الكتلة الثالثة/ لقمان ديركي
ما ضل حدا ما ركب الثورة. اغتصبها يعني. من المناضل اللي أكل كفين وطعمانا مليون كف على شكل بوستات فايسبوكية ومقالات صحافية ومقابلات إذاعية وتلفزيونية. إلى المثقف الذي بحول القدرة السماوية العلمانية أضحت الثورة من نتاجات فكره. وصار الثوار مجرد أجيال تستلهم عباراته وتنزل إلى الشارع بسبب إلهامها.
ولم يطل الأمر بعد اندلاع الثورة بالمثقفين لكي يوزعوا الجلاءات على بعضهم البعض من جهة، وعلى البعض الآخر من جهة. بل وما زالوا إلى الآن يتوازعونها متبادلين الأدوار من مرحلة إلى مرحلة. وهنا في الغرب، يمكنك أن تقرأ باللغات التي لا تعرفها الأساطير عن هؤلاء. فهذا ملهم الثورة بأشعاره. وتلك فيلسوفة الثورة بأفكارها. ولمَ لا؟! طالما ما حدا عم يقرا من الشعب السوري. وأنو الأجانب اللي نحنا عندهن أجانب هلأ شو بيعرفهن. شو ما كتبتلهن بيصدقوا.
شعوب بريئة يا أخي. اكتبلهن داعش تلات مرات بيصيروا بيسمعوك. وإذا تعمقت اجتماعياً بمجتمعك اللي ما بيعرف المجتمع اللي انت قاعد فيه عنه شي. وقلت لهم أنو ترى في حاضنة لداعش عنا. وأنو شعوبنا متخلفة وأنت تهز رأسك متأسفاً. فرح يطلعوك عَ التلفزيون.
وبس تطلع عَ التلفزيون عزيزي ملهم الثورة والثوار فمن المؤكد أنك رح تحكي عن الشهداء. وكلما جبت سيرة شهيد رح تذكر بيت القصيد من السيرة أنو أديش كان ـ المجد والخلود له ـ معجب بأعمالك الإبداعية ومتأثر فيها. وما رح تنسى تحكي عن البراميل وقصفها لمدينتك. وبقدرة قادر رح يتحول الحديث إلى ذكرياتك في مدينتك. وبطولاتك في أحيائها. فلك في كل معلم تاريخي ذكرى. ولك عند كل بناية مهدمة بطولة.
ولن تجد صعوبة في تحويل الحديث عن المعتقلين والشهداء تحت التعذيب إلى ذكرياتك أيام الثورة السلمية. وعن شجاعتك في مواجهة الرصاص بصدرك العاري. وعن شدة إعجاب الشهيد تحت التعذيب بأفكارك الفلسفية السلمية كدليل دامغ على سلميته.
نعم أنت تقدم الأدلة للغرب. أنت لا تجلس ساكناً. يا عفريت، ما عم تقعد عاقل. جننت التلفزيونات الغربية. وما قصرت كمان مع التلفزيونات العربية. ووصلت صوت الشعب لكل وسائل الإعلام. لأ وأقوى الشي لما قلت أنو الشعب السوري سينتصر وخبطت إيدك عَ الطاولة. يعني هون أنت دبحتهن دبح.
لكان.. أنت اللي بتعرف تحكي وغيرك لالا. أنت كل يوم بتحلل. وبتدلي بدلوك. بكل المواضيع. وبأوقات الفراغ بتكتب شعر مشان تمتع الجماهير شوي. بتعطيهن استراحة المحارب. حرام خليهن يتمتعوا ويستفيدوا ويتثقفوا. ولما بنجي بنسأل أنو ليش الغرب ما بيعرف شي عن قضيتنا متل ما هي فَرَح نكتشف أنو الغرب مفكر أنو سوريا هي النظام وداعش وأنت.
نعم أنت الكتلة الثالثة. أنت في هيئة المئات من شكيلتك. المثقفون في الأرض. النخبة السورية التي توزع الجلاءات على بعضها البعض. وتركب على الثورة وتتراقص على أمواج الإعلام العربي والعالمي لتوصل صوت الشعب للشرق والغرب. ديليفري وحسب الطلب.
المدن