التدويل من السبع الموبقات في الثورة السورية
ولات احمــــه
تدنو الثورة السورية من إتمام شهرها العاشر في مطالبتها لإسقاط النظام بكل رموزه،وتبقى الثورة يتيمة ووحيدة من أي دعم وموقف عربي،وإقليمي، ودولي واضح وجريء، بغض النظر عن بعض المواقف الإعلامية التي لم تترجم إلى موقف سياسي تنفيذي.
زاد النظام السـوري من عنجهيته ووحشـيته واعتمد مبدأ القتل المـزدوج للمواطنين ” القتل اليومي المتعمد للمتظاهرين – وانتهاج اسلوب التفجيرات ” كصيغة وسلوك جديد لكبح عزيمة المتظاهرين،ولدغدغة المواقف الدولية والعربية وتنبيهها بأن المنطقة ستكون هكذا في حال تأييدهم للثورة.
و بالرغم من السلوك القمعي الذي يسلكه النظام ضد الثائرين العزل،المتسلحين بحناجرهم وصدورهم العارية،مازالت المعارضة السورية بمجالسها وهيئاتها تتخبط ذات اليمين وذات الشمال،وتبقى حائرة من ابداء موقف حاسم تجاه النظام لوقف سفك الدماء،والحد من الاعتقال والاغتصاب والملاحقة…. بل تهرول بأسلوبها الديماغوجي في كسب ود الشارع السوري في التمثيل والتصفيق.
من الملاحظ :ان تسمية الجمع بدأت تحت اسماء (الكرامة – العزة – الصمود ..) للاستعداد،ولحشد وتعبئة الجماهير في ميادين الثورة…ولكن بعد ازدياد عدد المتظاهرين وانتشار نقاط التظاهر أكثر،ولجوء النظام السوري إلى القمع بكل السبل وعدم اكتراثه بالمعاهدات والاتفاقيات الدولية التي تلزمه باحترام إرادة الشعب. ارتفعت وتيرة المسميات في الجمع لتصل إلى ( الحماية الدولية – المنطقة العازلة – التدويل مطلبنا..) وجاءت هذه المسميات لتمثل حال ورغبة الثائر السوري لتدويل ثورته إلى النطاق الدولي،بعد الفشل الذريع للمجلس الوطني تحت غطاء الجامعة العربية بمهلها وبروتوكولاتها في الوصول إلى حل سوي في إنهاء القتل اليومي للشعب السوري.
ان حداثة مفهوم التدويل في المنطقة العربية وإلباسه المفهوم الاستعماري. يحد من مطالبة ونفور البعض من تدويل الملف…بالرغم من ان التدويل هو الحل المأمول والأخير للخروج من أي أزمة،وذلك بارتقاء المشاكل الداخلية إلى الأروقة الدولية التي تقوم عبر مؤسساتها ومنظماتها في إحلال السلام والهدوء في المنطقة التي دولت ملفها،وهكذا يبقى التدويل حالة مشروعة لإنهاء النزاعات والصراعات الداخلية،التي يتم ترحيلها إلى المائدة الدولية لتكون وسيلة لحماية المدنيين من بطش أنظمتهم.
فبعد فشل و كشف عورة الأنظمة العربية التي ستلجأ مؤكدا إلى طرق وسبل أخرى يقينا منها بحل الأزمة السورية. فهنا أيضا اصبح يقينا ومؤكدا لدى الشعب السوري بأنه لا بديل عن التدويل كحل لإنجاح الثورة والخروج من الأزمة.رغم الرفض القاطع للنخب المعارضة التي خولت لتكون حال لسان الثورة،بل أصبح التدويل من السبع الموبقات لديهم،بالرغم من عدم امتلاك تلك النخب لآليات وحلول أخرى،بل تلوذ إلى حلول وبدائل ميثولوجية طوباوية يرفضها النظام السوري قطعا،والتي تتمثل بنقل السلطة بشكل سلمي.
من يملك قرار التدويل للملف السوري…الغليون ببرهانه :ان الثورة ستنجح بحناجر الثائرين العزل اللذين باتوا يسخطون من بيروقراطية المجلس و تلكؤه..أم العظيم حسن بهيئته التي لم تلقى الترحيب في الشارع السوري بعد..أم الجامعة العربية بلا مراقبيها اللامتدربين اللاتكنوقراطيين.
الشعب الثائر في الداخل السوري،في حمص بسباعها و خالديتها،وحماه بحناجرها القاشوشية،ودرعا بمهدها الثائر،وفي دير الزوربفراتها المنتفض ،وفي ادلب واللاذقية وقامشلو…. هم وحدهم،يملكون الشرعية التامة في تدويل ملفهم لإنجاح ثورتهم التي قدموا النفيس وكل جميل في سبيلها…ولا أظن بأن التدويل هو من السبع الموبقات لدى الداخل الثائر،بل هو الأنجع في رحيل النظام.