينها إنهاء المهمة كليا، أو تركها أو زيادة وربما تسليح المراقبين الذي ينتهي تفويضهم الأصلي بعد عشرين يوما.

وقال أحدهم “للأسف فإن الانسحاب وحتى التقليص قد يفهم على أنه تخل من الأمم المتحدة عن النزاع، وضوء أخضر يعطى لطرفي النزاع ليقاتلا حتى الموت”.

وسيستمع مجلس الأمن اليوم الثلاثاء إلى تقرير عن عمل البعثة من ناصر القدوة نائب المبعوث الأممي العربي، قبل تقرير آخر من رئيس البعثة نفسها هيرفي لادسوس ومن الأمين العام الأممي بان كي مون.

تحركات أنان

وتأتي هذه التطورات في وقت يحضر فيه أنان للقاء متعدد الأطراف بشأن سوريا، يريد إشراك إيران فيه، وهو ما تؤيده روسيا وترفضه بشدة الولايات المتحدة التي تقول إن حضور هذا البلد اجتماعات بشأن الأزمة السورية خط أحمر بالنسبة لها.

لكن مسؤولين أميركيين قالوا لأسوشيتد برس دون كشف هويتهم إن أنان يريد تفاهما روسيا أميركيا بشأن مشاركة إيران، التي دعا في تصريح سابق إلى أن تكون جزءا من الحل في سوريا.

وإضافة إلى إيران قال المسؤولون إن أنان اقترح استضافة وزراء خارجية الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة إلى العراق والكويت وقطر وتركيا والعربية السعودية، وأيضا كاثرين آشتون وأمينيْ الأمم المتحدة والجامعة العربية.

فوز مرسي في عيون ثوار سوريا

                                            أثار فوز محمد مرسي بانتخابات الرئاسة في مصر موجة فرح عارمة وسط نشطاء ومسلحي المعارضة السورية باعتباره نصرا على الاستبداد والطغيان، لكنهم قللوا من احتمال حصولهم على دعم لانتفاضتهم منه.

ويقول معارضون سوريون إنهم يرون فوز أول رئيس مدني منتخب بحرية في مصر مثالا يحتذى به في سعيهم للإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد.

واعتبرت رفيدة حبش وهي ناشطة مقيمة في دمشق فوز مرسي خطوة أولى على طريق الديمقراطية حتى لو لم تكن تتفق مع توجهاته السياسية.

وكانت لجنة الانتخابات الرئاسية في مصر قد أعلنت أمس الأحد فوز مرسي على أحمد شفيق، آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك.

وفي بساتين الزيتون بمنطقة إدلب الشمالية يعسكر مقاتلون معارضون وناشطون في مبنى صغير، ويخضعون للوائح صارمة بعدم إضاءة أي مصابيح أو إحداث كثير من الضوضاء لتجنب لفت انتباه قوات الجيش النظامي السوري القريبة منهم.

وما إن تناهت إلى مسامع هؤلاء المقاتلين وعددهم 15 أنباء فوز مرسي في وقت متأخر من الليل إذ كانت الاتصالات متقطعة، حتى انتابهم فرح غامر لم يستطيعوا معه السيطرة على أنفسهم.

وقال إبراهيم عبده (19 عاما)، الذي هرب عبر الحدود التركية قبل ليلتين متحدثا لرويترز عبر برنامج سكايب على الإنترنت، “الضوضاء أيقظتني كانوا كلهم فرحين”، مضيفا أن الكل يشعر بالتفاؤل ويعتبر فوز مرسي نجاحا لمصر.

واستدرك قائلا إن المقاتلين والناشطين ليسوا واثقين من أن محمد مرسي سيدعم قضيتهم ولكنه يمثل دفعة حقيقية للروح المعنوية للمعارضة في سوريا.

دعم معنوي

بيد أن أبا يزن وهو ناشط من حماة -إحدى أكثر المحافظات تعرضا للقصف في سوريا- قال إنه وشبكة من المعارضين الشبان في أنحاء البلاد لا يعتقدون أن صعود مرسي إلى السلطة سيؤثر على الأحداث في سوريا.

وأضاف “في رأيي وأعتقد أنه في رأي كثير من الثوريين الشبان لن يدفع الرئيس المصري الثورة السورية إلى مرحلة جديدة”.

وأشار مقاتلون من المعارضة إلى أن حكومتي تونس وليبيا اللتين أطاحت برئيسيهما انتفاضتان العام الماضي تؤيدان الآن علانية الانتفاضة السورية لكنهما لم تقدما مساعدات مادية تذكر لها. ويعتقد أبو يزن أن المصريين سيفعلون ذلك أيضا.

وأردف يقول “لم نحصل حتى الآن على الكثير من الدعم الدولي الحقيقي. تعلمنا الاعتماد على أنفسنا بنسبة 70% من كل الأسلحة التي لدى الجيش الحر المعارض إما مسلوبة أو تم شراؤها عبر أشخاص من الجيش النظامي”.

ولم يعجب فوز مرسي أحد السوريين الذين تحدثوا لوكالة رويترز وأبدى آخر عدم اكتراث بالحدث.

فقد قال أحد سكان دمشق ويُدعى محمد -مكتفيا بذكر الاسم الأول فقط خوفا من تعرضه للاعتقال- “لست سعيدا بوصول الإخوان المسلمين. سيحاول الإخوان الآن الاستفادة من انتصارهم في مصر للتأثير على الأحداث في سوريا والترويج لبرنامجهم”.

وقال مقاتل من المعارضة “لا أعتقد أن الأمر له قيمة أو تأثير علينا”.

تركيا تشكو سوريا لمجلس الأمن في قضية الطائرة

الولايات المتحدة ستعمل مع أنقرة على محاسبة دمشق على إسقاطها “المتعمد”

العربية.نت

قدمت تركيا شكوى الى مجلس الأمن لإسقاط سوريا إحدى مقاتلاتها، في الوقت الذي يعقد حلف شمال الأطلسي اجتماعاً اليوم دعت إليه تركيا لبحث موضوع إسقاط سوريا طائرة مقاتلة تابعة لسلاح الجو التركي.

وقبيل هذا الاجتماع أعلنت الولايات المتحدة على لسان المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني، أنها ستعمل مع أنقرة على محاسبة سوريا على إسقاطها المقاتلة والتي يعتقد المسؤولون الأمريكيون أنه كان متعمداً.

وبينما تجنب كارني الإجابة عن الأسئلة بخصوص ما يعتقد أنه الرد المناسب على الحادث الذي أدى الى اشتداد التوتر بين أنقرة ودمشق، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند في إفادة صحافية، إن واشنطن ستنصت لحليف طلب التشاور ثم تتحرك بناءً على ذلك.

ومن جهة أخرى قال بولنت أرينج، نائب رئيس الوزراء التركي، إن أنقرة ستحاول إقناع حلف شمال الأطلسي بأن يعتبر قيام سوريا بإسقاط المقاتلة التركية هجوماً على الحلف بأكمله.

وأضاف أن أنقرة لا تسعى إلى إعلان الحرب على أي طرف كان، وهي لن تتخذ إجراءً يخرج عن الشرعية الدولية.

القوات السورية تطلق النار على طائرة تركية ثانية

تركيا تصف الحادثة بالعمل العدائي وتؤكد أنها ستحمي نفسها

العربية.نت

اتهم نائب رئيس الوزراء التركي بولند ارينج اليوم الاثنين سوريا بأنها أسقطت “عمدا” المقاتلة التركية “اف4” قبالة سواحلها باستخدام صاروخ، وليس بواسطة مدفع مضاد للطائرات، كما أكدت دمشق بحسب ما قالت وكالة فرانس برس.

وقال ارينج إثر جلسة لمجلس الوزراء “ليس ثمة شك أن السوريين استهدفوا طائرتنا عمدا في الأجواء الدولية، المعطيات التي لدينا تظهر أن طائرتنا أصيبت بصاروخ موجه بواسطة الليزر أو بنظام الحرارة”.

طائرة ثانية

حادثٌ جوي جديد فوق مياه البحر الأبيض المتوسط كاد أن يؤدي إلى إسقاط الدفاعات الجوية السورية لطائرةٍ تابعةٍ للجيش التركي، كانت في مهمة بحث عن ملاحيْ المقاتلة التي أسقطتها الدفاعات الجوية ذاتُها يوم الجمعة الماضي كما ذكرت رويترز.

حيث قالت تركيا إن القوات السورية أطلقت النار على طائرة تركية ثانية كانت في مهمة للبحث عن طائرة استطلاع اف4 أسقطتها سوريا الأسبوع الماضي، لكن الطائرة الثانية لم تسقط.

وقال نائب رئيس الوزراء التركي بولنت ارينج في مؤتمره الصحفي إن تركيا ستحمي نفسها في إطار القانون الدولي ضد ما وصفه بالعمل العدائي من سوريا بإسقاط طائرتها الجمعة الماضي.

وقال في ختام اجتماع للحكومة استمر سبع ساعات بشأن الحادث إن اسقاط سوريا لطائرة الاستطلاع لن يمر دون عقاب.

ويتزامن ذلك مع التحذير الذي وجهته وزارة الخارجية السورية على لسان المتحدث باسمها جهاد مقدسي من مغبة أي عمل عسكري ضد سوريا قد يقوم به حلف شمال الأطلسي الذي يعقد غدا اجتماعا للبحث في الرد على إسقاط المقاتلة التركية.

حمص تتعرض لقصف وحصار خانق وعدد القتلى في تزايد

المرصد السوري يقول إن مقومات الحياة تنعدم في حي الخالدية

العربية.نت

حصد العنف اليوم الاثنين، 53 قتيلاً في سوريا، غالبيتهم من المدنيين، في وقت يتواصل القصف والعمليات العسكرية في حمص ومناطق أخرى، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وجاء في بيان للمرصد قبل قليل “لا يزال حي الخالدية في حمص يتعرض لقصف من القوات النظامية السورية التي تحاول منذ أيام اقتحامه”، مشيراً إلى “الوضع الإنساني الصعب” الذي يعيشه الحي “في ظل الحصار المفروض عليه”.

وذكر البيان أن هذا الحصار يحول دون “معالجة عشرات الجرحى ودخول المواد الأساسية”، فيما “تنعدم مقومات الحياة في الحي وفي أحياء أخرى محاصرة” في المدينة.

كما أشار المرصد إلى تعرض مدينة الرستن في ريف حمص الخارجة عن سيطرة قوات النظام منذ أشهر لقصف من القوات النظامية السورية.

وكان الجيش السوري الحر حذر في بيان سابق من أن “النظام المجرم يحضر حشوداً تقدر بمئة دبابة في اتجاه القصير-حمص وفي اتجاه طريق طرطوس-حمص وفي اتجاه شنشار-حمص، ما يدل بوضوح على نية النظام ارتكاب أعظم مجزرة يشهدها التاريخ”.

ونقل المجلس الوطني السوري المعارض “نداء استغاثة” جديداً وجهه أهالي حمص إلى العالم، واصفاً ما يجري في حمص بأنه “حملة إبادة جماعية” و”جريمة إبادة وتطهير طائفي بأبشع الأدوات والطرق الهمجية”.

سقوط قتلى بمناطق متفرقة

كما أعلن المرصد مقتل خمسة مواطنين في مدينة حمص (وسط) بينهم رجل وامرأة قضيا قنصاً في حيي الميدان والقرابيص، وثلاثة مواطنين قتلوا جراء القصف على الخالدية وجورة الشياح.

وسجل في محافظة دير الزور (شرق)، قتل ثمانية أشخاص بينهم فتاة جراء القصف وإطلاق النار الذي تشهده أحياء المدينة، ومقاتل قتل خلال اشتباكات في مدينة دير الزور.

وفي ريف دمشق، ارتفع عدد قتلى اليوم من المدنيين إلى سبعة، بينهم شابة في بلدة مديرا في إطلاق نار تعرضت له البلدة، وستة نتيجة عمليات عسكرية تنفذها القوات النظامية في مدينة دوما ومحيطها. كما تعرضت بلدة مسرابا لقصف من القوات النظامية السورية.

وفي درعا (جنوب)، قتل مواطنان هما سيدة بعد إصابتها برصاص قناص في بلدة مجدة، ومواطن إثر القصف الذي تعرضت له بلدة بصرى الشام وقرية جمرين المجاورة لها.

وشهدت بلدة بصرى الشام أيضاً مقتل ما لا يقل عن ثلاثة عناصر من القوات النظامية إثر تفجير عبوة ناسفة بشاحنة عسكرية.

وتتعرض بلدات جمرين ومعربة وكفر شمس في درعا لقصف من القوات النظامية “التي تحاول استعادة السيطرة على عدد من المناطق”.

وفي محافظة إدلب (شمال غرب)، قتل ثلاثة أشخاص في اشتباكات وقصف على بلدة كفرنبل بينهم مقاتل معارض. كما قتل مواطنان في بلدة معرة النعمان في قصف تعرضت له البلدة، ومقاتل معارض “إثر استهداف سيارته بقذيفة من القوات النظامية في قرية معرة شورين”، بحسب ما ذكر المرصد.

إدلب في مرمى القناصة وسقوط جنود نظامين

وقتل شخص في بلدة الهبيط في ريف إدلب جراء إصابته برصاص قناص، كما قتل مواطن إثر القصف الذي تتعرض له بلدة أريحا من القوات النظامية.

ووقعت اشتباكات بين القوات النظامية في مدينة سراقب في إدلب ترافقت مع قصف على المدينة وتسببت بإصابة ثمانية أشخاص بجروح بينهم مقاتلان معارضان.

وقتل ما لا يقل عن خمسة جنود نظاميين إثر تفجير عبوات ناسفة بناقلة جند مدرعة وشاحنة عسكرية قرب سراقب، بحسب المرصد.

وفي محافظة حماة (وسط)، قتل مواطن إثر إطلاق رصاص عشوائي في بلدة حلفايا.

كما قتل جندي منشق في اشتباكات في محافظة حماه.

وفيما يتعلق بمحافظة اللاذقية (غرب)، قتل مواطن جراء القصف الذي تتعرض له منطقة جبل الاكراد.

وفي محافظة حلب (شمال)، أفاد المرصد عن مشاهدة “رتل دبابات وآليات عسكرية ثقيلة قدر عددها بأكثر من 100 آلية متوجهة إلى مدينة حلب على طريق حلب دمشق الدولي”.

وشهدت محافظة حلب تظاهرات حاشدة في مناطق عدة في المدينة وريفها في الفترة الأخيرة، وأصبحت بلدات وقرى عدة في ريفها الشمالي والغربي خارجة عن سيطرة النظام، بحسب المرصد السوري.

إردوغان: إسقاط الطائرة “موقف عدواني

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان في كلمته أمام البرلمان إن الطائرة كانت استطلاعية لاتحمل أسلحة ولم تكن لديها أي نيات عدوانية، وإن إسقاط سوريا للطائرة تم دون توجيه أي إنذار ويعد بمثابة “موقف عدواني”.

 وأضاف أن الطائرة التركية تم استهدافها فوق المياه الدولية، وأنها سقطت في المياه الإقليمية لسوريا.

وأشار إلى أنه تم استهداف الطائرة من قبل سوريا على بعد 13 ميلا بحريا من مدينة اللاذقية السورية الساحلية.

وأوضح إردوغان أن هدوء تركيا يجب ألا يفسر بشكل خاطئ.

وقال إن حكومة دمشق تمارس القتل بحق الشعب السوري، وأن تركيا لن تسكت عن ارتكاب المجازر وأمن الأناضول يبدأ من دمشق.

وذكر أن الرئيس السوري بشار الأسد يراوغ وأن هناك إدارة ظالمة ومستبدة في سوريا الآن، مضيفا أن “الأسد لم يف بوعوده وأصبنا بخيبة أمل جراء ذلك”.

وتابع إردوغان “حافظ الأسد يظلم شعبه وكان يبدي موقفا معاديا لتركيا، وأن التماس الأعذار من البعض لإدارة بشار الأسد لن يكون مسموعاً”، وؤكدا أن تركيا ستدعم الشعب السوري للإطاحة بالدكتاتور.

وأوضح أن المروحيات السورية اخترقت أجواءنا عشرات المرات، وأن اختراق الطائرة للأجواء السورية أمر عادي.

وأضاف إردوغان أن استراتيجية تركيا تغيرت وأن أي عنصر سيقترب من الحدود سيعتبر مصدر تهديد، مشيرا إلى أن تركيا لن تصمت عن العدوان ولن تتهاون مع أي تهديد، وأن سوريا أصبحت عامل تهديد لتركيا.

وقال إردوغان “أجرينا اتصالات بالمنظمات الدولية كلها وسوريا قامت بهذه العملية عمدا”، مضيفا: “نحن نحتفظ بحقوقنا في الرد على الحادثة”.

وفي نهاية كلمته أكد إردوغان أن الشعب السوري سينتصر في النهاية.

مقتل 29 برصاص الأمن السوري

ناشطون: انفجارات في دمشق ودرعا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قال ناشطون إن 29 شخصا قتلوا برصاص الأمن السوري، الثلاثاء، معظمهم قضوا بالقصف العشوائي الذي استهدف درعا وريف دمشق بينهم طفل وسيدة، بالإضافة إلى ضابط منشق.

وكان من بين الذين قتلوا 10 أشخاص في دمشق وريفها، و8 في درعا، و5 في دير الزور، و3 في حماه، و2 في حمص وقتيل في إدلب.

من جهته، أوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان في وقت سابق أن اشتباكات عنيفة وقعت حول مقرات الحرس الجمهوري في ضواحي دمشق.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة “فرانس برس” إن “الاشتباكات في قدسيا والهامة بريف دمشق تدور حول مراكز الحرس الجمهوري ومنازل ضباط الحرس وعائلاتهم، على بعد نحو 8 كيلومترات عن ساحة الأمويين في قلب العاصمة السورية”.

وأضاف أنه “تم تفجير دبابة للقوات النظامية عند مدخل قدسيا”، لافتا إلى أن “هذه المرة هي الأولى التي تستخدم فيها القوات النظامية المدفعية في مناطق قريبة إلى هذا الحد من قلب العاصمة ما يدل على عنف الاشتباكات”.

ولفت عبد الرحمن إلى أن “هذه الاشتباكات هي الأعنف وتختلف عما كان عليه الأمر في كفر سوسة والمزة، كونها تشهد استخدام القصف من قبل القوات الحكومية على مسافات قريبة في ضواحي دمشق”.

وأكد مدير المرصد أن “وصول الاشتباكات إلى دمر يعني أنها اقتربت من قلب العاصمة دمشق”.

وأضاف أن القصف والاشتباكات في قدسيا ودمر والهامة بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين “مستمر منذ ساعات ما يعني أن ما يحصل ليس عملية كر وفر”، مؤكدا أن “أصوات الانفجارات تسمع في كل من دمر وقدسيا والهامة ومدينة قطنا”.

تركيا تلجأ للناتو بعد إسقاط سوريا لطائرتها

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

بدأ اعضاء حلف شمال الأطلسي (الناتو) الثلاثاء اجتماعا خاصا دعت إليه تركيا بعدما أسقطت قوات سورية طائرة حربية تركية الأسبوع الماضي، في حادث قالت دمشق إنه كان دفاعا عن النفس ووصفته تركيا بأنه “عمل عدواني”.

وهذه المرة هي الثانية فقط منذ إنشاء حلف شمال الأطلسي قبل 63 عاما التي يجتمع فيها الحلف بموجب المادة الرابعة من ميثاقه التي تنص على إجراء مشاورات عندما تشعر إحدى الدول الأعضاء بتعرض وحدة أراضيها أو استقلالها السياسي أو أمنها لتهديد، بحسب رويترز.

وكانت المرة الأخرى الوحيدة التي اجتمع فيها حلف الأطلسي بموجب المادة الرابعة في عام 2003 لبحث حرب العراق وكان ذلك أيضا بناء على طلب تركيا.

ورفضت تركيا تأكيدات من دمشق بأنه لم يكن أمام قواتها أي خيار سوى إطلاق النار على الطائرة التركية لدى طيرانها فوق المياه السورية قرب الساحل الجمعة الماضية.

ودانت تركيا في رسالة بعثت بها إلى مجلس الأمن الدولي “العمل العدواني الذي قامت به السلطات السورية ضد الأمن القومي التركي”، قائلة إنه يشكل “تهديدا خطيرا للسلام والأمن في المنطقة”.

وقال نائب رئيس الوزراء التركي بولنت أرينتش في مؤتمر صحفي بعد اجتماع للحكومة التركية استمر 7 ساعات “على الجميع أن يعرفوا أن هذا النوع من العمل لن يظل دون عقاب”.

وسلط الحادث الضوء بشكل أكبر على العلاقات المتوترة بين تركيا وسوريا والتي اقتربت من نقطة الانهيار بسبب الانتفاضة المستمرة منذ 16 شهرا ضد حكم الرئيس السوري بشار الأسد.

ودعا وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في اجتماع لهم الاثنين تركيا إلى ضبط النفس قائلين إن دولهم ستزيد الضغط على الأسد .

وقال وزير الخارجية الهولندي أوري روزنتال “التدخل العسكري في سوريا أمر غير وارد … هذه مسألة ليست محل بحث من جانب الحكومة الهولندية”.

وأشار أرينغ بعد اجتماع الحكومة التركية إلى أن أردوغان سيدلي ببيان بشأن سوريا الثلاثاء.

وقدم أحد قادة سلاح الجو التركي تقريرا مفصلا عن الحادث خلال اجتماع مجلس الوزراء.

ومن المحتمل على ما يبدو أن يؤدي وصف سوريا للحادث بأنه دفاع عن النفس إلى إثارة غضب تركيا بشكل أكبر.

وفي دمشق قال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي في مؤتمر صحفي “من المفترض أن يكون الناتو (حلف الأطلسي) منظمة هدفها تثبيت الأمن والاستقرار، وإذا كان الاجتماع بهذه النيات وبهذا الاتجاه نتمنى لهم التوفيق… وإذا كان الاجتماع عدواني الطابع فأطمئن الجميع بأن الأراضي والأجواء والمياه السورية مقدسة بالنسبة للجيش السوري”.

وتقول تركيا إن حطام الطائرة التي أسقطت بالقرب من الحدود البحرية في البحر المتوسط لكلا الدولتين مستقر في المياه العميقة.

وقال مقدسي إن بعض الحطام عثر عليه طافيا وسلم إلى تركيا. ولم يرد أي ذكر للطيارين.

وأوضح مقدسي “رصدت أجهزة الرادار السورية جسما طائرا يسير باتجاه الأراضي السورية نفذ دورة يسرى باتجاه الشمال الشرقي مع النزول إلى ارتفاع منخفض، واختفى عن شاشات الرادار ليظهر فجأة على ارتفاع 100 متر وعلى مسافة ما بين كيلومتر وكيلومترين من الشاطئ واليابسة السورية.

وأضاف: “تم التصدي للطائرة من قبل الدفاعات الجوية السورية برشاش أرضي مضاد للطائرات مداه 2.5 كيلومتر”.

الإتحاد الأوروبي يدعو المعارضة السورية لتقديم مخطط سلمي شامل للمرحلة الانتقالية

بروكسل (25 حزيران/يونيو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

دعا وزراء خارجية الدول الأعضاء في الإتحاد الأوروبي مختلف أطراف المعارضة السورية إلى العمل من أجل تقديم “مخطط شامل وسلمي ومنظم للمرحلة الانتقالية” في بلدهم

جاء ذلك في بيان صدر عن وزراء خارجية الدول الأعضاء في الإتحاد الأوروبي المجتمعين اليوم في لوكسمبورغ، ناشدوا فيه المجلس الوطني ومختلف أطراف المعارضة السورية وضع خلافاتها جانباً، والعمل على التركيز على ما يجمعها من مبادئ ووضع تصورها الخاص للمرحلة اللاحقة في سورية، حيث “نريد أن يكون مخططاً يتمتع بالمصداقية لدى كافة أطياف الشعب السوري”، كما جاء في نص البيان

وشدد الوزراء على ضرورة أن تعمل المعارضة السورية على دعم مخطط المبعوث الدولي الأممي كوفي أنان، وقالوا ” نحن نستمر في دعم هذا المخطط في كافة المحافل الدولية، وندعو جميع الأطراف إلى القيام بالأمر نفسه”، وفق بيانهم

وعبر الوزرا ء عن تطلعهم للقاء عدد كبير من الدول والمنظمات في اجتماع أصدقاء الشعب السوري و المقرر في السادس من تموز/ يوليو القادم في باريس، حيث “سيكون الهدف تشديد الضغط على النظام في دمشق، وتأكيد الدعم لمخطط أنان”، حسب رأيهم

كما دعا الوزراء كافة أفراد الشعب السوري إلى الانفصال والابتعاد عن النظام الحالي من أجل تسهيل البدء بالمرحلة الانتقالية

وتطرق البيان إلى الوضع الانساني في العديد من المناطق السورية، مشيراً إلى أن التكتل الموحد سيواصل التعاون مع كافة دول الجوار من أجل الاستمرار في مساعدة اللاجئين السوريين الفارين من العنف

وحث الوزراء السلطات السورية على التعاون مع المنظمات الدولية لإعداد مخططات إنقاذ إنسانية وتسهيل دخول عمال الاغاثة إلى المناطق المنكوبة

كما شددوا على دعمهم للجهود الجارية حالياً من أجل إجلاء المدنيين في حمص، وتوجهوا بـ”بدعوة جميع الأطراف للتعاون من أجل تأمين خروج الأطفال والنساء والجرحى من المناطق الخطرة”، وفق البيان

وتطرق البيان إلى حادثة الطائرة التركية التي أسقطتها سورية، واصفاً الأمر بـ”غير المقبول”، حيث “يعلن الإتحاد الأوروبي تضامنه التام مع تركيا وتفهمه لردة فعلها، كما يدعو السلطات السورية للتعاون من أجل كشف ملابسات الحادث” كما جاء في البيان

ولم يفت الوزراء التنديد باستمرار العنف في سورية، وكذلك إدانة استهداف مراقبي الأمم المتحدة الذين يقومون بعملهم في مختلف أنحاء البلاد، مكررين “ألا مكان للرئيس السوري بشارالأسد في سورية المستقبل”

وعبر وزراء الخارجية عن “الإدراك بإهمية الدور الإيراني في حل الأزمة السورية”، مستبعدين أن تكون طهران من بين الدول المدعوة إلى اجتناع مجموعة الإتصال في جنيف، ولكنها “تستطيع لعب دور بشأن سورية عبر العمل مع كل من روسيا والصين”، حسب تصريحات متطابقة لأكثر من وزير أوروبي

وتطرق البيان أيضاً إلى العقوبات المفروضة على سورية اليوم، مشيراً أن الإتحاد بصدد سيستمر في مراجعة عقوبات وفرض المزيد منها، لو استدعى الأمر، من أجل المساهمة في عزل النظام في دمشق

سفراء الناتو يجتمعون في بروكسل لمناقشة إسقاط الطائرة التركية

سيجتمع سفراء دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) في العاصمة البلجيكية بروكسل لمناقشة إسقاط سوريا لطائرة تركية.

وهذه هي المرة الثانية التي يجتمع فيها السفراء منذ تشكيل الحلف طبقا لبند في ميثاق الحلف ينص على اجتماع كهذا إذا أحست إحدى الدول الأعضاء بتعرضها للتهديد.

وأوضحت تركيا أنها لا ترغب في تدخل عسكري، ويتوقع أن يصدر سفراء الناتو بيان دعم لموقف أنقرة الذي يرتكز على أن الطائرة اسقطت بينما كانت في المجال الجوي الدولي، وأن الخطوة السورية كانت “عملا عدائيا”.

وكانت الولايات المتحدة قد تعهدت بالتعاون مع تركيا على ما وصفته بـ”محاسبة سوريا” بعد حادث إسقاط المقاتلة التركية.

سوريا وتركيا

وقال جاي كارني، المتحدث باسم البيت الابيض مساء الإثنين، إن الولايات المتحدة تتضامن مع تركيا وهي تحقق في حادث اسقاط الطائرة الذي وقع يوم الجمعة وتحدد ردها.

ويعتقد المسؤولون الأمريكيون إن إسقاط سوريا للطائرة كان متعمدا.

غير أن كارني لم يحدد طبيعة الرد المتوقع على الحادث ، الذي ادى الى زيادة التوتر بين تركيا وسوريا.

واضاف في تصريحات على متن طائرة الرئيس باراك اوباما في طريقه الى نيوهامبشير “سنعمل مع تركيا وشركائنا الاخرين على محاسبة نظام الاسد.”

من جانبها، أبلغت تركيا مجلس الأمن الدولي بأن إسقاط سوريا الطائرة الحربية التركية تهديد للسلم.

وكانت الحكومة التركية قد أعلنت في وقت سابق إنها لا تنوي خوض حرب مع سوريا بسبب إسقاط طائرتها.

ووصفت الحكومة السورية اسقاط الطائرة بأنه دفاع عن النفس وحذرت تركيا وحلفاءها في حلف شمال الاطلسي” ناتو” من أي اجراءات انتقامية.

وقال كارني “نحن على اتصال وثيق مع المسؤولين الاتراك وهم يحققون”.

وكانت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون قد قالت الاحد إن اسقاط الطائرة عمل “وقح وغير مقبول”.

من ناحية أخرى ، قال مسؤولون في وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) الاثنين انهم يعتقدون ان اسقاط الطائرة كان متعمدا.

وقال المتحدث باسم الوزارة جون كيربي “لا نعرف تفاصيل وآليات عملية اتخاذ القرار التي أدت الى اسقاط هذه الطائرة. الحقيقة هي أنها اسقطت. ونحن نعتقد ان ذلك كان عملا متعمدا.”

واضاف المتحدث “ينبغي ان يحاسب النظام السوري عليه.” وقال”هذا يبين من جديد عدم شرعية نظام الاسد وما يفعله كما انه يبعث على اشد القلق.”

المزيد من بي بي سي

BBC © 2012

توصية بتعليق عضوية سوريا في منظمة التعاون الإسلامي وفشل إجلاء المدنيين عن حمص

أوصت اللجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي، التي اجتمعت في جدة في السعودية، بتعليق عضوية سوري ة في المنظمة على خلفية الأزمة السورية. ودعت اللجنة التنفيذية الدول التي ستجتمع في إطار المنظمة في جيبوتي إلى تعليق عضوية سوريا.

من ناحية أخرى من المتوقع أن يتوجه فريق تقني سوري إلى عمّان اليوم لاستلام الطائرة السورية طراز ميغ 21 التي فر بها طيار سوري إلى الأردن الأسبوع الماضي وطلب اللجوء السياسي.

وميدانيا انفجرت صباح اليوم الثلاثاء سيارة مفخخة بألف كيلوغرام من المواد المتفجرة يقودها انتحاري قرب مركز الطرق العام على الطريق الدولي في خان شيخون في محافظة أدلب شمال شرق سوريا، مما أدى إلى إصابة عنصرين من الأمن السوري وإحداث أضرار مادية كبيرة.

وفشلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري في إجلاء المدنيين المتواجدين في أحياء حمص القديمة.

سوريا

استمرت الاشتباكات في عدة مناطق

وكانت آخر هذه المحاولات يوم أمس الاثنين، لكنّ الناطقة باسم اللجنة الدولية أشارت إلى أن المحاولات ستستمر لإجلائهم.

واستمر القصف والاشتباكات في أحياء حمص، مثل جورة الشياح والقرابيص والخالدية والقصور والحميدية، وكذلك في ريف حمص، في الرستن وتلبيسة والغنطو.

واستمرت الاشتباكات في دير الزور وريفها، وأدت إلى مقتل العشرات من مدنيين وعسكريين. وتركزت الاشتباكات في أحياء البعاجين، الرشيدية، والشهداء، بينما قُصفت الجبيلة والعرضي.

وقالت أوساط المعارضة إنّ قتيلين سقطا صباح اليوم من المدنيين.

وسقط أكثر من عشرين قتيلاً نتيجة الاشتباكات بين القوات الحكومية وقوى المعارضة المسلحة، وذلك في دوما وقدسيا والهامة التي استهدفها القصف ليلة أمس حسب المعارضة.

ودارت اشتباكات عنيفة بين القوات السورية ومسلحي المعارضة في ضواحي دمشق حول مواقع للحرس الجمهوري.

وفي حماه تقوم قوى الأمن والجيش بعمليات تمشيط واسعة ومداهمات في حي الشيخ عنبر وحي جنوب الملعب، حسب أوساط المعارضة.

BBC © 2012

اردوغان: موقف تركيا صائب فيما يتعلق بإسقاط سوريا طائرة استطلاع تركية

أنقرة (رويترز) – قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان يوم الثلاثاء إن رد فعل بلاده المتعقل إزاء إسقاط طائرة استطلاع عسكرية تركية يجب ألا يساء فهمه على أنه ضعف .

وقال إردوغان في كلمة أمام نواب حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي إليه إن موقف تركيا كان صائبا تماما فيما يتعلق بإسقاط سوريا “طائرة استطلاع غير مسلحة في مجال جوي دولي” الأسبوع الماضي.

(إعداد أمل أبو السعود للنشرة العربية – تحرير أحمد صبحي)

نشطاء: قتال عنيف يدور حول دمشق

بيروت (رويترز) – هزت اشتباكات بين القوات السورية ومقاتلي المعارضة الضواحي المحيطة بالعاصمة دمشق يوم الثلاثاء فيما وصفه نشطاء بأنه أشرس قتال هناك منذ اندلاع الانتفاضة على حكم الرئيس بشار الأسد قبل 15 شهرا.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الأمن مدعومة بعربات مدرعة اقتحمت حي برزة -وهو أحد معاقل المعارضة بالعاصمة- وإن أصداء الأعيرة النارية الكثيفة تدوي.

وأضاف المرصد الذي يقع مقره في بريطانيا وله شبكة من النشطاء في أنحاء سوريا إن انفجارات دوت في ضاحيتي دمر وقدسيا يوم الثلاثاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى