الصراع في سورية بين المطالب الديموقراطية والفوضى الطائفية
حمد سالم المري
النظام البعثي يتصرف في دمشق وكأن العالم لا يتابع ما يجري هناك
الصراع المسلح الحالي في سورية والمجازر والوحشية التي يرتكبها النظام السوري البعثي المنهج النصيري العقيدة ضد شعبه جاءت بداية بسبب مطالبة الشعب السوري بتطبيق الديموقراطية في الحكم بعد ان عاشوا أكثر من أربعين سنة تحت حكم حزب واحد جعل الحكم في سلالة الأسد، وليس من أجل المطالبة بحكم اسلامي يطبق الشريعة.ولكن مع مرور أكثر من عام على اندلاع الثورة السورية وتحولها من مظاهرات مدنية الى صراع مسلح بين الجيش الحر المنشق وبين القوات الحكومية حاول النظام البعثي السوري صبغ هذا الصراع بصبغة طائفية حتى يعمم الصراع ويصدره الى المنطقة خاصة بعد موقف دول الخليج العربية المؤيد للثورة السورية وقد استعانت دمشق في صراعها الحالي بايران والعراق لتأييدها سياسيا وحزب الله اللبناني لتأييدها عسكريا وذلك بسبب التقارب العقائدي بين هذه الجهات.وقد شهدنا بعض محاولات النظام السوري لتحويل الصراع في بلده الى صراع طائفي باعلانه أكثر من مرة ان المجازر التي تحدث في حمص ودير الزور وحماة وغيرها من مناطق لا علاقة لجيشه بها كون من قام بها بزعمه مجموعات متطرفة مسلحة ويقصد بذلك جماعات سنية طبعا لأن سكان هذه المناطق من السنة محاولا تضليل العالم وحجب الحقيقة عن أعينهم مستخدما تكتيكات اعلامية قديمة كان مؤسسه حافظ الأسد استخدمها في منتصف الثمانينات من القرن الماضي في المجزرة التي ارتكبها ضد شعبه في حمص وحماة.دون ان يعي ان العالم يعيش في القرن الحادي والعشرين وأنه مطلع على ما يقوم به جيشه من مجازر عبر وسائل التواصل التكنولوجية.ولم يكتف هذا النظام بهذه الاتهامات بل حاول تصدير هذا الصراع المصبوغ بصبغة طائفية الى جمهورية لبنان المجاورة بعد ان قام حزب الله المؤيد له والمدعوم ماليا وعسكريا من ايران باطلاق النار على بعض الشباب اللبناني من الطائفة السنية في البقاع وبالتحديد في النصف الشرقي منه وسط القرى السنية التي استقبلت اللاجئين السوريين وقدمت المساعدات الاغاثية لهم بزعم أنهم يهربون السلاح الى الجيش السوري الحر عبر الحدود علما ان النصف الغربي من البقاع الشمالي هو معقل لحزب الله ولهذا فهو المسيطر الفعلي على هذه الحدود ومن غير المعقول ان ينجح هؤلاء الشباب بتهريب الأسلحة وهو غافل عنهم.كما حاول بعض مؤيديه في دولة الكويت اظهار الصراع هناك على أنه صراع طائفي فقام بجمع التبرعات المالية له بزعم مساندة الحكومة السورية لمواجهة الجماعات التكفيرية المسلحة التي تعيث فسادا في أرضه.وذلك في رد فعل على ما قام به أبناء القبائل والعوائل الكويتية بجمع التبرعات لاغاثة اللاجئين السوريين في كل من لبنان والأردن وتركيا.كما دخل على خط هذا النفس الطائفي المدعو ياسر الحبيب المطلوب أمنيا لدولة الكويت والمقيم حاليا في بريطانيا بعد ان اصدر فتوى تجيز قتل أطفال الأسر السورية السنية في بيانه المنشور والذي جاء فيه «علينا ألا تأخذنا الرحمة تجاه أطفالهم قبل كبارهم ونسائهم من أراد رحمتهم فليذهب اليهم، لكن عليه ان يتذكر الرضيع عبدالله ابن الحسين سلام الله عليه، يوم ان طلب الحسين سلام الله عليه شربة ماء له فأرداه الناصبي بسهم ذبحه ما بين وريديه، من أذنه الى أذنه، فاعتنق أباه بيديه يرفرف بروحه حتى فاضت الى العلي الأعلى..ان قتل الناصبي السني وطفله وزوجته ونسله حلال يبيح دخول الجنة».فالنظام البعثي السوري ومن ورائه ملالي طهران ومن دار في فلكهم يريدون ان يكسبوا تعاطف الشيعة في دول الخليج فصوروا الصراع في سورية على أنه حرب طائفية وليست مجزرة بحق شعب يطالب بالديموقراطية حاله حال الشعب العراقي الذي طالب بازالة صدام حسين ونظامه البعثي بهدف تحقيق الديموقراطية في العراق.فأحداث سورية تشابه أحداث العراق خاصة أن نظام الحكم في كلا هاتين الدولتين بعثي ولكن النفس الطائفي الموجود في النظام السوري جعله يحاول تصوير الثورة السورية على أنها صراع طائفي.
< اتعجب ممن ينادي بالجهاد في سورية والشعب السوري بنفسه قام بثورته لأجل الديموقراطية وتداول السلطة عن طريق الانتخابات الدورية وليس من أجل تحكيم شرع الله.فكيف يكون هناك جهاد لرفع راية الديموقراطية التي تعطي الحكم للشعب وليس لله؟ وماذا سيكون رد فعل من ينادي بهذا الجهاد بانتصار الثورة واقصاء النظام البعثي ونجاح الشعب السوري في اجراء انتخابات رئاسية عامة يفوز فيها شيوعي أو درزي أو مسيحي من خلال حزبه الذي ينتمي اليه؟ هل سينصاع لهذه النتيجة؟ ان كان نعم فهذا يعني أنه لا يجاهد في سبيل الله بل يقاتل في سبيل الديموقراطية وهذه مصيبة.وان كان لا فهذا يعني دخول سورية في نفق الصراعات والحروب الأهلية وهذه مصيبة أعظم.فالجهاد للشعب السوري من أجل الدفاع عن النفس والعرض والممتلكات كما أشار الى ذلك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بأن من يقتل دون ماله أو عرضه فهو شهيد.أما الخروج للقتال من أجل الديموقراطية فليس من الجهاد بل ينطبق عليه تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من زمان لا يعلم المقتول لماذا قتل ولا يعلم القاتل لما قتل.فأسال الله ان يحفظ الشعب السوري من بطش نظامه النصيري البعثي ومن فتاوى الجماعات الحركية التي تتكسب من وراء دماء المسلمين.
الوطن
الصراع في سورية بين المطالب الديموقراطية والفوضى الطائفية
حمد سالم المري
النظام البعثي يتصرف في دمشق وكأن العالم لا يتابع ما يجري هناك
الصراع المسلح الحالي في سورية والمجازر والوحشية التي يرتكبها النظام السوري البعثي المنهج النصيري العقيدة ضد شعبه جاءت بداية بسبب مطالبة الشعب السوري بتطبيق الديموقراطية في الحكم بعد ان عاشوا أكثر من أربعين سنة تحت حكم حزب واحد جعل الحكم في سلالة الأسد، وليس من أجل المطالبة بحكم اسلامي يطبق الشريعة.ولكن مع مرور أكثر من عام على اندلاع الثورة السورية وتحولها من مظاهرات مدنية الى صراع مسلح بين الجيش الحر المنشق وبين القوات الحكومية حاول النظام البعثي السوري صبغ هذا الصراع بصبغة طائفية حتى يعمم الصراع ويصدره الى المنطقة خاصة بعد موقف دول الخليج العربية المؤيد للثورة السورية وقد استعانت دمشق في صراعها الحالي بايران والعراق لتأييدها سياسيا وحزب الله اللبناني لتأييدها عسكريا وذلك بسبب التقارب العقائدي بين هذه الجهات.وقد شهدنا بعض محاولات النظام السوري لتحويل الصراع في بلده الى صراع طائفي باعلانه أكثر من مرة ان المجازر التي تحدث في حمص ودير الزور وحماة وغيرها من مناطق لا علاقة لجيشه بها كون من قام بها بزعمه مجموعات متطرفة مسلحة ويقصد بذلك جماعات سنية طبعا لأن سكان هذه المناطق من السنة محاولا تضليل العالم وحجب الحقيقة عن أعينهم مستخدما تكتيكات اعلامية قديمة كان مؤسسه حافظ الأسد استخدمها في منتصف الثمانينات من القرن الماضي في المجزرة التي ارتكبها ضد شعبه في حمص وحماة.دون ان يعي ان العالم يعيش في القرن الحادي والعشرين وأنه مطلع على ما يقوم به جيشه من مجازر عبر وسائل التواصل التكنولوجية.ولم يكتف هذا النظام بهذه الاتهامات بل حاول تصدير هذا الصراع المصبوغ بصبغة طائفية الى جمهورية لبنان المجاورة بعد ان قام حزب الله المؤيد له والمدعوم ماليا وعسكريا من ايران باطلاق النار على بعض الشباب اللبناني من الطائفة السنية في البقاع وبالتحديد في النصف الشرقي منه وسط القرى السنية التي استقبلت اللاجئين السوريين وقدمت المساعدات الاغاثية لهم بزعم أنهم يهربون السلاح الى الجيش السوري الحر عبر الحدود علما ان النصف الغربي من البقاع الشمالي هو معقل لحزب الله ولهذا فهو المسيطر الفعلي على هذه الحدود ومن غير المعقول ان ينجح هؤلاء الشباب بتهريب الأسلحة وهو غافل عنهم.كما حاول بعض مؤيديه في دولة الكويت اظهار الصراع هناك على أنه صراع طائفي فقام بجمع التبرعات المالية له بزعم مساندة الحكومة السورية لمواجهة الجماعات التكفيرية المسلحة التي تعيث فسادا في أرضه.وذلك في رد فعل على ما قام به أبناء القبائل والعوائل الكويتية بجمع التبرعات لاغاثة اللاجئين السوريين في كل من لبنان والأردن وتركيا.كما دخل على خط هذا النفس الطائفي المدعو ياسر الحبيب المطلوب أمنيا لدولة الكويت والمقيم حاليا في بريطانيا بعد ان اصدر فتوى تجيز قتل أطفال الأسر السورية السنية في بيانه المنشور والذي جاء فيه «علينا ألا تأخذنا الرحمة تجاه أطفالهم قبل كبارهم ونسائهم من أراد رحمتهم فليذهب اليهم، لكن عليه ان يتذكر الرضيع عبدالله ابن الحسين سلام الله عليه، يوم ان طلب الحسين سلام الله عليه شربة ماء له فأرداه الناصبي بسهم ذبحه ما بين وريديه، من أذنه الى أذنه، فاعتنق أباه بيديه يرفرف بروحه حتى فاضت الى العلي الأعلى..ان قتل الناصبي السني وطفله وزوجته ونسله حلال يبيح دخول الجنة».فالنظام البعثي السوري ومن ورائه ملالي طهران ومن دار في فلكهم يريدون ان يكسبوا تعاطف الشيعة في دول الخليج فصوروا الصراع في سورية على أنه حرب طائفية وليست مجزرة بحق شعب يطالب بالديموقراطية حاله حال الشعب العراقي الذي طالب بازالة صدام حسين ونظامه البعثي بهدف تحقيق الديموقراطية في العراق.فأحداث سورية تشابه أحداث العراق خاصة أن نظام الحكم في كلا هاتين الدولتين بعثي ولكن النفس الطائفي الموجود في النظام السوري جعله يحاول تصوير الثورة السورية على أنها صراع طائفي.
< اتعجب ممن ينادي بالجهاد في سورية والشعب السوري بنفسه قام بثورته لأجل الديموقراطية وتداول السلطة عن طريق الانتخابات الدورية وليس من أجل تحكيم شرع الله.فكيف يكون هناك جهاد لرفع راية الديموقراطية التي تعطي الحكم للشعب وليس لله؟ وماذا سيكون رد فعل من ينادي بهذا الجهاد بانتصار الثورة واقصاء النظام البعثي ونجاح الشعب السوري في اجراء انتخابات رئاسية عامة يفوز فيها شيوعي أو درزي أو مسيحي من خلال حزبه الذي ينتمي اليه؟ هل سينصاع لهذه النتيجة؟ ان كان نعم فهذا يعني أنه لا يجاهد في سبيل الله بل يقاتل في سبيل الديموقراطية وهذه مصيبة.وان كان لا فهذا يعني دخول سورية في نفق الصراعات والحروب الأهلية وهذه مصيبة أعظم.فالجهاد للشعب السوري من أجل الدفاع عن النفس والعرض والممتلكات كما أشار الى ذلك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بأن من يقتل دون ماله أو عرضه فهو شهيد.أما الخروج للقتال من أجل الديموقراطية فليس من الجهاد بل ينطبق عليه تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من زمان لا يعلم المقتول لماذا قتل ولا يعلم القاتل لما قتل.فأسال الله ان يحفظ الشعب السوري من بطش نظامه النصيري البعثي ومن فتاوى الجماعات الحركية التي تتكسب من وراء دماء المسلمين.
الوطن