أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء، 15 آب، 2012


القضاء اللبناني يستعد لاستدعاء المملوك وسليمان يرفض الشروط للمشاركة في الحوار

بيروت – «الحياة»

ارتفع مزيد من الأصوات السياسية المطالبة بإعادة النظر بالاتفاقات المعقودة مع سورية بسبب توقيف الوزير والنائب السابق ميشال سماحة بتهمة التورط هو ورئيس مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي المملوك، في «مخطط لإحداث تفجيرات وتنفيذ اغتيالات في حق شخصيات سياسية ودينية»، فطالبت كتلة «المستقبل» النيابية الحكومة «بتعليق العمل بالاتفاقية الأمنية الموقعة بين البلدين وعدم الاكتفاء بالموقف الخجول» الذي صدر عن رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي.

وفيما أشادت الكتلة، بعد اجتماعها برئاسة رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، بموقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان «الشجاع» من القضية، قالت مصادر قضائية إن قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا سيستأنف استجواب سماحة الموقوف في سجن الشرطة العسكرية غداً الخميس، فضلاً عن أنه سيعد كتاباً لاستدعاء اللواء المملوك يضمنه الاتهامات الموجهة إليه من القضاء العسكري حول التحضير للقيام بأعمال إرهابية بواسطة العبوات التفجيرية التي سلمها الى سماحة. وسيوجه الكتاب عبر السفارة السورية في لبنان من طريق وزارة العدل التي يفترض أن تحيله على الخارجية اللبنانية التي ينتظر أن تسلمه الى السفارة.

وطالب الكثير من نواب «قوى 14 آذار» بإلغاء المجلس الأعلى اللبناني – السوري، ودعت كتلة «المستقبل» الى إخطار الجامعة العربية ومجلس الأمن بالمعطيات عن «اكتشاف الجريمة مما أحبط أكبر وأخطر مؤامرة منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري». ودعت الى إحالة القضية على المحكمة الدولية. وزار عدد من النواب المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي وأشادوا بالإنجاز الكبير الذي حققه فرع المعلومات.

واعتبر رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي العماد ميشال عون أن «كل ما صدر في الصحف كأنه لم يوجد الى أن يصدر القرار الظني ويصبح الموقوف (سماحة) متهماً ثم يمر أمام المحكمة التي تصدر الحكم النهائي»، ودعا الى أن «نترك القضاء يقوم بعمله».

وعلقت مصادر اطلعت على جانب من التحقيق على التسريبات عن أن سماحة أبلغ قاضي التحقيق، أول من أمس، أثناء استجوابه أنه استدرج من قبل أحد الأشخاص وفرع المعلومات، وأن المتفجرات التي نقلها هي لزرعها على الحدود الشمالية لمنع تهريب المسلحين والسلاح الى سورية، فقالت إن هذه العبوات «هي من النوع الذي يوجه ضد الأفراد والمجموعات للاغتيال وليست ألغاماً أو مضادات للآليات، ولها جهاز تحكم من بعد وفيها مغناطيس لاقط لزرعها في أسفل السيارات». ورأت المصادر أنه «إذا صحت التسريبات عن إفادة سماحة بأنه نقلها لكي توضع على الحدود، فستؤدي الى «توريطه أكثر وهذا دليل إرباك». وكررت المصادر إن تراجع سماحة عن إفادته الأولى أمام التحقيق الأمني «يقابله وجود 3 شرائط فيديو مسجلة على مدة ساعة ونصف الساعة أثناء استجوابه، فضلاً عن صور تسليم العبوات من سيارته الى سيارة الشخص الذي كلفه بتنفيذ الخطة، وسلمه مبلغ 170 ألف دولار، والتراجع يقود الى تثبيت التهمة ولا يخفف منها».

وعاد موضوع عقد «هيئة الحوار الوطني» غداً الخميس بدعوة من الرئيس سليمان الى الواجهة، خصوصاً أن على تحالف «قوى 14 آذار» أن يحسم موقفه النهائي من حضورها بعد أن كان علّق مشاركته فيها قبل أسابيع احتجاجاً على عدم تسليم «داتا» الاتصالات (سلمت للأجهزة الأمنية بناء لإصرار من سليمان) وعلى موقف «حزب الله» المصر على بحث استراتيجية التحرير بل الاستراتيجية الدفاعية، والاحتفاظ بسلاحه.

وأعلنت كتلة «المستقبل» استمرار التشاور مع سليمان ومكونات 14 آذار «لحسم الموقف من الحضور استناداً الى مرجعية الدولة والاحترام الكامل للدستور وإناطة السلطة العسكرية والأمنية والسياسية حصراً بالدولة». وقالت مصادر 14 آذار لـ «الحياة» إن المشاورات تكثفت ليل أمس، بين سليمان وقياداتها مع زعيم تيار «المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري والسنيورة، ويفترض أن يحسم الموقف من المشاركة في اجتماع اليوم. يذكر ان الحريري التقى أول من أمس خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مع رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن جاسم آل جبر.

وكان الرئيس سليمان شدد على أن جلسة الحوار «هي المكان المناسب لمناقشة كل الأفكار وموضوعها الرئيسي هو الاستراتيجية الوطنية للدفاع وفقاً للدعوة الأصلية للحوار».

ونقل زوار سليمان عنه قوله إنه حدد جدول الأعمال، ولن يرضخ لأي شروط من أي فريق، وإذا كان لأي فريق وجهة نظر معينة فعليه أن يطرحها خلال الجلسة. وذكر هؤلاء ان سليمان سيقترح تصوره للاستراتيجية الدفاعية ولموضوع السلاح، تحت سقف خطابه في الأول من آب (أغسطس) الذي أشار الى أن «لا شراكة في الجيش والقوى الشرعية الرسمية في الأمن والسيادة واحتكار القوة التي هي حق حصري للدولة».

وقال الرئيس سليمان أمس أثناء جولة له في قرى وبلدات قضاء جبيل: «نستطيع تدارك العاصفة التي حولنا وسنتداركها ولكن الخطر كل الخطر من العاصفة الصغيرة الدنيئة الموجودة داخل الوطن». وطلب سليمان من المواطنين في بلدات جبيل «وكل لبنان التوجه الى استقبال قداسة البابا الذي سيزور لبنان في 14 و15 و16 أيلول والذود عنه على طرقاتنا في تنقلاته بين المناطق، فمن يستطيع أن يهدد الحبر الأعظم ويهدد مجيئه الى لبنان، بوجودكم أنتم؟».

وفي مجال آخر، قال الرئيس سليمان: «عندما تصبح أي علاقة مع خارج لبنان تضر به نتوقف عنها، وعندما تعود العلاقة لمصلحة لبنان نعود إليها».

حجاب: النظام منهار معنوياً واقتصادياً وعلى الجيش الانضمام إلى الشعب

عمان، واشنطن – «الحياة»، رويترز، ا ف ب

قال رئيس الوزراء السوري السابق رياض حجاب الذي اعلن انشقاقه عن النظام الاسبوع الماضي إن نظام الرئيس بشار الأسد يتصدع ولم يعد يسيطر سوى على 30 في المئة من البلاد.

واكد حجاب، في مؤتمر صحافي في عمان وفي اول ظهور علني له منذ خروجه من دمشق، ان النظام السوري «منهار مادياً ومعنوياً واقتصادياً ومتصدع عسكرياً». كما دعا افراد الجيش الذي ناداهم بـ «احرار الجيش العربي السوري» الى التشبه بالجيشين المصري والتونسي و»الوقوف الى جانب الشعب». واضاف «انا على يقين بأنكم ستنحازون الى جانب شعبكم العظيم وتحافظون على مقدساته وترابه ودماء ابنائه الزكية».

ووجه حجاب الشكر الى السعودية وقطر وتركيا ودعاها الى «مواصلة جهودها المباركة في دعم ثورة الشعب والوصول بها الى شواطىء النصر المؤزر». واكد انه لا يرغب في تقلد اي منصب «سواء كان في الوقت الراهن او في المستقبل في سوريا المحررة»، مشيراً الى انه لم يكن يبغي من انشقاقه «الا وجه ربي وارضاء ضميري والوفاء لوطن اعطانا الكثير»، واوضح انه انشق عن النظام «عندما زاد التمسك باسلوب القمع والاقصاء والقتل والتدمير» وقال انه كان يشاهد القصف على المدن من دون ان يملك قراراً يرد عنها القتل والظلم.

وهذه الامرة الاولى التي يسمح فيها الأردن بنشاط علني على أراضيه لمسؤول منشق عن النظام السوري، ما اعتبره سياسيون ومقربون من مطبخ القرار في عمان تغيراً في الموقف الرسمي، الذي سعى منذ بداية الازمة إلى تجنب الصدام مع النظام السوري. واعتبر سياسيون اردنيون ان الظهور العلني لحجاب يعكس «تدرجاً في حالة الاحتقان المتنامية بين النظامين الأردني والسوري». وقال مقربون من مطبخ القرار الأردني لـ «الحياة»، إن ظهور حجاب العلني «يؤكد اتجاه الأردن نحو التصعيد مع النظام السوري».

واعلنت الادارة الاميركية رفع العقوبات عن حجاب ودعت قيادات النظام السوري الى الاقتداء به والانشقاق. وقررت وزارة الخزانة الاميركية رفع التجميد عن اصول وارصدة حجاب، في رسالة الهدف منها ابلاغ المحيطين بالاسد بامكان رفع العقوبات عنهم في حال تخليهم عن النظام. وتضم قائمة الاشخاص الذين تفرض وزارة الخزانة تجميدا لاصولهم المالية نحو 30 من كبار المسؤولين، بينهم رئيس الوزراء الجديد وائل الحلقي.

من جهة اخرى منعت سويسرا ثلاث مؤسسات سورية من العمل فيها وفرضت حظرا للسفر وتجميدا لأصول 25 سوريا اغلبهم مسؤولون عسكريون. وذكرت امانة الاقتصاد السويسرية ان الشركات السورية المعرضة لتجميد الاصول هي مؤسسة الطيران العربية السورية ومؤسسة تسويق القطن وشركة «دريكس تكنولوجيز». ويمنع هذا الاجراء الطائرات السورية من الهبوط في مطارات سويسرا.

ميدانياً، قال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية ان 70 شخصاً على الاقل قتلوا حتى مساء امس في المواجهات المستمرة بين الجيش النظامي ومقاتلي المعارضة. وقالت المعارضة ان النظام لجأ الى استخدام الطيران الحربي بشكل غير مسبوق في اليومين الماضيين وذكرت شبكة «شام» الاخبارية ان القصف شمل احياء العاصمة دمشق وريفها بينما استمرت المعارك في حمص وحلب حيث هاجم النظام مواقع المعارضة في حي السكري وسيف الدولة.

وفي واشنطن قال وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا ان حكومته بحثت مسألة فرض منطقة لحظر الطيران فوق سورية «من ضمن اجراءات طارئة اخرى». واكد في حديث لوكالة «اسوشييتد برس» انه على ثقة ان الولايات المتحدة قادرة على فرض هذه المنطقة لكن ذلك «يحتاج الى قرار سياسي كبير جداً لم يتخذ بعد».

وعلمت «الحياة» أن وزير الخارجية الجزائري السابق الأخضر الإبراهيمي وصل أمس الى مقر إقامته في باريس آتياً من بالي في أندونيسيا مقر إقامته الصيفي، ما عزز التوقعات باحتمال قبوله تولي منصب المبعوث الخاص المشترك الى سورية خلفاً لكوفي أنان.

وفيما قال مصدر رفيع في الأمم المتحدة لـ»الحياة» إن الإعلان كان مقرراً في وقت ما من بعد ظهر أمس (بتوقيت نيويورك)، ذكرت مصادر ديبلوماسية أن «اتصالات أخيرة لا تزال جارية ويمكن الإعلان أن يتم في أي وقت».

وقال مسؤول في الأمم المتحدة طالباً عدم ذكر إسمه ان «من الطبيعي أن يتمسك أي مبعوث مقبل الى سورية بدعم دولي واضح وموحد لمهمته وخصوصاً في مجلس الأمن وهو ما سيتم الاتفاق في شأنه في المجلس».

وقالت مصادر ديبلوماسية إن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يسعى الى أن تكون مهمة المبعوث المقبل «مستندة الى مرجعية الأمانة العامة للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية تجنباً لعراقيل سيسببها استمرار الانقسام في مجلس الأمن في شأن الأزمة السورية». وقالت إن بان يسعى الى إنشاء «وجود سياسي للأمم المتحدة في سورية من دون تكليف من مجلس الأمن تجنباً لاحتمالات فشل جديدة».

درع صاروخية أميركية – عربية

توم شانكر *

تشير التقارير الأخيرة الصادرة عن المسؤولين الحكوميين الأميركيين الى أنّ الولايات المتّحدة بدأت وحلفاؤها العرب الإعداد لنشر درع صاروخية في منطقة الخليج لحماية مصافي النفط والقواعد العسكريّة من الهجمات الإيرانيّة المحتملة. وكانت وزيرة الخارجيّة الأميركيّة هيلاري كلينتون أول من لمّح منذ ثلاثة اعوام الى أهميّة مثل هذه الدرع في منطقة الخليج. وسلّطت الضوء مجدداً على المسألة هذه أمام زعماء دول مجلس التعاون الخليجي في آذار (مارس) الماضي، مشيرة الى أن الدفاع الفعّال هو رهن تعاون دول الجوار مع بعضها بعضاً. فالتعاون يعبّد الطريق أمام نشر عدد من الرادارات لتوسيع تغطية جهاز الإنذار المبكر وتشغيل نظام الاتصالات لتبادل المعلومات عن الصواريخ الاعتراضية المنشورة في كل دولة.

وكان البنتاغون أعلن العام الماضي عزمه بيع الإمارات العربيّة المتّحدة منظومتين صاروخيتين، وأماط اللثام عن مشروع نشر منظومة صاروخيّة متطورة في قطر.

وأوجه الشبـــــه كبيرة بين الأهداف المعلنة لنشر المنظومة في الخليج وبين مشروع الدرع الصاروخية الاميركية في اوروبا الذي سلطت وسائل الإعلام الاضواء عليه. فالهدف الأساس هو مواجهة أي هجوم إيراني محتمل ضد القوات الأميركيّة المتمركزة في الخليج وحماية دول المنطقة.

ولكن، خلافاً لما هو الأمر في منطقة الخليج، التزم «الناتو» مبادرة الادارة الاميركية، وبدأت عملية نشر الدرع الصاروخية، إثر مفاوضات رسمية مع الدول التي ستستضيف رادارات الإنذار المبكر وقواعد الصواريخ الاعتراضية والسفن الحربية المجهزة لتعقب الصواريخ البالستية وتدميرها. أمّا في الخليج، فتُبرم صفقات السلاح ثنائياً بين الولايات المتحدة ودول المنطقة. وأبرز تحد لدى الإدارة الأميركية هو أن توطّد دول الخليج التعاون بينها لتنظيم عمليّة التحكّم بالدرع الصاروخية وتوسيع قدرتها.

وتندرج الدرع في أوروبا في سياق خطة واحدة محكمة الحلقات، خلافاً لما هو الأمر في الخليج (…)

وقـــبل 3 أسابيع، اعلن البنتاغون سعيه الى إبــــرام صفقة مع الكويت قيمتها 4,2 بليون دولار لبيع 20 منصة إطلاق صواريخ «باتريوت» و4 رادارات، تضاف إلى 350 صاروخ «باتريوت» كانــــت الكويت اشترتها بين عامي 2007 و2010.

واشتـــرت الإمارات في الأعوام الأربعة الأخيرة منظومات دفاعيّة قيمتها 12 بليون دولار. واشترت دولـــة أخرى خليجية نظام «باتريوت». أمّا النواة الأساسيّة للمنظومة الدفاعيّة في الخليج، فركنها القوات البحريّة الأميركيّة المتمركزة هناك، والتي طورت قطعها ونفض الغبار عنها أخيراً.

وتعود الصعوبات في ارساء نظام موحّد للدفاع الصاروخي في الخليج إلى عوائق سياسيّة وتقنيّة. ففي الجانب التقني، لا يسع أي درع أن تبسط مظلة حماية كاملة وتضمن حماية «مئة في المئة». وعلــــى خلاف الدرع الأوروبية التي خطط لها تخطيطاً دقيقاً، تبدو الاستعدادات في الخليج أقرب إلى الردّ المرتجل. ولا يجوز إغفال ان إيران تطور قدراتها الصاروخيّة النوعية والعددية. (…) وعلى رغم ان الخوف من الخطر الإيراني يجمع دول الخليج، لطالما استساغت دول في المنطقة الاتفاقات الثنائيّة مع الولايات المتّحدة.

* صحافي، عن «نيويورك تايمز» الأميركيّة، 8/8/2012، اعداد علي شرف الدين

المالح لـ «الحياة»: إرسال قوات إسلامية مشتركة إلى سورية خطوة مهمة جداً

جدة – سلطان بن بندر

رأى عضو مجلس أمناء الثورة السورية المكلف بتشكيل الحكومة الانتقالية هيثم المالح في حديثه لـ«الحياة»، أن قرار تشكيل قوات إسلامية مشتركة وإرسالها إلى سورية لحماية المدنيين السوريين خطوة هامة جداً، وأنها ستأتي على غرار قرار جامعة الدول العربية للتدخل في لبنان.

وقال المالح: «كما تعلمون أن الشعب السوري دفع أكثر من 25 ألف شهيد و 50 ألف مفقود و ربع مليون معتقل ومليونين من المهجرين، الوضع في سورية كارثي بكل المقاييس، وهذه العصابة الحاكمة فقدت بالأساس شرعيتها، وعلى المجتمع الدولي وخصوصاً المجتمع العربي والإسلامي الذي ننتمي إليه في كل مكان اتخاذ الإجراءات، من أجل حماية هذا الشعب لمواجهة نظام فاقد للشرعية».

وشدد على ضرورة حرمان هذا النظام من تمثيل الشعب السوري، مضيفاً «ننادي بسحب الاعتراف من هذا النظام من كل المحافل الدولية والإسلامية والعربية، حتى يبقى عارياً ووحيداً».

وأفاد بأنه من المفترض أن تجمّد عضوية سورية، ليس كدولة بل كنظام، لأن النظام فقد شرعيته، «ولو تم هذا التجميد منذ أن ناديت به منذ خروجي من سورية قبل عام، عندما طالبت الدول العربية ودول الاتحاد الأوربي بسحب سفرائهم من دمشق، وطرد السفراء السوريين لعزل النظام ليكون وحدياً، لأنجزنا الثورة منذ زمن بعيد، ووفّرنا على سورية شلال الدم الذي يستمر حتى الآن».

وأكّد المالح أن مجلس الأمناء لا يختلف مع المجلس الوطني سياسياً، لأن المعارضة السورية لها رؤية سياسية واحدة تتمثل في إسقاط النظام بأركانه ورموزه كافة، والانتقال بسورية من بلد استبدادي شمولي إلى بلد ديموقراطي تعددي، يضمن استقلالية السلطات الثلاث وحرية و كرامة الشعب.

وأضاف «اختلافنا مع مجلس الثورة الوطني ليس معه ككل، لكن اختلافنا كان مع المكتب التنفيذي الذي انحصر عمله في المقابلات الإعلامية والتلفزيونية والسياسية، ولم يقدم للشارع ما يثلج صدره، وينهي الثورة في سورية لصالح الشعب».

وأوضح أن الخلاف كان حول التكتيك وليس السياسة، «وفي اعتقادي إذا استطعنا أن نتواصل مع المعارضة السورية في كل العالم، واتفقنا على تشكيل حكومة انتقالية، وطالبنا المجتمع الدولي والعربي بالاعتراف بهذه الحــكومــــــة الانتقالية، وطالبــــنا المجتــــمعين الدولي والعربي بالاعتراف بهذه الحكومة الانتقالية، ستكون الممثل الشرعي والوحيد للشعب السوري، وننتقل إلى حلٍّ أفضل من ذلك مستقبلاً».

من جهته، قال مدير المركز الإعلامي في المجلس الوطني السوري سداد العقاد لـ«الحياة»، إن توحيد المعارضة أمر مستحيل، وإن المجلس الوطني السوري حقق اعترافاً كبيراً بين ما يزيد على 100 دولة، وأُقيمت أربعة مؤتمرات لأصدقاء سورية.

وأضاف «نحن لا ندعي تمثيلنا لكل المعارضة السورية، لكننا نحتاج إلى مزيد من التعاون، لضم القوى من هنا وهناك لنكون صفاً واحداً».

ورحّب العقاد بقرار تشكيل قوات إسلامية مشتركة للتدخل في سورية، مضيفاً «نرحب بأي نوع من أنواع الحماية للشعب السوري، خاصة إذا كانت من قوات إسلامية، وما يتعرض له الشعب السوري من حملات القمع والقتل هائلة، ونحن نحتاج إلى مساعدة القوات الإسلامية في أية مرحلة من المراحل لدرء ورد العدوان الكبير، الذي يتعرض له الشعب».

وتعليقاً على قرار تعليق عضوية سورية في المنظمة، أكّد العقاد أن مكانة الشعب السوري لدى المجتمعين الدولي والإسلامي محفوظة، والجميع يعرف مكانة ودور الشعب السوري، ولكن هذا النظام لا يمثل الشعب السوري. وأضاف «نتمنى فصل هذا النظام من عضوية المنظمة، لأنه لا يستحق أن يكون بين الوفود الإسلامية المشاركة والمجتمع الدولي والمقعد محفوظ، والجميع يعرف مكانة الشعب السوري، ويعرف دوره، ولكن هذا النظام لا يمثل الشعب السوري».

روسيا في حالة «ترقب» وإعادة ترتيب الأوراق في ضوء المتغيرات على الأرض

موسكو – رائد جبر

منذ أن بدأت الأحداث الميدانية في سورية تتخذ منحى تصاعدياً في سخونتها بدا الموقف الروسي حيال الشأن السوري أكثر حذراً وميلاً إلى مراقبة ما يجري بصمت وتجنب إطلاق تصريحات رنانة، وتجلى ذلك خصوصاً مع اندلاع المواجهات في مدينة حلب التي وصفها وزير الخارجية سيرغي لافروف في بدايتها بأنها ستكون «معركة حاسمة».

ولا يخفي خبراء وديبلوماسيون روس أن لهجة بلادهم «فقدت في الفترة الأخيرة كثيراً من حزمها» وباتت أكثر ميلاً لانتظار ما قد تسفر عنه التطورات الميدانية من جانب، والحراك السياسي حول سورية في الجانب الآخر.

وعزا خبراء تحدثت إليهم «الحياة» التطور إلى أن «القيادة الروسية بدأت تدرك أن الموقف أكثر تعقيداً مما كان يبدو خلال الشهور الماضية».

وفي تفسير هذه المقولة أن «غالبية الخبراء والمختصين الروس الذين كانت تتم استشارتهم كانوا يظنون أن النظام السوري قادر على مواجهة الاضطرابات وبسط السيطرة بسهولة على الأمور» في ما بدا أنه نتيجة نقص حاد في المعلومات أو تجاهل متعمد لطبيعة الحراك في الشارع السوري برز بقوة عندما شدد لافروف خلال محادثاته مع المعارضين السوريين على ضرورة «عدم إطلاق صفة الثورة على الوضع السوري»، معتبراً أن اختيار هذا الخطاب «سوف يعقد المسألة أكثر».

وفي هذا السياق بدا أن موسكو راهنت في البداية على حسم عسكري مضمون خلال فترة أسابيع، وحتى عندما لم تخف خيبتها بسبب تواصل المنحى التصاعدي للأزمة، لم تتردد في منح نظام الرئيس بشار الأسد فرصة أخرى للحسم العسكري بعد زيارة قامت بها في حزيران (يونيو) الماضي مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان إلى موسكو.

لكن التحول الجدي في الموقف الروسي لجهة التريث وتفضيل مراقبة التطورات الجارية بدأ كما أكدت الخبيرة يلينا سوبونينا ليس مع تطورات الموقف الميداني في حلب، بل بعد تفجير مبني الأمن القومي في دمشق في 18 تموز (يوليو) الماضي ما أدى إلى مقتل 4 من كبار أعضاء خلية إدارة الأزمة في سورية.

عندها أدركت موسكو أن الوضع على الأرض أعقد بكثير وأن من الضروري انتظار ما ستنجلي عنه الأمور حتى يتمكن الروس من رسم ملامح الخطوات المقبلة.

وبحسب ديبلوماسي روسي فضل حجب اسمه فإن سبباً آخر يقف وراء الحذر الروسي خلال الفترة الأخيرة، مرده إلى حال الارتباك التي تسيطر على مصنع القرار الروسي حيال ملف التطورات في المنطقة العربية كلها، خصوصاً بعد بروز أصوات اعتبرت أن الديبلوماسية الروسية ارتكبت أخطاء عبر الرهان الزائد على نظام الأسد، ما قد يسبب خسائر كبرى لروسيا في المنطقة كلها.

ويشير محللون إلى أن نوعاً من التباين برز خلال الفترة الأخيرة بين فريقين يواصل أولهما التأكيد على ضرورة عدم التراجع عن المواقف المعلنة ويواصل المراهنة على إمكانية الوصول إلى اتفاقات مع البلدان الكبرى تحفظ مصالح روسيا، بينما يرى الآخر أن الأحداث الجارية تسبق الديبلوماسية الروسية بخطوات.

لكن الفريق الثاني ما زال يفضل الحديث خلف الأبواب المغلقة، و «حتى من لا يوافق على سياسة الكرملين لا يمكنه أن يتحدث بصوت عال» كما علق أحدهم.

على رغم ذلك برز التباين بين الفريقين في مواقف عدة، إذ لم يخف رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الروسي ميخائيل مارغيلوف خلال لقائه وفد المجلس الوطني السوري قبل أسابيع وجود تناقض في المواقف داخل مصنع القرار، وأبلغ محدثيه أن «الموقف الروسي ليس كتلة واحدة متماسكة».

كما ظهر ذلك عندما نفى سفير روسيا لدى البحرين فيكتور سميرنوف أن يكون طرأ تبدل على موقف بلاده حيال الوضع هناك، واعتبر أن حديث مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيكتور تشيركوف في جلسة مغلقة على مستوى المندوبين حول دعوة مجلس الأمن لمناقشة الوضع السياسي في البحرين «لا يعبر إطلاقاً عن الموقف الروسي الرسمي الداعم لمملكة البحرين وللخطوات الإصلاحية من جانب الملك».

وفي مؤشر آخر، نفى ديبلوماسي روسي رفيع تحدثت إليه «الحياة» أمس، صحة معطيات نشرتها وسائل إعلام عربية ونسبتها إلى نائب الوزير ميخائيل بوغدانوف حول تردي الوضع الصحي لشقيق الرئيس السوري ماهر الأسد، وحول استعداد الأسد للتنحي.

وبين التكذيب حيناً ونفي ما يتسرب من معطيات أحياناً، يبدو أن مصنع القرار الروسي، والمقصود الكرملين وليس الخارجية التي تؤدي مهمات تنفيذية تخضع لسلطة الرئيس مباشرة، يعيد ترتيب حساباته وأوراقه على ضوء المتغيرات الجارية على الأرض، ولا يبدو أنه يفضل التسرع في إعلان خطواته المقبلة.

أزمة مخيم لاجئين سوريين في تركيا من دون مياه وكهرباء

أصلي أيضن طاش باش *

قبل نحو3 أشهر قدمت الحكومة التركية مخيم كيليس للاجئين السوريين باعتباره «أرض الاحلام»: مدينة كاملة من بيوت جاهزة، في كل منها غرفة وصالة مع حمّام ومطبخ، وفيها مدرسة ومرافق اجتماعية وترفيهية.

وقيل إن المخيـــــم نموذج قد يحتذى في العالــــم أجمع! ولكن في الأسبوعين الأخيرين، يعاني اللاجئــــون السوريون هناك من انقطاع الماء والكهرباء ومن أوضاع معيشية سيئة حملتهم على العصيان والتظاهــــر وإضرام النـــار وحمــــل العصي والهجوم على بعض رجال الأمن أكثر من مرة.

ولحظــــة وصــــولي إلى المخيم، شاهدت عدداً من اللاجئين الســـورييـــن ممددين على الأرض يستنجـــــدون بالمارة الأجانب، وهم يصيحون بالعربية «مي (مياه) مي». والمشهد يلخّص معاناة اللاجئين واحوال المخيم.

انقطاع المياه والكهرباء عن تلك المدينة حوّلها مــــن مدينة أحلام الى مدينة آلام. فعلى رغم أن حال البنية التحتية في المخيم – المدينة جيدة، وأن ثمة مدرسة وجامعاً وبقالاً ومرافق اجتماعية، وجـــدنا مدينة تلمؤها الأوساخ والقاذورات. وأبواب المدارس والحضانة، والحلاق اضطر الى الإغلاق بسبب عدم توافر المياه. حتى ذلك السوبر ماركت الذي يشبه احدى قاعات وكالة الفضاء «ناسا» ويشتري منه اللاجئون حاجاتهم بواسطة تصوير بصمة الإصبع – لعدم وجود المال وتداوله في المخيم- مغلق بسبب انقطاع الكهرباء ولأن أجهزة الدفع بالبصمة معطلة. فلا يستطيع أحد أن يشتري شيئاً! كل من تحدثنا إليهم في هذه الأجواء الحارة والجافة شكوا شح المياه وانقطاعها، فهم لا يسعهم الاستحمام. وانتشر القمل في شعر عدد من الأطفال والنساء، ولم تكن هذه حال المخيم يوم زاره رئيس الوزراء أردوغان في أيار (مايو) الماضي. واصطحبتني نسوة الى بعض بيوتهن لأرى أرضيات تلفت وتحللت، وتنبعث منها روائح كريهة تنتشر في المخيم.

ويقول قائل «ماذا يريد هؤلاء اللاجئون؟ آويناهم وفعلنا كل ما بيدنا من أجلهم والآن يريدون جنة ليعيشوا فيها، ليحمدوا الله على ما وجدوه!» ولكن لو حــــاول أي امــــرئ أن يعيش هناك لساعات في ظل درجة حرارة تصل الى 45 ومن غير ماء أو كهرباء في هذه الرائحة الآسنة، لوجد أن الأمر لا يُحتمل.

شاهدت أطفالاً ينقلون الماء من مزرعة قريبة، وقبل أسبوعين توفي طفل في حادث سير إذ دهسته سيارة وهو على الطريق يحمل مياهاً. وهذه الحادثة كانت من اسباب خروج تظاهرة غاضبة في المخيم، عوقب اللاجئون بعدها باستخدام غاز مسيل للدموع، في وقت لا يسعهم غسل وجوههم بالمياه بعد تنشق هذا الغاز، وقطعت المياه والكهرباء – وهما نادراً ما يبلغان المخيم – يومين. ومعظم أهالي المخيم صائم، وساعة الإفطار لا تجد نقطة مياه فيه.

ويثير هذا المشهد العجب في دولة يؤكد مسؤولوها كل يوم أن اقتصادها هو السادس عشر على مستوى العالم، وأنها سادس أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي. فكيف تعجز هذه القوة الاقتصادية عن ادارة مخيم للاجئين وتقديم الخدمات الأساسية؟ والإهمال لا يطاول اللاجئين فحسب، فرجال الأمن الذين استقدموا من اسطنبول للحفاظ على أمن المخيم يعاملون في شكل غريب: ساعات عملهم طويلة جداً ولا مجال للراحة، ورواتبهم قُلِّصت عما كانت عليه في اسطنبول. لذا، يشعر هؤلاء بالغضب، ويحسبون أن اللاجئين هم سبب عذابهم. وللقارئ ان يتخيل العلاقة بين رجال الأمن واللاجئين في مثل هذه الظروف.

* كاتبة، «حرييت» التركية، 1/8/2012، اعداد يوسف الشريف

أكراد تركيا بعد «الربيع العربي»

أحمد ألطان *

في منطقة تركية، تدور رحى واحدة من أغرب الحروب: نحو 500 عنصر مسلح من «حزب العمال الكردستاني» يقاتلون جيشاً عديده مئات الآلاف من الجنود، مدعوماً بالدبابات وسلاح الجو ومجهزاً بالصواريخ. حرب استمرت أكثر من اسبوعين ولم تُعرف مجرياتُها، لان الحكومة التركية تتستر على المعلومات وعلى تفاصيل ما يحدث هناك. ما عرفناه من مصادر أخرى، هو أن قتلى «الكردستاني» زادوا على مئة، وأن هدف الحزب من هذا الهجوم هو تحرير منطقة شمدينلي لتتحول منصةَ انطلاقٍ للثورة الكردية. واستناداً الى ميزان القوى في هذه الحرب، يمكن الجزم بأن «الحزب الكردستاني» لن يبلغ هدفه، ولكن إذا لم تدرك الدولة واقع الأمور والتحديات التي تواجهها، وإذا لم تعدِّل سياساتها بناء على هذا الواقع وتَعْدِلْ عن الحلول الامنية، يبرز احتمال انطلاق انتفاضة أو ثورة في تلك المنطقة.

وحري بالحكومة التركية أن تسأل: لماذا يلقي 500 شخص بأنفسهم الى الموت ويدخلون في معركة يعرفون مسبقاً انها خاسرة ضد جيش قوي؟ ليس جواب الحكومة الذي يصف الشباب الكردي بالخيانة ويَكِيل له الشتائم، مقنعاً. والقول إن بشار الاسد بدأ يدعم «حزب العمال الكردستاني»، وإن قيادات الحزب في الجبال قررت تغيير مخططاتها من اجل الاستفادة من الازمة السورية، لا يكفي لتفسير سبب هرولة 500 شاب كردي الى التهلكة. وللأمانة، يجب القول إن حكومة «حزب العدالة والتنمية» خطت خطوات جريئة وقوية لوقف الحرب مع «الكردستاني»، وأشك أن سياسياً آخر غير (رجب طيب) أردوغان، كان في وسعه أن يُقْدِم على تلك الخطوات الجريئة التي يرى السياسيون الآخرون أنها مغامرة خطيرة. فحكومة أردوغان باشرت الحوار مع قيادات الحزب الكردستاني السياسية، وفاوضت عبدالله أوجلان الذي أعلن أن الحل قريب، وأن ثمة خطة شاملة للحل. وعلى رغم هذه الخطوات، تواصلت فصول الحرب، فالحكومة لم تثق بالطرف الآخر، وحشد أردوغان القوميين المتطرفين وراءه، وانتهج خطاباً متشدداً لاستمالة القوميين في الانتخابات الرئاسية. وافترضت الحكومة أن دور تركيا المحوري ونفوذها المتعاظم في الشرق الاوسط سيحملان دول المنطقة على مساعدة أنقرة في خنق «حزب العمال الكردستاني» والقضاء عليه، والأسباب هذه كانت وراء اندلاع الحرب مجدداً.

لكن الاجواء السياسية التي نعيشها اليوم مختلفة عن تلك التي وفرت جواً مناسباً لحل القضية التركية العامَ الماضي. ففي الوقت الذي انتقل «حزب العدالة والتنمية» الى معسكر الصقور وتحوَّل حزباً محارباً يدعو- شأنَ مَن سَبَقَه من الاحزاب- الى حسم هذه القضية أمنياً وعسكرياً، وتغيرت مواقفه، وصار يرفض تقديم أي تنازلات سياسية للأكراد، وانتهج سياسات أمنية، بدأ الكلامُ عن إقليم كردستان في شمال سورية يلهب أحلام الأكراد في تركيا الذين يسمَّوْن «أتراكاً يتعلم أولادهم التركية في المدارس وليس في البيت». واليوم، صار كل كردي يحلم بالحكم الذاتي في تركيا إثر الحوادث الاخيرة في المنطقة، ولم تعد الوعود السابقة تغنيه أو تكفيه. ودرجت الحكومات التركية على التأخر في قطع الوعود أو تقديم التنازلات، فحين دعا الأكراد الى توسل اللغة الكردية في الإعلام، اكتفت الحكومة بمنحهم حق البث باللغة الكردية خمس ساعات أسبوعياً على شاشة التلفزيون الرسمي، ويوم طالبوا بتعليم أبنائهم اللغة الكردية في المدارس، أجازت الحكومة إنشاء معاهد خاصة لتعليم الكردية، الى أن وصلنا الى وقت رفع فيه الأكراد سقفَ مطالبهم، فصاروا يطالبون بالحكم الذاتي، شأنَ اكراد المنطقة (الشرق الاوسط). فهل تدرك حكومة أردوغان ذلك؟ وفي وقت تعصف التحولات الكبيرة بالشرق الاوسط، يخطئ أردوغان إذ يحسب أن الملف الكردي في تركيا سيبقى على حاله، وأن تذليل القضية هذه ممكن عبر الوسائل القديمة الأمنية والعسكرية. كل شيء حولنا يتغير، وعلى الأتراك أن يتكيفوا مع هذا التغيير.

* صحافي، عن «طرف» التركية، 9/8/2012، إعداد يوسف الشريف

مقاتلون ليبيون ينضمون إلى الانتفاضة وينتقدون ضعف التنظيم والتسلح

بيروت – رويترز

يقول مقاتل ايرلندي من أصل ليبي، إن مقاتلين متمرسين شاركوا في الحرب الأهلية التي شهدتها ليبيا العام الماضي، جاؤوا الى الجبهة السورية ليدربوا وينظموا مقاتلي المعارضة السورية وسط ظروف اشد قسوة بكثير من المعركة التي دارت ضد الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.

ولد المقاتل حسام النجار لأب ليبي وأم ايرلندية، واشتهر باسم سام، وهو قناص محترف كان من أفراد وحدة المعارضة الليبية التي اقتحمت مجمع القذافي في طرابلس قبل عام بقيادة مهدي الحراتي، وهو قائد ميليشيا قوي من منطقة الجبل الغربي في ليبيا.

ويقود الحراتي الآن وحدة في سورية غالبيتها من السوريين، لكنها تضم أيضاً بعض المقاتلين الاجانب، من بينهم 20 من كبار اعضاء وحدته الليبية. وقال النجار لرويترز إن الحراتي طلب منه المجيء من دبلن والانضمام اليه منذ بضعة أشهر.

وذكر النجار ان من بين الليبيين الذين يقدّمون العون لمقاتلي المعارضة السورية، خبراء في الاتصالات والإمدادات اللوجستية والقضايا الانسانية والاسلحة الثقيلة، وأنهم يشرفون على قواعد تدريب توفر تدريبات لياقة وتكتيكات قتالية.

وقال النجار انه دهش من قلة تسلح مقاتلي المعارضة السورية وتنظيمهم، ووصف الأغلبية السنية في سورية بأنها كانت مطحونة ومقموعة تحت نظام الرئيس السوري بشار الاسد أكثر مما كان الليبيون يتعرضون له تحت نظام القذافي.

وتابع: «صدمت. لا يمكن رغم كل ما تسمعه ان تتخيل ما سوف تراه. وضع المسلمين السنة هناك… حالتهم الذهنية… مصيرهم… كل هذا تآكل ببطء على مر الزمن بفعل هذا النظام». وأضاف: «كدت أبكي من أجلهم حين رأيت الاسلحة. البنادق لا تصلح إطلاقاً. يباع لنا مخلفات حرب العراق… مخلفات من هنا وهناك. ولحسن الحظ هذا مجال نستطيع ان نساعدهم فيه. نعرف كيف نصلح السلاح وكيف نصونه، نعرف كيف نرصد المشاكل ونحلها».

وخلال خمسة أشهر منذ وصوله الى سورية، أصبحت ترسانة مقاتلي المعارضة «أقوى خمس مرات من ذي قبل»، وحصل المقاتلون على مدافع أكبر مضادة للطائرات وبنادق للقنص.

أما سوء التنظيم، فمشكلة خطيرة، وعلى نقيض مقاتلي المعارضة الليبية الذين تمتعوا بحماية حلف شمال الاطلسي، الذي فرض حظراً جوياً على ليبيا وكان بوسعهم اقامة معسكرات كاملة للتدريب، لا يستطيع مقاتلو المعارضة السورية الافلات من سلاح الأسد الجوي.

وقال النجار: «في ليبيا، مع وجود منطقة الحظر الجوي كان بوسعنا ان نحشد ما بين 1400 و1500 رجل في مكان واحد ونشكل كتائب وألوية، أما في سورية، فالرجال متفرقون هنا وهناك وفي كل مكان».

وذكر النجار انه على الرغم من ان الكثير من وحدات المعارضة تقاتل تحت لواء الجيش السوري الحر، فإن قادتها قادة محليون يفتقرون الى التنسيق في ما بينهم.

واستطرد: «أحد العوامل الكبرى التي تؤخر الثورة هو الافتقار الى الوحدة بين المعارضين… للأسف حين تصبح ظهورهم للحائط حينها فقط يدركون ان عليهم ان يتّحدوا».

وتحولت الانتفاضة السورية حرباً أهلية شاملة أبعادها طائفية، ووضعت المعارضة، وغالبيتها من السنة، في مواجهة قوات الامن التي تسيطر عليها الاقلية العلوية التي ينتمي إليها الاسد.

وقال النجار إن الامر «لم يعد مجرد سقوط الأسد، الامر متعلق باستعادة المسلمين السنة في سورية بلادهم وإبعاد الاقلية التي تقمعهم منذ اجيال».

ووجود مقاتلين أجانب قضية حساسة بالنسبة لمقاتلي المعارضة السورية، فحكومة الاسد دأبت على الإشارة اليهم باسم «الميليشيات الخليجية التركية»، متهمة دول الخليج السنية وتركيا بتسليحهم وتمويلهم وقيادتهم.

وتُعرف الوحدة التي يقودها الحراتي قائد الميليشيا الليبي، بـ «لواء الامة»، في اشارة الى الامة الاسلامية. وقال النجار إن آلافاً من المقاتلين السنة في العالم العربي يتجمعون في دول الجوار استعداداً للانضمام الى القضية.

وأضاف أن الحراتي يحجم عن تجنيدهم خوفاً من ان يضر الربط بين الاسلاميين الاجانب وتنظيم القاعدة بقضيته، لكنه صرح بأن كثيرين من الاجانب وصلوا الى سورية من تلقاء أنفسهم.

وفي صفحة لواء الامة على فايسبوك، تظهر صورة للنجار وهو يصوب بندقيته نحو منطقة مفتوحة، كما تظهر صورة اخرى له مع الحراتي ومقاتلي المعارضة، وفي فيلم بث على يوتيوب، ظهر الحراتي وهو يقود هجوماً على نقطة تفتيش في معرة النعمان بسورية.

وقال النجار إن التشدد سينتشر في المنطقة مادام الغرب لا يفعل شيئاً لتسريع سقوط الاسد.

وأضاف: «الحكومات الغربية تجلب كل هذا على نفسها، فكلما تركت الباب مفتوحاً امام استمرار هذا التعذيب وهذه المذبحة، كلما ترك الشبان ما في هذه الدنيا بحثاً عن حياة الآخرة».

واستطرد: «اذا لم يتحرك الغرب والدول الأخرى سريعاً، فلن يقتصر الامر على شبان مثلي… الشبان العاديين الذين قد يفعلون اي شيء، من تدخين سيجارة الى الخروج في نزهة… بل سينضم شبان متطرفون حقاً سينقلون الامر الى مستوى آخر».

                      واشنطن تتشاور مع حلفائها

في طريقة “التعجيل في اسقاط الأسد”

    (و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)

صرّح رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب في اول ظهور له منذ فراره من سوريا في وقت سابق من آب الجاري في عمان، بان النظام السوري بات “منهارا معنويا ومتصدعا عسكريا”، وقت تستمر المعارك والعمليات العسكرية على الارض ولا سيما في حلب حيث المعلومات الميدانية قليلة جدا بسبب صعوبة الاتصالات.  ويتعرض كل من حيي القدم والعسالي في دمشق للقصف، بينما افاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان 63 قتيلاً غالبيتهم من المدنيين سقطوا في الاشتباكات واعمال العنف. (راجع العرب والعالم)

وتشاورت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون هاتفيا مع عدد من نظرائها الغربيين في سبل تنسيق التحرك للتعجيل في تنحي الرئيس السوري بشار الاسد.

وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نيولاند، انه اثر محادثات اجرتها في تركيا في نهاية الاسبوع الماضي، عقدت كلينتون مؤتمرا عبر الهاتف استمر اكثر من ساعة الاثنين مع وزراء خارجية فرنسا لوران فابيوس وبريطانيا وليم هيغ والمانيا غيدو فيسترفيله وتركيا احمد داود اوغلو. واوضحت ان الوزراء ناقشوا “الدعم الواجب تقديمه الى المعارضة” في سوريا “بهدف التعجيل في سقوط نظام الاسد” المتهم بقمع حركة الاحتجاج المناهضة له، الى وضع اللاجئين السوريين ومرحلة ما بعد الاسد.

واتهم وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا الحرس الثوري الايراني “الباسدران” بالعمل على تشكيل ميليشيا في سوريا موالية لنظام الرئيس بشار الاسد لمواجهة المعارضة. وقال في مؤتمر صحافي ان ايران “تسعى الى تشكيل ميليشيا في سوريا تقاتل لحساب النظام. اننا نشاهد وجودا متعاظما لايران في سوريا والامر يقلقنا كثيراً”.

وفي جنيف، اعلنت وزارة الخارجية السويسرية ان سويسرا شددت عقوباتها على النظام السوري باضافة اسماء الى قائمة الاشخاص الذين جمدت ارصدتهم. وقد شددت العقوبات بعد تدهور الوضع بالنسبة الى المدنيين السوريين. وبموجب اخر قرارات الخارجية السويسرية، اضيفت اسماء 25 مسؤولا عسكريا وفي الشرطة الى القائمة. ومعظم هؤلاء قادة الوية وضباط في الشرطة مسؤولون عن تعذيب معارضين.

واضافت سويسرا شركة لانتاج القطن واخرى تنشط في مجال التكنولوجيا الى قائمة الشركات التي جمدت ارصدتها، فضلاً عن شركة الخطوط الجوية السورية. كما منعت تسليم معدات عسكرية وامكانات مالية او تكنولوجية لاغراض القمع او المراقبة. ومنعت ايضا اقامة اي علاقات مالية مع النظام السوري.

وقال رئيس الأركان الأميركي الجنرال مارتن دمبسي إن هذه الميليشيا مؤلفة من “سوريين هم شيعة عموماً وبعضهم علويون”. وأوضح انه يجري تدريب هذه الميليشيا وفق نموذج جيش المهدي في العراق الذي كان بقيادة الزعيم الشيعي مقتدى الصدر وقاتل القوات الاميركية في هذا البلد. ولفت الى ان الجيش النظامي السوري اصيب بالضعف من جراء الانشقاقات وهو يواجه مشاكل في الامدادات، وأضاف: “الجيش السوري يقاتل منذ نحو 18 شهراً، وأي جيش سيسقط بهذه الوتيرة… لهذا السبب دخلت ايران في اللعبة لتدريب هذه الميليشيا، لاحتواء جزء من الضغط الذي يرخي بثقله على العسكريين السوريين”.

القمة الإسلامية في مكة: تعليق عضوية سوريا وتحميل سلطاتها المسؤولية

دمشق توافق على الإبراهيمي: قادرون على تجاوز الأزمة

الملك السعودي والى يساره الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد والى يمينه أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني خلال افتتاح القمة الإسلامية في مكة أمس

أعلن أمس، أن دمشق وافقت على ترشيح الجزائري الأخضر الابراهيمي لخلافة المبعوث العربي والدولي إلى سوريا كوفي أنان، فيما أكد مسؤولون سوريون مقدرة الحكومة على «تجاوز الازمة» و«تحقيق المصالحة»، معتبرين أن الدولة هي المسؤولة عن إعادة المواطنين إلى مساكنهم، وأنه لا يمكن معالجة الوضع الإنساني في أي منطقة قبل وقف العنف فيها.

في المقابل، عمد وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا إلى التقليل من شأن تصريحات وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في تركيا الأسبوع الماضي عن إقامة منطقة حظر جوي في شمال سوريا، مؤكداً أن هذا الخيار «ليس على نار حامية»، كما اتهم رئيس هيئة الاركان الاميركية الجنرال مارتن دمبسي ايران بتدريب ميليشيا موالية للنظام في سوريا، في الوقت الذي أجرت فيه أنقرة مناورات عسكرية قرب الحدود السورية.

وردا على سؤال عما اذا كان صحيحا ان سوريا وافقت على هذا الترشيح اجاب المتحدث باسم أنان احمد فوزي «نعم». لكنه اضاف «لم يتخذ بعد اي قرار من جهة الامين العام للامم المتحدة». وافاد دبلوماسيون في الامم المتحدة ان الابراهيمي (78 عاما) رشح لخلافة انان. ورفض متحدث باسم الامم المتحدة التعليق على هذا الاحتمال الاسبوع الماضي مشيرا الى ان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون يواصل مشاوراته في هذا الموضوع.

وعلمت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن مشروع البيان الختامي للقمة الإسلامية، التي تختتم في مكة اليوم، يعلق عضوية سوريا في منظمة المؤتمر الإسلامي على ضوء عدم التوصل إلى نتائج عملية لتنفيذ مبادرة المبعوث الدولي المستقيل كوفي أنان لحل الأزمة السورية.

ويشدد قادة الدول الإسلامية على ضرورة صون وحدة سوريا وسيادتها واستقلالها وسلامة أراضيها. ويدين البيان «بشدة استمرار إراقة الدماء في سوريا، ويشدد على تحمّل السلطات السورية مسؤولية استمرار أعمال العنف وتدمير الممتلكات». ويدعو القادة «السلطات السورية إلى الوقف الفوري لأعمال العنف كافة، وعدم استخدام العنف ضد المدنيين العزل والكف عن انتهاك حقوق الإنسان ومحاسبة مرتكبيها، والوفاء بالتزاماتها الإقليمية والدولية كافة والإفراج عن المعتقلين كافة والسماح لهيئات الإغاثة بتقديم المساعدات العاجلة للمتضررين من هذه الأحداث بالتنسيق مع منظمة التعاون الإسلامي».

وكان الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة أوصى بتعليق عضوية سوريا في المنظمة، وهي خطوة رفضتها إيران بحزم. ووفق المشاركين في الاجتماع تحفظت الجزائر على التوصية بتعليق عضوية سوريا. وجدّد وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور، خلال اجتماع وزراء الخارجية أمس الأول، «موقف لبنان المتمثل بالنأي بالنفس في الموضوع السوري، خصوصاً إزاء القرار المتعلق بتجميد عضوية سوريا في «منظمة التعاون الإسلامي»، كما ينص البيان الختامي لقمة مكة، آملاً أن «تخرج سوريا من محنتها في أقرب وقت».

وبحثت وكيلة الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية فاليري اموس في دمشق مع عدد من المسؤولين السوريين الوضع الانساني في سوريا. واشارت اموس في تصريح نقلته وكالة الانباء الرسمية السورية «سانا» الى ان الهدف من زيارتها الى سوريا هو «مراجعة الالتزامات حول الوضع الانساني والاطلاع على تقييم السلطات السورية لما يجري على الارض».

وتوصلت اموس في آذار الماضي الى اتفاق مع السلطات السورية على تشكيل بعثة تقييم انسانية مشتركة في المناطق التي يحتاج سكانها الى مساعدة عاجلة. ووصلت آموس قبل ظهر أمس، الى دمشق حيث التقت رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي ووزير المصالحة الوطنية علي حيدر ونائب وزير الخارجية فيصل المقداد.

واكد رئيس الوزراء، بحسب «سانا»، خلال لقائه آموس «مقدرة سوريا على الصمود وتجاوز الازمة وتحقيق المصالحة بين أبناء شعبنا واعادة الامن والاستقرار لكل المناطق». واشار الحلقي الى «الجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة لتقديم جميع الخدمات الطبية والخدمية للمواطنين رغم قيام المجموعات الارهابية المسلحة بالاستهداف المباشر للقطاعات التنموية».

واكد حيدر من جهته في تصريح لـ«سانا» بعد لقائه اموس انه «لا تمكن معالجة اي وضع انساني داخل اي منطقة فى سوريا دون النظر الى الوضع الامني فيها ووقف العنف الدائر بكل الوسائل الممكنة والمتاحة حتى يتم الانتقال الى خطوات اخرى في سبيل تحسين الوضع الانساني بشكل عام». وبين الوزير السوري ان العنف «لا يزال هو العامل الاساس في تعطيل جزء كبير من عمل الوزارة الميداني»، مؤكدا ان وقفه هو «من اولويات» عمل الوزارة.

واشار حيدر الى ان اعادة المواطنين السوريين الى اماكن سكنهم الاصلية «هي من خطط الحكومة السورية قبل أن تكون من مهام الامم المتحدة أو المؤسسات الدولية». وتستمر زيارة اموس الى دمشق ثلاثة ايام تهدف الى لفت الانظار الى تدهور الوضع الانساني في سوريا والى اثر النزاع على السكان سواء من هم في سوريا او من فروا باتجاه دول اخرى وخصوصا لبنان. وتغادر غداً الى لبنان حسبما ذكر بيان صدر عن الامم المتحدة.

في المقابل، قال بانيتا خلال مؤتمر صحافي مشترك مع ديمبسي إن «مسألة الحظر الجوي في سوريا ليست مطروحة حالياً». وأضاف أنه «كان هناك نقاش مع إسرائيل حول بقاء الأسلحة الكيميائية في سوريا في أماكن مؤمنة». وأكد بانيتا «نعمل مع دول أخرى لتحديد ملامح مرحلة ما بعد (الرئيس السوري بشار) الأسد في سوريا».

وكان بانيتا قال خلال مقابلة مع وكالة «اسوشيتد برس» إنه واثق من أن باستطاعة أميركا إقامة منطقة حظر جوي في سماء سوريا، لكن ذلك يتطلب «قراراً سياسياً كبيراً جداً». وأضاف بانيتا «لقد خططنا لعدد من الخيارات الممكنة، وأحدها إقامة منطقة حظر جوي. لكننا أيضا أشرنا إلى الصعوبات في التمكن من تطبيق ذلك. ليس (الخيار) على نار حامية».

وقال بانيتا إن الولايات المتحدة تركز حاليا على ضمان أمن الأسلحة الكيميائية والبيولوجية في سوريا، وعلى تزويد المعارضين بالمساعدة الإنسانية و«غير القاتلة».

أما ديمبسي فقال إن ايران «تتدخل لتشكيل ميليشيا جديدة موالية للأسد في سوريا».

وتشاورت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون هاتفياً مع العديد من نظرائها الغربيين في سبل تنسيق التحرك لتسريع تنحي الرئيس السوري بشار الأسد.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند إنه اثر محادثات أجرتها في تركيا، عقدت كلينتون مؤتمراً عبر الهاتف استمر أكثر من ساعة، أمس الأول، مع وزراء خارجية فرنسا لوران فابيوس وبريطانيا وليام هيغ وألمانيا غيدو فسترفيليه وتركيا أحمد داود أوغلو. وأوضحت أن الوزراء ناقشوا «الدعم الواجب تقديمه إلى المعارضة بهدف التعجيل في سقوط نظام الأسد»، إضافة إلى وضع اللاجئين السوريين ومرحلة ما بعد الأسد.

في المقابل، ذكرت صحيفة «حرييت» التركية أن مضادات للطائرات نشرت في مطار سازغن في مدينة غازي عنتاب جنوبي تركيا، والتي تبعد مسافة 30 كيلومترا عن الحدود السورية، فيما جرت مناورات في محافظة كيليس على الحدود التركية السورية لتحديد «القدرات الحربية» للقوات المسلحة التركية بحسب وكالة «الاناضول». وشاركت دبابات وقاذفات صواريخ ووحدات مشاة في المناورات التي تحاكي هجوماً بحسب الوكالة.

وتواصلت الاشتباكات في حيي سيف الدولة وصلاح الدين في مدينة حلب بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين، في حين سجل أمس مقتل 63 شخصا غالبيتهم من المدنيين، بحسب «المرصد السوري لحقوق الانسان».

وفي دمشق، لفت «المرصد» في بيان مساء الى تعرض «حيي القدم والعسالي للقصف من قبل القوات النظامية السورية». (التفاصيل صفحة 14)

(«السفير»، أ ف ب، رويترز، أ ب، أ ش ا)

حلب: مواجهات في غرب حي سيف الدولة وصلاح الدين

مقاتلون ليبيون في سوريا يطالبون الغرب بالتدخل

أفاد مقاتل ايرلندي من أصل ليبي أن مقاتلين متمرسين شاركوا في الحرب الاهلية التي شهدتها ليبيا العام الماضي جاءوا الى الجبهة السورية ليدربوا وينظموا مقاتلي المعارضة السورية وسط ظروف أشد قسوة بكثير من المعركة التي دارت ضد الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، فيما تستمر المواجهات في حلب حول حيي صلاح الدين وسيف الدولة.

والمقاتل حسام النجار ولد لأب ليبي وأم ايرلندية واشتهر باسم سام. وهو قناص محترف كان من أفراد وحدة المعارضة الليبية التي اقتحمت مجمع القذافي في طرابلس قبل عام بقيادة مهدي الحراتي، وهو قائد ميليشيا قوي من منطقة الجبل الغربي في ليبيا.

ويقود الحراتي الآن وحدة في سوريا غالبيتها من السوريين لكنها تضم أيضا بعض المقاتلين الاجانب من بينهم 20 من كبار اعضاء وحدته الليبية. وقال النجار إن الحراتي طلب منه المجيء من دبلن والانضمام اليه منذ بضعة أشهر. وذكر النجار ان من بين الليبيين الذين يقدمون العون لمقاتلي المعارضة السورية خبراء في الاتصالات والامدادات اللوجستية والقضايا الانسانية والاسلحة الثقيلة وأنهم يشرفون على قواعد تدريب توفر تدريبات لياقة وتكتيكات قتالية.

وقال النجار إنه دهش من قلة تسلح وتنظيم مقاتلي المعارضة السورية ووصف «الغالبية السنية في سوريا بأنها كانت مطحونة ومقموعة تحت نظام الرئيس السوري بشار الأسد أكثر مما كان الليبيون يتعرضون له تحت نظام القذافي». وقال «صدمت. لا يمكن رغم كل ما تسمعه ان تتخيل ما سوف تراه. وضع المسلمين السنة هناك.. حالتهم الذهنية.. مصيرهم.. كل هذا تآكل ببطء على مر الزمن بفعل هذا النظام». وأضاف «كدت أبكي من أجلهم حين رأيت الاسلحة. البنادق لا تصلح إطلاقا. يباع لنا مخلفات حرب العراق.. مخلفات من هنا وهناك. ولحسن الحظ هذا مجال نستطيع ان نساعدهم فيه. نعرف كيف نصلح السلاح وكيف نصونه نعرف كيف نرصد المشاكل ونحلها».

وخلال خمسة أشهر منذ وصوله الى سوريا أصبحت ترسانة مقاتلي المعارضة «أقوى خمس مرات عن ذي قبل». وحصل المقاتلون على مدافع أكبر مضادة للطائرات وبنادق للقنص. أما سوء التنظيم فمشكلة خطيرة. وعلى النقيض من مقاتلي المعارضة الليبية الذين تمتعوا بحماية حلف شمال الاطلسي الذي فرض حظراً جوياً على ليبيا وكان بوسعهم إقامة معسكرات كاملة للتدريب لا يستطيع مقاتلو المعارضة السورية الافلات من سلاح الأسد الجوي.

وقال النجار «في ليبيا مع وجود منطقة الحظر الجوي كان بوسعنا ان نحشد ما بين 1400 و1500 رجل في مكان واحد ونشكل كتائب وألوية. هنا (في سوريا) الرجال متفرقون هنا وهناك وفي كل مكان».

وذكر النجار انه على الرغم من ان الكثير من وحدات المعارضة تقاتل تحت لواء الجيش «السوري الحر» فإن قادتها قادة محليون يفتقرون الى التنسيق فيما بينهم. واستطرد «أحد العوامل الكبرى التي تؤخر الثورة هو الافتقار الى الوحدة بين المعارضين… للأسف حين تصبح ظهورهم للحائط حينها فقط يدركون ان عليهم ان يتحدوا».

وقال النجار إن الامر «لم يعد مجرد سقوط الأسد. الامر متعلق باستعادة المسلمين السنة في سوريا بلادهم وإبعاد الاقلية التي تقمعهم منذ اجيال».

ووجود مقاتلين أجانب قضية حساسة بالنسبة لمقاتلي المعارضة السورية. فحكومة الأسد دأبت على الإشارة اليهم باسم «الميليشيات الخليجية التركية» متهمة دول الخليج السنية وتركيا بتسليحهم وتمويلهم وقيادتهم. وتعرف الوحدة التي يقودها الحراتي قائد الميليشيا الليبي بـ«لواء الامة» في اشارة الى الامة الاسلامية. وقال النجار ان آلافاً من المقاتلين الجهاديين في العالم العربي يتجمعون في دول الجوار استعدادا للانضمام الى القضية.

وأضاف النجار إن الحراتي يحجم عن تجنيدهم خوفاً من ان يضر الربط بين الاسلاميين الاجانب وتنظيم «القاعدة» بقضيته، لكنه صرح بأن كثيرين من الاجانب وصلوا الى سوريا من تلقاء أنفسهم.

وقال النجار إن التشدد سينتشر في المنطقة ما دام الغرب لا يفعل شيئا لتسريع سقوط الأسد. وأضاف «الحكومات الغربية تجلب كل هذا على نفسها. كلما تركت الباب مفتوحاً امام استمرار هذا التعذيب وهذه المذبحة كلما ترك الشبان ما في هذه الدنيا بحثاً عن حياة الآخرة». واستطرد «اذا لم يتحرك الغرب والدول الاخرى سريعاً فلن يقتصرالأمر على شبان مثلي.. الشبان العاديون الذين قد يفعلون اي شيء من تدخين سيجارة الى الخروج في نزهة.. بل سينضم شبان متطرفون حقاً سينقلون الامر الى مستوى آخر».

وميدانياً، تتواصل الاشتباكات في حيي سيف الدولة وصلاح الدين في مدينة حلب بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين، فيما قصفت قوات النظام أحياء اخرى في شرق المدينة. ودخلت قوات النظام امس الاول، القسم الغربي من حي سيف الدولة في غرب المدينة بعدما كانت سيطرت الخميس الماضي على حي صلاح الدين (جنوب غرب) حيث لا تزال توجد «جيوب للمقاومة» بحسب المرصد.

وكتبت صحيفة «الوطن» السورية، المقربة من السلطات، ان الجيش لم يزج بعد بكامل قواته في معركة حلب. وقالت ان «الجيش العربي السوري لم يستخدم بعد سوى عدد ضئيل من قواته المرابطة حول المدينة، للسيطرة على حي صلاح الدين الذي عد محللون عسكريون معركة تحريره مجرد جولة فقط باتجاه بسط السيطرة على باقي مناطق نفوذ المسلحين».

وأشارت الى ان وحدات الجيش «لا تزال تحكم طوقها حول المدينة وتسد منافذ خطوط إمداد المسلحين في انتظار اوامر القادة الميدانيين بدخول باقي الأحياء الساخنة، وإن كانت المؤشرات الاولية تدل على انها تتبع تكتيك القضم التدريجي بدل المواجهة الشاملة تفادياً لوقوع ضحايا مدنيين».

وفي دمشق، استمرت لليوم الثاني على التوالي حملة المداهمات والاعتقالات في حي الميدان في وسط العاصمة ومحيطه، بالإضافة الى حي الشاغور الذي نفذت فيه القوات النظامية أمس الاول، حملة مماثلة.

وأعلن «المجلس الوطني السوري» في بيان بلدة التل في ريف دمشق التي تتعرض لقصف منذ خمسة ايام «منطقة منكوبة» وحث «كل قادر من المواطنين السوريين على نجدتها بكل السبل المتاحة، سواء بفك الحصار الإجرامي المفروض عليها او بتقديم المساعدات الغذائية والطبية لسكانها».

اما في حمص فتواصلت المواجهات بين «الجيش الحر» والقوات النظامية، بعد إعلان الاول معركة «فك الحصار» عن المدينة، فيما تواصل القصف المدفعي والجوي على أحياء عديدة في المدينة.

(«السفير»، رويترز، أ ف ب)

بانيتا: نعمل مع دول أخرى لتحديد ملامح ما بعد الأسد في سوريا

أكد وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا، أن الشعب السوري يجب أن يقرر مصيره وليس إيران. وقال “نعمل مع دول أخرى لتحديد مرحلة ما بعد الأسد في سوريا”، واتهم بانيتا الحرس الثوري الإيراني بالعمل على تشكيل ميليشيا في سوريا موالية لنظام الرئيس بشار الأسد لمواجهة المعارضة.

وقال في مؤتمر صحافي، إن إيران “تسعى لتشكيل ميليشيا في سوريا تقاتل لحساب النظام. إننا نشاهد وجودا متعاظما لإيران في سوريا والأمر يقلقنا كثيرا”.

من جهة أخرى، قال وزير الدفاع الأميركي إنه لا يعتقد أن إسرائيل اتخذت قرارا بشأن مهاجمة إيران بسبب برنامجها النووي. وأضاف أنه يعتقد أن الوقت ما زال متاحا لتشديد العقوبات، معتبراً أن “النافذة ما تزال مفتوحة لحل دبلوماسي حول النووي الإيراني”.

في سياق آخر، أعرب وزير الدفاع الأميركي عن شعوره “بقلق شديد” بشأن الهجمات التي يتعرض لها جنود الحلف الأطلسي والجنود الأميركيين على يد حلفائهم الأفغان وتأثير تلك الهجمات على التعاون بين الجانبين.

وقال بانيتا “لقد حاول أعداؤنا تقويض الثقة بين التحالف والقوات الأفغانية، وحاولوا بشكل خاص إعلان مسؤوليتهم عن عدد من الهجمات التي شنها جنود أفغان ضد جنود الحلف التي تحدث في موسم القتال هذا”.

(“السفير”، أ ف ب، رويترز)

سوريا تقبل الدبلوماسي الجزائري الاخضر الابراهيمي بديلا لعنان

جنيف- الامم المتحدة- (رويترز): قال أحمد فوزي المتحدث باسم كوفي عنان الثلاثاء ان الحكومة السورية وافقت على فكرة ان يحل الدبلوماسي الجزائري الاخضر الابراهيمي محل عنان كمبعوث للجامعة العربية والامم المتحدة بشأن الصراع السوري لكن الابراهيمي لم يقبل او يرفض المنصب حتى الان.

وأعلن الامين العام السابق للامم المتحدة والفائز بجائزة نوبل للسلام انه سيتنحى في 31 اغسطس اب لانه لم يعد قادرا على القيام بمهمته بسبب الانقسام بين الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الذي اوصل جهوده الي طريق مسدود.

وقال فوزي لرويترز إن الحكومة السورية ستقبل بالابراهيمي بديلا لعنان لكن الدبلوماسي الجزائري “لم يقل بعد نعم أو لا.”

وتؤكد تصريحات فوزي فيما يبدو ما قاله دبلوماسيون لرويترز الاسبوع الماضي من أن الابراهيمي مرشح ليحل محل عنان.

وأبلغ دبلوماسيون بالمجلس رويترز أن الابراهيمي عبر عن تحفظات بشأن الوظيفة وأبلغ الامين العام للامم المتحدة بان جي مون وأمين عام الجامعة العربية نبيل العربي أنه قلق بشأن الجمود في مجلس الامن ويريد “دعما قويا” من المجلس المكون من 15 عضوا.

وأصدر الابراهيمي بيانا عاما الاسبوع الماضي يقول ان المجلس ودول المنطقة “يجب ان تتحد لضمان انتقال سياسي يمكن ان يحدث في أسرع وقت ممكن”.

واستخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ضد ثلاثة قرارات وانتقدتا التهديد بفرض عقوبات على حكومة الرئيس السوري بشار الاسد بسبب حملتها المستمرة منذ 17 شهرا لسحق معارضة متزايدة بالقوة العسكرية والاسلحة الثقيلة والهجمات الجوية.

وقال دبلوماسيون ان الولايات المتحدة التي صعدت دعمها بتقديم معدات غير فتاكة للمعارضة لا ترى جدوى تذكر في إبدال عنان بسبب معارضة روسيا القوية لفرض عقوبات. ويقول دبلوماسيون ان قطر والسعودية تقومان بتسليح المعارضين ولم تعبرا عن تأييد يذكر للجهود السلمية لعنان.

وقال مسؤولون بالامم المتحدة ان بان يأمل بإصدار اعلان بشأن خليفة عنان في الايام القادمة سواء كان الابراهيمي هو الذي سيتولى المهمة أم لا.

وعمل الابراهيمي البالغ من العمر 78 عاما مبعوثا خاصا للامم المتحدة في سلسلة من الظروف الصعبة من بينها العراق بعد الغزو الامريكي الذي أطاح بصدام حسين وفي افغانستان قبل وبعد نهاية حكم طالبان وفي جنوب افريقيا إبان تخليها عن نظام العزل العنصري (الابارتيد).

وقال الدبلوماسيون ان المرشحين الاخرين من بينهم منسق السياسة الخارجية السابق بالاتحاد الاوروبي خافيير سولانا ووزير الخارجية الاسباني السابق ميجيل أنخيل موراتينوس ووزير الخارجية الاردني السابق عبد الاله الخطيب والدبلوماسي الايطالي السويدي ستيفان دي ميستورا.

وأيا كان من سيحل محل عنان فانه سيرث خطته المتعثرة للسلام المكونة من ست نقاط التي قبلها في باديء الامر المعارضون والحكومة لكنها تلفظ انفاسها الاخيرة الان حيث تصاعد العنف بدرجة كبيرة في الاسابيع الاخيرة فيما صعدت الحكومة هجومها لمحو المكاسب التي حققتها المعارضة على الارض.

ومن المتوقع ان يسمح مجلس الامن بانتهاء تفويض بعثة المراقبة التابعة للامم المتحدة في سوريا لان العنف هناك لم ينحسر بدرجة كافية تسمح للبعثة بأن تعمل. ودعت روسيا الى بقاء المراقبين في سوريا لكن الولايات المتحدة عبرت عن معارضتها الواضحة.

وقال مجلس الامن الشهر الماضي انه سيجدد التفويض للبعثة التي نشرت في ابريل نيسان لمراقبة هدنة لم تنفذ قط إذا أكدت المنظمة الدولية “توقف استخدام الاسلحة الثقيلة وتراجع مستوى العنف من جانب كل الاطراف بدرجة كافية” تسمح لها بالعمل.

وفي رسالته بتاريخ العاشر من اغسطس اب الى مجلس الامن قال بان إن هذا “لم يتحقق” وان البعثة “لم تتمكن من ممارسة وظائفها الاساسية في مراقبة وقف اعمال العنف.” وينتهي تفويض البعثة في 19 اغسطس اب.

ومن المقرر اطلاع مجلس الامن على تطور الاوضاع في سوريا يوم الخميس وقال دبلوماسيون انه اذا سمح بانتهاء تفويض البعثة فإن بان لن يحتاج لقرار جديد من مجلس الامن بشأن وجود سياسي وانساني في البلاد.

وقال بان “الوكالات الانسانية التابعة للامم المتحدة ستبقى نشطة حتى اذا انتهي تفويض بعثة مراقبي الامم المتحدة” مضيفا انه لشيء حيوي للمنظمة العالمية ان تحتفظ بنوع ما من الوجود في سوريا.

قمة مكة تتجه نحو تعليق عضوية سوريا والعاهل السعودي يدعو للتضامن

مكة المكرمة- (ا ف ب): تتجه قمة مكة الاسلامية الاستثنائية التي افتتحت ليل الثلاثاء الاربعاء إلى اقرار تعليق عضوية سوريا في منظمة التعاون الاسلامي، فيما دعا العاهل السعودي في افتتاح القمة الى التضامن الاسلامي ونبذ الفتنة، كما اقترح اقامة مركز للحوار بين المذاهب الاسلامية في الرياض.

ويشارك في القمة رؤساء اكثر من 40 دولة من الدول ال57 الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي وتغيب عنها دمشق، فيما يخيم النزاع في سوريا على اعمال القمة التي يفترض ان تقر تعليق عضوية دمشق، بحسب مسودة البيان الختامي للقمة.

وتنص مسودة البيان الختامي التي حصلت عليها وكالة فرانس برس على اقرار “المؤتمر انه على ضوء عدم التوصل الى نتائج عملية لتنفيذ مبادرة المبعوث الاممي العربي لحل الازمة السورية (كوفي انان) وكذلك نتيجة تعنت السلطات السورية وتمكسها بحسم الموقف من خلال الحل العسكري، تعليق عضوية الجمهورية العربية السورية في منظمة التعاون الاسلامي وكافة الاجهزة المتفرعة والمتخصصة والمنتمية لها”.

وكان وزراء خارجية المنظمة تقدموا بتوصية في هذا الاتجاه خلال اجتماعهم التحضيري للقمة مساء الاثنين.

وبحسب المسودة، ستدين القمة “بشدة استمرار الانتهاكات الواسعة النطاق والمنهجية لحقوق الانسان وللحريات الاساسية من قبل السلطات السورية واستخدام القوة ضد المدنيين والاعدام التعسفي والقتل والاضطهاد”.

ويدعو البيان السلطات السورية الى “الوقف الفوري لكافة اعمال العنف وعدم استخدام العنف ضد المدنيين العزل والكف عن انتهاك حقوق الانسان ومحاسبة مرتكبيها”.

ويفترض ان تبحث القمة ايضا اوضاع المسلمين في بورما حيث تدور اعمال عنف تستهدف اقلية الروهينجيا المسلمة، اضافة الى الاراضي الفلسطينية ومالي.

وفي كلمته التي افتتح بها القمة، اقترح العاهل السعودي عبدالله بن عبد العزيز تأسيس مركز للحوار بين المذاهب الاسلامية يكون مقره في الرياض، وذلك وسط تفاقم التوترات المذهبية بين السنة والشيعة في العالم الاسلامي.

ودعا الملك عبدالله العالم الاسلامي الى “التضامن والتسامح والاعتدال” والى “نبذ التفرقة” ومحاربة الغلو والفتن.

وقال الملك عبدالله امام قادة دول منظمة التعاون الاسلامي “اقترح عليكم تاسيس مركز للحوار بين المذاهب الاسلامية للوصول الى كلمة سواء يكون مقره مدينة الرياض ويعين اعضاؤه من مؤتمر القمة الاسلامي وباقتراح من الامانة العامة والمجلس الوزاري”.

واعتبر العاهل السعودي ان “الامة الاسلامية تعيش اليوم حالة من الفتن والتفرق التي بسببها تسيل دماء ابنائها في هذا الشهر المبارك الكريم في ارجاء كثيرة من العالم الاسلامي”.

واكد ان “الحل الامثل لكل ما ذكرت لا يكون الا بالتضامن والتسامح والاعتدال والوقوف صفا واحدا امام كل من يحاول المساس بدينا ووحدتنا … فان اقمنا العدل هزمنا الظلم، وان انتصرنا للوسيطة قهرنا الغلو، وان نبذنا التفرقة حفظنا وحدتنا وقوتنا وعزمنا”.

واستقبل الملك السعودي زعماء دول المنظمة قبيل بدء “قمة التضامن الاسلامي”، وكان محاطا عن يمينه بالرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الذي تعد بلاده ابرز حليف للنظام السوري، وعن يساره بامير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني المؤيد بقوة للثورة السورية.

وصافح احمدي نجاد رؤساء الدول الاسلامية، بمن فيهم زعماء دول مجلس التعاون الخليجي التي تربطها حاليا علاقات متوترة مع ايران، وخصوصا بسبب الازمة السورية.

وتعقد القمة في قصر الصفا بالقرب من الحرم المكي، فيما يفترض ان تختتم غدا الاربعاء. الا ان مصادر مطلعة لم تستبعد ان تختتم القمة في اليوم الاول.

وبادرت السعودية للدعوة الى هذه القمة كوسيلة لتثبيت قيادتها للعالم الاسلامي ولتعزيز “التضامن” بين دول العالم الاسلامي وسط ازمات جمة تعصف بعدد من هذه الدول، وفي ظل تصاعد التوترات المذهبية بين السنة والشيعة.

لكن نظرا الى الانقسام بين الدول الاعضاء البالغ عددها 57 بلدا والتي تضم اكثر من مليار ونصف مليار مسلم، يتوقع ان يكون للقمة تأثير معنوي اكثر منه فعليا.

واوصى الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة مساء الاثنين بتعليق عضوية سوريا في المنظمة، وهي خطوة رفضتها بحزم ايران الحليفة الوثيقة لنظام الرئيس بشار الاسد.

وتكتسب القمة رمزية دينية بانعقادها في المكان الاكثر أهمية للمسلمين، وخلال ليلة القدر ذات الرمزية العالية في شهر رمضان.

انفجار عبوة ناسفة قرب فندق المراقبين الدوليين في دمشق

دمشق- (ا ف ب): انفجرت عبوة ناسفة صباح الاربعاء بالقرب من فندق داما روز في وسط دمشق الذي يتخذه المراقبون الدوليون مقرا لهم، بحسب ما اعلن التلفزيون السوري الرسمي.

وذكر التلفزيون في شريط اخباري وقوع “انفجار ناجم عن عبوة ناسفة ملصقة بصهريج مازوت خلف فندق داما روز في دمشق”، مضيفا ان “الانباء تشير إلى ثلاثة جرحى”.

واوضح التلفزيون في شريط اخباري لاحق أن “الانفجار وقع بالقرب من مرآب هيئة الاركان العامة”.

وافادت مراسلة (فرانس برس) من العاصمة السورية ان الانفجار وقع نحو الساعة الثامنة (5,00 تغ) من صباح الاربعاء، مشيرة الى “فرض طوق أمني حول مكان الانفجار” في شارع بيروت بمنطقة ابورمانة وسط دمشق.

واشارت إلى أن “الكثير من سيارات الاسعاف تتوجه إلى المكان الذي “تتصاعد منه سحب كثيفة من الدخان الاسود”.

وكانت الهيئة العامة للثورة السورية ذكرت في بيان صباح الاربعاء أن “انفجارا ضخما يهز العاصمة دمشق ودخان اسود كثيف يشاهد في سماء العاصمة”.

عمان تنصلت من تصريحات حجاب وآلاف سهروا وسطها في ليلة الإستبشار بسقوط بشار

عمان- القدس العربي: عبثا حاول الناطق الرسمي بإسم الحكومة الأردنية سميح المعايطة مساء الثلاثاء الإعلان عن مسافة بين موقف بلاده السياسي من الأزمة السورية والموقف الذي أعلنه رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب في المؤتمر الصحفي اليتيم الذي عقده لعدة دقائق وسط العاصمة الأردنية عمان وفي أحد فنادقها وبرعاية العشرات من رجال الأمن الأردنيين.

المعايطة تحدث لفضائية بي بي سي العربية مشددا على أن إنعقاد مؤتمر حجاب الصحفي في عمان لا يعني الموافقة على المواقف التي صدرت عن الرجل معتبرا أن الأولى تختلف عن الثانية.

وحتى يخفف من الخلفيات السياسية للمؤتمر الصحفي الذي عقده في عمان أبرز منشق عن النظام السوري تحدث المعايطة عن رجل لجأ للمملكة وكان رئيسا لوزراء دولة شقيقة ورغب في عقد لقاء صحفي أدلى خلاله ببيان مقتضب للإعلام ملمحا لعدم تحميل الأمر أكثر مما يحتمل.

لكن تعليقات الوزير الأردني بطبيعة الحال لم تبدل في قناعات الأوساط السياسية الأردنية بأن السماح لحجاب بعقد مؤتمر صحفي في عمان من حيث المبدأ خطوة تصعيدية تؤشر على أن عمان أصبحت سياسيا على الأقل في الإتجاه المضاد تماما لنظام الرئيس بشار الأسد.

ولم يسبق لعمان أن سمحت لأي معارض عربي بعقد مؤتمر صحفي فيها إلا في اللحظات التي خططت فيها لإنقلاب موقفها السياسي في الوقت الذي تبدو فيه الأقنية الأردنية الدبلوماسية والسياسية مع سوريا الرسمية مغلقة تماما رغم إنحسار موجات التسريبات عن توترات عسكرية على الشريط الحدودي بين الأردن وسوريا.

تخفيف الحكومة الأردنية من حدة التكهنات بإعلان تنصلها من مضمون الخطاب الذي تقدم به حجاب في مؤتمره الصحفي لم يساهم في تبديد تساؤلات السهرات السياسية عن خلفيات هذه الخطوة وما تنطوي عليها من رسائل عداء مباشرة لنظام الرئيس بشار خصوصا وان حجاب أعلن من عمان إنضمامه للمعارضة ملمحا لدور له مستقبلا لا أحد يعرف ما إذا كان من عمان أو من الدوحة التي يقال أنه زارها.

وثارت التساؤلات في الواقع في ظل تصاعد حدة البيانات التي تتهم الحكومة الأردنية بالتخطيط للمشاركة في مجهود عربي ودولي وشيك للحرب على النظام السوري ضمن سيناريو ما يسميه الأمرييكون بخطوات (تسريع رحيل بشار).

وفي غضون ذلك سهر ألأف من السوريين والأردنيين حتى صباح اليوم الأربعاء ضمن ليلة معارضة كبيرة تسببت بإختناق مروري كبير وسط غرب العاصمة عمان حيث تم إحياء ليلة القدر تحت عنوان (ليلة الإستبشار بسقوط بشار) وهو عنوان مكرر لليلة مماثلة أمام سفارة سوريا في نفس التاريخ في شهر رمضان العام الماضي.

وتجمع ألاف الأردنيين والسوريين أمام مقر السفارة لإحياء قيام ليلة قدرعلى أنغام الخطابات والأدعية التي تبتهل سقوط نظام بشار وسط حضور مكثف من قادة التيار الإسلامي الأردني وتواجد المئات من رجال الدرك الذين أحاطوا بمقر السفارة السورية لحمايتها.

وفيما تقدم خطباء بإبتهالات وأناشيد دينية ضد الرئيس بشار كان مقر السفارة السورية يواجه صخب الدعاء بفتح الإذاعة الضخمة مع مكبرات صوت على صوت القرآن الكريم نكاية بالمصلين ضد النظام حيث إعتاد السفير السوري الجنرال بهجت سليمان على تشغيل الأغاني التي تمجد بشار وحزب البعث نكاية بالمعتصمين.

وكان العاهل الأردني الملك عبدلله الثاني قد إعتبر على هامش قمة الرياض الإسلامية أن ما يحدث في سوريا اليوم يشير بوضوح إلى بوادر حرب أهلية طائفية، وهذا يتطلب إيجاد حل سياسي عاجل لهذه الأزمـة، يحقن الدماء، ويحقق تطلعات الشعب السوري، ويحافظ على وحدة سوريا ومقدراتها.

وقال الملك الأردني: بما أننا نحن في الأردن الأقرب إلى سوريا، الشعب والأرض، والأكثر تأثرا بما يجري فيها، فإننا نؤكد على أهمية الحفاظ على استقلال سوريا، ووحدة أراضيها وسلمها الأهلي، وندعو إلى الوقوف إلى جانب شعبها الشقيق.

جنبلاط: الاطاحة بالأسد ضرورة لمنع تقسيم سوريا

المختارة- (رويترز): قال الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط الثلاثاء انه ينبغي للدول الأخرى زيادة الجهود لمساعدة المعارضة السورية على الحاق الهزيمة بالرئيس بشار الأسد وتجنيب البلاد حربا أهلية لا نهاية لها واحتمال التقسيم.

وقال جنبلاط إن المعركة في سوريا تتوقف على المساندة الخارجية للمعارضة التي يعتقد انها تستطيع بسهولة طرد الاسد من دمشق اذا زودت قواتها في الجنوب قرب العاصمة بالاسلحة المناسبة. وقال ان التقاعس عن تقديم مثل هذه الاسلحة ينطوي على نفاق ويبعث على الارتياب.

واضاف جنبلاط في مقابلة في المختارة حيث بيت عائلته في الجبل جنوبي بيروت ان الاسراع بسقوط الاسد يزيد فرصة انقاذ سوريا من احتمال التقسيم.

وسئل ما الذي يمكن أن يؤدي إليه مثل هذا التقسيم فقال انه سيكون حربا اهلية لا نهاية لها على ما يبدو في سوريا.

وجنبلاط هو احدث زعيم اقليمي يطرح احتمال ان تشهد سوريا حربا اهلية تفضي الى انقسامها على اسس عرقية وطائفية من شأنها ان تفصل الاقلية العلوية التي ينتمي اليها الاسد عن الاغلبية السنية وتوجد حدودا جديدة بين الاكراد والعرب في سوريا.

وكان العاهل الأردني الملك عبد الله قال الاسبوع الماضي ان الاسد قد يسعى إلى اقامة منطقة للعلويين اذا لم يستطع الاحتفاظ بالسيطرة على البلاد بأكملها واصفا ذلك بأنه السيناريو الاسوأ في منطقة رسمت حدودها الحديثة قبل اقل من قرن من الزمان.

لكن جنبلاط وهو احد زعماء الحرب الاهلية اللبنانية قال انه ليس متشائما بشأن مستقبل سوريا قائلا ان الشعور الوطني لدى المعارضة السورية من شأنه أن يساعد على الحفاظ على وحدة البلاد “لكن ينبغي مساعدتهم”.

وقال ان المعارضة تتوسل المساعدة حتى الان ومع استطالة هذا الامر يزيد خطر العنف الطائفي. وتابع ان السوريين لديهم ما يكفي من الوعي والمعرفة والقوة للحفاظ عل وحدة سوريا.

وتغير موقف جنبلاط من سوريا اكثر من مرة في السنوات الاخيرة مع تكيفه – وهو زعيم لاحدى الطوائف الاصغر في لبنان – مع معادلات القوى المتغيرة في الداخل والخارج.

وكان جنبلاط صوتا رئيسيا في الحركة المناهضة لسوريا والتي سعت للحد من نفوذ الاسد في لبنان قبل وبعد اغتيال رفيق الحريري عام 2005 وهو حادث لا يزال يحمل سوريا المسؤولية عنه. وفي اعقاب اغتيال الحريري اتهم سوريا علنا بقتل والده كمال جنبلاط عام 1977.

وخفف جنبلاط بعد ذلك حدة موقفه بعد تقاربه مع حلفاء سوريا في لبنان بما في ذلك حزب الله.

ويشارك حزب جنبلاط في حكومة لبنان الائتلافية التي تضم حلفاء لسوريا والتي تتبنى موقفا حذرا ومحايدا من الازمة السورية.

لكنه عاد الى موقف العداء للاسد. ففي مارس آذار احيا الذكرى الخامسة والثلاثين لاغتيال والده بوضع علم المعارضة السورية على قبره.

وقال جنبلاط ان المعارضة السورية في حاجة ماسة لصواريخ طويلة المدى مضادة للدبابات وصواريخ مضادة للطائرات لمواجهة ما وصفه باستراتيجية الارض المحروقة التي يتبعها الاسد. ووصف اسقاط طائرة مقاتلة سورية فيما يبدو هذا الاسبوع بأنه علامة جيدة لكنها غير كافية.

واضاف انه اذا زود المقاتلون بالسلاح في درعا الواقعة جنوبا قرب حدود الاردن والتي بدأت فيها الانتفاضة قبل 17 شهرا فسيمكن طرد الاسد من دمشق بسهولة.

واتهم مجموعة “اصدقاء سوريا” التي تضم الولايات المتحدة والسعودية وقطر الى جانب دول اخرى بالنفاق لعدم قيامها بجهود اضافية لمساعدة المعارضة قائلا انها استخدمت المعارضة الروسية والصينية لاتخاذ اجراءات في الامم المتحدة ذريعة للتقاعس عن القيام بشيء.

وقال ان الشعب السوري سيتغلب وسينجح لكن بثمن باهظ بسبب عدم اكتراث المجتمع الدولي وتردد ما يعرف بمجموعة اصدقاء سوريا.

واضاف انها تبدو وكأنها تترك النظام حرا يقتل ويذبح مزيدا من المواطنين ويدمر سوريا.

وقال ان طول أمد الصراع الان بتوقف في المقام الأول على دعم القوى المناهضة للاسد مضيفا انه لم يبق لايران ومساندي الاسد الاخرين ما يمكنهم القيام به لدعم حكمه.

وحث جنبلاط الدروز في سوريا على الانضمام للمعارضة وانتقد أفرادا من الطائفة ساعدوا لاسد في حملته.

تركيز الأسد على حلب يسمح للمعارضة بتحقيق مكاسب في شرق سوريا

عمان- (رويترز): بينما يركز الرئيس بشار الاسد قواته من أجل استعادة السيطرة على مدينة حلب المركز التجاري لسوريا يحقق مقاتلو المعارضة ببطء مكاسب على الارض في مناطق العشائر بشرق البلاد حيث توجد الجائزة الكبرى من نفط البلاد.

ومن مواقع نائية حصينة في المنطقة الصحراوية المنتجة للخام بالقرب من العراق تقصف القوات الحكومية دير الزور وهي مدينة سنية فقيرة على ضفاف نهر الفرات الذي يشق طريقه في منطقة قاحلة شاسعة على الحدود مع العراق.

لكن غالبية القوات الموالية للاسد ومعظمها من الاقلية العلوية التي ينتمي اليها منهمكة بشكل اساسي فيما سيصبح معركة طويلة من اجل السيطرة على حلب وكذلك تعزيز قبضة غير مؤكدة على العاصمة دمشق.

ويقول خبراء عسكريون ودبلوماسيون انه في هذه العملية يواجه الاسد احتمال انفلات محافظة دير الزور من دائرة سيطرته وتأخذ معها انتاج النفط السوري الذي يبلغ 200 ألف برميل يوميا.

وقال سكان انه على مدى الاشهر الثلاثة المنقضية مددت المعارضة سيطرتها على مساحات واسعة في دير الزور مع تقهقر القوات الموالية للاسد الى مجمعات امنية في وسط عاصمة المحافظة وضواحيها.

ويقول مقاتلو المعارضة انهم يسيطرون على نصف مدينة دير الزور على الاقل وان انتاج النفط تراجع الى النصف منذ الانتفاضة التي بدأت قبل 17 شهرا فيما حرمت العقوبات الغربية دمشق من زبائن النفط السوري الرئيسيين في اوروبا.

وقال دبلوماسي غربي يتابع الجيش السوري ان قوات المعارضة في دير الزور متشرذمة لكن قوات الاسد تفتقر الى العدد والي خطوط الامداد اللازمين لهزيمة المعارضة.

واضاف قائلا “يوجد كثير من قوات الامن في دير الزور وهذه القوات اكثر عرضة لهجمات مسلحة من جانب المعارضين. ومع وجود القوات المسلحة الرئيسية في دمشق فان المرء يتساءل متى تنسحب القوات النظامية في مناطق مثل دير الزور”.

ومضى الدبلوماسي قائلا “مع استخدام المدفعية وهي سلاح شامل ضد الاحياء الاهلة بالسكان فان دعاية النظام بأن الجيش يقاتل ارهابيين لا بد وأن تتبدد”.

وقال مهيمن الرميض منسق جبهة ثوار سوريا ان تعزيزات الجيش الي حلب ترسل من الحسكة والرقة وهما محافظتان مجاورتان لدير الزور وهو ما يجعل قوات الجيش مكشوفة امام الهجمات من الخلف.

وقالت مصادر بالمعارضة ان الصورة في مدينة دير الزور التي يبلغ عدد سكانها 600 ألف نسمة والمناطق النائية التي بها عدد ضئيل من السكان معقدة بشبكة روابط اقليمية واجنبية اقامها الاسد لكنها الان في حالة تغير مستمر.

ومازال الجيش والميليشيا الموالية للاسد والتي تعرف باسم الشبيحة يستمدان معظم افرادهما من الغالبية السنية الاقل تعليما في المناطق الريفية بدير الزور.

وقالت مصادر المعارضة ان مقاتلين متعاطفين مع القاعدة جاءوا من العراق ونفذوا ثلاثة هجمات انتحارية ضد قوات الاسد في دير الزور.

وركز الاسد تفوقه الكبير في قوة النيران في القضاء على المعارضين في مدن رئيسية بعينها وأحيانا محدثا قدرا هائلا من الدمار وهو ما جعل المسلحين يستفيدون من ذلك في اماكن اخرى. والان يدور قتال في معظم المحافظات.

وقال اندرو تيريل الخبير في شؤون الشرق الاوسط بكلية الحرب الامريكية ان “عمليات الحصار” التي يمارسها الاسد لكبح مقاتلي المعارضة في دير الزور أدت الى حرب استنزاف في غير صالحه حيث يحصل مقاتلو المعارضة تدريجيا على اسلحة قادرة على اصابة طائرات حربية وشل فاعلية الدبابات والمدفعية.

وأضاف تيريل قائلا “الاسد لن يتعرض لهزيمة سريعة في دير الزور لكن جيشه يتآكل. إذا سقطت دير الزور فانني لست واثقا مما اذا كان بامكانه تخصيص قوات للعمليات الخاصة أو ان يتمكن من توفير خط لاعادة الامداد لاسترجاعها”.

وفي دعم معنوي للمعارضة المسلحة قال معارضون يوم الاثنين انهم أسروا قائد طائرة مقاتلة بعد اسقاط طائرته في منطقة موحسن التي تبعد نحو 20 كيلومترا الى الشرق من مدينة دير الزور. وذكرت وسائل الاعلام الحكومية ان الطائرة سقطت بسبب مشاكل فنية.

ويقول سكان ان مدينة دير الزور تتعرض يوميا لصواريخ تطلقها طائرات هليكوبتر حربية ونيران مدفعية ودبابات موزعة على مشارف المدينة وفي عمق الصحراء المجاورة مما يؤدي الى مقتل واصابة عشرات المدنيين.

وقال ابو الطيب الديري وهو ناشط من المعارضة يتابع الاصابات ” كلما اقترب الجيش من السيطرة على ضاحية فان المعارضة تصده ويبدو ان النظام قانع بالاعتماد على القصف دون تمييز”.

واغلقت معظم ادارات الحكومة ابوابها ولا يحصل موظفوها على رواتبهم فيما يصفه ناشطون بأنه عقاب جماعي لسكان مترابطين ينحازون الى المعارضة بدرجة متزايدة بعد انهيار التحالفات بين نخبة دمشق وشيوخ العشائر.

وقال سامح وهو معلم بمدرسة اكتفى بذكر اسمه الاول خشية ان يتعرض لانتقام “النظام يحاول تقويض الدعم الشعبي للجيش السوري الحر (المعارض).. انه قطع الخدمات الاساسية وكنا في معظم الشهر المنقضي بلا مياه او كهرباء او اتصالات هاتفية.

واضاف قائلا لرويترز بالهاتف “من حسن الحظ لدينا خزان كبير للري ونستخدمه كمياه للشرب … لكني لم أحصل على راتبي منذ شهور … الناس بصفة عامة مع الثوار”.

واشار الى مشاعر السخط المحلي ازاء حكم العلويين التي انتشرت في السنوات القليلة الماضية عندما جاء معلمون علويون غير مؤهلين وموظفون عموميون من ساحل البحر المتوسط في الجانب الاخر من البلاد ليتسلموا وظائف ادارية بينما يشغل السنة المحليون مناصب أدنى.

ونقص المياه الذي تطور على مدى السنوات الست السابقة كان بمثابة حاضنة اخرى لدعم المعارضة. فقد جعل الاف الاشخاص في المحافظة يعتمدون على المساعدات الغذائية الاجنبية فيما استمرت دمشق في منع الاستثمارات في البنية الاساسية لانه لا ينظر الى المنطقة على انها مهمة لهيكل السلطة المركزية.

وتداعت حالة دير الزور منذ سنوات واصبحت شوارعها غير مرصوفة ويبدو التناقض بين المباني المتماثلة المتهالكة التي بنيت على الطراز السوفيتي مع جسر معلق للمشاة على نهر الفرات اقامه الاستعمار الفرنسي في عقد الثلاثينات من القرن الماضي.

وقال سكان ان انشقاق رئيس الوزراء رياض حجاب وسفير سوريا لدى العراق وهما شخصيتان بارزتان تنحدران من عشائر دير الزور أعطى للانتفاضة المزيد من الدعم المعنوي لكنه لم يفعل شيئا يذكر لتغيير الحقائق العسكرية على الارض لان القصف الجوي والمدفعي منعا المعارضة من تحقيق تقدم حاسم.

وتشير تقديرات الى ان ثلث سكان مدينة دير الزور هربوا الى محافظتي الحسكة والرقة المجاورتين وفقا لروايات شهود ومعارضين.

وقال فادي عابد وهو تاجر من دمشق تقطعت به السبل في دير الزور لاسابيع قبل ان يفر مع ست عائلات الى منطقة وادي النصارى قرب الحدود مع لبنان ان الامدادات الاساسية مثل المياه والحليب المجفف غير متوفرة وان معظم المخابز لا تعمل.

وقال عابد ان حاجز على الطريق تابع للحكومة قطع المدخل الشمالي الشرقي لدير الزور وان الجيش صادر الادوية والمساعدات الغذائية التي كان ترسل الى المدينة من الحسكة.

مقاتلون ليبيون ينضمون لقوات المعارضة في سورية

واشنطن تدرس كل الخيارات لضمان رحيل الاسد

الجيش التركي يعزز وجوده على الحدود وينشر صواريخ

حلب ـ دمشق ـ عمان ـ وكالات: استمرت المعارك والاشتباكات الثلاثاء في مدينة حلب في شمالي سورية حيث دخلت القوات النظامية حيا ثانيا كان تحت سيطرة المقاتلين المعارضين، فيما اكد رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب الثلاثاء ان النظام بات ‘منهارا معنويا ومتصدعا عسكريا’.

وقال حجاب في مؤتمر صحافي عقده الثلاثاء في الاردن ان النظام السوري ‘بات منهارا معنويا وماديا واقتصاديا ومتصدعا عسكريا، ولم يعد مسيطرا بالفعل على اكثر من 30 بالمئة من ارض سورية’.

في واشنطن، وفي خطوة لتشجيع القيادات السورية على الانشقاق عن النظام، قررت وزارة الخزانة الامريكية رفع التجميد عن اصول وارصدة رياض حجاب، لانه لم يعد مسؤولا في حكومة الاسد. ودعت الوزارة القيادات داخل النظام السوري الى الاقتداء بحجاب.

كما اعلنت الولايات المتحدة الاثنين انها لا تستبعد اي خيار لضمان رحيل الرئيس السوري بشار الاسد، بينما تتحدث تكهنات عن احتمال فرض منطقة للحظر الجوي في سورية.

وجاء هذا الاعلان في رد للناطق باسم البيت الابيض جاي كارني على سؤال عن تصريحات وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون في تركيا التي اثارت تساؤلات بشأن تعزيز الدور الغربي في سورية التي تشهد اعمال عنف.

وقال كارني ان ‘الرئيس (باراك اوباما) وفريقه لا يستبعدون اي خيار بينما نحاول مع شركائنا والشعب السوري، تحقيق الانتقال الدبلوماسي الذي تبدو سورية بحاجة ملحة اليه’.

لكن كارني لم يتحدث بشكل واضح عن منطقة للحظر الجوي، مشددا على ان الجهود الحالية للولايات المتحدة التي تقوم على مساعدة المعارضين بوسائل غير عسكرية وفرض عقوبات اقتصادية تشكل ضغطا على نظام الاسد.

من جهتها، صرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الامريكية فكتوريا نولاند الاثنين ان الولايات المتحدة تريد العمل مع المعارضة لتسريع سقوط الاسد.

وقالت نولاند للصحافيين ‘في هذا الاطار، تحدثت وزيرة الخارجية عن التخطيط العملاني – التخطيط للطوارىء – الذي نقوم به مع الحكومة التركية وندرس كيف يمكننا دعم الذين يعملون على الارض بدون ان نسبب بأنفسنا معاناة اسوأ’.

الى ذلك عزز الجيش التركي الثلاثاء وجوده في المناطق المتاخمة للحدود السورية التي نقل إليها أنظمة صواريخ.

وذكرت وكالة أنباء الأناضول أن القوات التركية أرسلت تعزيزات عسكرية مدرعة إلى كيليس بولاية غازي عنتاب.

وانطلقت التعزيزات الجديدة من قيادة اللواء 5 مدرعات في الجيش التركي صباح امس.

جاء ذلك في الوقت الذي أبلغ فيه مقاتل ايرلندي من أصل ليبي رويترز ان مقاتلين متمرسين شاركوا في الحرب الاهلية التي شهدتها ليبيا العام الماضي جاءوا الى الجبهة السورية ليدربوا وينظموا مقاتلي المعارضة السورية وسط ظروف اشد قسوة بكثير من المعركة التي دارت ضد الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.

ولد المقاتل حسام النجار لأب ليبي وأم ايرلندية واشتهر باسم سام. وهو قناص محترف كان من أفراد وحدة المعارضة الليبية التي اقتحمت مجمع القذافي في طرابلس قبل عام بقيادة مهدي الحراتي وهو قائد ميليشيا قوي من منطقة الجبل الغربي في ليبيا.

ويقود الحراتي الآن وحدة في سورية غالبيتها من السوريين لكنها تضم أيضا بعض المقاتلين الاجانب من بينهم 20 من كبار اعضاء وحدته الليبية. وقال النجار ان الحراتي طلب منه المجيء من دبلن والانضمام اليه منذ بضعة أشهر.

وذكر النجار ان من بين الليبيين الذين يقدمون العون لمقاتلي المعارضة السورية خبراء في الاتصالات والامدادات اللوجستية والقضايا الانسانية والاسلحة الثقيلة وانهم يشرفون على قواعد تدريب توفر تدريبات لياقة وتكتيكات قتالية.

ووجود مقاتلين أجانب قضية حساسة بالنسبة لمقاتلي المعارضة السورية. فحكومة الاسد دأبت على الاشارة اليهم باسم ‘الميليشيات الخليجية التركية’ متهمة دول الخليج السنية وتركيا بتسليحهم وتمويلهم وقيادتهم.

وتعرف الوحدة التي يقودها الحراتي قائد الميليشيا الليبي بلواء الأمة في اشارة الى الأمة الاسلامية. وقال النجار ان آلافا من المقاتلين السنة في العالم العربي يتجمعون في دول الجوار استعدادا للانضمام الى القضية.

واثارت فيه مشاهد من افلام بثت على موقع اليوتيوب جدلا واسعا في سورية وخارجها بعد ان نشر أنصار الحكومة السورية الاثنين واحدا من أبشع أفلام الفيديو ويظهر فيه مسلحو المعارضة وهم يذبحون ببطء رجلا معصوب العينين في حلب.

وبثت على موقع يوتيوب لقطات مروعة لمقاتلي المعارضة السورية وهم يذبحون شابا معصوب العينين ويلقون بعض الجثث من فوق أحد الاسطح على حشود فرحة تهلل في الاسفل.

ومن جهته كشف نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف أن شقـيق الرئيس السوري ماهر الأسد فقد ساقيه خلال العملية التي استهدفت ‘خلية الأزمة’ بمبنى الأمـن القومـي في دمشق الشهر الماضي.

وأكد بوجدانوف في تصريح لصحيفة ‘الوطن’ السعودية نشرته الثلاثاء أن ماهر قائد الفرقة الرابعة في الحرس الجمهوري ، والقائد الفعلي لخلية الأزمة ، كان حاضرا اجتماع خلية الأزمة، ووصف حالته بأنه ‘يصارع من أجل البقاء’.

الا ان روسيا نفت في وقت لاحق الثلاثاء ان يكون بوجدانوف اجرى مقابلة مع ‘الوطن’ السعودية.

واضاف المصدر ‘الامر يبدو اشبه باستفزاز جديد في مجال الاعلام’.

وعقدت الثلاثاء قمة اسلامية في مكة بمبادرة من العاهل السعودي عبدالله بن عبد العزيز، في ظل انقسام بين الدول الاسلامية مماثل لانقسام المجتمع الدولي حول سورية.

تركيا انذرت مقاتلي المعارضة بقطع الإمدادات بسبب مقاطع مروعة على الانترنت

دمشق ـ ‘القدس العربي’ ـ من كامل صقر: أفاد معارضون سوريون من محافظة حلب التي تشهد حالياً أعنف اشتباكات بين القوات السورية ومقاتلي الجيش الحر، أن توبيخاً شديد اللهجة تبلغه عدد من قادة الكتائب المسلحة التابعة للمعارضة مصدره ضباط في المخابرات التركية، على خلفية نشر مقاطع على الإنترنت تظهر ممارسات وحشية لمقاتلي الجيش الحر في مدينة حلب خلال تعاملهم مع أشخاص مؤيدين للنظام السوري وقعوا في قبضتهم.

المعارضون الذين تحدثوا لـ ‘القدس العربي’ قالوا ان ضباط الارتباط الأتراك المكلفين عادة بالاتصال بالقادة الميدانيين لكتائب الجيش الحر في حلب وخاصة التابعة منها لما يسمى لواء التوحيد تلقوا توبيخاً عنيفاً من هؤلاء الضباط الأتراك باحتمال قطع المساعدات اللوجستية والإمداد بالإسلحة التي تورد لمقاتلي المعارضة في حلب في حال استمر المقاتلون بتصوير أنفسهم وهم يمارسون أعمال تعذيب وقتل بشعة بحق موالين للأسد ونشرها على موقع اليوتيوب.

المعارضون قالوا ان حرجاً تسبب به مقاتلو الجيش الحر للحكومة التركية أمام منظمات حقوقية بسبب دعمها لمسلحين يمارسون أعمالاً منافية وبشكل خطير لحقوق الإنسان.

وبثت على موقع يوتيوب لقطات مروعة لمقاتلي المعارضة السورية وهم يذبحون شابا معصوب العينين ويلقون بعض الجثث من فوق أحد الاسطح على حشود فرحة تهلل في الاسفل.

وفي واحد من أحدث أفلام الفيديو كانت الجثث تلقى من سطح مكتب للبريد وسط وابل من الرصاص. وأمكن سماع صوت ارتطام الجثث بالأرض.

وقال ناشط موضحا انه يصور الفيلم في بلدة الباب الشمالية على مشارف مدينة حلب ‘هذا تحرير لمكتب البريد’.

وشوهد أفراد غاضبون من الحشد وهم يركلون الجثث ويدفعونها على السلم ويلتقطون صورها بهواتفهم المحمولة. وأخذ الحشد يكبر وقال أحدهم صارخا ‘كان هذا من الشبيحة’.

وانتشر على الانترنت واحد من أبشع أفلام الفيديو ويظهر فيه مسلحو المعارضة وهم يذبحون ببطء رجلا معصوب العينين، وحين بدأ رجل في ذبحه سمعت في الخلفية أصوات تردد ‘الله أكبر’ و’الحمد لله’.

الابراهيمي الساحر يعود الى دمشق

صحف عبرية

اذا وافق الاخضر الابراهيمي على ان يحل محل كوفي عنان كمبعوث للامم المتحدة للشأن السوري، فانه سيغلق دائرة مشوقة. 23 سنة مرت منذ التقى الابراهيمي بعائلة الاسد في آخر مرة في اطار مهمة تنسيق. في حينه دُعي الى القيام بمهمة اعتبرت متعذرة: انهاء الحرب الاهلية في لبنان التي استمرت 15 سنة. آلاف الاشخاص قتلوا في تلك الحرب، التي هربت من لبنان مئات الآلاف وخلقت جيوبا من الجماعات المتقاتلة من كل نوع وطراز. الثورة الاسلامية اكتملت، وهكذا ايضا الاحتلال السوفييتي في افغانستان والاجتياح الاسرائيلي للبنان. سوريا سيطرت على الدولة التابعة لها، ياسر عرفات وقوات فتح قاتلت وهُزمت ايضا، حزب الله أصبح قوة مهددة والحرب الأهلية لا تزال مستمرة. والى هذا المعمعان أُرسل من كان وزير الخارجية الجزائري، الدبلوماسي المجرب، لطيف الحديث، المتقن للعربية، الفرنسية والانجليزية، كي يبني دولة سيادية موحدة.

وكانت الاحتمالات هزيلة. الرئيس السوري حافظ الاسد لم يجد أي سبب يجعله يتعاون مع وساطة الجامعة العربية التي كان من شأنها ان تجبره على رفع يده عن لبنان. كل اقتراح عُرض عليه رفضه وساعات الحوار الطويلة التي تميز بها الاسد الأب، أنتجت احباطا إثر احباط. ولكن كان للابراهيمي فكرة. قرر تقسيم الوساطة. في البداية محاولة توحيد الفصائل اللبنانية، وفقط لاحقا اقناع الاسد بالانضمام ليكون شريكا في النتائج. كما انه فهم بأن الحوار بين الفصائل في لبنان سيفشل، ولهذا اقترح نقل الوساطة الى خارج الدولة. وقد اختيرت مدينة الطائف في السعودية لاستضافة المندوبين اللبنانيين، الذين خرجوا منها مع ‘اتفاق الطائف’ الذي وضع الأساس لانهاء الحرب، الانتخابات العامة واعادة التوزيع للقوة السياسية بين الطوائف.

بعد أكثر من عقد من ذلك، بعد ان احتلت الولايات المتحدة افغانستان وأسقطت حكم طالبان، ظهر الابراهيمي مرة اخرى. هذه المرة عينه كوفي عنان، في حينه الامين العام للامم المتحدة، لبناء ائتلاف افغاني يمكنه ان يأخذ على عاتقه ادارة الدولة. ومثل لبنان، كانت افغانستان ايضا مبنية من فسيفساء من القبائل، زعران الحرب، فصائل عرقية وطوائف دينية الصراع الداخلي بينها هو القاسم المشترك التاريخي لها. ومثلما في لبنان، اتخذ الابراهيمي طريقة التقسيم. بدأ من الدائرة الداخلية، أدار مئات المحادثات مع ممثلي معظم الفصائل، أقنع وهدد، تحدث برقة ورفع صوته، فيما كان هدفه هو تحقيق قاسم مشترك داخلي يسمح له بعد ذلك باقناع الدول المجاورة، ولا سيما ايران والباكستان، بتأييد النظام الافغاني الجديد. ومثلما في لبنان، في حالة افغانستان ايضا وجد الابراهيمي رعاية لدى دولة اجنبية. المانيا، التي استضافت في العام 2001 في بون مؤتمر اقامة الحكم الافغاني المؤقت، الذي أشرف عليه الابراهيمي.

بعد ثلاث سنوات من ذلك استقال الابراهيمي بغضب من مهمة الوساطة الجديدة التي كلفه بها الامين العام للامم المتحدة. وقد طُلب اليه مرة اخرى المساعدة في اقامة حكومة جديدة وتهيئة التربة لبناء دولة. هذه المرة في العراق. غير انه في بغداد اصطدم بقوة بالموقف الامريكي، الذي رأى في الامم المتحدة مجرد غطاء لتسويغ الاحتلال الامريكي. فالولايات المتحدة لم تكن معنية بتدخل الامم المتحدة في تعيين الحكومة المؤقتة. وآمن الابراهيمي بأنه لن يكون ممكنا اجراء انتخابات حقيقية في الدولة عندما يسود الارهاب، وعرف ايضا، بعد ايام وليال قضاها، على عادته، مع مندوبي الحركات المختلفة والتيارات المتخاصمة، من يمكنه ان يكون في الحكومة المؤقتة التي ستتسلم المسؤولية من أيدي الامريكيين.

غير انه كان للولايات المتحدة بقيادة بوش خطة اخرى. فهي لم تعتزم على الاطلاق نقل صلاحيات حقيقية للحكومة العراقية، ومن اجل تحقيق أمنيتها ان تدير العراق وان تظهر بمظهر جيد على حد سواء قرر الحاكم الامريكي بول برمر تعيين اياد علاوي رئيسا للحكومة المؤقتة. الابراهيمي، الذي أيد مرشحين آخرين، أكثر قبولا من الجمهور العراقي، فهم المناورة واستقال. وقال ‘بريمر هو دكتاتور العراق، لديه المال ولهذا ففي يده القرار’.

ثماني سنوات مرت منذئذ. والابراهيمي هو الآن ابن 78 سنة، مقرب من العائلة المالكة في الاردن ابنته، ريم الابراهيمي، التي كانت مراسلة الـ سي.ان.ان، تزوجت من الأمير علي، الابن الرابع للملك حسين وهو مطالب بأن ينجح حيثما فشل رئيسه السابق. فضله في انه يعرف بشار الاسد والعائلة الحاكمة في سوريا. والآن ايضا تنبسط أمامه حرب أهلية ويمكنه مرة اخرى ان يمتشق التكتيك الذي جربه بنجاح في لبنان في 1989، وفي افغانستان في 2001. ومقارنة بعنان، يمكنه ان يتحدث مع الاسد بلغته. السؤال هو اذا كانت كل الأطراف على ما يكفي من التعب كي يستندوا الى الدبلوماسي الجزائري وان يدعوه يجرهم الى قاعات المؤتمرات، التي يحتمل ان هذه المرة ايضا تقع في اماكن خارج سوريا.

تسفي برئيل

هآرتس 14/8/2012

فرنسا تضع ثقلها وراء مناف طلاس ليوحد فصائل الجيش الحر.. والجماعات السلفية الاكثر مالا وسلاحا

ناشطون: قرار الجيش الحر دخول حلب متسرع وسكانها كارهون للمقاتلين ويريدون الاستقرار

لندن ـ ‘القدس العربي’: قالت صحيفة ‘الغارديان’ ان كلا من فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة فقدت الامل بالمجلس الوطني السوري وتحاول جاهدة للحفاظ على تأثيرها على الثورة السورية، وسط مخاوف من ان الدعم العسكري والمالي من دول الخليج حصلت عليه جماعات اسلامية متشددة سلفية الطابع.

وقالت الصحيفة ان تزايد القلق حول الحرب الاهلية التي اتخذت طابعا طائفيا والتقارير المستمرة عن ممارسات وحشية لجماعات المعارضة وادلة عن قوة الجماعات السلفية التي تعتبر الاكثر تنظيما وتمويلا، حيث ادت هذه العوامل مجموعة الى ما اسمته الصحيفة تغيرا في السياسة، فواشنطن ولندن وباريس متفقة الآن على ان جهودها لتوحيد الجماعات السورية المعارضة تحت مظلة هي المجلس الوطني السوري قد فشلت وبدلا من ذلك فهي تحاول بناء علاقات اكثر مع جماعات المعارضة في الداخل.

ونقلت عن اسامة المنجد وهو عضو في المجلس الوطني السوري اعترافه من ان المجلس الوطني كان يمكنه ان يعمل احسن، وينجز عملا احسن في مجال التنظيم على مستوى الارض، مشيرا الى ان القضية الاساسية الآن هي جمع جماعات المعارضة المتنافسة في اطار واحد، وهذا لا يعني انه سيتم تهميش المجلس الوطني السوري بشكل كلي فهو كما يقول ‘لا يزال الجماعة السياسية الاكبر ولديه دور سياسي ودبلوماسي كي يلعبه’.

واشارت الصحيفة للتحركات الدبلوماسية الاخيرة التي همشت دور المجلس من ناحية محاولتها البحث عن شركاء جدد في اللعبة السياسية حيث حرصت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون اثناء زيارتها لاسطنبول يوم السبت على لقاء ناشطي انترنت وحقوق انسان كي يكونوا جسرا للاتصال مع جماعات الداخل، اضافة لتعزيز التعاون الامريكي- التركي في المجال الامني لمنع انتقال عدوى الازمة لاراضيها، وفي نفس السياق زار جون ويلكس، المبعوث البريطاني الخاص للمعارضة السورية اسطنبول الاسبوع الماضي حيث التقى مع من وصفهم مسؤول في الخارجية البريطانية ‘ممثلون سياسيون بارزون’ عن الجيش الحر حيث اكد المبعوث البريطاني على اهمية احترام حقوق الانسان وحماية الاقليات كشروط للتعاون في المستقبل معه.

لا مكان لجماعات المنفى

وكانت الحكومة البريطانية قد اعلنت الجمعة الماضية عن خمسة ملايين لشراء اجهزة ومعدات غير قتالية واكدت على ان تذهب المساعدة لقوى الداخل حيث استبعدت المجلس الوطني السوري. كما ان لقاءات كلينتون في تركيا جاءت لتجاوز جماعات المنفى التي ليس لديها تأثير كبير في الداخل. ونقلت عن جوزيف هوليدي من معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى قوله ان هذه هي النتيجة التي توصلت اليها وزارة الخارجية الامريكية منذ مدة والتي بدأت الآن ترشح من سياستها. واشارت الى ان كلا من ويلكس وسفير واشنطن في دمشق روبرت فورد الذي سحب من سورية لاسباب امنية شاركا في اجتماع لم يعلن في القاهرة الشهر الماضي. وكان الاجتماع الذي نظمه فرع مركز بروكينغز الامريكي في الدوحة وحضره ممثلون عن المعارضة في الداخل والخارج وممثلون عن الجيش الحر ونتج عنه لجنة واسعة للعمل على خطة مشتركة يتفق عليها لادارة عملية الانتقال السياسي.

جهد ضائع

وفي فرنسا قالت الصحيفة ان الرئيس فرانسوا هولاند يتعرض لضغوط كبيرة من سلفه نيكولاي ساركوزي للتدخل في سورية. ونقلت عن الخبير في الشؤون السورية في جامعة ليون فابرس بلانش قوله الخارجية الفرنسية توصلت لنتيجة انها استثمرت كثيرا في المجلس الوطني السوري وانها الآن وضعت كل ثقلها وراء الجنرال مناف طلاس الذي هرب من سورية الشهر الماضي. وتأمل فرنسا ان يتجمع الجيش الحر حول طلاس كي يجمع كل فصائل المقاتلين المتفرقة. ومع ذلك فان ممولي الثورة السورية يحذرون من ان الجيش الحر سيظل منقسما لانه يعتمد على مصادر مختلفة من التمويل، ونقل عن ممول قوله ان الكتائب الميدانية تقسم الولاء لمن يدفع لها، كما ان الاموال التي يتبرع فيها السوريون الى المقاتلين تذهب الى جهات مختلفة مشيرا ان السوريين في امريكا والخليج يعتمدون على قنواتهم الخاصة لادخال الاموال التي تذهب الى جيوب مختلفة.

واضاف ان عدد المقاتلين التابعين لكل قائد يزيد ويقل حسب قدرته على دفع المال لهم ولعائلاتهم ‘وعليه لا يوجد قائد يتمتع بسلطة تجعله قادرا على جمعها’. ويقول ان الاستثناء الوحيد هما الدعم القطري والسعودي حيث تذهب الاموال الى الجماعات السلفية، واضاف ان اكثر الجماعات تنظيما هي الجماعات السلفية التي يتلقى افرادها رواتب عالية، كما ان اكثر الافعال قسوة وشراسة عادة ما ترتكبها جماعاتهم كما انهم يملكون مخازن ذخيرة واسلحة اكثر من غيرهم لان اموالهم تأتي من مصدر واحد. ونقلت عن جوليان بارنز ـ ديسي من المعهد الاوروبي للعلاقات الخارجية قوله ان الدول الغربية ايقنت الآن انها ان لم تدخل في اللعبة بشكل فاعل فستخسر امكانيات تأثيرها، واضاف انه لو ظل القطريون والسعوديون يدعمون الجماعات وحدهم فهناك امكانية لحصول انتكاسات. وليس القطريون والسعوديون من يدعمون المسلحين بل مشايخ كويتيين يلعبون دورا حسب دبلوماسي غربي، حيث ينقلون الاموال التي تجمع في الخليج الى جماعات ذي صفات سلفية كافية. وتقول الصحيفة ان ضعف التأثير الغربي على الجيش الحر نابع من ترددها في دعمه عسكريا لعدم تيقنه اين ستذهب الاسلحة، كما ان ادارة باراك اوباما تخشى من وقوع الاسلحة في يد الجماعات الجهادية ولهذا قامت بتعزيز وجود مخابراتها في الدول المحيطة بسورية لكنها لم تقرر بعد دعم المقاتلين عسكريا.

وبحسب تقارير من واشنطن ومن الحدود التركية ـ السورية فمهمة الاستخبارات الامريكية التعاون مع الاتراك لمنع وصول السلاح لجماعات لا ترضى عنها واشنطن. وكانت كلينتون قد المحت الى امكانية القيام بفعل مباشر في المستقبل حيث قالت ان واشنطن وانقرة اتفقتا على التخطيط لعملية مكثفة، حيث اشارت الى التعاون الامني وان العملية مرهونة بالحصول على تفاصيل.

حلب وسوء التقدير

وبعيدا عن قرارات العواصم الغربية ومعارضة الخارج لا تزال المعركة على حلب جارية وسط مخاوف بين المقاتلين من ان تتحول المدينة ضدهم، خاصة ان الحرب اجبرت الالاف على الهروب منها. ونقل مراسل صحيفة ‘الغارديان’ صورة عن الانقسام داخل المجتمع السني الذي يقول الكثيرون في حلب انهم يدعمون الثورة لكن اخرين يخافون من المقاتلين وينظرون اليهم كعصابة من المتشددين. ويبدو ان هذا الموقف نابع من نظرة السكان من ابناء الطبقة المتوسطة للمقاتلين، حيث يضمون افرادا من ابناء الطبقة الفقيرة من النجارين والفلاحين، والمتعلمين بل واساتذة الجامعات الذين يقدمون خبراتهم العلمية لهم. وعلى خلاف المعارك التي خاضها المقاتلون في اماكن مختلفة من سورية يبدو ان حالة مختلفة، فهناك حس بان المقاتلين تعجلوا في الدخول اليها من القرى وفرضوا انفسهم على اهلها الذين يريدون ان يعود الحال الى عهده السابق. ونقلت صحيفة ‘لوس انجليس تايمز’ عن احد الناشطين قوله ان ما فعله المقاتلون كان خطأ حيث اجبروا المدنيين على الهروب والعيش في المدارس ‘لقد جئت لتحمي المدنيين والآن تؤذيهم’. وتقول ان الناشطين يعتقدون ان من حمل السلاح ضد بشار الاسد اخطأوا في التقدير في حالة حلب وهذا الموقف نابع من مخاوف حدوث كارثة انسانية ليس بقدرة المقاتلين للتعامل معها. ونقلت عن ناشطة معروفة قولها ان العملية العسكرية في حلب جاءت متعجلة خاصة ان سكان المدينة لم يشاهدوا عنفا من الحكومة بشكل جعلهم بحاجة لحماية من الجيش الحر.

وفي الوقت الذي يوافق فيه قائد كتيبة التوحيد عبدالعزيز سلامة ‘ابو جمعة’ على الرأي لكنه يقول ان الثورة لها توقيتها، مشيرا الى بقية المناطق انتهت من ثورتها فيما لم تبدأ حلب ثورتها مشيرا الى انه قد تنتظر 100 عام وحلب ليست مستعدة. ويظهر الانقسام واضحا حول الثورة في حلب حيث لا يتورع الكثيرون عن لوم المقاتلين لما حدث لهم.

وقالت الناشطة ان نسبة 70 بالمئة من المهجرين هم اما من مؤيدي النظام او الداعمين للاستقرار وعودة الامور لما كانت عليه. ولهذا عبر اخرون من طلاب الجامعات وسكان حلب عن حنقهم من عدم اعلام المقاتلين لهم عن موعد دخولهم مما ساعدهم على التحضير للعمليات الاغاثية، ويخشى مثل غيره ان قرر المقاتلون الانسحاب فستكون كارثة مثلما حدث في دمشق.

ويتساءل ابو ريان، اين هم اهل حلب لو جمعت كل المقاتلين فلن تجد منهم سوى واحد او اثنين ويرفض ابو جمعة ما يقوله ابو ريان قائلا يريدون الاستقرار ولكن لا نريد ذلك النوع من الاستقرار.

رياض حجاب: النظام السوري يسيطر على 30 في المئة فقط من سورية

وصف نظام الاسد بأنه ‘عدو الله’.. وواشنطن اعلنت رفع العقوبات عنه

عمان ـ واشنطن ـ رويترز ـ ا ف ب: قال رئيس الوزراء السوري السابق المنشق رياض حجاب الثلاثاء إن حكومة الرئيس بشار الأسد تتصدع وتسيطر على 30 في المئة فقط من البلاد في اول ظهور علني له منذ الانشقاق وانضمامه لصفوف المعارضة.

وقال في مؤتمر صحافي بالأردن إن النظام منهار معنويا بعد صراع استمر 17 شهرا استهدف خلاله القضاء على الانتفاضة.

وقال ‘اؤكد لكم بحكم خبرتي وموقعي الذي كنت أشغله بأن النظام بات منهارا معنويا وماديا واقتصاديا ومتصدعا عسكريا حيث لم يعد مسيطرا بالفعل على أكثر من 30 بالمئة من أرض سورية’.

ولم يسهب حجاب في هذه النقطة ولم يتلق أسئلة من الصحفيين.

ومن الصعب تحديد من جهة مستقلة مساحة الأرض التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة نظرا لأن أغلب القتال وقع في بلدات نائية ومناطق ريفية كما أن دخول الإعلام إلى سورية مقيد. لكن الأسد فقد أجزاء من الأرض بامتداد الحدود الشمالية والشرقية السورية وتسبب القتال في إضعاف سيطرته على مدن أكبر مثل حلب وحمص.

ومضى حجاب يقول ‘أيها الثائرون الصامدون لقد باتت ثورتكم نموذجا للبذل والتضحية في سبيل نيل الحرية والكرامة’.

ولم يكن حجاب ضمن الدائرة المقربة المحيطة بالأسد. لكن باعتباره رئيسا للوزراء وأعلى مسؤول مدني ينشق كان انسحابه من النظام ضربة رمزية للحكومة.

ورفع انشقاقه إلى جانب انشقاق سفير سورية في العراق وكلاهما شخصيتان قبليتان من دير الزور من معنويات المعارضة لكن الواقع العسكري في سورية لم يتغير مع وجود قصف جوي وبري يحول دون تقدم مقاتلي المعارضة.

وحث حجاب الضباط في الجيش على الانشقاق والانضمام إلى المعارضة. كما ناشد مقاتلي المعارضة بذل جهد أكبر لتوحيد الصف.

وقال ‘يا جحافل الجيش السوري الحر… دافعوا عن مقدساتكم وأعراضكم… وحدوا صفكم فالأمل معقود عليكم’.

وقالت السلطات السورية إنها أقالت حجاب قبل فراره لكنه قال في المؤتمر الصحافي في عمان إنه استقال وانشق منضما إلى المعارضة وأشار إلى حكومة الأسد بأنها ‘عدو الله’.

وتابع حجاب قوله ‘واجب علي أن أعلن براءتي من هذا النظام الفاسد… فلن أكون إلا في جانب ثورة الشعب جنديا مخلصا’.

ومن جهتها اعلنت واشنطن الثلاثاء رفع العقوبات عن رئيس الوزراء السوري السابق رياض حجاب الذي انشق عن النظام السوري مطلع هذا الشهر، ودعت قيادات نظام الرئيس السوري بشار الاسد الى الاقتداء بحجاب والانشقاق.

وقررت وزارة الخزانة الامريكية رفع التجميد عن اصول وارصدة رياض حجاب في رسالة الهدف منها ابلاغ المحيطين بالاسد بامكانية رفع العقوبات عنهم في حال تخليهم عن النظام.

معهد الأمن القومي الإسرائيلي يؤكد أن سورية لن تنقل الأسلحة الكيماوية والبيولوجية لحزب الله والأخير يخشى من رد فعل تل أبيب المروع على تورطه بحيازة الأسلحة الفتاكة

زهير اندراوس

الناصرة ـ ‘القدس العربي’ قال الجنرال الإسرائيلي المتقاعد والباحث المختص بالشؤون الأمنية في معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، د. شلومو بروم إن صعود حركة الإخوان المسلمين إلى السلطة في سورية يصب في مصلحة إسرائيل، معللاً ذلك باختلاف هذه الحركة مع إيران وحزب الله أيديولوجيا مما سيخرج سورية من دائرة الوصاية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، على حد تعبيره.

وفي السياق ذاته، استبعد ان تقوم الحركة في مصر بإلغاء اتفاق السلام بين القاهرة وتل أبيب، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى احتمال سلام أكثر برودة بين الدولة العبرية ومصر.

وتابع قائلاً، إنه من الصعب أن أصدق بأن حكومة الإخوان المسلمين تعتبر أن إلغاء معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل سيصب في صالحهم لأن التبعات ستكون ثقيلة على مصر، إذ تربط مصر علاقات مع الغرب بالإضافة إلى المساعدات التي تتلقاها من الغرب، كما أن الاستثمارات في مصر ستتأثر تلقائيًا جراء أي زعزعة لاتفاقية السلام.

وأضاف أنه يتحتم علينا ألا ننسى كيف سيؤثر ذلك على السياحة هناك. لافتًا إلى أن أي عبث في معاهدة السلام سيؤثر على الاستثمار في مصر، لهذا أعتقد انه سيستمر سلام بارد مع مصر، وربما يكون أكثر برودة، ولفت أيضا إلى أنه على تل أبيب أن تفهم وتقيم الوضع الخاص الذي تمر به المنطقة ووضع الحكومات الجديدة المتماشية مع متطلبات الشعب، لذا يجب على تل أبيب تقييم الأمور بحذر وبشكل سليم، خاصة الأمور التي تؤدي إلى نزاع بينها وبين الآخرين، على حد قوله.

أما في ما يتعلق بالتصعيد الأخير الحاصل في التصريحات حول البرنامج النووي الإيراني فقال الجنرال الإسرائيلي المتقاعد إنه يعتقد أن هناك تضخيمًا إعلاميًا كبيرا لحجم العملية العسكرية ضد إيران، فهم يتحدثون عن حرب إقليمية، تحدث عن هذا في الآونة الأخيرة رئيس الموساد السابق مائير دغان، موضحًا أن الجميع يبالغون، وتساءل الباحث الإسرائيلي: من في هذه المنطقة سيشترك في هذه الحرب؟ سورية التي تواجه حربا أهلية؟ أم مصر التي تواجه فوضى حقيقية الآن؟ في نهاية الأمر، قال بروم إنه يعتقد بأن المشكلة العسكرية ليس الأولى من حيث الأهمية، ذلك أن المشكلة الحقيقية، برأيه، تكمن في مدى تأثير الحرب على الوضع الاقتصادي لإسرائيل، المتعلق بارتفاع أسعار النفط إلى أكثر من 200 دولار للبرميل والمشاكل السياسية الأخرى جراء توجيه ضربة ضد إيران، على حد قوله.

أما في ما يتعلق بموجة الاحتجاجات في سورية بعد مرور عام على اندلاعها فقال د. بروم إن وقوع تغير في سورية كهذا قد يؤثر بشكل إيجابي على إسرائيل لأن الإخوان المسلمين الذين هم من جماعة السنة سيخرجون عن الوصاية الإيرانية. وستكون لهم أيضًا مشكلة مع حزب الله، ولذلك فإن لإسرائيل مصلحة إستراتيجية بضرب المحور الإيراني، الذي يشمل إيران وسورية وحزب الله، وبشكل ما حماس والعراق، مع وجود تحفظ لديه بخصوص العراق، وأردف قائلاً: لا أتوقع أن تقوم الحكومة الجديدة في سورية والتي ستتألف من الإخوان المسلمين بمفاوضات سلام مع إسرائيل. وعبر عن أسفه لذلك، مشيرا إلى أنه يعتقد بأن حكومة إسرائيل لم تأسف لعدم البدء بمفاوضات سلام مع سورية، لأنه لم تكن لديها رغبة حقيقية للتوصل إلى سلام مع سورية.

ولفت الباحث الإسرائيلي إلى أن المشكلة الحقيقية للوضع الحالي هي في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي بشكل خاص والنزاع العربي الإسرائيلي الذي لم ينته حتى الآن ويجب العمل بقوة لإنهائه، لافتًا إلى أن المشكلة هي ما يسمى بالربيع العربي الذي قلب معناه من حالة تغيير وإيجاد حل إلى حالة زادت الأمور تعقيدا، وهذا أحد النتائج غير المباشرة للربيع العربي لأن المتظاهرين في الربيع العربي لم يتظاهروا من أجل إيجاد حل للنزاع العربي الإسرائيلي، على حد تعبيره.

وتطرق الباحث إلى السلاح الكيماوي والبيولوجي الذي تملكه سورية، لافتًا إلى أن تصريح الناطق الرسمي بلسان الخارجية السورية، د. جهاد مقدسي، بأن بلاده ستستعمل الأسلحة المذكورة فقط في حال تعرض سورية لاعتداء من الخارج، هو أول إقرار سوري رسمي بحيازته الأسلحة غير التقليدية، ورأى أيضًا أن النظام السوري تمكن من استعادة السيطرة على العاصمة دمشق، وأنه من غير المستبعد بتاتًا أنْ يتمكن الجيش العربي السوري من تطبيق السيناريو في حلب أيضا، لتفوقه من حيث العتاد والأسلحة على المتمردين.

وساق الباحث الإسرائيلي قائلاً إن استعمال النظام للأسلحة غير التقليدية ضد المتمردين ليس واردًا لأنه لن يكون فعالاً ضدهم بسبب حرب العصابات التي يخوضونها، كما أكد على أن الإدعاء بأن النظام سيقوم بنقل هذه الأسلحة إلى حزب الله هو غير دقيق بالمرة، ذلك لأن حزب الله لا يسمح لنفسه التورط في هذه الأسلحة الفتاكة، خصوصًا لعمله بأن الرد الإسرائيلي على خطوة من هذا القبيل سيكون مروعًا من قبل جيش الاحتلال، ومن الناحية الأخرى، أضاف بروم، إن النظام السوري لن يتنازل عن هذه الأسلحة لصالح حزب الله، وأضاف أن الاحتمال الوارد جدًا هو أنء تقوم تنظيمات متطرفة بالسيطرة على مخازن الأسلحة، كما حدث في ليبيا، محذرًا من قيام هذه التنظيمات بالاتجار بهذه الأسلحة الخطيرة، وعليه نصح الباحث الدول الغربية بالدخول في السوق السوداء لمنع بيع الأسلحة لتنظيمات متطرفة، كما نصح الدول الغربية بتفعيل ضغوطات على كل من روسيا والصين لتوجيه رسالة حادةٍ للرئيس الأسد، تُحذره من مغبة انتقال هذه الأسلحة إلى التنظيمات المتشددة الفاعلة على الساحة السورية، على حد تعبيره.

فايننشال تايمز’: معارضون سوريون يتدربون على تولي المسؤوليات الأمنية والإدارية بعد انهيار نظام بلادهم

لندن ـ يو بي آي: افادت صحيفة ‘فايننشال تايمز’ الثلاثاء، أن معارضين سوريين بدأوا بالتدرب على تولي المسؤوليات الأمنية والإدارية لما يعتبرونها مرحلة الإنهيار الحتمي لحكم الرئيس بشار الأسد.

وقالت الصحيفة إن ناشطين سوريين تجمعوا في حلقة عمل بالخارج اعترفوا ‘أن الخطط للمرحلة الإنتقالية متصدعة وغامضة، ويخشون من أن يؤدي سقوط النظام إلى شن هجمات انتقامية ضد العلويين الذين يخدمونه’.

واضافت أن الناشطين طلبوا عدم الكشف عن اسمائهم لأنهم سيعودون إلى سورية لمواصلة التمرد بعد انتهاء الدورة التدريبية التي نظمتها جماعة (آفاز) المدافعة عن حقوق الانسان، وهم خليط من الناشطين البارزين وغير البارزين من مختلف أنحاء سورية.

واشارت الصحيفة إلى أن الناشطين السوريين، الذين قدرت عددهم بالعشرات، رسموا صورة جزئية ومقسمة للحركة السياسية التي تناضل لإيجاد بديل مدني موثوق لنظام الرئيس بشار الأسد بوجه الهجمات الوحشية والتنافس مع المتشددين الإسلاميين المشتبه أن لهم صلات بتنظيم ‘القاعدة’، والذين يشاركون في التمرد لخدمة برنامجهم الأيديولوجي.

ونسبت إلى الناشطين قولهم ‘إن النقاشات والتخطيط لفترة ما بعد الحرب هي مصدر قلق كبير لمعارضي النظام لسوري، وتم انشاء شبكة من المجالس الثورية برئاسة أطباء ومحامين ورجال دين وزعماء عشائر، يلتقي أعضاؤها بشكل سري في أقبية المنازل، أو يتواصلون مع بعضهم البعض عبر سكايب’.

واضاف الناشطون أن المجالس الثورية ‘تنسّق أنشطتها مع المعارضة السورية بالخارج، وتقدم توجيهات لوحدات (الجيش السوري الحر) المشاركة بالتمرد، وتعمل كجموعة سياسية لإجبار الوحدات العسكرية على العمل بموجب تعليماتها، وهي نواة الحكومة المقبلة’.

واشاروا إلى أن المناطق الكردية في سورية ‘تبدو أفضل استعداداً بكثير لمرحلة انهيار النظام، ويعود ذلك إلى حد كبير إلى وجود أحزاب سياسية مستعدة للسيطرة على هذه المناطق’.

ونسبت ‘فايننشال تايمز’ إلى آزاد، وهو ناشط كردي من المجموعة السورية، قوله ‘هناك المئات من القرى الكردية في محافظة حلب لا وجود للحكومة والشرطة فيها، ونقوم بالفعل بادارة شؤوننا الخاصة فيها’.

معادلة سورية جديدة: «سام» مقابل «ستينغر»!

من غير المتوقع أن تقف سوريا مكتوفة الأيدي إزاء محاولات فرض منطقة حظر جوي في عدد من المناطق. وبينما تخطط أنقرة وواشنطن لتزويد المعارضة بصواريخ ستينغر، تتجه دمشق لمنح الأكراد صواريخ سام بالتزامن مع اخلاء قواتها من مناطق تواجد «أعداء أنقرة»، بما يسمح لسوريا باعادة خلط الأوراق

ناصر شرارة

تختزل معركة حلب كل قصة الصراع الدولي والإقليمي الراهن على سوريا. والأيام المقبلة لن ترسم، حتماً، نهاية لهذه المعركة، لكنها سترسم أخطر فصول تطورات ما بات يصطلح على تسميته بالأزمة السورية. داخل الكواليس الدولية، لم تعد خافية نوعية المواجهة المقبلة، انطلاقاً من ساحة حرب حلب التي ستبقى مفتوحة بقرار دولي، وانطلاقاً من صعوبة حسم الخلفيات المسببة لهذه الحرب. ويتشابك فيها الملف الكردي في المنطقة وملف الغاز المكتشف حديثاً في مياه المتوسط، وملف إيران على طاولة مجموعة الـ5 + 1، وملف الأقليات المشرقية امتداداً حتى داخل تركيا (الأكراد والعلويين).

الخطة الأميركية ــ التركية المقبلة

في ختام زيارتها لتركيا، أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، أن واشنطن وأنقرة تدرسان إقامة مناطق حظر للطيران فوق منطقة سورية، وخطوات أخرى لمساعدة قوات المعارضة السورية. وأكدت أن على تركيا والولايات المتحدة الخوض في تفاصيل هذه الخطط، موضحةً أن استخبارات البلدين وجيشيهما أمام مسؤوليات وأدوار مهمة عليهما القيام بها، وستشكل مجموعة عمل من البلدين لتحقيق هذا الأمر.

مصدر دبلوماسي كشف لـ«الأخبار» أبرز مضامين السيناريو الاستخباري ــ العسكري التركي والاميركي الذي تحدثت عنه كلينتون وتحفظت عن إعطاء تفاصيل بشأنه. وبحسب هذا المصدر، فإن المقصود بمنطقة الحظر الجوي ليس فرضه بواسطة طائرات أميركية أو تركية أو حتى أطلسية، ذلك أن قرار حلف شمالي الأطلسي لا يزال على حاله، وهو عدم التورط العسكري مباشرة في سوريا. ووفقاً للمصدر، فإن المقصود هو اقامة منطقة تخضع لسيطرة المعارضة تمتد من النصف الشمالي لمدينة حلب وصولاً إلى شرق إدلب حتى حدود منطقة الحسكة الكردية وحتى غرب القامشلي. ويلاحظ أنه ضمن هذه المنطقة، التي تتشكل من المسلمين السنة بالكامل، يوجد جزر ديموغرافية كردية في مكانين حصراً، هما عفرين وقرى تقع غرب أعزاز.

وتتطلع الخطة التركية ــ الأميركية إلى فرض حظر جوي في هذه المنطقة على سلاح الجو السوري، من خلال تدخل تركي غير معلن، وذلك بالنيابة عن كل الحلف الأطلسي ومجموعة دول أصدقاء الشعب السوري. وقوام الحظر تزويد المعارضة بصواريخ ستينغر المضادة للطائرات، على أن تدار هذه الصواريخ بواسطة ضباط أتراك، وعدم وضعها بأيدي المجموعات السورية المسلحة لتجنب تسربها إلى أيدي القاعدة، ولا سيما أن الاستخبارات الغربية، تكوّن لديها إدراك عميق بأن القوة الصلبة من بين كل المعارضة السورية المسلحة تتكون من أصوليين إسلاميين.

والفلسفة العسكرية التي تقوم عليها هذه الخطة، تنطلق أولاً من أن تأمين الحماية لهذه المنطقة بصواريخ ستينغر، سيؤدي الى حظر جوي فوقها من الأرض، على أن يتم تشغيل هذه الصواريخ بواسطة ضباط أتراك وبشكل غير معلن. ثانياً، يوجد رهان على أن صواريخ ستينغر، التي نجحت في هزيمة الجيش السوفياتي في أفغانستان، ستحقق نفس النتيجة مع الجيش السوري. فالستينغر، بعكس صواريخ سام، قادر على تضليل البالونات الحرارية التي تطلقها الطائرات المقاتلة لتفادي اصابتها. ورغم أن ستينغر هو صاروخ مضاد للطائرات ذات المستوى المنخفض عن سطح الأرض (11 ألف قدم)، ما يعني أنه لن يكون بامكانه مواجهة طائرات ميغ القادرة على القصف من ارتفاع عال، الا أن الاستخبارات الاميركية والتركية تعتقد أن نوعية المنطقة التي سيتم اختيارها لاقامة المنطقة الآمنة عليها ستكون بمعظمها مكونة من مناطق مرتفعة. ويذكر المصدر الدبلوماسي أن المجاهدين في أفغانستان عملوا انطلاقاً من الأمكنة العالية في تكتيكات اسقاط طائرات ميغ بنسبة نجاح وصلت الى 72 في المئة، وكان اجمالي ما أسقطوه هو 270 طائرة.

ويتمتع ستينغر بميزة أنه يمكن لحامله استخدامه والاختفاء من مكان انطلاقه بسرعة، كما أن منظومته كدفاع جوي متحرك ومحمول على الكتف أو من عربات ذات عجلات خفيفة التدريع، ستساعد على تغطية معظم المجال الجوي للمنطقة الآمنة.

وتلحظ هذه الخطة أيضاً، عاملاً اضافياً يتمثل في أن حلب ستبقى ساحة حرب مفتوحة، لن يصار إلى حسمها، وذلك في نفس الوقت التي سيتم فيه إنجاز المنطقة المحمية بصواريخ ستينغر المشغلة من ضباط أتراك، وستقوم هذه المنطقة بوظيفة القاعدة الخلفية اللوجستية للمعارضة السورية واستقبال المنشقين من الجيش السوري والمتطوعين إلى جانب المجاهدين غير السوريين. وتقول المعلومات إن أول صفقة من صواريخ ستينغر وصلت فعلاً الى هذه المنطقة.

استراتيجية القضم

تراهن الخطة الآنفة على أنه بالاضافة إلى إقامة المنطقة المحمية، فإن المعارضة السورية انطلاقاً منها ستمارس عسكرياً سياسة قضم المزيد من الأراضي الواقعة تحت سلطة النظام، وذلك عبر محاولة فتح واحد من الممرين التاليين: الأول عبر ريف حلب الغربي ــ إدلب ــ حماه ــ والالتفاف من غرب حمص باتجاه الحدود اللبنانية. ومن ميزات هذا الممر أنه يؤمن لمنطقة المعارضة المحمية، اطلالة على البحر من خلال مرفأ طرابلس الذي سيكون عملياً خاضعاً لسيطرة الامتداد اللبناني السلفي والمناصر للمعارضة السورية. وتجدر الاشارة في هذا المجال إلى السعي المستمر من قبل القوى اللبنانية الملتحمة مع المعارضة السورية في طرابلس إلى «تنقية» المدينة من أي وجود عسكري آخر، وذلك عبر إقصاء القوى الطرابلسية المؤيدة لفريق ٨ آذار. وآخر وقائع هذا التوجه، حصل خلال الأسبوع الماضي حينما قامت قوات سلفية باقتحام حي في الميناء بطرابلس مسيطر عليه من أتباع الشيخ هاشم منقارة، وأجبرت الأخير تحت الضغط العسكري والتهويل باستمراره، على سحب القوة العسكرية التابعة له من هذا الحي الى منطقة شكا. وتفاوضه القوات السلفية الآن على التخلي عن مسجد الحي، أو كحد أقصى أن يبقى تحت إدارة الشيخ منقارة، ولكن بصفته الشخصية لا الحزبية، ما دام المسجد من أملاكه الخاصة.

أما الممر الثاني، فيمتد عبر شرق ريف حلب جنوباً نحو تدمر، ومن ثم إلى الشام. وهذا الخط يلتف حول حمص وهو صحراوي. والخيار العسكري ضمن هذه الخطة، يتمثل بأنه في حال لم يكن ممكناً الحسم على الخط الأول، فإنه سيصار إلى محاولة الحسم على الخط الثاني. وينطلق مبدأ انتقاء الخطين من الحاجة العسكرية إلى تحاشي استعصاء امكانية السيطرة على خط الرستن ــ حمص ــ تل كلخ، ذلك أن اندفاع الجيش السوري لجعل الاشتباك دائماً على هذا الخط الأخير، جمّد القدرة على فرض تغييرات لوجستية لمصلحة المعارضة فيه. ومن هنا، نشأت الحاجة إلى إيجاد خط اشتباك بديل يمكن تحقيق إنجازات عسكرية عليه وفق استراتيجية القضم الآنفة.

سام لأكراد منطقة الحسكة

تتوقع المصادر الغربية بثقة، واستناداً إلى معلومات استخبارية وحسّية على صلة برصد وقائع ميدانية على الأرض، بأن أحد أبرز الردود التي سيبادر إليها النظام السوري بوجه تزويد المعارضة بمنطقة حظر جوي بواسطة صواريخ ستينغر يشغلها ضباط أتراك، يتمثل في إقامة منطقة كردية تمتد على مناطق واسعة من محافظة الحسكة السورية الواقعة على حدود جنوب شرق الأناضول، التي يقطنها الأكراد السوريون. ومؤخراً قامت السلطة المركزية في دمشق بإخلاء المنطقة بالكامل من الجيش السوري ومؤسساتها الأمنية والحكومية، وتم تسليمها ظاهرياً إلى حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، الذي ينظر إليه على أنه الفرع السوري للحزب العمالي الكردستاني، الذي بات عملياً يشرف على هذه المنطقة عسكرياً.

وتنظر تركيا بخشية كبيرة إلى هذا الإجراء السوري لانعكاساته الخطرة على أمنها القومي، كونه سيجعل مساحة الاشتباك التركي مع الأكراد ممتدة على مساحة واسعة. ويكفي لاستكشاف هذه الحقيقة إدراك الوقائع الديموغرافية التالية: مدينة المالكية، الكائنة في أقصى شمال شرق سوريا، والتي أخلتها السلطة المركزية السورية لمصلحة حزب العمال الكردستاني تقع على مثلث الحدود السورية ــ العراقية ــ التركية، وتقابلها مباشرةً داخل الأراضي التركية مدينة ديار بكر في جنوب شرق تركيا التي تشهد اشتباكات مستديمة بين حزب العمال الكردستاني والجيش التركي. الحال ذاتها تنطبق على مدينة القامشلي التي تقابلها داخل تركيا مدينة نوسيبنين الكردية التركية.

والإجراء الأشد خطورة الذي تتوقعه كل من الاستخبارات التركية والأميركية، هو أن النظام السوري سيلجأ للرد على تسليح المنطقة المحمية داخل الأراضي السورية بصواريخ ستينغر، بتزويد المنطقة الكردية في الحسكة (والتي باتت تسمى اصطلاحاً في الدوائر الغربية «كردستان سوريا») بصواريخ سام قادرة على إسقاط الطائرات التركية ليس فقط فوق أجواء هذه المنطقة بل فوق أجواء الاراضي التركية حيث تجري الاشتباكات بين حزب العمال الكردستاني والجيش التركي. وما يضاعف قلق أنقرة من احتمال اتخاذ دمشق هذا الإجراء، هو معلومات استخبارية تفيد بأن موسكو نجحت في تطوير جيل جديد من صواريخ سام قادر على تضليل البالونات الحرارية التي تتسلح بها الطائرات لتلافي إصابتها به.

في المحصلة، فإنه في مقابل التفكير الأميركي ــ التركي بانشاء منطقة حظر جوي بواسطة صواريخ ستينغر تشمل أعزاز، ريف حلب، إدلب وجسر الشغور، فإن دمشق تقيم منطقة كردية، ستصبح محمية بصواريخ سام من الجيل الجديد، وهي تمتد على ديموغرافيا منطقة الحسكة، وتكون بضمنها مدينة المالكية المقابلة لديار بكر معقل الحزب العمال الكردستاني داخل الاراضي التركية.

الغاز في قلب الصراع

يشكل الصراع على شكل خطوط أنابيب تصدير الغاز إلى أوروبا الغربية، والدول المصدرة له، احدى الخلفيات غير المرئية للصراع الحالي في سوريا وعليها. أوروبا تعتمد اليوم، بشكل أساسي، في استيراد الغاز الذي يشغل معاملها ويمدها بالدفء على شبكتي خط نقل: الخط الأول خط الغاز الروسي والثاني خط الغاز الجزائري الذي يعبر المتوسط، ولموسكو حصة فيه أيضاً.

وهناك منذ سنوات، مشروع قيد الاعداد للاستفادة من الغاز المكتشف حديثاً في مياه المتوسط، قوامه تعاون إسرائيلي ــ قطري ــ يوناني تشارك فيه قبرص، ويهدف إلى جر الغاز الاسرائيلي من حقل ليفيتان الواقع على مسافة ٢١ كيلومتراً في محاذاة الناقورة والمتنازع عليه مع لبنان (يؤمن ١٥٠ سنة تصديراً للغاز)، إلى بر اليونان ليتم بيعه إلى أوروبا على غرار ما يفعل اليوم أنبوب الغاز الروسي. وهذا الخط لن يكون فقط منافساً اقتصادياً لخط الغاز الروسي، بل سياسي أيضاً، لأن اعتماد الأوروبيين الغربيين بنسبة عالية، على الغاز الروسي يؤمن لموسكو حيوية سياسية في العالم.

وعلى هذا، فإن بروز خط أنبوب ثالث لجر الغاز الاسرائيلي من أنبوب الناقورة إلى أوروبا الغربية بمشاركة دول أخرى ليست تركيا بعيدة عنها، ولا قطر التي مولت بالفعل في السنوات الأخيرة إنشاء محطة في اليونان لتسييل الغاز، سيجعل أوروبا تستبدل اعتمادها على الغاز الروسي بالغاز الاسرائيلي. وسيكون لهذا نتائج اقتصادية وسياسية استراتيجية.

تنافس على الغاز

تمتلك سوريا منطقة اقتصادية محاذية لتركيا وقبرص اليونانية ولبنان. وهذه المنطقة أكبر بكثير من المنطقة الاقتصادية اللبنانية، لأن السواحل السورية أطول من الساحل اللبناني، وهي قانونياً تمتد ٢٣٥ كلم من الشواطئ، ما يعني أنها تصل إلى قبرص. وبالتالي، فإن المناطق الاقتصادية القبرصية التركية والقبرصية اليونانية واللبنانية والتركية متداخلة مع المنطقة الاقتصادية السورية.

وهذا الواقع يخلق قضية استراتيجية وتاريخية للدول المنخرطة في طموحات الإفادة من مخزونات الغاز، نظراً لكونه يحقق أمرين اثنين. الأول، الاكتفاء الذاتي من الطاقة للبلدان المستفيدة، ويلاحظ في هذا المجال أن إيران نظراً لكون نفطها يشارف على النضوب، تحاول إيجاد بدائل نووية، بينما بلدان المتوسط تطفئها كميات الغاز الموجودة تحت سطح بحارها والتي لا تحتاج إلى عمليات تكرير كبيرة، من تحقيق الاكتفاء الذاتي على مستوى الطاقة. الأمر الثاني يتمثل بأن هذه الكميات الكبيرة من الغاز تسمح لها بتصدير مناسيب كبيرة منه الى اوروبا الغربية.

اشتباكات حلب تتواصل… والغرب يخشى من التمدّد السلفي

شهد حيّا سيف الدولة وصلاح الدين في مدينة حلب، اللذان دخلتهما القوات النظامية، اشتباكات بين هذه القوات والمقاتلين المعارضين، فيما تتعرض أحياء أخرى للقصف. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان، «تدور اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة في حيي سيف الدولة وصلاح الدين، بالتزامن مع سماع أصوات انفجارات في الحيين. كما تعرضت أحياء الصاخور، وهنانو، والشعار للقصف». وأشار الى مقتل مواطن برصاص قناص في حيّ سيف الدولة.

وفي دمشق، استمرت، لليوم الثاني على التوالي، حملة المداهمات والاعتقالات في حيّ الميدان في وسط العاصمة ومحيطه، بالإضافة الى حيّ الشاغور الذي نفذت فيه القوات النظامية حملة مماثلة. وأفادت «لجان التنسيق المحلية» عن «قصف مدفعي عنيف» على أحياء الحجر الأسود، والسبينة، والعسالي في جنوب دمشق.

وتسيطر القوات النظامية، إجمالاً، على معظم دمشق، رغم حصول اشتباكات محدودة النطاق بين وقت وآخر مع مجموعات مسلحة معارضة. كما أفاد المرصد عن انفجار عبوة ناسفة في حي كفرسوسة، استهدف سيارة أمن «ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية».

إلى ذلك، أعلن «المجلس الوطني السوري، في بيان، بلدة التل في ريف دمشق، التي تتعرض لقصف منذ خمسة أيام، «منطقة منكوبة»، وحثّ «كل قادر من المواطنين السوريين على نجدتها بكل السبل المتاحة، سواء بفكّ الحصار الإجرامي المفروض عليها أو بتقديم المساعدات الغذائية والطبية لسكانها». في موازاة ذلك، خطف معارضون مسلحون، في مدينة حمص، صحافياً يعمل لحساب قناة «العالم» الإيرانية.

وأفاد موقع القناة بأن «مجموعات إرهابية مسلحة» اختطفت الصحافي أحمد صطوف عندما كان في طريق العودة الى منزله في حمص. ولم توضح القناة جنسية الصحافي ولا تاريخ اختطافه، لكنها قالت إنه اختفى منذ «عدة أيام»، بحسب أسرته. وأضافت إنّ «المتمردين هاجموا مكتب قناة العالم، وسرقوا المعدات التي كانت فيه».

في السياق، أدانت وزارة الخارجية الروسية «الهجمات الإرهابية» على الصحافيين في سوريا، ونقلت وكالة أنباء «إنترفاكس» الروسية، عن بيان للخارجية، قولها «نعمل على الإفتراض بأنه لا يمكن للمنظمات الدولية والإقليمية المناسبة، وتلك الدول التي لديها تأثير على المعارضة المسلّحة، تجاهل هذه الحقائق الشائنة وعدم الرد».

من ناحيتها، كشفت صحيفة «الغارديان»، أمس، أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا فقدت الثقة بالمجلس الوطني السوري، وتسعى إلى بناء المزيد من الروابط المباشرة مع المتمردين في الداخل. وقالت الصحيفة إن القلق من إمكان اندلاع حرب طائفية في سوريا وانتشارها في جميع أنحاء المنطقة، والتقارير عن انتهاكات بعض جماعات المعارضة المسلحة، والأدلة المتزايدة على أن الحركات السلفية هي الأفضل تنظيماً وتمويلاً، أثارت تغييراً سياسياً عاجلاً في العواصم الغربية، وجعل واشنطن ولندن وباريس تتفق الآن على أن جهود توحيد المعارضة السورية في المنفى بقيادة المجلس الوطني السوري باءت بالفشل.

وكشفت أن مبعوث بريطانيا الخاص للمعارضة السورية جون ويلكس، زار اسطنبول الأسبوع الماضي، وعقد لقاءً مع شخص وصفته وزارة الخارجية البريطانية بأنه «ممثل سياسي بارز للجيش السوري الحر»، شدد خلاله على أهمية احترام حقوق الأقليات كشرط للتعاون المستقبلي. ولفتت إلى أن خبيراً مالياً سورياً مرتبطاً بالمعارضة، لم تكشف عن هويته، حذّر من أن «الجيش السوري الحر» سيظل منقسماً طالما أنه يعتمد على مصادر متعددة وغير منسقة للتمويل، وأشار إلى أن قادة الألوية المحلية على أرض الواقع يبايعون كل من يدعمهم بالمال والسلاح».

وقالت الغارديان، نقلاً عن دبلوماسيين غربيين، إن شيخاً كويتياً، لم تكشف عن هويته، يلعب أيضاً دوراً رئيسياً في توجيه أموال التبرعات التي تمّ جمعها في منطقة الخليج إلى الجماعات المتشددة والسلفية داخل سوريا.

من جهتها، بحثت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري أموس الوضع الإنساني مع عدد من المسؤولين السوريين. وأشارت أموس، في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية «سانا» الى أن الهدف من زيارتها لسوريا هو «مراجعة الالتزامات حول الوضع الإنساني والاطلاع على تقويم السلطات السورية لما يجري على الأرض». ووصلت أموس قبل ظهر أمس الى دمشق، حيث التقت رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي، ووزير المصالحة الوطنية علي حيدر ونائب وزير الخارجية فيصل المقداد.

إلى ذلك، نفذت قيادة «اللواء 5 – مدرعات» من الجيش التركي مناورات عسكرية، يوم أمس، على خط الحدود مع سوريا. وذكرت وكالة «أنباء الأناضول» أن عناصر المدرعات التي تتمركز في ولاية غازي عنتاب، شاركوا بمركباتهم في المناورات التي ضمّت دبابات، كما نفذوا تدريبات مستخدمين الذخيرة الحيّة، وشملت المناورات أيضاً تجريب منظومات وكاميرات المراقبة، كما لوحظ وجود منصات إطلاق صواريخ «ستينغر»، وعربات التدخّل السريع.

(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، سانا)

الجيش السوري الحر يتبنى استهداف مقر الاركان العامة في دمشق

أ. ف. ب.

دمشق: اعلن الجيش السوري الحر مسؤوليته عن التفجير الذي وقع صباح الاربعاء في دمشق مؤكدا انه استهدف مقر الاركان العامة، بحسب ما افاد فرانس برس احد الضباط القياديين في الجيش الحر.

وقال مسؤول مكتب التنسيق والارتباط التابع للقيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل الرائد ماهر النعيمي في اتصال مع فرانس برس ان “الجيش (السوري الحر) نفذ هذه العملية التي استهدفت اجتماعا عسكريا في مقر الاركان العامة”، موضحا ان العملية عبارة عن “تفجيرين واحد داخل المقر والثاني خارجه”.

واوضح النعيمي ان هذه العملية “خطط لها ضباط محترفون وحصلت في الساعة 8,05 (5,05 تغ) صباح الاربعاء بالضبط وقت حصول الاجتماع اليومي في المقر”، مشيرا الى ان هذا الاجتماع “يجمع شبيحة وضباطا من الجيش وتوزع فيه المهام اليومية”.

ولفت الى ان المقر يضم “مخزنا للاسلحة والذخيرة والوقود”.

ورفض الكشف عن طريقة حصول التفجير او ما اذا كان هناك تعاون من داخل المقر مع الجيش الحر.

وقال ان لا حصيلة عن اصابات، لكنه اوضح انه اثناء حصول الاجتماع “يتواجد في المقر ما لا يقل عن 150 شخصا بينهم 10 ضباط مسؤولين عن قمع التظاهرات”.

وكان التلفزيون السوري الرسمي اعلن في شريط اخباري في وقت سابق اليوم وقوع “انفجار ناجم عن عبوة ناسفة ملصقة بصهريج مازوت خلف فندق داما روز في دمشق”، مضيفا ان “الانباء تشير الى ثلاثة جرحى” كحصيلة اولية.

واوضح التلفزيون في شريط اخباري لاحق ان “الانفجار وقع بالقرب من مرآب هيئة الاركان العامة”.

وافادت مراسلة “فرانس برس” من العاصمة السورية نقلا عن مصدر عسكري في مكان الحادث ان “خمسة اشخاص اصيبوا بجروح جراء الانفجار”.

ولفتت الى ان الانفجار وقع نحو الساعة الثامنة (5,00 تغ) من صباح الاربعاء، مشيرة الى “فرض طوق امني حول مكان الانفجار” في شارع بيروت بمنطقة ابورمانة وسط دمشق.

واشارت الى ان “الكثير من سيارات الاسعاف” تتوجه الى المكان الذي “تتصاعد منه سحب كثيفة من الدخان الاسود”.

وعرض تلفزيون “الاخبارية” السوري الرسمي لقطات للتفجير تظهر سيارات اطفاء امام الباب الرئيسي لفندق داما روز، بالاضافة الى رجال اطفاء يقومون بتوجيه خراطيم المياه تجاه سيارات محترقة بالكامل.

وظهر في اللقطات عدد من سيارات الدفع الرباعي التابعة لفريق بعثة المراقبين الدوليين.

من جهته، زار نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد مقر بعثة المراقبين وعقد اجتماعا معهم، مؤكدا في تصريح بوجود بعض الاعلاميين من بينهم مراسلة فرانس برس ان جميع اعضاء البعثة بخير.

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان ان “انفجارا عنيفا هز دمشق صباحا ناجما عن انفجار صهريج مازوت خلف فندق داما روز (مريديان سابقا) ويعتقد ان مديره قريب مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان”.

وكانت الهيئة العامة للثورة السورية ذكرت في بيان صباح اليوم ان “انفجارا ضخما يهز العاصمة دمشق ودخان اسود كثيف يشاهد في سماء العاصمة”.

وتشهد احياء مدينة حلب شمال سوريا وخصوصا سيف الدولة وصلاح الدين والسكري عمليات قصف من قبل القوات النظامية، بالاضافة الى اشتباكات عنيفة في حي سيف الدولة، وذلك غداة يوم شهد مقتل 151 شخصا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

ولفت المرصد الى انه في مدينة حلب “تتعرض احياء سيف الدولة والسكري والصاخور وطريق الباب ومناطق بحي صلاح الدين للقصف من قبل القوات النظامية”.

واشار الى “اشتباكات عنيفة بمحيط مبنى الهجرة والجوازات وفي حيي سيف الدولة والزهرة”.

وفي ريف حلب، اوضح المرصد ان “الاشتباكات العنيفة تستمر في بلدة منبج بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة الذين يحاولون السيطرة على سد تشرين”، لافتا الى ان “تجمعات مقاتلي الكتائب الثائرة المقاتلة تتعرض للقصف من خلال المروحيات”.

وافاد عن مقتل مدني في قرية كفرحمرة اثر القصف الذي تعرضت له القرية في ريف حلب.

واوضح المرصد انه في مدينة دمشق “اقتحمت القوات النظامية حي نهر عيشة وبدات حملة مداهمات”، لافتا الى “معلومات تشير الى انفجار عبوة ناسفة استهدفت حافلة للقوات النظامية”.

وذكر انه في مدينة اللاذقية “اقتحمت القوات النظامية يرافقها عناصر من الشبيحة حي قنينص وبدات حملة مداهمات للمنازل قرب محمصة القسام”.

وحصدت اعمال العنف في سوريا الثلاثاء 151 قتيلا، هم 63 مدنيا و39 مقاتلا معارضا، بالاضافة الى ما لا يقل عن 49 من القوات النظامية اثر الهجوم على اليات ومراكز عسكرية واشتباكات في محافظات درعا (جنوب) وحلب (شمال) وحمص (وسط) وادلب (شمال غرب) وريف دمشق.

Washington Post : ثوار سوريا يشعرون بتخلي أميركا عنهم

بعد أن كانت المعارضة السورية تعتبر الولايات المتحدة صديقة طبيعية لها في نضالها لتعزيز الحريات ضد النظام الذي كان دوماً في مواجهة الغرب، يبدو أنها تنظر إليها الآن بعين الشك والبغض بسبب امتناعها عن تقديم مساعدة ملموسة عدا التشجيع الشفهي للثوار.

بينما تتابع أكثر الثورات العربية دمويةً تشويه الناس وقتلهم وتدمير حياتهم بوتيرة متصاعدة غير مسبوقة، تتزايد المشاعر المعادية للولايات المتحدة في أوساط الثوار الذين يسعون إلى إسقاط الرئيس بشار الأسد، ما قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على البلد والمنطقة في حقبة ما بعد الأسد.

بعد أن كانت المعارضة السورية تعتبر الولايات المتحدة صديقة طبيعية لها في نضالها لتعزيز الحريات ضد النظام الذي كان دوماً في مواجهة الغرب، يبدو أنها تنظر إليها الآن بعين الشك والبغض بسبب امتناعها عن تقديم مساعدة ملموسة عدا التشجيع الشفهي للثوار.

خلال 17 شهراً منذ أن انضم السوريون إلى موجة التغيير التي اجتاحت الشرق الأوسط في السنة الماضية، صوّت التونسيون والمصريون والليبيون في الانتخابات واختاروا قادة جدداً وأبحروا في عمليات انتقالية ديمقراطية ولو كانت فوضوية.

في المقابل، تغرق سورية في صراع شامل لا تبدو نهايته وشيكة. يقول ياسر أبو علي، متحدث باسم إحدى كتائب الجيش السوري الحر في بلدة الباب التي تقع على بعد 30 ميلاً من حلب: “كل ما نحصل عليه هو الكلام”.

يقول الثوار إنهم لا يريدون حدوث تدخل عسكري مباشر عبر نشر قوات ميدانية، بل إنهم دعوا بشكل متكرر إلى فرض منطقة حظر جوي بما يشبه الجهود التي ساعدت الثوار الليبيين على إسقاط معمر القذافي في السنة الماضية فضلاً عن الحصول على إمدادات من الأسلحة الثقيلة لمواجهة أسلحة النظام المتفوّقة بحسب رأي الثوار وشخصيات في المعارضة.

عندما يسقط النظام، وهو أمر يتوقعه المتحدث باسم كتيبة الثوار، لن ينسى السوريون أن مطالبهم لم تلقَ أي آذان صاغية.

أوضح المتحدث: “الولايات المتحدة ستدفع ثمن ما فعلته. ستخسر الولايات المتحدة صداقة السوريين ولن يثق بها أحد بعد الآن، فنحن أصلاً لا نثق بها مطلقاً”.

لا يمكن القول إن الولايات المتحدة لا تحرك ساكناً لمساعدة المعارضة السورية لكن لم يتضح بعد ما يمكن أن تفعله لتعزيز مساعدتها وفق المحللين. يحتدم الجدل داخل إدارة أوباما حول صوابية تعزيز دعم الثوار بعد فشل الجهود الرامية إلى فرض حل دبلوماسي عن طريق الأمم المتحدة.

سبق أن سمح الرئيس أوباما بتقديم مساعدات غير فتاكة إلى المعارضة، مثل معدات الاتصال والأجهزة الفضائية. كانت وزارة الخارجية الأميركية تتواصل مع خصوم الأسد داخل سورية بهدف تحديد هوية الحلفاء المحتملين ومعرفة الأشخاص الذين يتلقون المساعدات.

تشير مصادر المعارضة السورية إلى أن المعارضين تلقوا مساعدة مالية لشراء الأسلحة من حليفتَي الولايات المتحدة: المملكة العربية السعودية وقطر، وتسهّل تركيا بدورها تحرّك الثوار على طول حدودها مع سورية على مسافة 550 ميلاً، بما في ذلك نقل الأسلحة.

لكن بقيت المساعدات محدودة ومتقطعة وطغت عليها المطالب بتوسيع ساحة المعركة التي تغطي الآن جميع زوايا البلد وقد امتدت لتشمل استعمال القوة الجوية من جانب النظام. حصل الثوار على معظم الأسلحة المستعملة ضد قوات الأسد بفضل المساعدات الخارجية لكن لا يعلم معظم قادة الثوار مصدرها الحقيقي.

قال قائد في الجيش السوري الحر من بلدة الباب عرّف عن نفسه باسم عبد الرزاق: “نحن لا نحصل على مساعدة من أحد… نحن نتكل على أنفسنا حصراً”. يؤكد الثوار من أنحاء البلد الأمر نفسه.

أوضح جوزيف هوليداي الذي يراقب نشاطات الجيش السوري الحر في معهد دراسات الحرب في واشنطن أن المعدات الأساسية في ترسانة الثوار تأتي من إمدادات اشتروها في السوق السوداء أو من الأسلحة التي استولوا عليها من النظام.

في الوقت نفسه، سبق أن قطع الثوار شوطاً طويلاً نحو تحقيق واحد من أبرز مطالبهم: إنشاء معقل يخلو من قوات النظام. كان الصبي عبدالرحمن صبحا (11 عاماً) الذي تعرض لإصابة حادة في ركبته اليسرى أحد ضحايا المعركة الأخيرة للسيطرة على بلدة الباب حيث طرد المقاتلون قوات النظام في الأسبوع الماضي، فانضمت المنطقة بذلك إلى مجموعة من الأحياء “المحررة” التي تمتد جنوباً من الحدود مع تركيا باتجاه حلب.

قال عمر صبحا الذي يبلغ 21 عاماً (فيما كان شقيقه الأصغر مستلقياً تحت غطاء ملطخ بالدم وكان وجهه شاحباً من الألم والحيرة): “كان يمكن أن تمنع الولايات المتحدة والغرب ما حصل”. كان عبدالرحمن قد أصيب في اليوم السابق بصاروخ أُطلق على ما يبدو من مروحية خارج منزله. قال الشقيق الأكبر: “كانوا يستطيعون مساعدتنا ولكنهم لا يريدون ذلك، فهم لا يتحلون بالشجاعة الكافية ولا ينوون تقديم المساعدة”.

لا تزال المناطق التي وقعت تحت سيطرة الثوار ضمن نطاق مدفعيات النظام وقواته الجوية، لكن تحاول المعارضة السورية رغم ذلك إقناع تركيا وحلفائها في حلف الأطلسي بفرض منطقة حظر جوي تمكّن الثوار من التجمع وتنظيم أنفسهم هناك بحسب قول لؤي مقداد، منسّق في الجيش السوري الحر في إسطنبول.

لكن سرعان ما تلاشت الدعوات إلى تنفيذ تدخل دولي بعد سقوط القذافي في السنة الماضية، عندما حمل المحتجون السوريون يافطات تطالب بمساعدة حلف الأطلسي، فحلّت مكانها رغبة في الاتكال على النفس.

قال أحمد دوش (24 عاماً)، طالب في جامعة حلب ينتظر الحصول على سلاح كي ينضم إلى الجيش السوري الحر: “بعد كل ما عشناه، لا نريد أي مساعدة من الغرب. نعلم أن الله وحده يستطيع مساعدتنا. نحن نؤمن بالله ووحده الله سينهي هذه الأزمة”.

وصف دوش نفسه بأنه إسلامي ولكنه ليس متطرفاً، لكن في زمنٍ يحاول فيه المجاهدون المتأثرون بتنظيم “القاعدة” تثبيت وجودهم في سورية، قد تترسخ نزعة إسلامية معادية للولايات المتحدة بين السوريين المستائين، بحسب قول أندرو تابلر من معهد واشنطن لشؤون الشرق الأدنى، يرى هذا الأخير ضرورة أن تختار الولايات المتحدة تسليح جماعات الثوار التي تدعم المصالح الأميركية.

أوضح تابلر: “إذا تابعت واشنطن مسارها الراهن، فلن تخدم السلطة السياسية التي تصل إلى الحكم في نهاية المطاف المصالح الأميركية. ستكون خسارتنا لسورية العلمانية والديمقراطية خسارة كبيرة”.

بالنسبة إلى بعض السوريين، أصبحت عروض المساعدة متأخرة جداً الآن، إذ قال الناشط في بلدة الباب، باري عبداللطيف (30 عاماً): “بعد أن فرض الثوار سيطرتهم في مدينة حلب التجارية وبدؤوا يشقون طريقهم إلى دمشق، يتزايد الأمل في أن يتمكنوا من إنهاء ما بدؤوه من دون مساعدة أحد. في هذه الأيام، أشكر الله لأن أحداً لم يدعمنا لأنني أظن الآن أنه من الأسهل علينا أن نبني سورية الجديدة بأنفسنا من دون تطبيق أجندات الآخرين. لقد طلبنا المساعدة ولم يستجب أحد. الوضع أفضل بهذه الطريقة”.

 الصحافيون في سوريا.. المظلومون بين طرفي النزاع

اتهامات متبادلة باختطافهم.. ومصرع 54 منذ بداية الأزمة

بيروت: كارولين عاكوم

يبدو واضحا من خلال الأخبار المتلاحقة، ولا سيما في الفترة الأخيرة، أن الصحافيين السوريين والعرب والأجانب تحولوا إلى ضحايا مظلومين، أو بحسب التعبير الشامي «مكسر عصا»، في الاقتتال الدائر في سوريا منذ نحو سنة ونصف السنة.

فهؤلاء على اختلاف توجهاتهم، أو بالأحرى توجهات المؤسسة التي يعملون فيها، باتوا ضمن أهداف طرفي النزاع، قتلا أو اختطافا.. وخير دليل على ذلك، أن زيارة هؤلاء إلى سوريا وتغطيتهم للأحداث في المناطق، تبقى مرتبطة بمدى الحماية الأمنية التي يؤمنها الطرف الموالي له.

من جهتها، أدانت منظمة «مراسلون بلا حدود» في «رسالة مفتوحة» موجهة إلى المعارضة السورية أمس، الاعتداءات على الإعلام الحكومي في سوريا، مطالبة الجيش السوري الحر والمجلس الوطني السوري بموقف مماثل.

وتوجهت المنظمة في رسالتها إلى قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد ورئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا، معبرة عن قلقها من «تصاعد وتيرة الهجمات على الإعلام الحكومي والعاملين فيه». ورأت أن «هذه التصرفات تشبه تلك التي يعتمدها نظام الأسد ضد الصحافيين المعارضين».

وكان شهر يوليو (تموز) شهد ارتفاعا ملحوظا في عدد ضحايا الثورة السورية من الإعلاميين والصحافيين المواطنين، إذ وثقت لجنة الحريات الصحافية في رابطة الصحافيين السورية مقتل سبعة صحافيين، ليصبح عدد الذين قتلوا منذ اندلاع الثورة في مارس (آذار) لغاية نهاية يوليو (تموز) 54 صحافيا، مع العلم أن شهر أغسطس (آب) أيضا شهد اعتداءات بين قتل وخطف، بحق صحافيين في سوريا.

وتعليقا على هذا الواقع، ندد رئيس مهمة المراقبة في سوريا أبا بكر غاي، بأعمال العنف بحق الصحافيين، لافتا إلى أنه «مهما كان البلد، فإن الأمم المتحدة متمسكة بالصحافة ووسائل الإعلام، وللصحافة دور كبير تلعبه في هذا البلد، لذلك ندين كل أعمال عنف ضد وسائل الإعلام أيا كان مرتكبوها». كما تعددت الإدانات الدولية على الاعتداءات التي تستهدف العاملين في مجال الإعلام والصحافة في سوريا.

وكانت آخر أخبار عمليات الاختطاف التي استهدفت صحافيين، تلك التي تعرض لها الصحافي في قناة «العالم» الإيرانية الناطقة باللغة العربية، في حمص، أحمد صطوف، على أيدي مجموعات إرهابية، بحسب ما أفاد به موقع القناة يوم أمس. ويوم أمس أيضا، طالبت نقابة الصحافيين الفلسطينيين الحكومة السورية بالإفراج عن الصحافي الفلسطيني مهيب سلمان النواتي، الذي اعتقلته القوات السورية بعد 3 أيام من وصوله قادما من النرويج. وقال البيانك «بذلت النقابة مع عدد من الهيئات والمؤسسات جهودا متواصلة لمعرفة مصير النواتي وضمان عودته سالما لأسرته، لكننا حتى الآن لم نتلق أي رد من السلطات السورية».

بدورها، كانت مراسلة قناة «العربية»، عليا إبراهيم، التي وصلت أخيرا لتغطية الأحداث، عرضة لهجوم إلكتروني من طرفي النزاع على حد سواء، وهي وإن كان يضعها الموالون في خانة «العدو» لكونها تعمل مع قناة معارضة للنظام السوري، إلا أن معارضين قاموا بالتحريض على قتلها بسبب تغطيتها الميدانية للأحداث في سوريا؛ وحجتهم في ذلك أن إبراهيم تكشف في تغطيتها «إحداثيات» عسكرية عن أماكن انتشار «الجيش السوري الحر».

وفي حين رفضت إبراهيم التعليق على الحملة التي تعرضت لها، قالت لـ«الشرق الأوسط»: «دخلنا سوريا بطريقة غير قانونية وذلك بمساعدة (الجيش الحر) والمعارضة التي أمنت لنا الحماية الأمنية»، مشيرة إلى أن وجود فريق العمل كان مقتصرا فقط على المناطق التي يسيطر عليها الثوار، ولا سيما ريف حلب وريف إدلب، مضيفة: «مما لا شك فيه أننا قد نتعرض لأخطار بسبب وجودنا في سوريا في هذه الفترة، لكن العمل الصحافي يتطلب منا القيام بواجبنا»، مع العلم أن في آخر تغريدة لها عبر «تويتر» تمنت إبراهيم على متتبعيها أن يدعو لها «بالتوفيق وبرجوعها بالسلامة»، متوجهة بالشكر لـ«كل من ساعدها وقدم لها العون في سوريا».

وسبق ذلك بأيام قليلة اغتيال صحافي في وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) في منزله بريف دمشق على أيدي مسلحين، بحسب ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان، وقبله الصحافي في «الإخبارية» السورية، محمد السعيد الذي اختطف وأعلنت في ما بعد جبهة النصرة مسؤوليتها عن مقتله.

وفي السادس من أغسطس (آب) الحالي، استهدف انفجار مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون الرسميين في دمشق، مما أسفر عن جرح أربعة أشخاص.. بينما ما زال العالم يتذكر مأساة عدد من الصحافيين الغربيين والمواطنين الصحافيين خلال القصف الدموي على حي بابا عمرو الحمصي في فبراير (شباط) الماضي.

فايننشال تايمز: معارضون سوريون يتدربون على تولي المسؤوليات الأمنية والإدارية بعد انهيار نظام بلادهم

افادت صحيفة “فايننشال تايمز” امس، بان معارضين سوريين بدأوا بالتدرب على تولي المسؤوليات الأمنية والإدارية لما يعتبرونها مرحلة الإنهيار الحتمي لحكم الرئيس بشار الأسد.

وقالت الصحيفة ان “ناشطين سوريين تجمعوا في حلقة عمل بالخارج اعترفوا أن الخطط للمرحلة الإنتقالية متصدعة وغامضة، ويخشون من أن يؤدي سقوط النظام إلى شن هجمات انتقامية ضد العلويين الذين يخدمونه”.

واضافت أن “الناشطين طلبوا عدم الكشف عن اسمائهم لأنهم سيعودون إلى سوريا لمواصلة التمرد بعد انتهاء الدورة التدريبية التي نظمتها جماعة (آفاز) المدافعة عن حقوق الانسان، وهم خليط من الناشطين البارزين وغير البارزين من مختلف أنحاء سوريا”.

واشارت الصحيفة إلى أن “الناشطين السوريين، الذين قدرت عددهم بالعشرات، رسموا صورة جزئية ومقسمة للحركة السياسية التي تناضل لإيجاد بديل مدني موثوق لنظام الرئيس بشار الأسد بوجه الهجمات الوحشية والتنافس مع المتشددين الإسلاميين المشتبه أن لهم صلات بتنظيم “القاعدة”، والذين يشاركون في التمرد لخدمة برنامجهم الأيديولوجي”.

ونسبت إلى الناشطين قولهم ان “النقاشات والتخطيط لفترة ما بعد الحرب هي مصدر قلق كبير لمعارضي النظام لسوري، وتم انشاء شبكة من المجالس الثورية برئاسة أطباء ومحامين ورجال دين وزعماء عشائر، يلتقي أعضاؤها بشكل سري في أقبية المنازل، أو يتواصلون مع بعضهم البعض عبر سكايب”.

واضاف الناشطون أن “المجالس الثورية تنسّق أنشطتها مع المعارضة السورية بالخارج، وتقدم توجيهات لوحدات الجيش السوري الحر المشاركة بالتمرد، وتعمل كجموعة سياسية لإجبار الوحدات العسكرية على العمل بموجب تعليماتها، وهي نواة الحكومة المقبلة”.

واشاروا إلى أن “المناطق الكردية في سوريا تبدو أفضل استعداداً بكثير لمرحلة انهيار النظام، ويعود ذلك إلى حد كبير إلى وجود أحزاب سياسية مستعدة للسيطرة على هذه المناطق”.

ونسبت “فايننشال تايمز” إلى آزاد، وهو ناشط كردي من المجموعة السورية، “هناك المئات من القرى الكردية في محافظة حلب لا وجود للحكومة والشرطة فيها، ونقوم بالفعل بادارة شؤوننا الخاصة فيها”.

(يو بي أي)

رياض حجاب: نظام الأسد لم يعد يسيطر على أكثر من 30% من سوريا

تتكشف يوميا عملية تأكّل هيبة نظام الأسد وسيطرته على البلاد، ميدانيا عبر فشله في القضاء على الثورة المشتعلة في ارجاء البلاد، حتى في مدينة مثل حمص التي تتعرض منذ نحو عام لقصف تدميري وحلب التي اعلنها النظام أم المعارك فكانت سلسلة هزائم لشبيحته، وسياسيا عبر سلسلسة الانشقاقات واهمها انشقاق رئيس الوزراء رياض حجاب الذي كشف امس ان نظام الأسد لم يعد يسيطر على اكثر من 30% من ارض سوريا.

ففي حلب تستمر الإشتباكات حيث فتحت قوات الأسد معركة ثانية في حي سيف الدولة بعدما عجزت عن السيطرة على حي صلاح الدين، فيما تتواصل لليوم الثاني حملات الدهم والاعتقال في وسط دمشق التي وصلتها اليوم مساعدة الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية فاليري آموس، للاطلاع على مجريات الاحداث التي اوقعت الى الآن نحو 23 الف قتيل وفق “المرصد السوري لحقوق الانسان”.

وعلى الحدود التركية ـ السورية، تواصل انقرة حشد قواتها وقد اجرى جيشها امس مناورات عسكرية جديدة بالدبابات والمدرعات، في وقت يتواصل تدفق اللاجئين وقد وصل اول من امس 359 لاجئاً سورياً جديداً بينهم 14 عسكرياً.

حجاب

في عمان قال رئيس الحكومة السورية المنشق رياض حجاب ان نظام الرئيس بشار الاسد فقد السيطرة عمليا على سوريا. واكد حجاب الذي انشق ووصل الى الاردن الاسبوع الماضي في مؤتمر صحافي أمس: “اؤكد لكم بحكم خبرتي وموقعي الذي كنت اشغله ان النظام بات منهارا معنويا وماديا واقتصاديا ومتصدعا عسكريا حيث لم يعد مسيطرا بالفعل على اكثر من 30 في المئة من ارض سوريا”. واضاف “اؤكد عدم رغبتي في تقلد اي موقع او منصب سواء كان في الوقت الراهن او في المستقبل في سوريا المحررة (…) نذرت نفسي جنديا في مسيرة الحق لا ابغي من وراء ذلك الا وجه ربي وارضاء ضميري والوفاء لوطن اعطانا الكثير”.

وتابع حجاب انه خرج “عصر الاحد الخامس من آب ونيتي معقودة على مرضاة الله وانصاف شعبي”، مشيرا الى ان “رحلة الخروج دامت ثلاثة ايام”.

واوضح انه انشق عن النظام “بعد ان ضاقت فسحة الأمل وعندما زاد التمسك باسلوب القمع والاقصاء والقتل والتدمير حينها قررت اصطفافي الى جانب ثورة الحق”. واشار الى انه “كان يشاهد القصف على المدن وانا لا املك قرارا يرد عنهم القتل والظلم”.

ودعا رئيس الوزراء السوري المنشق “الجيش الحر” الى مواصلة الثورة. وقال “يا جحافل الجيش السوري الحر استمروا ورابطوا ووحدوا صفوفكم فالأمل معقود عليكم بعد الله وانكم من خيرة اجناد الارض”.

وحض حجاب “احرار الجيش العربي السوري على ان يتأسوا باخوانهم في الجيشين المصري والتونسي بوقوفهما الى جانب الشعب”. واضاف “انا على يقين بأنكم ستنحازون الى جانب شعبكم العظيم وتحافظون على مقدساته وترابه ودماء ابنائه الزكية”.

واشار الى ان “الوطن يزخر بمسؤولين وقادة عسكريين شرفاء ينتظرون فرصة سانحة للانضمام الى ركب الثورة والمضي في طريق الحق”، داعيا اياهم الى “ان يحثوا الخطى ليرفدوا ثورة المجد”.

كما اكد حجاب ان “فصائل المعارضة الخارجية مدعوة اليوم اكثر من اي وقت مضى الى توحيد جهودها وسد ذرائع من يتهمها بالتشتت والتشرذم”، مشددا على ان “اختلاف المشارب لا يلغي وحدة الهدف”.

ووجه حجاب الشكر الى كتائب الثورة التي ساعدته على الهروب الى الاردن. وقال “لن انساهم ما حييت وانا ادين لهم بالفضل لانهم كانوا اكثر حرصا على حياة اسرتي، بعد الله للخروج من شرنقة هذا النظام”.

كما وجه الشكر الى السعودية وقطر وتركيا مطالبا هذه الدول بـ”مواصلة جهودها المباركة في دعم ثورة الشعب والوصول بها الى شواطئ النصر المؤزر”.

وكان حجاب اعلن الاسبوع الماضي انشقاقه عن نظام الأسد وانضمامه الى الثورة ولجأ الى الاردن برفقة عائلته وعدد من الضباط عبر السياج الحدودي بين سوريا والاردن.

واكد حجاب انه لم تتم اقالته “كما اشاع النظام بل خرجت بإرادتي وانا على رأس عملي”، مشيرا الى انه “لن اكون الا في جانب ثورة الشعب جنديا مخلصا مدافعا عن اهدافها الحقة”.

اشتباكات وحملات دهم

ميدانيا شهد حيا سيف الدولة وصلاح الدين في مدينة حلب في شمال سوريا اشتباكات امس بين هذه القوات والمقاتلين المعارضين، فيما كانت تتعرض احياء اخرى للقصف، وتتواصل حملات الدهم والاعتقالات في احياء في وسط دمشق.

وقال “المرصد السوري لحقوق الانسان” ان اشتباكات دارت “بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة في حيي سيف الدولة (غرب) وصلاح الدين (جنوب غرب) بالتزامن مع سماع اصوات انفجارات في الحيين. كما تعرضت احياء الصاخور وهنانو والشعار (شرق) للقصف”.

وفي دمشق، استمرت لليوم الثاني على التوالي حملة المداهمات والاعتقالات في حي الميدان في وسط العاصمة ومحيطه، بالاضافة الى حي الشاغور الذي نفذت فيه القوات النظامية الاثنين حملة مماثلة.

وافادت “لجان التنسيق المحلية” بعد منتصف الليل عن “قصف مدفعي عنيف” على احياء الحجر الاسود والسبينة والعسالي في جنوب دمشق.

ورغم اعلان نظام الاسد سيطرة قواته على دمشق، تسجل يوميا اشتباكات بين تلك القوات وبين مجموعات مسلحة معارضة.

وافاد المرصد عن انفجار عبوة ناسفة ليل الإثنين ـ الثلاثاء في حي كفرسوسة (غرب) استهدف سيارة امن “ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية”.

كما تستمر العمليات العسكرية في عدد من قرى وبلدات ريف دمشق حيث قتل الاثنين 54 مدنيا وخمسة مقاتلين، بحسب المرصد السوري، فيما لم يعرف عدد الجنود الذين قتلوا في هذه المنطقة تحديدا.

واعلن “المجلس الوطني السوري” في بيان امس بلدة التل في ريف دمشق التي تتعرض لقصف منذ خمسة ايام “منطقة منكوبة” وحث “كل قادر من المواطنين السوريين على نجدتها بكل السبل المتاحة، سواء بفك الحصار الإجرامي المفروض عليها او بتقديم المساعدات الغذائية والطبية لسكانها”.

وفي محافظة درعا (جنوب)، تتعرض بلدة طفس المحاصرة للقصف من “القوات النظامية التي تحاول اقتحامها منذ ايام”، بحسب المرصد الذي اشار الى مقتل امرأة برصاص قناص في البلدة.

وتأتي هذه التطورات غداة اعلان الجيش السوري الحر اسقاط طائرة مقاتلة من طراز “ميغ 23” في دير الزور في شرق البلاد، الامر الذي يشكل سابقة. بينما ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية “سانا” ان سقوط الطائرة ناتج عن “عطل تقني”.

ويؤكد “الجيش السوري الحر” انه يسيطر على معظم ريف حلب وريف ادلب (شمال غرب) وعلى غالبية محافظة دير الزور، وانه يسعى الى اقامة “منطقة عازلة آمنة” ينطلق منها لـ”تحرير كل البلاد”.

في مدينة حمص خطف صحافي يعمل لحساب قناة “العالم” الايرانية الناطقة باللغة العربية. وقال موقع القناة الالكتروني ان الصحافي احمد صطوف تم اختطافه “من قبل مجموعات ارهابية مسلحة” عندما كان في طريق العودة الى منزله في حمص.

ولم توضح القناة جنسية الصحافي ولا تاريخ اختطافه لكنها قالت انه اختفى منذ “عدة ايام”، بحسب اسرته. واضافت ان “المتمردين هاجموا مكتب قناة العالم وسرقوا المعدات التي كانت فيه”.

واشار المرصد السوري ان صطوف سوري يعمل لحساب قناة العالم وقناة “برس تي في” الايرانية الناطقة بالانكليزية وفضائية الاخبارية السورية.

وقال المرصد ان مصير الصحافي الذي اختطف ليل الاحد ـ الاثنين عند دوار تدمر في مدينة حمص “ما زال مجهولا”.

واستهدف العديد من الصحافيين الاجانب والسوريين اثناء النزاع السوري.

وتم اغتيال مسؤول في وكالة الانباء الرسمية السورية على ايدي معارضين مسلحين امام منزله في دمشق وتبنت مجموعة على علاقة بالقاعدة اغتيال مقدم برامج في التلفزيون السوري قبل شهر.

ويحتجز المعارضون المسلحون منذ الجمعة ثلاثة صحافيين يعملون للقناة العامة السورية حين كانوا يغطون عملية للجيش النظامي قرب دمشق.

وفي السادس من آب استهدف مقر الاذاعة والتلفزيون بدمشق باعتداء بقنبلة. ووقع الانفجار في مكاتب الادارة العامة وخلف جرحى.

عشرات الآلاف من الضحايا

وقد فاق عدد القتلى في سوريا 23 الفا منذ اندلاع الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الاسد قبل 17 شهرا، بينهم اكثر من 2400 قتلوا منذ بداية آب الجاري، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وافاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن وكالة “فرانس برس” بأن القتلى هم “16142 مدنيا و1018 منشقا و5842 من القوات النظامية”.

وتشمل ارقام المدنيين التي يعلنها المرصد المقاتلين المدنيين الذين حملوا السلاح الى جانب الجنود المنشقين.

واشار عبد الرحمن الى ان هذا العدد “لا يشمل من قتلوا من الشبيحة والمفقودين داخل سجون النظام وكذك الجثث المجهولة الهوية التي لم توثق بالفيديو”.

واوضح ان 2409 شخصا قتلوا في الفترة الممتدة بين الاول من آب و13 منه فقط.

آموس

مساعدة الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية فاليري آموس وصلت امس الى دمشق في زيارة تستغرق 3 أيام.

وكانت آموس زارت سوريا في 7 آذار الماضي لطلب السماح لموظفي الإغاثة بالوصول الى المناطق الأكثر تضرراً من الحوادث التي تشهدها البلاد، والتقت في حينه مع عدد من المسؤولين السوريين بينهم وزيرا التربية والصحة. وستلتقي المسؤولة الدولية، بحسب بيان صادر عن مكتبها، “مسؤولين حكوميين وشركاء بينهم الهلال الاحمر العربي السوري، وعائلات منكوبة”.

واعلنت الامم المتحدة اول من امس من جنيف ان زيارة آموس التي ستليها زيارة الى لبنان الخميس “تهدف الى لفت الانظار الى تدهور الوضع الانساني في سوريا والى اثر النزاع على السكان سواء من هم في سوريا او من فروا في اتجاه دول اخرى وخصوصا لبنان”.

وتعاني مناطق عدة في سوريا، لا سيما تلك التي تشهد عمليات عسكرية واسعة من نقص في المواد الغذائية والاستهلاكية الاساسية والادوية والعلاجات الطبية.

وتقدر الامم المتحدة بمليوني شخص عدد المتأثرين بالازمة السورية بينهم مليون شخص نزحوا داخل بلادهم و140 الفا لجأوا الى تركيا والعراق والاردن ولبنان.

مناورات تركية

الجيش التركي اجرى امس مناورات عسكرية جديدة بالدبابات والمدرعات قرب الحدود مع سوريا. وقالت وكالة انباء “الاناضول” شبه الرسمية، إن المناورات جرت في اونجوبينار (محافظة كيليس) على بعد عشرات الامتار من الحدود التركية ـ السورية لتحديد “القدرات الحربية” للقوات المسلحة التركية بحسب الوكالة.

وشاركت دبابات وقاذفات صواريخ ووحدات مشاة في المناورات التي تقضي من محاكاة هجوم بحسب الوكالة.

واجرى الجيش التركي عدة مناورات مشابهة في الاسابيع الاخيرة في مناطق متاخمة لسوريا.

كما عززت تركيا قواتها العسكرية على الحدود بعد اسقاط سوريا طائرة مقاتلة تركية من طراز “أف 4” في 22 حزيران مقابل سواحلها.

ونشرت بطاريات ارض جو ودبابات على الحدود مع سوريا.

واتت هذه التعزيزات بسبب التوتر مع سوريا حليفة تركيا السابقة بعد اتهام رئيس الوزير التركي رجب طيب اردوغان دمشق “بتسليم” عدة مناطق في شمال سوريا الى المتمردين الاكراد لضرب المصالح التركية، وهدد باستهدافهم.

وقطعت تركيا علاقاتها مع سوريا بعد بدء الثورة الشعبية في البلاد وهي تؤوي حاليا أكثر من 60 الف لاجئ سوري.

في غضون ذلك، وصل إلى تركيا 359 لاجئاً سورياً جديداً هرباً من الإضطرابات التي تشهدها بلادهم، بينهم 14 عسكرياً منشقاً و5 جرحى.

وأفادت وكالة أنباء “الأناضول” أن 359 سورياً عبروا الحدود أمس إلى تركيا، بينهم مقدمان ونقيب وملازمان و9 مجندين، طالبين اللجوء من السلطات المحلية التركية، حيث تم نقلهم إلى منطقة الريحانية من أجل أخذ بياناتهم.

وتم نقل العسكريين مع عائلاتهم إلى مخيم آبأيدن المخصص للاجئين العسكريين وعائلاتهم، فيما نقل البقية ومعظمهم من قرى وبلدات محافظتي إدلب وحلب إلى مخيم عثمانية، والجرحى إلى المشفى الوطني بالريحانية.

وتستضيف تركيا أكثر من 60 ألف لاجئ سوري وفق إحصائيات حكومية، ولا يكاد يمر يوم من دون وصول نازحين جدد هربا من تصاعد العنف في سوريا.

خيارات أميركية

أميركيا، وعلى متن الطائرة “اير فورس وان” اعلنت الولايات المتحدة أول من أمس انها لا تستبعد اي خيار لضمان رحيل الرئيس السوري بشار الاسد بينما تتحدث تكهنات عن احتمال فرض منطقة للحظر الجوي في سوريا.

وجاء هذا الاعلان في رد للناطق باسم البيت الابيض جاي كارني على سؤال عن تصريحات وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في تركيا التي اثارت تساؤلات بشأن تعزيز الدور الغربي في سوريا التي تشهد اعمال عنف.

وقال كارني ان “الرئيس (باراك اوباما) وفريقه لا يستبعدون اي خيار بينما نحاول مع شركائنا والشعب السوري، تحقيق الانتقال الدبلوماسي الذي تبدو سوريا بحاجة ملحة اليه”.

لكن كارني لم يتحدث بشكل واضح عن منطقة للحظر الجوي، مشددا على ان الجهود الحالية للولايات المتحدة التي تقوم على مساعدة المعارضين بوسائل غير عسكرية وفرض عقوبات اقتصادية تشكل ضغطا على نظام الاسد.

وكانت كلينتون اعلنت بعد محادثات مع وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو حول ما اذا كانت خطط واشنطن وحلفائها تشمل منطقة للحظر الجوي لحماية المدنيين السوريين.

وقالت ان “المواضيع التي تتحدثون عنها هي بالتحديد تلك التي اتفقنا انا والوزير (داود اوغلو) على انها تحتاج الى تحليل اعمق”. واضافت “الحديث عن كل التحركات المحتملة شيء، لكن (في المقابل) لا يمكن اتخاذ قرارات منطقية بدون تحليل عميق وتخطيط عملاني”.

وصرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية فكتوريا نولاند الاثنين ان الولايات المتحدة تريد العمل مع المعارضة لتسريع سقوط الاسد.

وقالت نولاند للصحافيين “في هذا الاطار، تحدثت وزيرة الخارجية عن التخطيط العملاني، التخطيط للطوارئ، الذي نقوم به مع الحكومة التركية وندرس كيف يمكننا دعم الذين يعملون على الارض ويحاولون تسريع اليوم بدون ان نسبب بانفسنا معاناة اسوأ”. واضافت ان كلينتون التي عادت الى واشنطن، ستمضي الاسبوع في مشاورات مع دول اخرى حول سوريا.

تحركات ديبلوماسية

وفي التحركات الدولية يزور وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس اعتبارا من اليوم الاردن ولبنان وتركيا في جولة تهدف الى ابراز الدعم الفرنسي للاجئين السوريين.

وتزور مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان بكين لاجراء محادثات حول “تسوية سياسية” للازمة في بلادها التي تسببت بمقتل اكثر من 21 الف شخص خلال 17 شهرا. وستلتقي شعبان وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي.

وكانت عقدت امس قمة اسلامية في مكة بمبادرة من خادم الحرمين الشريفين الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز، في ظل انقسام بين الدول الاسلامية مماثل لانقسام المجتمع الدولي حول سوريا.

وطالب الاجتماع الوزاري التمهيدي للقمة مساء الاثنين بتعليق عضوية سوريا في المنظمة في قرار اتخذ بالاكثرية المطلقة، وقد رفضته ايران.

(أ ف ب، رويترز، يو بي أي)

انفجار ضخم قرب مبنى الأركان السورية

                                            قال التلفزيون السوري الرسمي اليوم الأربعاء إن قنبلة انفجرت في دمشق قرب فندق يستخدمه مراقبون تابعون للأمم المتحدة مما أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص.

وأوضح التلفزيون أن الانفجار نجم عن عبوة ناسفة ملصقة بصهريج مازوت خلف فندق داما روز في العاصمة، هو الفندق الذي يقيم فيه بعض المراقبين الدوليين  للأزمة السورية.

غير أن مراسلا لوكالة أسوشيتدبرس للأنباء أورد من موقع الحادث أن الانفجار وقع داخل مرآب آخر للسيارات خاص بمجمع عسكري قريب من فندق داما روز الذي يقيم فيه فريق المراقبين الدوليين في سوريا.

وقال شهود عيان إن قوات الأمن السورية فرضت طوقاً أمنياً حول المكان، وجاءت روايتهم متطابقة مع ما ذكره مراسل وكالة الأنباء، حيث أكدوا أن سيارة نقل المازوت كانت تقف في مرآب مواجه للمدخل الرئيسي لفندق داما روز.

وقد هُرع عدد من سيارات الإسعاف إلى مكان الحادث حيث شوهدت أعمدة الدخان ترتفع إلى عنان السماء.

من جانبها قالت لجان التنسيق السورية إن انفجارا كبيرا استهدف مبنى آمرية الطيران بالقرب من مبنى قيادة أركان الجيش السوري في ساحة الأمويين بدمشق.

وقد بثت قناة الإخبارية السورية الرسمية صورا لموقع الانفجار أظهرت رجال إطفاء يحاولون إخماد النيران المشتعلة في صهريج مازوت أمام مبنى لفندق، وبدت سيارات تابعة للأمم المتحدة تقف في مرآب الفندق.

يشار إلى أن عدداً من المقار العسكرية السورية تقع في مكان الانفجار ومنها مقر قيادة الأركان ونادي ضباط دمشق الجديد.

وذكرت قناة الجزيرة أن شهود عيان تحدثوا عن أكثر من انفجار أصغر حجما وقع بعد التفجير الأول، وقد سُمعت أصوات طلقات رصاص بعد الحادث.

وكان 13 شخصا قتلوا فجر اليوم في قصف مدفعي على مدينتي أريحا وسراقب بريف إدلب. وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 101 قتلوا أمس الثلاثاء معظمهم في إدلب ودمشق وريفها، في حين تواصلت الاشتباكات بين الجيشين النظامي والحر في حلب.

أميركا تتهم إيران بتشكيل مليشيا بسوريا

                                            اتهم وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا إيران بالعمل على تشكيل مليشيا في سوريا موالية للحكومة السورية لمواجهة المعارضة المسلحة. في الوقت نفسه طلب الأخضر الإبراهيمي المرشح لخلافة كوفي أنان وسيطا للأمم المتحدة والجامعة العربية في سوريا دعما من مجلس الأمن الدولي قبل الموافقة على المهمة.

وقال وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال مارتن دمبسي إن إيران “تسعى لتشكيل مليشيا في سوريا تقاتل لحساب النظام. إننا نشاهد وجودا متعاظما لإيران في سوريا، والأمر يقلقنا كثيرا”.

وأضاف “إلى ماذا سيؤدي هذا الأمر، بصراحة، إلى استمرار معاناة السوريين”، وطالب إيران “بالتفكير مليا في ضلوعها” في الأزمة السورية.

وقال بانيتا إن الولايات المتحدة تعمل مع دول أخرى من أجل تقرير الشكل الذي سيكون عليه الوضع في سوريا في مرحلة ما بعد بشار الأسد.

من جانبه قال دمبسي إن الحرس الثوري الإيراني يدرب هذه المليشيا المؤلفة من “سوريين هم شيعة عموما وبعضهم علويون”.

وأوضح أنه يتم تدريب المليشيا وفق نموذج جيش المهدي في العراق الذي كان بقيادة الزعيم الشيعي مقتدى الصدر وقاتل القوات الأميركية في ذاك البلد.

واعتبر دمبسي أن الانشقاقات ساهمت في إضعاف الجيش السوري النظامي الذي يواجه أيضا مشاكل في الإمدادات والمعنويات. وقال “الجيش السوري يقاتل منذ نحو 18 شهرا، وأي جيش سيسقط في هذه الوتيرة”.

وأضاف “لهذا السبب دخلت إيران في اللعبة لتدريب هذه المليشيا، لاحتواء جزء من الضغط الذي يرخي بثقله على العسكريين السوريين”.

وأبدى المسؤول العسكري الأميركي حذرا حيال مسالة إسقاط الجيش السوري الحر لطائرة سورية من طراز ميغ-23، معتبرا أنها قد تكون أسقطت “بواسطة أسلحة خفيفة”.

وقال “سيكون من الخطأ في هذه المرحلة الافتراض أن المعارضة تملك صواريخ مضادة للطائرات”، مذكرا بأن المقاتلين المعارضين لا يزالون يفتقرون إلى السلاح الثقيل.

تسريع التنحي

في غضون ذلك تشاورت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون هاتفيا مع العديد من نظرائها الغربيين في سبل تنسيق التحرك لتسريع تنحي الرئيس السوري بشار الأسد.

وقالت الخارجية الأميركية إن كلينتون عقدت مؤتمرا عبر الهاتف استمر أكثر من ساعة الاثنين مع وزراء خارجية فرنسا لوران فابيوس وبريطانيا وليام هيغ وألمانيا غيدو فسترفيله وتركيا أحمد داود أوغلو.

وأوضحت المتحدثة فيكتوريا نولاند أن الوزراء ناقشوا “الدعم الواجب تقديمه إلى المعارضة” في سوريا “بهدف التعجيل بسقوط نظام الأسد” المتهم بقمع الحركة الاحتجاجية المناهضة له، إضافة إلى وضع اللاجئين السوريين ومرحلة ما بعد الأسد.

دعم أممي

من ناحية أخرى أعلن دبلوماسيون الثلاثاء أن الدبلوماسي الجزائري الأخضر الإبراهيمي المرشح لخلافة كوفي أنان وسيطا للأمم المتحدة والجامعة العربية في سوريا يريد الحصول على الدعم الرسمي لمجلس الأمن الدولي قبل الموافقة على المهمة.

وقال دبلوماسي في الأمم المتحدة إن الإبراهيمي يريد “دعما حاسما” قبل الموافقة على خلافة كوفي أنان.

وقال دبلوماسي آخر إن “الإبراهيمي يريد أن يقر مجلس الأمن تعيينه”، مضيفا أنه “يعد الأمر حاسما”.

ومن ناحيتها، وافقت سوريا على ترشيح الأخضر الإبراهيمي، حسب ما أعلن المتحدث باسم أنان في جنيف. لكنه أضاف “لم يتخذ بعد أي قرار من جهة الأمين العام للأمم المتحدة”.

تحذير من التقسيم

من جانبه قال الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط إنه ينبغي زيادة الجهود لمساعدة المعارضة السورية على إلحاق الهزيمة بالرئيس بشار الأسد وتجنيب البلاد حربا أهلية لا نهاية لها واحتمال التقسيم.

وأضاف جنبلاط أن الإسراع بسقوط الأسد يزيد فرصة إنقاذ سوريا من احتمال التقسيم.

وقال جنبلاط إن المعركة في سوريا تتوقف على المساندة الخارجية للمعارضة التي يعتقد أنها تستطيع بسهولة طرد الأسد من دمشق إذا زودت قواتها في الجنوب قرب العاصمة بالأسلحة المناسبة. مشيرا إلى أن التقاعس عن تقديم مثل هذه الأسلحة ينطوي على نفاق ويبعث على الارتياب.

وقال جنبلاط إن المعارضة السورية في حاجة ماسة لصواريخ طويلة المدى مضادة للدبابات وصواريخ مضادة للطائرات لمواجهة ما وصفه بإستراتيجية الأرض المحروقة التي يتبعها الأسد. ووصف إسقاط طائرة مقاتلة سورية بأنه علامة جيدة لكنها غير كافية.

مخاوف من أخطاء حسابات الثوار بحلب

                                            كلما تصاعد القتال في مدينة حلب، التي كانت تُعتبر في السابق محصنة ضد العنف الذي يجتاح معظم المناطق السورية، يعبّر بعض النشطاء عن مخاوفهم من أن يكون الذين حملوا السلاح  ضد نظام الرئيس بشار الأسد قد ارتكبوا خطأ كبيرا في حساباتهم.

يقول تقرير كتبه مراسل صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية من حلب ونشرته اليوم الثلاثاء أن نشطاء يخشون أن يتسبب هجوم الثوار على المدينة في نشوء أزمة إنسانية لا يستطيعون معالجتها، مما قد يدفع كثيرا من المتأثرين إلى الوقوف ضد الثورة.

ونقل المراسل عن أحد التجار المعارضين بشدة لنظام الأسد في أحد أحياء حلب الغنية قوله “ما فعله الثوار خاطئ. دخلوا حلب وأجبروا كل هؤلاء المدنيين على النزوح والعيش في المدارس. لقد جاؤوا لحماية المدنيين، لكنهم اليوم يلحقون الضرر بهم”.

مبكرة أكثر من اللازم

وقالت الناشطة البارزة ضد نظام الأسد خريجة طب الأسنان مارسيل شهوارو “الحملة العسكرية من أجل حلب جاءت في وقت أبكر مما يجب، لأن الناس هنا لم يشعروا بعنف الحكومة الذي كان من الممكن أن يجعلهم يقتنعون بالحاجة لمجيء مقاتلي الجيش الحر”.

وأوضح التقرير أنه وحتى اليوم وبعد أسابيع من بدء المعركة من أجل حلب، لا تزال حركة المرور في الأحياء التي لم تصل الحرب إليها تسير بشكل عادي، كما أن علم النظام لا يزال مرفوعا ويرفرف بحرية فوق العديد من المباني، والحيطان خالية من الكتابات المضادة للحكومة.

ورغم تدفق سيل الثوار إلى داخل حلب، يستمر الجدل الحاد في المدينة حول ما إذا كان باستطاعة الثوار اجتذاب تعاطف المواطنين.

حلب غير مستعدة

وأقر قائد لواء التوحيد -ائتلاف لعشرات المليشيات المقاتلة- عبد العزيز سلامة الملقب بأبي جماح من مقره بتل رفعت شمال حلب بأن المدينة ربما لا تكون راغبة في بدء الحملة العسكرية للثوار بهذه السرعة، “لكن ذلك لا يهم، الثورة لها توقيتها الخاص. المحافظات الأخرى أنجزت ثوراتها، وحلب لم تبدأ بعد. يمكنك الانتظار مائة عام وستجد حلب غير مستعدة بعد”.

وقالت شهوارو التي تنتمي للأقلية المسيحية التي كانت تنظر للأسد كحام لها إن كثيرا من النازحين من أحيائهم التي تشهد قتالا إلى أحياء أخرى والذين تحدثت إليهم يحّملون الثوار مسؤولية الوضع الذي يعيشونه. وقد وافقها الآخرون الحاضرون.

وقال أحد مديري المدارس التي تُستخدم لإيواء النازحين “70% من النازحين في المدرسة هنا موالون للحكومة أو الاستقرار. نحن نساعد الناس الذين لا يزالون على ولائهم للنظام”.

وأبدى طالب القانون والناشط الإعلامي طوني الطيب احتجاجه لأنه وكثيرين معه في المعارضة لم يحصلوا حتى على تنبيه ببدء الهجوم الوشيك على حلب، “وقال كان بإمكاننا على الأقل التحضير لمواجهة الأزمة الإنسانية”.

تكرار تجربة دمشق

وقال طوني إنه يخشى من تكرار ما حدث في دمشق، حيث انسحب الثوار من الريف بعد أن أعلنوا عن حملة لتحرير العاصمة. وأضاف “سبق السيف العذل، لقد جئنا لحلب، لذلك لن ندمرها ونغادر، إن ذلك سيدمر سمعتنا. يجب علينا أن نصمد أو سيكون الأمر كالانتحار، إذا غادرنا حلب فإن الثورة ستنهار”.

وعندما سمع أحد الثوار، واسمه زكريا، بأن صاروخين من صواريخ الحكومة قصفت الحي الذي يقطنه بشمال شرق حلب، كان رد فعله الأول “الحمد لله”، وبعد ذلك توقف، وضحك عندما فكر فيما قال، وقال “يحتاج أهل حلب لمن يوقظهم”.

زكريا مقتنع بأن أهل حلب لن يساندوا الثوار من كل قلوبهم إلا إذا ضربتهم أسلحة الحكومة في عقر دورهم ضربات موجعة تجبرهم على ألا يشاهدوا الدعاية التي يبثها التلفزيون الحكومي.

لكن الأمر غير المساعد للثورة في حلب هو أن أغلب الثوار الذين اتخذوا من الطرقات ميادين حرب لهم واحتلوا المدارس والمنازل التي غادرها أصحابها، لا ينتمون للمدينة بل جاؤوا من ضواحيها.

المصدر:لوس أنجلوس تايمز

الجيش الحر يتبنى تفجير رئاسة الأركان في دمشق

دمشق تعلن عن انفجار قرب فندق يقيم فيه المراقبون الدوليون

العربية.نت

تبنى الجيش السوري الحر تفجيراً استهدف صباح الأربعاء مقر الأركان العامة وسط العاصمة السورية دمشق، وفي المقابل استهل التلفزيون السوري الإعلان عن الانفجار بالقول إنه كان نتيجة عبوة ناسفة انفجرت بالقرب من فندق “داما روز” في وسط دمشق الذي يتخذه المراقبون الدوليون مقرا لهم.

ولاحقا قال التلفزيون إن “الانفجار وقع بالقرب من مرآب هيئة الأركان العامة”، مشيراً إلى أنه ” ناجم عن عبوة ناسفة ملصقة بصهريج مازوت خلف فندق داما روز في دمشق”.

ومن جانبه، اطمأن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، على أفراد بعثة المراقبين الدوليين بعد الانفجار الذي وقع قريباً من الفندق الذي يقيمون فيه،مؤكداً على عدم وجود إصابات بينهم، وفق ما أعلنه التلفزيون الرسمي للبلاد.

أما شبكة شام فأكدت وقوع اشتباكات ضخمة في دمشق بعد الانفجار، مشيرة إلى قيام جيش النظام بالدفع بالدبابات إلى حي الميدان بدمشق.

وأفادت وكالة “فرانس برس” أن الانفجار وقع نحو الساعة الثامنة (5,00 تغ) من صباح الأربعاء، مشيرة إلى “فرض طوق أمني حول مكان الانفجار” في شارع بيروت بمنطقة أبورمانة وسط دمشق.

وأشارت الى أن “الكثير من سيارات الإسعاف تتوجه الى المكان الذي “تتصاعد منه سحب كثيفة من الدخان الأسود”.

وكانت الهيئة العامة للثورة السورية ذكرت في بيان صباح اليوم أن “انفجارا ضخما يهز دمشق ودخان أسود كثيف يشاهد في سماء العاصمة”.

الوطن تنشر تسجيلا مع المسؤول الروسي حول ماهر الأسد

تحدت الجميع وبثت على موقعها نص المكالمة الهاتفية التي تبرأ منها الروس

العربية.نت

أبرزت صحيفة “الوطن” السعودية تسجيلاً صوتياً قالت فيه إنه الحديث الهاتفي الذي أجراه مراسلها عمر الزبيدي مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، والذي نفته وزارة الخارجية الروسية في وقت لاحق أمس الثلاثاء، وقالت إنه لم يكن هناك أي اتصال مع الصحيفة.

وكانت “الوطن” قد قالت إن المسؤول الروسي كشف بأن “ماهر الأسد، شقيق الرئيس وقائد الفرقة الرابعة، فقد قدميه وأن بشار الأسد بات مستعدا للتخلي عن الحكم”.

وفور نشر الخبر، تحركت الخارجية الروسية ونفت الحديث المنسوب إلى بوغدانوف، الذي أثار جدلا كبيرا عندما قال فيه إن “ماهر الأسد، قائد الفرقة الرابعة في الحرس الجمهوري، والقائد الفعلي لخلية الأزمة، أصيب في العملية وفقد ساقيه، ووصف حالته بأنه “ينازع من أجل البقاء”.

وقالت الصحيفة استنادا إلى الحديث الهاتفي إن بوغدانوف قال إن ماهر كان حاضرا اجتماع خلية الأزمة في مبنى الأمن القومي، خلال تفجيره، مؤكدا سوء حالته الصحية.

وأعلن بوغدانوف خلال حديث هاتفي مع “الوطن” موافقة الرئيس بشار الأسد على التنحي. وقال “أنت تعلم أننا لا نريد أن نكون في موضع غير محايد أو أن نكون ضد أحد أطراف الأزمة. نشجع وقف القتال فورا من طرفي النزاع، ومنذ تفجير دمشق (خلية الأزمة) وغياب ماهر، ومقتل القيادات العسكرية والأمنية، الوضع يتدهور بشكل سريع وخطير”.

وأضاف المتحدث قائلا: “نحن نريد وضع معالجة سريعة للأزمة السورية ونتحدث بشكل يومي مع المعارضة ومع الحكومة التي تتعاون معنا بشكل كبير للبحث عن مخرج، لكن إلقاء السلاح هو الحل الأهم في منع وصول سوريا إلى الحرب الأهلية التي نراها قريبة جداً بدافع من دول كثيرة في المنطقة ترغب في ذلك، فنحن مازلنا الوحيدين المؤمنين بالدفع للحل السياسي ولإيجاد آلية سلمية على الأقل لانتقال السلطة في سوريا”.

وكانت وكالة الإعلام الروسية نقلت عن مصدر لم تكشف عن هويته في المكتب الصحافي بالخارجية الروسية قوله إن ميخائيل بوغدانوف لم يُجر مقابلة مع صحيفة “الوطن” سواءً هاتفياً أو بشخصه.

الوطن: تصريح الخارجية الروسية مضلل

وبسبب الجدل الكبير الذي أحدثه النفي الروسي لحوار صحيفة “الوطن” السعودية، نشرت الصحيفة على موقعها الإلكتروني رابطا للحديث الهاتفي مع صورة للمسؤول الروسي. وقالت “الوطن” في بيان توضيحي، اطلعت “العربية.نت” عليه أنها حريصة دائما على تحري المصداقية في كل ما تنشره من أخبار.

وقالت “الوطن” عطفا على ما بثته وكالة الأنباء الروسية اليوم (أمس) من نفي الخارجية الروسية لما نشر في الصحيفة في عدد الثلاثاء، تحت عنوان “بوغدانوف لـ”الوطن”: ماهر الأسد فقد قدميه”، وماورد على لسان نائب وزير خارجية روسيا ميخائيل بوغدانوف من أن “ماهر الأسد كان حاضرا لاجتماع خلية الأزمة في مبنى الأمن القومي بدمشق، وفقد ساقيه في عملية التفجير”، وما أوردته الوكالة عن مصدر في الخارجية الروسية ـ لم تكشف هويته ـ بقوله “ميخائيل بوغدانوف لم يجر مقابلة مع صحيفة الوطن السعودية سواء هاتفيا أو بشخصه”.

وعليه فإن الصحيفة (الوطن) تؤكد إجراء المقابلة معه عبر الهاتف، ليس هذا فحسب، بل وقطعا لكل من يشكك في مهنيتها سواء أكانت الخارجية الروسية، أو غيرها دون الرجوع إلى الصحيفة، فإن “الوطن” تبث المقطع الصوتي لبوغدانوف يبلغها من خلاله أن “ماهر الأسد فقد ساقيه في التفجير”.

وهنا رابط الحديث: http://www.alwatan.com.sa/Images/newsimages/4337/watanR01.mp3

(يمكن الاستماع إلى التسجيل هنا عبر النقر على علامة الشغيل على صورة بوغدانوف)

موسكو لا تزال غاضبة

ورغم نشر تسجيل حديث المسؤول الروسي على موقع الوطن فإن موسكو لا تزال غاضبة من الأخبار التي اعتبرتها ملفقة، حيث نقل موقع “روسيا اليوم”، عن الموقع الرسمي للخارجية الروسية، تصريحا لماريا زاخاروفا نائبة مدير دائرة الإعلام والصحافة بالوزارة تنفي الخبر.

وقالت زاخاروفا “نظرا لنشر موقع (الوطن اون لاين) الإعلامي السعودي مقالا حول التصريح بشأن الملف السوري الذي ادلى به، على حد زعمه، ميخائيل بوغدانوف المبعوث الخاص للرئيس الروسي الى الشرق الأوسط نائب وزير الخارجية، نود الاشارة الى ان هذا النبأ لا اساس له من الصحة، ولم يدل المبعوث الروسي باي تصريح من هذا القبيل”.

وأضافت أن “الوضع في سوريا يصبح مجالا لحرب دعائية، لا يمتنع بعض المشاركين فيها عن اللجوء الى وسائل غير لائقة”، وأن “أي تأويلات بالتصرف لمواقفنا يمكن اعتبارها إما سوء الفهم البسيط أو استفزازا متعمدا”.

مخابرات الأسد تعتقل رجل أعمال يمنياً وتُهين زوجته

طلاب يمنيون معتقلون في سجون الأسد وعائلاتهم تطالب بإطلاق سراحهم

صنعاء – عبدالعزيز الهياجم

كشفت مصادر حقوقية في اليمن أن المخابرات السورية اعتقلت عصر أمس الثلاثاء في مطار دمشق رجل أعمال يمنيا مع زوجته وأطفاله عندما كانوا متوجهين إلى صنعاء.

وذكرت منظمة “هود” للدفاع عن الحقوق والحريات في بيان لها، أن رجل الأعمال عامر غالب عبدالله سعيد وأسرته كان قد تم نقلهم من مبنى السفارة بواسطة باص يتبع للأمم المتحدة وبرفقة ممثل عن السفارة غير أنه وبعد مغادرة مندوب السفارة اليمنية المطار تم اعتقال عامر وأسرته.

ووفقا لشكوى تقدم بها أقارب رجل الأعمال اليمني إلى منظمة “هود” فإن المخابرات السورية قد تعاملت بقسوة خصوصا مع زوجة عامر “سورية الجنسية” حيث تعرضت للإهانة وأخضعت للتحقيق في المطار لمدة 4 ساعات ليفرج عنها مع أطفالها وتجبر على العودة إلى منزلها فيما ظل عامر غالب معتقلا وتم اقتياده الى جهة مجهولة.

يشار إلى أن عامر غالب مقيم في سوريا منذ 26 عاماً حين أنهى دراسته الجامعية في مجال الصيدلة وفتح صيدلية وتوسعت أعماله ليعمل في تجارة الأدوية ومستحضرات التجميل.

وطالبت منظمة هود الحكومة اليمنية بسرعة التحرك للإفراج عن عامر وتسهيل خروج مئات اليمنيين حياتهم معرضة للخطر خصوصا بعد مقتل واعتقال عدد منهم.

ومؤخرا نفذ أهالي عدد من الطلاب اليمنيين الدارسين في سوريا وقفة احتجاجية أمام مبنى السفارة السورية بصنعاء للمطالبة بإطلاق أولادهم المعتقلين لدى الأجهزة الأمنية السورية منذ أبريل/نيسان الماضي دون أي سبب قانوني.

ودعا أهالي الطلبة المعتقلين في بيان صدر عنهم, كافة المنظمات الحقوقية والإنسانية المحلية والدولية للقيام بدورها في الوقوف إلى جانب أهالي وذوي الطلبة المعتقلين والتضامن مع مطالبهم في الإفراج الفوري عنهم.

كما طالبوا الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، ورئيس حكومة الوفاق الوطني محمد سالم باسندوه بالقيام بواجبهم الدستوري والقانوني في حماية أمن واستقرار المواطن اليمني داخل الوطن وخارجه والتخاطب مع السلطات السورية من أجل إطلاق سراح الطلبة اليمنيين المعتقلين لديها ورد اعتبارهم الذي هو رداً لاعتبار اليمن واليمنيين.

“الحر” يتبنى تفجير مقر الأركان في دمشق

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

تبنى الجيش السوري الحر تفجير عبوة ناسفة في مرآب داخل مقر الأركان العامة في دمشق، الأربعاء.

وقال مسؤول مكتب التنسيق والارتباط التابع للقيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل، الرائد ماهر النعيمي، إن “الجيش السوري الحر نفذ هذه العملية التي استهدفت اجتماعا عسكريا في مقر الأركان العامة”.

وأوضح في اتصال مع “فرانس برس” أن العملية عبارة عن “تفجيرين: واحد داخل المقر والثاني خارجه”.

وانفجرت قنبلة كانت ملصقة بشاحنة وقود خارج فندق “داما روز”، الذي يقيم فيه فريق المراقبين الدوليين في العاصمة دمشق، ما أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص على الأقل، حسب ما ذكر التلفزيون السوري.

وتحطمت بعض نوافذ الفندق، ولحقت أضرار بمبنى يعود إلى نقابة العمال المقابلة له، وشوهدت سحابة من الدخان تتصاعد في السماء قبل أن يتم إخماد الحريق.

وتفقد نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد مقر إقامة المراقبين للاطمئنان عليهم. وأعلنت الوزارة أنه لم يصب أحد من فريق المراقبين في التفجير بأذى.

وقال المقداد للصحفيين في موقع التفجير: “إنه تصرف إجرامي، يظهر نوعية الهجمات التي تتعرض لها سوريا. لكن مثل هذه التفجيرات لن تضر سوريا”.

وأضاف: “أؤكد أننا مع الأمم المتحدة (المراقبين)، وسنبذل كل ما في وسعنا لضمان حمايتهم حتى يتمكنوا من القيام بأدوارهم”.

28 قتيلا في سوريا بينهم أطفال ونساء

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أفادت لجان التنسيق المحلية، عن سقوط 28 قتيلا في محافظات مختلفة من سوريا الأربعاء، بينهم 3 أطفال و4 سيدات.

ووثقت اللجان مقتل 19 شخصا في إدلب، و4 في درعا، واثنين في ريف دمشق، وقتيل في كل من دير الزور وحلب وحمص.

وقال ناشطون إن قرى في ريف درعا جنوبي سوريا، تعرضت إلى قصف عنيف بالمدفعية وراجمات الصواريخ.

وشنت القوات الحكومية عمليات في عدد من أحياء دمشق التي ما زالت يتحصن بها معارضون، كما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال المرصد إن “القوات النظامية اقتحمت حي نهر عيشة وبدأت حملة مداهمات”، لافتا إلى “معلومات تشير إلى انفجار عبوة ناسفة استهدفت حافلة للقوات النظامية”.

وتحدث المصدر نفسه عن “أصوات انفجارات وإطلاق رصاص في حي القابون ترافقت مع اقتحام الحي من قبل القوات النظامية السورية التي بدأت حملة مداهمات فيه بالتزامن مع تحليق مروحيات في سماء الحي”.

من جهة أخرى، قال المرصد إن عددا من أحياء مدينة حلب وخصوصا “سيف الدولة والسكري والصاخور وطريق الباب ومناطق بحي صلاح الدين للقصف من قبل القوات النظامية”.

وتحدث عن “اشتباكات عنيفة بمحيط مبنى الهجرة والجوازات وفي حيي سيف الدولة والزهرة”، في المدينة التي تشكل الجبهة الكبيرة السورية الثانية في الشمال وتعد الرئة الاقتصادية للبلاد.

وفي ريف حلب، أوضح المرصد أن “اشتباكات عنيفة تستمر في بلدة منبج بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة الذين يحاولون السيطرة على سد تشرين”، لافتا إلى أن “تجمعات مقاتلين معارضين تتعرض للقصف بالمروحيات”.

وأكد أنه في مدينة اللاذقية “اقتحمت القوات النظامية يرافقها عناصر من الشبيحة حي قنينص وبدأت حملة مداهمات للمنازل قرب محمصة القسام”.

انفجار كبير في دمشق قرب مرآب الأركان العامة للجيش والمعارضة تعلن مسؤوليتها عنه

وقع انفجار كبير بالقرب من مجمع عسكري في العاصمة السورية دمشق قرب فندق داما روز الذي يرتاده موظفو بعثة المراقبين التبعة للأمم المتحدة.

وقال التليفزيون السوري إن ثلاثة أشخاص جرحوا في الانفجار الذي أرجعه التليفزيون إلى عبوة ناسفة ألصقت في صهريج مازوت.

لكن أنباء أخرى تفيد بأن سبب الانفجار كان قنبلة انفجرت على الطريق.

وقال شاهد عيان في دمشق إنه شاهد عمودا ضخما من الدخان يتصاعد من موقع الانفجار الذي يقع في وسط المدينة.

ويقول مراسل بي بي سي في دمشق عساف عبود إن الانفجار ناتج عن عبوة لاصقة في صهريج للمازوت انفجرت في المنطقة الواقعة خلف فندق داما روز (الميريديان سابقا)، وهو قريب من اتحاد العمال، ومرآب الأركان العامة للجيش.

وأضاف المراسل أن الدخان الأسود المتصاعد ناتج عن احتراق المازوت، وتضرر سيارات المراقبين الدوليين، وأن الانفجار أسفر عن 3 جرحى، ولا إصابات بين فريق المراقبين البالغ عددهم 100 في الفندق.

وتفقد نائب وزير الخارجية فيصل مقداد المكان والتقى الجنرال باباكار غاي قائد المراقبين.

وقد أخذت أحداث العنف في سوريا تمتد خلال الأسابيع الماضية إلى العاصمة السورية.

وقد شوهدت عدة سيارات إسعاف متوجهة بسرعة إلى مكان الانفجار.

وقد طوقت قوات الأمن المنطقة المحيطة بالفندق.

وقال التليفزيون السوري إن جميع مراقبي الأمم المتحدة بخير ولم يصب أحد منهم بأذى.

مسؤولية

وأعلنت المعارضة السورية المسلحة الأربعاء مسؤوليتها عن التفجير، وقالت إنه استهدف ضباطا في قيادة أركان الجيش السوري قرب الفندق الذي يقيم فيه مراقبو الأمم المتحدة في دمشق.

وأعلن الجيش السوري الحر الذي يضم عسكريين منشقين عن الجيش السوري ومدنيين مسلحين، مسؤوليته عن التفجير، مؤكدا أنه استهدف مقر الأركان العامة في دمشق.

نائب وزير الخارجية السوري

نائب وزير الخارجية السوري التقى بقائد المراقبين للاطمئنان

وقال مسؤول مكتب التنسيق والارتباط التابع للقيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل، الرائد ماهر النعيمي، في اتصال مع وكالة الأنباء الفرنسية إن “الجيش السوري الحر نفذ هذه العملية التي استهدفت اجتماعا عسكريا في مقر الأركان العامة”.

وأوضح أن العملية تضمنت “تفجيرين: واحدا داخل المقر، والثاني خارجه”، مشيرا إلى “وجود ما لا يقل عن 150 شخصا بينهم عشرة ضباط مسؤولين عن قمع التظاهرات”.

رتل عسكري

وعلى صعيد آخر قال العقيد مصطفى عبد الكريم الناطق باسم الجيش السوري الحر في اتصال مع بي بي سي إن لواء درع الثورة التابع للجيش اعترض رتلاً مؤلفاً من عشر دبابات وعشرين ناقلة جند وخمس عربات وسيارات خفيفة على طريق باب الهوى بين إدلب وباب الهوى.

وقال إنه تم تدمير الرتل بالكامل، وأضاف أن النظام استخدم الطيران الحربي من نوع ميغ 23 في قصف بعض المناطق من بينها بلدة كِلَّة وقرية حزانو بالطيران الحربي.

وقال عبد الكريم إن المعركة استمرت منذ الثامنة صباحاً وحتى الثامنة مساءً واسفرت عن عشرين قتيلاً من لواء درع الثورة وسبع عشرة اصابة إضافة الى أربعين قتيلاً من الجيش النظامي ومن وصفهم بالشبيحة.

وأكد أن الكهرباء والاتصالات مقطوعة عن المناطق المجاورة لباب الهوى.

ولم يتسن التأكد من هذه المعلومات من مصادر محايدة.

BBC © 2012

الجيش السوري الحر يقول انه دمر رتلا عسكريا وقتل 40 جنديا نظاميا

قال العقيد مصطفى عبد الكريم الناطق باسم الجيش السوري الحر في اتصال مع بي بي سي إن لواء درع الثورة التابع للجيش إعترض رتلاً مؤلفاً من عشر دبابات وعشرين ناقلة جند وخمس عربات وسيارات خفيفة على طريق باب الهوى بين ادلب وباب الهوى.

وقال إنه تم تدمير الرتل بالكامل، وأضاف أن النظام استخدم الطيران الحربي من نوع ميغ 23 في قصف بعض المناطق من بينها بلدة كِلَّة وقرية حزانو بالطيران الحربي.

وقال عبد الكريم ان المعركة استمرت منذ الثامنة صباحاً وحتى الثامنة مساءً واسفرت عن عشرين قتيلاً من لواء درع الثورة وسبع عشرة اصابة إضافة الى أربعين قتيلاً من الجيش النظامي ومن وصفهم بالشبيحة.

وأكد أن الكهرباء والاتصالات مقطوعة عن المناطق المجاورة لباب الهوى.

ولم يتسن التأكد من هذه المعلومات من مصادر مستقلة.

“الحكومة تنهار”

من ناحية أخرى قال رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب إن الحكومة السورية تنهار “معنويا وماديا وعسكريا”.

وفي مؤتمر صحفي بالعاصمة الأردنية عمان، قال حجاب إن المساحة التي تسيطر عليها حكومة بشار الأسد لا تزيد عن 30 في المئة من مساحة سوريا.

ودعا رئيس الوزراء المنشق المعارضة السورية في الخارج للتوحد، كما حث الجيش السوري النظامي على الانحياز للشعب.

وقال حجاب إنه يتخذ صف المعارضة وحث زعماء سياسيين وعسكريين آخرين للانشقاق عن الأسد، مضيفا أن هناك العديد من المسؤولين والقادة العسكريين في سوريا ينتظرون اللحظة المناسبة للتمرد.

وهذا هو أول ظهور علني له منذ انشقاقه وفراره مع أسرته إلى الأردن الأسبوع الماضي.

جهود الإغاثة

اموس والحلقي

اموس بحثت إمكانية تسريع جهود الإغاثة

وعلى الصعيد الإنساني، عقدت فاليري آموس منسقة الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة محادثات في سوريا يوم الثلاثاء في محاولة لزيادة تدفق معونات الإغاثة إلى البلد الذي يشهد صراعا داميا بين القوات النظامية وقوات المعارضة.

وقالت الأمم المتحدة إن الزيارة بهدف بحث السبل من أجل “ضرورة التعجيل بجهود الإغاثة وتقليل معاناة المدنيين العالقين وسط القتال.”

وكان من المتوقع أن تطلب فاليري أثناء المحادثات منح المزيد من تأشيرات الدخول لعمال الإغاثة الأجانب، حيث يواجه الهلال الأحمر السوري صعوبات في توزيع الغذاء على من يحتاجونه.

وعقب اجتماعها مع كبار المسؤولين السوريين، وأبرزهم رئيس الوزراء الجديد وائل الحلقي، قالت اموس إن الأزمة تؤثر على أعداد متزايدة من الرجال والنساء.

وأضافت “منذ ثلاثة أشهر، كنا نعتقد أن هناك حوالي مليون شخص بحاجة للمعونة. الآن علينا تعديل هذا الرقم إلى 2.5 مليون شخص.”

ويقول نشطاء حقوق الإنسان السوريون ونشطاء المعارضة إن 21 ألف شخص على الأقل قتلوا منذ اندلاع الاحتجاجات المناهضة لبشار الأسد في مارس/ آذار العام الماضي.

واضطر أكثر من مليون شخص للنزوح من منازلهم داخل سوريا جراء الصراع. كما هرب أكثر من 140 ألف شخص من العنف إلى لبنان والأردن وتركيا والعراق.

وتعتزم فاليري اموس التوجه إلى لبنان للقاء أسر سورية هاربة من الصراع. ومن المقرر أن تبحث مع الحكومة اللبنانية وكذلك وكالات إغاثة السبيل الأمثل لتقديم المساعدة للاجئين.

وبالنسبة للتطورات الميدانية، قال نشطاء يوم الثلاثاء إن الجيش النظامي قصف عدة مناطق يسيطر عليها مسلحو المعارضة في مدينة حلب، بينها حي سيف الدولة وحي صلاح الدين. وأفادت تقارير بأن أحد قادة المسلحين قتل في انفجار قذيفة دبابة.

وبالمقابل، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية إن عددا من “الإرهابيين” قتل وأصيب آخرون في عدة مناطق من مدينة حلب.

وفي دمشق، أفادت تقارير بأن السكان يهربون من حي قابون بوسط العاصمة خوفا من هجوم عسكري وشيك فيما داهمت قوات الأمن حيين آخرين.

وسعى مسلحو المعارضة، المنضويون تحت ما بات يعرف بالجيش السوري الحر، إلى تبرئة ساحتهم مما يواجهونه من انتقادات متزايدة بشأن ما يبدو إساءة معاملة للسجناء في حلب وحولها.

وقال متحدث باسم الجيش الحر “ينبغي العلم أن تنفيذ عمليات الإعدام بطريقة نوعية وغير منظمة ضد الشبيحة وأتباع النظام غير مسموح به دينيا وقانونيا.”

وجاء ذلك بعد ظهور مقاطع مصورة تظهر شخصا يتم ذبحه وأجساد تلقى من فوق سطح مبنى.

روسيا والصين

وعلى الصعيد الدبلوماسي، أوفد الرئيس السوري بشار الأسد مستشارته بثينة شعبان إلى بكين لإجراء محادثات بشأن الأزمة السورية مع المسؤولين الصينيين.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية إن بلاده تبحث كذلك توجيه الدعوة لأعضاء بالمعارضة السورية.

وعارضت الصين قرارات للأمم المتحدة ضد الحكومة السورية، لكنها تدعم فكرة وقف إطلاق النار بين طرفي القتال وإقامة حوار سياسي.

في هذه الأثناء، نفت روسيا تقارير أفادت بأن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف أبلغ صحيفة سعودية في مقابلة بأن الرئيس السوري وافق على التنحي.

وقالت وزارة الخارجية لبي بي سي إن بوجدانوف لم يتحدث إلى الصحيفة وأن التصريحات المنسوبة إليه “مستفزة”.

وكانت الصحيفة قد ذكرت أيضا أن ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري، فقد ساقيه في التفجير الذي استهدف مقر مكتب الأمن الوطني في دمشق الشهر الماضي.

BBC © 2012

البنتاجون لا يفكر جديا في فرض حظر جوي على سوريا

واشنطن (رويترز) – قال وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا ان وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) لا تفكر جديا في فرض حظر جوي على سوريا قائلا ان المسألة “ليست لها أولوية”.

وأدلى بانيتا بهذه التصريحات يوم الثلاثاء رغم القلق الذي عبرت عنه وزارة الدفاع الامريكية بشأن تصاعد الهجمات الجوية التي تشنها القوات السورية على قوات المعارضة ورغم تحدث بانيتا عن دور ايراني متصاعد في الصراع السوري.

وصرح بانيتا بأن ذلك شمل جهودا ايرانية لتدريب ميليشيا للقتال لصالح نظام الرئيس السوري بشار الاسد.

لكن هذه المخاوف لم تصل في هذه المرحلة الى ضرورة التحرك لفرض حظر جوي على سوريا.

وقال بانيتا “فيما يتعلق بالحظر الجوي على سوريا.. هذه ليست قضية لها أولوية بالنسبة لنا.”

وصرح وزير الدفاع الامريكي بأن تركيزه منصب على تأمين مواقع الاسلحة الكيماوية والبيولوجية السورية والعمل مع الحلفاء على حدوث انتقال سلس بقدر الامكان في حالة سقوط الاسد وهو أمر يقول المسؤولون الامريكيون انه حتمي.

وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض ان الولايات المتحدة تفعل ما بوسعها بالتعاون مع حلفائها “لتضييق الخناق…على الاسد بالسبل الدبلوماسية والمالية من خلال العقوبات والضغوط الدولية.”

وأضاف “لكم ان تتوقعوا اننا سنواصل البحث عن سبل لزيادة الضغط على الاسد وحرمانه من الاموال التي يعتمد عليها في شن حرب على شعبه.”

وكان قرار فرض حظر جوي على ليبيا حاسما في مساعدة المعارضة الليبية على الاطاحة بالزعيم الراحل معمر القذافي العام الماضي لكن هذا تطلب ان يشن حلف شمال الاطلسي حملة جوية لتدمير الدفاع الجوي الليبية.

وفي مارس آذار حذر وزير الدفاع الامريكي خلال جلسة للكونجرس من “أضرار جانبية شديدة” من فرض حظر جوي على سوريا لان أنظمة الدفاع الجوي السورية أكثر تطورا من الانظمة الليبية كما انها متمركزة في قلب المناطق السكنية.

وفي نفس تلك الجلسة نبه الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الاركان الامريكية المشتركة الى ان سوريا تملك قدرات دفاعية تزيد على ليبيا خمسة أمثال.

لكن ديمبسي قال في تصريحات له يوم الثلاثاء بمقر وزارة الدفاع ان الاردن وتركيا بحثتا امكانية اقامة ملاذات آمنة “سيجيء معها على الارجح شكلا من اشكال الحظر الجوي.”

وأضاف ديمبسي قبل ان يقول بانيتا ان الحظر الجوي ليس له أولوية لدى واشنطن “لكن نحن لا نخطط للقيام بشيء بشكل منفرد اذا كان هذا هو سؤالكم.”

وقال بانيتا انه ورئيس هيئة الاركان قلقان من زيادة التدخل الايراني.

وأضاف “من الواضح بالنسبة للجنرال ديمبسي وأنا ان ايران تلعب دورا أكبر في سوريا باشكال عدة ليس فقط فيما يتعلق بالحرس الثوري الايراني لكن على شكل مساعدات وتدريب.

“هناك الان مؤشرات على انهم…يحاولون تدريب ميليشيا داخل سوريا لتحارب من اجل النظام.”

من فيل ستيوارت

(إعداد أميرة فهمي للنشرة العربية – تحرير دينا عفيفي)

التلفزيون السوري: ثلاثة مصابين في انفجار قرب فندق بدمشق

بيروت (رويترز) – قال التلفزيون السوري يوم الأربعاء إن عبوة ناسفة انفجرت في دمشق يوم الأربعاء قرب فندق يستخدمه مراقبون تابعون للأمم المتحدة مما أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص.

والعبوة الناسفة التي كانت مزروعة في مكان لانتظار السيارات خلف فندق داما روز أدت إلى انفجار شاحنة وقود مما أدى إلى تصاعد أعمدة من الدخان الأسود في سماء العاصمة.

ونقل التلفزيون السوري عن فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري قوله إنه لم يصب أي من المراقبين في الانفجار مضيفا أن هذا العمل اجرامي يهدف إلى تشويه صورة سوريا.

ولم يتضح على الفور هدف الانفجار. والمنطقة بها ناد لضباط الجيش ومبنى خاص بحزب البعث الحاكم كما أنها ليست بعيدة عن مركز قيادة الجيش.

وظهر في تسجيل فيديو من مكان الهجوم بثته قناة الاخبارية السورية التلفزيونية الموالية للحكومة رجال اطفاء وهم يخمدون نيرانا مندلعة في شاحنة وقود انفجر صهريجها قرب الفندق. وتضمن التسجيل أيضا لقطات لصف من العربات التابعة للأمم المتحدة يغطيها الرماد والأتربة.

وقال أحد شهود العيان إن الانفجار وقع حوالي الساعة الثامنة والنصف صباحا بالتوقيت المحلي (0530 بتوقيت جرينتش) وألحق أضرارا بمبنى مواجه لفندق داما روز إلا أنه يبدو أنه لم يلحق ضررا بالفندق نفسه.

(إعداد علا شوقي للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)

رياض حجاب بعد انشقاقه:حكم الأسد ينهار

عمان/حلب (رويترز) – قال رئيس الوزراء السوري السابق المنشق رياض حجاب يوم الثلاثاء إن حكومة الرئيس بشار الأسد تتصدع وتسيطر على 30 في المئة فقط من البلاد.

وفي أول ظهور علني له منذ الانشقاق وانضمامه لصفوف المعارضة قال حجاب في مؤتمر صحفي بالأردن إن النظام منهار معنويا بعد صراع استمر 17 شهرا استهدف خلاله القضاء على الانتفاضة.

وقال “أؤكد لكم بحكم خبرتي وموقعي الذي كنت أشغله بأن النظام بات منهارا معنويا وماديا واقتصاديا ومتصدعا عسكريا حيث لم يعد مسيطرا بالفعل على أكثر من 30 بالمئة من أرض سوريا.”

ولم يكن حجاب ضمن الدائرة المقربة المحيطة بالأسد. لكن باعتباره رئيسا للوزراء وأعلى مسؤول مدني ينشق كان انسحابه من النظام ضربة رمزية للحكومة.

ولم يفسر حجاب تقديره لمساحة الاراضي التي يسيطر عليها الاسد الذي يتفوق جيشه في العدد والعتاد على مقاتلي المعارضة الساعين للاطاحة بالزعيم السوري. ويقاتل الجيش لاستعادة السيطرة على حلب اكبر مدن سوريا بعد استعادة اجزاء من دمشق كان مقاتلو المعارضة استولوا عليها الشهر الماضي.

ويصعب معرفة مساحة ما يسيطر عليه مقاتلو المعارضة في سوريا بسبب القيود على دخول وسائل الاعلام لكن العنف يجتاح أغلب المدن والبلدات على امتداد الطريق السريع الرئيسي في البلاد والممتد من حلب في الشمال الى درعا في الجنوب. وفقد الأسد ايضا مساحات من الأرض على الحدود الشمالية والشرقية السورية.

وفي حين أن الجيش يركز على دمشق وحلب المركز التجاري فإن مقاتلي المعارضة حققوا مكاسب بطيئة في المركز القبلي بسوريا إلى الشرق حيث تجري معركة ضارية على دير الزور عاصمة المنطقة الرئيسية المنتجة للنفط في البلاد.

وتقصف مدافع الجيش دير الزور وهي مدينة سنية فقيرة قرب الحدود مع العراق من مواقع محصنة في الصحراء.

وقال دبلوماسي غربي يتابع الجيش السوري إن قوات المعارضة في دير الزور مفتتة لكن الجيش يفتقر للعدد وخطوط الإمداد لهزيمتهم في منطقة يخرج منها كل إنتاج سوريا من النفط والذي يبلغ 200 ألف برميل يوميا.

وقال مقاتلو المعارضة إنهم أسقطوا مقاتلة سورية إلى الجنوب الشرقي من دير الزور واعتقلوا قائدها يوم الاثنين. في حين قالت الحكومة إن سبب التحطم مشكلات فنية.

ويواجه الأسد ايضا تزايد عزلته الدبلوماسية اليوم الثلاثاء بسبب حملته العنيفة ضد المعارضة مع التعليق المزمع لعضوية سوريا في منظمة التعاون الإسلامي التي تتخذ من المملكة العربية السعودية مقرا في خطوة عارضتها بشدة إيران الحليف القوي لدمشق.

وسينظر الأسد لقرار منظمة التعاون الإسلامي بتعليق عضوية سوريا باعتباره من صنع الدول السنية التي تدعم “الإرهابيين” كما يشير هو لمقاتلي المعارضة والذين يهدفون للإطاحة به.

وأدت الانقسامات بين القوى الكبرى والخصومة الإقليمية بين إيران والسعودية إلى خنق الجهود الدبلوماسية لتهدئة الصراع المستمر في سوريا منذ 17 شهرا حيث تقول مصادر في المعارضة إن 18 ألف شخص على الأقل لقوا حتفهم. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا إن اكثر من 45 شخصا قتلوا يوم الثلاثاء وان 180 شخصا قتلوا يوم الاثنين.

وتسبب العنف الذي أصبح يتركز الآن في مدينة حلب لكنه يستعر في مناطق أخرى كثيرة في نزوح 1.5 مليون شخص داخل سوريا وأجبر كثيرين على الفرار للخارج وتظهر إحصاءات الأمم المتحدة أن هناك 150 ألف لاجئ مسجلين في تركيا والأردن ولبنان والعراق.

ووصلت فاليري أموس منسقة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة إلى سوريا لبحث تقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين المحاصرين او الذين نزحوا بسبب القتال الذي حال أكثر من مرة دون توصيل الإمدادات الغذائية والطبية.

ونادرا ما أفلحت جهود التوصل إلى وقف لإطلاق النار للسماح بوصول قوافل الإغاثة. وقال مسؤول في الأمم المتحدة الشهر الماضي إن السلطات السورية كثيرا ما رفضت منح التأشيرات لعمال الإغاثة الغربيين.

وتواجه حلب المركز التجاري للبلاد نقصا في الغذاء وقفزت اسعار المواد الغذائية. وأغلقت متاجر البقالة الحكومية التي تبيع سلعا مدعومة من الحكومة أبوابها. وفي حي بستان القصر اصطف مئات الرجال للحصول على الخبز.

وفي مستشفى ميداني قال طبيب إن بعض الناس يصلون طلبا للطعام وليس العلاج.

وتحدث طبيب آخر عن رجل اطلق عليه الرصاص في قدمه بينما كان في طريق العودة لأسرته لنقل الغذاء لهم. وكان قلقا من فقد مشترواته أكثر من قلقه على جرحه.

وتوجهت اموس إلى سوريا في مارس اذار للمطالبة بدخول بلا قيود لعمال الإغاثة للمناطق المتضررة بشدة. ووافقت دمشق على تقييم انساني مشترك وانما بصورة محدودة لكن البيروقراطية والافتقار للامن أحبطا مساعي الأمم المتحدة لإطلاق عملية إغاثة كبيرة.

وسمع صحفيون من رويترز في حلب قصفا وانفجارات في حي سيف الدولة المجاور لحي صلاح الدين الذي شهد بعضا من اعنف القتال خلال الاسبوعين الماضيين. ولقي مقاتل من المعارضة حتفه بنيران قذائف الدبابات. وسحب رفاقه جثته المخضبة بالدماء من على خط النيران.

وقال المقاتل المعارض حسام ابو محمد وهو نقيب سابق بالجيش “تسلمنا بعض الكميات الصغيرة من الذخيرة لكنها غير كافية.” واضاف “نحتاج انواعا معينة من الاسلحة (المضادة للدبابات).”

وقال لرويترز “نحن حوالي 600 من الجيش السوري الحر يقاتلون في صلاح الدين وهذا ليس كافيا.”

ويكافح الاسد للاحتفاظ بالسلطة اعتمادا على الجيش وقوات الامن التي يقودها افراد من اقلية العلويين التي ينتمي اليها.

ومن المرجح أن يدافع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد عن الاسد في قمة مكة التي تستغرق يومين وربما تبرز الانقسام بين إيران الشيعية والدول التي يمثل السنة أغلب سكانها والتي تريد تنحي الأسد.

ويعتقد أن السعودية وقطر تدفعان مقابل السلاح الذي يصل إلى الجيش السوري الحر عبر تركيا لمحاولة مواجهة الجيش السوري الذي يمثل السلاح الروسي أغلب عتاده.

وعرقلت روسيا والصين أي تحرك في مجلس الامن الدولي ضد حكومة الاسد ويعارض البلدان بقوة اي تدخل خارجي في سوريا لكن بكين تحاول أن تظهر تبنيها منهجا “متوازنا” بتطوير اتصالات مع المعارضة وايضا مع دمشق.

ووصلت بثينة شعبان المستشارة الكبيرة للاسد الى بكين لكنها لم تتحدث للصحفيين. وقالت وزارة الخارجية انها ستلتقي بوزير الخارجية الصيني يانغ جيه تشي.

وقال تشين قانغ المتحدث باسم الوزارة “تبحث الصين أيضا دعوة جماعات سورية معارضة إلى الصين قريبا.”

وقال شي ين هونغ وهو أستاذ للعلاقات الدولية في جامعة رنمين إن استعداد الصين لمقابلة جماعات سورية معارضة يختلف تماما عن الموقف الروسي.

وأضاف “الحكومة السورية اكثر ضعفا مما كانت عليه قبل ذلك. حصلت جماعات المعارضة على دعم جديد من الغرب لكنها أيضا هشة. للصين حاجة ملحة للتفاهم مع الجانبين. الوضع الآن يقترب من النهاية.”

(شارك في التغطية توم بيري واريكا سولومون ومريم قرعوني من بيروت وخالد يعقوب عويس من عمان وستيفاني نيبيهاي من جنيف وبن بلانتشارد من بكين واسماء الشريف من جدة – إعداد دينا عفيفي للنشرة العربية – تحرير عماد عمر)

من سليمان الخالدي وهديل الشالجي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى