صفحات العالم

مقالات حول دور حزب الله في دعم النظام السوري

 

الجمعة

خطاب نصرالله: خطران

حسام عيتاني

خطران كبيران حملهما خطاب السيد حسن نصرالله أمس الأول: صدوره من خارج سياق الراهن العربي. ومحاولته اخراج جزء كبير من اللبنانيين من نسيجهم الاجتماعي التاريخي.

جاء الكلام المتوتر والانفعالي من مكان يبعد كثيراً عن الهموم العربية الحالية. لقد تجاهل الاستبداد والقهر والديكتاتوريات العسكرية وفشل التنمية في العالم العربي بأسره والبطالة والهجرة، أي مجمل الأسباب التي فجرت الثورات من تونس الى اليمن والبحرين. وانكفأ الى تفسير ثنائي للعالم المنقسم بحسبه بين خير وشر، وبين غرب (يضم اسرائيل والانظمة العربية) وشرق مجهول العناصر، وبين شتامين ومصفقين، بين مقاومين وخونة، من دون ان يكلف صاحب الكلام نفسه عناء التدقيق في التعقيدات الشديدة للمجتمعات العربية التي تتجاوز أزماتها الصراع مع اسرائيل او الاستلاب للغرب.

وتنطوي الرؤية هذه على إهانة للشعوب العربية المتطلعة الى غد افضل والتواقة الى كسر كل انواع القيود المكبلة لها، ومن بينها قيود الاحتلال الاسرائيلي والتبعية لأميركا. فالشعوب العربية في حساب نصرالله تقاد بواسطة الألاعيب الاميركية والاسرائيلية وليس من عاقل واحد من بين هذه الملايين التي نزلت الى الشوارع في القاهرة وتونس وبنغازي وتعز وصنعاء وحمص ودمشق، ينتبه الى ما يقول السيد عن المؤامرة الاميركية المسماة «الربيع العربي».

إن اعتقاداً كهذا يبخس أيما تبخيس وعي الشعوب العربية وقدرتها على تحديد مصالحها ورسم مستقبلها ويردها الى سوية القطيع المنتظر للقائد الملهم والمستبد العادل الآتي من وراء الحجب (أو على متن الدبابات «الممانعة»، لا فارق)، ليقود الشعوب التائهة الى جنة الانتصارات ضد العدو الاسرائيلي. والانتصارات هذه لا تُصنع إلا على أيدي «قادة» من صنف آصف شوكت وحسن توركماني وداود راجحة. فهل يتوقع ممن اعتُقلوا وعُذبوا واهينت كراماتهم من لبنانيين وسوريين وفلسطينيين على ايدي عسس هؤلاء وجنودهم ومن هم من طينتهم، ان يصدقوا هذا الكلام؟ أي استخفاف بالعقول ابعد من هذا؟

الخطر الثاني في كلام نصرالله، هو سعيه الى رفع سور يحيط بالجماعة التي يقود ويدعوها الى الانخراط في صراع أبدي مع «الغرب» واسرائيل والانظمة العربية. صراع لا تفسير له في عالم السياسات والمصالح والعلاقات الدولية والاجتماع سوى نزعة الشر المحض التي تحرك قوى هذا العالم الذئبي المتوحش وتدفعها الى الهيمنة على بلادنا وثرواتنا ومقدساتنا. وعلى الجميع الثقة بـ «قيادة المقاومة» المرشدة لنا في زمن الانتصارات هذا، من دون اعتبار لما يقرره اصحاب القضية، الفلسطينيون، وخياراتهم وما يمكن ان يطرأ من تعديلات على اولوياتهم.

يظهر هنا الوجه الصريح بل الفج للخطاب الطائفي. وجه اللاعقلانية وأسطرة التاريخ والسياسة واحالتهما الى أقدار يرسمها الغيب. ولا خلاص للمؤمن فيها ومنها إلا بالاحتماء بعباءة الجماعة وسلاحها. ومما يدل على ذلك، تلك الفكرة الغريبة عن «ميثاق شرف» تتولى فيه كل طائفة إسكات الصحافيين او الكتّاب او المحرضين من ابنائها الذين يسيئون الى الطوائف الأخرى. بكلمات ثانية، لا مكان للتعبير عن الرأي ولا للحرية الفردية اذا خالفت قوانين الانتظام الطائفي. وبداهة، لا يحق التساؤل عمن يضع هذه القوانين ومن يستفيد منها ومن يدير العلاقات مع الطوائف الأخرى وكيف.

ومؤسف جداً هذا الانحياز الى جانب الطغاة العرب، ومؤلم ذاك الاستسلام لرؤية ضيقة قرر أصحابها مواجهة التاريخ وشعوب المنطقة بأجساد جماعاتهم التي قد تتشارك في خسائرها مع باقي ابناء المنطقة، إذا لم تُعد النظر في المسارات التي تُدفع اليها دفعاً.

الحياة

السبت

محاولة في تصويب السجال

حازم صاغيّة

يجري السجال بين الأمين العام لـ «حزب الله» وخصومه على الشكل التالي: يقول إن قادة النظام السوري شركاء في المقاومة والتصدي لإسرائيل، وإن الصواريخ التي انطلقت نحو حيفا صنعت في دمشق، فيرد عليه خصومه بأن النظام السوري لم يطلق طلقة واحدة في الجولان وأنه قتل من الفلسطينيين أكثر مما قتلت إسرائيل. ويقول نصرالله إنه يريد جيوشاً قوية تقاتل إسرائيل، ويردون عليه بأن حزبه يحول دون قوة الجيش اللبناني بفعل ازدواج السلطة في لبنان، فكيف يريد جيوشاً قوية من يمنع الجيش اللبناني أن يقوى؟

والحال أن الطرفين محقان، كلٌّ من موقعه: فسورية دعمت فعلاً «حزب الله» في حربه مع إسرائيل، وهي فعلاً التزمت وقف إطلاق النار كاملاً في الجولان وامتنعت عن مقاتلة إسرائيل. كذلك يعوق «حزب الله» فعلياً قيام جيش لبناني قوي، لكنه، مع هذا، يرتاح إلى وجود جيوش قوية، بالمعنى الأسدي والصدامي والخميني، في الجوار، كما يرتاح إلى وجود أنظمة تنبثق من تلك الجيوش.

وهذا سجال مقفل وعقيم، لأنه في آخر المطاف يدور على أرض واحدة، وتحكمه حجج معيارية واحدة، بما يقرِّبه من المناكدة. أما إنعاش السجال هذا وجعله فعلياً، فلا يتم إلا بإعطائه مضامين تتكفل وحدها بتظهير القَطْع القائم بين المنطقين.

فحتى لو فتح النظام الأسدي جبهة الجولان وخاض معركة حياة أو موت مع إسرائيل، ولم يكتف فحسب بدعمه «حزب الله»، فإنه يبقى نظاماً يحرم أفراد شعبه حقوقهم المدنية وينهض على قهرهم وإفقارهم وتجويعهم. أكثر من هذا، فإن ذهابه بعيداً في مقاتلة إسرائيل، في حال حصوله، يمكن أن يشكل عنصر قوة ومادة تبرير لنهجه الاستبدادي والإفقاري.

بلغة أخرى، لا تشكل السياسة التي تعتمد حيال النزاع العربي–الإسرائيلي، أو ما تبقى منه، أي حجة لمصلحة نظام ما، أو ضد نظام ما. وإذا صح هذا الافتراض عموماً، فإن صحته تتضاعف اليوم، حيث لا تقف الناس، والفلسطينيون منهم خصوصاً، في الطوابير كي تقاتل إسرائيل أو كي تحرر فلسطين.

والشيء نفسه يصح في الجيوش، فقد علّمت كل التجارب التي نعرف، أن المعنى الوحيد للجيوش القوية في المنطقة هو قهر شعوبها واستيلاد حروب تبدأ ولا تنتهي من أجل تحويل الأنظار عن مشاكل أنظمة تتربع الجيوش في سدتها. وقد تكون حروب صدام حسين الداخلية (ضد الأكراد والشيعة والشيوعيين…) والخارجية (ضد إيران والكويت…) المثل الأنصع، وإن لم يكن الأوحد، على هذا. مقابل ذلك، فإن الأجدى تعزيز التنمية بما يُصرف على الجيوش (أقاتلَتْ إسرائيل أم لم تقاتلها)، وإزاحة هذا القيد العسكري الثقيل عن عنق الحياة المدنية وما قد تنتجه من سياسة.

وقصارى القول إن فارقاً فلكياً يفصل الذين يعتبرون آصف شوكت ورفيقيه أبطالاً وقادة، وبين الذين يعتبرونهم جلاّدين، وفارق كهذا لا بد أن يجد معادِلَه في الأفكار والمفاهيم، بحيث ترتفع جذريتها إلى مستوى الجذرية التي ينطوي عليها الخلاف.

إن المشكلة مع البعث وحكمه ليست في أنهما لم يحررا فلسطين ولا يحررانها!

الحياة

الأحد

«حزب الله» وسورية

: عبدالله اسكندر

في الخطاب الأخير للأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله، ضمرت الاعلانات المتكررة عن ضرورة الاصلاحات في سورية لمصلحة التأييد المطلق لنظام الرئيس بشار الأسد.

يتجاوز هذا الضمور الاستفزاز الذي يثيره لدى السوريين الذين ينالون على مدار الساعة من التدمير والقتل على يدي هذا النظام الى تأكيد الارتباط العضوي بين طبيعة الحكم في سورية وظاهرة «حزب الله» في لبنان، وإن كان شعار «المقاومة» حالياً هو الغطاء الذي يُقدم لتبرير هذا الارتباط.

كان لافتاً ان يشدد نصر الله على انه منهمك في القضايا الكبرى في المنطقة، اي ما يتعلق بإيران ومصير الحكم السوري، تاركاً القضايا الصغيرة في لبنان ليتسلى بها خصومه الداخليون، من حكومة ونقابات الخ… وفي هذا الاهتمام تنكشف، وربما للمرة الأولى بهذا الوضوح، طبيعة العلاقة التي تجمع طهران والنظام في دمشق و «حزب الله». وكان لافتاً ايضاً ان زعيماً شيعياً لبنانياً هو رئيس البرلمان وحليف «حزب الله» الرئيس نبيه بري حذر، في اليوم التالي لخطاب نصر الله، من انعكاسات التقسيم في سورية على لبنان. ودعا بري الى تحصين الساحة الداخلية من اجل تفادي الارتدادات السلبية عليها، اي الانعكاسات على طبيعة علاقات الطوائف اللبنانية في ما بينها.

تحدث نصر الله عن الدور السوري في تسليح «حزبه» ودعمه بالصواريخ خلال حرب تموز، لكنه لم يشر الى ان النفوذ الكبير الذي حصل عليه هذا الحزب، في الحياة السياسية اللبنانية وداخل الطائفة الشيعية، لم يكن على النحو الذي نعرفه لولا قدرة الضغط الاستثنائية التي مارسها النظام السوري على السياسيين اللبنانيين، وإرغامهم على الوقوف خلف «حزب الله»، منذ انطلاقته على يدي الرئيس الراحل حافظ الاسد.

ويعتقد بأن هذا الدور السوري في رعاية «حزب الله» هو الخسارة الفعلية للحزب وليس الصواريخ السورية الصنع.

لم يقلب «حزب الله» ميزان القوى الحكومي في لبنان، عبر اطاحة حكومة سعد الحريري، بالصواريخ وانما بالنفوذ السوري على سياسيين لبنانيين غيّروا مواقفهم بفعل الضغط من دمشق.

واليوم، يترنح النظام السوري الذي يعتقد بأنه لن يكون قادراً، بعد الآن، على حكم سورية الموحدة. وهو فشل في انهاء الحركة الاحتجاجية، رغم ما يملكه من ترسانة عسكرية وصواريخ.

يعني ذلك ان الترسانات القتالية، مهما كانت متطورة لا تحمي نظاماً استبدادياً وقهرياً. وهذه خلاصة ينبغي ان يتوقف عندها «حزب الله»، بصفته تنظيماً شيعياً. فهو، رغم التهديد والوعيد والقمصان السود، لن يكون قادراً على الاستمرار في نهجه الحالي، عندما يسقط النظام في دمشق.

فسقوط الحكم السوري سيحرر كثيرين، في لبنان وفي الطائفة الشيعية خصوصاً، من عبء الضغط السوري، بما يعيد تركيب التحالفات على قواعد مختلفة. وعندها لن يكون «حزب الله» قادراً على الحفاظ على الاستقطاب الحالي حوله، ولن تكون الصواريخ مفيدة، حتى لو جرى تغليفها بالنزاع مع اسرائيل.

ستترتب على سقوط الحكم في سورية تغيرات كبيرة، ليس فقط في النهج السياسي للحكم السوري المقبل ازاء لبنان وشؤونه وبما لا يتناسب مع مصلحة «حزب الله»، وانما ايضاً على مستوى المنطقة ايضاً. بما يعيد طرح اسئلة حول الادوار التي انتهى اليها الغزو الاميركي للعراق وتمدد النفوذ الايراني.

وبمقدار ما يسرع «حزب الله» في الانخراط الجدي كطرف شيعي في الحياة السياسية اللبنانية والتخلي عن استراتيجته التي تربطه بالنظام السوري، بمقدار ما يخفف من وطأة التغيرات المقبلة على الشيعة في لبنان. اما الاستمرار في توظيف فائض القوة، فسيكون عرضة لاختبار صعب بعد انهيار التركيبة القائمة في دمشق حالياً.

الحياة

الأحد

لا دموع على القتلة

فهمي هويدي

ما حدث فى دمشق فظيع، ما حدث فى الحولة أفظع. الأول حادث نادر تعرض له أركان النظام السورى الذين قتلوا فى أثناء اجتماع لهم. الثانى حلقة من مسلسل الدم النازف فى سوريا منذ أكثر من ستة عشر شهرا. الذين فعلوها فى دمشق معارضون يحلمون بالحرية، والذين فعلوها فى الحولة زبانية نظام يصر على تركيع الشعب وإذلاله.

المجتمعون فى دمشق كانوا يخططون لقتل معارضيهم، فعاجلهم الأخيرون وتغدوا بهم قبل أن يتعشى بهم الزبانية، الذين قتلوا فى دمشق ماتوا بكرامة وشيعوا فى جنازة مهيبة. أما الذين قتلوا فى الحولة وفى غيرها من المدن السورية فقد تعرضوا للتعذيب والتشويه والاغتصاب وقضوا بلا كرامة، ولم يجرؤ أحد على أن ينقل جثثهم أو يدفنهم.

حين طالعت صور المغدورين من أركان النظام النياشين ترصع صدورهم تداعى أمام عينى شريط أشلاء آلاف السوريين الذين افترسهم الشبيحة وشممت رائحة الجثث المتعفنة والمحترقة فى حمص ودرعا وأدلب. ورأيت أرواح ضحايا القتل اليومى تسبح فى الفضاء، فى بحر من الدموع والدماء. وسمعت نشيج الثكالى وآهات المكلومين وصرخات المعذبين فى أقبية السجون.

لا مجال للتشف أو الشماتة. ولست أرى مروءة أو شهامة فى التكبير الذى سمعته من البعض حين تلقوا خبر مقتل أقرب المقربين من الرئيس السورى. حتى إذا كانوا يشكلون خلية القتل القمع خلية القتل والقمع. فالموت له جلاله، وحين يتم قتلا فالتدبر فيه أولى والاتعاظ أوجب. وإذا كانت قلوب الجبابرة من صخر، حتى أصبحت محصنة ضد التعلم والاعتبار، فإن ذلك لا يفاجئنا كثيرا.

كأنما شاءت المقادير أن يدفع كل منهم ثمن جبروته. لم يعتبر القذافى من نهاية صدام حسين الذى كان أكثر رجولة منه، لكن ملك ملوك أفريقيا أصر على أن يتمادى فى غيّه، وقرر أن يسحق من جرؤ على معارضته. وقد أصابتنى قشعريرة حين علمت بما فعل فيه بعد القبض عليه، لكنى حين سمعت من الليبيين ما فعله الرجل بشعبه ووطنه أدركت أن جزاء الرجل كان من جنس عمله. وان نهايته البشعة لم تكن سوى صدى للبشاعات التى أنزلها بالليبيين. كما أننى أشك كثيرا فى أن الرئيس الأسد تلقى شيئا من رسائل نهاية القذافى.

لا أعرف كيف تلقى الرئىس بشار الأسد خبر مقتل رجاله، الذى يحمل أكثر من دلالة. فما عاد الأمر مؤامرة دبرتها جماعات إرهابية قادمة من خارج البلاد. ولكن القاصى والدانى صار مدركا أن ما فى سوريا هو انتفاضة شعب ضاق ذرعا بالاستبداد والفساد. وما عاد التمرد مقصورا على المحافظات النائية التى يسهل التسلل إليها من الجيران، لأن رياح الثورة طالت المدينتين الكبيرتين ــ دمشق وحلب ــ اللتين عول عليهما فى صموده. بل إن أصابع الثوار وصلت إلى قلب دوائر السلطة وجهة القرار. حتى بدا وكأنها تقف بباب الرئيس الأسد شخصيا. ثم ان تماسك النظام نفسه بات مهددا، بعدما تعددت الانشقاقات حتى بين قيادات الجيس، الأمر الذى أدى إلى تصدعه واقتراب نهايته.

بقيت حكاية المؤامرة على سوريا فى استهدافها. وهى صحيحة ولا أحد يستطيع أن ينكرها. لكن أحدا لا يستطيع أن ينكر أيضا أن إذلال النظام السورى للشعب هو الذى مكن لمخططات التآمر أن تنفذ إلى الساحة وتسهم فى زلزلة أركانه. حتى أزعم أن تآمر النظام على شعبه كان أقوى تأثيرا من تآمر الأخيرين عليه.

لا أحد ينكر أن للنظام مآثره التى مثلت فى إيوائه لعناصر المقاومة الفلسطينية أو مساندته للمقاومة اللبنانية. لكن جرائمه بحق الشعب السورى لا تنسى أيضا، وبوسع البعض ان يقول إن نظام دمشق تستر بانحيازه إلى جانب المقاومة الفلسطينية لكى يصرف الانتباه عن تلك الجرائم. حتى رأينا أن الجيش السورى استخدم فى الحرب ضد الشعب السورى بأكثر مما أسهم فى الحرب ضد أعداء سوريا.

لقد استمعت إلى خطاب السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله، الذى ألقاه مساء الأربعاء الماضى (18/7) بعد التفجير الذى حدث فى دمشق، وقد ندد فيه بالمؤامرة على سوريا. وذكر أن تصفية قضية فلسطين هى الهدف من وراء كل ما يجرى. وكان محقا حين قال إن السيدة كلينتون وزيرة خارجية أمريكا حين زارت المنطقة أخيرا لم تشر بكلمة إلى الشعب الفلسطينى أو قضيته. لكنه وقع فى المحظور ذاته حين حكى فى كل شىء ولم يشر بكلمة إلى محنة الشعب السورى.

حين تستمر آلة القتل فى سوريا بصورة أكثر شراسة، وحين يواصل المستبدون فى العالم العربى نهجهم دون أن يستوعبوا شيئا من دروس ما يجرى، فإننا لا نستطيع أن تعذرهم أو تتعاطف معهم، وليس أمامنا إلا أن نترك كل واحد منهم لمصيره الذى يستحقه على أيدى شعبه.

إننى لم أذرف دمعة على أعوان الأسد الذين قتلوا فى دمشق، لأن ما حل بالشعب السورى جفف من مآقى، حتى ما عاد لدى بقية من دمع أذرفه على قاتليه.

* نقلا عن صحيفة “الشروق” المصرية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى