المجلس الوطني يمثلني” ……..على أساس هذه عباره أخذ المجلس الوطني شرعيته الشعبيه الثوريه كناطق باسم الثوره السوريه سياسيا….و ليس كقائد لهذه الثوره …كانت مهمة المجلس الوطني دوما محاولة الاستفاده من الحراك الثوري الشعبي و صرفه سياسيا من خلال جمع أصدقاء لما يطالب به الشعب….
الدعم المعنوي اللي حصل عليه المجلس من الداخل كان مفتوح و مستمر …رغم رسائل العتب بين وقت و آخر لأسباب قد تتنوع و تتعدد…..
ما يحدث هذه الأيام هو تململ في الداخل من أداء المجلس الوطني الضعيف على الساحه الدوليه “مع كل ما وفره هذا الشارع من دعم و صلاحيات” بحسب الشباب على الأرض …
و هنا لا بد من طرح تساؤل صغير و مباشر لا يقصد من وراءه الحصول على إجابه بنعم أم لا و لكن المراد منه هو فهم أسباب عقم المجلس الوطني …و أي ممثل آخر للثورة قبل هذا المجلس و بموازاته و من بعده….تخيل عزيزي القارئ أنك ترأس المجلس الوطني السوري …أو أي هيئه أخرى تمتلك حق التكلم باسم الشارع السوري الثائر ….
تخيل أن تجلس مع رؤساء دول و رؤساء وزارات و وزراء خارجية لدول تملك مفاتيح الحل الفعلي و تستطيع إن أرادت فصل أجهزة التنفس و التغذيه الاصطناعيه عن مريض قصر المهاجرين الميت سريريا….تخيل أن يسألك هؤلاء ببساطه…ما هي شرعيتك في سوريا….و إلى أي مدى تستطيع أن تجلس و تتفاوض معنا حول سوريا…و مستقبل سوريا ….
لا تتسرع في الاجابه فهي أعقد مما تتصور …..
إن كنت تملك الشرعية الشعبية المطلقه للتفاوض مع قوى لا يحركها إلا مصالحها …فأول المواضيع المطروحه على طاولة البحث (و قبل البحث في اجراءات و مراسم دفن رجل سوريا المريض) هو أمن اسرائيل …..
هل تستطيع عزيزي القارئ “بصفتك رئيس المجلس الوطني السوري…أو أي هيئه تمثل الثوره السوريه” أن تتعهد بضمان أمن اسرائيل؟؟؟ و هذا السؤال على مستويين ….
المستوى الأول يتصل بك تحديدا ….هل تستطيع بضمير مرتاح قبول إعادة بيع الجولان و نسيانها للأبد كثمن للخلاص من الرجل المريض الذي باع الجولان أول مره كي يصل الى الموقع الذي هو فيه الآن ؟؟؟ هل تستطيع أن تقبل بأن تكون حارس على بوابة الأسرائيلي و قد كان عنوان ثورتك الحريه و الكرامه؟؟؟
المستوى الثاني للسؤال فرضي…أو جدلي ….يقوم على افتراض أن جوابك على سؤال المستوى الأول كان نعم….
هل لديك فعلا الرصيد و التمثيل و الشرعيه الشعبيه لتأخذ قرار كهذا باسم الشعب السوري …و أين ستصبح شرعيتك و رصيدك و تمثيلك إذا وصل الى أسماع الشعب الثائر أن طريق تحرير قصر الشعب يمر من تل أبيب …..
إذا فالاجابه المنطقيه و الفعليه على هذا السؤال هي أن أمن اسرائيل لن يستطيع برهان غليون …ولا أنت …ولا أنا …ولا كائنا من كان أن يضمنه كما يضمنه نظام الرجل السوري المريض في دمشق …….لأنه لن يستطيع ذلك مبدئيا و ضميريا …و حتى إن استطاع…فسينبذ قبل فجر اليوم التالي من عموم الشعب السوري ….و ستنزع عنه كل شرعيه شعبيه و ثوريه ….
أما و إن الحال كذلك….فإن الاجابه الحقيقيه على أول أسئلة الرؤساء و رؤساء الوزراء و وزراء خارجية الدول التي تمتلك القدره على أيقاف أنابيب الحياة عن النظام السوري …في الاستفسار عن حقيقة تمثيلك و قدرتك على عقد الصفقات و تمريرها إلى شعبك الثائر ستكون لا….الجالس معهم لا يمثل فعليا الشعب السوري …و لا يمتلك فعليا شرعيه شعبيه …و لن يستطيع أن يحل أو أن يربط فيما يتعلق بأول أسئلة مضيفيه و أكثرها بديهيه ….و بالتالي فإن أول التعليقات التي يسمعها على إجابته هي….لماذا تضيع وقتنا إذا….إذهب و أحصل على الشرعيه لبيعنا ما نراه مناسبا مقابل حل مشكلتكم ……ثم يخرج هؤلاء أنفسهم عبر الاعلام ليقولو نصف الجمله ”ضرورة اتفاق و توحيد المعارضه السوريه في جسم واحد”…..و ليخفو نصفها الآخر ”قادر على تقديم التنازلات باسم الشعب السوري الى أصحاب القرار الدولي ……”
فليخرج المتظاهرون غدا منادين بأمن اسرائيل و لينسو الجولان (لا قدر الله ) و أنا أضمن لك من الآن أن عمل المجلس الوطني على الساحه الدوليه سيكون حينها مثمرا حتى لو ترأسته شجره…
و الآن عزيزي القارئ …هل ما زلت ترغب في رئاسة المجلس الوطني السوري
و السؤال الأهم الذي سيحل المعضله و يسهل علينا جميعا تحقيق مطالبكم …..
إنتو شو بدكم
RaymondO
