النظام السوري “يرفع” إنتاج النفط.. و”داعش” يسيطر عليه/ سلام السعدي
تبدو الحكومة السورية متفائلة بزيادة إنتاج النفط والغاز في العام 2015، وذلك رغم خروج معظم الآبار النفطية عن سيطرتها، وتدهور الإنتاج بصورة متواصلة على مدى الأعوام الماضية.
التفاؤل بدا جلياً في البيان الحكومي المالي، المتضمن مشروع الموازنة لعام 2015، إذ نقلت صحف حكومية، أمس الخميس، من ذلك البيان، أن “أهم المشاريع المدرجة في مجال النفط والثروة المعدنية تتضمن إنتاج 38.394 مليون برميل من النفط بهدف تلبية حاجة سوريا لتنفيذ خطتي التكرير والتصدير”.
هكذا تعتزم الحكومة السورية رفع معدل الإنتاج اليومي من نحو 20 ألف برميل – هو المعدل الحالي – إلى ما يزيد عن 100 ألف برميل يومياً في العام القادم. وبإعتبار أن الإنتاج النفطي للحكومة السورية يتراجع سنوياً، بل حتى بصورة شهرية.
تشير الأرقام الصادرة عن الحكومة نفسها، إلى أن إنتاج سوريا من النفط بلغ قبل اندلاع الثورة نحو 400 ألف برميل يومياً. وقد انخفض مع اندلاع الثورة، وتحديداً في الربع الأول من العام 2011، إلى نحو 387 ألف برميل يومياً. وانحدر الإنتاج في العام 2012 إلى أقل من 150 ألف برميل يومياً، وسجل العام 2013 انهيار الإنتاج النفطي للبلاد، ليسجل نحو 28 ألف برميل يومياً.
ولم تخف وزارة النفط استمرار تدهور الإنتاج، ففي بياناتها الأخيرة، قدرت أن الإنتاج سينخفض في العام الحالي 2014 بنحو 11 ألف برميل عن إنتاج العام 2013. لكن الحكومة السورية لا تلتفت إلى تلك الوقائع، وتصر على وضع “هدف طموح” هو رفع الإنتاج النفطي.
“طموح” الحكومة السورية لم يقتصر على إنتاج النفط، بل تخطى ذلك إلى إنتاج الغاز الطبيعي. إذ أظهر البيان المالي، العمل على “إنتاج 6.382 مليار متر مكعب من مادة الغاز الطبيعي، إضافة للاستمرار في التنقيب عن الثروة النفطية واستثمارها، والعمل على استكمال مشاريع استثمار الثروة الغازية واستثمار حقول شمال المنطقة الوسطى”.
أي أن الحكومة السورية قد حددت هدفها بإنتاج نحو 17 مليون متر مكعب، من الغاز الطبيعي، يومياً في العام القادم، بارتفاع عن وسطي الإنتاج في عامي 2013- 2014 بأكثر من 180 في المئة، إذ بلغ وسطي الإنتاج في هذين العامين نحو 6 ملايين متر مكعب يومياً. يذكر أنه وقبل اندلاع الثورة مباشرة، بلغ إجمالي إنتاج سوريا من الغاز الحر والمرافق، نحو 30 مليون متر مكعب يومياً، واستوردت سوريا من مصر ما حجمه 2.5 مليون متر مكعب يومياً.
لكن الوقائع تبدو أقوى بكثير من تفاؤل وادعاءات الحكومة السورية. إذ لم تكد الحكومة تعلن أمس عن خططها “الواعدة”، حتى انتشر خبر سيطرة “داعش” على “حقل غاز الشاعر” في محافظة حمص. وبحلول المساء من اليوم نفسه، باتت داعش “تسيطر على معظم الحقل”، كما أورد “المرصد السوري لحقوق الإنسان”.
وهذه المرة الثانية التي يسيطر فيها “داعش” على حقل الشاعر في غضون ثلاثة أشهر. إذ سبق أن فعل ذلك في شهر آب الماضي، لكنّ القوات الحكومية استعادت السيطرة على الحقل سريعاً، وباشرت بث التفاؤل عبر وزير النفط والثروة المعدنية سليمان العباس، الذي زار حقل الغاز هذا بعد “دحر المجموعات الإرهابية”، كما عقد العباس حينها وبحسب صحف حكومية، اجتماعاً “موسعاً في معمل غاز إيبلا، للوقوف على التحضيرات اللازمة لتأمين المعدات والقطع التبديلية لإعادة تأهيل محطة غاز الشاعر بأسرع وقت ممكن”. لكن فقدان السيطرة مجدداً على حقل الغاز كان أسرع من عملية إعادة التأهيل.
المدن