صور من ألبوم الحزن/ معتز دغيم
بدأنا نسمع أصواتا مهولة، فبعد أن خرج أهالي القرى لمباركة المطر، كان لا بد من بعض الألعاب النارية الاحتفالية من قبل طائرات ومدافع النظام دفاعا عن الذين ترجع أختهم في الساعة الثالثة فجرا، الناس قاموا بإحراق سيارات الإسعاف وقتل المسعفين بينما عناصر الأمن والجيش كانوا يبوسون أيديهم لكي يتلقوا العلاج وأن يكفوا عن هذا الانتحار الجماعي، لأنهم كانوا مضللين ومغيبين، وقد تم وعدهم بأنهم إذا ماتوا فإنهم سيحصلون على مبالغ مالية كبيرة، وكانت المجسمات أيضا تندس بينهم خلال مباركات المطر وتقوم بهتافات تنادي بالحرية..
أنا نفسي ارتطمت مرة بمجسم ونمت مع مجسمة!
المهم استمرت الألعاب النارية وعلى التلفاز كانت تبث جلسة لمجلس الأمن قام الروس بالاعتراض بينما المندوب الاميركي أبدى انزعاجه.
(كات) صاح المخرج
(أوفر ) صاحت الجماهير
أعيدوا المشهد…
نعيد، كانت أولى الغارات، وسيارات الإسعاف تمنعها الحواجز العسكرية من الوصول، صديقي في الداخل كان يحطم عوده، بينما أنا كنت على الشرفة واقفا أبكي، كانت المدينة ممدودة أمام الحرب كمائدة طازجة يتصاعد منها البخار، وكنا عاجزين مثل رجل مقعد يرى طفله وهو يغرق أمامه في البحر!
(2)
أصبحت آلف أصوات الانفجارات وكنت أتسلى بعد القذائف التي تخرج من المدفعية إذا انتابني الأرق، كنت أتمنى أن أوقف الزمن تماما كما يحصل في الأفلام فأعيد الصاروخ المعلق في الهواء إلى موقع مطلقيه، وأعيد الرصاصة التي تتجه نحو قلب المتظاهر إلى قلب العالم!
(3)
كتبت على دفتر صديقتي عندما حصل اشتباك مفاجئ واختبأنا في إحدى البنايات:
لو شم الجنود رائحة عطرك
لحشوا بنادقهم بالأزهار!
(4)
في حاوية الشارع
وجدت جثة محروقة
وقد امتد عليها لحاف من ذباب
ورأيت شابا انهالوا عليه بكعوب البنادق
حتى صار كالخرقة ثم بالوا عليه
وقالوا: أن جنديا أوقف أخاه على حاجز
وطلب منه هويته..
رأيت أحدا كان يحاول أن يزيل لطخة حمراء عند قلبه.. بمنديله
كانت ليزر القناص
وقال لي أحدهم: ما زلت احتفظ بإصبع وجدته من بين أشلائها إلى الآن وكل يوم أغير لون الإظفر!
(سورية)
العربي الجديد