أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء 06 حزيران 2012


سعود الفيصل: بدأنا نفقد الأمل في خطة أنان وآن الأوان لتتوقف روسيا عن تأييد النظام السوري

جدة – عبدالله الزبيدي

قال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل إن دول مجلس التعاون الخليجي تبدي استغرابها من الموقف الروسي الداعم للنظام السوري، مؤكداً أنها إذا لم تغير موقفها فستخسر «قاعدة» التعاطف التي حققتها في العالم العربي سابقاً، وداعياً إياها إلى تغيير سياستها نحو سورية والمنطقة بما يكفل لها مصالح جيدة في المستقبل.

وأضاف الفيصل في مؤتمر صحافي عقده على هامش اجتماع المجلس الوزاري الخليجي في جدة أمس: «لا مبرر لموقف روسيا في مجلس الأمن، وآن الأوان لكي تنتقل من تأييد النظام السوري إلى السعي إلى وقف القتال والانتقال السلمي للسلطة، وهو ما سيحفظ مصالحها في سورية والمنطقة. إنها تخطئ في الوقوف ضد التيار الشعبي الجارف في الشارع السوري».

وعبر الفيصل في إجاباته على أسئلة الصحافيين عن «بداية فقدان الأمل» في نجاح خطة المبعوث الدولي والعربي كوفي أنان، وقال: «إن قرار مجلس الأمن ينص على تطبيق البنود الستة الواردة في الخطة، ونأمل أن يكون تقرير أنان واضحاً وصريحاً ولا يحاول أن يغير ما هو واقع في سورية، وأن لا يغطي على الفظائع التي رآها المراقبون الدوليون، وأن يكون التقرير فاعلاً وليس معطلاً في سبيل حل الأزمة».

وأعلن الفيصل تأجيل دراسة الردود والملاحظات المتعلقة بانتقال مجلس التعاون الخليجي إلى مرحلة الاتحاد إلى أيلول (سبتمبر) المقبل، موعد الاجتماع الجديد للمجلس الوزاري. وقال: «بما أن ردود الأعضاء والتعديلات المقترح إدخالها على النظام الأساسي للمجلس لن تكتمل إلا في وقت قريب، فمن الأجدى توفير الوقت الكافي لإعداد الردود على الملاحظات واستكمال دراستها في المجلس الوزاري في أيلول المقبل».

وأجاب الفيصل على سؤال لـ «الحياة» حول أطروحات خليجية تدعو إلى استفتاء شعبي لتقرير مسألة الاتحاد بين دول المجلس من عدمها، بقوله: «إن الاتحاد سيحافظ على مكتسبات الدول الأعضاء ولن يتدخل في شؤونها الداخلية، بل سيعزز مكتسباتها، كما أن مسألة الاستفتاء الشعبي وسيلة جديدة لاتخاذ القرار، ولا أرى أن لها حاجة، وليس هناك خلافات كبيرة على حاجة الشعوب الخليجية إلى الاتحاد، كما أن المنجز المهم في هذا الإطار هو التغيير الأساسي بتغيير اللجان التي تدرس التحول للاتحاد إلى هيئات».

وحول تصريحات المسؤولين الإيرانيين الرافضة للاتحاد الخليجي، رأى سعود الفيصل أنه «لا مبرر لإيران حتى تحتج على الاتحاد، إلا إذا كان لها أهداف في منطقة الخليج، وهو ما يبدو واضحاً من تصريحات المسؤولين الإيرانيين».

وتطرق إلى اليمن داعياً الدول الخليجية إلى المشاركة في مؤتمر المانحين المزمع انعقاده أواخر الشهر الجاري في الرياض «على أعلى المستويات لمساعدة اليمن على الخروج من محنته واستعادة أمنه واستقراره الذي هو من أمن واستقرار دول المجلس».

وصدر عن الاجتماع بيان ختامي أوضح أن المجلس الوزاري «تابع تطورات الأزمة السورية، والأحداث المأسوية التي يتعرض لها الشعب السوري الشقيق، واستمرار عمليات القتل والمجازر التي لم تستثن الأطفال والشيوخ والنساء في كافة أرجاء سورية والتي كانت مجزرة الحولة مثالاً صارخاً لها». ودان الوزراء الخليجيون عدم التزام النظام السوري تنفيذ خطة المبعوث الأممي – العربي المشترك كوفي أنان، وشددوا على أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته عبر اتخاذ إجراءات فعالة لوقف آلة القتل الوحشية والدمار والتهجير، والعمل على حماية الشعب السوري، ووضع حد لاستهانة النظام السوري بحياة الأبرياء، وعدم السماح له بأن يمارس أسلوب المماطلة والتسويف والتنصل من التزاماته».

ورحب المجلس الوزاري بقرار مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته غير العادية المنعقدة في الدوحة، والذي دعا فيه مجلس الأمن إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان التطبيق الكامل والفوري لخطة أنان، في إطار زمني محدد، بما في ذلك فرض تطبيق النقاط الست التي تضمنتها الخطة عبر اللجوء إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.

وجدد المجلس تأكيد مواقفه الرافضة لاستمرار احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث، وعبر عن أسفه لعدم إحراز الاتصالات مع إيران أي نتائج إيجابية من شأنها التوصل إلى حل القضية بما يسهم في تعزيز أمن المنطقة واستقرارها، مؤكداً أن أي ممارسات أو أعمال تقوم بها إيران على الجزر لاغية وباطلة ولا تغير شيئاً من الحقائق التاريخية والقانونية التي تجمع على حق سيادة الإمارات على جزرها.

وأكد المجلس الوزاري رفضه واستنكاره الشديدين لاستمرار التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول المجلس، في انتهاك لسيادتها واستقلالها، وطالب إيران بالتوقف الفوري عن هذه الممارسات التي لا تسهم في خدمة وتطوير العلاقات معها.

محادثات اميركية – روسية تمهيداً لـ «مرحلة انتقالية» في دمشق

واشنطن- جويس كرم

دمشق، بيروت، بكين، موسكو – رويترز، ا ف ب – أكد مسؤول في الخارجية الأميركية لـ ”الحياة” أن فريديريك هوف المسؤول عن الملف السوري، وعدداً من مساعديه يتوجهون الى موسكو اليوم في زيارة سيتصدرها التنسيق وتقريب وجهات النظر بين البلدين حول الوضع السوري، كما من المتوقع أن تلتقي الوزيرة هيلاري كلينتون المبعوث الدولي – العربي كوفي أنان بعد غد الجمعة في واشنطن. وأشار المسؤول الى أن هدف زيارة هوف متابعة لقاءات كلينتون مع نظيرها سيرغي لافروف، وأنه سيعقد اجتماعات مع الجانب الروسي يومي الخميس والجمعة. وتأمل واشنطن بتغيير في الموقف الروسي وخصوصا بعد تقديم أنان تقريره النهائي الى مجلس الأمن في تموز (يوليو) المقبل، وبشكل يمهد الى تعاون روسي في اطلاق مرحلة انتقالية في سورية تضمن خروج الأسد من السلطة. وتتقاطع زيارة هوف مع زيارة أخرى يقوم بها المسؤول الأعلى في وزارة الخزانة الأميركية ديفيد كوهن، وتتمحور أيضا حول موضوع العقوبات على كل من سورية وايران. في موازاة ذلك، دارت امس في اللاذقية اشتباكات بين الجيش السوري ومنشقين قتل فيها اكثر من 15 من قوات النظام ووصفت بأنها الاعنف في هذه المنطقة منذ بدء الانتفاضة السورية.

وأكدت مصادر موثوقة لـ «الحياة” في واشنطن أن الجانب الروسي يفاوض بشكل خاص حول مستقبل أجهزة الاستخبارات العسكرية في سورية، والذي له نفوذ محوري فيها اليوم. كما كانت الازمة السورية موضع بحث خلال القمة الروسية – الصينية في بكين امس.

وتلتقي كلينتون مع أنان في واشنطن يوم الجمعة، كما تستضيف وزارة الخزانة مؤتمرا اليوم لمجموعة العمل حول العقوبات على سورية والمنبثقة من مجموعة أصدقاء سورية وسيفتتحه وزير الخزانة تيموثي غايتنر. ودعت كلينتون امس روسيا والصين الى «المساهمة في حل» النزاع في سورية. واكدت خلال زيارة تقوم بها لجورجيا دعوة الروس والصينيين الى «المساهمة في الحل».

وفي موقف لافت اعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف ان موسكو لا تعتبر بقاء الرئيس بشار الاسد في السلطة شرطاً مسبقاً للتسوية في سورية. وقال غاتيلوف، بعد لقائه انان في جنيف: «لم نقل ابدا، او فرضنا شرطا بان الاسد يجب ان يبقى بالضرورة في السلطة عند انتهاء العملية السياسية». واضاف ان هذه القضية «يجب ان يعالجها السوريون بانفسهم». ويشار الى ان المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني كان قد ذكر ان الولايات المتحدة تركز حاليا على «التحضير للانتقال السياسي في سورية».

من جهة اخرى حث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني هو جين تاو المجتمع الدولي امس على تأييد خطة انان وبعثة المراقبين والحل السياسي، وذلك رغم دعوات دول عربية وغربية لتحرك أشد ردا على استمرار اراقة الدماء في سورية. وقال ناطق باسم الخارجية الصينية ان البلدين يعتقدان أنه يجب أن يكون هناك وقف فوري للعنف وأن يبدأ الحوار السياسي بأسرع وقت ممكن.

ويلتقي الموقفان الروسي والصيني من تأييد مهمة انان مع تأكيد الحكومة السورية على رغبتها في نجاحه. فقد اكد نائب وزير الخارجية فيصل المقداد عقب لقائه امس مع رئيس بعثة المراقبين الدوليين الجنرال روبرت مود، رغبة دمشق في انجاح خطة المبعوث الدولي. وقال: «سنقوم بكل ما في وسعنا لحماية بعثة المراقبين»، لافتا الى ان «حياة كل فرد في هذه البعثة غالية علينا وسنفعل كل ما في وسعنا في سبيل ذلك».

ميدانياً، ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان 15 عنصرا على الاقل من القوات النظامية قتلوا امس واصيب العشرات بجروح في الاشتباكات التي اندلعت منذ الصباح في عدد من القرى في ريف اللاذقية بين هذه القوات ومجموعات مسلحة معارضة. وقال ناطق باسم مجموعة تابعة لـ «الجيش السوري الحر» في المنطقة ان ثمانية مقاتلين على الاقل قتلوا اثناء الاشتباكات. وقال المرصد السوري ان هذه الاشتباكات هي الاعنف في هذه المنطقة منذ بدء الانتفاضة. واوضح ان قوات النظام تستخدم راجمات الصواريخ من قواعد عسكرية في قرى مجاورة وطائرات الهليكوبتر. وتركزت الاشتباكات في عدد من القرى في منطقة الحفة، والى اقتحام القوات النظامية صباحا لهذه البلدة.

وتشير مصادر المعارضة الى ان سبب ارتفاع الخسائر البشرية في صفوف الجيش في الفترة الاخيرة يعود الى ان غالبية مقاتلي المعارضة هم ابناء المدن والقرى، من العسكريين المنشقين او من المدنيين الذين حملوا السلاح ضد النظام وهم يعرفون تماما طبيعة مناطقهم وشعابها، ويحظون باحتضان شعبي واسع.

مقتل 15 عنصراً من القوات النظامية في اشتباكات في اللاذقية

بيروت، دمشق، عمان – أ ف ب – قتل 15 عنصراً من القوات النظامية في الاشتباكات المستمرة منذ صباح الثلثاء في عدد من القرى في ريف اللاذقية في غرب سورية بين قوات النظام ومجموعات مسلحة معارضة، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأفاد بيان للمرصد أن «هدوءاً حذراً يسود الآن قرى بكاس وشيرقاق وبابنا والجنكيل والدفيل في منطقة الحفة التي شهدت اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية السورية».

وأشار في البيان إلى مقتل 15 جندياً ومدنيين اثنين. كما أفاد عن مقتل ثلاثة عناصر من المجموعات المسلحة المعارضة بعد معلومات أولية تحدثت عن مقتل أربعة مقاتلين.

وقال المرصد إن قوات النظام استخدمت في الاشتباكات «راجمات الصواريخ من قواعد عسكرية في قرى مجاورة وحوامات».

وكان المرصد أشار في بيانات متعاقبة خلال النهار إلى أن اشتباكات عنيفة تدور في منطقة الحفة، والى اقتحام القوات النظامية صباحاً لبلدة الحفة.

وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» من جهتها أن «مجموعات إرهابية مسلحة اعتدت الثلثاء على المواطنين وقوات حفظ النظام في الحفة وحاولت تخريب المؤسسات العامة والخاصة بعد تدميرها سيارتي إسعاف تستخدمهما الطواقم الطبية في المدينة».

وقالت الوكالة إن «الجهات المختصة تصدت للمجموعات الإرهابية واشتبكت معها ما أدى إلى مقتل وجرح عدد من الإرهابيين» لم تحدد عددهم. كما أسفرت الاشتباكات عن «استشهاد عنصرين من الجهات المختصة».

وأفاد «المرصد» بأن القوات النظامية السورية اقتحمت الثلثاء بلدة في ريف حماة في وسط سورية بعد ثلاثة أيام من القصف العنيف.

وكان المرصد ذكر في بيان سابق أن القوات النظامية معززة بـ «الدبابات وناقلات الجند المدرعة اقتحمت بلدة كفرزيتا في ريف حماة، وبدأت حملة مداهمات وسط إطلاق رصاص كثيف».

وجاءت عملية الاقتحام بعد ثلاثة أيام من القصف والاشتباكات، فيما «انسحب مقاتلو الكتائب الثائرة المعارضة من البلدة»، بحسب المرصد.

في محافظة ريف دمشق، اقتحمت القوات النظامية السورية مدعمة بآليات عسكرية مدينة عربين ونفذت انتشاراً فيها.

في محافظة إدلب (شمال غرب)، شهدت بلدة كفرعويد اشتباكات عنيفة وعملية عسكرية واسعة بعد منتصف ليل الاثنين الثلثاء قتل فيها أربعة مواطنين، بحسب المرصد السوري. كما شملت الاشتباكات بلدات النيرب ومعردبس واستخدمت فيها الرشاشات الثقيلة والقذائف.

وأشار المرصد من جهة ثانية إلى إصابة خمسة من عناصر الأمن بجروح في انفجار عبوة ناسفة في مدينة إدلب.

وسقطت صباح الثلثاء قذائف هاون عدة على أحياء في مدينة حمص (وسط).

في محافظة حلب (شمال)، تتعرض بلدة بيانون لقصف من القوات النظامية السورية التي اشتبكت في محيط البلدة مع مجموعات منشقة.

وشهدت مناطق درعا البلد والنعيمة وداعل في محافظة درعا (جنوب) اشتباكات عنيفة وأصوات انفجارات مختلفة مساء.

في هذا الوقت، سارت تظاهرات في عدد من المناطق السورية مساء الاثنين رداً على خطاب الرئيس بشار الأسد الأحد الذي أكد تصميمه بأي ثمن على مواجهة «الحرب» عليه.

وخرجت تظاهرات مسائية في مدن وبلدات وقرى مختلفة في محافظة درعا نادت بإسقاط النظام ورحيل رئيسه بشار الأسد. كما شهدت محافظات دمشق وريفها وحماة وإدلب وحلب والرقة (شمال شرق) تظاهرات حاشدة.

وأفاد المرصد الثلثاء أيضاً عن اشتباكات في بلدة كفرزيتا في ريف حماة (وسط) ومنطقة اللجاة في درعا (جنوب) وبعض قرى ريف إدلب (شمال غرب) ومحيط بلدة بيانون في حلب (شمال).

وقتل في سورية الثلثاء ستة أشخاص آخرين في أعمال عنف في مناطق مختلفة، بينهم أربعة مدنيين في عملية عسكرية واسعة نفذتها قوات النظام بعد منتصف ليل الاثنين الثلثاء في بلدة كفرعويد.

في دمشق، قتل ضابط برتبة عميد اثر انفجار عبوة ناسفة بسيارته في بساتين حي برزة، بحسب المرصد.

وأفادت وكالة «سانا» باغتيال 3 ضباط سوريين، الثلثاء، بينهم ضابط في جيش التحرير الفلسطيني.

وأوضحت ان «مجموعة إرهابية مسلحة» استهدفت صباحاً سيارة العميد الطبيب أنور السقا «خلال إيصاله لابنته لتقديم امتحاناتها في منطقة أطراف بساتين برزة فاستشهد على الفور وأصيبت ابنته وسائقه بجروح». ولفتت إلى أن العميد الطبيب أنور السقا هو من ضباط جيش التحرير الفلسطيني. وأضافت إن «مجموعة إرهابية مسلحة» اغتالت صباح اليوم العقيد المهندس أحمد عبد القادر حاج حطاب في مدينة دير الزور. كما «اغتالت مجموعة إرهابية مسلحة أخرى المقدم عز الدين عبد الله سويدان في كراجات البولمان في حي بور سعيد في مدينة دير الزور».

إلى ذلك، أعلنت جماعة متشددة مسؤوليتها عن مقتل 13 رجلاً عثر على جثثهم وهي مقيدة وبها آثار طلقات نارية في شرق سورية الشهر الماضي وهو الحادث الذي ندد به مراقبو الأمم المتحدة ووصفوه بأنه «مروع ولا يغتفر». وقال نشطاء في ذلك الوقت إن القتلى منشقون عن الجيش وقتلوا على يد قوات الرئيس السوري الأسد لكن «جبهة النصرة» وهي جماعة متشددة أعلنت مسؤوليتها عن عدة تفجيرات وقعت مؤخراً قالت إن القتلى مسؤولو أمن سوريون.

من جهة ثانية، ألقت الأجهزة الأمنية الأردنية الأحد القبض على أردنيين من التيار السلفي أثناء محاولتهما التسلل داخل الأراضي السورية لقتال قوات نظام الرئيس بشار الأسد، على ما أفادت مصادر أمنية.

وأكد مصدر من التيار السلفي في محافظة معان (212 كلم جنوب) فضل عدم الكشف عن هويته، أن «الأجهزة الأمنية اعتقلت الأحد الماضي اثنين من أبناء التيار السلفي في معان هما عمر البزايعة وخالد الخطيب». وأوضح أن «المعتقلين كانا في طريقهما إلى سورية للجهاد ضد الجيش السوري والشبيحة»، مشيراً إلى انهما «لا يزالان لدى الأجهزة الأمنية ولم يتم توديعهما القضاء بعد».

حلف الأطلسي يجدد رفض التدخل العسكري في سورية ويطمئن روسيا بشأن الدرع الصاروخية

روسيا – يو بي أي – جدد حلف شمال الأطلسي (الناتو) الأربعاء عدم وجود نية لديه للتدخل العسكري في سورية،لأن مثل هذا الأمر لن يساهم في تسوية الأزمة السورية، مضيفا في الوقت نفسه ان الحلف قدم الضمانات الضرورية لروسيا بأن الدرع الصاروخية لا تستهدف قواتها الإستراتيجية.

وأوضح الأمين العام للحلف أندرس فوغ راسموسن خلال حوار عبر الفيديو بين موسكو وبروكسل نظمته وكالة الأنباء الروسية “نوفوستي” “ليست لدينا أي نوايا بالتدخل في الوضع الداخلي لسورية، ولا أظن بأن التدخل العسكري سيساعد على حل المشكلة”.

وقال راسموسن أن تنفيذ خطة المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان يعتبر حتى الآن الطريقة الوحيدة لتسوية الأزمة السورية، مضيفاً “أدعو جميع الأطراف إلى تنفيذ هذه الخطة”.

وبموضوع الدرع الصاروخي الأوروبي، قال راسموسن “أعتقد أننا قدمنا الضمانات الضرورية لروسيا. أكدنا بشكل واضح بأن روسيا والناتو لن يستخدما القوة ضد بعضهما البعض. والدول الأعضاء تحترم هذا الالتزام ونتمنى أن تحترمه روسيا أيضاً”.

وقال ان الناتو اقترح على روسيا إنشاء مركز مشترك للدفاع ضد الصواريخ كي “ترى موسكو بأم عينها أن الدرع لن توجه إلى مقوماتها الإستراتيجية”.

واشنطن تؤيد عقوبات دولية قاسية على سورية تحت الفصل السابع “اذا لزم الامر

الأربعاء ٦ يونيو ٢٠١٢

ا ف ب – أيدت الولايات المتحدة الاربعاء فرض عقوبات دولية قاسية على سورية تحت الفصل السابع “اذا لزم الامر” دعما لطلب قدمته الجامعة العربية الاسبوع الماضي بهذا الشان.

وقال وزير الخزانة الاميركي تيموثي غايتنر ان “الولايات المتحدة تامل بان جميع البلدان المسؤولة ستنضم قريبا لاتخاذ اجراءات مناسبة ضد النظام السوري، بما فيها القيام بتحرك في مجلس الامن الدولي تحت الفصل السابع اذا لزم الامر بناء على ما طالبت به الجامعة العربية الاسبوع الفائت”.

لافروف: تغيير النظام في سورية قد يقود إلى “كارثة

الأربعاء ٦ يونيو ٢٠١٢

بكين – ا ف ب – اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في بكين ان تغيير النظام في سورية قد يقود الى “كارثة”.

وصرح لافروف ان “مجموعات المعارضة خارج سورية تدعو الاسرة الدولية بشكل متزايد الى ضرب نظام الاسد وقلبه”، مضيفا ان “ذلك ينطوي على مخاطر كبيرة ويمكن ان يقود المنطقة الى كارثة”.

دمشق طردت سفراء وقتال في اللاذقية

موسكو: بقاء الأسد ليس شرطاً للحل

 واشنطن – هشام ملحم

العواصم الاخرى – الوكالات:

قررت دمشق الثلثاء طرد عدد من السفراء الديبلوماسيين من أرضيها رداً على طرد دول غربية وتركيا سفراء وديبلوماسيين لها عقب مجزرة الحولة في 25 ايار الماضي (راجع العرب والعالم). وقت اعلنت روسيا ان بقاء الرئيس بشار الاسد في السلطة ليس شرطا لتسوية سياسية في سوريا، في موقف لافت من موسكو حيال النظام السوري الذي دعمته بحزم حتى الآن. ويتوجه مسؤول اميركي في الايام القريبة الى موسكو للبحث مع المسؤولين الروس في حل للأزمة السورية التي مضى عليها اكثر من 16 شهراً والتي بدأت تهدد بالتوسع الى خارج الحدود السورية.

 ميدانيا، استمرت وتيرة الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية ومجموعات معارضة مسلحة في اكثر من منطقة من سوريا، واسفرت اعمال العنف عن سقوط 47 قتيلا بينهم 33 في معارك بمنطقة الحفة  في ريف اللاذقية هم 22 جنديا ومدنيان وتسعة مقاتلين معارضين. وقال ناشطون ان قوات النظام استخدمت في الاشتباكات “راجمات الصواريخ من قواعد عسكرية في قرى مجاورة وحوامات”. (راجع العرب والعالم)

واعلنت السلطات السورية ضبط سيارة محملة اسلحة لدى محاولتها دخول اراضيها من لبنان  من احد المعابر غير الشرعية قرب قرية العرموطة في منطقة تلكلخ بريف محافظة حمص. وافاد مسؤولون أتراك إن القرويين على الحدود مع سوريا تحدثوا عن إضرام القوات السورية النار في منطقة الغابات قرب الحدود لاخراج المعارضين المختبئين فيها.

وصرح نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف غداة لقائه المبعوث الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي انان في جنيف: “لم نقل قط، او نفرض شرطاً ان الاسد يجب ان يبقى بالضرورة في السلطة عند انتهاء العملية السياسية” في سوريا، مشيرا الى ان “هذه القضية يجب ان يعالجها السوريون انفسهم”.

بيد انه  شكك  في احتمال تطبيق حل في سوريا على الطريقة اليمنية، قائلا: “عندما نبحث في المثال اليمني بالنسبة الى سوريا علينا ان نتذكر ويا للاسف ان لا رغبة عند الطرف المعارض في الدخول في مفاوضات سياسية مع الحكومة… كان الامر سيكون جيداً لو كانت ثمة رغبة سياسية في ذلك لدى الطرفين مما يتيح التقدم نحو تسوية”.  ونقلت وكالة “ريا – نوفوستي” الروسية عن نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف ان المنسق الاميركي الخاص للشؤون الاقليمية فرد هوف  سيزور  موسكو هذا الاسبوع للبحث في الازمة السورية. وقال: “نحن نلتقي مساعدي (وزيرة الخارجية الاميركية) هيلاري كلينتون الذين يعملون على ملف الشرق الاوسط وخصوصاً سوريا”. واضاف: “في غضون ثلاثة ايام نتوقع وصول ممثلين لوزارة الخارجية الاميركية الى موسكو”.

وقالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون نهاية الاسبوع انها تريد العمل على اقناع روسيا بدعم عملية انتقال سياسي في سوريا تؤدي الى رحيل الاسد . لكن بوغدانوف نفى ان تكون موسكو تجري مثل هذه المحادثات مع واشنطن في هذه المرحلة.

الى ذلك، عبر بوغدانوف عن خيبة  موسكو لاعلان “الجيش السوري الحر” قراره عدم التزام الهدنة المعلنة في سوريا بموجب خطة انان، وقال: “إنه أمر محزن وفي غاية السلبية”. وأكد أن روسيا تناقش مع المعارضة السورية كل المسائل المتعلقة بخطة انان باعتبارها أساساً متفقاً عليه للتسوية السياسية.

واشنطن

* في واشنطن، وصف الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية مارك تونر قرار الحكومة السورية اعتبار سفراء عدد من الدول الغربية بينهم السفير الاميركي روبرت فورد اشخاصا غير مرغوب فيهم في دمشق، بانها خطوة “فارغة”، وأكدت ان موقف دمشق لن يؤثر على نشاطات السفير فورد الذي يواصل اتصالاته مع المعارضة السورية بصفته “سفيرنا الى الشعب السوري”. وكانت السفارة البولونية في دمشق التي ترعى مصالح الولايات المتحدة قد اعلمت واشنطن رسميا بالقرار السوري.

وقال تونر ان واشنطن لا تستغرب مواقف دول عربية مثل السعودية التي اعلنت باسم وزير خارجيتها الامير سعود الفيصل انها بدأت تفقد الأمل في خطة انان، مشيرا الى ان السعودية “مستاءة من الاخفاق في احراز تقدم في تطبيق خطة انان”. وبعدما كرر ان حكومته لا تزال تدعم هذه الخطة اوضح انها تواصل ضغوطها مع دول اخرى على سوريا، كما تواصل اتصالاتها الوثيقة مع روسيا لاقناعها بالضغط على الاسد لتطبيق الخطة. وسوف تلتقي وزيرة الخارجية هيلاري كلنيتون انان في واشنطن الجمعة.

ورحب تونر بموقف روسيا الداعي الى تطبيق الخطة والقائل بأن بقاء الرئيس الاسد في السلطة ليس شرطا مسبقا للحل السلمي. واضاف: “من الطبيعي ان نؤيد هذا الموقف”. وأكد ان تنحي الاسد ليس شرطاً مسبقا للبدء بالعملية الانتقالية السلمية، لكنه جدد تمسك حكومته بموقفها المعروف من انه يجب الا يكون هناك مكان للرئيس الاسد في المستقبل “لان يديه ملطختان بدماء السوريين”.

موسكو وبكين: لا تدخل عسكريا بسورية.. ولا تغيير للنظام بالقوة

47 قتيلا بينهم 22 جنديا وتسعة مقاتلين معارضين باشتباكات في اللاذقية

دمشق تطرد 17 دبلوماسيا.. والاردن يعتقل سلفيين اردنيين اثناء محاولتهما التسلل ‘للجهاد’

دمشق ـ ‘القدس العربي’ ـ من كامل صقر: بيروت ـ الرياض ـ باتومي ـ وكالات: قررت دمشق الثلاثاء طرد 17 دبلوماسيا من ارضها، في وقت قالت وزارة الخارجية الصينية الثلاثاء إن روسيا والصين تعارضان أي تدخل عسكري في سورية، كما تواصلان تأييد حل الصراع عبر الحوار.

وقال الناطق باسم الوزارة ليو ويمين ‘كلا الجانبين يعارض أي تدخل عسكري في سورية ويعارض تغيير النظام بالقوة’، وذلك في معرض رده على سؤال بشأن المحادثات حول سورية بين رئيسي البلدين.

وذكر ليو ‘نعتقد أن المسألة السورية يجب أن تعالج أساسا عبر المفاوضات بين الأطراف المختلفة في سورية’.

وأضاف ‘تواصل الصين وروسيا الاتصال والتشاورات وستلعبان دورا إيجابيا وبناء للعمل على تخفيف حدة الوضع في سورية وإيجاد تسوية سلمية’.

واكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء في بكين ان روسيا والصين ستعززان تحالفهما الاساسي لاسيما في اطار الامم المتحدة حيث تعارض القوتان مساعي مجلس الامن الدولي لفرض عقوبات على نظام دمشق.

وفي اليوم الاول لزيارة الدولة التي بدأها بوتين الى الصين وتستمر حتى يوم الخميس، استقبل بوتين من قبل نظيره الصيني هو جينتاو في قصر الشعب الكبير في العاصمة الصينية.

وعبر الرئيس الروسي عن ارتياحه ‘لان مصالح بلدينا تتوافق في العديد من الميادين الهامة’، فيما يتوقع ان ينسق الزعيمان مواقفهما بشأن الوضع في سورية والبرنامج النووي الايراني.

وقال بوتين ‘لدينا النية لتعزيز تعاوننا في اطار المنظمات الدولية الكبرى: الامم المتحدة ومجموعة العشرين ومجموعة البريكس (للدول الناشئة) ومنظمة تعاون شنغهاي’.

واضاف ‘ان التعاون الاستراتيجي الصيني الروسي بصدد اجتياز عتبة جديدة. نواصل العمل سويا لتعميق العلاقات’.

وصرح نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف الثلاثاء غداة لقائه الموفد الدولي كوفي عنان في جنيف ‘لم نقل ابدا، او فرضنا شرطا بأن الاسد يجب ان يبقى بالضرورة في السلطة عند انتهاء العملية السياسية’ في سورية، مشيرا الى ان ‘هذه القضية يجب ان يعالجها السوريون بأنفسهم’.

الا انه اعتبر ان المشكلة تكمن في رفض المعارضة الدخول في ‘مفاوضات سياسية مع الحكومة’، ما يحول دون ‘التقدم نحو تسوية’.

ومن المقرر ان يتوجه السفير فريدريك هوف موفدا من وزارة الخارجية الامريكية الى موسكو خلال هذا الاسبوع لمناقشة الملف السوري، بحسب ما اعلنت الخارجية الروسية.

ودعت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الثلاثاء روسيا والصين، حليفتي دمشق، الى ‘المساهمة في حل’ للنزاع في سورية.

في جدة، اعلن وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل في ختام اجتماع المجلس الوزاري للدول الخليجية عصر الثلاثاء ان الوقت حان لكي ‘ينتقل الروس من تأييد النظام السوري الى وقف القتال وانتقال السلطة سلميا’.

واضاف ردا على سؤال لفرانس برس خلال مؤتمر صحافي ان تغيير موقف موسكو ‘سيحفظ لها مصالحها في سورية والعالم العربي’.

واعلنت السلطات السورية الثلاثاء طرد عدد من الدبلوماسيين على رأسهم سفراء الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وتركيا ردا على اجراء مماثل قامت به هذه الدول اخيرا.

واعتبر بيان لمصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية السفراء والدبلوماسيين ‘اشخاصا غير مرغوب بهم’. ومن هؤلاء السفير الأمريكي روبرت فورد والسفير البريطاني سايمون كوليس الموجودان حاليا في بلادهما للتشاور، والسفير الفرنسي ايريك دوشوفالييه.

كما اورد البيان بين الدبلوماسيين المطرودين السفير التركي عمر اونهون و’كافة اعضاء السفارة التركية في دمشق من دبلوماسيين واداريين’.

وطال الاجراء سفراء سويسرا وايطاليا واسبانيا ودبلوماسيين في سفارات فرنسا وبريطانيا واسبانيا وبلجيكا وبلغاريا والمانيا وكل اعضاء السفارة الكندية.

وكانت الدول التي شملها الاجراء السوري اقدمت على طرد السفراء السوريين من اراضيها احتجاجا على مجزرة الحولة في محافظة حمص في وسط سورية في 25 ايار (مايو) التي قتل فيها 108 اشخاص، بحسب الامم المتحدة.

ميدانيا، استمرت وتيرة الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية ومجموعات معارضة مسلحة في اكثر من منطقة في سورية، وحصدت اعمال العنف الثلاثاء 47 قتيلا بينهم 33 في معارك في منطقة الحفة في ريف اللاذقية هم 22 جنديا ومدنيان وتسعة مقاتلين معارضين.

وقال المرصد ان قوات النظام استخدمت في الاشتباكات طائرات هليكوبتر حربية و’راجمات الصواريخ من قواعد عسكرية في قرى مجاورة وحوامات’.

وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية ‘سانا’ من جهتها ان ‘مجموعات ارهابية مسلحة اعتدت الثلاثاء على المواطنين وقوات حفظ النظام في الحفة وحاولت تخريب المؤسسات العامة والخاصة بعد تدميرها سيارتي اسعاف تستخدمهما الطواقم الطبية في المدينة’.

وقالت الوكالة ان ‘الجهات المختصة تصدت للمجموعات الارهابية واشتبكت معها ما أدى الى مقتل وجرح عدد من الارهابيين’ لم تحدد عددهم. كما اسفرت الاشتباكات عن ‘استشهاد عنصرين من الجهات المختصة’. وقتل 14 شخصا في اعمال عنف اخرى.

وفي عمان القت الاجهزة الامنية الاردنية الاحد القبض على اردنيين من التيار السلفي اثناء محاولتهما التسلل داخل الاراضي السورية لقتال قوات نظام الرئيس بشار الاسد، على ما افادت مصادر امنية ومن التيار.

وقال مصدر امني ان ‘الاجهزه الامنية المعنية اعتقلت الاحد الماضي مواطنين اثنين اثناء محاولتهما مغادره البلاد بطريقه غير مشروعة’، مشيرا الى ان ‘التحقيق جار معهما’.

ولم يعط المصدر المزيد من التفاصيل عن اسباب توجه هذين الشخصين لسورية، لكن مصدرا من التيار السلفي في محافظة معان (212 كلم جنوب) فضل عدم الكشف عن هويته، اكد ان ‘الاجهزة الامنية اعتقلت الاحد الماضي اثنين من ابناء التيار السلفي في معان هما عمر البزايعة وخالد الخطيب’.

واوضح ان ‘المعتقلين كانا في طريقهما الى سورية للجهاد ضد الجيش السوري والشبيحة’، مشيرا الى انهما ‘لا يزالان لدى الاجهزة الامنية ولم يتم ايداعهما القضاء بعد’.

هكذا تتم المتابعة القانونية لاكتشاف الخاطفَين في تركيا

ريما زهار

صدفة برز تفصيل جديد في قضية المخطوفين في سوريا، وفي تقرير سابق لقناة ال ال بي سي تعرفت الحاجات على خاطفَين من الجيش السوري الحر في تركيا، والسؤال كيف يمكن متابعة الموضوع قانونيًا من قبل الهيئات المختصة؟.

بيروت: برز تفصيل جديد في قضية المخطوفين ال11 في سوريا اذ ذكرت قناة ال. بي. سي انه، وبعد الغموض الذي لفَّ قضية المخطوفين في حلب، برز عنصر جديد تمثل بظهور خاطفَين من ضمن المجموعة الخاطفة التي قيل إن عددها يبلغ 40، وذلك صدفة حصلت مع ال ل. بي. سي.

وفي التفاصيل، ان الخاطفين ظهرا وراء الصحافية تانيا مهنا في تركيا، إثناء إجرائها إحدى المقابلات، فتعرفت عليهما الحاجَّة حياة التي كانت في الباص قبل أن يُفرَج عنها مع النساء الاخريات ويتم اختطاف الرجال.

واكدت معلومات ان اسمي الرجلين اللذين ظهرا هما عبد السلام صادق وآخر ملقب بأبو فادي.

وبعد عرض التقرير، اجمعت كل الحاجات على ان الرجلين هما فعلا من الخاطفين.

والسؤال هنا كيف يمكن ان تستثمر الدولة اللبنانية هذا الامر للتحقيق اكثر في قضية المخطوفين، وما هي الاجراءات القانونية التي يجب القيم بها لمتابعة الموضوع؟

يقول المحامي الدكتور منيف حمدان ل”إيلاف” ان الاعلان عن هذا الحدث اصبح عامًا وشاملاً ودخل الى البيوت من أبوابها الواسعة، وبالتالي، تستطيع النيابات العامة الاستئنافية والنيابة العامة التمييزية ان تتوقف عند هذا الحدث وان تعطي توجيهاتها إذا رأت فيها شبه دليل او قرينة بسيطة على ان هذين الرجلين هما من الخاطفين، ان تكلف الاجهزة الامنية لتقصي الحقائق وإجراء التحريات لمعرفة كامل هويتي هذين الشخصين، وترتيب النتائج على ذلك.

عن الاجراءات القانونية التي يجب ان تقوم بها الدولة اللبنانية لمتابعة هذا الموضوع يرى حمدان يجب على النيابات العامة ان تقتنع ان هذا الحدث لديه عمل من الجدية ومعتدل، واعتقد انه جدي، لاننا لاحظنا على شاشات التلفزيون ردة الفعل عند الحاجات، التي تنم عن صدق وصدقية بردة فعلهن، وبانهم عرفن هذين الشخصين من بين الخاطفين.

هل هذا دليل قاطع للقوى الأمنية؟ يجيب:” ليس دليلاً قاطعًا انما يبرر اعتباره نوع من الإخبار، والنيابات العامة تتحرك بناء على إخبار او شكوى او امر من هذا الامر، وتستطيع الحاجات ان يوكلن محاميًا او اكثر لتقديم شكوى الى النيابة العامة، فتكون الاجراءات اسرع في هذا الامر، وتجري التحقيقات وفقًا للسياق القانوني.

اما هل يمكن في المستقبل ان تطلب الدولة اللبنانية من الدولة التركية تسليم هؤلاء الخاطفين للتحقيق معهما؟ يجيب :” ان هذا الطلب سابق لاوانه، يجب ان تجرى قبلاً التحقيقات وان تعرف كامل الهويات، وان نتثبت من الجرائم، لاننا ننتقل من مرحلة الإخبار الى التحقيقات، وعندما تكتمل كل هذه الشروط، يصبح الامر قابلاً لمثل ما اقترحتي سابقًا.

اذا بقيت الدولة اللبنانية لا تحرك ساكنًا، ما هي تبعات ذلك؟ يؤكد حمدان:” علينا ان نفرق بين امرين اما ان تكتفي الحاجات بهذا الذي سمعناه عبر وسائل الاعلام، وهنا الدولة تستطيع الا تحرك ساكنًا وتعتبر هذا الامر لا يرتقي الى مستوى الإخبار، اما اذا انتقلت الحاجات الى تكليف محام بتقديم شكوى الى المراجع المختصة، و النيابات العامة ويفرض الامر بحكم القانون، على تلك النيابات ان تتحرك وتقوم بالاجراءات التي تراها مناسبة لكشف غوامض تلك القضية.

ويضيف حمدان يمكن ايضًا استجواب الوسيلة الاعلامية وحتى المراسِلة لان النيابة العامة لها سلطان بتقدير الامور، وتستطيع ان تستدعي كل شخص تعتقد ان لديه معلومة قد تنير التحقيق.

ويتابع حمدان :” ان ردة فعل الحاجات توحي بالصدقية، ولكن يجب ان تقرن بما هو اكثر من ذلك”، ويتمنى حمدان على الحاجات ان ينتقلن من التصريح الى اخذ المبادرة بتعيين محام يُكلف بتقديم الشكوى وفقًا للاصول المرعية الاجراء.

المخطوفون اللبنانيون في سوريا… نار تحت الرماد

ملهم الحمصي

دمشق: يشهد الشارع السوري انقسامًا حادًا في توصيف حادثة المخطوفين اللبنانيين الذين اختطفوا قرب حلب قبل ما يقرب من أسبوعين، ويدور جدل وشكوك حول الدوافع الحقيقية لوجود الزوار في منطقة اشتباكات عسكرية محتدمة في الوقت الذي لا يتمكن فيه السوريون أنفسهم من التنقل بحرية خارج مناطق إقامتهم.

كثير ممن استطلعنا آراءهم رأوا في الحادثة عملاً مدانًا، شريطة أن يكون المختطفون بالفعل مجرد زوار وحجاج لـ”العتبات المقدسة”، لا أن يكونوا منخرطين أو متورطين في أعمال العنف الجارية في سوريا، فالكل في سوريا، على المستوى الشعبي والرسمي والسياسي في المعارضة، ضد عملية الاختطاف لأبرياء وسيّاح.

بيد أن المعلومات المسربة عن جماعة المختطفين، بأن خمسة منهم ينتمون إلى حزب الله ويعملون ضمن أجهزة استخباراته، وأن بعضاً منهم كان موكولاً إليه تدريب الميليشيات الموالية للنظام، التي تعد الأكثر دموية، وخطاب الامين العام حسن نصر الله الذي وصف بالتصعيدي، كلها عوامل دفعت بعض الذين استطلعنا آراءهم إلى التشكيك في إمكانية الإفراج عن المختطفين قريباً.

(محمد) شاب دمشقي تساءل لدى محاولتنا معرفة رأيه في الحادثة قائلاً: ما الذي كان يفعله الزوار اللبنانيون في سوريا في هذا الوقت العصيب؟ وإذا كان السوريون أنفسهم قد تقطعت بهم أوصال بلادهم ولم يعودوا يسافرون إلى أقاربهم في المحافظات التي تشهد عنفاً متصاعداً، كإدلب وحمص وحماة ودرعا ودير الزور، فكيف بهؤلاء الزوار يتجولون على الطريق الدولي الذي توجد عليه هذه المدن، ثم لا يأمنون غدر الطريق وانتشار المجموعات المسلحة، سواء كانت تابعة للجيش النظامي أو الجيش الحر أو قطاع الطرق؟

أما مروان، وهو شاب حمصي نزح إلى دمشق بسبب الأحداث الجارية في مدينته، فيعبر عن رأيه بشيء من خفة الظل الحمصية المعهودة، ويقول: إن ذنب وجريرة هؤلاء المختطفين في رقاب القائمين على تلفزيون الدنيا والتلفزيون الرسمي والذين يواظبون على إظهار الأسواق والشوارع في المدن السورية المنكوبة وكأنّ شيئاً لم يكن أو كان، متندراً بالعبارة الشهيرة التي يرددها المعارضون نقلاً عن وسائل الإعلام الموالية للنظام: “السماء صافية والعصافير تزقزق” و”الأزمة خلصت”.

جميع من حاولنا التواصل معهم من أطراف المعارضة لمعرفة مصير وحال المختطفين امتنعوا عن الإجابة على أسئلتنا بذريعة غموض الوضع وجهل الجهة التي قامت بالخطف، وعدم معرفة مطالبهم من وراء ذلك.

ويبدي السوريون في المقابل مخاوفهم من احتمال انفلات الوضع الأمني في لبنان، وقيام مجموعات باستهداف العمال السوريين الذين يعملون هناك، وبالذات في مناطق الضاحية الجنوبية، رداً على اختطاف الزوار اللبنانيين، حيث شهدت الضاحية الجنوبية، بحسب شهود عيان، أعمال تحرش واختطاف وضرب وحتى قتل بعض العمال السوريين الذين يقوم بعض العناصر باستهدافهم لمجرد الاشتباه بلهجتهم، الأمر الذي يتم التعتيم عليه إعلامياً وعدم نشره في وسائل الإعلام اللبنانية، بهدف عدم تسليط الضوء على مثل هذه الأحداث التي من المحتمل أن تزيد من تأزيم الوضع.

ويروي لنا عمّال سوريون فروا من لبنان مؤخراً، أن هناك حركة نزوح قوية وغير مفهومة الوجهة إلى سوريا لعمال كانوا يعملون في بيروت، وبالذات في الضاحية الجنوبية، بعد أعمال عنف تعرضوا لها في أعقاب اختطاف اللبنانيين. وقدرت حركة النزوح بعشرات الآلاف يومياً، وأن بعض مستشفيات الضاحية الجنوبية (كمستشفى الساحل وبهمن والرسول الأعظم) قد استقبل عدة إصابات لجرحى سوريين نتيجة أعمال اعتداء.

ويقول حسين، وهو عامل سوري من درعا يعمل في الضاحية الجنوبية منذ أكثر من عشر سنوات، أنه فوجئ من تعامل جيرانه في المنطقة ورؤسائه اللبنانيين في العمل بعد اختطاف الزوار في حلب، وأن مبعث صدمته يأتي من انهيار الصورة التي حاول من خلالها البعض إيهام السوريين أنه يقف معهم، وأن البعض تخلى عن السوريين لمجرد حادث اختطاف بسيط يمكن أن يجري في أي منطقة من العالم، دون أن يتحمل شعب بأكمله وزر هذا العمل المُدان.

ويختم صالح، صديق حسين، بالقول: دوماً كان العامل السوري مكسر العصا للأحزاب اللبنانية، فبعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري شهدنا موجة عنف استهدفت العمال السوريين، والآن يقوم أنصار الفريق المعاكس لأحزاب 14 آذار باستهداف العمال السوريين بسبب اختطاف الزوار اللبنانيين، لكنه لا يلوم اللبنانيين بقدر ما يلوم النظام السوري الذي أوصل العامل السوري إلى هذه الحالة، بحسب تعبيره، وإلى أن يختار بين الموت في بلده على يد أجهزة القمع في وطنه، على الموت في بلد آخر شقيق؛ انتقاماً لجريمة لا ذنب له فيها

موسكو: لا نشترط بقاء الأسد.. والرياض: التغيير سيحفظ مصالحها

إسطنبول: مينا العريبي موسكو: سامي عمارة جدة: فايز الثمالي بيروت: كارولين عاكوم

في تطور جديد، على صعيد الأزمة السورية، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، أمس، أن بلاده لا تعتبر بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة كشرط مسبق لتسوية النزاع السوري، وهو ما اعتبره دبلوماسيون غربيون بمثابة «بداية للانفتاح والتحول» في الموقف الروسي تجاه حليفه الأسد، فيما أكدت السعودية أن تغيير موقف روسيا سيحفظ لها مصالحها في سوريا والعالم العربي.

وقال غاتيلوف لوكالة «ايتار تاس» الروسية «لم نقل قط إننا فرضنا شرطا بأن الأسد يجب أن يبقى بالضرورة في السلطة عند انتهاء العملية السياسية في سوريا»، وأضاف «هذه القضية يجب أن يعالجها السوريون بأنفسهم».

من جهته، قال الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، في مؤتمر صحافي في جدة أمس، إن بلاده «تحترم روسيا كدولة مؤثرة في الساحة الدولية، لكن ما أزعجنا هو أننا كنا نقدر السياسة الروسية ونتفاعل معها، واستغربنا كما استغرب كل مواطن عربي من موقفها»، مضيفا «أعتقد أن لدى روسيا قاعدة من التعاطف في الساحة العربية نأمل ألا تفقدها جراء الموقف الذي اتخذته في مجلس الأمن والذي لا مبرر له».

واعتبر الفيصل ان بلاده بدأت تفقد الامل «في إمكانية الوصول إلى حل عن طريق مبادرة أنان، إن لم يكن هناك قرار من مجلس الأمن تحت البند السابع الذي ينص على تطبيق نقاطها الست». وأضاف «من دون هذا البند فلا نعتقد أن الحل موجود».

إلى ذلك، حذر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس من تجاهل الأزمة السورية، معتبرا أنه «إذا اندلع الحريق في سوريا، سيعم المنطقة». من جهة ثانية أعلنت لجان التنسيق السورية المحلية مقتل 44 شخصا برصاص الجيش النظامي، معظمهم في اللاذقية وإدلب وحمص.

ترحيب دولي بإعلان موسكو عدم اشتراط بقاء الأسد لتسوية النزاع

واشنطن: هبة القدسي باريس: ميشال أبو نجم موسكو: سامي عمارة لندن: «الشرق الأوسط»

أثارت تصريحات نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أمس بأن «روسيا لا تعتبر بقاء (الرئيس السوري بشار) الأسد في السلطة شرطا مسبقا لتسوية النزاع في سوريا»، ردود فعل دولية مرحبة، لما اعتبر تغيرا نوعيا في السياسة الروسية تجاه حليفها الوحيد بالمنطقة. وقالت عواصم غربية ودبلوماسيون إنه بمثابة «بداية للانفتاح والتحول» في الموقف الروسي عقب طول تعنّت، وإنه مؤشر لبداية حل الأزمة السورية، وبخاصة بعد إعلانه قبيل زيارة مرتقبة لوفد من الخارجية الأميركية إلى موسكو خلال الأسبوع الحالي لبحث الوضع السوري.

وقال غاتيلوف غداة لقائه الموفد الدولي كوفي أنان في جنيف: «لم نقُل قط إننا فرضنا شرطا بأن الأسد يجب أن يبقى بالضرورة في السلطة عند انتهاء العملية السياسية في سوريا»، وأضاف كما نقلت عنه الوكالة الروسية من جنيف: «هذه القضية يجب أن يعالجها السوريون بأنفسهم».

وعلق مارك تونر المتحدث باسم الخارجية الأميركية على التصريحات الروسية قائلا: «إن ما نتحدث عنه هو الحاجة إلى وقف العنف وتنفيذ وقف إطلاق النار ثم البدء في حوار يقود إلى عملية انتقال سياسية في سوريا»، مضيفا أن روسيا وافقت أن الرئيس بشار الأسد لن يكون جزءا من مستقبل سوريا، وأن «أي عملية انتقالية لن تتضمن الأسد.. ومن المهم أن يأتي الطرفان إلى حوار، ونعتقد أن روسيا ستعلب دورا هاما في ذلك».

وأضاف تونر: «إن هناك تقدما في الموقف الروسي، وأيضا في موقف المملكة العربية السعودية». وجاءت تصريحات المتحدث الأميركي بعد المؤتمر الصحافي الذي عقده امس وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل والذي دعا فيه روسيا الى تغيير موقفها لايقاف القتال في سوريا وحل الوضع بنقل السلطة سلميا (تفاصيل ص 10). وقال تونر وما زلنا ملتزمين بالعمل لمساندة خطة أنان ونعمل بشكل وثيق مع الروس، ولدينا معركة متعددة الأطراف، حيث سنستمر في مساندة خطة أنان وسنستمر في فرض العقوبات على الرئيس الأسد ونظامه، وفرض العقوبات على إيران لمساندتها للأسد وتدخلها في سوريا، كما سنستمر في المشاورات مع الشركاء الدوليين».

واعتبر المحللون تلك التصريحات الروسية تغييرا واضحا في موقف موسكو الداعم للرئيس الأسد وخطوة أولية للتوصل إلى تسوية بعد الضغوط الدولية المتزايدة على روسيا. واعتبروا ذلك نصرا للدبلوماسية الأميركية قبل ساعات من بدء اجتماعات هيلاري كلينتون في إسطنبول حول سبل حل الأزمة السورية.

من جهة أخرى، قال متحدث باسم الخارجية البريطانية أمس لـ«الشرق الأوسط»: «إننا نريد العمل بشكل وثيق مع روسيا من أجل رؤية تقدم سريع في عملية الانتقال السياسي، على النحو المبين في خطة المبعوث الدولي كوفي أنان ذات النقاط الست»، وأضاف: «ما زلنا نرى أنه بعد الكثير من سفك الدماء فإن الأسد قد فقد الشرعية ويجب أن يتنحى من أجل السماح بالدخول إلى المرحلة الانتقالية للتغيير.. وبالطبع فالشعب السوري هو صاحب القرار في كيفية إدارة شؤون هذه المرحلة الانتقالية».

وأشاد الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية الإماراتي، بالمواقف الإيجابية الأخيرة لكل من روسيا والصين تجاه الوضع القائم في سوريا، مؤكدا على أهمية دعم مبادرة أنان من كل الأطراف وبكل الطرق، قائلا: «الوقت ليس في صالحنا لأن تأخير تطبيق هذه المبادرة سيزيد من صعوبة حل الأزمة في سوريا». وقال بن زايد، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي في أبوظبي أمس، إنه «من الأهمية أن تنجح هذه المبادرة في أقصر فترة ممكنة، وإلا ستكون عواقبها وخيمة، خصوصا على أصدقاء سوريا».

وبدورها أكدت مصادر فرنسية رسمية أن الأسد «لا يمكن أن يكون جزءا من مستقبل سوريا».. وهو ما أكده وزير الخارجية لوران فابيوس في برلين أول من أمس، قائلا إن نظام الأسد «سينهار ويرحل بفعل الأزمة».. ولا تعارض باريس حلا في سوريا على «الطريقة اليمنية»، وتؤكد على «التواصل» مع كل شركائها ومع الأطراف المعنية بالمسألة السورية.

ويبدو من المنظار الفرنسي أن التصريحات التي أدلى بها نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف «بداية الانفتاح والتحول الذي كانت تنتظره باريس». وتذهب أوساط أخرى إلى اعتبار الكلام الروسي الأخير، إذا تبين أنه يعبر عن الموقف الروسي الرسمي الجديد، «بداية تخلٍّ» عن نظام الأسد، في الوقت الذي يتوقع فيه وصول مبعوث رسمي أميركي هو فريدريك هوف إلى موسكو لإجراء جولة من المناقشات مع الجانب الروسي حول «السبل» التي تقترحها واشنطن للخروج من الأزمة السورية عن طريق الترويج لحل على الطريقة اليمنية.

ويأتي ذلك بينما تتبنى باريس حتى الآن موقف المجلس الوطني السوري، الذي يرفض الجلوس إلى طاولة الحوار مع الأسد، ويشترط لقبول التفاوض تنحيه عن السلطة. كما يبرز التشدد الفرنسي من خلال تمسك باريس بأمرين متلازمين: الأول أنها تعتبر تخلي الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة «شرطا مسبقا» للسير في الحل السياسي، والثاني عدم استبعادها الحل العسكري شريطة أن يكون تحت مظلة الأمم المتحدة وبقرار من مجلس الأمن الدولي.

ويرى دبلوماسيون في باريس أنه إذا تبين أن كلام غاتيلوف يعكس آخر تحولات الموقف الروسي، فإن ذلك يعني أن موسكو تريد «التفاهم مع واشنطن» على المخرج في سوريا، وليس مع أي طرف آخر.. الأمر الذي تعكسه مواقف بوتين المتشددة في برلين وباريس الأسبوع الماضي.

وبحسب هؤلاء الدبلوماسيين فإن استمرار باريس على نهجها المتشدد سيضعها على «مسافة» من شركائها داخل الاتحاد الأوروبي ومع الولايات المتحدة الأميركية، بحيث تظهر بمظهر الطرف المتشدد بينما الآخرون يتلبسون لباس «الواقعية السياسية»، التي تعني أنه «لا حل في سوريا من غير روسيا»، وأنه «عوضا عن التصادم معها يتعين العمل معها والاقتراب منها»، وهو ما أشارت إليه كلينتون أمس بدعوتها موسكو وبكين إلى «المشاركة في الحل».

وطالبت الخارجية الفرنسية أمس على لسان الناطق باسمها برنار فاليرو بأن تقوم اللجنة الدولية التي انتدبها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بجلاء الظروف التي أحاطت بمجزرة الحولة التي أوقعت أكثر من مائة قتيل. وحملت باريس سوريا مسؤولية وضع العوائق التي تحول دون قيام اللجنة بعملها، وطالبت بتمكينها من أداء مهمتها.

وتترقب باريس ما سيقوله كوفي أنان لمجلس الأمن في التقرير الذي سيرفعه يوم غد الخميس عن مهمته. وبحسب باريس فإن الدول الأوروبية والغربية بشكل عام «لم تطرح بعد مسألة قطع العلاقات الدبلوماسية» مع سوريا بالنسبة لتلك التي أغلقت سفاراتها في دمشق وطردت السفراء السوريين أو كبار الدبلوماسيين من أراضيها، لكنها ترى أن قطع العلاقات «إمكانية واردة» ولكن ليس في الوقت الحاضر.

وفي غضون ذلك كشفت موسكو عن استعدادها للتعاون مع الشركاء الدوليين لمناقشة الخيارات الممكنة لتقديم المساندة الخارجية لتطبيق خطة كوفي أنان لتسوية الوضع في سوريا. وأعلنت الخارجية الروسية في بيانها الذي أصدرته أمس حول لقاء غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسية مع كوفي أنان في جنيف أن «الجانبين تناولا الأوضاع في سوريا وآفاق التسوية السياسية للأزمة هناك».

وقالت الخارجية إن «غاتيلوف ركز على أن خطة أنان تمثل المنصة التي لا بديل لها للتوصل إلى تسوية دبلوماسية – سياسية في سوريا. وإنه يتوجب على المجتمع الدولي تطبيقها عبر تنسيق التحركات. ولهذا الغرض يجب على جميع اللاعبين الخارجيين، المنخرطين في الوضع السوري، العمل في اتجاه واحد، مكملا بعضهم بعضا».

وأوضح البيان أن «روسيا الاتحادية تقوم من جانبها باتصالات مكثفة مع السلطات السورية والمجموعات المعارضة، وتحثهم على بدء الحوار السياسي لإصلاح النظام السياسي في البلاد. وعلى ما يجب أن تقوم به الدول التي لها تأثير على المعارضة». ونقلت وكالة أنباء «ايتار تاس» ما كتبه المسؤول الروسي غاتيلوف في موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي قائلا: «لقد أجريت لقاء مفيدا في جنيف مع كوفي أنان.. هناك تفاهم مشترك على ضرورة المساندة الدولية لجهوده السلمية».

من جهة أخرى نقلت وكالة «نوفوستي» الروسية عن ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي المسؤول عن ملف البلدان العربية، قوله: «نحن نبحث مع شركائنا لتفعيل المجتمع الدولي من أجل تنفيذ خطة كوفي أنان وعمل المراقبين الأمميين في سوريا بأكبر قدر من الفعالية للخروج من حلقة العنف في هذا البلد».

وأضاف بوغدانوف أن موسكو تعرب عن خيبة أملها تجاه قرار «ما يسمى بالجيش السوري الحر» الذي أعلن رفضه تطبيق خطة أنان، قائلا: «إنه محزن طبعا وفي غاية السلبية». وأشار إلى أن روسيا تبحث مع المعارضة السورية هذه القضايا، وأن خطة أنان أساس متفق عليه لتسوية الوضع في سوريا.

وأكد بوغدانوف أن قضية إعادة تنظيم بعثة المراقبين في سوريا لم تطرح، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن النقاش يجري في الوقت الراهن حول مسألة تقديم مروحيات لبعثة المراقبين، معيدا إلى الأذهان أن هذه النقطة كانت قائمة منذ البداية. وأضاف: «إن المباحثات بين أنان والسلطات السورية جارية في هذا الصدد، وإنه جرى توفير بعض وسائل النقل لخدمة المراقبين».

وتشير مصادر دبلوماسية إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما يعتزم بحث سبل تطبيق النموذج اليمني في سوريا في لقاء يجمعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال قمة دول العشرين في المكسيك الشهر المقبل. وكانت وزيرة الخارجية الأميركية قد أوضحت أنها تريد مشاركة روسيا في البدء في مرحلة انتقالية في سوريا بشكل يؤدي إلى رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، وأشارت إلى أنها قدمت صورة واضحة جدا إلى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وقالت له: «علينا أن نركز على الطريق إلى الأمام نحو عملية انتقال سياسي».

وقالت كلينتون خلال زيارتها باتومي غرب جورجيا أمس: «إن على كل من روسيا والصين حليفتي دمشق المساهمة في التوصل إلى حل النزاع في سوريا وتكثيف الجهود لتسريع العملية السياسية الانتقالية بحيث يكون ذلك هو الأساس في اهتمام الدبلوماسية وتحركات الأسرة الدولية والأمم المتحدة»، ودعت إلى أن تكون روسيا والصين جزءا من الحل.

إلى ذلك، ظهرت بعض المرونة أيضا في الموقف الصيني بعد تصريحات وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، حيث قال سفير الصين لدى الأمم المتحدة لي باو دونغ للصحافيين أمس إن الصين لا تسعى لحماية الرئيس السوري بشار الأسد، وإنها تحترم إرادة شعب سوريا، وقال: «الصين تدعو جميع الأطراف في سوريا إلى التنفيذ الفوري لخطة المبعوث الدولي للأمم المتحدة كوفي أنان ووقف عمليات القتل، والبدء في عملية سياسية شاملة لاستعادة السلام والاستقرار في البلاد». وأضاف: «ليس لدينا نية لحماية أي شخص ضد أي شخص، وما نريده هو الحفاظ على سيادة سوريا، وأن يكون مصيرها في يد الشعب السوري».

وأوضح باو دونغ الذي ترؤس بلاده مجلس الأمن هذا الشهر أن الوضع السوري يمر بلحظة حرجة للغاية، وأن العملية السياسية لحل تلك الأزمة أصبحت في مفترق طرق، محذرا من أن تنزلق سوريا إلى حرب أهلية شاملة تنتشر فيها جرائم القتل الطائفية بما يؤثر على السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. وفي جنيف أعلن أحمد فوزي المتحدث باسم كوفي أنان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية أن أنان سيطلع مجلس الأمن والجمعية العامة في نيويورك على تطورات الوضع السوري يوم الخميس، مشددا على أن خطة أنان هي الخيار الوحيد على المائدة.

وقال فوزي للصحافيين أمس: «أنان يشعر أن الوقت قد حان، حيث يتعين على المجتمع الدولي أن يقوم بمراجعة الوضع والأزمة في سوريا، وما يجب القيام به لضمان تنفيذ الخطة». وأكد فوزي أن مجزرة الحولة في محافظة حمص التي راح ضحيتها أكثر من مائة شخص، نصفهم من الأطفال، هي «نقطة تحول في الأزمة وضربة قاضية لوقف إطلاق النار».

وأضاف المتحدث باسم أنان أن «كثيرا من الناس يتشككون في ما إذا كانت خطة أنان قد فشلت، وأن هذا هو نهاية المطاف، لكننا سنستمر في متابعة هذه الخطة لأنها هي الخيار الوحيد على الطاولة في هذه اللحظة.

الإعلام السوري يتحدث عن ضبط صواريخ من تركيا وأسلحة من لبنان

الكردي لـ«الشرق الأوسط»: لا قرار تركيا أو دوليا بتسليح الجيش الحر.. وجل سلاحنا من القوات النظامية

بيروت: يوسف دياب

واصل الإعلام الرسمي السوري نشر المعلومات التي تتحدث عن ضبط قوات النظام لأسلحة ومجموعات مسلحة خلال تسللها من الدول المجاورة إلى الداخل السوري، فيما نفى العقيد مالك الكردي، نائب قائد «الجيش السوري الحر»، هذه الروايات، مشددا على أن أغلب سلاح الجيش الحر يأتي من القوات النظامية ذاتها.

وأشارت وكالة الأنباء السورية «سانا» أمس إلى أن «الجهات المختصة أحبطت بالقرب من قرية جوسيه الواقعة على أطراف مدينة القصير، محاولة مجموعات إرهابية مسلحة إدخال أربع سيارات محملة بالأسلحة ومهربة من لبنان إلى سوريا، وأن إحباط هذه العملية جاء بناء على معلومات قدمها الأهالي من الجانبين على الحدود اللبنانية السورية». كما أعلنت صحيفة «الوطن» السورية في عددها الصادر أمس، أن «الإرهابيين تلقوا في الأيام الماضية من تركيا صواريخ متطورة جدا مضادة للدروع».

وعلق العقيد مالك الكردي على هذه الروايات، فقال: «حتى هذه اللحظة لم نتلق أسلحة ولم يصلنا قرار من الحكومة التركية أو أي دولة أخرى بدعم الجيش السوري الحر بالسلاح»، وأوضح الكردي لـ«الشرق الأوسط» أن «كل المؤشرات تقول إنه لم يتخذ بعد قرار دولي بتسليح الجيش الحر والثوار في سوريا، ومن المعلوم أن تركيا لا تنفرد بهكذا خيار من دون قرار دولي».

وردا على سؤال عن مصدر الأسلحة الموجودة مع الجيش الحر والتي يواجه بها القوات النظامية، أكد أن «أكثر من 70% من أسلحتنا نحصل عليها من النظام نفسه، إما عبر المنشقين وإما بالمواجهات وما نحصل عليه من غنائم، وإما عبر استيلائنا على مستودعات للنظام أثناء العمليات، وإما بمصادرة سيارات للأمن محملة بالسلاح».

وعن مدى قدرة الجيش الحر والثوار على الصمود في غياب التسليح، أجاب الكردي «نحن سنقاتل حتى النهاية، ولكن نتوقع خلال أشهر قليلة أن تنتهي هذه المأساة، وأن تحسم المعركة لصالح الشعب السوري الذي خرج ثائرا على الظلم والاستبداد»، مشيرا إلى أن «الدعايات التي يروجها النظام السوري عن تسلل مجموعات مسلحة، ما هي إلا محاولات منه ليوحي للمجتمع الدولي أن الثورة هي نتاج الدول المجاورة، وأنه يخوض معركته بوجه الإرهابيين كما يزعم».

وعما إذا كان لدى قيادة الجيش الحر معلومات عن تسلل مجموعات مسلحة وأسلحة من شمال لبنان إلى مدينة القصير كما أوردت وكالة «سانا»، قال الكردي «لا نملك معلومات عنها ولكن نحن لا نستحي بأننا نحاول الحصول على السلاح من أي مصدر كان، وأنا قلت آنفا إن 70% من أسلحتنا هي من الجيش النظامي، أما الـ30% الأخرى فتأتينا عبر التهريب، نحن لنا الحق الشرعي بالحصول على السلاح من أجل أن ندافع عن أنفسنا». أما أحمد السيد، وهو ناشط لبناني من منطقة وادي خالد الحدودية، فنفى نفيا قاطعا تهريب أي سلاح من شمال لبنان إلى القصير أو أي منطقة سورية أخرى. وسأل في اتصال مع «الشرق الأوسط»: «كيف يمكن تهريب أربع سيارات محملة بالسلاح من لبنان إلى سوريا والحدود مزروعة بآلاف الألغام، والآليات العسكرية والقناصة، والجنود السوريين منتشرون في كل متر على الحدود مع لبنان؟».

وقال السيد «منذ أربعة أشهر وحدود لبنان الشمالية مع سوريا مقفلة بشكل تام، ولم يستطع أحد الدخول والخروج عبرها؛ حتى الجرحى لم يعد بالإمكان نقلهم إلى لبنان بسبب الإغلاق المحكم للمعابر البرية غير الشرعية. كما أن المنطقة مكشوفة بالكامل وكل مركز سوري لا يبعد عن الآخر أكثر من مائة متر، هذا بالإضافة إلى الأجهزة العسكري والأمنية اللبنانية المتواجدة في المنطقة والتي تسير دورياتها بشكل دائم». واعتبر أنه «إذا كانت رواية الإعلام السوري عن إدخال أربع سيارات محملة بالسلاح من لبنان إلى سوريا صحيحة، فهذا له تفسير واحد، وهو أن الجيش السوري متواطئ مع المهربين والمسلحين».

لجان التنسيق تطالب بتطوير أداء المراقبين.. «ما دامت المعطيات لا تتيح أكثر»

بيروت: ليال أبو رحال

دعت «لجان التنسيق المحلية» في سوريا إلى «ضرورة أن يسارع مجلس الأمن الدولي و(الموفد الأممي إلى دمشق) كوفي أنان إلى استدراك مواطن الخلل في بنية وأداء بعثة المراقبين الدوليين، وتطويرها إلى أقصى حد ممكن وبأسرع وقت ممكن، ما دامت معطيات الوضع الدولي والإقليمي المهتم بالوضع السوري لا تتيح اليوم أكثر من ذلك».

وقالت اللجان، في ورقة عمل أصدرتها «حول عمل بعثة المراقبين الدوليين في سوريا»، إن «القمع الوحشي من قبل النظام قد أوصل الكثير من السوريين إلى درجة من فقدان الثقة بالمجتمع الدولي ومؤسساته والمبادئ التي تقوم عليها قد لا يلومهم أحد عليها». وشددت على وجوب أن «يلحظ مجلس الأمن الدولي وأنان ومساعدوه ضرورة تطوير عمل بعثة المراقبين لتشمل دور الضبط القضائي الدولي، لتقوم بمهام التحقيق والتحقق في ومن مسائل إطلاق النار وممارسة العنف».

وقال خليل الحاج صالح، أحد الناطقين الرسميين باسم لجان التنسيق، لـ«الشرق الأوسط» إن «ثمة هدفين من وراء ورقة العمل هذه، الأول سياسي لإيصال رسالة لبعثة المراقبين بأنكم تعملون وفق المنظور الروسي الساعي لدعم النظام السوري، الذي يحاول قمع الانتفاضة بشتى الأشكال أو قمعها بالحد الأدنى». أما الهدف الثاني فهو «تقني إجرائي، من خلال إشارتنا إلى جملة ملاحظات تظهر أن ثمة عيوبا في عمل المراقبين على الأرض، انطلاقا من رغبتهم بالوصول إلى المرحلة الأخيرة من خطة أنان؛ أي الحوار مع النظام قبل تنفيذ البنود الستة».

وعما إذا كانت لجان التنسيق من خلال هذه الورقة تخالف سائر مكونات المعارضة السورية، التي تعتبر أن خطة أنان قد سقطت، من ناحية تسليمها بأن وجود المرقبين هو الحل الوحيد المتاح لحل الأزمة في سوريا، قال الحاج صالح «إننا كلجان تنسيق لا نرى – مرحليا على الأقل – أي خيار آخر». وأوضح أنه «يهمنا أن تطور لجنة المراقبين عملها في المرحلة المقبلة لأن من شأن الفراغ أن يؤدي لنتائج غير مرغوبة من أي طرف من الأطراف»، مؤكدا أن «هدفنا أن يبقى النظام السوري تحت أعين المجتمع الدولي، إذ إننا لا نستطيع أن نغامر بأن يدير ظهره لما يحصل في سوريا».

وأعرب عن اعتقاده بأن «إصدار مجلس الأمن قرارا تحت الفصل السابع ضد النظام السوري ليس متاحا في الوقت الراهن، ومن هنا ورقتنا لتطوير أداء لجنة المراقبين وتحسين عملها لأن عملها في الفترة السابقة لم يكن كافيا، ونحن كلجان للتنسيق نتابعه يوما بيوم من خلال ناشطينا الميدانيين».

وكانت «لجان التنسيق» قد ذكرت أن إجمالي عدد القتلى منذ بدء بعثة المراقبين الدوليين عملها في 12 أبريل (نيسان) حتى نهاية مايو (أيار) الماضي بلغ 2035 قتيلا، فيما بلغ خلال فبراير (شباط) 1623، ووصل إلى 1704 في مارس (آذار). لترتفع نسبته بشكل حاد في 12 يوما الأولى من أبريل، والسابقة على بدء عمل المراقبين، إلى 900 قتيل.

وأشارت اللجان إلى انخفاض محصلة القتلى من 1626 قتيلا في أبريل إلى أقل من 800 في 23 يوما الأولى من مايو، أي أن «معدل القتل اليومي انخفض إلى النصف، بمعنى أن حجم العنف الممارس من قبل النظام انضبط في حدود لم تكن قائمة قبل مجيء البعثة، دون أن تتغير طبيعة الممارسات اليومية من قصف بالأسلحة الثقيلة وقنص للناشطين وإعدامات ميدانية وتعذيب مفض إلى الموت…». وأشارت في الوقت عينه إلى «ارتفاع معدلات القتل اليومي خلال الأسبوع الأخير من شهر مايو، مع رصد مقتل 500 شخص على الأقل في مختلف المدن السورية»، موضحة أنه «ربما يكون ذلك مؤشرا لاستفادة النظام من الوضع الدولي الذي يخلقه عمل البعثة على الأرض، وتكيفه مع جود المراقبين وآليات عملهم، الأمر الذي ينذر بتصاعد العنف رغم وجود المراقبين».

وطالبت «لجان التنسيق المحلية» بـ«زيادة عدد المراقبين الدوليين بغية ملاقاة استحقاقات مهامهم في المدى المنظور، على أن يكون هذا العدد كافيا لتغطية المناطق المنتفضة بنقاط تمركز ثابتة ودوريات جوالة»، داعية لأن «يتمركز المراقبون في نقاط محددة تميز عما سواها بما يشير إلى هويتها الأممية ودورها، وبالقرب من حواجز الجيش والأجهزة الأمنية ومواقع تموضع القناصة وغيرها من مصادر إطلاق النار، مما يشكل ضغطا عليها ويلزمها بضبط العنف وإطلاق النار».

ودعت إلى «تواجد عدد أكبر من نقاط المراقبة ودوريات يومية تسير في أوقات مختلفة وبشكل مفاجئ ومتواتر في المناطق المحاصرة»، مقترحة أن «يرافق المراقبون الدوليون التجمعات البشرية الكبيرة، المظاهرات ومواكب تشييع الشهداء»، وأن توفر «نقاط مراقبة بالقرب المشافي الميدانية في المناطق الساخنة لتأمين حماية نسبية للمصابين والجرحى».

كما شددت لجان التنسيق على وجوب الفصل «بين عمل المراقبين العسكريين والمراقبين المدنيين، وأن تشمل جولات المراقبين المدنيين لقاءات مع ذوي الضحايا وتوثيق شهاداتهم، وتلقي شكاوى المتضررين ودراسة قوائم المعتقلين لتتبع أحوالهم وملفاتهم والتحري عن مصير المختفين قسرا».

وتوقفت عند ضرورة أن «يحرص المراقبون على عدم مرافقة عناصر أمن النظام لهم في جولاتهم، في حال أرادوا الحصول على نتائج إيجابية لتواصلهم مع السكان في المناطق المنتفضة»، مشيرة إلى وجوب «وضع آلية لمراقبة سلوك النظام السوري مع وسائل الإعلام الدولي، بما يتيح لها قدرة الوصول إلى المناطق المنتفضة والمناطق الساخنة ومرافقة المراقبين الدوليين في جولاتهم».

سوريا تعتبر 17 دبلوماسيا «أشخاصا غير مرغوب بهم»

قالت إن القرار يأتي في إطار مبدأ المعاملة بالمثل ويشمل سفراء أميركا وفرنسا وبريطانيا وتركيا

لندن: «الشرق الأوسط»

قالت سوريا أمس إنها تعتبر 17 دبلوماسيا؛ وعلى رأسهم سفراء الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وتركيا، «أشخاصا غير مرغوب بهم»، وذلك ردا على حالات الطرد الجماعي للمبعوثين السوريين من العواصم الغربية الأسبوع الماضي. إلا أن وزارة الخارجية قالت إن الحكومة السورية ما زالت مستعدة لإعادة العلاقات مع الدبلوماسيين الذين استدعتهم حكوماتهم كلهم تقريبا.

وجاء في بيان لمصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية: «قامت بعض الدول مؤخرا بإبلاغ رؤساء بعثاتنا الدبلوماسية وأعضاء من سفاراتنا بأنهم أشخاص غير مرغوب بهم. وبالعمل بمبدأ المعاملة بالمثل، قررت الجمهورية العربية السورية اعتبار (السفراء والدبلوماسيين الذين ذكرهم البيان بالاسم) أشخاصا غير مرغوب بهم».

وذكرت الوزارة في بيانها أن «الجمهورية العربية السورية تؤمن بأهمية الحوار القائم على مبادئ المساواة والاحترام المتبادل بين الدول، وأن الدبلوماسية أداة ضرورية للتواصل بين الدول لحل النزاعات والمشاكل المعلقة، وتأمل أن تؤمن تلك الدول التي بادرت لهذه الخطوة بتبني ذات المبادئ، ما يسمح بعودة العلاقات إلى طبيعتها بين الطرفين مجددا».

ومن بين الدبلوماسيين المعنيين بالقرار، السفير الأميركي روبرت فورد الموجود حاليا في بلاده للتشاور، والسفير البريطاني سايمون كوليس الموجود في بلاده للتشاور أيضا، والسفير الفرنسي إيريك دوشوفالييه. كما أورد البيان بين الدبلوماسيين المطرودين السفير التركي عمر أونهون و«كافة أعضاء السفارة التركية في دمشق من دبلوماسيين وإداريين»، وطال الإجراء سفراء سويسرا وإيطاليا وإسبانيا، إضافة إلى دبلوماسيين في سفارات فرنسا وبريطانيا وإسبانيا وبلجيكا وبلغاريا وألمانيا، وكل أعضاء السفارة الكندية.

المجلس الوطني ينتخب رئيسا خلفا لغليون نهاية الأسبوع الحالي

المكتب التنفيذي توافق على عبد الباسط سيدا

بيروت: بولا أسطيح

بعد أقل من شهر على إعلان برهان غليون، رئيس المجلس الوطني السوري، أنه سينسحب من رئاسة المجلس فور اختيار مرشح جديد يخلفه، تم التوافق على اجتماع الأمانة العامة للمجلس في 9 و10 يونيو (حزيران) الجاري في اسطنبول من أجل اختيار رئيس جديد له.

وجاء قرار غليون بالانسحاب نتيجة الانتقادات الواسعة التي علت بعد إعادة انتخابه للمرة الثالثة على التوالي. وقد شهدت الأيام الماضية تجاذبا كبيرا بين أعضاء المجلس بغياب أي مرشح توافقي، مما استدعى الدعوة للانتخابات، إلا أن الساعات القليلة الماضية انتهت – بحسب عضو المكتب التنفيذي سمير نشّار – إلى التوافق على عضو المكتب عبد الباسط سيدا مرشحا لرئاسة المجلس. وقال نشار لـ«الشرق الأوسط» إنه «سيتم طرح الموضوع على الأمانة العامة، وإذا برز مرشح آخر نلجأ للانتخابات».

وعن إمكانية دعوة الهيئة العامة للاجتماع لانتخاب رئيس، كما يُطالب قسم كبير من المعارضين السوريين، قال نشّار: «لن تتم دعوة الهيئة العامة للاجتماع قبل الانتهاء من إعادة هيكلة المجلس ووضع برنامج إصلاحي يُعرض على هذه الهيئة»، لافتا إلى أنّه يتم العمل بجدية على هذا البرنامج داخل المجلس وبين أعضاء من المجلس ومعارضين من خارجه.

بالمقابل، رفضت مصادر في الأمانة العامة للمجلس الحديث عن التوافق على عبد الباسط سيدا، لافتة إلى أنّه يجب أن يتم عرض أي اسم مرشح – حتى ولو كان توافقيا – على الأمانة العامة التي تُقر بانتخابه أو عدمه، وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك عدم رضا داخل الأمانة العامة على التشكيلة الحالية للمكتب التنفيذي، كما أن هناك مساعي لإجراء انتخاب لأعضاء هذا المكتب باعتبار أنّه كان يجب أن يستقيل مع استقالة غليون».

وشدّدت المصادر على وجوب ألا يكون المرشحون لرئاسة المجلس محصورين بالمكتب التنفيذي، وبالتالي إلزام أعضاء المجلس بحلقة ضيقة جدا من المرشحين، معتبرة أن «الحل الأمثل للخلاف الحاصل على الرئيس هو أن يتم تعيين مرشح توافقي لـ30 يوما، على أن تجتمع الهيئة العامة بعد ذلك لتنتخب رئيسا».

وعلمت «الشرق الأوسط» أن المرشحَين الأبرز لرئاسة المجلس الوطني حاليا هما عبد الباسط سيدا وجورج صبرا، وأن الإخوان المسلمين لا يسعون أو يطمحون للرئاسة ويدعمون سيدا.

بدوره، شدّد عضو المجلس الوطني السوري أديب الششكلي على وجوب أن يتم انتخاب رئيس جديد بكل ديمقراطية ونزاهة وشفافية لوضع حد للإشكالات التي رافقت إعادة انتخاب غليون، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «المطلوب أن نكون في المجلس مثالا يُحتذى، ونطبّق الديمقراطية التي ينادي بها الثوار في سوريا على الأرض». ولفت الششكلي إلى أهمية أن يحظى الرئيس الجديد للمجلس برضا أكثرية أعضاء الهيئة العامة للمجلس، وليس فقط المكتب التنفيذي.

يُذكر أن عبد الباسط سيدا، هو دكتور بالفلسفة، تخرج في جامعة دمشق قبل أن يغادر للعمل في ليبيا ثم السويد. وسيدا قيادي كردي وناشط سياسي وأستاذ جامعي في السويد، ويُعد وسطيا ومعتدلا وعلى مسافة واحدة من جميع مكونات المعارضة، بحسب أعضاء المجلس الوطني.

الأمم المتحدة: سوريا تسمح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى 4 مواقع

أكثر من 2000سوري فروا إلى تركيا خلال الأيام الخمسة الماضية

لندن: «الشرق الأوسط»

بينما قال مسؤول تركي أمس إن نحو 2700 لاجئ سوري فروا إلى تركيا خلال الأيام الخمسة الأولى من شهر يونيو (حزيران)، عقب تأزم الأوضاع في قراهم الحدودية، أعلنت وكالة الأمم المتحدة المكلفة بتنسيق المساعدة الإنسانية، إثر منتدى خصص لبحث المساعدة في سوريا أمس في جنيف، أن السلطات السورية سمحت للأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية بإدخال المساعدات الإنسانية إلى أربعة مواقع، هي درعا ودير الزور وحمص وإدلب.

وقال بيان للأمم المتحدة «إثر مشاورات مكثفة بين المنسق الإنساني الإقليمي وممثلين للحكومة (السورية)، توافقت الأمم المتحدة والحكومة السورية على تكثيف العمليات الإنسانية». كما قال مسؤول إغاثة في الأمم المتحدة إن سوريا وافقت على السماح للمنظمة الدولية ووكالات دولية بتوسيع نطاق العمليات الإنسانية في البلاد، وأوضح جون جينغ، الذي رأس اجتماعا مغلقا لمنتدى العمليات الإنسانية في سوريا، للصحافيين في جنيف إنه «تم التوصل لهذا الاتفاق في دمشق مع الحكومة هناك كتابة»، وأضاف أن «حرية الحركة والدخول من دون عوائق لعمليات الإغاثة الإنسانية في سوريا هي لب الموضوع الآن. صدق نوايا الحكومة (السورية) سيكون موضع اختبار في هذه القضية اليوم وغدا وكل يوم».

وقبيل الاجتماع، قال مسؤولون بالأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي أمس إن المنظمة الدولية تعاني لتوصيل المساعدات الإنسانية لما يقدر بمليون شخص في سوريا، بسبب تأخر إصدار تأشيرات الدخول وصعوبة الوصول إلى مناطق يعصف بها القتال. وقال كلاوس سورنسن، المدير العام للمكتب الأوروبي للعمليات الإنسانية، لوكالة «رويترز»: «لدينا شعور بأننا نعدو خلف قطار تتزايد سرعته.. إنه قطار المعاناة الإنسانية. وعلى الرغم من تحقيق بعض التقدم فإن الاحتياجات تتزايد يوما بعد يوم.. هناك حاجة للإسراع».

والمنتدى الإنساني بشأن سوريا الذي استضافته الأمم المتحدة هو الثالث في سلسلة من المؤتمرات لمحاولة توسعة نطاق الوصول إلى الجوعى والمرضى والمصابين المدنيين في سوريا، ومنعت وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة – إلى حد كبير – من العمل في سوريا، لكنها حاولت لأشهر إطلاق عملية إغاثة كبيرة. ووضعت الخطة بعد مهمة تقييم نفذت مع مسؤولين سوريين في مارس (آذار).

وشارك فيصل خباز الحموي، السفير السوري لدى الأمم المتحدة في جنيف، في الاجتماعات المغلقة. كما شارك رضوان نويصر، منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية، والذي كان يتفاوض مع السلطات السورية بشأن تسهيل وصول المساعدات منذ المنتدى السابق في 20 أبريل (نيسان).

وقال سورنسن قبل بدء الاجتماع «حقيقي أن رضوان نويصر أجرى اتصالات مكثفة جدا مع الحكومة السورية، وهو ينتزع أخبارا إيجابية، لكن هذا ببساطة لا يمضي بالسرعة المطلوبة». وأضاف أن «المأزق الرئيسي هو تأشيرات عمال الإغاثة الدوليين والسماح بالوصول إلى المناطق الساخنة المختلفة وإمكانية السيطرة على تسليم المساعدات».

وقال سورنسن إن الاتحاد الأوروبي يريد الاطمئنان على أن مساعدات الإغاثة تذهب لمستحقيها الحقيقيين، مشيرا إلى أنه عرضة للمحاسبة من دافعي الضرائب. وأضاف «هذا أحد أكبر التحديات.. نريد ضمانات»، وتابع «شهدنا في كل مرة نجتمع فيها بعض التقدم. لن أستخدم كلمة انفراجة.. أعتقد أنها سياسة الخطوات الصغيرة، وربما يقول البعض تباطؤا، لكنني أفضل أن أقول إننا على الأرجح سنخطو إلى الأمام بعض الخطوات الصغيرة، لكن الوضع مأساوي».

وفي غضون ذلك، قال مسؤول تركي أمس إن نحو 2700 لاجئ سوري فروا إلى تركيا في الأيام الخمسة الأولى من شهر يونيو (حزيران)، وذلك بعد أن تحدث القرويون عن إضرام القوات السورية النيران في مناطق الغابات القريبة من الحدود لإجبار مقاتلي المعارضة المختبئين هناك على الخروج. وتدفق معظم اللاجئين السوريين على إقليم هاتاي الجنوبي الشرقي الملاصق للأراضي السورية، وهناك نحو 27 ألف لاجئ مسجل في مخيمات أغلبها في الإقليم.

وقال قرويون قريبون من الحدود لوكالة «رويترز» الإخبارية إنه خلال الأيام القليلة الماضية أضرم جنود سوريون النار في الغابات التي يختبئ بها مقاتلون مسلحون يعتقد أنهم يعملون في المنطقة. وصرح المسؤول التركي بأن النيران كانت على الجانب الآخر من حدود قريتي جوفيجي وجورينتاس التركيتين.

وتزامن التدفق المفاجئ للاجئين مع تنامي الشكوك بشأن خطة السلام التي وضعها وسيط السلام الدولي كوفي أنان، بعد مقتل 108 أشخاص في بلدة الحولة في محافظة حمص يوم 25 مايو (أيار). وأعلن بعض من مقاتلي المعارضة السورية أول من أمس أنهم لم يعودوا ملتزمين بالهدنة، لأن الرئيس السوري بشار الأسد تجاهل يوم الجمعة الماضي المهلة التي حددوها ليلتزم بوقف إطلاق النار الذي اقترحت خطة عنان أن يسري في 12 أبريل.

ومن المتوقع أن يجتمع وزراء خارجية مجموعة أصدقاء سوريا، التي تضم دولا عربية وغربية، في إسطنبول اليوم الأربعاء، لبحث سبل إهالة الضغوط على الأسد حتى يلتزم بخطة أنان.

أردوغان: إذا لم نتصرف واندلع الحريق في سوريا سيعم المنطقة

الطراونة: نرى حربا باردة بين أميركا وروسيا حول سوريا

اسطنبول: مينا العريبي

حذر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس من تجاهل الأزمة السورية، معتبرا أنه «إذا اندلع الحريق في سوريا، سيعم على المنطقة». وطرحت طبيعة هذا الحريق، وتداعيات التطورات في سوريا بشكل خاص والأوضاع السياسية في المنطقة بشكل عام، خلال جلسات «المنتدى الاقتصادي العالمي» للشرق الأوسط وأوروبا وآسيا الوسطى في اسطنبول أمس. وبينما اعتبر رئيس الوزراء الأردني فايز الطراونة الأزمة في سوريا تجسيدا لـ«حرب باردة بين الولايات المتحدة وروسيا في سوريا»، شدد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو على الفشل الدولي في اتخاذ موقف موحد من الأزمة السورية، في انتقاد غير مباشر لموسكو وبكين.

ورأى الطراونة أنه «سؤال صعب جدا الإجابة عليه» حول إذا ما كان هناك مستقبل لسوريا يمكن للرئيس السوري بشار الأسد أن يبقى فيه بالسلطة. واعتبر الطراونة أن هناك «حربا باردة جديدة بين روسيا والولايات المتحدة في سوريا». وأضاف أن «القضية السورية أصبحت شأنا دوليا بموجب خطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان ولكن المجتمع الدولي لم يقدم حلا دوليا»، محملا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة المسؤولية الرئيسية عن ذلك. وتابع: «يجب فرض حل من المجتمع الدولي وعلى مجلس الأمن أن يستيقظ ويتخذ موقفا». ورفض الطراونة توضيح موقف بلاده من فكرة تسليح المعارضة، مكتفيا بالقول «نحن نهتم بالوضع الإنساني» للسوريين، قائلا إن هناك 120 ألف لاجئ سوري في الأردن الآن.

من جهته، اعتبر وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أن الفرصة قد فاتت الأسد لإصلاح الأوضاع في بلاده أو البقاء في السلطة، إذ قال داوود أوغلو «كان للأسد فرصة قبل عام». وأضاف: «زرت دمشق 62 مرة في تسعة أشهر، كان أملنا أن نحدث إصلاحات وجعل النظام أكثر شمولا»، موضحا: «كان لدى الأسد شعبية بسبب موقفه من إسرائيل.. ولكنه ضيع ذلك وكان خطؤه استخدام الجيش ضد الشعب.. نزع ذلك الشرعية منه ومن نظامه». وتابع: «عملنا معه لعشرة أشهر لتطبيق الإصلاحات، التقيت الأسد لمدة ست ساعات ونصف في 9 أغسطس (آب) الماضي.. في عقله تخيل بأن بإمكانه السيطرة على الوضع، مما جعله فاشلا في فرض أي تغيير».

وكان لدى داود أوغلو موقف واضح في انتقاد مجلس الأمن وبشكل غير مباشر روسيا لعدم اتخاذ موقف للضغط على الأسد. واعتبر أن النظام السوري «يدرك ضعف المجتمع الدولي.. واستخدموا الفجوة لاستغلال الوقت.. يجب أن يكون هناك إجماع بين المجتمع الدولي وفرض ضغوط حقيقية على النظام والسماح للتظاهر السلمي فمن الإمكان تغيير الوضع بهذا الشكل السلمي». وتابع: «الدول الأكثر تأثرا من الوضع السوري تريد موقفا، و139 دولة في الجمعية العامة تؤيد الموقف ولكن بسبب الوضع الداخلي في مجلس الأمن يمنع ذلك». وامتنع عن تأكيد استعداد تركيا للتدخل مباشرة في سوريا، مكتفيا بالقول: «إذا كان هناك خطر أمني علينا، لدينا الحق الكامل للرد»، مذكرا الحضور في الجلسة التي شارك بها مع رئيس الوزراء الأردني عصر أمس أن «الأسد السبب الرئيسي لعدم الاستقرار في سوريا الآن».

وبينما رأى الطراونة أن «مصالح الدول الكبرى تلعب دورا الآن، مثلما حدث مرات كثيرة مع إسرائيل»، اعتبر في الوقت نفسه أنه لا يمكن لأحد أن يقتنع أن هناك معارضة سورية موحدة.. «إذا حسنوا وضعهم سيزيد ذلك من الدعم الدولي»، ولكن أوغلو رد عليه قائلا: «هذه حجة تستخدم لعدم التحرك الدولي.. يجب ألا نلومهم لعدم التحرك الدولي».

وفي جلسة رئيسية لافتتاح الأعمال الرسمية للمنتدى أمس، شارك رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء التونسي حمادي الجبالي لإعطاء لمحة عما يحدث في المنطقة. وقال رئيس الوزراء التركي: «تركيا بلد آمن يقع في منطقة صعبة من حيث الظروف الجغرافية وهي رغم جميع التطورات التي تشاهدها المنطقة تحافظ على الأمن والاستقرار.. الاقتصاد التركي حقق نموا بمعدل 5.3 في المائة خلال العقد الماضي.. الاستثمار الأجنبي المباشر وصل إلى ستة مليارات دولار بحلول عام 2011. رغم الأزمة تركيا أبدت تطورا جيدا خلال الفترة الماضية، ومررنا بالأزمة من دون توقيع اتفاق مع صندوق النقد الدولي. في عام 2013 سنقوم بتسديد ديوننا إلى صندوق النقد الدولي». وبينما خصص أردوغان الجزء الأكبر من خطابه للحديث عن الإنجازات التقليدية التركية، ربط أهمية الحفاظ على ذلك ب استقرار المنطقة. وقال «خلال السنوات العشر الأخيرة حاولنا أن نقوي أواصر الارتباط في دول الجوار وكنا نسعى دائما لحل المشكلات أمام رجال الأعمال». وأضاف: «لا يفهمنا البعض عندما نقوم بمبادرات معينة في المنطقة.. يحب ألا ينظر أحد إلينا وكأننا نتدخل بشؤون آخرين، ففي القضية الفلسطينية الفلسطينيون إخواننا والقضية الفلسطينية تؤثر على أمن واستقرار المنطقة». وهنا انتقل إلى سوريا قائلا: «لن نهدف إلى التدخل في الشأن السوري ولكن قلت سابقا إنه إذا اندلع الحريق في سوريا سيعم المنطقة كلها». وأضاف: «ولذلك نريد أن نلفت انتباه العالم إلى ما يحدث في سوريا.. لدينا 24 ألف لاجئ والعشرات من الآلاف في الأردن ولبنان. الحريق والآلام سيعمان بالمنطقة إذا لم نتصرف..».

وتدور تساؤلات حول مرحلة ما بعد سقوط النظام السوري في اسطنبول كغيرها من المحافل الدولية. وقال الطراونة: «السؤال عمن يأتي بعد الأسد مهم سألت نفسي هذا السؤال عندما دخلت القوات الأميركية بغداد – والسؤال نفسه نسأله عن سوريا، هناك الكثير من السيناريوهات لا يمكن لأحد أن يجيب عن هذا السؤال». إلا أن داود أوغلو اعتبر أن «الخائفين من التغيير يسألون ماذا بعد، ولكن الوضع الحالي غير مستقر فيجب أن يتغير. علينا أن نجعل المعارضة يكون لديها رؤية موحدة»، مضيفا أن «الوضع الراهن سيزيد من عدم الاستقرار.. وعلينا ألا ننسى أنه إذا أجريت انتخابات حرة ونزيهة هذا الرد الوحيد على سؤال ماذا بعد (نظام الأسد)».

من جهة أخرى، تحدث رئيس الوزراء الأردني فايز الطراونة عن «الربيع العربي الطويل» بكافة أشكاله. وبينما قال إن نتائج الربيع العربي غير معلومة بعد، ولكن هنالك «ضرورة للاستقرار السياسي في المنطقة لمنع التطرف»، لافتا إلى أهمية حل النزاع العربي – الإسرائيلي. وقال وزير الخارجية التركي: «بعد الثورة التونسية، سألنا أنفسنا من يقف على صف الصواب في الشرق الأوسط بن علي أم الشعب، وكانت الإجابة الشعب، هذا هو المسار التاريخي الصحيح». وأضاف: «الحرب الباردة بدأت تنتهي في المنطقة»، أي إن ذيول الحرب الباردة بين الولايات المتحدة وروسيا ما زالت موجودة في المنطقة ويعتبر أن المسار التاريخي يتجه الآن لإنهائها.

وشدد داود أوغلو على ضرورة دعم الشعوب في تطلعاتها السياسية، معتبرا أن «الربيع العربي» جاء متأخرا إذ حان منذ زمن وقت تمكين الشعوب العربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى