أحداث السبت 21 أيار 2016
أميركا ترفض غارات مشتركة مع روسيا على «النصرة»
واشنطن، موسكو، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب –
رفضت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) اقتراح وزارة الدفاع الروسية شن غارات مشتركة في سورية ضد مجموعات إرهابية بينها «جبهة النصرة»، في وقت ألقت طائرات التحالف الدولي منشورات على مدينة الرقة معقل «داعش»، حضت المدنيين على مغادرة المدينة وسط أنباء عن تحضيرات لبدء معركة لطرد التنظيم من المدينة الواقعة قرب حدود العراق.
وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية جيف ديفيس: «لا نتعاون ولا ننسق مع الروس» في شأن العمليات العسكرية في سورية، ذلك بعد إعلان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو خلال اجتماع في موسكو بثته قناة التلفزيون العامة: «نعرض على الولايات المتحدة أن تبدأ القوات الجوية الروسية وطيران التحالف بقيادة الولايات المتحدة التخطيط وشن غارات جوية معاً اعتباراً من 25 أيار (مايو)» ضد مجموعات إرهابية بينها «جبهة النصرة» فرع تنظيم «القاعدة» في سورية.
وأشار إلى أن الأمر يتعلق أيضاً باستهداف المجموعات المسلحة غير الشرعية التي لا تدعم وقف إطلاق النار القائم في سورية منذ 27 شباط (فبراير)، إضافة إلى المجموعات المسلحة و «الشاحنات التي تنقل السلاح والذخائر وتعبر الحدود التركية السورية في شكل غير مشروع». ومن المتوقع مبدئياً، أن ترفض تركيا العضو في «حلف شمال الأطلسي» (ناتو) والمشارِكة في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، شن غارات تستهدف منطقتها الحدودية. وأوضح شويغو أن روسيا تحتفظ من جهة أخرى «بحق شن ضربات في شكل أحادي اعتباراً من 25 أيار ضد مواقع التنظيمات الإرهابية والمجموعات المسلحة غير الشرعية التي لا تحترم وقف إطلاق النار».
وكان موضوع «جبهة النصرة» وفك الفصائل الإسلامية تحالفها مع هذا التنظيم المتطرف من جهة وضبط الحدود السورية- التركية من جهة ثانية موضوعين رئيسيين خلال المؤتمر الوزاري لـ «المجموعة الدولية لدعم سورية» في فيينا الثلثاء الماضي، الذي تبنى بياناً أميركياً- روسياً أنجز قبل ذلك ونص على العمل لاتفاق شامل لوقف النار ووجوب ابتعاد الفصائل المعارضة عن «داعش» و «النصرة» اللذين لا يشملهما وقف النار، ضمن خطوات لإنجاز حل سياسي في سورية.
وتزامن ذلك، مع إلقاء طائرات التحالف بقيادة أميركا منشورات على الرقة. وقال «أبو محمد»، أحد مؤسسي حملة «الرقة تذبح بصمت» أمس: «ليست المرة الأولى التي تلقي فيها طائرات التحالف مناشير فوق الرقة، ولكنها المرة الأولى التي تتوجه فيها إلى السكان وتطلب منهم المغادرة». وكانت المناشير الأخرى تتوجه إلى عناصر «داعش» بالقول: «اقترب موعدكم، واقتربت نهايتكم».
وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أنها «المرة الأولى التي ينصح فيها السكان بمغادرة المدينة»، مرجحاً أن تكون «تلك المناشير مجرد جزء من الحرب الإعلامية ضد تنظيم داعش». لكنه تحدّث عن «معلومات متداولة منذ فترة عن تحضير الأكراد لحملة ضد تنظيم «داعش» في الرقة بدعم من التحالف الدولي».
وفي بيروت، أكد الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله أن سقوط أي من قادة الحزب في سورية «لن يخرجنا» منها، «والدماء هناك ستدفعنا إلى حضور أكبر وأقوى في سورية، بيقين منا أن الآتي هو الانتصار فيها، ونحن باقون فيها وسيذهب قادة (من الحزب) إلى سورية أكثر من القادة الذين ذهبوا إليها في السابق». (راجع ص5)وردّ نصر الله في خطابه التأبيني للقيادي مصطفى بدر الدين الذي أعلن «حزب الله» عن سقوطه في سورية الجمعة في 13 الجاري، بغضب على التشكيك في اتهام الحزب «الجماعات التكفيرية» في سورية، وهاجم السياسيين والمعلقين الذين تحدثوا عن أن الحزب لا يجرؤ على اتهام إسرائيل لتجنب مواجهة معها، واعتبر أن «إسرائيل أنصفتنا». ووصف من شككوا برواية الحزب بـ «العصابات، والانحطاط الأخلاقي، وبأنهم أشد كفراً ونفاقاً»… لكنه عاد فتوعد إسرائيل بالرد «خارج مزارع شبعا» على استهدافها أياً من قادة الحزب.
وهاجم نصر الله المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي كانت علقت جلساتها في انتظار أن تحصل من السلطات اللبنانية على إثبات لوفاة بدر الدين الذي يحاكم أمامها بتهمة التورط باغتيال الرئيس رفيق الحريري، مؤكداً أن هذا «لا يستحق منا التعليق». وقال إن «الإنجاز الذي تحقق في الغوطة الشرقية جرى التخطيط له قبل أسابيع وشارك فيه بدر الدين.
وكان لافتاً أن نصر الله دعا في الحفل التأبيني مناصريه، بمن فيهم الجرحى، إلى التصويت بكثافة في الانتخابات البلدية في الجنوب غداً، داعياً إياهم إلى عدم إعطاء ذريعة لـ «المنافقين والدجالين والكذابين» الذين يحسبون انخفاض نسبة التصويت «تصويتاً على الخيارات السياسية»، وطالبهم بأن يوجهوا رسالة للعالم بألاّ يستغلوا الاطمئنان إلى أن لوائح تحالف «أمل» و «حزب الله» ستنجح.
«حزب الله» يتوعد بانتشار أكبر في سورية
بيروت – أ ف ب
تعهد الأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني حسن نصر الله اليوم (الجمعة) تعزيز الوجود العسكري لحزبه في سورية، في أول موقف له بعد إعلان مقتل القائد العسكري مصطفى بدر الدين الأسبوع الماضي قرب مطار دمشق الدولي.
وقال نصرالله خلال احتفال بذكرى مرور أسبوع على مقتل بدر الدين أقيم في الضاحية الجنوبية لبيروت: «هذه الدماء الزكية ستدفعنا إلى حضور أكبر وأقوى في سورية». وأضاف: «نحن باقون في سورية، وسيذهب قادة أكثر إلى سورية من العدد الذي كان موجوداً في السابق».
وأعلن «حزب الله» فجر الجمعة الماضي مقتل بدر الدين جراء «انفجار كبير»، استهدف أحد مراكزه قرب مطار دمشق الدولي، حيث ينتشر الجيش السوري والحزب بكثافة. واتهم في اليوم التالي «جماعات تكفيرية» بقتله من دون تسمية أي مجموعة أو فصيل مقاتل مستبعداً إسرائيل التي غالباً ما اتهمها باستهداف قادته ومواكبه في سورية.
وتوعد نصرالله قائلاً: «ثأرنا أن نلحق الهزيمة النكراء والنهائية بهذه الجماعات الإرهابية التكفيرية الإجرامية»، بالاضافة إلى «العمل على تطوير قدرات الحزب».
ورداً على استبعاد حزبه فرضية تورط إسرائيل في قتل بدر الدين، أوضح نصرالله أن «الاعتداء الاسرائيلي كان واحداً من الفرضيات. أجرينا فحصاً ومراجعة خلفية لها علاقة بالجو وحركة الاسرائيليين وبطبيعة ما وجدناه في ساحة الانفجار، وليس لدينا دليل ولا مؤشر ياخذنا إلى الاسرائيليين».
واضاف أن «المعطيات لدينا اخذتنا الى الجماعات التكفيرية المسلحة». ويعد بدر الدين، الملقب بـ«ذو الفقار» والذي كان في العقد الخامس من عمره، من أرفع القادة العسكريين في الحزب، وهو شقيق زوجة القيادي السابق عماد مغنية. وقد حل محله، وكان مسؤولاً عن عمليات الحزب في سورية التي تشهد نزاعاً مستمراً منذ 2011.
الاتحاد الأوروبي يقر آلية سريعة لتعليق الإعفاء من التأشيرات
بروكسيل – أ ف ب
اتفقت دول الاتحاد الأوروبي اليوم (الجمعة) على آلية تجيز تعليقاً سريعاً للإعفاء من تأشيرة الدخول الممنوح لدول ثالثة، على خلفية المخاوف ازاء الإعفاء الذي تطالب به تركيا.
وأقر وزراء داخلية الاتحاد، في موقف مشترك، بأنه «في حال انتهاك أحد شروط الإعفاء، يتم التعليق بسرعة تفوق سرعة الآليات المعمول بها». ويبقى تنفيذ هذا «البند الوقائي» الذي طرحته باريس وبرلين وتبنته المفوضية الأوروبية رهنا بمفاوضات مع البرلمان الأوروبي.
وقال وزير الهجرة الهولندي كلاس ديكهوف الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الاوروبي إن «تحرير التأشيرات له فوائد كثيرة للاتحاد الاوروبي والدول الثالثة، لكننا نحتاج إلى مكابح طوارىء بالنسبة إلى جميع الدول المعفية لضمان عدم حدوث انتهاكات».
كما يمكن الاستعانة بالآلية الجديدة استناداً إلى دوافع جديدة على غرار توافد رعايا دولة ثالثة وبقائهم في الاتحاد بعد انقضاء مهلة زيارتهم القصيرة المتاحة بلا تأشيرة. كذلك يعلق الإعفاء في حال توقف البلد المستفيد عن الوفاء بالتزاماته من حيث «إعادة استقبال رعاياه او مهاجرين سريين عبروا أراضيه قبل الوصول إلى الاتحاد الأوروبي».
وترمي هذه المبادرة الى طمأنة الدول القلقة ازاء إعفاء التاشيرة الذي قد تستفيد منه تركيا، إضافة إلى اوكرانيا وجورجيا وكوسوفو. وقال مسؤول أوروبي: «لن يحتاج حوالى 130 مليون شخص إلى تأشيرة دخول إلى فضاء شنغن، وهذا يثير المخاوف» على خلفية أزمة الهجرة.
من هنا، باتت آلية التعليق السريع شرطاً لعدد من الدول الأعضاء للموافقة على الإعفاء من التاشيرة وخصوصاً للرعايا الاتراك، في إطار زيارات لفضاء شنغن لا تستمر أكثر من 90 يوماً.
وحرص وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير على التأكيد أن القرار «يعني جميع الدول وليس موجهاً ضد أي بلد».
ورحب الوزير الفرنسي برنار كازنوف بالقرار أيضاً، مؤكداً أنه «بند يجيز التراجع في حال اخلال بلد بواجباته أو بالتزاماته»، مذكراً من جهة أخرى بأن فرنسا «متيقظة بشأن المعايير الذي يترتب على تركيا توفيرها للحصول على الاعفاء».
وفي 4 ايار (مايو) فتحت المفوضية المجال لإعفاء الأتراك من التاشيرات، لكن مع تحفظات حول إجراءات اتخذتها الحكومة التركية أخيراً، في حين جعلت أنقرة الإعفاء شرطاً لمواصلة تطبيق اتفاق الهجرة المثير للجدل مع الاتحاد الأوروبي. وتعتبر المفوضية أن على تركيا تعديل تعريفها للإرهاب.
لكن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان رفض بحزم أي تعديل للقانون، ما يهدد بعرقلة تنفيذ مجمل الاتفاق المبرم في 18 آذار (مارس) مع الاتحاد لوقف تدفق المهاجرين إلى أوروبا عبر تركيا.
نحو 30 قتيلاً وجريحاً جراء سقوط براميل متفجرة على بلدتين شمالي سوريا
حلب – الأناضول – قتل سبعة أشخاص وأصيب 32 آخرين بجروح جراء إلقاء مروحيات النظام السوري براميل متفجرة،على بلدتي عندان، وخان العسل في محافظة حلب، شمالي سوريا.
وأفاد مسؤولون في الدفاع المدني(تابع للمعارضة) الجمعة، أن مروحيات تابعة لجيش النظام، ألقت براميل متفجرة على بلدة عندان، الواقعة بشمال حلب، وبلدة خان العسل بغربها والخاضعتين لسيطرة المعارضة.
وأضاف المسؤولون أن سبعة مدنيين بينهم نساء وأطفال قتلوا جراء القصف، وأصيب 32 آخرين بجروح، نقلوا على إثرها إلى المشافي الميدانية في البلدات المجاورة.
وبدأ النظام في الأونة الأخيرة باستخدام صواريخ “فيل” ذات القدرة التدميرية الكبيرة، في قصفه للمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب، بعد أن كان يقصفها بصواريخ سكود والقنابل الفراغية والبراميل المتفجرة.
سفير واشنطن السابق في دمشق: من دون حل سياسي سوريا ستقسّم
أمريكا ترفض عرضا روسيا لغارات مشتركة: هم يدعمون الأسد ونحن نحارب تنظيم «الدولة»
واشنطن ـ «القدس العربي» من تمام البرازي ووكالات: اتهم رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ السيناتور بوب كروكر الجمهوري، إدارة اوباما بأنها خلقت فراغاً في سوريا قامت روسيا وإيران باستغلاله والتدخل لصالح الحكومة السورية، فيما رفض البنتاغون اقتراحا عرضته موسكو الجمعة بشن غارات مشتركة في سوريا، مشددا على أن الولايات المتحدة «لا تتعاون» عسكريا مع روسيا في هذا البلد.
وقال جيف ديفيس متحدثا باسم وزارة الدفاع الأمريكية «لا نتعاون ولا ننسق مع الروس» بشأن العمليات العسكرية في سوريا.
وأوضح المتحدث أن هدف العمليات العسكرية الروسية والأمريكية ليس نفسه، مضيفا أن «العمليات الروسية تقضي بدعم وإسناد نظام (الرئيس بشار) الأسد في حين أننا نركز فقط على إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة».
وأعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الجمعة أن بلاده عرضت على الولايات المتحدة والتحالف الدولي بقيادة واشنطن شنّ غارات مشتركة ضد «مجموعات إرهابية» في سوريا اعتبارا من 25 أيار/ مايو الحالي، وخصوصا «جبهة النصرة» فرع تنظيم «القاعدة» في سوريا، وكذلك على الفصائل المسلحة التي تعبر الحدود التركية السورية.
وشكك كروكر في قدرة الولايات المتحدة على التأثير في نتيجة الصراع بدون استخدام القوة العسكرية ضد نظام الأسد.بينما قدم السفير الامريكي السابق في سوريا روبرت فورد شهادته أمام اللجنة حول الوضع في سوريا، وقال «أشكك في قدرة الولايات المتحدة على التأثير في النظام السوري بدون ضغوط عسكرية. نظام الأسد لن يتفاوض لتحقيق تسوية سلمية للنزاع وخاصة أن التدخل الروسي أعاق تحقيق أي صفقة عبر التفاوض».
ويضيف فورد «أن الولايات المتحدة ليس لديها نفوذ على المعارضة لأنها ترى الموقف الأمريكي غير متماسك، ولا نعرف إذا كانت إدارة اوباما ستغير موقفها من المعارضة المسلحة في الأشهر القليلة الباقية من عهد الرئيس».
وطالب فورد بتزويد المعارضة السورية بالأسلحة الأمريكية لتحدي الدعم الروسي لنظام الأسد واستخدام الفصل السابع لإصدار قرار في الأمم المتحدة يخول استخدام القوة لفرض وقف إطلاق النار في سوريا.
وأشار فورد إلى أن القتال مستمر ببعد طائفي وتحاول كل من الحكومة السورية والمعارضة المسلحة تحقيق نصر عسكري، وأن هناك تورطاً من الدول الأجنبية في هذا الصراع على عكس الولايات المتحدة، وأنه لا يوجد حل سحري أمريكي للنزاع في سوريا.
وأضاف فورد «أن وقف الأعمال العدائية لم ينجح لأنه لا توجد عقوبات على من يخرقه، وحتى إذا نجح وقف إطلاق النار ولم يجر التوصل إلى حل سياسي فمن المستحيل استعادة الوحدة السورية، وسينتهي الأمر بأن تصبح سوريا دولة مقسمة على أرض الواقع».
الجيش السوري يتقدم في غوطة دمشق على وقع اقتتال الفصائل
كامل صقر
دمشق ـ «القدس العربي»: في استياء واضح من المعارضة السورية نتيجة سقوط أجزاء من الغوطة الشرقية بيد الجيش السوري كتب نشطاء معارضون على مواقع التواصل الاجتماعي باستهزاء: «نبارك لـ «جيش الاسلام» و« فيلق الرحمن» و«جبهة النصرة» و«جيش الفسطاط» وكل من شارك في الاقتتال بين الفصائل المسلحة بما يحصل الآن بالغوطة الشرقية بهذا الانتصار العظيم الذي حققتموه في القسم الجنوبي من الغوطة الشرقية والذي أتاح لقوات النظام بالتقدم ميدانياً على حسابكم».
وكتب آخرون «لن أستغرب سقوط مناطق جنوب الغوطة لأن بغي جيش الإسلام على الفصائل يخيرهم إما أنا أو النظام». ويأتي ذلك بينما استعاد الجيش السوري منطقةَ حوش الخطيب في الغوطة الشرقية، في وقت يضيق الخناقَ على المسلحين في بلدة دير العصافير، كما حقق تقدما باتجاه مزارع خان الشيخ في الغوطة الغربية مستعيداً السيطرة على نقاط متقدمة.
وتتواصل الاشتباكات الدامية بين عناصر «جيش الاسلام» و»فيلق الرحمن» في الغوطة الشرقية، حيث ذكرت مصادر محلية ان مسلحي «جيش الاسلام» اقتحموا بلدة مديرا التي يسيطر عليها فيلق الرحمن.
واكدت المصادر سقوط مدنيين في الاشتباكات فضلاً عما اعترفت به فصائل المعارضة بسقوط نحو ثلاثمئة وخمسين شخصاً من الطرفين.
وأشار ناشطون إلى أن «جبهة النصرة» المتحالفة مع «فيلق الرحمن» رفضت الالتزام بوقف إطلاق النار مع «جيش الإسلام». واكد «فيلق الرحمن» في بيان أصدره أن «جيش الإسلام» بدأ هجوما واقتحاماً لبلدة مديرا في الغوطة الشرقية وبلدة حرستا فجر الثلاثاء، بعد استعدادات استمرت لعدة أيام وذلك بحسب ناشطين إلا أن الفصائل الأخرى ومنها «جبهة النصرة» ذراع تنظيم «القاعدة» في سوريا استطاعت رد الهجوم وقتل العشرات من «جيش الإسلام».
جغرافياً يتواجد «جيش الإسلام» في القسم الشرقي من الغوطة، وخاصة في مدينة دوما معقله الأساسي، بالإضافة إلى المناطق الواقعة بين خطي دوما – حوش الفارة ودوما – النشابية، وهي الشيفونية وأوتايا وبيت نايم والبكارية والميدعاني وحوش الضواهرة وحوش نصري، بينما يتواجد «جيش الفسطاط» والذي تشكل من تحالف الفصائل الأخرى، في القسم الغربي والذي تعد حرستا معقله، ويشمل عربين ومسرابا وزملكا ومديرا وحمورية وكفر بطنا وعين ترما وجسرين وصولاً إلى القسم الجنوبي المتمثل بزبدين ودير العصافير والركابية.
خارج جغرافيا الغوطية الشرقية في ريف دمشق، الجيش السوري مدعوماً بمقاتلي ما يُعرف بـ»صقور الصحراء» تمكن من السيطرة على 18 تلة مشرفة على حقل الشاعر اهمها زملة المهر والصوان وعقيربات التي اسقطت الحقل نارياً وقطعت خطوط امداد تنظيم «الدولة» من ريف حماة الشمالي نحو الحقل، راسماً الجيش نصف دائرة بتوزعه حول الحقل، الذي يبعد عن القوات مسافة كيلومتر واحد، في حين عمد تنظيم «الدولة» إلى تفجير حقل 107 القريب من الشاعر لمنع تقدم الجيش اكثر نحو سلسلة جبل الشاعر الذي يسعى الجيش للوصول اليه وطرد تنظيم «الدولة» منه.
أمين الجميل: مفاوضات كيري ـ لافروف شبيهة بمفاوضات اتفاقية سايكس ـ بيكو… والالتزامات الغربية لإسرائيل وعد بلفور جديد
في مؤتمر نظم في بيت المستقبل في لبنان وشارك فيه سياسيون وخبراء
سمير ناصيف
بيروت ـ «القدس العربي»: اعتبر رئيس الجمهورية اللبنانية السابق، الشيخ أمين الجميل، ان مفاوضات وزيري الخارجية الامريكي جون كيري والروسي سيرغي لافروف مشابهة في اهدافها لمفاوضات سايكس ـ بيكو التي جرت منذ مئة عام بين بريطانيا وفرنسا لاقتسام منطقة الشرق الاوسط بعد الحرب العالمية الأولى.
وطرح الجميل في مداخلته صباح الجمعة في 20 ايار/مايو الجاري في مؤتمر نظمه «بيت المستقبل» ومؤسسة كونراد اديناور» الالمانية في بكفيا (لبنان) سؤالاً مهماً قائلاً «اليست الالتزامات التي يقدمها «الغرب الجديد» (أمريكا واوروبا وروسيا) لإسرائيل حيال وجودها وأمنها وتفوقها العسكري تتمة لوعد بلفور؟».
ورأى انه بينما كان الموفد الانكليزي لورانس العرب يحث العرب على الثورة على الجيوش العثمانية مع وعد باقامة الدولة العربية، كان الدبلوماسيان البريطاني مارك سايكس والفرنسي فرنسوا جورج بيكو يتفقان على مشروع مناقض يقضي بفصل المشرق عن شبه الجزيرة العربية وإنشاء كيانات متعددة فيه. وفي موازاة هذه الازدواجية برز تناقض ثالث تجسد في وعد بلفور حيث التزم وزير خارجية بريطانيا آرثور بلفور، باسم الحكومة البريطانية، للحركة الصهيونية في لندن بتسهيل انشاء الكيان الصهيوني في فلسطين.
وافتتح الجميل كلمته بالقول ان «بيت المستقبل» نظم هذا المؤتمر حول اتفاقية سايكس ـ بيكو ليس لأن مئة سنة مرت على وضعها بل لاستشراف المئة سنة المقبلة في لبنان والمشرق العربي، ذلك ان «اللعبة الدولية الاقليمية الجديدة سنة 2016 حيال شعوب الشرق الاوسط تماثل بمصالحها واهدافها ونياتها اللعبة الاقليمية لسنة 1916».
ولكنه قال ايضاً انه «بغض النظر عن الانزعاج الذي تشعر به الشعوب حيال اي استعمار وعن إدانتنا لدور هذا الاستعمار في تهيئة الظروف لانشاء دولة اسرائيل فان الاتفاقية ساهمت في كونها عاملاً مساعداً لعدد من الجماعات الحضارية لأن تجد كيانا دستوريا يجسد وجودها، ولبنان هو في طليعة هذه الكيانات». واضاف قائلاً: «خلافاً لما هو رائج، ليس لبنان الحالي وليد اتفاقية سايكس بيكو، انه ثمرة عناد اعيان لبنان وفي طليعتهم البطريرك الماروني الياس الحويك، الذين اقنعوا فرنسا في مؤتمر باريس وسان ريمو (1918، 1919، 1920) بتصويب تلك الاتفاقية وانشاء كيان لبناني مستقل على كامل الاراضي اللبنانية، حيث ان الاتفاقية وضعت المناطق اللبنانية والسورية تحت النفوذ الفرنسي من دون الاشارة إلى حدود داخلية وكيانات مستقلة». وتعديلات مؤتمري باريس وسان ريمو برأيه اعطت الكيانات التي نشأت تباعاً في لبنان وسوريا والأردن والعراق مفهوم الدولة الامة الذي كان سائداً في اوروبا آنذاك.
وإذا رغبت الدول الكبرى، حسب ما قاله الجميل، بانشاء نظام اقليمي جديد، فان «هذا النظام لن يقوم على ارض الشرق الاوسط بمجرد طباعته على الورق في الدوائر الامريكية والأوروبية وفي مؤتمرات اوروبية». ودعا إلى الحلول السياسية واستعادة الاستقلال ليس من المستعمرين الغربيين فحسب بل من التطرف الاقليمي السائد حالياً.
وعقّب الوزير اللبناني السابق مروان حمادة، الذي حضر المؤتمر على مداخلة الرئيس الجميل بقوله ان «الكلام عن تقسيم جديد للدول العربية داخلياً وخارجياً سخيف». وطالب بانشاء وتطوير مكونات جديدة بداخل دول المنطقة وليس بتدمير المكونات الموجودة، تكون متلائمة مع متطلبات الديمقراطية.
واشار حمادة إلى ان «اتفاقية الطائف» كانت خطوة جيدة في هذا الاتجاه ولكن من الضرورة فتح النوافذ في هذه الاتفاقية للمزيد من الديمقراطية ولكي تصبح نموذجاً. واعتبر بأن العرب والاتراك تم خداعهما من قبل القوى الاستعمارية الغربية وان الخيانة اصابتهما واصابت الشعب الفلسطيني الذي يعيش اليوم معاني من انعكاسات هذه الخيانة الكبرى.
كما دافع رئيس حزب الكتائب (الجديد)، سامي امين الجميل عن حقوق الشعب الكردي، في مداخلة تبعت مداخلة والده قائلاً، ان «اتفاقات تلك المرحلة كانت ستؤدي إلى نشوء دولة كردية ولكنها تراجعت، والشعب الكردي يناضل حالياً من اجل انشاء دولته ولجمع شعبه في دولة واحدة». ورأى بان اتفاقية سايكس ـ بيكو لم تسأل الشعوب عن رغباتها وتطلعاتها ولكنها فُرضت عليهم فرضاً. وطالب باجراء استفتاءات حول ما ترغب به شعوب المنطقة بالنسبة إلى مستقبلها واذا قسمت المنطقة مجدداً من دون معرفة رغبات شعوبها حسب قوله فسنرجع إلى الدول الفاشلة وثورات الشعوب الناقمة وستعود الانظمة العسكرية المستبدة إلى السيطرة. واعتبر بأن اسوأ الامور هو وضع مصالح الدول الكبرى قبل مصالح شعوب المنطقة. وهذا ما حصل برأيه في العراق وسورية.
وقد شارك في اليوم الاول من المؤتمر خبراء من سائر انحاء العالم وبينهم العميد الاكاديمي السابق للمعهد الكاثوليكي في باريس الدكتور جوزيف مايلا الذي اكد وجود محاولات لدى قيادات المنطقة في مطلع القرن العشرين لإنشاء دول في مصر والعراق وسوريا (قبل اتفاقية سايكس بيكو) وان الاتفاقية لم تهبط هبوطاً على منطقة خالية من هذه التوجهات. واشار بدوره إلى ان الضحية الكبرى في اتفاقيات مطلع القرن العشرين الاستعمارية كانت فلسطين، ومن بعدها الدولة الكردية وان محور النقاش يجب ان يكون حول الدولة الفلسطينية ومعاناة الفلسطينيين والشعب الكردي.
وطرح خبراء أمريكيون وروس وألمان وبريطانيون مواقف ومشاريع حول مستقبل المنطقة لمواجهة تصاعد التطرف الديني في الشرق الأوسط، وجرت تعقيبات مفيدة حولها. وتساءل الدكتور موريس ابو ناضر، الاستاذ في الجامعة اللبنانية: هل سيستمر الغرب في رسم خرائط المنطقة على حساب شعوبها؟ واجابه جوزيف مايلا ان ثقافة الاستعمار ما زالت سائدة..
تذمر يسود الحاضنة الموالية للأسد على خلفية استخدام المقربين من عائلته البزة العسكرية للهيمنة والاعتداء
هبة محمد
اللاذقية ـ «القدس العربي»: يثير «اللباس العسكري» غير الرسمي حفيظة الموالين للنظام السوري في الساحل السوري، من أبناء الطائفة العلوية، وينشر استياءً متزايداً بعد استخدام الزي العسكري من قبل أبناء عائلة الأسد ومقربيها حتى العاملين لديهم، في تنفيذ مصالحهم الشخصية وفرض الإتاوات ومصادرة أملاك المدنيين وتهديدهم، فضلاً عن استحواذ هذه الفئة على أسلحة متطورة، وتنقلهم عبر سيارات لا تحمل لوحات مرورية.
ونشرت صفحات موالية للنظام السوري تعنى بأخبار العلويين في اللاذقية وطرطوس وجبلة، عبر وسائل التواصل الاجتماعي نداء للسلطات العليا من غير الراعية لمن أطلقت عليهم اسم «دواعش الداخل»، للتدخل في لي ذراع هذه الفئة التي تتسلط على الأهالي وتهددهم بكلمة باتت معروفة ومتداولة «انت ما بتعرف مع مين عم تحكي»، وذلك في محطات الوقود والأفران، ومراكز دفع الفواتير، وتوزيع الغازن والمصارف والأسواق وحتى على الطرقات السريعة التي تربط بين مدن الساحل.
وبحسب المصدر فإن هذه الفئة المقربة من آل الأسد، تدّعي ارتداءها الزي العسكري على أنها من «المقاتلين المرابطين على الجبهات بهدف حماية الوطن، أو أنهم فرق لحماية النظام وهم الساهرون على أمن الساحل» إلا أنهم وبحسب الصفحة «أكثر الناس مخالفة لنظام، وأول شييء يعادونه هو الأخلاق، مع العلم أنهم جميعاً غير منتسبين للقوات المسلحة، وإذا كنت تتمع بالهدوء والصبر وتمكنت من الحديث معه فأول كلمة سوف يقولونها أو سوف يبرزونها في سياق الحديث هي أنا من آل فلان، أو أعمل لدى فلان وهنا تكون الصدمة بأن زيهم العسكري المموه لا يمت للعسكريين بصلة».
وذكر المصدر قراراً كان قد أصدره النظام السوري سابقاً، يقضي بمنع ارتاء اللابس العسكري المموه لغير المقاتلين، ومحاسبة الخياطين ممن يقومون بخياطة هذا النوع من اللباس فضلاً عن إيقاف ورشات عملهم.
وتشهد منطقة الساحل السوري تصاعداً في وتيرة التذمر لدى أوساط الطائفة العلوية، بسبب تزايد أعداد مسلحي الطائفة، من آل الأسد بشكل خاص، وتصاعد عمليات السرقة التي يتزعمها بعض أفراد العائلة، بدون محاسبة أو قيود، وخاصة بعد انتشار عصابات تعمل بشكل منظم ويومي، على الجسر الواصل بين مدينتي القرداحة وجبلة، وتقوم بفرض غرامات مالية على السائق ومستقلي الحافلات، مقابل عدم احتجازهم، بالإضافة إلى مجموعات مسلحة متفرقة تجول الأسواق والشوارع، وتقوم بسرقة السيارات والمحال التجارية، فضلاً عن سرقة ورشات الذهب والمجوهرات.
وأضاف المصدر منوهاً إلى قوة هذه المليشيات التي تعمل بغطاء من آل الأسد، وكبار مسؤولي الحكومة من المقربين وأصحاب النفوذ «من يعرف أخبار الناس وماذا يجري في منزل كل منهم، وأدق التفاصيل عن حرماتهم، لا شك أنه يعرف هؤلاء المسلحين، والسارقين، ولمن يتبعون ومن هو داعمهم، وإلى أي حساب بنكي تذهب تلك الغرامات والمبالغ المالية الطائلة، التي أضحت ثروات لا تأكلها النيران، ناهيك عن السيارات المسروقة التي يبلغ سعرها مئات الملايين بشكل شهري، أم أنه «حاميها حرميها»….. فهل من مستجيب ينقذنا من دواعشنا».
وانهال سيل من تعليقات المؤيدين من مدينة وقرى محافظة اللاذقية، كان أهمها»هم معروفون لكن لا سلطة تعلو فوق سلطتهم، وكما يقولون: دود الخل منو وفيه…… يا فرعون مين فرعنك قلو ما لقيت حدا يردني».
عشرات القتلى والجرحى للنظام السوري في الزارة وحربنفسه
أنس الكردي
سقط عشرات القتلى والجرحى من قوات النظام السوري، خلال الساعات الماضية، في مواجهات مع مقاتلي المعارضة، تسعى خلالها الأولى إلى استعادة قرية الزارة بريف حمص الشمالي، وقرية حربنفسه في ريف حماة الجنوبي.
وأفاد مدير “مركز حماة الإعلامي” يزن شهداوي لـ”العربي الجديد”، أن “قوات النظام فشلت في اقتحام حاجز المحطة وقرية الزارة، رغم مساندة الطيران السوري والروسي بعشرات الغارات”، مؤكداً “سقوط عشرات العناصر قتلى من قوات النظام”.
وتعد قرية الزارة نقطة ارتكاز ومنطلقاً لقوات النظام في معاركها ضد مقاتلي المعارضة في ريف حمص الشمالي وريف حماة الجنوبي، وتطل جغرافياً على بحيرة العاصي، والتي بدورها تشرف على الطريق الوحيد الذي يصل مناطق الحولة وبلدة عقرب بمناطق الرستن وتلبيسة.
” من جهته، ذكر مدير “شبكة سوريا مباشر” علي باز لـ”العربي الجديد”، أن “قوات النظام حاولت مجدداً السيطرة على قرية حربنفسه، لكنها تكبدت خسائر في الأرواح والعتاد، بعد تصدي فصائل المعارضة، وكان بين القتلى قائد مجموعات الاقتحام المساعد المكنى بأبي حافظ”.
بدورها، قالت “غرفة عمليات ريف حمص الشمالي” عبر حسابها الرسمي على “تويتر”، إن “حصيلة صد محاولات عصابات الأسد التقدم على جبهتي حربنفسة والزارة، عشرات القتلى والجرحى، وتدمير دبابة بصاروخ موجه وإعطاب دبابة بقذيفة آر بي جي وإعطاب رشاشي 14.5 بقناصة دوشكا”.
وتسعى قوات النظام السوري للسيطرة على قرية حربنفسه القريبة من الزارة، كونها تعتبر الممر الرئيسي لإدخال المواد الغذائية إلى ريف حمص الشمالي، والحد الفاصل بين حمص وحماة، والتقدّم إلى الحولة بعد ذلك وفصلها عن الريف الشمالي.
تصريحات دي ميستورا … ما بين التفاؤل والمراوحة
اجتماعات سياسية دون نتائج ملموسة
بهية مارديني
حملت محادثات فيينا الأخيرة التي اختتمت أواخر الأسبوع الماضي المزيد من الاحباط للسوريين نتيجة فشل المجموعة الدولية لدعم سوريا في تحديد موعد للعودة الى طاولة المفاوضات، وبالتالي تحقيق انفراج ما في الأزمة المستمرة منذ سنوات.
إيلاف من لندن: اعتبر محمد طه، عضو الأمانة العامة في تيار الغد السوري، أن تصريحات الموفد الدولي ستيفان دي ميستورا الأخيرة تحمل ثلاثة عناوين ما بين التفاؤل والضرورة وعدم الامكانية، وذلك وسط عجزه عن تحقيق أي اختراق في ملف المفاوضات والحل السياسي.
ولفت في تصريحات لـ”ايلاف” الى أنها ثلاثة عناوين متناقضة بشكل كامل، وهي ما اتسمت به عناوين تصريحات دي ميستورا الأخيرة، وأضاف: “بالعناوين نفسها يمكننا عنونة تصريحاته منذ توليه مهمته كمبعوث للأمم المتحدة العاجزة مثله عن تقديم رؤية تطابق تطلعات الشعب السوري وتوصف الأمور بمسمياتها، دون الاعتماد على لغة دبلوماسية تداعب خواطر الأطراف الدولية اللاعبة في الملف السوري ومن خلفها النظام الاسدي”.
وأشار الى أن دي ميستورا صرح بإمكانية استئناف المحادثات، وشدد على ضرورة عقدها بأقرب فرصة كي “لا تفقد الزخم”.
تناقض
وأضاف: “لا نعلم من أين جاءه هذا التفاؤل والجميع يرى الوضع المأساوي المتفاقم في سورية وانسحاب هيئة التفاوض و تصريحات الكبار والنظام يدفع للجزم بسذاجة تفاؤله الذي حاول استخدامه في لغته الدبلوماسية التي خانته بشدة هذه المرة؟”.
وتابع: “لا نعلم عن أي زخم يتحدث والجميع يشاهد ويتابع المفاوضات منذ جنيف1 ويرى أن لا تقدم يذكر وكل ما يتم هو الاستماع للأطراف المتناقضة وكل ما تم يدفع للإحباط”. أما الضرورة التي يتحدث عنها الموفد الأممي فاعتبر طه أنها “ربما ضرورة لمهمته ولكن في ظل عدم التزام الجميع بالأرضية المتفق عليها للتفاوض وتحقيق حقيقي للهدنة وايصال المساعدات وحل ملف المعتقلين وغيره من الملفات”.
وقال: “تبقى هذه الضرورة فاقدة لمعناها اللفظي والعملي. والسيد دي ميستورا يناقض نفسه بنفسه عندما يصرح محذّرا من أنه لا يمكنه الدعوة الى استئناف المحادثات التي تتوسط فيها الامم المتحدة في جنيف في حال استمر القتال, وفي ذلك اعتراف منه بفشل الهدنة التي يتغنى بها والتي يعتبرها سببا من اسباب تفاؤله، ليختم بعبارة تندر بها الكثير من الناس على صفحات التواصل الاجتماعي، حيث قال إن على المفاوضين أن يأخذوا بعين الاعتبار أن شهر رمضان سيبدأ بحلول السادس من يونيو”.
وأشار طه الى أن كل هذا التناقض في تصريحات دي ميستورا يعكس “الشلل الكامل لمنظمة الامم المتحدة والمجتمع الدولي معها في ظل تحكم الدول الكبرى، حيث كل حسب مصلحته بهذه المؤسسة الدولية، فالروس يستمرون في دعم النظام المجرم، والولايات المتحدة تستمر في غيابها عن اية رؤية واضحة للملف وغياب أية سياسة حقيقية فيه، وباقي اللاعبين يدورون في هذا الفلك المظلم، فيما يستمر الشعب السوري في دفع ثمن خروجه مطالبًا بحقوقه وكرامته”.
اطلاق المحادثات
وكان دي ميستورا أعرب الأربعاء الماضي في فيينا عن تفاؤله بإمكانية استئناف محادثات السلام السورية المعلقة، إلا أنه شدد على ضرورة عقدها “في أقرب وقت” لتجنب ما أسماه “فقدان الزخم”.
جاءت تصريحات دي ميستورا غداة فشل المحادثات بين الدول الكبرى في فيينا بتحقيق أية نتيجة واضحة لحل الأزمة المستمرة منذ خمس سنوات حيث في ختام اجتماع المجموعة الدولية لدعم سوريا تعهد المشاركون بتعزيز وقف إطلاق النار الهش في البلاد التي مزقتها الحرب، وإيصال المساعدات الإنسانية، فيما أخفقت المجموعة في تحديد موعد جديد لاستئناف محادثات السلام.
دي ميستورا اعتبر رغم كل هذا المشهد أن “هناك أملاً”، بمعزل عن التقدم البطيء. وقال: “أشعر براحة كافية لأوضح للشعب السوري والمجتمع الدولي أنه يمكننا إعادة إطلاق المحادثات، لأنه من الواضح أن ليس هناك حل عسكري”، في حين كان قد حذر من أنه لا يمكنه الدعوة الى استئناف المحادثات التي تتوسط فيها الأمم المتحدة في جنيف في حال استمر القتال.
وأضاف: “لكن نحن في حاجة إلى القيام بذلك في أقرب وقت، ليس في وقت متأخر، وإلا سنفقد الزخم”، وأوضح أن على المفاوضين أن “يأخذوا بعين الاعتبار” أن شهر رمضان سيبدأ بحلول السادس من يونيو.
محكمة يونانية ترفض ترحيل لاجئ سوري إلى تركيا
بي. بي. سي.
أصدر قضاة يونانيون حكما برفض إعادة لاجئ سوري إلى تركيا لأنها ليست آمنة بالنسبة له.
ويقول نشطاء منظمة العفو الدولية إن هذا الحكم يطرح ظلالا من الشك على اتفاقية اللاجئين بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.
ويقولون إن المهاجرين إلى تركيا يفتقدون حقوق الإنسان الأساسية والعديد منهم يواجه خطر الإعادة لسوريا.
وقال مصدر في وزارة الهجرة اليونانية إن القضاة قرروا فقط ما إذا كان من حق الأفراد رفع دعاوى قضائية في اليونان أم لا.
وفي نفس اليوم الذي أصدر فيه القضاة حكمهم، أعادت السلطات في اليونان والاتحاد الأوروبي 51 مهاجرا إلى تركيا على قوارب من جزيرتي ليسبوس وكوس.
وبمقتضى الاتفاق بين تركيا والاتحاد الأوروبي، فإنه يتم إعادة المهاجرين من اليونان لتركيا إذا لم يقدموا طلبات لجوء أو إذا تم رفض طلباتهم.
وبدأ سريان مفعول الاتفاق في مارس/آذار الماضي، وتم إعادة أكثر من 400 شخص لتركيا.
وقضت الآن لجنة يونانية من القضاة بعدم إعادة لاجئ سوري إلى تركيا.
“الطريق السليم”
وقال جيورجوس كوزموبولوس المتحدث باسم منظمة العفو لبي بي سي إن تركيا لا ترقى حاليا لمعايير معاهدة اللاجئين فيما يتعلق بحماية المهاجرين واللاجئين، “وحتى تصبح بلدا آمنا فإنه لايجب أن يعاد إليها أحد منهم”.
وأضاف قائلا إن المهاجرين في تركيا ليس لهم الحق في العمل أوالرعاية الصحية أو الحياة الأسرية وهناك “عمليات إعادة واسعة النطاق للسوريين لسوريا من تركيا”.
وقال كوزموبولوس:” يجب وقف الاتفاق برمته وتوفير الاستقرار للاجئين في دول أوروبية أخرى بأمان وكرامة”.
وقال مسؤول في وزارة الهجرة إن اللجان في معسكرات اعتقال المهاجرين في الجزر لا تقرر ما إذا كانوا سيحصلون على حق اللجوء، لكنها تقرر فقط ما إذا كانت الحكومة اليونانية ستفحص طلباتهم.
وأضاف المسؤول أنه فيما يخص هذا اللاجئ السوري بالتحديد فإن اللجنة سمحت له بالذهاب لأثينا حيث سيتم البت في طلبه.
النظام يتقدم بريف دمشق ويقصف حمص وحماة ودرعا
أفادت مصادر للجزيرة بأن قوات النظام السوري سيطرت على بلدتي زبدين ودير العصافير في الغوطة الشرقية بريف دمشق، وفي ريف حمص (وسط البلاد) قصفت طائرات النظام مناطق وبلدات أدت لإصابات في صفوف المدنيين وتدمير مبان.
أما بريف حماة (وسط البلاد) فذكرت وكالة سانا الحكومية أن قوات النظام استعادت السيطرة على محطة الزارة لتوليد الكهرباء.
وتأتي السيطرة على البلدتين بريف دمشق بعد معارك استخدمت فيها قوات النظام بشكل مكثف المدفعية والصواريخ.
وأضافت مصادر للجزيرة أن قوات النظام تحاول التقدم باتجاه بلدة بالا بالتزامن مع قصف مكثف على مناطق عدة في الغوطة الشرقية.
وفي ريف حمص أفاد مراسل الجزيرة بأن عدة مدنيين أصيبوا بجروح في إثر غارات لطائرات النظام استهدفت مناطق وبلدات بمنطقة الحولة في ريف حمص الشمالي الخاضع لسيطرة المعارضة المسلحة، مما أسفر أيضا عن دمار لحق بمنازل المدنيين.
وذكرت وكالة سانا أن طائرات النظام دمرت مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية في محيط حقل شاعر وأم التبابير بريف حمص الشرقي.
كما ذكرت الوكالة أن قوات النظام فكت الحصار عن محطة الزارة لتوليد الكهرباء في محيط بلدة حربنفسه بريف حماة الجنوبي، وأنها سيطرت على جميع المواقع والنقاط في محيطها، وذلك بعد معارك مع المعارضة المسلحة التي انسحبت إلى بلدة حربنفسه بالمنطقة.
وأضافت الوكالة أن قوات النظام قتلت نحو مئة عنصر من المعارضة المسلحة، ودمرت لها عشر عربات مزودة بأسلحة رشاشة.
وفي سياق متصل، ذكرت سانا أن قوات النظام أحبطت هجوما لقوات المعارضة المسلحة على محور معان وتل بزام في ريف حماة الشمالي، وقتلت نحو 25 من عناصرها.
أما في شمال غرب البلاد فقد تمكنت المعارضة من السيطرة على النقاط التي تقدمت فيها قوات النظام أول أمس الخميس بجبل التركمان في اللاذقية بعد اشتباكات أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من صفوف النظام.
وفي جنوب البلاد، أفاد مراسل الجزيرة بأن عدة مدنيين أصيبوا بجروح جراء غارات لطيران النظام على صيدا وسحم الجولان في ريف درعا.
وفي سياق آخر، تجددت المعارك بين قوات المعارضة المسلحة وفصائل متهمة بولائها لتنظيم الدولة في ريف درعا الغربي.
أرقام صادمة.. 60 ألف معتقل قضوا “تعذيباً” في سجون الأسد
العربية.نت
بعد تصاعد أزمة المعتقلين في سجون النظام السوري، لاسيما سجن حماة، طفت أرقام صادمة إلى السطح مجدداً، فقد أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ما يقارب 60 ألف معتقل ماتوا تحت التعذيب في السجون.
أما الرقم فمستند إلى معلومات مؤكدة من مصادر موثوقة داخل أجهزة النظام الأمنية، ومن أهمها جهازا المخابرات الجوية وأمن الدولة، إضافة لمصادر موثوقة في سجن صيدنايا العسكري، بحسب ما أكد المرصد.
ما لا يقل عن 60 ألف معتقل قضوا داخل هذه الأفرع وسجن صيدنايا خلال الأعوام الخمسة الفائتة، إما نتيجة التعذيب الجسدي المباشر، أو الحرمان من الطعام والدواء.
ولفت المرصد إلى أنه تمكن من توثيق مقتل 14456 معتقلاً، بينهم 110 أطفال دون سن الثامنة عشرة، و53 مواطنة فوق سن الثامنة عشرة منذ انطلاقة الثورة السورية في الـ18 من مارس من العام 2011، وحتى فجر اليوم الـ21 من شهر مايو الجاري من العام 2016.
بعضهم سلمت سلطات النظام السوري جثامينهم لذويهم، فيما تم إبلاغ آخرين بأن أبناءهم قد قضوا داخل المعتقلات، وطلبوا منهم إخراج شهادة وفاة لهم، كما أُجبر ذوو البعض الآخر من الذين قضوا تحت التعذيب داخل معتقلات النظام على التوقيع على تصاريح بأن مجموعات مقاتلة معارضة هي التي قتلتهم.
منشق عن داعش يروي: رأيت الجنون في عيونهم
دبي-العربية.نت
من شاب جامعي في إحدى أهم الجامعات الأميركية إلى عنصر في تنظيم داعش في سوريا، تحول دراماتيكي دفع “موسى” ثمنه غالياً.
الشاب العشريني الذي فر من تنظيم داعش في نوفمبر 2014 ويخضع للمحاكمة، ظهر لأول مرة الخميس في مقابلة مع قناة “أن بي سي” الأميركية، ليكشف “الفظاعات” التي عاينها بأم عينيه.
ففي المقابلة التي رتبتها السلطات الأميركية بعد علمها أن القناة تعد تقريرا بشأن “مو الذي كان يدرس في جامعة كولومبيا قبل التحاقه بالتنظيم، روى الأخير كم “الجنون” الذي رآه في عيون عناصر داعش.
داعش والإسلام
وقال مو خلال المقابلة إن”داعش لا يوصل الإسلام للعالم. والناس بحاجة لأن يعرفوا ذلك”.
وأضاف بعد أن أصيب بخيبة أمل مما رآه، “في النهاية ومع ازدياد الأمور خطورة رأيت رؤوسا مقطوعة توضع على أعمدة مدببة”. وعند سؤاله ماذا فعل عندها أجاب “تجاهلتها، إذ كان يمكنني أن أرى الجنون في عيونهم”، في إشارة إلى خوفه من جنون عناصر داعش وما يمكن أن يحل به في حال تسجيله أي اعتراض.
” وتابع” لم أتصور كيف يمكن للبشر أن يكونوا بهذا السوء. لقد خذلت أهلي ووطني والله.
وأعرب موسى عن ندمه الشديد لسفره إلى سوريا والالتحاق بداعش، قائلاً إنه أسوأ قرار اتخذه في حياته.
يذكر أن “مو” واحد ضمن أكثر من 85 شخصاً يواجهون منذ عام 2014 اتهامات بشأن جرائم لها صلة بتنظيم داعش الذي يسيطر على أراض في سوريا والعراق وأعلن مسؤوليته عن هجمات في باريس في نوفمبر أدت إلى سقوط 130 قتيلا.
التعاون مع السلطات الأميركية
ويخضع مو حالياً للمحاكمة، ويحاول ممثلون للادعاء الأميركي كشف النقاب عن تلك القضية الجنائية التي كانت سرية حتى الآن.
وكشف هذه القضية قد يسمح لوزارة العدل الأميركية بإعلان تفاصيل سبب انقلاب هذا الرجل على داعش، في وقت تحاول فيه الحكومة محاربة الدعاية التي يبثها التنظيم على الإنترنت.
وقال ممثلون للادعاء في رسالة قدمت في المحكمة الاتحادية في بروكلين بنيويورك، إن هذا الرجل البالغ من العمر 27 عاماً، كان يتعاون في التحقيقات ويقدم معلومات، ودرس مسألة التحدث علانية ضد داعش لبعض الوقت” قبل الموافقة على مقابلة قناة إن.بي.سي نيوز التي بثت الخميس.
وقالت الرسالة إن الرجل الذي لم يعلن من اسمه سوى “مو” أقر بأنه مذنب في نوفمبر 2014 بتهم، من بينها تقديمه دعماً مادياً لداعش.
وقال الادعاء في يونيو 2014 إن “مو” سافر من بروكلين إلى سوريا حيث تطوع في صفوف داعش. وقال إنه تلقى هناك تدريبا عسكريا وعمل حارسا في أحد مقار التنظيم وفي مواقع إدارية مختلفة.
لكنه هرب في نوفمبر 2014 عبر الحدود إلى تركيا، ووصل إلى أحد مواقع وزارة الخارجية الأميركية.
داعش يغرق 25 عراقياً في “الأسيد“
العربية.نت
لم يترك داعش وسيلة قتل إلا واستعملها، وفي آخر ابتكاراته الإجرامية، أقدم التنظيم على إعدام 25 سجيناً عراقياً في مدينة الموصل، عبر إغراقهم في حوض مليء بأسيد النيتريك.
وبحسب ما أوردته بعض التقارير الإعلامية العراقية مستندة إلى مصدر في الموصل، فقد أقدم داعش على قتل الـ25 سجينا بعد رميهم في حوض من حمض النيتريك، لاتهامهم بالتجسس لصالح الحكومة العراقية. وفي تفاصيل العملية، ربط عناصر التنظيم الإرهابي كل شخص على حدة بحبل وأنزلوهم داخل حوض من الحمض النيتريك إلى أن ذابت أعضاؤهم.
وذكر المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه أن هذه العملية قام بها التنظيم أمام أنظار المواطنين ليكونوا “عبرة لمن اعتبر”، حسب تعبيرهم.
يذكر أن هذا النوع من الأسيد يعتبر مادة آكلة لجسم الإنسان، وتستخدم عادة في صناعة الأسمدة والمتفجرات.
من هو السوري الذي دعته غوغل لتكرمه ورفضته أميركا؟
تطبيق “غربتنا” خاص لمساعدة اللاجئين السوريين في تركيا
دبي – هنادي الخطيب
لم يستطع الشاب السوري مجاهد عقيل حضور المؤتمر السنوي الذي تعقده غوغل رغم أن الأخيرة وجهت له دعوة رسمية، ورغم أن “غوغل” واحدة من أكبر الشركات في العالم، ذلك أن أميركا رفضت أن تعطيه الفيزا التي ستمكنه من حضور مؤتمر “Google I/O 2016” للكلام عن التطبيق الذي ابتكره عقيل لمساعدة اللاجئين السوريين في تركيا بتسيير أمورهم هناك.
ربما خافت الولايات المتحدة الأمريكية أن يتقدم عقيل لطلب اللجوء، فحرمته من فيزتها، ولم يساعده أنه سيترك خطيبته وأخته في تركيا، وبالتالي سيتوجب عليه العودة، ولم تؤثر الدعوة الرسمية لغوغل له وذكرها في الدعوة أنها ستتكفل بإقامته كاملة طوال فترة الزيارة، لتأتي النتيجة أنه استطاع حضور المؤتمر عبر فيلم قصير صوره فريق من غوغل معه وعنه في تركيا، عن تطبيق “غربتنا”، وتم عرض الفيلم ضمن المؤتمر، وأما رد غوغل على القنصلية الأميركية فكان معنوياً ربما لم تنتبه له القنصلية الأميركية، ولكنه يعني الشيء الكثير لعقيل، إذ إنه وبدلاً من عرض 3 أفلام عن 3 تطبيقات اختارتها غوغل كأكثر التطبيقات تأثيراً في المجتمع، عرضت الشركة تطبيق “غربتنا” فقط.
يقول عقيل لـ”العربية.نت” إنه لم يفكر أن تطبيق “غربتنا” سيلقى اهتماماً عالمياً، ولم يخطر بباله عندما بدأ يفكر به أن التطبيق سيؤثر “بالتصنيف العالمي” بالمجتمع، وإنما كان تفكيره محصوراً بالعمل على تطبيق يساعد أبناء بلده على شؤون حياتهم في تركيا، وذلك انطلاقاً من وجوده هو نفسه بتركيا، ومعاناته في بادئ الأمر من صعوبة فهم المجتمع الغريب وتسيير أموره وأوراقه الرسمية هناك.
“غربتنا” تطبيق جديد، يعلم السوري في تركيا كيف يتمكن من الحصول على أوراق رسمية، ويطلعه على الأخبار والقوانين في تركيا، يعلمه كيف يمكنه التقديم على بطاقة لاجئ، وكيفية التسجيل في الجامعة، ويساعده في الوصول إلى فرص العمل المتوفرة للسوريين، وعلى تسجيل الأطفال في السجلات الرسمية والزواج والعديد من الأمور التي يحتاجها الإنسان في بلد جديد.
يقول عقيل في الفيلم الذي عرضته “سوريا ستبقى وطننا.. ولكن من الممكن أن نجعل هذا المكان كالوطن”.
خرج عقيل ابن الـ26 عاماً من حلب عام 2012 بعد تجربة اعتقال من قبل النظام، وعند خروجه كان في السنة الرابعة من دراسته الجامعية للبرمجة، وبعد أن وصل تركيا أسس مهندس الإلكترونيات السوري شركة “نماء” للحلول البرمجية، وليعمل على ابتكار تطبيقين لمساعدة اللاجئين في تركيا، أحدهما هو التطبيق الذي جاءته دعوة غوغل بسببه، والثاني تطبيق “ترجملي لايف” وهو تطبيق تم عمله لمساعدة السوريين في الترجمة أثناء تعاملهم مع الأتراك.
لم تستغرق مقابلة عقيل في القنصلية يوم 9 مايو الجاري وقتاً طويلاً، أجاب فيها عن أسئلة كثيرة، وأكد لمقابليه في القنصلية أنه لن يتقدم بلجوء في أميركا، وأن الرفض جاءه فوراً في المقابلة نفسها، وعندما حاول الاستفسار عن السبب لم يجد جواباً.
أميركا حرمت عقيل من الحصول على فرصة الحديث أمام آلاف المبرمجين في واحدة من أكبر وأهم شركات البرمجة عالمياً عن تطبيقه، وربما يكون جواز السفر الأزرق الذي يحمله لا يسمح لمبرمج أثر في المجتمع أن يدخل أميركا البلد الذي استضاف العدد الأقل من اللاجئين السوريين.
علوش: النصرة كفرت جيش الاسلام لمشاركته في مفاوضات فيينا
كشف كبير مفاوضي الهيئة العليا للمفاوضات وممثل جيش الإسلام محمد علوش عن أن التقدم الذي حققته قوات النظام السوري في مناطق الغوطة وسيطرتها على عدد من القرى والبلدات، جاء إثر انسحاب فيلق الرحمن بالكامل من الجبهات الأمامية، بعد إبعاده لمقاتلي جيش الإسلام منها.
وأكد علوش في حديث لقناة “الحدث” أن جبهة النصرة كفرت جيش الاسلام لمشاركته في مفاوضات فيينا حول سوريا. وأضاف أن النصرة وفيلق الرحمن يسعيان للقضاء على جيش الإسلام لاتهامه بالخيانة على خلفية مشاركته في تلك المفاوضات.
كما شدد على أن جبهة النصرة تحاول من خلال المعارك في غوطة دمشق بالتعاون مع فيلق الرحمن استئصال جيش الإسلام، وذلك على غرار ما فعلت مع العديد من فصائل الجيش الحر (حوالي 13 فصيلاً) في الشمال السوري.
الجهاديون يحشدون قواهم في سوريا مع انهيار وقف إطلاق النار
من توم بيري وسليمان الخالدي
بيروت/ عمان (رويترز) – يعمل الجهاديون في سوريا بمن فيهم مقاتلو تنظيم القاعدة على حشد قواتهم من جديد لحرب شاملة على الرئيس بشار الأسد بالاستفادة من انهيار محادثات السلام للتفوق على المعارضة الوطنية المنافسة التي وافقت على هدنة متعثرة.
ولم تشارك جبهة النصرة ذراع تنظيم القاعدة في سوريا في وقف إطلاق النار الذي أصبح ساري المفعول في فبراير شباط وفي محادثات السلام التي تبعته. وانهارت المحادثات الشهر الماضي وتبادلت الحكومة السورية وخصومها الاتهامات بالمسؤولية عن التصعيد العسكري.
فبعد أن كان نشاط جبهة النصرة محدودا في الأيام الأولى من تطبيق الهدنة قال قادة فيها ومعارضون آخرون إن الجبهة عاودت الظهور في ساحات المعارك مع انهيار المساعي الدبلوماسية وقادت هجمات في الآونة الأخيرة على ميليشيات إيرانية مؤيدة للحكومة قرب حلب.
وفي أحدث مظاهر هذا التطور أحيت الجبهة وجماعات أخرى جيش الفتح الذي يمثل تحالفا عسكريا لجماعات إسلامية متباينة حققت انتصارات كبيرة على القوات الحكومية في العام الماضي.
ومن المحتمل أن تؤدي عودة جبهة النصرة للظهور إلى إضعاف جماعات المعارضة التي يدعمها الغرب والتي وافقت على اتفاق الهدنة وشاركت في مباحثات السلام بما يقنع الحكومة السورية وحلفاءها من الروس والإيرانيين بالمضي في الحرب التي وجهوا فيها ضرباتهم للمعارضة بكل ألوانها.
وقال أحد قادة جبهة النصرة واسمه أبو شيماء لرويترز من محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة عن إحياء التحالف الإسلامي المعارض “عاد جيش الفتح لكنه عاد قويا هذه المرة وهدفنا هو الانتشار على الجبهات الرئيسية في سوريا.”
وأضاف زاهر أبو حسان مسؤول العلاقات العامة في هيئة الفتح الإعلامية المرتبطة بجيش الفتح في إدلب “نسأل الله أن تعود الانتصارات بعودة جيش الفتح.”
وما زالت المعارضة الإسلامية تواجه تحدي التغلب على منافسيها.
وقال مصدر كبير في المعارضة إنه رغم عودة جيش الفتح في إحدى المناطق فما زالت المحادثات تجري لإعادة إطلاق التحالف على نطاق أوسع.
وأضاف “في خان طومان وجبهة الريف نعم ضمن هذه الجبهة صار في غرفة عمليات لكن الطموح (تكرارها) على كل الجبهات المشتعلة.”
* حملة تجنيد
يشارك في الانتفاضة على حكم الأسد مجموعة متباينة من الجماعات المتصلة بتنظيم القاعدة أو التي تستلهم فكر التنظيم والجماعات ذات الأهداف الوطنية التي تحارب تحت راية الجيش السوري الحر. وقد حصلت بعض هذه الجماعات على مساعدات عسكرية من الولايات المتحدة وتركيا والسعودية.
أما تنظيم الدولة الإسلامية الذي خرج من عباءة تنظيم القاعدة فيحارب جماعات المعارضة الأخرى والحكومة السورية في إطار دفاعه عن دولة الخلافة التي أعلنها في سوريا والعراق.
وقد فقد تنظيم الدولة الإسلامية مساحات من الأراضي الخاضعة لسيطرته في الشهور الأخيرة لكنه ما زال يسيطر على جانب كبير من شرق سوريا وشمالها.
وفي العام الماضي نحت الفصائل الإسلامية التي تشكل جيش الفتح خلافاتها جانبا لإخراج قوات الحكومة السورية من محافظة إدلب قبل اختراق مناطق قرب الجبال الساحلية التي تشكل قلب الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد.
وساهم هذا التطور في حفز روسيا على اتخاذ قرار إرسال قوة جوية لقصف الأهداف لحساب الأسد الأمر الذي أدى إلى قلب ميزان القوى لصالحه بمساعدة تعزيزات إيرانية على الأرض.
وروت مصادر المعارضة روايات مختلفة للمدى الذي ذهبت إليه جماعات جيش الفتح في إحياء تحالفها وبصفة خاصة مدى مشاركة جماعة أحرار الشام القوية التي يعتقد على نطاق واسع أن تركيا تدعمها في التحالف.
وكانت أحرار الشام من العناصر المهمة في التحالف العام الماضي وأيدت المسار السياسي لكنها نأت بنفسها شيئا فشيئا عن المساعي الدبلوماسية التي تقودها الأمم المتحدة والتي فشلت في ضمان وقف الضربات الجوية بالكامل أو إتاحة مساعدات الإغاثة الكافية أو إطلاق سراح المعتقلين.
وقد وحدت أحرار الشام وجبهة النصرة اللتان تتمتعان بوجود قوي في شمال غرب سوريا صفوفهما في هجوم أسفر عن السيطرة على مدينة علوية كانت تخضع لسيطرة الحكومة في محافظة حماة في 13 مايو أيار رغم أن ذلك لم يتم تحت راية جيش الفتح.
ونسب الفضل صراحة في انتزاع السيطرة على بلدة خان طومان جنوبي حلب في السادس من مايو أيار من أيدي فصائل شيعية مؤيدة للحكومة من بينها قوات إيرانية إلى جيش الفتح وقال معارضون إن من القوى الرئيسية في تلك العملية جبهة النصرة وجماعة أخرى اسمها جند الأقصى.
وقالت مصادر المعارضة إن جبهة النصرة وحلفاءها نشروا قواتهم جنوبي حلب من محافظة إدلب المجاورة التي تعد أحد معاقلهم وذلك للحيلولة دون تقدم القوات الحكومية التي هددت بتقسيم المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة إلى شطرين.
من ناحية أخرى أطلق الداعية الإسلامي المتشدد عبد الله المحيسني السعودي الجنسية حملة تجنيد جديدة في إدلب. وفي أحد التجمعات الجماهيرية التي نشر مقطع منها على يوتيوب دعا كل الذكور فوق سن الخامسة عشرة إلى المشاركة في الجهاد.
وقال أحد سكان المنطقة التي عقد فيها هذا اللقاء الجماهيري إن 300 شاب تطوعوا للجهاد في ذلك اليوم وسيتم توجيههم إلى فصائل جيش الفتح.
كما تدخل أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة برسالة صوتية انتقد فيها العملية السياسية وحث الجهاديين على توحيد صفوفهم. وفسر البعض تصريحاته بأنها توجيه للجماعة لتركيز اهتمامها بدرجة أكبر على سوريا.
* “مؤشر خطير”
وتقول جماعات الجيش السوري الحر التي لعبت دورا بارزا في العملية السياسية التي أطلقت بمباركة من الولايات المتحدة وروسيا هذا العام إنها ما زالت لها اليد العليا على جبهة النصرة في مناطق مهمة من أبرزها مدينة حلب نفسها ومناطق في جنوب سوريا قرب الحدود مع الأردن.
وتحارب فصائل الجيش السوري الحر تنظيم الدولة الإسلامية على الحدود التركية في الأسابيع الأخيرة وقال زكريا ملاحفجي رئيس المكتب السياسي لتجمع “فاستقم” إن هذه الفصائل صدت في الوقت نفسه ثلاث هجمات من جانب القوات الحكومية إلى الشمال من حلب مباشرة.
وتقول الفصائل إنها لن تعود إلى محادثات السلام حتى يتحسن الوضع على الأرض. ومما يعكس ضعف احتمالات نجاح المساعي الدبلوماسية أنه لم يتحدد موعد للمحادثات في اجتماع دولي عقد يوم الثلاثاء.
وقال قائد آخر في الجيش السوري الحر إن الدور البارز الذي لعبته جبهة النصرة في المعارك الأخيرة “مؤشر خطير” لمسار الحرب إذا فشلت الدبلوماسية بالكامل.
وقال القائد الذي طلب عدم الكشف عن هويته إن جبهة النصرة استغلت الظروف في إظهار مدى قيمتها للانتفاضة وكذلك فشل الدبلوماسية.
وأضاف “يوجد كلام على إعادة هيكلة جيش الفتح خاصة بعد الانتصار الذي حققوه في خان طومان لأن غياب أفق الحل السياسي والمساعدات وأي شيء مريح للناس سوف يراجع نسبة فرص تشكيل جيش الفتح والتحالف مع جبهة النصرة.”
وقال نواه بونزي المحلل الكبير لدى مجموعة الأزمات الدولية إن عودة جيش الفتح مؤشر على المناخ السياسي في المعارضة وإدراكها أن وقف القتال ليس قابلا للاستمرار.
وأضاف أن استئناف القتال في صالح جبهة النصرة وقال إنه “يمنحهم مصداقية في حين أن وقف القتال يقلص مصداقيتهم فيما يبدو ويسلط الضوء على خلافات حقيقية بين النصرة وبقية المعارضة.”
وقال إن قطاعا كبيرا من المعارضة يعتقد “أن النظام والميليشيات التي تدعمها إيران استطاعا الاستفادة منها وأنها بحاجة للانضمام إلى النصرة في إعادة تأكيد الضغط الهجومي.”
(إعداد منير البويطي للنشرة العربية – تحرير ملاك فاروق)