أخبار 2011 الإثنين 25 أبريل
خمسة قتلى على الأقلّ خلال عملية تستهدف القضاء الاحتجاج
الجيش السوريّ يقتحم درعا وإغلاق للحدود البرية مع الأردن
قتل خمسة أشخاص على الأقل بالرصاص في درعا السورية التي اقتحمتها صباح الاثنين مدرعات الجيش للقضاء على حركة الاحتجاج المناهضة للنظام. يأتي ذلك غداة إعلان دمشق غلق معبريها الحدوديّين البريين مع الأردن على خلفية العملية الأمنية الدائرة حاليا في مدينة درعا.
الحدود السوريّة – الأردنيّة
دمشق: قتل خمسة اشخاص على الأقل بالرصاص في درعا (جنوب سوريا) التي اقتحمتها صباح اليوم الاثنين قوات الامن السورية مدعومة بالدبابات والمدرعات للقضاء على حركة الاحتجاج المناهضة للنظام المستمرة منذ ستة اسابيع.
وقال هذا الناشط في الدفاع عن حقوق الانساني في اتصال هاتفي “رأيناهم بام اعيننا. كانوا في سيارة مزقها الرصاص”.
واضاف ان “نداءات استغاثة تطلق من مآذن المساجد. قوات الامن اقتحمت المنازل واطلقت النار على خزانات المياه لحرمان الناس من المياه”.
وتحدث عن اشتباك بين قوات الامن والجيش. وقال “اطلقوا النار على بعضهم”.
ونقلت وكالة (رويترز) عن مسؤولين سوريين ان دمشق أغلقت معبريها الحدوديين البريين مع الاردن يوم الاثنين في أعقاب نشر دبابات سورية في مدينة درعا الجنوبية الحدودية لقمع الانتفاضة المطالبة بالديمقراطية.
وأكد دبلوماسي بارز في العاصمة الأردنية اغلاق المعبرين الرئيسيين السوريين في درعا ونصيب على الجانب السوري.
وقال مسؤول إن التوقيت مرتبط بما يبدو أنها عملية أمنية كبيرة تجري ألان.
وتحدثت تقارير صحافية في وقت سابق نقلا عن مصادر تجارية أردنية عن “حركة نشطة لتهريب الشرائح الأردنية للهواتف النقالة إلى سوريا، وذلك لالتفاف المواطنين السوريين على عمليات مراقبة الهواتف النقالة، خاصة وان الاتصالات الأردنية تعمل إلى مناطق ما بعد مدينة درعا الحدودية مع الاردن”.
وذكرت صحيفة (البيان) أنّ السلطات السورية تتشدد في ادخال مواطنين أردنيين الى سوريا بعد اشتداد الأحداث هناك. ووفقا لهؤلاء، فإن قرارا سوريا غير معلن يمنع دخول الاجانب الى الاراضي السورية، باستثناء الأشخاص فوق سن الاربعين عاما.
وانطلقت حركة الاحتجاج على النظام السوري من درعا حيث قتل عشرات السوريين في قمع قوات الامن تظاهرات بشدة.
كما افاد ناشط حقوقي ان قوات الامن قتلت الاحد اربعة اشخاص في جبلة قرب اللاذقية شمال غرب سوريا.
واكد شاهد ان “مجموعة من القناصة ورجال الامن اطلقوا النار في شوارع جبلة بعد زيارة قام بها محافظ اللاذقية الجديد عبد القادر محمد الشيخ الى المدينة للاستماع الى مطالب السكان”.
واوضح ان “جبلة كانت هادئة ومستقرة صباح (الاحد) والحياة تجري بصورة طبيعية حيث زارها المحافظ وقابل وجهاءها في جامع الايمان واستمع الى مطالب السكان واخذها على محمل الجد”.
لكن “بعد خروج المحافظ تم تطويق جبلة من جميع الاطراف وانتشر عناصر من الامن وبدأوا باطلاق النار”، على حد قوله.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره لندن ان “اكثر من ثلاثة الاف متظاهر تجمعوا بالقرب من بانياس على الطريق العام المؤدية من مدينة اللاذقية الساحلية (غرب) الى دمشق معلنين اعتصامهم، تضامنا مع اهل جبلة”.
وبذلك يرتفع الى 352 عدد القتلى منذ بداية حركة الاحتجاج في 15 اذار/مارس، وفق حصيلة اعدتها وكالة فرانس برس.
وشيع الالاف من سكان محافظة درعا التي انطلقت منها الاحتجاجات جنوب البلاد، الاحد ضحايا القمع بعد صلاة الظهر.
وتلت الجنازة تظاهرة لم تتدخل ضدها قوات الامن كما افاد ناشط طلب عدم كشف هويته. ورفع المتظاهرون اعلاما سورية ولافتات تدعو الى “الغاء البند الثامن من الدستور” الذي ينص على هيمنة حزب البعث الحاكم في سوريا.
واغلقت معظم المتاجر في درعا حدادا على القتلى.
وافادت “لجنة شهداء ثورة 15 آذار” في بيان اسماء 82 شخصا قالت انهم قتلوا الجمعة في عدد من المدن والقرى السورية. وبذلك ترتفع حصيلة القتلى الجمعة والسبت الى 120 شخصا.
واكد شهود وعناصر معارضة ان قوات الامن قامت خلال الايام الاخيرة بحملة مداهمة في العديد من المدن اعتقلت خلالها ناشطين مناهضين للنظام.
وذكرت المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في بيان ان “السلطات السورية بدأت أمس (السبت) بتنفيذ اعتقالات عشوائية في ريف دمشق ودرعا وحمص وحلب والحسكة واللاذقية”.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان من جانبه ان اعتقالات جرت “على خلفية المظاهرة التي خرجت الجمعة في مدينة سراقب” قرب ادلب وحلب (شمال) وجسر الشغور (شمال غرب) والرقة (شمال شرق).
ودعا المرصد الى تشكيل لجنة محايدة للتحقيق في مقتل المتظاهرين.
وفي بيان حمل توقيع مائة وشخصيتين، دان مثقفون واعلاميون سوريون الاحد “الممارسات القمعية للنظام السوري” ضد المتظاهرين مطالبين بحوار يضم جميع اطياف الشعب السوري ويحقق مطالب التغيير السلمي.
واعلن وسام طريف الذي يشرف على مجموعة سورية للدفاع عن حقوق الانسان في اشبيلية جنوب اسبانيا، تدعى “انسان” مساء الاحد لفرانس برس ان 221 شخصا اختفوا في سوريا منذ الجمعة.
من جانب اخر افاد شهود ان الطرق المؤدية الى “المناطق الساخنة” القريبة من العاصمة كانت مغلقة ليلا واقيمت فيها حواجز للتفتيش الهويات ولا يسمح بدخولها سوى السكان.
وفي خطوة غير معهودة اعلن نائبان سوريان ومفتي درعا استقالتهم السبت احتجاجا على القمع الدامي الذي طال التظاهرات واثار استنكار المجتمع الدولي.
من جانبها ما زالت السلطات السورية تتحدث عن سقوط قتلى في صفوف الشرطة والجيش برصاص “عصابات مسلحة” حملتها مسؤولية حركة الاحتجاج.
ودعت منظمة هيومن رايتس ووتش الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي الى فرض “عقوبات” على المسؤولين السوريين الذين امروا “بقتل المتظاهرين وتعذيب مئات المعتقلين بعد مذبحة الجمعة”.
وافادت صحيفة وول ستريت جورنال الاميركية مساء الاحد ان الحكومة الاميركية تستعد لفرض عقوبات على مسؤولين سوريين رفيعي المستوى مقربين من الرئيس السوري بشار الاسد يشرفون حاليا على قمع التظاهرات في سوريا.
وقد جدد الرئيس الاميركي بارك اوباما في ايار/ماريو 2010 لمدة سنة العقوبات الاميركية المفروضة على سوريا متهما دمشق بدعم منظمات “ارهابية” والسعي الى امتلاك صواريخ واسلحة دمار شامل.
واخيرا دعت مجموعة من الطلبة من منطقتي درعا ودمشق الى “اضراب عام” احتجاجا على القمع.
جثث القتلى ملقاة في الشارع.. ومسعفون يتهمون قوات الامن باستخدام رصاص متفجر محرّم دوليا
سورية: 38 قتيلا باقتحام الدبابات لدرعا وجبلة ودوما واستمرار حملة الاعتقالات
2011-04-25
دمشق ـ نيقوسيا ـ عمان ـ ‘القدس العربي’ ـ وكالات: ارتكبت القوات السورية مجزرة في درعا وجبلة بعد اقتحامها للمدن بالدبابات المثبتة عليها رشاشات من عيار 500، واخذت تطلق النار عشوائيا على المنازل والاحياء فقتلت 38 شخصا على الاقل في عدد من المدن، حيث تشن حملة اعتقالات واسعة.
ويقول سكان درعا ان مئات الجنود تدفقوا على المدينة. وقال شاهد لرويترز انه رأى جثثا ملقاة على الأرض في شارع رئيسي قرب المسجد العمري بعد ان دخلت ثماني دبابات ومدرعتان الحي القديم في المدينة.
ويقبع القناصة على سطوح مبان حكومية وتطلق قوات أمنية في زي عسكري النيران عشوائيا على منازل منذ دخول الدبابات بعد صلاة الفجر. واظهرت قناة ‘الجزيرة’ ما يبدو انه سحابة من الدخان الاسود تغلف المدينة.
كما قصفت الدبابات عند مداخل المدينة اهدافا في درعا وقال شاهد عيان ان المواطنين لا يمكنهم الانتقال من شارع لاخر بسبب القصف.
وقال الناشط عبد الله ابا زيد ان ’25 شهيدا على الاقل سقطوا اثر قصف كثيف شنته قوات الجيش على مدينة درعا’ التي اقتحمتها صباح امس الاثنين قوات الامن السورية مدعومة بالدبابات والمدرعات للقضاء على حركة الاحتجاج المناهضة للنظام المستمرة منذ ستة اسابيع. واضاف ‘لا نعرف مصير البقية نظرا لعدم وجود مشاف مما يجعل الجرحى ينزفون حتى الموت’.
واشار الى ان القوات ‘قامت بتثبيت رشاشات من عيار 500 على الدبابات واخذت تطلق النار عشوائيا على المنازل والاحياء’. ووصف الوضع بأنه ‘جبهة معركة’.
واضاف شاهد عيان آخر ان ‘القوات احتلت جامع ابو بكر الصديق وبلال الحبشي وجامع المنصور بالاضافة الى مقبرة الشهداء’، مشيرا الى ‘القناصة صعدوا الى المآذن وسطوح المنازل حيث استمرت باطلاق النار’.
من جهته، افاد الناشط السوري عبد الله الحريري في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس في نيقوسيا، باطلاق نار كثيف في درعا مؤكدا ان ‘رجال الامن دخلوا بالمئات الى المدينة مدعومين بدبابات ومدرعات’.
واوضح ان ‘رجال قوات الامن يطلقون النار عشوائيا ويتقدمون وراء المدرعات التي تحميهم’، مشيرا الى ان ‘الكهرباء والاتصالات الهاتفية قطعت بالكامل تقريبا’.
من جهة اخرى، قتل 13 شخصا وجرح آخرون برصاص قوات الامن في جبلة قرب اللاذقية (شمال غرب)، كما ذكر الاثنين ناشط لحقوق الانسان لوكالة فرانس برس.
وذكر شاهد عيان ان ‘مجموعة من القناصة ورجال الامن اطلقوا النار في شوارع جبلة الاحد، بعد زيارة قام بها محافظ اللاذقية الجديد عبد القادر محمد الشيخ الى المدينة للاستماع الى مطالب السكان’. لكن ‘بعد خروج المحافظ تم تطويق جبلة من جميع الاطراف وانتشرت عناصر من الامن وبدأوا باطلاق النار’، على حد قوله.
وفي دوما (15 كلم شمال العاصمة)، قال ناشطون ان قوات الامن تقوم بعمليات مداهمة، وكذلك الامر في المعضمية قرب دمشق.
وصرح شاهد عيان في المكان ان قوات الامن تنتشر بكثافة الاثنين في دوما. واضاف ان ‘قوات الامن طوقت جامعا واطلقت النار بدون تمييز. الشوارع معزولة عن بعضها البعض ودوما معزولة عن العالم الخارجي’. وقال ان ‘عددا كبيرا من الاشخاص اعتقلوا في هذه البلدة’.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان الاثنين ان ‘الامن اعتقل العشرات الاحد والاثنين في سراقب (شمال غرب) ودير الزور (شمال شرق) وفي الرقة (شمال) وفي دوما (ريف دمشق) وبانياس (غرب)’ موردا اسماء المعتقلين.
وكان شهود عيان افادوا بان الطرق المؤدية الى ‘المناطق الساخنة’ القريبة من العاصمة كانت مغلقة ليلا واقيمت فيها حواجز لتفتيش الهويات ولا يسمح بدخولها سوى السكان. وطرد معظم الصحافيين الاجانب من سورية مما يجعل من المستحيل التأكد من الوضع على الارض.
وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان عبد الرحمن لفرانس برس ان ‘السلطات السورية اتخذت على ما يبدو قرارا بالحسم العسكري والامني’ للضغط على التظاهرات المطالبة بالديمقراطية في سورية.
واعلن الاردن ان سورية اغلقت الحدود البرية بين البلدين، لكن مصدرا رسميا سوريا اكد ان المعابر الحدودية مع الدول المجاورة وخصوصا مع الاردن مفتوحة.
ومع ذلك قال شاهد عيان، طلب عدم كشف هويته لوكالة فرانس برس، ‘حاولنا دخول سورية لكن السلطات اغلقت قبيل ظهر (الاثنين) معبري درعا ونسيب والحيدين مع سورية’.
ولم يصدر اي تعليق رسمي سوري حتى الان عن الاحداث المستجدة في درعا ودوما. ولم يتسن التأكد ايضا من ذلك من مصادر مستقلة.
وأظهرت مقاطع فيديو بثت امس على مواقع الناشطين دبابات ومدرعات في درعا وأصوات إطلاق نار كثيف ناجم عن أسلحة ثقيلة، وأظهر أحد المقاطع ثلاثة جنود أحدهم يطلق النار من مضاد للطائرات واثنين يحملان رشاشين.
وشوهد في فيديو آخر دخان يتصاعد وصوت شخص يقول انه بالقرب من حديقة السحاري في درعا، بينما ظهر في فيديو آخر الجامع العمري في درعا وأصوات إطلاق نار كثيف.
وأشارت صفحات المعارضة إلى انقطاع الاتصالات والكهرباء عن مجمل قرى وبلدات حوران وان قوى الأمن شنت حملة اعتقالات واسعة في عدد منها.
ونشرت شبكتا ‘شام’ و’أوغاريت’ أسماء 13 شخصاً قالت انهم قتلوا في اقتحام درعا وبصرى الشام، فيما نقلت عن شهود عيان ان العدد الإجمالي بلغ إلى الآن 38 قتيلاً وعشرات الجرحى.
وقالت ‘شام’ ان إطلاق النار الكثيف من الرشاشات الثقيلة مستمر حتى اللحظة في درعا البلد، وانه تم ‘اقتحام’ جامع بلال وجامع أبو بكر ومقبرة الشهداء، المعروفة بـ’مقبرة البحار’، ‘وتم احتلال أسطح المباني العالية ونشر قناصات عليها’.
وتحدثت عن ‘قتلى وجرحى في شوارع درعا البلد ومنع سيارات الاسعاف من الدخول الى المنطقة’، وعن ‘استيلاء الأمن على مستشفى درعا منعاً لوصول الجرحى اليها’.
ونقلت عن مسعف من درعا قوله ‘ان الضحايا الذين عاينهم تبيّن انهم مصابون برصاص متفجر محرّم دوليا’. وأظهرت لقطات فيديو صورها هاو ونشرت امس الاثنين على أحد مواقع التواصل الاجتماعي حشدا من الشبان السوريين يحملون فتاة مصابة بجروح خطيرة ويركضون في شارع.
وقال مصور الفيديو ان اللقطات التقطت في حي البرزة في العاصمة السورية دمشق. وظهر في الصور ان الفتاة مصابة بجروح في عينها اليمنى. ولم تتمكن رويترز من التحقق من مصداقية محتوى شريط الفيديو.
وفي جنيف، دعت المفوضة العليا للامم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي الاثنين في بيان ‘قوات الامن’ الى ان ‘توقف فورا اطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين’. واضافت ان ‘واجب الحكومة القانوني الدولي هو حماية المتظاهرين السلميين وحق التظاهر سلميا’. (تفاصل ص 4)
القوات السورية تقتحم درعا وجبلة بالدبابات والمدرعات وتطلق النار عشوائيا على المنازل والاحياء وتقتل 38 مدنيا.. والامم المتحدة تطلب ‘الوقف الفوري لعمليات القتل‘
قطعت الكهرباء والاتصالات عن معظم انحاء نوى والسكان اقاموا حواجز في الشوارع استعدادا للتصدي لهجوم.. واغلقت الحدود البرية مع الاردن
2011-04-25
نيقوسيا ـ عمان ـ وكالات: قتل 25 شخصا اثر القصف العنيف في درعا (جنوب سورية) التي اقتحمتها صباح امس الاثنين قوات الامن السورية مدعومة بالدبابات والمدرعات، كما قتل 13 شخصا وجرح عديدون آخرون برصاص قوات الامن في جبلة قرب اللاذقية (شمال غرب) للقضاء على حركة الاحتجاج المناهضة للنظام المستمرة منذ ستة اسابيع.
وقال الناشط عبد الله ابا زيد للوكالة ان ’38 شهيدا على الاقل سقطوا اثر قصف كثيف شنته قوات الجيش على المدينة’، موضحا ان لديه لائحة باسماء معظمهم.
واضاف ‘لا نعرف مصير البقية نظرا لعدم وجود مشاف مما يجعل الجرحى ينزفون حتى الموت’.
وتابع ابا زيد ان ‘قوات الجيش والامن اقتحمت المدينة بقوة عند الساعة الرابعة والربع (1.15 تغ) من امس (الاثنين) وقامت برش الرصاص بدون تهاون’.
واشار الى ان القوات ‘قامت بتثبيت رشاشات من عيار 500 على الدبابات واخذت تطلق النار عشوائيا على المنازل والاحياء’. ووصف الوضع بأنه ‘جبهة معركة’.
واضاف ابا زيد ان ‘القوات احتلت جامع ابو بكر الصديق وبلال الحبشي وجامع المنصور بالاضافة الى مقبرة الشهداء’، مشيرا الى ‘القناصة صعدوا الى المآذن واسطح المنازل حيث استمروا باطلاق النار’.
وذكر ابا زيد الى ان خطباء الجوامع ‘طلبوا من الجيش والقوات الامنية ضبط النفس وعدم التعدي على حرمة الاماكن المقدسة والمقابر’، لكنهم نادوا ‘بالجهاد عندما لم يلب الجيش نداءهم’.
وفيما يحاول الجيش استعادة السيطرة على درعا من حيث اندلعت قبل شهر احتجاجات ضد الرئيس السوري بشار الاسد قال نشطاء من المدافعين عن حقوق الانسان إن القوات السورية داهمت ضاحية دوما في دمشق التي شهدت تظاهرات ضخمة ضد الاسد.
وقالت سهير الأتاسي الناشطة السورية المدافعة عن حقوق الإنسان امس إن السلطات السورية بدأت حربا على الحركة السلمية المطالبة بالديمقراطية في سورية بمهاجمة ثلاث مدن.
وتابعت في بيان أرسل لرويترز أن هذه حرب وحشية تهدف إلى ابادة السوريين المطالبين بالديمقراطية.
وتقول جماعات حقوقية ان قوات الامن قتلت اكثر من 350 مدنيا منذ بدء الاضطرابات الشهر الماضي. وقتل ثلث الضحايا خلال الايام الثلاثة الماضية مع اتساع حجم ونطاق ثورة شعبية ضد الرئيس بشار الاسد.
ورفع الاسد حالة الطوارىء التي ظلت مفروضة على سورية طيلة 48 عاما يوم الخميس الماضي ولكن نشطاء قالوا إن اعمال العنف التي وقعت في اليوم التالي واسفرت عن مقتل مئة خلال احتجاجات عمت البلاد اظهرت انه غير جاد في الاستجابة لدعوات اطلاق الحريات السياسية.
وتظهر الغارات التي شنت امس في درعا ودوما ان الأسد الذي تولى السلطة عقب وفاة والده في عام 2000 بعدما حكم سورية بيد من حديد على مدار 30 عاما عازم على سحق المعارضة بالقوة.
ويقول سكان درعا ان مئات الجنود تدفقوا على المدينة. وقال شاهد لرويترز انه رأى جثثا ملقاة على الأرض في شارع رئيسي قرب المسجد العمري بعد ان دخلت ثماني دبابات ودخلت مدرعتان الحي القديم في المدينة.
وتابع ‘الناس يحتمون في المنازل. أرى جثتين قرب المسجد ولم يتمكن أحد من الخروج لابعادهما’.
ويقبع القناصة على أسطح مبان حكومية وتطلق قوات أمنية في زي عسكري النيران عشوائيا على منازل منذ دخول الدبابات بعد صلاة الفجر.
وقال احد سكان درعا ويدعى محسن لقناة ‘الجزيرة’ التلفزيونية الفضائية عبر الهاتف ‘انهم يطلقون النار حاليا… في درعا المحطة خمسة قتلى على الاقل حسب شهود العيان… بيوت درعا البلد اصبحت هي المشافي’.
واظهرت قناة ‘الجزيرة’ ما يبدو انه سحابة من الدخان الاسود تغلف المدينة.
كما تقصف الدبابات عند مداخل المدينة اهدافا في درعا وقال محسن ان المواطنين لا يمكنهم الانتقال من شارع لاخر بسبب القصف.
وطرد معظم الصحافيين الاجانب من سورية مما يجعل من المستحيل التأكد من الوضع على الارض. واظهرت على ما يبدو مشاهد مصورة مروعة بثها على الانترنت متظاهرون في الايام الاخيرة لقوات الجيش وهي تطلق النار على حشود من المحتجين العزل.
وعزز الأسد تحالف والده الرئيس الراحل حافظ الأسد المناهض لإسرائيل مع ايران كما عزز النفوذ السوري في لبنان ودعم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وحزب الله اللبناني لكنه ابقى الجبهة بينه وبين اسرائيل هادئة وأجرى معها محادثات غير مباشرة.
وكانت الانتقادات الغربية في البداية هادئة ولكنها اشتدت في الآونة الاخيرة. وحث الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأسد يوم الجمعة على وقف ‘الاستخدام المفرط للعنف لاخماد الاحتجاجات’.
واصدر كتاب سوريون من جميع الطوائف بيانا نددوا فيه بحملة قمع دامية ضد المحتجين في علامة على الغضب المتصاعد في صفوف النخبة المثقفة في الوقت الذي تصاعد فيه العنف بشكل مثير خلال الايام الاخيرة.
ووقع على بيان امس الاثنين 102 من الكتاب والصحافيين في سورية وفي المنفى ودعوا المثقفين الذين لم يكسروا حاجز الخوف لاتخاذ موقف واضح.
وقال البيان ‘نحن الكتاب والصحافيين السوريين نوجه هذا البيان الاحتجاجي ضد الممارسات القمعية للنظام السوري ضد المتظاهرين ونترحم على جميع شهداء الانتفاضة السورية ضد النظام.’
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان امس الإثنين إن قوات الأمن السورية قتلت بالرصاص 13 مدنيا على الأقل منذ أن داهمت بلدة جبلة الساحلية الأحد.
وقال نشطاء ان القوات الموالية للاسد تمركزت في الحي القديم في جبلة امس بعد احتجاج خلال الليلة السابقة وتحذير من محافظ للسكان بعدم التجمع في الاماكن العامة.
وقال نشطون حقوقيون انهم يخشون من ان تكون قوات الاسد تستعد لشن هجوم مماثل على بلدة نوى بعد تقارير قالت ان جرافات ومركبات عسكرية في طريقها الى هناك. وكان آلاف الاشخاص قد دعوا في البلدة امس الاحد الى اسقاط الاسد خلال تشييع جنازة محتجين قتلتهم قوات الامن.
وصرح الناشط الحقوقي رامي عبد الرحمن الاثنين ان السلطات السورية اختارت ‘الحل العسكري’ للضغط على التظاهرات المطالبة بالديمقراطية في سورية.
وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان ‘السلطات السورية اتخذت على ما يبدو قرارا بالحسم العسكري والامني’.
وبعد ان اشار الى ان ‘ذلك واضح من خلال ما جرى الاحد في جبلة (غرب) وامس في درعا (جنوب) ودوما (ريف دمشق)’، اكد ان ‘هذه الحلول لن تنفع لان الحوار الوطني هو الوحيد القادر على حماية سورية’.
ورأى رئيس المرصد ان اصدار قانون تنظيم التظاهر الخميس ‘كان الهدف منه قمع التظاهر’.
وقطعت الكهرباء والاتصالات عن معظم انحاء نوى بحلول المساء واقام سكان بعضهم مسلح حواجز في الشوارع استعدادا للتصدي لهجوم.
وهتف المشيعون فى نوى الواقعة على بعد 25 كيلومترا شمالي درعا حيث تفجرت المظاهرات ضد حكم الاسد الشهر الماضي ‘تحيا سورية ويسقط بشار’ و’ارحل.. ارحل.. الشعب يريد اسقاط النظام’.
وفي بلدة بانياس الواقعة جنوبي جبلة قال زعماء الاحتجاج انهم سيقطعون الطريق الساحلي الرئيسي اذا لم يرفع الحصار عن جبلة. ويقطن جبلة عدد كبير من الاقلية العلوية الشيعية التي ينتمي اليها الاسد.
وقتل 100 شخص على الاقل في سورية يوم الجمعة وهو اعلى عدد من القتلى يسقط في يوم واحد منذ اندلاع الاحتجاجات قبل خمسة اسابيع حيث اطلقت قوات الامن النار على المتظاهرين المطالبين بحريات سياسية وانهاء الفساد في بلادهم التي تحكمها اسرة الاسد منذ 41 عاما.
وقتل 12 شخصا على الاقل يوم السبت خلال جنازات حاشدة لمتظاهرين قتلتهم قوات الامن. وقال ناشطون حقوقيون ان الشرطة السرية السورية داهمت منازل قرب العاصمة دمشق وفي مدينة حمص بوسط سورية واعتقلت نشطين يوم الأحد. ومن ناحية أخرى قال مسؤولون إن سورية أغلقت معبريها الحدوديين البريين مع الأردن امس في أعقاب نشر دبابات سورية في مدينة درعا الجنوبية الحدودية لقمع الانتفاضة المطالبة بالديمقراطية.
وأكد دبلوماسي بارز في العاصمة الأردنية اغلاق المعبرين الرئيسيين السوريين في درعا ونصيب على الجانب السوري.
وقال مسؤول لرويترز إن التوقيت مرتبط بما يبدو أنها عملية أمنية كبيرة تجري الآن.
الا مدير عام الجمارك السورية نفى امس الاثنين إغلاق الحدود مع الأردن، قائلا ان الحركة تسير بشكل طبيعي.
وقال مدير عام الجمارك مصطفى البقاعي ليونايتد برس انترناشونال ‘ان حركة المسافرين وقوافل الشحن تسير بشكل طبيعي ودون وجود إغلاق لأي من المعبرين ( نصيب ـ درعا ) مع الأردن’.
وأضاف ‘بعد ورود الخبر على إحدى الفضائيات اتصلت مع معبر نصيب المواجه لمعبر الرمثا الأردني واخبروني ان حركة السير في المعبر طبيعية وكذلك معبر درعا’.
الى ذلك طلبت المفوضة العليا للامم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي الاثنين ‘الوقف الفوري لعمليات القتل’ في سورية، وادانت رد السلطات السورية ‘العشوائي والعنيف’ على ‘المتظاهرين السلميين’.
واكدت مفوضة حقوق الانسان في بيان ان ‘قوات الامن عليها ان توقف فورا اطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين’. واضافت ان ‘واجب الحكومة القانوني الدولي هو حماية المتظاهرين السلميين وحق التظاهر سلميا’.
من جهة اخرى، قالت مفوضة حقوق الانسان انها تسلمت لائحة تضم اسماء 76 شخصا قتلوا الجمعة خلال تظاهرات سلمية. لكنها اضافت ان عدد القتلى ‘قد يكون اكبر من ذلك بكثير’.
وتابعت ان ‘الاسرة الدولية كررت مطالبتها بالحاح الحكومة السورية بالتوقف’ عن اطلاق النار على ‘شعبها’، لكن هذه المطالب ‘لم تلق صدى’.
واستطردت ‘بدلا من ذلك جاء رد الحكومة مضللا مع وعود بالاصلاح تبعتها اعمال قمع عنيفة للمتظاهرين (…) على المجازر ان تتوقف على الفور’.
واضافت بيلاي ان الامر الاول الواجب فعله ‘الان هو وضع حد فوري لاستخدام العنف ثم فتح تحقيق شامل ومستقل حول المجازر بما في ذلك عمليات القتل المفترضة لضباط في الجيش وقوات الامن، واحالة مرتكبيها الى القضاء’.
ولفتت الى ان الرئيس السوري ‘اعطى تعليمات الى قوات الامن بعدم اللجوء الى العنف ضد المتظاهرين لكن استخدام القوة المفرط تكثف في الايام الاخيرة’.
الى ذلك اكدت المفوضة العليا انها تلقت معلومات عن توقيف عدد كبير من المتظاهرين والناشطين في مجال حقوق الانسان وايضا صحافيين، واعتبرتها ‘مقلقة’ مطالبة السلطات بـ’الافراج عن جميع السجناء السياسيين’.
واضافت ان ‘هناك حاجة لحوار وطني حقيقي لكن ذلك لا يمكن ان يحصل طالما ان قوات الامن تطلق الرصاص الحي في الشوارع وطالما يتم توقيف متظاهرين’.
واشارت الى ‘ان العنف والقمع المستمر للمتظاهرين يدل على ان الحكومة اما ليست جدية بخصوص هذه الاصلاحات، او انها عاجزة عن السيطرة على قواتها الامنية’.
وخلصت الى القول ‘اطلب بالحاح من الرئيس (بشار) الاسد وحكومته الاسراع في تطبيق الاصلاحات الموعودة لاستعادة ثقة الشعب’.
الولايات المتحدة تبحث فرض عقوبات ضد النظام السوري
واشنطن ـ د ب ا ـ ا ف ب: قال مسؤولون الاثنين إن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تبحث فرض ‘عقوبات موجهة’ ضد النظام السوري وسط حملات ‘قمع’ دموية يقوم بها النظام ضد المتظاهرين.
وقال مسؤول بالبيت الأبيض إن ‘الولايات المتحدة تبحث مجموعة من الخيارات السياسية الممكنة بينها عقوبات موجهة للرد على القمع ولتوضيح أن هذا السلوك غير مقبول… لا بد من الاستماع إلى مطالبة الشعب السوري بحرية التعبير وحرية التنظيم والتجمع السلمي والقدرة على اختيار زعمائه بحرية’.
إلا أن البيت الأبيض لم يقدم مزيدا من التفاصيل حول العقوبات التي يمكن فرضها.
وفي وقت سابق قال مسؤول امريكي الاثنين ان الولايات المتحدة تدرس امكانية فرض عقوبات على مسؤولين سوريين ردا على استخدام السلطات السورية ‘العنف غير المقبول’ ضد المتظاهرين.
وقال تومي فيتور المتحدث باسم مجلس الامن القومي ان واشنطن تدرس خيارات عدة ‘منها العقوبات ردا على حملة القمع ولتظهر بوضوح ان هذا التعامل غير مقبول’. واضاف ان ‘العنف الوحشي الذي تستخدمه الحكومة السورية ضد شعبها مرفوض تماما وندينه بأشد العبارات’.
واوضح المتحدث في بيان ‘يجب الاصغاء الى الشعب السوري المطالب بحرية التعبير والتجمع والتظاهر سلميا’ والى رغبته في ‘اختيار قادته بحرية’.
وبحسب صحيفة ‘وول ستريت جورنال’ الاحد فان ادارة اوباما كانت تحضر مرسوما يجيز للرئيس الامريكي تجميد ارصدة مسؤولين سوريين ومنعهم من ممارسة اي عمل مع الولايات المتحدة.
اربع دول في مجلس الامن تسعى الى اصدار بيان دولي لادانة القمع في سورية
نيويورك (الامم المتحدة) ـ ا ف ب: اعلن دبلوماسيون في الامم المتحدة الاثنين ان بريطانيا وفرنسا والمانيا والبرتغال تروج داخل مجلس الامن الدولي لمشروع ادانة للقمع الدامي للتظاهرات في سورية.
واشار دبلوماسي طلب عدم كشف اسمه الى ان مشروع الاعلان هذا يمكن ان يتم نشره على الملأ اليوم الثلاثاء اذا ما توصل الاعضاء الـ15 داخل مجلس الامن الى اتفاق بالاجماع. وقال الدبلوماسي لفرانس برس ان ‘الاعلان المشترك يندد بالعنف ويوجه نداء الى ضبط النفس’.
ويأتي موقف الدول المذكورة دعما للدعوة التي اطلقها الجمعة الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى اجراء تحقيق ‘شفاف’ بعد مقتل متظاهرين في سورية خلال الاسابيع الماضية.
واضاف المبعوث الدولي ان الدول الاربع تشيد ايضا بمبادرة الرئيس السوري بشار الاسد لرفع حال الطوارئ الذي كان ساريا منذ خمسين عاما في البلاد، كما تشير الى اهمية سورية لاستقرار الشرق الاوسط.
واوضح دبلوماسي في الامم المتحدة ان وضع سورية يختلف عن ليبيا التي طالب ممثلوها في المنظمة الدولية المنشقون عن النظام مجلس الامن الدولي بادانة اعمال العنف في البلاد وفرض عقوبات على الزعيم الليبي معمر القذافي واركان نظامه.
واضاف الدبلوماسي ‘يجب رؤية ماذا يرغب مجلس الامن فعله في موضوع سورية. لسنا امام وضع مماثل لليبيا. ثمة احتمال ضئيل بأن تبدي روسيا حماسة كبيرة للقيام بخطوات تصعيدية بحق بلد ذات سيادة’.