صفحات الثقافة

“إليك يا من كنت صديقي”


همام حوت

“السيد الرئيس بشار الاسد، انا همام حوت المواطن السوري الذي كنت تعتز بصداقته، كما قلت لي يومًا، واعتز بصداقتك كما قلت لك يومها. همام حوت الذي يعلم انك كنت تحبه وتعلم انه كان يحبك. همام الذي قدم لك “عربي وشوية كرامة” وأشاد ببطولتك وصمودك. همام الذي قال في مسرحية “فساد اكاديمي” إنك قلعة الكرامة.

أقول لك: لقد خنثت بقسمك الذي اقسمته قبل خطابك الاول، وبدل أن تحافظ على البلد ها انت تدمره بعنادك وعنجهيتك، وتدمر معه حضارة وتاريخ شعب احبك، شعب سوريا العظيم الذي اعطاك الوفاء، فاعطيته الغدر وطعنته في ظهره، شعب صبر على فساد عائلتك التي كانت تسرق قوت اطفاله، وانت لم تصبر على عبارة كتبها أطفال درعا على جدار.

هو الشعب الممانع والمقاوم الذي فتح بيوته للنازحين اللبنانين ودعمك في موقفك، وانت ترد له الجميل بقصفك لمنازله وتهجيره وتحويله الى نازحين. شعب سوريا العظيم الذي سامح وصفح وحاول أن ينسى جرائم والدك بحقه واجتمع للوقوف بجانبك، فكان ردك بتفريقه الى مندس وشبيح، مؤيد ومعارض، نظامي وحر، علوي وسني، عربي وكردي. كيف تريدني بحق صداقتنا ان اقف بجانبك”.

“أنت تعض اليد التي احسنت اليك، يد الشعب، وانا انتمي اليه، كيف تريدني ان ادافع عنك وانت بعناد وغباء تدين نفسك كل يوم؟ انت من قال: هل هناك رئيس يقتل شعبه من يفعل هذا مجنون، فإما انك مجنون وإما اننا لسنا شعبك، وفي الحالتين لا يحق لك بكل دساتير العالم ان تقود الدولة.

اسألك بالله العظيم إن كنت تؤمن به، وأسألك بحق صداقتنا التي كانت، بحق الخبز والملح الذي بيننا، أن تكف عن عنادك وتعود الى رشدك. كفى قتلًا وتدميرًا، كفاك سفكًا لدماء الابرياء. تنحى واترك هذا الشعب يصلح ما أفسدته. تنحّى وأنقذ نفسك وعائلتك، فقد يصفح هذا الشعب الطيب عنك.

أنا أعدك بأن هذا الشعب العظيم سيكمل ثورته وينتفض من تحت الرماد، لذلك أسرع بإعلان التنحي لتوفر على هذا الشعب بعض الوقت. أتمنى من كل قلبي يا من كنت صديقي أن تصبح غدًا وانت تحمل لقب الرئيس المخلوع، عوضًا من أن استيقظ أنا بعد غد على نبأ اغتيالك” .

همام حوت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى