قصائد
هاشم شفيق
مملحــــــــة
وسط زجاجة ِ بللور ٍ
يرقدُ هذا الملحُ
ويهدأ . . .
أذكرُ غاندي
قد حاربَ بالملح ِ
بأرض ٍ من ملح ٍ
كان يفاوض ُ –
هل يمكننا الآنَ
محاربة الأعداء ِ بملح ٍ
والملحُ بمملحة ٍ قدامي يرقدُ،
سأحرّكه لأرشّ َ به البيضَ المسلوق َ،
أحرّكه لأرشّ به قلبي
وأملّحَ بعضَ الأحوالْ
فالصوديومُ الأبيضُ
يوجدُ في الريح ِ
وفي البحر ِ
وفي قدح الكريستالْ .
المنشـــــــار
في حيّ ٍ شعبيّ ٍ
ثمة نجّارٌ
كنتُ أختلفُ اليه ِ
لأجلبَ كسراً من خشب ٍ
لشتاء يرقدُ تحت مفاصل عائلتي ،
كنت صغيراً
وأحبّ َ صدى المنشار ِ
الذاهب في الأخشاب
أحبّ ُ نشارته الذهبية . . .
أما الآنَ
حليفُ الظلّ أنا
حليفُ الشجرات ِ
لهذا أحملُ غابات ٍ فوق الظهر ِ
لأشربَ منها في السرّ ِ
جمالَ الشجرة .
13 5 2005
كــــــوز
عادة ً أجتلي
في الصباح صحوناً
فناجينَ بنّ ٍ
كؤوسَ نبيذ ٍ وشاي
بعيداً عن النخل ِ والمرتبيات
جلوتُ سنيني وصمتي
جلوتُ القذى والنوايا،
فبين كؤيس ٍ
وبين صُحَيْن ٍ
وبين غد ٍ
ثُمّ أمسِ
وحيداً مضيتُ الى المنزوى
لكيما أرمّمَ نفسي
ككوز فخار ٍ
تصدّعَ في الشمس ِ .
علبـــــــة
العلبة ُ سوداءُ
من المخمل
تُخفي في الطيّات ِ
محابسَ شذر ٍ
وأساورَ من عاج ٍ،
الأقراصَ الجافّة من بودرة ٍ
وزجاجة عطر تُخفي
أصغر من بنصرْ
هي صغرى
لكني حين أبصرها
أتخيّلها
ترقدُ فيها غاباتٌ
ولبوؤات ٌ
أحياناً أبصرُ
صمتَ بحيره .
رماها قنديل ٌ في الماء ِ
لتجرحَ
وتشاكسَ طيش السبّاحينْ ؟
14 5 2005
26- 6 – 2008
اليعاســــــيب
تطيرُ اليعاسيبُ
هائمة ً في العراء
مجاميعَ في الضوء ِ تسري
لتحيا حياة ً على الأرض ِ
واحدة ً حسبُ
كالكائنات حياة ً
ليوم ٍ
ليومين ِ
لكنها رغمَ هذي السويعات ِ في العيش ِ
تحيا
تطيرُ
وتُنجبُ فوق سرير الهواءْ .
14 5 2005
قــوس قـزح
لديّ قويسُ قزحْ
أخبّئُهُ في سريريَ
منذ الطفولة
ومنذ لقيتُهُ
في الصباحات
جنب البساتين ِ
متكئاً
ناحلاً وصغيراً
فويق سياج
لذلكَ
ما زال قرب وسادي
معي في السرير ينام
يشعّ
يضيءُ ويحرسني
من ليالي النكال
ليالي الشتاء الطويلْ .
14 5 2005
مرســـــــاة
في سفين ٍ إنحدرتُ
باحثاً عن السلام
وراء المحيطات ِ ،
أتنقلُ بين المرافئ
علي أجد المرادَ . . .
شاباً كنتُ
ذا طاقية ٍ
ومنظار ٍ
ومرساة . . .
مرّ دهرٌ
ولم أجد المرتضى
في كلّ مرفأ ٍ
وخان ٍ على الطريق،
لم القَ حتى
من يلقي عليّ السلام،
شبتُ
وعُميتُ من التحديق
في الشموس والأصائل،
ترى هل أنا عوليسُ
تهتُ في متاهات ٍ من الماء ِ،
ألقي بمرساتي
ولكنْ
ليسَ هنالك غير بياض المياه،
أين الأرضُ إذاً ؟
مازلتُ أرمي بمرساتي
حالماً بالنبت ِ واليابسة .
14 5- 2005
الكَرَكَنــــــْد .
إنه سمكُ الكرَكند ِ
الغميسُ بألوان ِ بحرٍ قريب ٍ
المذهّبُ بالشفق الساحليّ ِ
إختلفنا اليه
بحان الفنيدق ِ
نسمرُ قرب الكؤوس التي طفحتْ بالدلالْ
فيدفعنا الموجُ نحو الحبور لنسكرْ
ونبعثرَهُ بَدَداً في الصدى
إنه سمكُ الكرَكنْد ِ
سنأكله بالعيون
سنلمَسُه بالشغاف ِ
إنه الكركند،
تشعّ الزعانفُ بالضوء ِ
واللونُ يحملُ رائحة البرتقال ِ
الحراشفُ ترفعُ هذا الكمالْ
أهذا البهاءُ سيؤكلُ؟
لن ألمَسَ الكركندَ
ولن أرفعَ الحسكَ الذهبيَّ
الى رغبتي
سوف أتركه سابحاً هكذا
في محيط الجمالْ .
15 5 2005
المفتــــــــــاح
هو كسرة ُ سرّ ٍ
أو شريحة ٌ من سؤال ،
سؤاله يكون غالباً عن القفل
بينما سرّه ُ يكمنُ في الباب،
يتقدمنا حين ندخلُ
وحين نهمّ بالخروج
هو نزيل الجيوب الدائم،
نصطحبه دائماً معنا،
نتحسّسهُ أحياناً،
مرّات ٍ
نتفحّصُ أسنانه
ونواجذه
لنتأكدَ من سلامتها،
نخاف عليه من الضياع ِ
لأنه فـلذّة ُ منزلنا .
15- 5 2005
القدس العربي