سمر يزبك السورية: تتمرد على أقليات النظام وأمراضه الطائفية، وتختار ألأكثرية الوطنية …!!!
خالد ممدوح العزي
سمر يزبك، التي فرت إلى فرنسا في أوائل أب أغسطس من هذا العام ،لرفضها الكامل والطوعي الانصياع لنظام الأسد التي حاربته ووقفت إلى جانب الثورة والثوار منذ بدايتها”حي التي تقول وتصر على أن حركة الثورة لن تتوقف،ولم يعد يقبل الشعب أن يعيش بظل عصابة تحكم الشعب والبلد بالقوة .
سمر يزبك،الصحافية التي وثقة جولتها إلى روايات وشهادات للثوار والمعتقلين من قبل نظام الأسد،وثقة روايتها من قصص روت لها تقشعر لها الأبدان من فن التعذيب الوحشي “الجسدي والنفسي،والأدبي لنظام الأسد ضد المعتقلين”.
وأيضا تروي سمر لوكالة الصحافة الفرنسية،بأنها لا تنوي الاستقرار في فرنسا مكان لجوءها الحالي،بل المؤقت بل للدفاع عن شعبها ونقل ما يحدث من حقيقة في سورية للعالم الحر المغيب عن الحقيقة ،حقيقة الاحتجاجات الشعبية المتصاعدة المطالبة برحيل النظام ،لان هذه الاحتجاجات هي سلمية بالمطلق قاوم بها الشعب السوري الذل الاحتقار الذي عاش حياته كلها تحت حكم البعث والعائلة،وطالب بحرية وإصلاحات اجتماعية وسياسية،لكن النظام الأمني رد بوحشية مطلقة وهي التي تعلن على الشاشات التلفزيونات، وتكتب على صفحات الجرائد وتقول:” النظام السوري يريد جر المتظاهرين لحمل السلاح”.
هذه الروايات التي تحاول أن تفضح نظام العائلة التي تحولت إلى عصابة ،هذا مما دفعها للخروج المؤقت من سورية لتحول رواياتها التي جمعتها إلى مواد تواجه النظام في الخارج من خلال الإعلام الحر والمنظمات المدنية لان هذه الشهادات التي جمعتها الكاتبة ،هي أدلة ثمينة تدين النظام وتصرفاته الإجرامية بحق شعبها، لقد خرجت سمر من عباءة العائلة والطائفة والقبلية،
لأنها ابنة سورية الكبرى وليست ابنة طائفة، فالطائفة التي تنتمي إليها الإعلامية والكاتبة والمناضلة سمر يزبك،هي جزاء من الأكثرية التي تتالف منها سورية الأرض، سورية الشعب، سورية التاريخ ،سورية الحضارة، سورية التعدد المذهبي والقومي والأثيني، هي التي ترفض الانتماء إلى أقلية مذهبية ولا تتخلى عن مذهبيتها،لكنها ترفض التقوقع في منطقة أو مدينة،لأنها امتداد للأكثرية التي عملت لها وكتبت لها وعاشت بينها،هي ليست جزاء من الأقلية المذهبية التي يحتمي بها نظام بشار الأسد كما يصورها النظام،لأنها ابنة مدينة جبلة، عاصمة جبل العلويين،هي حفيدة صالح العلي قائد الثورة في الساحل السوري الذي رفض أقامت دولة مذهبية على حساب دولة التعايش التي تطمح لها عكس ما يطمح له بشار الأسد وجماعاته ،سمر تسير على نفس طريق الجد التي ترفض الانتماء السياسي لأقلية،وتعتز بناصريتها كمذهب تشريعي اجتهادي من الطوائف المحمدية ،لان تصنيفها المذهبي يزعجها جدا،لكن لا تتخلى ولا تتبرآ من الناصرية التي تنتمي لها بالفطرة،لان الدين والأهل هما من الأشياء، الذي لا يختارهم الإنسان في الحياة الدنيوية، بل ينتمي إليهما بالفطرة. في مقالة للإعلامية سمر في 7 أب “أغسطس من العام الحالي:” خاطبة طائفتها العلوية، طالبتهم بإدراك أن النظام يستخدمهم كدروع بشرية،وان بشار الأسد قاتل وعائلته طاغية ومجرمة”.
سمر تنتمي فقط إلى سورية وشعبها لان سورية كلها هويتها، مدن سورية كلها مدينتها، وطوائف سورية كلها طائفتها، وقوميات سورية قوميتها، لأنها عربية الهواء وسورية الانتماء.
سمر تناضل من اجل مجتمع ديمقراطي متحضر تكون فيه من الأكثرية التي تطالب الانتماء للمواطنة، وليست الأقلية الدينية، لان الديمقراطية الحقيقية التي يجب أن تبنى عليها سورية الجديدة، هي التي تبعد الأقلية والأكثرية الدينية لصالح المواطنة الشعبية.
سمر من الذين يؤمنون بان الانتفاضة الشعبية السورية لن تتوقف بالرغم من القتل اليومي والتخوين الذي يمارسه النظام ضد شعبه الأعزل،لان النظام يتحمل المسؤولية الكاملة عن الذي يحدث في سورية لاستخدامها لهذه الطريقة الوحشية في قمع شعبنا،ولا نستطيع أن نسأل هذا السؤال لمن يحكم سورية اليوم ماذا تفعلون لأنهم يقولون بأنها الطريقة الوحيدة على كل هذه التحركات الشعبية ،لان الهرم السوري يعتمد على إسكات الصوت وإخمادها باستخدامه للأجهزة الأمنية القمعية المعروفة بصيتها وأفعالها السيئة ،هي من وثقة رواية البراد الذي حدثت في درعا عن أشخاص روى هذه الحادثة المؤكدة كما نُنقلها الكاتبة السورية، سمر يزبك، أنه في الأيام الأولى للثورة “أحد الشباب الذين استشهدوا في درعا، وضعوه في البرّاد، وهو حي “براد القتلى”، ولما أخرجوا جثته، وجدوه قد كتب بدمه: “وضعوني هنا وأنا حيّ، سلامي لأمي”.
هي التي تكتب في إحدى مقالتها عن التعسف الشديد بحق النساء في سورية وتعتبر هذا الوضع كارثة بالنسبة لقمع واضطهاد النساء،وتري بأنها كانت ترى أثناء جولتها الميدانية كصحافية في المدن التي تخرج للتظاهر ،كانت سمر تشاهد خروج النساء والرجل في المظاهرات مجتمعين ،لكن ليس في كل مكان لان العنف وممارستها يختلف بين منطقة وأخرى،لان الأمن لم يوفر المرآة في وحشيته وإجرامه،بالإضافة إلى المناطق الغير نائية ويلعب فيها التزمت الديني والعشائري دورا مميزا يغيب دور المرآة،لكن هذه الحالة صغيرة في سورية .
سمر تناضل من اجل سورية كما تناضل رفيقاتها السوريات من مختلف المدن والمناطق من اجل سورية الغد والأجمل دون البعث وبشار والعائلة الحاكمة ،مجموعة كبيرة من المناضلات السوريات القابعات في السجن والملاحقات والمنفيات من ظلم النظام الامني السوري ،سمر يزبك تقف إلى جانب المناضلات السوريات “مي سكاف، كندا علوش ،واصلة نصري ،ومرح ألبقاعي، وسهير الاتاسي والدكتورة فداء الحوراني، ودانا الجوابري ،لافا خالد ورو زان زيتونة ،ورولا إبراهيم،وطلى الملوحي ،ومنتهى الأطرش، ،ريما فليحان،فدوى سليمان وبرندات… أخريات عذرا لعدم ذكر الأسماء …إضافة إلى كل أمهات الشهداء والمعتقلين “المعتقلات”والجرحى والثائرين ليقولوا للأسد ارحل “بريحه طيبة” لأننا لن نركل إلا لله، والموت ولا المذلة،لأنك سوف تلقى مصيرا محزننا كما قال صديقك الرئيس الروسي ميدفيديف.
د.خالد ممدوح العزي