اجتماع اسطنبول للائتلاف الوطني
رأي القدس
تراجعت اخبار سورية ربما الى المرتبة الثانية او الثالثة على خريطة الاهتمام العالمي، السياسي منه والاعلامي، بسبب تطورات الاحداث المصرية المتسارعة، ولذلك من الطبيعي ان لا يحظى اجتماع فصائل المعارضة السورية المنعقد حاليا في اسطنبول لاختيار رئيس جديد يخلف السيد معاذ الخطيب بمتابعة مكثفة بالشكل الذي كانت عليه اجتماعات سابقة مماثلة.
هناك العديد من المرشحين لهذا المذهب ابرزهم السيد جورج صبرا نائب رئيس الائتلاف، ولكن المهمة الابرز التي يواجهها الائتلاف تتلخص في قدرته على استعادة مكانته كممثل للمعارضة ليس في الداخل السوري فقط، وانما في اوساط الدول الغربية الداعمة له.
تراجع اهتمام هذه الدول بالائتلاف انعكس بوضوح عندما لم يتم توجيه الدعوة الى قيادته للمشاركة في اجتماعات منظومة اصدقاء سورية التي انعقدت الشهر الماضي في الدوحة، وهي المرة الاولى التي يغيب فيها الائتلاف عن مثل هذه الاجتماعات منذ بدء الازمة السورية.
الصراعات داخل الائتلاف لعبت دورا كبيرا في تراجع اهميته، وكذلك سطوع نجم اللواء سليم ادريس قائد المجلس العسكري السوري الذي بات يحظى بدعم الولايات المتحدة الامريكية ودول اوروبية اخرى، بعد استعداده للدخول في حرب لتصفية الجماعات الاسلامية المسلحة التي تتبنى ايديولوجية القاعدة مثل جبهة النصرة على وجه التحديد.
ولعل خسارة المعارضة السورية المسلحة لمدينة القصير، ومن بعدها مدينة تلكلخ المجاورة، شكلت نكسة كبيرة لها خاصة بعد ان ترددت انباء عن استعادة المدينة الثانية من قبل النظام، جاءت بعد صفقة جرى التوصل اليها تم بمقتضاها استسلام المدافعين عنها مقابل العفو عنهم.
الدول الغربية والعربية الداعمة للائتلاف والتي اعتبرته الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري اثناء مؤتمر مراكش، واعطته مقعد سورية في القمة العربية الاخيرة باتت تراجع مواقفها وتبحث عن قيادة جديدة من شخصيات الداخل السوري التي تتواجد على جبهات القتال بعد ان ضاقت ذرعا بالخلافات وفشل الائتلاف في تشكيل حكومة بعد اختيار السيد غسان هيتو المقرب من الاخوان المسلمين لرئاستها.
تراجع الحديث عن المؤتمر الدولي لحل الازمة السورية سياسيا، وتقدم النظام وقواته على الارض، وانشغال العالم والمنطقة بالانقلاب الحالي في مصر واطاحة الرئيس مرسي الذي اعلن الجهاد في سورية، كلها عوامل سحبت الاضواء من الازمة السورية ولذلك فان اجتماع اسطنبول الحالي قد يكون الفرصة الاخيرة بالنسبة للائتلاف الوطني لاستعادة ما خسره من اهتمام عربي ودولي، وان كان الكثيرون لا يتوقعون الكثير من هذا الاجتماع.
القدس العربي