بشار -الاسد- يستأسد على حمص مثلما استأسد اباه على حماه!
رزاق عبود
بعد قمع، وانسحاب المعارضة المسلحة من باب عمرو توجهت دبابات النظام الفاشي في دمشق الى معقل المعارضة في حمص، التي تمطر عليها القذائف، والصواريخ، ومدافع الدبابات. ترك الجولان لحلفائه الصهاينة وراح يذبح اطفال، ونساء، وشباب شعبه.ارتكب كل المجازر التي ارتكبها قبله فرانكو، وهتلر، وموسوليني، وباتيستا، وعيدي امين، وغيرهم من جلادي العصر متشبها برفيقه المقبور صدام حسين، الذي قمع انتفاضة اذار المجيدة 1991(سبقت الربيع العربي بربع قرن). من يتابع الاخبار، ويرى الصور على شاشات التلفزة العالمية(المحايدة) يرى نفس الاساليب، التي اتبعها علي كيمياوي المجيد في سحق انتفاضة البصرة.الكثير من ضباط صدام الكبار هم ضيوف بشار، وانضم اليهم الحرس الثوري الايراني، وجيش الصدر المهدي، ليذبحوا الشعب السوري مع الشبيحة، وكل عصابات البعث السوري. لقد قمع حافظ الاسد انتفاضة حماه بالحديد، والدم، والنار، وقتل ثلاثين الف انسان، وسكت له العالم، وامريكا، واسرائيل، لانه نفذ خططهم في لبنان فاحتلها، واخرج المقاومة الفلسطينية منها. اليوم نفس القوى تدعم بشار الابن، تدعم القاتل ابن القاتل. يدعي، ان “الارهابيين” يقتلون الناس، فاي نظام هذا، الذي لا يحمي شعبه من “العصابات الارهابية”؟! يدعي انهم جاؤا من الخارج، فاي جيش هذا، الذي لا يحمي حدوده امام تسلل الارهابيين؟! ام ان “القناصة” الاسرائيليين، والامريكيين المزعومين، الذين يقتلون المدنيين دخلوا بموافقة النظام، ولدعمه، وارهاب الثوار، وارعاب الشعب؟! كل الحجج مردودة ضد النظام القاتل لشعبه سواء بقواته الامنية، ام بدعم حلفائه الامريكان، والاسرائيليين. لعبة “العصابات الارهابية” لا تنطلي على احد، وهي صفة تنطبق على قوات بشار، وليس على المعارضة. سبق لصدام حسين، ان وصف ثوار اتتفاضة اذار بالغوغاء، والمدعومين من الخارج. دعمته امريكا، مثلما تدعم بشار الان، وسمحت له استخدام الاباتشي، مع ان اتقاقية وقف اطلاق النار نصت بعدم السماح للطيران الحربي. اما تقسيم البلاد، وانشاء دويلات متفرقة، وهو مشروع اسرائيلي/امريكي قديم يقوم النظام بتحقيقه على الارض عن طريق الادعاء انها ثورة السنة ضد العلويين، مع ان اغلب قادة المعارضة هم من العلويين، والدروز، وغيرهم. ان تخويف المسيحيين مما جرى في العراق على ايدى الارهابيين، الذين ارسلهم نظام بشار نفسه، يؤكد انقلاب السحر على الساحر، والاكراد كانوا اول من اشعل الثورة، وليس السنة. ان الشعب السوري موحد ضد الطاغية وبشار متوحد مع اعداء سوريا ضد شعبه. يتحدث وزير روسي بطلب من الحكومة السورية، ويحذر من مصير الاقليات، وكأن الاقليات جاءت امس الى سوريا. كأنها لم تعش كل هذه العقود بوئام. كأن الثوار لايمثلون كل مكونات الشعب السوري. المضحك المبكي، ان وزير بوتين الذي سحق، ويسحق شعوب القوزاق، والشيشان، ويصفي المعارضة، ويقتل الصحفيين، ويزورالانتخابات يدافع عن مصير الاقليات في سوريا! هل يمكن “للعصابات الارهابية الطائفية” ان تصمد اكثر من سنة امام ماكنة الجيش، والقوى الامنية الرهيبة. اذن لا يستحق هكذا نظام قيادة البلاد. ان تجربة الشيشان، ومسرح موسكو، وقمع مظاهرات طهران، وانتفاضة اذار العراقية، لن تخفي حقيقة، ان الشعب السوري كله يريد التغيير. اخر جرائم الحرب هي استخدام المدنيين دروعا بشرية امام دبابات، ومصفحات، وقطعات الجيش البعثي. وهي نفس اساليب صدام، وبوتين وقبلهم هتلر، وفرانكو، وغيرهم. التواطئ الدولي وصل حد السكوت عن قتل الصحفيين، واعتقالهم، ويؤكد حقيقة ان النظام هو المدعوم من الخارج، وليس الثوار. المؤلم، ان ضحايا انتفاضة اذار (حكام بغداد) يدعمون نفس الاساليب، التي استعملت ضدهم. السفارات الاجنبية تنسحب من دمشق خوفا على موظفيها، لكنها لا تهتم لمذابح الشعب السوري، وابادته المنظمة. لم يقدم حتى الان الى المحكمة الدولية طلب اعتبار جرائم النظام جرائم حرب كما جرى مع ليبيا، ولم يطلب اعتبار بشار مجرم حرب رغم الفظائع، التي يشاهدها العالم كل يوم. لوكانت فيتنام جارة سوريا، لتدخلت مثلما فعلت، وانقذت الشعب الكمبودي من جرائم الخمير الحمر. لكن تركيا لا زالت تتلقى اوامرها من الناتو، والناتو، تأمره اسرائيل، وامريكا بالسكوت على الجرائم. العراق حكامه يأتمرون من طهران، وطهران تدعم نظام البعث في سوريا. تركيا، والعراق، والاردن لم يوفروا، ولو مناطق امنه للمنشقين من الجيش السوري. الا يعكس هذا تواطئا؟ الا يعكس هذا، ويثبت انه حتى الجيش السوري، ليس كله، مع بشار وقمعه؟ لذا يستورد المرتزقة، ويطلق يد الشبيحة، ويستفيد من دعم اسياده الاسرائيليين، والامريكان. انهم يردون لهم الخدمة مقابل فتح حدودهم لارهابيي القاعدة حسب طلب، ومخططات امريكا، واسرائيل لاشعال العنف، والطائفية في العراق. كما ان، اجهزته الامنية قامت بتعذيب المتهمين بالارهاب، وانتزاع الاعترافات منهم لصالح المخابرات المركزية الامريكية.
حتى وان اخمد الثورة، حتى لو قضى على الجيش السوري الحر فان الشعب السوري لن يقبل بغير التغيير، واقامة نظام ديمقراطي تعددي يسمح لكل مكونات الشعب السياسية، والعرقية، والدينية التمتع بحريتها، وحياتها، وتعايشها الجميل، الذي ميز سوريا على مر التاريخ، مثل جارتها العراق. اذا كان نظام بشار نظام “مقاومة، وحرية، وتحرير”، كما يردد المخدوعين، فلماذا لايمنح هذه الحقوق لشعبه؟ لماذا يسمح لطغاة، وشيوخ النفط، ان يبدوا مناصرين للحرية، ومتبنين للربيع العربي، وهم لا يسمحون حتى بالحديث عن حقوق الانسان، اوالمرأة في بلدانهم ناهيك عن السماح بمظاهرة، او المطالبة بالاصلاح، وتجربة البحرين الدموية شاهد على ذلك. لقد ايد بشار كما هو معروف الغزو السعودي للبحرين، وهو اليوم يمارس نفس الاساليب ضد شعبه وتحت ذريعة نفس الحجج، وادعاءات الارهاب، والطائفية، والدعم الخارجي. فاي مهزلة هذه، التي تحولت على ايدي نظام البعث في سوريا الى مأساة رهيبة لشعب ثار من اجل حريته، وكرامته، ولن يتوقف ابدا. مهما شوهت مطامحه، ومطالبه، وغاياته، وقادة معارضته. وليس هناك من مجال امام النظام القمعي، الا الرحيل، وتسليم السلطة لممثلي الشعب!
رزاق عبود
26/3/2012