أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 12 ايلول 2013

مفاوضات ماراتونية شاقة بين كيري ولافروف

باريس – رندة تقي الدين؛ موسكو – رائد جبر ؛ واشنطن – جويس كرم

لندن، بيروت، نيويورك – «الحياة»، رويترز، أ ف ب – سلم مسؤولون روس الجانب الأميركي خطة لوضع ترسانة النظام السوري الكيماوية تحت إشراف دولي يتوقع أن تكون موضع مفاوضات صعبة في جنيف خلال الأيام المقبلة، وسط دعوات من المعارضة وبعض الدول المعنية بالملف السوري إلى عدم اختصار الأزمة في هذا البلد بالملف الكيماوي والتوسع إلى إيجاد حل جذري للمأساة.

وفي حين شددت الولايات المتحدة وفرنسا على أن خيار الضربة العسكرية إلى قوات الرئيس السوري بشار الأسد يبقى وارداً في حال فشلت الديبلوماسية في التوصل إلى إجراءات سريعة في هذا الخصوص، عقد ممثلو الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن اجتماعاً امس بشأن الترسانة النووية السورية.

ونقلت وكالة «ايتار- تاس» الروسية للأنباء عن مصدر روسي قوله: «سلمنا الأميركيين خطة لوضع الأسلحة الكيماوية السورية تحت إشراف دولي، ونتوقع أن نناقشها في جنيف» خلال لقاء يجمع وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف. وقال مصدر روسي في جنيف إن هذا اللقاء قد يستمر أكثر من يوم واحد، وأضاف أن «اللقاء سيبدأ على ما يبدو الخميس ويختتم الجمعة لكنه قد يستمر حتى السبت».

ويهدف لقاء لافروف وكيري إلى درس المبادرة الروسية وبلورة مشروع قرار يحتمل أن يقدم إلى مجلس الأمن في غضون أيام. لكن مصدراً ديبلوماسياً روسياً أبلغ «الحياة» أمس، أن صعوبات تعترض توصل الوزيرين إلى اتفاق برغم «أجواء التفاؤل»، وأوضح أن موسكو «ستعارض سلفاً أي محاولة لإضافة تلويح بعمل عسكري إلى مشروع القرار المقترح، كما سترفض الموافقة على أي قرار يقع تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة حتى لو خلا من تهديد صريح باستخدام القوة».

من جهته، قال كيري في نقاش عبر الإنترنت إن لدى لافروف «أفكاراً مهمة حول الوسائل التي يمكننا بموجبها التوصل إلى ذلك»، مضيفاً: «إذا تمكنّا فعلاً من توفير أمن كل الأسلحة الكيماوية السورية عبر هذه الوسيلة، فإنها بوضوح الوسيلة المفضلة وسيشكل ذلك خطوة حقيقية».

ودعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واشنطن إلى إعلان تخليها عن الخيار العسكري ضد سورية، كي تكتسب خطة وضع الترسانة الكيماوية تحت السيطرة الدولية «مغزى حقيقياً وتغدو قابلة للتطبيق»، وأعلن في موسكو أن المحادثات الروسية-الأميركية التي تنطلق اليوم في جنيف ستستمر أياماً وتهدف إلى «تنسيق المواقف للخروج بمشروع قرار يقدم إلى مجلس الأمن».

في موازاة ذلك، قال نائب الناطق باسم الأمين العام للامم المتحدة فرحان حق إن المبعوث الدولي – العربي الأخضر الإبراهيمي في طريقه الى جنيف ليكون جاهزاً للقاء كيري ولافروف، «إن كانت تلك رغبتهما»، وذلك في إطار بذل الجهود لعقد المؤتمر الدولي للحل السياسي المعروف بـ «جنيف- ٢». وقال حق إن الإبراهيمي «على اتصال مستمر» مع الطرفين الأميركي والروسي في هذا الصدد.

وقالت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة سامنثا باور إن «أي استهداف للمدنيين هو جريمة تصدم الضمير واستخدام الأسلحة الكيماوية هو تجاوز للحدود ولا يمكن التوفيق بينها وبين المبادىء الإنسانية التي تطبق حتى في أوقات الحرب». وحذرت من أن انتشار الأسلحة الكيماوية يشكل خطراً عالياً على الأمن والسلم الدوليين ولكن أيضاً على المواطنين في كل الدول». وأضافت أن انتهاك القوانين الدولية على غرار ما حصل في ٢١ آب (أغسطس) الماضي في سورية «لا يمكن أن يبقى من دون رد إلا إن أردنا أن نرى أن هذه الأسلحة ستستخدم مرة أخرى، وهو ما أعلنته حكومتي بوضوح: نحن لا نريد ذلك».

في المقابل، أفاد بيان للرئاسة الفرنسية أن هولاند أكد أن بلاده لا تزال عازمة على معاقبة النظام السوري على استخدامه الأسلحة الكيماوية وردعه عن تكرار ذلك إذا ما فشلت المساعي الديبلوماسية. وأكد البيان الصادر بعد اجتماع لمجلس الدفاع في قصر الإليزيه عزم باريس على سلوك كل الطرق في مجلس الأمن لإتاحة وضع أسلحة النظام السوري الكيماوية تحت مراقبة فاعلة في أسرع وقت ممكن.

وقالت مسؤولة الشؤون الخارجية الأوروبية كاثرين آشتون في البرلمان الأوروبي امس، أن «المطلوب ليس فقط معالجة المشكلة المرتبطة باستخدام الأسلحة الكيماوية، بل أيضاً تسوية المشكلة برمتها». وشدد الرئيس التركي عبد الله غل على ضرورة بلورة الاقتراح الروسي، معرباً عن الأسف لعدم التوصل حتى الآن إلى تسوية سياسية للأزمة السورية. وأضاف أن «المسألة لا تقتصر على الأسلحة الكيماوية»، مذكراً بأن أكثر من مائة ألف شخص قُتلوا منذ بداية الأزمة السورية في آذار (مارس) 2011.

وكان «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أكد أن «مخالفة القانون الدولي تستوجب رداً دولياً حقيقياً ومتناسباً مع حجمها، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تسقط جرائم الحرب بالتقادم عن مرتكبيها، فالجرائم الجنائية ضد الإنسانية لا تسقط بتقديم تنازلات سياسية، أو بتسليم الأداة التي ارتكبت بها هذه الجرائم».

من جهته، أكد مجلس الجامعة العربية في ختام اجتماع على مستوى المندوبين الدائمين للدول الأعضاء أنه يأمل في «تنفيذ الإجراءات اللازمة لنجاح المبادرة الروسية». وعبر عن الأمل في أن «تؤدي المبادرة الروسية، بعد معرفة تفاصيلها، إلى تنفيذ الإجراءات الضرورية لإنجاحها حتى يتمكن المجتمع الدولي من تحقيق إرادة الشعب السوري والحفاظ على وحدته وسيادته وفقاً لمسار مؤتمر جنيف».

وتأكد امس أن الاقتراح الروسي لم يكن وليد لحظته الإثنين الماضي. وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية لوكالة «فرانس برس»: «إن هدفنا منذ البداية كان ضمان أمن مخزون الأسلحة الكيماوية. والإعلان الذي أصدره الروس كان نتيجة أشهُر من الاجتماعات والمحادثات بين الرئيسين أوباما وبوتين، وبين كيري ولافروف، حول الدور الذي يمكن أن تلعبه روسيا لضمان أمن هذه الأسلحة الكيماوية». ووفق المسؤول، فإن الفكرة طرحت للمرة الأولى بين أوباما وبوتين قبل عام خلال قمة مجموعة العشرين في لوس كابوس في المكسيك، وجرى بحثها مراراً في ما بعد «ولو أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق» بهذا المنحى.

وسعى كيري إلى بلورتها خلال زيارة لموسكو في أيار (مايو) الماضي، بحث خلالها مع لافروف إمكان «تكرار نموذج ممكن للبرنامج النووي الليبي الذي تم تفكيكه عام 2003 بموجب اتفاق دولي». وخلال قمة مجموعة العشرين الأخيرة في سان بطرسبورغ الأسبوع الماضي، عاد بوتين «وطرح مجدداً» هذه الفكرة وفق المسؤول، الذي أضاف أن «أوباما اعتبر أن ذلك يمكن أن يشكل طريقاً للتعاون» بين البلدين. وعلق المسؤول «كانت هذه المرة الأولى يظهر الروس جدية في تحقيق ذلك بشكل آني واستعداداً لصياغة اقتراح جدي». وفيما كان منتظراً إجراء المزيد من المحادثات من دون أن يكون من المقرر إصدار إعلان، قدم لافروف الإثنين الاقتراح الذي «مضى أبعد مما كان متوقعاً».

من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن هناك «فشلاً جماعياً» في حماية الشعب السوري، داعياً مجلس الأمن الدولي مرة أخرى إلى التحرك. وأضاف في اجتماع للأمم المتحدة حول منع عمليات الإبادة «إن إخفاقنا الجماعي في منع الفظائع والجرائم في سورية خلال العامين والنصف الماضية سيبقى عبئاً ثقيلاً على كاهل الأمم المتحدة والدول الأعضاء فيها».

ورأى بان أن على مجلس الأمن ممارسة «دور فاعل في إنهاء المأساة السورية». وأشار إلى أن قادة العالم تعهدوا التحرك لمنع تكرار عمليتي الإبادة في رواندا في 1994 وفي مدينة سريبرينتشا البوسنية في 1995. وأضاف: «لكن كما نرى من حولنا، فإن الفظائع لا تزال ترتكب».

ميدانياً، أفادت «وكالة الأنباء السورية» الرسمية (سانا) أن وحدات من الجيش النظامي «أحرزت تقدماً كبيراً خلال ملاحقة إرهابيي جبهة النصرة في بلدة معلولا» ذات الغالبية المسيحية في شمال دمشق، موضحاً أنها «تجاوزت الساحة الرئيسية للبلدة ووصلت إلى دير مار تقلا». وقالت راهبة في الدير في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» إن «عشرات الجنود دخلوا إلى داخل الدير واطمأنوا إلى صحة الموجودين فيه». وأشارت إلى أن «الجنود رفعوا العلم السوري على البحرة» في ساحة الدير.

هيغ: التهديد العسكري الأميركي وراء تغيير الموقف الروسي من سورية

لندن ـ رويترز

قالت الحكومة البريطانية إن قرار الولايات المتحدة بحث توجيه ضربة عسكرية لسورية والأدلة المتزايدة على مسؤولية الحكومة السورية عن هجوم كيماوي على مشارف دمشق دفعا روسيا إلى تغيير موقفها من حليفتها سورية.

وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أمام البرلمان “أحدثت الأدلة المتزايد على أنهم استخدموا هذه الأسلحة والمناقشات -وبخاصة في الولايات المتحدة- حول شن عمل عسكري تغييرا في الموقف الروسي.”

ورأى أن أي اتفاق لوضع الاسلحة الكيماوية السورية تحت السيطرة الدولية يجب أن يكون قابلاً للتنفيذ وأن يضمن عدم سقوط هذه الترسانة في الأيدي الخطأ.

وقال هيغ للبرلمان “نحتاج لأن تكون هناك ثقة في أن كل الأسلحة الكيماوية قد تم التعرف عليها وتأمينها وانها لن تسقط في الأيدي الخطأ”، وأضاف انه يوجد “مصاعب عملية بالغة” في تأمين هذه الأسلحة.

تدريب 20 ألف لاجئ سوري في الأردن على كيفية التعامل مع مخلّفات الحرب

عمّان ـ يو بي أي

وقعت الهيئة الوطنية لإزالة الألغام في الأردن، وبعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الخميس، على اتفاقية لتدريب 20 ألف لاجئ سوري على كيفية التعامل مع مخلفات الحرب القابلة للإنفجار.

وقالت بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في عمّان، في بيان تلقت “يونايتد برس إنترناشونال” نسخة منه، إن رئيسة بعثتها كاترين جودرن، وقعت اليوم مع رئيس مجلس إدارة الهيئة الوطنية الأردنية لإزالة الألغام الأمير مرعد بن رعد، على اتفاقية للتوعية بمخاطر الألغام.

وأضافت أن الاتفاقية تستهدف تدريب 20 لاجئ سوري من المتواجدين في (الرمثا والمفرق) شمال وشمال شرق البلاد المحاذيتين للحدود السورية، ممن هم عرضة لخطر مخلفات الحرب القابلة للإنفجار، أو تعرّضوا لها مسبقاً.

وأوضحت أن المستفيدين المباشرين من هذا البرنامج هم السوريون الذين لجأوا إلى الأردن، وخاصة الأطفال والمراهقين واللاجئين العائدين إلى بلادهم.

وأشار البيان إلى أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر ستدعم الهيئة الوطنية لإزالة الألغام وإعادة التأهيل بمبلغ 150 ألف دولار لتنفيذ هذا البرنامج.ويتواجد على الأراضي الأردنية أكثر من 600 ألف لاجئ سوري.

اميركا تدعو سورية الى الكشف عن ترسانتها الكيماوية “بسرعة

جنيف – ا ف ب

دعت الولايات المتحدة النظام السوري الى “:الكشف في اسرع وقت ممكن عن حجم وخصائص ترسانته الكيماوية”، فيما وصل وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى جنيف لإجراء محادثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف.

وسيعقد كيري، الذي يرافقه فريق كبير من الخبراء في وقت لاحق محادثات مع لافروف حول الاقتراح الروسي بـ”وضع هذه الترسانة تحت اشراف دولي” والتخلص منها لاحقاً. وقال مسؤول اميركي للصحافيين الذين يرافقون كيري “انه امر قابل للتنفيذ لكنه صعب”.

مسؤول سوري: نطالب بضمانات لعدم تعرض دمشق لاعتداء بعد تجريدها من “الكيماوي

روسيا – يو بي أي

دعا نائب رئيس الوزراء السوري للشؤون الاقتصادية قدري جميل الى توفير ضمانات بعدم تعرض دمشق لاعتداء في حال تجريدها من السلاح الكيماوي.

وقال جميل لقناة “روسيا اليوم” إنه على “الرغم من موافقة دمشق المبدئية على المبادرة الروسية الخاصة بالسلاح الكيميائي، إلا أنها يجب أن تحصل على ضمانات بعدم تعرضها لاعتداء خارجي في حال تجريدها من هذا النوع من السلاح”.

وأضاف “عليهم أن يتقدموا بتعهد علني بعدم الاعتداء على سورية السلاح الكيماوي، إذا كان موجوداً في سورية فهو موجود من أجل الدفاع عن الذات ضد أي عدوان خارجي. وإذا كان هذا السلاح ستجرد منه سورية أو سيجمّد فيجب إعطاءها ضمانات بأن أي اعتداء خارجي عليها لن يقع على الأقل من الجهة الأخيرة التي هددتها”.

وذكر أن دمشق أعلنت رسمياً على لسان وزير خارجيتها وليد المعلم خلال زيارته الى موسكو، عن موافقتها على المبادرة الروسية من حيث المبدأ.

وتابع أن القيادة السورية أبدت حسن نيتها تجاه الموافقة على تفاصيل هذه المبادرة بعد الكشف عنها.

واعتبر المسؤول السوري أن هذا الموقف يظهر أن دمشق تسعى إلى نزع فتيل النزاع في المنطقة، وهو الأمر الذي يجب أن يفهمه الأميركيون.

أردوغان: الأسد يكسب الوقت لمذابح جديدة

اسطنبول ـ رويترز

قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الخميس إنه يشك في ان يلتزم الرئيس السوري بشار الاسد بتعهده بوضع الاسلحة الكيماوية السورية تحت السيطرة الدولية وقال إنه يحاول كسب الوقت لارتكاب “مذابح” جديدة.

واعتبر أردوغان في كلمة ألقاها في اسطنبول أن “نظام الأسد لم يف بأي من تعهداته. إنه يكسب الوقت لارتكاب مذابح جديدة ويستمر في القيام بذلك.” وتابع “نحن نتشكك في التزامه بالتعهدات المتعلقة بالاسلحة الكيماوية”.

وتقول حكومة الرئيس بشار الأسد إنها قبلت خطة روسية تتعلق بوضع الأسلحة الكيماوية الدولية تحت سيطرة دولية في محاولة لتجنب أي عمل عسكري أميركي ضدها.

أسعار النفط لا إمداداته تتأثر بأي ضربة لسورية

باريس – رنده تقي الدين

رأى الأستاذ في جامعة لندن بسام فتوح، أن أسعار النفط «سترتفع وسيزيد تقلّبها تزامناً مع تركيز السوق على كل خطوة صغيرة تقوم بها الولايات المتحدّة وحلفاؤها» حول قرار توجيه ضربة عسكرية لسورية.

وهل يتوقع في ظلّ التصعيد في المنطقة واحتمال توجيه ضربة أميركية ضدّ سورية، ارتفاعاً لافتاً في أسعار النفط، اجاب فتوح أن «إمدادات النفط من سورية والإنتاج المتراجع من 350 ألف برميل يومياً إلى 50 ألفاً، لا تشكل قلقاً أساسياً من أي ضربة عسكرية محتملة». لكن لفت إلى أن «سورية، على خلاف النزاع الليبي الذي لم يخلّف أثراً كبيراً على المنطقة، تُعدّ مصدر عدوى أكبر وتساهم أكثر في إحياء المخاوف من إمكان زعزعة الاستقرار الإقليمي». ونتيجة لذلك، «سترتفع أسعار النفط وسيزيد تقلّبها تزامناً مع تركيز السوق على كل خطوة صغيرة تقوم بها الولايات المتحدّة وحلفاؤها (والبيان الرسمي الذي قد يصدر عنهم)، لاتخاذ قرار يتعلق بتنفيذ الهجوم ونطاقه».

وقال: «في حال حصول ضربة (خصوصاً إذا كان نطاقها محدوداً)، قد تتبع الأسعار مقولة «شراء الشائعات وبيع الحقائق» فضلاً عن إجراء تصفية فور حصول الضربة العسكرية، ما من شأنه رفع الضغوط عن سعر النفط». ورجّح أن «يصل نمو الطلب على النفط هذه السنة إلى 0.9 مليون برميل في اليوم. لا يعدّ هذا النمو مرتفعاً لكنه متين. ودعمت الدول غير المنتمية إلى منظمة التعاون هذا النمو، ما يعوّض تراجع الطلب على النفط في المنظمة».

ديناميكيات الطلب

وأوضح أن «هذا التغيّر في ديناميكيات الطلب (…) لا يُعتبر نزعة جديدة. لكن اللافت أن ارتفاع الطلب الصيني على النفط ليس مسؤولاً عن هذا النمو خلال العام الماضي وهذه السنة فحسب، بل نمو الطلب في الدول غير المنتمية إلى منظمة التعاون، لتضم الاقتصادات الآسيوية الأخرى وأميركا اللاتينية والاتحاد السوفياتي السابق ومنطقة الشرق الأوسط».

وقوّم فتوح وضع سوق النفط في ظلّ انخفاض الإنتاج في ليبيا والعراق والعقوبات المفروضة على إيران، فأشار إلى أن السوق «شهدت توتراً في الأشهر الأخيرة، في ظلّ إنتاج متدنٍ للنفط الليبي الذي تتراوح نسبته اليوم بين 10 و15 في المئة من قدرة البلد، واستمراره أسير التظاهرات وأعمال التعطيل». وكشف أن الإنتاج الليبي وحده «سيخسر نحو مئة مليون برميل، في حال استمرت وتيرة الإنتاج الحالية حتى نهاية هذا الشهر». لكن رأى أن ليبيا «ليست الخسارة الوحيدة التي تعطّل سوق النفط، إذ بلغ العجز في إنتاج النفط العراقي 0.27 مليون برميل في اليوم وفي نيجيريا 0.29 مليون برميل في اليوم منذ نهاية أيار (مايو) الماضي».

وأوضح أن انقطاع النفط «بدأ يتراكم حين أدت صيانة الأنابيب الموسمية إلى توقف إنتاج مليون برميل نفط في اليوم في حزيران (يونيو) ومن ثمّ في آب (أغسطس) وأيلول (سبتمبر) في بحر الشمال وفي الاتحاد السوفياتي السابق وفي خليج المكسيك. كما تسبّبت المشاكل المتزايدة في ليبيا إلى جانب الصيانة المخطط لها وغير المخطط لها، بخسارة إنتاج 360 مليون برميل من السوق منذ حزيران (بما فيها فترة انقطاع إنتاج البراميل الإيرانية بسبب العقوبات)».

وأعلن عن «خسارة كميات كبيرة من النفط في فترة زمنية قصيرة، وبهدف سدّ الهوة توجّب على المملكة العربية السعودية رفع إنتاجها بسرعة كبيرة»، وأن مصارف الاستثمار «كانت توقعت حصول فائض إمدادات من الولايات المتحدّة بهدف خفض الإنتاج السعودي. لكن تغيراً طرأ بحيث رأى بعضهم ضرورة أن تحافظ المملكة على إنتاجها عند مستويات مرتفعة لإحداث توازن في السوق».

وإذا كان الغاز والنفط الصخريان يشكلان خطراً على النفط السعودي في السوق العالمية، نقل فتوح عن عدد كبير من المحللين قولهم إنّ «ثورة النفط الصخري في الولايات المتحدة ستغيّر قواعد اللعبة وتخلّف تأثيرات محتملة وواسعة وطويلة على ديناميكية سوق النفط العالمية. فيما شهد العامان 2011 و2012 نمواً في الإنتاج الإجمالي للسوائل بلغ مليون برميل يومياً، إلى جانب تسجيل نسبة نمو مماثلة متوقعة هذه السنة».

وقال: «ثورة النفط الصخري في الولايات المتحدّة لم تشكّل صدمة إيجابية فحسب بل كانت العنصر الأساس الذي ساهم في انتقال السوق نحو وفرة الموارد مقارنة بسوق تندر فيها منذ بضع سنوات». ولفت إلى أن محللين يرون أنّ «العالم يذهب في اتجاه تحقيق صدمة في أسعار النفط» معتبرين أنّ الوضع الحالي «يذكّر بفترة 1981 – 1986 التي انهارت خلالها أسعار النفط عام 1986».

وأوضح فتوح أن «نمو الإمدادات النفطية في السنوات الثلاث الأخيرة نتج من الخسائر في مكان آخر، بسبب انهيار الإنتاج النفطي في الدول غير المنتمية إلى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية خلال عام 2011 خصوصاً في بحر الشمال والاتحاد السوفياتي، وتفاقمت بفعل إهدار عدد كبير من البراميل الليبية على مدى خمسة أشهر. فيما ساهمت الاضطرابات الجيوسياسية وغير المخطط لها في منطقة الشرق الأوسط، في تفاقم مشاكل الإمدادات ما أدى إلى تكبّد السوق خسائر كبيرة». ونتيجة هذه الخسائر، «لم يكن النمو في إنتاج النفط الأميركي كافياً بمفرده لإحداث توازن في السوق فتوجّب على منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (خصوصاً السعودية) زيادة الإنتاج لسد الهوة».

النفط الصخري

لذا اعتبر أن ذلك «يدلّ على عدم جدوى تحليل أثر ثورة النفط الصخري الأميركي على حدة بما أنها واحدة (وليس بالضرورة الأهم) من بين عدد كبير من العناصر المؤثّرة في الأسعار العالمية». وقال: «لا تكمن الطريقة الصحيحة في اعتبار صدمة الإمدادات الأميركية حدثاً سيؤدي إلى انهيار الأسعار بل إلى منع الأسعار من الارتفاع أكثر». ولم ينكر أنّ «الطلب تراجع في شكل حاد لإحداث توازن في السوق، لكن لو لم يرتفع الإنتاج الأميركي لكانت أسعار نفط برنت أعلى من المستويات الحالية، وتقضي مهمّة النفط الصخري أقله في المدى المنظور بتغطية التقلب في الأسعار».

وفي سؤال أخير عن احتمال ألا يوقع الرئيس اللبناني ميشال سليمان مرسوم تكليف شركات النفط المؤهلة، فهل سيدفع ذلك هذه الشركات إلى الانسحاب من المناقصات، توقع فتوح أن «تكون البيئة التنظيمية أكثر تقلّباً في ظلّ الاستقطاب السياسي الحالي في لبنان، وأن تتأخر القرارات السياسية الأساسية (وتطبيقها)». وأكد أن «هذه الضبابية المتزايدة المرجح استمرارها ستساهم في تقليص مصلحة بعض الشركات في موارد الغاز اللبنانية، خصوصاً أنّ بعضاً منها يملك فرصاً في أماكن أخرى». ورأى أن إدارة قطاع البترول في لبنان «لا تزال تعمل ضمن إطار مؤسساتي هش، على رغم الجهود التي بذلتها للمضي في جولة المناقصات».

وخلّص فتوح قائلاً: «طالما اعتبرت أن التحديات السطحية في لبنان تعدّ أكثر أهمية من التحديات التقنية أو المخفية، مع العلم أنّ الطريقة التي سيتعاطى فيها لبنان مع هذه التحديات ستحدّد ما إذا كانت ثورة الغاز ستتبلور لتكون ثورة للبلد برمته أو لبعض الأثرياء فقط».

لقاء كيري – لافروف يتجاوز الكيميائي إلى فتح طريق أمام جنيف – 2

العواصم – الوكالات

نيويورك – علي بردى

يلتقي وزيرا الخارجية الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف اليوم في جنيف لاجراء محادثات قد تستمر اياماً سعياً الى تجاوز المأزق بين الغربيين وروسيا حول سبل حض سوريا على التخلي عن ترسانتها الكيميائية. وتكثفت الجهود الديبلوماسية في الأمم المتحدة في محاولة لايجاد “أرضية مشتركة” تمكن أعضاء مجلس الأمن من التعامل مع الأزمة السورية.

وأعلنت وزارة الخارجية الاميركية ان خبراء اميركيين في التسلح سيحضرون لقاء كيري ولافروف في جنيف. وسيشارك فيه ايضاً الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي، مع العلم ان الاجتماع في شأن الخطة الروسية لوضع الاسلحة الكيميائية السورية تحت رقابة دولية قد يستمر حتى السبت.

وافاد مصدر روسي ان مسؤولين روساً سلموا الولايات المتحدة خطة لوضع ترسانة سوريا من الاسلحة الكيميائية تحت رقابة دولية. بيد ان الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية جينيفر بساكي صرحت بان موسكو لم تسلم واشنطن حتى الان سوى “افكار” وليس “ملفا كبيرا”، مضيفة انه لا تزال هناك “نقاط للعمل عليها”. واوضحت ان هدف لقاء كيري ولافروف وكذلك تبادل الاراء بين خبراء هو دراسة تفصيلية للافكار التي قدمها الروس و”تقويم ما اذا كانت تتفق” مع المطالب الاميركية للتخلص من الترسانة الكيميائية السورية.

وصرح الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني بان “هيبة” روسيا على المحك في العملية الديبلوماسية المتعلقة بالاسلحة الكيميائية في سوريا. واقر من جهة اخرى بان الولايات المتحدة تتعامل مع هذه المرحلة الجديدة وهي “متشككة” حيال صدق نظام الرئيس السوري بشار الاسد.

ورأى الرئيس الاميركي باراك اوباما في خطاب الى الامة في وقت متقدم الثلثاء، ان الاقتراح الروسي يشكل مؤشرا “مشجعا”. وقال ان “هذه المبادرة يمكنها ان تسمح بوضع حد لتهديد الاسلحة الكيميائية من دون اللجوء الى القوة، خصوصا أن روسيا هي احد اقوى حلفاء (الرئيس السوري بشار) الاسد”، مع اقراره بان الوقت “لا يزال مبكرا جدا” لتحديد ما اذا كانت هذه الخطة ستنجح”.

وفي باريس، اعلنت الرئاسة الفرنسية اثر اجتماع لمجلس الدفاع ان فرنسا ستظل “معبأة لمعاقبة النظام السوري على استخدامه اسلحة كيميائية وردعه عن تكرار ذلك”. لكن الرئيس فرنسوا هولاند اكد عزمه على “استطلاع كل السبل في مجلس الامن للسماح في اسرع وقت بمراقبة فعلية يمكن التحقق منها للاسلحة الكيميائية الموجودة في سوريا”.

مجلس الأمن

وفي نيويورك، عقد المندوبون الدائمون للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، الأميركية سامانتا باور والبريطاني السير مارك ليال غرانت والفرنسي جيرار آرو والروسي فيتالي تشوركين والصيني ليو جيي، اجتماعاً ناقشوا خلاله “امكانات تعامل مجلس الأمن مع الأزمة السورية بكليتها، بما في ذلك موضوع استخدام الأسلحة الكيميائية”، كما قال أحد الديبلوماسيين لـ”النهار”. لكنه استبعد أن يتخذ أي موقف في الوقت الحاضر وقبل أن تظهر نتائج لقاء جنيف بين كيري ولافروف بدءأ من اليوم، متوقعاً أن تستمر المشاورات “بضعة أيام إذ أن المحادثات الأميركية – الروسية لا تقتصر على نزع الأسلحة الكيميائية السورية، بل أيضاً على ايجاد مخرج من المأزق الذي تعانيه العملية السياسية”، وخصوصاً من حيث عقد مؤتمر جنيف – 2 “إذا تمّ التفاهم والإتفاق على تفسير النقاط الواردة في بيان جنيف” لمجموعة العمل الخاصة بسوريا والذي صدر في 30 حزيران 2012.

ووضع الديبلوماسي المشاورات الجارية بين الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن “في اطار الإستعداد لإمكان اصدار مجلس الأمن منتجاً أو أكثر، على الأرجح بصيغة قرار، للتعامل مع كل عناصر الأزمة السورية، وليس فقط الأسلحة الكيميائية التي كانت هي السبب في الزخم الذي نشهده حالياً”. ولاحظ أن الابرهيمي توجه من باريس الى جنيف للإجتماع مع كل من كيري ولافروف وللبقاء “في حال استعداد” إذا طلب منه المسؤولون الأميركيون أو الروس القيام بخطوات محددة تتعلق بمؤتمر جنيف – 2.

ويأتي اجتماع الدول الخمس غداة صدام ديبلوماسي بدأ بخطط فرنسية لتقديم مشروع قرار الى مجلس الأمن تمت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، يمهل السلطات السورية 15 يوماً فقط للتصريح عن كل جوانب برنامجها الكيميائي الحربي، وغيره من الأسلحة البيولوجية والجرثومية والسامة تحت طائلة “اتخاذ اجراءات إضافية”، عقابية الطابع. غير أن موسكو رفضت المقترحات الفرنسية وسارعت الى اعداد مشروع بيان رئاسي وطلبت عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن، ما لبثت أن ألغيت بعد مساومة قضت بموافقة باريس على تعديل مشروعها.

وحتى ساعة متقدمة، أكد أعضاء في مجلس الأمن أنهم لم يروا بعد نص الإقتراح الروسي الخاص بتفكيك البرنامج الكيميائي السوري، علماً أن واشنطن تسلمت نسخة منه. غير أن هؤلاء يترقبون أيضاً تقرير مهمة تقصي الحقائق في الإدعاءات ذات الصلة باستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا برئاسة آكي سالستروم. وأكد مسؤول في المنظمة الدولية أن الأمين العام بان كي – مون “سيطلب أن يتحدث أمام مجلس الأمن خلال الأيام المقبلة”، بيد أنه رفض تحديد هذا الموعد الذي يعتقد أنه سيخصص لتسليم التقرير الى أعضاء المجلس.

الجامعة العربية

وفي القاهرة، أمل مجلس الجامعة العربية أن تؤدي المبادرة الروسية الخاصة بحل الازمة السورية الى نتائج تحقق ارادة الشعب السوري وتحافظ على وحدته وسيادته وفقاً لمسار مؤتمر جنيف.

وأكد المجلس في بيان عقب اجتماع طارئ على مستوى المندوبين الدائمين برئاسة ليبيا التي تتولى الرئاسة الدورية للمجلس “تعامله بايجابية مع كل المبادرات السابقة المتعلقة بالازمة السورية، وانه سوف يتعامل بايجابية مع اي مبادرة تهدف الى حل للأزمة السورية”. وأمل ان “تؤدي المبادرة الروسية بعد معرفة تفاصيلها الى تنفيذ لاجراءات الضرورية لانجاحها حتى يتمكن المجتمع الدولي من تحقيق ارادة الشعب السوري والحفاظ على وحدته وسيادته وفقا لمسار مؤتمر جنيف”.

وأعاد المجلس “تأكيده عدم اختزال الأزمة السورية في تداعيات جريمة استخدام الأسلحة الكيميائية في الغوطة الشرقية ، كما أكد موقفه الثابت منذ بدء تعامله مع الأزمة السورية والقاضي بالطلب من الامم المتحدة والمجتمع الدولي ضرورة اتخاذ قرار ملزم واجراءات فاعلة تكفل وقف القتال في سوريا فورا والبدء بعملية سياسية تفاوضية شاملة تحقق الانتقال السياسي الفوري نحو نظام ديموقراطي وتعددي يحترم حقوق الانسان وحرياته الاساسية، ويحافظ على وحدة سوريا الترابية وسيادتها واستقلالها السياسي، ويستعيد وئامها المجتمعي”. وأكد “ضرورة معاقبة مرتكبي جريمة استخدام الاسلحة الكيميائية في الغوطة الشرقية وغيرها من الجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري، وتقديمهم الى العدالة الجنائية الدولية باعتبارها من جرائم الحرب”.

أوباما وازن في خطابه بين التهديد بضربة والآمال في الديبلوماسية: الاختراق السياسي ليس الا نتيجة التلويح باستخدام القوة

 (و ص ف، رويترز، أ ب)

اغتنم الرئيس الاميركي باراك أوباما خطابه الى الامة الذي استغرق 16 دقيقة ليل الثلثاء – الاربعاء لدعم حججه لتوجيه ضربة عسكرية الى سوريا، مع اقراره بأن خطوات ديبلوماسية قد تبطل الحاجة الى العمل العسكري.

وأبلغ أوباما الاميركيين الذين سئموا الحملات العسكرية الدامية في الخارج أن استخدام أسلحة كيميائية يمثل خطراً على الامن الاميركي، وأن أميركا، بجهد متواضع، “يمكن أن تمنع قتل الاولاد بالغاز”. وبعد حديثه عن الجهود الديبلوماسية، قال إنه طلب من زعماء الكونغرس ارجاء التصويت على مشروع قانون يجيز استخدام القوة ضد سوريا، وهو تصويت كان يمكن أن يخسره. الا أنه أكد أيضاً أنه أمر الجيش الاميركي بالبقاء جاهزاً لتنفيذ الهجمات اذا اقتضت الحاجة.

وقدم أوضح عرض حتى الان عن الهجوم بالاسلحة الكيميائية الذي استهدف مدنيين في 21 آب في ريف دمشق، بعد ايام من الديبلوماسية المترددة والرسائل المتناقضة التي صدرت عن ادارته، قائلا للأميركيين انه لا يمكنهم الاكتفاء بتحويل انظارهم، فيما يقتل مدنيون واطفال ابرياء بالغازات السامة في هجوم القى تبعته على نظام الرئيس السوري بشار الاسد، سواء لاسباب تتعلق بالامن القومي أو بالمبادئ الاخلاقية. ولاحظ أن “مشاهد هذه المجزرة مثيرة للاشمئزاز: رجال، نساء واطفال ممددون صفوفاً، قتلوا بالغازات السامة، آخرون تخرج الرغوة من افواههم يحاولون التقاط انفاسهم، والد يحمل اطفاله القتلى ويتوسل اليهم ان ينهضوا ويسيروا”. وتعهد ابقاء القوات الاميركية في مواقعها قبالة السواحل السورية لمواصلة الضغط على نظام الرئيس بشار الاسد، فيما تتواصل المساعي الديبلوماسية.

وقد يكون هذا التحذير الحازم موجهاً ايضاً الى روسيا للتأكيد ان واشنطن لن تقبل بتكتيك يهدف الى المماطلة او بديبلوماسية طويلة الامد يعتبر البعض انها ستكون نتيجة محتومة لمبادرة موسكو.

ووجه اوباما خطابه عبر التلفزيون الوطني من القاعة الشرقية في البيت الابيض، بعدما عدله في اللحظة الاخيرة في ضوء الخطة الروسية المستجدة والقاضية بوضع ترسانة الاسلحة الكيميائية السورية تحت رقابة دولية تمهيدا لاتلافها. وهذه القاعة هي نفسها التي اعلن منها مقتل زعيم تنظيم “القاعدة” اسامة بن لادن في عملية نفذتها وحدة كوماندوس اميركية في ايار 2011.

واضاف “رأينا خلال الايام الأخيرة بعض المؤشرات المشجعة نتيجة التهديد ذي الصدقية بالقيام بعمل عسكري اميركي ومحادثات بناءة اجريتها مع الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين. من المبكر القول ما اذا كان هذا الطرح سيكلل بالنجاح، وعلى اي اتفاق ان يتحقق من التزام نظام الاسد تعهداته… لكن هذه المبادرة يمكن أن تؤدي الى وضع حد لخطر الاسلحة الكيميائية من دون اللجوء الى القوة، خصوصاً ان روسيا هي من اقوى حلفاء الاسد”.

الى ذلك، اكد انه سيرسل وزير الخارجية جون كيري الى جنيف للبحث في المسألة مع نظيره الروسي سيرغي لافروف اليوم، وتعهد العمل شخصيا مع الرئيس الروسي الذي تتسم علاقته معه بالفتور في ظل تراجع العلاقات بين البلدين الى ادنى مستوياتها منذ الحرب الباردة. وإذ يتهمه منتقدوه بـ”الضعف” آخذين عليه عدم تدخله في النزاع الجاري في سوريا منذ سنتين ونصف سنة، رأى أوباما ان هذا الاختراق الديبلوماسي ليس الا نتيجة للتهديد باستخدام القوة.

وشدد على انه من غير المطروح الا ترد أميركا على الهجوم بالاسلحة الكيميائية.وقال: “حين يرتكب ديكتاتوريون فظاعات، يعولون على أن العالم سيحول انظاره في الاتجاه الاخر، الى أن تمحى هذه المشاهد المروعة من الذاكرة… لكن هذه الامور حصلت، الوقائع لا يمكن إنكارها. المسألة الان هي ماذا تعتزم الولايات المتحدة الاميركية والاسرة الدولية ان تفعلا حيال هذا الامر… ما حصل لهؤلاء الاطفال ليس انتهاكا للقوانين الدولية فحسب، بل انه يشكل خطرا على امننا ايضا”.

ولفت الى انه يدرك ان الاميركيين سئموا كلفة النزاعات في الخارج بعد حربي افغانستان والعراق، وانه اكثر اهتماما بانهاء حروب منه بخفض حروب جديدة، ولكن اذا لم تتحرك اميركا، فان الاسلحة الكيميائية قد تستخدم مجددا في انتهاك فاضح للقوانين الدولية. وطلب من الاميركيين ان يشاهدوا اشرطة الفيديو المروعة للهجوم في ريف دمشق.

ووسط الغموض الذي يحيط بحجم أي تدخل عسكري اميركي، حذر من ان النظام السوري سيدفع الثمن غاليا إذا استخدمت القوة العسكرية الاميركية ضده. وذكر ان “القوات الاميركية لا تقوم بعمليات صغيرة. حتى ضربة محدودة ستوجه رسالة الى الاسد لا يمكن أي بلد آخر توجيهها”. وبعدما اشار الى ان علينا اطاحة ديكتاتور جديد بالقوة”، خلص الى ان “ضربة محدودة يمكن ان تجعل الاسد او اي ديكتاتور اخر يفكر مليا قبل استخدام اسلحة كيميائية”.

وشرح انه طلب من الكونغرس ارجاء التصويت على طلبه السماح باستخدام القوة العسكرية في سوريا، لاعطاء فرصة للديبلوماسية.

وفي مؤشر اضافي لكون القوات الاميركية لن تشن ضربات جوية في المدى القريب، اعلن اوباما انه لن تستخدم القوة الى ان يصدر مفتشو الامم المتحدة تقريرهم عن وقائع هجوم 21 آب.

واستمر انصار التحرك العسكري ومعارضوه في الكونغرس على مواقفهم بعد خطاب اوباما، لكنهم اجمعوا على تاييد قراره تقصي الوسائل الدبلوماسية قبل اي عملية عسكرية.

أوباما يذهب إلى التسوية .. ولقاءات مكثفة لصياغتها سياسياً وفنياً

لافروف وكيري .. من «الكيميائي» إلى جنيف

يباشر الوزيران سيرغي لافروف وجون كيري اختبار تفاعلهما الكيميائي وجهاً لوجه اليوم. اللقاء بين الوزيرين الروسي والاميركي، يأتي بعد أيام على نجاح موسكو في وقف اندفاعة التهديدات الاميركية ضد سوريا، في تفاهم أرساه الرئيسان فلاديمير بوتين وباراك اوباما في سان بطرسبرغ، وراحت تفاصيله وتداعياته تظهر تباعاً، من واشنطن وموسكو وطهران والعواصم الاوروبية، والأهم من جانب دمشق.

سيجلس الرجلان في جنيف اليوم، وقد تمتد لقاءاتهما حتى يوم السبت، لترجمة «تفاهم بوتين ـــ اوباما» في تسوية مكتوبة خطياً، تمثل مخرجاً «لائقاً» لكل الأطراف، من دون ان تُعرَف أثمانها حتى الآن.

مبدئياً، يغادر اوباما خيار الحرب مثلما عبر عن ذلك في الخطاب الذي وجّهه الى الاميركيين فجر امس، حين دعا اعضاء الكونغرس الى تأجيل التصويت على التفويض بالحرب الذي ظل يطالب به على مدى أسبوعين، وذلك من أجل منح الوقت اللازم لدراسة المبادرة الروسية ومعرفة جوانبها التفصيلية، بما في ذلك جداولها الزمنية، مع الحرص على الإعلان أن خيار «الضربة» العسكرية، سيظل على الطاولة، في حال تعثرت «الصفقة الكيميائية» الاولية التي أبرمها مع بوتين.

وبعدما اوصدت موسكو الباب امام خيار «الفصل السابع» الذي لوح به الغربيون ما ان اعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم قبول دمشق الضمانات الروسية والتوقيع على معاهدة حظر الاسلحة الكيميائية، كان لا بد من موقف روسي اضافي للجم الشهية الغربية التي تصاعدت اعتقاداً أن اللحظة سانحة لانتزاع تنازلات كبيرة واضافية من جانب الحليفين الروسي والسوري، فكان تصريح بوتين المفاجئ قبل يومين عندما أعلن أنه يتحتم ان «يتخلى الجانب الاميركي وجميع من يدعمونه عن اللجوء الى القوة» ضد النظام السوري، حيث إنه «من الصعب إجبار سوريا او بلد آخر على ان ينزع سلاحه في شكل أحادي الجانب، اذا كان ثمة عمل عسكري قيد التحضير ضد هذا البلد».

لهذا سيجلس لافروف، المتباهي بنجاح ديبلوماسية بلاده في منع الحرب، وكيري المسوّق لفكرة نجاح بلاده في ضغوطها السياسية والعسكرية على دمشق، وجهاً لوجه، وبحضور خبراء عسكريين، لتحويل فرصتهما السانحة، الى لحظة التقاء سياسي قد لا يكون الالتقاء الكيميائي عنوانه الأوحد، وقد يتوسع حتماً ليشمل جوانب متداخلة ومتعددة للأزمة السورية التي باتت على ما يبدو، لحظة التقاء ايضاً، لهواجس متعددة مرتبطة بمصالح روسيا والولايات المتحدة في المنطقة بملفاتها المتشعبة.

ولهذا ايضاً، سيراقب كثيرون ما اذا كانت الاجتماعات المطولة لكل من لافروف وكيري، ستمهد الطريق امام العمل الديبلوماسي الذي توارى خلال الاسابيع الاخيرة امام الرهان الاميركي، المدعوم من بعض العرب وتركيا، والمتمثل بالسعي الى تغيير «الوضع الميداني» لمصلحة جماعات المعارضة المسلحة، قبل دعوة الاطراف السورية، الى مؤتمر «جنيف 2».

والى جانب الخبراء العسكريين الذين سيشاركون في لقاءات لافروف وكيري، وهي مشاركة تعني الدخول في تفاصيل تقنية دقيقة متعلقة بكيفية ترتيب المخرج للترسانة الكيميائية السورية، وضماناته الروسية التفصيلية، فإن المبعوث الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي، سينضمّ الى هذه اللقاءات، ما يشير الى ان جانباً من النقاشات على الاقل، سيتناول المخارج السياسية للأزمة السورية.

ونقلت وكالة «ايتار تاس» الروسية عن مصدر ديبلوماسي روسي قوله «لقد سلمنا الأميركيين خطة لوضع الأسلحة الكيميائية السورية تحت إشراف دولي، ونتوقع أن نناقشها في جنيف». لكن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين بيساكي قالت إن موسكو لم تسلم حتى الآن سوى «أفكار» وليس «ملفاً كبيراً»، مضيفة انه لا تزال هناك «نقاط للعمل عليها». وأوضحت ان الهدف من اللقاء بين كيري ولافروف، وكذلك من تبادل الآراء بين الخبراء العسكريين، هو دراسة تفصيلية للأفكار التي قدمها الروس و«تقييم ما إذا كانت تتوافق» مع المطالب الأميركية حول التخلص من الترسانة الكيميائية.

وكان كيري قال، في نقاش عبر الانترنت نظمته «غوغل»، إن لدى لافروف «أفكاراً مهمة حول الوسائل التي يمكننا بموجبها التوصل إلى ذلك»، مضيفاً «إذا تمكّنا فعلاً من توفير أمن كل الأسلحة الكيميائية السورية عبر هذه الوسيلة، فإنها بوضوح الوسيلة المفضلة وسيشكل ذلك خطوة حقيقية».

وكشف مسؤول رفيع المستوى في الادارة الاميركية، لوكالة «فرانس برس»، أن مسألة ضمان أمن الأسلحة الكيميائية السورية كانت موضع بحث مع الروس منذ أشهر. وقال إن «الإعلان الذي اصدره الروس كان نتيجة اشهر من الاجتماعات والمحادثات بين الرئيسين اوباما و(فلاديمير) بوتين، وبين كيري ولافروف، حول الدور الذي يمكن ان تلعبه روسيا لضمان أمن هذه الاسلحة الكيميائية».

وقال مصدر ديبلوماسي في مجلس الأمن لـ«السفير»، بعد مشاورات بين اعضاء الدول الخمس الدائمة العضوية فيه، إن نص مشروع القرار الفرنسي «بقي على الطاولة لكنه قد يتطور مع المفاوضات التي ستستمر في الأيام المقبلة». وأضاف انه «لم يتم العمل على النص بل تم تداول أفكار حول طريقة التنفيذ»، لافتا إلى أن أعضاء المجلس ينتظرون ما ستؤول إليه المفاوضات بين كيري ولافروف.

وقال مصدر ديبلوماسي عربي في الأمم المتحدة، لمندوبة «السفير» في نيويورك رنا الفيل، إن مشروع القرار «يتجاهل التوازنات داخل مجلس الأمن وليس منطقياً التوقع أن تقبل به روسيا».

من جهته، يقول مصدر ديبلوماسي في مجلس الأمن إن المباحثات ستتواصل مع بعثة روسيا لمناقشة مشروع القرار الفرنسي. أما ما تمّ تداوله حول بيان رئاسي غير ملزم، تقترحه روسيا، قال المصدر إن بعثات الدول الدائمة العضوية في المجلس، لم تطلع عليه.

وفي مواجهة رفض موسكو مشروع قرار في مجلس الأمن يشمل احتمال اللجوء إلى القوة ضد دمشق، أبقى الرئيسان الأميركي باراك اوباما والفرنسي فرنسوا هولاند على تهديدهما بالعودة إلى استهداف سوريا إذا كان هناك نوع من المماطلة. وأعلنت الرئاسة الفرنسية، إثر اجتماع لمجلس الدفاع، أن فرنسا ستظل «معبأة لمعاقبة استخدام أسلحة كيميائية من جانب النظام السوري وردعه عن تكرار ذلك»، لكن هولاند أكد عزمه على «استطلاع كل السبل في مجلس الأمن الدولي للسماح في أسرع وقت بمراقبة فعلية يمكن التحقق منها للأسلحة الكيميائية الموجودة في سوريا».

وتدور هذه التصريحات في فلك ما أعلنه أوباما، في خطاب إلى الأميركيين، لجهة اعتباره أن الاقتراح الروسي بوضع الأسلحة الكيميائية السورية تحت رقابة دولية يشكل مؤشراً «مشجعاً». وقال إن «هذه المبادرة يمكنها أن تسمح بوضع حد لتهديد الأسلحة الكيميائية من دون اللجوء إلى القوة، خصوصاً لأن روسيا هي احد أقوى حلفاء الأسد»، مع إقراره بأن الوقت «لا يزال مبكراً جداً» لتحديد ما إذا كانت هذه الخطة ستنجح.

وأعلن أوباما انه «طلب من الكونغرس عدم التصويت فوراً على احتمال استخدام القوة في الوقت الذي تجري فيه متابعة هذه المساعي الديبلوماسية… لكنني أمرت قواتنا المسلحة بالحفاظ على وضعها الحالي لإبقاء الضغط على الأسد». وكرر أن «الضربة ستكون محدودة».(تفاصيل صفحة 10)

(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

أوباما يبرر للأميركيين الحرب والمبادرة الروسية: ضربتنا المحدودة لن تكون كوخزة الدبوس

أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما، في خطاب إلى الأميركيين فجر أمس، أن الوقت ما زال مبكرا لمعرفة ما إذا كانت الخطة الروسية لضمان امن الأسلحة الكيميائية السورية يمكن أن تجنب هذا البلد ضربة عسكرية أميركية، لكنه تعهد بإعطاء الديبلوماسية فرصة مع إبقاء “الضغط” العسكري.

وفي الآتي نص خطاب أوباما إلى الأميركيين والذي ألقاه فجر أمس:

أيها الإخوة الأميركيون، أريد أن أتحدث إليكم عن سوريا – لماذا تحظى بالأهمية، وإلى أين نحن ماضون.

على مدى العامين الماضيين، تحول ما بدأ كسلسلة من الاحتجاجات السلمية ضد نظام بشار الأسد القمعي إلى حرب أهلية وحشية. قتل أكثر من مئة ألف شخص. وفر الملايين من البلاد. في ذلك الوقت، عملت أميركا مع حلفائها على توفير الدعم الإنساني لمساعدة المعارضة المعتدلة، وعلى صياغة تسوية سياسية. وقد قاومتُ دعوات للقيام بعمل عسكري، لأننا لا نستطيع إيجاد حل لحرب أهلية في بلد آخر من خلال القوة، خاصة بعد عشر سنوات من الحرب في العراق وأفغانستان.

ومع ذلك، فقد تغير الوضع في 21 آب تغيرًا عميقا، عندما شنّت حكومة الأسد هجومًا بالغاز أزهق أرواح أكثر من ألف شخص، بينهم مئات الأطفال. إن صور هذه المجزرة تثير الاشمئزاز، فالرجال والنساء والأطفال ملقون في صفوف، وقد صرعهم الغاز السام. وآخرون ترغو أفواههم، وتلهث أنفاسهم. أب يتشبث بأطفاله القتلى، يناشدهم أن يقوموا ويمشوا. في تلك الليلة الرهيبة، شهد العالم الطبيعة الرهيبة للأسلحة الكيميائية بتفصيل شنيع، ولماذا أعلنت الغالبية الساحقة من المجتمع الإنساني أن هذه الأسلحة فاقت الحدود – فهي جريمة ضد الإنسانية، وانتهاك لقوانين الحرب.

ولم يكن هذا هو الحال دائمًا. ففي الحرب العالمية الأولى، كان الجنود الأميركيون من بين الآلاف العديدة ممن تم قتلهم بالغاز المميت في خنادق أوروبا. وفي الحرب العالمية الثانية، استخدم النازيون الغاز لنشر الرعب من خلال مآسي المحرقة. ولأن هذه الأسلحة يمكن أن تقتل على نطاق واسع، ولا تميز بين جندي أو طفل رضيع، فقد أمضى العالم المتحضر قرنا من الزمن للعمل على حظرها. وفي العام 1997، وافق مجلس الشيوخ الأميركي بالغالبية الساحقة على اتفاق دولي يحظر استخدام الأسلحة الكيميائية، انضمت إليه الآن حكومات 189 دولة تمثل 98 في المئة من المجتمع الإنساني.

وفي 21 آب، انتُهكت هذه القواعد الأساسية، جنبًا إلى جنب مع إحساسنا بالإنسانية المشتركة. لا يجادل أحد في أن الأسلحة الكيميائية قد استخدمت في سوريا. فقد شهد العالم الآلاف من مقاطع الفيديو، والصور الملتقطة بواسطة الهواتف الخلوية، وتقارير على وسائل الإعلام الاجتماعية من موقع الهجوم، وروت المنظمات الإنسانية قصصا عن المستشفيات المكتظة بالناس الذين كانوا يعانون من أعراض الغازات السامة.

وعلاوة على ذلك، فإننا نعلم أن نظام الأسد هو المسؤول. ففي الأيام التي سبقت 21 آب، ونحن نعلم أن العاملين المسؤولين عن الأسلحة الكيميائية في حكومة الأسد استعدوا لهجوم بالقرب من منطقة حيث يقومون بتجهيز غاز السارين. وقاموا بتوزيع الأقنعة الواقية من الغاز لقواتهم. ثم أطلقوا صواريخ من منطقة يسيطر عليها النظام، على 11 حيًا مجاورًا كان النظام يحاول لفترة أن يقضي فيها على قوى المعارضة قضاء مبرما. وبعد فترة وجيزة من سقوط تلك الصواريخ، انتشر الغاز واكتظت المستشفيات بالقتلى والجرحى. كما أننا نعلم أن شخصيات بارزة في الآلة العسكرية لنظام الأسد قد استعرضت نتائج الهجوم، وقام النظام بتكثيف القصف على الأحياء نفسها في الأيام التي تلت ذلك. لقد فحصنا أيضًا عينات من الدم والشعر من أشخاص في الموقع جاءت نتيجتها إيجابية لغاز السارين.

عندما يرتكب الطغاة الفظائع، فإنهم يعتمدون على أن العالم سينظر إلى الاتجاه الآخر حتى تتلاشى من الذاكرة تلك الصور المرعبة. ولكن هذه الأمور حدثت. ولا يمكن إنكار الحقائق. والسؤال الآن هو ما الذي يمكن للولايات المتحدة، والمجتمع الدولي، أن يستعدا للقيام به حيال ذلك. لأن ما حصل لهؤلاء الناس – لهؤلاء الأطفال – ليس فقط انتهاكًا للقانون الدولي، إنما هو أيضًا خطر على أمننا.

اسمحوا لي أن أشرح لماذا. إننا إذا فشلنا في اتخاذ إجراء، فإن نظام الأسد لن يرى أي سبب لوقف استخدام الأسلحة الكيميائية. وحين يضعف الحظر ضد هذه الأسلحة، فلن يجد الطغاة الآخرون سببًا للتفكير مرتين بشأن الحصول على الغاز السام واستخدامه. ومع مرور الوقت، فسوف تواجه قواتنا مرة أخرى احتمال الحرب الكيميائية في ساحة المعركة. ويمكن أن يكون الحصول على هذه الأسلحة، واستخدامها لمهاجمة المدنيين أسهل للمنظمات الإرهابية.

وإذا امتد القتال خارج حدود سوريا، فيمكن لهذه الأسلحة أن تهدد حلفاء مثل تركيا والأردن وإسرائيل. والفشل في الوقوف ضد استخدام الأسلحة الكيميائية من شأنه أن يضعف الحظر ضد غيرها من أسلحة الدمار الشامل، ويشجّع حليف الأسد، إيران، ويجعلها أكثر جرأة – وهي التي يجب أن تقرر ما إذا كانت تريد تجاهل القانون الدولي من خلال بناء سلاح نووي أو تتخذ مسارًا أكثر سلامًا.

ليس هذا هو العالم الذي ينبغي أن نقبل به. وهذا ما هو على المحك. ولهذا السبب وبعد مداولات متأنية خلصت إلى نتيجة أنه في صالح الأمن القومي للولايات المتحدة أن نرد على استخدام نظام الأسد الأسلحة الكيميائية من خلال ضربة عسكرية موجّهة. والغرض من هذه الضربة سيكون منع الأسد من استخدام أسلحة كيميائية، والحط من قدرة نظامه على استخدامها، والتوضيح للعالم أننا لن نتساهل حيال استخدامها.

ذلك هو رأيي كقائد أعلى (للقوات المسلحة). لكنني في الوقت نفسه رئيس أقدم ديموقراطية دستورية. لذا، فرغم أن لدي صلاحية إصدار الأوامر بتنفيذ ضربات عسكرية، فأعتقد أنه كان من الصواب، في غياب أي تهديد مباشر أو وشيك لأمننا، تحويل هذا النقاش إلى الكونغرس. وإنني أؤمن أن نظامنا الديموقراطي سيكون أقوى حينما يتخذ الرئيس إجراءً بتأييد الكونغرس. وأنا أعتقد أن أميركا ستتصرف بصورة أكثر فاعلية في الخارج حينما نقف صفًا واحدًا.

وهذا الأمر يصح بصورة خاصة بعد مرور عقد جرى فيه وضع سلطات شن الحرب بدرجة متزايدة في أيدي الرؤساء، ومزيد من الأعباء المتزايدة على عاتق قواتنا بينما كان يجري استبعاد ممثلي الشعب عن القرارات الحاسمة بخصوص توقيت استخدامنا القوة.

والآن، إنني أعلم أنه بعد الخسائر الفادحة في العراق وأفغانستان فإن فكرة القيام بأي عمل عسكري، مهما كان محدودًا، لن تكون فكرة تحظى بشعبية. وقبل أي شيء، فإني قضيت أربعة أعوام ونصف العام في العمل من أجل إنهاء الحروب، وليس من أجل بدئها. إن قواتنا خرجت من العراق، وقواتنا آخذة في العودة إلى الوطن قادمة من أفغانستان. وإنني أعرف أن الأميركيين يريدون منا جميعا هنا في واشنطن، وخاصة مني أنا، أن نركز اهتمامنا على مهمة بناء أمتنا هنا في الوطن، وإعادة الناس إلى العمل، وتعليم أطفالنا، وتنمية طبقتنا الوسطى.

إذن لا عجب، في أنكم تطرحون أسئلة صعبة. فدعوني أجيب على بعض من الأسئلة الأكثر أهمية التي سمعتها من أعضاء الكونغرس، والتي قرأتها في الرسائل التي أرسلتموها لي.

أولا، كثيرون منكم سألوا: ألن تضعنا (ضربة عسكرية) على منحدر منزلق يقودنا إلى حرب أخرى؟ وكتب مواطن رسالة لي ذكّرني فيها أننا ما زلنا “نتعافى من تورطنا في العراق”. فيما ذكر لي أحد قدامى المحاربين بصراحة: “أن هذه الأمة سئمت وكلّت الحروب”.

وجوابي بسيط. فإنني لن أرسل قوات أميركية إلى الميدان في سوريا. ولن أسعى لإجراء عسكري غير محدد بزمن مثلما حدث في العراق وأفغانستان. ولن أتبنى حملة جوية مطولة مثل ما جرى في ليبيا وكوسوفو. إنما أية ضربة مرتقبة ستكون ضربة موجّهة لتحقيق هدف واضح، وهو منع استخدام الأسلحة الكيميائية والحط من قدرات الأسد.

وسأل آخرون ما إذا كان من المجدي اتخاذ أي إجراء لا يسفر عن إقصاء الأسد. وحسبما قال بعض أعضاء الكونغرس فإنه: لا جدوى من القيام بهجوم يشبه وخزة الدبوس في سوريا.

لكن دعوني أوضح شيئا. إن الجيش الأميركي لا يقوم بهجمات مثل وخزة الدبوس. فحتى الضربة المحدودة ستبعث برسالة إلى الأسد لا يمكن لأية أمة أخرى أن توصلها. وإنني لا أعتقد أنه يتعين علينا إقصاء دكتاتور آخر بالقوة. فقد تعلمنا من العراق أن الإقدام على ذلك يحملنا المسؤولية عن كل ما سيأتي لاحقًا. لكن الضربة الموجهة يمكن أن تجعل الأسد، أو أي طاغية غيره، يفكر مرتين قبل استخدام الأسلحة الكيميائية.

وهناك أسئلة أخرى وصلتني تتعلق بأخطار الرد. ونحن لا نستخف بأية تهديدات، لكن نظام الأسد لا يملك القدرة على تهديد جيشنا بصورة خطيرة. وأي رد انتقامي آخر قد يلجأون له يتساوى مع التهديدات التي نواجهها يوميًا. فلا الأسد ولا حلفاؤه لديهم مصلحة في تصعيد قد يقود إلى فنائه. وحليفتنا إسرائيل يمكنها أن تدافع عن نفسها بقوة ساحقة وبدعم الولايات المتحدة الذي لا يتزعزع.

كما طرح كثيرون منكم سؤالا أوسع نطاقًا: لماذا ينبغي علينا أن نتورط إطلاقا في بلد بالغ التعقيد. وكما كتب لي أحدهم أن “أولئك الذين سيخلفون الأسد قد يكونون أعداء لحقوق الإنسان؟”

وصحيح أن بعضًا من معارضي الأسد متطرفون، لكن تنظيم “القاعدة” لا يستطيع أن يستمد القوة من سوريا إلا إذا كانت الفوضى ضاربة في أطنابها، إذا تبين الناس هناك أن العالم لا يفعل شيئا للحيلولة دون قتل مدنيين أبرياء بالغاز. وغالبية الشعب السوري والمعارضة السورية التي نعمل معها إنما تنشد العيش في سلام وعزة وحرية. وفي اليوم التالي لأية ضربة عسكرية سنضاعف جهودنا للتوصل إلى حل سياسي يعزز أولئك الذين يرفضون قوى الطغيان والتطرف.

وأخيرا، لقد سأل العديد منكم: لماذا لا يُترك هذا الأمر إلى بلدان أخرى، أو البحث عن حلول غير استخدام القوة؟ وقد كتب لي العديد من الناس يقولون “إننا لا ينبغي أن نكون شرطي العالم”.

وأنا اتفق مع هذا الطرح، وأحبذ بشكل راسخ الحلول السلمية. فعلى مدى العامين الماضيين، جربت حكومتي المساعي الديبلوماسية والعقوبات والإنذارات والمفاوضات، ولكن رغم ذلك جرى استخدام الأسلحة الكيميائية من جانب نظام الأسد.

لكننا شاهدنا على مدى الأيام القليلة الماضية، بعض البوادر المشجعة. جزئيًا بسبب مصداقية التهديد الأميركي بالقيام بعمل عسكري، وكذلك المحادثات البناءة التي أجريتها مع الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين، وقد أبدت الحكومة الروسية استعدادها للانضمام إلى المجتمع الدولي في حمل الأسد على التخلي عن أسلحته الكيميائية. وقد اعترف نظام الأسد أنه يمتلك هذه الأسلحة، وحتى إنه قال إنه سينضم إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية، التي تحظر استعمالها.

إنه لمن السابق لأوانه معرفة ما إذا كان هذا العرض سوف ينجح، وأي اتفاق يجب أن يضمن التحقق من أن نظام الأسد يفي بالتزاماته. ولكن هذه المبادرة يمكنها أن تحقق هدف إزالة التهديد الذي تشكله الأسلحة الكيميائية من دون استخدام القوة، لا سيما وأن روسيا تعتبر واحدة من أقوى حلفاء الأسد.

ولذلك، فقد طلبت من زعماء الكونغرس تأجيل التصويت على التفويض باستعمال القوة، في الوقت الذي تجري فيه متابعة هذه المساعي الديبلوماسية. وسوف أوفد وزير الخارجية جون كيري للاجتماع بنظيره الروسي يوم الخميس، وسوف أواصل مناقشاتي الخاصة مع الرئيس بوتين. لقد تحدثت إلى قادة اثنين من أقرب حلفائنا، هما فرنسا والمملكة المتحدة، وسوف نعمل معا بالتشاور مع روسيا والصين على طرح قرار في مجلس الأمن الدولي يلزم الأسد بالتخلي عن الأسلحة الكيميائية، وتدميرها في نهاية المطاف تحت رقابة دولية. وسنقوم أيضا بمنح مفتشي الأمم المتحدة الفرصة لرفع تقرير عن النتائج التي توصلوا إليها حول ما حدث في 21 آب. وسوف نستمر في حشد دعم الحلفاء من أوروبا إلى الأميركيتين، ومن آسيا إلى الشرق الأوسط الذين يتفقون معنا على ضرورة اتخاذ إجراء.

وفي الوقت نفسه، أمرت قواتنا المسلحة بالحفاظ على وضعها الحالي لإبقاء الضغط على الرئيس الأسد، وكي تكون في وضع يمكنها من الرد في حال فشلت المساعي الديبلوماسية. وإنني الليلة، أتوجه بالشكر مرة أخرى إلى منتسبي قواتنا المسلحة وأسرهم على ما يتحلون به من قوة وما يبذلونه من تضحيات لا تصدق.

إخواني الأميركيين، لما يقرب من سبعة عقود من الزمن، ظلت الولايات المتحدة مرتكزا للأمن العالمي. وهذا يعني القيام بأكثر من مجرد إبرام الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، إنه يعني أيضا فرض تطبيقها. إن أعباء القيادة غالبًا ما تكون ثقيلة، ولكن العالم أصبح مكانًا أفضل نظرًا لأننا تحملنا هذه الأعباء.

وهكذا، أقول لأصدقائي من اليمين، إنني أطلب منكم التوفيق بين التزامكم نحو قوة أميركا العسكرية وعدم التصرف عندما يكون سبب القيام بذلك عادلا بشكل جلي. وإلى أصدقائي من اليسار أقول إنني أطلب منكم التوفيق بين إيمانكم بالحرية والكرامة لجميع الناس، وتلك الصور التي شاهدناها لأطفال تتلوّى من الألم، وما زالوا يعانون على أرض المستشفيات الباردة. إن قرارات وبيانات الإدانة والشجب والتنديد ببساطة لا تكفي في بعض الأحيان.

في الواقع، إنني أطلب من كل عضو في الكونغرس، ومنكم أنتم يا من تشاهدونني من منازلكم الليلة، مشاهدة مقاطع الفيديو هذه حول الهجوم، ثم اسألوا: أي نوع من العالم هذا الذي نعيش فيه إذا كانت الولايات المتحدة الأميركية ترى طاغية ما ينتهك القانون الدولي بكل وقاحة باستخدام الغازات السامة، ونختار أن نحوّل وجوهنا إلى الجهة الأخرى؟

قال فرانكلين روزفلت ذات مرة إن “تصميمنا الوطني على التحرر من الحروب الأجنبية والمشاحنات الخارجية لا يمنعنا من الشعور بالقلق العميق عندما يتم الطعن في المثل العليا والمبادئ التي نعتز بها.” إن مثلنا العليا ومبادئنا، فضلا عن أمننا الوطني، على المحك في سوريا، إلى جانب قيادتنا لعالم نسعى فيه إلى ضمان أنه لن يتم استخدام أسوأ الأسلحة أبدًا.

والولايات المتحدة ليست شرطي العالم. فهناك أشياء فظيعة تحدث عبر الكرة الأرضية، وإن إحقاق الحق أو تصويب الباطل يتجاوز إمكانياتنا. ولكن عندما نستطيع، مع بعض الجهد المتواضع، والمخاطرة، الحيلولة دون أن يتعرض الأطفال لاعتداء بالغازات حتى الموت، وبالتالي نجعل أطفالنا نحن أكثر أمانًا على المدى الطويل، فإنني أعتقد أننا ينبغي أن نتصرف. وهذا ما يميز أميركا. وهذا ما يجعلنا غير عاديين. دعونا نعمل بكل تواضع، ولكن بعزم وتصميم على ألا تغيب عن بالنا هذه الحقيقة الأساسية.

الأسد: قرار التخلي عن السيطرة على الأسلحة الكيماوية ليس نتيجة تهديد أمريكي

موسكو- (رويترز): نقلت وكالة انترفاكس الروسية عن الرئيس السوري بشار الأسد قوله في حديث لمحطة تلفزيون روسية إن قرار سوريا التخلي عن السيطرة على اسلحتها النووية جاء نتيجة قبول الاقتراح الروسي لا التهديدات بتدخل عسكري أمريكي.

ونقلت الوكالة عنه قوله في حديث لقناة روسيا 24 “سوريا ستضع أسلحتها الكيماوية تحت السيطرة الدولية بسبب روسيا. التهديدات الأمريكية لم يكن لها تأثير لدى اتخاذ القرار”.

نساء وأطفال بين القتلى في قرية للعلويين بسوريا والقوات الجوية قصفت مستشفى في الشمال

بيروت- دمشق- (رويترز)- (ا ف ب): قال ناشطون وأظهرت لقطات فيديو أن طائرات حربية سورية قصفت المستشفى الرئيسي في المنطقة التي يسيطر عليها المعارضون في شمال البلاد.

وقال مركز حلب الاعلامي التابع للمعارضة الخميس ان 11 مدنيا بينهم طبيبان قتلوا حين هوجم الأربعاء المستشفى الواقع في بلدة الباب التي تبعد 30 كيلومترا شمال شرقي مدينة حلب.

وأظهرت لقطات فيديو بثت على موقع يوتيوب جثمان طفل صغير ينقله رجل من المستشفى. كما أظهرت طفلا آخر على الارض وعلى رأسه دماء والتراب تغطي جسده.

وفي لقطات الفيديو يملأ الغبار الجو ويتناثر الحطام على الارض كما تظهر وحدات تكييف محطمة.

وقال مركز حلب الاعلامي ان الهجوم دمر أقسام الطواريء والاشعة.

وقصفت الطائرات السورية مدارس ومستشفيات ومخابز في الصراع الذي تفجر منذ عامين ونصف العام وقتل فيه أكثر من 100 الف شخص وأحدث انقساما بين القوى العالمية التي لم تتمكن من وقف العنف.

ولم تعلق الحكومة على هذه الضربة لكن وكالة الانباء الحكومية قالت الخميس إن الجيش قتل 14 “إرهابيا” شمالي منطقة الباب.

ومن جهة أخرى، قال المرصد السوري لحقوق الانسان التابع للمعارضة الخميس إن اجمالي عدد الضحايا في مجزرة مزعومة بقرية للعلويين في وسط سوريا ارتفع إلى 22 قتيلا بينهم نساء وأطفال ومسنون.

ويستهدف مقاتلون معارضون متشددون من السنة بشكل متزايد أبناء الطائفة العلوية التي ينتمي لها الرئيس السوري بشار الأسد منذ اندلاع الانتفاضة على حكم عائلته قبل عامين ونصف. وشكل العلويون غالبية النخبة في سوريا في ظل حكم عائلة الأسد.

وقال المرصد إن مقاتلين ينتمون لجبهة النصرة التابعة للقاعدة قتلوا بالرصاص 16 علويا وستة من البدو يوم الثلاثاء بعد ان هاجموا قرية مكسر الحصان شرقي حمص.

أضاف المرصد نقلا عن سكان ومسعفين ان بين الضحايا سبع نساء وثلاثة رجال تزيد أعمار كل منهم على 65 عاما وأربعة أطفال تقل أعمار كل منهم عن 16 عاما.

وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري ان الضحايا قتلوا بالرصاص في بيوتهم وانهم لم يكونوا أعضاء في أي ميليشيات مؤيدة للأسد. وقال نشطاء في حمص الأربعاء ان القتلى جميعا ينتمون لميليشيات موالية للحكومة.

وتقول جماعات لمقاتلين تابعين للقاعدة يشنون حملة “العين بالعين” انهم يسعون للانتقام للهجوم الذي شن بأسلحة كيماوية فيما يبدو على مشارف دمشق وقتل فيه مدنيون. وتحمل المعارضة وقوى غربية قوات الأسد مسؤولية ذلك الهجوم.

وتستهدف غالبية الهجمات الانتقامية مناطق العلويين.

وذكر التلفزيون الرسمي السوري ان القوات الحكومية استعادت السيطرة على القرية الأربعاء وقتلت عددا من مقاتلي المعارضة الذين قالوا ان غالبيتهم من المقاتلين الأجانب.

وفي السياق، تواصل القوات النظامية السورية مطاردة مقاتلي المعارضة في معلولا شمال دمشق حيث يتحصنون في “بؤر صغيرة” متبقية، بحسب ما ذكر مصدر أمني لوكالة فرانس برس الخميس، وذلك غداة استعادتها السيطرة على اجزاء واسعة من البلدة ذات الغالبية المسيحية.

وقال المصدر للوكالة ان “قوات الجيش تواصل تقدمها في معلولا من اجل القضاء على المسلحين”، مشيرا الى وجود “بؤر صغيرة ما يزال المسلحون يتحصنون فيها وقناصون”.

ولفت المصدر الى صعوبة المهمة نظرا لكون “المنطقة معقدة جغرافيا”.

ونفذت القوات النظامية الاربعاء هجوما مضادا على معلولا التي كانت مجموعات معارضة سيطرت عليها ليلة السبت، وحققت “تقدما كبيرا”، وتجاوزت الساحة الرئيسية للبلدة وصولا الى دير مار تقلا في سفح الجبل، بحسب ما اكد الاعلام السوري الرسمي والمرصد السوري لحقوق الانسان.

وبث التلفزيون السوري الرسمي صورا من داخل البلدة الخالية تقريبا من السكان منذ بدء المعارك الاربعاء الماضي، وظهر في الصور جنود وسيارات عسكرية.

ونقلت صحيفة الوطن السورية المقربة من السلطة عن مصادر شهدت المعارك “ان المسافة التي تفصل بين وحدات الجيش وفندق سفير معلولا الذي يتحصن به المسلحون باتت اقل من 500 متر”، موضحة ان “وحدات الجيش مصممة على دخول كل شبر في البلدة وإعادة الأمن والاستقرار إليها وتطهيرها من المسلحين”.

وتقع معلولا المعروفة بآثارها المسيحية القديمة ومغاورها المحفورة في الصخر في منطقة القلمون على بعد حوالى 55 كلم من دمشق.

وبدأت المعارك فيها اثر تفجير رجل اردني من جبهة النصرة نفسه في حاجز للقوات النظامية عند مدخل البلدة. وحصل كر وفر بين الطرفين المتقاتلين.

ومعلولا من اقدم المناطق المسيحية في العالم، وتقع على خارطة المواقع السياحية البارزة في سوريا. وهي المكان الوحيد في العالم الذي لا يزال سكانه يتكلمون اللغة الآرامية، لغة المسيح.

موالون للرئيس السوري يحتفلون بعيد ميلاده بمسيرة سيارات تجوب شوارع دمشق

دمشق- (د ب أ): نظم شباب موالون للرئيس السوري بشار الأسد مسيرة سيارات في العاصمة السورية دمشق بمناسبة عيد ميلاده الذي يصادف 11 أيلول/ سبتمبر.

وبدأت المسيرة عند الساعة السادسة مساء الأربعاء من وسط العاصمة لتنتهي عند ساعة متأخرة في سفح جبل قاسيون المطل على دمشق لينضم المشاركون فيها إلى أعضاء حملة “على أجسادنا” التي ينظمها موالون للنظام ردا على تهديدات أمريكية بشن ضربة عسكرية ضد سورية.

وانطلقت عشرات السيارات يستقلها موالون للرئيس في دمشق وهم يحملون الأعلام السورية وصورا له، من منطقة المزة وصولا إلى شارع الثورة وسط المدينة، ثم وصلت لجبل قاسيـون المطل على العاصمة.

ونشر مشاركون صورا أثناء المسيرة وبعد انتهائها على صفحات موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) المؤيدة للنظام السوري، يظهر فيها عدد من السيارات المزينة بأعلام سورية وصور الأسد تجوب عدة مناطق في دمشق.

كما بينت عدة صور مشاركين من الجنسين في المسيرة على حافة نوافذ سيارتهم رافعين أعلام سورية، إضافة إلى بعض المشاركين بلباس عسكري.

وبعد وصول المسيرة إلى جبل قاسيون انضمت إلى المشاركين بحملة “على أجسادنا” المرابطة هناك لتكوين “درع بشري” لمنع واشنطن من ضرب أجهزة البث السورية، حيث أظهرت الصور من موقع التخييم التابع للحملة، احتفالا شارك فيه العشرات، وفي الوسط قالبان من الحلوى زينا بالكريمة الملونة بحسب ألوان العلم السوري المعتمد لدى النظام.

وكان موالون للنظام السوري أطلقوا يوم الثلاثاء الماضي على صفحات “فيسبوك” دعوات للمشاركة في مسيرة السيارات احتفالا بعيد ميلاد الأسد،طالبين من المشاركين جلب الأعلام السورية وصور الأسد.

وولد بشار الأسد عام 1965، وهو ثاني أولاد الرئيس الراحل حافظ الأسد، وبدأ تحضيره للرئاسة بعد وفاة أخيه الأكبر باسل عام 1994، حيث تسلم السلطة عام 2000، وتم تجديد ولايته عام 2007، قبل أن يواجه ثورة شعبية في آذار/ مارس 2011، تحولت إلى حرب أهلية،قتل فيها عشرات الآلاف.

لقاء جنيف يبحث اليوم تفاصيل تفكيك ‘الكيمياوي’ السوري

اسرائيل تريد ضمانات بشأن تفكيك ترسانة دمشق

الغرب يعطي الاولوية للدبلوماسية من دون خفض سقف تحذيراته

باريس ـ موسكو ـ واشنطن ـ وكالات: كررت الولايات المتحدة وفرنسا الاربعاء التزامهما بالتدخل عسكريا ضد النظام السوري اذا اخفقت الجهود الدبلوماسية الحالية على صعيد فرض رقابة دولية على الترسانة الكيمياوية السورية، وذلك عشية لقاء امريكي روسي بالغ الاهمية في جنيف.

ويلتقي وزيرا الخارجية الامريكي جون كيري والروسي سيرغي لافروف اليوم الخميس في سويسرا في محاولة لتجاوز المأزق بين الغربيين وروسيا حول كيفية حض سورية على التخلي عن ترسانتها الكيمياوية.

واعلنت وزارة الخارجية الامريكية الاربعاء ان خبراء امريكيين في التسلح سيحضرون الخميس اللقاء المخصص في جنيف لملف الاسلحة الكيمياوية السورية بين كيري ولافروف.

وسيشارك في اللقاء الموفد الخاص للجامعة العربية والامم المتحدة الاخضر الابراهيمي، علما بان الاجتماع بشأن الخطة الروسية لوضع الاسلحة الكيمياوية السورية تحت اشراف دولي قد يستمر حتى السبت.

وسلمت روسيا الاربعاء الولايات المتحدة اقتراحات ترمي الى ايجاد مخرج دبلوماسي للازمة التي بدأت في 21 اب (اغسطس) بهجوم كيمياوي القت القوى الغربية مسؤوليته على النظام السوري.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الامريكية جينيفر بساكي ان موسكو لم تسلم حتى الان سوى ‘افكار’ وليس ‘ملفا كبيرا’، مضيفة انه لا تزال هناك ‘نقاط للعمل عليها’.

واوضحت بساكي ان الهدف من اللقاء بين كيري ولافروف وكذلك من تبادل الاراء بين خبراء هو دراسة تفصيلية للافكار التي قدمها الروس و’تقييم ما اذا كانت تتوافق’ مع المطالب الامريكية حول التخلص من الترسانة الكيمياوية السورية.

وفي مواجهة رفض موسكو مشروع قرار في الامم المتحدة يشمل احتمال اللجوء الى القوة ضد دمشق، يخشى الرئيسان الامريكي باراك اوباما والفرنسي فرنسوا هولاند اي نوع من المماطلة. ولكن في ظل تنامي الاعتراض على ضربات عسكرية ضد النظام السوري، لا يمكنهما الا مد اليد لموسكو.

واعلنت الرئاسة الفرنسية الاربعاء اثر اجتماع لمجلس الدفاع ان فرنسا ستظل ‘معبأة لمعاقبة استخدام اسلحة كيمياوية من جانب النظام السوري وردعه عن تكرار ذلك’. لكن هولاند اكد عزمه على ‘استطلاع كل السبل في مجلس الامن الدولي للسماح في اسرع وقت بمراقبة فعلية يمكن التحقق منها للاسلحة الكيمياوية الموجودة في سورية’.

وتدور هذه التصريحات في فلك ما اعلنه اوباما مساء الثلاثاء لجهة اعتباره ان الاقتراح الروسي بوضع الاسلحة الكيمياوية السورية تحت رقابة دولية يشكل مؤشرا ‘مشجعا’.

وقال الرئيس الامريكي ان ‘هذه المبادرة يمكنها ان تسمح بوضع حد لتهديد الاسلحة الكيمياوية من دون اللجوء الى القوة، وخصوصا لان روسيا هي احد اقوى حلفاء الاسد’، مع اقراره بان الوقت ‘لا يزال مبكرا جدا’ لتحديد ما اذا كانت هذه الخطة ستنجح. وقد طلب من الكونغرس عدم التصويت فورا على احتمال استخدام القوة.

ودعت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون الاربعاء اعضاء مجلس الامن الدولي الى ‘تحمل مسؤولياتهم’ في حل النزاع السوري، فيما وصف الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الفظائع في سورية بانها ‘فشل جماعي’ لكل القوى الدولية.

وكانت دمشق على لسان وزير خارجيتها وليد المعلم ابدت الثلاثاء استعدادها للتخلي عن ترسانتها الكيمياوية وتوقيع معاهدة حظر الاسلحة الكيمياوية.

وفي خطابه الى الامريكيين من البيت الابيض، ذكر اوباما بان الخيار العسكري يظل مطروحا، مبديا عزمه على مواصلة ممارسة ‘الضغط’. وتم نشر العديد من المدمرات الامريكية المزودة بصواريخ عابرة في الاسابيع الاخيرة في شرق المتوسط.

وقال اوباما ‘حتى هجوم محدود من شأنه توجيه رسالة الى الاسد لا يستطيع اي بلد اخر توجيهها’. وجدد التزامه بعدم نشر قوات على الارض.

من جهته، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الاربعاء ‘الان يجب التأكد من ان النظام السوري سيفكك ترسانته من الاسلحة الكيمياوية وعلى العالم ان يضمن ان اولئك الذين يستخدمون اسلحة الدمار الشامل سيدفعون ثمن ذلك’.

واضاف اثناء احتفال عسكري ان ‘الرسالة التي تلقتها سورية سيستمع اليها في طهران’ في اشارة الى برنامج ايران النووي. ووصف نتنياهو استخدام السلاح الكيمياوي بانه ‘جريمة رهيبة، وجريمة ضد الانسانية’.

في القاهرة، اكد مجلس الجامعة العربية في ختام اجتماع على مستوى المندوبين الدائمين للدول الاعضاء الاربعاء انه يأمل في ‘تنفيذ الاجراءات اللازمة لنجاح المبادرة الروسية’ في شأن الترسانة الكيمياوية للنظام السوري.

ودعا العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني الاربعاء الاردنيين الى عدم القلق والخوف من تداعيات النزاع المسلح في الجارة الشمالية سورية، مجددا موقف بلاده الداعي لايجاد ‘حل سياسي شامل’ للازمة السورية.

في المقابل، اعربت تركيا التي تؤيد عملا عسكريا ضد النظام السوري عن ‘شكوكها’ في التزام دمشق باتفاق حول السلاح الكيمياوي، مع ترحيبها بالاقتراح الروسي.

والمفاوضات التي بدأت في الامم المتحدة تبدو صعبة.

ودعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء الولايات المتحدة الى التخلي عن استخدام القوة في سورية. وقال كما نقل عنه التلفزيون الروسي ‘من الصعوبة اجبار سورية او بلد اخر على نزع سلاحه في شكل احادي الجانب اذا كان ثمة عمل عسكري قيد التحضير ضد هذا البلد’.

وكان لافروف اعتبر ان مشروع القرار الذي تقدمت به باريس في الامم المتحدة لفرض رقابة على الكيمياوي السوري وتفكيكه ‘لا يمكن قبوله’، وخصوصا انه يلحظ في نهاية المطاف امكان استخدام القوة لاجبار دمشق على الوفاء بتعهداتها.

وابدت فرنسا الثلاثاء استعدادها لـ ‘تعديل’ مشروعها ‘شرط الحفاظ على مبادئه الكبرى واهدافه’.

الاسد يؤكد أن سوريا ستضع اسلحتها الكيميائية تحت اشراف دولي

أ. ف. ب.

يقول بشار الأسد إنه سوريا ستضع اسلحتها الكيميائية تحت إشراف دولي، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن تهديدات الولايات المتحدة لم تؤثر على القرار بوضع الاسلحة تحت المراقبة.

موسكو: اكد الرئيس السوري بشار الاسد في مقابلة مع تلفزيون روسي الخميس ان سوريا ستضع اسلحتها الكيميائية تحت اشراف دولي، الا انه اكد ان هذه الخطوة جاءت تلبية لطلب موسكو وليس بسبب التهديدات الاميركية بشن ضربة عسكرية ضد بلاده.

 وقال الاسد في مقابلة مع مراسل تلفزيون “روسيا 24” الحكومي في سوريا ان بلاده “ستضع اسلحتها الكيميائية تحت الاشراف الدولي تلبية لطلب روسيا”.

 واكد الاسد ان “تهديدات الولايات المتحدة لم تؤثر على القرار بوضع الاسلحة الكيميائية تحت المراقبة”.

 واضاف الرئيس السوري في المقابلة ان بلاده تعتزم ارسال الوثائق اللازمة للامم المتحدة للتوقيع على اتفاق بشان اسلحتها الكيميائية.

 واعلنت روسيا ان سوريا ستنضم الى معاهدة حظر الاسلحة الكيميائية في اطار اتفاق وضع اسلحتها الكيميائية تحت الاشراف الدولي، وهو ما ستجري مناقشته في جنيف في وقت لاحق اليوم الخميس بين وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف.

 ولم تكشف “روسيا 24” عن مزيد من تفاصيل المقابلة التي قالت انها ستبثها كاملة “قريبا”.

 بوتين يلعب الورقة الرابحة

 بعد اكثر من عامين على عزلته ووصفه بانه الصديق الاخير المهم للرئيس السوري بشار الاسد، يبدو ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لعب الان الورقة الرابحة في الازمة السورية بطرحه خطة تقضي بتسليم دمشق اسلحتها الكيميائية لوضعها تحت الاشراف الدولي وتدميرها.

 واذا نجحت هذه الخطة، فإنها ستقدم للغرب مخرجا يمكنه من العدول عن تهديداته بشن ضربات عسكرية ردا على الهجمات الكيميائية التي يتهم النظام السوري بشنها في ريف دمشق الشهر الماضي، كما انها ستستعيد صورة روسيا ونفوذها الاقليمي الذي تضرر خلال ما اطلق عليه “الربيع العربي”.

 لكن بوتين سيكون مدركا تماما للمخاطر التي يقع عليها فشل الخطة، خاصة اذا تبين ان تصريحات دمشق باستعدادها لتطبيق الخطة مجرد وهم.

 واغتنم بوتين الخطة لتعزيز دور روسيا امام العالم حيث اتخذ الخميس خطوة غير معتادة بنشر مقال في صحيفة نيويورك تايمز “لكي يتحدث مباشرة الى الشعب الاميركي وقادته السياسيين”.

 وتحدث بوتين في المقال عن التحالف بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة خلال الحرب العالمية الثانية التي هزمت فيها المانيا النازية، ما مهد الطريق لتاسيس مجلس الامن الدولي الذي يحظى فيه الحلفاء المنتصرون بمقاعد دائمة.

 ورسم بوتين صورة كارثية لكلفة القيام باي عمل عسكري ضد سوريا حيث حذر من “موجة جديدة من الارهاب” وانهيار النظام الدبلوماسي العالمي الذي يقوم على الامم المتحدة.

 وقال “نحن لا نحمي الحكومة السورية بل نحمي القانون الدولي”.

 واكد بوتين مرارا على ان بلاده لا تزال قوة عظمى. وانتقد تصريحات الرئيس الاميركي باراك اوباما بان السياسة الاميركية “هي ما يجعلنا مميزين”. وقال “من الخطر للغاية تشجيع الناس على اعتبار انفسهم استثنائيين مهما كان الدافع لذلك”.

 وقال محللون ان الخطة الروسية نجحت في الضرب على وتر حساس في الغرب، لانه يلعب بمهارة على تردد الحكومات الغربية والبرلمانات والشعوب التي لم تنس حرب العراق في 2003، في شن ضربة عسكرية ضد سوريا.

 وعلى المدى القصير، فإن الخطة الروسية تناسب الجميع لانها “لا تطلب المستحيل”، بحسب ما يرى اندري باكلتسكي من المركز الروسي للدراسات السياسية.

 واضاف “اذا نجحت الامور مع سوريا، فان روسيا تكون قد استعادت بطريقة جيدة مركزها كلاعب مهم في الشرق الاوسط”.

 واضاف “ولكن إذا بدأت سوريا في اخفاء اسلحتها وما الى ذلك، فان سمعة روسيا وموقعها سيصبحان عندئذ على المحك. انها خطوة جريئة من جانب روسيا، لكن يمكن ان تنجح رغم ذلك”.

 الا ان ظروف ظهور هذه الخطوة التي يمكن ان تدفع النظام السوري الى تقديم اكبر تنازل له خلال النزاع المستمر منذ اكثر من عامين، لا تزال غامضة، لكن يبدو انها مزيج من التفكير الطويل المدى ورد الفعل السريع.

 واعلنت موسكو عن تلك الخطة الاثنين مستغلة تصريحات لوزير الخارجية الاميركي جون كيري بان تسليم سوريا السريع لاسلحتها الكيميائية يمكن ان يجنبها الضربات العسكرية، وذلك في رد فعل براغماتي سريع من الدبلوماسية الروسية المحافظة.

 ولكن الفكرة لم تات كذلك من فراغ، حيث ان الرئيس الاميركي باراك اوباما والكرملين اكدا ان مثل هذا الاقتراح طرح خلال محادثات بين اوباما وبوتين في قمة مجموعة العشرين التي عقدت في روسيا الاسبوع الماضي.

 وقال الكسندر فيلونيك من معهد الدراسات الشرقية في الاكاديمية الروسية للعلوم “الفكرة نفسها كانت مطروحة، وكيري تحدث عنها، وفكرت روسيا فيها، وجرت حركة قوية متبادلة انتهزها الجميع”.

 وحتى لو تمكنت روسيا من تجنيب دمشق الضربات العسكرية، فانه لا يزال من غير المعروف التاثير الذي سيكون للخطة على دعم روسيا لدمشق والنزاع الذي ادى حتى الان الى مقتل اكثر من 100 الف شخص.

 ويعود تاريخ التحالف بين سوريا وروسيا الى أيام العلاقات القوية بين الاتحاد السوفياتي والرئيس حافظ الاسد والد بشار الاسد، وراى العديد من المحللين ان موقع الكرملين بشان سوريا يهدف الى الحفاظ على ما تبقى من نفوذ روسيا المتضائل بعد انتهاء الحقبة السوفياتية.

 ومن المقرر ان يلتقي بوتين الجمعة مع الرئيس الايراني الجديد حسن روحاني الذي تردد ان بوتين سيقدم له عرضا لبيعه انظمة صواريخ اس-300 في ما يبدو انه تحذير للولايات المتحدة من تنفيذ الضربات الجوية ضد سوريا.

صحف لندنية: معاناة السوريين مستمرة تحت نظام وحشي

نصر المجالي/ ايلاف

تشير التوقعات إلى أن معاناة الشعب السوري ستتواصل حتى لو تم تنفيذ المبادرة الروسية بشأن الأسلحة الكيميائية السورية، وسيواصل نظام الأسد ضرب السوريين، في وقت باتت فيه المصداقية الأميركية عالقة في رمال متحركة.

كان انتصار الدور الروسي وفشل إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما في الشأن السوري وانعكاسات ذلك على تغيير موازين القوى الدولية، محور تقارير وتحليلات عدد من الصحف البريطانية الصادرة، الخميس.

وقالت صحيفة (الغارديان) إن مبادرة نزع ترسانة الأسلحة الكيميائية المزعومة لدى الحكومة السورية لن تخفف من معاناة الشعب السوري العالق مع نظام الأسد “الوحشي”، لكنها بالتأكيد سوف تصب لصالح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتمثل انتصاراً له.

 ومن جهتها، قالت صحيفة (فايننشال تايمز) في مقال في صفحة الرأي تحت عنوان “المصداقية الأميركية عالقة في رمال الشرق الأوسط المتحركة” إن عدم قدرة الرئيس باراك اوباما على استخدام خطاب متسق وتنفيذ خطط فعالة في الشرق الأوسط قد يقوض سلطاته داخليًا وخارجيًا.

وتحدث تحليل لصحيفة (الغارديان) عن انعكاسات المبادرة الروسية في سوريا على تزايد دور موسكو في الشرق الأوسط، وما يترتب على ذلك من تغيير لموازين القوى الدولية.

 تجريد البيت الأبيض

وأشار الكاتب سايمون تيسدال إلى أن المبادرة لن تجرد النظام السوري من تلك الاسلحة لكنها جردت البيت الابيض من الحيل لتبرير التدخل في سوريا، مضيفاً أنه بالرغم من أن الفكرة قديمة وتمت مناقشتها من قبل بالفعل إلا أن التوقيت الذي اختاره بوتين لعرضها جعل منه صاحب الفكرة التي حازت على دعم الأمم المتحدة وايران وطمأن بها حلفاءه.

 وقالت الغارديان إن الارتياح الذي ابدته الأمم المتحدة وأوروبا للفكرة اجبر الرئيس الاميركي على تلقي المبادرة الروسية بكثير من اللهفة، خوفًا من تبعات تدخل عسكري يرفضه شعبه، الذي انهكته الحروب والازمات الاقتصادية التي تتبعها، ويرجح أن يرفضه الكونغرس.

وختمت الصحيفة البريطانية قائلة: إنه من المفارقات أن تسهم روسيا في اعادة سلطة اتخاذ القرار إلى مجلس الأمن بعد أن عرقلت عمله عدة مرات بخصوص الشأن السوري وهو ما قد ينقذ منطقة الشرق الأوسط من الاحادية الاميركية في اتخاذ القرارات “الطائشة” على حد تعبير الصحيفة، وهو ما قالت إنه سيروق للصين ودول البريكس وأوروبا بشكل عام وللشرق الأوسط بشكل خاص.

 عدم اتساق أوباما

وإلى ذلك، قالت صحيفة (الفايننشال تايمز) إن عدم الاتساق في السياسة الخارجية لأوباما ظهر جليًا في كلمته بمناسبة مرور 12 عاماً على أحداث 11 سبتمبر/ ايلول التي بدأها بتبرير ضرورة تنفيذ الضربة الأميركية لعقاب دمشق وتنفيذ التعهدات التي قطعتها الولايات المتحدة لحلفائها الأوروبيين للتصدي للاستخدام المزعوم للاسلحة المحرمة دولياً، ثم اختلط خطابه في ما بعد بالحديث عن الحلول الدبلوماسية والمبادرات الدولية وضرورة عدم التدخل لإزاحة “ديكتاتور” آخر بالقوة.

وأشارت الصحيفة إلى أن فشل الادارة الاميركية في السياسة الخارجية ستكون له انعكاسات كبيرة على الفشل داخليًا حتى في ما يتعلق بتمرير الميزانية والبرنامج الصحي الجديد الذي يروج له اوباما طبقاً لنظرية “الفائز يظل يفوز دائمًا”، مضيفة أن الرئيس الاميركي اصبح في مواجهة حفنة من الجمهوريين الذين سيعملون على افشال خططه الداخلية المتعلقة بالميزانية مستخدمين في ذلك تفاوت مواقفه الخارجية.

وخلصت الفايننشال تايمز إلى القول إنه في الوقت الذي يخشى فيه مراقبون أن التدخل العسكري الأميركي في سوريا قد يدفع ايران الى تسريع خطوات برنامجها النووي، يعتقد آخرون أن تراجع الولايات المتحدة المتوقع عن تلك الخطوة قد يشجع طهران على تطوير برنامجها من دون أن يطرف لها جفن.

لؤي المقداد يتهم الأسد بنقل سلاحه الكيميائي إلى العراق

لوانا خوري

ايلاف

رفضت المعارضة السورية المبادرة الروسية بإخضاع كيميائي النظام لإشراف أممي، بينما أكد لؤي المقداد تحضير بشار الأسد لنقل أسلحته الكيميائية إلى العراق تحت إشراف إيراني، لإخفائها عن المفتشين الأمميين.

في أبرز المواقف من مسألة إخضاع السلاح الكيميائي السوري للتفتيش والاشراف الدوليين، قال لؤي المقداد، المنسق السياسي والإعلامي لقيادة أركان الجيش السوري الحر، لصحيفة الوطن السعودية، إن النظام الحاكم في دمشق قام بالتحضير لنقل كميات من ترسانته الكيميائية إلى العراق، بإشراف فيلق القدس الإيراني، وبعلم نوري المالكي، رئيس الحكومة العراقي، من أجل النفاذ من مسألة التفتيش الأممي، التي طرحتها المبادرة الروسية لتجنيب نظام الرئيس السوري بشار الأسد ضربة عسكرية ما زالت احتمالات توجيهها قائمة، بالرغم من المساعي الدبلوماسية الحثيثة لإلغائها.

وأوضح المقداد أن خطوة نقل الأسلحة الكيميائية إلى العراق لم تتم إلا بعد اطمئنان الأسد بأن تدمير هذه الأسلحة أو الرقابة عليه يحتاج إلى ثلاث سنوات على الأقل.

رفض المعارضة

وكانت قيادة المعارضة السورية رفضت في بيان مصور بالفيديو الاقتراح الروسي بوضع الأسلحة الكيميائية في سوريا تحت مراقبة دولية، بحسب ما نقلته وكالة رويترز.

قال اللواء سليم إدريس، رئيس هيئة الأركان العامة للجيش السوري الحر، في تسجيل مصور تم بثه في ساعة متأخرة أمس الأربعاء: “تعلن رئاسة الاركان رفضها القاطع للمبادرة الروسية لوضع السلاح الكيميائي تحت الوصاية الدولية، وتطلب من المجتمع الدولي عدم الاكتفاء بسحب السلاح الكيميائي، وتعدي ذلك الى محاسبة مرتكب الجريمة ومحاكمته”.

 أربع مراحل

وفي سياق متصل، كشفت صحيفة كوميرسانت الروسية اليوم عن تفاصيل المبادرة الروسية لوضع الأسلحة الكيميائية السورية تحت الرقابة الدولية. فقد نقلت الصحيفة عن مصادر قولها إن المرحلة الأولى من المبادرة تقضي بانضمام سوريا إلى منظمة حظر السلاح الكيميائي. وفي المرحلة الثانية، تعلن دمشق عن مواقع تصنيع وتخزين أسلحتها الكيميائية.

وفي المرحلة الثالثة، تسمح دمشق لمفتشي منظمة حظر السلاح الكيميائي بدخول هذه المواقع، والاشراف على ما فيها من مخزون استراتيجي. اما المرحلة الرابعة والأخيرة فتقضي أن تقرر حكومة دمشق، بالتعاون مع المفتشين الدوليين، من يدمر هذه الأسلحة وكيف سيتم تدميرها. وأكدت كوميرسانت أن وليد المعلم، وزير الخارجية السوري، وافق على تفاصيل المراحل الأربع خلال زيارته الأخيرة لموسكو.

كما ذكرت الصحيفة أن روسيا والولايات المتحدة قد تقومان معًا بتدمير أسلحة سوريا الكيميائية، في إطار برنامج يحكم تعاون البلدين في تدمير أسلحة الدمار الشامل في دول ثالثة، على أن يقرر وزيرا الخارجيتين الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري هذا الأمر.

البحرية الأميركية: أسطولنا جاهز لضرب سوريا بقوة

أ. ف. ب.

رغم الجولات الدبلوماسية التي تجري بين الولايات المتحدة وروسيا لنزع فتيل الحرب على سوريا، إلا أن واشنطن لا تزال تحشد قواتها لتوجيه ضربة لنظام الأسد في حال فشلت المبادرة الروسية، وباتت البحرية الأميركية تنتظر فقط أوامر باراك أوباما لبدء هجومها.

 واشنطن:  اعلن مسؤول مدني كبير في قوات البحرية الاميركية الاربعاء ان السفن الحربية الاميركية في البحر المتوسط جاهزة لضرب النظام السوري “بقوة” ان اصدر الرئيس باراك أوباما أمرًا بذلك.

 ومع استبعاد واشنطن في الوقت الحاضر اي تحرك عسكري ضد دمشق لمواصلة السعي الى حل دبلوماسي يعتبر بمثابة الفرصة الاخيرة، فان الامين العام للبحرية راي مابوس ذكر بان المدمرات الاميركية المجهزة بصواريخ عابرة ما زالت في مواقعها في شرق المتوسط.

 وفي خطاب القاه في جامعة الدفاع الوطني بعد يوم من الخطاب المتلفز للرئيس الاميركي الذي دعا فيه الى تحرك عسكري “محدود” ان رفض نظام الرئيس بشار الاسد التخلي عن ترسانته من الاسلحة الكيميائية، قال مابوس “اؤكد لكم انه ان طلب منا الضرب، سنضرب بقوة، وسنضرب بسرعة”.

 واضاف “كما قال الرئيس مساء امس فانه (الهجوم) سيكون محدد الهدف وسيحد من قدرات نظام الاسد”.

 ويؤكد تصريح مابوس ان القوات البحرية ستكون في مقدمة اي هجوم اميركي على سوريا حيث يتوقع ان تعتمد بشكل رئيسي على صواريخ توماهوك التي تطلق من سفن في البحر. وقد انتشرت اربع مدمرات اميركية مسلحة بصواريخ عابرة في شرق المتوسط استعدادا لتوجيه ضربات محتملة لمعاقبة نظام الاسد المتهم بشن هجوم باسلحة كيميائية في 21 اب/اغسطس في ضاحية دمشق.

 من جهة اخرى ما زالت حاملة الطائرات نيميتز متمركزة في البحر الاحمر بمواكبة طراد وثلاث مدمرات مجهزة بصواريخ.

 الولايات المتحدة تدعو سوريا الى الكشف عن ترسانتها الكيميائية

  إلى ذلك، دعت الولايات المتحدة الخميس النظام السوري اليوم الخميس الى الكشف في اسرع وقت ممكن عن حجم وخصائص ترسانته الكيميائية فيما وصل وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى جنيف لاجراء محادثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف.

 وقال مسؤول أميركي بارز ان الهدف من المحادثات مع روسيا “التاكد من وجود طريق إلى الأمام هنا، وان الروس يعنون ما يقولونه .. والاهم معرفة ما اذا كان الاسد يعني ما يقول”.

 وسيعقد كيري الذي يرافقه فريق كبير من الخبراء في وقت لاحق محادثات مع لافروف حول الاقتراح الروسي بوضع هذه الترسانة وصرح المسؤول الذي يرافق كيري للصحافيين “سنتحدث مع الروس عن حجم المشكلة. وسنتحدث مع الروس عن مختلف طرق التخلص من الاسلحة وتدمير منشات الانتاج ومنشات المواد الكيميائية”. واكد “انه امر قابل للتنفيذ لكنه صعب”.

خبراء: تأمين أسلحة سوريا الكيميائية مهمة شاقة

أشرف أبو جلالة/ ايلاف

يشتد الجدال بين الدبلوماسيين حول الخطط التي يجب اتباعها لتأمين أسلحة سوريا الكيميائية، حيث يرى خبراء متخصصون إن المهمة لن تكون سهلة، بل ستواجهها تحديات كبرى مسبّبها الأول الحرب المستعرة في البلاد.

القاهرة: في وقت يشتد فيه الجدال بين الدبلوماسيين بخصوص الخطط التي يمكن إتباعها لتأمين أسلحة سوريا الكيميائية، أشار خبراء متخصصون في مسألة السيطرة على الأسلحة إلى أنهم يرون أن هناك مجموعة تحديات كبرى ينطوي عليها القيام بمثل هذه العملية المعقدة والمحفوفة بالمخاطر، في ظل تلك الحرب الأهلية المستعرة هناك.

 وستحاول الفرق الأممية الموفدة إلى سوريا لانجاز المهمة أن تجرب شيئاً جديداً، ألا وهو إيجاد وتأمين ترسانة مخبأة منذ فترة طويلة في بلد لطالما لم يوقع على الاتفاقات الدولية الكبرى الخاصة بالحد من التسلح، وذلك بالاتساق مع كل ما ستتعرض له تلك الفرق من انتقادات من جانب الفصائل المتحاربة والمتنازعة في سوريا.

وأشار الخبراء إلى أنه ورغم أن المهمة قد تستحق المجازفة، إلا أنها ستكون مكلفة وستستغرق وقتاً طويلاً، خاصة إذا انطوي الهدف على القيام بتدمير مادي لما يقدر بأنه الآلاف من رؤوس الحرب الكيميائية والصواريخ وكذلك مئات الأطنان من السموم الموجودة في مخازن خاصة بالمواد السائبة في كافة أنحاء المدن السورية.

 ونقلت صحيفة واشنطن بوست في هذا الإطار عن جان باسكال زاندرز، وهو باحث بلجيكي متخصص في شؤون الحد من التسلح، وكاتب لدى مدونة ذا ترينش التي تركز على أسلحة الدمار الشامل، قوله:”هذه عملية قابلة للتنفيذ وربما تكون فكرة عظيمة، لكن دعونا لا نكون ساذجين. وإن كان بمقدورك الالتفاف على المسائل القانونية واللوجستية، فإن خطوة تأمين المخزون قد يكون من السهل نسبياً تحقيقها. لكنك إن قررت تدمير الذخيرة، فعليك أن تنظر للأمر بمعيار السنين”.

هذا ويعتقد أن سوريا تمتلك ثالث أكبر مخزون للأسلحة الكيميائية في العالم، بعد الولايات المتحدة وروسيا. ويعتقد أيضاً أن ترسانة سوريا تشتمل على كميات كبيرة من غاز السارين المميت، وكذلك غاز الخردل ومجموعة أخرى من المواد السامة القاتلة.

 بيد أن الحكومة السورية لم تعترف بصورة رسمية حتى الآن بامتلاكها برنامجاً خاصاً بالأسلحة الكيميائية. وهو ما تغيّر يوم الثلاثاء حين قال وزير الخارجية وليد المعلم إن بلاده مستعدة للتوقيع على المعاهدة الدولية التي تحكم الأسلحة الكيميائية، لجعل مواقع أسلحتها الكيميائية متاحة للمراقبين الدوليين وللتخلص من الأسلحة.

وقوبل هذا التعهد المفاجئ بالانفتاح من جانب النظام السوري بترحيب مصحوب بقدر من الحذر من جانب المحللين الغربيين، الذين يدركون سرية نظام الأسد المعتادة.

 وقال ألكسندر كالوغين، سفير روسيا لدى الأردن، إن أي خطة لابد وأن تنطوي على “مفتشين دوليين”، ربما من الأمم المتحدة، وكذلك جهات ضامنة لسلامتهم البدنية.

وعاود زاندرز ليقترح إمكانية تخزين الأسلحة على أفضل نحو ممكن قرب مدينة طرطوس الساحلية، حيث تمتلك روسيا قاعدة بحرية هناك. كما نوّه زاندرز إلى المشاركة الكبرى ليس فقط من جانب روسيا وإنما كذلك من جانب إيران الداعمة للأسد.

وتابعت الصحيفة بقولها إن تجربة فريق خبراء الأسلحة الكيميائية التابع للأمم المتحدة الذي سافر إلى دمشق الشهر الماضي من أجل فتح تحقيق بشأن هجمات مزعومة بالغازات السامة، جاءت لتبرز الصعوبات التي ستواجهها أي مجموعة مفتشين، وذلك رغم الترحيب بوعود الأسد الخاصة بالسماح للمفتشين بزيارة المواقع.

مقاتلات سورية تحلق قرب قاعدة أكروتيري البريطانية في قبرص

وكالات

حلقت مقاتلتان سوريتان فوق قبرص بالقرب من قاعدة أكروتيري البريطانية، فانطلق مقاتلات تايفون لاعتراضها وإجبارها على العودة نحو المياه الدولية.

في خبر مثير فعلًا، ذكرت وكالة نوفوستي الروسية اليوم الخميس أن السوريين بدأوا حربًا نفسية على القوى العسكرية الأميركية، من خلال تحليق مقاتلات سورية من طرازي ميغ-29 وسوخوي-24 أخيرًا في الأجواء القبرصية، بالقرب من قاعدة أكروتيري العسكرية البريطانية، “مُظهرة قدرتها على ضرب أهداف تبعد عن شواطئ سوريا 100 ميل”،  كما نقلت نوفوستي عن صحيفة أرغومينتي نيديلي.

اعتراض مقاتلات سورية

إلا أن هذا الخبر سبق أن ظهر في صحيفة ميرور نيوز البريطانية الاثنين الماضي، حين قال تقرير إن مقاتلات من طراز تايفون، تابعة لسلاح الجو البريطاني، اعترضت مقاتلتين سوريتين بالقرب من القاعدة البريطانية في قبرص.

وقالت ميرور نيوز إن المواجهة وقعت مع تحليق مقاتلتين سوريتين من طراز سوخوي-24 الروسية فوق الدفاعات الجوية البريطانية في قبرص، ورفضتا الرد على محاولات برج مراقبة القاعدة الجوية البريطانية (أكروتيري) للاتصال بهما، “فحلقت مقاتلات تايفون قبل دخول المقاتلتين السوريتين منطقة الحظر الجوي التي تفرضها بريطانيا، على بعد نحو 22 كيلومترًا عن قاعدة أكروتيري، للاتصال بشكل مرئي مع طياريها”.

وحين رصدت المقاتلتان السوريتان على راداراتهما مقاتلات تايفون البريطانية، والتي كانتا ستسقطهما لو أنهما دخلتا منطقة الحظر الجوي، عادتا أدراجهما نحو البحر.

وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية أكد أن طائرتي تايفون انطلقتا من القاعدة التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني في قبرص، وحلقتا للتحقيق في طائرة مجهولة الهوية شرق قبرص. وأضاف أن الطائرة كانت تحلّق بشكل قانوني في المجال الجوي الدولي، ولم تكن هناك حاجة لاعتراضها.

وتعتقد صحيفة ميل أون لاين أن مقاتلتين تركيتين من طراز أف-16 أس شاركتا أيضًا في التحقيق، انطلاقًا من القاعدة العسكرية في انجيرليك بتركيا. ورجحت أن تكون المقاتلتين السوريتين من نوع سوخوي أس يو 24 أس، التي تتسلح بأسلحة ثقيلة، وبإمكانها الوصول من سوريا إلى قبرص خلال خمسة عشر دقيقة.

تأكيد إسرائيلي

وإلى جانب الصحيفتين البريطانيتين، كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت على موقعها الإلكتروني صباح الاثنين عن تحليق طائرات حربية سورية بالقرب من حدود قبرص. ورأى المحللون ان الخطوة محاولة سورية للإشارة إلى أن سوريا قادرة على مواجهة أي هجوم عبر الجو، وأن الرئيس السوري يستطيع رد الهجوم، كما علقت الصحيفة العبرية.

وقالت يديعوت أحرونوت إن مجموعة من مقاتلات سوخوي السورية حلقت في أجواء قبرص وفي عرض البحر المتوسط، بالقرب من المياه الاقليمية الاسرائيلية الاسبوع الماضي، “في محاولة لإظهار الرئيس السوري نفسه على انه هو من يعد العدة لشن هجوم على المصالح الغربية واسرائيل، حال تعرضه للهجوم الاميركي المتوقع”.

واضافت الصحيفة أن الطائرات الحربية السورية انسحبت من الأجواء القبرصية بعد تحليق طائرات بريطانية في الأجواء القريبة من الطائرات السورية، وربما حدثت مطاردة جوية، ما دفع بالطائرات السورية إلى المغادرة فورًا.

فرنسا تختار «المقاربة المزدوجة» في التعاطي مع المبادرة الروسية

انفتاح على المقترحات الروسية واستعداد للعودة إلى الخيار العسكري في حال الفشل

باريس: ميشال أبو نجم

كثفت باريس اتصالاتها الدبلوماسية على أعلى المستويات، وخصوصا مع الولايات المتحدة، شريكتها في الموقف المتشدد من النظام السوري، للاتفاق على استراتيجية موحدة ورسم ملامح المرحلة الجديدة التي بدأت مع الاقتراح الروسي بوضع الترسانة الكيماوية السورية تحت رقابة دولية تمهيدا للتخلص منها.

وقبل اللقاء المرتقب اليوم بين وزيري خارجية الولايات المتحدة وروسيا، تريد باريس أن تكون جزءا من الاتصالات والمشاورات الدولية، الأمر الذي عكسه إسراعها في كتابة مشروع قرار عرضته على شريكتيها الغربيتين في مجلس الأمن (بريطانيا والولايات المتحدة). وبعد أن أعلن الوزير سيرغي لافروف رفض بلاده لمشروع القرار الفرنسي لتضمنه فقرات لا يقبلها الطرف الروسي، وأهمها وضع القرار تحت الفصل السابع وتعيين النظام السوري مسؤولا عن «الجريمة الكيماوية» في 21 أغسطس (آب) الماضي والسماح بـ«تدابير عقابية» في حال رفضت دمشق التعاون الكامل مع الأمم المتحدة، عجلت باريس بالقول إنها جاهزة لـ«تعديله»، ما يدلل على رغبتها في أن تبقى أفكارها محورا للنقاش.

وأول من أمس جرى اتصال مطول بين الرئيسين الأميركي والفرنسي باراك أوباما وفرنسوا هولاند قبل أن يلقي أوباما كلمته للوصول إلى موقف موحد للرد على التحرك الدبلوماسي الروسي. وصباح أمس، عقد في قصر الإليزيه اجتماع لمجلس الدفاع المصغر برئاسة هولاند وحضور رئيس الحكومة ووزراء الدفاع والخارجية والداخلية ورئيس أركان القوات المسلحة الفرنسية، حيث تم الاتفاق على «مقاربة مزدوجة» بانت مكوناتها من خلال بيان الرئاسة الفرنسية. وتتلخص هذه المقاربة برغبة باريس في استكشاف جدية المبادرة الروسية وما يمكن أن تفضي إليه، وفي الوقت عينه الاستمرار في التأهب لمعاقبة النظام السوري لاستخدامه السلاح الكيماوي وردعه من اللجوء إليه مجددا. وجاء في البيان أن هولاند أشار إلى «عزم باريس على استكشاف كل السبل في مجلس الأمن الدولي للتوصل إلى فرض رقابة فعلية ويمكن التحقق منها، كما أن فرنسا باقية على تواصل مع شركائها وما زالت متأهبة لمعاقبة النظام السوري على استخدامه السلاح الكيماوي وردعه من اللجوء إليه مجددا».

وكان الرئيس الأميركي اعتبر المبادرة الروسية التي استندت في الأساس إلى تصريحات الوزير كيري «مشجعة» ومن شأنها «وضع حد للترسانة الكيماوية السورية دون اللجوء إلى استخدام القوة».

والواقع أن باريس وواشنطن تقولان الشيء نفسه: نعم للبحث في المبادرة الدبلوماسية الروسية التي قبلتها سوريا والتي هدفها التخلص من ترسانة النظام الكيماوية مع الإبقاء على التأهب للعودة إلى الخيار العسكري في حال تبين أن دمشق وموسكو تناوران ولا تتعاونان بصدق. وترى باريس أن «الليونة» التي أبدتها موسكو ودمشق بعد نحو ثلاثين شهرا من الحرب في سوريا سببها شعور الطرفين أن الضربة العسكرية «آتية»، ولذا تقول المصادر الفرنسية إنه «من الخطأ اليوم» التخلي عن التلويح باستخدام القوة. بيد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رفض هذا «المنطق» وطالب بوقف التهديد باللجوء إلى السلاح تحت طائلة رفض النظام السوري التعاون إذا وجد نفسه مهددا.

وتبدو باريس «حذرة» إزاء مبادرة اللحظة الأخيرة التي أخرجها وزير الخارجية الروسي من قبعته، ولذا فإن مشروع القرار الذي عرضته على بعض أعضاء مجلس الأمن «يترجم» الخوف من «مناورات روسية».

ولم تفاجأ المصادر الفرنسية برفض لافروف القطعي مشروع القرار الفرنسي، وهي تتوقع أسبوعا من المساومات قبل التوصل إلى ما يسمى دبلوماسيا «نقطة التوازن» في المشروع المنتظر بحيث يقبله الغربيون ولا يعارضه الروس والصينيون. وتعمل باريس على تحويل مشروع القرار الذي كتبه دبلوماسيوها إلى مشروع قرار مشترك فرنسي بريطاني أميركي.

وفي حوار مطول مع إذاعة فرنسية، فصل السفير الروسي في باريس ألكسندر أورلوف «اعتراضات» بلاده على المشروع الفرنسي وتساءل عن أسباب «التسرع» الذي أبدته باريس حين قدمته في اليوم نفسه الذي أطلقت فيه موسكو مبادرتها. وفهم من كلام السفير المذكور أن بلاده ترفض تحميل مسؤولية ما حصل صبيحة 21 أغسطس الماضي للنظام، كما ترفض البند السابع و«الإجراءات» العقابية للنظام في حال أخل بتعهداته. وأكد السفير الروسي أن بلاده «أخطأت مرة أولى» في ليبيا عندما لم تعترض على قرار أممي تضمن الفقرة نفسها، وهي لن تخطئ مرة ثانية.

وفي أي حال، ترى باريس أنه من المبكر توقع هذه الأمور أو تلك في الوقت الحاضر، وهي تتوقع أسبوعا دبلوماسيا حافلا بينما عينها تنظر باتجاه جنيف بانتظار ما سيصدر عن لقاء كيري لافروف.

تدمير الأسلحة الكيماوية السورية يتطلب جهدا ووقتا ويواجه عقبات كثيرة

الخطوة «جيدة» لكنها لن تقلل من قدرة النظام على القتال بأسلحة تقليدية

واشنطن: هبة القدسي

اختلفت آراء المحللين حول التفاصيل الخاصة بإخضاع الأسلحة الكيماوية السورية للإشراف الدولي، وأشاروا إلى تحديات تجعل هذه العملية محفوفة بالمخاطر في خضم الصراع الذي تشهده سوريا، إضافة إلى تكلفتها العالية والوقت الطويل الذي تتطلبه العملية، خاصة إذا كان الهدف هو تدمير آلاف الرؤوس الحربية الكيماوية والصواريخ ومئات الأطنان من المواد السائلة التي يتم تخزينها في مناطق متعددة بسوريا.

وأشار مصدر دبلوماسي بالأمم المتحدة لـ«الشرق الأوسط» إلى أن هناك الكثير من الطرق لتدمير الأسلحة الكيماوية لدى سوريا، وأحد الخيارات هو نقل هذا المخزون إلى موقع طرطوس العسكري حيث يمكن تدمير تلك الأسلحة داخل سوريا، وأحد الخيارات أيضا هو إرسال فريق دولي للإشراف على تدمير تلك الأسلحة في مواقع تخزينها الحالية، أو إرسال مخزون الأسلحة الكيماوية السورية إلى بلد أوروبي أو إلى تركيا.

وفيما يتعلق بالجدول الزمني لتنفيذ ذلك، أشار المصدر الدبلوماسي إلى أنه يمكن وضع خطة في خلال أيام، بحيث تشكل لجنة تضم خبراء توافق عليهم الحكومة السورية والأمم المتحدة، وتصل هذه اللجنة إلى سوريا للقيام بجرد مخزونات الأسلحة الكيماوية ووضعها في مكان واحد، ثم الإشراف على عمليات تدميرها.

وأشار المصدر الدبلوماسي إلى أهمية أن تقوم سوريا بالتوقيع على اتفاقية منع انتشار الأسلحة الكيماوية التي تلزم الموقعين على الامتناع عن إنتاج أو استخدام الأسلحة الكيماوية وتدمير كافة ما لديها من أسلحة، مشيرا إلى أنه بذلك يمكن ضمان أن الحكومة السورية لن تقدم على إنتاج أسلحة كيماوية جديدة بعد المبادرة بتسليم ما لديها من مخزونات للمجتمع الدولي. وأوضح المصدر أن هناك غموضا في موقف سوريا من شرط التوقيع على الاتفاقية، وأن الباب مفتوحا للجهود الدبلوماسية لتشجيعها على ذلك وإنهاء هذه الأزمة.

وأبدى المصدر الدبلوماسي قلقه من احتمالات وجود بعض المعوقات لتنفيذ خطة تدمير الأسلحة الكيماوية السورية، وقال: «ليس واضحا ما إذا كانت الحكومة السورية ستسمح للمفتشين بزيارة كل مواقع تخزين الأسلحة الكيماوية ومدى حركة الحركة المسموحة لهم، وإذا كانت ستضع شروطا للموافقة على قائمة المفتشين، إضافة إلى تفاصيل تتعلق بكيفية تدمير الأسلحة بشكل آمن داخل سوريا أو خارجها»، مشيرا إلى أن المفتشين الدوليين واجهوا عوائق كثيرة في هذا الصدد بسوريا في الماضي.

وأوضح المصدر الدبلوماسي أن موافقة سوريا على تدمير المخزون من السلاح الكيماوي، خطوة جيدة، لكن ذلك لن يقلل من قدرة النظام السوري على الاستمرار في القتال مع المعارضة باستخدام الأسلحة التقليدية، مشيرا إلى ضرورة التوصل إلى حلول دبلوماسية لدفع الأسد للرحيل من السلطة لوقف إطلاق النار واستمرار الحرب بين الجانبين.

وقال جان باسكال زاندرز، الباحث في مجال الأسلحة الكيماوية لصحيفة «واشنطن بوست»، إن تأمين المخزون من الأسلحة الكيماوية قد يكون سهلا نسبيا، لكن تدمير تلك الأسلحة يستلزم جهدا ووقتا وتكلفة كبيرة ويستوجب بناء مرافق حرق تخضع لمعايير صارمة لمنع التلوث. واقترح تجميع الأسلحة الكيماوية وتخزينها في ميناء مدينة طرطوس حيث تحتفظ روسيا بقاعدة بحرية، كما اقترح إشراك روسيا وإيران في العملية، لأن كلا البلدين وقعا على معاهدة الحد من الأسلحة الكيماوية، وقال: «إن وجودهم، رغم الشكوك الغربية، يمكن أن يساعد على ضمان تعاون سوريا».

الأمم المتحدة توثق تسع مجازر ارتكبها النظام والمعارضة العام الماضي

«المرصد السوري» يحمل مسلحي «النصرة» مسؤولية قتل 12 علويا في ريف حمص

بيروت: نذير رضا

أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 12 علويا في ريف حمص الشرقي، قبل أن تشتعل الجبهة بالاشتباكات بين مسلحين معارضين والقوات الحكومية في منطقة تشهد توترات طائفية منذ شهرين، في وقت أعلن فيه تقرير للأمم المتحدة أن هناك أدلة تؤكد ارتكاب قوات الحكومة السورية ومؤيديها ثماني مذابح على الأقل في سوريا، وارتكاب مسلحي المعارضة مذبحة واحدة خلال العام الماضي، وذلك في «قتل جماعي متعمد».

وأفاد المرصد السوري بأن «جبهة النصرة» مسؤولة عن قتل 12 علويا خلال سيطرتها لعدة ساعات على قرية مكسر الحصان بريف المخرم في ريف حمص الشرقي، أول من أمس، حيث دارت اشتباكات عنيفة لاحقا بين جبهة النصرة وكتيبة مقاتلة من جهة، والقوات النظامية من جهة أخرى، تمكنت القوات النظامية على أثرها من السيطرة على القرية.

لكن المعارضة السورية شككت في وقوع حادثة القتل المتعمد التي أكدتها وكالة «سانا» الرسمية السورية للأنباء. وقال عضو المجلس العسكري في حمص خالد بكار لـ«الشرق الأوسط»: «إننا لم نتأكد من وقوع المجزرة بحق العلويين»، معتبرا أن النظام السوري «يحاول تغذية الوتيرة الطائفية، والترويج لأخبار من هذا النوع، لتأكيد ادعاءاته بأن الثوار إرهابيون».

ولا تنفي مصادر المعارضة السورية «حصول تجاوزات من قبل المسلحين». وإذ نفى بكار علم المجلس العسكري في حمص بالمجزرة، أعرب عن انزعاج المعارضة من «تجاهل المجتمع الدولي لارتكابات القوات النظامية بحق السكان والمدنيين، وإشغال الناس بقضية السلاح الكيماوي وقصف سوريا».

وأكدت دمشق حصول الواقعة في ريف حمص الشرقي، حيث أعلنت وكالة «سانا» أن وحدات من الجيش النظامي استعادت السيطرة على قرية مكسر الحصان بريف المخرم في ريف حمص. وقال مصدر عسكري إن وحدة من الجيش النظامي «قضت على عدد كبير من الإرهابيين ودمرت أدوات إجرامهم»، لافتا إلى أن «إرهابيين كانوا اعتدوا على أهالي مكسر الحصان في ناحية جب الجراح، وارتكبوا مجزرة بحقهم، حيث استشهد 12 مواطنا وعاثوا فيها تخريبا»، كما لاحقت وحدة من الجيش «مجموعة إرهابية مسلحة جنوب وادي السايح وأوقعت أفرادها بين قتيل ومصاب، فيما تصدت وحدة أخرى لمحاولة إرهابيين الاعتداء على عدد من النقاط العسكرية في المشرفة، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد منهم».

وتعرف هذه المنطقة باختلاطها، حيث تسكنها أغلبية علوية، وتتهم المعارضة قرى العلويين بأنها باتت ملجأ للميليشيات الحكومية المعروفة بـ«الشبيحة». ويقول المتحدث باسم القيادة العليا للجيش الحر قاسم سعد الدين لـ«الشرق الأوسط» إن المنطقة «تسكنها أغلبية علوية، وهي محمية من القوات النظامية بشكل كبير»، مؤكدا أن اختراقها من قبل مسلحي المعارضة «صعب»، وموضحا أن «تواجد الشبيحة الكثيف فيها يزيد صعوبة الوصول إليها».

لكن هذا الواقع لا يعني أن المعارضة لا تشن عمليات عسكرية فيها، فقد بدأت قرى شرق حمص تتعرض لهجمات القوات المعارضة منذ بدء الحملة العسكرية النظامية على أحياء حمص الداخلية، وبينها أحياء هود، الخالدية، وبابا عمرو… وبحكم التنوع الطائفي في ريف المخرم التابع لمحافظة حمص، توجد قوات المعارضة في أكثر من مكان، في حين لا تشهد وجودا كثيفا للمتشددين. ويقول سعد الدين: «إن المقاتلين الإسلاميين لا يتواجدون بكثافة في حمص، كما أن أعدادهم في هذه المنطقة شرق حمص قليلة».

والى جانب حادثة ريف حمص، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان قتل مسلحين مجهولين فجر أمس عائلة من أربعة أشخاص: الأب والأم وطفليهما، من سكان قرية المتراس التي يقطنها مواطنون من التركمان السنة، في حين كانوا يعملون في مزرعة تقع قرب قرية تنورين التي تقطنها أغلبية من أتباع الديانة المسيحية. وأشار المرصد إلى أن تنورين «تشهد حالات نزوح تخوفا من ردود فعل على الجريمة بحق العائلة».

في هذا الوقت، قالت لجنة الأمم المتحدة التي تحقق في انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا: «تأكد وقوع قتل جماعي متعمد، وحددت هوية المرتكبين بحسب معايير الإثبات لدى اللجنة». وأشار معدو آخر تقرير أصدرته اللجنة أمس إلى أن أعضاء اللجنة الأربعة «حققوا أيضا في تسع حوادث قتل جماعية أخرى مشتبه بها منذ مارس (آذار)»، لا تشمل مجزرة الغوطة التي قيل إن النظام السوري استخدم فيها السلاح الكيماوي. وخلص التقرير إلى أن «القصف المدفعي بلا هوادة قتل آلاف المدنيين، وأدى إلى نزوح سكان مدن بأكملها. وإن قتلا غير مشروع، ومذابح ارتكبت وأفلت مرتكبوها من العقاب».

ولفت التقرير إلى أن «عددا غير محدد من الرجال والأطفال والنساء قد اختفوا»، كما «قتل كثيرون في الاعتقال، أما الناجون فلا يزالون يعانون من آثار الجروح والتعذيب جسديا ونفسيا، فضلا عن قصف مدارس ومستشفيات».

المعارضة السورية تعلن تقديم واشنطن أسلحة فتاكة لمقاتليها

متحدث باسم الائتلاف قال إن الأميركيين تأكدوا أنها لن تقع في الأيدي الخطأ

واشنطن – لندن: «الشرق الأوسط»

أعلن متحدث باسم ائتلاف جماعات المعارضة المسلحة السورية أن الولايات المتحدة بدأت توزيع بعض الأسلحة الفتاكة على مقاتلي جماعات تسعى للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.

وقال عبد القادر صالح خلال مؤتمر صحافي عقده في واشنطن: «الولايات المتحدة توزع مساعدات غير فتاكة.. وبعض المساعدات الفتاكة أيضا على المجلس العسكري الأعلى»، في إشارة إلى المجلس الذي يشرف على عمليات المقاتلين الذين يعملون تحت قيادة اللواء سليم إدريس.

وكان مسؤولون بالبيت الأبيض أشاروا في يونيو (حزيران) إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما قرر تقديم مساعدات عسكرية لمقاتلي المعارضة السورية، لكن منذ ذلك الحين قال مشرعون أميركيون وقادة لمقاتلي المعارضة إنه لم تصل أي أسلحة فتاكة.

وقال صالح إن الولايات المتحدة بدأت تقديم المساعدات الفتاكة «لأنهم متأكدون أن الآليات التي أرساها المجلس العسكري الأعلى جرى اختبارها بشكل جيد وأنهم سيكونون متأكدين من أن الأسلحة لن تقع في الأيدي الخطأ»، حسبما أوردته وكالة «رويترز» أمس.

وبدا أن صالح يشير إلى قلق واشنطن من احتمال أن تصل أسلحة أميركية في نهاية المطاف إلى جماعات إسلامية متشددة مثل جبهة النصرة التي تنشط في شمال سوريا.

وتعليقات صالح التي أدلى بها في مؤتمر صحافي في واشنطن قد تكون أول إشارة علنية إلى أن معدات عسكرية أميركية مثل أسلحة أو ذخائر تجد طريقها بالفعل إلى المقاتلين الذين يقاتلون قوات الأسد.

وقال مصدر حكومي أميركي إن من غير المرجح أن تكون أي أسلحة قدمتها الولايات المتحدة موجودة على الأرض في أيدي مقاتلي المعارضة السورية في الوقت الحالي رغم أنه لم ينف احتمال أن تكون مثل هذه المساعدات قيد الإعداد.

وتحدث صالح، الذي مقره تركيا، في مؤتمر صحافي دعي إليه لحث الكونغرس الأميركي على تفويض أوباما شن ضربات عسكرية محدودة في سوريا في أعقاب هجوم بأسلحة كيماوية على مناطق تحت سيطرة المعارضة خارج دمشق في 21 أغسطس (آب) تلقي الولايات المتحدة بالمسؤولية فيه على قوات الأسد.

وقال صالح إن قادة عسكريين ينسقون مع الدول التي قد تشارك في ضربة تقودها الولايات المتحدة.

وبعد عامين من الإحجام عن تسليح المعارضة السورية بشكل مباشر جاء تعهد البيت الأبيض في يونيو (حزيران) بتقديم مساعدات عسكرية لمقاتلي المعارضة بينما قالت الحكومة الأميركية إن لديها أدلة على أن قوات الأسد استخدمت أسلحة كيماوية على نطاق محدود في وقت سابق هذا العام.

ولم يصدر تعقيب على تعليقات صالح من وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي أي إيه) التي تشرف على المسعى السري لتسليح المعارضة السورية.

عيد ميلاد الأسد.. أفول حكم العائلة

احتفالات علنية لأول مرة في دمشق

لندن: «الشرق الأوسط»

بينما تقف مؤسسات الدولة السورية على قدم وساق مستنفرة كل قواها في ظل التعرض لتهديد عسكري دولي جدي ينذر بأفول حقبة آل الأسد، يستقبل الرئيس بشار الأسد مناسبة عيد ميلاده الـ48 أمس في أجواء من القلق والخوف من مجهول يتربص بمصيره الشخصي فيما لو فشلت المساعي السياسية، حيث تجري التحضيرات على قدم وساق في مختلف أنحاء العاصمة لتهيئة ملاجئ، وتأمين الخدمات في حالات الطوارئ، وإعادة نشر للقوات، ونقل ترسانات السلاح؛ تحسبا لوقع الضربة العسكرية.

ودعا موالون للنظام السوري سكان دمشق للتعبير عن دعمهم للأسد والمشاركة بمسيرة بالسيارات تنطلق من مدينة الجلاء الرياضية الواقعة في حي المزة الراقي إلى شارع الثورة في مركز المدينة.

وجرت العادة لدى النظام السوري بعدم الاحتفال بعيد ميلاد رئيس الجمهورية، وظلت الحياة الخاصة لأركان النظام عبر خمسة عقود بعيدة تماما عن الأضواء، وتخضع لتعتيم كامل، إلى أن ورث الأسد الابن السلطة عن أبيه حافظ الأسد. ومع أن الأسد الابن حافظ على تقاليد عدم الاحتفال بالمناسبات الخاصة، فإن عقيلته أسماء أظهرت اهتماما بإجراء مقابلات مع وسائل الإعلام الغربية تتناول حياتهما الشخصية باعتبارها جزءا من دعاية النظام التي تحاكي مزاج الغرب، وظهوره وعقيلته كزوجين ناجحين على غرار العائلات الحاكمة في الغرب. فكان يسمح بنشر صور لهما في السوق أو أثناء نشاط اجتماعي بعيدا عن العمل الرسمي.

وربما يكون هذا العام هو الأول الذي يتحدث فيه السوريون عن عيد ميلاد الرئيس بشار الأسد في مواقع الإنترنت وصفحات التواصل الاجتماعي، حيث خصصت صفحات بعض المجموعات الموالية للنظام منشورا خاصا لتلقي التهاني بعيد ميلاد الأسد. كما أرسل آخرون رسائل تهنئة وتبريك وقصائد عبر التعليقات على صفحة رئاسة الجمهورية الرسمية، منها ما كتبته إحدى المعجبات بالأسد: «سيدي الرئيس كل عام وأنت بألف خير.. كل عام وأنت من نصر إلى نصر.. كل عام وأنت قائد وحام لسوريا.. كل عام وأنت قائد للشعوب العربية بحكمتك وشجاعتك.. وعقبال 100 سنة».

في المقابل سخر المعارضون من ذكرى ميلاد الأسد التي تتزامن مع ذكرى الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) الأسود الأميركي، الذي جر الوبال على العالم الإسلامي.

في حين طالب ميشيل كيلو، عضو الهيئة السياسية للائتلاف، «بوضع الرئيس السوري بشار الأسد تحت حجر ورقابة دوليين»، وقال في تصريحات صحافية: «لن نقبل بغير ذلك، ولن نذهب لأي عملية سياسية ولا لأي مكان دون ذلك، لا إلى جنيف ولا غير جنيف، ولن ننطق بأي كلمة عن السلام إن لم يوضع هذا الشخص تحت رقابة دولية هو ونظامه كله»، نافيا قبول المعارضة السورية بأي حل سياسي ما لم يوضع النظام السوري تحت المراقبة الدولية وليس سلاحه الكيماوي فقط، لأن الأسد والنخبة التي تحكم سوريا «أخطر من السلاح الكيماوي بالنسبة للسوريين»، بحسب تعبير كيلو.

ويمر عيد ميلاد الأسد الـ48 في ظروف استثنائية، بعد اندلاع الثورة ضد نظامه في مارس (آذار) 2011. والرئيس الأسد من مواليد دمشق عام 1965. أكمل تحصيله العلمي في سوريا وتخرج طبيبا متخصصا في طب العيون من جامعة دمشق في عام 1988.

غادر عام 1992 إلى بريطانيا حيث عاش سنتين خلال فترة تخصصه هناك. اختير في عام 1994 رئيسا لمجلس إدارة الجمعية السورية للمعلوماتية. بعد وفاة أخيه الأكبر باسل الذي كان مهيأ لوراثة السلطة، وفي العام ذاته انتسب للقوات المسلحة وتدرج في صفوفها حتى حصل على أكثر من رتبة ابتداء من ملازم أول مرورا بنقيب ورائد ومقدم ثم عقيد.

تولى بشار الأسد الحكم في عام 2000 بعد وفاة والده حافظ الأسد بعد حكم استمر قرابة 30 عاما. وعُدِّل الدستور فيما يتعلق بسن الرئيس، ليتمكن من تسلم الحكم.

بوتين يشترط التخلي عن الحل العسكري مقابل الكيميائي

و”التعاون الخليجي” يرى أن مبادرة موسكو لا توقف نزف الدم

واشنطن “عازمة وجاهزة” لضرب الأسد ولن تنتظر “طويلاً”

                                             (ا ف ب، رويترز، يو بي أي، العربية، “المستقبل”)

تواصل الولايات المتحدة حشد كل طاقاتها لتوجيه ضربة عسكرية لبشار الأسد، مع تأكيد وزيري الدفاع والخارجية الأميركيين تشاك هيغل وجون كيري ومعهما رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية مارتن ديمبسي أمس، العزم والجاهزية على معاقبة الأسد لاستخدامه السلاح الكيميائي.

وتخوف وزير الدفاع الأميركي في إفادته أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب أمس، “من وصول السلاح الكيميائي لقوى إرهابية مثل “حزب الله” فتستخدمه ضد حلفائنا وشركائنا في المنطقة، وهذا يضر بمصلحتنا القومية الأميركية”.

وأنذرت الولايات المتحدة نظام دمشق أمس بأنها لن تنتظر طويلاً قبل أن ينزل عند الشروط التي يمكن أن تجنبه ضربة عسكرية تتقدم حظوظها مع مراوغة موسكو بشأن الأسلحة الكيميائية التي بحوزته، ولا سيما بعد اشتراط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تخلي واشنطن وحلفائها عن الحل العسكري “وإلا فإن كل ذلك لن يكون له معنى” حسب تعبيره.

ففي موسكو بدا الروس وكأنهم يستدعون ضربة عسكرية لنظام دمشق بعد أن قال الرئيس الروسي في تصريحات اذاعها التلفزيون إن اقتراحهم بشأن كيميائي الاسد “لن ينجح الا اذا سمعنا ان الجانب الاميركي وجميع اولئك الذين يؤيدون الولايات المتحدة يرفضون استخدام القوة”.

وألغيت أمس جلسة مغلقة طارئة لمجلس الامن الدولي بشأن سوريا بعدما سحبت روسيا طلبها لعقد الجلسة.

وقال ديبلوماسيون طلبوا عدم نشر اسمائهم انه كان من المتوقع ان يركز الاجتماع على خطة روسية لوضع الاسلحة الكيميائية السورية تحت رقابة دولية.

وأعلن مسؤول أميركي أمس أن وزير الخارجية جون كيري سيلتقي غداً نظيره الروسي سيرغي لافروف في جنيف لبحث تطورات الملف السوري.

ويأتي اعلان هذا اللقاء بعيد اتصال هاتفي بين المسؤولين ابلغ خلاله لافروف نظيره الاميركي بتفاصيل الخطة الروسية الهادفة الى وضع الترسانة الكيميائية السورية تحت رقابة دولية.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية فيليب لاليو أمس، ان فرنسا مستعدة لأن تعدل ضمن حدود معينة، مشروع القرار الذي تقدمت به حول سوريا الذي اعتبرت موسكو انه “مرفوض”.

وقال لاليو “نحن مستعدون لتعديل مشروعنا شرط ان يتم الحفاظ على مبادئه الكبرى وأهدافه”. وأضاف المتحدث “من المفاجئ ان يرفض الروس نصاً لم يطلعوا عليه بعد. ننوي بطبيعة الحال مناقشة الامر معهم”.

وأفاد دبلوماسيون أمس انه تم حتى إشعار آخر، إرجاء اجتماع لمجلس الامن الدولي كان مقررا أمس.

وكانت روسيا دعت الى هذا الاجتماع في ظل رفضها لمشروع قرار فرنسي ذكر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان بلاده ستعرضه على شركائها في مجلس الامن.

ويندرج المشروع الفرنسي ضمن الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة الذي يجيز استخدام القوة.

وقرر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند دعوة مجلس الدفاع المصغر لاجتماع عاجل بشأن سوريا يعقد صباح اليوم وذلك بحسب ما أعلن قصر الإليزيه مساء.

وأكد وزيرا الدفاع والخارجية الأميركيين تشاك هيغل وجون كيري ومعهما رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية مارتن ديمبسي، ضرورة معاقبة الأسد على استخدامه السلاح الكيميائي وجاهزية التحرك بمجرد صدور أمر من الرئيس الأميركي باراك أوباما.

وقال وزير الدفاع هيغل في إفادته أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب بأنه داعم قوي للرئيس أوباما في قراره وفي سعيه لاستخدام القوة ضد سوريا. وأوضح هيغل “من مصلحتنا القومية تقويض قوة الأسد الكيميائية وردعه عن استخدام الكيماوي مجدداً”.

وأضاف هيغل: “على الشعب الأميركي أن يفهم أنه من الصعب علينا اللجوء الى استخدام القوة، ولكن نؤكد أننا نتصرف وفق مصلحتنا القومية، والرئيس له فريق قومي كامل عمل على كيفية الوصول الى هذا القرار، وتوصل إلى أنه فعلاً يصبّ في مصلحة أمننا القومي”.

وأوضح وزير الدفاع الأميركي “نحن نتخوّف من وصول السلاح الكيميائي لقوى إرهابية مثل حزب الله، فتستخدمه ضد حلفائنا وشركائنا في المنطقة، وهذا يضر بمصلحتنا القومية الأميركية”.

وقال الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية “إن مهتي تقديم خطة واضحة أمام الرئيس أوباما، وقد حددنا بعض الأهداف، والضربة تقوّض من قدرة الأسد على استخدام الكيميائي”.

وأضاف “بصفتي القائد الأعلى للجيش، لدينا خطط طارئة للعملية، ونحن مستعدون للتنفيذ، وأعربت للرئيس عن أننا مستعدون لتنفيذ الضربة”.

وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري أمس ان الولايات المتحدة تنتظر تسلم الاقتراح الروسي بشأن وضع اسلحة سوريا الكيميائية تحت اشراف دولي، الا انها لن تنتظر طويلا.

وأوضح الوزير الأميركي في إفادته أن “بشار الأسد ديكتاتور وهو من قرر أن يستخدم أبشع الأسلحة، ونحن نعتقد أنه ما من خيار إلا أن نرد على ذلك”. وتابع أن “عدم التحرك سيعطي رخصة للأسد ليفعل ما يريد، ولهذا نحن عازمون على محاسبة الأسد على استخدام الكيميائي، وإخفاقنا في الرد سيجعل المنطقة المتوترة أكثر توتراً، وأصدقاؤنا في إسرائيل ليس لديهم ما يكفي من أقنعة الغاز وكذلك جيراننا”.

وأوضح كيري أن “هناك إيران التي لديها برنامج نووي، وبالتالي عدم اتخاذ القرار سيشكل رسالة لها على أن أميركا أصبحت ضعيفة وسيسألنا أشخاص كُثر في المستقبل”.

وأضاف “بالنسبة لنا فاستقرار الشرق الأوسط يمثل أولوية للأمن القومي الأميركي، ولا أحد يأتي ليطالبنا اليوم بحل عسكري طويل الأمد، ونعتقد أن الحل هو سياسي للازمة في النهاية”.

وكشف كيري أن “السعودية وقطر وتركيا وفرنسا دول ملتزمة معنا في أي خطوة، واليد الدبلوماسية يمكن أن تكون أكثر قوة، إذا كانوا يدركون أننا نتحدث عن فكرة موحدة”.

وسجل كيري “يوم (أول من) أمس تحدينا أن يضع النظام السوري سلاحه الكيميائي تحت المراقبة الأممية، وهذا سيكون الطريقة المثلى لأخذ هذا السلاح منه، والروس قالوا إنهم سيأتون بمقترح حول هذا الأمر، وتحدثت مع رئيس خارجية روسيا وأبلغته بأن الأمر لا يحتمل التأخير، وأنه أمر بالغ الصعوبة”.

وقال كيري: “الرئيس أوباما سينظر في الموضوع، فلا يجب أن يكون تكتيكاً للمناورة، ولابد من تحقيق نتائج مع روسيا حول هذا الموضوع”.

ودعا وزير الخارجية الاميركي الرئيس السوري أمس، الى ان “ينتهز فعلياً فرصة محاولة صنع السلام” في بلاده.

وبعيد اعلان وزير الخارجية السوري وليد المعلم استعداد بلاده لتوقيع معاهدة حظر الاسلحة الكيميائية، امل كيري ان يلتزم النظام السوري هذا الامر وأن “يساعد (الولايات المتحدة) خلال الايام المقبلة في العمل مع روسيا بهدف ايجاد سبيل لوضع اسلحته الكيميائية تحت رقابة دولية”.

وقال البيت الابيض أمس إن ثماني دول اخرى منها الكويت وقعت بيانا يندد بسوريا بسبب الهجوم الذي شنته باسلحة كيميائية على مواطنيها في 21 آب الماضي وطالبت برد دولي قوي ليرتفع عدد الدول الموقعة الى 33 دولة.

وقال البيت الابيض في بيان “نرحب بدول جديدة عبرت عن تأييدها لهذا البيان وجهودنا المتواصلة لمحاسبة نظام الاسد وتطبيق الاعراف الدولية ضد استخدام الاسلحة الكيميائية.”

وزار الرئيس الاميركي باراك اوباما أمس مقر الكونغرس لمناقشة تطورات الازمة في سوريا، في الوقت الذي يجري العمل في الكونغرس على انجاز قرار جديد يسمح للرئيس الاميركي باستخدام القوة في حال فشل الخطة الروسية لازالة الاسلحة الكيميائية السورية.

وزار اوباما مقر الكونغرس حيث شارك في الغداء الاسبوعي مع اعضاء مجلس الشيوخ الديموقراطيين قبل ساعات من كلمته المرتقبة حول سوريا التي سيلقيها من البيت الابيض. كما سيلتقي في الكونغرس لاحقا المجموعة الجمهورية في مجلس الشيوخ.

وطلب اوباما من مجلس الشيوخ الاميركي اخذ وقته لتقييم صدقية خطة دولية لوضع الاسلحة الكيميائية السورية تحت رقابة دولية مؤجلا اي تصويت في مجلس الشيوخ لمدة اسبوع على الاقل.

وشدد الرئيسان فرنسوا هولاند وباراك اوباما على ضرورة “ابقاء كل الخيارات مفتوحة” في شأن سوريا، مذكرين بأنهما “يفضلان حلا دبلوماسيا”، وذلك خلال اتصال هاتفي بينهما أمس وفق ما اعلنت الرئاسة الفرنسية.

وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان ان الرئيسين الفرنسي والاميركي “ذكرا بانهما يفضلان حلا دبلوماسيا (في سوريا) لكنهما شددا ايضا على اهمية ابقاء كل الخيارات مفتوحة” لتعطيل السلاح الكيميائي الذي يملكه النظام السوري.

واضاف البيان ان الرئيسين “اتفقا على العمل معا في شكل وثيق لبحث مدى ملاءمة الاقتراح الروسي القاضي بوضع كل السلاح الكيميائي للنظام السوري تحت رقابة دولية كاملة والتأكد من تدميره الفعلي والتام”.

وتابع ان “هذه الخطوات بدأت من اليوم (الثلاثاء) في الامم المتحدة تمهيدا لصدور قرار محتمل في مجلس الامن”. واكدت الرئاسة الفرنسية ايضا ان “الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ستبذل جهودا مشتركة في الايام المقبلة للتوصل الى هذا الامر”.

وقال مسؤول اميركي أمس ان الرئيس الاميركي اتفق مع نظيره الفرنسي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على بحث الاقتراح الروسي بشأن الاسلحة الكيميائية السورية في الامم المتحدة.

وقال المسؤول ان المحادثات ستتناول امكانية تطبيق تلك الخطة ووضع التزامات خاصة بها في قرار من مجلس الامن الدولي. وتم الاتفاق على الاستراتيجية في مكالمات هاتفية منفصلة بين اوباما وهولاند وكاميرون أمس، بحسب المسؤول.

واتفق القادة على العمل مع روسيا والصين للتحقق من “امكانية تطبيق الاقتراح الروسي لوضع جميع الاسلحة الكيميائية السورية والمواد المرتبطة بها تحت الاشراف الدولي الكامل من اجل ضمان التخلص منها بشكل يمكن التحقق منه وتطبيقه”، بحسب المسؤول.

واضاف ان “هذه الجهود ستبدأ اليوم في الامم المتحدة وستشمل مناقشة عناصر قرار محتمل يصدره مجلس الامن الدولي”.

واعتبرت دول مجلس التعاون الخليجي أن المبادرة التي أطلقتها روسيا لن توقف نزف دم الشعب السوري. وقال وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد آل خليفة في مؤتمر صحافي عقب انتهاء اجتماع وزراء خارجية الخليج في جدة أمس، إن مسالة السلاح الكيميائي لا توقف نزف الدم في سوريا، والقضية لا تتعلق بنوع سلاح واحد، فالنزف مستمر منذ سنتين ونطلب إيقافه، قائلاُ سئمنا المماطلة والتسويف. وأضاف موقفنا ثابت لم يتغير بالنسبة إلى سوريا نطالب بإنهاء معاناة الشعب السوري.

وردا على سؤال قال نريد وقف نزف دم الشعب السوري والمبادرات يسأل عنها أصحابها. وأكد أن دول الخليج واعية لأخطار تداعيات أي ضربة لسوريا وجاهزة للتعامل معها.

ميدانياً، قصفت الطائرات الحربية السورية ضواحي تسيطر عليها المعارضة في دمشق أمس للمرة الاولى منذ ثلاثة اسابيع في هجوم قال نشطاء بالمعارضة انه يظهر ان الاسد لم يعد يخشى التعرض لهجوم اميركي.

ولم تر طائرات سلاح الجو تقوم بعمليات قتالية في محيط دمشق منذ ما قبل 21 آب، لكنها شنت أمس هجمات على ثلاث مناطق بعضها دعما لعمليات برية.

ودار بعض من اشرس المعارك في برزة الى الشمال مباشرة من وسط دمشق حيث قال سكان ونشطاء معارضون ان الميليشيا الموالية للأسد شنت هجمات يدعمها القصف الجوي ونيران مدافع الدبابات.

واعلن مقاتلون سوريون معارضون أمس انسحابهم من بلدة معلولا المسيحية بالقرب من دمشق وذلك بعد يومين من سيطرتهم عليها.

وقال متحدث باسم المقاتلين في شريط فيديو نشر على الانترنت “حقنا للدماء ولسلامة عودة اهالي معلولا يعلن الجيش الحر تحييد مدينة معلولا عن الصراع بين الجيش الحر والنظامي وجعلها مدينة محايدة شرط عدم دخول الجيش النظامي وشبيحته الى هذه المدينة”. واضاف المتحدث باسم “جبهة تحرير القلمون” التي تضم مجموعات مناهضة للنظام السوري في قطاع القلمون بالقرب من دمشق “يلتزم الجيش الحر بالانسحاب من المدينة وتأمين عودة الاهالي الى بيوتهم سالمين”.

اتهام النظام باستخدام الكيميائي مجددا بدمشق

                                            معارك محتدمة وقصف يوقع ضحايا

اتهم ناشطون القوات النظامية السورية باستخدام السلاح الكيميائي مجددا اليوم الخميس في حي بدمشق, في وقت تحتدم فيه المعارك بدرعا والقنيطرة. وفي الوقت نفسه استمر القصف جوا وبرا موقعا مزيدا من الضحايا.

وقالت شبكة سانا الثورة إن القوات النظامية استهدفت الحي فجرا بقذائف تحتوي مادة كيميائية سامة مما نتج عنه إصابات.

وبالتزامن, أصدر مكتب توثيق الملف الكيميائي في سوريا تقريرا قال فيه إن أربعة أشخاص على الأقل أصيبوا بحالات اختناق وتوسع في حدقة العين جراء تعرضهم لغاز الكلور, وهو أحد مشتقات المواد الكيميائية.

ووفق ناشطين, فإن هذا القصف هو الثاني من نوعه على الحي, ويأتي ضمن محاولة جديدة لاقتحامه والسيطرة عليه.

من جهتها, تحدثت شبكة شام إن القوات النظامية استهدفت محيط مخفر حي جوبر بقنابل غازية محدودة التأثير تحتوي على غاز الكلور, وأشارت إلى إصابات ليست بالخطيرة.

وكانت المعارضة السورية اتهمت القوات النظامية بقصف بلدات وأحياء في ريف دمشق بغاز السارين يوم 21 من الشهر الماضي مما أدى إلى مقتل أكثر من 1400 شخص.

ويُنكر النظام السوري هذه التهمة, ويحمل بدوره المعارضة مسؤولية الهجوم الذي دفع دولا غربية إلى التهديد بضرب أهداف للنظام.

قتال محتدم

ويأتي الحديث عن استخدام السلاح الكيمائي مجددا بينما تجدد القتال على عدة محاور في دمشق وريفها. وأشار ناشطون إلى اشتباكات في أطراف حي برزة وجوبر, وكذلك في محيط مخيم اليرموك حيث قتل عنصر من الجيش الحر وفق شبكة شام.

وقالت شبكة شام ولجان التنسيق إن القتال تواصل أيضا حول المتحلق الجنوبي من جهة زملكا, وهو ما أشار إليه أيضا المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وذكرت شبكة شام أيضا أن الجيش الحر تمكن اليوم من السيطرة على قرية أم اللوقس بريف القنيطرة قرب الجولان المحتل حيث سقطت قذيفتا هاون وفق الجيش الإسرائيلي الذي رجح فرضية الخطأ.

وسيطر الجيش الحر أيضا على مفرزة الأمن العسكري بقرية المعلقة بالمحافظة نفسها وفق المصدر ذاته. وتصاعدت وتيرة القتال في درعا, خاصة في منطقتي عتمان ونوى حيث توجد مواقع للجيش النظامي.

فقد قالت لجان التنسيق المحلية إن خمسة معارضين بينهم الناشط الإعلامي يمان خطاب قتلوا أثناء عملية للسيطرة على كتيبة الدبابات بقرية الشيخ سعد قرب نوى حيث أعطب الجيش الحر دبابة.

وغير بعيد عن دمشق, تحاول القوات النظامية استعادة بلدة معلولة ذات الغالبية المسيحية التي سيطرت عليها جبهة النصرة وفصائل مسلحة أخرى قبل حوالي أسبوع.

وقال متحدث عسكري سوري اليوم إن الجيش النظامي يواجه جيوب مقاومة في البلدة, مشيرا إلى انتشار قناصة في مواقع حصينة بالبلدة التي تقع تحت جرف صخري.

وتشهد أحياء بحلب بينها صلاح الدين وميسلون اشتباكات وسط غارات جوية مكثفة. وقالت لجان التنسيق إن المعارضة المسلحة دمرت اليوم مدفعا وراجمة صواريخ خلال اشتباك مع القوات النظامية في قري القبتين قرب بلدة السفيرة.

قصف وضحايا

ميدانيا أيضا, قتل مدني اليوم بقصف على معضمية الشام, كما استهدف القصف الزبداني وزملكا فضلا عن حي تشرين وشارع الحافظ بدمشق. واستهدف القصف أيضا بلدات في درعا بينها طفس التي قتلت فيها امرأة وفقا للجان التنسيق وشبكة شام.

وشن الطيران الحربي صباحا عشر غارات على بلدة القبتين بريف حلب, كما أغار على بلدات بالريف الشرقي لريف حماة وفقا للمصدر ذاته. وفي حماة المدينة, قتل طفل بالخامسة جراء قصف مدفعي على حي قبلي وفق ناشطين.

وشمل القصف الجوي اليوم بلدات وقرى في جبل الأربعين بريف إدلب بينها سرجة, بالتزامن مع قصف بالبراميل المتفجرة استهدف سراقب, ومدفعي من معمل القرميد. كما شمل القصف الجوي والمدفعي اليوم أحياء بمدينة الرقة الخاضعة لفصائل مقاتلة, وكذلك دير الزور.

 محادثات بجنيف لإخضاع كيميائي سوريا

                                            يبدأ وزيرا خارجية الولايات المتحدة وروسيا اليوم الخميس في جنيف بحث مقترحات روسية لإخضاع الأسلحة الكيميائية السورية للرقابة الدولية, في وقت حذر فيه الرئيس الروسي من تداعيات خطيرة لـ”عدوان” محتمل على سوريا.

وقال موفد الجزيرة إلى جنيف نور الدين بوزيان إن الوزيرين جون كيري وسيرغي لافروف سيلتقيان على الأرجح في فندق كبير بالمدينة.

وأضاف أن المحادثات التي سيحضرها خبراء أميركيون في التسلح الكيميائي بالإضافة إلى الموفد الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي قد تتواصل حتى بعد غد السبت.

ونقل عن مصادر قولها إنها تستبعد حضور وزير الخارجية السوري وليد المعلم المحادثات التي تأمل موسكو ودمشق أن تفضي إلى تسوية تجنب نظام الرئيس السوري بشار الأسد ضربة عسكرية بعد تحميله مسؤولية الهجوم الكيميائي الذي أوقع أكثر من 1400 قتيل بريف دمشق يوم 21 من الشهر الماضي.

وكانت روسيا قالت أمس إنها سلمت واشنطن “خطة مفصلة” لوضع الأسلحة الكيميائية السورية تحت الرقابة الدولية. بيد أن الخارجية الأميركية قالت إن ما عرضته روسيا مجرد أفكار, وأوضحت أنها تدرس مدى مصداقية العرض.

وفي خطابه للشعب الأميركي مساء الثلاثاء (بتوقيت واشنطن), رحب الرئيس باراك أوباما بالمبادرة الروسية، لكنه قال إن الوقت “لا يزال مبكرا جدا” لتحديد ما إذا كانت ستنجح أم لا.

وقال موفد الجزيرة إلى جنيف إن الأميركيين قد يطلبون من الروس أليات وأجندة زمنية لتنفيذ المبادرة الخاصة بإخضاع سلاح سوريا الكيميائي للرقابة الدولية.

وأضاف أن الخبراء الأميركيين الذين يرافقون الوزير كيري سيدققون في تفاصيل المبادرة, ونقل عن خبراء أن تنفيذ الخطة ربما يتطلب وجود مراقبين أو قوات دولية في سوريا.

ورحبت تل أبيب اليوم بحذر بالمبادرة الروسية التي لقيت أيضا ترحيبا من دول غربية باعتبارها مفتاحا محتملا لحل دبلوماسي بسوريا, ولحمل دمشق على التخلص من أسلحتها الكيميائية.

مشروع قرار

وتبدأ المحادثات الأميركية في جنيف في ظل مساع دبلوماسية لبلورة توافق بين القوى الكبرى قد يجنب سوريا ضربة عسكرية مقابل تجريديها من سلاحها الكيميائي. وفي هذا الإطار, عقد سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الليلة الماضية اجتماعا مغلقا في مقر البعثة الروسية بنيويورك.

وناقش الاجتماع الذي استمر حوالي نصف ساعة مشروع قرار فرنسيا يطالب سوريا بوضع سلاحها الكيميائي تحت الرقابة الدولية في غضون 15 يوما من تاريخ اعتماد القرار, ويطالبها كذلك بالتوقيع على المعاهدة الدولية لمنع انتشار السلاح الكيميائي.

ويؤكد مشروع القرار أيضا على اتخاذ إجراءات عقابية تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة في حال عدم تنفيذ القرار. كما يتضمن توصية بإحالة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان إلى المحكمة الجنائية الدولية.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال الاجتماع إن الأمم المتحدة والدول الأعضاء فيها فشلوا جميعا في منع ارتكاب الجرائم الوحشية في سوريا على مدى أكثر من عامين, معبرا عن أمله في أن يلعب مجلس الأمن دورا فاعلا لوضع حد للمأساة السورية.

وقال الائتلاف الوطني السوري المعارض اليوم في بيان إن غياب رد ناجع على “استخدام” النظام  السوري للسلاح الكيميائي سيشجع دولا مثل كوريا الشمالية وإيران على استخدامه.

وكانت واشنطن رفضت أمس تحديد موعد للإعلان عن التقرير الذي يعكف خبراؤها على إعداده بشأن استخدام أسلحة كيميائية في سوريا.

من جهته, رحب الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بالمبادرة الروسية، ودعا للتعامل بإيجابية وجدية معها، بينما جدد بيان صادر عن اجتماع طارئ لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين أمس التأكيد على عدم اختزال الأزمة السورية في تداعيات جريمة استخدام الأسلحة الكيميائية.

بوتين يحذر

في الأثناء, حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن ضرب سوريا سيؤدي إلى ما سماه “موجة جديدة من الإرهاب” في المنطقة.

وكتب في مقال -نشرته صحيفة نيويورك تايمز مساء أمس على موقعها الإلكتروني- إن التدخل العسكري المحتمل في سوريا يمكن أن يزعزع الاستقرار في المنطقة ويلحق الضرر بـ”نظام كامل للقانون الدولي”.

واتهم بوتين مجددا المعارضة السورية بالمسؤولية عن الهجوم الكيميائي بريف دمشق الشهر الماضي. وقال أيضا إن المعارضة السورية نفذت الهجوم لاستجلاب تدخل خارجي, وهو الموقف ذاته الذي عبر عنه مسؤولون روس من قبل.

الجيش الحر يرفض المبادرة الروسية

                                            رفض الجيش السوري الحر الاقتراح الروسي المتعلق بوضع أسلحة النظام السوري الكيميائية تحت الرقابة الدولية، وطالب بمحاسبة مرتكبي الجرائم ومحاكمتهم.

وأكد رئيس هيئة أركان الجيش الحر سليم إدريس في بيان مصور بشريط فيديو بث على يوتيوب رفض رئاسة الأركان القاطع للمبادرة الروسية لوضع السلاح الكيميائي تحت الوصاية الدولية.

وأضاف أن رئاسة أركان الجيش السوري الحر المعارض “تطلب من المجتمع الدولي عدم الاكتفاء بسحب السلاح الكيميائي… وتعدي ذلك إلى محاسبة مرتكب الجريمة ومحاكمته”.

ودعا إدريس الدول “الداعمة والصديقة إلى زيادة كمية السلاح النوعي والذخائر” التي ترسل إلى مقاتلي المعارضة السورية. كما حث المقاتلين على “المتابعة في تحرير البلاد من عصابة الحقد والطغيان”.

وتقضي المبادرة الروسية التي طرحت الاثنين ووافقت عليها دمشق بوضع ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية تحت إشراف دولي لتدميرها في مرحلة لاحقة.

وتهدف الخطة الروسية إلى تفادي ضربة عسكرية هددت الولايات المتحدة بتوجيهها إلى سوريا ردا على هجوم كيميائي يتهم الغرب نظام الرئيس بشار الأسد بتنفيذه في 21 اغسطس/ آب في ريف دمشق.

ومن جهته قال الائتلاف الوطني السوري المعارض في بيان له إن غياب رد ناجع على استخدام النظام السوري للسلاح الكيميائي سيشجع دولا مثل كوريا الشمالية وإيران على استخدامه.

ومن المقرر أن يجتمع وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في جنيف اليوم الخميس لمحاولة الاتفاق على إستراتيجية لإزالة الترسانة الكيميائية.

وسلمت روسيا إلى الولايات المتحدة خطة على أربع مراحل لتنفيذ مبادرتها القاضية بوضع ترسانة الأسلحة الكيميائية لسوريا تحت إشراف دولي لتدميرها.

في مقال كتبه لنيويورك تايمز، بوتين يحذر الأميركيين من امتداد صراع سوريا

انتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السياسة الخارجية للولايات المتحدة إزاء الأزمة السورية ووصف خطاب الرئيس باراك أوباما الأخير للشعب الأميركي بهذا الشأن بأنه “خطير للغاية”.

ففي مقال كتبه بوتين بصحيفة نيويورك تايمز الأميركية، أنحى الرئيس الروسي باللائمة على أوباما لسعيه للتصرف بعيداً عن منظمة الأمم المتحدة قائلاً “إن القانون يظل قانوناً وعلينا الامتثال له سواءً راق لنا أو لم يرق”.

وأضاف أن لا أحد يرغب في أن تواجه الأمم المتحدة نفس المصير الذي آلت إليه عصبة الأمم من قبلها والتي انهارت -كما أشار- بسبب افتقارها لنفوذ حقيقي.

واستطرد قائلاً إن انهيار الأمم المتحدة ممكن طالما أن “الدول المؤثِّرة تتجاهل الأمم المتحدة وتنصرف إلى العمل العسكري دون تفويض من مجلس الأمن الدولي”.

وقال إن ما دفعه للتحدث مباشرة -عبر المقال- إلى الشعب الأميركي وقادته السياسيين تلك الأحداث التي شهدتها سوريا مؤخراً.

وأوضح -في مقاله المنشور قبيل مباحثات بين روسيا والولايات المتحدة اليوم الخميس في جنيف- أن ضربة محتملة ضد سوريا “ستسفر عن مزيد من الضحايا الأبرياء والتصعيد، ومن شأنها أن تنشر الصراع إلى أبعد من حدود سوريا”.

وتابع “إن أي ضربة سوف تفاقم العنف وتُطلق العنان لموجة جديدة من الإرهاب. وقد تقوض الجهود المتعددة الرامية إلى حل مشكلة النووي الإيراني والصراع الإسرائيلي الفلسطيني وتزعزع استقرار الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أكثر. بل إن من شأنها أن تُفقد منظومة القانون والنظام الدولي برمتها توازنها”.

وقال إن لا أحد يساوره الشك في أن ثمة غازاً ساماً استُخدم في سوريا، “لكن هناك من الأسباب ما يدفعنا إلى الاعتقاد بأنه لم يُستخدم من قبل الجيش السوري بل إنها قوات المعارضة التي تقف إلى جانب الأصوليين بغية تحريض ولاة نعمتها الأقوياء على التدخل”.

وأردف قائلاً إن ملايين حول العالم باتوا ينظرون يوماً بعد يوم إلى أميركا ليس على أنها نموذج للديمقراطية بل على أنها أضحت تعتمد على القوة الباطشة فحسب، مبيناً أن تلك القوة أثبتت “عقمها وعدم جدواها” من أفغانستان إلى ليبيا والعراق.

ومع إقراره بأن علاقته العملية والشخصية مع أوباما تتسم “بثقة متزايدة”، إلا أنه لا يتفق معه في مقولته عن “التفرد الأميركي” حين أورد في خطابه الأخير أن سياسة الولايات المتحدة هي “التي تجعل أميركا مختلفة. وهي التي تجعلنا متفردين”.

وكتب بوتين تعليقاً على مقولة أوباما تلك أن “من الخطورة بمكان دفع الشعب لكي يرى نفسه متفرداً مهما كانت الدوافع. هناك دول كبرى وأخرى صغرى، وهناك دول غنية وأخرى فقيرة، ودول ذات تقاليد ديمقراطية عريقة وأخرى تتلمس طريقها نحو الديمقراطية. وهي دول لها سياسات مختلفة أيضاً. نحن كلنا مختلفون، لكننا عندما نتضرع إلى الله لا ينبغي أن ننسى أنه خلقنا سواسية”.

المصدر:نيويورك تايمز

فابيوس: تقرير كيماوي سوريا يصدر الاثنين على الأرجح

قال إنه توجد مؤشرات على وقوع مجزرة في ريف دمشق لصالح النظام

باريس – فرانس برس

أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، الخميس، أن تقرير مفتشي الأمم المتحدة حول استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا سيُنشر “الاثنين القادم على الأرجح”.

وأوضح فابيوس “من البديهي أنه (التقرير) سيذكر أن مجزرة كيماوية وقعت، وستكون هناك بالتأكيد مؤشرات” إلى مصدر هذه المجزرة التي جرت في 21 أغسطس/آب في ريف دمشق وأوقعت مئات القتلى.

وأضاف فابيوس “بما أن النظام وحده كان لديه المخزون والصواريخ ومصلحة في ذلك، فمن الممكن لنا استخلاص النتيجة”.

ويؤكد فابيوس أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد هو الذي يتحمل مسؤولية الهجوم المذكور، في حين اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مقاتلي المعارضة بالوقوف خلف الهجوم، في افتتاحية نشرتها صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية.

وقال المسؤول الفرنسي البارز تعليقاً على رواية بوتين: “هذا ليس الواقع، إنها رواية يطوّرها الروس منذ زمن”.

وتابع “الأسبوع المقبل ستكون لدينا فكرة حقيقية لجهة معرفة إن كان من الممكن ضبط (الترسانة الكيماوية السورية) أم لا، أياً كانت النوايا أساساً”.

وذكر فابيوس أنه تباحث مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، قبل أن يلتقي الأخير، الخميس، نظيره الروسي سيرغي لافروف في جنيف لبحث المبادرة الروسية.

غارات بدمشق والحر يسيطر على مقر أمني

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

نفذ الطيران الحربي السوري أكثر من 10 غارات جوية على منطقة السفيرة بريف مدينة حلب شمالي البلاد وسط استمرار الاشتباكات العنيفة بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة على طريق خناصر.

وقصفت القوات الحكومية مناطق في مدينة التل وحي جوبر ومخيم اليرموك بريف دمشق، في حين دارت صباح اليوم اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة على طريق المتحلق الجنوبي من جهة مدينة زملكا وسط على مناطق في المدينة.

أما في القنيطرة فقد أعلن الجيش الحر سيطرته على مفرزة الأمن العسكري في قرية المعلقة، وفقا لمصادر المعارضة.

وفي حمص ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن عدد القتلى المدنيين الذين قضوا على يد جبهة النصرة المتشددة، ارتفع خلال الساعات القليلة التي سيطروا فيها على قرية مكسر الحصان بريف حمص الشرقي، إلى 22 شخصا.

وأضاف المرصد أن أغلب الذين قتلوا من الطائفة العلوية، ومن بينهم نساء وأطفال ومسنون.

وتعرضت صباح اليوم مناطق في مدينة دير الزور لقصف من قبل القوات النظامية، في الوقت الذي ذكرت فيه وكالة الأنباء السورية سانا أن وحدة من الجيش “قضت اليوم على أفراد مجموعة إرهابية مسلحة تسمى نفسها كتيبة الفرات ودمرت أسلحة وذخيرة كانت بحوزتهم في حي الصناعة بمدينة دير الزور”.

وذكر مصدر مسؤول لمراسل وكالة سانا أن “من بين الإرهابيين القتلى خلدون السعد متزعم المجموعة إضافة إلى إصابة قناص يلقب بـ (المشهور) إصابة بليغة”.

طرد محللة استعان كيري وماكين بمقالها حول سوريا

واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)– فقدت المحللة السياسية المرموقة، إليزابيث أوباغي، وظيفها في “مركز دراسات شؤون الحرب” الأمريكي المستقل، لإدانتها بتهمة الكذب حول شهادتها الجامعية العليا، وذلك بعد يوم واحد على كتابة مقال افتتاحي بصحيفة وول ستريت جورنال حول سوريا، جذب الكثير من الاهتمام واعتمد عليه وزير الخارجية، جون كيري، والسيناتور جون ماكين.

وقال المركز المتخصص في شؤون التحليل الأمني والسياسي إنه تأكد من عدم صحة ادعاء أوباغي حمل شهادة دكتوراة من جامعة جورج تاون، وقرر بالتالي صرفها من وظيفتها على الفور، وقالت مديرة المركز، كيم كاغان، إنها “صدمت” لدى معرفة الحقيقة حول شهادة أوباغي، مؤكدة أن المحللة السياسية أقرت بذلك بنفسها الثلاثاء.

وأضافت كاغان أن أوباغي حصلت على عقد مع المركز منذ سنة بوظيفة باحثة محللة بعد فترة من العمل التجريبي، مشيرة إلى أن الأخيرة أظهرت خلال فترة عملها قدرات استثنائية أثارت إعجابها الشديد.

وكان مقال لأوباغي حمل عنوان “على خطوط الجبهة في حرب سوريا الأهلية” نشرته صحيفة وول ستريت جورنال في افتتاحيتها بتاريخ 30 أغسطس/آب الماضي قد هيمن على أجواء النقاشات في الكونغرس حول الضربة الأمريكية المحتملة على سوريا، إذ اقتبس منه وزير الخارجية، جون كيري، وكذلك السيناتور الجمهوري، جون ماكين، وكلاهما من مؤيدي العملية العسكرية في سوريا.

فقد قالت أوباغي إن المقاتلين المتشددين يسيطرون على مساحات محددة من سوريا بينما يسيطر مقاتلون معتدلون على مساحات أخرى ويمكنهم فيها منع وصول السلاح إلى المتشددين، كما رأت أوباغي أن سوريا دولة علمانية، الأمر الذي اتفق كيري معها حوله، بينما وصف ماكين المقال بأنه “مهم.”

وإلى جانب عملها في “مركز دراسات شؤون الحرب” تنشط أوباغي في صفوف مجموعة “فريق عمل الطوارئ السوري” وهو هيئة معارضة تنشط في الولايات المتحدة، وقد رفضت المجموعة التعليق على قرار فصل المحللة أو على اتضاح كذبها حيال ما يتعلق بشهادتها.

ولم تكن وظيفة أوباغي تتطلب حصولها على الدكتوراة، فقد جرى تعيينها بعد حصولها على شهادة اختصاص في الدراسات العربية من جامعة جورج تاون،. وقالت كاغان إن المحللة لم تكن مضطرة للكذب حول شهادتها، كما أعربت عن “ثقتها” بصحة عملها التحليلي وما كتبته طوال فترة وجودها ضمن طاقم المركز.

مسيحيو سورية يرفضون الضربات الأمريكية ويحملون النظام المسؤولية الكاملة

روما (12 أيلول/سبتمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

خلافاً لمواقف الأحزاب والتنظيمات الآشورية السريانية والمنظمات المسيحية الأخرى، المنضوية في تشكيلات المعارضة (المجلس الوطني والائتلاف الوطني)، المؤيدة للضربات الأمريكية المنتظرة على سورية، تعرب الغالبية الساحقة من الأوساط الشعبية المسيحية السورية داخل سورية عن رفضها لأي تدخل عسكري في سورية، وهو رفض غير مرتبط بالموقف من النظام القائم، والذي تحمّله بالعموم المسؤولية الأولى والأساسية عن وضع سورية في مرمى البارجات الحربية الأمريكية والغربية والمسؤولية أيضاً عن ما وصلت إليه البلاد من خراب ودمار

ووفق العديد من المسؤولين عن الجمعيات والمؤسسات الأهلية والمدنية المسيحية والناشطين المسيحيين الذين تحدّثوا عن رأيهم بهذا الخصوص فإنهم يرون أن الضربات الأمريكية لن تضع حداً أو نهاية لمآسي السوريين وإنما ستصب مزيداً من الزيت على النار السورية المستعرة وقد تُغرق البلاد في فوضى أمنية وسياسة مدمرة، ولم يخفوا خشيتهم من أن تكون الأقليات أبرز ضحاياها، وقالوا إن المسيحيين خاصة هم أقلية غير مسلحة ومن غير حليف إقليمي أو دولي يتكفل بحمايتهم والدفاع عنهم

وحول المستجدات في الساحة المسيحية والموقف من الضربات الأمريكية المنتظرة على سورية، قال سليمان يوسف، المعارض السوري والباحث المختص بقضايا الأقليات، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “لقد عبّرت الأوساط الشعبية والكنسية الآشورية والمسيحية في سورية عن رفضها للضربات الأمريكية من خلال تلبيتها لنداء بابا الفاتيكان الذي دعا فيه مسيحيي العالم إلى الصوم والصلاة لأجل عودة الأمن والسلام إلى سورية، واكتظت معظم الكنائس (السريانية والأرمنية والكلدانية) بالمصلين وأكد الآباء الكهنة في عظاتهم على رفضهم للضربات العسكرية على سورية ليس دفاعاً عن النظام وإنما حباً بسورية وحرصاً على أمنها وسلامة شعبها، وناشدوا أطراف الصراع وقف العنف والقتل والبحث عن حلول سياسية سلمية” حسب قوله

وأوضح يوسف المقيم في القامشلي شمال شرق سورية أن “رفض الآشوريين والمسيحيين السوريين للضربات الأمريكية على سورية لا يعني بالطبع مناهضتهم لأهداف الثورة السورية أو تمسكهم بالنظام الدكتاتوري القائم وبحكم بشار الأسد، الذي يتحمل المسؤولية الأولى والأساسية عما وصلت إليه البلاد من دمار وخراب، إذ للآشوريين والمسيحيين السوريين أسبابهم وظروفهم الخاصة إلى جانب الاعتبارات الوطنية تجعلهم يرفضون أي تدخل عسكري خارجي في سورية، خاصة وأن نتاج الغزو الأمريكي الغربي للعراق عام2003 لم تكن مشجعة لمسيحي هذا البلد، لا بل كانت كارثية عليهم، حيث تسبب هذا الغزو بتهجير أكثر من نصف مسيحيي العراق” وفق قوله

وتابع “إن المبادرة الروسية المدعومة من الإدارة الأمريكية والمتعلقة بوضع السلاح الكيماوي السوري تحت المراقبة الدولية لقاء تراجع الولايات المتحدة عن تنفيذ ضرباتها، جاءت لتعزز الشكوك بنوايا وأهداف التهديدات الأمريكية للنظام السوري، وكأن أمريكا تقول للنظام لا مانع من أن تقتل السوريين وتدمر المدن بالأسلحة التقليدية وبالبراميل المتفجرة، ويبدو جلياً أن الهدف الأمريكي هو تجنيب إسرائيل خطر هذا السلاح” حسب تقديره

وأضاف “إن هجوم جبهة النصرة الإسلامية وغيرها على بلدة معلولا المسيحية ذات المكانة الدينية والتاريخية الكبيرة شكّل صدمة كبير وعميقة لمسيحيي سورية، وليس من المبالغة القول بأن الهجوم على معلولا هز أركان الوجود المسيحي ليس في سورية فحسب وإنما في عموم المشرق، وعزز الشكوك بأن هذه المجموعات الإسلامية أو بعضها على الأقل مخترق من قبل النظام، لأنه قدّم خدمة جليلة للنظام، ودعم مزاعمه حول خطر هذه المجموعات على الأقليات والمسيحيين بشكل خاص، وأساء لقوى الحراك الثوري الوطني” حسب قوله

وختم يوسف بالقول “في ضوء التطورات السياسية والميدانية والاجتماعية المتلاحقة للأزمة في البلاد وتعقيداتها، لا خلاص لسورية والسوريين من هذا الكابوس الثقيل والطويل ولا نهاية لدوامة العنف والعنف المضاد التي دمرت البلاد وأنهكت العباد، إلا بتنحي الرئيس بشار الأسد عن الحكم، فالمسؤولية الوطنية والأخلاقية والتاريخية والإنسانية تجاه الشعب السوري تستوجب منه التنحي وتسليم السلطة للشعب قبل فوات الأوان ولإنقاذ ما تبقى من سورية” على حد تعبيره

العربي: ندرس المبادرة الروسية حول سوريا ونأمل أن تتيح الفرصة للإسراع بوقف القتال

القاهرة (12 أيلول/سبتمبر) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إن “الجامعة تتابع باهتمام التطورات الجارية في الأزمة السورية وبالمبادرة الروسية بوضع الأسلحة الكيماوية السورية تحت الرقابة الدولية”، منوها بـ”العكوف الآن على دراسة هذه المبادرة ونأمل أن تتيح هذه المبادرة الفرصة لتحقيق التوافق الدولي المطلوب للإسراع بوقف القتال وعقد مؤتمر جنيف2 والتوصل إلى الحل السياسي المنشود للأزمة” السورية

ولفت العربي في كلمته بمقر الامانة العامة لجامعة الدول العربية خلال افتتاح أعمال اجتماعات الدورة الوزارية الثانية والتسعين للمجلس الاقتصادي والاجتماعي برئاسة المغرب خلفا لمصر ومشاركة وزراء الاقتصاد العرب او من يمثلهم إلى أن “الوضع السوري، فقد أصبح مهيمناً حالياً على الأوضاع في المنطقة، ويتصدر القضايا العاجلة في تحرك الجامعة وفي قمة انشغالاتها وذلك بعد أن تجاوزت المأساة الانسانية كل الحدود” على حد تعبيره

وقال إن “حل المعضلة السورية يظل مرهوناً بمدى توفر الإرادة والاستعداد الكامل من قبل الأطراف السورية نظاماً ومعارضة للجلوس إلى طاولة الحوار لإنقاذ بلادهم وشعبهم من آتون الحرب المشتعلة وويلاتها، ووضع حد لمسلسل العنف الذي يحصد كل يوم عشرات الضحايا ويزيد في عدد المشردين والنازحين الذي بلغ أرقاماً مخيفة والخروج بحل يكفل تحقيق تطلعات الشعب السوري المنتفض من أجل الحرية ومن أجل الديمقراطية ومن أجل العدالة الاجتماعية والتداول على السلطة ويعيد لسورية وضعها الطبيعي كدولة عربية كدولة مؤسس في الجامعة العربية، كما أن المجتمع الدولي الممثل في مجلس الأمن يتحمل مسؤوليات استمرار هذه المأساة المدمرة لسورية والتي أصبحت تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة وتلقي بظلالها وتأثيراتها الكارثية على دول الجوار” من حولها

وأضاف الأمين العام لجامعة الدول العربية “لقد أدت مجريات الأحداث في سورية إلى قناعة عربية وإقليمية ودولية مشتركة، مفادها استحالة تحقيق حل أمني أو عسكري للأزمة، ويظل الحل السياسي هو السبيل الوحيد لإنقاذ سورية وشعبها من المصير المجهول الذي تنزلق نحوه كل يوم، جراء استمرار مسلسل العنف والقتل وتصعيد وتيرته وهو مسئولية بالطبع الحكومة، فهل من استجابة لهذا الطرح السليم والعقلاني، وتجنيب سورية العزيزة أي تدخل عسكري لا نرى فيه إلا تعقيداً للأوضاع وتعميقاً المأساة؟” على حد قوله

وفي الشأن الفلسطيني قال العربي إن “قضية العرب المحورية هي دائماً القضية الفلسطينية وقد طالبت مجلس الوزراء في17/7/2012 بأنه حان الوقت للسعي إلى انهاء النزاع وليس الاستمرار في إدارة النزاع وقد قبل هذا الطرح وتجري الآن مباحثات نرجو أن تكلل بالنجاح في إطار زمني محدد” على حد قوله

واطلع الأمين العام الحاضرين على أن “وفداً من وزراء الخارجية العرب برئاسة معالى رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية دولة قطر وعضوية المملكة الأردنية الهاشمية والمملكة العربية السعودية ودولة فلسطين وجمهورية مصر العربية والمملكة المغربية والأمين العام للجامعة العربية قد توجه إلى باريس لإجراء مشاورات مع الإدارة الأمريكية حول مجريات عملية السلام المعطلة من مختلف جوانبها وأبعادها وعرض الموقف العربي إزاء المنهجية الدولية المتبعة وآلياتها فى معالجة القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي” وفق ذكره

وأشار العربي في كلمته إلى أن “جدول أعمال هذه الدورة عدداً من الموضوعات الهامة مثل الدعوة إلى الإسراع في إزالة العوائق لاستكمال انجاز منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى تمهيداً لإطلاق الاتحاد الجمركي عام2015، وتنشيط الاستثمارات العربية البينية، وكذلك موضوع ميثاق المحافظة على التراث العمراني في الدول العربية، وتنميته خاصة وأنه قد تضرر بشكل كبير جراء النزاعات كما حدث في العراق وكما يحدث حالياً في سورية” على حد قوله

وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية إن “الأمانة العامة تولي موضوع تطوير العلاقات الدولية أهمية خاصة وذلك من خلال تعزيز وتفعيل التعاون مع التجمعات الدولية والدول الصاعدة بإنشاء منتديات التعاون والتأكيد على الدور المطلوب لتشجيع الاستثمارات وزيادة التبادل التجاري ودخول الدول العربية بكل ثقة غمار المنافسة الدولية التي تشكل تحدياً لابد من مواجهته وتحسين معايير السلع والمنتجات العربية لكسب رهان التصدير

وأضاف “وفي هذا الإطار، معروض على مجلسكم الجانب الاقتصادي للتحضيرات الجارية للقمة العربية الافريقية الثالثة المزمع عقدها في دولة الكويت الشقيقة يومي التاسع عشر والعشري من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل ويركز الملف الاقتصادي للقمة على تطوير التعاون العربي الافريقي في مجالات التجارة والاستثمار والبنية التحتية مثل النقل والاتصالات والطاقة، ودور القطاع الخاص” وفق تعبيره

وتابع العربي “جدير بالذكر بأنه سيعقد على هامش القمة المنتدى الاقتصادي العربي الافريقي الأول يومي الحادي عشر والثاني عشر من تشرين الثاني/نوفمبر بدولة الكويت بهدف إفساح المجال أمام رجال الأعمال العرب والأفارقة لبحث فرص التجارة والاستثمار وتعزيز الشراكة فيما بينهم للمساهمة في المشاريع التنموية في الوطن العربي وفي افريقيا” وفق قوله

متحدث أوروبي: تسوية مشكلة السلاح الكيمياوي السوري وحدها لن تحسن وضع السوريين

بروكسل (12 أيلول/سبتمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

عبر المتحدث باسم الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، عن قناعة الإتحاد بأن تسوية مشكلة السلاح الكيمياوي وحدها لن تحل الأزمة السورية

وأشار مايكل مان في تصريحات الخميس، أن مجلس الأمن الدولي يتحمل مسؤولية العمل من أجل البحث عن حل شامل للأزمة في هذا البلد، “ومن جهتنا نستمر بتأييد مؤتمر سلام شامل حول سوري بما يتوافق مع الفكرة الروسية الأمريكية، أي جنيف2” حسب تعبيره

وفي تعليق على لقاء وزيري الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف، اليوم في جنيف لبحث كيفية بلورة وتنفيذ الإقتراح الروسي القاضي بوضع الترسانة الكيمياوية السورية تحت المراقبة الدولية تمهيداً لتدميرها، أضاف مان “نحن ننظر باهتمام بالغ لهذا اللقاء، ونشجع هذا التوجه”، على حد قوله

وأوضح المتحدث أن أوروبا، بمؤسساتها ودولها الأعضاء، تفكر في ماهية المساعدة التي يمكن أن تقدمها من أجل تنفيذ المبادرة الروسية، رافضاً إعطاء مزيداً من التفاصيل حول هذا الأمر

وأضاف أن نتائج لقاء كيري ولافروف ستسمح للإتحاد بالتقدم على طريق العمل الدولي الرامي إلى تعطيل الخطر الكيمياوي السوري

يذكر أن آشتون كانت تحدثت أمس أمام البرلمان الأوروبي حول آخر تطورات الوضع السوري، مشيرة إلى ضرورة الاستفادة من الزخم الدبلوماسي الحالي الناشئ بسبب الأسلحة الكيمياوية السورية للتحرك بإتجاه حل شامل للأزمة في هذا البلد

ايطاليا: وصول حوالي مائتي مهاجر معظمهم من السوريين

سيراكوزا (12 أيلول/سبتمبر) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء

قالت مصادر أمنية ايطالية إن “تدفق المهاجرين غير الشرعيين مستمر في المنطقة الواقعة جنوب شرق صقلية، حيث بلغ مجملهم مائة وتسعة وتسعين مهاجرا معظمهم من السوريين

وأضافت المصادر ذاتها أن “قوات خفر السواحل والشرطة المالية أنقذت مجموعة من المهاجرين بينهم نساء وأطفال، كانوا على متن قارب على بعد سبعين ميلا بحريا الى الجنوب الشرقي من الساحل، وأوصلتهم إلى ميناء سيراكوزا الليلة الماضية” وفق ذكرها

وأوضحت المصادر الأمنية أن “القارب الذي كان المهاجرون يستقلونه، شوهد بعد ظهر أمس قبالة السواحل الصقلية تم الإبلاغ، من قبل طائرة دورية يونانية تابعة للوكالة الأوروبية لأدارة الحدود (فرونتكس)، ثم من قبل طائرة تابعة لقوات خفر السواحل في كاتانيا” بصقلية

الأزمة السورية: القوى الدولية تناقش المبادرة الروسية

يجتمع مندوبو الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن (الصين وروسيا والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا) في نيويورك للتداول حول الخطة الروسية الخاصة بالتخلص من ترسانة الاسلحة النووية التي تحتفظ بها سوريا.

وفي حين تصر كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا على ان يصدر المجلس قرارا ملزما، تفضل روسيا اصدار اعلان غير ملزم.

ومن المقرر أن يلتقي وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف نظيره الأمريكي، جون كيري، الخميس في جنيف لبحث تنفيذ الخطة الروسية بشأن الأسلحة الكيماوية السورية.

وقال مصدر روسي لوكالة ايتار تاس إن اجتماع الوزيرين سيكون ثنائيا ولن تشارك فيه الامم المتحدة.

واضاف المصدر “يبدو مؤكدا ان الاجتماع سيبدأ الخميس ويستمر الى اليوم التالي او حتى الى يوم السبت.”

ولم تطرح للعلن تفاصيل الحطة الروسية المتعلقة باسلحة سوريا الكيمياوية، ولكن الناطقة باسم وزارة الخارجية الامريكية جين بساكي قالت إن موسكو “طرحت افكارا فقط” وليس مبادرة مفصلة.

كما اكدت الناطقة ان كيري سيجتمع في جنيف بالمبعوث العربي والدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي.

من جانبه، اعترف جاي كارني، الناطق باسم البيت الابيض، بأن عملية نزع الاسلحة الكيمياوية السورية ستتطلب وقتا ليس بالقصير.

واضاف ان “روسيا تضع هيبتها على المحك” بطرحها مبادرتها الاخيرة.

وكانت وسائل الإعلام الروسية قد قالت في وقت سابق الاربعاء إن موسكو سلمت للولايات المتحدة خطتها بشأن الرقابة على الأسلحة الكيماوية السورية.

وكان روسيا أعلنت الإثنين خطة تضمن وضع الأسلحة الكيماوية السورية تحت رقابة دولية، ورحبت دمشق بالخطة.

ودفعت هذه الخطة بالرئيس الأمريكي، باراك أوباما، إلى تأجيل التصويت على توجيه ضربة جوية لسوريا، قائلا إنه يفسح المجال للجهود الدبلوماسية.

وخلفت الانتفاضة الشعبية منذ اندلاعها عام 2011 في سوريا نحو 100 ألف قتيل.

تطورات

    تحاول القوات الحكومية استعادة بلدة معلولة المسيحية، حيث يقول مراسل بي بي سي، جيريمي باون، إن معارك ضارية مستمرة هناك. وكانت المعارضة المسلحة، بما فيها فصائل من جبهة النصرة الموالية لتنظيم القاعدة، استولت على بلدة معلولة في نهاية الأسبوع.

    قال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إن الأمم المتحدة وأعضاؤها يتحملون “العبء الثقيل” بسبب “فشلهم الجماعي في منع الفظائع في سوريا”.

    دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو، إلى نزع أسلحة سوريا الكيماوية، مضيفا أنه لابد لمن استخدم هذه الأسلحة أن “يدفع الثمن”.

مندوبون

وأجرى دبلوماسيون امريكيون وفرنسيون وبريطانيون اجتماعا في نيويورك قبل اجتماع مندوبي الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن.

“خيبات أمل” – جيم ميور، بي بي سي، بيروت

حتى اذا نحينا جانبا الصعوبات التي يواجهها الرئيس اوباما في إقناع الكونغرس والشعب الأمريكي بدعم خططه لتوجيه ضربة عسكرية الى سوريا، فثمة شعور قوي في منطقة الشرق الأوسط بأن اللحظة السيكولوجية المناسبة لتوجيه هذه الضربة قد ضاعت في الايام القليلة التي تلت رفض مجلس العموم البريطاني طلب حكومة ديفيد كاميرون المشاركة في الضربة الأمريكية في التاسع والعشرين من الشهر الماضي.

فالزخم الذي بدا انه يسبق ضربة عسكرية محققة قد زال، ومن الصعب تصور عودته مرة أخرى.

وقال لي احد الدبلوماسيين “لو كانوا ضربوا في ذلك الوقت عندما كان الموقف حاميا لكان بإمكانهم التهرب من العواقب، ولكن ان يضربوا بعد اسابيع وقد برد الموقف سيكون ذلك امرا آخر.”

وكان المتمردون السوريون مستعدون لاستغلال الضربة الامريكية من اجل تحقيق المزيد من التقدم على الأرض، ولكن أملهم خاب مرتين، مرة عندما شاهدوا اوباما يواجه معارضة داخلية قوية لنيته توجيه ضربة عسكرية لسوريا، والمرة الثانية عندما شاهدوه يتشبث بالمبادرة الروسية التي يعتبرونها حيلة لكسب الوقت.

وكان الرئيس الامريكي يصر طيلة الوقت على انه لا يدفع باتجاه تغيير نظام الرئيس السوري بشار الاسد، مما شكل خيبة امل أخرى للمعارضة المسلحة.

في غضون ذلك، لم تؤثر الأزمة المثارة حول الأسلحة الكيمياوية على سير المعارك في معظم مناطق سوريا، إذ ما زال مئة سوري يقتلون يوميا وما من حل يلوح في الأفق.

وكان الفرنسيون يعملون على صياغة مشروع قرار يستند الى البند السابع من ميثاق الامم المتحدة الذي يجيز استخدام “كل الوسائل المتاحة بما فيها القوة” لاجبار سوريا على تنفيذ التزاماتها.

ولكن روسيا اوضحت انها لن تقبل بذلك، وكذلك بأي قرار يحمل الحكومة السورية مسؤولية استخدام الاسلحة الكيمياوية.

وتحمل الولايات المتحدة من جانبها الحكومة السورية مسؤولية الهجوم الكيمياوي الذي وقع في غوطة دمشق في الحادي والعشرين من الشهر الماضي والذي تقول إنه اسفر عن مقتل اكثر من 1400 شخص. وتتهم الحكومة السورية من جانبها المتمردين بتنفيذ الهجوم.

وقد يناقش مندوبو الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن اللغة التي قد يصاغ بها قرار محتمل, وقال احد المندوبين لوكالة رويترز “اعتقد اننا سنتوصل الى اتفاق.”

ولكن دبلوماسيا آخر قال للوكالة ذاتها “فهمت انهم سيناقشون الخطوط العريضة لخطة تهدف للتعامل مع ترسانة سوريا الكيمياوية، ولكنهم لن يناقشوا صياغة قرار جديد بعد.”

وقال دبلوماسي لبي بي سي إن المحادثات التي يجريها المندوبون في نيويورك “رمزية الى حد بعيد، وان المفاوضات الجدية ستجري في جنيف” عندما يلتقي كيري ولافروف يوم غد الخميس. وكان الوزيران قد تكلما هاتفيا الاربعاء.

ويقول مراسل بي بي سي في موسكو، دانيال ساندفورد إن خلافا لا يزال قائما بين سوريا وروسيا بشأن مصير هذه الأسلحة، وإذا كان لابد من تدميرها.

ويرى أن السوريين قد يقبلون بتدمير الأسلحة الكيماوية لأن الروس يرون ذلك ضروريا حتى تلقى الخطة قبولا أوسع.

وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم قد تقدم الثلاثاء بأوفى اعتراف لحد الآن عن امتلاك سوريا للاسلحة الكيمياوية، واشار الى التزام حكومته الكامل بالخطة الروسية.

وقال المعلم “نحن مستعدون لتوفير معلومات عن اماكن وجود الاسلحة الكيمياوية ولوقف انتاج هذه الاسلحة وعرض هذه المعلومات على ممثلين روس وممثلي دول اخرى والامم المتحدة.”

وأكد ان “التزامنا بالمبادرة الروسية يهدف الى التخلي عن الاسلحة الكيمياوية.”

BBC © 2013

الاسد: قرار التخلي عن السيطرة على الاسلحة الكيماوية ليس نتيجة تهديد أمريكي

موسكو (رويترز) – نقلت وكالة انترفاكس الروسية عن الرئيس السوري بشار الأسد قوله في حديث لمحطة تلفزيون روسية إن قرار سوريا التخلي عن السيطرة على اسلحتها النووية جاء نتيجة قبول الاقتراح الروسي لا التهديدات بتدخل عسكري أمريكي.

ونقلت الوكالة عنه قوله في حديث لقناة روسيا 24 “سوريا ستضع أسلحتها الكيماوية تحت السيطرة الدولية بسبب روسيا. التهديدات الأمريكية لم يكن لها تأثير لدى اتخاذ القرار.”

(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)

ناشطون ولقطات فيديو: القوات الجوية السورية قصفت مستشفى في الشمال

بيروت (رويترز) – قال ناشطون وأظهرت لقطات فيديو ان طائرات حربية سورية قصفت المستشفى الرئيسي في المنطقة التي يسيطر عليها المعارضون في شمال البلاد.

وقال مركز حلب الاعلامي التابع للمعارضة يوم الخميس ان 11 مدنيا بينهم طبيبان قتلوا حين هوجم يوم الأربعاء المستشفى الواقع في بلدة الباب التي تبعد 30 كيلومترا شمال شرقي مدينة حلب.

وأظهرت لقطات فيديو بثت على موقع يوتيوب جثمان طفل صغير ينقله رجل من المستشفى. كما أظهرت طفلا آخر على الارض وعلى رأسه دماء والتراب تغطي جسده.

وفي لقطات الفيديو يملأ الغبار الجو ويتناثر الحطام على الارض كما تظهر وحدات تكييف محطمة.

وقال مركز حلب الاعلامي ان الهجوم دمر أقسام الطواريء والاشعة.

وقصفت الطائرات السورية مدارس ومستشفيات ومخابز في الصراع الذي تفجر منذ عامين ونصف العام وقتل فيه أكثر من 100 الف شخص وأحدث انقساما بين القوى العالمية التي لم تتمكن من وقف العنف.

ولم تعلق الحكومة على هذه الضربة لكن وكالة الانباء الحكومية قالت يوم الخميس ان الجيش قتل 14 “إرهابيا” شمالي منطقة الباب.

(إعداد رفقي فخري للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى