رح احكي بالعامّي
وقت اقتحم الجيش الأسديّ حماه بأوّل أيّام رمضان، أنا كنت برّا حماه، وبرّا سوريا… بالأيّام التلاته الأولى من الاقتحام كانت الاتّصالات متوفّرة، كنت احكي مع أهلي ورفقاتي من كذا حيّ بحماه… يعني كان فينو الواحد يتصوّر شو عم يصير ولو إنو ما بيقدر يحسّ بمعاناة الأهل جوّا. باليوم الرّابع انقطعت الاتّصالات بشكل كامل: أرضي، جوال، إنترنت بكل وسائلا، بالإضافة للمي والكهربا بكل مناطق حماه بس لفترات مختلفة، قطع الاتّصالات أصعب على القاعد برا المدينة من يلي قاعد جوا… لأنّك بتسمع إشاعات بتشيّب الرّاس إذا كنت برا، الحميدية انمسحت وساعة حماه وقعت والضاهرية صارت بالأرض… إلخ، طبعًا كلّو طلع كذب بس ما فينك تثبت أو تنفي شي لحتى ترجع الاتّصالات! برأيي الحملة ع حماه (وبتصوّر بكلّ المدن) ما بتهدف لشي غير:
السّيطرة على السّاحات الرّئيسيّة، متل ساحة العاصي بحماه
قتل/اعتقال/فرار المنسّقين للمظاهرات
توفير حرّيّة الحركة لنشر الأمن عند الجوامع ومراكز حزب الـ***
إقامة حواجز تفتيش لضبط يلي ما قدرو يضبطو من قبل
أخيرًا، نشر الخوف بين النّاس باستخدام القنابل الصّوتيّة، النظام حبّ بس يوصّل رسالة معناها إنّو فينا نعمل أكتر إذا فكرتو ترجعوا
طبعًا هي الأهداف، أمّا يلي صار من نشر للدبابات والمدرّعات وقطع الكهربا والمي والاتّصالات وسرقة للبيوت وقصف الجوامع والمستشفيات وقتل أسر بالكامل كانت وسائل لتحقيق الأهداف فوق، ولا يخلو الأمر من تصرّفات فرديّة (بتساهل من قيادات الحملة) للشّبيحة متل اقتحام البيوت والاغتصاب وسرقة الأموال والمجوهرات حتّى لو كان البيت لمواطن عادي دون أن يثبت عليه شي!
المهمّ، الحملة العسكرية كانت 10 أيّام كاملة، مات فيها مئات واعتقل فيها آلاف
الحملة خلصت بـ10 رمضان بعد “ضغط دوليّ”، وبعد أن حقّقت اهدافها كاملة، الشّباب ما كذّبوا خبر نضفو الساحات وأهّلو وسهّلو بالوكالات والإعلام والعلاك المصدّي وقالولون شوفو ما في شي… ما قصفنا لا بيوت ولا شي، طبعًا الإشاعات أفادتون كتير سواءً أثناء الحملة أو بعدها…
ما علينا، يلي بدّي احكي، وبعد اللعنة على روح حافظ، هو عن الوضع بعد الحملة: المدرّعات رجعت ع ساحة العاصي (وسحبوها بعد العيد على ما يبدو)، بس شفتها بعد ما رجعت ع حماه برمضان، والحواجز كمان مرّيت على أكتر من حاجز ببداية حماه وضمنا. العساكر ورا المتاريس “ميقرقعوا متّي” برمضان… عادي ولو حرّيّي شخصيّي… هاي هيي الحرّيّي يلّي بدكين ياها
خلال رمضان حملة اعتقالات مكثّفة بسبب وبدون سبب، بتهمة وبدون تهمة… عشوائيّة تمامًا… على مبدأ بيعتقلو العالم بعدين بيطالعو يلي (بريء) وبيخلّو يلي شاكّين فيه.
حكالي رفيقي عن حملة الاعتقالات برمضان… كان نازل يحلق شعرو قبل العيد بكم يوم، هو ع الدّرج، الشّبيحة طالعين، شي 15 شبّيح “كل واحد قد البغل” على حدّ وصفو، طالعين ع الدّرج… كل ما ينزل شوي يوقفو واحد يقلو “اسمك؟ عطيتين هويتك؟ بتعرفلنا جاركين فلان؟” ورفيقي يقلون “فلان، إي، لاء” وso on.
نزل رفيقي وطلع من البناية لقا الشّباب ع الباب بسيارات جبليّة، مسلّحين وناطرين يعتقلو هالبني آدم (جار رفيقي)، قام وقّفو واحد منون..
اطّلع فيه من فوق لتحت… قلو
“ولو… قرد… إنتي ليه حلو كتير؟”…
رفيقي تبلكم وقال باندهاش “هيك الله خلقني”…
قلو الشبيح “شو بأي قالب صابينك ولو… عند سلورة مهيكي؟” (سلورة محل حلويات مشهور بحماه)
رفيقي ع سبيل التهرب قلو “إي إي” وابتسملو
الشبيح: “لوين رايح؟”
رفيقي: “احلق شعري”
الشبيح: “أها، إنتو *المسلمين* عندكين عيد، تفضّل لعنّا ع الفرع منشرّبك متّي، والعقيد بينسبط فيك كتير”
رفيقي: ” ع راسي ع راسي والله!”
ثمّ لاذ بالفرار… رفيقي قلّي إنو ما عرف كيف قدر يحكي مع شبّيحة… واحد متل هاد المخلوق “البغل” شكلو بيقطع الرزق… كيف 15 واحد؟
أمّا يلي صار بالجار يلي كان بدون يعتقلو… فهو ببساطة إنو الشبيحة كسرو الباب ودخلو واعتقلو الزلمة وحطو بسيّارة وتسهّلو… الله لا يسهّلون
رح كمّل بعدين…
http://b6y5.blogspot.com/2011/09/blog-post_23.html
