صفحات الثقافة

قمصان الصيف الزائل


عماد الدين موسى()

لم يعد ممكناً قتل العصافير

لم يعد ممكناً قنص الحجل

البلاد التي كطفلٍ على أطراف النهر الهادر

البلاد التي

لم تعد ممكنة.

[ليست الأشجار

لا

ليست الأحجار

لا

ليست الريييييييييييييييييح

– ما سأقوله-

ولا العاصفة.

[كم من الفراشات

كم من الشهداء

كم من القصائد،

ما ذهب ذهب

وما سيأتي

ربما

ربما لن يأتي…

اتركوا لنا الهواء

لأجل الرئتين البريئتين

لأجل الصراااااااااااخ.

[لا يكفي ما سأقوله

لا يكفي ما ستقوله

ولن يكفي ما سنقوله،

الكلام مجرد فعل ما لن نفعله

ولا يكفي لفعل أي فعل.

[بينما

رأيتك تحمل عصفوراً

لأنك تحلم بالربيع،

بينما رأيتك تحمل قفصاً

لأنك تحلم بالحرية،

بينما رأيتك

تضع القفص

على جناح العصفور…

بينما رأيتك

يا العصفور

يا العصفور.

[ريثما أحبك

العصافير تتعلم عادة الطيران،

ريثما أحبك

الفراشات لن تموت،

أن أنظر صوبك

أن أقول ما سأقوله / لأنك،

أن أتمدد تحت شمس الظهيرة

أن أرنو إلى البحر

أن أزول

أن أعود من صيد الحيتان

أن أشتعل كما لو عود ثقاب

في بيدرك.

[لن أرتديها هذه السنة أيضاً

لن ألمسها

طالما أنادي على غيابك

بأعلى صوتي…

القميص ذو الكم

ذو النصف كم

ذو الأكمام

قمصان الصيف الزائل

لن أرتديها أبداً

سأضعها كزجاجة عطر

أمام أنفاسك.

[لا ينبغي أن أشرد لموسيقاك

لا ينبغي أن أسترد ما فقدته

لا ينبغي

العمل على شيء

كـ لا عمل

من أجل العمل،

البيادر تجعل أيامنا

ماضية إلى الهباء

وأما العصافير الذاهبة إلى الحقل

من تلقاء نفسها..

فمن أجل أغنية

لهذا

الصيف

الزائل. (عامودا)

() شاعر سوري

المستقبل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى