نحو وحدة العمل الوطني من أجل وحدة تنسيقيات الثورة السورية
أشعل شباب سورية في الخامس عشر من آذار (مارس) 2011 شرارة ثورة شعبية سلمية تطالب بالكرامة والحرية وتناضل من أجل الانتقال بالمجتمع السوري من دولة الاستبداد والفساد إلى دولة ديمقراطية مدنية يتساوى جميع مواطنيها في الحقوق والواجبات.
وها قد دخلت الثورة السورية هذه شهرها الرابع، مثابرة على سلميتها وارتقائها بمطالب الحرية والكرامة من أجل الانتقال بالمجتمع السوري من سجن الاستبداد إلى الفضاء الوطني السوري الحر القائم على التعددية الديمقراطية والمرتكز على الوحدة الوطنية بأسمى معانيها الحضارية وأرقى معاييرها الحقوقية، في حينِ ما انفكت السلطة الاستبدادية تمعن في شراستها الدموية وتوغل في جرائمها بحق الوطن والمواطنين ضاربة عرض الحائط بكل دعوة إلى التعقل واحترام القواعد والمعايير الإنسانية، وماضية في الزج بوحدات الجيش السوري في مواجهة الأهالي العزل والمتظاهرين السلميين، مخضعة هذه الوحدات لسيطرة أجهزتها الامنية وكتائبها الفاشية المعروفة بـ”الشبّيحة”.
ويتزامن نشاط السلطة القائمة وأجهزتها الأمنية المتمثل في القتل والتنكيل مع نشاط سياسي محموم تعمل من أجله هذه السلطة عبر ممثلين لها رسميين وغير رسميين، من شبّيحة إعلاميين وثقافيين وبرلمانيين وتابعين كثر، بغية خداع وتضليل قوى داخلية معيَّنة وبث رسائل موجَّهة إلى الخارج المرمي إلى استمالته بصفقات إقليمية.
ويتصدَّر أولوياتِ هذه السلطة إجهاضُ الثورة، أو كبحُها على الأقل ولو مؤقتاً، أو بثُّ الفرقة لشق الصفوف بأية صورة كانت وأية درجة أمكنت، لكي تفك من حولها طوق العزلة الذي حشرتها فيه سياستها الأمنية، مستهدفة بمسعاها هذا أحزاباً وهيئات وشخصيات سياسية وثقافية وفكرية لا يُشك في وطنيتها وذلك بجرها إلى أنشطة خلافية مرتجلة تشوِّش على الحراك الشبابي في الشارع المنتفض وتتيح للنظام فرصاً إعلامية وغطاءً للمزيد من القمع والتنكيل والاعتقال.
إننا في الهيئة الوطنية لدعم الثورة الديمقراطية في سورية، إذ نعاين أن النظام مشارف على اقتراف فعلتين كبيرتين يعوِّل عليهما كثيراُ، أولاهما ارتكاب مذبحة جديدة في حماة وثانيتهما تنظيم مؤتمر الحوار المزعوم الرامي إلى شق الصفوف وشراء الذمم، نأمل أن تنتقل قيادات ثورتنا إلى الهجوم السلمي المضاد بالعمل على تقارب المشارب وتلاقى التلاوين الشبابية للتنسيقيات الميدانية وتوحيد الجهود في حزمة ضوئية متضامّة قوية الإشعاع تعزز الثقة بالثورة وبالتغيير الديمقراطي، وندعو شباب ثورة الحرية والكرامة وأطرها المنظمة في تنسيقياتها الميدانية، لجاناً محلية واتحادَ تنسيقيات، إلى المسارعة إلى تحقيق الوحدة النضالية على نحو يقطع الطريق على النظام وكل من يريد النيل من هذه الثورة او المساومة عليها، والارتقاء بالعمل الميداني وتناسق الرؤى السياسية والشعارات البرامجية الطابع التي تجتذب إلى الثورة الفئات والشرائح المترددة بغية تسريع عملية الخلاص. فخطاب الثورة أصبح يستلزم رؤى مستقبلية لترميم بناء المجتمع السوري جماعاتٍ ومؤسساتٍ بعد الخراب الذي لحق به طيلة أربعين سنة من سلطة الاستبداد والفساد.
إننا في الهيئة الوطنية لدعم الثورة الديمقراطية في سورية نؤكد موقفنا الراسخ الذي أعلناه في بياننا الأول، ألا وهو وقوفنا في خندق الثورة من وراء التنسيقيات. وندعو سائر قوى المعارضة الوطنية القائلة بالتغيير الجذري إلى القطع الكامل مع كل من تلطخت يداه بدماء الأبرياء أو بالفساد. ونحث جميع المعنيين بانتصار الثورة والتغيير، من شخصيات وطنية وتشكيلات حزبية، على بذل قصاراهم لرفد حركة التنسيقيات، نابذين الخلافات القديمة والمستجدة، ومسيطرين على تباينات الرؤى وعلى الحساسيات الحزبية المفرِّقة، ومنضوين تحت لواء حركة الثورة الشبابية، وذلك دون أن يتخلوا عن هوياتهم السياسية ولا عن عقائدهم الفكرية، فالوطن السوري الديمقراطي المنشود القائم على التعددية هو الحاضنة الحقيقية لصراع الأفكار وتنافس البرامج.
إننا، إذ نحيي شباب الوطن الذين يفتدون حريتنا جميعاً بدمائهم الطاهرة، نشدِّد على وجوب نكران الذات الخلافية والتوحّد وراء تنسيقيات الشباب المتنوعة في ثورة الحرية والكرامة.
الهيئة الوطنية لدعم الثورة الديمقراطية في سورية
08/07/2011
التواقيع: