نمشي و بنكفّي الطريق !
جلست ُ ساعات أحاول أن أكتب ، مساء الأمس و صباح اليوم ، أبكي و أضحك ُ لا حزنا ً و لا فرحا ً ، إنما تفاؤولا ً قلقا ً بأشياء لن أذكر منها هنا سوى أنني على ثقة بأنّ كلّ عثرة ٍ في الطريق هي مرحلة ستنتهي بمراحل أفضل منها ، و أنه ُ و تماما ً كما يحدث في الألعاب الألكترونيّة ، يجب يجتاز اللاعب جميع المراحل قبل َ أن يقاتل التنين و يربح اللعبة!
عن ماذا أكتب بالضبط هنا و من أين َ أبدأ ؟
من العلم الذي رفع منذ اسبوع و امتدّ كليومترين و ثلاثمئة متر لا تطعم ُ جائع و لا تحلّ مشكلة ؟ في حينها أردت ُ أن أكتب تدوينة صغيرة أضع فيها صورة العلم و أقول ، أطمأنوا يا جياع وطني فقد صار لدينا علم يمتدّ كليومترات ٍ تجوب ُ شوارع الوطن لكنه لا يشبع ُ جائعا ً ، لقد صار لدينا علم يمتدّ كيلومترات ٍ تجوب شوارع الوطن و لكنه لا يقضي على الفساد ، صار لدينا علم يمتدّ كيلومترات ٍ عديدة لكنه ُ لا يرفع ُ ظلما ً عن مظلوم أو يحرّك جزمة مدعوم ٍ بعيدا ً عن رقبة منتوف ٍ ، او جيبه .
مازال َ ينقصنا الكثير و لكن الأهم أنه ُ صار َ لدينا علم !!
أو أبدأ بالحديث عن الوقفة الصامتة على أرواح الشهداء في دمشق التي خرج َ بعض الذين يعتبرون أنّ الشهداء ليسوا أكثر من جراثيم و حثالة و مندسيين و مخربيين ليقومون بالإعتداء على الصمت بالضجيج و على بعض الأشخاص بالضرب و الاتهام . و كأنّ لا قانون يسري في البلاد سوى قانون الحفاظ على الرأي و الرأي الواحد فقط !
أو اتطرّق للحديث عن صفحة الثورة السورية التي أصبحت موازية تماما ً لحال النظام ، لا تختلف ُ عنه ُ سوى بأنها تقف ُ على الطرف الآخر من ضفّة النهر . تمارس ُ الصوت العالي و الألفاظ الهجومية و الاستفزازيّة و تؤمن أنّ لا غيرها له ُ الحق او القدرة على القيام بشيء ٍ ملموس على مبدأ “ أنا أو الطوفان “ !
أو أتطرّق للحديث عن مؤتمر سمير أميس الذي انعقد َ في دمشق ، مؤتمر للمعارضة الداخلية كهذا مهمّ و ضروري و خطوة تاريخيّة في سوريا و لكن يا سادة يا كرام ، هل من أحد يتوجه بحديثه إلى الشارع ؟ فالشارع يعقد كلّ جمعه ٍ مؤتمره ُ الخاص ، و مهما عقد من مؤتمرات ٍ في الغرف المغلقة ، إن لم تجد طريقها لتلتقي مع طريق الشارع و تتحدّث إليه ِ فهي لن تكون سوى قرارات و بيانات ٍ تنصّ على بنود ٍ رائعه ننتظر ُ أن تصبح حقيقة. المؤتمر كان مهمّ ، أمّا الآن فننتظر ما بعد المؤتمر ؟
أو أكتفي بأن أردد عن خالد الهبر مع دندنات زياد الرحباني أغنية لـ “ صاحبي اللي كان يشتغل زبال و استشهد “ :
نمشي و منكفي الطريق ، نمشي و منكفي الطريق ، نمشي و منكفي الطريق ، نمشي و منكفي الطريق ، نمشي و منكفي الطريق . . .
http://www.freesham.com/2011/06/blog-post_30.html